الفقرة الخامسة :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فلما وافقت الحکمة والمصلحة الظاهرة فیها الحکم الإلهی فی المقصود بالوضع المشروع الإلهی، اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى، «وما کتبها الله علیهم».
ولم فتح الله بینه وبین قلوبهم باب العنایة والرحمة من حیث لا یشعرون جعل فی قلوبهم تعظیم ما شرعوه یطلبون بذلک رضوان الله على غیر الطریقة النبویة المعروفة بالتعریف الإلهی.
فقال: «فما رعوها»: هؤلاء الذین شرعوها وشرعت لهم: «حق رعایتها» «إلا ابتغاء رضوان الله» وکذلک اعتقدوا، «فآتینا الذین آمنوا» بها «منهم أجرهم» «وکثیر منهم»:
أی من هؤلاء الذین شرع فیهم هذه العبادة «فاسقون» أی خارجون عن الانقیاد إلیها والقیام بحقها. ومن لم ینقد إلیها لم ینقد مشرعه بما یرضیه. لکن الأمر یقتضی الانقیاد)
قال رضی الله عنه : "فلما وافقت الحکمة والمصلحة الظاهرة فیها الحکم الإلهی فی المقصود بالوضع المشروع الإلهی، اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى، «و ما کتبها الله علیهم». ولم فتح الله بینه وبین قلوبهم باب العنایة والرحمة من حیث لا یشعرون جعل فی قلوبهم تعظیم ما شرعوه یطلبون بذلک رضوان الله على غیر الطریقة النبویة المعروفة بالتعریف الإلهی. فقال: «فما رعوها»: هؤلاء الذین شرعوها وشرعت لهم: «حق رعایتها» «إلا ابتغاء رضوان الله» وکذلک اعتقدوا، «فآتینا الذین آمنوا» بها «منهم أجرهم» «وکثیر منهم»: أی من هؤلاء الذین شرع فیهم هذه العبادة «فاسقون» أی خارجون عن الانقیاد إلیها والقیام بحقها. ومن لم ینقد إلیها لم ینقد مشرعه بما یرضیه. لکن الأمر یقتضی الانقیاد"
(فلما وافقت الحکمة) الباطنة والمصلحة الظاهرة الموجودة (فیها)، أی فی النوامیس المذکورة (الحکم بالنصب مفعول وافقت (الإلهی فی) الأمر (المقصود) من الشارع (بالوضع)، أی الاصطلاح (المشروع)، أی المبین الذی بینه الله تعالی ورسوله نفعا للعباد المکلفین (الإلهی)، أی المنسوب إلى الإله الحق جل وعلا من جهة کون ذلک بمجرد انقیاد تحکم الغیب فی الشهادة.
والتعلق من کلیة الحادث بجناب القدیم سبحانه لیطهر من دنس الجهل النفسانی، وأوساخ الطبیعة الأرضیة فی ظاهره، وباطنه فلیلتحق بالمجردات الفلکیة فی الانقیاد للحضرة الغیبیة، ویقرب من جناب القدس، فیحظى بعد الانسلاخ من العالم الفانی والاتصال بالعالم الباقی باللذائذ الدائمة والأحوال الملائمة.
وإن کانت هذه المقاصد والفوائد إنما تحصل بمتابعة الشرع الصحیح المنقول إلینا على وجهه من غیر زیادة ولا نقصان بعد تحریر أحکامه والقیام بمقتضاه فی الظاهر والباطن، ولکن هذا المقدار منه لا یحصل للعبد إلا فی زمان النبوة، وقد انقضى و سیتجدد إن شاء الله تعالى فی زمان نزول عیسى علیه السلام.
وکان ذلک حاصلا فی زمان ظهور الخلافة عن النبوة حتى مات الحسن بن علی رضی الله عنهما، وصار الأمر ملکا عضدا وسلطنته ظاهرة، واختفت الخلافة النبویة فی الأمة من واحد إلى واحد حتى أراد الحسین أخو الحسن رضی الله عنهما أن یظهرها بعد موت أخیه، فلم یمکنه ذلک حتى قتل بکربلاء وستظهر إن شاء الله فی آل البیت فی الإمام المهدی فیبطل الملک وتبطل السلطنة فی الإسلام استقلالا وتظهر الخلافة فتمتلئ الأرض عدلا کما امتلأت جورة وحیث تعسر الوصول إلى ذلک فی حق العموم.
(اعتبرها)، أی تلک الرهبانیة وما فی معناها مما ذکرنا فی هذه الأمة (الله) تعالی ولهذا أقر الشارع الخطأ فی أحکام الله تعالى من المجتهدین، وأخبر أن لهم فیه ثوابا حیث لم یقصروا فی بذلک المجهود لنیل المقصود فی قوله علیه السلام :
"من اجتهد فأصاب فله أجران ومن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد". رواه ابن حبان والحاکم و أبو داود.
ووجب على غیر المجتهد متابعة المجتهد على خطئه وجعل ذلک شرعة للأمة مثابین علیه عند الله تعالى إذا عملوا بمقتضاه حیث تعسر الوصول إلى الأحکام الشرعیة الحقیقیة التی شرعها الله تعالى للأمة کما ذکرنا (اعتبارا)، أی مثل اعتباره سبحانه (ما)، أی الحکم الذی (شرعه) للعباد (من عنده تعالی) من غیر فرق حیث أصاب بفعله وعاقب بترکه (وما کتبها)، أی فرضها الله تعالى (علیهم) لأنها لیست شرعه المطلوب فی نفس الأمر وإن جعلوها هم نفس شرعه المطلوب بمقدار جهدهم فی تعرفهم، کمن اشتبهت علیه القبلة ولیس هناک من یعرفها لیسأله عنها ، فإذا أراد أن یصلی یجتهد فإذا وصل اجتهاده إلى جهة وجبت صلاته إلیها وإن کانت خطأ فی نفس الأمر، وهو مثاب على تلک الصلاة حتى لو تبین خطؤه بعد الفراغ منها، ومضت على الصحة.
(و) لکن (لما فتح الله) تعالى (بینه) سبحانه (وبین قلوبهم)، أی قلوب أهل تلک الرهبانیة وما یتبعها (باب العنایة)، أی المعونة لهم فی طریق طلب الهدایة منه سبحانه (و) باب (الرحمة) منه لأنفسهم وأمثالهم (من حیث لا یشعرون)، أی لا یعلمون بذلک (جعل) جواب لما (فی قلوبهم تعظیم ما شرعوه) من تلک الرهبانیة وما یلتحق بها لأنفسهم وأمثالهم .
والحال أنهم (یطلبون بذلک) الذی شرعوه ("رضوان الله ") تعالی عنهم (على غیر الطریقة النبویة) فی الأحکام الشرعیة (المعروفة) عند الأنبیاء علیهم السلام، ومن تلقاها منهم بالأخذ والإلهام (بالتعریف الإلهی) من الوحی النبوی (فقال) تعالى عنهم بعد ذلک ("فما رعوها")، أی قاموا بحقوقها والمحافظة علیها بالوجه الذین شرعوها به.
(هؤلاء)القوم (الذین شرعوها) فی البعض(وشرعت) بالبناء للمفعول، أی شرعها الله تعالى (لهم فی البعض الآخر). کأصل الصلاة والصوم مثلا .
واختلف المجتهدون فی شروط ذلک وأرکانه وسننه ومفسداته ونحو ذلک .
والأول فی جمیعها والثانی فی تقریر ذلک واعتباره ("حق رعایتها")، أی المقدار الذی اعتبروه فیها هم مما لا بد منه.
("إلا ابتغاء" )، أی طلب وإرادة ورضوان الله تعالی عنهم بذلک.
(وکذلک)، أی مثل ما ذکر من ابتغاء الرضوان بالمحافظة علیها وأدائها على الوجه الأکمل بحسب نظرهم الذی شرعوها مشتملة علیه (اعتقدوا) أنها حق من الله جزمة بقلوبهم .
قال تعالى ("فأتیناه")، أی أعطینا فی الآخرة یوم الجزاء ("الذین آمنوا")، أی صدقوا (بها)، أی بتلک الرهبانیة وما یلتحق بها و اعتقدوها حقا ("منهم")، أی من أولئک القوم الذین شرعوها (و أجره ه)، أی ثوابهم فضلا منه تعالى وإحسانا .
(" کثیر منهم " أی من هؤلاء الذین شرع) بالبناء للمفعول، أی شرع الله تعالی أصل ذلک أو باعتباره والإقرار علیه (فیهم هذه العبادة) المنقسمة إلى أقسام کثیرة وما یتبعها من المعاملات التی هی معونة فیها (" فاسقون " [الحدید: 27]، أی خارجون عن الانقیاد إلیها)، والعمل بها والقیام بحقها على الوجه المشروع عندهم فیها .
(و) کل (من لم ینقد إلیها)، أی یحافظ علیها ویهتم بفعلها فی نفسه على أتم ما یعرف من وجوه الاستحسان (لم ینقد إلیه)، أی یطعه (مشرعه)، أی من شرعه له ذلک الأمر من حیث هو فی نفسه بحسب تجلیه الخاص.
أو بسبب اعتباره لما شرعه وإقراره علیه (بما یرضیه) من الجزاء الوافی (لکن الأمر) الإلهی النافذ فی الخلق على کل حال (یقتضی الانقیاد) إلیه من کل واحد.
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فلما وافقت الحکمة والمصلحة الظاهرة فیها الحکم الإلهی فی المقصود بالوضع المشروع الإلهی، اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى، «وما کتبها الله علیهم».
ولم فتح الله بینه وبین قلوبهم باب العنایة والرحمة من حیث لا یشعرون جعل فی قلوبهم تعظیم ما شرعوه یطلبون بذلک رضوان الله على غیر الطریقة النبویة المعروفة بالتعریف الإلهی.
فقال: «فما رعوها»: هؤلاء الذین شرعوها وشرعت لهم: «حق رعایتها» «إلا ابتغاء رضوان الله» وکذلک اعتقدوا، «فآتینا الذین آمنوا» بها «منهم أجرهم» «وکثیر منهم»:
أی من هؤلاء الذین شرع فیهم هذه العبادة «فاسقون» أی خارجون عن الانقیاد إلیها والقیام بحقها. ومن لم ینقد إلیها لم ینقد مشرعه بما یرضیه. لکن الأمر یقتضی الانقیاد)
قال رضی الله عنه : (فلما وافقت الحکمة والمصلحة الظاهرة فیها) أی فی النوامیس (الحکم الإلهی فی المقصود بالوضع المشروع الإلهی) وهو تکمیل النفس الإنسانیة بالعلم والعمل. (اعتبره) أی اعتبر الحق ما وضعه الراهب العالم فی الدین المسیحی من النوامیس الحکمیة (اعتبار ما شرعه من عنده تعالی) فکان ذلک الطریق الخاص الذی هو دین عند الخلق دین عند الله فی المفهوم واستحقاق الأجر بالعمل به .
بسبب اعتباره تعالی اعتبار ما شرعه من عنده (وما کتبها) أی الذی اخترعوها ما فرض الله أی هذه النوامیس بالوضع من عنده (علیهم) أی على المخترعین الذین أوجبوها على أنفسهم .
قال رضی الله عنه : (ولما فتح الله بینه وبین قلوبهم) بسبب تحملهم بهذه الأعمال الشاقة (باب العنایة والرحمة) وهو معنى قوله : "وجعلنا فی قلوب الذین أتبعوه رأفة ورحمة "[الحدید: 27].
("من حیث لا یشعرون") ذلک الفتح (جعل فی قلوبهم تعظیم ما شرعوه) أی الذی جعلوه مذهبا و طریقا لأنفسهم کانوا (یطلبون بذلک) أی بما شرعوه (رضوان الله تعالی) . ""طلبا ورجاء محبه الله ونظرته ورضوانه "".
قوله رضی الله عنه: (على غیر الطریقة النبویة) متعلق بما شرعوه (المعروفة) فی العرف العام (بالتعریف الإلهی) أی بإظهار المعجزات .
والمراد بالغیریة وضعهم أمورا زائدة على الفرائض التی أتی به النبی فی حق العامة وهذه الزوائد من جنس تلک الفرائض ومن فروعاتها لأن المراد إتیان ما یباینه فإن تقلیل الطعام وکثرة الصیام وقلة النوم و غیر ذلک من تکلیفاتهم على أنفسهم لا یخالف الشرع بل هو من دقیقته . "فهی کالنوافل یقومون بها لوجه الله "
فمن عمل بطریق التصفیة فقد عمل بأصله فله أجران :
أجر الفرائض
وأجر الطریق الذی اعتبره الله تعالى
قال رضی الله عنه : (فقال : فما رعوها هؤلاء الذین شرعوها) أی هذه الطریقة (وشرعت لهم) أی شرع الله
لهم هذه الطریقة باعتباره ما شرعه (حق رعایتها) أی فلم یعظموها حق تعظیمها ولم یعبدوا الله بها وما أوجبها على أنفسهم (إلا ابتغاء رضوان الله لذلک) أی ولاجل علمهم حصول رضوان الله فیها لمن یعمل بها (اعتقدوها) وعملوا بها.
فمن أقامها بحقها قال الله تعالى فی حقهم ("فأتینا الذین آمنوا بها") بالإیمان الصحیح وهو الإیمان بمحمد علیه السلام وانقادوا إلیها (منهم) أی من هؤلاء (أجرهم) وهو الرضوان وثواب الدار الآخرة.
قال رضی الله عنه : (وکثیر منهم من أی من هؤلاء الذین شرع فیهم هذه العبادة) أی شرع الله فی حقهم بعد أن شرعوا لأنفسهم باختراعهم هذه العبادة (فاسقون أی خارجون عن الانقیاد إلیها والقیام بحقها) ولم یؤمنوا بمحمد علیه السلام .
قال رضی الله عنه : (ومن لم ینقد إلیها) إلى هذه العبادة (لم ینقد إلیه مشرعة) أی مشرع ذلک الشرع وهو الحق.
فإنه لما اعتبره فقد أضاف إلیه تعالی فکان أجره على الله (بما یرضیه) عن إعطاء الجنة .
فإن الرضوان وثواب الدار الآخرة أجر الانقیاد فمن لم ینقد إلى الشرع لم ینقد إلیه واضع الشرع بإعطاء الجنان ، التی لو انقاد حصلت له تلک الجنان .
فالمراد بقوله : "کثیر منهم فاسقون " هم الرهبان الذین لم یؤمنوا بمحمد علیه السلام.
قال بعض العلماء فرض الله علیهم هذه الطریقة بعد اختراعهم وأوجبهم على أنفسهم وقال بعضهم ذلک کالتطوع من التزمه الله لزمه کالنذر .
والصحیح عندی أنه لا یکتب علیهم بعد ذلک فلو ترک واحد منهم هذه الطریقة بعد شروعهم أو بعض آدابها وعمل بالشرع الذی جاء فی العامة من عند الله لم یؤاخذ على ذلک . ولکن لم یحصل له الدرجات العالیة فی الدنیا والآخرة التی هی لعاملها.
ولیس ذلک کالتطوع نحو الصلاة والصوم ولا کالنذر حتى لزم من التزمه بل هو کمن ذهب إلى الکعبة بقصد الزیارة ولم ینذر فإذا رجع بدون شروع برکن من أرکانها لم یلزم علیه شیء فطریقتنا کذلک .
فمن شرع منا إلى هذه الطریقة ورجع قبل التکمیل وترک العمل مقرا بحقیتها وعمل بالشرع العام فله الأجر بقدر عمله ولا یعاقب علی ترکه .
ومن ترک التکمیل وتحمیل المعرفة والکمال بعدم طاقة نفسه بالأعمال الشاقة أو للمصالح اللازمة له وتحقق بأرکان الشرائع وواجباتها وسنها وله أجر غیر مقطوع فی الدنیا والآخرة .
فهو کمن عمل فی جمیع الأوقات (لکن الأمر) الإرادی (یقتضی الانقیاد) من الجانبین ، وإن کان الأمر التکلیفی یقتضی عدم انقیاد المشرع إلى من لم ینقد إلى شریعة المشرع .
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فلما وافقت الحکمة والمصلحة الظاهرة فیها الحکم الإلهی فی المقصود بالوضع المشروع الإلهی، اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى، «وما کتبها الله علیهم».
ولم فتح الله بینه وبین قلوبهم باب العنایة والرحمة من حیث لا یشعرون جعل فی قلوبهم تعظیم ما شرعوه یطلبون بذلک رضوان الله على غیر الطریقة النبویة المعروفة بالتعریف الإلهی.
فقال: «فما رعوها»: هؤلاء الذین شرعوها وشرعت لهم: «حق رعایتها» «إلا ابتغاء رضوان الله» وکذلک اعتقدوا، «فآتینا الذین آمنوا» بها «منهم أجرهم» «وکثیر منهم»:
أی من هؤلاء الذین شرع فیهم هذه العبادة «فاسقون» أی خارجون عن الانقیاد إلیها والقیام بحقها. ومن لم ینقد إلیها لم ینقد مشرعه بما یرضیه. لکن الأمر یقتضی الانقیاد)
قال رضی الله عنه : " فلما وافقت الحکمة والمصلحة الظاهرة فیها الحکم الإلهی فی المقصود بالوضع المشروع الإلهی، اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى، «وما کتبها الله علیهم». ولم فتح الله بینه وبین قلوبهم باب العنایة والرحمة من حیث لا یشعرون جعل فی قلوبهم تعظیم ما شرعوه یطلبون بذلک رضوان الله على غیر الطریقة النبویة المعروفة بالتعریف الإلهی. فقال: «فما رعوها»: هؤلاء الذین شرعوها وشرعت لهم: «حق رعایتها» «إلا ابتغاء رضوان الله» وکذلک اعتقدوا، «فآتینا الذین آمنوا» بها «منهم أجرهم» «وکثیر منهم»: أی من هؤلاء الذین شرع فیهم هذه العبادة «فاسقون» أی خارجون عن الانقیاد إلیها والقیام بحقها. ومن لم ینقد إلیها لم ینقد مشرعه بما یرضیه. لکن الأمر یقتضی الانقیاد".
قلت : ولا شک أن الحق تعالی اعتبرها ولذلک قال :" فأتینا الذین آمنوا منهم أجرهم" (الحدید: 27) .
فی قوة کلام الشیخ، رضی الله عنه، معنى أن الدین الذی شرعه الخلق لابتغاء رضوان الله هو برسول من عند الله فی قلوب عباده، لکنه ماهو الرسول المعلوم الذی یتحدی بالمعجزة ویصرح بالرسالة.
ثم أنه، رضی الله عنه، بین أن ما سعد أحد إلا بما أتى به، فحال کل عبد هو الذی عین له نصیبه من خیر وشر، وأما فی ظاهر الأمر ففعله عنوان حاله الذی به سعد أو شقی، وأما فی الباطن فإن حقیقة العبد ظهرت فی نور وجود الحق بما هی علیه فی نفسها، فإن عاد علیها عائد من خیر أو ضده فمنها عاد علیها والله أظهرها کما هی.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فلما وافقت الحکمة والمصلحة الظاهرة فیها الحکم الإلهی فی المقصود بالوضع المشروع الإلهی، اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى، «وما کتبها الله علیهم».
ولم فتح الله بینه وبین قلوبهم باب العنایة والرحمة من حیث لا یشعرون جعل فی قلوبهم تعظیم ما شرعوه یطلبون بذلک رضوان الله على غیر الطریقة النبویة المعروفة بالتعریف الإلهی.
فقال: «فما رعوها»: هؤلاء الذین شرعوها وشرعت لهم: «حق رعایتها» «إلا ابتغاء رضوان الله» وکذلک اعتقدوا، «فآتینا الذین آمنوا» بها «منهم أجرهم» «وکثیر منهم»:
أی من هؤلاء الذین شرع فیهم هذه العبادة «فاسقون» أی خارجون عن الانقیاد إلیها والقیام بحقها. ومن لم ینقد إلیها لم ینقد مشرعه بما یرضیه. لکن الأمر یقتضی الانقیاد).
قال رضی الله عنه : " فلمّا وافقت الحکمة والمصلحة الظاهرة فیها الحکم الإلهیّ فی المقصود بالوضع الإلهی المشروع ، اعتبرها الله تعالى اعتبار ما شرعه من عنده وما کتبها الله تعالى علیهم ، ولمّا فتح الله بینه وبین قلوبهم باب العنایة والرحمة من حیث لا یشعرون .
جعل فی قلوبهم تعظیم ما شرعوا یطلبون بذلک رضوان الله على غیر الطریقة النبویة المعروفة بالتعریف الإلهی فقال : " فَما رَعَوْها " هؤلاء الذین شرعوها وشرعت لهم " حَقَّ رِعایَتِها ". " إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ الله ".
وکذلک اعتقدوا " فَآتَیْنَا الَّذِینَ آمَنُوا" بها " مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَکَثِیرٌ مِنْهُمْ " أی من هؤلاء الذین شرع فیهم هذه العبادة "فاسِقُونَ " أی خارجون عن الانقیاد إلیها والقیام بحقّها .
لمّا وافقت المصلحة فیها حکم الله من حیث إنّ الله إنّما وضع من الشرع ما وضع للانقیاد الکلَّی لأمر الله تعالى ، وهذا کان المراد أیضا کذلک من وضع النوامیس الحکمیة فاعتبرها الله اعتبار ما شرعه هو لعبیده من عنده ، فمن انقاد إلى الله فیها ، فقد انقاد لله .
قال رضی الله عنه : ( ومن لم ینقد إلیها لم ینقد إلیه مشرّعه ) أی بالأصالة من حیث عبیده الذین وضعوها « لما یرضیه ، لکن الأمر یقتضی الانقیاد .
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فلما وافقت الحکمة والمصلحة الظاهرة فیها الحکم الإلهی فی المقصود بالوضع المشروع الإلهی، اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى، «وما کتبها الله علیهم».
ولم فتح الله بینه وبین قلوبهم باب العنایة والرحمة من حیث لا یشعرون جعل فی قلوبهم تعظیم ما شرعوه یطلبون بذلک رضوان الله على غیر الطریقة النبویة المعروفة بالتعریف الإلهی.
فقال: «فما رعوها»: هؤلاء الذین شرعوها وشرعت لهم: «حق رعایتها» «إلا ابتغاء رضوان الله» وکذلک اعتقدوا، «فآتینا الذین آمنوا» بها «منهم أجرهم» «وکثیر منهم»:
أی من هؤلاء الذین شرع فیهم هذه العبادة «فاسقون» أی خارجون عن الانقیاد إلیها والقیام بحقها. ومن لم ینقد إلیها لم ینقد مشرعه بما یرضیه. لکن الأمر یقتضی الانقیاد)
قال رضی الله عنه : ( فلما وافقت الحکمة والمصلحة الظاهرة فیها ) أی فی تلک النوامیس ( الحکم الإلهی فی المقصود بالوضع المشروع الإلهی ) وهو الکمال الإنسانى .
"" إضافة بالی زادة : ولما وعد بیان الدین الذی عند الخلق شرع بقوله ( قال تعالى: "ورَهْبانِیَّةً " وهو ما یفعله الراهب العالم فی الدین العیسوى من العزلة والریاضة وغیر ذلک - ابْتَدَعُوها " أی اخترعوا تلک الرهبانیة من عند أنفسهم وکلفوا بذلک أنفسهم من غیر تکلیف من ربهم ، طلبا بذلک من الله الأجر ( وهی النوامیس الحکمیة ) أی تحصل منها الحکمة والمعرفة الإلهیة لذلک اعتبره الله تعالى . ( والطریقة الخاصة المعلومة فی العرف ) هو ظهور إنسان بدعوى النبوة إظهار المعجزة ، وبهذا یعلم النبی فی عرف الناس ( بالوضع المشروع الإلهی ) وهو تکمیل النفوس بالعلم والعمل ( اعتبره ) أی الحق ما وضعه الراهب العالم فی دین المسیحی من النوامیس الحکمیة ( اعتبار ما شرعه من عنده ) فکان دین الخلق دینا عند الله فی التعظم واستحقاق الأجر بالعمل إهـ. بالی زادة .""
( اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى ) أی کما اعتبر الذی شرعه الله تعالى من عنده ( وما کتبها الله علیهم ) فإن للخصوص من أهل الله حکما خاصا بهم ، لاستعداد خاص وهبه الله لهم فی العنایة الأولى .
"" إضافة بالی زادة : ( ولما فتح الله ) بسبب تحملهم بهذه الأعمال الشاقة ( باب العنایة والرحمة ) وهو معنى قوله : "وجَعَلْنا فی قُلُوبِ الَّذِینَ اتَّبَعُوه رَأْفَةً ورَحْمَةً " اهـ بالى زادة ""
( ولما فتح الله بینه وبین قلوبهم باب العنایة والرحمة من حیث لا یشعرون ، وجعل فی قلوبهم تعظیم ما شرعوه یطلبون بذلک رضوان الله ، زیادة على الطریقة النبویة المعروفة بالتعریف الإلهی ) أی ولما خصوا بمزید عنایة ورحمة رحیمیة من غیر شعور منهم بها ، صدقت إرادتهم وازداد شوقهم فوقع فی قلوبهم من الله تعظیم ما شرعوه من النوامیس ، التی وضعها حکماؤهم وعظماؤهم ، بزیادة على الطریقة النبویة طالبین بذلک رضا الله.
وفی بعض النسخ : على غیر الطریقة النبویة ، فإن صحت الروایة فمعناها تعظیم ما شرعوه على وضع غیر الذی شرع الله لهم ، من زیادة علیه غیر مشروعة لا على وضع ینافیه فإن ذلک غیر مقبول ، ومما نبه الله علیه علم أن العبادة الزائدة على المشروع من مستحسنات المتصوفة ، کحلق الرأس ولبس الخلق والریاضة بقلة الطعام والمنام ، والمواظبة على الذکر الجهریة وسائر آدابهم مما لا ینافی الشرع ، لیس ببدعة منکرة ، وإنما المنکرة هی البدعة التی تخالف السنة.
"" إضافة بالی زادة : أی ، ضعهم أمورا زائدة على الفرائض التی أتى به النبی فی حق العامة ، وهذه الزوائد من جنس تلک الفرائض ومن فروعاتها ، لا أن المراد إتیان ما یباینه ، فإن تقلیل الطعام وکثرة الصوم وقلة النوم وغیر ذلک لا یخالف الشرع بل من دقیقته ، فمن عمل بطریق التصفیة فقد عمل بأصله ، فله أجران : أجر الفرائض ، وأجر الطریق الذی اعتبره الله. اهـ بالی زادة "".
( فقال : " فَما رَعَوْها " هؤلاء الذین شرعوها وشرع لهم " حَقَّ رِعایَتِها " . " إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ الله " وکذلک اعتقدوها ) إنما فسرها على المعنى لأن الاستثناء منقطع .
معناه : ما کتبنا علیهم لکنهم ابتدعوها ابتغاء رضوان الله ، فما رعوها حق رعایتها إلا لذلک ، وإن کان المراد النفی حتى یکون فما رعوها حکم الفساق منهم فتفسیره صحیح ، لأن الذین ابتدعوها فقد رعوها حق رعایتها ابتغاء رضوان الله ، وکان اعتقادهم ذلک " فَآتَیْنَا الَّذِینَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ " وهم المراعون إیاها حق رعایتها ، لأن إیمانهم میراث عملهم الصالح " وکَثِیرٌ مِنْهُمْ " أی من هؤلاء الذین شرع فیهم هذه العبادة " فاسِقُونَ " أی خارجون عن الانقیاد إلیها والقیام بحقها ، ومن لم ینقد إلیها لم ینقد إلیه مشرعه بما یرضیه ) أی مشرعه بالأصالة الذی هو الحق ، فإن الذین وضعوها وضعوها لله فالانقیاد لها هو الانقیاد لله فیؤجره ، فیلزم أن من لم ینقد إلیها ولم یطع الله برعایتها کما ینبغی لم یطعه الله بما یرضیه ( لکن الأمر یقتضی الانقیاد ) لأنه وضع لذلک
"" إضافة بالی زادة : ( آمنوا ) بها بالإیمان الصحیح وهو الإیمان بمحمد . اهـ
( لم ینقد إلیه مشرعه ) وهو الحق ، فإنه لما اعتبره فقد أضاف إلیه تعالى فکان أجره على الله ( بما یرضیه ) من إعطاء الجنة ، فإن الرضوان والثواب أجر الانقیاد ، فمن لم ینقد إلى الشرع لم ینقد إلیه واضع الشرع بإعطاء الجنات ، فالمراد بقوله :" وکَثِیرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ " .
الرهبان الذین لم یؤمنوا بمحمد علیه الصلاة والسلام لکن الأمر ) الإرادى ( یقتضی الانقیاد ) من الطرفین وإن کان الأمر التکلیفی یقتضی عدم انقیاد المشرع إلى من لم ینقد إلى شریعة المشرع اهـ بالى زادة . ""
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فلما وافقت الحکمة والمصلحة الظاهرة فیها الحکم الإلهی فی المقصود بالوضع المشروع الإلهی، اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى، «وما کتبها الله علیهم».
ولم فتح الله بینه وبین قلوبهم باب العنایة والرحمة من حیث لا یشعرون جعل فی قلوبهم تعظیم ما شرعوه یطلبون بذلک رضوان الله على غیر الطریقة النبویة المعروفة بالتعریف الإلهی.
فقال: «فما رعوها»: هؤلاء الذین شرعوها وشرعت لهم: «حق رعایتها» «إلا ابتغاء رضوان الله» وکذلک اعتقدوا، «فآتینا الذین آمنوا» بها «منهم أجرهم» «وکثیر منهم»:
أی من هؤلاء الذین شرع فیهم هذه العبادة «فاسقون» أی خارجون عن الانقیاد إلیها والقیام بحقها. ومن لم ینقد إلیها لم ینقد مشرعه بما یرضیه. لکن الأمر یقتضی الانقیاد)
قال رضی الله عنه: ( فلما وافقت الحکمة والمصلحة الظاهرة فیها ) أی ، فی تلک النوامیس .
وقوله رضی الله عنه : ( الحکم الإلهی فی المقصود بالوضع الشرعی الإلهی ، ) وهو تکمیل النفوس علما وعملا .
قال رضی الله عنه: ( إعتبرها الله ، اعتبار ما شرعه من عنده تعالى ، وما کتبها الله علیهم ) . أی ، وما فرضها علیهم ، أی ، على کل الناس . لأن ذلک طریق الخواص لا العوام ، إذ لا یقدر کل أحد على تحمل مشاق الریاضة والسلوک بالطریقة الخاصة .
وقوله رضی الله عنه : (ولما فتح الله بینه وبین قلوبهم باب العنایة والرحمة من حیث لا یشعرون ، )
أی ، من الوجه الخاص الذی لهم إلى الله ولا یشعرون بذلک الوجه والفتح .
قال رضی الله عنه: ( جعل فی قلوبهم تعظیم ما شرعوه ، یطلبون بذلک رضوان الله على غیر الطریقة النبوة المعروف بالتعریف الإلهی ) . بإظهار المعجزات على أیدیهم .
والمراد بقوله : ( على غیر الطریقة النبوة ) أنهم أتوا بأمور زائدة على الطریقة النبویة ما فرض الله علیهم ذلک ، کتقلیل الطعام ، والمنع من الزیادة فی الکلام ، والخلطة بالناس ، والخلوة والعزلة عنهم ، وکثرة الصیام ، وقلة المنام ، والذکر على الدوام ، لا الإتیان بما ینافیها کشرب الحرام وعبادة الأصنام .
وفی بعض النسخ : ( على الطریقة النبویة ) . وهو یؤید ما ذکرناه .
ولما فسر قوله : ( ما کتبناها علیهم إلا ابتغاء رضوان الله ) .
بأن معناه ما کتبناها وأوجبناها علیهم ، ولم یفعلوا بها إلا ابتغاء رضوان الله - لیکون مفعولا له من ( لم یفعلوا ) لا من ( ما کتبناها ) - جعل رضی الله عنه ( إلا ابتغاء رضوان الله ) استثناء من قوله : ( فما رعوها ) للمناسبة من حیث المعنى .
قال رضی الله عنه : ( فما رعوها هؤلاء الذین شرعوها وشرعت لهم ) أی ، لعوامهم ومقلدیهم . ( حق رعایتها ، إلا ابتغاء رضوان الله ) .
وإن کان الزجاج جعل ( الابتغاء ) بدلا من ( الهاء ) التی فی ( کتبناها ) لیکون مفعولا به .
فعلى الأول ، لا یکون العمل بها واجبا ، لکن من یعمل بها وأوجبها على نفسه ، یصل إلیه أجرها ،کما قال : ( فآتینا الذین آمنوا منهم أجرهم) .
وعلى الثانی ، یکون واجبا .
لذلک قال الحسن : ( تطوعوا ابتداعها ، ثم کتب بعد ذلک علیهم ) . وقیل : ذلک کالتطوع ، من التزمه ، لزمه ، کالنذر.
( وکذلک اعتقدوا ) أی ، العاملون بها اعتقدوا أن من یعمل بها ، یحصل له رضوان الله وثواب الدار الآخرة .
( "فآتینا الذین آمنوا " بها " منهم أجرهم وکثیر منهم " أی ، من هؤلاء الذین شرع فیهم ، ) أی ، فی حقهم ، وهم المقلدون . ( هذه العبادة ( فاسقون ) أی ، خارجون عن الانقیاد إلیها والقیام بحقها . ومن لم ینقد إلیها ، لم ینقد إلیه مشرعة بما یرضیه ) .
أی ، ومن لم ینقد إلى تلک الشریعة الموضوعة لأنفسهم ، لم ینقد إلیه مشرع ذلک الشرع بالأصالة ، وهو الحق بما یرضیه من إعطاء الجنة والخیر والثواب .
وذکر ضمیر ( مشرعه ) باعتبار الدین : وفی بعض النسخ : ( ومن لم ینقد إلى
مشرعه ) . فضمیر ( بما یرضیه ) عائد إلى ( المشرع ) حینئذ . ( لکن الأمر یقتضى الانقیاد ) . أی ، لکن الأمر والشأن الإلهی یقتضى وقوع الانقیاد على أی وجه کان . فلیس المراد بالأمر الأمر التکلیفی .
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فلما وافقت الحکمة والمصلحة الظاهرة فیها الحکم الإلهی فی المقصود بالوضع المشروع الإلهی، اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى، «وما کتبها الله علیهم».
ولم فتح الله بینه وبین قلوبهم باب العنایة والرحمة من حیث لا یشعرون جعل فی قلوبهم تعظیم ما شرعوه یطلبون بذلک رضوان الله على غیر الطریقة النبویة المعروفة بالتعریف الإلهی.
فقال: «فما رعوها»: هؤلاء الذین شرعوها وشرعت لهم: «حق رعایتها» «إلا ابتغاء رضوان الله» وکذلک اعتقدوا، «فآتینا الذین آمنوا» بها «منهم أجرهم» «وکثیر منهم»:
أی من هؤلاء الذین شرع فیهم هذه العبادة «فاسقون» أی خارجون عن الانقیاد إلیها والقیام بحقها. ومن لم ینقد إلیها لم ینقد مشرعه بما یرضیه. لکن الأمر یقتضی الانقیاد)
قال رضی الله عنه : " فلما وافقت الحکمة والمصلحة الظاهرة فیها الحکم الإلهی فی المقصود بالوضع المشروع الإلهی، اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى، «و ما کتبها الله علیهم». "
قال رضی الله عنه : ( ولم فتح الله بینه وبین قلوبهم باب العنایة والرحمة من حیث لا یشعرون جعل فی قلوبهم تعظیم ما شرعوه یطلبون بذلک رضوان الله على غیر الطریقة النبویة المعروفة بالتعریف الإلهی. فقال: «فما رعوها»: هؤلاء الذین شرعوها وشرعت لهم: «حق رعایتها» «إلا ابتغاء رضوان الله» وکذلک اعتقدوا، «فآتینا الذین آمنوا» بها «منهم أجرهم» «وکثیر منهم»: أی من هؤلاء الذین شرع فیهم هذه العبادة «فاسقون» أی خارجون عن الانقیاد إلیها والقیام بحقها. ومن لم ینقد إلیها لم ینقد مشرعه بما یرضیه. لکن الأمر یقتضی الانقیاد "
ثم أشار الشیخ رضی الله عنه إلى أنها مع عدم کتابتها علیهم ، عظموها من حیث ما فیها من العزائم التی یقصدها الرجال، وما ینکشف به أسرار المکتوب علیهم وبواطنه.
فقال: (ولما فتح الله بینه) أی بین جنابه الرفیع (وبین قلوبهم باب العنایة والرحمة) کما قال: "وجعلنا فی قلوب الذین اتبعوه رأفة ورحمة " [الحدید: 27] ("من حیث لا یشعرون») [النحل: 26]) لا لکونه بطریق الجذب الإلهی الذی جذبه منه توازی عمل الثقلین، (جعل فی قلوبهم تعظیم ما
شرعوه)، لا لکونه مما شرعوه بل لکونهم (یطلبون بذلک رضوان الله)، إذ لم یبتدعوه عن هوى أنفسهم (بل لکونه على غیر الطریقة النبویة المعروفة بالتعریف الإلهی).
(وقال: ) هذا الطریق أیضا حاصل بتعریفه تعالى إذ قال: "والذین جاهدوا فینا لنهدینهم سبلنا وإن الله لمع المحسنین" [العنکبوت: 69].
ولکن التعریف فی الطریقة النبویة مصرح به، وهنا غیر مصرح به، لکنهما فی إفادة الرضوان الإلهی، سواء إذا تأکد کل منهما بالأخر فی بعض النسخ على غیر الطریقة النبویة.
ومعناه یطلبون بذلک رضوان الله، وإن کان على غیر الطریقة النبویة لکونها أیضا معرفة بالتعریف الإلهی موافقة لتلک الطریقة مؤکدة لها، وإذا وقع فی قلوبهم تعظیم ما شرعوه لطلب رضوان الله تعالى (فما رعوها). "أی: الرهبانیة المبتدعة"
وفسر الفاعل بقوله: (هؤلاء الذین شرعوها)؛ لئلا یتوهم أن المراد متأخر، وهم کما ذهب إلیه البعض وفیه فک النظم.
وقال رضی الله عنه : (وشرعت لهم) إشعارا بأن هذا الدین إنما لم یشرع أولا لما فیها من المشقة على العامة، فلما تحملها بعضهم شرعت هم أیضا بعد ما شرعوها (حق رعایتها) مع ما فیها من المشقة العظیمة .
("إلا ابتغاء رضوان الله")، لم یجعل الشیخ رحمه الله هذا استثناء عن قوله: «کتبناها علیهم»؛ لأنها ما کتبت علیهم أصلا، ولا یصح نزع اللام عن الابتغاء على ذلک التقدیر؛ لأنه لیس فعلا الفاعل الفعل، أعنی الکتابة، بل جعله مقدما على قوله: " فما رعوها" [الحدید: 27] .
نبأ على أن الفاء لا تمنع من تقدیم المستثنى عن معمول مدخولها؛ لأنه لیس معمولا له، بل لحرف الاستثناء على ما هو مذهب البعض.
ثم قال رضی الله عنه : (ولذلک) أی: کما رعوها عملا (اعتقدوا) کمالها فی إفادة الرضوان، والتقرب إلى الله، بل ربما یقع فی قلوب البعض أن الشریعة العامة إنما تفید النجاة والفوز بجنة المأکل والمشارب والمناکح ولیس کذلک.
بل المفید للقرب هو الشرع عند استنارة القلوب بما یکتسب من المعاملة والمکاشفة، فجازاهم الله على تلک الرعایة وعلى ذلک الاعتقاد.
فقال : ("فأتینا الذین آمنوا") یعنی بها (منهم أجرهم) وهو الرضوان الذی طلبوه علیهما، وفیه إشارة إلى أن الأجر الکامل على الاعتقاد وحده، لکن بشرط تأکده بالعمل والرعایة، وإلى أن من آمن بطریق الصوفیة نال نصیبا من الأجر.
ثم قال: ("وکثیر منهم") ولما توهم أن الضمیر یعود إلى المبتغین رضوان الله، ولا یتصور کوهم فاسقین، فسره بقوله: (أی من هؤلاء الذین شرع فیهم هذه العبادة "فاسقون")، ولما لم یتصور کوهم فاسقین مع رعایتهم الشرع الظاهر فسره بقوله: (أی: خارجون عن الانقیاد إلیها والقیام بحقها)، فأشبهوا من فسق بالخروج عن الأحکام الشرعیة، بل قد یصرون منهم، کما ترى کثیرا من متصوفة الزمان خارجین عن الطریقتین خسروا الدنیا والآخرة "ذلک هو الخسران المبین" [الحج:11].
ثم بین ما یوجبه هذا الفسق فقال: (ومن لم ینقد إلیها لم ینقد إلیه مشرعه بما یرضیه)، بل یقع فی خطر الهلاک الأبدی، کما قلنا فی حق متصوفة الزمان.
ولذلک نهی صلى الله علیه وسلم أمته عن الرهبانیة لئلا یخرجوا منها بعد الأخذ فیها. لا لکونها مذمومة فی نفسها؛ فإنها محمودة.
إذ قال تعالى: "ذلک بأن منهم قسیسین ورهبانا وأنهم لا یستکبرون . وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعینهم تفیض من الدمع مما عرفوا من الحق" [المائدة: 82،
83]، وقد قال تعالى: "والذین جاهدوا فینا لنهدینهم سبلنا" [العنکبوت: 69].
ثم أشار إلى أنه إذا لم ینقد بما یرضیه فلا بد وأن ینقاد بما لا یرضیه، أو بالتجاوز ولیسا من الکمال.
فقال: (ولکن الأمر) أی: الشأن الإلهی (یقتضی الانقیاد) أی: انقیاد المشرع الحق للعبد، سواء انقاد العبد لما شرعه أم لا.
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فلما وافقت الحکمة والمصلحة الظاهرة فیها الحکم الإلهی فی المقصود بالوضع المشروع الإلهی، اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى، «وما کتبها الله علیهم».
ولم فتح الله بینه وبین قلوبهم باب العنایة والرحمة من حیث لا یشعرون جعل فی قلوبهم تعظیم ما شرعوه یطلبون بذلک رضوان الله على غیر الطریقة النبویة المعروفة بالتعریف الإلهی.
فقال: «فما رعوها»: هؤلاء الذین شرعوها وشرعت لهم: «حق رعایتها» «إلا ابتغاء رضوان الله» وکذلک اعتقدوا، «فآتینا الذین آمنوا» بها «منهم أجرهم» «وکثیر منهم»:
أی من هؤلاء الذین شرع فیهم هذه العبادة «فاسقون» أی خارجون عن الانقیاد إلیها والقیام بحقها. ومن لم ینقد إلیها لم ینقد مشرعه بما یرضیه. لکن الأمر یقتضی الانقیاد)
قال رضی الله عنه : ( فلمّا وافقت الحکمة والمصلحة الظاهرة فیها الحکم الإلهی فی المقصود بالوضع المشروع الإلهی ) وهو الانتهاج إلى الغایة الکمالیّة ، أعنی النظم الوجودی والسلوک الشهودی الذی هو وجهة الحرکة الکمالیّة الإنسانیّة.
( اعتبرها الله اعتبار ما شرّعه من عنده تعالى ، وما کتبها الله علیهم ) کتابة إلزام وإیجاب - لما عرفت آنفا -
قال رضی الله عنه : ( ولما فتح الله بینه وبین قلوبهم باب العنایة والرحمة من حیث لا یشعرون ) مورد ذلک الرحمة ، ولا مصدر تلک العنایة فإنّهم رأوا أن المعارف والعلوم إنّما استحصلوها من الفکر والنظر ، ولیس للانتساب بالکمّل من الورثة الختمیّة التی للأنبیاء والأولیاء له دخل فی ذلک وقد اقتبس هذا المعنى من قوله تعالى :" وَجَعَلْنا فی قُلُوبِ الَّذِینَ اتَّبَعُوه ُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبانِیَّةً ابْتَدَعُوها " [ الحدید : 27 ] .
قال رضی الله عنه : ( جعل فی قلوبهم تعظیم ما شرّعوه ، یطلبون بذلک رضوان الله على غیر الطریقة النبویّة ) الموضوعة للعامّة ، لیکون شکرا وفاقا ، بإزاء تلک العنایة الخاصّة الخفیّة عندهم مورد نزولها وفیضانها .
فإنّ ذلک عبادة زائدة - على ما ألزمهم بها - من عند أنفسهم تبرّعا ، کسنن المتصوّفة من الإسلامیّین وغیرهم من سائر الملل.
ولذلک وصف الطریقة المذکورة فی أکثر النسخ بقوله : ( المعروفة بالتعریف الإلهی فقال ) مفصحا عن ذلک المعنى : ( " فَما رَعَوْها " هؤلاء الذین شرّعوها ) - بوضعهم تلک الرهبانیّة الناموسیّة - ( وشرّعت لهم ) بالتزام أحکامها - ( " حَقَّ رِعایَتِها " . " إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ الله " ولذلک اعتقدوا ) الرضوان برعایة تلک الرهبانیّة .
فتکون الاستثناء على هذا التقدیر متّصلا ، ففسّر الآیة على المعنى إظهارا لذلک ، فإنّ ظاهر الآیة على ما علیه العامة أنّ الاستثناء منقطع والمعنى على ذلک أیضا مشوّش ، فلذلک عدل عمّا هو الظاهر من الترکیب ، وجعل الاستثناء عن قوله " فَما رَعَوْها " مع تقدّمه ، فإنّ ذلک غیر بعید على قانون ذوی الألباب ، الذین لا یلتفتون إلى الرسوم الاصطلاحیّة الجعلیّة .
( " فَآتَیْنَا الَّذِینَ آمَنُوا " بها " مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ " ) وهو الرضوان ، ( " وَکَثِیرٌ مِنْهُمْ " أی من هؤلاء الذین شرّع فیهم هذه العبادة " فاسِقُونَ ") [ الحدید : 27 ] أی خارجون عن الانقیاد إلیها والقیام بحقّها .
قال رضی الله عنه : (ومن لم ینقد إلیها لم ینقد إلیه مشرّعه بما یرضیه لکن الأمر ) على ما علیه حقیقته فی نفسه ( یقتضی الانقیاد ) ، إذ لا یلزم من عدم انقیاد المشرّع إلیه بما یرضیه عدم انقیاده إلیه مطلقا ، فإنّه لا بدّ للأمر مطلقا من الانقیاد .
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فلما وافقت الحکمة والمصلحة الظاهرة فیها الحکم الإلهی فی المقصود بالوضع المشروع الإلهی، اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى، «وما کتبها الله علیهم».
ولم فتح الله بینه وبین قلوبهم باب العنایة والرحمة من حیث لا یشعرون جعل فی قلوبهم تعظیم ما شرعوه یطلبون بذلک رضوان الله على غیر الطریقة النبویة المعروفة بالتعریف الإلهی.
فقال: «فما رعوها»: هؤلاء الذین شرعوها وشرعت لهم: «حق رعایتها» «إلا ابتغاء رضوان الله» وکذلک اعتقدوا، «فآتینا الذین آمنوا» بها «منهم أجرهم» «وکثیر منهم»:
أی من هؤلاء الذین شرع فیهم هذه العبادة «فاسقون» أی خارجون عن الانقیاد إلیها والقیام بحقها. ومن لم ینقد إلیها لم ینقد مشرعه بما یرضیه. لکن الأمر یقتضی الانقیاد)
قال رضی الله عنه : " فلما وافقت الحکمة والمصلحة الظاهرة فیها الحکم الإلهی فی المقصود بالوضع المشروع الإلهی، اعتبرها الله اعتبار ما شرعه من عنده تعالى، «و ما کتبها الله علیهم». ولم فتح الله بینه وبین قلوبهم باب العنایة والرحمة من حیث لا یشعرون جعل فی قلوبهم تعظیم ما شرعوه یطلبون بذلک رضوان الله على غیر الطریقة النبویة المعروفة بالتعریف الإلهی."
قال رضی الله عنه : (فلما وافقت الحکمة والمصلحة الظاهرة فیها)، أی فی تلک النوامیس (الحکم الإلهی) الذی هو الدین عند الله فی الأمر .
قال رضی الله عنه : (المقصود بالوضع المشروع الإلهی) وهو تکمیل النفوس علما وعملا اعتبرها الله سبحانه وتعالی (اعتبارا ما شرعه من عنده تعالى وما کتبها)، أی ما فرضها (الله علیهم ولما فتح الله بینه وبین قلوبهم باب العنایة والرحمة من حیث لا یشعرون)، أی من الوجه الخاص الذی لم یکن لهم شعور به
قال رضی الله عنه : (جعل فی قلوبهم تعظیم ما شرعوه یطالبون بذلک) التعظیم و إنما شرعوه (رضوان الله على غیر الطریقة النبویة المعروفة)، أی المعلومة (بالتعریف)، أی بتعلیمها بالوحی (الإلهی) .
والمراد بطلبهم على غیر الطریقة النبویة أنهم أتوا بأمور زائدة على الطریقة النبویة موافقة لها فی الغایة ، والغایة ما فرضها الله علیهم الأمور التی التزمها الصوفیة فی هذه الأمة من غیر إیجاب من الله سبحانه کـ تقلیل الطعام بکثرة الصیام والاجتناب عن مخالطة الآثام وقلة المنام والذکر على الدوام.
قال رضی الله عنه : " فقال: «فما رعوها»: هؤلاء الذین شرعوها وشرعت لهم: «حق رعایتها» «إلا ابتغاء رضوان الله» وکذلک اعتقدوا، «فآتینا الذین آمنوا» بها «منهم أجرهم» «وکثیر منهم»: أی من هؤلاء الذین شرع فیهم هذه العبادة «فاسقون» أی خارجون عن الانقیاد إلیها والقیام بحقها. ومن لم ینقد إلیها لم ینقد مشرعه بما یرضیه. لکن الأمر یقتضی الانقیاد ".
وفی بعض النسخ على الطریقة النبویة ، وهو أیض صحیح أن الطریقة المبتدعة ما کانت موافقة للطریقة النبویة فی الأمر المقصود منها فکأنها هی (فقال تعالى : "فما رعوها ")، أی الرهبانیة المبتدعة (هؤلاء الذین شرعوها) من مبتوعهم (و) الذین (شرعت لهم) من تابعیهم ("حق رعایتها إلا ابتغاء رضوان الله").
اعلم أن نظم الأیة هکذا "....وَقَفَّیْنَا بِعِیسَى ابْنِ مَرْیَمَ وَآتَیْنَاهُ الْإِنْجِیلَ وَجَعَلْنَا فِی قُلُوبِ الَّذِینَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِیَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا کَتَبْنَاهَا عَلَیْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَایَتِهَا فَآتَیْنَا الَّذِینَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَکَثِیرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (27)" سورة الحدید.
والشیخ رضی الله عنه نظر إلى المعنى وقرره على ما قرر فإن ابتدعها إذا کان لإبتغاء رضوان الله ، ینبغی أن تکون رعایتها أیضا .
فنلتنبیه على هذا قرر المعنى على ما قرر لا أنه جعل الابتغاء استثناء منصة من قوله :" فما رعوها " حتى یلزم تفسیر الآیة على ما هو خلاف الفارسیة قواعد العلوم العربیة .
(ولذلک)، أی لإبتغاء رضوان الله بها واعتقاد أنها وسیلة إلیه (اعتقدوا)، أی الرهبانیة المبتدعة وأحبوها ("فأتینا الذین آمنوا" ) بها ("منهم أجرهم وکثیر منهم" أی من هؤلاء الذین شرع فیهم)، أی فی شأنهم (هذه العبارة فاسقون، أی خارجون عن الانقیاد إلیها والقیام بحقها ومن لم ینقد إلیها لم ینقد إلیه مشرعه) و هو الحق سبحانه فإن مشرع الطریقة المبتدعة بالأصالة هو الحق سبحانه (بما یرضیه) من إعطاء الخیر والثواب.
وفی بعض النسخ:
ومن لم ینقد إنی مشرعه لم ینقد إلیه مشرعه، وتذکیر الضمیر لرجوعه إلى الموصول، وإضافة المشرع فیه لملابسة أن التشریع إنما هو لأجله وإرجاعه إلى الطریقة المبتدعة بتأویل الدین (لکن الأمر)، أی الشأن (الإلهی یقتضی الانقیاد)، أی انقیاد مشرعه إلیه وإن لم یکن بما یرضیه
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص 217
فلمّا وافقت الحکمة و المصلحة الظاهرة فیها الحکم الإلهی فی المقصود بالوضع المشروع الإلهی، اعتبرها اللّه اعتبار ما شرعه من عنده تعالى، و ما کتبها اللّه علیهم و لمّا فتح اللّه بینه و بین قلوبهم باب العنایة و الرحمة من حیث لا یشعرون جعل فی قلوبهم تعظیم ما شرعوه- یطلبون بذلک رضوان اللّه- على غیر الطریقة النبویّة المعروفة بالتعریف الإلهی.
پس چون حکمت و مصلحت در نوامیس به امر حکم الهى در غرض وضع شرعی الهى (که تکمیل نفوس است علما و عملا) موافقند، حق تعالى آن را اعتبار کرده است. چون اعتبار کردن شرعی که از جانب او آمده است و این نوامیس را بر عامه مردم واجب نکرده است (زیرا که هر کسى تحمل ریاضت شاق و سلوک به طریق خاص را ندارد)، و چون خداى متعال بین خودش و بین قلوب آنان باب عنایت و رحمت را گشوده است و از جایى که خودشان توجه ندارند تعظیم و بزرگداشت آن چه را که براى خود اختراع کردهاند در دلشان قرار داده است که به آن تعظیم و بزرگداشت رضوان خدا را طلب میکنند و این طریقه غیر طریقه غیر طریقه نبوت معروف به تعریف الهى است.
چون تقلیل طعام و جلوگیرى از حرف زیاد و آمیزش با مردم و خلوت داشتن و عزلت گرفتن از مردم و کثرت صیام و کمى خواب و ذکر به دوام. نه اینکه مراد از غیر طریقه نبوت، ارتکاب امورى باشد که با طریقه نبوت منافات داشته باشد چون خوردن حرام و عبادت اصنام.( شرح فصوص قیصرى، ص 218.)
فَما رَعَوْها هؤلاء الذین شرعوها و شرعت لهم: حَقَّ رِعایَتِها إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ و لذلک اعتقدوا؛ فَآتَیْنَا الَّذِینَ آمَنُوا بها مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَ کَثِیرٌ مِنْهُمْ أی من هؤلاء الذین شرع فیهم هذه العبادة فاسِقُونَ أی خارجون عن الانقیاد إلیها و القیام بحقّها و من لم ینقد إلیها لم ینقد مشرّعه بما یرضیه.
و آنان، مراعات آن چه را که براى خود اختراع کردهاند نکردند مگر براى جستن رضوان اللّه و این چنین معتقد به آن شدهاند بنابراین آنانى را که به رهبانیت ایمان آوردهاند پاداششان را که رضوان است دادیم و بسیارى از کسانى که در حقشان همان نحوه عبادت است (که مقلدان باشند) خارج از انقیاد به رهبانیت و از قیام به حق آن هستند و کسانى که گردن ننهادند آن را، مشرع آن رهبانیت را که حق تعالى است بدان گونه که او را خشنود کند گردن ننهادند.
[امر الهى اقتضاى انقیاد دارد]
لکن الأمر یقتضی الانقیاد:
لکن امر الهى اقتضاى انقیاد دارد (یعنى شأن الهى اقتضا میکند وقوع انقیاد را على اى وجه کان پس مراد به امر، امر تکلیفى نیست).
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۴۵۰
فلمّا وافقت الحکمة و المصلحة الظّاهرة فیها الحکم الإلهىّ فى المقصود بالوضع المشروع الإلهى، اعتبرها اللّه اعتبار ما شرّعه من عنده تعالى، «و ما کتبها اللّه علیهم».
پس چون موافق بود حکمت و مصلحت ظاهر درین نوامیس مر حکم الهى را در آنچه مقصود است از وضع مشروع الهى که آن تکمیل نفوس است از روى علم و عمل، اعتبار کرد حق سبحانه و تعالى مبتدعات و مخترعات ایشان را چون اعتبار شرایع خویش، و چون اعتبار آنچه بر عامه بندگان فریضه ساخته است. چه این طریق خواص است نه عوام از آنکه هر احدى قادر نیست بر تحمل مشاق ریاضت و سلوک بر طریق خاص. آرى، بیت:
هر کسى را بهر کارى ساختند میل آن اندر دلش انداختند
و لمّا فتح اللّه تعالى بینه و بین قلوبهم باب العنایة و الرّحمة من حیث لا یشعرون جعل فى قلوبهم تعظیم ما شرّعوه- یطلبون بذلک رضوان اللّه- على غیر الطّریقة النّبویّة المعروفة بالتّعریف الإلهى.
و چون حق سبحانه و تعالى در عنایت و رحمت بر روى دل ایشان بگشاد از وجه خاصّى که ایشان را شعور بدان وجه و فتح نیست، در دل ایشان تعظیم نهاد مر آنچه را اختراع کردند و مشروع ساختند؛ تا بدان رضاى حق مىطلبند بر غیر طریقه نبویّه که معروف است به تعریف الهى. یعنى بر نهج التزام امور زایده بر طریقه نبویّه چون تقلیل طعام و منع زیاده از کلام، و ترک استیناس و اختلاط با عامّه ناس، و اختیار خلوت؛ و ایثار عزلت، و کثرت صیام و قلّت منام و ذکر على طریق الدوام؛ نه اختیار آنچه منافى طریقه نبویّه باشد چون شرب حرام و عبادت اصنام.
در بعضى نسخه عبارت «على الطریقة النّبویّة» است و این مؤید معنى مذکور است. و چون ارباب تفسیر درین آیت کریمه که: ما کَتَبْناها عَلَیْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ گفتهاند: تقدیر کلام آنست که «و لم یفعلوا بها إلّا ابتغاء رضوان اللّه» یعنى ما واجب نگردانیدیم بر ایشان و بدین مجاهدات ملتزمه قیام ننمودند مگر از براى طلب مرضاة حق، پس إِلَّا ابْتِغاءَ را از محذوف مفعول له داشتند نه از ما کَتَبْناها شیخ قدّس اللّه سرّه از براى مناسبت معنویه مفعول له از فَما رَعَوْها داشت و گفت معنى این است که
فقال فَما رَعَوْها هؤلاء الّذین شرّعوها و شرّعت لهم حَقَّ رِعایَتِها إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ.
اگرچه زجّاج إلّا ابتغاء را بدل از هاى ما کتبناها داشته است، پس بر تقدیر اول عمل بدین واجب نباشد اما هرکه آن را ایجاب بر نفس خود کند اجر یابد کما قال تعالى: فَآتَیْنَا الَّذِینَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ و بعضى گفتند این چون تطوّع است اما چون نذر به التزام لازم مىگردد.
و لذلک (و کذلک- خ) اعتقدوا؛ فَآتَیْنَا الَّذِینَ آمَنُوا بها مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَ کَثِیرٌ مِنْهُمْ أى من هؤلاء الّذین شرّع فیهم هذه العبادة فاسِقُونَ أى خارجون عن الانقیاد إلیها و القیام بحقّها. و من لم ینقد إلیها لم ینقد إلیه مشرّعة بما یرضیه.
یعنى عمل کنندگان بدین اعتقاد چنین کردند که عمل بدین عبادت واسطه حصول رضوان الهى و رابطه ثواب نامتناهى است، پس ما اجر مؤمنان در کنارشان نهادیم و از آن طائفه که در حق ایشان این عبادت مشروع گشته است که ایشان مقلّد آناند فاسق اند یعنى ربقه انقیاد را زیب رقبه خود نساختهاند، و به قیام حقّ این عبادت نپرداختهاند و هرکه منقاد این شریعت موضوعه نیست مشرّع این شریعت به طریق اصالت که حق است سبحانه انقیاد او نکند به مراعات مرضاتش و متصدى نشود، به اعطاى خیر و ثواب و ایتاى نعیم جنانش.
لکن الأمر یقتضى الانقیاد.
و لکن أمر و شأن الهى مقتضى وقوع انقیادست بر هر وجهى که باشد.
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۷۶
فلمّا وافقت الحکمة و المصلحة الظّاهرة فیها الحکم الإلهیّ فی المقصود بالوضع المشروع الإلهیّ، اعتبرها اللّه اعتبار ما شرعه من عنده- تعالى- «و ما کتبها اللّه علیهم».
شرح یرید أنّ النّوامیس الّتی وضعها الحکماء لما وافقت المصلحة فیها حکم اللّه من حیث أنّ اللّه إنّما وضع من الشّرع ما وضع للانقیاد و تکمیل النّفوس بالعلم و العمل. فمن انقاد إلى اللّه فیها فقد انقاد للَّه.
و لمّا فتح اللّه بینه و بین قلوبهم باب العنایة و الرّحمة من حیث لا یشعرون جعل فی قلوبهم تعظیم ما شرعوه یطلبون بذلک رضوان اللّه على غیر الطّریقة النّبویّة المعروفة بالتّعریف الإلهیّ. شرح قوله «تعظیم ما شرعوه»، یعنى لزوم مجاهدات، چون، قلّت طعام و منام و کلام و ذکر دوام، و ترک مخالطت انام. و این جمله در شریعت نبى واجب نبود.
فقال «فَما رَعَوْها» هؤلاء الّذین شرعوها و شرعت لهم «حَقَّ رِعایَتِها»- «إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ» و کذلک اعتقدوها.
شرح ضمیر در «لهم» عاید است با عوام و مقلدان طریقت. یعنى چون بر خود لازم گردانیدند، بعد از آن بر ایشان فرض کرده شد.
«فَآتَیْنَا الَّذِینَ آمَنُوا» بها «مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ»- «وَ کَثِیرٌ مِنْهُمْ» أی من هؤلاء الّذین شرع فیهم هذه العبادة «فاسِقُونَ» أی خارجون عن الانقیاد إلیها و القیام بحقّها. و من لم ینقد إلیها لم ینقد مشرّعه بما یرضیه. لکنّ الأمر یقتضی الانقیاد.
شرح یعنى هر که منقاد شریعتی که به طریق رهبانیّت نهادند نشد؛ مشرّع آن شرع بالأصالة که حق است منقاد او نشود از چیزى که رضاى او در آن بود، از نیل درجات. زیرا که امر الهى تقاضاى انقیاد مىکند.