عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة التاسعة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( و فی هذه الریح عذاب أی أمر یستعذبونه إذا ذاقوه، إلا أنه یوجعهم لفرقة المألوف. فباشرهم العذاب فکان الأمر إلیهم أقرب مما تخیلوه فدمرت کل شیء بأمر ربها، فأصبحوا لا یرى إلا مساکنهم» وهی جثتهم التی عمرتها أرواحهم الحقیة.

فزالت حقیة هذه النسبة الخاصة وبقیت على هیاکلهم الحیاة الخاصة بهم من الحق التی تنطق بها الجلود والأیدی والأرجل وعذبات الأسواط والأفخاذ.

وقد ورد النص الإلهی بهذا کله، إلا أنه تعالى وصف نفسه بالغیرة، ومن غیرته «حرم الفواحش» ولیس الفحش إلا ما ظهر.  

وأما فحش ما بطن فهو لمن ظهر له.  )

قال رضی الله عنه : ( و فی هذه الریح عذاب أی أمر یستعذبونه إذا ذاقوه، إلا أنه یوجعهم لفرقة المألوف. فباشرهم العذاب فکان الأمر إلیهم أقرب مما تخیلوه فدمرت کل شیء بأمر ربها، فأصبحوا لا یرى إلا مساکنهم» وهی جثتهم التی عمرتها أرواحهم الحقیة. فزالت حقیة هذه النسبة الخاصة وبقیت على هیاکلهم الحیاة الخاصة بهم من الحق التی تنطق بها الجلود والأیدی والأرجل وعذبات الأسواط والأفخاذ.  وقد ورد النص الإلهی بهذا کله، إلا أنه تعالى وصف نفسه بالغیرة، ومن غیرته «حرم الفواحش» ولیس الفحش إلا ما ظهر. وأما فحش ما بطن فهو لمن ظهر له. )

قال رضی الله عنه : (وفی هذا الریح) المریحة مما ذکر (عذاب أی أمر) من الأمور الإلهیة (یستعذبونه)، أی یجدونه عذبا لذیذا (إذا ذاقوه) من حیث کشفهم عن حقائق نفوسهم الهالکة الفانیة بظهور الوجود المطلق القیوم علیهم بالموت الذی ذاقوه.

والنفوس هی التی تذوقه أولا عذابا مؤلما، فإذا زال حکم مغایرتها واستقلالها بالوجود ذاقته عذابا لذیذا بحکم الفناء عنه کما سبق، ولکن إن غلب علیهم هذا المشهد الذوقی، وهو غالب بحکم الموت المقتضی لکشف الغطاء النفسانی الذی کانوا فیه.

قال رضی الله عنه : (إلا أنه)، أی هذا الأمر الذی یستعذبونه (یوجعهم) من جهة حکم نفوسهم التی ماتوا علیها (فرقة المألوف لهم) من الدعوى القائمة بنفوسهم والغفلة التی کانوا یتوهمونها نفس الأمر، فظهر لهم ما لم یکن فی حسابهم.

قال تعالى : "وبدا لهم من الله ما لم یکونا یحتسبون" [الزمر: 47].

وذلک عین العذاب وعین تألمهم به، فإن الجعل المتولد من الزبل یتألم برائحة الورد ویتعذب بها، ولهذا قال تعالى فی حق أصحاب الکهف السالکین فی مسالک الفتوة على طریق خاص خلاف المعهود النبینا : "لو أطلعت علیهم لولیت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا" [الکهف: 18].

وذلک لخلاف المألوف له فی مسالک النبوة المحمدیة من الأنس بالحق فی الخلق، وهم فی الوحشة من الخلق فی الحق، والأنس بالحق فی الحق، ولهذا آووا إلى الکهف لینشر لهم ربهم من رحمته، وهو عین الأنس به فیه.

ولو کان لهم به أنس فی الخلق کمحمد صلى الله علیه وسلم لآووا إلیه تعالى لا إلى الکهف فی عین ما آووا إلیه من الکهف، ولکن کمال الوحشة التی قامت بهم أدتهم إلى ذلک ففروا من الخلق إلى الخلق بالحق عکس ما فعل محمد صلى الله علیه وسلم  حین قال تعالى: "قل إنما أنا بشر مثلکم یوحى إلى" [الکهف: 110].

فإنه فر من الحق إلى الحق بالخلق وهو نفسه، ولما کان حاله على النقیض من حالهم .

قال تعالى :"ما قال لهم فلو اطلع علیهم صلى الله علیه وسلم لأدرکته الوحشة التی فی نفوسهم وأخذه الرعب الذی عندهم ووحشتهم بالحق من الخلق ورعبهم کذلک ولهذا قالوا : "عمن هم خائفون منهم " إنهم إن یظهروا علیکم یرجموکم أو یعیدوکم فی ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا " [الکهف: 20]، ومحمد صلى الله علیه وسلم قاسی من قومه بالفعل أکثر مما توهموه من قومهم بالقوة، ولم یستوحش ولم یخف .

ولما کانت هذه الوحشة وهذا الرعب فیهم بالحق لا بدعوى نفوسهم، أخبر الله تعالى أن ذلک کان یؤثر فی النبی صلى الله علیه وسلم لو اطلع علیهم وهم فی تلک الحالة.

قال رضی الله عنه : (فباشرهم)، أی نزل بقوم هود علیه السلام (العذاب) المذکور (فکان الأمر) الإلهی الذی هو نفس الأمر إلیهم (أقرب مما تخیلوه) بنفوسهم وعقولهم من نزول المطر بذلک السحاب .

ثم ظهور ذلک الریح لهم عذاب ألیم (فدمرت) تلک الریح کل شیء أتت علیه منهم (بأمر ربها) القائمة به، فالمدمر إنما هو أمر ربها الممسک لها فی صورتها، فالریح مدمرة بأمر ربها استعانة، وأمر ربها مدمر بها ملابسة ومصاحبة، وهذان المعنیان للباء لا تنفک الباء عنهما فی اللغة العربیة ، وهما الأصل فی جمیع المعانی لحروف الباء.

قال رضی الله عنه : (فأصبحوا)، أی ذلک القوم المدمرون بالریح (لا ترى) یا أیها الناظر (إلا مساکنهم) التی کانت تسکنها نفوسهم وعقولهم الهالکة فی الله المدمرة بأمره سبحانه.

(وهی)، أی تلک المساکن (جثثهم) جمع جثة وهی أجسامهم (التی عمرتها) فی الحیاة الدنیا (أرواحهم الحقیة)، أی المنسوبة إلى الحق سبحانه من حیث إنها ظهور أمره بحکم قوله تعالى: " قل الروح من أمر ربی" [الإسراء: 85] .

قال رضی الله عنه : (فزالت) بدمارهم (حقیقة هذه النسبة)، أی نسبة أرواحهم الحقیة إلى تعمیر أجسامهم وهی النسبة النفسانیة الخاصة بهم (وبقیت على هیاکلهم)، أی أجسامهم (الحیاة الخاصة بهم)، أی بالهیاکل الجسمانیة من حیث هی هیاکل جسمانیة وهی حیاة روح الترکیب الجسمانی وهی الحیاة الجمادیة کحیاة الأحجار .

و (من الحق)، فإن الحیاة الساریة فی جمیع العوالم من حضرة روح الله الذی هو مظهر أمره سبحانه من اسم إلهی منقسمة إلى أربعة أقسام مفرقة فی العوالم، وقد جمعت کلها فی الإنسان بما هو إنسان .

فالأولى الحیاة الجمادیة وروحها المنفوخ :

یقتضی إمساک أجزاء الجماد الطبیعیة والعنصریة، فتظهر من ذلک نسبة خاصة هی نفس ذلک الجماد من حیث ترکیب طبیعته ومزاجه من حیث ترکیب عناصره، وموته زوال هذه الحیاة عنه بانفکاک ترکیبه وتفریق أجزائه الطبیعیة والعنصریة .

والثانیة الحیاة النباتیة وروحها المنفوخ :

یقتضی زیادة على الحیاة الجمادیة نموا وظهورا من بطون الکلیات الطبیعیة والعنصریة، وموته زوال حیاته هذه بقطع قواه المستعدة للنمو والظهور المذکور.

والثالثة الحیاة الحیوانیة وروحها المنفوخ :

یقتضی زیادة على الحیاة الجمادیة والحیاة النباتیة حرکة وسکونا بمقتضى الحس فی المحسوسات، وموته زوال هذه الحیاة عنه ببطلان الحس من القلب وانقطاع القوى منه المبثوثة فی سائر البدن .

والرابعة الحیاة الإنسانیة وروحها المنفوخ :

یقتضی زیادة على الحیاة الجمادیة والحیاة النباتیة والحیاة الحیوانیة إدراکا وشعورا بالنظریات العقلیة والفهوم الاستدلالیة، وموته زوال هذه الحیاة عنه بالکلیة ، فالنبات جماد، والحیوان نبات جماد، والإنسان حیوان نبات جماد .

وهذه الحیاة بأنواعها الأربعة حجاب على الحیاة الإلهیة الساریة فی العوالم کلها، فمن مات عن هذه کلها ظهرت له تلک الحیاة.

فکان حیا بالله لا بروح أصلا کحیاة أهل الآخرة (التی) نعت للحیاة المذکورة وهی الحیاة الجمادیة التی لجسم المیت بعد موته (تنطق بها) یوم القیامة (الجلود)، أی جلود المکلفین، وتشهد علیهم بما عملوا بها . قال تعالى : " وقالوا لجلودهم لم شهدتم علینا قالوا أنطقنا الله الذی أنطق کل شیء" [فصلت : 21].

قال رضی الله عنه : (والأیدی والأرجل) قال تعالى: "یوم تشهد علیهم ألسنتهم وأیدیهم وأرجلهم بما کانوا یعملون " [النور: 24] .

(وعذبات) جمع عذبة وهی طرف الشیء المرسل (الأسواط) جمع سوط وهی الدرة التی یضرب بها (والأفخاذ) جمع فخذ وذلک من قوله علیه السلام: «لا تقوم الساعة حتى یکلم الرجل فخذه وعذبة سوطه بما فعل أهله»رواه الحاکم .

"قال رسول الله صلى الله علیه وسلم: «والذی نفسی بیده، لا تقوم الساعة حتى تکلم السباع الإنسان، وحتى تکلم الرجل عذبة سوطه، وشراک نعله، وتخبره بما أحدث أهله من بعده» هذا حدیث صحیح على شرط مسلم، ولم یخرجاه . تعلیق الذهبی على شرط مسلم".

 

قال رضی الله عنه : (وقد ورد النص الإلهی) فی الکتاب والسنة (بهذا کله) وهو ما ذکرنا وغیره (إلا أنه)، أی الله تعالى (وصف نفسه) على لسان نبیه علیه السلام (بالغیرة) .

فقال علیه السلام: «إن الله غیور» . البخاری ومسلم وأحمد والبیهقی والترمذی وغیرهم.

"عن عبد الله رضی الله عنه، قال: «لا أحد أغیر من الله، ولذلک حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا شیء أحب إلیه المدح من الله، ولذلک مدح نفسه» رواه البخاری ".

قال رضی الله عنه : (ومن غیرته حرم الفواحش) فتحریم الفواحش أی المحرمات الشرعیة البالغة فی التحریم إلى الغایة لظهورها إنما کان بسبب غیرته سبحانه التی أظهرها فی خلقه بحکم الغیریة فی الأشیاء.

فالغیرة الإلهیة عین الغیریة ، والفواحش من الفحش، (ولیس الفحش إلا ما ظهر) من العصیان.

(وأما فحش ما بطن) منه عن الغیر وظهر لصاحبه (فهو) فحش (لمن ظهر له)، وهو قوله تعالى: " قل إنما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن" [الأعراف: 33]،

فالظاهر منها هو ما ظهر للغیر، والباطن منها ظاهر لنفسه.

فالفواحش کلها ظاهرة إما للغیر ولصاحبها أو لصاحبها فقط، فکل شیء محسوس أو معقول ظهر من کتم العدم.

فحکم علیه الحس أو العقل بالمغایرة للحق سبحانه القیوم علیه الظاهر فیه بوجوده المطلق المنزه عنه فاحشة حرمها الحق تعالی من غیرته سبحانه أن یکون فی الوجود غیره یعرف أو یذکر.

فاقتضى تحریمه لذلک لا یعرف سبحانه ولا یذکر فی عین ما حرم، فلیست الغیرة إلا عن الغیریة، ولیست الغیریة إلا عین التحریم، والکل من عین واحدة، فهو غیره ابتداء وتحریم انتهاء من جهته سبحانه.

وغیرته ابتداء والفواحش انتهاء من جهتنا وجهتنا هی جهته، فالغیرة عین الغیریة والتحریم عین الفاحشة.

بل التحریم منه عین الغیرة، والفاحشة منا عین الغیریة، والکل وجود واحد ظهر بأحکام کما ظهر بأعیان، والله واسع علیم .

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( و فی هذه الریح عذاب أی أمر یستعذبونه إذا ذاقوه، إلا أنه یوجعهم لفرقة المألوف. فباشرهم العذاب فکان الأمر إلیهم أقرب مما تخیلوه فدمرت کل شیء بأمر ربها، فأصبحوا لا یرى إلا مساکنهم» وهی جثتهم التی عمرتها أرواحهم الحقیة.

فزالت حقیة هذه النسبة الخاصة وبقیت على هیاکلهم الحیاة الخاصة بهم من الحق التی تنطق بها الجلود والأیدی والأرجل وعذبات الأسواط والأفخاذ.

وقد ورد النص الإلهی بهذا کله، إلا أنه تعالى وصف نفسه بالغیرة، ومن غیرته «حرم الفواحش» ولیس الفحش إلا ما ظهر.

وأما فحش ما بطن فهو لمن ظهر له.  )

قال رضی الله عنه : (و) إشارة إلى أن ما (فی هذه الریح عذاب أی أمر یستعذبونه إذا ذاقوه إلا أنه) إلا أن ذلک الأمر اللذیذ (یوجعهم الفرقة المألوفات) فجمع الله الرحمة والعذاب فیهم فیرحمهم الله بالرحمة الممتزجة بالعذاب فی دار الشقاء فما کان فی حق المشرکین من الله إلا هذه الرحمة لا غیر فإن الرحمة الخالصة من شرب العذاب مختصة للمؤمنین فی الدار الآخرة تفریق بینهما أکمل تفریق.

 

قال بعض الشراح فی هذا المقام أن الله تعالى هو الرحمن الرحیم ومن شأن من هو موصوف بهذا الصفات أن لا یعذب أحدا عذابا أبدا. تم کلامه .

هذا کلام صادق لکنه لا یعلم هذا العارف أن بعض العباد یقتفی شأنه بحسب عینه الثابتة أن یعذب عذابا أبدیة فیعذبه الله على مقتضى شأنه أبدا (فباشرهم) أی الحق (العذاب) حتى خلصوا عن الهیاکل المظلمة فیصلوا فی الحال إلى الغذاء الروحانی وهو مشاهدة ربهم فکان الأمر الحاصل لهم بالهلاک (إلیهم أقرب) و متعلق أقرب قوله إلیهم (مما) أی من الذی (تخیلوه) فإذا باشرهم الحق بالعذاب.

قال رضی الله عنه : (فدمرت کل شیء بأمر ربها) أی قطعت الریح تعلق أرواحهم بظواهر أبدانهم (فأصبحوا) أی فصاروا (لا یرى إلا مساکنهم وهی جثتهم) أی أبدانهم (التی عمرها أرواحهم الحقیبة) وهی الروح التی قال الله تعالى : "فإذا سویته ونفخت فیه من روحی" [الحجر: 29]  .

(فزالت) عنهم (حقیة هذه النسبة الخاصة) وحقیتها کونهم على صورة الحق من العلم والحیاة والقدرة  

 

بسبب تعلق الأرواح الحقیة بهم فإذا زالت تعلق الروح زالت عنهم هذه الکمالات الحقیة (وبقیت على هیاکلهم الحیاة الخاصة بهم من الحق) وهی الحق التی نصیب منها لکل شیء من الله بدون نفخ منه بخلاف الحیاة الحقیة فإنها لا تحصل إلا لمن یقبل الاستواء (التی) أی الحیاة التی (تنطق بها) أی بسبب هذه الحیاة .

قال رضی الله عنه : (الجلود والأیدی والأرجل ویذوق) المیت بها (عذابات الأسواط والأفخاذ فی القبر وقد ورد النص الإلهی) من الآیات والأحادیث (بهذا) المذکور (کله) فهذه نسب جسمانیة لا نسب حقانیة.

ولم بین الأمر على ما هو علیه شرع فی بیان سبب عدم ظهور هذه المعانی لبعض الناس بقوله (إلا) أی غیر (أنه تعالى وصف نفسه بالغیرة ومن جملة غیرته حرم الفواحش ولیس الفحش إلا ما ظهر وأما فحش ما بطن فهو لمن ظهر له) أی بالنسبة إلیه فحش . وأما بالنسبة إلى من لم یظهر له ولیس بفحش فقال :


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( و فی هذه الریح عذاب أی أمر یستعذبونه إذا ذاقوه، إلا أنه یوجعهم لفرقة المألوف. فباشرهم العذاب فکان الأمر إلیهم أقرب مما تخیلوه فدمرت کل شیء بأمر ربها، فأصبحوا لا یرى إلا مساکنهم» وهی جثتهم التی عمرتها أرواحهم الحقیة.

فزالت حقیة هذه النسبة الخاصة وبقیت على هیاکلهم الحیاة الخاصة بهم من الحق التی تنطق بها الجلود والأیدی والأرجل وعذبات الأسواط والأفخاذ.

وقد ورد النص الإلهی بهذا کله، إلا أنه تعالى وصف نفسه بالغیرة، ومن غیرته «حرم الفواحش» ولیس الفحش إلا ما ظهر.

وأما فحش ما بطن فهو لمن ظهر له.  )

قال رضی الله عنه : " و فی هذه الریح عذاب أی أمر یستعذبونه إذا ذاقوه، إلا أنه یوجعهم لفرقة المألوف. فباشرهم العذاب فکان الأمر إلیهم أقرب مما تخیلوه فدمرت کل شیء بأمر ربها، فأصبحوا لا یرى إلا مساکنهم» وهی جثتهم التی عمرتها أرواحهم الحقیة. فزالت حقیة هذه النسبة الخاصة وبقیت على هیاکلهم الحیاة الخاصة بهم من الحق التی تنطق بها الجلود والأیدی والأرجل وعذبات الأسواط والأفخاذ. وقد ورد النص الإلهی بهذا کله، إلا أنه تعالى وصف نفسه بالغیرة، ومن غیرته «حرم الفواحش» ولیس الفحش إلا ما ظهر.  وأما فحش ما بطن فهو لمن ظهر له."

قال: ولذلک غلط عاد قوم هود حین قالوا "هذا عارض ممطرنا" (الأحقاف: 24) فظنوا بالله الخیر غیر أن ذلک الخیر دون الخیر الذی أتاهم الله به، وهو ریح فیها عذاب ألیم یریحهم من هیاکلهم ویلحقهم بالقرب الأتم.  فاختلف الإدراک بسبب اختلاف نسبهم إلى الأسماء الإلهیة.

قال رضی الله عنه: إن العذاب الذی أصابهم من الریح، فهو من العذوبة وإن أوجعهم لفراق المألوف، فإنه یسرهم عقباه.

قال: فأصبحوا لا یرى إلا مساکنهم وهی جثتهم التی عمرتها الأرواح الحقیة، فزالت تلک الأرواح وبقیت لهم الحیاة الخاصة لجثثهم وتلک لحیاة هی التی تنطق بها الجوارح یوم تشهد علیهم

قوله: إلا أنه تعالى وصف نفسه بالغیرة، ومن غیرته حرم الفواحش، ثم فسر الفواحش

بقوله: أی منع أن یعرف حقیقة ما ذکرناه، وهی أنه عین الأشیاء. قال: فسترها بالغیرة وهو أنت من الغیر.

قال: فالغیر یقول السمع سمع زید، والعارف یقول السمع عین الحق، وهکذا ما بقی من القوى والأعضاء. فما کل أحد عرف الحق فتفاضل الناس.

فهو یقول إن العارف هو الفاضل، والمحجوب هو المفضول.

ومن هنا إلى الأبیات الشعر التی أولها: فهو الکون کله، فهو مفهوم من لفظ الشیخ غیر محتاج إلى شرح.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( و فی هذه الریح عذاب أی أمر یستعذبونه إذا ذاقوه، إلا أنه یوجعهم لفرقة المألوف. فباشرهم العذاب فکان الأمر إلیهم أقرب مما تخیلوه فدمرت کل شیء بأمر ربها، فأصبحوا لا یرى إلا مساکنهم» وهی جثتهم التی عمرتها أرواحهم الحقیة.

فزالت حقیة هذه النسبة الخاصة وبقیت على هیاکلهم الحیاة الخاصة بهم من الحق التی تنطق بها الجلود والأیدی والأرجل وعذبات الأسواط والأفخاذ.

وقد ورد النص الإلهی بهذا کله، إلا أنه تعالى وصف نفسه بالغیرة، ومن غیرته «حرم الفواحش» ولیس الفحش إلا ما ظهر.

وأما فحش ما بطن فهو لمن ظهر له.  )

قال رضی الله عنه: "وفی هذه الریح عذاب أی أمر یستعذبونه إذا أذاقوا إلَّا أنّه یوجعهم ، لفقد المألوف ، فباشرهم العذاب ، فکان الأمر إلیهم أقرب ممّا تخیّلوا " فإنّ للحق وجوها کثیرة ونسبا مختلفة ، هم وظنونهم وأفعالهم وأحوالهم وأقوالهم من جملتها ، فجازاهم على ظنّهم بالله خیرا على وجه أتمّ وأعمّ .

قال رضی الله عنه : « فدمّرت " کُلَّ شَیْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها فَأَصْبَحُوا لا یُرى إِلَّا مَساکِنُهُمْ " وهی جثتهم التی عمرتها أرواحهم الحقیّة .

فزالت حقّیة هذه النسبة الخاصّة ، وبقیت على هیاکلهم الحیاة الخاصّة بهم من الحق - التی تنطق بها الجلود والأیدی والأرجل - وعذبات الأسواط والأفخاذ . وقد ورد النصّ الإلهی بهذا کلَّه " .

یشیر رضی الله عنه : إلى أنّ التدبیر کان فی تدمیرهم ، فدمّرت الریح ما کان قابلا للتدمیر منهم ، فأزالت أرواحهم العامرة لجثثهم وأبدانهم ، فإزواح الریح أرواحهم إزواحهم عن هذه الهیاکل المظلمة التی کان سلوک الحق فیها فی المنازل والسمالک الوعرة الغالبة علیها حشویة الحجابیة والتعیّن .

فبقیت جثثهم بلا أرواحهم ، وهم وإن زالت عنهم الحقّیة التی کانت لهم من حمیة الأرواح الحقّیة ، ولکنّ أبقى الله علیهم الحقّیة التی تخصّ أجسامهم هی حیاة الحقّیّة الحفیّة .

ولکنّ التی بها تنطق الأیدی والأرجل یوم لا ینطقون بأنفسهم الناطقة وتلک حیاة حییت بها الجسمانیات من حیث الجسمانیة لا من حیث الروحانیة .

کما أشار إلى سرّها الشیخ الکامل أبو مدین الغوثّ بقوله : سرّ الحیاة سرى فی الموجودات ، یعنی : من حضرة الحیّ القیّوم المحیی ، فیه تجمّدت الجمادات ، وبه حییت الحیوانات ، فإنّ الجماد صورة وجودیة بها حیاة ذلک الجسم وکماله الوجودی .

 

""أضاف الجامع : قال الشیخ فی الفتوحات الباب الثامن والخمسون وخمسمائة :

فالخلق وإن کان له السریان فی الحق فهو محدود بالسریان والحق وإن کان له السریان فی الخلق فهو محدود بالسریان .

وهذا کان مذهب أبی مدین رحمه الله وکان ینبه على هذا المقام بقوله الأمی العامی سر الحیاة سرى فی الموجودات کلها فتجمدت به الجمادات ونبتت به النباتات وحییت به الحیوانات فکل نطق فی تسبیحه بحمده لسر سریان الحیاة فیه فهو وإن کان رحمه الله ناقص العبارة لکونه لم یعط فتوح العبارة .

فإنه قارب الأمر ففهم عنه مقصوده وإن کان ما وفاه ما یستحقه المقام من الترجمة عنه فهذا معنى الطیب وأنه من أسماء التقیید والله یقول الحق وهو یهدی السبیل.أهـ ""

 

قال رضی الله عنه : « إلَّا أنّ الله وصف نفسه بالغیرة ، ومن غیرته حرّم الفواحش ، ولیس الفحش إلَّا ما ظهر »  یعنی رضی الله عنه : ممّا یجب ستره .

قال رضی الله عنه : « وأمّا فحش ما بطن فهو لمن ظهر له" .

 

شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( و فی هذه الریح عذاب أی أمر یستعذبونه إذا ذاقوه، إلا أنه یوجعهم لفرقة المألوف. فباشرهم العذاب فکان الأمر إلیهم أقرب مما تخیلوه فدمرت کل شیء بأمر ربها، فأصبحوا لا یرى إلا مساکنهم» وهی جثتهم التی عمرتها أرواحهم الحقیة.

فزالت حقیة هذه النسبة الخاصة وبقیت على هیاکلهم الحیاة الخاصة بهم من الحق التی تنطق بها الجلود والأیدی والأرجل وعذبات الأسواط والأفخاذ.

وقد ورد النص الإلهی بهذا کله، إلا أنه تعالى وصف نفسه بالغیرة، ومن غیرته «حرم الفواحش» ولیس الفحش إلا ما ظهر.

وأما فحش ما بطن فهو لمن ظهر له.  )

قال الشیخ رضی الله عنه : ( وفی هذه الریح عذاب : أی أمر یستعذبونه إذا ذاقوه إلا أنه یوجعهم لفرقة المألوفات فباشرهم العذاب ، فکان الأمر إلیهم أقرب مما تخیلوه ) .

من الإمطار والنفع ، یعنى أنهم  لما ظنوا باللَّه خیرا والله عند ظن عبده ، فأثابهم خیرا مما ظنوا من حیث لا یشعرون .

فإن الوصول إلى ما ظنوه من الانتفاع بالمطر قد لا یقع وقد یقع من بعد والذی وقع خیر وأقرب ، فإنهم وصلوا بذلک إلى الحق وحصلوا فی عینه من حیث لم یحتسبوا .

فإن للحق وجوها کثیرة ونسبا مختلفة من جملتها أحوالهم وظنونهم وأقوالهم ، فإن هذه الحالة خیر لهم مما ظنوا وإن أوجعتم بقطع الحیاة وفرقة المألوفات ، لأن ذلک أرواحهم مما هم فیه أکثر مما أوجعتهم ، ونجاهم من التوغل والتمادی فی التکذیب والعصیان الموجب للرین على القلوب ، وخفف عنهم بعض عذاب الآخرة فجازاهم على حسن ظنهم باللَّه خیرا على وجه أتم.

 

 قال الشیخ رضی الله عنه : ( فدمرت " کُلَّ شَیْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها فَأَصْبَحُوا لا یُرى إِلَّا مَساکِنُهُمْ " - وهی جثتهم التی عمرتها أرواحهم الحقیة فزالت عنهم حقیة هذه النسبة الخاصة ، وبقیت على هیاکلهم الحیاة الخاصة بهم من الحق التی تبطل بها الجلود والأیدى والأرجل وعذبات الأسواط والأفخاذ وقد ورد النص الإلهی بهذا کله ) .

أی فدمرت الریح بالتدبیر الإلهی کل شیء مما کان قابلا للتدمیر منهم ، فأراحت أرواحهم التی هی حقائقهم عن جثتهم التی هی مساکنهم بعد ما کانت عامرة لها مدبرة إیاها ، وهی حقیة : أی متحققة ثابتة فی وجودها ثابتة للنسبة إلى أبدانها فزالت حقیة نسبها إلى أبدانها .

أی تحققت نسبتها الخاصة وبقیت الهیاکل حیة بحیاتها الطبیعیة المخصوصة بها من الحق لما ذکرنا أن کل شیء وإن کان جمادا فهو ذو روح مخصوص به من الحق ، وهی الحیاة التی تنطق بها الجلود والأیدى والأرجل کما ورد فی القرآن وعذبات الأسواط والأفخاذ کما ورد فی الحدیث .

وقد أشار أبو مدین رضی الله عنه إلى هذه الحیاة بقوله : سر الحیاة سرى فی الموجودات کلها ، فإن الحی بالذات القیوم للکل متجلی فی الجمع وإلا لم یوجد ، فمن حضرة الاسم الحی یحیى کل شیء بحیاة ظاهرة أو باطنه على ما مر.

 

"" إضافة بالی زادة : فإذا باشرهم الحق العذاب ( فدمرت کل شیء بأمر ربها ) أی قطعت الریح تعلق أرواحهم بظواهر أبدانهم .

قوله ( حقیقة هذه النسبة ) وحقیتها کونهم على صورة الحق من العلم والحیاة والقدرة بسبب تعلق الأرواح الحقیة بهم ، فإذا زال تعلق الروح زالت عنهم هذه الکمالات الحقیة ( وبقیت على هیاکلهم الحیاة الخاصة ) وهی الحیاة التی نصیب منها لکل شیء من الله بدون نفخ منه بخلاف الحیاة الحقیة ، فإنها لا تحصل إلا لمن یقبل الاستواء اه ( وعذابات الأسواط ) أی یذوق بها المیت عذبات الأسواط والأفخاذ فی القبر ، فهذه نسب جثمانیة لا نسب حقانیة .

ولما بین الأمر على ما هو علیه شرع فی بیان سبب عدم ظهور هذه المعانی لبعض الناس بقوله ( إلا أنه تعالى وصف نفسه بالغیرة ) اهـ بالى""  .

 

قال الشیخ رضی الله عنه : (إلا أنه تعالى قد وصف نفسه بالغیرة ، ومن غیرته حرم الفواحش ولیس الفحش إلا ما ظهر) مما یجب ستره ومن جملة سر الربوبیة فقد قیل إفشاؤه کفر .

( وأما فحش ما بطن فهو لمن ظهر له ) .

وهو الحق ومن أظهره الله علیه ، وذلک أن الحق هو الظاهر والباطن.

  

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( و فی هذه الریح عذاب أی أمر یستعذبونه إذا ذاقوه، إلا أنه یوجعهم لفرقة المألوف. فباشرهم العذاب فکان الأمر إلیهم أقرب مما تخیلوه فدمرت کل شیء بأمر ربها، فأصبحوا لا یرى إلا مساکنهم» وهی جثتهم التی عمرتها أرواحهم الحقیة.

فزالت حقیة هذه النسبة الخاصة وبقیت على هیاکلهم الحیاة الخاصة بهم من الحق التی تنطق بها الجلود والأیدی والأرجل وعذبات الأسواط والأفخاذ.

وقد ورد النص الإلهی بهذا کله، إلا أنه تعالى وصف نفسه بالغیرة، ومن غیرته «حرم الفواحش» ولیس الفحش إلا ما ظهر.

وأما فحش ما بطن فهو لمن ظهر له.  )

قال رضی الله عنه : (وفی هذه الریح عذاب ، أی ، أمر یستعذبونه إذا ذاقوه ، إلا أنه یرجعهم لفرقة المألوفات ).

أی ، الریح المهلکة وإن کانت فی الظاهر مؤلمة موجعة لهم لإخراجهم عن العالم الجسمانی المتألفة قلوبهم به ، لکن فیها لطف مستور ، لأن تحت کل قهر لله تعالى ألطافا مکنونة یستعذبونه إذا وصلوا إلیه عقیب الوجع .

 

( فباشرهم العذاب ، ) أی ، أهلکهم . ( فکان الأمر إلیهم أقرب مما تخیلوه ) .

أی ، الأمر الذی کان مطلوبهم بالحقیقة ، کان أقرب إلیهم من المطلوب المتخیل

لهم ، وهو ما یحصل من المزروعات .

 

قال رضی الله عنه : (قد مرت کل شئ بأمر ربها ، فأصبحوا ، لا یرى إلا مساکنهم ، أی ، جثتهم التی عمرتها أرواحهم الحقیة ) .

فأهلکت الریح کل شئ یتعلق بظاهرهم ، بأمر ربها ، وهو الواحد القهار . فبقیت أبدانهم خالیة عن الأرواح المتصرفة فیها وعن قواها فی قوله : ( عمرتها أرواحهم الحقیة ) إشارة إلى أن الأرواح هی التی تعمر الأبدان ، وتکونها أولا فی رحم الأم ، ثم تدبرها فی الخارج ، فهی موجودة قبل وجود الأبدان .

ولما کانت الروح سدنة من سدنات الرب المطلق واسما من أسماء الحق تعالى ، قال : ( الحقیة ) . فإنه بها یرب الحق الأبدان .

واعلم ، أن کل من اکتحلت عینه بنور الحق ، یعلم أن العالم بأسره عباد الله ، ولیس لهم وجود وصفة وفعل إلا بالله وحوله وقوته ، وکلهم محتاجون إلى رحمته ، وهو الرحمن الرحیم . ومن شأن من هو موصوف بهذه الصفات ألا یعذب أحدا عذابا أبدا .

ولیس ذلک المقدار من العذاب أیضا إلا لأجل إیصالهم إلى کمالاتهم المقدرة لهم ، کما یذاب الذهب والفضة بالنار لأجل الخلاص مما یکدره وینقص عیاره ، فهو متضمن لعین اللطف والرحمة .

کما قیل :

وتعذیبکم عذب وسخطکم رضى ...... وقطعکم وصل وجورکم عدل

والشیخ رضی الله عنه إنما یشیر فی أمثال هذه المواضع إلى ما فیها من الرحمة الحقانیة . وهی من المطلعات المدرکة بالکشف ، لا أنه ینکر وجود العذاب وما جاء به الرسل من أحوال جهنم . فإن من یبصر بعینه أنواع التعذیب فی النشأة الدنیاویة لسبب الأعمال القبیحة ، کیف ینکره فی النشأة الأخراویة .

وهو من أکبر ورثة الرسل ، صلوات الله علیهم أجمعین . فلا ینبغی أن یسئ أحد ظنه فی الأولیاء الکاشفین لأسرار الحق بأمره .

قال رضی الله عنه : (فزالت حقیقة هذه النسب الخاصة ، وبقیت على هیاکلهم الحیاة الخاصة بهم من الحق ) .

أی ، فزالت الأرواح المجردة التی هی من مدبرات الأبدان والحیاة الفائضة علیها منها ، وبقیت الحیاة التی للأبدان بحسب روحانیة کل من العناصر الأربعة .

وهذا إشارة إلى أن لکل شئ ، جمادا کان أو حیوانا ، حیاة وعلما ونطقا وإرادة ، وغیرها مما یلزم الذات الإلهیة ، لأنها هی الظاهرة بصور الجماد والحیوان .

لکن لما کان ظهورها فی الحس مشروطا بوجود مزاج معتدل إنسانی ، ظهر فیه ولم یظهر فی غیره ، ومن عدم ظهور الشئ فی الشئ ، لا یلزم أن لا یکون ذلک الشئ فیه هذا بالنسبة إلى أهل عالم الملک .

أما بالنسبة إلى أهل الملکوت ومن یدخل فیها من الکمل ، فلیس مشروطا بذلک وإنما جعل الهیاکل نسبا خاصة ، لأن العالم من حیث إنه عالم لیست إلا عین النسب ، فإن کلا من أهله ذات مع نسبة معینة : والذات من حیث هی هی عین الحق ، والنسب عین العالم .

 

أو المراد ب‍( النسب ) هاهنا ، الحیاة والعلم والإرادة والقدرة ، لأنها تزول مع زوال الروح المجردة منها . وهذا هو الأظهر . وإن کان الأول إلى التحقیق أقرب .

ومعناه : أی ، زالت هذه النسب الحقانیة ، أی الروحانیة ، وبقیت النسب الجسمانیة .

( التی ینطق بها الجلود والأیدی والأرجل ) کما نطق به القرآن المجید .

( وعذبات الأسواط والأفخاذ) کما جاء فی الحدیث النبوی .( وقد ورد النص الإلهی بهذا کله) 

وإنما یتمسک بما ورد ، تأنیسا للمحجوبین من المؤمنین ، لأنهم یسارعون فی القبول إذا وجد شئ منها فی القرآن والحدیث ، لا أنه مستند حکمه . فإنه یکاشف هذه المعانی ویجدها کما هی .

قال رضی الله عنه : ( إلا أنه تعالى وصف نفسه بالغیرة . ومن غیرته " حرم الفواحش " ) ( إلا ) بمعنى ( غیر ) . أی ، للأیدی والأرجل والجلود ، حیاة ونطق غیر أن الحق غیور ولا یرید أن یطلع المحجوبین على أسراره ، فلذلک ستر حیاتهم ونطقهم من غیر أهل الله ، وکشف على من جعله من لمحبوبین من الأنبیاء والأولیاء والصالحین اعتناء لحالهم .

وإخبارهم عنها بأمر الحق ، لیمیز المطیع المؤمن من المنکر الکافر .

ولما وصف الحق بالغیرة جاء بقول النبی صلى الله علیه وسلم : " ومن غیرته حرم الفواحش " . کما جاء : " ألا ، وأن لکل ملک حمى ، وحمى الله محارمه " .

ولما کان ( الفحش ) عبارة عن ( الظهور ) لغة قال : ( ولیس الفحش إلا ما ظهر ، وأما فحش ما بطن ، فهو لمن ظهر له ) .

أی ، لیس الفاحش إلا ما ظهر فی العین الحسى وما بطن فهو بالنسبة إلى من ظهر عنده فاحش.

فاستعمل ( الفحش ) وأراد ( الفاحش ) کما یقال : رجل ( عدل ) . أی ، عادل .  


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( و فی هذه الریح عذاب أی أمر یستعذبونه إذا ذاقوه، إلا أنه یوجعهم لفرقة المألوف. فباشرهم العذاب فکان الأمر إلیهم أقرب مما تخیلوه فدمرت کل شیء بأمر ربها، فأصبحوا لا یرى إلا مساکنهم» وهی جثتهم التی عمرتها أرواحهم الحقیة.

فزالت حقیة هذه النسبة الخاصة وبقیت على هیاکلهم الحیاة الخاصة بهم من الحق التی تنطق بها الجلود والأیدی والأرجل وعذبات الأسواط والأفخاذ.

وقد ورد النص الإلهی بهذا کله، إلا أنه تعالى وصف نفسه بالغیرة، ومن غیرته «حرم الفواحش» ولیس الفحش إلا ما ظهر.

وأما فحش ما بطن فهو لمن ظهر له.  )

قال رضی الله عنه : ( وفی هذه الریح عذاب أی أمر یستعذبونه إذا ذاقوه، إلا أنه یوجعهم لفرقة المألوف. فباشرهم العذاب فکان الأمر إلیهم أقرب مما تخیلوه فدمرت کل شیء بأمر ربها، فأصبحوا لا یرى إلا مساکنهم» وهی جثتهم التی عمرتها أرواحهم الحقیة. فزالت حقیة هذه النسبة الخاصة وبقیت على هیاکلهم الحیاة الخاصة بهم من الحق التی تنطق بها الجلود والأیدی والأرجل وعذبات الأسواط والأفخاذ.  وقد ورد النص الإلهی بهذا کله (

وإلیه الإشارة بقوله: (ألا ترى عادا قوم هود) احترز به عن عاد أرم ذات العماد کیف قالوا: "فلما رأوه عارضا مستقبل أودیتهم" [الأحقاف: 24] .

أی: سحابا متوجها إلى أودیتهم، قالو هذا عارض ممطرنا (فظنوا خیرا بالله) أنه یمطرهم.

وینبت لهم زروعهم، ویسقی بساتینهم، فیحصل لهم بذلک غذاؤهم (وهو عند ظن عبده به) کما ورد فی الحدیث القدسی: «أنا عند ظن عبدی بی» ؛ فعمل معهم من لطف التقریب من الحضرة الجلالیة من غیر إظهاره لهم، إذ کان فی صورة العذاب أجل مما توقعوه منه بعد مدة.

 

قال رضی الله عنه : (فأضرب لهم الحق عن هذا القول) بقوله: "بل هو ما استعجلتم به" [الأحقاف: 24] (فأخبرهم) بطریق الإشارة من قوله: "ما استعجلتم به" (بما هو أتم وأعلى فی القرب)، أما کونه أتم فلما فیه من رفع الحجب الجسمانیة المظهرة لقرب الحق من کل أحد بأنه أقرب من حبل الورید، وأما کونه أعلى فلکونه من قبیل التجلیات ولو جلالیة موحیة للعمى بعد کشف الغطاء، وما توقعوه موجب لإرخاء الحجب وزیادتها، وما فیه من التجلیات المطلوبة لا یحصل إلا بعد مدة مدیدة.

 

قال رضی الله عنه : (فإنه إذا أمطرهم فذلک حظ الأرض وسقی الحبة) أولا ثم یحصل بعد مدة مدیدة من ذلک الرفع، (فما یصلون إلى نتیجة ذلک المطر إلا عن بعد) فضلا عما تنتجه تلک النتیجة من قرب الحق بوجه ما من الجمال فی الظاهر مع أنه عنی الهلال فی الباطن .

(فقال لهم : بل هو ما استعجلتم به)، وهو وإن کان عذابا فی الظاهر إلا أن أعیانهم إنما طلبوا بذلک أن یتقربوا من حضرة الحق ولو من حیث الجلال ریح فیها عذاب ألیم، فجعل ظاهره ریا معذبة.

 

وأشار إلى ما فیه من لطف التقریب من حضرته الجلالیة بما یفهم من الریح والعذاب بطریق الاشتقاق البعید، ولکنه أشار لأهل الأسرار لا للأشرار من طغاة الکفار.

قال رضی الله عنه : (فجعل الریح)، وإن کانت مدمرة لکل شیء بأمر ربها (إشارة) باعتبار ما تضمنت من لطن التقریب من الحضرة الجلالیة (إلى ما فیها من الراحة لهم) عن الحجب الظلمانیة، وإن رجعت علیهم حجب الأعمال والاعتقادات الفاسدة، (فإن بهذه الریح أراحهم من هذه الهیاکل المظلمة) المانعة عن رؤیة الحق من کل وجه.

 

قال رضی الله عنه : (والمسالک الوعرة) التی بها یتعوقون عن الوصول إلى مطالب أصلیة لأعیانهم من التقریب إلى الحق بأی وجه کان.

(والسدف) أی: الحجب (المدلهمة) أی: المسودة للقلوب والأرواح بحیث لو سد عنهم العذاب لازدادوا ظلمة، فکان العذاب أزید علیهم بما یکون على الحالة التی (جاءهم العذاب) فیها وهذا عین اللطف.

قال رضی الله عنه : (وفی هذه الریح عذاب) فی الظاهر وهو لطف فی الباطن، یشیر إلیه اشتقاقه البعید من العذاب، (أی: أمر یستعذبونه إذا ذاقوه) بأسرارهم لو کانوا من أهل الأسرار، لکنهم محجوبون فإن فرض أنهم ذاقوه فهو أیضا عذاب فی حقهم، کما أشار إلیه بقوله.

 

قال رضی الله عنه : (إلا أنه یوجعهم لفرقة المألوفات) أی : المشتهیات، إذ حیل بینهم وما یشتهون، ولا یذوقه حق الذوق إلا من فارق المألوفات فی الدنیا، وبالجملة لما کان قریبا من التجلی الجلالی، وإن خفی علیهم أبدا، فکان الأمر أقرب إلیهم فی الوصول إلى مطالب أعیانهم الثابتة مما یخیلوه من لطف الفناء لهم.

ولما کان الوصول إلى الحق سواء کان من حیث تجلی الحلال أو الجمال لا یصیر إلا بتدمیر ما سواه فی الریح یقتضیه من جهة کونها لطفا کما یقتضیه من جهة کونها عذابا،("تدمر کل شیء بأمر ربها") [الأحقاف:25]

 بقطع علامة البعض عن البعض لئلا یحجبه عن الحق، ("فأصبحوا لا یرى إلا مساکنهم") أی: أبدانهم التی کانت مساکن أرواحهم ساکنة بلا روح.

 

وذلک لأنها حیة (جثثهم التی عمرتها أرواحهم الحقیة) أی: الفائضة من الحق بلا واسطة مادة عمرتها بانتسابها إلیها، وفیضان الحیاة علیها، فادعت الحقیة لأنفسها، وحجبت عن الحق (فزالت) بهذا التدمیر (حقیة هذه النسب الخاصة) لیرتفع حاجبها عن الحق.

 

وإن کان قد (بعثت على هیاکلهم الخاصة بهم) لا بواسطة انتساب أرواحهم إلى أبدانهم، وهی الحیاة الفائضة على کل موجود (من الحق) وهی (التی تنطق بها الجلود والأیدی والأرجل وعذابات الأسواط والأفخاذ وقد ورد النص الإلهی بهذا کله).

کما قال تعالى: "وقالوا لجلودهم لم شهدتم علینا قالوا أنطقنا الله الذی أنطق کل شیء" [فصلت: 21]، وقال: "وتکلمنا أیدیهم وتشهد أرجلهم" [یس: 65].

 

وقال صلى الله علیه وسلم : "لا تقوم الساعة حتى یکلم الرجل فخذه بما عمل أهله بعده، وحتى تکلمه عذبة سوطه".رواه الحاکم فی المستدرک وابن أبی شیبة فی المصنف.

أو قال: ما یقرب من هذا، فجعل ذلک بمنزلة النص الإلهی؛ لأنه "وما ینطق عن الهوى إن هو إلا وحی یوحى" [النجم: 3، 4].

 

قال رضی الله عنه : ( إلا أنه تعالى وصف نفسه بالغیرة، ومن غیرته «حرم الفواحش» ولیس الفحش إلا ما ظهر.  وأما فحش ما بطن فهو لمن ظهر له.)

ثم أشار إلى أن هذا العذاب، وإن کان لطفا فی الباطن فی نظر أهل الأسرار والکشف، إلا أنه لم یظهره تعالى على المعذبین.

فقال: (إلا أنه تعالی) استثناء من قوله: فأخبرهم بما هو أتم وأعلى فی القرب .

أی: أنه تعالى وإن أخبرهم بطریق الإشارة فلم یفهمهم تلک الإشارة، ولم یظهر لهم ذلک اللطف من غیرته علیهم، حیث آثروا محبة الغیر علیه السلام.

وذلک لأنه تعالى (وصف نفسه) على لسان نبیه صلى الله علیه وسلم  (بالغیرة) إذ قال صلى الله علیه وسلم : «إن الله یغار، ومن غیرته حرم الفواحش». رواه البیهقی و ابن أبی شیبة فی المصنف.

 

لأنها شغل بالغیر بالکلیة بحیث یحتجب ذلک العبد عن الحق بالکلیة، فیحجبه الحق عن لطفه الکائن فی تجلیه الجلالی.

ثم استشعر سؤالا :

بأنه کیف یتصور الفواحش فی نفس الأمر مع أن الکل من تجلیات الحق؟

وکیف یتصور المنع من التجلیات؟

وکیف یمنع المحب من طلب تجلی المحبوب؟

فأجاب بقوله رضی الله عنه: (ولیس الفحش إلا ما ظهر) أی: لا فحش فی نفس التجلی، وإنما هو فیما ظهر بالتجلی من الصورة المعوجة بحسب اعوجاج الصورة الحاصل منها تسویة المرآة، والمحبوب لا یمنع من تجلی المحب، بل ینتقل من تجلی إلى تجلی آخر.

ثم استشعر سؤالا بأن هذا ینفی الفحش فی الباطن، وقد قال تعالى: "قل إنما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن " [الأعراف: 33].

 

فأجاب بقوله رضی الله عنه: (وأما فحش ما بطن فهو لمن یظهر) بالألطاف المخفیة فی الفواحش الظاهرة بأن یقول الواقف علیها القاصری الأفهام: الکل من تجلیات الحق أو عین الحق أو لطف الحق کامن فیها.

 

فیوهم جواز دعوى الربوبیة لهم أو إباحة الکل من غیر تفرقة بین الفواحش الظاهرة وغیرها، فتحریم تلک الفواحش الظاهرة یستلزم إظهار ذلک للقاصرین.

  

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( و فی هذه الریح عذاب أی أمر یستعذبونه إذا ذاقوه، إلا أنه یوجعهم لفرقة المألوف. فباشرهم العذاب فکان الأمر إلیهم أقرب مما تخیلوه فدمرت کل شیء بأمر ربها، فأصبحوا لا یرى إلا مساکنهم» وهی جثتهم التی عمرتها أرواحهم الحقیة.

فزالت حقیة هذه النسبة الخاصة وبقیت على هیاکلهم الحیاة الخاصة بهم من الحق التی تنطق بها الجلود والأیدی والأرجل وعذبات الأسواط والأفخاذ.

وقد ورد النص الإلهی بهذا کله، إلا أنه تعالى وصف نفسه بالغیرة، ومن غیرته «حرم الفواحش» ولیس الفحش إلا ما ظهر.

وأما فحش ما بطن فهو لمن ظهر له.  )

 

قال رضی الله عنه : ( وفی هذه الریح ) المریحة لهم عن لوازم التعیّن ومقتضیاته ( عذاب أی أمر یستعذبونه إذا ذاقوه ) کما قیل :

أنا صبّ ، ودمع عینیّ صبّ   .... عذّبوا ، فالعذاب فی الحبّ عذب

 

قال رضی الله عنه : ( إلَّا أنّه یوجعهم لفرقة المألوف ) وهی مؤلمة من حیث أنّه تفرّق اتّصال ، فهو "عَذابٌ أَلِیمٌ " ، ( فباشرهم العذاب ، فکان الأمر إلیهم أقرب مما تخیّلوه ) من الإمطار والإفاضة وما یترتّب على ذلک مما یؤول إلى ما ینفعهم .

( فدمّرت " کُلَّ شَیْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها " ) من العلائق العائقة عن بلوغهم إلى الکمال .

قال رضی الله عنه : ( " فَأَصْبَحُوا لا یُرى إِلَّا مَساکِنُهُمْ " [ 46 / 25 ] وهی جثثهم ) الأصلیّة الوجودیّة الجوهریّة   دون الجعلیّة الکونیّة الوهمیّة ، وهی ( التی عمّرتها أرواحهم الحقّیة ) الوجودیّة بمجرّد انتسابها إلیها .

قال رضی الله عنه : ( فزالت حقّیة هذه النسبة الخاصّة ) وهی نسبة روح الوجود إلى هذه التفرقة الکونیّة التشخّصیة ، التی بها عمرت جثثهم بنسبة الأرواح .

قال رضی الله عنه : ( وبقیت على هیاکلهم ، الحیاة الخاصّة بهم ) وهی الحیاة العامّة الجوهریّة الوجودیّة التی بها حیّت الجمادات الواصلة إلیها ، دون المشخّصة الکونیّة العرضیّة ، وتلک الحیاة الوجودیّة هی التی قال : إنّها (من الحقّ التی تنطق بها الجلود والأیدی والأرجل ، وعذبات الأسواط والأفخاذ)

واستشعار الوجه الشهادی من هذا لا یخفى على من له ذوق المقامات الحسّیة ،

 

کما قال ابن الفارض فی تائیته :

فلو کوشف العوّاد بی وتحقّقوا   ..... من اللوح ما منّی الصبابة أبقت

لما شاهدت منّی بصائرهم سوى .....  تخلَّل روح بین أثواب میّت

وأیضا قال ابن الفارض فی لامیّته :

وعنوان ما فیها لقیت وما به    ..... شقیت وفی قولی اختصرت ولم أغل

خفیت ضنی حتّى لقد ضلّ عائدی  ..... وکیف یرى العوّاد من لا له ظلّ

وما عثرت عین على أثری ولم  ...... تدع لی رسما فی الهوى الأعین النجل

 

( وقد ورد النصّ الإلهی بهذا کلَّه ) بعضه فی الآیات المنزلة القرآنیّة ، وبعضه فی الأحادیث النبویّة الصحیحة .

" وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ"  [الأنعام : 151]" و " قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّیَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ"  [الأعراف :33 ]"

ثمّ إنّ اختلاف مدارک القوم من النصّ الذی لا یحتمل غیره ، وعدم فهمهم المقصود منه لا بدّ له من سبب ، کشف عن ذلک السبب بقوله : ( إلَّا أنّه تعالى وصف نفسه بالغیرة ، ومن غیرته حرّم الفواحش ، ولیس الفحش إلَّا ما ظهر ) فإنّ الفحش هو السوء إذا جاوز الحدّ فی الإفشاء .

( وأمّا فحش ما بطن فهو لمن ظهر له ) ذلک السرّ المتبطَّن .


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه : ( و فی هذه الریح عذاب أی أمر یستعذبونه إذا ذاقوه، إلا أنه یوجعهم لفرقة المألوف. فباشرهم العذاب فکان الأمر إلیهم أقرب مما تخیلوه فدمرت کل شیء بأمر ربها، فأصبحوا لا یرى إلا مساکنهم» وهی جثتهم التی عمرتها أرواحهم الحقیة.

فزالت حقیة هذه النسبة الخاصة وبقیت على هیاکلهم الحیاة الخاصة بهم من الحق التی تنطق بها الجلود والأیدی والأرجل وعذبات الأسواط والأفخاذ.

وقد ورد النص الإلهی بهذا کله، إلا أنه تعالى وصف نفسه بالغیرة، ومن غیرته «حرم الفواحش» ولیس الفحش إلا ما ظهر.

وأما فحش ما بطن فهو لمن ظهر له.  )

 

قال رضی الله عنه : (  و فی هذه الریح عذاب أی أمر یستعذبونه إذا ذاقوه، إلا أنه یوجعهم لفرقة المألوف . فباشرهم العذاب فکان الأمر إلیهم أقرب مما تخیلوه فدمرت کل شیء بأمر ربها، فأصبحوا لا یرى إلا مساکنهم» وهی )

قال رضی الله عنه :  (وفی هذه الریح عذاب، أی أمر یستعذبونه) بحسب روحانیتهم (إذا ذاقوه إلا أنه یوجعهم فی الحس الفرقة المألوفات فباشرهم العذاب) وأهلکهم .

قال رضی الله عنه :  (فکان) فی هذه الریح (الأمر)، أی الخیر الذی توقعوه إلیهم (أقرب مما تخیلوه)، أی الخیر الذی تخیلوه فی العارض الممطر .

قال رضی الله عنه :  (فدمرت)، أی أهلکت الریح ("کل شیء بأمر ربها") الذی هو بعض من الأسماء الجلالیة کالقهار والمنتقم وأمثال ذلک ( "فأصبحوا لا یرى إلا مساکنهم " وهی)،

 

قال رضی الله عنه : ( جثتهم التی عمرتها أرواحهم الحقیة. فزالت حقیة هذه النسبة الخاصة وبقیت على هیاکلهم الحیاة الخاصة بهم من الحق التی تنطق بها الجلود والأیدی والأرجل وعذبات الأسواط والأفخاذ. وقد ورد النص الإلهی بهذا کله، إلا أنه تعالى وصف نفسه بالغیرة، ومن غیرته «حرم الفواحش» )

أی مساکنهم (جثثهم التی عمرتها أرواحهم الحقیة) التی بواسطتها یرث الحق سبحانه أبدانهم.

أو التی هی مظاهر الاسم الحق الذی له الثبات والدوام فإن الأرواح لا یتطرق إلیها فساد وهلاک بخلاف الأبدان وعمارة الأرواح الأبدان کتعمیر الملائکة السماوات کما هو مذکور فی الحدیث وتعمیر الصالحین المساجد وتعمیر المنهجدین اللیل .

وما قیل فی قوله : عمرتها أرواحهم إشارة إلى أن الأرواح هی التی تعمر الأبدان وتکونها أولا فی رحم الأم ثم تدبرها فی الخارج، فهی موجودة قبل وجود الأبدان لا تصح إلا فی الأرواح الکلیة التی هی للکمل.

 

وأما الأرواح الجزئیة التی لسائر الناس فلا یوجد إلا بعد حصول المزاج وتسویة البدن کما ذهب إلیه الحکماء فی الأرواح کلها، صرح بذلک الشیخ صدر الدین القونوی قدس الله سره فی بعض رسائله (فزالت حقیقة هذه النسبة الخاصة)، أی ربوبیتها فیکون المراد بالنسب الخاصة أرواحهم التی خص کل واحد منها بدن آخر والتعبیر عنها بالنسب.

إما بناء على أنها حاصلة من نسبة الروح الکلی إلى الأبدان أو على أن لها نسبة التدبیر والتصرف إلى أبدانهم، فعبر عنها بالنسبة توسعة وتجوزوا.

ویمکن أن یراد بالنسبة : تعلقاتها بالأبدان فی التدبیر والتصرف، وبحقیتها : ثبوتها وبقاؤها قال رضی الله عنه :  (فبقیت على هیاکلهم) بعد زوال الحیاة (الحیاة الخاصة بهم، أی بهیاکلهم الناشئة (من) تجنی (الحق سبحانه علیهم بالاسم الحی الساری فی الکل فإن لأبدان الحیوانات نوعین من الحیاة.

أحدهما : الحیاة الحاصلة لها بواسطة تعلق الأرواح بها،

وثانیهما : الحیاة اللازمة لها لسریان الوجود الحق لجمیع صفاته کالحیاة والعلم، وغیرهما فی کل موجود .

فإذا انقطعت علاقة الأزواج من الأبدان زالت الحیاة الأولى وبقیت الثانیة الخاصة بها، أی الحاصلة لها من غیر توسط أمر مغایر لها.

 

وهذه الحیاة الخاصة فی (التی تنطق بها الجلود والأیدی والأرجل)، کما وقع فی الکلام الإلهی قال رضی الله عنه :  (وعذبات الأسواط والأفخاذ) کما ورد فی الحدیث النبوی.

 

قال رضی الله عنه :  (وقد ورد النص الإلهی) إما من مقام الجمع الإلهی، أو الفرق النبوی کما ذکرنا بهذا الذی ذکرناه (کله إلا أنه مالی وصف نفسه) على لسان نبیه صلى الله علیه وسلم  (بالغیرة) حیث قال صلى الله علیه وسلم : "إن سعدا لغیور وأنا أغیر من سعد والله أغیر منا" (ومن غیرته حرم الفواحش) ما ظهر منها وما بطن .

 

قال رضی الله عنه : ( ولیس الفحش إلا ما ظهر. له)

قال رضی الله عنه :  (ولیس الفحش)، أی الفاحش (إلا ما ظهر)، أی لیس فحش الفاحش وشناعته إلا باعتبار ظهوره.

ولما کان هذا الحکم بحسب الظاهر منافیا لما وقع فی الکلام الإلهی حیث قال : حرم ربی الفواحش ما ظهر منها وما بطن .

دفعه بقوله : (وأما فحش ما بطن فهو لمن ظهر) ذلک الفحش الباطن (له) فثبوت الفحش له باعتبار ظهوره لا باعتبار بطونه فلیس الفحش إلا لما ظهر .


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 268 - 270

و فی هذه الریح عذاب أی أمر یستعذبونه إذا ذاقوه، إلّا إنّه یوجعهم لفرقة المألوف.

فباشرهم العذاب فکان الأمر إلیهم أقرب مما تخیّلوه فدمّرت کلّ شی‏ء بأمر ربّها، فأصبحوا لا یرى إلّا مساکنهم و هی جثثهم التی عمّرتها أرواحهم الحقّیة.

فزالت حقّیة هذه النسبة الخاصة و بقیت على هیاکلهم الحیاة الخاصة بهم من الحقّ التی تنطق بها الجلود و الایدی و الأرجل و عذبات الأسواط و الأفخاذ، و قد ورد النص الإلهی بهذا کله.

و در این ریح عذابى است. یعنى امرى است که چون آن را به حسب‏ روحانیت‌شان بچشند شیرینش ‌می‌شمارند، جز اینکه آنان را به جهت دورى‌شان‌ از آن چه بدان انس دارند به درد ‌می‌آورد.

پس عذاب مباشرشان شد، پس امرى (که در حقیقت مطلوب‌شان بوده) به ایشان نزدیک‌تر است از آن چه که تخیل کردند. پس آن ریح به امر پروردگارش هلاک کرد کل شی‏ء را که آن چنان گردیدند که دیده نمی‌شد مگر مساکن‌شان و آن مساکن جثه‌هایشان بود که أرواح حقیقى‌شان‌ آن جثه‌ها را معمور داشت.

پس حقیّت این نسبت‌هاى خاصه که مدبر و عامر تن بوده‌اند زایل شده است و بر هیکل‌هاى خاص خودشان (که وجود نفسى آنهاست و حیات سریان حقیقة الحقائق در آنهاست) باقى مانده است. آن حیات خاص به خودشان که به آن حیات پوست‌ها و دست‌ها و پاها و عذبات تازیانه‌ها ناطقند (چنانکه در قرآن و حدیث آمده است) و نص الهى در همه این امور وارد شده است.

إلّا انّه تعالى وصف نفسه بالغیرة؛ و من غیرته حرّم الفواحش و لیس الفحش إلّا ما ظهر و أما فحش ما بطن فهو لمن ظهر له.


فلمّا حرّم الفواحش أی منع أن تعرف حقیقة ما ذکرناه و هی أنّه عین الأشیاء، فسترها بالغیرة و هو أنت من الغیر.

جز اینکه خداى تعالى خودش را به غیرت وصف کرده است و از غیرتش این است که فواحش را حرام کرده است.

قیصرى گوید:

حق تعالى غیور است که محجوبان را بر اسرار خود اطلاع نمی‌دهد از این روى حیات و نطق ایدى و ارجل و جلود و غیرها را از اهل اللّه پوشیده است و بر محبوبانش از انبیا و اولیا و صالحان گشوده است ... و چون فحش در لغت عبارت از ظهور است شیخ گفته است: (شرح فصوص قیصرى، ص 252) و فحش نیست مگر آن چه ظاهر شده است اما فحش باطن براى کسى است که فاحش براى او ظاهر شد.

وجود ظاهر فاحش است یعنى ظاهر است و فهم آن براى محجوبان حرام که‏ نمی‌دانند این فواحش یعنى موجودات ظاهر، حقند در صورت خلق متوهم و آن وجوداتى که باطنند، فحشند یعنى فاحشند یعنى ظاهرند براى آن که باطن براى آنها فاحش است یعنى ظاهر است.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۵۳۳-۵۳۷

و فى هذه الرّیح عذاب أى أمر یستعذبونه إذا ذاقوه إلّا أنّه یوجعهم لفرقة المألوف.

یعنى این رنج مهلکه اگرچه در ظاهر مولم و موجع است و واسطه مفارقت از عالم جسمانى که ایشان را با او الفتى بود نفسانى، لیکن در وى لطفى است مستور و فضلى است مستلزم فرح و سرور، چه در تحت هر قهر الهى الطاف مکنونه است که چون از تجرع مرارت وجع بدان واصل شوند آن قهر را لطف انگارند و آن تلخى وجع را عذب شمارند آرى شعر:

در ضمن هر بلائى مدرج سعادتیست‏ مغز لطیف تعبیه در استخوان بود

پس خوشا بینایى که در ضمن هر بلائى ولائى، و در هر جراحتى راحتى، و در هر اهانتى اعانتى، و در هر دردى دوائى، و در هر رنجى شفائى مشاهده کند و دل دردمند آشفته حال را به امثال این مقال تسلّى دهد که، نظم: (دهد که، بیت:- خ)

ز درد و جور آن دلبر مکن اى دل شکایت‏ها که دردش عین درمانست و جور او عنایت‏ها

کلیم درگه اوئى گلیم فقر در بر کش‏         نه فرعونى چه مى‏جوئى سریر ملک و رایت‏ها

خلیل عشق جانانى درآ در آتش سوزان‏         نه نمرودى که تا باشى شهنشاه ولایت‏ها

چه راحت‌هاست پنهانى جراحت‏هاى جانان را دریغا تو نمى‏دانى جفاها از رعایت‏ها

اگر از ناز معشوقى کشد تیغ و کشد عاشق‏ نه هردم مى‏کند لطفش به پنهانى حمایت‏ها

فباشرهم العذاب فکان الأمر إلیهم أقرب ما تخیّلوه.

پس عذاب مباشرت اهلاک ایشان کرد، پس امرى که مطلوب حقیقى ایشان بود اقرب از مطلوب متخیّل ایشان آمد چه متخیّل محصول مزروعات بود و آن از تحصیل قرب به مراحل بعید.

فدمّرت‏ کُلَّ شَیْ‏ءٍ بِأَمْرِ رَبِّها فَأَصْبَحُوا لا یُرى‏ إِلَّا مَساکِنُهُمْ‏ و هى جثثهم الّتى‏ عمّرتها أرواحهم الحقّیّة.

پس اهلاک کرد آن ریح هرچه را به ظواهر ایشان تعلّق داشت به امر پروردگار خود که قهّارست، لاجرم مساکن ایشان که عبارت از جثثى است که ارواح عمارت آن کرده بود از قطّان این اوطان و سکّان این بنیان خالى ماند و تعلّق رواح و قوا منقطع شد.

و چون ارواح سدنه‌‏اى از سدنات ربّ مطلق و اسمى از اسماى تربیت‏‌کننده حقّ است آن را «حقیّه» خواند.

بدانکه هرک را دیده دل به نور حق مکحل گردد بداند که همه عالم عباداللّه‌‏اند و ایشان را هیچ وجود و صفتى و فعلى نیست مگر به خداى و حول و قوّت او؛ و همه محتاج رحمت بى‏‌غایت و رأفت بى‌‏نهایت اویند، و او عمّت رحمته رحمان است و رحیم و رؤف است و کریم. و هرکه بدین صفات جمیله موصوف و بدین صلات جزیله معروف باشد از شأن او آنست که هیچ احدى را عذاب ابدى نکند و آن مقدار عذاب را نیز که بر بعضى مقدّر ساخته و واسطه وصول به درجه کمالات گردانیده، چنانکه صیرفى ذهب و فضّه را در آتش بگدازد تا که از کدورات و منقصات عیار خلاص سازد. پس تعذیب او عذب، و سخط او رضا، و قهر او لطف، و درد او دوا، و قطع او وصل، و جور او عدل، و رنج او گنج، و نیش او نوش، و جراحت او راحت، و سوختن او ساختن، و گداختن او نواختن است، کما قیل:

بینى و بین حبّى حالت قیود وصفى‏         یا حبّذا خلاصى من وصمة الصّفات‏

وصل الطّبیب یرجى لو زاد سقم جسمى‏ سمت الحبیب یلقى لو أفنیت سماتى‏

من لم یصر قتیلا بالعشق لیس یحیى‏        للّه فاقتلونى یا زمرة الثّقات‏

فى العشق لا أبالى ممّا علىّ تجرى‏                فى ذلّى احترامى فى مقتلى حیاتى‏

فالهجر محض وصل و البعد نفس قرب‏ و الذّلّ عین عزّ محیاى فى مماتى‏

روح الحسین راحت بالنّفس فى ابتلاء       قوموا لقتل نفسى و اسعوا إلى نجاتى‏

سنگ سرمه ناشکسته و دل در شکستن نابسته ذرور دیده بینا نشود، حاصل آنکه رنج و شدت و درد و محنت موجب حسن حال و سبب ترقى به درجه کمال است. نظم‏

رنج گنج آمد که رحمتها دروست‏ مغز تازه شد چو بخراشید پوست‏

همره غم باش و با محنت بساز مى‏‌طلب در مرگ خود عمر دراز

در محاق ار ماه مى‏گردد دو تا نى در آخر بدر گردد در سما

گرچه در دانه به هاون کوفتند نور چشم و دل شد و بیند بلند

گندمى را زیر خاک انداختند         پس ز خاکش خوشه ‏ها پرداختند

بار دیگر کوفتندش ز آسیا        قیمتش افزود و نان شد جانفزا

باز نان را زیر دندان کوفتند       گشت عقل و جان و فهم هوشمند

بازآن جان چونکه محو عشق گشت‏ یعجب الزّراع آمد بعد (بهر- خ) کشت‏

لاجرم شیخ رضى اللّه عنه در امثال این مواضع اشارت مى‏نماید بدان الطاف خفیّه و رحمت حقّانیّه که در صور عقوبات مودع است، و آن از مطّلعات مدرکه به کشف است؛ نه آنکه انکار وجود عذاب کند و بدانچه انبیاء و رسل و هادیان‏ مراصد سبل از احوال جهنّم خبر داده‏اند اعتراف نماید. و خود چگونه انکار تواند کرد عقوبات نشأت اخراویه را کسى که به عین عیان معاینه مى‏بیند که اهل نفس و ارباب ضلال به سبب قبایح اعمال چه عقوبت و نکال در نشأت دنیاویّه مى‌‏کشند؛ و در دوزخ صفات ذمیمه چه زقوم و حمیم‏ها مى‏‌چشند، پس هیچ احدى نشاید که بر اولیاء اللّه که به کشف اسرار حقّ هم به امر او قیام مى‏ نمایند گمان بد برد، خاصّه بر کسى که اکبر ورثه رسل و پیرو واقفان مراصد سبل است امّا، شعر:

گر صد هزار طعنه و تشنیع بیهده است‏

از عشق برنگردد آن‏کس که دل‏شده است‏

گر قاعده است اینکه ملامت بود ز عشق (به عشق- خ)

کرّى گوش عشق از آن نیز قاعده است‏

مه نور مى‏فشاند و سگ بانگ مى‏زند

مه را چه جرم قاعده سگ چنین بدست‏

فزالت حقّیّة (حقیقة- خ) هذه النّسب الخاصّة و بقیت على هیاکلهم الحیاة الخاصّة بهم من الحقّ.

یعنى زائل شد حقّیّت این نسب خاصه که ارواح مجرّده است که مدبّرات ابدان و حیات فائضه‌‏اند بر ایشان و باقى ماند حیاتى که مر ابدان را است. به حسب روحانیّت هریکى از عناصر اربعه، چه هریک از اجزاى عالم خواه جماد باشد و خواه حیوان؛ حیات و علم و فهم و ارادت و نطق دارند چنانکه مالکان ممالک ملکوت و سالکان مسالک جبروت را ظاهر و مکشوف است و در اوائل این فص نیز اشارتى بدان کرده شد.

التى تنطق بها الجلود و الأیدى و الأرجل و عذبات الأسواط و الأفخاذ.

یعنى باقى ماند چنان حیاتى که بدان ناطق گردد جلود و ایدى و ارجل چنانکه کلام مجید بر آن ناطق است و عذبات اسواط و افخاذ چنانکه خبر رسول از آن خبر مى‌‏دهد.و قد ورد النّصّ الإلهىّ بهذا کلّه.

و حال آنکه نص الهى بدین همه وارد شده، و تمسّک به نصوص از آن جهت کرد که ارباب حجاب به قبول اخبار رسول و آیات کتاب مسارعت مى‏نمایند و اگر نى مسند این حکم مکاشفه است.

إلّا أنّه تعالى وصف نفسه بالغیرة، و من غیرته «حرّم الفواحش».

یعنى ایدى و ارجل و جلود را حیات و نطق است؛ و لیکن حقّ سبحانه و تعالى غیور است، نمى‏‌خواهد که اهل حجاب مطلع بر خفیّات اسرار ربّ الأرباب باشند پس حیات و نطق این اعضا را از غیر اهل اللّه ستر کرد و بر دوستان خود از انبیاء و اولیاء و ورثه ایشان از اتقیاء و اصفیاء ظاهر و پیدا و روشن و هویدا ساخت؛ تا ایشان به امر حق اخبار کنند و مطیع مؤمن از منکر کافر متمیّز گردد .

و درین کلام تلمیح است به حدیث نبوى که:

«إنّ سعدا لغیور و أنا أغیر منه و اللّه أغیر منّى و من غیرته حرّم الفواحش ما ظهر منها و ما بطن»

و فحش از روى لغت عبارت است از ظهور و لهذا مى‏‌فرماید:

و لیس الفحش إلّا ما ظهر و أمّا فحش ما بطن فهو لمن ظهر له.

فحش به معنى فاحش است چنانچه عادل را از براى مبالغه عدل گویند. یعنى نیست فاحش مگر آنچه در عین حسّى ظاهر مى‏شود. و اما فاحش بودن آنچه باطن است به نسبت با ذاتى است که مطلع بر بواطن است و هر خفى برو ظاهر است.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۹۰

و فی هذه الریح عذاب أی أمر یستعذبونه إذا ذاقوه، إلّا أنّه یوجعهم لفرقة المألوف. فباشرهم العذاب فکان الأمر إلیهم أقرب ممّا تخیّلوه.

فدمّرت کلّ شی‏ء بأمر ربّها «فَأَصْبَحُوا لا یُرى‏ إِلَّا مَساکِنُهُمْ» و هی جثّتهم الّتی عمّرتها أرواحهم الحقّیّة. فزالت حقّیّة هذه النّسبة الخاصّة و بقیت على هیاکلهم الحیاة الخاصّة بهم من الحقّ الّتی تنطق بها الجلود و الأیدى و الأرجل و عذبات الاسواط و الأفخاذ. و قد ورد النّصّ الإلهیّ بهذا کلّه، إلّا أنّه- تعالى- وصف نفسه بالغیرة؛ و من غیرته «حرّم الفواحش» و لیس الفحش إلّا ما ظهر. و امّا فحش ما بطن فهو لمن ظهر له.

شرح معنى فحش از روى عربیت ظهور است، پس معنى این بود که‏ لیس الفحش إلّا ما ظهر ممّا یحبّ ستره و من جملته سرّ الرّبوبیّة. و امّا فحش ما بطن فهو لمن ظهر له اى أظهره اللّه علیه، و هو أنّ الحقّ هو الظاهر و الباطن.