الفقرة السادس :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فما مشوا بنفوسهم وإنما مشوا بحکم الجبر إلى أن وصلوا إلى عین القرب.
«ونحن أقرب إلیه منکم ولکن لا تبصرون»: وإنما هو یبصر فإنه مکشوف الغطاء «فبصره حدید». وما خص میتا من میت أی ما خص سعیدا فی القرب من شقی.
«ونحن أقرب إلیه من حبل الورید» وما خص إنسانا من إنسان. فالقرب الإلهی من العبد لا خفاء به فی الإخبار الإلهی.
فلا قرب أقرب من أن تکون هویته عین أعضاء العبد وقواه، ولیس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى فهو حق مشهود فی خلق متوهم.
فالخلق معقول والحق محسوس مشهود عند المؤمنین وأهل الکشف والوجود.
وما عدا هذین الصنفین فالحق عندهم معقول والخلق مشهود. فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج، والطائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه. )
قال رضی الله عنه : ( فما مشوا بنفوسهم وإنما مشوا بحکم الجبر إلى أن وصلوا إلى عین القرب. «ونحن أقرب إلیه منکم ولکن لا تبصرون»: وإنما هو یبصر فإنه مکشوف الغطاء «فبصره حدید». وما خص میتا من میت أی ما خص سعیدا فی القرب من شقی. «ونحن أقرب إلیه من حبل الورید» وما خص إنسانا من إنسان. فالقرب الإلهی من العبد لا خفاء به فی الإخبار الإلهی. فلا قرب أقرب من أن تکون هویته عین أعضاء العبد وقواه، ولیس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى فهو حق مشهود فی خلق متوهم. فالخلق معقول والحق محسوس مشهود عند المؤمنین وأهل الکشف والوجود. وما عدا هذین الصنفین فالحق عندهم معقول والخلق مشهود. فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج، والطائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه. )
قال رضی الله عنه : (فما مشوا) فی أعمالهم تلک واکتسبوها فی الدنیا (بنفوسهم وإنما مشوا) فیه بمن ساقهم إلى ذلک و اضطرهم إلى فعله مع علمهم بحکمة فی الآخرة.
وإن کان ذلک العلم عندهم ظنا أو شکا أو جحودة بمقتضى ما قال ولقد وصلنا لهم القول فقامت علیهم حجته بمجرد وصول القول إلیهم (بحکم الجبر لهم) على اختیارهم ذلک وإرادته فکان مآلهم (إلى أن وصلوا إلى عین القرب) الذاتی الذی فیه الکل أزلا وأبدا . قال تعالى : " وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْکُمْ وَلَکِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85) " سورة الواقعة
قال رضی الله عنه : (ونحن) وهو کنایة عن الوجود المطلق الظاهر بالممکنات العدمیة (أقرب إلیه)، أی إلى امرىء بلغت روحه الحلقوم، وأنتم حینئذ تنتظرون بلوغ روحه إلى ذلک (منکم) یا أیها الناظرون (ولکن لا تبصرون) أنتم هذا القرب المذکور (وإنما هو)، أی ذلک المیت (یبصر هذا) القرب الذاتی (فإنه)، أی ذلک المیت (مکشوف الغطاء) النفسانی، فإن الموت من أوصاف النفوس.
وکذلک الحیاة (فبصره)، أی ذلک المیت (حدید)، أی قوی فی التحقق بذلک، ورؤیة ذلک القرب وهو البصر الروحانی .
قال تعالى: "فکشفنا عنک غطاءک فبصرک الیوم حدید" [ق: 22].
قال رضی الله عنه : (وما خص) تعالی بکشف الغطاء و حدة البصر (میتا من میت، أی ما خص سعیدة فی القرب) الذاتی المذکور (من شقی) فقربه تعالى إلى کل شیء القرب الذاتی على السواء وهو الظهور بالوجود بعد ترک دعواه .
وقال تعالى أیضا : ("ونحن أقرب إلیه")، أی إلى الإنسان ("من حبل الورید") [ق: 16].
وهو العرق الذی یجری فیه الدم وتقوم به الحیاة الدنیویة (وما خص) تعالى بهذا القرب (إنسانا من إنسان) بل عم الکل وهذا هو القرب الذاتی أیضا الذی هی علیه جمیع الممکنات، علمه من علمه وجهله من جهله، فعالمه متنعم به دون جاهله فی الدنیا، ولا جهل به فی الآخرة للکل.
فإذا غلب على أحد أوجب نعیمه فی الدنیا أو الآخرة، والقرب الآخر الاختصاصی وهو القرب الاسمائی حاصل فی الدنیا لأهل الوصول ولأهل الجنة خاصة فی الآخرة.
ولا ذوق لأهل النار فیه أصلا لا دنیا ولا آخرة وهو قوله تعالى : " ثم دنا فتدلى فکان قاب قوسین أو أدنى" [النجم: 8 - 9].
ولهذا وقع فیه التشبیه بقاب القوسین بخلاف القرب الأول الذاتی، فإنه لا تشبیه فیه أصلا لاقتضاء الفناء عن الوجود المشهود والرجوع إلى الثبوت المعهود.
قال رضی الله عنه : (فالقرب) الذاتی (الإلهی) المذکور هنا لله تعالى (من العبد لا خفاء به) أصلا (فی الأخبار الإلهیة) الواردة على ألسنة المرسلین.
ثم شرع فی بیانه فقال : (فلا قرب أقرب من أن تکون هویته)، أی ذاته یعنی وجوده تعالى المطلق الذی قام به کل شیء (عین أعضاء العبد) وعین (قواه) من حیث الظهور والوجود مع قطع النظر عن خصوص الصور الإمکانیة العدمیة بالعدم الأصلی.
قال رضی الله عنه : (ولیس العبد) الذی لا یزال یتقرب بالنوافل کما ورد فی الحدیث ، فهو یشهد ذلک عیانا فی ظاهره وباطنه (سوى هذه الأعضاء والقوى) الواردة فی الحدیث من حیث هی موجودة مشهودة، لا من حیث هی مسماة بالأسماء کالید والرجل والسمع والبصر .
قال تعالى: "ما تعبدون من دونه إلا أسماء سمیتموها أنتم وآباؤکم ما أنزل الله بها من سلطان " [یوسف: 40] الآیة.
فما عبدوا من الأصنام إلا مجرد الأسماء لأنهم ما عرفوا منها إلا ذلک ولو عرفوها حق المعرفة لعرفوا الله تعالى الذی قامت بوجوده.
وکذلک ما عرفوا من نفوسهم إلا مجرد أسماء الأعضاء والقوى، ولو عرفوا ذلک حق المعرفة لعرفوا الله تعالى.
فکان عین سمعهم وبصرهم ویدهم ورجلهم کما ورد فی الحدیث .
قال رضی الله عنه : (فهو)، أی العبد على الحقیقة (حق)، أی وجود مطلق قدیم (مشهود)، أی ظاهر یشهده کل أحد یعرفه أو یجهله أو ینکره (فی خلق) من حیث الصور الإمکانیة العدمیة الظاهرة والباطنة (متوهم) وجوده ولا وجود له أصلا وسبب هذا التوهم غلبة النظر العقلی وسبب المعرفة غلبة النور الإیمانی على العقل حتى یکون الدلیل هو الله دون العقل إذا عرفت هذا. .
قال رضی الله عنه : (فالخلق) المتوهم أمر (معقول)، أی مدرک بالعقل (والحق) سبحانه وجود (محسوس مشهود عند المؤمنین) بالغیب من حیث هو غیب لا بما تصوروا من ذلک الغیب وربطوا بعقولهم وهم السالکون فی طریق الله تعالى (و) عند (أهل الکشف) الروحانی (والوجود) الحق وهم العارفون المحققون (وما عدا)، أی غیر (هذین الصنفین) من علماء الکلام وغیرهم من الفرق والعامة .
قال رضی الله عنه : (فالحق) سبحانه (عندهم) أمر (معقول) یعقلونه بعقولهم ویضبطونه فی خیالهم وتطمئن نفوسهم إلى ذلک.
والعلماء منهم ینزهونه عن مشابهة المحسوسات وبقیة المعقولات غیره (والخلق) عندهم (مشهود) لهم محسوس معقول (فهم) عند أهل الکشف والوجود فی نظر أذواقهم (بمنزلة الماء الملح الأجاج)، فإن الحق الظاهر بهم التبس علیهم بهم فغلبت صورهم الممکنة على وجوده المطلق فیهم.
فادعوا الوجود فتقید المطلق عندهم بهم، کالماء النازل من السماء إذا خالط الأرض فغیرته وأظهرته ملحا أجاجا، ولهذا لما غاب عنهم منهم قائمون به فی ظواهرهم وبواطنهم
هم معترفون بذلک لکن اعترافا غیبیا ولم یجروا على مقتضاه، وهو الحق تعالی عبدوه معقولا وعرفوه متخیلا بخیالهم وأنکروه محسوسا وکفروا من یقول بذلک ولم یؤمنوا بالکتاب کله والله یحکم بین عباده فیما کانوا فیه یختلفون.
قال رضی الله عنه : (والطائفة الأولى) المنقسمون إلى صنفین سالکین و واصلین، الحق عندهم هو الظاهر فی جمیع المظاهر.
والخلق هو المعقول المضبوط من ظهوره سبحانه فی المحسوس والمعقول، فهم قد آمنوا بالکتاب کله وصدقوا بالحق مطلقة موجودة حقا على ما هو علیه فی الأزل ولم یلتبس علیهم بما عقلوه من خلقه فی المحسوس والمعقول فکانوا (بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه) الذی نزل من السماء وبقی على أصل وصفه لطیب الأرض التی وقع علیها فإنها تشربته ثم أخرجته منها على ما هو علیه فی نفسه.
فکأنما ائتمنت على أمانة فأدتها على ما هی علیه ولم تخن فیها شیئا، ولم تتصرف فی شیء منها أصلا، بخلاف الطائفة التی ذکرت قبل هذه فإنها ائتمنت فخانت، وغیرت ما أودعته، وتصرفت فیه بعقولها، وخاضت بتخیلها .
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فما مشوا بنفوسهم وإنما مشوا بحکم الجبر إلى أن وصلوا إلى عین القرب.
«ونحن أقرب إلیه منکم ولکن لا تبصرون»: وإنما هو یبصر فإنه مکشوف الغطاء «فبصره حدید». وما خص میتا من میت أی ما خص سعیدا فی القرب من شقی.
«ونحن أقرب إلیه من حبل الورید» وما خص إنسانا من إنسان. فالقرب الإلهی من العبد لا خفاء به فی الإخبار الإلهی.
فلا قرب أقرب من أن تکون هویته عین أعضاء العبد وقواه، ولیس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى فهو حق مشهود فی خلق متوهم.
فالخلق معقول والحق محسوس مشهود عند المؤمنین وأهل الکشف والوجود.
وما عدا هذین الصنفین فالحق عندهم معقول والخلق مشهود. فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج، والطائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه. )
فإذا کانت نواصیهم بید ربهم الذی على صراط مستقیم.
قال رضی الله عنه : (فما مشوا بنفوسهم) حتى یمکن لهم الذهاب إلى طریق غیر مستقیم (وإنما مشوا بحکم الجبر) من القائد والسائق وهو ربهم (إلى أن وصلوا إلى عین القرب) فی موطن یسمی جهنم والجبر فی الحقیقة راجع إلیهم باقتضاء أعیانهم الثابتة فهم طلبوا حکم الجبر من الله فحکم الله علیهم بالجبر على حسب طلبهم."بأقوالهم وأعمالهم"
اعلم أن أهل النار من عصاة المؤمنین عذبوا بنار الجحیم إلى أن وصلوا عین القرب فإذا وصلوا إلى عین القرب حصل لهم هذا العلم الذوقی الذی استحقوه فما أخذوه من الله إلا باستحقاقهم ، لأن هذا العلم من علم الأرجل لا بد له من کسب ثم یأتی لهم فضل من ربهم فأخرجهم من دار الجحیم وأدخلهم فی دار النعیم .
فما أعطاهم هذا المقام وهو دار النعیم إلا من جهة المنة والفضل وما أخذوه من الله إلا کذلک .
وأما المخلدون فأحرقوا بالنار إلى أن وصلوا ما وصل عصاة المؤمنین إذ لا بد من الوصول إلیه ثم لا یأتی لهم فضل أبدا من ربهم فمن حیث روحانیتهم یتنعمون بنعیم القرب وهو التلذذ العلمی ومن حیث صورتهم الجسدیة یتعذبون کما عذبوا ازدادوا علما هکذا إلى غیر النهایة ولا استحالة فیه لأن بعض المقربین یتلذذون بنعیم مشاهدة ربهم مع أنهم یتألمون بما أصابهم من الألم هذا ممن أفاض على من روح صاحب الکتاب .
وقد غلط بعض الشارحین بحمل کلامه على انقطاع العذاب عن الکفار ولیس ذلک مراد الشیخ بل مراده إثبات علم الأرجل لأهل النار فی النار من جهة الاستحقاق کما أثبته للمؤمنین فی الدنیا من جهة الاستحقاق.
أی وکیف کان لا بد لکل أحد من علم الأرجل ولا بد أن لا یکون ذلک العلم إلا من جهة الاستحقاق ویدل على ثبوت قرب الحق من عباده قوله تعالى: "ونحن أقرب إلیه" أی إلى المیت
(" منکم") فقد أثبت قربه من المخاطبین بإثبات أقربینه إلیه ("ولکن لا تبصرون") قربی منکم ومن کل شیء .
قال رضی الله عنه : (وإنما هو) أی المیت صاحب القرب (یبصر) قربی منه وإنما یبصر صاحب هذه القربه (فإنه) أی لأن صاحب هذه القرب (مکشوف الغطاء) أی الحجاب عن بصره (فبصره حدید) یبصر ذاتی وصفاتی ویشاهد قربی إلیه أما أنتم مکشوف الغطاء فبصرکم لیس بحدید .
قال رضی الله عنه : (فما خص) القرب (میتا من میت أی ما خص سعیدة فی القرب من شقی) فدل ذلک على أن نعیم القرب عام فی حق کل أحد سعیدا کان أو شقیا .
وکذلک یدل على عموم نعیم الغرب قوله (" ونحن أقرب إلیه") أی إلى الإنسان ("من حبل الورید" [ق: 16 ] ما خص إنسانة من إنسان) بل یعم فی حق کل إنسان سعیدا أو شقیا (فالقرب الإلهی من العبد) ثابت محقق (لا خفاء به) أی القرب (فی الأخبار الإلهی فلا قرب أقرب من أن تکون هویته عین أعضاء العبد ونواه ولیس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى) فإذا کان الحق عین قوى العبد
قال رضی الله عنه : (فهو) أی هویة الحق الذی کان عین أعضاء العبد ذکر الضمیر باعتبار الحق (حق مشهود فی) صورة (خلق متوهم فالخلق معقول) بمنزلة المرآة (والحق محسوس مشهود) ظاهر فیه
عند المؤمنین الذین قلدوا الأنبیاء فیما أخبروا به من الحق قال رسول الله فی حقهم فی الإحسان أن تعبد الله کأنک تراه (و) عند (أهل الکشف والوجود) أی الوجدان فإنهم یشاهدون هذا المقام بالذوق.
قال رضی الله عنه : (وما عدا هذین الصنفین) الذین اتبعوا فی تحصیل معلوماتهم نظرهم الفکری (فالحق عندهم معقول والخلق مشهود لهم) أی فعلم هذه الطائفة (بمنزلة الماء الملح الأجاج) کلما ازدادوا علما ازدادوا شبهة بحیث لا یروی ولا یقنع علمهم کالملح الأجاج لا یرى لشاربه وقد أشار إلى افتراق المؤمنین من أهل الکشف أولا وإلى اتحادهما ثانیة .
بقوله رضی الله عنه : (والطائفة الأولى) علمهم (بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه) إذ العلم الحاصل عن کشف الإلهی لا یحتمل خلافه فیروی لشاربه فإذا کان الناس طائفتین فی العلم أهل الکشف وأهل الحجب.
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فما مشوا بنفوسهم وإنما مشوا بحکم الجبر إلى أن وصلوا إلى عین القرب.
«ونحن أقرب إلیه منکم ولکن لا تبصرون»: وإنما هو یبصر فإنه مکشوف الغطاء «فبصره حدید». وما خص میتا من میت أی ما خص سعیدا فی القرب من شقی.
«ونحن أقرب إلیه من حبل الورید» وما خص إنسانا من إنسان. فالقرب الإلهی من العبد لا خفاء به فی الإخبار الإلهی.
فلا قرب أقرب من أن تکون هویته عین أعضاء العبد وقواه، ولیس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى فهو حق مشهود فی خلق متوهم.
فالخلق معقول والحق محسوس مشهود عند المؤمنین وأهل الکشف والوجود.
وما عدا هذین الصنفین فالحق عندهم معقول والخلق مشهود. فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج، والطائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه. )
قال رضی الله عنه : " فما مشوا بنفوسهم وإنما مشوا بحکم الجبر إلى أن وصلوا إلى عین القرب. «ونحن أقرب إلیه منکم ولکن لا تبصرون»: وإنما هو یبصر فإنه مکشوف الغطاء «فبصره حدید». وما خص میتا من میت أی ما خص سعیدا فی القرب من شقی. «ونحن أقرب إلیه من حبل الورید» وما خص إنسانا من إنسان. فالقرب الإلهی من العبد لا خفاء به فی الإخبار الإلهی. فلا قرب أقرب من أن تکون هویته عین أعضاء العبد وقواه، ولیس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى فهو حق مشهود فی خلق متوهم. فالخلق معقول والحق محسوس مشهود عند المؤمنین وأهل الکشف والوجود. وما عدا هذین الصنفین فالحق عندهم معقول والخلق مشهود. فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج، والطائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه. "
المعنى ظاهر
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فما مشوا بنفوسهم وإنما مشوا بحکم الجبر إلى أن وصلوا إلى عین القرب.
«ونحن أقرب إلیه منکم ولکن لا تبصرون»: وإنما هو یبصر فإنه مکشوف الغطاء «فبصره حدید». وما خص میتا من میت أی ما خص سعیدا فی القرب من شقی.
«ونحن أقرب إلیه من حبل الورید» وما خص إنسانا من إنسان. فالقرب الإلهی من العبد لا خفاء به فی الإخبار الإلهی.
فلا قرب أقرب من أن تکون هویته عین أعضاء العبد وقواه، ولیس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى فهو حق مشهود فی خلق متوهم.
فالخلق معقول والحق محسوس مشهود عند المؤمنین وأهل الکشف والوجود.
وما عدا هذین الصنفین فالحق عندهم معقول والخلق مشهود. فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج، والطائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه. )
قال رضی الله عنه : "فما مشوا بنفوسهم ، وإنّما مشوا بحکم الجبر " . فساقهم من أدبارهم بالدبور ، وأخذهم بنواصیهم جبرا ، حتى أوصلهم إلى ما استحقّوا بحسب مقتضیات ذواتهم لا باختیارهم المجعول فیهم ، فافهم .
قال رضی الله عنه : « إلى أن وصلوا إلى عین القرب " وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْه ِ مِنْکُمْ وَلکِنْ لا تُبْصِرُونَ " وإنّما هو مبصر ، فإنّه مکشوف الغطاء فبصره حدید ، وما خصّ میّتا عن میّت أی خصّ مؤمنا سعیدا دون مشرک شقیّ ونحن أقرب إلیه من حبل الورید وما خصّ إنسانا من إنسان ، فالقرب الإلهی من العبد لا خفاء به فی الإخبار الإلهی ، فلا قرب أقرب من أن تکون هویّته عین أعضاء العبد وقواه ، ولیس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى ، فهو حق مشهود فی خلق متوهّم ، فالخلق معقول ، والحق محسوس مشهود عند المؤمنین وأهل الکشف والوجود ، وما عدا هذین الصنفین فالحق عندهم معقول ، والخلق مشهود ، فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج ".
یعنی : علومهم لیست إلَّا بحجابیات الأشیاء وصنمیّات الأعیان والأهواء ، فلا علم لهم بالحق الذی یشهدون " وَتَراهُمْ یَنْظُرُونَ إِلَیْکَ وَهُمْ لا یُبْصِرُونَ ".
قال رضی الله عنه :" والطائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ شرابه لشاربیه ،
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فما مشوا بنفوسهم وإنما مشوا بحکم الجبر إلى أن وصلوا إلى عین القرب.
«ونحن أقرب إلیه منکم ولکن لا تبصرون»: وإنما هو یبصر فإنه مکشوف الغطاء «فبصره حدید». وما خص میتا من میت أی ما خص سعیدا فی القرب من شقی.
«ونحن أقرب إلیه من حبل الورید» وما خص إنسانا من إنسان. فالقرب الإلهی من العبد لا خفاء به فی الإخبار الإلهی.
فلا قرب أقرب من أن تکون هویته عین أعضاء العبد وقواه، ولیس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى فهو حق مشهود فی خلق متوهم.
فالخلق معقول والحق محسوس مشهود عند المؤمنین وأهل الکشف والوجود.
وما عدا هذین الصنفین فالحق عندهم معقول والخلق مشهود. فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج، والطائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه. )
قال الشیخ رضی الله عنه : (فما مشوا بنفوسهم ، وإنما مشوا بحکم الجبر إلى أن وصلوا إلى عین القرب "ونَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْه مِنْکُمْ ولکِنْ لا تُبْصِرُونَ").
أی إنما وجدوه بما اقتضاه أعیانهم من أعمالهم التی کانوا یسعون فیها وبمقتضى استعداداتهم الذاتیة تعلقت المشیئة الإلهیة بما کانوا یعملون فی أعمالهم على صراط الرب المستقیم ، لأن نواصیهم بید من هو على الصراط المستقیم ، فهو یسلک بهم علیه جبرا إلى أن وصلوا إلى عین القرب.
"" إضافة بالی زادة : فدل ذلک على أن نعیم القرب عام فی حق کل أحد سعیدا کان أو شقیا ، وکذلک یدل على عموم نعیم القرب قوله تعالى: " ونَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْه " أی إلى الإنسان - من حَبْلِ الْوَرِیدِ " اهـ بالی. ""
قال الشیخ رضی الله عنه : ( وإنما هو یبصر فإنه مکشوف الغطاء فبصره حدید ) أی إنما الجهنمی یبصر مع أن الله تعالى أخبر أن أهل الحجاب لا یبصرون فی الدنیا لأنه هناک مکشوف الغطاء حدید البصر.
وأما قوله: "من کانَ فی هذِه أَعْمى فَهُوَ فی الآخِرَةِ أَعْمى وأَضَلُّ سَبِیلًا " فهو فی حق من یدعوه الهادی إلى مسمى الله الرب المطلق رب العالمین ، وهذا فی حق کل أحد بالنسبة إلى الرب المتجلى له فی صورة عینه الآخذ بناصیته إلى ما یهواه ، فذاک فی البصیرة وهذا فی البصر " فَإِنَّها لا تَعْمَى الأَبْصارُ ولکِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِی فی الصُّدُورِ " .
قال الشیخ رضی الله عنه : ( وما خص میتا من میت : أی ما خص سعیدا فی العرف من شقی " ونَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْه من حَبْلِ الْوَرِیدِ ". وما خص إنسانا من إنسان فالقرب الإلهی من العبد لا خفاء به فی الإخبار الإلهی ، فلا قرب أقرب من أن تکون هویته عین أعضاء العبد وقواه ، ولیس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى ، فهو حق مشهود فی خلق متوهم )
أی الظل الخیالی المذکور .
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فالخلق معقول والحق محسوس مشهود عند المؤمنین وأهل الکشف والوجود ) أی الشهود الذوقی .
( وما عدا هذین الصنفین فالحق عندهم معقول والخلق مشهود ، فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج ) .
هذین الصنفین ما عدا المؤمنین وأهل الکشف والشهود ، فالحق عندهم ما نصوروه واعتقدوا أنه غیر معلوم للبشر إلا وجوده لا حقیقته ، وبعضهم تخیلوه وکلاهما یعتقدان أنه متعین ولا یشهدون إلا الخلق فهم أهل الحجاب بمنزلة الماء الأجاج ، وأما المؤمنون وأهل الکشف فبالعکس ، لأنهم یشهدون الحق والخلق عندهم ظل خیالی لیس إلا نسبة الوجود إلى الأعیان ، والنسبة معقولة ، ولهذا :
"" إضافة بالی زادة : ( بمنزلة الماء الملح الأجاج ) کلما ازدادوا علما ازدادوا شبهة بحیث لا یروى ولا یقنع علمهم کالملح الأجاج لا یروى شاربه ، وقد أشار إلى افتراق المؤمنین من أهل الکشف أولا وإلى اتحادهما ثانیا بقوله ( والطائفة الأولى ) بمنزلة الماء العذاب.اهـ بالى ""
قال الشیخ رضی الله عنه : ( والطائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ شرابه )
یعنى أن الطریق والغایة کلاهما واحدة فی الحقیقة وهو الحق ، فالعارف یدعو على بصیرة من اسم إلى اسم ، والجاهل یدعو على جهالة من السوی إلى السوی ، لأنه لا یعرف الحق .
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فما مشوا بنفوسهم وإنما مشوا بحکم الجبر إلى أن وصلوا إلى عین القرب.
«ونحن أقرب إلیه منکم ولکن لا تبصرون»: وإنما هو یبصر فإنه مکشوف الغطاء «فبصره حدید». وما خص میتا من میت أی ما خص سعیدا فی القرب من شقی.
«ونحن أقرب إلیه من حبل الورید» وما خص إنسانا من إنسان. فالقرب الإلهی من العبد لا خفاء به فی الإخبار الإلهی.
فلا قرب أقرب من أن تکون هویته عین أعضاء العبد وقواه، ولیس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى فهو حق مشهود فی خلق متوهم.
فالخلق معقول والحق محسوس مشهود عند المؤمنین وأهل الکشف والوجود.
وما عدا هذین الصنفین فالحق عندهم معقول والخلق مشهود. فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج، والطائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه. )
قال رضی الله عنه : (فما مشوا بنفوسهم ، وإنما مشوا بحکم الجبر إلى أن وصلوا إلى عین القرب ).
أی ، فما مشوا الهالکین بنفوسهم إلى جهنم ، وإنما مشوا بحکم الجبر من القائد
والسائق اللذین حکما على نفوسهم بحسب طلب أعیانهم منهما ذلک . فالجبر
فی الحقیقة عائد إلى الأعیان واستعداداتها ، لأن الحق إنما یتجلى علیها بحسب
استعداداتها . ولهذا السر ما أسند الجبر إلى الرب ، بل إلیهم .
( " ونحن أقرب إلیه منکم ولکن لا تبصرون ". ) استشهاد على القرب .
قال رضی الله عنه : ( وإنما هو یبصر ، فإنه مکشوف الغطاء " فبصره حدید " ) ( هو ) عائد إلى من حصل له القرب . أی ، وإنما صاحب هذا القرب یبصر قرب الحق منه ، لأنه انکشف عنه الغطاء ، فصار بصره حدیدا .
کما قال فی حق نبینا ، صلى الله علیه وسلم : " فکشفنا عنک غطائک ، فبصرک الیوم حدید " .
وما قاله رضی الله عنه لا ینافی قوله تعالى : " ومن کان فی هذه أعمى فهو فی الآخرة أعمى وأضل سبیلا " . لأن العمى إنما هو بالنسبة إلى الله المطلق ، رب الإنسان
الکامل ، وکشف الغطاء کونهم حدید البصر حینئذ بالنسبة إلى أربابهم الخاصة
التی تربهم فیها .
( فما خص میتا من میت ، أی ، ما خص سعیدا فی القرب من شقی ) .
أی ، ما خص قوله تعالى : ( ونحن أقرب إلیه منکم ) میتا من میت ، بل شمل الکل .
وإنما قال : ( میتا من میت ) لأن ضمیر إلیه عائد إلى ( المیت ) ، فما خص السعداء بالقرب ، کما قال فی موضع آخر :
( " ونحن أقرب إلیه من حبل الورید " . وما خص إنسانا من إنسان ) . هذا یدل بأن المراد ب( المجرمین ) أیضا لیس قوما مخصوصا من السالکین أو أهل جهنم ، بل یشملهما .
قال رضی الله عنه : (فالقرب الإلهی من العبد لا خفاء به فی الإخبار الإلهی . فلا قرب أقرب من أن تکون هویته عین أعضاء العبد وقواه ،ولیس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى. فهو) أی ، العبد .
قال رضی الله عنه : ( حق مشهود فی خلق متوهم ) . أی ، ظاهرة فی صورة خلق متوهم ، وهی الصورة الظلیة .
وقد مر غیر مرة أن کل ما یدرک ویشهد ، فهو حق والخلق متوهم ، لأن الحق هو الذی تجلى فی مرآیا الأعیان ، فظهر بحسبها فی هذه الصورة ، فالظاهر هو الحق لا غیر .
قال رضی الله عنه : (فالخلق معقول ، والحق محسوس مشهود عند المؤمنین وأهل الکشف والوجود . وما عدا هذین الصنفین ، فالحق عندهم معقول والخلق مشهود ) .
وهم المحجوبون ، کالحکماء والمتکلمین والفقهاء وعامة الخلائق ، سوى المؤمنین
بالأولیاء وأهل الکشف ، لأنهم أیضا یجدون فی بواطنهم حقیقة ما ذهب إلیه الأولیاء .
فإن المؤمن یقوم له نصیب منهم ، وإلا ما آمن بهم .
قال رضی الله عنه : (فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج ، والطائفة الأولى بمنزلة العذب الفرات السائغ لشاربه ) . أی ، فعلمهم بمنزلة الملح الأجاج لا یروى لشاربه ولا یسکن عطش
صاحبه . وعلم الطائفة الأولى ، وهم أهل الکشف والوجود ، بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه النافع لصاحبه .
المقال على مدونة فتوح الکلم فى شروح فصوص الحکم
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فما مشوا بنفوسهم وإنما مشوا بحکم الجبر إلى أن وصلوا إلى عین القرب.
«ونحن أقرب إلیه منکم ولکن لا تبصرون»: وإنما هو یبصر فإنه مکشوف الغطاء «فبصره حدید». وما خص میتا من میت أی ما خص سعیدا فی القرب من شقی.
«ونحن أقرب إلیه من حبل الورید» وما خص إنسانا من إنسان. فالقرب الإلهی من العبد لا خفاء به فی الإخبار الإلهی.
فلا قرب أقرب من أن تکون هویته عین أعضاء العبد وقواه، ولیس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى فهو حق مشهود فی خلق متوهم.
فالخلق معقول والحق محسوس مشهود عند المؤمنین وأهل الکشف والوجود.
وما عدا هذین الصنفین فالحق عندهم معقول والخلق مشهود. فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج، والطائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه. )
قال رضی الله عنه : ( فما مشوا بنفوسهم وإنما مشوا بحکم الجبر إلى أن وصلوا إلى عین القرب.)
و (فما مشوا بنفوسهم) إلى جهة القرب من الحضرة الهلالیة فیها، (وإنما مشوا بحکم الجبر) کما کانوا على صراط الرب بحکم الخیر، ومن حیث الأهواء بحکم الاختیار (إلى وإن وصلوا إلى عین القرب) مع وصولهم من جهة اختیارهم الأهواء إلى عین البعد؛ فافهم، فإنه مزلة للقدم.
ثم أشار إلى حصول القرب لکل میت قبل الوصول إلى جنة أو نار بقوله تعالى: "ونحن أقرب إلیه منکم ولکن لا تبصرون " [الواقعة: 85] لاحتجابکم بأجسامکم وقواها.
(وإنما هو یبصر؛ فإنه مکشوف الغطاء) أی: الحجاب المذکور، وإن کان قد یبقى على البعض حجب الغینات الظلمانیة من الاعتقادات الفاسدة، والأخلاق الردیة، والهیئات المظلمة من المعاصی الظاهرة، لکنه لا یمنعه عن رؤیة الحق، (فبصره حدید)، کما قال تعالى: «و لقد کنت فی غفلة من هذا فکشفنا عنک غطاءک فبصرک الیوم حدید" [ق: 22] .
لکنه إن کان فی ظلمات الاعتقادات أو الأعمال الصالحة رجع أعمى کمن حبس فی ظلمة مدة مدیدة، وفتح له عنها فجأة عمی بصره.
فلذلک قال تعالى: "ومن کان فی هذه أعمى هو فی الآخرة أعمى وأضل سبیلا" [الإسراء: 72]، وقال: "نحشره یوم القیامة أعمى قال رب لم حشرتنی أعمى وقد کنت بصیرا" [طه:124، 125] .
أی: عند کشف الغطاء بالموت الطبیعی بصیرا، قال : "قال کذلک أتتک" [طه: 126] وهی الأنوار المنیرة سلوک طریقنا فنسیتها أی: وقعتها فی ظلمة النسیان أو ظلمة الأهواء المنسیة لها، فکذلک الیوم تنسی.
(وما خص) فی العرف وکشف الغطاء (میتا عن میت) فی اللفظ، ولم یدل علیه أیضا عقل إذ السعادة العرفیة لا توجب التمییز المذکور.
وإلیه الإشارة بقوله: (أی :ما خص سعیدا فی القرب من شقی)، إذ رجوع الشقی إلى العمى بعد کشف الغطاء، وکون قربه من الحضرة الجلالیة کان فی التمییز .
وقیل: السعید بالعرفی؛ لأن الشقی أیضا سعید بما یحصل له من القرب والرؤیة، وإن لم تنتفع بهما روحه وقلبه ونفسه وجسمه، ولکن ینتفع به عینه الثانیة وسره لو کان من أهل الأسرار.
ثم أشار إلى أن القرب حاصل لکل أحد حیا أو میتا، سعیدا أو شقا بقوله: ("ونحن أقرب إلیه من حبل الورید" [ق:16] وما خص إنسانا من إنسان) أی: ما خص ما أو سعیدا من حی أو شقی، لکن قرب أهل الجنان من الحضرة الجمالیة، وقرب أهل النار من الحضرة الجلالیة.
وقرب المیت من رؤیة الحق، وقرب کل أحد بالذات، کقرب الشمس بإشراقها على الکل، (فالقرب الإلهی) هذه الوجوه (لا خفاء فی الأخبار الإلهی)، وإن اشتهر بین الخلق اختصاصه بالسعداء یوم القیامة.
قد قال تعالى: "والذین کفروا أعمالهم کسراب بقیعة یحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم یجده شیئا ووجد الله عنده، فوفاه حسابه، والله سریع الحساب " [النور: 39].
وقال: "ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق" [الأنعام: 63]، وقال:"إن إلینا إیابهم ثم إن علینا حسابهم" [الغاشیة 25، 26] إلى غیر ذلک.
وإذا کان أقرب من حبل الورید؛ فلیس ذلک قرب الزمان والمکان والرتبة بل قرب الذات، (فلا قرب أقرب من أن تکون هویته) أی: إشراق نور وجوده (عین أعضاء العبد وقواه) بل عین العبد؛ وذلک لأنه (لیس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى)، وهذا وإن ظهر فی حق البعض ممن کملت محبته وصفاؤه لا بد، وأن یکون کامنا فی حق الکل سواء کان فیه استعداد ظهوره أم لا، لوحدة التجلى على الکل، وإذا کان الحق فی هذا القرب عین البعد.
(فهو) أی: البعد (حق مشهود) أی: صورة حق یشهد (فی خلق متوهم) باعتبار عینه الثابتة الباقیة على عدمها.
(فالخلق) من حیث المجموع من الصورة المتجلیة والعین المتوهمة (معقول والحق) أی: صورته المتجلیة فی العین الثابتة (محسوس)؛ لأنه (مشهود) منها شهود الصور المتجلیة عند انطباعها فی الحس المشترک، فالفرق من الحق لهذه الصورة من حیث کونها من إشراق نور الحق.
والعذاب لها من حیث انطباعها فی العین الثابتة لا للوجود من حیث هو لعدم قبوله التغیر بالتلذذ والتألم وغیرها، ولا للعین الثابتة من حیث عدمیتها.
هذا (عند المؤمنین) بطریق الصوفیة، (وأهل الکشف) وهم أهل (الوجود) الذین تم ظهوره فیهم فکوشف به
لهم عن الحقائق على ما هی علیه، (وما عدا هذین الصنفین) من المتکلمین والفلاسفة (فالحق عندهم معقول) لا یعرف إلا بالعقل، ولا ظهور له فی شیء، وهم وإن کانوا مظاهر الحق إلا أن الظاهر منه فیهم قد یغیر عما هو علیه فی نفسه.
(فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج) لا یشفی کلامهم غلیل عطش طلاب الحق؛ لأن أنظارهم مشوبة بالأوهام المالحة.
(والطائفة الأولى) لبقائهم على أصل الفطرة (بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ شرابه) فی شربه شفاء، ولا یفتقر إلى تطویل مقدمات وهذا الاختلاف کما أنه فی الماء باختلاف البقاع، وهاهنا باختلاف الطرق الموصلة لهم إلى المعارف.
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فما مشوا بنفوسهم وإنما مشوا بحکم الجبر إلى أن وصلوا إلى عین القرب.
«ونحن أقرب إلیه منکم ولکن لا تبصرون»: وإنما هو یبصر فإنه مکشوف الغطاء «فبصره حدید». وما خص میتا من میت أی ما خص سعیدا فی القرب من شقی.
«ونحن أقرب إلیه من حبل الورید» وما خص إنسانا من إنسان. فالقرب الإلهی من العبد لا خفاء به فی الإخبار الإلهی.
فلا قرب أقرب من أن تکون هویته عین أعضاء العبد وقواه، ولیس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى فهو حق مشهود فی خلق متوهم.
فالخلق معقول والحق محسوس مشهود عند المؤمنین وأهل الکشف والوجود.
وما عدا هذین الصنفین فالحق عندهم معقول والخلق مشهود. فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج، والطائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه. )
قال رضی الله عنه : ( فما مشوا بنفوسهم ، وإنّما مشوا بحکم الجبر ) فی ذلک البعد الموهوم .
( إلى أن وصلوا إلى عین القرب ) .
قال رضی الله عنه : ( "وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْه ِ مِنْکُمْ وَلکِنْ لا تُبْصِرُونَ" [ 56 / 85 ] . وإنّما هو یبصر ، فإنّه مکشوف الغطاء ) لوصوله إلى قرب لا یسعه الغطاء .
( فبصره حدید ، فما خصّ میّتا من میّت ، أی ما خصّ سعیدا فی العرف من شقیّ ) عند إثبات القرب للعبد .
فإنّه قال رضی الله عنه: ( " وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْه ِ من حَبْلِ الْوَرِیدِ " [ 50 / 16 ] وما خصّ إنسانا من إنسان ، فالقرب الإلهی من العبد ) مطلقا ( لا خفاء به فی الإخبار الإلهی ) وعدم تبیین القریب وتمیّزه من البعید منه .
وما ورد فی قوله صلَّى الله علیه وسلَّم : « لا یزال العبد یتقرّب إلیّ بالنوافل » وهی غیر التکلیفات المکتوبة علیه مما خصّ بوقت معیّن ، وحدّ بعدد مخصوص ، فإنّها هی الزوائد من أفعال العبد ، وهی معدّات ذلک التقرّب ففی دلالة هذا الحدیث ضرب من الإجمال ، فإنّه إنّما یتبیّن من الحدیث کیفیّة ذلک القرب وغایته لا غیر .
قال رضی الله عنه : (فلا قرب أقرب من أن تکون هویّته عین أعضاء العبد وقواه ، ولیس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى ، فهو حقّ مشهود فی خلق متوهّم ) فإنّ الحقّ موجود ، والخلق کائن فی ظلاله ، متخیّل ، على ما سبق فی الفصّ الیوسفی .
الحقّ عند أهل الکشف
قال رضی الله عنه : ( فالخلق معقول ) لأنّه لیس خارج المشاعر له وجود ( والحقّ محسوس مشهود ) فإنّه الموجود فی الخارج عن المشاعر ، الداخل فی المداخل الحسّیة على المشاعر .
وذلک إنما هو ( عند المؤمنین ) ممن وصل إلى الیقین ، ومیّزه عن المتخیّلات ، إمّا نظرا وحدسا ، أو سماعا وتفرّسا ( وأهل الکشف والوجود) من الواصلین إلیه بالذوق والشهود فی المشاهد الحسّیة التی بها أرسلت الرسل وعلیها أنزلت الکتب ، بدون توسّط وضع ولا تعمّل نقل وجعل .
قال رضی الله عنه : ( وما عدا هذین الصنفین ) من الذاهبین إلى اعتباریة الوجود الحق ، وإلى أن له ماهیّة غیر الوجود ، أو موصوفة به ( فالحقّ عندهم معقول ) ضرورة أنّه مجعول عقولهم وتصوّراتهم ، ما له فی الخارج عنه مطابق ، ( والخلق مشهود ) ، فإنّ الموجود فی الخارج عندهم هی الماهیّات المشخّصة وأعراضها المشخّصة لها .
الناس حسب علومهم قسمان
قال رضی الله عنه : ( فهم ) فی إفاضة العلوم ( بمنزلة الماء الملح الأجاج ) حیث أنّه قد شاب اللطیفة العلمیّة عند مرورها علیهم بما یکیّفه ویغیّره عن لطفه الطبیعی ، ویحرّفه عن أصل اعتداله الذی به یصلح لأن یتغذّى به المسترشد ویقویه أو یروح به السالک ویرویه فی مسالکه ، فإنّه بتلک الکیفیّة المکتسبة الاجاجیة إنّما یزید لهم عطشا على عطش وضعفا على ضعف .
( والطائفة الأولى ) من أهل الذوق والإیمان الذین لم یمتزج فیهم لطیفة ماء الیقین بشوائبه المعدنیّة ، المحرّفة له عن أصل مزاجه العلمی ، فهم فی إفاضتهم العلوم والمعارف ( بمنزلة الماء العذب الفرات ، السائغ لشاربه ).
فعلم أن ما به تتمیّز هذه الطائفة عن الأولى هو خلوص علومهم عن شوائب الامتزاجات الجهلیّة ، وذلک غامض قلَّما یهتدی إلیه المسترشد .
فنبّه على ما یظهر من آثار ذلک الممیّز العلمی فی أعمالهم تبیینا لأمره عند السالکین بقوله :
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فما مشوا بنفوسهم وإنما مشوا بحکم الجبر إلى أن وصلوا إلى عین القرب.
«ونحن أقرب إلیه منکم ولکن لا تبصرون»: وإنما هو یبصر فإنه مکشوف الغطاء «فبصره حدید». وما خص میتا من میت أی ما خص سعیدا فی القرب من شقی.
«ونحن أقرب إلیه من حبل الورید» وما خص إنسانا من إنسان. فالقرب الإلهی من العبد لا خفاء به فی الإخبار الإلهی.
فلا قرب أقرب من أن تکون هویته عین أعضاء العبد وقواه، ولیس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى فهو حق مشهود فی خلق متوهم.
فالخلق معقول والحق محسوس مشهود عند المؤمنین وأهل الکشف والوجود.
وما عدا هذین الصنفین فالحق عندهم معقول والخلق مشهود. فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج، والطائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه. )
قال رضی الله عنه : ( فما مشوا بنفوسهم وإنما مشوا بحکم الجبر إلى أن وصلوا إلى عین القرب. «ونحن أقرب إلیه منکم ولکن لا تبصرون»: وإنما هو یبصر فإنه مکشوف الغطاء «فبصره حدید». وما خص میتا من میت أی ما خص سعیدا فی القرب من شقی. «ونحن أقرب إلیه من حبل الورید» وما خص إنسانا من إنسان. فالقرب الإلهی من العبد لا خفاء به فی الإخبار الإلهی. فلا قرب أقرب من أن تکون هویته عین أعضاء العبد وقواه، ولیس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى )
(إلى أن وصلوا إلى عین القرب) بزوال توهم البعد.
ولما أثبت القرب للمجرمین المبعدین استشهد علیه بقوله تعالى : ("ونحن أقرب إلیه")، أی إلى المتوفی ("منکم ولکن لا تبصرون" وإنما هو)، أی المتوفی (یبصر فإنه مکشوف الغطاء فبصره حدید) غیر کلیل ، فیبصر من هو أقرب الأشیاء إلیه .
(فما خص) فی نسبة القرب إلیه تعالى: (میتا عن میت، أی ما خص سعیدا فی القرب) ممیزة إیاه (من شقی) بل شمل ذلک القرب الکل کما قال سبحانه فی موضع آخر من غیر تخصیص وهو قوله تعالى : (" ونحن أقرب به من حبل الورید " فما خص إنسانا) بالقرب ممیزا إیاه (من إنسان) آخر فی ذلک القرب.
(فالقرب الإلهی من العبد) سعیدا کان أو شقیا (لا خفاء به فی الأخبار الإلهی فلا قرب أقرب من أن تکون هویته) تعالى (عین أعضاء العبد وقواه ولیس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى فهو)، أی العبد
قال رضی الله عنه : ( فهو حق مشهود فی خلق متوهم. فالخلق معقول والحق محسوس مشهود عند المؤمنین وأهل الکشف والوجود. وما عدا هذین الصنفین فالحق عندهم معقول والخلق مشهود. فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج، والطائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه.)
قال رضی الله عنه : (حق مشهود فی خلق متوهم)، وهو الظل المتخیل الذی سبق (فالخلق معقول) لا یدرک إلا بالعقل و الخیال بل لا وجود له إلا فیهما .
قال رضی الله عنه : (والحق محسوس مشهود عند المؤمنین وأهل الکشف والوجود)، أی الوجودان (وما عدا هذین الصنفین)، یعنی أهل الکشف والوجود والمؤمنین لهم فهم على عکس ذلک (فالحق عندهم معقول والخلق مشهود) وأراد بما عداهما المحجوبین کالحکماء والمتکلمین و الفقهاء وعامة الخلائق .
قال رضی الله عنه : (فهم)، أی علمهم (بمنزلة الماء الملح الأجاج) لا یروی شاربه (و الطائفة الأولى) الذین هم أهل الکشف والوجود والمؤمنون لهم علمهم (بمنزلة الماء العذب الفرات السانغ لشاربه)، والنافع لصاحبه.
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص 265
فما مشوا بنفوسهم و إنّما مشوا بحکم الجبر إلى أن وصلوا الى عین القرب. وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْکُمْ وَ لکِنْ لا تُبْصِرُونَ. و إنّما هو یبصر فإنّه مکشوف الغطاء فبصره حدید.
پس آنها خودشان به موطن جهنم نرفتند بلکه به حکم جبر رفتند به موطن جهنم تا به عین قرب رسیدند و خداوند فرمود: وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْکُمْ وَ لکِنْ لا تُبْصِرُونَ و همانا که متوفى میبیند زیرا پرده از او برداشته شد، پس چشم او تیز است. (اشاره است به آیه\فَکَشَفْنا عَنْکَ غِطاءَکَ فَبَصَرُکَ الْیَوْمَ حَدِیدٌ\.)
فما خصّ میّتا من میّت ای ما خصّ سعیدا فی القرب من شقیّ. وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ و ما خصّ إنسانا من إنسان. فالقرب الإلهی من العبد لا خفاء به فی الإخبار الإلهی فلا قرب أقرب من أن تکون هویته عین أعضاء العبد و قواه، و لیس العبد سوى هذه الأعضاء و القوى فهو حقّ مشهود فی خلق متوهم، فالخلق معقول و الحقّ محسوس مشهود عند المؤمنین و أهل الکشف و الوجود و ما عدا هذین الصّنفین فالحقّ عندهم معقول و الخلق مشهود.
پس هیچ میتى را در نسبت قرب از میتى اختصاص نداد. یعنى سعید را در قرب از شقی اختصاص نداد و فرمود: نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ. (ورید معرب لغت یونانی رگ بسیار ریزى است در قلب که اگر از کار افتد انسان خواهد مرد.) پس انسانى را از انسانى در این قرب اختصاص نداد.
پس قرب او شامل کل است. پس قرب الهى به عبد، (مطلقا چه سعید چه شقی) چنانکه در اخبار الهى است هیچ خفایى در او نیست. پس هیچ قربى اقرب از این نیست که هویت حق تعالى عین اعضاى عبد و قواى عبد است و نیست عبد مگر همین اعضا و قوا. پس عبد حق است که در خلق متوهم مشهود است. پس در نزد مؤمنان و اهل کشف و وجود (وجود یعنى وجدان و شهود ذوقى.) خلق، معقول است و حق محسوس مشهود و جز این دو صنف (مؤمن و اهل کشف) حق در نزدشان معقول است و خلق مشهود (و اینها محجوبند).
[اهل حجاب به منزله آب شور تلخند]
فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج، و الطائفة الأولى بمنزلة الماء العذاب الفرات السّائغ لشاربه.
اهل حجاب به منزله آب شور تلخند (که صاحبش را سیراب نمیکند و عطش او را فرو نمینشاند) و طایفه نخستین که اهل کشف و وجودند به منزله آب شیرین و گوارایند (که براى صاحبش نافع و) براى نوشنده آن گواراست.
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۵۲۳-۵۲۵
فما مشوا بنفوسهم و إنّما مشوا بحکم الجبر إلى أن وصلوا إلى عین القرب.
یعنى این هالکان به سوى جهنّم به نفوس خود نرفتند بلکه رفتن ایشان به حکم جبر بود از قاید و سایق که حاکم بودند بر نفوس ایشان به حسب طلب اعیان آن هالکین. پس جبر در حقیقت عاید به اعیان و استعدادات ایشان باشد از آنکه تجلّى به حسب استعدادات است و از براى این سرّ جبر را مبهم آورد و اضافت به ربّ نکرد.
وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْکُمْ وَ لکِنْ لا تُبْصِرُونَ و إنّما هو یبصر فإنّه مکشوف الغطاء «فبصره حدید».
یعنى ما نزدیکتریم بدانکس که او را قرب حاصل است از شما؛ و لیکن شما مشاهده این قرب نمىتوانید کرد. این مشاهده همان صاحب قرب را دست دهد که به فناى صفات بشریّت و اضمحلال رسوم ناسوتیّت مکشوف الغطا و موفور العطاست؛ و در مشاهده ربّ خاص خویش حدید البصر شده، اگرچه به حکم مَنْ کانَ فِی هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِی الْآخِرَةِ أَعْمى وَ أَضَلُّ سَبِیلًا، به نسبت با حضرت اللّه که ربّ انسان کامل است هنوز مسدول العطاست و مبتلا به غشاوه عماست.
و درین تقریر تلمیح است به قول او عزّ و جلّ که در مخاطبه حبیب خویش که مربوب ربّ مطلق و مظهر اسم اعظم است مىفرماید که: فَکَشَفْنا عَنْکَ غِطاءَکَ فَبَصَرُکَ الْیَوْمَ حَدِیدٌ. این قرب همه را نیز حالى حاصل است اما بعضى نمىدانند لاجرم در عین قرب دورند و در غایت وصل مهجور، آه آه بیت:
دوست نزدیکتر از من به من است اینت مشکل که من از وى دورم
و ما خصّ میّتا من میّت أى ما خصّ سعیدا فى القرب من شقىّ.
یعنى حق سبحانه و تعالى در بیان اثبات قرب آنجا که فرمود: نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْکُمْ و ضمیر «الیه» به میّت راجع بود تخصیص نکرد در اثبات شرف فضیلت قرب میّتى را از میّتى، یعنى فرق نکرد سعید را از شقى در حصول قرب چنانکه در موضع دیگر انسانى را تخصیص نکرد از انسانى و فرمود:
وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ و ما خصّ إنسانا من إنسان، آرى بیت:
اگرچه از رگ گردن به بنده نزدیک است خداى دور بود از بر خدا دوران
فالقرب الإلهى من العبد لا خفاء به فى الإخبار الإلهى. فلا قرب أقرب من أن تکون هویّته عین أعضاء العبد و قواه، و لیس العبد سوى هذه الأعضاء و القوى فهو حقّ مشهود فى خلق متوهّم.
یعنى قرب الهى به بنده هم به اخبار الهى پوشیده نیست و خود کدام قرب أقرب از آن تواند بود که هویّت حقّ عین اعضا و قواى بنده باشد و بنده عبارت از همین اعضا و قواست، پس به حقیقت بنده حقّ مشهودست در خلق متوهّم، از آنکه حقّ را در مرایاى اعیان تجلّىهاست و به حسب هر مرآتى ظاهر به صورتى:
پس جهان مظهرست و ظاهر دوست همه عالم پر از تجلّى اوست
فالخلق معقول و الحقّ محسوس مشهود عند المؤمنین و أهل الکشف و الوجود.
و ما عدا هذین الصّنفین فالحقّ عندهم معقول و الخلق مشهود.
پس خلق معقول است و حقّ محسوس و مشهود در نظر مؤمنان که اهل کشف و وجودند که اعیان را مرایاى وجود حق و اسما و صفات او مىشناسند؛ و در نظر غیر اهل کشف و وجود، حقّ معقول است و خلق مشهود. بیت:
اندر نظر کمّل ارباب فهوم خالق مشهودست و خلایق موهوم
و اندر نظر طایفهى محجوبان خلق است که ظاهر است و خالق مکتوم
فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج، و الطّائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السّائغ لشاربه.
مضاف مقدّر است یعنى علم این طائفه دوم که اهل حجاباند از حکما و متکلمین و عامه خلایق به منزله آب ملح اجاج است که عطش صاحبش را تسکین نمىنماید و تبرید لواعج کبد حرّى را نمىشاید. و علم طایفه اولى که اهل کشف و وجودند به منزله آب عذب فرات است که تشنگى را رافع و صاحبش را نافع است، بیت:
آن شنیدى موبهمویت گوش باد آب حیوان است خوردى نوش باد
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۸۹
فما مشوا بنفوسهم و إنّما مشوا بحکم الجبر إلى أن وصلوا إلى عین القرب.
و سعید اکتساب سعادت و شقی اقتراف شقاوت نتواند کرد مگر به واسطه استعداد و مقتضیات آن. زیرا که تجلّى حق- جلّ ذکره- بر عبد به حسب قابلیّت و استعداد اوست. «وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْکُمْ وَ لکِنْ لا تُبْصِرُونَ». و إنّما هو یبصر فإنّه مکشوف الغطاء «فبصره حدید».
شرح درین عبارت تناقضى مىنماید، و لیک تناقض نیست. و آن آنست که مىفرماید که: جهنّمى، در آن روز قرب حق را به خود بیند. زیرا که غطاء از پیش او مرتفع است و چشمش تیز است، و کلام الهى ناطق است که: «مَنْ کانَ فِی هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِی الْآخِرَةِ أَعْمى». این حکم به نسبت با ربّ الأرباب مطلق است، و این شقی از آن محجوب است، و مراد از دیدن قرب ربّ مقیّد اوست که در دنیا مضلّ بود اینجا منتقم است.
و ما خصّ میّتا من میّت، أی ما خصّ سعیدا فی القرب من شقىّ «وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ» و ما خصّ إنسانا من انسان.
شرح یعنى آن که فرمود که «وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْکُمْ» هیچ میّتى یعنى هیچ سعیدى را مخصوص نکرد، به این قرب از میّتى دیگر، که آن شقی باشد.
چنانکه فرمود: «وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ»، نگفت که این قرب با سعید است، و با شقی نیست، بلکه قرب او- تعالى شأنه- شامل است همه را.
فالقرب الإلهیّ من البعد لا خفاء به فی الإخبار الإلهیّ. فلا قرب أقرب من أن تکون هویّته عین اعضاء العبد و قوّاه، و لیس العبد سوى هذه الأعضاء و القوى. فهو حقّ مشهود فی خلق متوهّم. فالخلق معقول و الحقّ محسوس مشهود عند المؤمنین و أهل الکشف و الوجود، و ما عدا هذین الصّنفین فالحقّ عندهم معقول و الخلق مشهود.
شرح ظاهر است.
فهم بمنزلة الماء الملح الأجاج، و الطّائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه.
شرح یعنى چنانچه آب شور تشنگى ننشاند و راحت نبخشد، به علم محجوب نیز طمأنینت حاصل نشود و شک و شبهه زایل نگردد. و چنانکه غرض ظمآن از آب فرات حاصل مىشود، از علم صاحب کشف یقین حاصل مىشود.