عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الثانیة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (الدین دینان، دین عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. ودین عند الحق، وقد اعتبره الله.

فالدین الذی عند الله هو الذی اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العلیا على دین الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهیم بنیه ویعقوب یا بنی إن الله اصطفى لکم الدین فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أی منقادون إلیه. )

08 - فص حکمة روحیة فی کلمة یعقوبیة

هذا نص الحکمة الیعقوبیة، ذکره بعد حکمة إسماعیل علیه السلام لبیان أن ما ذکره فی حکمة إسماعیل علیه السلام من الدین الذی هو عند الله تعالى وعند من هو عند الله لا من الدین الذی عند الخلق، ولأن یعقوب علیه السلام ابن إسحاق فناسب أن یذکر الولد بعد أبیه وإن فصل بأخیه إسماعیل علیه السلام احتراما للعمومة وتتمیما للنعمة الموهوبة لإبراهیم علیه السلام حیث قال کما حکى الله تعالی عنه : "الحمد لله الذی وهب لی على الکبر إسماعیل وإسحق" [إبراهیم: 39].

(فص حکمة روحیة) منسوبة إلى الروح کما مر بیانه (فی کلمة یعقوبیة) إنما اختص یعقوب علیه السلام بالروحیة، لأنه کان الغالب على یعقوب علیه السلام المیل إلى الجمال ومحبة الحسن الظاهر فی الصور الکونیة، وهذا حظ الروح ولذة الروحانیین . ولهذا ورد أن نعیم الملائکة علیهم السلام رؤیة الوجوه الحسان والتمتع بمشاهدة ذلک من غیر شیء زائد على ذلک من شهوة بطن أو فرج، فإن الملائکة لا یأکلون ولا یشربون ولا ینکحون.

وکان یعقوب علیه السلام روحانیة من غلبه استیلاء الروح على باطنه ولهذا أحب ابنه یوسف علیه السلام وهام قلبه به، لأن یوسف علیه السلام أعطی شطر الحسن کما ورد فی الحدیث .

قال الشیخ رضی الله عنه : "الدین دینان، دین عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. ودین عند الحق، وقد اعتبره الله. فالدین الذی عند الله هو الذی اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العلیا على دین الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهیم بنیه ویعقوب یا بنی إن الله اصطفى لکم الدین فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أی منقادون إلیه."


قال رضی الله عنه : (الدین)، أی الملة والشریعة والحق الذی ینقاد إلیه أهل الإسلام من أمة محمد علیه السلام إذ أدیان الکفر کثیرة (دینان) الأول (دین) هو (عند الله)، أی فی حضرته سبحانه وتعالى لا یعامل خلقه إلا بمقتضاه فی الدنیا والآخرة (وعند کل من عرف) به (الحق تعالی) بأن ألهمه إیاه کما ورد فی الحدیث «من یرد الله به خیرا یفقهه فی الدین ویلهمه رشده» رواه الطبرانی وأبی نعیم وابن السری وغیرهم .

(و) عند أیضا (من عرفه من عرف الحق) کاتباع الأولیاء رضی الله عنهم من المریدین الصادقین .

(و) الثانی : (دین) هو (عند الخلق)، أی المخلوقین وهم عوام المؤمنین غیر الأولیاء العارفین واتباعهم فی قدم الصدق إلى یوم الدین (وقد اعتبره)، أی هذا الدین الثانی (الله تعالى وألزم أهله به وقبله منهم وجازاهم علیه وإن لم یکن هو الدین الذی عنده سبحانه کما سیأتی (فالدین) الأول قال رضی الله عنه : (الذی) هو (عند الله) تعالى وعند من عرفه الله تعالی به وعند من عرف من عرفه الله تعالى کما مر (هو) الدین (الذی اصطفاه)، أی استخلصه الله تعالى به، وجعله صفوة، أی خلاصة من بین جمیع الأدیان .

قال رضی الله عنه : (وأعطاه) سبحانه (الرتبة)، أی المنزلة (العلیة)، أی الرفیعة (على) الدین الثانی الذی هو (دین الخلق فقال) الله (تعالی): "ومن یرغب عن ملة إبراهیم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفیناه فی الدنیا وإلیه فی الآخرة لمن الصالحین . إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمین " [البقرة : 130-131].

قال رضی الله عنه : (ووصى بها)، أی بالملة المذکورة وبقوله : "أسلمت لرب العالمیین" على معنى الکلمة ("إبراهیم") علیه السلام ("بنیه")، أی أولاده : إسماعیل وإسحاق علیهما السلام ("ویعقوب" ) معطوف على إبراهیم علیه السلام، أی وصى یعقوب أیضا بنیه بها وصورة تلک الوصیة قول أبیهما ("یابنی")، أی یا أولادی .

قال رضی الله عنه : ("إن الله") سبحانه (" اصطفى")، أی اختار وانتقی ("لکم") من بین سائر الأدیان ("الدین") الذی عنده سبحانه وبیانه ("فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون" [البقرة : 132]، أی منقادون) مستسلمون (إلیه) سبحانه لا حول لکم ولا قوة إلا به عن کشف منکم لذلک وشهود لا بمجرد التصدیق بذلک مع الغفلة.


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (الدین دینان، دین عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. ودین عند الحق، وقد اعتبره الله.

فالدین الذی عند الله هو الذی اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العلیا على دین الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهیم بنیه ویعقوب یا بنی إن الله اصطفى لکم الدین فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أی منقادون إلیه. )

08 - فص حکمة روحیة فی کلمة یعقوبیة

فص حکمة روحیة فی العلوم التی تختص إدراکها بالروح فی کلمة یعقوبیة أی مودع فی روح هذا النبی علیه السلام روحیة بضم الراء أتم من فتحه فکان المراد ههنا الضم لأن العلوم التی تذکر فی هذا الفص کلها من إدراکات الروح ومن خواصه.

"" أضاف المحقق و الجامع : یبحث هذا الفص فی المعانی المختلفة لکلمة "دین" وما یتصل بها من معانی "الإسلام"، و"الانقیاد" و "الجزاء" و"العادة" وقد ربط ابن العربی بین هذه المعانی ومعنى الدین الذی یرتضیه ربطا بارعا محکما ووضح مفهومات هذه الألفاظ توضیحا دقیقا على طریقته الخاصة بحیث وصل فی النهایة إلى الغایة التی ینشدها وهی أن "الدین" هو دین وحدة الوجود لا التوقف عند التفاسیر العقلیة على بعض نصوص الدین الشرعی دون البعض الآخر، الذی جاءت به الرسل.

فهو عبادة الأصنام الفکریة المبنیة على اجتهاد العقول العاجزة ولیس عن الکشف والفتوح الإلهیة الدائمة لأولیائه على مر الزمان والمکان 

فیقول الشریف الجرجانی الإسلام: الخضوع والانقیاد لما أخبر به الرسول صلى الله علیه وسلم.

ویقول الشریف الجرجانی التسلیم: هو الانقیاد لأمر الله تعالى وترک الاعتراض فیما لا یلائم.

والخشوع: هو الانقیاد للحق، وقیل: هو الخوف الدائم فی القلب و العصیان: هو ترک الانقیاد .""

ولما وصى یعقوب بنیه وقال : "وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِیمُ بَنِیهِ وَیَعْقُوبُ یَابَنِیَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَکُمُ الدِّینَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) سورة البقرة .

أراد أن یبین أن أسرار الدین الذی مودع علمه فی روح یعقوب علیه السلام فقال) : الدین دینان  (أی الدین یطلق عند أهل الله تعالى على معنیین أحدهما )دین عند الله و  (دین عند )من عرفه الحق تعالی) وهم الرسل .

(و) دین عند (من عرفه من عرفه الحق) وهم العلماء ورثة الأنبیاء فهذا کله دین عند الله تعالى (و) ثانیها (دین عند الخلق) أی عند الخواص وهو الطریق الخاص الحاصل لهم باختراعهم (وقد اعتبره الله فالدین الذی عند الله هو الذی اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العلبة على دین الخلق) فدل ذلک على أن الشریعة أقوى وأفضل على طریقة أهل الله .

وإن کانت تلک الطریقة جامعة لدین الحق (فقال تعالى :"ووصى بها إبراهیم بنیه ویعقوب یا بنی إن الله إصطفى لکم الدین فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون "[البقرة:132] . أی منقادون إلیه .


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (الدین دینان، دین عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. ودین عند الحق، وقد اعتبره الله.

فالدین الذی عند الله هو الذی اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العلیا على دین الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهیم بنیه ویعقوب یا بنی إن الله اصطفى لکم الدین فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أی منقادون إلیه. )

قال رضی الله عنه : " الدین دینان، دین عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. ودین عند الحق، وقد اعتبره الله.  فالدین الذی عند الله هو الذی اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العلیا على دین الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهیم بنیه ویعقوب یا بنی إن الله اصطفى لکم الدین فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أی منقادون إلیه. "

قلت: مشرع هذه الحکمة هو الآیة الکریمة وهو قوله تعالى: "ووصی بکا إبراهیم بنیه ویعقوب یا بنی" الآیة (البقرة: 132)

وقد قسم الدین إلى قسمین:

الأول: هو الدین الذی هو عند الله تعالى وعند من عرفه الله وعند من عرفه من عرفها الله تعالى، وهو مبنی على قاعدتین :

إحدیهما الانقیاد وهو منا، والأخرى ما انقدنا إلیه وهو الشرع.

فنصیبنا سعادتنا بالانقیاد ونصیب الحضرة الإلهیة کما ذکر، رضی الله عنه، ظهور الألوهیة بانقیادنا إلى شرعته

فبفعله، وهو خلقه لنا، کانت ألوهیته، وبفعلنا، وهو الانقیاد، کانت سعادتنا.

ثانیا : وأما الدین الذی عند الخلق وأعتبره الله تعالى فهو ما شرعه العباد من تلقاء أنفسهم یبتغون به رضوان الله کالرهبانیة التی ابتدعوها.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (الدین دینان، دین عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. ودین عند الحق، وقد اعتبره الله.

فالدین الذی عند الله هو الذی اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العلیا على دین الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهیم بنیه ویعقوب یا بنی إن الله اصطفى لکم الدین فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أی منقادون إلیه. )

08 -  فصّ حکمة روحیة فی کلمة یعقوبیة

وقد ذکرنا المناسبة بین الحکمة الروحیة والکلمة الیعقوبیة فی شرح فهرس الحکم فلیطلب من هناک “. وهی : قال رضی الله عنه : حکمة روحیة فی کلمة یعقوبیة

قال العبد : " وحکمة إضافة هذه الحکمة إلى الروحیة لأنّ الغالب على ذوق یعقوب علیه السّلام کان علم الأنفاس والأرواح ، حتى ظهر فی وصایاه وإخباراته ، مثل قوله : "إِنِّی لأَجِدُ رِیحَ یُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ ".

ووصیّى بنیه فقال : " لا تَیْأَسُوا من رَوْحِ الله إِنَّه ُ لا یَیْأَسُ من رَوْحِ الله إِلَّا الْقَوْمُ الْکافِرُونَ " وذوق أهل الأنفاس عزیز المثال ، قد جعل الله لهم التجلَّی والعلم فی الشمّ .

قال رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم : " إنّی لأجد نفس الرحمن من قبل الیمن ".

قیل : إنّه علیه السّلام ، کنى بذلک عن الإبصار وهم صور القوى الروحانیة التی نضرتهم على صور القوى الطبیعیة ، والیمن أیضا من الیمین ، وهو إشارة إلى الروحیة وعالم القدس ."

قال رضی الله عنه: ) الدین دینان : دین عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرفه من عرف الحق تعالى . ودین عند الخلق وقد اعتبره الحق ، فالدین الذی عند الله هو الذی اصطفاه الله وأعطاه الرتب العلیّة على دین الخلق ، فقال تعالى : "وَوَصَّى بِها إِبْراهِیمُ بَنِیه ِ وَیَعْقُوبُ یا بَنِیَّ إِنَّ الله اصْطَفى لَکُمُ الدِّینَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ". أی منقادون إلیه.


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (الدین دینان، دین عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. ودین عند الحق، وقد اعتبره الله.

فالدین الذی عند الله هو الذی اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العلیا على دین الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهیم بنیه ویعقوب یا بنی إن الله اصطفى لکم الدین فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أی منقادون إلیه. )

08 - فص حکمة روحیة فی کلمة یعقوبیة

إنما خصت الکلمة الیعقوبیة بالحکمة الروحیة لغلبة الروحانیة علیه ، ولذلک بنى الکلام فی هذا الفص على الدین .

"" إضافة بالی زادة : فولدت له یوسف وبنیامین ، وعمره إحدى وتسعون سنة ، وتوفى وعمره مائة وسبع وأربعون سنة ، أوصى إلى یوسف أن یدفنه مع أبیه إسحاق فسار به إلى الشام ودفنه عند أبیه ، ثم عاد إلى مصر وتوفى بها فی ملکه ودفن فیها ، إلى أن نبشه موسى وحمله معه حین سار ببنی إسرائیل إلى التیه ، ولما مات موسى حمله یوشع إلى الشام مع بنی إسرائیل ودفنه عند الخلیل ، وقیل بالقرب من نابلس اهـ . ""


فإن الدین الأصل القیم هو ما غلب الروح الإنسانى بحسب الفطرة من التوحید وإسلام الوجه لله ، کما قال : "فِطْرَتَ الله الَّتِی فَطَرَ النَّاسَ عَلَیْها لا تَبْدِیلَ لِخَلْقِ الله ذلِکَ الدِّینُ الْقَیِّمُ " ولهذا وصى بها یعقوب بنیه بقوله  : "إِنَّ الله اصْطَفى لَکُمُ الدِّینَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " وذلک هو الدین المعروف بین الأنبیاء المتفق علیه المعهود المذکور فی قوله : " شَرَعَ لَکُمْ من الدِّینِ ما وَصَّى به نُوحاً والَّذِی أَوْحَیْنا إِلَیْکَ وما وَصَّیْنا به إِبْراهِیمَ ومُوسى وعِیسى أَنْ أَقِیمُوا الدِّینَ ولا تَتَفَرَّقُوا فِیه".

ولأن الروح إذا بقی على فطرته ولم یتدنس بأحکام النشأة والعادة دبر البدن وقواه الطبیعیة تدبیرا یؤدى إلى صلاح الدارین ، وهو الانقیاد لأمر الله مع بقاء الروح الفائض من عند الله ، والمراد النازل مع الأنفاس علیه للاتصال الأزلی بینه وبین الحق تعالى ، ألا ترى إلى قوله : " لا تَیْأَسُوا من رَوْحِ الله إِنَّه لا یَیْأَسُ من رَوْحِ الله إِلَّا الْقَوْمُ الْکافِرُونَ ". 

ومن خاصیة الروح ذوق الأنفاس وعلمها وقوة المحبة والعشق وسلطان التجلی الإلهی فی الشم ، من قوله علیه الصلاة والسلام « الأرواح تشامّ کما تشام الخیل ، ومن ثم وجد ریح یوسف فی کنعان من مصر قال : " إِنِّی لأَجِدُ رِیحَ یُوسُفَ " الآیة » وقال صلى الله علیه وسلم :" إنی لأجد نفس الرحمن من قبل الیمن " .

(الدین ، دینان : دین عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ، ومن عرفه من عرفه الحق . ودین عند الخلق وقد اعتبره الله تعالى ) الدین فی اللفظ یطلق بمعنى الانقیاد وبمعنى الشرع الموضوع من عند الله وبمعنى الجزاء ، والمراد هاهنا الانقیاد کما یأتی ، والدین الذی عند الخلق طریقة محمودة مصطلح علیها بین طائفة من أهل الصلاح ، استحسانا منهم یؤدى إلى سعادة المعاد والمعاش ، وإنما اعتبره الله لأن الغرض منه موافق لما أراد الله من الشرع الموضوع من عنده.

( فالدین الذی عند الله هو الذی اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العلیة على دین الخلق ، فقال الله تعالى : " ووَصَّى بِها إِبْراهِیمُ بَنِیه ویَعْقُوبُ ، یا بَنِیَّ إِنَّ الله اصْطَفى لَکُمُ الدِّینَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " أی منقادون إلیه ) ظاهرا بإتیان ما أمر به طوعا وباطنا ، لترک الاعتراض وحسن قبول الأحکام بطیب النفس ونقائها من الجرح .

کما قال تعالى : " فَلا ورَبِّکَ لا یُؤْمِنُونَ حَتَّى یُحَکِّمُوکَ فِیما شَجَرَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ لا یَجِدُوا فی أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَیْتَ ویُسَلِّمُوا " .


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (الدین دینان، دین عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. ودین عند الحق، وقد اعتبره الله.

فالدین الذی عند الله هو الذی اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العلیا على دین الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهیم بنیه ویعقوب یا بنی إن الله اصطفى لکم الدین فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أی منقادون إلیه. )

08 - فص حکمة روحیة فی کلمة یعقوبیة

الظاهر أن ( الروح ) - مفتوح الراء الذی هو الراحة - أورده ملاحظا لقوله

تعالى من لسان یعقوب ، علیه السلام : "یا بنى إذهبوا فتحسسوا من یوسف وأخیه  ولا تیأسوا من روح الله إنه لا ییأس من روح الله إلا القوم الکافرون ".

کما ذکر فی حکمة کل نبی ما جاء فی حقه فی التنزیل . لأنه یبین فی هذه الحکمة أحوال

( الدین ) من الانقیاد والجزاء والعادة ، وبکل منها تحصل الراحة الحقیقیة ویترتب

علیه الروح الدائم السرمدی .

إما بالانقیاد ، فظاهر ، لأن من أنقاد لأوامر الحق وانتهى عن نواهیه واستسلم وجهه إلى الله تعالى ، نال الراحة العلیا ووجد الراحة القصوى .

وإما بالجزاء ، فلأنه إذا عرف الإنسان أن الجزاء یترتب على أعماله وهی من مقتضیات ذاته واستعداداته - وإن کان وجودها من الله وخلقها - تحصل له الراحة العظیمة أیضا ، لأنه یعلم أن ما أعطاه الله تعالى - مما له وعلیه - من نفسه وذاته ، فلا یحمد إلا نفسه ، ولا یؤاخذ إلا نفسه - کما قال فی هذا الفص - بل هو  منعم ذاته ومعذبها ، فلا یذمن إلا نفسه ولا یحمدن إلا نفسه .

وأما العادة ، أیضا فظاهر ، لأن الإنسان إذا اعتاد بشئ ، یستلذ منه ویجد الراحة .

ویمکن أن یکون ( الروح ) مضموم الراء . لأن المعانی الثلاث التی هی  مفهومات ( الدین ) کلها من شان الروح المدبر للبدن ، فحصل التناسب بینهما وإلیه مال شیخنا المحقق ( رض ) فی فکوکه .

وتخصیصها ب‍ ( الکلمة الیعقوبیة ) بأنه ، علیه السلام ، کان یعلم علم الأنفاس والأرواح ، وکان کشفه روحانیا ، لذلک قال : " لا تیأسوا من روح الله " . فإنه کان یجد فی مقام روحه بقاء یوسف وأخیه وجدانا إجمالیا ، کما قال : " إنی لأجد ریح یوسف " .

ولا یجده عیانا تفصیلیا ، لذلک : " ابیضت عیناه من الحزن " والله أعلم .

قال رضی الله عنه : " الدین دینان : دین عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرفه من

عرفه الحق ، ودین عند الخلق ، وقد اعتبره الله . فالدین الذی عند الله هو الذی اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العلیة على دین الخلق .

فقال تعالى : " ووصى بها إبراهیم بنیه ویعقوب یا بنى إن الله اصطفى لکم الدین فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون" . أی ، منقادون إلیه" .

اعلم ، أن ( للدین ) لغة مفهومات یطلق علیها بالاشتراک . وقد اعتبر فی نقله إلى الشرع هذه المفهومات الثلاث کلها . لأن الانسان ما لم ینقد لأحکام الله ظاهرا وباطنا ولم یعتد بالإتیان بالأوامر والانتهاء عن النواهی ولم یعتقد جزاء الأعمال ولم یصدق یومه وکون الحق مثیبا للمحسنین ومعاقبا للکافرین والعاصین ، لم یکن مؤمنا بالحق ونبیه ، ف‍ ( الدین ) شرعا جامع للمعانی الثلاث .

وهو لا یخلو إما أن یصدر من حضرة الجمع الإلهی بإرسال الأنبیاء ، علیهم السلام ، وإما من حضرة التفصیل .

والأول هو الذی اصطفاه الله تعالى ، وأعطاه للأنبیاء وعرفهم إیاه ، وعرف باقی المؤمنین بواسطتهم ، وبهذا التعریف وتبلیغ الرسالة وتبیین الدین صاروا حجة الله على الخلق .

والثانی ، هو الذی کلف المهتدون بنور الحق والمتفکرون فی عالم الأمر والخلق نفوسهم بتکالیف من عندهم .

وذلک ، لما عرفوا مقام عبودیتهم ومقام ربوبیة الحق إیاهم بأنوار لمعت من بواطنهم النقیة ولاحت من أسرارهم الزکیة ، کلفوا نفوسهم بالعبودیة شکرا لنعم الرب الذی خلقهم وهداهم .

کما قال : ( ورهبانیة ابتدعوها ما کتبناها علیهم ) .

أی ، ما فرضنا تلک العبادة علیهم . ( إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها ) أی ، الذین کلفوا نفوسهم بها . ( حق رعایتها فآتینا الذین آمنوا ) بها ، أی بتلک العبودیة .

( أجرهم ) من الأنوار القدسیة والکمالات النفسیة التی هی الأخلاق الشریفة والملکات الفاضلة . وهذا هو المراد بقوله : ( وقد اعتبره الله ) . ( وکثیر منهم ) أی ، من الناس الذین لم یعملوا بها ولا بما شرعه الله فی  حقهم بلسان الأنبیاء ( فاسقون ) . أی ، خارجون من الإتیان بمقتضاها والانقیاد بأحکامها .

وإلى هذین القسمین أشار بقوله : ( الدین دینان : دین عند الله ، ودین عند الخلق .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (الدین دینان، دین عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. ودین عند الحق، وقد اعتبره الله.

فالدین الذی عند الله هو الذی اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العلیا على دین الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهیم بنیه ویعقوب یا بنی إن الله اصطفى لکم الدین فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أی منقادون إلیه. )

الفص الیعقوبی

08 - فص حکمة روحیة فی کلمة یعقوبیة

أی: ما یتزین به ویکمل العلم الیقینی المتعلق بتدبیر الروح، والمصالح الدنیویة والأخرویة بمقتضى الشرع والتصوف، ظهر ذلک العلم بزینته وکماله فی الحقیقة الجامعة المنسوبة إلى یعقوب علیه السلام حیث قال لبنیه: "ووصى بها إبراهیم بنیه  ویعقوب یابنی إن الله اصطفى لکم الدین فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون" [البقرة:132]

وقال: «فصبر جمیل والله المستعان على ما تصفون» [یوسف: 18].

وقال: "ولا تیأسوا من روح الله إنه لا ییأس من روح الله إلا القوم الکافرون" [ یوسف: 87].

وقال: "إنی لأجد ریح یوسف لولا أن تفندون" [یوسف: 94].

وقال لنبیه علیه السلام : "ولا تدخلوا من باپ واحد وادخلوا من أبواب متفرقة " [یوسف: 67].

وقال تعالى فی حقه: "وإنه، لذو علم لما علمناه ولکن أکثر الناس لا یعلمون" [یوسف: 68].

ولقد أبعد من روی بالفتح لقوله: "ولا تیأسوا من روح الله" ، وإن کان الروح مرتبا على الرضا الذی یوجبه العلو، وحاصلا لمستعمل الشریعة، والتصوف حالا ومالا.

قال رضی الله عنه : " الدین دینان، دین عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. ودین عند الحق، وقد اعتبره الله. فالدین الذی عند الله هو الذی اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العلیا على دین الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهیم بنیه ویعقوب یا بنی إن الله اصطفى لکم الدین فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أی منقادون إلیه"

قال رضی الله عنه : (الدین) أی الذی یتعبد به الإنسان (دینان) شریعة بمنزلة المسائل المنصوصة، وتصوف بمنزلة المسائل الاجتهادیة، إذ هو مستنبط عن معانی الأول مؤکد له ومشتمل کل منهما على أصول وفروع، فأصول الشریعة مسائل الکلام، وفروعها الأحکام الفقهیة، وأصول التصوف معرفة الحقائق، وفروعها معرفة الأحوال والمقامات والأخلاق.

والأول: (دین عند الله) ثبت بالکتاب، (وعند من عرفه الحق تعالی) من الأنبیاء ثبت بالسنة، ومن عرفه الحق ثبت بالإجماع أو الاجتهاد.

والثانی : (دین عند الخلق) أخذوه من معانی الکتاب والسنة وأقوال الأئمة، وإشاراتها مع استعانة الریاضة والمجاهدة، (وقد اعتبره الله تعالی) بقوله: "والذین جاهدوا فینا لنهدینهم سبلنا" [العنکبوت: 69]، وإنما اعتبره لکونه مؤکد للغرض من وضع الشرع.

ثم بین رتبة کل منهما بقوله: (فالدین الذی عند الله)، ولم یقل: (و عند من عرفه ومن عرف من عرفه) إشعارا بأنهم مبینون لا یشرعون، وإنما الشارع هو الله تعالی (هو الذی اصطفاه الله)، حیث أنزله على الأنبیاء وخصه بهم، (وأعطاه الرتبة العالیة على دین الخلق) إذ جعله أصلا لا یقبل بدونه دین الخلق، وجعله کاملا مقبولا بدونه، وإن کان فیه زیادة مراتب الکمال.

( فقال: "ووصى بها إبراهیم بنیه ویعقوب یا بنى إن الله اصطفى لکم الدین فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون" [البقرة:132]) فلو کان دین الخلق أکمل منه، لکان أولى بالتوصیة من هؤلاء الکمل، وقد بالغوا فیه من تضییعه عند من رؤیة المراتب الزائدة فی دین الخلق، وقد رأوا کثیرا من الناس انسلخوا منه بالکلیة عند رؤیة تلک المراتب، فخسر وهما جمیعا، والعیاذ بالله من ذلک.

ثم فسره بقوله : أی منقادون إلیه یعنی بالقلب واللسان والأرکان، لئلا یتوهم اختصاصه بالأول وحده أو مع الثانی کما یقوله البعض.

وهو لا یکفی فی حق أهل الکمال، ثم فسر الدین به وإن کان مفسرا بالشرع فیما تقدم وبالجزاء والعادة فیما یأتی.


"" أضاف الجامع : د. سعاد الحکیم تقول أن الدین عند الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی:

کانت نظرة الشیخ ابن العربی إلى کلمة دین ذات وجهین : لغوی وشرعی .

یفرع الشیخ ابن العربی المعنى اللغوی للدین إلى ثلاثة مفاهیم :

1. الدین : هو الجزاء . حیث یرى ابن العربی الطائی الحاتمی أن إمکانیة الجزاء هی التی توجد الدین ، والعکس صحیح ، فالدین هو الذی یخلق إمکانیة الجزاء ، والسبب فی ذلک یعود إلى أن الشرک لا ینفع معه عمل ، فمهما أتى المشرک من أعمال صالحة وحسنات لا یخلق معها مفهوم الجزاء وإمکانیته ، لأنه لن یحاسب بل یدخل جهنم وذلک لیس جزاء بل اختصاص .

2. الدین : هو الانقیاد ، لأن الانقیاد فعل له غایة ووجهة ، بل لا تظهر قیمته إلا فی الغایة التی هی وجهته ، فمن انقاد إلى الخیر لیس کمن انقاد إلى الشر ، إذن الدین الذی هو انقیاد إنما هو انقیاد لما شرعه الله فالانقیاد : اتباع .

3. الدین : هو العادة . یبین ابن العربی الطائی الحاتمی هنا أن العادة هی معاوضة بالمثل مشتقة من فعل عاد ، أی رجع وتکرر ، ولیست العادة سوى تکرار المثل ، والدین العادة بمعنى : أن الدین یعود على الإنسان بما یقتضیه حاله وهذا المعنى یقارب المعنى الأول الذی هو الجزاء.

قسم الشیخ الأکبر ، الدین من الوجهة الشرعیة دینین :- دین عند الله ، ودین عند الخلق :

الدین الذی عند الله : هو الشرع الإلهی الذی أنزله الله على أنبیائه ، هذا الشرع الذی نلمس وحدته عبر تطوره فی مراتب الظهور فی صور الشرائع ، فالشرع الإلهی واحد یظهر فی کل زمن بصورة شریعة نبی ذلک الزمن ، وما الشرائع کلها إلا صورة ذلک الشرع الإلهی الواحد ( الذی بدأ بآدم وختم بمحمد ) وهو الذی تم بشریعة خاتم الأنبیاء.

الدین الذی عند الخلق : هی النوامیس التی لم یرسل بها الله رسولا ، بل سنها الخلق ، فلما وافقت الحکم الإلهی ،اعتبرها الله اعتبار ما شرعه کالرهبانیة.

واحد ، بل تکون المسیحیة هی الدین والیهودیة تدخل فی باب ( تاریخ الدین ) .. وهکذا بالنسبة لزمن الإسلام والأدیان السالفة .

فابن العربی الطائی الحاتمی لم یقل بوحدة الأدیان ، بل أشار إلى عقیدته فی ( الدین الواحد ) الذی یقبل فی الزمن الواحد شریعة واحدة هی شریعة الزمن، وهذا الدین الواحد قد ختم بمحمد.

وینتج عن هذه الختمیة کل ما تحمله من أبعاد تفترض الجمعیة وغیرها ، لذلک کل ما نصادفه وغیرها.

نصادف عند الشیخ الأکبر من نصوص توحی ( بوحدة الأدیان ) - التی قال بها بعض الباحثین - هی فی الواقع نصوص تشیر إلى جمعیة الدین المحمدی ، لیس إلا.""


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (الدین دینان، دین عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. ودین عند الحق، وقد اعتبره الله.

فالدین الذی عند الله هو الذی اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العلیا على دین الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهیم بنیه ویعقوب یا بنی إن الله اصطفى لکم الدین فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أی منقادون إلیه. )

08 - فصّ حکمة روحیّة فی کلمة یعقوبیّة

ولذلک قال تعالى على لسانه : " لا تَیْأَسُوا من رَوْحِ الله " [ 12 / 87 ] ، و " إِنِّی لأَجِدُ رِیحَ یُوسُفَ " [ 12 / 94] .

وبیّن أنّ أتمّ ما یظهر به الانبساط الوجودی المستتبع للطائف العلمیّة هی الأوضاع الدینیّة والأحکام الشرعیّة ، فإنّها مع کونها هی المقوّمة للصورة الانبساطیّة ، والهیئة الجمعیّة الانتظامیّة التی بها قامت العین فی الخارج متشخّصة بالفعل ، منطویة أیضا على جملة من الحقائق ، کاشفة عنها ، لذلک أخذ فی هذا الفصّ یبیّن أمر الدین بأقسامه وأحکامه ، فی قوله :


الدین دینان

( الدین دینان : دین عند الله وعند من عرّفه الحقّ ) بوسیلة الوحی من الأنبیاء والرسل ، ( ومن عرّفه من عرّفه الحقّ ) بوسیلة الفکر والإلهام ، والکشف من الوارثین لهم .

( ودین عند الخلق ) مما واطأ علیه خیار الناس وحکماؤهم من الأوضاع المستحسنة المستجلبة للمکارم ، الموافقة للحکم الخاصّة ، المطابقة لمصلحة العامّة ، ( وقد اعتبره الله ) بلسان الخاتم صلى الله علیه وسلم، المعرب عن الحکم والمصالح کلَّها ، فإنّه ما لم یعتبره کذلک فهو من العادات الردیئة المردیة التی تتبعها الغواشی المظلمة المضلَّة .

"إشارة إلى الآیة الکریمة : " وَرَهْبانِیَّةً ابْتَدَعُوها ما کَتَبْناها عَلَیْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّه ِ فَما رَعَوْها حَقَّ رِعایَتِها فَآتَیْنَا الَّذِینَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَکَثِیرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ" [الحدید : 27].

( فالدین الذی عند الله هو الذی اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العلیّة على دین الخلق .

فقال تعالى : " وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِیمُ بَنِیهِ وَیَعْقُوبُ یَابَنِیَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَکُمُ الدِّینَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) ".سورة البقرة

(بیّن أوضاعکم المرغوبة وعاداتکم المطبوعة من أفعالکم الاختیاریّة ، التی تخرجکم عن مشتهیاتکم المتفرقة وتجمعکم فیها جمعا " فَلا تَمُوتُنَّ " اختیاریّا کان بالفطام عن تلک العادات ، أو اضطراریّا بالانفطام عن مطلق الطبیعیّات وانقطاع أحکامها " إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " [ البقرة: 123 ] .

( أی منقادون إلیه ) ظاهرا بلزوم الاعتقاد والإخلاص فیه ، وإلزام الجوارح بالعکوف على مقتضاه ، وباطنا بالتدبّر فی جزئیّات أوضاعه واستکشاف لطائف المعارف ودقائق الحقائق منها جملة کافیة .


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ رضی الله عنه : (الدین دینان، دین عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. ودین عند الحق، وقد اعتبره الله.

فالدین الذی عند الله هو الذی اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العلیا على دین الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهیم بنیه ویعقوب یا بنی إن الله اصطفى لکم الدین فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أی منقادون إلیه. )

الفص الیعقوبی

08 - فص حکمة روحیة فی کلمة یعقوبیة

قال الشیخ رضی الله عنه :"الدین دینان، دین عند الله وعند من عرفه الحق تعالى ومن عرف من عرفه الحق. "


الروح: إما بضم الراء کما یذهب إلیه صاحب الفکوک رضی الله عنه وإما بفتحها کما ذهب إلیه بعض الشارحین. "کتاب الفکوک فی مستندات حکم الفصوص للشیخ صدر الدین محمد بن إسحاق القونوی المتوفى سنة 673 هـ ."

ولما کانت هذه الحکمة المبتنیة على قسمة الدین وذکر أقسامه وأحکامه روحیا، لأن المعانی الثلاث التی هی للذین أعنی :الانقیاد الجزاء والعادة إنما هی من شأن الروح المجرد المدبر للبدن.

وإنما کانت روحیة بفتح الراء لأن بکل واحد من تلک المعانی الثلاث بخصل الروح الدائم السرمدی.

إما بالانقیاد فلان من انقاد لأوامر الحق واستسلم وجهه وجد الراحة القصوى فی العاجل والآجل.

وإما بالجزاء فلأن من عرف أن الجزاء یترتب على أعماله وأعماله من مقتضیات ذاته استراح من الاعتراض على غیره فلا یحمد إلا نفسه ولا یوجد إلا نفسه.

وإما بالعادة فلان من اعتاد بشیء ألفه، وفی الألفة ترتفع الکلفة و فیه الراحة.

وإنما خصت بالکلمة الیعقوبیة تخصیص الحق سبحانه على یعقوب علیه السلام حین حکی وصیة إبراهیم علیه السلام بنیه بالإقامة على الدین الذی له ینسب خاصة إلى کل من الروح والروح کما ذکرت.

اعلم أن الدین فی اللغة یطلق على ثلاث معان : الانقیاد والجزاء والعادة.

وفی الشرع على ما شرعه الله سبحانه لعباده من الأحکام أو شرعه بعض عباده فاعتبره الله سبحانه.

فالشیخ رضی الله عنه قسمه بالمعنى الشرعی إلى قسمین ونبه على اعتبار المعانی الثلاث اللغویة فیه فقال :

قال رضی الله عنه : (الدین دینان) أحدهما : (دین) تعین وتقرر (عند الله وعند من عرفه الحق تعالی) من الأنبیاء بالوحی إلیهم (و) عند (من عرفه من عرفه الحق). 

قال رضی الله عنه : " ودین عند الحق، وقد اعتبره الله. فالدین الذی عند الله هو الذی اصطفاه الله وأعطاه الرتبة العلیا على دین الخلق فقال تعالى «ووصى بها إبراهیم بنیه ویعقوب یا بنی إن الله اصطفى لکم الدین فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون»: أی منقادون إلیه." 

من ورثتهم طبقة بعد طبقة بتبلیغ الأنبیاء إلیهم (و) ثانیهما (دین) تعین وتقرر (عند الخلق) موافقا لما شرحه الله سبحانه فی الغابة المترتبة علیه فی المعارف الإلهیة والکمالات النفسانیة والمراتب الأخرویة .

قال رضی الله عنه : (وقد اعتبره الله سبحانه) لهذه الموافقة (فالدین الذی عند الله هو الذی اصطفاه)، أی اختاره (الله وأعطاه الرتبة العلیة على دین الخلق) والعامل فی الجار والمجرور إما الاصطفاء أو العلو على سبیل التنازع .

قال رضی الله عنه : (فقال تعالی) مشیرا إلى هذا الدین و اصطفائه إیاه (" ووصى بها إبراهیم بنیه ویعقوب یا بنی إن الله اصطفى لکم الدین فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون " أی منقادون إلیه) [البقرة : 132] .

أی إلى ذلک الدین باطنا بالإذعان والقبول، وظاهرا بالعمل بمقتضاه ، وإنما وصاهم بالانقیاد إلیه ، لأن الدین الذی هو الأحکام الشرعیة الوضعیة لا یثمر سعادة ما لم ینقد إلیه .


فهذه الوصیة تدل على اعتبار الانقیاد إلى الدین ینبغی أن یراد به الأحکام الموضوعة لا الانقیاد. فإنه لا معنی للانقیاد إلى الانقیاد.


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 216

[دین دو دین است‏]

الدین دینان، دین عند اللّه و عند من عرّفه الحقّ تعالى و من عرّفه من عرّفه الحق و دین عند الخلق، و قد اعتبره اللّه.

شیخ فرماید دین دو دین است یک: دینى که نزد خداست، و نزد کسانى که حق تعالى آنها را معرفى کرد و نزد کسانى که آنان را کسانى که خدا آنها را معرفى کرد، معرفى کردند؛ دوم دینى که عند الخلق است و خداوند آن را اعتبار کرده است (معتبر شمرده است).

بدان که دین را در لغت مفاهیمى است که لفظ دین بر همه آن مفاهیم به اشتراک لفظى‏ (در اشتراک لفظى یک لفظ براى چند معنى وضع شده است که معانى متعددند و فقط در لفظ مشترکند چون زانو، چشمه، چشم، ترازو، طلا، آفتاب که همه را عین گویند و در اشتراک معنوى یک لفظ است و یک معنى جز اینکه معنى مصادیق متعدده دارد مانند لفظ انسان بر معنى انسان که داراى افراد متعدده است و همه در معنى انسان شریکند.) اطلاق ‌می‌شود و آن انقیاد و جزا و عادت است و در نقل دین به شرع (یعنى از لغت به شرع آمده است) این هر سه معنا در شرع اعتبار شد زیرا که انسان تا منقاد احکام اللّه ظاهرا و باطنا نشد و به انجام اوامر و پذیرفتن نواهى عادت نکرد و اعتقاد به جزاى اعمال حاصل نکرد و به روز جزا تصدیق حاصل نکرد که حق و ثواب دهنده نیکو کاران و عقاب کننده کافران و گناهکاران است مؤمن به حق و به نبىّ حق نیست پس دین به حسب شرع جامع معانى سه‌‏گانه مذکور است. و دین یا از حضرت جمع الهى صادر ‌می‌شود به واسطه إرسال انبیا علیهم السلام و یا از حضرت تفصیل صادر ‌می‌شود. اول، که از حضرت جمع است دینى است که خداى تعالى او را برگزید و آن را به انبیا اعطا فرمود و آنها را به دین آشنایى داد و باقى مؤمنان را به دین آشنایى داد به واسطه انبیا به این تعریف دین و تبلیغ رسالت و تبیین دین، حجت خدا بر خلقش شده‌اند.

دوم (که از حضرت تفصیل است) دینى است که مهتدون به نور حق و متفکرون در عالم امر و خلق بر نفوس‌شان تکلیف کرده‌اند به تکالیفى از جانب خودشان، و این کار براى آن است که چون مقام عبودیت‌شان و مقام ربوبیت حق ایشان را شناختند شناختنى که به سبب انوارى از باطن خالص‌شان لمعان کرد و از اسرار پاک‌شان لایح شد نفوس‌شان را تکلیف کردند به عبودیت براى شکر نعمت‌هاى پروردگارى که ایشان را خلق کرد و هدایت فرمود چنانکه خداى متعال فرمود: وَ رَهْبانِیَّةً ابْتَدَعُوها ما کَتَبْناها عَلَیْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ فَما رَعَوْها حَقَّ رِعایَتِها فَآتَیْنَا الَّذِینَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ‏ (حدید: 27) یعنى رهبانیتى که سنت کرده‌اند بر آنها واجب نکردیم مگر جستن رضوان اللّه را پس آنها رعایت آن (رهبانیت) نکردند آن چنان که باید رعایت کنند. پس ما کسانى را که به آن رهبانیت ایمان آوردند اجرشان را دادیم و بسیارى از مردم که به آن عمل نکردند و به آن چه که شرع خدا به لسان انبیا در حق ایشان آمده نیز عمل نکردند فاسقند یعنى خارجند از انجام تکالیف دینیة. (شرح فصوص قیصرى، صص 215 و 216)

فالدین الذی عند اللّه هو الذی اصطفاه اللّه و أعطاه الرتبة العلیة على دین الخلق فقال‏ تعالى. وَ وَصَّى بِها إِبْراهِیمُ بَنِیهِ وَ یَعْقُوبُ یا بَنِیَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‏ لَکُمُ الدِّینَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ‏ أی منقادون إلیه 

آن دینى که عند اللّه است آنى است که خداوند آن را برگزید بر دین خلق و به آن رتبه عالى داد نسبت به دین خلق که فرمود: وَ وَصَّى بِها إِبْراهِیمُ بَنِیهِ وَ یَعْقُوبُ یا بَنِیَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‏ لَکُمُ الدِّینَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ‏ (بقره: 132). معناى مسلمون یعنى منقاد آن دین باشید (گردن بنهید).


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۴۴۵

الدّین دینان: دین عند اللّه و عند من عرّفه الحقّ تعالى و من عرّفه من عرّفه الحقّ؛ و دین عند الخلق، و قد اعتبره اللّه فالدّین الّذى عند اللّه هو الّذى اصطفاه اللّه و اعطاه الرّتبة العلیّة على دین الخلق فقال تعالى‏ «وَ وَصَّى بِها إِبْراهِیمُ بَنِیهِ وَ یَعْقُوبُ: یا بَنِیَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‏ لَکُمُ الدِّینَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ» أى منقادون إلیه.

بدانکه «دین» را از روى لغت مفهومات است که بطریق اشتراک لفظى بر آن اطلاق کرده مى‌‏آید و آن «انقیاد» است و «جزا و عادت». و در شرع همه این مفهومات ثلاث معتبر است از براى آنکه انسان تا انقیاد احکام الهى ظاهرا و باطنا نکند و به اتیان اوامر و انتهاء از نواهى قیام ننماید و جزاى اعمال و روز جزا را معتقد نشود و ثواب مطیع و عقاب عاصى را محقّق نداند مؤمن نباشد، پس دین جامع باشد معانى ثلاث را.

و دین خالى نیست که صادر باشد از حضرت «جمع الهى» به ارسال انبیاء علیهم السلام؛ یا صادر شود از «حضرت تفصیل».

و اول دینى است که حق سبحانه و تعالى آن را برگزیده است و آن را به انبیا عطا داده و ایشان را شناساى آن ساخته و باقى مؤمنان را به واسطه ایشان شناسا گردانیده، و بدین تعریف و تبلیغ رسالت و تبیین دین حجّت حق بر خلق گشتند.

و دوم آنکه ارباب هدایت به نور حقّ و اصحاب تفکّر در «عالم امر و خلق» از نزد خود تکلیف و الزام کنند بر نفس خویش مشقّت را به سبب شناختن مقام عبودیّت خود و عرفان رتبت ربوبیّت حق به انوارى که لامع گشته باشد از بواطن نقیّه و لایح شده از اسرار زکیّه ایشان و بار عبودیت بر نفس خویش نهند و داد ریاضت و مجاهدت دهند؛ تا به شکر نعم پروردگارى که خلق ایشان کرده است و هدایت داده قیام نموده باشند کما قال تعالى: وَ رَهْبانِیَّةً ابْتَدَعُوها ما کَتَبْناها عَلَیْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ فَما رَعَوْها حَقَّ رِعایَتِها فَآتَیْنَا الَّذِینَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَ کَثِیرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ‏. یعنى بعضى ابتداع رهبانیّت کردند و به ریاضت و مجاهدت روى آوردند و ما آن عبادت بر ایشان تقدیر نکردیم مگر از براى ابتغاى رضوان اللّه، پس ایشان حقّ رعایت آن عبادت به تقدیم نرسانیدند، لاجرم هرکه ایمان آورد بدین عبودیت از انوار قدسیّه و کمالات نفسیّه که اخلاق شریفه و ملکات فاضله است اجر او در کنارش نهادیم و به قدر مجاهده دولت مشاهده‌‏اش دادیم.

و مراد از قول شیخ که فرمود و قد اعتبره الله این است، و بیشتر مردم که عمل بدین عبادت نکردند و به اقامت شرایعى که به لسان انبیا مقرر شده قیام ننمودند موسوم به فسق‌‏اند، یعنى خارج‏اند از اتیان به مقتضاى دین و از انقیاد به احکام ربّ العالمین. و شیخ قدّس اللّه سرّه به عبارت الدّین دینان إلى آخره بدین دو قسم اشارت کرده است.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۷۵

الدّین دینان، دین عند اللّه و عند من عرّفه الحقّ- تعالى- و من عرّف من عرّفه الحقّ. و دین عند الخلق، و قد اعتبره اللّه.

فالدّین الّذی عند اللّه هو الّذی اصطفاه اللّه و أعطاه الرّتبة العلیّة على دین الخلق فقال تعالى‏ «وَ وَصَّى بِها إِبْراهِیمُ بَنِیهِ وَ یَعْقُوبُ یا بَنِیَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى‏ لَکُمُ الدِّینَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ»: أی منقادون إلیه.

شرح بدان که دین به حسب شرع دین موضوع است من عند اللّه، و از روى لغت به سه چیز اطلاق کنند: انقیاد، و عادت، و جزا؛ و دین هر سه را شامل است.

زیرا که صاحب دین تا منقاد احکام الهى نگردد، به عبادت عادت نتواند کرد، و تابه عبادت عادت نکند، مستحقّ جزا نشود.

و امّا دین عند اللّه، بعضى را به تعریف الهى حاصل است چنانچه انبیاء. و بعضى را به تعریف انبیاء چنانچه علما و اولیا.

و امّا دین عند الخلق، آن طریقه خاص اولیاست، که آن چه حق- تعالى- بر ایشان فرض نفرمود، از انواع مجاهدات و نوافل، بر نفس خود لازم داشتند، و این دین خلق، خلق ایشان گشت، و حق از ایشان پسندیده داشت و سبب قربت ایشان گردانید.