الفقرة الحادی عشر :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه إما بالحال أو بالقول، فإن الطبیب إنما یصح أن یقال فیه خادم الطبیعة لو مشى بحکم المساعدة لها، فإن الطبیعة قد أعطت فی جسم المریض مزاجا خاصا به سمی مریضا، فلو ساعدها الطبیب خدمة لزاد فی کمیة المرض بها أیضا، وإنما یردعها طلبا الصحة والصحة من الطبیعة أیضا بإنشاء مزاج آخر یخالف هذا المزاج.
فإذن لیس الطبیب بخادم للطبیعة، وإنما هو خادم لها من حیث إنه لا یصلح جسم المریض ولا یغیر ذلک المزاج إلا بالطبیعة أیضا.
ففی حقها یسعى من وجه خاص غیر عام لأن العموم لا یصح فی مثل هذه المسألة.)
قال رضی الله عنه : " إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه إما بالحال أو بالقول، فإن الطبیب إنما یصح أن یقال فیه خادم الطبیعة لو مشى بحکم المساعدة لها، فإن الطبیعة قد أعطت فی جسم المریض مزاجا خاصا به سمی مریضا، فلو ساعدها الطبیب خدمة لزاد فی کمیة المرض بها أیضا، وإنما یردعها طلبا الصحة والصحة من الطبیعة أیضا بإنشاء مزاج آخر یخالف هذا المزاج. فإذن لیس الطبیب بخادم للطبیعة، وإنما هو خادم لها من حیث إنه لا یصلح جسم المریض ولا یغیر ذلک المزاج إلا بالطبیعة أیضا. ففی حقها یسعى من وجه خاص غیر عام لأن العموم لا یصح فی مثل هذه المسألة. "
قال رضی الله عنه : (إلا أن الخادم المطلوب هنا) فی الطبیب الذی یخدم الطبیعة والرسل والورثة الذین یخدمون أحوال الممکنات (إنما هو)، أی ذلک الخادم المذکور (واقف عند رسوم)، أی ما یقتضیه حال (مخدومه ) من طبیعة أو حال ممکن (إما) مرسوم
(بالحال) کما إذا اقتضی حال المریض تناول الدواء الفلانی فیعطیه الطبیب ذلک.
أو اقتضی حال المکلف العمل الفلانی، أو الکف الفلانی فی علم الرسول، أو الوارث فیرشده إلى ذلک.
قال رضی الله عنه : (أو بالقول) کما إذا صرح المریض أو المکلف بالطلب لمثل ذلک ، (فإن الطبیب إنما یصح أن یقال فیه إنه خادم الطبیعة)، کما سبق (لو مشى)، أی الطبیب (بحکم المساعدة) منه (لها)، أی تلک الطبیعة .
قال رضی الله عنه : (فإن الطبیعة) ربما (قد أعطت فی جسم المریض) بغلبتها فیه (مزاجا، خاصا) وهو الداء (به)، أی بذلک المزاج (یسمی مریضا فلو ساعدها)، أی تلک الطبیعة الغالبة فی جسم المریض (الطبیب خدمة) بأن خدمها بالزیادة فیها بما یقویها من حیث خصوصها کطبیعة الحرارة إذا قواها بالأدویة الحارة (لزاد فی کمیة)، أی مقدار (المرض) الحاصل فی جسم المریض (بها)، أی بتلک الطبیعة الغالبة.
قال رضی الله عنه : (أیضا) على ذلک المرض الحاصل بغلبتها أولا فلم یکن خادمها من هذا الوجه، ولا ذلک مراد من قال عنه إنه خادم الطبیعة، لأنه لیس بطبیب للمرضى حینئذ بل هو ممرض أو مزید للمرض .
(وإنما) شأن الطبیب الذی یقال عنه إنه خادم الطبیعة أنه (یردعها)، أی یکف الطبیعة بإعطاء المریض ما یضادها من الأدویة وبمعالجتها بما یمنعها من المضی فی مقتضی غلبتها بالاستفراغ ونحوه (طلبا) منه (للصحة)، أی العافیة فی جسم المریض.
وهذا معنى خدمة الطبیب للطبیعة، وحاصله أنه یمنعها من ظلمها لغیرها بالغلبة علیه، ویمنع غیرها من ظلمه لها بغلبته علیها، فیوقفها موقف الاعتدال فی الجملة على حسب ما یمکنه .
(والصحة)، أی العافیة فی الجسم (من) جملة (الطبیعة أیضا) مثل المرض (بإنشاء)، أی بسبب حصول (مزاج آخر) فی جسم المریض یسمى صحة (یخالف هذا المزاج) المسمى مرضا.
فالطبیب خادم الطبیعة فی حال غلبتها على غیرها یردعها بإرجاعها إلى الاعتدال، وخادم الطبیعة أیضا فی حال اعتدالها باستدامة ذلک الاعتدال (فإذن)، أی حیث تقرر ما ذکر (لیس الطبیب بخادم للطبیعة) من حیث هی الطبیعة ولا خادم لها من جهتها، هی مساعدة منه لها لتقوى وتزید وتنفذ فیما توجهت علیه فی الجسم .
قال رضی الله عنه : (وإنما هو)، أی الطبیب (خادم لها)، أی للطبیعة (من حیث إنه لا یصح جسم المریض)، أی یصل إلى العافیة من مرضه (ولا یغیر ذلک المزاج) الأول المسمی مرض (إلا بالطبیعة أیضا) بأن یردعها عن الغلبة فتعود إلى الاعتدال فیخدم الطبیعة لخدمتها للمزاج لا لنفسها وخدمتها للمزاج طبیعة أیضا بإنشاء مزاج آخر.
کما ذکر (ففی حقها)، أی الطبیعة (یسعی) أی الطبیب (من وجه خاص) وهو وجه خدمتها للمزاج بقبول ردعه لها وکفها عن الغلبة (غیر عام) فیما یساعدها من حیث هی طبیعة (لأن العموم) فی خدمة الطبیعة من جهة الطبیب (لا یصح فی مثل هذه المسألة) أصلا وإلا لکان الطبیب ممرضة وانعکس الغرض المطلوب منه إلى ضده.
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه إما بالحال أو بالقول، فإن الطبیب إنما یصح أن یقال فیه خادم الطبیعة لو مشى بحکم المساعدة لها، فإن الطبیعة قد أعطت فی جسم المریض مزاجا خاصا به سمی مریضا، فلو ساعدها الطبیب خدمة لزاد فی کمیة المرض بها أیضا، وإنما یردعها طلبا الصحة والصحة من الطبیعة أیضا بإنشاء مزاج آخر یخالف هذا المزاج.
فإذن لیس الطبیب بخادم للطبیعة، وإنما هو خادم لها من حیث إنه لا یصلح جسم المریض ولا یغیر ذلک المزاج إلا بالطبیعة أیضا.
ففی حقها یسعى من وجه خاص غیر عام لأن العموم لا یصح فی مثل هذه المسألة.)
فقال رضی الله عنه : (إلا) استثناء منقطع أی لکن (أن الخادم المطلوب هنا) سواء کان خادم الطبعة أو خادم الأمر الإلهی (إنما هو واقف) أی ثابت (عند مرسوم) أی عند أمر (مخدومه إما بالحال أو بالقول) متعلق بمرسوم یعنی أن المراد بالخادم هو الثابت فی خدمة مخدومه بأمر مخدومه إلیه لخدمة نفسه بالحال أو بالقال .
کیف لا یکون المراد من الخادم المذکور ما قلنا (فإن الطبیب إنما یصح أن یقال فیه خادم الطبیعة لو مشی بحکم المساعدة لها) وما هذا المشی إلا وهو وقوف الطبیب عند أمر الطبیعة.
فظهر أن قوله کما یقال فی الطبیب أنه خادم الطبیعة إنما یصح لو کان الطبیب خادمة للطبیعة بحکم الطبیعة علیه فإذا لم یمش الطبیب بحکم المساعدة لها لم یکن خادمة لها .
فقال رضی الله عنه : (فإن الطبیعة قد أعطت فی جسم المریض مزاجا خاصا به) أی بسبب ذلک المزاج (یسمى) الجسم (مریضا ولو ساعدها الطبیب) أی الطبیعة فی ذلک المزاج الخاص (خدمة لزاد) الجسم المریض (فی کمیة المرض بها) أی بسبب الخدمة (ایضا) کما زاد مزاجا خاصا بإعطاء الطبیعة والمراد الطبیعة ملکوت الجسم فلم یساعد الطبیب الطبیعة فی المرض بل یمنعها عن المرض.
فقال رضی الله عنه : (وإنما بردعها) أی وإنما یمنع الطبیب الطبیعة عن المرض بمباشرته بما یزیل به المرض (طلبا للصحة) أی لصحة جسم المریض (والصحة) للجسم المریض نحصل (من الطبیعة أیضا) کما یحصل المرض منها (بإنشاء مزاج آخر) وهو المزاج الصحیح (یخالف هذا المزاج) المریض .
فقال رضی الله عنه : (فإذن) أی فعلی تقدیر عدم مساعدة الطبیب الطبیعة فی الجسم المریض لی الطبیب بخادم للطبیعة) مطلقا بل خادمة من وجه وغیر خادم من وجه .
(وإنما هو خادم لها) أی وإنما کان الطبیب خادمة للطبیعة (من حیث أنه لا یصلح جسم المریض ولا بغیر هذا المزاج) المریض من المرض إلى الصحة (إلا بالطبیعة) أی إلا بأمر الطبیعة له بلسان الحال (ایضا) .
کما أن عدم التغییر من المرض إلى الصحة لا یکون إلا بالمساعدة للطبیعة فحکم الطبیعة بلسان الحال على الطبیب بالأمرین:
دفع المرض والمساعدة فیه فلا بد أن یقع عند الطبیب ما هو الأصلح فی حق جسم المریض .
فقال رضی الله عنه : (ففی حقها) أی فالطبیب فی حق الطبیعة (یسعى من وجه خاص) وهو إصلاح جسم المریض (غیر عام) تأکید توجه خاص (لأن العموم لا یصح فی مثل هذه المسالة) وألا یؤدی إلى اجتماع النقیضین فإذا کان الأمر کذلک.
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه إما بالحال أو بالقول، فإن الطبیب إنما یصح أن یقال فیه خادم الطبیعة لو مشى بحکم المساعدة لها، فإن الطبیعة قد أعطت فی جسم المریض مزاجا خاصا به سمی مریضا، فلو ساعدها الطبیب خدمة لزاد فی کمیة المرض بها أیضا، وإنما یردعها طلبا الصحة والصحة من الطبیعة أیضا بإنشاء مزاج آخر یخالف هذا المزاج.
فإذن لیس الطبیب بخادم للطبیعة، وإنما هو خادم لها من حیث إنه لا یصلح جسم المریض ولا یغیر ذلک المزاج إلا بالطبیعة أیضا.
ففی حقها یسعى من وجه خاص غیر عام لأن العموم لا یصح فی مثل هذه المسألة.)
قال رضی الله عنه : " إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه إما بالحال أو بالقول، فإن الطبیب إنما یصح أن یقال فیه خادم الطبیعة لو مشى بحکم المساعدة لها، فإن الطبیعة قد أعطت فی جسم المریض مزاجا خاصا به سمی مریضا، فلو ساعدها الطبیب خدمة لزاد فی کمیة المرض بها أیضا، وإنما یردعها طلبا الصحة والصحة من الطبیعة أیضا بإنشاء مزاج آخر یخالف هذا المزاج. فإذن لیس الطبیب بخادم للطبیعة، وإنما هو خادم لها من حیث إنه لا یصلح جسم المریض ولا یغیر ذلک المزاج إلا بالطبیعة أیضا. ففی حقها یسعى من وجه خاص غیر عام لأن العموم لا یصح فی مثل هذه المسألة."
وفی قوله: لزاد فی کمیة المرض، موضع وهم تحقق مشافهة
وباقی الحکمة ظاهر.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه إما بالحال أو بالقول، فإن الطبیب إنما یصح أن یقال فیه خادم الطبیعة لو مشى بحکم المساعدة لها، فإن الطبیعة قد أعطت فی جسم المریض مزاجا خاصا به سمی مریضا، فلو ساعدها الطبیب خدمة لزاد فی کمیة المرض بها أیضا، وإنما یردعها طلبا الصحة والصحة من الطبیعة أیضا بإنشاء مزاج آخر یخالف هذا المزاج.
فإذن لیس الطبیب بخادم للطبیعة، وإنما هو خادم لها من حیث إنه لا یصلح جسم المریض ولا یغیر ذلک المزاج إلا بالطبیعة أیضا.
ففی حقها یسعى من وجه خاص غیر عام لأن العموم لا یصح فی مثل هذه المسألة.)
قال رضی الله عنه : "إلَّا أنّ الخادم المطلوب هنا إنّما هو واقف عند مرسوم مخدومه إمّا بالحال أو بالقول لأنّ الطبیب إنّما یصحّ أن یقال فیه : خادم الطبیعة لو مشى بحکم المساعدة لها ، فإنّ الطبیعة قد أعطت فی جسم المریض مزاجا خاصّا ، به سمّی مریضا ، فلو ساعدها الطبیب خدمة ، لزاد فی کمّیّة المرض بها أیضا ، وإنّما یردعها طلبا للصحّة ، والصحّة من الطبیعة أیضا بإنشاء مزاج آخر یخالف هذا المزاج ، فإذن لیس الطبیب بخادم الطبیعة » یعنی مطلقها فی جمیع الأحوال « وإنّما هو خادم لها من حیث إنّه لا یصلح جسم المریض ولا یغیّر ذلک المزاج إلَّا بالطبیعة أیضا ، ففی حقّها یسعى من وجه خاصّ غیر عامّ ، لأنّ العموم لا یصحّ فی مثل هذه المسألة ،"
قال العبد : فکما أنّه یقال فی الطبیب : إنّه خادم الطبیعة کذلک یقال فی الأنبیاء والورثة : إنّهم خادمو الأمر الإلهی فی العموم .
ثمّ التحقیق یقضی أنّ الطبیب لیس خادما للطبیعة فی عموم أحوال الطبیعة ، فإنّ الطبیعة قد تضعف وتتغیّر ، فتعطی فی المریض مزاجا خاصّا ، به تزول صحّة الجسم ، فلا یجب على الطبیب من کونه خادما للطبیعة أن یساعدها فیما یضعّفها ویغیّرها ، بل بما یقوّیها ویصلحها .
فتقوى بذلک على دفع المزاج الذی یخالف المزاج الصحّی ، فإذن هو خادم للطبیعة من وجه خاصّ لا خادم لها بموجب ما هی علیه فی الحال والوقت الحاضر.
کذلک النبیّ المشرّع الرسول ، والشیخ والمرشد المسلک للوصول خادمون للأمر الإلهی فی الأمّة والأتباع من حیث ما یصلحها لا من حیث ما یساعدها بموجب الحال ، فإنّ الأمر الإلهی أعطى فیهم بموجب قابلیاتهم أحوالا تعقّب أحوالا أخر تؤدّی إلى إفسادها .
فلا یجب على الرسول الهادی والوارث المرشد أن یساعد الأمر الحالی المتحکَّم على نفوس الأمّة ، بل یساعد الأمر الإلهی المؤدّی إلى إصلاحهم لا غیر ، فهم خادمو أحوال الممکنات لا خادمون لها مطلقا ، بل من جهة ما یصحّ ویصلح لا غیر ، فافهم .
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه إما بالحال أو بالقول، فإن الطبیب إنما یصح أن یقال فیه خادم الطبیعة لو مشى بحکم المساعدة لها، فإن الطبیعة قد أعطت فی جسم المریض مزاجا خاصا به سمی مریضا، فلو ساعدها الطبیب خدمة لزاد فی کمیة المرض بها أیضا، وإنما یردعها طلبا الصحة والصحة من الطبیعة أیضا بإنشاء مزاج آخر یخالف هذا المزاج.
فإذن لیس الطبیب بخادم للطبیعة، وإنما هو خادم لها من حیث إنه لا یصلح جسم المریض ولا یغیر ذلک المزاج إلا بالطبیعة أیضا.
ففی حقها یسعى من وجه خاص غیر عام لأن العموم لا یصح فی مثل هذه المسألة.)
والعجب أن خدمتهم لتلک الأحوال أیضا من جملة أحوالهم التی هم علیها فی حال ثبوت أعیانهم ، ثم استثنى عن العموم استثناء منقطعا.
بقوله رضی الله عنه : ( إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه ، إما بالحال أو بالقول ) أی لکن الخادم المراد هاهنا إنما یقوم بما رسمه مخدومه فهو واقف عند رسمه إما بالحال أو باسمه لقول والمخدوم حال الممکن ، فإن حاله إذا اقتضت المعالجة أو المرض ، فکما ازداد أطباء الأرواح هدایة ازدادوا عنادا.
لقوله تعالى : " وأَمَّا الَّذِینَ فی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ ".
وقوله تعالى : " فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا من بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْیاً " هذا بالحال ، وأما بالقول ، فلقوله :" لُعِنَ الَّذِینَ کَفَرُوا من بَنِی إِسْرائِیلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وعِیسَى ابْنِ مَرْیَمَ ".
"" إضافة بالی زادة : ( إلا أن الخادم المطلوب هنا ) سواء کان خادم الطبیعة أو خادم الأمر الإلهی إهـ. بالی زادة
( إما بالحال ) متعلق بمرسوم والمراد من الطبیعة ملکوت الجسم ( فإذن ) أی فعل تقدیر عدم مساعدة الطبیب الطبیعة فی الجسم المریض ( لیس الطبیب بخادم ) لعدم وقوفه عند مرسوم مخدومة فلیس بخادم لها مطلقا بل خادما من وجه وغیر خادم من وجه اهـ . بالی زادة.""
وکذلک أطباء الأبدان إذا عالجوا المرضى الذین مآلهم إلى الهلاک ، کلما ازدادوا فی المداواة ازدادوا مرضا وضعفا بالحال ، وأما بالقول فکما أخطئوا فی العلاج وأمروا المریض بما فیه الهلاک .
قال رضی الله عنه : "فإن الطبیب إنما یصح أن یقال فیه خادم الطبیعة لو مشى بحکم المساعدة لها . فإن الطبیعة قد أعطت فی جسم المریض مزاجا خاصا به سمى مریضا ، فلو ساعدها الطبیب خدمة لزاد فی کمیة المرض بها أیضا ، وإنما یردعها طلبا للصحة ، والصحة من الطبیعة أیضا بإنشاء مزاج آخر یخالف هذا المزاج .
فإذن لیس الطبیب بخادم الطبیعة وإنما خادم لها من حیث أنه لا یصح جسم المریض ولا یغیر ذلک المزاج إلا بالطبیعة أیضا ، ففی حقها یسعى من وجه خاص غیر عام لأن العموم لا یصح فی مثل هذه المسألة " .
هذا تعلیل للاستثناء من عموم خدمة الطبیب للطبیعة فی جمیع الأحوال ، فإن الطبیعة إذا أحدثت مزاجا مرضیا کالدق ، أو حالا مخالفا للصحة کالإسهال ، فإن الطبیب لا یساعدها فی ذلک ولا یخدمها وإلا لزاد فی المرض ، وإنما یمنع الطبیعة عن فعلها المخالف للصحة ویردعها طلبا للصحة ، لکن الصحة لما کانت أیضا من فعلها بإنشاء مزاج مخالف لمزاج المرضى أو حال موافق للصحة کالقبض فی مثالنا .
وفی الجملة ما به الصحة یسمى خادما لها لأن الصحة أیضا إنما هی بالطبیعة ، فإذن لیس الطبیب بخادم الطبیعة مطلقا ، بل إنما هو خادم لها من جهة ما یصلح جسم المریض ، ویغیر المزاج العرضی المرضى إلى المزاج الطبیعی الصحیح.
وذلک لا یکون إلا بالطبیعة أیضا فهو یخدمها ویسعى فی حقها من وجه خاص ، أی من جهة ما یصلح جسم المریض ویصححه.
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه إما بالحال أو بالقول، فإن الطبیب إنما یصح أن یقال فیه خادم الطبیعة لو مشى بحکم المساعدة لها، فإن الطبیعة قد أعطت فی جسم المریض مزاجا خاصا به سمی مریضا، فلو ساعدها الطبیب خدمة لزاد فی کمیة المرض بها أیضا، وإنما یردعها طلبا الصحة والصحة من الطبیعة أیضا بإنشاء مزاج آخر یخالف هذا المزاج.
فإذن لیس الطبیب بخادم للطبیعة، وإنما هو خادم لها من حیث إنه لا یصلح جسم المریض ولا یغیر ذلک المزاج إلا بالطبیعة أیضا.
ففی حقها یسعى من وجه خاص غیر عام لأن العموم لا یصح فی مثل هذه المسألة.)
قال رضی الله عنه : "إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه ، إما بالحال أو بالقول . فإن الطبیب إنما یصح أن یقال فیه خادم الطبیعة ، لو مشى بحکم المساعدة لها . فإن الطبیعة قد أعطت فی جسم المریض مزاجا خاصا به سمى مریضا ، فلو ساعدها الطبیب خدمة ، لزاد فی کمیة المرض بها أیضا . وإنما یردعها طلبا للصحة ، والصحة من الطبیعة أیضا بإنشاء مزاج آخر یخالف هذا المزاج ، فإذن لیس الطبیب بخادم للطبیعة ".
أی ، الطبیب خادم الطبیعة ، والأنبیاء والرسل وورثتهم خادموا الأمر الإلهی ، إلا أن الطبیب لیس بخادم للطبیعة مطلقا ، ولا الرسل خدمة للأمر الإلهی مطلقا . فان الخادم مطلقا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه ، أی ، واقف عند أمر مخدومه .
یقال : رسم الأمیر بکذا . إذا أمره . والطبیب لیس واقفا عند مرسوم الطبیعة مطلقا ، فإنه لو کان کذلک ، لساعد الطبیعة فی کل حال من أحوالها ومن جملة أحوالها المرض ، لأنه سوء مزاج خاص أحدثته الطبیعة .
فلو کان مساعدا لها ، لزاد فی کمیة المرض ، لکنه یسعى فی زواله وتبدیله بالصحة .
( ویردعها ) ، أی ، یمنعها عن المرض . وهذا المطلوب أیضا یحصل بمزاج آخر من الطبیعة ملائم لمطلوب الطبیب . فالطبیب خادم للطبیعة من حیث المزاج الملائم للشخص ، ولیس خادما على الإطلاق .
فهو خادم لها من وجه ، غیر خادم لها من وجه آخر . وکذلک الأنبیاء والرسل وورثتهم لیسوا خادمین للأمر الإلهی
مطلقا . فإن الأمر الإلهی قسمان :
قسم یتعلق بأمور یقتضیها عین المأمور ، وهو الأمر الإرادی.
وقسم یتعلق بأمور یقتضى بعضها عین المأمور ولا یقتضى البعض الآخر ، بل نقیضه ، وهو الأمر التکلیفی . والأنبیاء والرسل خادموا الأمر التکلیفی بالحال والقول :
قوله : ( ما بالحال أو بالقول ) متعلق بقوله : ( واقف ) .
ووقوفه بالحال ، کالإتیان بالعبادات والأفعال المبینة لقرب الحق لیقتدى الأمة بهم فیها ، فتسعد .
کما قال : ( قل إن کنتم تحبون الله فاتبعونی یحببکم الله ) . ویأتی العاصی بضدها ، فیشقى . کقوله تعالى : ( وأما الذین فی قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم ) . وقوله : ( وما اختلفوا إلا من بعد ما جائهم العلم ) .
ووقوفه بالقول ، کأمره بالإیمان ونهیه عن الکفر والطغیان ، وبیان ما یثاب به ویعاقب علیه .
کما قال : ( بلغ ما أنزل إلیک ) . لیصل به المطیع إلى کماله ،والعاصی إلى وبال أعماله . لا خادموا الإرادة ، إذ لو کانوا کذلک ، لما منعوا أحدا عما یفعل ، لتعلق الإرادة به ، بل کانوا یساعدونه فیه .
وقوله : ( إما بالحال أو بالقول ) متعلق ب( واقف ) .
ویجوز أن یکون متعلقا ب( المرسوم ) . أی ، الخادم واقف عند مرسوم مخدومه . وذلک إما أن یکون بالحال أو بالقال . (وإنما هو خادم لها من حیث إنه لا یصلح جسم المریض ، ولا یغیر ذلک المزاج إلا بالطبیعة أیضا ، ففی حقها یسعى من وجه خاص غیر عام ، لأن العموم لا یصح فی هذه المسألة . ظاهر مما مر .
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه إما بالحال أو بالقول، فإن الطبیب إنما یصح أن یقال فیه خادم الطبیعة لو مشى بحکم المساعدة لها، فإن الطبیعة قد أعطت فی جسم المریض مزاجا خاصا به سمی مریضا، فلو ساعدها الطبیب خدمة لزاد فی کمیة المرض بها أیضا، وإنما یردعها طلبا الصحة والصحة من الطبیعة أیضا بإنشاء مزاج آخر یخالف هذا المزاج.
فإذن لیس الطبیب بخادم للطبیعة، وإنما هو خادم لها من حیث إنه لا یصلح جسم المریض ولا یغیر ذلک المزاج إلا بالطبیعة أیضا.
ففی حقها یسعى من وجه خاص غیر عام لأن العموم لا یصح فی مثل هذه المسألة.)
قال رضی الله عنهم : " إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه إما بالحال أو بالقول، فإن الطبیب إنما یصح أن یقال فیه خادم الطبیعة لو مشى بحکم المساعدة لها، فإن الطبیعة قد أعطت فی جسم المریض مزاجا خاصا به سمی مریضا، فلو ساعدها الطبیب خدمة لزاد فی کمیة المرض بها أیضا، وإنما یردعها طلبا الصحة والصحة من الطبیعة أیضا بإنشاء مزاج آخر یخالف هذا المزاج. فإذن لیس الطبیب بخادم للطبیعة، وإنما هو خادم لها من حیث إنه لا یصلح جسم المریض ولا یغیر ذلک المزاج إلا بالطبیعة أیضا. ففی حقها یسعى من وجه خاص غیر عام لأن العموم لا یصح فی مثل هذه المسألة."
ثم أشار رضی الله عنه إلى أن هذه الخدمة غیر مطلوبة من الأنبیاء والأطباء، فقال: (إلا أن الخادم المطلوب) خدمته (هاهنا) أی: فی عالم الأمر الظاهر (واقف عند رسوم مخدومه) مما یوجب حفظ الصحة الجسمانیة، أو النفسانیة، أو تحصیلها ووقوفه على ذلک المرسوم (إما بالحال) بأن یشتغل الطبیب بالمعالجة بالفعل، ویشتغل الرسول والوارث بالعمل الموجب اتباعه فیه.
قال رضی الله عنهم : (أو بالقول) بأن یأمر الطبیب بالدواء ویبین الرسول والوارث الأمر الإلهی ولا یخدم من حیث الطبیعة من حیث هی طبیعة، ولا الرسول والوارث الأمر الإلهی من حیث هو أمر أعم من أن یکون تکلیفا أو إرادیا، فلیس نظرهم فی خدمتهم إلى أحوال الممکنات.
قال رضی الله عنهم : ( فإذن الطبیب إنما یصح أن یقال فیه خادم الطبیعة ) على الإطلاق (لو مشى) فی طبه (بحکم المساعدة لها)، إذ لا معنى للخدمة سوى مساعدة المخدوم ولیس کذلک.
(فإن الطبیعة قد أعطت فی جسم المریض مزاجا خاصا) غیر الاعتدال الذی یتیسر معه انتظام أفعال الصحة على الکمال (به سمی مریضا، فلو ساعدها) أی: هذه الطبیعة (الطبیب خدمة) بتکمیلها (لزاد) الطبیب (فی کمیة المرض)، أی: مقداره (بها) أی: بتلک المساعدة؛ لأن مساعدة المؤثر تزید فی أثره لا محالة (أیضا)، کما یزیده بمساعدة طبیعة الصحة بحفظها دواما لها، ولیس کذلک إذ من ساعد طبیعة المرض یکون قات أو ممرضا لا طبیبا.
(وإنما) الطبیب هو الذی (یردعها) أی: الطبیعة المعطیة مزاج المرض (طلبا للصحة) التی هی ضد مطلوب تلک الطبیعة الممرضة، فکیف یکون خادمها .
قال رضی الله عنهم : (ولکن الصحة) التی یطلبها هذا الطبیب (من الطبیعة أیضا)، لکن هذه الطبیعة المخدومة تخالف تلک الطبیعة الممرضة فی فعلها (بإنشاء مزاج آخر یخالف مزاج المرض)، وإذا کان خادما لطبیعة دون أخرى (فإن الطبیب لیس بخادم للطبیعة) من حیث هی طبیعة مطلقا ولا الطبیعة الخاصة المفیدة للصحة من حیث هی طبیعة فقط.
قال رضی الله عنهم : (وإنما هو خادم لها من حیث إنه لا یصلح جسم المریض) بحیث یتیسر له أفعال الصحة على الکمال، (ولا یتغیر ذلک المزاج) المسمى بالمرض (إلا بالطبیعة أیضا) أی: بقصد إحداث طبیعة، فهو وإن سعى فی ردع طبیعة،( ففی حقها یسعى من وجه خاص غیر عام).
أی: من حیث تلک الطبیعة المفیدة للصحة طبیعة؛ (لأن العموم لا یصح فی هذه المسألة) لا بالنظر إلى الطبائع المتضادة، ولا بالنظر إلى طبیعة تفید الصحة من حیث هی طبیعة فقط، (فالطبیب) خادم للطبیعة المطلوبة من حیث إنها تصلح جسم المریض، وتغیر مزاجه المسمى بالمرض.
لا (خادم أعنی للطبیعة) التی یخدمها من حیث هی طبیعة فقط، وکذلک من حیث هو خادم للطبیعة من حیث هی طبیعة خاصة مفیدة للصحة أو مبقیة لها، لا خادم لها من حیث هی مزیلة للصحة أو غیر رادة لها.
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه إما بالحال أو بالقول، فإن الطبیب إنما یصح أن یقال فیه خادم الطبیعة لو مشى بحکم المساعدة لها، فإن الطبیعة قد أعطت فی جسم المریض مزاجا خاصا به سمی مریضا، فلو ساعدها الطبیب خدمة لزاد فی کمیة المرض بها أیضا، وإنما یردعها طلبا الصحة والصحة من الطبیعة أیضا بإنشاء مزاج آخر یخالف هذا المزاج.
فإذن لیس الطبیب بخادم للطبیعة، وإنما هو خادم لها من حیث إنه لا یصلح جسم المریض ولا یغیر ذلک المزاج إلا بالطبیعة أیضا.
ففی حقها یسعى من وجه خاص غیر عام لأن العموم لا یصح فی مثل هذه المسألة.)
قال رضی الله عنه : ( الخادم المطلوب هنا إنّما هو واقف عند مرسوم مخدومه إمّا بالحال أو بالقول . فإنّ الطبیب إنّما یصحّ أن یقال فیه : ) « إنه بالفعل ( خادم الطبیعة » لو مشى بحکم المساعدة لها ) فیما ترید فی إصلاحها حالا أو قولا .
قال رضی الله عنه : ( فإنّ الطبیعة قد أعطت فی جسم المریض مزاجا خاصّا به سمّى « مریضا » ، فلو ساعدها الطبیب خدمة ) فی إبقاء ذلک المزاج له.
قال رضی الله عنه : ( لزاد فی کمیّة المرض بها أیضا ، وإنّما یردعها طلبا للصحة ، والصحّة من الطبیعة أیضا بإنشاء مزاج آخر یخالف هذا المزاج ) الذی هو مبدأ الانحراف عن نهج الاستقامة والاعتدال الصحیح .
قال رضی الله عنه : ( فإذن لیس الطبیب بخادم للطبیعة ) مطلقا ( وإنّما هو خادم لها من حیث أنّه لا یصلح جسم المریض ولا یغیّر ذلک المزاج الَّا بالطبیعة أیضا ) کما أنّ الخدمة للأعیان الممکنة من أحوال أعیان الرسل .
قال رضی الله عنه : ( ففی حقّها یشفی من وجه خاصّ غیر عامّ ) وذلک هو معاونة الطبیعة فی إنشاء مزاج یقیمه على إصلاحه واعتداله بالطبیعة ، فخدمته مختصّة بهذا الوجه ( لأنّ العموم لا یصحّ فی مثل هذه المسئلة ) .
"" أضاف الجامع : قال الشیخ رضی الله عنه فی الفتوحات الباب السابع ومائتان :
أن العلیل إلى الطبیب رکونه ... مهما أحس بعلة فی نفسه
فتراه یعبده وما هو ربه ... حذرا علیه أن یحل برمسه
فسألت ما سبب الرکون فقیل لی ... ما کان ألا کونه من جنسه
أعلم أن العلة عند القوم تنبیه من الحق ومن تنبیهات الحق قوله على لسان نبیه صلى الله علیه وسلم :"أن الله خلق آدم على صورته" وفی روایة یصححها الکشف وأن لم تثبت عند أصحاب النقل "على صورة الرحمن" فأرتفع الأشکال .
وهو الشافی من هذه العلة یقول تعالى " لبین للناس ما نزل إلیهم " فعلمنا أن کل روایة ترفع الأشکال هی الصحیحة وأن ضعفت عند أهل النقل وإذا کان الله هو الشافی والمعافی .
فهو الطبیب کما قال الصدیق الطبیب أمرضنی .
فسبب حنین صاحب العلة إلى الطبیب ما ذکرناه فی الشعر وهو خلقه على الصورة ثم أید هذا الخبر وهذا النظر الکشفی قول الله تعالى " مرضت فلم تعدنی " .
ولما فسر قال مرض فلان فإنزل نفسه فیما أصاب فلانا عنایة منه بفلان وهذه کلها علل لمن عقل عن الله .
فالعلة أثبات السبب والحق عین السبب أذ لولاه ما کان العالم .
فهو الخالق البارئ المصور الشافی فإذا کان هو عین العلة فی قوله منک من قوله أعوذ بک منک.
فما شفاه ألا منه أذ لا شافی ألا الله فهو الشافی من کل علة .
فإن الله وضع الأسباب فلا یقدر على رفعها ووضع الله لها أحکاما فلا یمکن ردها وهو مسبب الأسباب فخلق الداء والدواء وما جعل الشفاء ألا له خاصة فالشفاء علة لأزالة المرض.""
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:
قال الشیخ رضی الله عنه : ( إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه إما بالحال أو بالقول، فإن الطبیب إنما یصح أن یقال فیه خادم الطبیعة لو مشى بحکم المساعدة لها، فإن الطبیعة قد أعطت فی جسم المریض مزاجا خاصا به سمی مریضا، فلو ساعدها الطبیب خدمة لزاد فی کمیة المرض بها أیضا، وإنما یردعها طلبا الصحة والصحة من الطبیعة أیضا بإنشاء مزاج آخر یخالف هذا المزاج.
فإذن لیس الطبیب بخادم للطبیعة، وإنما هو خادم لها من حیث إنه لا یصلح جسم المریض ولا یغیر ذلک المزاج إلا بالطبیعة أیضا.
ففی حقها یسعى من وجه خاص غیر عام لأن العموم لا یصح فی مثل هذه المسألة.)
قال الشیخ رضی الله عنه : " إلا أن الخادم المطلوب هنا إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه إما بالحال أو بالقول، فإن الطبیب إنما یصح أن یقال فیه خادم الطبیعة لو مشى بحکم المساعدة لها، فإن الطبیعة قد أعطت فی جسم المریض مزاجا خاصا به سمی مریضا، فلو ساعدها الطبیب خدمة لزاد فی کمیة المرض بها أیضا، وإنما یردعها طلبا الصحة والصحة من الطبیعة أیضا بإنشاء مزاج آخر یخالف هذا المزاج. فإذن لیس الطبیب بخادم للطبیعة، وإنما هو خادم لها من حیث إنه لا یصلح جسم المریض ولا یغیر ذلک المزاج إلا بالطبیعة أیضا.ففی حقها یسعى من وجه خاص غیر عام لأن العموم لا یصح فی مثل هذه المسألة"
ولما حکم رضی الله عنه بکون الطبیب خادما للطبیعة و الرسل وورثتهم خدمة للأمر الإلهی بل الأحوال الممکنات، و المتبادر من الخدمة المطلقة أن یکون فی جمیع الأمور، ولیس الأمر ههنا کذلک.
دفعه بقوله: (إلا أن الخادم المطلوب) بالذکر (ههنا)، أی فی هذا المقام (إنما هو واقف عند مرسوم مخدومه)، أی ما رسمه المخدوم وعینه من أحواله لیخدم الخادم فیه ولا یتجاوز منه إلى غیره من الأحوال ولیس خادما مطلقا ، أی فی جمیع الأمور بل فیما رسمه وعینه .
وذلک ألرسم والتعیین من المخدوم (إما بالحال) کما فی الطبیعة لا تطلب بلسان حالها من الطبیب إلا حفظ الصحة وإزالة المرض، لأن خلقها کذلک فلا تقتضی عند عروها عن الأمور الغریبة إلا ذلک.
فالطبیب، إنما یخدمها فی ذلک لا غیره (وإما بالقول) کالحق سبحانه فإنه رسم لخادمی أمره بالقول أن یخدموه فیما له وجه فی الهدایة لا مطلقا.
ثم بین ما ذکر من أن الخادم المطلوب ههنا إنما هو المقید لا المطلق بقوله : (فإن الطبیب إنما یصح أن یقال فیه خادم الطبیعة لو مشی بحکم المساعدة لها) فیما اقتضته فی حد ذاتها عریة عن العوارض الغریبة کحفظ الصحة وإزالة المرض لا فیما اقتضته مطلقا.
قال رضی الله عنه : (فإن الطبیعة) لإنضیاف العوارض الغریبة إلیها (قد أعطت)، أی اقتضت (فی جسم المریض مزاجا خاصا به سمی مریضا فلو ساعدها الطبیب خدمة)، من حیث اقتضاؤها المرض (لزاد فی کیفیة المرض بها)، أی بواسطة الطبیعة (أیضا) کما کان یخفظ الصحة ویزیل المرض بواسطتها فإنه لا یتحقق تأثیر فی طبیعة المریض صحا ومرضا إلا بالطبیعة ولیس الطبیب مما یزید فیه کمیة المرض بها (وإنما یردعها) ویمنعها عما اقتضته بواسطة العوارض الغریبة .
قال رضی الله عنه : (طلبة للصحة والصحة من الطبیعة أیضا) بعد المرض (بإنشاء مزاج) خاص (آخر) فی جسم المریض (یخالف هذا المزاج) الخاص الذی به سمی مریضا
(فإذن لیس الطبیب بخادم للطبیعة) مطلقا (وإنما هو خادم لها من حیث أنه لا یصلح جسم المریض ولا تغیر ذلک المزاج) الذی به یسمى مریضا (إلا بالطبیعة أیضا ففی حقها)، أی الطبیعة (یسعى) الطبیب ویخدمها (ومن وجه خاص)، وهو اعتبارها من حیث اقتضاؤها.
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص 225
إلّا أنّ الخادم المطلوب هنا أنّما هو واقف عند مرسوم مخدومه إمّا بالحال أو بالقول فإنّ الطبیب أنّما یصحّ أن یقال فیه خادم الطبیعة لو مشى بحکم المساعدة لها، فان الطبیعة قد أعطت فی جسم المریض مزاجا خاصا به سمّی مریضا، فلو ساعدها الطبیب خدمة لزاد فی کمیة المرض بها أیضا و إنّما یردعها طلبا للصحة- و الصحة من الطبیعة أیضا- بإنشاء مزاج آخر یخالف هذا المزاج، فإذن لیس الطبیب بخادم للطبیعة، و إنّما هو خادم لها من حیث إنّه لا یصلح جسم المریض و لا یغیّر ذلک المزاج إلّا بالطبیعة أیضا. ففی حقّها یسعى من وجه خاص غیر عام لأنّ العموم لا یصحّ فی مثل هذه المسألة،
جز اینکه خادم طبیعت، به طور مطلق خادم طبیعت نیست. زیرا طبیعت مریض، مریض است و خدمت به این طبیعت این است که آن چنان که هست او را خدمت کند (یعنى موجبات تشدید مرضش را فراهم کند و خواسته او را که خلاف درمان است اجابت کند.) و این موجب ازدیاد مرض اوست بلکه طبیب خدمت میکند که از راه طبیعت این حال را از طبیعت بگیرد و حال دیگر به طبیعت بدهد.
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۴۶۰-۴۶۱
إلّا أنّ الخادم المطلوب هنا إنّما هو واقف عند مرسوم مخدومه إمّا بالحال أو بالقول، فإنّ الطّبیب أنّما یصحّ أن یقال فیه خادم الطّبیعة لو مشى بحکم المساعدة لها، فإنّ الطبیعة قد أعطت فى جسم المریض مزاجا خاصّا به سمّى مریضا، فلو ساعدها الطّبیب خدمة لزاد فى کمّیة المرض بها أیضا و إنّما یردعها طلبا للصحّة، و الصحّة من الطّبیعة أیضا، بإنشاء مزاج آخر یخالف هذا المزاج. فإذن لیس الطّبیب بخادم للطّبیعة.
یعنى طبیب خادم طبیعت است، و انبیا و رسل و ورثه ایشان خادمان امر الهىاند. لکن طبیب خادم طبیعت نیست مطلقا و رسل نیز خدمه امر الهى على طریق الإطلاق نیستند چه خادم مطلقا آنست که واقف باشد نزد امر مخدومش و تجاوز نکند از مرسومش؛ و طبیب واقف نیست نزد مرسوم طبیعت مطلقا که اگر چنین بودى مساعدت طبیعت کردى در هر حال از احوالش. و یکى از جمله از احوال طبیعت مرض است چه او مزاج خاصّى است که طبیعت او را احداث کرده است. پس اگر مساعد طبیعت بودى در کمیّت مرض زیادت کردى. لکن سعى مىنماید در زوال مرض و تبدیل آن به صحّت، و منع مىکند طبیعت را از مرض و این مطلوب نیز حاصل مىشود به مزاج دیگر از طبیعت که ملائم باشد مطلوب طبیب را.
پس طبیب از روى مزاج ملائم مر شخص را خادم طبیعت باشد نه على طریق الاطلاق لاجرم او خادم بود مر طبیعت را از وجهى و غیر خادم از وجهى دیگر.
و همچنین انبیا و رسل و ورثه ایشان از هادیان سبل خادم نباشند امر الهى را مطلقا، چه امر الهى دو قسم است:
قسمى آنکه متعلّق مىشود به امورى که اقتضا مىکند آن را عین مأمور و این امر ارادیست.
و قسمى دیگر آنکه متعلّق مىشود به امورى که بعضى را از آن اقتضا مىکند عین مأمور و بعضى را نى؛ بلکه مقتضى نقیض آن باشد و آن امر تکلیفى است.
و انبیا و رسل خادمان امر الهىاند یا از روى حال چون اتیان به عبادات و ایراد افعال مبیّنه مر طریق حق را تا امّت به طریق اقتدا سعادت اهتدا دریابند کما قال تعالى: قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللَّهُ و تا عاصى به ضد آن قیام نماید و آلوده رجس شقاوت گردد که وَ أَمَّا الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ، و چون قول او سبحانه و تعالى که فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ
یا از طریق قول چون امر به ایمان و نهى از کفر و طغیان، و از طریق بیان آنچه ثواب و عقاب باشد چنانچه حق تعالى فرمود که: بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْکَ یعنى برسان آنچه بر تو نازل شد تا مطیع واصل گردد به کمالش و عاصى ملاقى شود به وبال اعمالش.
و إنّما هو خادم لها من حیث إنّه لا یصلح جسم المریض و لا یغیّر ذلک المزاج إلّا بالطّبیعة أیضا ففى حقّها یسعى من وجه خاص غیر عامّ لأنّ العموم لا یصحّ فى هذه (فی مثل هذه- خ) المسألة
یعنى خادم بودن طبیب مر طبیب را از آن حیثیّت است که اصلاح نمىکند جسم مریض را و تغییر نمىکند مزاج او را مگر به طبیعت، پس در حق طبیعت سعى مىکند از وجه خاص نه عام، از آنکه عموم درین مسئله صحیح نیست
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۷۸
إلّا أنّ الخادم المطلوب هنا إنّما هو واقف عند مرسوم مخدومه إمّا بالحال أو بالقول. فإنّ الطّبیب إنّما یصحّ أن یقال فیه خادم الطبیعة لو مشى بحکم المساعدة لها، فإنّ الطّبیعة قد أعطت فی جسم المریض مزاجا خاصّا به سمّى مریضا فلو ساعدها الطّبیب خدمة لزاد فی کمّیّة المرض بها أیضا، و إنّما یردعها طلبا للصّحّة- و الصّحّة من الطّبیعة ایضا- بإنشاء مزاج آخر یخالف هذا المزاج. فإذن لیس الطبیب بخادم للطّبیعة، و إنّما هو خادم لهامن حیث إنّه لا یصلح جسم المریض و لا یغیّر ذلک المزاج إلّا بالطّبیعة أیضا. ففی حقّها یسعى من وجه خاصّ غیر عام لأنّ العموم لا یصحّ فی مثل هذه المسألة.
شرح ظاهر است.