عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الحادیة عشر :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( وفی هذا یتفاضل العلماء، فعالم وأعلم. فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغیر وکبیر، وصاف وأصفى، کالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر فی الزجاج یتلون بلونه، وفی نفس الأمر لا لون له. ولکن هکذا تراه.

ضرب مثال لحقیقتک بربک. فإن قلت: إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدک الحس، وإن قلت إنه لیس بأخضر ولا ذی لون لما أعطاه لک الدلیل، صدقت وشاهدک النظر العقلی الصحیح.

فهذا نور ممتد عن ظل وهو عین الزجاج فهو ظل نوری لصفائه.

کذلک المتحقق منا بالحق تظهر صورة الحق فیه أکثر مما تظهر فی غیره. فمنا من یکون الحق سمعه وبصره وجمیع قوة وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذی یخبر عن الحق.

مع هذا عین الظل موجود، فإن الضمیر من سمعه یعود علیه: وغیره من العبید لیس کذلک. فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غیره من العبید. .)

قال رضی الله عنه : " وفی هذا یتفاضل العلماء، فعالم وأعلم. فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغیر وکبیر، وصاف وأصفى، کالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر فی الزجاج یتلون بلونه، وفی نفس الأمر لا لون له. ولکن هکذا تراه. ضرب مثال لحقیقتک بربک. فإن قلت: إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدک الحس، وإن قلت إنه لیس بأخضر ولا ذی لون لما أعطاه لک الدلیل، صدقت وشاهدک النظر العقلی الصحیح. فهذا نور ممتد عن ظل وهو عین الزجاج فهو ظل نوری لصفائه. کذلک المتحقق منا بالحق تظهر صورة الحق فیه أکثر مما تظهر فی غیره. فمنا من یکون الحق سمعه وبصره وجمیع قوة وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذی یخبر عن الحق. مع هذا عین الظل موجود، فإن الضمیر من سمعه یعود علیه: وغیره من العبید لیس کذلک. فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غیره من العبید."

قال رضی الله عنه : (وفی هذا) العرفان (تتفاضل العلماء) بالله سبحانه (فعالم) بالله (و) آخر (أعلم منه) بالله. قال تعالى: "إنما یخشى الله من عباده العلماء" [فاطر: 28]، أی بالله .

وقال علیه السلام لأصحابه رضی الله عنهم: «أنا أعلمکم بالله وأکثرکم منه خشیة».

ورد بمسند ابن حمید و رواه البخاری فی صحیحه بلفظ: "إن أتقاکم وأعلمکم بالله أنا".

فالحق سبحانه (بالنسبة إلى ظل) شیء (خاص) امتد ذلک الظل الوجودی المسمى أمرة ووجها على ذلک الشیء الخاص وهو عین ممکنة معدومة بالعدم الأصلی

(صغیر) ذلک الشیء الخاص کالذرة (وکبیر) کالجبل .

قال رضی الله عنه : (وصاف)، أی لطیف کالنفوس الحیوانیة وقواها المنبثة فی الأجسام (وأصفى) کالأرواح والعقول المجردة (کالنور)، أی بمنزلة شعاع الشمس مثلا (بالنسبة إلى حجابه)، أی حجاب ذلک النور الذی هو الشعاع (عن) عین (الناظر) إلیه حجاب حاصلا (بالزجاج) الأحمر أو الأخضر وغیر ذلک.

قال رضی الله عنه : (فإنه یتلون) ذلک النور (بلونه)، أی بلون ذلک الزجاج فی نظر الحس عند الناظر (وفی نفس الأمر) مع عدم اعتبار نظر الحس عند الناظر (لا لون له)، أی لذلک النور الظاهر أصلا (ولکن هکذا)، أی على حسب ألوان الزجاج (تراه)، أی ترى النور الظاهر بلون الزجاج یا أیها الإنسان (ضرب) مفعول ثان لتراه (مثال الحقیقتک) یا أیها الإنسان فی ظاهر و باطنک مع جمیع أحوالک القائمة (بربک) الحق سبحانه وتعالی.

قال رضی الله عنه : (فإن رأیته) کذلک ومع ذلک (قلت إن النور) الظاهر لک بلون الزجاج (أخضر) مثلا (کخضرة الزجاج صدقت وشاهدک) على صدق قولک (الحس)، أی نظر العین منک ومن غیرک.

(وإن قلت إنه)، أی ذلک النور (لیس بأخضر ولا) هو بنور (ذی)، أی صاحب (لون) من الألوان أصلا (لما)، أی على مقتضی الوصف الذی (أعطاه لک الدلیل) بأن النور لا لون له أصلا وهو منزه عن جمیع الألوان .

قال رضی الله عنه : (صدقت) فی ذلک (وشاهدک) على صدق قولک (النظر)، أی الدلیل (العقلی)، أی المنسوب إلى العقل (الصحیح) الذی لا شبهة فیه أصلا وذلک أن النور لو کان له لون یخصه لما قبل أن یظهر فی ألوان الزجاج على مقتضى ما هی علیه السلام.

تلک الألوان فى نفسها وهو ظاهر کذلک من غیر أن یغیر من لون الزجاج شیئا مع تضاد تلک الألوان وعدم مناسبة بعضها لبعض وعدم المشابهة بینها، فإن اللون الأسود غیر اللون الأحمر والأصفر والأزرق والأخضر وغیر ذلک.

فلا لون للنور من حیث هو أصلا ولو کان له لون فی نفسه على ما هو علیه لغیر شیئا من ألوان الزجاج حین ظهوره ومصبوغ به إذا علمت ما ذکر .

قال رضی الله عنه : (فهذا)، أی شعاع الشمس الذی هو ظل عنها (نور ممتد عن ظل) أیضا (هو)، أی ذلک الظل (عین الزجاج) الملون فقد امتد النور الذی هو نور الشمس مثلا وهو شعاعها عن الشمس فهو ظل الشمس وعن عین الزجاج الملون أیضا فهو ظل عین الزجاج الملون (فهو) أی ذلک النور الممتد على عین الزجاج الملون (ظل نوری) على ما هو علیه فی نفسه لا لون له أصلا وإن تلون بلون الزجاج (لصفائه) فی نفسه مع قطع النظر عن لون الزجاج.

قال رضی الله عنه : (کذلک)، أی مثل ما ذکر من ضرب المثال الإنسانی (المتحقق منا) معشر المحققین (بالحق) تعالى، فإنه (تظهر) له (صورة الحق) تعالى (فیه) وهو الوجود المطلق المنزه عن مشابهة کل ما عداه (أکثر مما تظهر)، أی من ظهورها (فی غیره)، أی غیر ذلک المتحقق من جمیع السالکین والعارفین وأما المنقطعون فلا ظهور للحق تعالى فیهم لهم أصلا وإن صدقوا لوجدوه وعبدوه فی صورة تخیلاتهم فإنهم غافلون عن ظهوره لهم بهمن.

قال رضی الله عنه : (فمنا)، أی معشر المحققین (من یکون) وجود (الحق) تعالی (سمعه) الذی یسمع به وبصره الذی یبصر به (وجمیع قواه) الباطنة (وجوارحه) الظاهرة کیده ورجله (بعلامات) عنده (قد أعطاها له الشرع) المحمدی (الذی یخبر عن الحق تعالی) وهو التقرب بنوافل الأعمال إلى حضرة ذی الجلال بوصف الإخلاص والرغبة والإقبال.

قال رسول الله صلى الله علیه وسلم لی فی حدیثه القدسی: «ما یزال عبدی یتقرب إلی بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته کنت سمعه الذی یسمع به وبصره الذی یبصر به ویده التی یبطش بها ورجله التی یمشی بها وإن سألنی لأعطینه وإن استعاذنی لأعیذنه».

قال رضی الله عنه : (ومع هذا)، أی مع کون الحق تعالی سمعه وبصره کما ذکر (عین الظل) الذی هو مقید بلون الزجاج (موجود) بوجود ظل الشمس الذی هو شعاعها (فإن الضمیر من) قوله صلى الله علیه وسلم کنت سمعه وبصره ویده ورجله (یعود علیه).

أی على ذلک الظل المنبعث عن الزجاج الذی هو فی نفس الأمر ظل الشمس، لأن شعاعها المنبعث عنها وهو أیضا ظل الزجاج المنبعث عنه من حیث هو متلون بلون الزجاج وهو العبد الذی قیل عنه : «ما یزال عبدی یتقرب إلی بالنوافل» الحدیث .

فالعبد موجود والحق تعالی أیضا موجود، والوجود واحد مطلق لله تعالى، مقید بالقیود الإمکانیة العدمیة للعبد الحادث (وغیره)، أی غیر ذلک العبد المتحقق بما ذکر (من) بقیة (العبید لیس کذلک) قال تعالى : "قل هل یستوی الذین یعلمون والذین لا یعلمون إنما یتذکر أولوا الألباب " [الزمر: 9].

وقال تعالى: "أم نجعل الذین آمنوا وعملوا الصالحات کالمفسدین فى الأرض أم نجعل المتقین کالفجار " [ص: 28] إلى غیر ذلک من الآیات .

قال رضی الله عنه : (فنسبه هذا العبد) المتحقق بما ذکر من المعرفة عن کشف و شهود وذوق لا عن مجرد تخیل فی النفس وحفظ للمعنى (أقرب عنده إلى وجود الحق) تعالى (من نسبة غیره من العبد) إلى وجود الحق تعالی.

کما قال سبحانه : " ونحن أقرب إلیه منکم ولکن لا تبصرون" [الواقعة: 85].

وقال سبحانه: «نحن أقرب إلیه من حبل الورید" [ق: 16].

وقال سبحانه:: "استمع یوم ینادون من مکان قریب" [ق: 41].

وقال سبحانه: : " أولئک ینادون من مکان بعید" [فصلت : 44].


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( وفی هذا یتفاضل العلماء، فعالم وأعلم. فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغیر وکبیر، وصاف وأصفى، کالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر فی الزجاج یتلون بلونه، وفی نفس الأمر لا لون له. ولکن هکذا تراه.

ضرب مثال لحقیقتک بربک. فإن قلت: إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدک الحس، وإن قلت إنه لیس بأخضر ولا ذی لون لما أعطاه لک الدلیل، صدقت وشاهدک النظر العقلی الصحیح.

فهذا نور ممتد عن ظل وهو عین الزجاج فهو ظل نوری لصفائه.

کذلک المتحقق منا بالحق تظهر صورة الحق فیه أکثر مما تظهر فی غیره. فمنا من یکون الحق سمعه وبصره وجمیع قوة وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذی یخبر عن الحق.

مع هذا عین الظل موجود، فإن الضمیر من سمعه یعود علیه: وغیره من العبید لیس کذلک. فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غیره من العبید. )

وقال رضی الله عنه : (وفی هذا) العلم (یتفاضل العلماء فعالم بالله واعلم) فإن هذه المسألة من أغمض مسائل العلوم الإلهیة فکانت محلا لتفاوت شأن العلماء.

ولما بین حکم نسبته الظل إلى الحق أراد أن یبین نسبته الحق إلى الظل بقوله: (فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغیر وکبیر وصاف وأصفی) فی حکم الحس لا فی نفس الأمر فإن الظل قد یکون مساویة للشخص وقد یکون صغیرة وکبیرة بحسب اختلاف الأوقات .

فمن نظر إلى الظل مع غیبة عن الشخص وقد حکم على الشخص یحکم الظل بحسب الصور المختلفة والشخص باق على حاله لا یختلف باختلاف الصور الظلیة .

فکذلک الحق باقی على حاله منزه عن هذه الأمور فی نفسه لکن الحس یحکم علیه بهذه الأحکام المختلفة من أحکام الظل بحسب المحل .

ومثال کون الحق محکوم علیه بهذه الأمور المختلفة (کالنور) أی ضیاء الشمس (بالنسبة إلى حجابه) أی إلى ما یحجبه (عن الناظر) .

قوله رضی الله عنه : (فی الزجاج) متعلق بحجابه أی حجابه الحاصل فی الزجاج او متعلق بالنور أی کالنور الحاصل فی الزجاج أو متعلق بالناظر (یتلون) هذه النور (بلونه) أو بلون الزجاج فی الحس.

وقال رضی الله عنه : (وفی نفس الأمر لا لون له) أی للنور وإنما کان اللون فی الحقیقة للزجاج لا له.

(ولکن هکذا نراه) مبنی للمفعول أی أرانا الحق النور فی الزجاج حال کونه متلونا بالألوان المختلفة .

وقال رضی الله عنه : (ضرب) أی نوع (مثال لحقیقتک بربک) أی مع ربک (فإن قلت إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدک) اسم فاعل (الحس وإن قلن إنه لیس بأخضر ولا ذی لون لما أعطاه لک الدلیل صدقت وشاهدک) على ما حکم به الدلیل (النظر العقلی الصحیح) .

إذ الدلیل نتیجة النظر العقلی لا نفس النظر العقلی فیجعل شاهدا علیه وجاز أن یکون معناه وشاهدک أی ودلیلک فحینئذ یجعل الدلیل عین النظر العقلی .

(فهذا) أی النور المتلون بلون الزجاج (نور ممتد عن ظل وهو) أی الظل الذی امتد عنه هذا النور (عین الزجاج فهو) أی النور المتلون (ظل نوری لصفائه) أی لصفاء الزجاج فبقی أصل النور على حاله منزها عن التلون فکما أن النور یختلف علیه الأحکام بحسب ظروفه .

وقال رضی الله عنه :  (وکذلک المتحقق منا بالحق تظهر لصفاء صورة الحق فیه أکثر مما تظهر فی غیره) لاختلاف أعیاننا فلا نسع الحق منا إلا بحسب قابلیتنا .

(فمنا من یکون الحق سمعه وبصره وجمیع قواه وجوارحه بعلامات) بدلائل (قد أعطاها) أی هذه العلامات الشرع الذی یخبر عن الحق وهو إشارة إلى الحدیث القدسی کنت سمعه وبصره الخ .

وقال رضی الله عنه : (ومع هذا) أی مع کونه الحق جمیع قوی وجوارح هذا العبد (عین الظل) وهو العبد (موجود) لا فإن فی الحق (فإن الضمیر) أی ضمیر قوله سمعه وبصره (یعود إلیه) أی على العبد فعود الضمیر على الشیء یدل على وجود ذلک الشیء .

وقال رضی الله عنه : (وغیره من العبید لیس کذلک) أی لیس بظهر الحق فیهم کظهوره فیه (فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غیره من العبید) إلى وجود الحق فما حکم على الحق بالأحکام المختلفة إلا أعیاننا فالحق فی نفسه منزه عن هذه الأحکام .


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( وفی هذا یتفاضل العلماء، فعالم وأعلم. فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغیر وکبیر، وصاف وأصفى، کالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر فی الزجاج یتلون بلونه، وفی نفس الأمر لا لون له. ولکن هکذا تراه.

ضرب مثال لحقیقتک بربک. فإن قلت: إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدک الحس، وإن قلت إنه لیس بأخضر ولا ذی لون لما أعطاه لک الدلیل، صدقت وشاهدک النظر العقلی الصحیح.

فهذا نور ممتد عن ظل وهو عین الزجاج فهو ظل نوری لصفائه.

کذلک المتحقق منا بالحق تظهر صورة الحق فیه أکثر مما تظهر فی غیره. فمنا من یکون الحق سمعه وبصره وجمیع قوة وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذی یخبر عن الحق.

مع هذا عین الظل موجود، فإن الضمیر من سمعه یعود علیه: وغیره من العبید لیس کذلک. فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غیره من العبید. .)

قال رضی الله عنه : " وفی هذا یتفاضل العلماء، فعالم وأعلم. فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغیر وکبیر، وصاف وأصفى، کالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر فی الزجاج یتلون بلونه، وفی نفس الأمر لا لون له. ولکن هکذا تراه.  ضرب مثال لحقیقتک بربک. فإن قلت: إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدک الحس، وإن قلت إنه لیس بأخضر ولا ذی لون لما أعطاه لک الدلیل، صدقت وشاهدک النظر العقلی الصحیح. فهذا نور ممتد عن ظل وهو عین الزجاج فهو ظل نوری لصفائه. کذلک المتحقق منا بالحق تظهر صورة الحق فیه أکثر مما تظهر فی غیره. فمنا من یکون الحق سمعه وبصره وجمیع قوة وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذی یخبر عن الحق. مع هذا عین الظل موجود، فإن الضمیر من سمعه یعود علیه: وغیره من العبید لیس کذلک. فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غیره من العبید. "

المعنى ظاهر.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( وفی هذا یتفاضل العلماء، فعالم وأعلم. فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغیر وکبیر، وصاف وأصفى، کالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر فی الزجاج یتلون بلونه، وفی نفس الأمر لا لون له. ولکن هکذا تراه.

ضرب مثال لحقیقتک بربک. فإن قلت: إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدک الحس، وإن قلت إنه لیس بأخضر ولا ذی لون لما أعطاه لک الدلیل، صدقت وشاهدک النظر العقلی الصحیح.

فهذا نور ممتد عن ظل وهو عین الزجاج فهو ظل نوری لصفائه.

کذلک المتحقق منا بالحق تظهر صورة الحق فیه أکثر مما تظهر فی غیره. فمنا من یکون الحق سمعه وبصره وجمیع قوة وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذی یخبر عن الحق.

مع هذا عین الظل موجود، فإن الضمیر من سمعه یعود علیه: وغیره من العبید لیس کذلک. فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غیره من العبید. .)

قال رضی الله عنه : ( وفی هذا یتفاضل العلماء ، فعالم وأعلم ) .

یشیر رضی الله عنه : إلى کلیات أذواق علماء العالم على اختلاف مشاهدهم ومشاربهم :

فإن کان شهودک الوجود الحق ظهر فی عینک الثابتة بمقتضى خصوصها ، فأنت حق .

وإن کان مشهدک الکثرة والتجدّد والتحدّد والتعیّن والاختلاف والتمیّز والتبیّن ، فأنت عالم وخلق وسوى .

وإن کان مشهدک أنّک ذو وجهین وظاهر باعتبارین ، فأنت حق من وجه ، خلق من وجه ، فأنت بهویتک وعینک حق واحد أحد ، وبصورتک وأنانیّتک خلق أو ظاهر أو مظهر أو شهادة للحق .

وإن کان مشهدک الکثرة والاختلاف ورأیت أنّ هذه الکثرة من عین الوحدة ، وفیها نسبها وإضافاتها ، فأنت من أهل الله .

وإن کان مشهدک حجابیّات الکثرة وصنمیّات الأشیاء ، ولا ترى غیر العالم فأنت من أهل الحجاب .

وإن رأیت حقّا بلا خلق ، فأنت صاحب شهود حالیّ .

وإن رأیت حقّا فی خلق وهو غیره ، فأنت قائل بالحلول أو قائل بالاتّحاد .

وإن رأیت خلقا فی حق مع أحدیة العین ، فأنت على الشهود الحقیقی .

وإن شهدت حقا فی خلق وخلقا فی حق من وجهین وباعتبارین مع أحدیة العین ، فأنت کامل الشهود ، فاشکر الله تعالى على ما هداک وأولاک وولَّاک .

قال رضی الله عنه : ( فالحق بالنسبة إلى ظلّ خاصّ صغیر وکبیر وصاف وأصفى کالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر إلى الزجاج یتلوّن بلونه ، وفی نفس الأمر لا لون له ، ولکن هذا تراه ضرب مثال لحقیقتک بربّک ) .

یعنی رضی الله عنه : ظهور الحق فی حقیقة ظاهرة ظهور ظاهر صاف ، کظهور النور فی الزجاج الصافی الذی لا لون له ، وفی الملوّن ملوّن ، کذلک فی الکدر کدر.

فإنّ لون الماء لون إنائه ، فمن کان فی حقیقته لا لون له على التعیّن ، ظهور النور فیه کما هو فی ذاته ، خارجا عن المرآة ، کما قلنا : أنا الآن من ماء إناء بلا لون .

قال رضی الله عنه : ( فإن قلت : النور أخضر لخضرة الزجاج ، صدقت وشاهدک الحسّ . وإن قلت : لیس بأخضر ولا ذی لون کما أعطاه لک الدلیل صدقت وشاهدک النظر العقلی الصحیح . فهذا نور ممتدّ عن ظلّ هو عین الزجاج ، فهو ظلّ نوری لصفائه ) .

یعنی : ظهور الوجود الحق فی عالم الأمر والعقول والنفوس ظهور نوری ، فهی أنوار ظلالیّة أو ظلال نوریة فإنّ الاعتبارین فیها سائغان بحسب ذوقک غیر متحیّزة ولا جسمانیة .

ولکن لها صبغة من صبغ الجسمانیات ، وظهوره فی الزجاج غیر الملوّن کظهور نور الوجود فی أعیان الأرواح والعقول ، فافهم . أو کظهور التجلَّی فی قابلیة العارف والمحقّق .

قال رضی الله عنه : ( کذلک المتحقّق منّا بالحق تظهر لصفائه صورة الحق فیه أکثر ممّا تظهر فی غیره ، فمنّا من یکون الحق سمعه وبصره وجمیع قواه وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشارع الذی یخبر عن الحق ، ومع هذا عین الظلّ موجود ) .

یعنی : أنّک موجود ، وظهور الحق فیک بحسبک مشهود .

قال رضی الله عنه : ( فإن الضمیر من " سمعه " وغیره یعود علیه ، وغیره من العبید لیس کذلک ، ونسبة هذا العبد إلى وجود الحق أقرب من نسبة غیره من العبید) .

قال العبد : فکذلک صاحب الفرائض الذی یسمع به الحق ویبصر به ویأخذ ویعطی فهو سمع الحق وبصره وعینه ، وکذلک الذی یجمع بین القربین ، والذی فی مقام التشکیک ، والذی فی مقام التمحّض على ما تقرّر وتحرّر ، فتذکَّر وتأمّل وتدبّر تعرف مقامات رجال الله وأولیاء الله وأهله ، لا أولیاء الأوامر والنواهی الإلهیّة ، إن شاء الله تعالى .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( وفی هذا یتفاضل العلماء، فعالم وأعلم. فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغیر وکبیر، وصاف وأصفى، کالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر فی الزجاج یتلون بلونه، وفی نفس الأمر لا لون له. ولکن هکذا تراه.

ضرب مثال لحقیقتک بربک. فإن قلت: إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدک الحس، وإن قلت إنه لیس بأخضر ولا ذی لون لما أعطاه لک الدلیل، صدقت وشاهدک النظر العقلی الصحیح.

فهذا نور ممتد عن ظل وهو عین الزجاج فهو ظل نوری لصفائه.

کذلک المتحقق منا بالحق تظهر صورة الحق فیه أکثر مما تظهر فی غیره. فمنا من یکون الحق سمعه وبصره وجمیع قوة وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذی یخبر عن الحق.

مع هذا عین الظل موجود، فإن الضمیر من سمعه یعود علیه: وغیره من العبید لیس کذلک. فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غیره من العبید.)

قال رضی الله عنه : ( وفی هذا یتفاضل العلماء فعالم وأعلم )

" ما " فی ما أنت : استفهامیة ، والأکثر فی الاستعمال حذف الألف عند دخول حرف الجر علیها ، کقولهم : بم ومم ، وقد یقع إثباتها فی کلامهم أی اعرف عینک الثابتة فی الغیب ، فإنها شأن من الشؤون الذاتیة للحق وصورة من صور معلوماته ، وما أنت إلا الوجود الحق الظاهر فی خصوصیة عینک الثابتة وما نسبتک إلى الحق إلا نسبة المقید إلى المطلق ، وأنت من حیث هویتک وحقیقتک حق .

ومن حیث تعینک واختلاف هیئاتک عالم وغیر .

ثم إن مشاهد العرفاء فی ذلک مختلفة ، فباختلاف المشاهد یتفاضلون :

فمن شهد التعین والتکثر شهد الخلق .

ومن شهد الوجود الأحدى المتجلى فی هذه الصور شهد الحق .

ومن شهد الوجهین شهد الخلق والحق باعتبارین ، مع أن الحقیقة واحدة ذات وجهین .

ومن شهد الکل حقیقة واحدة متکثرة بالنسب والإضافات أحدا بالذات کلا بالأسماء ، فهو من أهل الله العارفین باللَّه حق المعرفة .

ومن شهد الحق وحده بلا خلق فهو صاحب حال فی مقام الفناء والجمع .

ومن شهد الحق فی الخلق والخلق فی الحق فهو کامل الشهود فی مقام البقاء بعد الفناء والفرق بعد الجمع وهو مقام الاستقامة وذلک أعلم.

"" إضافة بالی زادة :  إذا تفطنت ما أوضحته لک فتوجه إلى نفسک ( فاعرف عینک ) أی وجودک الخارجی ( و )اعرف ( من أنت ) أموجود حقیقی أو متوهم ( و ) اعرف ( ما هویتک ) هو الحق أم غیره ( و ) اعرف ( ما نسبتک إلى الحق ) واعرف ( بما ) أی بأی سبب ( أنت ) حق واعرف ( بما ) أی بأی سبب أنت ( عالم وسوى وغیر وما شاکل هذه الألفاظ ) وهذا الکلام إخبار فی صورة الإنشاء ، یعنى إذا تفطنت ما أوضحته لک فقد عرفت فی نفسک هذه الأمور فظفرت المطلب الأعلى اهـ. ""

قال رضی الله عنه : ( فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغیر وکبیر صاف وأصفى ، کالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر فی الزجاج یتلون بلونه وفی نفس الأمر لا لون له ، ولکن هکذا تراه ضرب مثال لحقیقتک بربک ) .

ضرب مثال نصب على المصدر : أی ضرب ضرب مثال أو حال ، ویجوز أن یکون مفعولا ثانیا أی تعلمه ضرب المثال لحقیقتک ، والباء فی بربک بمعنى مع أی ضرب مثال لحقیقتک مع ربک والمعنى أن الحق فی المظاهر یختلف باختلافها کالنور بالنسبة إلى ما یحجبه من الزجاجات المختلفة الجوهر واللون عن الناظر فإن شعاع اللون یتلون بألوان له الزجاجات وراءها مع أن النور لا لون له ، وإن کانت الزجاجة صافیة شفافة بقی النور على صفائه من ورائها ، وإن تکدرت تکدر النور .

کما قیل : لون الماء لون إنائه ، فالحق یتجلى فی الأعیان بصور أحوالها ، فهو کالنور وحقیقتک کالزجاجة ( فإن قلت : إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدک الحس.

وإن قلت : إنه لیس بأخضر ولا ذی لون کما أعطاه لک الدلیل صدقت وشاهدک النظر العقلی الصحیح ) ظاهر .

"" إضافة بالی زادة :  ولما بین حکم نسبة الظل إلى الحق أراد أن یبین نسبة الحق إلى الظل بقوله ( فالحق بالنسبة إلى ظل ) فی حکم الحس لا فی نفس الأمر ، فإن الظل قد یکون مساویا للشخص وقد یکون صغیرا أو کبیرا بحسب اختلاف الأوقات .

فمن نظر إلى الظل مع عینه عن الشخص وقد حکم على الشخص حکم الظل بحسب الصور المختلفة والشخص باق على حاله لا یختلف باختلاف الصور الظلیة ، فکذلک الحق باق على حاله منزه عن هذه الأمور فی نفسه ، لکن الحس یحکم علیه بهذه الأحکام المختلفة من أحکام الظل بحسب المحل ، ومثال کون الحق محکوما علیه بهذه الأمور المختلفة اهـ بالى  ( کالنور ) أی ضیاء الشمس ( بالنسبة إلى حجابه ) أی إلى ما یحجبه ( عن الناظر فی الزجاج ) متعلق بحجابه ، أی حجابه الحاصل فی الزجاج ، أو متعلق بالنور : أی کالنور الحاصل فی الزجاج ، أو بالناظر ( یتلون ) هذا النور اهـ. بالى زادة.. ""


( فهذا نور ممتد عن ظل وهو عین الزجاج فهو ظل نوری لصفائه ) هذا إشارة إلى النور بالنسبة إلى حجابه الصافی وأصفى ، فإنه نور ممتد عن ظل هو عین الزجاج الصافی الشفاف ، کظهور الحق فی عالم الأمر لصور الأرواح من العقول والنفوس المجردة ظهورا نوریا فإنه إذا ظهر بصورة روحانیة عقلیة فهو ظل نوری لصفائه لا ظلمة فیه ، والممتد عن الزجاج الملون کظهور الحق فی صورة نفس منصبغة بصبغ الهیئات الجسمانیة ، فإن النفس الناطقة وإن کانت غیر جسمانیة لکنها تتکدر وتتلون بالهیئات البدنیة.

( کذلک المتحقق منا بالحق تظهر صورة الحق فیه أکثر مما تظهر فی غیره ، فمنا من یکون الحق سمعه وبصره وجمیع قواه وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذی یخبر عن الحق ومع هذا عین الظل موجود ، فإن الضمیر من سمعه یعود علیه ، وغیره من العبید لیس کذلک ، فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غیره من العبید.)

المتحقق بالحق هو الذی فنى فی صفات الحق عن صفاته فقام الحق مقام صفاته ، أو فی ذات الحق عن ذاته فقام الحق مقام ذاته ، فالأول هو المشار إلیه بقولنا : فمنا من یکون الحق سمعه وبصره ، بعلامات أی آیات تدل على ذلک أخبر عنها الشارع فی الحدیث المشهور المذکور قبل.

فهذا العبد أقرب إلى الحق من سائر العبید الفاعلین بصفاتهم الواقفین مع حجبها ، وهذا یسمى قرب النوافل وعین الظل ، أی الوجود الإضافی الذی هو أنیته موجود فیه ، وظهور الحق فیه بحسب الصفات فیه مشهود .

لأن الضمیر فی سمعه وسائر قواه وجوارحه یعود إلى الوجود الخاص الذی هو الظل ، وأقرب من هذا القرب قرب الفرائض ، وهو القسم الثانی الذی هو الفانی بالذات الباقی بالحق ، وهو الذی یسمع به الحق ویبصر به فهو سمع الحق وبصره بل صورة الحق .

کالذی قال فیه : " وما رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ ولکِنَّ الله رَمى. "


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( وفی هذا یتفاضل العلماء، فعالم وأعلم. فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغیر وکبیر، وصاف وأصفى، کالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر فی الزجاج یتلون بلونه، وفی نفس الأمر لا لون له. ولکن هکذا تراه.

ضرب مثال لحقیقتک بربک. فإن قلت: إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدک الحس، وإن قلت إنه لیس بأخضر ولا ذی لون لما أعطاه لک الدلیل، صدقت وشاهدک النظر العقلی الصحیح.

فهذا نور ممتد عن ظل وهو عین الزجاج فهو ظل نوری لصفائه.

کذلک المتحقق منا بالحق تظهر صورة الحق فیه أکثر مما تظهر فی غیره. فمنا من یکون الحق سمعه وبصره وجمیع قوة وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذی یخبر عن الحق.

مع هذا عین الظل موجود، فإن الضمیر من سمعه یعود علیه: وغیره من العبید لیس کذلک. فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غیره من العبید. .)

قال رضی الله عنه : ( وفی هذا ) أی ، فی هذا العلم . ( تتفاضل العلماء : فعالم ) بالله ، (وأعلم .)

(فالحق بالنسبة إلى ظل خاص ، صغیر وکبیر ، وصاف وأصفى ) أی ، الحق بالنسبة إلى کل واحد من الأعیان التی هی الظلال ، یظهر صغیرا ، وکبیرا ، وکثیفا ، ولطیفا ، وصافیا ، وأصفى .

وذلک لأن المرآة لها أحکام فی ظهور المرئی - کما مر من أن الصورة تظهر فی المرآة الصغیرة صغیرة ، والکبیرة کبیرة - وإذا کانت قریبة من البساطة ، یظهر الحق فیها على غایة الصفاء واللطافة ، کأعیان المجردات .

وإذا کانت بالعکس تظهر فی غایة الکثافة کأعیان من یوصف بأسفل السافلین .

وهو فی نفس الأمر منزه عن اللطافة والکثافة والصغر والکبر .

فقوله رضی الله عنه : ( صغیر وکبیر ) یجوز أن یکون مرفوعا على أنه خبر المبتدأ . ویجوز أن یکون مجرورا صفة ( لظل خاص ) .


وخبر المبتدأ قوله : ( کالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر فی الزجاج : یتلون بلونه ، وفی نفس الأمر لا لون له ) . وعلى الأول ، قوله : ( کالنور ) خبر مبتدأ محذوف .

تقدیره : فهو ( کالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر فی الزجاج ) . أی ، بالنسبة إلى ما یحجبه عن الناظر فی الزجاج . وفی بعض النسخ : ( بالزجاج ) . وهو متعلق بحجابه .

قال رضی الله عنه : (یتلون بلونه ، وفی نفس الأمر لا لون له . ولکن هکذا تراه ضرب مثال لحقیقتک بربک ) . ( تراه ) مبنى للمفعول ، من ( أرى ، یرى ) بضم الفاء وکسر العین .

أی ، أرانا الحق حال النور وظهوره ملونا بألوان مختلفة وغیر ملون فی الزجاج المتلون وغیر المتلون وهو فی نفس الأمر لا لون له ، نوع مثال لحقیقتنا مع ربنا ، لنعلم أنه الواحد الحقیقی الذی لا صورة له فی نفسه تحصره ، وهو الذی یظهر فی صور الکثرات التی هی مظاهر الأسماء والصفات .


وشبه الحق ب‍( النور ) ، والحقائق ب‍( الزجاجات المتنوعة ) ، وظهورات الحق فی العالم ب‍

( الألوان المختلفة ) . و ( الضرب ) هنا بمعنى النوع ، أی ، نوع ( مثال ) . و ( الباء ) فی

( بربک ) بمعنى ( مع ) .

قال رضی الله عنه : (فإن قلت : إن النور أخضر بخضرة الزجاج ، صدقت ، وشاهدک الحس . وإن قلت : لیس بأخضر ولا ذی لون لما أعطاه لک الدلیل ، صدقت ، وشاهدک النظر العقلی الصحیح ) .

وإنما جعل النظر العقلی شاهدا على ما حکم به الدلیل ولم یجعله عینه ، لأنه نتیجة النظر العقلی ، فلیس عینه .

قال رضی الله عنه : ( فهذا نور ممتد عن ظل هو عین الزجاج ، فهو ظل نوری لصفائه ، ) أی ، هذا النور الملون بالزجاج ممتد عنه ، فهو ظل نوری لصفائه . والغرض منه ، استدلال بما فی الخارج على ما فی الغیب .

( فهذا نور ) إشارة إلى الوجود الخارجی ، أی ، هذا النور الوجودی ممتد فی الخارج بحسب

استعدادات الأعیان وقابلیاتها . وتلک الأعیان هی عین الزجاج الذی قبل النور ، وجعله منصبغا بصبغة الذی یقتضیه استعداده . فالوجود الکونی ظل نوری لصفائه وانصباغه بأصباغ الأعیان .

قال رضی الله عنه : (کذلک المتحقق منا بالحق ، تظهر لصفائه صورة الحق فیه أکثر مما یظهر فی غیره ) . أی ، کما أن الزجاج لأجل صفائه یمتد عنه ظل نوری منور لما فی البیت ،

کذلک ( المتحقق ) بالحق ، أی بالوجود الحقانی وکمالاته والمتخلق بالأخلاق الإلهیة ، ( منا ) ، أی من أهل العالم کله أو من الأفراد الإنسانیة ، تظهر صورة الحق ، وهی الکمالات الإلهیة والصفات الربانیة .

فیه أکثر مما تظهر فی غیره الذی لم یتخلق بها ولم یتحقق بالحق ، فینور غیره ویظهر ما فیه من الکمالات . وذلک التحقق بحسب صفاء استعداده وقابلیة عینه لا غیر .

قال رضی الله عنه : ( فمنا من یکون الحق سمعه وبصره وجمیع قواه وجوارحه بعلامات ) أی ، بدلائل .

( قد أعطاها الشرع الذی یخبر عن الحق ) . إشارة إلى الحدیث القدسی : " لا یزال العبد یتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه . فإذا أحببته ، کنت سمعه وبصره "إلى آخره .

قال رضی الله عنه : ( ومع هذا عین الظل موجود ، فإن الضمیر ) . أی ، ضمیر ( سمعه ) و ( بصره ) .

( یعود علیه ) . أی ، على العبد . ( وغیره من العبید لیس کذلک . فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غیره من العبید ) .

قد مر أن للوجود بالنسبة إلى الأعیان اعتبارات ثلاث :

الأول ، أن الموجود الخارجی وجود متشکل بأشکال الحقائق الغیبیة بحکم ظهوره فی مرآیا الأعیان وهی ( ما شمت رایحة الوجود ) بعد .

فالحق بهذا الاعتبار عین سمع کل واحد وعین قواه وجوارحه . ولا یختص هذا المعنى بالکمل .

والامتیاز بینهم وبین غیرهم من العوام ، فی ذلک ، یکون بالعلم والقدرة ، وظهور

أنوار تلک القوى فیهم أکثر من غیرهم ، فیکونوا أقرب إلى مقام الجمع الإلهی من غیرهم .


تابع مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

والثانی ، أن الأعیان هی الموجودة فی الخارج بحکم ظهورها فی مرآة الوجود ،فالموجود خلق.

وحینئذ کل من یترقى عن مرتبة الخلقیة بفناء صفاته فی صفات الحق وتتبدل بشریته بالحقیة ، یبقى الحق عوضا عما فنى منه ، فیکون سمعه وبصره وجوارحه ، وعین العبد باقیة . فیختص هذا المعنى بهؤلاء الکمل .

والاعتبار الثالث ، وهو ظهور کل منهما فی مرآة الآخر . ویجمع هذا الاعتبار أحکام الاعتبارین المذکورین .

وکلام الشیخ رضی الله عنه  هنا جامع الاعتبارات الثلاث ، یظهر بأدنى تأمل


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( وفی هذا یتفاضل العلماء، فعالم وأعلم. فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغیر وکبیر، وصاف وأصفى، کالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر فی الزجاج یتلون بلونه، وفی نفس الأمر لا لون له. ولکن هکذا تراه.

ضرب مثال لحقیقتک بربک. فإن قلت: إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدک الحس، وإن قلت إنه لیس بأخضر ولا ذی لون لما أعطاه لک الدلیل، صدقت وشاهدک النظر العقلی الصحیح.

فهذا نور ممتد عن ظل وهو عین الزجاج فهو ظل نوری لصفائه.

کذلک المتحقق منا بالحق تظهر صورة الحق فیه أکثر مما تظهر فی غیره. فمنا من یکون الحق سمعه وبصره وجمیع قوة وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذی یخبر عن الحق.

مع هذا عین الظل موجود، فإن الضمیر من سمعه یعود علیه: وغیره من العبید لیس کذلک. فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غیره من العبید. .)


قال رضی الله عنه : ( وفی هذا یتفاضل العلماء، فعالم وأعلم. فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغیر وکبیر، وصاف وأصفى، کالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر فی الزجاج یتلون بلونه، وفی نفس الأمر لا لون له. ولکن هکذا تراه. ضرب مثال لحقیقتک بربک. فإن قلت: إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدک الحس، وإن قلت إنه لیس بأخضر ولا ذی لون لما أعطاه لک الدلیل، صدقت وشاهدک النظر العقلی الصحیح. فهذا نور ممتد عن ظل وهو عین الزجاج فهو ظل نوری لصفائه. کذلک المتحقق منا بالحق تظهر صورة الحق فیه أکثر مما تظهر فی غیره. فمنا من یکون الحق سمعه وبصره وجمیع قوة وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذی یخبر عن الحق. )

ثم عظم هذه المعرفة، فقال: (وفی هذا) العرفان الجامع للحقائق الکلیة من الحق، والعالم (تتفاضل العلماء) لا فی سواه من العلوم، فإنها لیست علوما مقصودة لذواتها إن کانت مقدمات لهذا العلم، وإلا فلیست بشیء أصلا.

(فعالم وأعلم) فی هذا العلم لا غیر، وإن وقع التفاضل هناک أیضا بحسب المتعارف، فهم وإن کانوا ظلال الحق فالتفاوت واقع فیهم بتفاوت الأعیان الثابتة، فیقع ذلک فی ظهور الحق بهذه الظلال.

(فالحق) باعتبار ظهوره (بالنسبة إلى ظل خاص)، وإن لم یقع فی ظهوره تفاوت بالنسبة إلى أحدیة الظل فی الکل (صغیر وکبیر) کالمفضول والفاضل، (وصاف) کالعالم والأعلم.

إذ ظهوره فیها نور ظهر فی هذه الظلالات التی هی على صورة الغیب المجهول، فأظهرها على حسب محال تلک الظلال من الأعیان الثابتة، فتصور بصورها، وتلون بألوانها، فکأنما تصور الحق بصورها، و تلون بألوانها.

(کالنور) أی: نور الشمس الممتد فی ظل الزجاج المتلون، ذلک الظل بلون الزجاج یرى (بالنسبة إلى حجابه) الذی هو الزجاج (عن الناظر إلى الزجاج) الذی لا یعرف ما وراءه من نور الشمس المجرد عن الألوان، (یتلون) هذا النور فی نظره (بلونه) أی: بلون الزجاج الظاهر فی ظله.

(وفی نفس الأمر لا لون له) أی: لنور الشمس، ولو باعتبار کونه ممتدا على ظلال الزجاج، بل هو لون الظل، ظهر فی هذا النور (ولکنه) أی: النور لامتداده على ذلک الظل

(هکذا نراه)، فجعل هذا النور الشمسی الممتد فی الظل النوری للزجاج فی تلونه بلون الزجاج فی الحس مع عدم تلونه بذلک فی نفس الأمر (ضرب مثال تحققه).

أی: هذا الظل النوری المتلون بلون عینک الثابتة مع عدم تلونه بذلک باعتبار اتصاله (بربک)، لکنه یرى نور الحق الممتد علیه متلوئا بلون ظلک المتلون بلون عینک مع عدم تلونه فی نفس الأمر، فیصدق فی حق الحق الأمران، کما یصدق فی حق نور الشمس.

(فإن قلت) أیها الناظر فی حجاب الزجاج (أن النور) الممتد على ظله (أخضر لحضرة الزجاج) المؤثر فی ظله بالخضرة (صدقت وشاهدک الحس) الظاهر الذی لا یمکن تکذیبه وتصدیق العقل المتفرع علیه السلام.

(وإن قلت: إنه لیس بأخضر ولا ذی لون) فضة عن الخضرة (لما أعطاه) أی: نفی اللون (الدلیل) الدال على تنزهه فی نفس الأمر، وإنما هو للظل الذی امتد هذا النور علیه (صدقت وشاهدک النظر العقلی الصحیح) بحیث یمکن جعله فی مقابلة الحس، فیجمع بینهما باعتبار الجهات المختلفة

فإذا نظرت إلیه بنظر العقل الصحیح، (فهذا) الظاهر تحت الزجاج (نور ممتد ) یرى له تلون (عن ظل) امتد علیه (هو) أی: لون ذلک الظل.(عین) لون (الزجاج فهو).

أی: المرئی تلونه بلون الزجاج فی الحقیقة (ظل) لم یسود کسائر الظلال؛ لأنه (نوری) وقع علیه أثر النور من وراء الزجاج (لصفائه) أی: صفاء الزجاج الموجب تنور الظل (کذلک) أی مثل هذا الظل النوری لصفاء ما امتد علیه (المتحقق منا بالحق)، وهو المتخلق بأسمائه کلها أولا حتى صار بحیث یؤثر بها فی الغیر لکماله.

(تظهر فیه صورة الحق) الذی هو بمنزلة نور الشمس المظهر للظل (أکثر مما تظهر فی غیره)؛ لصفاء محله، فیصیر ظله نورانیا کما تصیر صورة الشمس فی المرأة نورانیة تنیر من محاذاتها من الماء والجدار، وتنتهی هذه الصورة إلى مراتب جلیلة.

(فمنا من یکون الحق سمعه وبصره وجمیع قواه) المدرکة والمحرکة، وجمیع (جوارحه) بأن تتم مناسبتها لصفات الحق التی لا تغایر ذاته، فکأنها عین ذاته یعرف ذلک (بعلامات) من الاشتغال بالنوافل حتى یغلب علیه حب الحق، فیتم صفاؤه، فلا یحتجب عن مدار که، ولا یلتبس علیه فعل، وهذا لا ینکر شرعا.

 فإن (الشرع) هو (الذی یخبر عن الحق) بذلک إذ تجلى صلى الله علیه وسلم عن ربه: «ولا یزال العبد یتقرب إلی بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته کنت سمعه الذی یسمع به، وبصره الذی یبصر به، ویده التی یبطش بها، ورجلیه التی یمشی بها)).

قال رضی الله عنه : ( مع هذا عین الظل موجود، فإن الضمیر من سمعه یعود علیه: وغیره من العبید لیس کذلک. فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غیره من العبید. .)

ثم أشار إلى أنه، وإن بلغ ما بلغ لا یصیرا لها، فقال: (ومع هذا عین الظل موجود) غایته أنه نورانی، (فإن الضمیر من سمعه) وبصره ویده ورجله (یعود إلیه) أی: إلى الظل الذی هو العبد.

(وغیره) أی: غیر المتحقق منا بالحق (من العبید)،وإن بالغ فی العبادة (لیس کذلک).

أی: لا یکون ظله نورانیا بحیث یصیر الحق سمعه و بصره، وإن اکتسب شیئا من النور (فنسبة هذا العبد) المتحقق بالحق (أقرب إلى وجود الحق) لغلبة نوره على ظله فیه .

(من نسبة غیره من العبید) الذین ظلمة الظل فیهم غالبة على النور، وإن کانت ظلالهم لا تخلو عن نور العبادة


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( وفی هذا یتفاضل العلماء، فعالم وأعلم. فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغیر وکبیر، وصاف وأصفى، کالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر فی الزجاج یتلون بلونه، وفی نفس الأمر لا لون له. ولکن هکذا تراه.

ضرب مثال لحقیقتک بربک. فإن قلت: إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدک الحس، وإن قلت إنه لیس بأخضر ولا ذی لون لما أعطاه لک الدلیل، صدقت وشاهدک النظر العقلی الصحیح.

فهذا نور ممتد عن ظل وهو عین الزجاج فهو ظل نوری لصفائه.

کذلک المتحقق منا بالحق تظهر صورة الحق فیه أکثر مما تظهر فی غیره. فمنا من یکون الحق سمعه وبصره وجمیع قوة وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذی یخبر عن الحق.

مع هذا عین الظل موجود، فإن الضمیر من سمعه یعود علیه: وغیره من العبید لیس کذلک. فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غیره من العبید. .)

المعرفة ذو درجات

قال رضی الله عنه : ( وفی هذا یتفاضل العلماء : فعالم وأعلم ) تفاضل الأنوار فی قوابلها الشفّافة ، حسب تفاوت تلک القوابل فی الصفاء وقبولها وإظهارها لما یفیض علیها من أشعّة تلک الأنوار ( فالحقّ بالنسبة إلى ظلّ خاصّ صغیر وکبیر ، وصاف وأصفى کالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر فی الزجاج یتلوّن بلونه ، وفی نفس الأمر لا لون له ، ولکن هکذا تراه) على صیغة المجهول من الإراءة  . " الرؤیة ".

قال رضی الله عنه : ( ضرب مثال لحقیقتک بربّک ) أی تعلم الزجاج المذکور ضرب مثال لحقیقتک مع ربّک - فیکون نصب « ضرب » على أنّه مفعول ثانی لـ « تراه » ، ویجوز أن یکون نصبا على المصدر ، والباء فی « بربّک » بمعنى " مع " .

قال رضی الله عنه : ( فإن قلت : « إنّ النور أخضر » - لخضرة الزجاج - صدقت ) بما أدرکت منه ( وشاهدک الحسّ وإن قلت : « إنّه لیس بأخضر ولا ذی لون » کما أعطاه لک الدلیل ، صدقت ، وشاهدک النظر العقلیّ الصحیح ) فأنت فی إضافة الألوان إلى النور وتنزیهها عنه صادق .

وذلک لأنّ ظلّ الزجاج المتلوّن هو المشار إلیه بقوله : ( فهذا نور ممتدّ عن ظلّ ، وهو عین الزجاج ) بما بیّن آنفا أنّ ذات الظلّ إنّما هو الشخص ( فهو ظلّ نوریّ لصفائه) أی صفاء ذاته ، وهو شخص الزجاج .


قال رضی الله عنه : ( کذلک المتحقّق منّا بالحقّ تظهر ) لصفائه ( صورة الحقّ فیه أکثر مما یظهر فی غیره ، فمنّا من یکون الحقّ سمعه وبصره وجمیع قواه وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذی یخبر عن الحقّ ) کما سمعت غیر مرّة فی حدیث قرب النوافل .

( ومع هذا عین الظلّ موجود ، فإنّ الضمیر من سمعه ) فی قوله : « کنت سمعه » ( یعود علیه ، وغیره من العبید لیس کذلک ، فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحقّ من نسبة غیره من العبید ) .


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ رضی الله عنه : ( وفی هذا یتفاضل العلماء، فعالم وأعلم. فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغیر وکبیر، وصاف وأصفى، کالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر فی الزجاج یتلون بلونه، وفی نفس الأمر لا لون له. ولکن هکذا تراه.

ضرب مثال لحقیقتک بربک. فإن قلت: إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدک الحس، وإن قلت إنه لیس بأخضر ولا ذی لون لما أعطاه لک الدلیل، صدقت وشاهدک النظر العقلی الصحیح.

فهذا نور ممتد عن ظل وهو عین الزجاج فهو ظل نوری لصفائه.

کذلک المتحقق منا بالحق تظهر صورة الحق فیه أکثر مما تظهر فی غیره. فمنا من یکون الحق سمعه وبصره وجمیع قوة وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذی یخبر عن الحق.

مع هذا عین الظل موجود، فإن الضمیر من سمعه یعود علیه: وغیره من العبید لیس کذلک. فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غیره من العبید.)

قال رضی الله عنه : ( وفی هذا یتفاضل العلماء، فعالم وأعلم. فالحق بالنسبة إلى ظل خاص صغیر وکبیر، وصاف وأصفى، کالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر فی الزجاج یتلون بلونه، وفی نفس الأمر )

قال رضی الله عنه : (وفی هذا) الفرقان والعلم (یتفاضل العلماء فعالم) یعلم بعض هذه الأمور کمن شهد کثرة التعینات والتقیدات فقط فهو المحجوب عن الحق المشاهد للعالم والخلق و کمن شهد الوجود الأحدی المتجلى فی هذه الصور فهو صاحب حال فی مقام الفناء والجمع.

قال رضی الله عنه : (وأعلم منه) بعلم کلها وهو من شهد الحق فی الخلق والخلق فی الحق فهو کامل الشهود فی مقام البقاء بعد الفناء و الفرق بعد الجمع وهو مقام الاستقامة ، وما ظهر أن نسبة العالم إلى الحق سبحانه نسبة الظل إلى الشخص فکان العالم بأجزانه ظلا لا للحق سبحانه بأسمائه (فالحق بالنسبة إلى ظل خاص) هو بعض أجزاء العالم (صغیر) لظهوره فیه ببعض من أسمائه لبروز ذلک البعض قابلیة ظهور الأسماء کلها ما عدا الإنسان الکامل، وبالنسبة إلى ظل خاص آخر من أجزاء العالم له قابلیة ظهور الأسماء کلها.

(وکبیر و) کذلک الحق سبحانه بالنسبة إلى بعض الظلال (صاف) کظهوره فی عالم الآخرة بصور النفوس المجردة ظهورا نوریة (و) بالنسبة إلى بعضها (أصفی) ظهوره بصور العقول المجردة .

فإن الصفاء له مراتب بحسب قلة الوسائط وکثرتها. (کالنور بالنسبة إلى حجابه)، أی ما یحجب طرفه نوریته من الألوان والأشکال الزجاجیة (عن الناظر فی فی الزجاج) .  

فقوله رضی الله عنه  : صغیر وکبیر إما مجرور صفة تظل خاص و خبر المبتدأ قوله : کالنور، وما مرفوع على الخبریة .

وقوله رضی الله عنه  : کالنور خبر محذوف أو صفة محذوفة (فإنه یتلون)، أی النور (بلونه) ، أی لون الزجاج.


قال رضی الله عنه : ( لا لون له. ولکن هکذا تراه. ضرب مثال لحقیقتک بربک. فإن قلت: إن النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت وشاهدک الحس، وإن قلت إنه لیس بأخضر ولا ذی  لون لما أعطاه لک الدلیل، صدقت وشاهدک النظر العقلی الصحیح. فهذا نور ممتد عن ظل وهو عین الزجاج فهو ظل نوری لصفائه.)

قال رضی الله عنه : (وفی نفس الأمر لا لون له ولکن هکذا) متلونا بألوان الزجاجات (تراه) على البناء تنمفعول، أی تظنه وتعلمه .

وقوله رضی الله عنه : (ضرب مثال لحقیقتک بربک)، أی ضرب الزجاج مع النور ضرب مثال لحقیقتک مع ربک فشونه : ضرب مثالا منصوب على المصدریة. ویجوز أن یکون منصوب على الحالیة مزولا باسم الفاعل، أی ضارب مثال، أو على المفعولیة بأن یکون مفعولا ثانیا بقوله : تراه ، أی بعلمه ضرب مثال، أو على أن یکون مفعولا له .

لقوله : تراه ، أی أرنا الحق لضرب المثال، یجوز رفعه على أن یکون خبر مبتدأ محذوف وجعل الضرب مع کونه مستعملا مع المثال بمعنى النوع صرف من الظاهر.

(فإن رأیته قلت) : إذا رأیت النور ملونا بلونه الأخضر (إن النور أخضر کخضرة الزجاج صدقت وشاهدک) على صدق ما قلت (الحس) فإنه هکذا یظهر فی الحس البصری .

قال رضی الله عنه : (وإن قلت) : إن النور (لیس بأخضر ولا ذی لون) مطلقا (لما أعطاه)، أی لأجل علم أو حکم أعطاه لک الدلیل العقلی (صدقت وشاهدک) على صدق ما قلت (النظر العقلی الصحیح) .

فإن النور من حیث صرافة إطلاقه لا لون له (فهذا النور المحکوم علیه بأنه أخضر ولیس بأخضر بالاعتبارین.

قال رضی الله عنه : (نور ممتد عن ظل هو)، أی هذا الظل (عین الزجاج) وإنما جعل الزجاج ظلا لأنه من أجزاء العالم الذی هو ظل تلحق سبحانه (فهو)، أی الزجاج (ظل)، أی نلحق لأنه من أجزاء العالم .

قال رضی الله عنه : (نورې لصفائه) بحیث لا یحجب النور أو النور الممتد من الزجاج ظل له لامتداده عنه أو ظل للنور المطلق نوری لصفائه بالنسبة إلى الأجسام الکثیفة المظلمة.

وعلى هذا القیاس الموجود المتعین المتقید بأحکام الأعیان الثابتة هو نور ممتد عن ظل هو عین الأعیان الثابتة.

فإنه متفید بحسب أحکامها فهو أی الظل الذی هو عین الأعیان الثابتة أو الوجود المتقید بحسب أحکامه ظل نوری.

أما کون الأعیان طلا فظاهر لکونها ظلا للشؤون الإلهیة فی الحضرة العلمیة ، وأما کون الوجود المقید ظلا فلکونه ممتد إما عن الأعیان أو عن الوجود المطلق .


قال رضی الله عنه : ( کذلک المتحقق منا بالحق تظهر صورة الحق فیه أکثر مما تظهر فی غیره. فمنا من یکون الحق سمعه وبصره وجمیع قوة وجوارحه بعلامات قد أعطاها الشرع الذی یخبر عن الحق. مع هذا عین الظل موجود، فإن الضمیر من سمعه یعود علیه: وغیره من العبید لیس کذلک. فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحق من نسبة غیره من العبید.)

قال رضی الله عنه :  (کذلک) أی کمثل الزجاج الذی هو ظل نوری لا یحجب النور وأوصافه (المتحقق منا)، أی من بنی نوعنا (بالحق).

فلأن المتحقق منا أیضا ظل نوری (یظهر صورة الحق)، أی أسماؤه وصفاته (فیه) ظهور (أکثر مما یظهر فی غیره) ممن لا تحقق له بالحق.

أی من ظهوره فی غیره لتکون ما مصدریة أو تظهر صورة الحق، أی أسماؤه فیه أکثر من أسماء أو الأسماء التی تظهر فی غیره فتکون ما موصوفیة أو موصولة (فمنا من یکون الحق سمعه وبصره وجمیع قواه) الروحانیة وجوارحه الجسمانیة (بعلامات) دالة على کون الحق عین بصر العبد و سمعه وجمیع قواه وجوارحه (فقد أعطاه الشرع).

وفی بعض النسخ الشارع، أی أعطاه النبی صلى الله علیه وسلم الشارع الذی یخبر عن الحق فی الحدیث القدسی الوارد فی قرب النوافل .


""أضاف المحقق : یشیر الشیخ إلى حدیث البخاری (عن أبی هریرة قال: قال رسول الله صلى الله علیه وسلم إن الله قال من عادى لی ولیا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلی عبدی بشیء أحب إلی مما افترضته علیه وما یزال عبدی یتقرب إلی بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته کنت سمعه الذی یسمع به وبصره الذی یبصر به ویده التی یبطش به ورجله التی یمشی بها وإن سألنی لأعطینه ولئن استعاذنی لأعیذنه وما ترددت عن شیء أنا فی عمله ترددی عن نفس المؤمن یکره الموت وأنا أکره مساءته.) ""

ولما ذکر أن الحق سبحانه سمع العبد المتحقق بالحق وبصره وجمیع قواه وجوارحه کان محال أن یتوهم أنه فانی معدوم بالکلیة .

فإنه لیس إلا أحدیة جمع تلک القوى والجوارح، فإن کانت تلک القرى والجوارح عین الحق فلم یبق من العبد شیء.

دفعه بقوله رضی الله عنه : (ومع هذا) الذی ذکرنا من کون الحق سمعه وبصره وجمیع قواه وجوارحه (عین الظل) الذی هو العبد المتحقق بالحق (موجود فإن الضمیر) فی قوله : (من سمعه ) وبصره (یعود علیه) فلم یکن له تعین وتمیز فی الوجود کیف یعود علیه الضمیر.

(وغیره)، أی غیر من یکون متحققا بالحق (من العبید )، أی بحیث تظهر صورة الحق فیه أکثر ما تظهر فی غیره .

و بصره وسائر قواه (أقرب عنده إلى وجود الحق من نسبة غیره من العبید) الذین لم یصلوا إلى هذا المقام.


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 245

 و فی هذا یتفاضل العلماء. فعالم و أعلم. فالحقّ بالنسبة الى ظلّ خاص صغیر و کبیر، و صاف و أصفى، کالنّور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر فی الزجاج یتلون بلونه، و فی نفس الأمر لا لون له و لکن هکذا نراه.

در این علم و عرفان علماى باللّه متفاوتند که یکى برتر از دیگرى است پس یکى عالم است و دیگرى اعلم. پس حق نسبت به ظلّ خاصى صغیر است و نسبت به دیگرى کبیر نسبت به یکى صاف و نسبت به یکى أصفى (چنانکه ظهور صورتى در مرائى گوناگون) مانند نور نسبت به حجاب خودش که آن شعاع نور است از ناظر در شیشه که به رنگ شیشه متلون ‌می‌شود و حال اینکه در واقع او را رنگ نیست ولى آن را چنین ‌می‌بینى.

ضرب مثال لحقیقتک بربّک. فإن قلت: إنّ النور أخضر لخضرة الزجاج صدقت و شاهدک الحسّ، و إن قلت إنّه لیس بأخضر و لا ذی لون لما أعطاه لک الدّلیل، صدقت و شاهدک النظر العقلی الصحیح. فهذا نور ممتد عن ظلّ هو عین الزجاج، فهو ظل نوری لصفائه. کذلک المتحقق منا بالحقّ تظهر صورة الحقّ فیه أکثر مما یظهر فی غیره، فمنا من یکون الحقّ سمعه و بصره و جمیع قواه و جوارحه بعلامات قد أعطاها الشّرع الذی یخبر عن الحقّ.

همچنین این مثال را ضرب المثل براى حقیقت تو و پروردگارت ارائه داد. پس اگر بگویى نور سبز است از جهت سبزى شیشه، راست گفتى و حس گواه توست.( ما هر چه مى‏‌بینیم سطح آن چیز است که عرض است) و اگر بگویى که سبز نیست و رنگ ندارد که دلیل، این معنى را به تو اعطا کرده است، راست گفتى و نظر عقلى صحیح گواه توست. پس این نورى است ممتد از ظلى که آن عین زجاج است. پس این نور رنگ گرفته به زجاج، ظل نورى است یعنى ظلى که نور است از جهت صفایش، همچنین است کسى از ما که متحقق به حق شد، صورت حق در او بیشتر از دیگرى ظهور ‌می‌کند، پس از ما کسى است که حق سمع او و بصر او و جمیع قوا و جوارح او ‌می‌شود به دلایلى که شرع از حق خبر داد. (اشاره به حدیث قدسی است در قرب نوافل.)

و مع هذا عین الظلّ موجود، فان الضمیر یعود علیه: و غیره من العبید لیس کذلک.

فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحقّ من نسبة غیره من العبید.

و با اینکه همه اوست، عین ظل موجود است. زیرا ضمیر (سمعه و بصره) برگشت به ظل ‌می‌کند، و دیگر ظل‌ها چون او نیستند. یعنى دیگر عبید چون این عبد نیستند. پس نسبت این عبد به وجود حق اقرب است از نسبت دیگر عبید به حق.

قیصرى در شرح فرماید:

در پیش گفتیم که وجود، نسبت به اعیان به سه وجه اعتبار ‌می‌شود: اول اینکه موجود خارجى وجودات متشکل به اشکال حقایق غیبیه که در مرایاى اعیان ظهور یافت و خود اعیان هنوز از وجود بو نبردند. پس حق به این اعتبار عین سمع هر یک و عین قوا و جوارح هر یک است و این معنى اختصاص به کمّل ندارد و امتیاز بین کمل و عوام در این معنى به علم و قدرت است و ظهور انوار این قوا در کمل بیشتر از غیرشان است. پس به مقام جمع الهى نزدیک‌ترند تا غیرشان.

اعتبار دوم اینکه اعیان در خارج موجودند که در مرآت وجود ظاهر شدند.

پس موجود، خلق است و در این هنگام هر کس از مرتبه خلقیت ترقى کند که صفات او در صفات حق فنا گردد و بشریتش به حقیقت متبدل شود، حق عوض آن چه از او فانى شده قرار ‌می‌گیرد. پس ‌می‌شود سمع و بصر و جوارح عبد و عین عبد باقى است و این معنى اختصاص به کمل دارد. (پس این دو اعتبار متعاکسند در اول، موجود، وجود است در صور اظله- که اعیانند و به این لحاظ عین همه است. در اعتبار دوم اظله و اعیان موجودات خارجى در مرآت وجودند مثلا، چون نقوش متعدد بر یک پرده).

اعتبار سوم ظهور هر یک از آن دو است در مرآت دیگرى که این اعتبار احکام دو اعتبار مذکور را در بر ‌می‌گیرد. (شرح فصوص قیصرى، ص 237)


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۴۹۰-۴۹۲

و فى هذا تتفاضل العلماء؛ فعالم و أعلم. فالحقّ بالنّسبة إلى ظلّ خاص صغیر و کبیر، و صاف و أصفى.

و درین علم است تفاضل علما پس یکى عالم باللّه است و دیگرى اعلم.

پس حقّ نسبت با هریکى از اعیان که ظلال اویند به نوعى ظاهر مى‏‌شود صغیر و کبیر و کثیف و لطیف و صافى و اصفى، از آنکه مرآت را احکامى است در ظهور مرئى چنانکه گذشت که صورت در مرآت صغیره صغیر مى‏‌نماید و در کبیره کبیر؛ و چون مرآت به بساطت قریب باشد ظهور حقّ در وى در غایت صفا و لطافت بود چون اعیان مجرّدات؛ و اگر برعکس این بود ظهور حقّ در وى در غایت کثافت باشد چون اعیان آنکه موصوف باشد به اسفل سافلین، و حق در نفس امر منزّه است از لطافت و کثافت و صغر و کبر؛ امّا اگر چنانکه شخص را به حسب اختلاف احوال سایه نام‏‌ها اطلاق کرده مى‏‌شود چون صغیر و کبیر و طویل و قصیر همچنین حقّ را به حسب اختلاف احوال عالم نامها اطلاق کرده مى‌‏آید چون «رافع و خافض و باسط و قابض»؛ و در حقیقت او را هیچ نامى نباشد.

کالنّور بالنّسبة إلى حجابه عن النّاظر فى الزّجاج یتلوّن بلونه، و فى نفس الأمر لا لون له و لکن هکذا نراه ضرب مثال لحقیقتک بربّک.

یعنى چون نور که متلوّن شود به لون آبگینه؛ و فى نفس الأمر او را لونى نباشد. و لکن حق سبحانه و تعالى ما را بنمود حال نور و ظهور او را ملوّن به الوان مختلفه و غیر ملوّن به حسب تلوّن زجاج و عدم تلوّنش، تا نوعى مثال باشد مر حقیقت ما را با پروردگار ما تا بدانیم که واحد حقیقى که او را هیچ صورتى در نفس امر نیست اوست که ظاهر مى‏‌شود در کثرات، اعنى در مظاهر اسما و صفات پس درین کلام تشبیه حقّ است به نور و تشبیه حقایق به زجاجات متنوّعه و تشبیه ظهورات حق در عالم به الوان مختلفه.

فإن قلت: إنّ النّور أخضر لخضرة الزّجاج صدقت و شاهدک الحسّ، و إن قلت إنّه لیس بأخضر و لا ذى لون لما أعطاه لک الدّلیل صدقت و شاهدک النّظر العقلى الصّحیح.

پس اگر گوئى که نور سبزست از براى سبزى آبگینه، راست باشد و حسّ شاهد صدق باشد.

و اگر گوئى سبز نیست و رنگ ندارد چنانچه دلیل اقتضاى این مى‏کند هم راست باشد؛ و نظر عقلى صحیح شاهد صدق باشد.

فهذا نور ممتدّ عن ظلّ و هو عین الزّجاج فهو ظلّ نورى لصفائه.

پس نور منصبغ نوریست ممتدّ از سایه که آن عین آبگینه است یا سایه ‏ای ست‏

نورانى از براى صفاى آبگینه؛ بیت:

ندارد رنگ آن عالم و لیک از تابه دیده ‏ات‏ چو نور از جام رنگ‏ آمیز این سرخ و کبود آمد

کذلک المتحقّق منّا بالحقّ تظهر صورة الحقّ فیه أکثر ممّا تظهر فى غیره.

و همچنین هرکس که متحقّق باشد به حقّ ظاهر شود صورت حق درو بیشتر از آنچه ظاهر شود در غیر او، یعنى چنانکه از جهت صفاى زجاج ظلّ نورانى ازو امتداد مى‏‌یابد، هرکه متحقّق باشد به وجود حقّانى و کمالاتش، و متخلّق باشد به اخلاق الهیّه و متصف گردد به صفاتش از ما یعنى از کل اهل عالم یا از افراد انسانیّه، بیشتر ظاهر شود صورت حقّ که آن کمالات الهیّه است و صفات ربّانیّه در وى. لاجرم منوّر گرداند غیر خود را و اظهار کمالات کند در وى. و این تحقّق جز به حسب صفاى استعداد و قابلیّت عینش نتواند بود.

فمنّا من یکون الحقّ سمعه و بصره و جمیع قواه و جوارحه بعلامات قد أعطاها الشّرع الّذى یخبر عن الحقّ.

پس بعضى از ما یعنى از بندگان خاصّ حقّ کسى تواند بود که حقّ سبحانه سمع و بصر و جمیع قوى و جوارح او باشد به علامات و دلائلى که شرع خبردهنده از حقّ اعطاى آن مى‏کند، چنانکه در حدیث قدسى آمده است که:

«لا یزال عبدى یتقرّب إلىّ بالنّوافل حتّى أحبّه فإذا أحببته کنت سمعه و بصره»

إلى آخره.

و مع هذا عین الظّل موجود، فإنّ الضّمیر من سمعه یعود علیه.

و با وجود این عین سایه موجود باشد که ضمیر سمعه بدو عاید است.

و غیره من العبید لیس کذلک فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحقّ من نسبة غیره من العبید.

و غیر او از بندگان چنان نباشند. پس نسبت این بنده نزدیکتر باشد به حقّ از نسبت بندگان دیگر شیخ- قدّس اللّه سرّه- بیان این معنى به تقدیم مى‏رساند که وجود را به نسبت با اعیان سه اعتبار است:

اول آنکه موجود خارجى وجودیست متشکل به اشکال حقایق غیبیه به حکم ظهورش در مرایاى اعیان؛ و اعیان هنوز استشمام رایحه وجود نکرده است. پس حقّ به این اعتبار عین سمع کلّ احد باشد و عین قوى و جوارح او. و این معنى مختص به کمّل نباشد؛ و امتیاز کاملان از عوام درین معنى بواسطه علم و قدرت و ظهور انوار این قوى باشد در ایشان، لاجرم ایشان اقرب باشند به «مقام جمعى الهى» از دیگران.

و اعتبار دوم آنکه اعیان‏ اند که موجودند در خارج به حکم ظهور آن اعیان در مرآت وجود، پس موجود خلق باشد و حینئذ هرکه در مرتبه قریب است‏ و فانى گردد صفات او در صفات حقّ، و متبدل شود بشریت در سطوات تجلّیات جمال مطلق، به حقیقت حقّ عوض گردد از آنچه ازو فانى شده است. پس سمع و بصر و جوارح او شود و عین عبد هنوز باقى بود؛ و این معنى مختص باشد بدین کاملان.

و اعتبار ثالث ظهور هریکى است در مرآت دیگرى و این اعتبار جامع آن دو اعتبار سابق است و جامع بودن کلام شیخ این اعتبارات ثلاث را به ادنى تأمل واضح مى‏‌گردد.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۸۴

و فی هذا یتفاضل العلماء؛ فعالم و أعلم. فالحقّ بالنسبة إلى ظلّ خاص صغیر و کبیر و صاف و أصفى؛ کالنّور بالنّسبة إلى حجابه عن النّاظر فی الزّجاج یتلوّن بلونه، و فی نفس الأمر لا لون له.

و لکنّ تراه ضرب مثال لحقیقتک بربّک.

شرح یعنى عالم جمله سایه حق‌‏اند، و این سایه به مثابت آینه است‏ مر حق را در نمایندگى، هر یکى را حکمیست: صغیر و کبیر و صافى و اصفى‏.

فإن قلت إنّ النّور أخضر لخضرة الزّجاج صدقت‏و شاهدک الحسّ، و إن قلت أنّه لیس بأخضر و لا ذى لون لما أعطاه لک الدّلیل، صدقت و شاهدک النّظر العقلىّ الصّحیح. فهذا نور ممتدّ عن ظلّ و هو عین الزّجاج فهو ظلّ نورىّ لصفائه.

شرح یعنى از تعارض این دو نظر بدانستیم که این دو نور ملوّن به زجاج، از زجاج ممتد شده و زجاج نیز ظلّیست نورى از جهت صفایى که دروست.

کذلک المتحقّق منّا بالحقّ تظهر صورة الحقّ فیه أکثر ممّا تظهر فی غیره. فمنّا من یکون الحقّ سمعه و بصره و جمیع قواه و جوارحه بعلامات قد أعطاها الشّرع الّذی یخبر عن الحقّ؛ مع هذا عین الظلّ موجود، فإنّ الضّمیر «من سمعه» یعود علیه: و غیره من العبید لیس کذلک.

شرح یعنى همچنین متحقّق بالحق از ما، که کمالات إلهیه و صفات ربانیّه در وى ظاهر شد بیشتر از آن که در غیر وى، و این متحقق چون زجاج صافى بود، به نور مودع در وى منوّر غیر و مکمّل ناقصان شود. و با این معنى هم چنان موجود محسوس باشد. و این معنى مستفاد است از ضمیر «کنت سمعه و بصره». فنسبة هذا العبد أقرب إلى وجود الحقّ من نسبة غیره من العبید.