عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الخامسة عشر :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (  وحتى تعلم من أین أو من أی حقیقة اتصف الحق بالغناء عن الناس والغناء عن العالمین، واتصف العالم بالغناء أی بغناء بعضه عن بعض من وجه ما هو عین ما افتقر إلى بعضه به. فإن العالم مفتقر إلى الأسباب بلا شک افتقارا ذاتیا.

وأعظم الأسباب له سببیة الحق: ولا سببیة للحق یفتقر العالم إلیها سوى الأسماء الإلهیة. والأسماء الإلهیة کل اسم یفتقر العالم إلیه من عالم مثله أو عین الحق.

فهو الله لا غیره ولذلک قال: «یا أیها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنی الحمید». ومعلوم أن لنا افتقارا من بعضنا لبعضنا.

فأسماؤنا أسماء الله تعالى إذ إلیه الافتقار بلا شک، وأعیاننا فی نفس الأمر ظله لا غیره. فهو هویتنا لا هویتنا، و قد مهدنا لک السبیل فانظر. )

قال رضی الله عنه : " وحتى تعلم من أین أو من أی حقیقة اتصف الحق بالغناء عن الناس والغناء عن العالمین، واتصف العالم بالغناء أی بغناء بعضه عن بعض من وجه ما هو عین ما افتقر إلى بعضه به. فإن العالم مفتقر إلى الأسباب بلا شک افتقارا ذاتیا.  وأعظم الأسباب له سببیة الحق: ولا سببیة للحق یفتقر العالم إلیها سوى الأسماء الإلهیة. والأسماء الإلهیة کل اسم یفتقر العالم إلیه من عالم مثله أو عین الحق. فهو الله لا غیره ولذلک قال: «یا أیها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنی الحمید». ومعلوم أن لنا افتقارا من بعضنا لبعضنا. فأسماؤنا أسماء الله تعالى إذ إلیه الافتقار بلا شک، وأعیاننا فی نفس الأمر ظله لا غیره. فهو هویتنا لا هویتنا، و قد مهدنا لک السبیل فانظر. "

قال رضی الله عنه : (وحتى تعلم) أیضا یا أیها السالک (من أین)، أی من أی ذات مطلقة وجودیة وهی الذات العلیة (أو من أی حقیقة)، أی حضرة جامعة للذوات والأسماء کما مر .

(اتصف الحق) تعالی (بالغنی عن الناس) بالخصوص کما قال تعالى : و (" الله غنى عنکم" ) [الزمر: 7].

قال رضی الله عنه : (و) بوصف (الغنی) أیضا (عن العالمین) بالعموم کما قال الله تعالى: " آیات بینات مقام إبراهیم ومن دخله کان آمنا ولله على الناس حج البیت من استطاع إلیه سبیلا ومن کفر فإن الله غنی عن العلمین" [آل عمران: 97] .

من جهة أن النور الذی امتد به ظل الشخص عین الکمال وعین الغنی، فلا یتصور منه افتقار أصلا إلى ظلمة الظل.

وکذلک الشخص من الوجه الذی یلی النور لا افتقار له أصلا إلى الظل بل الظل مفتقر إلیه من هذا الوجه وإلى النور لیظهر عنهما کما قدمناه وافتقار الشخص من الوجه الذی یلی الظل إلى ظهور الظل عنه بوجهه الأول.

فهو عین افتقار المؤثر من حیث اسمه مؤثرة إلى الأثر من حیث هو أثر لأجل امتیاز الإلهیة بعضها عن بعض، فإنه لا یمیزها إلا الآثار کما مر.

فهو افتقار نسبی وهو عین ما سبق ما افتقار بعض ما سوى الله تعالى إلى بعض، وهو أیضا ما یأتی من غنى بعض العالم عن بعض.

فإن المفتقر من کل ما سوى الله قائم باسم إلهی.

والمستغنی أیضا قائم باسم آخر إلهی.

فیظهر الافتقار والاستغناء لتمییز الحضرات الأسمائیة بعضها عن بعض.

قال رضی الله عنه : (واتصف العالم) بفتح اللام ، أی ما سوى الله (بالغنى) النسبی أیضا کالافتقار وهو مجرد نسبة الغنى دون حقیقة الغنی، إذ حقیقة الغنی لیست إلا الله تعالى وحده (أی یغنی بعضه)، أی بعض العالم (عن بعض من وجه)، أی من جهة.

(ما هو)، أی ذلک الوجه (عین ما افتقر إلى بعضه)، أی العالم (به)، أی بذلک الوجه کالعطشان مثلا، فإنه غنی عن لبس الثوب وعن الأکل ونحو ذلک من وجه کونه مفتقر إلى الماء باعتبار عطشه، وبالعکس، وهذا هو الغنى النسبی.

فإن العالم الذی هو سوى الحق (مفتقر) دائما إلى الأسباب التی تحصل بها حوائجه من الله تعالى قال رضی الله عنه : (بلا شک) أصلا کما هو المعلوم عند الکل افتقارة ذاتیة ، أی من حیث ذاتیة العالم فلا قیام له إلا بذلک، لأن ذلک أمر عرضی له (وأعظم الأسباب) المذکورة (له) أی للعالم (سببیة الحق) تعالى وهی ملاحظة ذلک فی عین الأسباب الظاهرة .

(ولا سببیة للحق) تعالى (یفتقر العالم إلیها) عند نفسه حیث هو یشاهد لها فی عین الأسباب الظاهرة (سوى الأسماء الإلهیة) من الوجه الذی یلی الآثار الکونیة إذ من الوجه الذی یلی الذات الإلهیة هی عین الذات الإلهیة، والذات غنیة عن العالمین کما مر.

قال رضی الله عنه : (والأسماء الإلهیة) هی (کل اسم یفتقر العالم) بفتح اللام (إلیه)، أی بعض العالم أو کله بالاعتبارین الآتیین (من) حیث ظهوره فی (عالم مثله) وهی الأسباب الظاهرة. (أو) من حیث ظهوره فی (عین الحق) تعالى وهی سببیة الحق تعالى المذکورة (فهو)، أی کل اسم من الأسماء الإلهیة (الله) سبحانه وتعالى (لا غیره) من الوجه الذی یلی الذات الإلهیة کما مر.

قال رضی الله عنه : (ولذلک)، أی لکون الأمر کما ذکر (قال) الله تعالى: ("یا أیها الناس أنتم الفقراء") أی المفتقرون (إلى الله "والله هو الغنی الحمید" ومعلوم) عند الکل.

(أن لنا افتقارا من بعضنا لبعضنا) فیفتقر الجاهل إلى العالم لیعلمه، ویفتقر العالم إلى الجاهل لیخدمه.

ویفتقر الکافر الحربی إلى المسلم لیؤمنه ویکف عنه، ویفتقر المسلم إلى الکافر الحربی لیخرج من عهدة دعوته إلى الله وجهاده بقتله أو استرقاقه أو ضرب الجزیة علیه السلام.

وهکذا فی جمیع الناس تفتقر الرعیة إلى الملوک للحمایة والحفظ وتنفیذ الأحکام بینهم، وتفتقر الملوک إلى الرعیة فی ظهور سلطانهم علیهم وظهور هیبتهم وحرمتهم فیهم.

قال رضی الله عنه : (فأسماؤنا) معشر الناس التی إلى آثارها یحصل افتقار بعضنا إلى بعض کما ذکرنا ، کاسم العالم مثلا الذی بسببه افتقر الجاهل إلى من هو اسمه لیعلمه.

واسم القادر الذی بسببه افتقر العالم إلى من هو اسمه لیخدمه به ، واسم المانع الذی بسببه افتقر المسلم إلى من هو اسمه من الکافر الحربی الممتنع عن الإسلام والجزیة ،

واسم الحفیظ الذی افتقرت بسببه الرعیة إلى من هو اسمهم من الملوک، واسم المعز الذی بسببه افتقرت الملوک إلى من هو اسمهم من الرعیة (هی أسماء الله تعالی)، لأنه یظهر من ذلک الاسم العالم والقادر والمانع والحفیظ والمعز ولا شک أنها أسماء الله بلا شبهة .

قال رضی الله عنه : (إذ إلیه)، أی إلى الله تعالى (الافتقار) من کل ما سواه (بلا شک) أصلا (وأعیاننا)، أی ذواتنا معشر الناس مع جمیع أحوالنا فی الظاهر والباطن (فی نفس الأمر) من جهة قیامنا بأمره سبحانه وفنائنا فی وجهه أی توجه .

(ظله تعالی) کما مر فی مثال انصباغ النور بلون الزجاج فهو النور ظاهر فی لون الزجاج وهو الله تعالی (لا غیره) ظاهر فی صور الممکنات العدمیة بالعدم الأصلی کما سبق بیانه .

(فهو)، أی الله تعالى (هویتنا)، أی حقیقتنا وماهیتنا من حیث الوجود المطلق القدیم على ما هو علیه فی الأزل .

ومع ذلک أیضا (لا) هو تعالی (هویتنا)، أی حقیقتنا وماهیتنا من حیث أرواحنا وعقولنا وأنفسنا وأجسامنا وجمیع أحوالنا الظاهرة والباطنة .

فإن هذه کلها أمور ممکنات، أی عدمیة بالعدم الأصلی لولا ظهور الله تعالى بها ما ظهرت لنا ولا له سبحانه .

قال رضی الله عنه : (وقد مهدنا)، أی سوینا وأصلحنا وهیأنا (لک) أیها السالک (السبیل)، أی الطریق إلى معرفة الله تعالى المعرفة الذوقیة التی یأخذها العقل من الحس بالکشف والذوق.

لأن المعرفة العلمیة الخیالیة التی یأخذها العقل من فهم کلمات الکتاب أو عبارات الشیوخ فإنها معرفة التصدیق بوجود الله لا معرفة التحقیق بوجوده سبحانه، فانظر ماذا ترى فی کل ما یظهر لک من الورى . 

تم فص الحکمة الیوسفیة


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( وحتى تعلم من أین أو من أی حقیقة اتصف الحق بالغناء عن الناس والغناء عن العالمین، واتصف العالم بالغناء أی بغناء بعضه عن بعض من وجه ما هو عین ما افتقر إلى بعضه به.  فإن العالم مفتقر إلى الأسباب بلا شک افتقارا ذاتیا.

وأعظم الأسباب له سببیة الحق: ولا سببیة للحق یفتقر العالم إلیها سوى الأسماء الإلهیة. والأسماء الإلهیة کل اسم یفتقر العالم إلیه من عالم مثله أو عین الحق.

فهو الله لا غیره ولذلک قال: «یا أیها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنی الحمید». ومعلوم أن لنا افتقارا من بعضنا لبعضنا.

فأسماؤنا أسماء الله تعالى إذ إلیه الافتقار بلا شک، وأعیاننا فی نفس الأمر ظله لا غیره. فهو هویتنا لا هویتنا، و قد مهدنا لک السبیل فانظر. )

قال رضی الله عنه :  (وحتى تعلم من این أو من أی حقیقة اتصف الحق بالغنی عن الناس والغنى عن العالمین واتصف العالم بالغنی أی بغنی بعضه عن بعض بالوجه ما هو عین ما افتقر إلى بعضه به) یعنی کما أنک اتصفت بالغنی عن ظلک من حیث ذاتک کذلک اتصف الحق بالغنی بحسب الذات عن العالم .

فإذا کان ظلک مفتقر إلیک ومستغنیا عن غیرک فقد عرفت منه أن اتصاف بعض بالغنی عن بعض لیس عین افتقاره إلى بعض کالولد بالنسبة إلى والده مفتقر من حیث ربوبیته ومستغنی من حیث أنه عبد محتاج مثله.

فاحتیاجه من هذه الحیثیة إلى الله لا إلیه فما کان وجه استغنائه وجه افتقاره واستغناؤه لعدم سببیة من وجه فی وجوده .

وافتقاره لوجود سببیة هذا البعض فکان افتقار البعض إلى البعض عین افتقاره إلى الحق فإن ذلک البعض من حیث الربوبیة عین الحق .

وهو معنى قوله وبالفقر النبی علیه السلام فقد عرفت منه أیضا أن اتصاف الحق

بالغنی عن الناس من أی جهة و بالافتقار إلیه من أی جهة فغناؤه بحسب ذاته وافتقاره بحسب ظهور أحکامه .

و إنما افتقر العالم إلى الله سواء کان افتقارة کلیا أو افتقار نسبیا (فإن العالم مفتقر إلى الأسباب بلا شک افتقارة ذاتیة وأعظم الأسباب له سببیة الحق) أی أن یکون الحق سببا له لا غیره.

قال رضی الله عنه :  (ولا سببیة للحق) أی ولا یمکن للحق أن یکون سببا للعالم (یفتقر العالم إلیها) أی إلى هذه السببیة (سوى الأسماء الإلهیة) إذ ما دبر الحق العالم إلا بأیدی أسمائه فسبحان من دبر العالم بالعالم .

قال رضی الله عنه :  (والأسماء الإلهیة کل اسم یفتقر العالم إلیه) سواء کان ذلک الاسم المفتقر إلیه من جنس (العالم مثله) أی مثل المفتقر کالوالد بالنسبة إلى الولد، فإنه اسم إلهی یفتقر إلیه الولد فی وجوده الخارجی مع أنه من العالم مثل الولد فلا یطلق الاسم على شیء إلا بسبب کونه محتاجة إلیه للعالم .

(أو) تجلی من (عین الحق) فکیف کان (فهو) أی الاسم المفتقر إلیه (الله) أی عین الحق باعتبار الربوبیة (لا غیره) وإن کان غیره باعتبار الظلیة إذ لا یحتاج إلیه ولا یطلق علیه الاسم بهذا الاعتبار فکان العالم کله من الأسماء والأعیان وغیرها یفتقر إلى الله خاصة .

قال رضی الله عنه :  (ولذلک) أی ولأجل أن العالم کله محتاج إلى الله لا إلى غیره (قال الله تعالى : «یا أیها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنی الحمید» [فاطر: 15].

فالغناء لا یکون إلا لله والفقر لا یکون إلا للعالم (ومعلوم أن لنا افتقارة من بعضنا البعض فاسماؤنا) من جنسنا التی یحتاج إلیها أسماء الله تعالى (وأسماء الله تعالی) عین ذاته من حیث الربوبیة .

قال رضی الله عنه :  (إذ إلیه الافتقار بلا شک) لا إلى غیره لأن الغیر ظل الله والظل لا یقال فیه یفتقر إلیه غیره (واعیننا) أی وجوداتنا الخارجیة (فی نفس) الأمر (ظله لا غیره) أی لا غیر ظله أو لا غیر الحق إذ ظل الشیء عینه.

قال رضی الله عنه :  (فهو) أی الحق (هویتنا) باعتبار ظهور هویة الحق فینا فلا امتیاز بهذا الوجه وهو وجه الأحدیة (لا هویتنا) باعتبار ظهور الاختلاف فینا.

ولما کان هذا البیان أوضح الطریق وأقربه إلى معرفة الحق أوصی للسالکین بقوله: (وقد مهدنا لک السبیل) أی بسطنا و أوضحنا لک طریقة واسعة یوصل لمن سلک به إلى الحق فانظر) فیه تصل إلى مقصودک والله المعین.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (  وحتى تعلم من أین أو من أی حقیقة اتصف الحق بالغناء عن الناس والغناء عن العالمین، واتصف العالم بالغناء أی بغناء بعضه عن بعض من وجه ما هو عین ما افتقر إلى بعضه به.  فإن العالم مفتقر إلى الأسباب بلا شک افتقارا ذاتیا.

وأعظم الأسباب له سببیة الحق: ولا سببیة للحق یفتقر العالم إلیها سوى الأسماء الإلهیة. والأسماء الإلهیة کل اسم یفتقر العالم إلیه من عالم مثله أو عین الحق.

فهو الله لا غیره ولذلک قال: «یا أیها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنی الحمید». ومعلوم أن لنا افتقارا من بعضنا لبعضنا.

فأسماؤنا أسماء الله تعالى إذ إلیه الافتقار بلا شک، وأعیاننا فی نفس الأمر ظله لا غیره. فهو هویتنا لا هویتنا، و قد مهدنا لک السبیل فانظر. )

قال رضی الله عنه : " وحتى تعلم من أین أو من أی حقیقة اتصف الحق بالغناء عن الناس والغناء عن العالمین، واتصف العالم بالغناء أی بغناء بعضه عن بعض من وجه ما هو عین ما افتقر إلى بعضه به. فإن العالم مفتقر إلى الأسباب بلا شک افتقارا ذاتیا.  وأعظم الأسباب له سببیة الحق: ولا سببیة للحق یفتقر العالم إلیها سوى الأسماء الإلهیة. والأسماء الإلهیة کل اسم یفتقر العالم إلیه من عالم مثله أو عین الحق. فهو الله لا غیره ولذلک قال: «یا أیها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنی الحمید». ومعلوم أن لنا افتقارا من بعضنا لبعضنا. فأسماؤنا أسماء الله تعالى إذ إلیه الافتقار بلا شک، وأعیاننا فی نفس الأمر ظله لا غیره. فهو هویتنا لا هویتنا، و قد مهدنا لک السبیل فانظر. "

وقوله فی آخر الحکمة: و أعیاننا فی نفس الأمر ظله لا غیره فهو هویتنا لا هویتنا فیه ما یتضح مشافهة إن شاء الله تعالی.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (  وحتى تعلم من أین أو من أی حقیقة اتصف الحق بالغناء عن الناس والغناء عن العالمین، واتصف العالم بالغناء أی بغناء بعضه عن بعض من وجه ما هو عین ما افتقر إلى بعضه به.  فإن العالم مفتقر إلى الأسباب بلا شک افتقارا ذاتیا.

وأعظم الأسباب له سببیة الحق: ولا سببیة للحق یفتقر العالم إلیها سوى الأسماء الإلهیة. والأسماء الإلهیة کل اسم یفتقر العالم إلیه من عالم مثله أو عین الحق.

فهو الله لا غیره ولذلک قال: «یا أیها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنی الحمید». ومعلوم أن لنا افتقارا من بعضنا لبعضنا.

فأسماؤنا أسماء الله تعالى إذ إلیه الافتقار بلا شک، وأعیاننا فی نفس الأمر ظله لا غیره. فهو هویتنا لا هویتنا، و قد مهدنا لک السبیل فانظر. )

قال رضی الله عنه : ( وحتى تعلم من أین أو من أیّ حقیقة اتّصف الحق بالغنى عن الناس والغنى عن العالمین ، واتّصف العالم بالغنى ، أی بغنى بعضه عن بعض من وجه ما هو عین ما افتقر إلى بعضه به ؟ فإنّ العالم مفتقر إلى الأسباب بلا شکّ افتقارا ذاتیّا ، وأعظم الأسباب له سببیّة الحق) .

قال العبد : العالم بمألوهیته ومربوبیته ومخلوقیته وعدمیته مفتقر إلى الموجد الله الربّ الخالق ، والله من حیث وجوده المطلق غنیّ عن الربوبیة والمربوب والخالقیة والمخلوق ، لأنّ العالم من حیث مجموعه وکلَّیته یفتقر إلى الموجد الخالق بالذات .

إذ لا وجود له من نفسه ، وکذلک یفتقر إلى أجزائه وأبعاضه التی بها تتحقّق کلیته ومجموعه ، وکذلک الکلّ من حیث کلّ جزء جزء من العالم مفتقر إلى الحق فی الوجود ، ویفتقر کل جزء جزء کذلک فی وجوده إلیه افتقارا ذاتیا حقیقیا ویفتقر إلى بعضه فی تحقّق نسبة بعضه إلى البعض .

فانتشت النسب الافتقاریة الکثیرة بالوجود الواحد إلیه فی الکلّ للبعض من البعض ، وإلى الکلّ وللکلّ إلى الکلّ ، ومع قطع النظر عن النسب فذواتنا وهی عین وجوداتنا قائمة بالذات المطلقة الواحدة فی حقیقتها ، إذ لا حقیقة لغیرها ، فافهم .

قال رضی الله عنه : ( ولا سببیّة للحق یفتقر العالم إلیها سوى الأسماء الإلهیّة ) .

یعنی رضی الله عنه : لا افتقار إلى سبب إلَّا فی الإیجاد کالخالقیة والرازقیة وما شاکلهما ، وذوات الحقائق صور التعینات الذاتیة الشؤونیّة ، فلا افتقار من حیث الذات العینیة ، فإنّها عین العین الغنیّة بالغیبیّة ، فالافتقار بین النسب وهی الأسماء التی نحن صورها .

قال رضی الله عنه : (والأسماء الإلهیة کلّ اسم یفتقر العالم إلیه من عالم مثله ، أو عین الحق ، فهو الله لا غیر ).

یعنی : کافتقار الابن إلى الأب فی وجوده ، والفرع إلى الأصل ، فهو الله لا غیر ، إذ لا مفتقر ، فافهم .

قال رضی الله عنه : ( ولذلک قال الله تعالى “ یا أَیُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى الله وَالله هُوَ الْغَنِیُّ الْحَمِیدُ "  ومعلوم أنّ لنا افتقارا من بعضنا إلى البعض ، فأسماؤنا أسماء الله - تعالى - إذ إلیه الافتقار بلا شکّ وأعیاننا فی نفس الأمر ظلَّه لا غیره ، فهو هویّتنا لا هویّتنا ، وقد مهّدنا لک السبیل ، فانظر ) .

قال العبد : یشیر إلى أنّ الافتقار لمّا کان لنا ذاتیا ، لکوننا غیر موجودین من حیث حقائقنا وأعیاننا ، فما لنا وجود من أنفسنا .

وکذلک لنا افتقار إلى الوجودیة الثبوتیّة من ذاته ، فعمّنا الافتقار إلى الله فی الوجود وفی ظهور بعضنا للبعض ، ووصول آثار بعضنا إلى البعض به.

وکان الغنى فی کل ذلک للذات المطلقة الواجبة الوجود بالذات ، فهو المفتقر إلیه مطلقا فی جمیع أقسام الافتقار ، سواء کان افتقارا کلَّیا أو نسبیّا .

فالافتقار إلى هذا الغنیّ بالذات المغنی بالأسماء الإلهیة ، ولمّا کان الافتقار منّا إلى أسمائه ، ونرى افتقار بعضنا إلى البعض من وجه بالسببیة والمسبّبیة .

فنحن إذا صور أسماء الحق ، فعین افتقارنا إلینا هو عین افتقارنا إلى الحق ، فهو الغنیّ ونحن الفقراء ، فاعلم ما أشرنا إلیه ، إن شاء الله الموفّق.


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (  وحتى تعلم من أین أو من أی حقیقة اتصف الحق بالغناء عن الناس والغناء عن العالمین، واتصف العالم بالغناء أی بغناء بعضه عن بعض من وجه ما هو عین ما افتقر إلى بعضه به.  فإن العالم مفتقر إلى الأسباب بلا شک افتقارا ذاتیا.

وأعظم الأسباب له سببیة الحق: ولا سببیة للحق یفتقر العالم إلیها سوى الأسماء الإلهیة. والأسماء الإلهیة کل اسم یفتقر العالم إلیه من عالم مثله أو عین الحق.

فهو الله لا غیره ولذلک قال: «یا أیها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنی الحمید». ومعلوم أن لنا افتقارا من بعضنا لبعضنا.

فأسماؤنا أسماء الله تعالى إذ إلیه الافتقار بلا شک، وأعیاننا فی نفس الأمر ظله لا غیره. فهو هویتنا لا هویتنا، و قد مهدنا لک السبیل فانظر. )

قال رضی الله عنه : ( وحتى تعلم من أین ومن أی حقیقة اتصف الحق بالغنى عن الناس والغنى عن العالمین ) أی تعلم أن الحق بذاته غنى عن العالمین لا بأسمائه ، فإنها تقتضی النسب إلى الخلق.

قال رضی الله عنه : ( واتصف العالم بالغنى : أی بغنى بعضه عن بعض من وجه ما هو عین ما افتقر إلى بعضه به ، فإن العالم مفتقر إلى الأسباب بلا شک افتقارا ذاتیا ) أی ومن أی حقیقة اتصف العالم بغنى بعضه عن بعض ، کغنى العناصر عن الموالید ، وغنى السمویات عن الأرضیات من حیث أنها لا تتأثر منها وما هو ، أی ولیس وجه الغنى عین وجه افتقاره أی افتقار بعضه إلى بعض.

کافتقار العالم من حیث أنه کلى مجموعى إلى کل واحد من أجزائه ، وافتقار المسببات من أجزاء الموالید إلى أسبابها افتقارا ذاتیا لإمکانها بل بغنى بعضه عن بعض من وجه ، وافتقاره إلى ذلک البعض من وجه ، کاستغناء الماء فی تبرده وجموده عن الشمس وافتقاره فی حرارته وسیلانه إلیها .

وفی الجملة إن العالم وإن عرض له الغنى بهذا الاعتبار فلا بد من الافتقار إلى أسبابه بالذات کالظل ، فإن الممکن فی ذاته مفتقر إلى أسبابه .

قال رضی الله عنه : ( وأعظم الأسباب له سببیة الحق ولا سببیة للحق یفتقر العالم إلیها سوى الأسماء الإلهیة ) فإنه یفتقر إلى الإیجاد والربوبیة والخالقیة وأمثالها ، وهی لا تکون إلا بالأسماء لا فی أعیانه ، فإن الأعیان غنیة فی کونها أعیانا عن السبب.

قال رضی الله عنه : (والأسماء الإلهیة کل اسم یفتقر العالم إلیه من عالم مثله ، أو عین الحق فهو الله لا غیره) .

أی الأسماء الإلهیة ما یفتقر إلیه العالم سواء کان ذلک الاسم المحتاج إلیه من عالم مثله کاحتیاج الابن إلى الأب فی وجوده ورزقه وحفظه فإنها صور أسماء الحق ومظاهرها .

أو من عین الحق کاحتیاج الابن فی صورته وشکله وخلقته إلى الحق المصور الخالق وهو لیس من عالم مثله ، فذلک الاسم المحتاج إلیه هو الله لا غیره .

أما الأول فلأن سببیة الأب لیست من حیث عینه الثابتة ، فإنها معدومة بل من حیث وجوده وفعله وقوته وقدرته ، والوجود عین الحق الظاهر فی مظهره ، والفعل والصورة والقدرة والقوة والرزق والحفظ توابع الوجود وصفات الحق وأفعاله .

"" إضافة بالی زادة :  (واتصف العالم بالغنى ) یعنى کما أنک اتصفت بالغنى عن ظلک من حیث ذاتک ، کذلک اتصف الحق بالغنى بحسب الذات عن العالم ، فإذا کان ظلک مفتقرا إلیک ومستغنیا عنک فقد عرفت منه أن اتصاف بعض بالغنى عن بعض لیس عین افتقاره إلى بعض ، فالولد بالنسبة إلى والده مفتقر من حیث ربوبیته ومستغن من حیث أنه عبد محتاج مثله فاحتیاجه من هذه الحیثیة إلى الله لا إلیه ، فما کان وجه استغنائه وجه افتقاره فاستغناؤه لعدم سببیته فمن وجه فی وجوده وافتقاره لوجود سببیة هذا البعض ، فکان افتقاره إلى البعض عین افتقاره إلى الحق ، فإن ذلک البعض من حیث الربوبیة عین الحق .

وهو معنى قوله ( وبالفقر النسبی ) عرفت أیضا اتصاف الحق بالغنى عن الناس من أی جهة ، وبالافتقار إلیه من أی جهة ، فغناؤه بحسب ذاته وافتقاره بحسب ظهور أحکامه ، وإنما افتقر العالم إلى الله کلیا کان أو نسبیا ( فإن العالم مفتقر إلى الأسباب بلا شک ) اهـ بالى زادة .

( ولا سببیة للحق ) إذ ما دبر الحق العالم إلا بأیدی أسمائه ، فسبحان من دبر العالم بالعالم اهـ.

( من عالم مثله ) أی مثل المفتقر کالوالد بالنسبة إلى الولد ، فإنه اسم إلهی یفتقر إلیه الولد فی وجوده الخارجی ، مع أنه من العالم مثل الولد فلا یطلق الاسم على شیء إلا بسبب کونه محتاجا إلیه العالم ( أو ) تجلى من ( عین الحق ) فکیف کان ( فهو ) أی الاسم المفتقر إلیه ( الله ) أی عین الحق باعتبار الربوبیة ( لا غیره ) وإن کان غیره باعتبار الظلیة إذ لا یحتاج إلیه ولا یطلق علیه الاسم بهذا الاعتبار ، فکان العالم کله من الأسماء والأعیان وغیرها یفتقر إلى الله خاصة اهـ .بالی زادة""


لیس للأب إلا القابلیة والمظهریة لما علمت أن القابل لا فعل له بل الفعل للظاهر فی مظهره وأما الثانی فظاهر ، فظهر أن المحتاج إلیه لیس إلا الله وحده ، فقوله : کل اسم خبر المبتدأ ، یفتقر إلیه العالم صفته ، ومن عالم مثله صفة بعد صفة ، أی ثابت کائن من عالم مثله أو عین الحق عطف على عالم مجرور ، أی أو اسم کائن ناشئ من عین الحق.

قال رضی الله عنه : ( ولذلک قال : " یا أَیُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى الله والله هُوَ الْغَنِیُّ الْحَمِیدُ ".)

أی ولأنا من مکمن الإمکان ، والممکن بالنظر إلى ذاته دون موجده معدوم وقابل بالذات فکیف بالصفات والأفعال ، فالفقر لنا إلى الله من جمیع الوجوه ذاتی ، والله وحده هو الغنى بالذات الحمید بالکمالات والصفات .

قال رضی الله عنه : ( ومعلوم أن لنا افتقارا من بعضنا لبعضنا ، فأسماؤنا أسماء الله تعالى ) أی لما ثبت أن الافتقار العام لازم لنا لزم افتقار بعضنا إلى بعض على ما نشاهد افتقارا إلى أسماء الله فینا بتجلیه لنا بها ، فأسماؤنا أسماؤه ونحن له مظاهرها فحسب ، لیس لنا شیء مفتقر إلیه.

قال رضی الله عنه :  ( فهو هویتنا ) بظهور وجه الأحدیة ( لا هویتنا ) باعتبار التعین والإضافة التی هو بها ظل (وقد مهدنا لک السبیل فانظر) فی هذا الفص لیتضح لک .

"" إضافة بالی زادة :  ( ولذلک ) أی ولأجل أن العالم کله محتاج إلى الله لا إلى غیره ( قال تعالى: " یا أَیُّهَا النَّاسُ ") فالغنى لا یکون إلا لله ، والفقر لا یکون إلا للعالم اهـ بالى .

( فأسماؤنا ) من جنسنا التی نحتاج إلیها أسماء الله تعالى ، وأسماء الله عین ذاته من حیث الربوبیة إذ إلیه الافتقار بلا شک اهـ. بالی زادة

( إذ إلیه الافتقار بلا شک لا إلى غیره ) لأن الغیر ظل الله والظل لا یقال فیه یفتقر إلیه غیره ( وأعیاننا فی نفس الأمر ظله لا غیره ) أی لا غیر ظله أو لا غیر الحق إذ ظل الشیء عینه ( فهو هویتنا ) باعتبار ظهور الحق فینا ، فلا امتیاز بهذا الوجه وهو وجه الأحدیة ( لا هویتنا ) باعتبار ظهور الاختلاف فینا اهـ. بالی زادة ""


قال رضی الله عنه : ( إذ إلیه الافتقار بلا شک ) خاصة لا إلى غیره ( وأعیاننا فی نفس الأمر ظله ) باعتبار اسمه الباطن لأنها معلومات عینیة ( لا غیره ) لأن اسم الباطن عینه باعتبار نسبة البطون ، وظله ووجوده مع قید الإضافة .

 

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( وحتى تعلم من أین أو من أی حقیقة اتصف الحق بالغناء عن الناس والغناء عن العالمین، واتصف العالم بالغناء أی بغناء بعضه عن بعض من وجه ما هو عین ما افتقر إلى بعضه به.  فإن العالم مفتقر إلى الأسباب بلا شک افتقارا ذاتیا.

وأعظم الأسباب له سببیة الحق: ولا سببیة للحق یفتقر العالم إلیها سوى الأسماء الإلهیة. والأسماء الإلهیة کل اسم یفتقر العالم إلیه من عالم مثله أو عین الحق.

فهو الله لا غیره ولذلک قال: «یا أیها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنی الحمید». ومعلوم أن لنا افتقارا من بعضنا لبعضنا.

فأسماؤنا أسماء الله تعالى إذ إلیه الافتقار بلا شک، وأعیاننا فی نفس الأمر ظله لا غیره. فهو هویتنا لا هویتنا، و قد مهدنا لک السبیل فانظر. )

( حتى تعلم من أین ومن أی حقیقة اتصف الحق بالغنى عن الناس والغنى عن العالمین ) . الحقیقة التی اتصف منها الحق بالغنى عن الناس ، لیست غیر ذاته تعالى ، فهو غنى بذاته عن العالمین .


والحقیقة التی اتصف منها العالم یغنى بعضه عن بعض ، هو کون کل من أهل العالم عبدا لله محتاجا إلیه فی ذاته وکمالاته ، والعبد لا یملک شیئا ، فلا یحتاج إلى غیره ، بل کلهم یحتاجون

إلى الحق . فاستغنى بعضهم عن بعض من هذه الحیثیة ، مع أن کلا منهم مفتقر إلى الآخر . فإن العالم مفتقر إلى الأسباب بلا شک افتقارا ذاتیا ، وإلیه أشار بقوله :

( واتصف العالم بالغنى ، أی ، بغنى بعضه عن بعض من وجه ما هو عین ما افتقر إلى

بعضه به ) . ( ما ) فی الموضعین بمعنى ( الذی ) .

و ( به ) عائد إلى ( الوجه ) . أی ، اتصف بعض العالم بالغنى عن بعضه من الوجه الذی افتقر ذلک البعض إلى بعض آخر بسبب ذلک الوجه . والمقصود أن وجه الغنى هو بعینه وجه الافتقار.

وذلک لأن الوجه الذی افتقر به بعض العالم إلى بعض ، هو وجه عبودیة ذلک البعض المفتقر إلى ربوبیة الآخر .

والوجه الذی غناه به عن بعض آخر ، هو أیضا عبودیة ، لأن وجه العبودیة ظل ، والظل لا یحتاج إلى الظل . غایة ما فی الباب ، أن متعلق الغنى هو عبودیة من هو مستغن عنه وظلیته ، ومتعلق الافتقار ربوبیته . فاتحاد جهتی الغنى والافتقار من طرف الغنى والمفتقر ، لا من طرف الآخر .


ویجوز أن یکون : ( من وجه ما ) بتنوین التنکیر . أی ، من وجه من الوجوه ، وذلک الوجه بعینه وجه الافتقار ، والمعنى على حاله .

ویجوز أن یکون ( ما ) فی ( ما هو ) بمعنى ( لیس ) . أی ، لیس وجه الغنى عین الوجه الذی به یحصل الافتقار . والأظهر أن المراد هو الأول ، لأن تغایر الجهتین أمر بین لا یحتاج إلى الذکر .

وقد مر مثله ، فی الفص الثانی ، من قوله : ( وهو عالم من حیث ما هو جاهل ) .

( فإن العالم مفتقر إلى الأسباب بلا شک افتقارا ذاتیا ، وأعظم الأسباب له سببیة الحق ) . لأن ما سواه ممکن مفتقر إلیه ، وهو واجب بذاته . ( ولا سببیة للحق یفتقر العالم إلیها سوى الأسماء الإلهیة ) .

أی ، لا سببیة فیفتقر العالم إلیها للحق سوى الأسماء الإلهیة ، لأنه تعالى بذاته غنى عن العالمین ، ولا یطلب العالم إلا الأسماء ، فلها السببیة .

(والأسماء الإلهیة ، کل اسم یفتقر العالم إلیه من عالم ، مثله أو عین الحق ) .

أی ، الأسماء عبارة عن کل ما یفتقر العالم إلیه فی وجوده وکمالاته وذاته ، سواء کان ذلک الاسم المفتقر إلیه من جنس عالم مثله ، کالوالد بالنسبة إلى الولد ، فإنه سبب وجوده وتحققه فی الخارج - مع أنه من العالم . أو لا یکون من جنس العالم ، بل ناش من عین الحق وتجل من تجلیاته ، کالأرباب للأعیان .


ویجوز أن یکون ( من عالم ) بیان قوله : ( کل اسم ) . أی ، الاسم الإلهی .

کل عین یفتقر العالم إلیها ، سواء کانت عینا من الأعیان الموجودة أو الثابتة العلمیة ، أو عین الحق ، کافتقار الولد إلى عین الأبوین فی کونهما سببا لوجوده .

وکافتقارنا فی وجودنا إلى أعیاننا العلمیة ، لأنه ما لم یوجد فی العلم ، لم یوجد فی العین .

وکافتقارنا إلى الأسماء التی الأعیان الثابتة مظاهرها ،وهی الذات الإلهیة باعتبار کل من الصفات .

فالاسم یطلق على الأعیان الموجودة والأعیان الثابتة التی هی مسمى العالم ، لکن من وجوه ربوبیتها ، لا من وجوه عبودیتها ، کما یطلق على أربابها ، وهی الذات مع کل واحد من صفاتها .


( فهو "الله" لا غیره . ولذلک قال : " یا أیها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنى الحمید ") .

أی ، فالاسم المحتاج إلیه ، هو عین الله لا غیره ، سواء کان  من جنس العالم ، أو لم یکن ، لأنه إنما صار مفتقرا إلیه باعتبار ربوبیته ، وهی لله تعالى لا لغیره .

وأیضا الوجود هو الله ، والکمالات اللازمة له من الرزق والحفظ والربوبیة کلها لله ، فلیس للعین من حیث إنه عالم إلا العجز والنقص وأمثالهما ، کلها راجعة إلى العدم ، فالعین من حیث إنها مغائرة للحق ، لیست إلا العدم .

ولکون الفقر لازما لعین العالم ، قال تعالى : " یا أیها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنى الحمید" .

(ومعلوم أن لنا افتقارا من بعضنا لبعضنا . فأسماؤنا ) أی ، أسماؤنا الکونیة ، هی (أسماء الله) . باعتبار التنزل والاتصاف بصفات الکون .

أو ذواتنا أسماء الله تعالى ، من حیث الربوبیة والصفات الکمالیة . وأسماؤنا الملفوظة أسماء تلک الأسماء ( إذ إلیه ) أی ، إلى الله . ( الافتقار بلا شک ) . لا إلى غیره .

وإنما قال : ( أسماؤنا أسماء الله ) . ولم یقل : ذواتنا ، لیشمل أسماء الأسماء ، لأنها أیضا أسماؤه تعالى ، إذ هو الذی یتنزل بحسب المراتب ، فیتصف بصفات الأکوان ، ویتسم بأسماء الأعیان ، کما قال رضی الله عنه  : وهو المسمى بأبی سعید الخراز وغیره .


"" أضاف الجامع : قال الشیخ رضی الله عنه فى الفص الرابع فص حکمة قدوسیة فی کلمة إدریسیة : "قال الخراز رحمه الله تعالى، وهو وجه من وجوه الحق ولسان من ألسنته ینطق عن نفسه بأن الله تعالى لا یعرف إلا بجمعه بین الأضداد فی الحکم علیه بها.

فهو الأول والآخر والظاهر والباطن. فهو عین ما ظهر، وهو عین ما بطن فی حال ظهوره. وما ثم من یراه غیره، وما ثم من یبطن عنه، فهو ظاهر لنفسه باطن عنه.

وهو المسمى أبا سعید الخراز وغیر ذلک من أسماء المحدثات".أهـ""

( وأعیاننا فی نفس الأمر ظله لا غیره ، فهو هویتنا لا هویتنا ) . أی ، أعیاننا الثابتة والموجودة کلها ظله ، وظل الشئ عینه باعتبار ، فالحق هویتنا من هذا الوجه ، لا هویتنا من حیث امتیاز الظل عن المظل .

ولما کان هذا التحقیق إیضاحا للحق وطریقه ، قال : ( وقد مهدنا لک السبیل ، فانظر ) أی ،عینا لک طریق الحق ، فانظر فیه تجده.

والله أعلم بالصواب .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( وحتى تعلم من أین أو من أی حقیقة اتصف الحق بالغناء عن الناس والغناء عن العالمین، واتصف العالم بالغناء أی بغناء بعضه عن بعض من وجه ما هو عین ما افتقر إلى بعضه به.  فإن العالم مفتقر إلى الأسباب بلا شک افتقارا ذاتیا.

وأعظم الأسباب له سببیة الحق: ولا سببیة للحق یفتقر العالم إلیها سوى الأسماء الإلهیة. والأسماء الإلهیة کل اسم یفتقر العالم إلیه من عالم مثله أو عین الحق.

فهو الله لا غیره ولذلک قال: «یا أیها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنی الحمید». ومعلوم أن لنا افتقارا من بعضنا لبعضنا.

فأسماؤنا أسماء الله تعالى إذ إلیه الافتقار بلا شک، وأعیاننا فی نفس الأمر ظله لا غیره. فهو هویتنا لا هویتنا، و قد مهدنا لک السبیل فانظر. )

قال رضی الله عنه : (  وحتى تعلم من أین أو من أی حقیقة اتصف الحق بالغناء عن الناس والغناء عن العالمین، واتصف العالم بالغناء أی بغناء بعضه عن بعض من وجه ما هو عین ما افتقر إلى بعضه به.)

قال رضی الله عنه : (وحتى تعلم من أین) أی: من جهة أحدیة الذات (ومن أی حقیقة) إلهیة وهی جهة الأسماء الخاصة التی لم یتعلق بها بعض جزاء العالم أصلا، فلم یؤثر بها ولم یتأثر عنها، ولا عن المؤثر.

قال رضی الله عنه : (اتصف الحق بالغنی عن الناس) هذا من جهة أحدیة الذات، وإن افتقر إلیه فی ظهوره من جهة أحدیة الکثرة؛ فإنها من حیث هی أحدیة جامع لا یظهر إلا فی هذا المظهر الجامع (والغنی عن العالمین) وإن فتقر إلیهم فی ظهوره هم باعتبار أسمائه من حیث تمیز بعضها عن بعض.

قال رضی الله عنه : (واتصف العالم بالغنی) مع أن من شأنه الافتقار لا مکانه، ولما توهم أنه غنى عن الله وهو باطل فسره بقوله: (أی بغنی بعضه عن بعض) باعتبار ما یخص بعض أجزائه من الأسماء الإلهیة المتمیزة تأثیرا أو تأثرا بحیث لا یتعداه إلى غیره.

لکنه غنی (من وجه) وهو أن تحققه لا یتوقف علیه (ما هو عین ما افتقر إلى بعضه به)، وهو أن التمیز التام لکل واحد منهما غیر البواقی یفتقر إلى تصور الکل، وإن لم یفتقر إلى ذلک فی التمیز الذاتی.

قال رضی الله عنه : (  فإن العالم مفتقر إلى الأسباب بلا شک افتقارا ذاتیا. وأعظم الأسباب له سببیة الحق: ولا سببیة للحق یفتقر العالم إلیها سوى الأسماء الإلهیة. والأسماء الإلهیة کل اسم یفتقر العالم إلیه من عالم مثله أو عین الحق. فهو الله لا غیره ولذلک قال: «یا أیها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنی الحمید». ومعلوم أن لنا افتقارا من بعضنا لبعضنا. فأسماؤنا أسماء الله تعالى إذ إلیه الافتقار بلا شک، وأعیاننا فی نفس الأمر ظله لا غیره. فهو هویتنا لا هویتنا، و قد مهدنا لک السبیل فانظر. )

ثم علل افتقار العالم على الوجه الکلی إلى الله، وافتقار بعضه إلى بعض على الوجه الجزئی بقوله: (فإن العالم مفتقر إلى الأسباب بلا شک افتقارا ذاتا) لکونه ممکنا فی ذاته یستوی بالنظر إلیه طرفا وجوده وعدمه، وإن کان یکفی فی العلة عدم المرجح، فلا بد له فی وجوده من مرجح موجود.

قال رضی الله عنه : (وأعظم الأسباب له سببیة الحق)؛ لأن سائر الأسباب لما کانت ممکنة کانت مفتقرة إلى واجب الوجود، فلم تتم سببیتها بدونه وهو تام فی السببیة، فهو مفتقر إلیه افتقارا کلیا، ولکن هذا الافتقار إلیه باعتبار أحدیة الکثرة.

لأنه (لا سببیة للحق یفتقر العالم إلیها سوى الأسماء الإلهیة) التی بها أحدیة الکثیرة لتضمنها المعانی التی بها انتساب الحق إلى العالم، وانتساب العالم إلى الحق، ولیس ذلک فی أحدیة الذات ودلالتها على الظل لیست باعتبار أنها أحدیة الذات بل من حیث هی أحدیة فقط.

فکان افتقار العالم إلى الله تعالى باعتبار أحدیة الکثرة افتقارا کلیا، ویدخل فی هذا الافتقار افتقار بعض أجزاء العالم إلى أسماء خاصة أو إلى البعض منه إذ (الأسماء الإلهیة)، وإن اعتبر تمیزها المنافی الأحدیة الذات، فلا ینافی أحدیة الکثرة بل (کل اسم یفتقر) العالم .


أی: بعض أجزائه (إلیه من) جهة ظهوره بصورة التأثیر فی (عالم مثله أو) یفتقر إلیه من (عین الحق) أی: من جهة کونه أسماء إلها أثر فیه أو ظهر فیه بالتأثیر، فهو أی ذلک الاسم المفتقر إلیه (هو الله) باعتبار أحدیة الکثرة (لا غیره).

وإن کان تغایره باعتبار أحدیة الذات فالافتقار إلى ذلک الاسم سواء کان باعتبار ظهوره بالتأثیر فی بعض أجزاء العالم أو لا باعتبار ذلک افتقار إلى الله تعالی بماله من أحدیة الکثرة.

قال رضی الله عنه : (ولذلک) أی: ولأجل افتقار العالم إلى الله بالکلیة بحیث یدخل فیه افتقارنا إلى بعض الأسماء الخاصة أو البعض الآخر من العالم و لغنى الحق باعتبار أحدیة الذات عنا وعن أسمائه باعتبار مغایرتها (قال:" یا أیها الناس أن الفقراء إلى الله والله هو الغنى الحمید " [فاطر: 15]).

فدل ذلک على انحصار فقرهم فی أنه إلى الله، والله هو الغنى الحیریده یعنی لو لم یکن غنیا لم یکن کاملا واجبا بالذات، فلا یستحق الحمد على الکمالات.

ثم أشار إلى صحة الحصر مع افتقار بعضنا إلى بعض، فقال: (ومعلوم أن لنا افتقارا من بعضنا إلى بعضنا) لا من جهة أعیاننا المعدومة بل من حیث ما تجلى فی بعضنا بعض أسمائه بصورة التأثیر.

قال رضی الله عنه : (فأسماؤنا) أی: المعانی الموجبة لتأثیر بعضنا فی البعض الموجب افتقار البعض منا إلى البعض (أسماء الله تعالی) أی: صور أسمائه، (إذ إلیه الافتقار) بالبعض.

 ودلیل العقل على سبیل الحصر، وکیف ونحن إنما تؤثر بتأثیر ظهر فینا منه إذا لیس لنا من أعیاننا) باعتبار عدمیتها شیء من الأوصاف فضلا عن التأثیر.

ولکن أعیاننا (فی نفس الأمر ظله) أی: محل ظله، فتؤثر أعیاننا بتأثیره لا بأنفسها، کتأثیر المرأة بما انطبع فیها من صورة الشمس بتنویر ما یحاذیها من الجدار.

قال رضی الله عنه : (فهو) أی: المفتقر إلیه منا لبعضنا (هویتنا) باعتبار أن لنا دخلا فی التأثیر (لا هویتنا) باعتبار أن تأثیرها لیس من أعیانها، بل من الاسم الإلهی الظاهر بصورة التأثیر فیها، فهو المؤثر بالحقیقة.

ثم قال رضی الله عنه : (وقد مهدنا لک السبیل) إلى أحدیة المفتقر إلیه من الکل، فهو الفاعل الواحد فی الکل، (فانظر) منه إلى أحدیة الصفات، ثم إلى أحدیة الذات؛ فافهم ، فإنه مزلة للقدم.

ولما کانت الحکمة النوریة باحثة عن الکشف الصوری المستعقب للکشف المعنوی الذی أوله الکشف عن وحدة الأفعال التی بها أحدیة الربوبیة، ثم أحدیة الصفات، ثم أحدیة الذات عقبها بالحکمة الأحدیة، وقد انساق الکلام فی الحکمة النوریة إلیها؛ فقال:


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (  وحتى تعلم من أین أو من أی حقیقة اتصف الحق بالغناء عن الناس والغناء عن العالمین، واتصف العالم بالغناء أی بغناء بعضه عن بعض من وجه ما هو عین ما افتقر إلى بعضه به.  فإن العالم مفتقر إلى الأسباب بلا شک افتقارا ذاتیا.

وأعظم الأسباب له سببیة الحق: ولا سببیة للحق یفتقر العالم إلیها سوى الأسماء الإلهیة. والأسماء الإلهیة کل اسم یفتقر العالم إلیه من عالم مثله أو عین الحق.

فهو الله لا غیره ولذلک قال: «یا أیها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنی الحمید». ومعلوم أن لنا افتقارا من بعضنا لبعضنا.

فأسماؤنا أسماء الله تعالى إذ إلیه الافتقار بلا شک، وأعیاننا فی نفس الأمر ظله لا غیره. فهو هویتنا لا هویتنا، و قد مهدنا لک السبیل فانظر. )

قال رضی الله عنه : (وحتّى یعلم من أین ، ومن أیّ حقیقة اتّصف الحقّ بالغنى عن الناس والغنى عن العالمین واتّصف العالم بالغنى - أی بغنى بعضه عن بعض من وجه ) لکن لا بد وأن یکون وجه الاستغناء ( ما هو عین ما افتقر به إلى بعضه) .

فعلم أنّ العالم له الافتقار الکلَّی والجزئی ، والحقّ له الاستغناء الکلَّی ، منزّه عن الافتقار الکلَّی والجزئی ، وأمّا الاستغناء الجزئی فقد یکون للعالم ، ولکن لا بدّ وأن یکون فیه جهة افتقاریّة - بدون ذلک لا یمکن ( فإنّ العالم مفتقر إلى الأسباب بلا شکّ افتقارا ذاتیّا ، وأعظم الأسباب له سببیّة الحقّ ، ولا سببیّة للحق یفتقر العالم إلیها ، سوى الأسماء الإلهیّة ) ،  کالحیاة والقدرة والخلق والرزق ، وذلک سواء کان من المظاهر الجزئیّة التی للعالم ، أو عین الحقّ .


على ما قال رضی الله عنه : العالم مفتقر ( والأسماء الإلهیّة کلّ اسم یفتقر العالم إلیه ) سواء کان ذلک المفتقر إلیه ( من عالم مثله ) کاحتیاج الابن مثلا إلى الأب فی ظهوره ( أو ) من ( عین الحقّ ) کاحتیاجه فی حیاته إلیه ، ( فهو الله لا غیره ) هذا خبر « کلّ اسم » متّصف بتلک الأوصاف ، ف « کلّ اسم » مبتدأ ، و « یفتقر » صفة له  .

قال رضی الله عنه : ( ولذلک قال : " یا أَیُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى الله " ) فأطلق " الفقر " علیهم بإطلاقه ، لأنّه ذاتی لهم کلیّا وجزئیّا ( " وَالله هُوَ الْغَنِیُّ الْحَمِیدُ " ) [ 35 / 15 ] .

وقیّد الغناء باللَّه بالحمید منه ، لما عرفت أنّ الغناء الجزئی قد یکون للعالم فیه حقّ ، وعلى التقادیر فالمفتقر إلیه لا بدّ وأن یکون هو الله - على ما علم من النصّ .


قال رضی الله عنه : (ومعلوم أنّ لنا افتقارا من بعضنا إلى بعض، فأسماؤنا أسماء الله تعالى، إذ إلیه الافتقار بلا شکّ، وأعیاننا فی نفس الأمر ظلَّه ) المتقوّم به ( لا غیره ، فهو هویّتنا ) باعتبار نسبة الأسماء إلینا ( لا هویّتنا ) فی نفسه .

( وقد مهّدنا لک السبیل ) فی تحقیق ذلک مما یشاهد من الظلّ وقیامه بالشخص ( فانظر ) فی ذلک حتّى یتبیّن لک ما به تصل إلى المراد .


تمهید للفصّ الآتی

ثمّ إنّه قد تبیّن مما نبّهت علیه فی أمر تنسیق هذه الفصوص وترتیبها أن الفص الهودی کاشف عما بدئ به من السیر الکمالی الإظهاری الذی على عرض أرض الکون الجمعی الإنسانی، فلذلک خصّه بالحکمة الأحدیّة التی حضرتها أول التعیّنات قائلا :


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ رضی الله عنه : (  وحتى تعلم من أین أو من أی حقیقة اتصف الحق بالغناء عن الناس والغناء عن العالمین، واتصف العالم بالغناء أی بغناء بعضه عن بعض من وجه ما هو عین ما افتقر إلى بعضه به.  فإن العالم مفتقر إلى الأسباب بلا شک افتقارا ذاتیا.

وأعظم الأسباب له سببیة الحق: ولا سببیة للحق یفتقر العالم إلیها سوى الأسماء الإلهیة. والأسماء الإلهیة کل اسم یفتقر العالم إلیه من عالم مثله أو عین الحق.

فهو الله لا غیره ولذلک قال: «یا أیها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنی الحمید». ومعلوم أن لنا افتقارا من بعضنا لبعضنا.

فأسماؤنا أسماء الله تعالى إذ إلیه الافتقار بلا شک، وأعیاننا فی نفس الأمر ظله لا غیره. فهو هویتنا لا هویتنا، و قد مهدنا لک السبیل فانظر. )


قال رضی الله عنه : ( وحتى تعلم من أین أو من أی حقیقة اتصف الحق بالغناء عن الناس والغناء عن العالمین، واتصف العالم بالغناء أی بغناء بعضه عن بعض من وجه ما هو عین ما افتقر إلى بعضه به. فإن العالم مفتقر إلى الأسباب بلا شک افتقارا ذاتیا. وأعظم الأسباب له سببیة الحق: ولا سببیة للحق یفتقر العالم إلیها سوى الأسماء الإلهیة. والأسماء الإلهیة )


قال رضی الله عنه : (وحتى تعلم من أین أو من أی حقیقة اتصف الحق سبحانه بالغنی عن الناس والغنی عن العالمین).

وهذه الحقیقة على أحذیته الذاتیة فإن النسب الأسمائیة مفتقرة إلى متعلقاتها (و) من أی حقیقة قال رضی الله عنه : (اتصاف العالم بالغنى، أی بغنی بعضه)، أی بعض العالم (عن بعض) آخر

(من وجه ما هو)، أی لیس هذا الوجه (عین ما افتقر) البعض الأول (إلى بعضه) الآخر (به)، أی بذلک الوجه کالماء مثلا فإنه غنی فی تبرده عن الشمس مفتقر إلیها فی حرارته ، فجهة الغنی هو التبرد الطبیعی وجهة الافتقار هی الحرارة الغریبة وجعل ما ! الأولى موصولة لا نافیة بناء على ما مر فی الفصل الثانی من قوله : وهو عالم من حیث هو جاهل خلاف الظاهر .

ولما ذکر أن ما سوى الله وهو العالم مفتقر إلى الله بالفقر الکلى ومفتقر بعضه إلى بعض بالفقر السببی.

فبینه بقوله رضی الله عنه : (فإن العالم) کلا و جزءا (مفتقر إلى الأسباب) فی وجوده وبقائه (بلا شک افتقارا ذاتیا)، لإمکانه فی نفسه (وأعظم الأسباب له)، أی العالم (سببیة الحق) فإن المؤثر الحقیقی فی الوجود إنما هو الحق سبحانه وسائر الأسباب مظاهر سببیة لا تأثیر له فی الحقیقة.

ولهذا سمی تسبب الاسباب (ولا سببیة للحق یفتقر العالم إلیها سوی) سببیة (الأسماء الإلهیة) ذلا نسبة بین الذات الأحذیة ، وبین العالم بوجه من الوجوه لا بالسببیة ولا بغیرها


قال رضی الله عنه : (  والأسماء الإلهیة کل اسم یفتقر العالم إلیه من عالم مثله أو عین الحق.

فهو الله لا غیره ولذلک قال: «یا أیها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنی الحمید». ومعلوم أن لنا افتقارا من بعضنا لبعضنا. فأسماؤنا أسماء الله تعالى إذ إلیه الافتقار بلا شک، وأعیاننا فی نفس الأمر ظله لا غیره. فهو هویتنا لا هویتنا، و قد مهدنا لک السبیل فانظر. )


قال رضی الله عنه :  (والأسماء الإلهیة کل اسم یفتقر العالم)، أی عالم من العوالم ک" أو جزءا (إلیه من عالم مثله) فی کونه عالم (أو) من (عین الحق) وذاته ولکن باعتبار نلبسه بشأن من شؤونه فقوله : من عالم مثله أو عین الحق بیان لکل اسم .

قال رضی الله عنه : (فهو)، أی کل اسم یفتقر إلیه العالم هو الله ، لأنه من الأسماء الإلهیة و الاسم عین المسمى من حیث الحقیقة لا غیره وإن کان غیره من حیث التعین.

ولذلک أی تکون کل اسم مفتقرة إلیه هو (الله لا غیره ولذلک قال تعالى: وبها ألامر أن الفقراء إلى الله) حیث تم یجعل المفتقر إلیه فی الذکر إلا الله خامة فلو کان بعض المفتقر إلیهم غیر الله لا وجه لتخصیصه بالذکر ( "والله هو الغنی") فی ذاته (" الحمید") [فاطر : 15] بصفاته التی یعانی بها مقاصد المفتقرین إلیه.

قال رضی الله عنه : (ومعلوم أن لنا افتقارأ من بعضنا لبعضنا)، أی إلى بعض (فأسماؤنا أسماؤه إذ إلیه الافتقار) فحسب بمقتضى الآیة (بلا شک) فلو کنا غیره لم یکن المفتقر إلیه هو الله فقط .

ولما لم یظهر من هذا الکلام إلا کوننا عین الله من حیث کوننا یفتقر إلینا بعض أراد أن بثبت العینیة مطلقا.

فقال رضی الله عنه : (وأعیاننا) سواء کانت خارجیة أو ثابتة (فی نفس الأمر ظله لا غیر).

أما أعیاننا الثابنة فلأنها لا للذات الإلهیة المتلبسة بشؤونها، وأما أعیاننا الخارجیة فلأنها ظل لأعیاننا الثابتة وظل الغفل ظل بالواسطة، والظل عین ظل ذی الظل، فإنه من مراتب نزلاته.

(فهو)، أی ألله هویتنا من حیث الحقیقة لا (هویتنا) من حیث التعین .

وقد مهدنا لک السبیل فی معرفة کون الله عین کل شیء إجمالا فانظر فی تفاصیل ما ورد علینا لتشاهده فی کل شیء على سبیل التفصیل .


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 250

و حتّى تعلم من أین أو من أی حقیقة اتصف الحقّ بالغنى عن الناس و الغنى عن العالمین.

و تا بدانى از کجا و از چه حقیقتى حق تعالى به غناى از ناس و غناى از عالمیان متصف است (که از جهت ذات خود مستغنى از ما سوایش و غنى از عالمیان است اما از جهت ظهورش مظهر ‌می‌خواهد که کثرت مظاهر را اسماء و صفات الهیه طالب و عاشقند پس از جهت ذات به قول عطار:

دائما او پادشاه مطلق است

در مقام عزّ خود مستغرق است‏

و از جهت ظهور مشتاق مظاهر است به قول حافظ:

سایه معشوق اگر افتاد بر عاشق چه شد

ما به او محتاج بودیم او به ما مشتاق بود

و اتصف العالم بالغنى أی بغنى بعضه عن بعض من وجه ما هو عین ما افتقر الى بعضه به، فإن العالم مفتقر إلى الأسباب بلا شک افتقارا ذاتیّا.

عالم (ما سوى اللّه) به غنا متصف است که بعضى از آن از بعض دیگر غنى است از آن جهت که عین افتقار بعض از آنها به بعض دیگر است. زیرا عالم کلا و جزءا بدون شک افتقار ذاتى به اسباب دارد.

و أعظم الأسباب له سببیة الحقّ، و لا سببیة للحقّ یفتقر العالم إلیها سوى الأسماء الإلهیة.

و اعظم اسباب براى او سببیت حق است و سببیتى براى حق نیست که عالم به آن احتیاج داشته باشد جز اسماء الهیه. زیرا حق تعالى بذاته از عالم غنى است و عالم طلب نمی‌کند مگر اسماء را پس براى اسماء سببیت است.

[اسماء الهیه هر اسمى است که عالم به آن مفتقر است‏]

و الأسماء الإلهیة کل اسم یفتقر العالم إلیه من عالم مثله أو عین الحقّ. فهو اللّه لا غیره، و لذلک قال: یا أَیُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَ اللَّهُ هُوَ الْغَنِیُّ الْحَمِیدُ.

و اسماء الهیه هر اسمى است که عالم به آن مفتقر است از عالمى مثل او یا از عین حق پس اوست اللّه و غیر او نیست. (یعنى آن اسمى که به او محتاجند اللّه است و دیگرى نیست). از این رو فرمود: یا أَیُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَ اللَّهُ هُوَ الْغَنِیُّ الْحَمِیدُ (فاطر: 15)

و معلوم أنّ لنا افتقارا من بعضنا لبعضنا، فأسماؤنا اسماء اللّه تعالى إذ إلیه الافتقار بلا شک؛ و أعیاننا فی نفس الأمر ظلّه لا غیره، فهو هویتنا لا هویتنا، و قد مهّدنا لک السبیل فانظر.

و معلوم است که بعضى از ما افتقار به بعض دیگر داریم، پس اسماء ما اسماء اللّه تعالى است. زیرا بدون شک نیاز به حق است و اعیان ما در واقع و نفس الامر ظل اوست نه ظل غیر او. پس اوست هویت ما نه هویت ما (یعنى هویت از ما نیست و مایى نیستم تا هویتى از ما باشد). پس آماده کردیم براى تو اى سالک راه را پس نظر کن.

اتصاف عالم به غنا که بعض از عالم به بعض دیگر به غنا متصف است از آن وجهى است که آن وجه عین افتقار بعض از عالم به بعض دیگر است که اسماء بعضى رب دیگرى‌اند.( بعضى از اسماء اللّه رب بعضى دیگرند که یکى بر دیگرى مسلط است. اینکه مسلط است رب اوست رب و مربوب به یک دیگر محتاجند احتیاج مربوب معلوم است و احتیاج رب این است که کمالات خود را به مربوب ظاهر کند.) افتقارشان به عبودیت است. چنانکه تفصیل آن در پیش بگذشت و غنى نیز به عبودیت است زیرا موجودات ظلالند و ظل از ظل مستغنى است و ظل عابد است.

پس جهت غنا و افتقار هر دو برگشت به یک امر ‌می‌کند و آن که گفته است اسماء الهیه هر اسمى است که عالم به او مفتقر است از عالمى مثل او یا عین حق؛ عالم مثل او چون نسبت والد به ولد که والد سبب وجود ولد و سبب تحقق ولد است در خارج که هر دو از یک عالمند و از اسماء الهیه و آن که از عین حق است یعنى افتقار اسمى به دیگرى که آن دیگرى از عالم مثل آن مفتقر نیست بلکه آن دیگرى ناشى از عین حق است به سبب‏ تجلى‌یى از تجلیات حق‏ (وقتى گفته شد ارباب از طبقه بالاترند، مقصود از رب و ارباب نگهدارنده مربوب است.) چون افتقار اعیان خارجى به اربابشان.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۵۰۱-۵۰۳

و حتّى تعلم من أین و من أىّ حقیقة اتّصف الحقّ بالغنى عن النّاس و الغنى عن العالمین، و اتّصف العالم بالغنى أى بغنى بعضه عن بعض من وجه ما (من وجه ما- معا) هو عین ما افتقر إلى بعضه به.

و تا بدانى که از کجا و از کدام حقیقت است اتصاف حقّ به غنا از ناس و غنا از عالمین؛ و از کدام وجه است غناى اتصاف عالم به غنى أعنى به غناى بعضى از بعض آخر از وجهى، امّا نه آن وجه که بدان وجه بعضى محتاج باشد به بعضى دیگر.

و تحقیق این سخن آنست که آن حقیقت که بدان متّصف است حقّ به غنا غیر ذات او نیست، پس او به ذات خود غنى است از عالمین. و حقیقتى که عالم بدان متّصف است به غناى بعضى از بعض آن محتاج بودن هریکى است از اهل عالم به حقّ در ذات و کمالات؛ و عبد چون مالک هیچ‏چیز نیست پس به غیرش محتاج نباشد، پس بعضى از بعضى ازین روى مستغنى باشند اگرچه از روى دیگر مفتقر باشند چنانکه گذشت‏( یعنى در فص دوم که فص شیثى بود گذشت، آنجا که گفت:« فهو من حیث حقیقته و رتبته عالم بذلک کلّه بعینه من حیث ما هو جاهل به من جهة ترکیبه العنصرى»)

فإنّ العالم مفتقر إلى الأسباب بلا شکّ افتقارا ذاتیّا. و أعظم الأسباب له سببیّة الحقّ. و لا سببیّة للحقّ یفتقر العالم إلیها سوى الأسماء الإلهیّة.

پس به درستى که عالم مفتقر است به اسباب بى‏هیچ شکى به افتقارى ذاتى. و اعظم اسباب مر او را سببیّت حقّ است از آنکه ما سواى او ممکن است و مفتقر به سوى او؛ و واجب بذاته اوست یعنى هیچ سببیّتى حقّ را نیست که عالم بدان مفتقر باشد غیر از اسماى الهیّه را چه حق سبحانه و تعالى به ذات خود غنى است از عالمین و طلب نمى‏کند عالم را مگر اسماء پس سببیّت مرا سماء راست.

و الأسماء الالهیّة کلّ اسم یفتقر العالم إلیه من عالم مثله أو عین الحقّ.

یعنى اسماى الهیّه عبارتست از آنچه عالم بدو مفتقر است در وجود و ذات و کمالاتش؛ خواه اسمى که محتاج الیه است از جنس عالم باشد؛ و خواه ناشى از عین حق، و تجلى از تجلّیاتش بود، چون ارباب اعیان.

و مى‏شاید که «من عالم» بیان «کلّ اسم» باشد و معنى چنین بود که: اسم الهى هر عینى است که عالم محتاج است بدو؛ خواه عینى از اعیان موجوده باشد؛ یا ثابته علمیّه یا عین حقّ، چون افتقار ولد به عین أبوین فى کونهما سببا لوجوده؛ و چون افتقار ما در وجود به سوى اعیان علمیّه خویش چه اگر موجود در علم نباشد در عین به وجود نیاید و چون افتقار ما به سوى اسمائى که اعیان ثابته مظاهر آن اسماء است و آن ذات الهیّه است به اعتبار هریکى از صفات. پس اسم اطلاق کرده مى‏شود بر اعیان موجوده و بر اعیان ثابته که از جنس عالم است؛ لکن از وجوه ربوبیّتش نه از جهت عبودیتش. چنانکه اطلاق کرده بر ارباب این اعیان که آن ذات است به اعتبار هریکى از صفات.

فهو اللّه لا غیره، و لذلک قال: یا أَیُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَ اللَّهُ هُوَ الْغَنِیُّ الْحَمِیدُ.

یعنى این اسمى که محتاج الیه است عین حقّ است نه غیر او؛ خواه از جنس عالم باشد و خواه نى، از آنکه محتاج الیه نشود مگر به اعتبار ربوبیّتش؛ و ربوبیّت اللّه راست نه غیر او را؛ و وجود نیز لحقیقة (نیز به حقیقت- خ) او راست، و کمالات لازمه از رزق و حفظ و ربوبیّت همه حق راست‏. پس عین را از آن حیثیّت که عالم است غیر عجز و نقص و امثال این نیست؛ و همه این صفات راجع‏ است به عدم. پس عین از آن روى که مغایر حقّ است جز عدم نیست؛ و از آن جهت که فقر لازم عالم است حق سبحانه و تعالى فرمود: یا أَیُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَ اللَّهُ هُوَ الْغَنِیُّ الْحَمِیدُ.

و معلوم أنّ لنا افتقارا من بعضنا إلى بعضنا (لبعضنا- خ) فأسماؤنا أسماء اللّه تعالى إذ إلیه الافتقار بلا شکّ.

و معلوم است که بعضى ما را به سوى بعضى افتقارست، پس اسماى کونیّه ما اسماء اللّه باشد به اعتبار تنزّل در اتصاف به صفات کون؛ یا ذوات ما اسماء اللّه باشد من حیث ربوبیّت و صفات کمالیه؛ و اسماى ملفوظ ما اسماى آن اسما باشد، چه افتقار به سوى حقّ است بى‏شک نه به سوى غیر او.

و أعیاننا فى نفس الأمر ظلّه لا غیره، فهو هویّتنا لا هویّتنا.

یعنى اعیان ثابته و موجوده ما همه ظلّ‏اند؛ و ظلّ چیزى به اعتبارى عین اوست، پس حق هویّت ماست ازین وجه، و هویّت ما نیست از حیثیّت امتیاز ظلّ.

و چون این تحقیق ایضاح حق و انتهاج طریق صدق نمود، فرمود:

و قد مهّدنا لک السّبیل فانظر.

یعنى تعیین کردیم از براى تو طریق حقّ را، پس نظر کن تا دریابى‏ و در مشاهده اتّحاد هویّت در مخاطبه حضرت احدیّت از سر ذوق گوئى:

من از تو جدا نبوده‏ام تا بودم‏ وین هست دلیل طالع مسعودم‏

در ذات تو ناپدیدم ار معدومم‏ در نور تو ظاهرم اگر موجودم‏


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۸۶

تعلم من أین أو من أیّ حقیقة اتّصف الحقّ بالغناء عن النّاس و الغناء عن العالمین، و اتّصف العالم بالغناء أی بغناء بعضه عن بعض من وجه ما هو عین ما افتقر إلى بعضه به.

شرح امّا استغناءه عن العالمین فمن هویته «کان اللّه و لم یکن معه شی‏ء». امّا وجه استغناء العالم بعضها عن بعض تارة و افتقار الأعیان بعضها لبعض تارة، مثاله ذات الماء أنّها فی التّبرّد و الجمود مستغن عن ذات الشمس، و فی التسخین و الجریان مفتقر إلیها، فوجه الافتقار غیر وجه الاستغناء، و کلاهما موجود فیه.

فإنّ العالم مفتقر إلى الأسباب بلا شکّ افتقارا ذاتیّا.

و أعظم الأسباب له سببیّة الحقّ: و لا سببیّة للحقّ یفتقر العالم إلیها سوى الأسماء الإلهیّة. و الأسماء الإلهیّة کلّ اسم یفتقر العالم إلیه من عالم مثله أو عین الحقّ. فهو اللّه لا غیره، و کذلک قال:

«یا أَیُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَ اللَّهُ هُوَ الْغَنِیُّ الْحَمِیدُ».

شرح یعنى چون ممکن مفتقر است به موجدى و سببى که واسطه ایجاد او شود، و آن واسطه جز اسماى اللّه نیست که حق من حیث هو غنىّ عن العالمین، از عالم و آن چه طالب ظهور عالم است تا، مظهریّت ربوبیّت او شود، اسماست. پس اعظم اسباب اسماى «اللّه» بود، و اسماى الهیّه عبارت از آن چیزیست که عالم در وجود به وى محتاج است خواه آن اسم مفتقر إلیه از جنس عالم باشد مثل عالم مفتقر، چنانچه والد نسبت با ولد؛ یا از جنس عالم نبود و آن عین حق بود، چون تجلّیات.

و معلوم أنّ لنا افتقارا من بعضنا لبعضنا. فأسماؤنا اسماء اللّه- تعالى- إذ إلیه الافتقار بلا شکّ؛ و أعیاننا فی نفس الأمر ظلّه لا غیره. فهو هویّتنا لا هویّتنا و قد مهّدنا لک السّبیل فانظره.

شرح یعنى اسماى کونیّه ما که عند التعیّن به آن مسمّى گشته‌‏ایم به حقیقت اسماى «اللّه» است که عند النّزول و الاتّصاف به صفات کون خود را مسمّى کرده است. و این اسماى ملفوظه ما اسماى آن اسما است که بى شک افتقار ما به اوست، و آن که ما نقص مى‏‌دانیم، هم او و اسماى اوست، و اعیان ما ظلّ اوست پس به حقیقت، هویّت او هویّت ما باشد. نه آن که هویّت منسوبه ما هویّت ما بود.

و اللّه اعلم.