الفقرة العاشرة :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه، کما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أیضا حال فی الممکن من أحوال الممکن.
وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أی أغفلوا إیضاحها على ما ینبغی لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحکم فی الخلائق.
واعلم أنه کما یقال فی الطبیب إنه خادم الطبیعة کذلک یقال فی الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهی فی العموم، وهم فی نفس الأمر خادمو أحوال الممکنات.
وخدمتهم من جملة أحوالهم التی هم علیها فی حال ثبوت أعیانهم.
فانظر ما أعجب هذا!)
قال رضی الله عنه : " فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه، کما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أیضا حال فی الممکن من أحوال الممکن. وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أی أغفلوا إیضاحها على ما ینبغی لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحکم فی الخلائق. واعلم أنه کما یقال فی الطبیب إنه خادم الطبیعة کذلک یقال فی الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهی فی العموم، وهم فی نفس الأمر خادمو أحوال الممکنات. وخدمتهم من جملة أحوالهم التی هم علیها فی حال ثبوت أعیانهم. فانظر ما أعجب هذا! "
قال رضی الله عنه : (فما ثم)، أی هناک فی هذا الوجود (عادة) تعود بعینها فی ذات أو شخص أصلا (بوجه)، أی باعتبار وجه وهو حقیقة الأمر فی نظر العارفین (و) مع ذلک أیضا (ثم)، أی هناک فی هذا الوجود (عادة) تعود بعینها فی کل ذات وشخص (بوجه)، أی باعتبار وجه آخر غیر الأول وهو ما یظهر للحس والعقل .
(کما)، أی مثل ما ذکر فی العادة (أن ثم)، أی هناک فی الآخرة (جزاء) على الأعمال بنعیم الجنة إن کانت الأعمال خیرة وعذاب النار إن کانت الأعمال شرة (بوجه)، أی باعتبار ما یظهر للحس والعقل.
(وما ثم)، أی هناک (جزاء) أصلا بخیر ولا بشر على الأعمال (بوجه) آخر، لأن اجزاء عین العمل الصادر من المکلف وغیره سمی عملا فی دار الظهور بالنفوس خلافة إلاهیة و سیسمی جزاء فی دار الظهور بالقلوب المؤمنة التی ینبع منها النعیم أو بالأفئدة الکافرة التی ینبع منها العذاب الألیم والأعمال من الفریقین صورة تتبدل بالأمثال وکذلک الجزاء، فالجزاء هو الأعمال بوجه أیضا ولیس هو الأعمال بوجه آخر والعدل الإلهی ناظر إلى الأزل والفضل إلى الثانی .
وقال تعالى : " هل تجزون إلا ما کنت تعملون" [النمل: 90].
قال رضی الله عنه : (فإن الجزاء) فی الآخرة (أیضا)، أی کالعادة فیما ذکر (حال) متبدل بأمثال (فی) الشخص (الممکن من) جملة (عین أحوال الممکن) یتصف بها فی الآخرة.
فما ثم إلا أحوال للممکن المعدوم العین الموجود الحکم یتصف بها فی الدنیا فتسمى أعمالا ، ویتصف بها فی الآخرة فتسمى جزاء وقد کان متصفا بها فی الحضرة العلمیة الإلهیة فسمیت قضاء وقدرة، وما ثم غیر الأحوال والعین الواحدة تتعدد وتتکثر باعتبارها، فیظهر العالم الموهوم المسمی مکلفین .
(وهذه)، أی مسألة العادة والجزاء (مسألة أغفلها)، أی أعرض عن بیانها (علماء هذا الشأن) من العارفین المحققین (أی أغفلوا إیضاحها)، أی بیانها وتفصیلها على ما ینبغی أن تشرح به من العبارات فی کتبهم (لا) أن المراد بکونهم أغفلوها (أنهم جهلوها) فلم یعلموها فغفلوا عنها فأغفلوها .
لذلک (فإنها)، أی هذه المسألة (من سر القدر)، أی التقدیر الإلهی (المتحکم فی جمیع الخلائق) فکیف یجهلونها وهم العارفون، فإن جمیع ما علیه أعیان الممکنات من الأحوال هو ما علمه الله تعالى منها.
فقدره علیها وحکم به لها، ثم أظهره فیها أعمالا وأقوالا وهیئات نفسانیة وجسمانیة فی الدنیا ونعیما وعذابا فی الآخرة، من غیر أن یتکرر شیء من ذلک علیها باعتبار نفس الأمر.
ویتکرر ذلک علیها بحسب النظر الحسی والعقلی، ومعرفة هذا من ضرورات العارفین، فلا یجهلونه، لأنهم یعرفون به معروفهم الظاهر لهم بجمیع ذلک.
والباطن عنهم بما لا یعلمه إلا هو من العین الذاتیة الوجودیة المسماة بالأعیان الکثیرة الصفاتیة الفعلیة الإمکانیة العدمیة.
قال رضی الله عنه : (واعلم) یا أیها السالک (أنه)، أی الشأن (کما)، أی مثل ما یقال عند أهل العلم الظاهر (فی) حق (الطبیب) الذی هو عالم بعلم الطب یعرف الأمزجة الحیوانیة فیسعى فی تعدیل انحرافها بالأدویة والمعالجات.
(إنه)، أی ذلک الطبیب (خادم الطبیعة) المترکبة فی الأجسام الحیوانیة المنقسمة إلى حرارة وبرودة ورطوبة ویبوسة ، یمنع زیادة بعضها على بعض المقتضی للأمراض المناسبة لذلک الزائد بما عنده من بسائط الأدویة ومرکباتها والکیفیات المختلفة من المعالجة .
(کذلک یقال فی الرسل) من الأنبیاء علیهم السلام (والورثة) لهم من العارفین الکاملین المحققین الذین فیهم الکمال والتکمیل (أنهم خادمو الأمر الإلهی) الواحد الذی هو کلمح البصر المنصبغ بصیغة جمیع المخلوقات من حیث ذواتهم وصفاتهم وأحوالهم الظاهرة والباطنة.
کما قال تعالى : "ذلک أمر الله أنزله إلیکم" [الطلاق : 5]، وقوله سبحانه : "وما أمرنا إلا واحدة کلمح بالبصر" [القمر: 50]، وقوله : "ألا له الخلق والأمر" [الأعراف : 54]، وقوله: "ومن آیاته أن تقوم السماء والأرض بأمره" [الروم: 25].
(فی) اعتبار (العموم)، أی أمر التکلیف من حیث الأعمال وأمر التکوین من حیث الأحوال، فهم خادمون أمر التکوین بأمر التکلیف .
فموضوع دعوتهم أشخاص المکلفین وأحوالهم من حیث الأمر المقوم للکل فی الکل لا من حیث نفس الأشخاص، لأن المطلوب انتفاء استقلالها الوهمی بالإخلاص الذی هو الکیفیة المطلوبة فی التقوی.
قال تعالى: "وما أمروا إلا لیعبدوا الله مخلصین له الدین حنفاء" [البینة: 5]، أی مائلین عن الباطل الذی هو غیر الحق تعالى إلى الحق تعالی، وذلک رجوعهم إلى الأمر الذی تخدمه الرسل والورثة .
(وهم)، أی الرسل والورثة (فی نفس الأمر) مع قطع النظر عن أمر التکلیف (خادمون أحوال الممکنات) من المکلفین وغیرهم، وذلک ظواهر أمر التکوین، فقد خدموا ظاهر أمر التکوین بباطنه وهو أمر التکلیف، والأمر الإلهی واحد تکلیف بظاهره وتکوین بباطنه.
کما قررناه فی کتابنا «خمرة الحان ورنة الألحان شرح رسالة الشیخ رسلان» (وخدمتهم)، أی الرسل والورثة علیهم السلام لأحوال الممکنات (من جملة أحوالهم)، أی أحوال الرسل والورثة : (التی هم علیها فی حال ثبوت أعیانهم) فی حضرة العلم الإلهی القدیم.
فلا خدمة منهم إلا باعتبار الاسم الظاهر، لأنهم لم یظهروا إلا بأحوالهم الثابتة فی العلم القدیم، کالمخدومین من الممکنات لم یمتثلوا ولم یخالفوا إلا على طبق ما هم علیه من أحوالهم الثابتة فی العلم القدیم.
فلیسوا بمخدومین من هذا الوجه ومخدومون من هذا الوجه الذی فیه الرسل والورثة خادمون.
(فانظر) یا أیها السالک (ما أعجب هذا) الشأن الذی للرسل والورثة بل لجمیع الممکنات .
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه، کما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أیضا حال فی الممکن من أحوال الممکن.
وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أی أغفلوا إیضاحها على ما ینبغی لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحکم فی الخلائق.
واعلم أنه کما یقال فی الطبیب إنه خادم الطبیعة کذلک یقال فی الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهی فی العموم، وهم فی نفس الأمر خادمو أحوال الممکنات.
وخدمتهم من جملة أحوالهم التی هم علیها فی حال ثبوت أعیانهم.
فانظر ما أعجب هذا!)
قال رضی الله عنه : (فما) أی فلیس (ثمة) أی فی الجزاء (عادة بوجه) لعدم التکرر والمغایرة فی نفس الأمر (وثمة عادة بوجه) أی من حیث أن الحال الثانی مثل الحال الأول فی الحس .
قال رضی الله عنه : (کما أن ثمة جزاء بوجه وما ثمة جزاء بوجه فإن الجزاء أیضا) أی کالعادة حال حاصل (فی الممکن من أحوال الممکن) بیان لحال فجاز فیه الوجهان .
فمن حیث أنه یوجب الحالی الأول للحال الثانی ثبت فیه الجزاء والعوض ومن حیث أنه حال آخر لعین الممکن ما ثمة فیه جزاء.
فلما فرغ عن بیان الفائدة الموعودة بقوله وسأبسط ذلک إن شاء الله ما تقع به الفائدة أراد أن یبین اختصاص الفائدة بنفسه یجب لا تقع هذه الفائدة من العلماء بالله لا قبله ولا فی زمانه إلا به فهذه المسألة مما تفرد به لذلک قال : (وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشان) أی الفن .
ولما أوهم ظاهر کلامه نسبة الجهل إلیهم وهی نوع من المذیعة التی لا تلیق لهذا الکامل بل هو کذب لعلمهم بهذه المسألة فسر لدفع هذا الاحتمال الغیر المرضی بقوله : (أی أغفلوا إیضاحها على ما ینبغی) حتى تقع الفائدة التی تقع بإیضاحی هذا فدل هذا الکلام على وقوع الإیضاح منهم لکن على ما ینبغی .
وأکد تفسیره بقوله: (لا إنهم جهلوا هذه) المسألة فلما نسب الغفلة عن الإیضاح إلیهم والإیضاح إلى نفسه دل ظاهر کلامه على ترجیح نفسه علیهم بنسبة النقص إلیهم والکمال إلیه وهو لا یلیق بهذا المرشد الأکمل فدفع هذا التوهم مع بیان بعض أحوال المسالة بقوله: (فإنها) أی هذه المسألة.
قال رضی الله عنه : (من جملة سر القدر المتحکم فی الخلائق) فالخلائق تحت حکومته فحکمت هذه المسألة علیهم عن إیضاحها فی الغفلة نغفلوه فإن الغفلة عن إیضاح المسألة .
حال من أحوال عینهم الثابتة فالإیضاح حال من أحوالی نحکم على بالإیضاح فأوضحت فحینئذ قد ثبت الاستواء بینه وبینهم فی هذه المسألة فی اتباع حکمها فقوله : فإنها من سر القدر المتحکم فی الخلائق جاء لبیان عذرهم فی غفلتهم.
ولما بین أن الدین هو حال الممکن شرع فی بیان أحوال خادم الدین وهو الرسل علیهم السلام وورثتهم (واعلم أنه کما یقال فی الطبیب أنه خادم الطبیعة کذلک یقال فی الرسل والورثة أنهم خادموا الأمر الإلهی فی العموم) أی فی حق عامة الخلق. (وهم فی نفس الأمر خادموا أحوال الممکنات)، لأن الله لا یأمر العبد إلا ما طلبه العبد منه من أحوال عینه الثابتة.
قال رضی الله عنه : (وخدمتهم من جملة أحوالهم التی هم علیها فی حال ثبوت أعیانهم فانظر ما أعجب هذا ) کیف یکون الأشرف خادمة وهو الرسل وورثتهم للاخس وهو من دونهم.
ولما جمل خادم الطبیعة وخادم الأمر الإلهی أراد أن یفصل حتى ینبین ماهو المقصود.
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه، کما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أیضا حال فی الممکن من أحوال الممکن.
وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أی أغفلوا إیضاحها على ما ینبغی لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحکم فی الخلائق.
واعلم أنه کما یقال فی الطبیب إنه خادم الطبیعة کذلک یقال فی الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهی فی العموم، وهم فی نفس الأمر خادمو أحوال الممکنات.
وخدمتهم من جملة أحوالهم التی هم علیها فی حال ثبوت أعیانهم.
فانظر ما أعجب هذا!)
قال رضی الله عنه : ( فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه، کما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أیضا حال فی الممکن من أحوال الممکن. وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أی أغفلوا إیضاحها على ما ینبغی لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحکم فی لخلائق. واعلم أنه کما یقال فی الطبیب إنه خادم الطبیعة کذلک یقال فی الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهی فی العموم، وهم فی نفس الأمر خادمو أحوال الممکنات. وخدمتهم من جملة أحوالهم التی هم علیها فی حال ثبوت أعیانهم. فانظر ما أعجب هذا!)
وأقول: أن هذه المسئلة تحتاج إلى بیان فإن فیها سر القدر.
وباقی الحکمة ظاهر.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه، کما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أیضا حال فی الممکن من أحوال الممکن.
وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أی أغفلوا إیضاحها على ما ینبغی لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحکم فی الخلائق.
واعلم أنه کما یقال فی الطبیب إنه خادم الطبیعة کذلک یقال فی الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهی فی العموم، وهم فی نفس الأمر خادمو أحوال الممکنات.
وخدمتهم من جملة أحوالهم التی هم علیها فی حال ثبوت أعیانهم.
فانظر ما أعجب هذا!)
قال رضی الله عنه : " فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه، کما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أیضا حال فی الممکن من أحوال الممکن.
وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أی أغفلوا إیضاحها على ما ینبغی لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحکم فی الخلائق."
قال رضی الله عنه : « واعلم : أنّه کما یقال فی الطبیب : إنّه خادم الطبیعة ، کذلک یقال فی الرسل والورثة : إنّهم خادمو الأمر الإلهی فی العموم وهم فی نفس الأمر خادمو أحوال الممکنات ، وخدمتهم من جملة أحوالهم التی هم علیها فی حال ثبوت أعیانهم ، فانظر ما أعجب هذه !"
قال العبد : یشیر رضی الله عنه أنّ الرسل والأنبیاء والورثة أطبّاء الأرواح والأنفس عن الأمراض والأسقام النفسانیة ، کما أنّ الطبیب یعالج بما یبرئ من الأسقام الجسمانیة ، فکما أنّه یقال فی الطبیب : إنّه خادم الطبیعة کذلک یقال فی الأنبیاء والورثة : إنّهم خادمو الأمر الإلهی فی العموم .
ثمّ التحقیق یقضی أنّ الطبیب لیس خادما للطبیعة فی عموم أحوال الطبیعة ، فإنّ الطبیعة قد تضعف وتتغیّر ، فتعطی فی المریض مزاجا خاصّا ، به تزول صحّة الجسم ، فلا یجب على الطبیب من کونه خادما للطبیعة أن یساعدها فیما یضعّفها ویغیّرها ، بل بما یقوّیها ویصلحها .
فتقوى بذلک على دفع المزاج الذی یخالف المزاج الصحّی ، فإذن هو خادم للطبیعة من وجه خاصّ لا خادم لها بموجب ما هی علیه فی الحال والوقت الحاضر.
کذلک النبیّ المشرّع الرسول ، والشیخ والمرشد المسلک للوصول خادمون للأمر الإلهی فی الأمّة والأتباع من حیث ما یصلحها لا من حیث ما یساعدها بموجب الحال ، فإنّ الأمر الإلهی أعطى فیهم بموجب قابلیاتهم أحوالا تعقّب أحوالا أخر تؤدّی إلى إفسادها .
فلا یجب على الرسول الهادی والوارث المرشد أن یساعد الأمر الحالی المتحکَّم على نفوس الأمّة ، بل یساعد الأمر الإلهی المؤدّی إلى إصلاحهم لا غیر ، فهم خادمو أحوال الممکنات لا خادمون لها مطلقا ، بل من جهة ما یصحّ ویصلح لا غیر ، فافهم .
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه، کما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أیضا حال فی الممکن من أحوال الممکن.
وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أی أغفلوا إیضاحها على ما ینبغی لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحکم فی الخلائق.
واعلم أنه کما یقال فی الطبیب إنه خادم الطبیعة کذلک یقال فی الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهی فی العموم، وهم فی نفس الأمر خادمو أحوال الممکنات.
وخدمتهم من جملة أحوالهم التی هم علیها فی حال ثبوت أعیانهم.
فانظر ما أعجب هذا!)
قال رضی الله عنه : (فما ثم عادة فی الجزاء بوجه ) أی من جهة الحقیقة ( وثم عادة بوجه ) أی من حیث أشخاص المماثلة ( کما أن ثم جزاء بوجه ، وما ثم جزاء بوجه ) فهو من حیث أن التجلی المذکور أشبه الحالة المستتبعة إیاه.
قال رضی الله عنه : ( فإن الجزاء أیضا حال فی الممکن ) وأحوال الممکن معاقبة فی الظهور فمن حیث استتباع الأولى الثانیة جزاء ، ومن حیث أنها حال للممکن کسائر الأحوال لیس بجزاء ( وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن ) أی أغفلوا إیضاحها على ما ینبغی لأنهم جهلوها ( فإنها من سر القدر المتحکم على الخلائق ) فلا یظهر فی الوجود إلا ما ثبت فی الأعیان الممکنة ولا یتجلى الحق إلا بصورة حال المتجلى فیه ، ولهذا قیل : کل یوم هو فی شأن یبدیه ، لا فی شأن یبتدیه .
قال رضی الله عنه : ( واعلم أنه کما یقال فی الطبیب إنه خادم الطبیعة کذلک یقال فی الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهی فی العموم ، وهم فی نفس الأمر خادمو أحوال الممکنات وخدمتهم من جملة أحوالهم التی هم علیها فی حال ثبوت أعیانهم ، فانظر ما أعجب هذا ) إن الرسل والعلماء الذین هم ورثتهم أطباء الأرواح والنفوس ، یحفظون صحتها ویردون أمراضها إلى الصحة ، وقد یقال إنهم خادمو الأمر الإلهی مطلقا فی جمیع الأحوال.
"" إضافة بالی زادة : ( فإنها من سر القدر المتحکم ) فی الخلائق جاء لبیان عذرهم فی غفلتهم . ولما بین أن الدین هو حال الممکن شرع فی بیان أحوال خادم الدین وهو الرسل وورثته.
فقال : ( واعلم ) قوله ( خادمو أحوال الممکنات ) لأن الله لا یأمر العبد إلا ما طلبه العبد منه من أحوال عینه الثابتة . قوله ( فانظر ما أعجب هذا ) أی کیف یکون الأشرف وهو الرسل وورثتهم ، خادما للأخس وهو من دونهم اهـ بالی زادة .""
کما یقال فی أطباء الأبدان : إن الطبیب خادم الطبیعة مطلقا : أی فی عموم الأحوال ، وقد اعترض بعد حکایة قول الناس لبیان حقیقة قولهم ، بقوله : وهم فی نفس الأمر خادمو أحوال الممکنات ، أی أطباء النفوس وأطباء الأبدان لا یسعون إلا فی إظهار ما یقتضیه أحوال أعیان الممکنات الثابتة فی نفس الأمر .
والعجب أن خدمتهم لتلک الأحوال أیضا من جملة أحوالهم التی هم علیها فی حال ثبوت أعیانهم ، ثم استثنى عن العموم استثناء منقطعا بقوله.
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه، کما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أیضا حال فی الممکن من أحوال الممکن.
وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أی أغفلوا إیضاحها على ما ینبغی لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحکم فی الخلائق.
واعلم أنه کما یقال فی الطبیب إنه خادم الطبیعة کذلک یقال فی الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهی فی العموم، وهم فی نفس الأمر خادمو أحوال الممکنات.
وخدمتهم من جملة أحوالهم التی هم علیها فی حال ثبوت أعیانهم.
فانظر ما أعجب هذا!)
قال رضی الله عنه : "فما ثمة عبادة بوجه ، وثمة عادة بوجه ، کما أن ثمة جزاء بوجه ، وما ثمة جزاء بوجه ، فإن الجزاء أیضا حال فی الممکن من أحوال الممکن . وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن ، أی ، أغفلوا إیضاحها على ما ینبغی ، لا أنهم جهلوها . فإنها من سر القدر المتحکم فی الخلائق " .
لما کان العود مرتبا على الجزاء ، أراد أن یؤکد ما ذکر من تحقق العود وعدم تحققه بتشبیهه بإثبات الجزاء وعدم إثبات الجزاء . وأما کون الجزاء ثابتا فی نفس الأمر من حیث استلزام الحال الأول للثانی ، فلا شک فیه .
وأما کونه حالة أخرى برأسها لعین الممکن متعینة بتجلی آخر ، فلا شک أیضا فیه . فما ثمة جزاء وثمة جزاء ، وما ثمة عادة وثمة عادة . والباقی ظاهر .
قال رضی الله عنه : (واعلم ، أنه کما یقال فی الطبیب إنه خادم الطبیعة ، کذلک یقال فی الرسل والورثة إنهم خادموا الأمر الإلهی فی العموم ، وهم فی نفس الأمر خادموا أحوال الممکنات . وخدمتهم من جملة أحوالهم التی هم علیها فی حال ثبوت أعیانهم) .
لما کان الکلام فی بیان أحوال أعیان الممکنات التی هی من أسرار القدر وکان من جملتها أعیان الرسل والورثة ، شرع فی بعض أحوال أعیانهم .
وهو کونهم أطباء للأمم ، لأنهم یخلصون الأرواح من الأمراض الروحانیة ، کما یخلص الطبیب الأجسام من الأمراض الجسمانیة .
فقال رضی الله عنه : کما أن الطبیب خادم للطبیعة من حیث إنه یساعدها على رفع المرض ، کذلک الرسل وورثتهم من الکمل خادمون للأمر الإلهی فی العموم ، أی مطلقا ، سواء کان الأمر موافقا للإرادة أو مخالفا لها .
فإنهم مبلغون للأمر ، بل هم فی نفس الأمر خادمون لأحوال الممکنات حیث یرشدونهم ویهدونهم ویمنعونهم مما لا ینبغی أن یکونوا علیه من الشرک والکفر والعصیان .
وهذا الإرشاد والخدمة من الأنبیاء والورثة مما یقتضى أعیانهم ومن جملة أحوالهم التی هم علیها فی حال ثبوتهم فی الحضرة العلمیة دون وجودهم الخارجی .
( فانظر ما أعجب هذا قد ) أی ، فانظر ما أعجب أن الأشرف تکون خادما للأخس وهو الممکنات .
أو ما أعجب أن الخادم للأمر الإلهی یکون خادما للممکنات ، مع عظم قدره وجلالة قربه عند الله .
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه، کما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أیضا حال فی الممکن من أحوال الممکن.
وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أی أغفلوا إیضاحها على ما ینبغی لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحکم فی الخلائق.
واعلم أنه کما یقال فی الطبیب إنه خادم الطبیعة کذلک یقال فی الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهی فی العموم، وهم فی نفس الأمر خادمو أحوال الممکنات.
وخدمتهم من جملة أحوالهم التی هم علیها فی حال ثبوت أعیانهم.
فانظر ما أعجب هذا!)
قال رضی الله عنه : "فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه، کما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أیضا حال فی الممکن من أحوال الممکن. وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أی أغفلوا إیضاحها على ما ینبغی لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحکم فی الخلائق. "
قال رضی الله عنه : (فما ثم) أی: فی الصور المتشابهة لحقیقة واحدة (عادة بوجه)، وهو اعتبار تعددها، وثم عادة بوجه وهو اعتبار تشابهها، فهذا هو العادة بالمعنی العرفی فی الصور المتشابهة.
قال رضی الله عنه : (کما أن ثم) أی: فی الصور الملذة والمؤلمة المتعاقبة على أحوال غیر العبد (جزاء من وجه) باعتبار تشابه هذه الصور لتلک الأحوال کأنها عادت بعینها فصارت جزاء.
(وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أیضا حال فی الممکن) مغایرة للأولى، فلیست الأولى عائدة حتى یقال: إن الثانیة جزاء، فهو من جملة أحوال الممکن، فکما لا تسمی الأولى لعدم عودها جزاء، فکذا الثانیة.
قال رضی الله عنه : (وهذه) أی: (مسألة) تحقق الجزاء مسألة (أغفلها علماء هذا الشأن)، ولما أوهم أنه تجهیل لهم ، قال (أی: أغفلوا إیضاحها على ما ینبغی لا أنهم جهلوها) وکیف یجهلونها، (فإنها من سر القدر المتحکم على الخلائق)، لا تتقدر ماهیة بمقدار خاص من تجلی الوجود وصفاته إلا بحسب هذا السر، فلا یتحقق علم حقیقة بدون معرفتها، فکیف تجهلهما علماء الحقائق، فافهم، فإنه مزلة للقدم.
قال رضی الله عنه : " واعلم أنه کما یقال فی الطبیب إنه خادم الطبیعة کذلک یقال فی الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهی فی العموم، وهم فی نفس الأمر خادمو أحوال الممکنات.
وخدمتهم من جملة أحوالهم التی هم علیها فی حال ثبوت أعیانهم. فانظر ما أعجب هذا! "
ثم أشار إلى أن سر المقدر هو الذی یقتضی التشریع والجزاء بواسطة خدمة الرسل والورثة للأمر الإلهی.
فقال رضی الله عنه: (واعلم أنه کما یقال فی الطبیب إنه خادم الطبیعة، کذلک یقال فی الرسل والورثة) أی العلماء والأولیاء، الذین هم أطباء النفوس فی حفظ صحتها إن کانت وردها إن زالت، (أنهم خادمو الأمر الإلهی) الذی هو بمنزلة دواء حفظ الصحة، وتحصیلها باستعماله فی ذلک (فی العموم) أی: حق الکل لکن ذلک بالنظر إلى التبلیغ واستعمال الأدویة، ولیس بالنظر إلى تحصیل الصحة وحفظها فی العموم، وإلا کانوا هادین للکل شافین هم، (بل هم فی نفس الأمر خادمو أحوال الممکنات)، فإن الأنبیاء یوصلون المکلفین إلى ما یقتضی أعیانهم فی جزاء الخیر والشر المرتب على دعوتهم، والأطباء یحفظون الصحة ویحصلونها للقابلین، وتکون معالجتهم سبب لزیادة المرض ووقوفه فی عین القابلین.
ثم أشار إلى أن هذه الخدمة أیضا داخلة فی سیر القدر، فقال رضی الله عنه: (وخدمتهم من جملة أحوالهم التی هم علیها فی حال ثبوت أعیانهم، فانظر ما أعجب هذا) حیث صارت الخدمة عین المخدوم.
الجزء الثانی
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه، کما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أیضا حال فی الممکن من أحوال الممکن.
وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أی أغفلوا إیضاحها على ما ینبغی لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحکم فی الخلائق.
واعلم أنه کما یقال فی الطبیب إنه خادم الطبیعة کذلک یقال فی الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهی فی العموم، وهم فی نفس الأمر خادمو أحوال الممکنات. وخدمتهم من جملة أحوالهم التی هم علیها فی حال ثبوت أعیانهم. فانظر ما أعجب هذا!)
قال رضی الله عنه : ( فما ثمّ عادة بوجه ، وثمّ عادة بوجه ) فقد جمع فی حکمه هذین الطرفین ، وإنّما خصّ ذلک فی الحسّ لأنّ مرجع الاشتباه بین المتمایزات ومورده ذلک ، ومن ثمة یرى العقل یغلطه فی کثیر من المواضع.
ولذلک وصف الحکم العقلی بالصحّة ( کما أنّ ثمّ جزاء بوجه ) حیث أنّ العقاب بما یستعقبه أفعال العبد وأحواله فهو العوض لها وجزاؤها ، ( وما ثمّ جزاء بوجه ) حیث أنّ کلّ حال مستقلّ فی طروّها للعبد بنفسها (فإنّ الجزاء أیضا حال فی الممکن من أحوال الممکن) ممّا یقتضیها الممکن بذاته ، وهی الأمور المتغایرة بالذات ، فلیس بینها ما یستعقب بعضها بعضا ، من النسب الارتباطیّة والرقیقة الاتحادیّة بهذا الاعتبار .
وملخّص هذا الکلام أنّ الدین الذی هو من أحکام الأعیان الممکنة جامع للطرفین ، کالأعیان بعینها ، فإنّها من وجه عدم محض ، ومن وجه آخر أحوال وأحکام یتصوّر بها الوجود ، فلها وجود بهذا الوجه .
قال رضی الله عنه : (وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن - أی أغفلوا إیضاحها على ما ینبغی ، لا أنّهم جهلوها) ، وإلَّا لم یکن لهم علم بالشأن أصلا - وإنّما أغفلوا عن إیضاحها (فإنّها من سرّ القدر المتحکَّم فی الخلائق) إذ ما من مخلوق إلَّا وهو مجبور تحت حکم قابلیّته الأصلیّة الذی یتّبعه التجلَّی .
وأعیان علماء ذلک الشأن ما حکمت قابلیاتها وما طلبت ألسنة استعداداتهم إیضاح تلک المسئلة على ما ینبغی .
خدمة الرسل علیهم السّلام
وبیان ذلک ما أشار إلیه بقوله : (واعلم أنّه کما یقال فی الطبیب : « إنّه خادم الطبیعة »)
فیمن یستعلجه ویعالجه (کذلک یقال فی الرسل والورثة) الذین هم العلماء بالشأن المذکور :
قال رضی الله عنه : (انّهم خادمو الأمر الإلهی فی العموم) ممّا یتعلَّق بأنفسهم من الأحکام الخاصّة بهم ، ومما یتعلَّق بالأمم المتعلَّقة بهم مما یختصّ بهم (وهم فی نفس الأمر خادمو أحوال الممکنات ، وخدمتهم من جملة أحوالهم التی هم علیها فی حال ثبوت أعیانهم) وباقی الأعیان هم المخدومون فی حال ثبوت أعیانهم .
قال رضی الله عنه : (فانظر ما أعجب هذا) حیث وقع أحوال الممکنات مخدومة - وهی خادمة بعینها - وحیث وقع الأشرف خادما ، والأخسّ مخدوما فی أصل القابلیّة ( إلَّا أن ) لهذه الخدمة تفصیلا لا بدّ من الوقوف علیه عند الاستطلاع لما یراد من هذا البحث هاهنا .
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه، کما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أیضا حال فی الممکن من أحوال الممکن.
وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أی أغفلوا إیضاحها على ما ینبغی لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحکم فی الخلائق.
واعلم أنه کما یقال فی الطبیب إنه خادم الطبیعة کذلک یقال فی الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهی فی العموم، وهم فی نفس الأمر خادمو أحوال الممکنات.
وخدمتهم من جملة أحوالهم التی هم علیها فی حال ثبوت أعیانهم.
فانظر ما أعجب هذا!)
قال رضی الله عنه : " فما ثم عادة بوجه وثم عادة بوجه، کما أن ثم جزاء بوجه وما ثم جزاء بوجه فإن الجزاء أیضا حال فی الممکن من أحوال الممکن. وهذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أی أغفلوا إیضاحها على ما ینبغی لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحکم فی الخلائق. واعلم أنه کما یقال فی الطبیب إنه خادم الطبیعة کذلک یقال فی الرسل والورثة إنهم خادمو الأمر الإلهی فی العموم، وهم فی نفس الأمر خادمو أحوال الممکنات. وخدمتهم من جملة أحوالهم التی هم علیها فی حال ثبوت أعیانهم. فانظر ما أعجب هذا! "
قال رضی الله عنه : (فما ثمة عادة بوجه) واعتبار یعنی وحدة الحقیقة (وثمة عادة بوجه) واعتبار یعنی تکثر الحقیقة.
بصورها الشخصیة وتشابه تلک الصور فی کونها صورة شخصیة لتلک الحقیقة (کما أن ثمة جزاء بوجه)، وهو کون الحال الثانی تبعا للحال الأول مرتبة علیه السلام.
(وما ثمة جزاء بوجه) وهو کون الحال الثانی حالة برأسها للعین الممکنة (فإن الجزاء) الذی هو الحال الثانی (أیضا حال فی الممکن) برأسه (من أحوال عین الممکن) یقتضیه عین الممکن کسائر الأحوال من غیر فرق غایة ما فی الباب أنه یقع عقیب حال آخر .
قال رضی الله عنه : (وهذه)، أی کون الجزاء أیضا حال یقتضیه عین الممکن کسائر الأحوال (مسألة أغفلها علماء هذا الشأن أی أغفلوا إیضاحها على ما ینبغی لا أنهم جهلوها فإنها من سر القدر المتحکم فی الخلائق)، وعلماء هذا الشأن عالمون به فیکونون عالمین بها أیضا.
ولما فرغ رضی الله عنه عن بیان الدین العرفی الشرعی الموصى به واعتبار معانیة الثلاثة اللغویة فیه ، أراد أن یبین الأنبیاء وورثتهم الذین یبلغونه إلى المأمورین و یکلفونهم به إلیه وإلى المأمورین به .
قال رضی الله عنه :: (واعلم أنه کما یقال فی الطبیب إنه خادم الطبیعة کذلک یقال فی الرسل والورثة)، أی ورثتهم من العلماء (إنهم خادمو الأمر الإلهی فی العموم) حیث یبلغونه إلى المأمورین المکلفین و یدونوه فی أمثاله بالترغیب والترهیب لیکون نافذا فیهم إلى غیر ذلک .
وقوله فی العموم متعلق بقوله یقال : أی القول بأنهم خادمو الأمر الإلهی إنما هو فی عرف عموم الخلائق والنظر الظاهر (وهم أی الرسل) ورثتهم ( فی نفس الأمر) وعرف الخصوص (خادمو أحوال الممکنات) من الهدایة والرشاد وأمثالهما فإنهم یظهرونها فیمن یستعد لها من الممکنات ویدر جونها فی مراتب کمالها ویصونها عن أضدادها.
وإنما جعل خدمة أحوال الممکنات فوق خدمة الأمر الإلهی لأن الأمر الإلهی من مقتضیات أحوال الممکنات، فما لم یقتض الممکنات توجه الأمر الإلهی إلیها لم یتوجه إلیها، فهی أصل بالنسبة إلیه.
قال رضی الله عنه : (خدمتهم)، أی خدمة الرسل والورثة (من جملة أحوالهم التی هم علیها فی حال ثبوت أعیانهم) فی علم الحق سبحانه (فانظر ما أعجب هذا) الأمر من کون الأشرف خادما للأخس.
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص 225
فما ثمّ عادة بوجه و ثم عادة بوجه.
کما أن ثمّ جزاء بوجه و ما ثمّ جزاء بوجه فإن الجزاء أیضا حال فی الممکن من أحوال الممکن و هذه مسألة أغفلها علماء هذا الشأن، أی أغفلوا إیضاحها على ما ینبغی لا أنّهم جهلوها فإنّها من سرّ القدر المتحکم فی الخلائق.
پس از آن جهت که عادت حقیقت واحد است عود نیست و از آن جهت که اشخاص و افراد، متماثلند به ظاهر گوییم عود است.
چنانکه جزا از جهتى جزاست و از جهتى جزا نیست. زیرا جزا نیز حالى است در ممکن که از احوال ممکن است و چون این مسأله از سرّ القدر است که متحکّم در خلایق است علماى این فن آن را ایضاح نفرمودند.
[رسل و ورثه ایشان خادم امر الهىاند]
و اعلم أنّه کما یقال فی الطبیب إنّه خادم الطبیعة کذلک یقال فی الرّسل و الورثة إنّهم خادمو الأمر الإلهی فی العموم، و هم فی نفس الأمر خادمو أحوال الممکنات و خدمتهم من جملة أحوالهم التی هم علیها فی حال ثبوت أعیانهم، فانظر ما أعجب هذا.
و بدان همچنان که طبیب خادم طبیعت است، رسل و ورثه ایشان نیز خادم امر الهىاند. (چه امر، موافق اراده (یک وقت اراده، مرض است که گناه مىکند و یک وقت صحت است که اطاعت مىکند.) باشد چه مخالف آن) (یعنى خدمت این دسته هم به اقتضاى حال و عین ثابتشان است. مانند خدمت کردن مادر کودک را در حالات مختلف که جز اقتضاى حال مادر نمىتواند باشد.) و در واقع خادم احوال ممکناتند و خدمتشان از جمله احوالشان است که اقتضاى عین ثابتشان است. پس ببین چقدر این موضوع شگفت آور است. (که اشرف خادم أخس است و خادم امر الهى، خادم ممکنات، با عظمت قدر و جلالت قربى که عند اللّه دارد).
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۴۵۸-۴۵۹
فما ثمّ عادة بوجه و ثمّ عادة بوجه، کما أنّ ثمّ جزاء بوجه و ما ثمّ جزاء بوجه فإنّ الجزاء أیضا حال فى الممکن من أحوال الممکن. و هذه مسألة أغفلها علماء هذا الشّأن، أى أغفلوا إیضاحها على ما ینبغى لا أنّهم جهلوها فإنّها من سرّ القدر المتحکّم فى الخلائق.
چون عود مرتب بود بر جزا شیخ قدّس اللّه سرّه خواست تأکید کند آنچه را ذکر کرد از تحقّق عود و عدم تحقّقش به اثبات جزا و عدم اثبات جزا. امّا در ثابت بودن جزا فى نفس الأمر از روى استلزام حال اول مر ثانى را شبهه نیست، و در بودن جزا حالتى دیگر مر عین ممکن را به تجلّى آخر هم شبهه نیست. پس به اعتبارى جزاء باشد و به اعتبارى دیگر نى؛ و از حیثیتى عادت باشد و از روى دیگر نى.
و این مسئلهایست که علماى این شأن یعنى ارباب عرفان به ایضاح آن چنانکه مىباید اشتغال ننمودهاند نه آنکه ندانسته باشند چه این مسئله از سرّ قدرست که متحکّم است در خلایق.
و اعلم أنّه کما یقال فى الطّبیب إنّه خادم الطبیعة کذلک یقال فى الرّسل و الورثة إنّهم خادموا الأمر الإلهى فى العموم، و هم فى نفس الأمر خادموا أحوال الممکنات و خدمتهم من جملة أحوالهم الّتى هم علیها فى حال ثبوت أعیانهم.
چون کلام در بیان احوال اعیان ممکنات به تقدیم رسید و این احوال از اسرار قدر بود، و از جمله اعیان اعیان رسل و ورثه ایشان، پس شیخ قدّس اللّه سره شروع کرد در بعضى احوال اعیان ایشان که طبابت و معالجت امم است، چه ایشان خلاص مىکنند ارواح را از امراض روحانیّه چنانکه طبیب خلاصى مىدهد اشباح را از اعراض جسمانیّه. و چنانکه طبیب خادم طبیعت است و مساعدت مىکند او را بر دفع مرض همچنین رسل و ورثه ایشان از کمّل خادمان امر الهىاند در عموم، یعنى مطلقا خواه امر موافق ارادت باشد و خواه مخالف چه ایشان مبلّغان امراند بلکه ایشان در نفس امر خادمان احوال ممکناتاند، از آن روى که به ارشاد ایشان قیام مىنمایند؛ و از آنچه نمىباید که بر آن باشند از شرک و کفر و عصیان منع مىکنند.
و این ارشاد و خدمت از انبیا و ورثه ایشان از آن قبیل است که اعیان ایشان اقتضاى آن مىکنند و از جمله احوالى است که ایشان برآنند در حال ثبوت ایشان در حضرت علمیّه نه در حال وجود خارجى.
و ایشان را درین معالجت نه صفّت است و نه منّت، لاجرم به حکم أَ وَ مَنْ کانَ مَیْتاً فَأَحْیَیْناهُ مردگان غفلت را جان آگاهى مىبخشند و سرگشتگان ظلمات جهالت را به سرچشمه آب حیات معرفت مىرسانند و مىگویند؛ نظم:
حکیمیم و طبیبیم ز بغداد رسیدیم بسى علتیان را که ز غم باز خریدیم
سبلهاى کهن را و غم بى سر و بن را ز رگها و ز پیهاش به چنگاله کشیدیم
طبیبان فصیحیم که شاگرد مسیحیم بسى مرده گرفتیم و در او روح دمیدیم
بپرسید از آنها که بدیدند نشانها که تا شکر بگویند که ما از چه رهیدیم
حکیمان الهیم ز کس مزد نخواهیم که ما پاک روانیم نه طماع و پلیدیم
مپندار که این نیز هلیله است و بلیله است که این شهره عقاقیر ز فردوس کشیدیم
طبیبان خبیریم که قاروره نگیریم که ما در تن رنجور چو اندیشه دویدیم
فانظر ما أعجب هذا
یعنى نظر کن که چه مایه عجب است که خادم امر الهى خادم ممکنات باشد با وجود عظم عزّت (با وجود عزّت عظمت- خ) و جلالت منزلت عند اللّه تعالى
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۷۸
فما ثمّ عادة بوجه و ثمّ عادة بوجه، کما أنّ ثمّ جزاء بوجه و ما ثمّ جزاء بوجه.
اطلاق عادت بر آن توان کرد؛ و از آن که مغایر اولست و عین آن نیست عادت نتوان گفت.
فإنّ الجزاء حال فی الممکن من أحوال الممکن. و هذه مسألة أغفلها علماء هذا الشّأن، أی أغفلوا إیضاحها على ما ینبغی لا أنّهم جهلوها فإنّها من سرّ القدر المتحکّم فی الخلائق.
شرح یعنى جزا ثابت است از آن روى که حال او مستلزم حال ثانیست، و از آن روى که این خود حالت دیگر است بر آنها ظاهر گشته به تجلّى دیگر غیر تجلّى اول. پس آن باشد و آن نباشد. و ازین تقدیر لازم آید که جزا باشد ونباشد، و عادت باشد و نباشد. و چون این مسأله از اسرار قدر است، عرفا به ایضاح آن نکوشیدند، نه آن که ندانستند.
و اعلم أنّه کما یقال فی الطّبیب أنّه خادم الطّبیعة کذلک یقال فی الرّسل و الورثة إنّهم خادمو الأمر الإلهیّ فی العموم، و هم فی نفس الأمر خادمو احوال الممکنات. و خدمتهم من جملة أحوالهم الّتی هم علیها فی حال ثبوت أعیانهم. فانظر ما أعجب هذا!
شرح یعنى بدین تقدیر انبیاء و رسل و کمّل اطباى أرواح و نفوساند از امراض نفسانى. پس در حقیقت خادم باشند، و عجب اینست که اشرف که نبى و ولىاند، خادم نادانان غبىّ باشند.