الفقرة الثالث عشر :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :
( فلم یبق إلا صادق الوعد وحده ... و ما لوعید الحق عین تعاین
و إن دخلوا دار الشقاء فإنهم ... على لذة فیها نعیم مباین
نعیم جنان الخلد فالأمر واحد ... و بینهما عند التجلی تباین
یسمى عذابا من عذوبة طعمه ... و ذاک له کالقشر و القشر صاین ).
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فلم یبق إلا صادق الوعد وحده ... و ما لوعید الحق عین تعاین . و إن دخلوا دار الشقاء فإنهم ... على لذة فیها نعیم مباین . نعیم جنان الخلد فالأمر واحد ... و بینهما عند التجلی تباین . یسمى عذابا من عذوبة طعمه ... و ذاک له کالقشر و القشر صاین ).
(فلم یبق) فی الوجود (إلا صادق الوعد) من قوله تعالى : ولا "کان صادق الوعد" (وحده)، وزال کان لأنها زمانیة والزمان عرض ممکن واسمها المستتر وهو ضمیر إسماعیل علیه السلام، لأنه ممکن أیضا.
وقد زال الممکن وبقی الواجب وهو الله تعالى، فکان ثناء منه تعالى على نفسه سبحانه بأنه "صادق الوعد" (وما لوعید الحق) تعالى فی الشر (عین)، أی حقیقة (تعاین) بالبناء للمفعول من المعاینة وهی التحقق، أی لیس الوعید بأمر محقق بل هو موهوم کأحوال أهل الوعید فی الدنیا فإنهم فی التباس من الحق تعالی، واشتغال بالباطل الموهوم فجزاؤهم فی الآخرة کذلک، لأنه عین أعمالهم کما قال علیه السلام: «إن هی إلا أعمالکم تحصى لکم فترد علیکم».
فالنار والعذاب والزبانیة والحمیم والحیات والعقارب والسلاسل والأغلال، کل ذلک کائن إلى أبد الآبدین فی حق الکافرین وإلى أمد معلوم فی حق عصاة المؤمنین.
ولکن کل ذلک نظیر أحوالهم فی الدنیا وأعمالهم وما التبس علیهم واشتغلوا به من الأباطیل؛ ولهذا یبقون فیه ولا یفنون ولا ینمحقون، فالقوة الواهمة هی المستولیة علیهم فی الحیاة الدنیا .
وفی الآخرة بالعکس من أهل الجنة، فإن الوهم لیس له استیلاء على أحد من أهل الجنة فی الدنیا ولا فی الآخرة لملازمة التحقیق ومتابعة الحق والمداومة فی الصدق، فجزاؤهم هوالحق على ما عملوا من الحق.
(وإن دخلوا)، أی أهل الوعید (دار الشقاء) فی یوم القیامة وهی جهنم (فإنهم) یبقون فیها کما ورد فی حقهم من أنواع العذاب، ولکنهم بعد ذهاب استیلاء الوهم
علیهم وتحققهم فی أنفسهم بوضع الجبار قدمه کما ورد فی الحدیث: «لا تزال النار یلقى فیها وتقول هل من مزید حتى یضع الجبار قدمه فیها فتقول قط قط " إلى آخره، أی یکفی یکفی (على لذة فیها)، أی فی دار الشقاء لموافقة أمزجتهم لذلک وهو (نعیم) آخر (مباین)، أی مخالف (نعیم جنات)، أی جنات (الخلد) فلکل قوم نعیم یلیق بهم ویذوقونه دون الآخرین.
(فالأمر) الإلهی (واحد) فی أهل النار وفی أهل الجنة وعند الفریقین لذة ونعیم باعتبار شهود الأمر الواحد والممد الواحد الذی قال : "کُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّکَ وَمَا کَانَ عَطَاءُ رَبِّکَ مَحْظُورًا " [الإسراء: 20] .
(وبینهما)، أی بین نعیم أهل النار ونعیم أهل الجنة (عند التجلی) على أهل النار الذی کنی عنه بوضع القدم کما مر فی الحدیث (تباین) أی تباعد، فنعیم أهل النار صورته صورة عذاب ونکال وحمیم وسلاسل وأغلال، ونعیم أهل الجنة صورته صورة تمتع بالحور والولدان والقصور وأنواع اللذائذ، فنعیم أهل النار نعیم روحانی، ونعیم أهل الجنة نعیم جسمانی، وذلک بعد استغاثتهم من العذاب وقولهم: یا مالک لیقض علینا ربک، من کثرة استیلاء الأوهام على نفوسهم کما کانوا فی الدنیا جزاء وفاقا .
فإذا تحققوا بوضع القدم زال ذلک عنهم وانطبقت علیهم جهنم، وتلذذوا بالعذاب حیث کان معروفا عندهم على التحقیق أنه صادر من المحبوب الحقیقی الذی هو رب الأرباب، فإن لذة أهل الجنة فی تعذیب المحبوب لهم، وتعذیبه یرونه عذبة ولا یحسون بالألم فیه.
وکذلک أهل النار إذا کشف عنهم الحجاب فالعذاب بمعنى الألم، والعقوبة إنما هو فی الحقیقة نفس الحجاب الذی کانوا محجوبین به وذلک فی الدنیا، وفی القیامة فقط .
کما قال تعالى :"إنهم عن ربهم یومئذ لمحجوبون" [المطففین : 15]، أی فی یوم القیامة، فإذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار انقضى یوم القیامة، وجاء یوم الخلود .
کما قال تعالى: " ذلک یوم الخلود" [ق: 34]، فإذا زال الحجاب بالتجلی على أهل النار، المکنى عنه فی الحدیث بوضع القدم، والمشار إلیه فی قوله تعالى : "فضرب بینهم بسور له باب باطنه فیه الرحمة وظاهره من قبله العذاب " [الحدید: 13] الآیة.
فالباطن الذی فیه الرحمة هو التجلی، والعذاب فی الظاهر، فعند ذلک ینقلب العذاب عذوبة لهم مع بقائه کما کان على الأبد.
ولهذا قال:
(یسمی)، أی ذلک العذاب عذاب أهل النار (عذابا ) مشتقا (من) العذوبة وهی الحلاوة لأجل (عذوبة طعمه) فی أذواقهم وإن بقیت عینه فی الظاهر معاقبة وإیجاعا (وذاک)، أی ما هو فی الظاهر من صورة المعاقبة (له)، أی لما فی الباطن من اللذة والعذوبة.
(کالقشر) الذی یکون للبوب والحبوب (والقشر صائن)، أی حافظ ساتر لما فی داخله من اللب، وذلک بعد استیفاء مدة ما هم فیه من استیلاء الأوهام على خیالاتهم الفاسدة حتى یتحققوا بالواحد الحق فی کل ما التبس علیهم فیه، ویشهدونه فی الظواهر والبواطن، ویرجعون إلى ما کانوا فیه من البواطن .
وهذه المسألة من الأسرار ولا طریق إلیها من جانب أهل العقول والأفکار، ولیس فیها مصادمة شیء من ظواهر أحکام الشریعة، ولا مخالفة لما عند علماء الظاهر بحسب الظاهر أن أسرار البواطن مستورة عن المقید بأغلال الطبیعة .
تم فص الحکمة الإسماعیلیة.
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :
( فلم یبق إلا صادق الوعد وحده ... و ما لوعید الحق عین تعاین
و إن دخلوا دار الشقاء فإنهم ... على لذة فیها نعیم مباین
نعیم جنان الخلد فالأمر واحد ... و بینهما عند التجلی تباین
یسمى عذابا من عذوبة طعمه ... و ذاک له کالقشر و القشر صاین ).
والطلب المرجح لوقوع الوعید هو الذنب وذلک یرتفع بوعده تعالى تعالى بقوله: "ونتجاوز عن سیئاتهم" [الأحقاف: 16] فإن وعده واجب الوقوع فی کل عبد فزال ونوع الوعید وقت ونوع التجاوز ولیس التجاوز فی حق الکفار التخلیص عن ألم النار ، بل المراد بالتجاوز حصول الرحمة الممتزجة بألم النار .
فإذا زال صدق الوعید شعر:
(فلم یبق إلا صادق الوعد وحده ... و ما لوعید الحق عین تعاین)
(فلم یبق إلا صادق الوعد وحده وما) أی لیس (لوعید الحق عین تعاین) على البناء للمفعول أی شخص تعین له العذاب الخالص عن الرحمة على الأبد بالنصر (وإن دخلوا) أی الأشقیاء (دار الشفاء فإنهم على لذة فیها) أی فی تلک الدار (نعیم مباین) خبر مبتدأ محذوف (نعیم) منصوب بمباین
(جنان الخلد فالأمر) أی نعیم جنات الخلد ونعیم دار الشفاء (واحد وبینهما) أی بین النعیمین (عند التجلی) أی عند الظهور (تباین) لأن نعیم الجنان رحمة خالصة عن العذاب ونعیم دار الشقاء رحمة ممتزجة لا یخلو عن العذاب أصلا.
فکانا عند التحقیق واحدة داخلا فی حد النعم ومتباینان عند التجلی فهذا هو معنى قوله فی الأمر واحد بینهما عند التجلی تباین.
(یسمی) نعیم دار الشقاء (عذابا من عذوبة طعمه) أی لأجل عذوبة طعم هذا النعیم لأهله، یعنی کما أن العذاب الاصطلاحی متحقق فی الکفار فی دار جهنم .
کذلک العذاب اللغوی وهو اللذة متحقق فیهم فکانوا جامعین بینهما ومنحققین بهما على الأبد.
یدل على ذلک : (وذاک) أی عذابهم (له) أی لنعیمهم (کالقشر والقشر صائن) أی حافظ للبه ، فلا یزال العذاب صائنا للبه وهو نعیمهم .
فلا یزال العذاب الاصطلاحی عنهم أبدا کما هو مذهب أهل السنة فإن المصنف قسم الرحمة إلى رحمة ممتزجة بالعذاب وإلى رحمة خالصة من العذاب .
ثم قال لا یکون هذه الرحمة فی الدار الآخرة إلا لأهل الجنان ثم أثبت النعیم المباین لأهل الشقاء.
فالنعیم هو عین الرحمة عنده وعند سائر أهل الله .
فالنعیم منه نعیم خالص مختص بأهل الجنان ومنه نعیم ممتزج بالعذاب مختص بأهل جهنم .
وبعض الشارحین حمل کلامه على خلافه مراده ، وقال فی شرح کلامه فی هذه المسألة أن العذاب منقطع مطلقا عن الکفار .
ومن ذلک ظن بعض الناس السوء على الشیخ وعلى أهل الله الذی على طریقته فی العلم بالله تعالى .
وسنطلع حقیقة هذا المقام فی آخر الفص الهودی إن شاء الله تعالی.
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :
( فلم یبق إلا صادق الوعد وحده ... و ما لوعید الحق عین تعاین
و إن دخلوا دار الشقاء فإنهم ... على لذة فیها نعیم مباین
نعیم جنان الخلد فالأمر واحد ... و بینهما عند التجلی تباین
یسمى عذابا من عذوبة طعمه ... و ذاک له کالقشر و القشر صاین ).
قال الشیخ :" فلم یبق إلا صادق الوعد وحده ... و ما لوعید الحق عین تعاین و إن دخلوا دار الشقاء فإنهم ... على لذة فیها نعیم مباین نعیم جنان الخلد فالأمر واحد ... و بینهما عند التجلی تباین یسمى عذابا من عذوبة طعمه ... و ذاک له کالقشر و القشر صاین ).
الذات واحدة والأسماء مختلفة والأبیات الباقیة ظاهرة المعنى مما سبق۔
قوله: الثناء بصدق الوعد إلى قوله: طلب المرجح.
یعنی أن اسماعیل صادق الوعد فأثنى الحق علیه بذلک فالحق أولى، والحضرة تطلب الثناء وهو بصدق الوعد لا یصدق الوعید وهذا القدر مرجح لحصول الموعود به لا حصول المتوعد به، والأبیات تشرح ذلک وحاصلها أن أهل النار یتنعمون فیها، واشتقاق العذاب من العذوبة واللب الطیب لا یضر أن یکون له قشر غیر طیب.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :
( فلم یبق إلا صادق الوعد وحده ... و ما لوعید الحق عین تعاین
و إن دخلوا دار الشقاء فإنهم ... على لذة فیها نعیم مباین
نعیم جنان الخلد فالأمر واحد ... و بینهما عند التجلی تباین
یسمى عذابا من عذوبة طعمه ... و ذاک له کالقشر و القشر صاین ).
قال رضی الله عنه: " فلم یبق إلَّا صادق الوعد وحده . وما لوعید الحق عین تعاین وإن دخلوا دار الشقاء فإنّهم ... على لذّة فیها نعیم مباین نعیم جنان الخلد والأمر واحد ... وبینهما عند التجلَّی تباین یسمّى عذابا من عذوبة طعمه.... وذاک له کالقشر والقشر صائن "
قال العبد أیّده الله به: قرّررضی الله عنهأنّ مواعید الله لعبیده لا بدّ من تصدیقه ، فإنّ الله یحقّق مواعیده بخلاف إیعاده وتهدیده ، فإنّ الله یعفو ویتجاوز ولا یؤاخذ بما أوعد وتوعّد ، کما قال بعض التراجم فی مقام العفو .
شعر :
« وإنّی إذا أوعدته أو وعدته .... لمخلف إیعادی ومنجز موعدی »
وبعد أن قرّر ما تقرّر بیّن وعیّن أنّ العبید وإن استحقّوا العقاب ودخلوا دار الشقاء وهی جهنّم فلا بدّ أن تسبق رحمته غضبه فی الأخیر ، فینقلب العذاب عذابا عند أهل النار ، وأنّ عواقب أهل العقاب ، لا بدّ أن تئول إلى الرحمة بعد الأحقاب ، وذلک
لأنّ أهل النار الذین هم أهلها إذا أدخلوا کانوا على أحوال ثلاث :
فالأولى : یسلَّط فیها العذاب على ظواهرهم وبواطنهم ، فیکفّر بعضهم ببعض ، ویلعن بعضهم بعضا ، ومأواهم النار ، وما لهم من ناصرین ، فیقول الضعفاء للذین استکبروا " رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً من النَّارِ ".
وقالوا " أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوه ُ لَنا فَبِئْسَ الْقَرارُ " وقالوا " إِنَّا کُنَّا لَکُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِیباً من النَّارِ " و " قالَ الَّذِینَ اسْتَکْبَرُوا لِلَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْناکُمْ عَنِ الْهُدى بَعْدَ إِذْ جاءَکُمْ بَلْ کُنْتُمْ مُجْرِمِینَ ".
وأمثال هذه المخاصمات والمحاکمات والمجاوبات فی المخاطبات والمعاتبات التی یختصم بها أهل النار فی النار والعذاب ، قد أحاط بهم سرادق ناره وتسلَّط على ظواهرهم وبواطنهم بشراره .
والحالة الثانیة وهی الوسطى: لمّا یئسوا أن یخفّف عنهم العذاب ، وأسمعهم " اخْسَؤُا فِیها وَلا تُکَلِّمُونِ " الخطاب ، فمکَّنوا أنفسهم أن لا بدّ من أن تعبر علیهم بالعذاب والعقاب الأحقاب ، فطفق بعضهم یعتذر إلى البعض ، ویقیم کلّ منهم أعذار الآخرة فیتحاللون ویقولون " سَواءٌ عَلَیْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا من مَحِیصٍ " وقالوا " بَلْ مَکْرُ اللَّیْلِ وَالنَّهارِ " وهم قد رضوا بالعذاب ، ووطَّنوا نفوسهم على الصبر على العقاب ، وأراح الله عند ذلک بواطنهم عن العذاب الشدید و" نارُ الله الْمُوقَدَةُ . الَّتِی تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ " ورفع العذاب عن قلوبهم .
ثمّ الحالة الثالثة وهی الأخیرة وذلک بعد مضیّ الأحقاب ، إنّهم یتعوّدون بالعذاب ، وبالغون تعاقب العقاب ، حتى لا یحسّوا بحدّته ، ولا یتألَّموا بشدّته وطول مدّته ، ویلقی الله على أعضائهم وجلودهم الخدر ، حتى لا یحسّوا به ، ووضعهم فی هذه الحالة ، کما قال الله تعالى: " لا یَمُوتُ فِیها وَلا یَحْیى " ، ثم یزداد تألَّفهم وإلفهم بذلک.
حتى أنّهم یتغذّون به ولا یتعذّبون ، بل یعذب لهم عذابها ، فیلتذّون ویستعذبون بحیث لو هبّ علیهم نفحة من صوب الجنّة وفوحة من نعیم الرحمة ، لعذّبوا وتألَّموا وسئموا ذلک وتبرّموا کالجعل وتعوده وتغذّیه بالقاذورات وتعوّذه وتعذّبه برائحة الورد.
فهذا لهم نعیم یباین نعیم أهل الجنان والحقیقة واحدة ، فإنّ التذاذه استعذاب ، وارتفاع الآلام عذاب وعقاب ، فأهل النار فی النار على نعیم یباین نعیم أهل الجنان وإن وجدنا عند نسبة بعض التجلَّیات إلى البعضبین النعیمین بونا عظیما وتفاوتا بیّنا عمیما .
فإنّ نعیم أهل النار من رحمة أرحم الراحمین بعد مآل العذاب إلى النعیم ، والغضب إلى الرحمة ، ونعیم أهل الجنان نعیم محض ولذّة خالصة ورحمة صافیة من حضرة الرحمن الرحیم ، وعین الامتنان الجسیم ، فافهم .
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :
( فلم یبق إلا صادق الوعد وحده ... و ما لوعید الحق عین تعاین
و إن دخلوا دار الشقاء فإنهم ... على لذة فیها نعیم مباین
نعیم جنان الخلد فالأمر واحد ... و بینهما عند التجلی تباین
یسمى عذابا من عذوبة طعمه ... و ذاک له کالقشر و القشر صاین ).
قال رضی الله عنه : (فلم یبق إلا صادق الوعد وحده ... و ما لوعید الحق عین تعاین)
( فلم یبق إلا صادق الوعد وحده ) أی لا صادق الوعید لوجوب صدق وعده بالتجاوز ، وعدم تنفیذ الوعید لقوله – " وما نُرْسِلُ بِالآیاتِ " - أی آیات الوعید " إِلَّا تَخْوِیفاً " .
ولعلهم یتقون ولأن الثناء لا یتوجه بالوعید والحضرة الإلهیة طالبة للثناء کما ذکر ، فثبت أن الإیعاد إنما یکون للتخویف لإیقاع الوعید الزائل إمکان تحقیقه بتحقق تحقیق الوعد بالتجاوز والمنافاة ، وتحقیق الوعد للثناء
و إن دخلوا دار الشقاء فإنهم ... على لذة فیها نعیم مباین
نعیم جنان الخلد فالأمر واحد ... و بینهما عند التجلی تباین
یسمى عذابا من عذوبة طعمه ... و ذاک له کالقشر و القشر صاین
( مع أنه توعد ذلک ) أی على الشیء ، فدلت هذه الآیة على أن الله یطلب بذاته من عباده الثناء المحمود ، وأن ذلک لا یحصل إلا بصدق وعده عباده وبالتجاوز عن سیئاتهم ، فعم التجاوز للخالدین فی النار أبدا بحصول النعیم الممتزج بالعذاب لهم فیثنون على الله بذلک ، فعم الثناء المطلوب ( فأثنى على إسماعیل ) فالثناء المحمود سواء کان من العبد على الحق أو من الحق إلى العبد لا یکون إلا بصدق الوعد ( وقد زال الإمکان ) أی زال بدلالة النص إمکان وقوع الوعید على الأبد ( فی حق الحق لما فیه ) أی فی وقوع الإمکان ( من طلب مرجح ) وطلب المرجح لوقوع الوعید هو الذنب ، وذلک یرتفع بوعده تعالى بالتجاوز ، فإن وعده واجب الوقوع فی کل فزال وقوع الوعید وقت وقوع التجاوز ، والتجاوز فی حق الکفار حصول الرحمة الممتزجة بألم النار بحیث لا ینقص عن الألم الأول ، فإذا زال صدق الوعید .
( فلم یبق إلا صادق الوعد وحده عین تعاین ) على البناء للمفعول أی شخص تعاین العذاب الخالص عن الرحمة على الأبد ( نعیم مباین ) خبر مبتدإ محذوف ( نعیم ) منصوب بمباین ( جنان الخلد فالأمر ) أی نعیم جنان الخلد ونعیم دار الشقاء واحد ( وبینهما ) بین النعیمین ( عند التجلی ) عند الظهور ( تباین ) لأن نعیم الجنان رحمة خالصة عن العذاب ، ونعیم دار الشقاء رحمة ممتزجة لا تخلو عن العذاب أصلا ، فکانا عند التحقیق واحدا داخلا فی حد النعمة ومتباینان عند التجلی ( یسمى ) نعیم دار الشقاء ( عذابا من عذوبة طعمه ) لأهله ، یعنى کما أن العذاب الاصطلاحی متحقق فی الکفار فی دار جهنم کذلک العذاب اللغوی وهو اللذة ، فکانوا جامعین بینهما ( وذاک ) أی عذابهم .
"" إضافة بالی زادة : الوعد والنجا وزمن الحق فی حق کل عبد على حسب ما یلیق بذواتهم حتى یحصل له الثناء المحمود من کل عبد على حسب مراتبهم اهـ
( فیثنى علیها بصدق الوعد ) أی لما طلب الذات الإلهیة بذاته الثناء المحمود لا یثنى علیها إلا بصدق وعده وهو ( بالتجاوز ) عن سیئاتهم یدل على ذلک قوله تعالى - فَلا تَحْسَبَنَّ الله " اهـ بالی زادة .
( ولم یقل ووعیده ) لعدم الثناء المحمود بذلک مع أنه .اهـ بالى زادة ""
( له ) أی لنعیمهم ( کالقشر والقشر صاین ) أی حافظ الیه ، فلا یزال العذاب صاینا للبه وهو
لما تقرر أن المواعید لا بد من تحققها والإیعاد قد یجاوز عنه ولا یوجد بما أوعد علیه ، قال بعض التراجم فیه :وإنی إذا أوعدته أو وعدته
لمخلف إیعادى ومنجز موعدی قال : وإن دخلوا دار الشقاء وهی جهنم لاستحقاق العقاب فلا بد أن یؤول أمرهم إلى الرحمة ، لقوله « سبقت رحمتی غضبى » فینقلب العذاب فی العاقبة عذبا ، وذلک أن أهل النار إذا دخلوها وتسلط علیهم العذاب بظواهرهم وبواطنهم هلکهم الجزع والاضطرار ، فیکفر بعضهم ببعض ویلعن بعضهم بعضا متخاصمین متقاولین .
کما نطق به کلام الله فی مواضع :
وقد "أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها " فطلبوا أن یخفف عنهم العذاب أو أن یقضى علیهم ، کما حکى الله عنهم بقوله لیقض علینا ربک أو أن یرجعوا إلى الدنیا فلم یجابوا إلى طلباتهم .
هل أخبروا بقوله : " لا یُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ ولا هُمْ یُنْظَرُونَ " ؟
وخوطبوا بمثل قوله : " إِنَّکُمْ ماکِثُونَ " ، " اخْسَؤُا فِیها ولا تُکَلِّمُونِ " فلما یئسوا وظنوا أنفسهم على العذاب والمکث على ممر السنین والأحقاب ، وتغللوا بالأغلال ومالوا إلى الاضطراب.
وقالوا : " سَواءٌ عَلَیْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا من مَحِیصٍ " .
فعند ذلک دفع الله العذاب عن بواطنهم وخبت نار الله الموقدة التی تطلع على الأفئدة ، ثم إذا تعودوا بالعذاب بعد مضى الأحقاب ألفوه ولم یتعذبوا بشدته بعد طول مدته ولم یتألموا به وإن عظم .
ثم آل أمرهم إلى أن یتلذذوا به ویستعذبوه حتى لو هب علیهم نسیم من الجنة استکرهوا وتعذبوا به کالجعل وتأذیه برائحة الورد لتألفه بنتن الأرواث ، والتناسب الحادث بین طباعه والقاذورات.
فذلک نعیمهم الذی تباین نعیم أهل الجنان والأمر واحد ، أی أمر الالتذاذ والتنعم بینهم وبین أهل الجنان واحد ، واشمئزازهم عن نعیم الجنان کاشمئزاز أهل الجنة عن عذاب النیران ، وبینهما أی بین نعیم أهل الجنة ونعیم أهل النار عند تجلى الحق فی صورة الرحمن بون بعید .
ولهذا ورد فی الحدیث « سینبت فی قعر جهنم الجرجیر ولا ینبت الورد والفرفیر » .
فإن نعیم أهل النار من رحمة أرحم الراحمین لحدوثه بعد الغضب والعذاب ، ونعیم أهل الجنة من حضرة الرحمن الرحیم ، والامتنان الجسیم ، فإذا آل العذاب إلى نعیم یسمى عذابا من عذوبة طعمه ، فیکون الأمر بینهم نعیمهم ، فلا یزال العذاب الاصطلاحی عنهم أبدا کما هو مذهب أهل السنة ، فإن الشیخ قسم الرحمة إلى رحمة ممتزجة بالعذاب ، وإلى رحمة خالصة من العذاب اهـ.
اعلم أن الشیخ قدس سره قسم الرحمة إلى رحمة ممتزجة بالعذاب ، وإلى رحمة خالصة من العذاب .
ثم قال : ( لا تکون هذه الرحمة فی الدار الآخرة إلا لأهل الجنان ثم أثبت النعیم المباین لأهل الشقاء ، فالنعیم هو عین الرحمة عنده وعند سائر أهل الله ، فالنعیم منه نعیم خالص مختص بأهل الجنان ، ومنه نعیم ممتزج بالعذاب مختص بأهل جهنم ، وبعض الشارحین حمل کلامه على خلاف مراده ).
وقال فی شرح هذه المسألة : إن العذاب منقطع مطلقا عن الکفار ، ومن ذلک ظن بعض الناس السوء على الشیخ رضی الله عنه وعلى أهل الله ، وستطلع حقیقة هذا المقام فی آخر الفص الهودى إن شاء الله تعالى اهـ.
یعقوب علیه السلام تزوج لیا بنت لایان بن تنویل ابن باخور أخی إبراهیم علیه السلام ، فولدت له روبیل وشمعون ولاوى ویهوذا ، ثم تزوج علیها أختها راحیل وبین أهل الجنة فی العذوبة واللذة واحدا .
وذلک أی نعیم أهل النار کنعیم أهل الجنة کالقشر لکثافة ذلک ولطافة هذا ، کالتبن والنخالة للحمار والبقر ، ولباب البر للإنسان والبشر ، والقشر صاین أی حافظ اللب .
فکذا أهل النار محامل یتحملون المشاق لعمارة العالم ، وأهل الجنة مظاهر یتحققون المعارف والحقائق لعمارة الآخرة ، فیحفظونهم عن الشدائد ویفرغونهم لملازمة المعابد .
انتهی الفص الإسماعیلی
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :
( فلم یبق إلا صادق الوعد وحده ... و ما لوعید الحق عین تعاین
و إن دخلوا دار الشقاء فإنهم ... على لذة فیها نعیم مباین
نعیم جنان الخلد فالأمر واحد ... و بینهما عند التجلی تباین
یسمى عذابا من عذوبة طعمه ... و ذاک له کالقشر و القشر صاین ).
قال رضی الله عنه : (فلم یبق إلا صادق الوعد وحده ..... وما لوعید الحق عین تعاین)
أی، إذا زال سبب الوعید، فلم یبق إلا تحقق الوعد وحده، لأنه صادق فی وعده.
وما بقى لوعید الحق (عین تعاین) على البناء للمفعول لزوالها بالمغفرة والعفو فیحق العاصین. وأما فی حق الکافرین والمنافقین، لانقلاب عذابهم بنعیم یناسبهم.
کما قال : (وإن دخلوا دار الشقاء فإنهم على لذة فیها) أی فی تلک الدار (نعیم مبائن) أی، لنعیم الجنان.
فإن نعیم النفوس الطیبة لا یکون إلا بالطیبات، ونعیم النفوس الخبیثة لا یکون إلا بالخبیثات. کالتذاذ الجعل بالقاذورات وتألمه بالطیبات.
قال تعالى: "الطیبات للطیبین والطیبون للطیبات والخبیثات للخبیثین والخبیثون للخبیثات."
(نعیم جنان الخلد فالأمر واحد ..... وبینهما عند التجلی تباین)
(نعیم) منصوب على أنه مفعول (المبائن). أی، مبائن لنعیم جنات الخلد.
قوله: (فالأمر واحد) - إلخ إشارة إلى أن التجلی الإلهی على السعداء والأشقیاءفی الأصل لیس إلا واحد، کقوله: (وما أمرنا إلا واحدة کلمح بالبصر).
والتعدد والتباین إنما یقع بحسب القوابل، وکل منها یأخذ بحسب استعداده وقابلیته، کماء واحد نزل من السماء فصار فی موضع سکرا وفی موضع حنظلا.
(یسمى عذابا من عذوبة طعمه .... وذلک له کالقشر والقشر صائن)
أی، یسمى ذلک النعیم الذی لأهل الشقاء عذابا، لعذوبة طعمه بالنسبة إلیهم.
فإن (العذاب) مأخوذ من (العذب) فی الأصل، وذاک، أی لفظ العذاب، له،أی للعذب، کالقشر، والقشر صائن للبه من الآفات.
فلفظ (العذاب) یصون معناه عن إدراک المحجوبین الغافلین عن حقائق الأشیاء.
أو یکون (ذاک) إشارةإلى نعیم أهل النار، أی، ذلک النعیم کالقشر لنعیم أهل الجنة، إذ (الجنة حفت بالمکاره).
ألا ترى أن التبن نعیم الحیوان والبر المحفوظ به نعیم الإنسان.
وبعد أن فرعنا من حل ترکیبه وبیان معناه، فلنشرع فی تحقیقه ومبناه، لأنهمن أهم المهمات، وقلیل من یعرف أصول هذه المقامات. فنقول:
اعلم، أن المقامات الکلیة الجامعة لجمیع العباد فی الآخرة ثلاث وإن کان کل منها مشتملا على مراتب کثیرة لا تحصى : وهی الجنة، والنار، والأعراف الذی بینهما.
على ما نطق به الکلام الإلهی. ولکل منها اسم حاکم علیه، یطلب بذاته أهل ذلک المقام، لأنهم رعایاه وعمارة ذلک الملک بهم. و (الوعد) شامل للکل، إذ وعده فی الحقیقة عبارة عن إیصال کل واحد منا إلى کماله المعین له أزلا.
فکما أن الجنة موعود بها، کذلک النار والأعراف موعودان بهما. والإیعاد أیضا شامل للکل، فإن أهل الجنة یدخلون الجنة بالجاذب والسائق.
قال تعالى: "وجاءت کل نفس معها سائق وشهید". والجاذب المناسبة الجامعة بینهما بواسطة الأنبیاء والأولیاء.
والسائق الرحمن بالإیعاد والابتلاء بأنواع المصائب والمحن والبلاء. کما أن الجاذب إلى النار المناسبة الجامعة بینهما وبین أهلها، والسائق الشیطان، فعین الجحیم (موعود) لهم، لا (متوعد) بها. و (الوعید) هو العذاب الذی یتعلق بالاسم (المنتقم). وتظهر أحکامه فی خمس طوائف لا غیر، لأنأهل النار إما مشرک، أو کافر، أو منافق، أو عاص من المؤمنین - وهو ینقسم بالموحد العارف الغیر العامل والمحجوب.
وعند تسلط سلطان المنتقم علیهم، یتعذبون بنیران الجحیم، کما قال تعالى: "أحاط بهم سرادقها ونادوا یا مالک لیقض علینا ربک ولا یخفف عنهم العذاب ولا هم ینظرون".
وقال: (إنکم ماکثون اخسئوا فیها ولا تکلمون). فلما مر علیهم السنون والأحقاب واعتادوا بالنیران ونسوا نعیم الرضوان، قالوا: "سواء علینا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محیص".
فعند ذلک تعلقت الرحمة بهم ورفع عنهم العذاب، مع أن العذاب بالنسبة إلى العارف الذی دخل فیها، بسبب الأعمال التی تناسبها، عذب منوجه، وإن کان عذابا من وجه آخر.
کما قیل: وتعذیبکم عذب وسخطکم رضى وقطعکم وصل وجورکم عدل لأنه یشاهد المعذب فی تعذیبه، فیصیر التعذیب سببا لشهود الحق، وهو أعلى ما یمکن من النعیم حینئذ فی حقه.
وبالنسبة إلى المحجوبین الغافلین عن اللذات الحقیقیة أیضا عذب من وجه.
کما جاء فی الحدیث: (إن بعض أهل النار یتلاعبون فیها بالنار).
والملاعبة لا ینفک عن التلذذ وإن کان معذبا، لعدم وجدانه أنه ما أمن به من جنة الأعمال التی هی الحور والقصور.
وبالنسبة إلى قوم یطلب استعدادهم البعد من الحق والقرب من النار، وهذا المعنى بجهنم أیضا عذب، وإن کان فی نفس الأمر عذابا. کما یشاهد هنا ممن یقطع سواعدهم ویرمى أنفسهم من القلاع، مثل بعض الملاحدة.
ولقد شاهدت رجلا سمر فی أصول أصابع إحدى یدیه خمسة مسامیر غلظ، کل مسمار مثل غلظ القلم، واجتهد المسمر لیخرجه من یده، فما رضى بذلک وکان یفتخر به، وبقى على حاله إلى أن أدرکه الأجل.
وبالنسبة إلى المنافقین الذین لهم استعداد الکمال واستعداد النقص، وإن کان ألیما لإدراکهم الکمال أو عدم إمکان وصولهم إلیه، لکن لما کان استعداد نقصهم أغلب، رضوا بنقصانهم، وزال عنهم تألمهم بعد انتقام المنتقم منهم بتعذیبهم، وانقلب العذاب عذابا.
کما نشاهد ممن لا یرضى بأمر خسیس أولا،ثم إذا وقع فیه وابتلى به وتکرر صدوره منه، تألف به واعتاد، فصار یفتخر به بعدأن کان یستقبحه.
وبالنسبة إلى المشرکین الذین یعبدون غیر الله من الموجودات، فینتقم منهم المنتقم، لکونهم حصروا الحق فیما عبدوه وجعلوا الإله المطلق مقیدا.
وأما من حیث إن معبودهم عین الوجود الحق الظاهر فی تلک الصورة، فما یعبدون إلا الله، فرضی الله عنهم من هذا الوجه، فینقلب عذابهم عذابا فی حقهم.
وبالنسبة إلى الکافرین أیضا وإن کان العذاب عظیما، لکنهم لم یتعذبوا به، لرضاهم بما هم فیه، فإن استعدادهم یطلب ذلک، کآلأتونی الذی یفتخر بما هوفیه. وعظم عذابه بالنسبة إلى من یعرف أن وراء مرتبتهم مرتبة، وأن ما هم فیه عذاب بالنسبة إلیها.
وأنواع العذاب غیر مخلد على أهله من حیث إنه عذاب، لانقطاعه بشفاعة الشافعین.
وآخر من یشفع وهو أرحم الراحمین.
کما جاء فی الحدیث الصحیح: "لذلک ینبت الجرجیر فی قعر جهنم".
لانقطاع النار وارتفاع العذاب، وبمقتضى (سبقت رحمتی غضبی). فظاهر الآیات التی جاء فی حقهم التعذیب کلها حق.
وکلام الشیخ رضی الله عنه: لا ینافی ذلک، لأن کون الشئ من وجه عذابا لا ینافی کونه من وجه آخر عذبا.
وإنما بسطت الکلام هنا، لئلا ینکر علىهذا الخاتم المحمدی، صلى الله علیه وسلم، فیما أخبر.
فإن الأولیاء، رضوان الله علیهم، ما یخبرون إلا عما یشاهدون یقینا من أحوال الاستعدادات
فی الحضرة العلمیة وعوالم الأرواح والأجساد، لعلمهم بالحقائق وصورها فی کل عالم.
والله علم بالحقائق.
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :
( فلم یبق إلا صادق الوعد وحده ... و ما لوعید الحق عین تعاین
و إن دخلوا دار الشقاء فإنهم ... على لذة فیها نعیم مباین
نعیم جنان الخلد فالأمر واحد ... و بینهما عند التجلی تباین
یسمى عذابا من عذوبة طعمه ... و ذاک له کالقشر و القشر صاین ).
قال رضی الله عنه : " بأنه کان صادق الوعد. وقد زال الإمکان فی حق الحق لما فیه من طلب المرجح. فلم یبق إلا صادق الوعد وحده ... و ما لوعید الحق عین تعاین. و إن دخلوا دار الشقاء فإنهم ... على لذة فیها نعیم مباین. نعیم جنان الخلد فالأمر واحد ... و بینهما عند التجلی تباین. یسمى عذابا من عذوبة طعمه ... و ذاک له کالقشر و القشر صاین ".
(فأثنى على إسماعیل علیه السلام" إنه کان صادق الوعد" [مریم: 54])، ولم یشن علیه بأنه کان صادق الوعید، وإن کان قد یثنی على الحق بأنه "شدید المحال " [الرعد: 13] "سریع العقاب" ، "وإن الله عزیژ ذو انتقام" [إبراهیم: 47].
لأنه (قد زال الإمکان فی حق الحق)، حیث عارض الوعید وعد التجاوز فی حق البعض، فلم یبق کلا یفید ظهوره فی المظاهر الکاملة، وتمدح تلک المظاهر بذلک، وإنما زال (لما فیه) أی: فی الإمکان (من طلب المرجح)، فإنه شأن الممکنات، والمرجح الخارجی لا یقاوم المعارض القوی، وهو وعد التجاوز المثنی علیه بالذات.
(فلم یبق) فی موضع عارض فیه الوعد الوعید (إلا صادق الوعد وحده)، فلا بد من التجاوز فی شأنهم، (وما لوعید الحق) حیث لم یعارضه الوعد، ولم ینف عنه معارضته الوعد بالکلیة کأهل الشرک حیث قال: " إن الله لا یغفر أن یشرک به ویغیر ما دون ذلک لمن یشاء" [النساء: 48].
فإن الترجیح هناک لصدق الوعید؛ لأن الشرک لما کان ظلما عظیما کان إهمال العقوبة علیه مخلا بالحکمة "أفحسبتم أنما خلقناکم عبثا وأنکم إلینا لا ترجعون" [المؤمنون: 115] .
کیف وفیه تسویة المحسن بالمسیء "أم نجعل الذین آمنوا وعملوا الصالحات کالمفسدین فی الأرض أن نجعل المتقین کالفجار" [ص: 28] .
إن دخلوا أی: أرباب الوعید الذین لم ینف عنهم معارضة الوعد (دار الشقاء) لعارض یقتضی صدق الوعید مدة، فلا بدعة من صدق الوعد أیضا الوارد فی عامة المؤمنین، وهو أنه یخرج من النار کل من کان فی قلبه مثقال ذرة من الإیمان، وقد قال تعالى: "فمن یعمل مثقال ذرة خیرا یره " [الزلزلة: 7]، ولم یحبط عمله بالکفر، فلا بد أن یراه، (فإنهم على لذة) هی لذة الاستعداد لدخول الجنة بالطهارة عن الغواشی الظلمانیة من المعاصی فیها، (نعیم یباین نعیم جنان الخلد)، إذ نعیمهم کنعیم الدواء المر من حیث تضمنه تعقیب الراحة العظیمة، ونعیم جنات الخلد غیر تلک الراحة.
(والأمر) أی: أمر الحق فی شأن من یدخل الجنة بلا عذاب وبعده (واحد)، ولکن (بینهما عند التجلی تباین):
إذ یتجلى على الأول بالإنعام من أول الأمر.
وعلى الثانی یتجلى أولا بالانتقام، وإن کان المقصود منه تکمیله بإزالة الغواشی الظلمانیة عنه.
وإذا کان عذابهم لأجل التکمیل یسمى عذابهم (عذابا من عذوبة طعمه) فی الحقیقة، وإن کان ما فی الحال کالدواء المذکور. وهذا بطریق الإشارة من شبهة الاشتقاق.
ثم استشعر سؤالا هو أنه أین تلک العذوبة فی شأنهم؟
فقال: (وذاک) أی کونه فی صورة العذاب (له) أی لطعمه العذب فی الحقیقة (کالقشر، والقشر صائن) عن الوصول إلى طعم اللب دون المرور علیه. "ومن تطرق الآفات إلیه."
فإذا مروا على قشره الذی هو العذاب وصلوا إلى لذة الصفاء عن الغواشی الظلمانیة بعد دخول الجنة؛ فافهم، فإنه مزلة للقدم.
ولما کانت الحکمة العلیة إنما تکمل، وتبقى بتدبیر الروح مصالحها ومصالح القلب والنفس والبدن بمقتضى الشریعة والتصوف أی: الحقیقة والطریقة عقبها بها؛ فقال:
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :
( فلم یبق إلا صادق الوعد وحده ... و ما لوعید الحق عین تعاین
و إن دخلوا دار الشقاء فإنهم ... على لذة فیها نعیم مباین
نعیم جنان الخلد فالأمر واحد ... و بینهما عند التجلی تباین
یسمى عذابا من عذوبة طعمه ... و ذاک له کالقشر و القشر صاین ).
قال رضی الله عنه : ( فلم یبق إلَّا صادق الوعد وحده ) فإنّ صدق الوعید ینفیه الثناء المحمود الذی هو مقتضى الوجوب الذاتی.
( وما لوعید الحقّ عین تعاین ) على ما ینادی علیه النصوص الجلیّة کقوله : " ذلِکَ یُخَوِّفُ الله به عِبادَه ُ " [ 39 / 16 ] ، " وَما نُرْسِلُ بِالآیاتِ إِلَّا تَخْوِیفاً " [ 17 / 59 ] - إلى غیر ذلک - مؤیّدة بالبراهین العقلیّة الذوقیّة .
وما قیل هاهنا : - « إنّه بحسب ما یؤول إلیه الأمر ، فإنّ أهل النار إذا دخلوها وتسلَّط العذاب على ظواهرهم وبواطنهم ملکهم الجزع والاضطراب ، فیکفّر بعضهم بعضا ، ویلعن بعضهم بعضا ، متخاصمین متقاولین - کما نطق به کلام الله فی مواضع - وقد " أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها " [ 18 / 29 ] ] وطلبوا أن یخفّف عنهم العذاب - کما حکى الله عنهم بقولهم : " یا مالِکُ لِیَقْضِ عَلَیْنا رَبُّکَ " [ 43 / 77 ] .
أو أن یرجعوا إلى الدنیا - فلم یجابوا إلى طلباتهم ، بل أخبروا بقوله : " لا یُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ یُنْظَرُونَ " [ 3 / 88 ] ، وخوطبوا بمثل قوله :" إِنَّکُمْ ماکِثُونَ " [ 43 / 77 ] ، " اخْسَؤُا فِیها وَلا تُکَلِّمُونِ " [ 23 / 108 ] فلمّا یئسوا ووطَّنوا أنفسهم على العذاب والمکث على مرّ السنین والأحقاب ، فعند ذلک رفع العذاب عن بواطنهم » - فکلام من لیس له ذائقة إدراک الحقائق کما هی .
فإنّ ذلک التکفیر والاضطراب والملاعنة والمخاطبة کلَّها موائد استلذاذهم الخاصّة ، التی لیس لأحد أن یحوم حولها ، أو یروم نیلها ، کما قال أبو یزید فیه :
فکلّ مآربی قد نلت منها ..... سوى ملذوذ وجدی بالعقاب
وإلیه أشار شرف الدین ابن الفارض بقوله :
وإن فتن النسّاک بعض محاسن ...... لدیک ، فکلّ منک موضع فتنة
وکذلک سؤالهم المالک " لِیَقْضِ عَلَیْنا رَبُّکَ " [ 43 / 77 ] وعدم جوابهم تارة وإخبارهم بعدم التخفیف عنهم أخرى وخطابهم بالمکث والخساء ، کل ذلک نعم یتنعّمون بها ، کما قال الشیبانی : جوروا وصدّوا واهجروا مضناکم ..... وتباعدوا ما شئتم وتجنّبوا
فالجور عدل منکم ، وصدودکم ...... وصل ، وبعدکم لدیّ تقرّب
وإنّما یعرف هذا من خلصت له مشارب عبودیّته عن شوائب التعمّلات الإمکانیّة ، والتسبّبات الکیانیّة ، وحصلت له بذلک نسبة المحبّة المشعرة لإدراک ذلک ووجده وذوقه :
فقل لقتیل الحبّ ، وفّیت حقّه .... وللمدعی هیهات ما الکحل الکحل
والذی أوهم البعض أنّها لیست بنعیم : أنّ صورتها مباینة لصور نعیم الجنان ، الذی قصر مدارک استلذاذهم علیها ، وإلى دفع ذلک أشار بقوله :
فلم یبق إلا صادق الوعد وحده ... وما لوجود الحق عین تعاین
فإن دخلوا دار الشقاء فإنهم ... ... على لذة فیها نعیم مباین
نعیم جنان الخلد فالأمر واحد ... ... وبینهما عند التجلی تباین
یسمى عذابا من عذوبة طعمه ... ... وذاک له کالقشر والقشر صاین
بحسب مدارک الأقوام ومراتب أفهامهم ( تباین ) حیث أنّ کلَّا منهم لا یدرک نعیم الآخر .
ولذلک یسمّى الأوّل بالنعیم والآخر بالعذاب ، إبانة لحکم تلک المباینة الموهومة ولکنّ الأمر فی نفسه واحد ، فإنّ العذاب أیضا نعیم یستلذّ به أهله .
من حیث أنّه مبدأ اللذة ...... وبینهما عند التجلَّی
(یسمّى عذابا من عذوبة طعمه وذاک ) التخصیص والتسمیة الموهمة للاختلاف ( له ) أی لنعیم دار الشقاء ( کالقشر ، والقشر صائن ) یصونه عن غیر أهله .
وعن أن یوصل إلیه ویدرک مغزاه فی غیر أوانه ، فإنّه إنّما یصل إلى ذلک أولو الألباب فی أوان ظهورها للأفهام ، وبروزها عن الأکمام یوم تبلى السرائر ، وأمّا الظاهریّون من أهل القشر وذویه ، فلیس لهم منه غیر معنى التعذیب والتألیم ، الذی هو ظاهر اسمه .
تمهید للفصّ الآتی
ثمّ لیعلم أنّ مادة الروح بجواهر حروفها تدلّ على مبدأ الانبساط ومصدر اللطف والانتشار - کالروح والروح والریح والراح .
وإذ قد کان الکلمة الیعقوبیّة بین آباء هذه السلسلة هی مبدأ الانبساط الزائد الاثنی عشری واللطف الکمالی الیوسفی : خصّصها بالحکمة الروحیّة قائلا :
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :
( فلم یبق إلا صادق الوعد وحده ... و ما لوعید الحق عین تعاین
و إن دخلوا دار الشقاء فإنهم ... على لذة فیها نعیم مباین
نعیم جنان الخلد فالأمر واحد ... و بینهما عند التجلی تباین
یسمى عذابا من عذوبة طعمه ... و ذاک له کالقشر و القشر صاین ).
قال رضی الله عنه : " فلم یبق إلا صادق الوعد وحده ... و ما لوعید الحق عین تعاین. و إن دخلوا دار الشقاء فإنهم ... على لذة فیها نعیم مباین . نعیم جنان الخلد فالأمر واحد ... و بینهما عند التجلی تباین . یسمى عذابا من عذوبة طعمه ... وذاک له کالقشر و القشر صاین"
قال رضی الله عنه : (فلم یبق إلا صادق الوعد وحده ... وما لوعید الحق)
أی لما توعد به الحق وهو التعذیب الغیر الزائل (عین تعاین ... وإن دخلوا)، أی أهل الوعید (دار الشفاء) التی هی النار (فإنهم) بالآخرة واقعون (على لذة) کائن (فیها)، أی فی تلک اللذة (نعیم مباین... نعیم جنات الخلد).
فقوله : نعیم مباین مبتدأ خبره قوله : فیها المقدم علیه .
وقوله : نعیم جنات الخلد مفعول للمباین (فالأمر) فی النعیمین من حیث کون کل واحد منهما نعیم یلتذ به (واحد... وبینهما)، أی بین النعیمین (عند النجلی) الواقع بحسب استعدادات المنجلی لهم (تباین فی الصورة فإن نعیم أهل الجنة إنما یظهر بصورة الحور والغلمان والولدان وغیرها.
ونعیم أهل النار بصورة النیران فإنهم یتلذذون بها وإن کان بعد تطاول الأزمان (یسمی) نعیم أهل النار (عذابا من عذوبة طعمه...) أخرة (وذاک)، أی تسمینه عذابا (له کالقشر والقشر صائن) للبه من تطرق الآفة فالآفة إلیه .
فکما أن القشر یصون لبه عن الآفات کذلک لفظ العذاب یصون معناه عن إدراک المحجوبین عن حقائق الأشیاء، اعلم أن لأهل النار الخالدین فیها کما یظهر من کلام الشیخ رضی الله عنه وتابعیه حالات ثلاث.
الأولى : أنهم إذا دخلوا تسلط العذاب على ظواهرهم وبواطنهم وملکهم الجزع والاضطراب ، فطلبوا أن یخفف عنهم العذاب أو أن یقضی علیهم أو أن یرجعوا إلى الدنیا فلم یجابوا إلى طلباتهم
والثانیة : أنهم إذا لم یجابوا إلى طلباتهم وطنوا أنفسهم على العذاب فعند ذلک رفع الله العذاب عن بواطنهم وخبت "نار الله الموقدة التی تتطلع على الأفئدة" [الهمزة :
6 - 7 ]
والثالثة : أنهم بعد مضی الأحفاب ألفوا العذاب وتوعدوا به ولم یتعذبوا بشدته بعد طول مدته ، ولم یتألموا به و إن عظم إلى أن آل أمرهم إلى أن یتلذذوا به ویستعذبونه، حتى لو هب علیهم نسیم من الجنة استکرهوه وتعذبوا به کالجعل و تأذیه برائحة الورد، عافانا الله وجمیع المسلمین من ذلک .
تم الفص الإسماعیلی
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص 209
فلم یبق إلّا صادق الوعد وحده و ما لوعید الحقّ عین تعاین
پس در وجود باقى نمانده است مگر صادق الوعد. چنانکه فرمود: کانَ صادِقَ الْوَعْدِ و براى وعید حق تعالى عینى نیست یعنى حقیقتى نیست که معاینه و مشاهده شود زیرا که در حق عاصیان به مغفرت و عفو وعید زایل میشود و در حق کافران و منافقان، عذابشان منقلب میشود به نعیمى که مناسب حالشان است.
و ان دخلوا دار الشقاء فإنّهم على لذة فیها نعیم مباین
نعیم جنان الخلد فالأمر واحد و بینهما عند التجلّی تباین
و اگر اهل وعید در دار الشفاء که نار است داخل شدند همانا که آنان بالاخره در آن دار الشقا واقع در لذت میشوند این لذت آنان در آن دار الشقا مباین است با نعیم جنان (بهشت) خلد. پس امر یکى است و بین این دو نعیم که نعیم اهل وعید در دار الشقا و نعیم اهل بهشت خلد باشد در نزد تجلى، تباین است. پس هر قومى از این دو گروه نعیمى دارند که لایق به هر یک از آنهاست.
نعیم نفوس طیبه نمیباشد مگر به طیبات و نعیم نفوس خبیثه نمیباشد مگر به خبیثات مثل لذت بردن جعل به قازورات و رنج بردن او از طیبات. خداى تعالى فرمود: الطَّیِّباتُ لِلطَّیِّبِینَ و الْخَبِیثاتُ لِلْخَبِیثِینَ و تجلى الهى بر سعداء و اشقیاء در اصل نیست مگر یک چیز چنانکه خداى تعالى فرمود:
وَ ما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ کَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (قمر: 50) و تعدد و تباین از ناحیه قوابل است و هر یک از قوابل به حسب استعداد و قابلیتش میگیرد چون نزول آب واحد از آسمان که در یک جا شکر(زبان از شکر و چشم از سرمه لذت مىبرد. اگر سرمه را بر زبان و شکر را به چشم بدهیم. هم زبان در رنج خواهد بود و هم چشم) شد و در جایى حنظل.( شرح فصوص قیصرى، ص 212)
یسمّى عذابا من عذوبة طعمه و ذاک له کالقشر و القشر صائن
نعیمى که براى اهل شقا هست عذاب مینامند از جهت عذوبت و شیرینى طعمش به نسبت آنان است. زیرا عذاب اصلا از عذب (شیرینى) مأخوذ است و این لفظ عذاب براى عذب چون پوست است (قشر است) و پوست نگهدار مغزش از آفات است. پس لفظ عذاب معنایش را حفظ میکند از ادراک محجوبان که غافل از حقایق أشیاء هستند یا اینکه شعر آخر را این طور معنى کنیم که: نعیم اهل دار شقا نسبت به نعیم اهل جنت نسبت پوست است و مغز.
چون کاه و گندم که آن قشر که کاه است نعیم حیوان است و گندمى که در او محفوف (پیچیده) است نعیم انسان زیرا که «الجنة حفّت بالمکاره» (شرح فصوص قیصرى، ص 213) قیصرى فرماید: حال که گفتار شیخ را بیان کردیم شروع کنیم در تحقیق گفتار و مبناى او زیرا این مطلب از اهم مهمات است و کمتر کسى به ریشه این مقامات پى برده است. پس میگوییم: بدان مقامات کلیهای که جامع جمیع عباد در آخرت است سه مقام است اگر چه هر یک از آن سه مقام مشتمل است بر مراتب بسیارى که به حساب نمیآید و آن سه مقام جنت و نار و اعراف است که اعراف بین جنت و نار است. چنانچه کلام الهى بدین ناطق است و هر یک از این سه مقام را اسمى است که حاکم بر آن مقام است و آن اسم بذاته اهل آن مقام را طلب میکند. زیرا که آن اهل، رعایاى آن اسم حاکمند و عمارت آن ملک به این رعایا وابسته است و وعد شامل کل است زیرا که وعده، در حقیقت عبارت است از ایصال هر یک از ما به کمالى که براى او ازلا معین است. پس همچنان که به جنت وعده شد همچنین به نار و اعراف وعده داده شد و ایعاد نیز شامل کل است. زیرا که اهل جنّت داخل جنت میشوند به سبب جاذب و سائق، خداى تعالى فرمود: وَ جاءَتْ کُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَ شَهِیدٌ جاذب، آن مناسبتى است که اهل بهشت را با بهشت جمع کرده است. یعنى مناسبتى که بهشتىها با بهشت دارند و بدین سبب به هم میرسند که آن مناسبت جامعه به واسطه انبیا و اولیاست.
سائق یعنى راننده به سوى خیر، و جنت رحمن است که مسوق به سبب ایعاد و ابتلاى به انواع مصایب و محن است. چنانکه جاذب به سوى نار، مناسبتى است که جامع بین نار و اهل نار است و سائق شیطان است که او میراند. پس عین جحیم موعود اهل نار است نه جحیم وعید آنها باشد. وعید، عذابى است که به اسم منتقم تعلق دارد و احکام اسم منتقم در پنج طایفه ظاهر میشود نه غیر آنها. زیرا که اهل نار یا مشرکند یا کافرند یا منافق یا مؤمنان عاصى، و مؤمن عاصى نیز بر دو قسم است یا موحد عارف غیر کامل است یا محجوب، و زمان تسلط سلطان منتقم بر این پنج طایفه عذاب میبینند. یعنى متعذب میشوند به آتشهاى جحیم. چنانکه حق تعالى فرمود: أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها (کهف: 29) و نادَوْا یا مالِکُ لِیَقْضِ عَلَیْنا رَبُّکَ قالَ إِنَّکُمْ ماکِثُونَ (زخرف: 77) لا یُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَ لا هُمْ یُنْظَرُونَ* (بقره: 162) اخْسَؤُا فِیها وَ لا تُکَلِّمُونِ (مؤمنون: 108) و چون بر آنها سالها و احقابى (سنواتى) گذشت به آتش عادت میکنند و نعیم رضوان را فراموش میکنند:
قالُوا لَوْ هَدانَا اللَّهُ لَهَدَیْناکُمْ سَواءٌ عَلَیْنا أَ جَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحِیصٍ (إبراهیم: 21) پس در این هنگام رحمت به آنها تعلق میگیرد و عذاب از آنها رفع میشود. با آن که عذاب نسبت به عارفى که داخل در عذاب شد به سبب اعمالى است که با آن عذاب مناسب است. این عذاب از وجهى عذب است از وجه دیگر عذاب. چنانکه شاعر گوید:
«و تعذیبکم عذب و سخطکم رضى و قطعکم وصل و جورکم عدل»
زیرا که عارف معذّب را در تعذیبش میبیند، پس تعذیب سبب شهود حق میشود و این شهود حق عالىترین نعمتى است که در حق عارف وقوع مییابد.
و با آن که نسبت به محجوبان غافل از لذات حقیقیه باز از جهتى عذب است.
چنانکه در حدیث است که بعضى از اهل آتش در آتش با آتش بازى میکنند و ملاعبه از تلذذ جدا نمیشود. اگر چه محجوبان از جهتى در عذابند که جنت اعمال را که حور و قصور است واجد نیستند، و با اینکه نسبت به قومى، استعدادشان بعد از حق و قرب به نار را طلب میکند که همین مقصود از جهنم است نیز عذب است اگر چه در واقع عذاب است. چنانکه در اینجا مشاهده میشود بعضىها بازوهایشان را قطع میکنند و خودشان را در قلعهها میاندازند. چون بعض ملاحده و من مردى را دیدم که در بیخ انگشتان یکى از دو دستش پنج میخ کلفت بود که هر یکى به کلفتى قلم بوده است و میخکوب هر چه کرد که آنها را از دستش خارج کند آن مرد راضى نمیشد و به میخکوب بودن دستش افتخار میکرد و بدین حال ماند تا مرد.
با اینکه عذاب نسبت به منافقان که آنان را هم استعداد کمال است و هم استعداد نقص اگر چه دردناک است زیرا که ادراک کمال را میکنند لکن چون استعداد نقصشان غالب است به نقصشان راضى میشوند و تألم از آنها زایل میگردد بعد از آن که منتقم از آنها انتقام گرفت به عذاب کردنشان، حال عذاب به عذب منتقل میشود. چنانکه مشاهده میکنیم از کسى که در اول به امر خسیسى راضى نیست. پس از آن که در آن افتاد و به آن مبتلا شد و مکرر از او صادر شد با آن الفت میگیرد و معتاد میشود. پس به آن افتخار میکند با آن که آن را پیش از این قبیح میشمرد.
اما نسبت به مشرکان که غیر خداوند از موجودات را پرستش میکنند. پس منتقم از آنها انتقام میگیرد، زیرا که آنان حق را محصور کردهاند در آن چه که او را پرستش کردند و اله مطلق را مقید قرار دادند. اما از آن جهت که معبودشان عین وجود حق است که در این صورت ظاهر شده است، پس پرستش نمیکنند مگر خدا را «فرضی اللّه عنهم من هذا الوجه» پس عذابشان در حق ایشان عذب میگردد. شیخ شبسترى گوید:
نکو اندیشه کن اى مرد عاقل که بت از روى هستى نیست باطل
بدان کایزد تعالى خالق اوست ز نیکو هر چه صادر گشت نیکوست
وجود آن جا که باشد محض خیر است اگر شرى است در وى او ز غیر است
مسلمان گر بدانستى که بت چیست بدانستى که دین در بت پرستى است
و گر مشرک ز بت آگاه گشتى کجا در دین خود گمراه گشتى
و با اینکه عذاب نسبت به کافران نیز اگر چه عذاب عظیم است. لکن ایشان به عذاب معذب نمیشوند زیرا به آن چه در آنهاست راضىاند. براى اینکه استعدادشان همین را طلب میکند. مانند گلخن (تون تاب حمام) تاب که به کار خود افتخار میکند و همانا که عذاب عظیم است، نسبت به کسى که میداند که وراى مرتبه ایشان مرتبهای است و اینکه معذبان در آن هستند نسبت به آن مرتبه عذاب است. (یعنى عظیم بودن عذاب کافران به این وجه است).
و انواع عذاب از آن جهت که عذاب است بر اهلش مخلد نیست زیرا که عذاب به شفاعت شافعان منقطع میشود و آخرین کسى که شفاعت میکند چنانکه در حدیث صحیح آمده است آن کس ارحم الراحمین است. از این روى در قعر جهنم جرجیر میروید زیرا که نار منقطع میشود و عذاب مرتفع میگردد و نیز عذاب مخلد نیست به مقتضاى «سبقت رحمتی غضبی» پس ظاهر آیاتى که در حق آنان تعذیب آمده است همه آنها حق است و کلام شیخ رضى اللّه عنه با او منافات ندارد زیرا که عذاب بودن شیء از وجهى منافات ندارد با اینکه از وجه دیگر عذب باشد.( شرح فصوص قیصرى، صص 213 و 214.)
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۴۳۶-۴۳۹
فلم یبق إلا صادق الوعد وحده و ما لوعید الحقّ عین تعاین
یعنى چون زائل شد سبب وعید غیر تحقّق وعد باقى نماند چه حق صادق است در وعد خود و باقى نماند وعید حق را عینى که معاینه دیده شود از براى زوال آن در حق عاصیان به عفو و غفران و اما در حق کافران و منافقان به انقلاب عذاب در حق ایشان به نوعى نعیم که مناسب باشد.
و إن دخلوا دار الشّقاء فإنّهم على لذّة فیها نعیم مباین
و اگرچه به دار شقاوت درآیند اما در آنجا لذتى یابند و نعیم آن مکان مباین نعیم جنان باشد از آنکه نعیم نفوس طیّبه جز به طیّبات نباشد و نعیم نفوس خبیثه جز به خبیثات نتواند بود چون التذاذ جعل به قاذورات و تالم او به طیّبات قال اللّه تعالى: الطَّیِّباتُ لِلطَّیِّبِینَ وَ الطَّیِّبُونَ لِلطَّیِّباتِ و الْخَبِیثاتُ لِلْخَبِیثِینَ وَ الْخَبِیثُونَ لِلْخَبِیثاتِ.
نعیم جنان الخلد فالأمر واحد و بینهما عند التّجلّى تباین
یعنى مباین است نعیم دوزخ نعیم جنان خلد را، پس امر یکى است و تباین در میان هر دو به حسب تجلّى است.
یعنى تجلّى الهى بر سعدا و اشقیا در اصل جز واحد نیست کقوله تعالى: وَ ما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ کَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ و تعدّد و تباین واقع نمىشود مگر به حسب قوابل، پس هریکى از قوابل اخذ مىکند ازو به حسب استعداد و قابلیتش چون یک آب که از آسمان نازل مىشود و در موضعى شکر و در موضعى حنظل مىگردد. بیت:
ز یک جوى اگر روضهاى آب خورد چو روید ازو سنبل و شاخ ورد
نه این یک بود سرخ و آن یک سیاه ازینسان بود فیض الطاف شاه
یسمّى عذابا من عذوبة طعمه و ذاک له کالقشر و القشر صائن
یعنى نعیمى که اهل شقا راست عذاب تسمیه کرده مىشود بواسطه عذوبت طعمش به نسبت با ایشان، چه عذاب در اصل ماخوذست از عذب و این لفظ عذاب مر عذب را به منزله قشر است و قشر نگاهدارنده مغز از آفات، پس لفظ عذاب صیانت معنى خود مىکند از محجوبان که غافلاند از حقایق اشیا.
چون فارغ شدیم از حل ترکیب و معناى او شروع کنیم در تحقیق کلام و مبناى او از آنکه بیان این حقایق از اهمّ مهمّات است و کم است آنکه عارف اصول این مقامات است، لاجرم مىگوئیم:
بدانکه مقامات کلّیّه جامعه مر جمیع عباد را در آخرت سه مقام است و هریکى ازین مقامات مشتمل بر مراتب بىنهایت، و آن مقامات «جنّت» است و «نار و اعراف» که در میان هر دو است چنانکه کلام الهى بدین (بدان- خ) ناطق است و بر هریکى ازین مقامات اسمى است حاکم که طلب مىکند بذات خود اهل این مقام را، چه ایشان رعایاى اویند و عمارت این ملک به این رعایاست. و وعد شامل است مر کلّ را چه وعده در حقیقت عبارت است از ایصال هریک به کمال معیّنى که او راست ازلا. پس همچنانکه جنت موعودبهاست بهاست نار و اعراف نیز موعودبهماست.
و ایعاد نیز شامل است مر کلّ را از آنکه اهل جنّت مىدرآیند در وى به جاذب و سایق. قال تعالى وَ جاءَتْ کُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَ شَهِیدٌ.
و جاذب مناسبت جامعه است در میان هر دو به واسطه انبیا و اولیا، و سایق حضرت رحمان است به ایعاد و ابتلاء به انواع مصائب و محن چنانکه جاذب به سوى نار مناسبت جامعه است در میان آتش و اهلش و سایق شیطان.
پس عین جحیم موعود لهم است نه متوعد بها. و وعید عذابى است که متعلّق مىشود به اسم منتقم و احکام او ظاهر نمىشود مگر در پنج طوایف، چه اهل نار یا مشرک است یا کافر یا منافق یا عاصى از مؤمنین و این منقسم مىشود به موحّد عارف عامل و به محجوب جاهل.
و چون مسلط شود سلطان منتقم بر ایشان معذب شوند به نیران جحیم کما قال تعالى و أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها و قالوا یا مالِکُ لِیَقْضِ عَلَیْنا رَبُّکَ و لا یُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَ لا هُمْ یُنْظَرُونَ* و قالَ إِنَّکُمْ ماکِثُونَ اخْسَؤُا فِیها وَ لا تُکَلِّمُونِ.
و چون سالها و احقاب در آن الم و عذاب بر ایشان بگذرد معتاد شوند به نیران و غافل گردند از نعیم رضوان «قالُوا سَواءٌ عَلَیْنا أَ جَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحِیصٍ» پس درین حال رحمت بر ایشان متعلّق شود و عذاب مرتفع گردد.
با آنکه عذاب به نسبت با عارف که به واسطه مناسبت اعمالش به آتش درآمده است عذب است از وجهى اگرچه عذاب باشد از وجهى دیگر کما قیل:
و تعذیبکم عذب و سخطکم رضى و قطعکم وصل و جورکم عدل
چه او مشاهده معذب مىکند در تعذیبش، پس تعذیب او را سبب شهود حق گردد و این اعلى نعیم است در حق امثال او، آرى بلا نیکو بود چون در میان بلا او بود بیت:
غم و اندوه دلبر را چه شادیهاست اندر پى جراحتهاى جانان را چه راحتهاست پنهانى
و به نسبت با محجوبان که غافلند از لذات حقیقیّه هم عذب است از وجهى چنانکه در حدیث آمده است که بعضى اهل نار ملاعبه با آتش کنند و ملاعبه از تلذّذ منفک نیست، اگرچه به واسطه عدم دخول به جنت اعمال که حور و قصور است معذب باشد و به نسبت با قومى که استعداد ایشان مستدعى بعد است از حق و مستلزم قرب به آتش هم عذب باشد اگرچه در نفس امر عذاب بود. چنانکه مشاهده مىافتد که بعضى سواعد خویش مىبرند و خود را از قلاع مىاندازند و داغها بر اعضاى خود مىنهند و تن در عقوبتها مىدهند و بدان افتخار مىنمایند.
و به نسبت با منافقان که ایشان را هم استعداد کمال هست و هم استعداد نقص عذاب اگرچه الیم باشد از براى ادراک کمال و عدم وصول بدو، و لکن چون استعداد نقصشان غالب باشد رضا به نقصان دهند و بعد از انتقام منتقم تألّم از ایشان زائل شود و عذاب به عذب منقلب گردد چنانکه مشاهده مىکنیم از کسى که اولا رضا به امر خسیس نمىدهد بعد از آن چون در وى واقع شود و بدان مبتلا گردد و مکرر شود صدور آن امر خسیس ازو، بدان امر الفت گیرد و معتاد گردد و بدان افتخار نماید بعد از آنکه مدتها استقباح او مىکرد.
و به نسبت با مشرکان که عبادت غیر حق مىکنند پس انتقام مىکشد از ایشان منتقم از براى حصر ایشان حق را در آنچه عبادت مىکنند و مقید ساختن ایشان اله مطلق را، امّا از روى ظهور وجود حق در مظاهر چون به هرچه روى آرند روى به حق دارد از محض لطف و عین فضل عذاب ایشان به عذب منقلب گردد.
و به نسبت با کافران اگرچه عذاب عظیم باشد اما چون استعداد ایشان مقتضى آن عذاب است به واسطه رضا بدان حال الم عقوبت و نکال کمتر ادراک کنند چون گلخنى که افتخار مىکند به آنچه در وى است اگرچه به نسبت با کسى که طالب مرتبه عظمى و دولت کبرى باشد این رتبه بلاى عظیم و عذاب الیم نماید.
و انقطاع عذاب به شفاعت شافعین موعود است و شفیع بودن ارحم الراحمین بعد از همه شفعا معهود، چنانکه در حدیث آمده است. و به مقتضاى سبقت رحمتى غضبى انقطاع نار و ارتفاع عذاب او از واسطه رستن جرجیر شود در قعر جهنم.
و ظاهر آیات که در حق این طوایف به تعذیب آمده است همه حق است و کلام شیخ منافى آن نیست چه عذاب بودن چیزى از وجهى منافى عذب بودن او نیست از وجهى دیگر.
و بسط کلام درین مقام از براى آن کرده شد تا آنچه اولیاء اللّه از مشاهده خود خبر مىدهند هرکس مبادرت به انکار ایشان نکند، بیت:
هر چیز که روى مىنماید از غیب پاکست و لطیف است و منزّه از غیب
اى منکر اگر تو نیز اینجا برسى بینى که چنین است بلاشبهه و ریب
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۷۵
فلم یبق إلّا صادق الوعد وحده و ما لوعید الحقّ عین تعاین
و إن دخلوا دار الشّفاء فإنّهم على لذّة فیها نعیم مباین
نعیم جنان الخلد فالأمر واحد و بینهما عند التّجلّی تباین
یسمّى عذابا من عذوبة طعمه و ذاک له کالقشر و القشر صاین
شرح بیت اول بر مفهوم کلام سابق است.
در بیت دوم مىگوید که داخلان دار شقاوت لذّتى دارند که مباین دار سعادت است. زیرا چه، چنانچه، تلذّذ و تنعّم نفوس طیّبه، از طیّبات است، همچنین تلذّذ نفوس خبیثه از خبیثات است:
اعلم أنّ اهل النّار على احوال ثلاثة: فالاولى، یسلط فیها العذاب على ظواهرهم و بواطنهم، فیکفر بعضهم بعضا و یلعن بعضهم بعضا. و الحالة الثّانیة لمّا یئسوا أن یخفّ عنهم العذاب رضوا بها و وطّنوا نفوسهم على الصّبر فأراح اللّه عند ذلک بواطنهم عن عذاب «النّار اللّه الموقدة الَّتِی تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ». و الحالة الثّالثة، بعد مضى الأحقاب أنّهم یتعوّدون بالعذاب حتّى لا یحسّون بحدّته و یلقى اللّه على أعضائهم الخدر ثمّ یزداد تألفهم بذلک حتّى یتعوّدون بها و لا یتعذّبون، بل یعذّب لهم عذابها فیتلذّذون بحیث لو هبّ لهم نفخة من صوب الجنّة لتعذّبوا و تألّموا کالجعل بریح الورد.
قوله کالقشر اشارت است به کثافت نعیم اهل نار به نسبت با نعیم اهل جنّت.