عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة السابعة عشر :


کتاب المفاتیح الوجودیة والقرآنیة لفصوص الحکم عبد الباقی مفتاح 1417هـ :

المرتبة 07 : لفص حکمة علیة فی کلمة اسماعیلیة

من الاسم المحیط والعرش وحرف القاف ومولة الذراع من برج الجوزاء

غایة الشکر العجز عن الشکر لقوله تعالى ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) (النحل، 18).

وآخر الإحصاء من الأسماء:

المحیط حسب ما ذکره الشیخ فی حضرة الإحصاء من الباب 558 من الفتوحات.

قال تعالى قارنا بینهما و وأحاط بما لدیهم (وأحصى کل شیء عددا ) (الجن، 28) فغایة الشکر من المخلوق عدم الإحاطة لقوله تعالى: ( ولا یحیطون بشیء من علمه إلا بما شاء ) (البقرة، 255)

وله تعالى وحده الإحاطة لقوله: ( وکان الله بکل شیء محیطا ) النساء، 126)

النسب الحق الثمانیة وهی :

الحیاة والعلم والقدرة والإرادة والکلام والسمع والبصر وإدراک الأذواق بالصفة اللائقة به عز وجل.

وصور حملته الأربعة هی أن:

لأولهم صورة إنسان وهو الذی علم بقیة الحملة ذکر "لاحول ولا قوة إلا بالله العلی العظیم" فاستطاعوا بذکره حمله .

والثانی له صورة الأسد

والثالث على صورة النسر

والرابع على صورة النور وهو الذی رآه السامری فتخیل أنه إله موسى فصنع لقومه العجل إلى آخر قصته). انتهى.

وأنسب الأنبیاء للعرش العلی هو إسماعیل علیه السلام لعلاقته بالأسماء المتوجهة على إیجاد العرش والمنجلیة فیه وهی: المحیط المحصی القابض الرحمن المهیمن.

فالإحاطة العرشیة لها الهیمنة على کل المراتب التی فی قبضتها.

ولهذا نجد الشیخ فی کتاب (العبادلة) یخصص بابا ینسب فیه إسماعیل إلى عبد المهیمن وبابا آخر بنسبه فیه إلى عبد المحصی. وبابا آخر ینسبه فیه إلى عبد القابض.

ولفظة إسماعیل قریبة جدا من کلمة "إسمائیل" و "ئیل" تعنی الله تعالى، فکأنها تعنی (أسماء الله التی قال عنها النبی صلى الله علیه وعلى آله وسلم: (إن لله تسعة وتسعین اسما من أحصاها دخل الجنة) .

فاقترن المحمی - أخر المحیط - بالأسماء الظاهرة فی إسماعیل...

فحکمته علیة لعلو الأسماء الحسنى ولأنه کان عند ربه مرضیا.

والعندیة عند الرب بوصف الرضا دلیل على علو المقام، ولهذا بدأ هذا النص بالکلام على الربوبیة الراضیة عن مربوها، والرضا من آثار الرحمن المستوی على العرش.

ولاسماعیل علاقة أخرى بالعرش وبالعلم. فهو الذی بنی الکعبة مع أبیه.

وقبره فی حجرها، والکعبة هی مثال العرش فی الأرض وهی قبلة السجود الذی یسبح فیه العبد ربه بقوله:

(سبحان ربی الأعلى وبحمده) فاقترن التسبیح بالعلو وبالاسم الرب.

(انظر مقارنة الکعبة بالعرش فی الباب 1 : 72 ص 667 وفصل الطواف ص 702).

وکلام الشیخ على الأحدیة فی هذا الفص مرجعه لأحدیة الکلمة الإلهیة فی العرش. وکلامه عن الرضا راجع للرحمن المستوی على العرش.

وکلامه عن صدق الوعد والمنة راجع لکون العرش سقف الجنة...

وختم الفص بالتمهید لفص الکرسی الیعقوبی الموالی بذکره للثناء وللقدمین:

قدم الوعد وقدم الوعید أی القدمین المتدلیتین للکرسی.

وبذکره للثناء یشیر للاسم: الشکور المتوجه على إیجاد الکرسی کما سبق ذکره فی فص یعقوب السابق


07: سورة فص إسماعیل علیه السلام

أول شکل الأول جسم الأول صورة ظهرت فی الهباء هو شکل العرش المحیط المستدیر، وفیه ظهرت الأحکام الأولى للطبیعة. فالعرش هو فجر الأجسام، وشکله فجر الأشکال، وسورته فجر الصور، وطبیعته فجر الطبائع.


ولهذا نجد الشیخ فی الفتوحات الباب:295 : المخصوص بمنزل سورة الفجر یتکلم بإسهاب عن العرش وعن الحرف المناسب لمرتبته وهو القاف

فسورة هذا الفص هی: "الفجر" وقد شرح الشیخ أیتها الأخیرة فی وسطه " یا أیتها النفس المطمئنه  ارجعی إلى ربک راضیة مرضیة فادخلی فی عبادی وادخلی جنتی [الفجر، 27-30]  ومدار الفص حول هذا الرضا.

وقد تکرر الاسم "الرب" فی الفجر "8 مرات" ولا ظهور لاسم إلهی آخر فیها، ولهذا أکثر الشیخ فی هذا الفص من ذکر الرب الراضی والمربوب المرضی عنه فتکررت مشتقات "الرب" فیه نحو "26" مرة.

وإنما تکلم الشیخ فی هذا الفص عن الرضا لأن هذا النص السابع مناسب للمرتبة الکونیة السابعة أی العرش المتوجه على إیجاده الاسم "المحیط".

وما استوى على العرش إلا الرحمن، فإحاطة الرحمة به تبشر بأن مآل الکل للرضا. وکثیرا ما أکد الشیخ على هذه الحقیقة


کقوله فی الفصل الثانی من الباب " 371 الفتوحات" :

"... فانقسمت الکلمة الواحدة التی هی فی العرش واحدة. فهی فی العرش رحمة واحدة إلیها مآل کل شیء، وانقسمت فی الکرسی إلى رحمة وغضب مشوب برحمة...".

فالوتر الواحد للعرش والشفع للکرسی. وقد تکلم الشیخ فی هذا الفص عن الأحد والواحد من الآیة 3 "والشفع والوتر."

والواحد هو عشر العشرة التی أشار إلیها فی الأبیات التی افتتح با مترل سورة الفجر فی الباب "295" فتوحات  وهی عشرة أبیات أولها:

تفجرت الأنهار من ذات أحجار ..... وغاصت بأرضی فی خزائن أسراری

فعشر من العلم اللدنی ظاهر ..... وما کتمت منه فتسعة أعشار

تطالبنی نفسی بمثنى وجودها ..... ویطلبنی وترى المصاب بأوتار

فحصنت نفسی فی مدینة سید ..... بناها من الماء المرکب والنار

فلم یر حصن مثله فی ارتفاعه ..... تحصنت فیه خلف سبعة أسوار

مکانتها ما بین ذل وعزة ..... یعاملنی فیها على حد مقداری

إلى أن یکون النفخ فی صور حسه ..... إلى صور تخییل ببرزخ أغیاری

ویبقى دوام الأمر فیه مخلدا ..... إلى أن یکون البعث من قبر أفکاری

فأشهده علما وعینا وحالة ..... بمشهد أنوار ومشهد أسراری

منوعة تلک المظاهر عندنا ..... برؤیة أفکار ورؤیة أبصار


یشیر إلى الآیة: "ولیال عشر"

علاقة سورة هذا الفص بسابقیه ولاحقه

العلاقة الثلاثیة "إبراهیم - إسحاق - إسماعیل" هی کعلاقة مراتب فصوصهم "جسم کل - شکل کل - عرش" أو کعلاقة سورهم "البینة - التین - الفجر".

ولهذا ذکر فی فص إسماعیل آیة من سورة فص إبراهیم (119)

وهی "روضی الله عنهم ورضوا عنه" ، وهو الرضا الذی اختتمت به سورة الفجر: " یَاأَیَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِی إِلَى رَبِّکِ رَاضِیَةً مَرْضِیَّةً (28) فَادْخُلِی فِی عِبَادِی (29) وَادْخُلِی جَنَّتِی (30)" سورة الفجر

وهؤلاء العباد هم الموصوفون فی سورة التین الآیة (6) بـ :

" إلا الذین أمنوا وعملوا الصلحت فلهم أجر غیر ممنون".

وختم الفص بالکلام عن الوعد والوعید کتمهید لفص یعقوب الموالی الذی له مرتبة الکرسی محل قدمی الوعد والوعید.

والعاقبة هی إنجاز الوعد خاصة لسبق الرحمة الغضب من آخر آیة فی سورة الفص الموالی أی "ولا یخاف عقباها" من "والشمس وضحاها " [سورة الشمس: 1]