عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة السابعة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فمن عرفک عرفنی و أنا لا أعرف فأنت لا تعرف. فإذا دخلت جنته دخلت نفسک فتعرف نفسک معرفة أخرى غیر المعرفة التی عرفتها حین عرفت ربک بمعرفتک إیاها. فتکون صاحب معرفتین : معرفة به من حیث أنت، و معرفة به بک من حیث هو لا من حیث أنت.

فأنت عبد وأنت رب   ... لمن له فیه أنت عبد

و أنت رب و أنت عبد ... لمن له فی الخطاب عهد

فکل عقد علیه شخص ... یحله من سواه عقد )

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فمن عرفک عرفنی و أنا لا أعرف فأنت لا تعرف. فإذا دخلت جنته دخلت نفسک فتعرف نفسک معرفة أخرى غیر المعرفة التی عرفتها حین عرفت ربک بمعرفتک إیاها. فتکون صاحب معرفتین : معرفة به من حیث أنت، و معرفة به بک من حیث هو لا من حیث أنت. فأنت عبد وأنت رب   ... لمن له فیه أنت عبد و أنت رب و أنت عبد ... لمن له فی الخطاب عهد فکل عقد علیه شخص ... یحله من سواه عقد )

(فمن عرفک)، لأنی ما ظهرت إلا بک (عرفنی) على التحقیق (وأنا)، أی الحق سبحانه وتعالى (لا أعرف) بالبناء للمفعول، أی لا یمکن أن یعرفنی أحد غیری کما أنا علیه فی نفسی المعرفة التامة الذاتیة (فأنت) أیضا یا أیها العارف (لا تعرف) بالبناء للمفعول، أی لا یعرفک أحد غیرک کما أنت علیه فی نفسک المعرفة التامة الذاتیة .

(فإذا دخلت) یا أیها العارف به (جنته) التی هی سترته وهی نفسک القائمة به تعالى فقد (دخلت نفسک) التی خلقک علیها ثابتة فیها بإثباته (فتعرف نفسک) حینئذ (معرفة أخرى) تامة ذاتیة (غیر المعرفة) الأولى الناقصة الصفاتیة الأسمائیة (التی عرفتها)، أی نفسک بها أولا (حین عرفت ربک بمعرفتک إیاها) کما ورد فی الأثر "من عرف نفسه فقد عرف ربه" (فتکون) حینئذ یا أیها العارف (صاحب معرفتین) بالله تعالى الأولى :

(معرفة به) سبحانه (من حیث أنت) وهی معرفته بصفاته وأسمائه المتوجهة على إیجادک وتکوینک (و) الثانیة : (معرفة به) سبحانه (بک)، أی بنفسک (من حیث هو) قائم على کل نفس بما کسبت، لا من حیث کل نفس بل من حیث هو سبحانه، وهی المعرفة الذاتیة.

ولهذا قال (لا من حیث أنت) موجود عنه سبحانه .

والحاصل أنک فی المعرفة الأولى عرفت نفسک الوهمیة الکونیة، فعرفت ربک من حیث ما هو متجلی علیک .

وفی المعرفة الثانیة عرفت نفسک الحقیقیة المشار إلیها بقوله تعالى فی بعض الکتب المنزلة : «یا ابن آدم خلقتک من أجلی، وخلقت الأشیاء کلها من أجلک» إلى آخره.

یعنی خلقتک لأظهر بک عندک وعند غیرک فتکون مظهری فنفسک المخلوقة إلى غیر نفسی الخالقة لک لکن معرفة نفسک المخلوقة لی موصلة إلى معرفة نفسی الخالقة لک، فإذا عرفت نفسی الخالقة لک بعد معرفة نفسک المخلوقة لی فقد عرفتنی حق المعرفة وفی ذلک یقول رضی الله عنه .

(فأنت) یا صاحب المعرفتین حینئذ (عبد) من حیث معرفتک الأولى التی عرفت بها نفسک الوهمیة فعرفت ربک المحقق، وعرفت کونا فعرفت عینا، وعرفت أثرة فعرفت مؤثرة.

(وأنت) أیضا (رب) من حیث معرفتک الثانیة التی عرفت بها نفسک الحقیقیة عرفت قیوما علیک فعرفت قدیمة، وعرفت موجودة وما سواه، فان مضمحل فعرفت حقا، فأنت برسومک عبد وبلا رسومک رب، وأنت عبد وبلا أنت رب فأنت عبد (لمن)، أی للذی (له) خبر مقدم للمبتدأ الثانی (فیه) خبر مقدم أیضا للمبتدأ الأول، أی أنت ظاهر فی وجوده بماهیتک المعدومة (أنت) مبتدأ أول (عبد) مبتدأ ثانی، أی أنت عبد لمن أنت فیه عبد له، وهو ربک الظاهر لک فی معرفتک الأولى، المعرفة الصفاتیة الأسمائیة، وأنت رب أیضا لمن أنت فیه عبد له لأنک ارتقیت إلى المعرفة الثانیة وهی المعرفة الذاتیة، فأنت رب لمن کان ربک فی المعرفة الأولى، فالذی تعرفه من الرب سبحانه أنت عبده وهو ربک فی المعرفة الأولى.

فإذا تحققت بما لم تکن تعرفه فی المعرفة الأولى وعرفته فی المعرفة الثانیة، فالذی تعرفه فی المعرفة الثانیة رب لمن کنت تعرفه فی المعرفة الأولى، فإذا تحققت بهذه المعرفة الثانیة رسخت فیها وعرفت الأمر على ما هو علیه فأنت کامل.

(وأنت رب) من حیث نفسک الحقیقیة .

(وأنت عبد) أیضا من حیث نفسک الوهمیة فربوبیتک (لمن له فی الخطاب عهد) وهو الذی قال : بلى لما قیل : ( ألست بربکم) وعبودیتک أیضا لمن له فی الخطاب عهد وهو القائل "ألست بربکم".

والقائل :" ألست بربکم" هو القائل : "بلى" ولکن القول من هذه الحضرة غیر القول من هذه الحضرة الأخرى.

وهذا کالقلب فإنه مخاطب اسم فاعل من حضرة ومخاطب اسم مفعول من حضرة أخرى، والقلب بمعنى المصدری هو سبب تسمیة القلب الذی هو الحقیقة الإنسانیة و "إن فی ذلک لذکرى لمن کان له قلب أو ألقى السمع" [ق: 37].

وهو الذی وسع الحق دون سمواته وأرضه وإذا وسع الحق فما وسع إلا نفسه، والذی تعرفه بما تسمیه قلبک هو فی السموات وفی الأرض، فلیس هو الذی وسع الحق تعالی فافهم.  وحیث کان الأمر کذلک.

(فکل عقد)، أی اعتقاد فی معرفة الحق سبحانه ثابت (علیه)، أی على ذلک العقد (شخص) من الناس وقت من الأوقات (یحله)، أی یحل ذلک العقد ویبطله (من) شخص (سواه)، أی سوى ذلک الشخص الأول (عقد) آخر أی اعتقاد غیر ذلک الاعتقاد مع وسع الحق تعالی وضیق الکون عن استیفاء معانی حضراته .


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فمن عرفک عرفنی و أنا لا أعرف فأنت لا تعرف. فإذا دخلت جنته دخلت نفسک فتعرف نفسک معرفة أخرى غیر المعرفة التی عرفتها حین عرفت ربک بمعرفتک إیاها. فتکون صاحب معرفتین : معرفة به من حیث أنت، و معرفة به بک من حیث هو لا من حیث أنت.

فأنت عبد وأنت رب   ... لمن له فیه أنت عبد

و أنت رب و أنت عبد ... لمن له فی الخطاب عهد

فکل عقد علیه شخص ... یحله من سواه عقد )

فإنا لم أعرف إلا بک (فمن عرفک عرفنی وأنا لا أعرف) إلا بک ، فأنت لا تعرف إلا بی.

کما قال عرفت الله بالأشیاء وعرفت الأشیاء بالله فتوقف معرفة کل منهما إلى الآخر .

الأولى مشاهدة المؤثر من الأثر والثانی مشاهدة الأثر من المؤثر وهو أتم من الأول معرفة ومعناه ، لا یعرفنی عبد إلا أنت ولا یعرفک رب إلا أنا .

وجاز أن یکون معناه وأنا لا أعرف على البناء المعلوم إلا أنت فأنت لا نعرف إلا أنا إذ کل رب لا یعرفه إلا ما کان مظهر الربوبیة .

کما أن کل عبد لا یعرف إلا ربه الخاص وقد انحصرت الأمر من الطرفین.

قال بعض الشراح وأنا لا أعرف بحسب الحقیقة وأنت لا تعرف بحسبها وإن کان له وجه لکنه لا یناسب المقام یظهر بأدنی نأمل .

(فإذا دخلت نفسک دخلت جنته) فإذا دخلت جننه (فتعرف نفسک معرفة أخرى غیر المعرفة التی عرفتها) أی عرفت نفسک بهذه المعرفة .

(حین عرفت ربک بمعرفتک إیاها فتکون) بسبب دخولک جنته (صاحب معرفتین معرفة به) أی بالحق بک (من حیث) أنک (أنت ومعرفة به بک من حیث) أنک (هو لا من حیث أنک أنت) ولم تکن هاتین المعرفتین إلا لمن دخل جنة ربه الخاص.

(فأنت عبد وأنت رب ... لمن له فیه أنت عبد)

و(شعر: فأنت عبد) من حیث التعین (وانت رب) من حیث الهویة (لمن له فیه أنت عبد) أی للذی أنت له فی حقه عبد.

فالعبد رب لربه الخاص لا لغیره، کما أنه عبد له لا لغیره، فتعلق ربوبیة العبد لمن تعلق عبودیته به.

و معنی ربوبیة العبد ربه: قبول أحکامه وإظهار کمالاته فیه ، وهذا مجازاة بین العبد وبین ربه الخاص .

وأما بین العبد وبین رب الأرباب وهو قوله :

(وأنت رب وأنت عبد     ….. لمن له فی الخطاب عهد)

وهو خطاب "ألست بربکم" والعهد قول المخاطبین قالوا:" بلى شهدنا"، فإن هذا الخطاب عن مقام الجمع فکان الکل عبیدا للکل بسبب ربهم الخاص بهم.

فکان الخطاب عاما والعهد عاما فیتنوع العهد الکلی بحسب القوابل إلى العهد الجزئی الذی بین العبد وبین ربه الخاص .وأما بینه وبین رب المطلق وهو عهد کلی.

( فکل عقد علیه شخص ... یحله من سواه عقد )

فإذن یتنوع العهد (فکل عقد) أی فکل واحد من العهد (علیه) أی على ذلک العقد (شخص) من المخاطبین المعاهدین .

أی ثابت على ذلک العقد بحفظه دائما على النقض والحل (یحله) أی یحل ذلک العقد (من سواه عقد) أی من له عقد سوى ذلک.

فإن من له العهد بینه وبین الاسم الهادی یحل العقد الذی بین الاسم المضل وبین عبیده فکان کل واحد من العبید یحفظ عقده ویحل عقد غیره.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فمن عرفک عرفنی و أنا لا أعرف فأنت لا تعرف. فإذا دخلت جنته دخلت نفسک فتعرف نفسک معرفة أخرى غیر المعرفة التی عرفتها حین عرفت ربک بمعرفتک إیاها. فتکون صاحب معرفتین : معرفة به من حیث أنت، و معرفة به بک من حیث هو لا من حیث أنت.

فأنت عبد وأنت رب   ... لمن له فیه أنت عبد

و أنت رب و أنت عبد ... لمن له فی الخطاب عهد

فکل عقد علیه شخص ... یحله من سواه عقد )

قوله فی الشعر: فأنت عبد وأنت رب  …. لمن له فیه أنت عبد

یعنی فأنت عبد لمن أنت ربه، وأنت رب لمن أنت عبده، کأنه یقول: تارة تظهر الحقیقة علیک فینسبک هو إلى أنک ربه وبالعکس.

والبیت الثانی یترتب معناه على ما سبق،

والبیت الثالث هو فی المعنى أیضا وتقدیره إذا اعتقدت فیه الربوبیة انحل عقد نسبتها إلیک واتصفت أنت بالعبودیة وبالعکس فی حقک.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فمن عرفک عرفنی و أنا لا أعرف فأنت لا تعرف. فإذا دخلت جنته دخلت نفسک فتعرف نفسک معرفة أخرى غیر المعرفة التی عرفتها حین عرفت ربک بمعرفتک إیاها. فتکون صاحب معرفتین : معرفة به من حیث أنت، و معرفة به بک من حیث هو لا من حیث أنت.

فأنت عبد وأنت رب   ... لمن له فیه أنت عبد

و أنت رب و أنت عبد ... لمن له فی الخطاب عهد

فکل عقد علیه شخص ... یحله من سواه عقد )

قال رضی الله عنه : "فمن عرفک عرفنی وأنا لا أعرف فأنت لا تعرف ، فإذا دخلت جنّته ، دخلت نفسک ، فتعرف نفسک معرفة أخرى غیر المعرفة التی عرفتها حین عرفت ربّک بمعرفتک إیّاها ".

فتکون صاحب معرفتین : معرفة به من حیث أنت ، ومعرفة به بک من حیث هو ، لا من حیث أنت » .

قال العبد : اشتقاق الجنّة من الستر ، وکلّ جنّة تجنّ أرضها بما علیها من النبات والشجر ، وهی بالنسبة إلى الجنّة مقامات ومنازل تلائمهم کلّ الملاءمة ، فکلّ عبد مرضیّ عند ربّه یلائمه بکونه مظهرا له فی جمیع ما یحبّ ویرضى أن یظهر فیه وبه ، فهو جنّة ربّه حیث ظهر ، وستر هو فی مظهریته .

فجعل العبد نفسه وقایة لربّه وجنّة له من الأفعال والآثار المذمومة عند من لا یرضاها من الأرباب والعبید ، فأضاف إلى نفسه جمیع المذامّ وهی بالأصالة أفعال وآثار لربّه فیه ، فصار وقایة ربّه عن ألسنة أهل الذمّ والمذامّ ، وهدفا لسهام الطعن والملام ، وجعل ربّه وقایة له فی جمیع المحابّ والمحامد.

فأضافها جمیعا إلى ربّه جنّة له ، فلا تضاف المحامد إلیه من حیث هو ، بل إلى ربّه ، واستتر هو بربّه عن إضافة المحامد ، کما ستر ربّه به عن المذامّ ، فکما أنّ العبد لا یکون موجودا إلَّا بربّه ، إذ هو کون .

فکذلک الربّ لا یکون ظاهرا متعیّنا فی عینه إلَّا بالعبد ، فهو مظهر ومظهر ، والناظر فیه وبه ، فینظره فلا یعرف إلَّا به ، وإذ قد ثبت أنّ الله لا یعرف بالحقیقة ، فعبده الذی هو مظهره الأکمل لا یعرف بغیره .

فإذا نادى کلّ ربّ عبده إلیه ، وأمره بالدخول فی جنّة ربّه ، دخّل العارف نفسه ، فیعرف أنّه مظهره ومجلاه ، وهو عبده وهو مولاه ، وهو عرشه ومستواه ، ولا ینفکّ ربّه یحبّه ویرضاه ،

ولا یزال عبده یعرفه ویهواه ، فلا بدّ لکلّ منهما عن الآخر کما قلنا فی هذا المقام ، شعر :

فما انفکّ یرضانی بکل محبّة .....   وما زلت أهواه بکلّ مودّة

فممتنع عنه انفصالی وواجب  ..... وصالی بلا إمکان بعد وقربة

فحینئذ یعرف العبد نفسه لربّه وبه غیر المعرفة المعیّنة الأولى ، وفی هذه المعرفة یضاف إلیه کلّ ما یضاف إلى ربّه من الکمالات ، ویضاف إلى ربّه کلّ ما یضاف إلیه من المظهریات ، فیعرف نفسه بربّه بعد معرفته ربّه بنفسه طردا وعکسا ، جمعا وفرادى ، دائما أبدا ، فیعرف ربّه ونفسه من حیث ربّه لا من حیث هو ، وکان یعرف ربّه من حیث نفسه لا من حیث ربّه ، فحصل له الجمع بین المعرفتین ، والتحقّق بالحسنیین .

قال رضی الله عنه: ( « فأنت عبد وأنت ربّ"

لمن له فیه أنت عبد .....   وأنت ربّ وأنت عبد )

لمن له فی الخطاب عهد »أنت عبد له من حیث ظهور سلطانه علیک ، وأنت ربّ له من حیث ظهور سلطانک به على من دونک وعلیه أیضا من حیث إجابته لسؤالک ، فما أنت على کل حال إلَّا تعیّنا من تعیّناته وتجلَّیا من تجلَّیاته ، وأنت ربّ أیضا من حیث ظهور الربوبیة بک وفیک لربّ خاطبک بخطاب " أَلَسْتُ بِرَبِّکُمْ ".

فقلت : بلى بین العباد الراضین بربوبیته ، المرضیّین عنده حین قالوا ما قلت ، فنالوا ما نلت ، وما توجّه الخطاب من الأحدیّ الذات إلیک خاصّة .

قال رضی الله عنه: (فکلّ عقد علیه شخص یحلَّه من سواه عقدفإنّ عبد اللطیف والرؤوف على عقد وعزیمة یحلّ العقد والعزیمة التی علیه القهّار والمعذّب ، وعبد الظاهر على اعتقاد وعلم یحلَّه عبد الباطن ، وهکذا بین جمیع المربوبین والأرباب من غیر تخلیط ولا تخبیط بین المقامات والعقائد) .

قال العبد أیّده الله به: حضرات الأرباب تقابل حضرات العباد تقابل الأمثال ، وذلک لأنّ کلّ واحدة من الحضرتین مرضیّة عند الأخرى راضیة بها .

فالمثلیة بین الحضرات تامّة ، فالتضادّ کذلک عامّ ، لتقابل إحداهما الأخرى تقابل الضدّ الضدّ ، إذ المثل الحقیقی کالضدّ ، لعدم اجتماعه مع ضدّه أی بمثله حقیقة ، إذ لا تمیز لأیّهما فرضت عن الآخر ، وإذ لا تمیّز فلا بینیّة ، وإذ لا بینیة فلا اثنینیة ، فلا ضدّیة ، فلا مثلیة ، فما ثمّ إلَّا واحد ، فهو هو لا غیره ، فالوجود حقیقة واحدة تعیّنت فی مراتب متمیّزة عقلا ، فما ثمّ عقلا إلَّا متمیّز بخصوصه ، فما ثمّ مثل یوجب الاثنینیة ، فالمظهر عین الظاهر ، والظاهر عین المظهر ، فانظر تشهد .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فمن عرفک عرفنی و أنا لا أعرف فأنت لا تعرف. فإذا دخلت جنته دخلت نفسک فتعرف نفسک معرفة أخرى غیر المعرفة التی عرفتها حین عرفت ربک بمعرفتک إیاها. فتکون صاحب معرفتین : معرفة به من حیث أنت، و معرفة به بک من حیث هو لا من حیث أنت.

فأنت عبد وأنت رب   ... لمن له فیه أنت عبد

و أنت رب و أنت عبد ... لمن له فی الخطاب عهد

فکل عقد علیه شخص ... یحله من سواه عقد )

قال رضی الله عنه : ( فمن عرفک عرفنی وأنا لا أعرف فأنت لا تعرف ) وقد ثبت أن الله لا یعرف بالحقیقة ، إذ لا یعرفه إلا هو ، فعبده الأکمل الذی هو مظهر الحق الأعظم لا یعرفه فکیف غیره.

"" إضافة بالی زادة : فتوقفت معرفة کل منهما إلى الآخر ، الأول مشاهدة المؤثر من الأثر والثانی مشاهدة الأثر من المؤثر ، وهو أتم من الأول معرفة ، ومعناه : لا یعرفنی عبد إلا أنت ولا یعرفک رب إلا أنا ، ویجوز أن یکون معناه ( وأنا لا أعرف ) على البناء المعلوم إلا أنت ( فأنت لا تعرف ) إلا أنا إذ کل رب لا یعرف إلا ما کان مظهرا لربوبیته ، کما أن کل عبد لا یعرف إلا ربه الخاص ، وقد انحصر الأمر من الطرفین اهـ . بالی زادة ""

قال رضی الله عنه : ( فإذا دخلت جنة دخلت نفسک فتعرف نفسک معرفة أخرى غیر المعرفة التی عرفتها حین عرفت ربک بمعرفتک إیاها ) .

أی إذا أمرک بدخول جنته برضاه عنک دخلت نفسک فعرفتها معرفة غیر المعرفة الأولى ، لأن المعرفة التی عرفته بها من معرفتک نفسک أفادتک معرفة أن النقائص والمذامّ من نفسک ، والکمالات والمحامد من ربک ، فجعلت نفسک جنة وسترا من إضافة النقائص والمذام إلیه .

وجعلت ربک جنة وسترا لک من إضافة الکمالات والمحامد إلى نفسک وهذه المعرفة هی معرفة نفسک من ربک ، فعرفت بها أنک مظهره ومستواه وعرشه ومجلاه ولا فعل فیک وبک إلا له ، فتضیف فی هذه المعرفة الشهودیة جمیع الکمالات التی أضفتها إلى ربک فی تلک المعرفة الغیبیة إلى نفسک من حیث أنها أفعال الله فیک وبک .

وکذا المظهریات ، ولا تضیف إلى المظهر فعلا ( فتکون صاحب معرفتین

قال رضی الله عنه : (معرفة به من حیث أنت ) أی من حیث نفسک وأحکام الإمکان التی تلزمها وهی المعرفة الأولى الاستدلالیة .

قال رضی الله عنه : ( ومعرفة به بک من حیث هو لا من حیث أنت ) أی ومعرفتک بذاتک بسببه من حیث هو ، وأحکام الوجوب التی هی له وهی المعرفة الثانیة .

فالباء فی به فی المعرفة الأولى صلة المعرفة أی معرفتک به من حیث أنت غیره وفی المعرفة الثانیة لیست الباء فی به صلة لها بل فی بک وفی به باء السببیة .

"" إضافة بالی زادة : (صاحب معرفتین معرفة به ) أی بالحق بک ( من حیث ) أنک ( أنت ، ومعرفة به بک من حیث ) أنک ( هو لا من حیث ) أنک ( أنت ) ولم تکن هاتین المعرفتین إلا لمن دخل جنة ربه الخاص اهـ بالى  زادة . ""

أی معرفتک نفسک بسبب معرفتک ربک من حیث هو لا من حیث أنت أو الاستعانة کما فی قولک : کتب بالقلم وفی الحقیقة هذه الثانیة معرفته إیاه بنفسه فی صورتک فلا لک معرفة إذ الفعل له ، فیجوز أن تکون الباء الثانیة أیضا صلة المعرفة وبک بدل من الضمیر بتکریر العامل .

کقوله تعالى : "لِلَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ " فتکون معرفتک بک معرفة به من حیث هو فیرجع المعنى إلى الوجه الأول فی التحقیق .

"" إضافة بالی زادة :  ( فأنت عبد ) من حیث التعین ( وأنت رب ) من حیث الهویة ( لمن له فیه أنت عبد ) أی الذی أنت فی حقه عبد ، فالعبد رب لربه الخاص لا لغیره کما أنه عبد له لا لغیره ، فتعلق ربوبیة العبد لمن تعلق عبودیته ، ومعنى ربوبیة العبد ربه بقبول أحکامه وإظهار کمالاته فیه ، وهذه مجازات بین العبد وربه الخاص ، وأما بین العبد ورب الأرباب ، وهو قوله : وأنت رب أهـ بالی زادة . ""

ویشهد به قوله :( فأنت عبد وأنت رب  لمن له فیه أنت عبد ) أنت عبد ، باعتبار المعرفة الأولى لظهور سلطانه علیک ، ومعرفته له بصفاته الفعلیة من انفعالات نفسک ، کمعرفة غضبه ورضاه من خوفک ورجائک ، وأنت رب باعتبار المعرفة الثانیة مطلقا للرب الخاص الذی أنت فیه عبد له ، لظهور سلطانک به علیه من حیث إجابته لسؤالک .

وعلى من دونک من الأرباب المعینة والعبید :(وأنت رب وأنت عبد  لمن له فی الخطاب عهد) وأنت رب لما ذکر باعتبار الفناء فیه والبقاء به بالمعرفة الثانیة ، وأنت عبد لمن خاطبک بخطاب " أَلَسْتُ بِرَبِّکُمْ " .

"" إضافة بالی زادة :  ( وأنت رب وأنت عبد  لمن له فی الخطاب عهد )وهو خطاب " أَلَسْتُ بِرَبِّکُمْ " والعهد قول المخاطبین بل فإن هذا الخطاب عن مقام الجمع ، فکان الکل عبیدا للکل بسبب  ربهم الخاص بهم ، فکان الخطاب عاما والعهد عاما ، فیتنوع العهد الکلى بحسب القوابل إلى المعهود ، وهو العهد الجزئی الذی بین العبد وربه الخاص ، وأما بینه وبین الرب المطلق وهو عهد کلى ، فإذن یتنوع العهد .أهـ بالی زادة ""


"" إضافة بالی زادة :  ( فکل عقد ) أی فکل واحد من العبد ( علیه شخص ) من المخاطبین ( یحله ) أی العقد ( من سواه عقد ) أی من له عقد سوى ذلک العقد ، فإن من له العهد بینه وبین الاسم الهادی یحل العقد الذی بین الاسم المضل وبین عبیده ، فکان کل واحد من العبید یحفظ عقده ویحل عقد غیره ( فرضى الله ) أی کل بالأسماء ( عن عبیده ) فهم مرضیون ، لأن عبید الأرباب عبیده ، ومرضى الأرباب مرضیه ( ورضوا عنه فهو مرضى ) فکان الأمر الذی بین العبد وربه الخاص بعینه .

ثابتا بینه وبین الرب المطلق ، فکل عبد مرضى عند الله بالأمر الإرادى ، وأما بالأمر التکلیفی ، فبعضهم مرضى وبعضهم لیس بمرضى ، فالنجاة من النار جمع الأمرین فی الرضا ، ولا ینفع الرضا بالأمرین الإرادى مجردا عن الرضا بالأمر التکلیفی ( فقابلت الحضرتان ) هذا ارتفع الأضداد والأمثال بظهور وحدة الوجود فلم یبین إلا الحق اهـ بالی زادة ""

فقلت بلى :

( فکل عقد علیه شخص یحله من سواه عقد )  أی فکل ما یعتقده شخص یحله اعتقاد شخص آخر ، فإن عبد اللطیف على عقد یحله عبد القهار ، وعبد الظاهر على اعتقاد یحله عبد الباطن ، وهکذا کل واحد.


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فمن عرفک عرفنی و أنا لا أعرف فأنت لا تعرف. فإذا دخلت جنته دخلت نفسک فتعرف نفسک معرفة أخرى غیر المعرفة التی عرفتها حین عرفت ربک بمعرفتک إیاها. فتکون صاحب معرفتین : معرفة به من حیث أنت، و معرفة به بک من حیث هو لا من حیث أنت.

فأنت عبد وأنت رب   ... لمن له فیه أنت عبد

و أنت رب و أنت عبد ... لمن له فی الخطاب عهد

فکل عقد علیه شخص ... یحله من سواه عقد )

قال رضی الله عنه : (فمن عرفک عرفنی). أی، من عرفک حق معرفتک، عرفنی، فإن حقیقتک أنا. قال رضی الله عنه : (وأنا لا أعرف، فأنت لا تعرف). أی، لا یمکن لأحد أن یعرف حقیقتی وکنه ذاتی، فأنت لا تعرف فی الحقیقة.

قال الشیخ رضی الله عنه  فی قصیدة له:

(ولست أدرک من شئ حقیقته ....    وکیف أدرکه وأنتم فیه)

(فإذا أدخلت نفسک) وفی بعض النسخ: (فإذا دخلت) (جنته، دخلت نفسک، فتعرف نفسک معرفة أخرى غیر المعرفة التی عرفتها حین عرفت ربک بمعرفتک إیاها.

فتکون صاحب معرفتین: معرفة به من حیث أنت، ومعرفة به بکمن حیث هو، لا من حیث أنت). أی، إذا دخلت جنته، دخلت نفسک وذاتک وشاهدت أسرارها وما فیها من أنوار الحق وذاته، فتعرف نفسک معرفة أخرى غیر المعرفة التی عرفتها حین عرفت ربک بمعرفتک إیاها. أی، أن العبد إذا عرف نفسه ثم عرف بمعرفته إیاها ربه، یکون صاحب معرفة واحدة.

وهی عرفان کأنک عاجز فقیر منبع للنقائص والشرور، وأن ربک قادر غنى معدن الکمالات والخیرات.

أو عرفت أنک موصوف بالکمالات المعارة علیک عمن هی لله بالأصالة، فعرفت أن ربک صاحب الکمالات الذاتیة.

أما إذا عرف ربه وعرف ظهوراته فی المظاهر ثم رجع وتوجه إلى معرفة نفسه بربه، یعرفها معرفة أخرى أتموأکمل من الأولى، لأنه عرفها أنها مظهر من مظاهر ربها.

کما قال رسول الله، صلى الله علیه وسلم، حین سئل: بم عرفت ربک: (عرفت الأشیاء بالله.)

فیکون صاحب معرفتین:

إحدیهما، معرفة بالرب والنفس من حیث نفسک، وثانیهما، معرفة بالرب والنفس من حیث ربک لا من حیث نفسک.

والثانیة هی الأتم من الأولى.

فضمیر (به) فی الموضعین یعود إلى (الرب).

وکان الأنسب أن یقول:

معرفة به وبک من حیث أنت - أی بالرب والنفس کما قال فی الثانیة - ومعرفة به وبک من حیث هو. والظاهر أنه حذفه اعتمادا لفهم السامع من قوله: (فإذا دخلت نفسک، فتعرف نفسک معرفة أخرى).

و (الباء) فی (به) فی الموضعین للصلة،وفی (بک) للسببیة. أی، عرفته لسبب مظهریتک، لا من حیث إنک مغائره، بل من حیث إنک هو. أو تکون فی(بک) للصلة، وفی (به) للسببیة. أی، عرفت نفسک من حیث هو بسببه.

قال رضی الله عنه : (فأنت عبد وأنت رب لمن له فیه أنک عبد)

أی، فأنت عبد للإسم الحاکم علیک والظاهر فیک الذی یربک من باطنک. وأنت رب لذلک الاسم الذی بعینه أنت عبد له وفی حکمه، تربه لقبول أحکامه وإظهار کمالاته فیک.

وذلک لأن لله تعالى ظاهرا وباطنا، والربوبیة لهما ثابتة. فکما أن الباطن یرب الظاهر بإفاضة أنوار الغیب وإظهار أحکام الأسماء الإلهیة الغیبیة علیه.

کذلک الظاهر یرب الباطن باستفاضة تلک الأنوار وقبولها وإظهار تلک الأحکام فی الأسماء الداخلة تحتها، وهی الموجودات العینیة. فلکل من هذین الاسمین الجامعین ربوبیة وعبودیة، وکذلک للأسماء التی تحتهما ربوبیة وعبودیة. وما ثمة من یکون ربا على الإطلاق إلا الحضرة الإلهیة من حیث وجوبها وغناها عن العالمین.

قال رضی الله عنه : (وأنت رب وأنت عبد أی، أنت باعتبار الهویة الظاهرة فیک. وأنت عبد باعتبار تعینک وتقیدک. لمن له فی الخطاب عهد) أی، لرب له عهد فی الخطاب.

وهو قوله تعالى: (ألست بربکم؟ قالوا بلى.).

ولا بد أن تعلم أن العهد السابق بین العبد والرب کلی وجزئی. فالکلی هو العهد الذی بین الاسم الجامع الإلهی، وبین العباد بأنهم یعبدونه بالأمر التکلیفی والأمر الإرادی بحسب کل اسم حاکم علیهم. والجزئی هو العهد الذی بین کل واحد من الأسماء، وبین کل من عبیدها.

وهذه العهود الجزئیة لایمکن نقضها فی الوجود، ولا الکلى الإرادی، وإن کان ینقض العهد الکلى التکلیفی بالاحتجاب عن الفطرة الأصلیة بالغواشی الطبیعیة الموجبة للکفر والعصیان، وإن کان العبد فیه أیضا عابدا للإسم (المضل). کما قال تعالى: "وقضى ربک ألا تعبدوا إلا إیاه".

فالکل عباد الله ویعبدونه من حیث الأسماء الحاکمة علیهم.

قال رضی الله عنه : (فکل عقد علیه شخص یحله من سواء عقد)

(العقد) هنا بمعنى (العهد). کقوله تعالى: "یا أیها الذین آمنوا أوفوا بالعقود." أی، بالعهود السابقة. أی، لکل عقد علیه شخص من الأشخاص، وهو (العهد) الذی بینه وبین ربه الخاص به.

یحل ذلک العهد والعقد من له عهد معربه الخاص به، یخالف حکمه حکم ذلک الرب، کعبد (الرحیم) مثلا، فإنه یخالف عبد (القهار) و (المنتقم)، ویحل عقده.

فجاء بلفظ (الحل) مناسبةللعقد. أو بمعنى العقیدة. أی، کل شخص على عقیدة یخالفه من له عقیدة غیرها.

وفاعل (یحله) (من). أی، یحله من له عقیدة سواه. ویجوز أن یکون (عقد) فاعلا. أی، یحله عقد حاصل له من سواه. ف (من) مکسورة المیم حینئذ.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فمن عرفک عرفنی و أنا لا أعرف فأنت لا تعرف. فإذا دخلت جنته دخلت نفسک فتعرف نفسک معرفة أخرى غیر المعرفة التی عرفتها حین عرفت ربک بمعرفتک إیاها. فتکون صاحب معرفتین : معرفة به من حیث أنت، و معرفة به بک من حیث هو لا من حیث أنت. فأنت عبد وأنت رب   ... لمن له فیه أنت عبد

و أنت رب و أنت عبد ... لمن له فی الخطاب عهد

فکل عقد علیه شخص ... یحله من سواه عقد )

قال رضی الله عنه : " فمن عرفک عرفنی وأنا لا أعرف فأنت لا تعرف. فإذا دخلت جنته دخلت نفسک فتعرف نفسک معرفة أخرى غیر المعرفة التی عرفتها حین عرفت ربک بمعرفتک إیاها.

فتکون صاحب معرفتین: معرفة به من حیث أنت، ومعرفة به بک من حیث هو لا من حیث أنت.

فأنت عبد وأنت رب ... لمن له فیه أنت عبد . وأنت رب وأنت عبد ... لمن له فی الخطاب عهد

فکل عقد علیه شخص ... یحله من سواه عقد "

قال رضی الله عنه : (فمن عرفک) بما تجلى فیک من الجمع بینهما، (عرفنی) لدلالة الصورة الکاملة المؤثرة على ذی الصورة دلالة وافیة؛ ولکن (أنا لا أعرف) بطریق النظر من حیث الجمع بینهما؛ بل هو موجب للحیرة، (فأنت لا تعرف) أیضا بطریق النظر إذ معرفتی لازمة لمعرفتک بمقتضى قوله علیه السلام : «من عرف نفسه فقد عرف ربه" .

وعدم اللازم یستلزم عدم الملزوم؛ ولکن إذا أمرت بدخول جنته بعد حصول المعرفة بظهور صورته الکاملة المؤثرة فیک؛ دل ذلک على إمکان الاطلاع على باطنه بظهوره فی تعینک، (فإذا دخلت جنته)، وهی عینک الثابتة (دخلت نفسک)؛ فعرفت ظهور بطونه فیک بطریق الذوق؛ (فتعرف نفسک) الأن (معرفة أخرى)، وهی أنها صورة

کاملة لظاهر الحق وباطنه (غیر المعرفة التی عرفتها حین عرفت ربک بمعرفتک إیاها)، وهی أنها أثر لا بد له من مؤثر (فتکون صاحب معرفتین) فی شأن الحق والنفس (معرفة به من حیث أنت) دال علیه دلالة الأثر على المؤثر، وهی السابقة (ومعرفة به) مستلزمة معرفة (بک من حیث هو) دال علیک دلالة المؤثر، وهی المسبوقة على ما تقرر فی الفص الإبراهیمی.

وإذا حصلت لک المعرفتان من حیث دلالتک علیه ودلالته علیک؛ (فأنت) باعتبار المعرفة الأولى (عبد):

أولا: من حیث إنک أثر

وثانیا: (انت رب) أی: صورته لأن الدال یجب أن یکون على صورة المدلول؛ ولکن ربوبیة غیر مطلقة، بحیث تتصرف هذه الصور فی الکل بل (لمن له فیه، أنت عبد): أی للعین الثابتة المخصوصة بک التی أنت فیها من حیث کونک أثرا فیه عبد، (فأنت رب) لها تتصرف فیها تصرف صورة الشمس فی المرآة التی لم یتم جلاؤها بتنویر ظاهر سطحها، فلا تنطبع فیه صورتها بحیث تؤثر فی تنویر الجدار المقابل لها، وأنت باعتبار المعرفة الثانیة رب :

أولا: لأنه إنما استدل به علیک من حیث إنک صورته، وتفعل فعله کصورة الشمس فی المرآة الحلوة على التمام تؤثر فی الجدار المقابل لها.

وثانیا: (أنت عبد) لأنک وإن کنت صورته؛ فلا تقوم مقامه من کل وجه، فلا بد فیک من جهة تجعلک أثرا له؛ لکن هذا لا یمنع من کمال الصورة وتأثیرها؛ بل یصیر بحیث لا یحجبه الحق عن الخلق، ولا الخلق عن الحق، وجهة الخلقیة الانفعالات، وجهة الحقیة الأفعال، وهذه المعرفة نسبة معرفة المیثاق الدال فیه الربوبیة على العبودیة، حیث قیل فیه: "ألست بربکم قالوا بلى " [الأعراف: 172] فلذلک کان عبدا (لمن له فی الخطاب) أی خطاب وألست بربکم (عهد) هو عهد "بلی"، وهذه المعرفة لا تحصل إلا بالرجوع إلى صفاء الفطرة، وإذا کانت المعرفتان مرتبطتین بالنفس کان اعتقاد کل شخص بحسب ما عرف من نفسه.

(فکل عقد) أی: اعتقاد (علیه شخص) من هؤلاء الکل الذین ظهر فیهم الرب المأخوذ من الکل المتعین منه بحسب ما یناسبهم (یحله من) بالکسر (سواه عقد) فاعل یحل لاختلاف وجوه المناسبات، ویروى بالفتح على معنى یحله شخص سواه، له عقد فیحتاج إلى حذف الضمیر المجرور، وهو ضعیف، ولا یعم لفظا ومعنى.


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فمن عرفک عرفنی و أنا لا أعرف فأنت لا تعرف. فإذا دخلت جنته دخلت نفسک فتعرف نفسک معرفة أخرى غیر المعرفة التی عرفتها حین عرفت ربک بمعرفتک إیاها. فتکون صاحب معرفتین : معرفة به من حیث أنت، و معرفة به بک من حیث هو لا من حیث أنت.

فأنت عبد وأنت رب   ... لمن له فیه أنت عبد

و أنت رب و أنت عبد ... لمن له فی الخطاب عهد

فکل عقد علیه شخص ... یحله من سواه عقد )

ولذلک قال : ( فمن عرفک عرفنی ، وأنا لا اعرف) ما دام مستورا فی الجنّة حتّى یدخل فیها ( فأنت لا تعرف ) لأنّک عین الجنّة التی إنّما تدخلها بی وبعبادتی ، ( فإذا دخلت جنّته ) على قدم عبودیّتک الإطلاقیّة القرآنیّة ولذلک أتى بضمیر الغایب الدالّ على الهویّة  (دخلت نفسک ، فتعرف

نفسک معرفة أخرى ، غیر المعرفة التی عرفتها حین عرفت ربّک بمعرفتک إیّاها ) عندما دخلت فی دار عبودیّتک الأصلیّة ، قبل دخولک فی جنّته الجمعیّة بقوله تعالى : " فَادْخُلِی فی عِبادِی . وَادْخُلِی جَنَّتِی "  .

( فتکون ) بدخولک  جنّته ( صاحب معرفتین : معرفة به من حیث أنت ) فی مواقف عبودیّتک ، ( ومعرفة به ) مستعینا ( بک من حیث هو - لا من حیث أنت - ) فی مواطن جنّته التی دخلتها .

النفس لمن

وقد استشعر صاحب المحبوب من هذه الآیة الکریمة لطیفة لا یخلو التعرّض لها من فوائد ، وذلک أنّه نقل عن سهل بن عبد الله التستری قائلا :

قال سهل رحمة الله علیه حین سئل عن النفس : « لیس للمؤمن نفس ، نفس المؤمن دخلت فی البیع » ، یعنی فی الصفقة التی باعها من الله عزّ وجلّ واشتراها منه ، وتلا هذه الآیة : " إِنَّ الله اشْتَرى من الْمُؤْمِنِینَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ " [ 9 / 111 ] .

ثمّ قال : « دع النفس على ربّ النفس ، واعبد ربّ النفس بلا نفس ، واذکره به له عنده ، وفرّ منه به إلیه ، واعتکف عنده بلا أنت ، فإذا اهتممت بالدواء عند المرض ، وبالخبز عند الجوع ، وبالشکوى عند الأذیّة : فنفسک باقیة ، وأنت بها قائمة » .

قال المؤلَّف لهذه الکلمات والمدرج هذه الإشارات فی هذه العبارات .

یعنی صاحب المحبوب : « کلام صحیح فی مرتبته وفی هیکله وقامته ، لمن انتهى أمره دون قیام قیامته ، والوصول إلى إدراک حقیقته عند بسط سعة ساعته ، فأمّا المؤمن الواصل إلى إدراک حقیقة إیمانه ، الذی سلَّم نفسه إلى الله عزّ وجلّ بنزول آیات الله إلیه وبیّناته ، فالنفس له ، ولیس لغیره نفس ، لأنّ من لم یسلم نفسه إلى الله سبحانه وتعالى بعد البیع والشراء .

فلیست النفس له ، بل هو لنفسه ، ومن سلَّم نفسه إلى الله عزّ وجلّ بعد المبایعة بطیبة نفسه - کنبیّنا محمد صلَّى الله علیه وسلَّم بمقتضى محبّته وصحّة إرادته واستقامة حالته ، ومن هو قریب المعنى من حالته وفعاله ومقالته ، فالنفس له ، لأنّ بالبیع والشراء وتسلیم النفس إلى الله سبحانه وتعالى صارت النفس نفس الله فصارت الرحمة مکتوبة علیها .

فانصبغت النفس المضافة إلى الله بصبغته ، فصارت مفروغة فی قالب فطرته ، وتحمّلت مقادیر خطَّه وکتابته ، فظهرت بذلک ، وظهرت فی ذلک ، وقربت هنالک وصارت نقیّة بیضاء ، مغسولة فی أبحر نوره بماء الرحمة ، ساکنة ببرد الیقین ، مطمئنّة أمینة ، فأخذ الله إیّاها بالیمین مطمئنّة معطرة بنفس روح القدس والروح الأمین ، أدرج الله سبحانه وتعالى فیها بهذه الحکمة .

الجنّة ، وجودها وقصورها وغلمانها وولدانها ومقامها الأمین ، وجعل بفضل رحمته وجهه تعالى فی رضوانه على المدرج دلیلا ، وفی المخرج والمدخل ظلا ممدودا وظلَّا ظلیلا ، وکمّل نعمته فیها لعبده المؤمن قلیلا قلیلا وفتح له منهاجا وسبیلا ، وأدخله فی عدن وهو مقصورة الرحمن ، الذی أجرى منها زنجبیلا وسلسبیلا ، وعند إکمال الله تعالى هذه النفس ، وإنزاله العکس ، ملَّکها للمؤمن - الذی هو ربّها - تملیکا صریحا صحیحا جزیلا .

وعند ذلک خاطب النفس وقال : " یا أَیَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ . ارْجِعِی إِلى رَبِّکِ راضِیَةً مَرْضِیَّةً. فَادْخُلِی فی عِبادِی . وَادْخُلِی جَنَّتِی "  [ 89 / 30 - 27 ] .

وإنّی إنّما ذکرت هذه الکلمات ، ونقلت هذه الإشارات - على أنّی بمعزل عن حکایات الزبر السالفة ، وتسطیر أساطیرها الماضیة - تلمیظا لأهل الذوق من الطالبین خصائص موائد المحبوب ، وتحریضا لهم فی الاغتذاء منها والاحتظاء بها .

ثمّ إذا تقرّر أنّ العارف بالمعرفتین هو أنت - من حیث هو کانت ، أو من حیث أنت - قال بلسان الجمع والإجمال نظما :

( فأنت عبد ، وأنت ربّ   ..... لمن له فیه أنت عبد )

هذا بحسب المعرفة الأولى التی أنت ثابت فی مواقف عبودیّتک ، وأمّا بحسب المعرفة الثانیة ، التی أنت فی مواطن جنّة ربوبیّته ، فقوله   :

( وأنت ربّ ، وأنت عبد  .... لمن له فی الخطاب عهد )

وهو عهد " أَلَسْتُ بربکم " أعنی عهد کمال الإظهار فی الحضرة الأسمائیّة المترتّب على کمال الظهور ، على ما هو مؤدّى أمر " کُنْ " وهذه عقیدة اولی الألباب من أرباب الإطلاق .

فأمّا أرباب العقائد الجزئیّة :

( فکلّ عقد ) أی اعتقاد  (علیه شخص  .... یحلَّه من سواه) فهو (عقد)  أی قید لا یرتجى انشراح الصدر من ذلک الاعتقاد ، ویمکن أن یجعل « من سواه » على ترکیب الجار ومجروره ، فحینئذ یکون « العقد » فاعل « یحلَّه » ولا حاجة إلى التقدیر .

وعلى التقدیرین یلزم أن یکون صاحب الاعتقاد له جهتان فی ذلک العقد إحداهما کونه حلَّا لعقد ذی اعتقاد آخر ، وأخرى کونه نفس العقد والأولى منهما بإزاء جهة الربوبیّة لأرباب الکشف والانشراح والثانیة بإزاء جهة العبودیّة منهم فالعبد لا یخلو عن الجهتین قطَّ .


ما فی الوجود غیر حقیقة واحدة

ثم إذ قد انساق الکلام إلى هذه الذوق الکمالی - الذی دون حیطته کل اعتقاد وذوق - عاد یتکلَّم فی المبحث بمقتضاه مما یکشف عن تمام التوحید المنبئ عن التشبیه والتنزیه معا فیما هو بصدد تبیینه ممّا یختصّ بنیله إسماعیل ، من الرضا وصدق الوعد - على ما أخبر عنه التنزیل - قائلا :


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فمن عرفک عرفنی و أنا لا أعرف فأنت لا تعرف. فإذا دخلت جنته دخلت نفسک فتعرف نفسک معرفة أخرى غیر المعرفة التی عرفتها حین عرفت ربک بمعرفتک إیاها. فتکون صاحب معرفتین : معرفة به من حیث أنت، و معرفة به بک من حیث هو لا من حیث أنت.

فأنت عبد وأنت رب   ... لمن له فیه أنت عبد

و أنت رب و أنت عبد ... لمن له فی الخطاب عهد

فکل عقد علیه شخص ... یحله من سواه عقد )

قال رضی الله عنه : "فمن عرفک عرفنی وأنا لا أعرف فأنت لا تعرف.  فإذا دخلت جنته دخلت نفسک فتعرف نفسک معرفة أخرى غیر المعرفة التی عرفتها حین عرفت ربک بمعرفتک إیاها.  فتکون صاحب معرفتین: معرفة به من حیث أنت،"  

قال رضی الله عنه : (فمن عرفک) حق المعرفة (عرفنی) فإن حقیقتک لیست إلا أنه لا فرق بینی وبینک إلا بالإطلاق والتقیید (وأنا لا أعرف) فإن العقل والکشف قاصران عن کنه حقیقتی (فأنت لا تعرف) فإن حقیقتی مأخوذة فی حقیقتک .

قال الشیخ رضی الله عنه :

ولست أعرف من شیء حقیقته    ….. وکیف أعرفه وأنتم فیه

وقال آخر):

هذا الوجود وإن تعدد ظاهرا   …… وحیاتکم ما فیه إلا أنتم

حقیقة کل موجود بدا ووجود هذی الکائنات توهم (فإذا دخلت جنته)، وهی نفسک (دخلت نفسک وتعرف نفسک) فإن الدخول فیها لیس إلا بعد العلم والمعرفة.

وفی بعض النسخ : فإذا دخلت نفسک فتعرف نفسک (معرفة أخرى غیر المعرفة التی عرفتها)، أی نفسک بهذه المعرفة (حتى عرفت ربک بمعرفتک إیاها فتکون صاحب معرفتین) بربک ،

قال رضی الله عنه : " ومعرفة به بک من حیث هو لا من حیث أنت. فأنت عبد وأنت رب ... لمن له فیه أنت عبد . وأنت رب وأنت عبد ... لمن له فی الخطاب عهد . فکل عقد علیه شخص ... یحله من سواه عقد "

فالمعرفة الأولى (معرفة به من حیث أنت)، أی من حیث أنک موجود مغایر له متمیز عنه موصوف بالکمالات المفاضة منه علیک، فهی لک على سبیل العاریة وله بالأصالة ، ومن حیث أنک عاجز فقیر منبع النقائص والشرور وربک قادر غنی منبع الکمالات والخیرات.

(و) المعرفة الثابتة (معرفة به بک) أی بسببک لکن (من حیث هو)، أی من حیث عینه التی ظهرت بصورتک لتکون مظهرا من مظاهره التی ظهر بها (لا من حیث أنت)، أی من حیث أنک ممتاز عنه مغایر له کما فی المعرفة الأولى.

(فأنت عبد وأنت رب لمن فیه أنت عبد)، أی لمن أنت عبد له فیه الضمیر الأخیر أبیضا للموصول فإن کل موجود متحقق فی الوجود الحق ظاهر فیه لأنک کالمرآة له ، فکلما ثبت له أیضا کالعبودیة وغیرها إنما تثبت له فیها وثبات الربوبیة للعبد بالنسبة إلى الرب إنما هو باعتبار إبقاء الربوبیة علیه.

(وأنت رب وأنت عبد ...... لمن له فی الخطاب)

بعنی خطاب : "ألست بربکم " [الأعراف: 172] (عهد) منک إلیه بالاعتراف بربوبیته کما یدل علیه حکایة الحق عن المخاطبین بقوله: قالوا أی (فکل عقد)، أی کل عهد وکل عقیدة (علیه شخص) یکون ذلک العقد بینه وبین ربه الخاص (یحله)، أی یحل ذلک العقد ویخائفه (من سواه عقد)، أی یخالفه عقد حال کون ذلک العقد صادرة من سوى ذلک الشخص، فإن لکل شخص عقدة مخصوصة بحسب أستعداده ، یخالفه وینا فیه عقد مخصوص آخر. وجعل بعض الشارحین لفظ أمن فی قوله من سواه مفتوحة المیم على أن تکون موصولة .

وقال معناه فکل عقد، أی اعتقاد علیه شخص بحله من سواه فهو عند: أی قبل لا یرتجی انشراح الصدر منه ولما حکم رضی الله عنه فیما سبق بکون کل من الرب والمربوب راضیا مرضیا عنه کان محل أن یشیر إلى معنى قوله تعالى : "رضی الله عنهم ورضوا عنه " [ المائدة : 119]، ذلک لمن خشی ربه .


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 201

فمن عرفک عرفنی و أنا لا اعرف فأنت لا تعرف.

پس هر کس تو را شناخت مرا شناخت و من شناخته نمی‌شوم، پس تو شناخته نمی‌شوى.

براى اینکه عقل و کشف قاصر از درک کنه حقیقتش ‌می‌باشد.

فإذا دخلت جنته دخلت نفسک فتعرف نفسک معرفة اخرى غیر المعرفة التی عرفتها حین عرفت ربّک بمعرفتک إیّاها. فتکون صاحب معرفتین: معرفة به من حیث أنت، و معرفة به بک من حیث هو لا من حیث أنت.

پس وقتى که خودت را در جنت او در آوردى در خود درآمدى پس خویشتن را ‌می‌شناسى به معرفتى غیر از آن معرفتى که به نفس داشتى، آن گاه که ربت را شناختى به سبب معرفت نفس. پس صاحب دو معرفت ‌می‌شوى به خداى خود یکى معرفت به او سبحانه از آن جهت که گویى (که این معرفت حق تعالى است به صفات و اسمائش که این معرفت متوجه بر ایجاد و تکوین توست) و معرفت دوم معرفت او سبحانه است به سبب نفس تو، از آن جهت که اوست که قائم بر هر نفس است نه از آن جهت که تویى.

قیصرى فرماید:

بدان، جنت در لغت عبارت است از زمینى که در آن اشجار بسیار است به طورى که زمین را به سایه خود ‌می‌پوشاند. در اصطلاح علماى ظاهر جنت عبارت است از مقامات منزهه و مواطن محبوبه‌ای از دار آخرت و آن جنت اعمال و افعال است و عارفان را غیر آنها بهشت‌هاى دیگر است و آن جنات صفات است، یعنى اتصاف به صفات ارباب کمال و تخلق به اخلاق ذى الجلال و این بهشت را مراتبى است چنانکه اولى را مراتب است و عارفان را جنات ذات است که ظهور ربّ هر یک از آنهاست و استتار آنهاست در اربابشان. این جنات سه‌‏گانه براى عبد است با اختلاف مراتبشان و حق را نیز سه بهشت است که مقابل آنهاست. یکى جنات اعیان ثابته که حق تعالى‏ به آن اعیان ثابته پوشیده است و مشاهده ‌می‌کند ذات خود را بذاته از وراى پرده‌هاى اعیان ثابته. دوم استتار حق است در أرواح به حیثى که اطلاع ندارد بر او به کنه و تمام نه ملک مقربى و نه غیر او. سوم استتار اوست در عالم شهادت به واسطه اکوان تا عوالمش را در وراى استار مشاهده کند و اغیار بر او آگاه نباشند و همچنین است استتار او به حسب صفات و افعال در صفات آنها و افعال آنها. پس عارف وقتى به او گفته شد در جنت من درآ، از این حرف نمی‌فهمد مگر این را که در ذات خود و عین و حقیقت خود درآ، تا مرا در خویشتن بیابى و مشاهده کنى، زیرا مطلوب او فقط حق است. به خلاف غیر عارف زیرا که جنت وى آنى است که حظوظ نفس او در آن است، از مشارب و مآکل و مناکح و آن چه که متعلق به این امور است.( شرح فصوص قیصرى، صص 205 و 206.)

فأنت عبد و أنت ربّ‏ لمن له فیه أنت عبد

و أنت ربّ و أنت عبد لمن له فی الخطاب عهد

فکل عقد علیه شخص‏ یحلّه من سواه عقد

پس تو عبدى و تو ربى آن کسى را که تو عبد اویى.

یعنى تو عبد اسمى هستى که حاکم بر توست و ظاهر در توست که از باطن تو تو را ‌می‌پروراند و رب تو که عبد او شدى.

و تو رب همین اسمى که عبد او بودى زیرا رب او هستى براى قبول احکام او و اظهار کمالات او در تو.

- تو ربى و تو عبدى مر آن کسى را که او در خطاب عبد است. یعنى تو ربى به اعتبار فناى در حق و تو عبدى آن کسى را یعنى خدایى را که او در خطابش با تو عهد کرد که فرمود أَ لَسْتُ بِرَبِّکُمْ قالُوا بَلى‏ (اعراف: 172).

- پس هر عقدى بر او شخصى است که عقد دیگر او را ‌می‌گشاید.

عقد به معناى عهد است. یعنى پس هر عهدى را شخصى است که عهد دیگر آن عهد را ‌می‌گشاید (یعنى مخالف اوست این نبى است هادى و آن شیطان است مضل و مخالفت مى‏کند.) یعنى این عهد مخالف با آن عهد است. یعنى عبد این اسم با عبد آن اسم با هم متفاوتند چون عبد رحیم و عبد قهار.



شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۴۲۲-۴۲۴

فمن عرفک عرفنى و أنا لا أعرف فأنت لا تعرف.

پس هرکه ترا به حق معرفت بشناسد مرا نیز تواند شناخت از آنکه حقیقت تو منم، و ممکن نیست هیچ احدى را که عین حقیقت و کنه ذات مرا بشناسد از براى آنکه تو در حقیقت شناخته نمى‌‏شوى، و لهذا شیخ قدس اللّه سره مى‏‌گوید:

و لست ادرک عن شى‏ء حقیقته‏ و کیف اعرفه و انتمو فیه‏

*

حق است حقیقت همه اشیا را زان نیست به هیچ‏‌چیز دانش ما را

داناى حقایق همه اشیا کیست‏ آن‏کس که شناخت حضرت اعلا را

فإذا دخلت جنّته دخلت نفسک فتعرف نفسک معرفة أخرى غیر المعرفة الّتى عرفتها حین عرفت ربّک بمعرفتک إیّاها فتکون صاحب معرفتین معرفة به من حیث أنت و معرفة به بک من حیث هو لا من حیث أنت.

چون در نفس و ذات خود که جنّت من است درآئى و اسرار و آیاتش و آنچه در وى است از انوار حق و ذاتش مشاهده نمائى، نفس خود را بشناسى غیر شناختى که در هنگام شناختن ربّ نفس خود را شناخته بودى و از معرفتش راه به معرفت حق برده، یعنى چون نفس خود را بشناسى و از معرفت او به معرفت ربّ خود راه برى چنانکه دانى که تو عاجز فقیرى و منبع نقایص و معدن شرورى، پس دانى که ربّ تو قادر غنى است و منشأ کمالات و خیرات است.

یا چنان‏که دانى که تو موصوفى به کمالات عاریتى که فایض است بر تو از ذاتى که این کمالات بطریق اصالت او راست، لاجرم دانى که ربّ تو صاحب کمالات ذاتیه است، بدین شناختن صاحب معرفت واحده باشى.

اما هرگاه که رب خود را بشناسى و ظهور او را در مظاهر بدانى و رجوع و توجه به سوى نفس خود کنى و از معرفت ربّ به معرفت او راه برى بار دیگر نفس خود را بشناسى به معرفتى که اتم و اکمل باشد از معرفت اولى، و بدانى که نفس تو مظهریست از مظاهر ربّ، و رسول علیه السلام، بدین معرفت اشعار کرد حین‏

سئل بم عرفت ربّک؟ فقال عرفت الأشیاء باللّه‏

و چون بدین مقام برسى صاحب معرفتین باشى یکى آنکه ربّ و نفس را به خود شناخته باشى و دیگر آنکه ربّ و نفس خود را به حق شناخته باشى و معلوم کرده‏اى که تو مظهر اوئى و ظهور او راست و مغایرت مرتفع و اثنینیت متلاشى و آثار هستى موهوم مظهر در هستى ظاهر مضمحل گردد بیت:

دلا گر قید هستى‌‏ها نجوئى‏         یقین گردد ترا کو تو تو اوئى‏

بدین دریا گلیمت شسته گردد اگر یک‏بار دست از خود بشوئى‏

*

فأنت عبد و أنت ربّ‏                          لمن له فیه أنت عبد

پس تو بنده‌‏اى مراسمى را که حاکم است بر تو و ظاهر در تو و تربیت مى‏‌کند ترا از باطن تو، و تو ربى مر این اسم را که بعینه بنده اویى و محکوم حکم او و تربیت این اسم مى‏‌کنى به قبول احکام و اظهار کمالاتش در تو. و این بدان معنى است که حق تعالى را ظاهرست و باطن، و ربوبیّت این هر دو راست پس چنانکه باطن تربیت مى‏‌کند ظاهر را به افاضه انوار غیب و اظهار احکام اسماى الهیّه غیبیّه بر وى همچنین ظاهر تربیت مى‏‌کند باطن را به استفاضه و قبول این انوار و اظهار این احکام در اسمائى که در تحت اوست و آن موجودات غیبیه است.

پس هریکى را ازین دو اسم جامع ربوبیّت است و عبودیت، و همچنین جمیع اسما که در تحت این دو اسم‏اند متّصف‏‌اند به ربوبیّت و متّسم به عبودیت لاجرم ربّ على الاطلاق نیست مگر حضرت الهیّه از روى وجوب و غناى او از عالمین.

و أنت ربّ و أنت عبد لمن له فى الخطاب عهد

یعنى تو ربى به اعتبار هویتى که در تو ظاهرست، و عبدى به اعتبار تعیّن و تقیدت آن ربى را که با تو عهد دارد در خطاب و هو قوله تعالى‏ أَ لَسْتُ بِرَبِّکُمْ قالُوا بَلى‏.

و بباید دانست که عهد سابق در میان بنده و ربّ کلّى است و جزئى: امّا کلّى عهدیست در میان اسم جامع الهى و میان عباد به اینکه عبادت او کنند به امر تکلیفى و امر ارادى به حسب هر اسمى که حاکم است بر ایشان.

و جزئى عهدیست که در میان هریک از اسما و هر عبدى از عبید واقع است و نقض این عهود جزئیّه در وجود ممکن نیست و عهد کلى ارادى نیز منتقض نمى‏‌شود اگرچه کلى تکلیفى‏) یعنى اگرچه عهد کلى تکلیفى( به واسطه احتجاب از فطرت اصلیه به غواشى‏ طبیعیه که موجب کفر و عصیان است نقض کرده مى‏شود امّا در اینجا نیز عبد عابدست مراسم مضل را لذلک قال اللّه تعالى: وَ قَضى‏ رَبُّکَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِیَّاهُ‏ پس همه عباداللّه‏اند و عبادت مى‌‏کنند اسمائى را که حاکم است بر ایشان پس همه عبادت او مى‏کنند از روى اسمائى که حاکمست بر ایشان.

فکلّ عقد علیه شخص‏ یحلّه من سواه عقد

عقد اینجا به معنى عهد باشد کقوله تعالى: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ، أى بالعهود السّابقة.

پس معنى آن باشد که هر عقدى که بر وى شخصى است از اشخاص و آن عهدى است در میان او و ربى خاص، حل آن عهد و عقد مى‏‌کند آنکه او را با ربّ خاص دیگر که حکم او مخالف حکم ربّ اول باشد چون ربّ عبد رحیم مثلا که او مخالف است عبد قهار و منتقم را و حل عقد او مى‏‌کند.

یا عقد به معنى عقیده باشد یعنى هر شخصى که بر عقیده باشد مخالفت او مى‏کند آنکه عقیده ‏اش برخلاف اوست.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۷۳

فمن عرفک عرفنی و أنا لا أعرف فأنت لا تعرف. فإذا دخلت جنّتک دخلت نفسک فإذا دخلت نفسک دخلت جنّته فتعرف نفسک معرفة اخرى غیر المعرفة الّتی عرفتها حین عرفت ربّک بمعرفتک إیّاها.

فتکون صاحب معرفتین: معرفة به من حیث أنت، و معرفة به بک من حیث هو لا من حیث أنت.

شرح «فلا أعرف» اول، به معنى «لا أظهر» است. قوله «فإذا دخلت جنتک» یعنى چون تو به جنّت حق در آمدى، و مشاهده اسرار حق در خود کردى، پس نفس خود را به معرفت أخص از معرفت اول بشناختى. چرا که معرفت تو اول این بود که: محدثم و حق محدث؛ بعد ازین بدانى که عالم همه مظاهر حق است، و تو مظهرى از آن جمله که: لیس فی الدار غیره دیّار.

فأنت عبد و أنت ربّ‏         لمن له فیه أنت عبد

و أنت ربّ و أنت عبد            لمن له فی الخطاب عهد

فکلّ عقد علیه شخص‏ یحلّه من سواه عقد

شرح چون حق متّصف به صفات ظاهریّت و باطنیّت است، و ربوبیّت هر دو صفت را ثابت، پس چنانچه‏

باطن مربّى ظاهر است به افاضه انوار و اظهار اسرار، اسماى ظاهر نیز مربّى باطن است به استفاضه انوار و قبول اسرار. پس عبد نیز، از آن روى که اسم ربّ حاکم و متصرف است در وى، عبد است و به اعتبارآن که مظهر آن اسم است، و اظهار ما فیه به وجود عبد است، عبد مربّى آن اسم باشد.

قال الشیخ مؤیّد أنت عبد له من حیث ظهور سلطانه علیک، و أنت ربّ له من حیث ظهور سلطانک على من دونک و علیه أیضا من حیث إجابته لسؤالک ...

و در بیت دوم گفت تو ربّى به اعتبار هویّت ظاهره در تو، و تو عبدى به اعتبار تعیّن آن ربّى را که در خطاب‏ «أَ لَسْتُ» عهد «بَلى‏» از تو بستد.

قوله «فکل عقد علیه شخص یحلّه من سواه عقد»، یعنى هر عهدى یا هر عقیدتى را شخصى است، که نقض آن عهد که میان او و ربّ رفته است مى‏کند، و به مخالفت آن عقد بسته را مى‏گشاید، چون «عبد الرحیم» که مخالف «عبد القهّار» است، و «عبد المنتقم» که مخالف «عبد الغفّار» است.