عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الثانی عشر :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( الثناء بصدق الوعد لا بصدق الوعید، و الحضرة الإلهیة تطلب الثناء المحمود بالذات فیثنی علیها بصدق الوعد لا بصدق الوعید، بل بالتجاوز. «فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله» لم یقل و وعیده.

بل قال «و نتجاوز عن سیئاتهم» مع أنه توعد على ذلک. فأثنى على إسماعیل بأنه کان صادق الوعد. و قد زال الإمکان فی حق الحق لما فیه من طلب المرجح.)

قال رضی الله عنه : " الثناء بصدق الوعد لا بصدق الوعید، و الحضرة الإلهیة تطلب الثناء المحمود بالذات فیثنی علیها بصدق الوعد لا بصدق الوعید، بل بالتجاوز. «فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله» لم یقل و وعیده. بل قال «و نتجاوز عن سیئاتهم» مع أنه توعد على ذلک. فأثنى على إسماعیل بأنه کان صادق الوعد. و قد زال الإمکان فی حق الحق لما فیه من طلب المرجح. "

(الثناء)، أی المدح إنما یکون (بصدق)، أی إنجاز (الوعد) وهو مخصوص بالثواب والخیر یقال: وعده وعدة جازاه بالخیر (لا) الثناء والمدح (بصدق)، أی إنجاز (الوعید) وهو مخصوص بالعقاب والشر یقال و عده وعیدا جازاه بالشر.

قال الشاعر من الحماسة:

وإنی وإن أوعدته أو وعدته  ….. لمخلف إیعادی ومنجز موعدی

فقد مدح نفسه وأثنى علیها بأنه إن توعد أحدة بوعید فی الشر أخلفه ولم یوفی به، وإن وعد أحدا بوعد فی الخیر أنجزه و وفی به. وهذا من أخلاق الکرام وصفات الأکابر العظام.

(والحضرة الإلهیة) حضرة الحق تعالی (تطلب) من العباد أو بحسب رتبتها وهو الکمال المطلق الذاتی (الثناء)، أی المدح (المحمود)، أی الثناء الجمیل بما هو أهل له (بالذات) متعلق بتطلب ، أی طلبها ذلک طلبة ذاتیة، لأنه مقتضی الألوهیة والربوبیة بالنظر إلى المألوه والمربوب (فیثنی) بالبناء للمفعول.

أی یثنی المثنى من الخلق (علیها)، أی على الحضرة الإلهیة (بصدق الوعد)، أی إنجازه والوفاء لأهله (لا) یثنی علیها (بصدق الوعید) فی الشر وإنجازه لأهله ولا یلزم من ذلک وقوع الکذب فی خبر الله تعالى .

وقد قال الله تعالى : "ومن أصدق من الله قیلا" [النساء: 122]، لأن الصدق والکذب من صفات الخبر.

والوعد والوعید من قبیل الإنشاءات، لأن المراد بهما الإیقاع فی المستقبل لا الإخبار بالوقوع فیه، وإن ورد فی النصوص بصیغة الخبر فبقی الوعد والوعید على احتمال الوقوع وعدمه وصاحبه مخیر فی ذلک على السواء، لکن لما کان إنجاز الوعد فی الخیر ثناء محمودة امتنع عدمه لاقتضاء الحضرة الإلهیة للثناء المحمود، وکان إنجاز الوعید فی الشر لیس ثناء محمودة فلم یمتنع عدمه وأمکن جوازه، ولئن کان إخبارة عن الإیقاع فی المستقبل، فلا یقبح من الله تعالى شیء أصلا کما لا یقبح الإضلال فإنه تعالى یضل من یشاء خصوصا، وعدم الصدق فی الوعید خیر وکرم کما مر.

(بل) یثنی علیها، أی على الحضرة الإلهیة (بالتجاوز) والعفو والصفح عن الذنوب. قال تعالى فی صدق الوعد ("فلا تحسبن") یا محمد صلى الله علیه وسلم ("الله") تعالى الذی وعد رسله بالنصر على الأعداء ("مخلف" )، أی غیر منجز (" وعده") فی الخیر والجزاء الحسن ("رسله") [إبراهیم: 47] الذین أرسلهم الله إلى الخلق (ولم یقل) سبحانه وتعالى بعد قوله وعده (و وعیده)، فلا نص فی عدم خلف الوعید وإنما النص فی عدم خلف الوعد (بل قال تعالى) فی خلف الوعید وفی التجاوز والعفو (ونتجاوز)، أی نصفح (عن سیئاتهم)، أی ذنوبهم فضلا وکرما (مع أنه) تعالی (توعد)، أی جاء الوعید بالشر منه سبحانه (على ذلک)، أی فعل السیئات، فهذا النص فی خلف الوعید.

(فأثنى) سبحانه وتعالى (على إسماعیل) علیه السلام، أی مدحه تعالی با (" إنه کان صادق")، أی صادقا فی (الوعد) کما قال تعالى عنه علیه السلام : " إنه کان صادق الوعد وکان رسولا نبیا " [مریم: 54] وهو ثناء منه تعالی على مخلوق من مخلوقاته، وهو تعالی أحق بهذا الثناء من کل مخلوق، وهو أولى بالتجاوز والکرم.

ولا شک أن الذی أثنى علیه تعالى بأنه صادق الوعد عبد ممکن حادث قائم برب واجب قدیم (وقد زال)، أی فنی واضمحل (الإمکان) وهو الصورة العبدیة المسماة من حیث الظاهر بذلک الاسم (فی حق)، أی شأن (الحق سبحانه) وتعالى الذی کان قائمة على تلک النفس بما کسبت (لما)، أی لأجل ما (فیه)، أی فی الإمکان (من طلب المرجح)، أی الفاعل والعلة، وذلک أمر زائد فی الوجود وحینئذ.


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( الثناء بصدق الوعد لا بصدق الوعید، و الحضرة الإلهیة تطلب الثناء المحمود بالذات فیثنی علیها بصدق الوعد لا بصدق الوعید، بل بالتجاوز. «فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله» لم یقل و وعیده.

بل قال «و نتجاوز عن سیئاتهم» مع أنه توعد على ذلک. فأثنى على إسماعیل بأنه کان صادق الوعد. و قد زال الإمکان فی حق الحق لما فیه من طلب المرجح.)

ولما بین أسرار الرضا شرع فی بیان أسرار الثناء فإن کلا منهما مودع فی کلمة إسماعیل علیه السلام بقوله: (الثناء) یکون (بصدق الوعد لا بصدق الوعید) بخلاف الرضا فإنه یکون بصدق والوعید کما أثبت (والحضرة الإلهیة تطلب الثناء المحمود بالذات) من کان عبدا سعیدا کان أو شقیا فلا بد وقوع مطلوب الحق من کل عبد.

فلا بد صدق الوعید والتجاوز من الحق فی حق کل عبد على حسب ما یلیق بذواتهم حتى یحصل له الثناء المحمود من کل عبد حسب مراتبهم.

(فیثنی علیها بصدق الوعد لا بصدق الوعید) أی لما طلب الذات الإلهیة بذاته الثناء المحمود لا یثنی علیها إلا بصدق، وعده بالتجاوز عن سیئاتهم وأداء الثناء المحمود لا یکون إلا بصدق الوعد لا بصدق الوعید.

(بل) یثنی علیها (بالتجاوز) عن وعیده بالعفو .

یدل على ذلک قوله تعالى: ("فلا تحسبن الله" مخلف وعده رسله ولم یقل ووعیده) لعدم الثناء المحمود بصدق الوعید (بل قال "ونتجاوز عن سیئاتهم" مع أنه) أی الحق (توعد على ذلک) أی على الشیء .

فدلت هذه الآیة على أن الله تعالى یطلب بذاته عن عباده الثناء المحمود وإن هذا الثناء لا یحصل إلا بصدق وعده عباده و بالتجاوز عن سیئاتهم .

فعم التجاوز الخالدین فی النار أبدأ بحصول النعیم الممتزج بالعذاب لهم فیثنون بذلک على الله تعالی فعم الثناء المطلوب.

فإذا کان الثناء فی حق الحق بصدق الوعد (فأثنی على إسماعیل علیه السلام بأنه کان صادق الوعد) فالثناء المحمود سواء کان من العبد على الحق أو من الحق على العبد لا یکون إلا بصدق الوعد .

(وقد زال الإمکان) أی وقد زال بدلالة النص إمکان وقوع الوعید على الأبد (فی حق الحق لما فیه) أی وقوع الإمکان (من طلب مرجح) والطلب المرجح لوقوع الوعید هو الذنب وذلک یرتفع بوعده تعالى تعالى بقوله: "ونتجاوز عن سیئاتهم" [الأحقاف: 16] فإن وعده واجب الوقوع فی کل عبد فزال ونوع الوعید وقت ونوع التجاوز ولیس التجاوز فی حق الکفار التخلیص عن ألم النار ، بل المراد بالتجاوز حصول الرحمة الممتزجة بألم النار .


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( الثناء بصدق الوعد لا بصدق الوعید، و الحضرة الإلهیة تطلب الثناء المحمود بالذات فیثنی علیها بصدق الوعد لا بصدق الوعید، بل بالتجاوز. «فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله» لم یقل و وعیده.

بل قال «و نتجاوز عن سیئاتهم» مع أنه توعد على ذلک. فأثنى على إسماعیل بأنه کان صادق الوعد. و قد زال الإمکان فی حق الحق لما فیه من طلب المرجح.)

قال الشیخ : " الثناء بصدق الوعد لا بصدق الوعید، و الحضرة الإلهیة تطلب الثناء المحمود بالذات فیثنی علیها بصدق الوعد لا بصدق الوعید، بل بالتجاوز. «فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله» لم یقل و وعیده. بل قال «و نتجاوز عن سیئاتهم» مع أنه توعد على ذلک. فأثنى على إسماعیل بأنه کان صادق الوعد. و قد زال الإمکان فی حق الحق لما فیه من طلب المرجح."

اختلفت الأسماء و تمایزت الصفات وکذلک تمایزت العبودیات.

قال: والذات واحدة والأسماء مختلفة والأبیات الباقیة ظاهرة المعنى مما سبق۔

قوله: الثناء بصدق الوعد إلى قوله: طلب المرجح.

یعنی أن اسماعیل صادق الوعد فأثنى الحق علیه بذلک فالحق أولى، والحضرة تطلب الثناء وهو بصدق الوعد لا یصدق الوعید وهذا القدر مرجح لحصول الموعود به لا حصول المتوعد به، والأبیات تشرح ذلک وحاصلها أن أهل النار یتنعمون فیها، واشتقاق العذاب من العذوبة واللب الطیب لا یضر أن یکون له قشر غیر طیب.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( الثناء بصدق الوعد لا بصدق الوعید، و الحضرة الإلهیة تطلب الثناء المحمود بالذات فیثنی علیها بصدق الوعد لا بصدق الوعید، بل بالتجاوز. «فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله» لم یقل و وعیده.

بل قال «و نتجاوز عن سیئاتهم» مع أنه توعد على ذلک. فأثنى على إسماعیل بأنه کان صادق الوعد. و قد زال الإمکان فی حق الحق لما فیه من طلب المرجح.)

قال سلام الله علیه: (" الثناء بصدق الوعد، لا بصدق الوعید، والحضرة الإلهیة تطلب الثناء المحمود بالذات ").

یعنی رضی الله عنه :  لمّا کان الثناء هو تعریف المثنى علیه بما هو علیه من النعوت ، فیصدق أن یکون التعریف بالمذموم أو بالمحمود ، ولکنّ الإلهیة من کونها أحدیة جمع جمیع الکمالات لها مرتبة تطلب الکمال بالذات ، فتطلب الثناء بالمحمود فی الوعد ، إذ لا یحمد موعد أو متوعّد على وعیده أو إیعاده .

قال رضی الله عنه: (" فیثنى على الحضرة الإلهیة " بصدق الوعد لا بصدق الوعید ، بل بالتجاوز " فَلا تَحْسَبَنَّ الله مُخْلِفَ وَعْدِه ِ رُسُلَه ُ " ، لم یقل : ووعیده ، بل

قال:  " وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَیِّئاتِهِمْ " مع أنّه توعّد على ذلک ، فأثنى على إسماعیل بأنّه کان صادق الوعد ، وقد زال الإمکان فی حق الحق " ).

یعنی سلام الله علیه: زال إمکان تحقیق وعید بتحقّق تحقیق وعده .

قال رضی الله عنه: ( " لما فیه من طلب المرجّح " ) .

لأنّ إسماعیل إذا أثنى الحق علیه بصدق الوعد ومن جملة ما وعد الحق هو التجاوز وعدم تنفیذ الوعید " وَما نُرْسِلُ بِالآیاتِ " آیات الوعید " إِلَّا تَخْوِیفاً " ، ولعلَّهم یتّقون ، فما المرجّح إذن لإیقاع الوعید وإیجاد عین الإیعاد مع سلامة المعارض النافی لذلک وأن لا یثنى على الحق بصدق وعده مع صدق الثناء على إسماعیل الذی هو من جملة صدق وعد الحق ، بل الثناء على الله ولله فی الوجهین لمن فهم ، والله الملهم .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( الثناء بصدق الوعد لا بصدق الوعید، و الحضرة الإلهیة تطلب الثناء المحمود بالذات فیثنی علیها بصدق الوعد لا بصدق الوعید، بل بالتجاوز. «فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله» لم یقل و وعیده.

بل قال «و نتجاوز عن سیئاتهم» مع أنه توعد على ذلک. فأثنى على إسماعیل بأنه کان صادق الوعد. و قد زال الإمکان فی حق الحق لما فیه من طلب المرجح.)

قال رضی الله عنه : " الثناء بصدق الوعد لا بصدق الوعید ، والحضرة الإلهیة تطلب الثناء المحمود بالذات" لما کان الکمال المطلق للحضرة الإلهیة الموصوفة بالجلال والعظمة والجمال والألوهیة ذاتیا ، والثناء إنما یکون بذکر تلک النعوت فهی طالبة للثناء والحمد بالذات ، وللثناء لا یتوجه بصدق الوعید أصلا بل بصدق الوعد ، لزم أن یکون صادق الوعد ( فیثنى علیها بصدق الوعد لا بصدق الوعید بل بالتجاوز – " فَلا تَحْسَبَنَّ الله مُخْلِفَ وَعْدِه رُسُلَه " .

لم یقل ووعیده ، بل قال " ونَتَجاوَزُ عَنْ سَیِّئاتِهِمْ " فوعد التجاوز (مع أنه توعد على ذلک ، فأثنى على إسماعیل بأنه صادق الوعد) ، وقد زال الإمکان فی حق الحق ) یعنى لما أثنى الله تعالى على إسماعیل بصدق الوعد توجه الثناء والحضرة الإلهیة طالبة للثناء ، فلزم أن یکون الله صادق الوعد على سبیل الوجوب لا الإمکان ( لما فیه من طلب المرجح ) أی لما فی الإمکان من طلب المرجح ، ولا یتوقف صفة ما من صفات الله على شیء فتحقق وجوب صدق وعده ، وقد وعد التجاوز لکونه من جملة وعده.

"" إضافة بالی زادة :  ولما بین أسرار الرضا شرع فی بیان أسرار الثناء فإنهما مودع فی کلمة إسماعیل .  قوله ( تطلب الثناء ) من کل عبد سعیدا أو شقیا فلا بد من وقوع مطلوب الحق من کل عبد ، فلا بد من صدق الوعد والنجا وزمن الحق فی حق کل عبد على حسب ما یلیق بذواتهم حتى یحصل له الثناء المحمود من کل عبد على حسب مراتبهم اهـ

( فیثنى علیها بصدق الوعد ) أی لما طلب الذات الإلهیة بذاته الثناء المحمود لا یثنى علیها إلا بصدق وعده وهو ( بالتجاوز ) عن سیئاتهم یدل على ذلک قوله تعالى - فَلا تَحْسَبَنَّ الله مخلف وعده"  اهـ بالی زادة .

( ولم یقل ووعیده ) لعدم الثناء المحمود بذلک مع أنه اهـ بالى .زادة

( مع أنه توعد ذلک ) أی على الشیء ، فدلت هذه الآیة على أن الله یطلب بذاته من عباده الثناء المحمود ، وأن ذلک لا یحصل إلا بصدق وعده عباده وبالتجاوز عن سیئاتهم ، فعم التجاوز للخالدین فی النار أبدا بحصول النعیم الممتزج بالعذاب لهم فیثنون على الله بذلک ، فعم الثناء المطلوب ( فأثنى على إسماعیل ) فالثناء المحمود سواء کان من العبد على الحق أو من الحق إلى العبد لا یکون إلا بصدق الوعد ( وقد زال الإمکان ) أی زال بدلالة النص إمکان وقوع الوعید على الأبد ( فی حق الحق لما فیه ) أی فی وقوع الإمکان ( من طلب مرجح ) وطلب المرجح لوقوع الوعید هو الذنب ، وذلک یرتفع بوعده تعالى بالتجاوز ، فإن وعده واجب الوقوع فی کل فزال وقوع الوعید وقت وقوع التجاوز ، والتجاوز فی حق الکفار حصول الرحمة الممتزجة بألم النار بحیث لا ینقص عن الألم الأول ، فإذا زال صدق الوعید. أهـ بالی زادة ""


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( الثناء بصدق الوعد لا بصدق الوعید، و الحضرة الإلهیة تطلب الثناء المحمود بالذات فیثنی علیها بصدق الوعد لا بصدق الوعید، بل بالتجاوز. «فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله» لم یقل و وعیده.

بل قال «و نتجاوز عن سیئاتهم» مع أنه توعد على ذلک. فأثنى على إسماعیل بأنه کان صادق الوعد. و قد زال الإمکان فی حق الحق لما فیه من طلب المرجح.)

قال رضی الله عنه : (الثناء بصدق الوعد، لا بصدق الوعید. والحضرة الإلهیة تطلب الثناء المحمود بالذات، فیثنى علیها بصدق الوعد، لا بصدق الوعید، بل بالتجاوز).

لما أثنى الحق على إسماعیل، علیه السلام، بصدق الوعد، شرع یبین فی حکمه وأسراره، کما بین أسرار (الرضا).

والثناء عقلا وعادة لا یکون إلا فی مقابلة خیرات المثنى علیه، لا فی مقابلة الشرور، إذ لا یثنى على من یحصل منه الضرر النقم، بل على من یحصل منه النفع والنعم.

فمن وعد بالخیر وأنجز وعده، یثنى علیه بذلک. ومن أوعد، فلا یثنى علیه بذلک الإیعاد، إلا إذا عفا وتجاوز عن إیعاده. والذات الإلهیة لکونها منبع الخیرات ومعدن المسرات، تطلب بالذات الثناء من العبید، حیث أخرجهم من العدم إلى الوجود، وکساهم بحلل الکمالات، وجعلهم مظاهر الأسماء والصفات. والشرور أمور إضافیة لکونها عبارة عن عدم ملائمتها للطبائع.

فکون الشر شرا لیس بالنسبة إلى الذات، کما نبه النبی صلى الله علیه وسلم بقوله فی دعائه: قال رضی الله عنه : (والخیر کله إلیک، والشر لیس إلیک).

قال الله تعالى: "ما أصابک من حسنة فمن الله وما أصابک من سیئة فمن نفسک". بل بالنسبة إلى ذاته تعالى کلها خیر، لأنها وجودات خاصة، ظهرت فیهذه المظاهر. لذلک أردفه بقوله تعالى: "قل کل من عند الله".

أی، الحسنات المنسوبة إلى الله والسیئات المضافة إلى نفسک، کلها صادرة من عند الله.

فهی خیرات فی أنفسها، لذلک صارت مقتضى أسماء الله، وإن کان بعضها شرورا بالنسبة إلیک.

قال رضی الله عنه : (فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله). ولم یقل: ووعیده.

بل قال: (ویتجاوز عن سیئاتهم). مع أنه توعد على ذلک).

وهذا (التجاوز) عام بالنسبة إلى أهل الجنة والنار. أما بالنسبة إلى أهل الجنة، فظاهر: حیث تجاوز عن ذنوب وجوداتهم وصفاتهم وأفعالهم.

کما قال رضی الله عنه : (فقلت: وما أذنبت؟ قالت مجیبة: وجودک ذنب لایقاس به ذنب). وأما بالنسبة إلى أهل النار من المؤمنین، فـ بالإخراج بشفاعة الشافعین.

وبالنسبة إلى الکافرین یجعل العذاب لهم عذبا: أو برفعه مطلقا، کماجاء فی الحدیث: (ینبت فی قعر جهنم الجرجیر).

وإن کانوا خالدین فیها. أو بإعطائهم صبرا على ما هم علیه من البلایا والمحن، فی تألفوا به، فلا یتألمون منهبعد ذلک - على ما سیأتی آنفا إنشاء الله تعالى.

قال رضی الله عنه : (فأثنى على إسماعیل بأنه کان صادق الوعد). وذلک لوفائه على العهود السابقة بإبراز الکمالات المودعة فیه وبعبادة ربه بحیث صار مرضیا عنده.

قال رضی الله عنه : (وقد زال الإمکان فی حق الحق لما فیه من طلب المرجح). أی، وقد زال فیحق الحق إمکان وقوع الوعید، إذ لا شک أن الحق تعالى وعد بالتجاوز فقال: (ویتجاوز عن سیئاتهم).

وقال: "إن الله یغفر الذنوب جمیعا".، "إن الله لا یغفر أن یشرک به ویغفر ما دون ذلک لمن یشاء".

(ویعفوا عن کثیر) من السیئات. وأمثال ذلک. ووقوع وعده واجب، وهو التجاوز والعفو والغفران. فزال إمکان وقوع الوعید، لأن وقوع أحد طرفی الممکن لا یمکن إلا بمرجح، وما ثم ما یطلب الوعید إلا الذنب، وهو یرتفع بالتجاوز، فزال سبب وقوع الوعید، وعدم العلة موجب لعدم المعلول. والوعید إنما کان للتخویف والاتقاء ولإیصال کل منهم إلى کما لهم، لذلک قال تعالى: "وما نرسل بالآیات إلا تخویفا ولعلهم یتقون".

وقال بعض أهل الکمال:

وإنی إذا أوعدته أو وعدته .... لمخلف إیعادی ومنجز موعدی

إذ لا یثنى بالوفاء بالإیعاد، بل بالتجاوز عنه، ویثنی بالوفاء بالوعد. وحضره الحق تعالى طالب الثناء، فوجب إتیانه بما وعده من العفو والمغفرة والتجاوز، وانتفى إمکان وقوع ما أوعد به. وفیه أقول:

یا من بلطف جماله خلق الورى  .... حاشاک أن ترضى بنار تحرق

أنت الرحیم بکل من أوجدته  ..... ولأجل رحمتک العمیمة تخلق

إن کنت منتقما فأنت مؤدب .....  ومعذبا إن کنت أنت المشفق

فاجعل عذابک للعباد عذوبة  ..... وارحم برحمتک التی قد تسبق

وإنما قال: (فی حق الحق) ولم یقل: فی حق الخلق، لأن زوال الإمکان إنما هو بسبب التجاوز والعفو، وهو من طرف الحق لا الخلق.

فإن اختلج فی قلبک أن الشرک لا یغفر، فیجب وقوع ما أوعده، فضلا عن إمکانه، فسیأتی بما یتبین عندک الحق بعد شرح الأبیات.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( الثناء بصدق الوعد لا بصدق الوعید، و الحضرة الإلهیة تطلب الثناء المحمود بالذات فیثنی علیها بصدق الوعد لا بصدق الوعید، بل بالتجاوز. «فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله» لم یقل و وعیده.

بل قال «و نتجاوز عن سیئاتهم» مع أنه توعد على ذلک. فأثنى على إسماعیل بأنه کان صادق الوعد. و قد زال الإمکان فی حق الحق لما فیه من طلب المرجح.)

قال رضی الله عنه : الثناء بصدق الوعد لا بصدق الوعید، والحضرة الإلهیة تطلب الثناء المحمود بالذات فیثنی علیها بصدق الوعد لا بصدق الوعید، بل بالتجاوز. «فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله» لم یقل و وعیده، بل قال «ونتجاوز عن سیئاتهم» مع أنه توعد على ذلک. ).

فقال رضی الله عنه : (الثناء) أی: المحمود بالذات بقرینة فأبعده أطلق لعدم اعتداده بغیره لزواله بأدنی معارض، والزوال موجب للذم (بصدق الوعد)، أی: یتعلق بصدق الوعد، وهو التزام فعل الخیر فی المستقبل، وهو محمود بالذات (لا بصدق الوعید) التزام فعل الشر فی المستقبل، ولیس بمحمود بالذات، بل بما یعارض له من المصلحة العامة، ولذلک قد یثنی على التجاوز والحضرة الإلهیة لعلوها الذاتی (تطلب الثناء المحمود بالذات) دائما.

وأما الثناء المحمود بعارض فقد تطلبه وقد لا تطلبه، (فیثنی علیها بصدق الوعد) بکل حال (لا بصدق الوعید) بکل حال، (بل) قال: یحمد (بالتجاوز) یدل علیه قوله تعالى: ("ولا تحسبن الله مخلف وعده، رسله" [إبراهیم: 47] ولم یقل ووعیده)، وإن کان الموضع موضع الوعید؛ ولذلک قال عقیبه: "إن الله عزیز ذو انتقام" [إبراهیم: 47] .

وکأنه تعالى حیث صدق الوعید، فلقنه صدق الوعد وعد الرسل إهلاک أعدائهم، وهکذا تصدیقه وعید أهل الکفر والمعاصی؛ لتضمن هذا الوعید إصلاح العامة، ولا یتم ما لم یجزموا بإبقائها، وذلک تصدیقه بإتیان مقتضاه.

(بل قال) فی حق أهل الوعید: ("ونتجاوز عن سیئاتهم" [الأحقاف:16] مع أنه توعد على ذلک)، فقال: "وجزاء سیئة سیئة مثلها" [الشورى:40]، وقال: "ومن جاء بالسیئة فلا یجزى إلا مثلها" [الأنعام: 160].

ولو کان صدق الوعید یثنی علیه بالذات لکان ضده مذموما، ولا یلزم بذلک الکذب فی إخباره تعالى؛ لأنه مخصص بالدلیل المنفصل، ولما کان الثناء فی حق الحق بصدق الوعد بالذات، وبصدق الوعید بالإمکان، بحیث لا یترجح أحد طرفیه إلا بمرجح عارض، ویزاول بمعارض، والکامل من تشبه بالحق فی الکمالات الذاتیة.


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( الثناء بصدق الوعد لا بصدق الوعید، و الحضرة الإلهیة تطلب الثناء المحمود بالذات فیثنی علیها بصدق الوعد لا بصدق الوعید، بل بالتجاوز. «فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله» لم یقل و وعیده.

بل قال «و نتجاوز عن سیئاتهم» مع أنه توعد على ذلک. فأثنى على إسماعیل بأنه کان صادق الوعد. و قد زال الإمکان فی حق الحق لما فیه من طلب المرجح.)

قال رضی الله عنه : ( الثناء بصدق الوعد ، لا بصدق الوعید ) وذلک أنّ الثناء المحمود إنّما تقتضی الظهور والانبساط واللطف - على ما لا یخفى على الواقف لما سلف فی تحقیق معنى الحمد - وصدق الوعید إنّما یستدعی الخفاء والانقباض والقهر .

( والحضرة الإلهیّة تطلب الثناء المحمود بالذات ) فإنّ الإله ما لم یظهر ویعبد لم یکن إلها ،

( فیثنى علیها بصدق الوعد - لا بصدق الوعید - بل بالتجاوز ) .

حیث قال : ( " فَلا تَحْسَبَنَّ الله مُخْلِفَ وَعْدِه ِ رُسُلَه " [ 14 / 47 ] ولم یقل : « ووعیده » ، بل قال فیه : ( " وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَیِّئاتِهِمْ "  [ 46 / 16 ] ) .

مع أنّه توعّد على ذلک .

( فأثنى على إسماعیل ) جریا على ما علیه الکمال الإلهی الوجودی( بـ " إِنَّه ُ کانَ صادِقَ الْوَعْدِ " ) [ 19 / 54 ] مع إمکان عینه وما یطلبه بالذات من الأوصاف العدمیّة المذمومة ( وقد زال الإمکان فی حقّ الحقّ لما فیه من طلب المرجّح) .

فلم یبق إلَّا صادق الوعد وحده فإنّ صدق الوعید ینفیه  الثناء المحمود الذی هو مقتضى الوجوب الذاتی.


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ رضی الله عنه : ( الثناء بصدق الوعد لا بصدق الوعید، و الحضرة الإلهیة تطلب الثناء المحمود بالذات فیثنی علیها بصدق الوعد لا بصدق الوعید، بل بالتجاوز. «فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله» لم یقل و وعیده.

بل قال «و نتجاوز عن سیئاتهم» مع أنه توعد على ذلک. فأثنى على إسماعیل بأنه کان صادق الوعد. و قد زال الإمکان فی حق الحق لما فیه من طلب المرجح.)

قال رضی الله عنه : "الثناء بصدق الوعد لا بصدق الوعید، والحضرة الإلهیة تطلب الثناء المحمود"

فقال رضی الله عنه : (الثناء) إنما یتحقق (بصدق الوعد) وإتیان الوعد بالموعود (لا بصدق الوعید) وإتیان المتوعد بما توعد به إذ لا یثنی عقلا وعرف على من نصدر منه الآفات والمضرات بل على من تصدر منه الخیرات والمبرات.

(والحضرة الإلهیة تطلب) من العبید حیث أخرجهم من العلم إلى الوجود وجعلهم مظاهر أسمائه وصفاته الجمیلة .

قال رضی الله عنه : (  بالذات فیثنی علیها بصدق الوعد لا بصدق الوعید، بل بالتجاوز. «فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله» لم یقل و وعیده، بل قال «ونتجاوز عن سیئاتهم» مع أنه توعد على ذلک. فأثنى على إسماعیل بأنه کان صادق الوعد. وقد زال الإمکان فی حق الحق لما فیه من طلب المرجح.)

قال رضی الله عنه :  (الثناء المحمود بالذات) وقوله : المحمود إما صفة کاشفة للثناء أو مقیدة بناء على أن یطلق الثناء على إثبات الصفات مطلقا (فیثنی علیها)، أی على الحضرة الإلهیة (بصدق الوعد)، وإتیانها بالموعود (لا بصدق الوعید) وإتیانها بما توعدت به (بل بالتجاوز) والعفو عما یوجب الوعید فإن قلت : التجاوز والعفو یستلزم کذب الخبر الدال على الوعید والحضرة الإلهیة منزهة عن ذلک.

قلت : لعل الشیخ رضی الله عنه ذهب إلى أن الوعید لیس بخیر حقیقة، بل هو تهدید و زجر إذ قد تقرر فی العربیة أن الکلام الخبر کی یجیء لمعان کثیرة غیر الإعلام والأخبار کالتلهف والتحسر والدعاء وغیر ذلک، ثم استشهد رضی الله عنه إلى أن الثناء لا یکون إلا بصدق الوعد لا بصدق الوعید .

بقوله تعالى: ("فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله ") [إبراهیم: 47] حیث خص نفی إخلاف الوعد بالذکر فی مقام الثناء (ولم یقل) مخلف وعد رسله (ووعیده) ولم ینف إخلاف الوعید أیضا، ولا یخفى على الفطن أن هذه العبارة لا تقتضی وقوع الوعید بالنسبة إلى الرسل فضلا عن أن یکون فی القرآن حتى برد ما أورده بعض الفضلاء من أنه لم یجیء فی القرآن المجید وعید الرسل صلوات الله وسلامه علیهم.

ویدل على أنه رضی الله عنه لم یقصد وقوع الوعید بالنسبة إلى الرسل قوله : (بل قال: "ونتجاوز عن سیئاتهم") [الأحقاف: 19] .

ضمیر الجماعة لیس عائدة إلى الرسل فهو سبحانه وعد بالتجاوز عن السیئات (مع أنه توعد على ذلک)، أی على اقتراف السیئات وهو لا یخلف وعده فیتجاوز عن السیئات فلزم إخلاف الوعید على اقترافها

قال رضی الله عنه :  (فأثنى على إسماعیل علیه السلام بأنه "کان صادق الوعد" که فقد زال الإمکان) [مریم: 54]، أی إمکان وقوع الوعید (فی حق الحق سبحانه لما فیه)، أی فی الإمکان (من طلب المرجح) یعنی ما یرجح جانب الوقوع على أن لا وقوع ولا مرجح ههنا.

فإن المرجح هو السیئات وهی متجاوز عنها فإن قلت : دخول بعض عصاة المؤمنین النار وخلود الکافرین کما یشهد به القرآن، وصرح به الشیخ رضی الله عنه أیضا یدل على وقوع الوعید، فکیف یصح الحکم بزوال إمکانه.

قلت : الوعید حقیقة الإخبار بهول التعذیب بالنار لا التعذیب مطلقا، فإن التعذیب

الزائل فی الحقیقة تطهیر وتزکیة للمعذب عن موانع اللطف والرحمة فالإخبار به فی الحقیقة وعد لا وعید بخلاف التعذیب الغیر الزائل فإنه لا خیر فیه بالنسبة إلیه :


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 206

الثناء بصدق الوعد لا بصدق الوعید، و الحضرة الإلهیة تطلب الثناء بالذات المحمود فیثنى علیها بصدق الوعد لا بصدق الوعید، بل بالتجاوز.

ثنا به صدق وعد است نه به صدق وعید و حضرت الهیه بالذات ثنا را طلب ‌می‌کند که محمود است (یعنى ثناى جمیل را طلب ‌می‌کند). پس ثنایش ‌می‌کنند به صدق وعد نه به صدق وعید بلکه ثنا ‌می‌کنند او را به عفو و گذشت.

قیصرى فرماید:

چون حق تعالى اسماعیل علیه السلام را به صدق وعد ثنا کرد شیخ شروع کرده است به بیان حکمت اسرار صدق وعد، چنانکه اسرار رضا را بیان کرد.

ثنا عقلا و عادتا نمی‌باشد مگر در مقابل خیرات کسى که ثنایش گویند نه در مقابل شرور زیرا ثنا نمی‌کنند بر آن کسى که از ناحیه او ضرر و نقمت حاصل شد بلکه بر آن ثنا ‌می‌کنند که نفع و نعمت از او حاصل شد. پس کسى را که وعده به خیر کرد و به وعده‌اش وفا نمود ثنا ‌می‌کنند و کسى را که ایعاد کرد ثنا نمی‌کنند به ایعادش، مگر آن گاه که بخشش و گذشت کرد و از ایعادش درگذشت و ذات الهیه چون منبع خیرات و معدن مبرات است. از این رو از عبیدش طلب ‌می‌کند بالذات ثنا را (بالذات در مقابل بالعرض است) از آن جهت که عبید را از عدم به وجود آورد و آنها را حلّه‌هاى کمالات پوشانید و مظاهر اسماء و صفاتش گردانید. شرور، امور اضافیه‌اند چون عبارتند از:

عدم ملایمت و سازش آنها با طبایع، پس شر بودن شر نسبت به ذات شی‏ء نیست بلکه بالعرض است. چنانکه پیامبر (ص) در دعایش که «و الخیر کله إلیک و الشرّ لیس إلیک» به آن تنبیه فرمود و خداى تعالى فرمود: ما أَصابَکَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَ ما أَصابَکَ مِنْ سَیِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِکَ‏ بلکه نسبت به ذات حق تعالى همه آنها خیر است. زیرا وجودات خاصه‌ای هستند که در این مظاهر، ظاهر شدند. لذا در دنبال آیه فوق فرمود: قُلْ کُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ‏ یعنى حسناتى که منسوب به حق است و سیئاتی که مضاف به توست. همه آنها از جانب خداوند صادر شده است. پس آنها بالذات خیرند لذا مقتضاى اسماء اللّه شدند. اگر چه بعضى از آنها نسبت به تو شرورند.( شرح فصوص قیصرى، ص 211)

فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ‏ و لم یقل و وعیده، بل قال‏ وَ نَتَجاوَزُ عَنْ سَیِّئاتِهِمْ‏ مع إنّه توعّد على ذلک.

شیخ فرماید خداوند فرمود: فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ‏ (إبراهیم: 47) و نفرمود «و وعیده» بلکه فرمود وَ نَتَجاوَزُ عَنْ سَیِّئاتِهِمْ‏ (أحقاف: 16) با اینکه در فعل سیئات وعید فرمود. (عفو و وعد واجب است، اما وعید ممکن است براى اینکه صفت حسنه موضوع آن نیست.) قیصرى گوید:

این تجاوز و گذشت نسبت به اهل جنت و نار عام است. اما نسبت به اهل جنت ظاهر است که از ذنوب وجودات آنها و صفات آنها و افعالشان عفو و تجاوز کرده است (یعنى گذشت کرده است). اما نسبت به اهل نار از مؤمنان به سبب اخراج‌شان از نار است به شفاعت شافعان و اما نسبت به کافران به اینکه عذاب براى آنها عذب ‌می‌گردد یا به رفع و برداشتن عذاب است مطلقا.

اگر چه در آن (نار) خالدند. چنانکه در حدیث است که در قعر جهنم جرجیر (تره تیزک) ‌می‌روید. یا به آنها صبر عطا ‌می‌شود که بر آن بلایا و محن الفت ‌می‌گیرند و بعد از آن رنج و الم نمی‌بینند چنانکه بعد از این گفته ‌می‌شود.( شرح فصوص قیصرى، ص 211)

فاثنى على إسماعیل بإنّه‏ کانَ صادِقَ الْوَعْدِ و قد زال الإمکان فی حقّ الحقّ لما فیه من طلب المرجح.

شیخ فرماید: پس خداوند بر اسماعیل ثنا گفت به اینکه او صادق الوعد بود و امکان در حقّ حق تعالى زایل شد زیرا که در امکان طلب مرجّح ‌می‌شود.

یعنى امکان وقوع وعید در حقّ حق تعالى زایل شد زیرا حق تعالى وعده به تجاوز داد که فرمود: وَ نَتَجاوَزُ عَنْ سَیِّئاتِهِمْ‏ و فرمود: إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً (زمر: 53) و فرمود: إِنَّ اللَّهَ لا یَغْفِرُ أَنْ یُشْرَکَ بِهِ وَ یَغْفِرُ ما دُونَ ذلِکَ لِمَنْ یَشاءُ* (نسا: 48) و وقوع وعد واجب است که تجاوز و عفو و غفران اوست پس امکان وقوع وعید در حق بارى تعالى زایل شده است، زیرا که وقوع یکى از دو طرف ممکن بدون مرجح‏ (تحقق وعید به ایجاد علت بستگى دارد زیرا اعمال وعید نه واجب است و نه ممتنع، بلکه ممکن است و ممکن براى تحقق یافتن علت مى‌خواهد. یعنى مرجح مى‌خواهد و مرجح یعنى علت پیاده شدن وعید( در بارى تعالى)) نمی‌شود. (شرح فصوص قیصرى، ص 212)

مفهوم، که نمودار واقع است. اگر واقع او حقیقتى است که نبود او ممتنع است، یعنى نمی‌شود آن را برداشت و محال باشد رفع او من جمیع الوجوه، آن واجب بالذات است.

اگر مفهوم، نمودار امرى است که آن امر از تحقق و وقوع خارجى امتناع دارد که محال است وجود یافتنش مطلقا آن را ممتنع بالذات گویند، چون شریک بارى. اگر مفهوم، از وجود و عدم ابا نداشته باشد یعنى هر دو برایش یکسان باشد که به آمدن علت که مرجح اوست از عدم به وجود آید، آن را ممکن گویند. پس ممکن در ذات خود اباى از وجود یا عدم ندارد، بلکه بود و نبودش وابسته به بود علت و عدم علت است.

و وعید براى تخویف و اتقاء (خویشتن داری) است و براى رساندن هر یک از عباد به کمالشان. لذا حق تعالى فرمود: وَ ما نُرْسِلُ بِالْآیاتِ إِلَّا تَخْوِیفاً (إسراء: 59) و فرمود: وَ لَعَلَّهُمْ یَتَّقُونَ‏ یکى از اهل کمال گوید:

«و انّی إذا أوعدته او وعدته‏ لمخلف ایعادی و منجز موعدی»

(یعنى هر گاه من ایعاد کردم که وعید است یا وعده دادم که نوید است خلاف ایعادم ‌می‌کنم و انجاز وعده‌ام).

ثنا به وفاى به ایعاد نمی‌شود بلکه ثنا به تجاوز از ایعاد ‌می‌شود و ثنا به وفاى به وعده ‌می‌آید و حضرت حق تعالى طالب ثناست پس واجب است عمل کردن او به آن چه که وعده داد از عفو و مغفرت و تجاوز و امکان وقوع آن چه را که وعید به آن کرده است منتفى است.( شرح فصوص قیصرى، ص 212)


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۴۳۳-۴۳۵

الثناء بصدق الوعد لا بصدق الوعید، و الحضرة الالهیّة تطلب الثّناء المحمود بالذّات فیثنى علیها بصدق الوعد لا بصدق الوعید، بل بالتّجاوز.

چون حضرت حق سبحانه و تعالى اسماعیل را علیه السلام به صدق وعد ستایش کرد که: و کان صادق الوعد شیخ- قدس اللّه سره- شروع کرد به بیان اسرار صدق وعد درین حکمت چنانکه بیان اسرار رضا به تقدیم رسانید و ثنا عقلا و عادتا در مقابله خیرات مثنى علیه است نه در مقابله شرورش چه ثناى کسى را گویند که مصدر نفع و نعم باشد نه مصدر ضرر و نقم.

پس هرکه وعده کند به خیر و به انجاز وعده قیام نماید مدحت و ثنا را شاید، و اگر ایعاد کند به مجرد وعید مستحق ثنا نشود و چون عفو کند و تجاوز از ایعاد نماید سزاوار ثنا آید. و لهذا ارسطو در کتاب طویل خویش به اسکندر بن فیلقوس نوشت که صن وعدک عن الخلف فإنّه شین، و شب وعیدک بالعفو فإنّه زین بیت:

شاها ملکا قد فلک را                 جز بهر سجود خم نکردى‏

بر من که پرستشت نکردم‏         درنا کردن ستم نکردى‏

آن چیست که از بدى نکردم‏ و آن چیست که از کرم نکردى‏

گفتى که دهم سزاى جرمت‏ چون وقت رسید هم نکردى‏

و ذات الهیّه از آن روى که منبع خیرات و معدن مبرّات است طلب ثنا مى‏‌کند از بندگان خود بالذات از آن روى که ایشان را از عدم به وجود آورد و حلل کمالات‌شان بپوشانید و مظاهر اسما و صفات‏شان گردانید.

و شرور امور اضافیّه از آنکه عبارت است از عدم ملایمت مر طباع را پس شرّ بودن شرّ به نسبت با ذات نیست چنانکه حضرت رسالت علیه السلام در دعاى خود بدین معنى تنبیه نمود

و الخیر کلّه بیدیک و الشّرّ لیس إلیک‏

 قال اللّه تعالى:

ما أَصابَکَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَ ما أَصابَکَ مِنْ سَیِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِکَ‏، بل به نسبت با ذات همه معدودست از خیرات چه این‏ها وجودات خاصّه‏اند ظاهر شده درین مظاهر لذلک اردفه بقوله تعالى‏ قُلْ کُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ‏، یعنى حسنات منسوبه به حق تعالى و سیئات مضافه به نفس تو همه آن صادرست از حق سبحانه لاجرم همه در نفس خویش خیرات‏اند و لهذا مقتضاى اسماى اللّه گشتند اگرچه بعضى به نسبت تو شرور است.

فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ‏ و لم یقل و وعیده، بل قال: وَ نَتَجاوَزُ عَنْ سَیِّئاتِهِمْ‏ مع أنّه توعّد على ذلک.

حضرت الهى فرمود که گمان مبر که حق سبحانه و تعالى اخلاف کند وعده را که به نسبت با رسل خود کرده است و نگفت که وعید خود را نیز خلاف نمى‏‌کند بلکه سیئات بندگان را در مى‏گذراند با وجود آنکه وعید بر آن لاحق است.

و تجاوز عن السّیئات عام است به نسبت با اهل جنّت و نار، اما به نسبت با اهل جنّت ظاهر است چون تجاوز حق از ذنوب وجودات و افعال و صفات ایشان کما قال شعر:

و قلت فما أذنبت قالت مجیبة وجودک ذنب لا یقاس به ذنب‏

و اما به نسبت با اهل نار از مؤمنین باخراج ایشانست به شفاعت شافعى‏ و به نسبت با کافران معذب ساختن عذاب در حق ایشان یا به رفع عذاب مطلقا چنانکه در حدیث آمده است که‏

ینبت فى قعر جهنّم الجرجیر

یا به اعطاى صبر بر محن و بلایا و شداید رزایا، پس با عذاب الفت گیرند و الم کمتر یابند.

فأثنى على إسماعیل بأنّه کان صادق الوعد.

پس حق سبحانه و تعالى ثنا گفت بر اسماعیل که صادق الوعد بود از روى وفا بر عهود سابقه به انوار کمالات مودعه در وى، و به عبادت پروردگار خویش بحیث صار مرضیّا عنده.

و قد زال الإمکان فى حقّ الحقّ لما فیه من طلب المرجّح.

یعنى زائل گشت در حق حق سبحانه و تعالى امکان وقوع وعید چه حق سبحانه و تعالى در کلام مجید وعده کرد به تجاوز که‏ وَ نَتَجاوَزُ عَنْ سَیِّئاتِهِمْ‏ و قال‏ إِنَّ اللَّهَ لا یَغْفِرُ أَنْ یُشْرَکَ بِهِ وَ یَغْفِرُ ما دُونَ ذلِکَ لِمَنْ یَشاءُ* وَ یَعْفُوا عَنْ کَثِیرٍ*

أى من السّیئات.

و وقوع وعده واجب است و آن تجاوز و عفو و غفران است پس امکان وقوع وعید زائل شود چه وقوع یکى از دو طرف ممکن بى‏مرجح ممکن نیست و طالب وعید جز گناه نى و گناه مرتفع به تجاوز. پس سبب وقوع وعید زائل گردد و عدم علت موجب عدم معلول، و وعید نیست مگر از براى تخویف و اتّقاء و ایصال هر یک از ایشان به کمالاتش لذلک قال اللّه تعالى‏ وَ ما نُرْسِلُ بِالْآیاتِ إِلَّا تَخْوِیفاً وَ لَعَلَّهُمْ یَتَّقُونَ‏ و قال بعض أهل الکمال:

و إنّى إذا اوعدته أو وعدته‏ لمخلف إیعادى و منجز موعدى‏

از آنکه ثنا گفته نمى‏شود به وفاى ایعاد بلکه موجب ثنا تجاوزست و حضرت حق طالب ثناست، پس واجب باشد وفا به وعده عفو و مغفرت و تجاوز و منتفى گردد امکان آنچه وعید بدان لاحق شده است، و قیصرى درین مقام مى‏فرماید شعر:

یا من بلطف جماله خلق الورى‏ حاشاک أن ترضى بنار تحرق‏

أنت الرّحیم بکلّ من أوجدته‏ و لأجل رحمتک العمیمة تخلق‏

إن کنت منتقما فأنت مؤدّب‏ و معذّبا إن کنت أنت المشفق‏

فاجعل عذابک للعباد عذوبة و ارحم برحمتک التى قد تسبق‏

اى رحمت واسعت پناه همه کس‏ لطف و کرم تو عذرخواه همه کس‏

بر عفو تو اعتماد دارم هرچند بیش است گناهم از گناه همه کس‏

*

در فقر من فقیر درویش نگر در عجز من بى‏کس دل‏ریش نگر

در جرم من و ناکسى من منگر در رحمت و لطف سابق خویش نگر

و اگر ترا خلجان خاطر باشد که شرک معفو نیست پس وقوع متعلّق وعید واجب باشد پس نفى امکان ممکن نباشد جواب این بعد از شرح ابیات به تقدیم خواهد رسید.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۷۴

الثّناء بصدق الوعد لا بصدق الوعید. و الحضرة الإلهیّة تطلب الثناء المحمود بالذّات فیثنى علیها بصدق الوعد لا بصدق الوعید، بل بالتّجاوز. «فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ» لم یقل، و وعد وعیده، بل قال‏ «وَ نَتَجاوَزُ عَنْ سَیِّئاتِهِمْ» مع أنّه توعد على ذلک.

شرح چون حق تعالى اسماعیل را به صدق وعد ثنا فرمود، شیخ خواست تا اسرار صدق وعد را بیان کند. و از جمله لطایف اسرار یکى اینست که عرفا بدانند که ثنایى که از مثنى به ظهور پیوندد، در مقابل خیرات و إحسان واصله از مثنى علیه باشد، نه در مقابل عقوبات و مضار متواصله از وى. و هر که کسى را ترس و بیم به عذاب دهد، او را بدان ثنا و شکر نگویند اگر چه مستحقّ آن عذاب‏ بود. مگر از آن وعید درگذرد به استحقاق، و عفو کند آن گه به آن عفو مستحقّ ثنا شود.

فأثنى على إسماعیل بأنّه کان صادق الوعد. و قد زال الإمکان فی حقّ الحقّ لما فیه من طلب المرجّح.

شرح مفهوم کلام آنست که چون چند جاى در قرآن مکرر شد که‏ «وَ نَتَجاوَزُ عَنْ سَیِّئاتِهِمْ‏ ... وَ یَعْفُوا عَنْ کَثِیرٍ* ... إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً و یَغْفِرُ ما دُونَ ذلِکَ لِمَنْ یَشاءُ» و این جمله از حق وعده باشد که فرمود: «إِنَّ اللَّهَ لا یُخْلِفُ الْمِیعادَ»: پس امکان وقوع وعید از صادق الوعد حمید زایل شد.

امّا تعذیب مشرک هم از إنجاز وعد است، چرا که استعداد مشرک مستفیض از اسم معذّب است.