عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الثانیة عشر :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (  ومن تمیز عن المحدود فهو محدود بکونه لیس عین هذا المحدود. فالإطلاق عن التقید تقیید، والمطلق مقید بالإطلاق لمن فهم.

وإن جعلنا الکاف للصفة فقد حددناه، وإن أخذنا «لیس کمثله شیء» على نفی المثل تحققنا بالمفهوم وبالإخبار الصحیح أنه عین الأشیاء، والأشیاء محدودة وإن اختلفت حدودها. فهو محدود بحد کل محدود.

فما یحد شیء إلا وهو الحق. فهو الساری فی مسمى المخلوقات والمبدعات، ولو لم یکن الأمر کذلک ما صح الوجود. فهو عین الوجود، «وهو على کل شیء حفیظ» بذاته، «ولا یؤده» حفظ شیء. فحفظه تعالى للأشیاء کلها حفظه لصورته أن یکون الشی ء غیر صورته.

ولا یصح إلا هذا، فهو الشاهد من الشاهد والمشهود من المشهود.)

قال رضی الله عنه : ( ومن تمیز عن المحدود فهو محدود بکونه لیس عین هذا المحدود. فالإطلاق عن التقید تقیید، والمطلق مقید بالإطلاق لمن فهم. وإن جعلنا الکاف للصفة فقد حددناه، وإن أخذنا «لیس کمثله شیء» على نفی المثل تحققنا بالمفهوم وبالإخبار الصحیح أنه عین الأشیاء، والأشیاء محدودة وإن اختلفت حدودها. فهو محدود بحد کل محدود. فما یحد شیء إلا وهو الحق. فهو الساری فی مسمى المخلوقات والمبدعات، ولو لم یکن الأمر کذلک ما صح الوجود. فهو عین الوجود، «وهو على کل شیء حفیظ» بذاته، «ولا یؤده» حفظ شیء. فحفظه تعالى للأشیاء کلها حفظه لصورته أن یکون الشی ء غیر صورته. ولا یصح إلا هذا، فهو الشاهد من الشاهد والمشهود من المشهود. )

 

قال رضی الله عنه : (ومن تمیز عن المحدود فهو محدود بکونه لیس عین هذا المحدود، فالإطلاق عن التقیید تقیید) بالإطلاق (والمطلق) عن مشابهة کل شیء (مقید) أیضا (بالإطلاق) عن مشابهة کل شیء (لمن فهم) المعانی وعرف مراتبها .

قال رضی الله عنه : (وإن جعلنا الکاف للصفة) وکان تقدیر المعنى لیس مثل مثله شیء، حتى اقتضى الکلام إثبات المثل له ونفی المثل عن هذا المثل المثبت له (فقد حددناه) أیضا بإثبات المثل له وإن کان المراد بمثله ذاته کما یقال مثلک من یفعل کذا، أی أنت تفعل کذا أو مثله وصفاته أو على فرض وجود المثل له فکان تحدید له .

قال رضی الله عنه : (وإن أخذنا) معنى ("ولیس کمثله، شئ" [الشورى : 11] على نفی المثل) والکاف لتأکید النفی (تحققنا بالمفهوم)، أی مفهوم من نفینا المثل عنه على وجه التأکید وکل مفهوم محدود فهو تحدید.

(و) ثبت (بالإخبار الصحیح) عنه تعالى وإن احتمل التأویل عند أهل الأغیار (أنه) سبحانه (عین الأشیاء) کما قال تعالى : "إنا کل شیء خلقناه بقدر" [القمر: 49] على قراءة رفع کل بأنها خبر إن.

وقال تعالى: "قل انظروا ماذا فی السموات والأرض" [یونس: 101]،

وقال أیضا : "وهو الله فی السموات وفی الأرض" [الأنعام: 3]،

وقال : "فأینما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع علیم" [البقرة: 115].

قال رضی الله عنه : (والأشیاء محدودة) بحدود تمیز بعضها عن بعض (وإن اختلفت حدودها) اختلافا کثیرا (فهو)، أی الحق تعالی (محدود بحد کل محدود) من الأشیاء المحدودة (فما یحد شیء) بحد (إلا وهو)، أی ذلک الحد (حد للحق) تعالى .

وهذا کله من حیث ظهوره تعالى بصفة القیومیة على کل محسوس أو معقول من تجلی اسمه الظاهر والآخر.

وأما إطلاقه الحقیقی الذی هو علیه فی نفسه أزلا وأبدا من غیر تغیر أصلا، فهو أمر معجوز عنه یتعلق به إیمان العارفین على وجه الإسلام له فقط، وهو من تجلی اسمه الباطن والأول فهو تعالى: "الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بکل شیء علیم" [الحدید: 3].

فهو تعالى من تجلی اسمه الظاهر القیوم الذی لا یصیر من حیث هذا التجلی باطنا أصلا، وهو أیضا من تجلی اسمه الباطن لا یصیر ظاهرا أصلا، لأن أسماءه تعالى قدیمة باقیة لا تتغیر ولا تتبدل (الساری) من حیث ظهور وجوده المطلق فی قیود الصور الممکنة العدمیة الثابتة بعلمه القدیم وتقدیره وقضائه إلى آجالها المقدرة.

قال رضی الله عنه : (فی مسمى المخلوقات والمبدعات) من المحسوسات والمعقولات، ولیس هذا السریان کسریان شیء فی شیء لاستحالة وجود شیء مع الله تعالى بنفسه، وإنما الوجود الظاهر لما سواه هو عین وجوده ظهر بملابسة ما سواه، وکل ما سواه معدوم بالعدم الأصلی.

قال تعالى : "الله نور السموات والأرض" (النور: 35).

وفی الحدیث من دعاء النبی صلى الله علیه وسلم : «أعوذ بنور وجهک الکریم الذی أضاءت له السموات والأرض، وأشرقت له الظلمات، وصلح علیه أمر الدنیا والآخرة، أن تحل علی غضبک أو تنزل علی سخطک» إلى آخره . رواه الطبرانی والمقدسی فی المختارة.

ومن حکم ابن عطاء الله السکندری رحمه الله تعالى: «الکون کله ظلمة وإنما أناره ظهور الحق فیه» (ولو لم یکن الأمر کذلک)، أی هو تعالی بالوجود المطلق ساری فی کل محسوس ومعقول سریان ظهور فی المعلومات بحیث لا یتغیر بها أصلا ولا تتغیر به عما هی علیه فی عدمها الأصلی من الأحوال الممکنة .

قال رضی الله عنه : (ما صح)، أی ثبت واستقام (هذا الوجود) الذی جملة العالم من کل محسوس ومعقول (فهو)، أی الحق تعالی (عین الوجود) المطلق بالإطلاق الحقیقی وإن تقید فی ظهوره بکل صورة لا قید له فی نفس الأمر من حیث اسمه الباطن.

(فهو)، أی الحق تعالى کما قال فی کلامه القدیم (على کل شیء) محسوس أو معقول (حفیظ) یحفظ ذلک الشیء من أن یزول عن وجوده الموهوم.

(له بذاته) سبحانه التی هی الوجود المطلق المذکور ("ولا یؤده" )، أی لا یعیقه سبحانه (حفظ شیء) من الأشیاء کما قال تعالى : " وسع کرسیه السماوات والأرض ولا یؤوده حفظهما وهو العلى العظیم" [البقرة : 255] .

قال رضی الله عنه : (فحفظه تعالى للأشیاء کلها) محسوساتها ومعقولاتها هو (حفظه) سبحانه (لصورته) التی هی کل صورة فی الحس أو العقل لصدور الکل عنه وقیامه بوجوده قیام معدوم بموجود.

(أن یکون الشیء) الهالک إلا وجهه أی المعدوم إلا وجوده (غیر صورته) سبحانه فکل الصور له ولا صورة له.

لأنه إذا کان عین صورة لم یکن عین صورة أخرى، فیتنزه عن الصورة الأخرى، وإذا کان عین الصورة الأخرى أیضا لم یکن عین الصورة الأولى، فیتنزه عن الصورة الأولى فهو عین الصور کلها، وهو منزه عن الصور کلها .

قال رضی الله عنه : (ولا یصح) فی حقه تعالی عند العارفین به المحققین (إلا هذا) الأمر .

(فهو) تعالى (الشاهد من الشاهد و) هو أیضا (المشهود من المشهود) فهو الشاهد والمشهود کما أقسم سبحانه بقوله وشاهد ومشهود، ولم یقسم بغیره إذ ما ثم غیره، والغیریة من جملة حضراته سبحانه .

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (  ومن تمیز عن المحدود فهو محدود بکونه لیس عین هذا المحدود. فالإطلاق عن التقید تقیید، والمطلق مقید بالإطلاق لمن فهم.

وإن جعلنا الکاف للصفة فقد حددناه، وإن أخذنا «لیس کمثله شیء» على نفی المثل تحققنا بالمفهوم وبالإخبار الصحیح أنه عین الأشیاء، والأشیاء محدودة وإن اختلفت حدودها. فهو محدود بحد کل محدود.

فما یحد شیء إلا وهو الحق. فهو الساری فی مسمى المخلوقات والمبدعات، ولو لم یکن الأمر کذلک ما صح الوجود. فهو عین الوجود، «وهو على کل شیء حفیظ» بذاته، «ولا یؤده» حفظ شیء. فحفظه تعالى للأشیاء کلها حفظه لصورته أن یکون الشی ء غیر صورته.

ولا یصح إلا هذا، فهو الشاهد من الشاهد والمشهود من المشهود.)

قال رضی الله عنه : (ومن تمیز عن المحدود فهو محدود بکونه لیس عین هذا المحدود) والمراد بالمحدود الأشیاء فإذا لم یکن الحق عین الأشیاء کان محدود بهذا الحد فإذا کان الحق محدودة بکونه لیس عین المحدود (فالإطلاق عن التقید تقیید والمطلق مفید) وزائدة (بالإطلاق لمن فهم) الأشیاء على ما هی علیها .

 

قال رضی الله عنه : (وإن جعلنا الکان للصفة فقد حددناه وإن أخذنا "لیس کمثله شئ" على نفی المثل) مطلقا على أن الکاف زائدة لغیر الصفة (تحققنا بالمفهوم) أی أطلعنا بالمعنى المراد من الآیة وهو أنه عین الأشیاء فإن مفهومه إثبات الوجود لغیره ومفهوم الثانی نفی المثل فیلزمه نفی الوجود عن غیره فتبین بهذا الوجه أنه عین الأشیاء کما کان فی الإخبار الصحیح لذلک أوردهما فی إثبات هذا المعنى دون الوجه الأول .

 

(و) تحققنا (بالإخبار الصحیح أنه) أی الحق (عین الأشیاء) وأشار إلى فوق الآیة والحدیث الصحیح فی الدلالة على أنه عین الأشیاء بقوله فی الآیة بالمفهوم.

وفی الحدیث بقوله وبالأخبار ولم یقل وبمفهوم الإخبار فإن قوله کنت سمعه وبصره الخ فی العینیة معلوم للعموم بخلاف الآیة فإنها لا تدل بهذه الدلالة .

بل تدل على العینیة بالمفهوم الذی یفهم من وجوه اللفظ، ولا یعلم ذاک إلا من کان له بصیرة من ربه فدلالة الحدیث على العینیة أتم وأعم من دلالة الآیة .

 

قال رضی الله عنه : (والأشیاء محدودة وإن) وصل (اختلفت حدودها) فإذا کان الحق عین الأشیاء وکانت الأشیاء محدودة (فهو) أی الحق (محدود بحد کل محدود) فإذا کان محدودة بحد کل محدود .

(فما بحد شیء إلا وهو) أی ذلک الحذ (حد للحق) فإذا کان حد کل شیء حدا للحق (فهو الساری فی مسمى المخلوقات) وهی المسبوقة بالزمان (و) مسمى (المبدعات) و هی الغیر المسبوقة بالزمان وسریان الحق فی الموجودات هو وجود أسمائه وصفاته فیها بحسب قابلیته أعیانهم الثابتة.

 

قال رضی الله عنه : (ولو لم یکن الأمر کذلک) أی ولو لم یکن الحق ساریة فی الموجودات (لما صح الوجود) لما کان شیء موجودة (فهو عین الوجود فهو على کل شیء حفیظ) عن انعدامه بأن کان ذلک الشیء على غیر صورة الحق

(بذاته فلا یؤده) أی فلا یثقله (حفظ شیء) إذ عین الشیء لا یثقل حفظه على ذلک الشیء فإذا کان الحق عین الوجود وحافظة للأشیاء بذاته (فحفظه تعالی للأشیاء کلها حفظه لصورته) إذ الأشیاء عبارة عن الصورة الوجودیة التی هی صورة الحق أی صفة الحق (أن یکون) أی أن یوجد (الشیء) على (غیر صورته) أی على غیر صفة الحق (ولا یصح إلا هذا) أی لا یصح إلا أن یکون الشیء على صورة الحق فکان وجود الشیء على غیر صورة الحق محال.

(فهو) أی الحق (الشاهد من الشاهد والمشهود من المشهود) باعتبار الأحدیة .

 

شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (  ومن تمیز عن المحدود فهو محدود بکونه لیس عین هذا المحدود. فالإطلاق عن التقید تقیید، والمطلق مقید بالإطلاق لمن فهم.

وإن جعلنا الکاف للصفة فقد حددناه، وإن أخذنا «لیس کمثله شیء» على نفی المثل تحققنا بالمفهوم وبالإخبار الصحیح أنه عین الأشیاء، والأشیاء محدودة وإن اختلفت حدودها. فهو محدود بحد کل محدود.

فما یحد شیء إلا وهو الحق. فهو الساری فی مسمى المخلوقات والمبدعات، ولو لم یکن الأمر کذلک ما صح الوجود. فهو عین الوجود، «وهو على کل شیء حفیظ» بذاته، «ولا یؤده» حفظ شیء. فحفظه تعالى للأشیاء کلها حفظه لصورته أن یکون الشی ء غیر صورته.

ولا یصح إلا هذا، فهو الشاهد من الشاهد والمشهود من المشهود.)

قال رضی الله عنه : " ومن تمیز عن المحدود فهو محدود بکونه لیس عین هذا المحدود. فالإطلاق عن التقید تقیید، والمطلق مقید بالإطلاق لمن فهم. وإن جعلنا الکاف للصفة فقد حددناه، وإن أخذنا «لیس کمثله شیء» على نفی المثل تحققنا بالمفهوم وبالإخبار الصحیح أنه عین الأشیاء، والأشیاء محدودة وإن اختلفت حدودها. فهو محدود بحد کل محدود.  فما یحد شیء إلا وهو الحق. فهو الساری فی مسمى المخلوقات والمبدعات، ولو لم یکن الأمر کذلک ما صح الوجود. فهو عین الوجود، «وهو على کل شیء حفیظ» بذاته، «ولا یؤده» حفظ شیء. فحفظه تعالى للأشیاء کلها حفظه لصورته أن یکون الشیء غیر صورته. ولا یصح إلا هذا، فهو الشاهد من الشاهد والمشهود من المشهود."

ومن هنا إلى الأبیات الشعر التی أولها: فهو الکون کله، فهو مفهوم من لفظ الشیخ غیر محتاج إلى شرح.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (  ومن تمیز عن المحدود فهو محدود بکونه لیس عین هذا المحدود. فالإطلاق عن التقید تقیید، والمطلق مقید بالإطلاق لمن فهم.

وإن جعلنا الکاف للصفة فقد حددناه، وإن أخذنا «لیس کمثله شیء» على نفی المثل تحققنا بالمفهوم وبالإخبار الصحیح أنه عین الأشیاء، والأشیاء محدودة وإن اختلفت حدودها. فهو محدود بحد کل محدود.

فما یحد شیء إلا وهو الحق. فهو الساری فی مسمى المخلوقات والمبدعات، ولو لم یکن الأمر کذلک ما صح الوجود. فهو عین الوجود، «وهو على کل شیء حفیظ» بذاته، «ولا یؤده» حفظ شیء. فحفظه تعالى للأشیاء کلها حفظه لصورته أن یکون الشی ء غیر صورته.

ولا یصح إلا هذا، فهو الشاهد من الشاهد والمشهود من المشهود.)

 

قال رضی الله عنه : "ومن تمیّز عن المحدود فهو محدود بکونه لیس عین هذا المحدود .

فالإطلاق عن التقیید تقیید والمطلق مقیّد بالإطلاق لمن فهم . وإن جعلنا الکاف للصفة ، فقد حدّدناه . وإن أخذنا « لیس کمثله شیء » على نفی المثل ، تحقّقنا بالمفهوم وبالإخبار الصحیح أنّه عین الأشیاء ، غیر هذا المحدود ".

قال العبد : یشیر رضی الله عنه إلى ما یخطر لبعض المحجوبین من أنّ الحق إذا کان عین سمع أو بصر ، کان محدودا بحدّه وهو غیر محدود .

فعرّف رضی الله عنه أنّ الأمر أعظم ممّا توهّم تنزیهه الوهمیّ ، وأوسع وأجل عن التقیّد بالمدرک الفکری ، فإنّه الحقیقة التی من شأنها أن تکون عین الکلّ ، فلا یتقیّد بحدّ ولا یتحدّد بما میّزه هو بتنزیهه عن أن یکون عین المحدودات .

فإنّه لو کان فی معیّن بالتعیین أو معیّنا متمیّزا عن غیره ، لکان کذلک ، ولکنّه لیس کذلک ، بل محیط بالکلّ قد استغرق الکلّ ، غیر منحصر فی الکلّ .

لم یغادر صغیرة ولا کبیرة إلَّا أحصاها بعینه ، فکان عینها ، ولم یتعیّن فی عین على التعیین ، فلم یتحدّد بحدّ مخصوص على التخصیص والتمییز .

فلم یدرکه حدّ ولم یبلغه حصر ، وإن کان محدودا بحدّ کلّ ذی حدّ ، فإنّه غیر محصور فی ذلک فافهم ، إن شاء الله تعالى .

ثمّ أخذ رضی الله عنه فی تعدید التحدید الذی وردت به النصوص الإلهیة ممّا یجب الإیمان به فی الکتاب والسنّة ، وادّعى أنّه لم یرد فی جمیع ما ورد فی القرآن وسائر الکتب المنزلة وألسنة السنّة إلَّا التحدید .

ثمّ بیّن أنّ التحدید لا یقیّده والتقیید لا یحدّده ، لعدم انحصاره فی الکلّ ، ولا فی الإطلاق عن الکلّ .

ثمّ قال رضی الله عنه : الآیة الدالَّة على التنزیه فی القرآن هی " لَیْسَ کَمِثْلِه ِ شَیْءٌ "  فإن أخذنا الکاف زائدة ، دلَّت على نفی المثل فتمیّز عن الأمثال وماله مثل ، فکان محدودا بتمیّزه عمّاله مثل ، وإن لم تکن زائدة ، کان إثباتا للمثل ونفیا لمثلیّة المثل ، عن المثل ، وهذا عین التشبیه ، والتشبیه تحدید.

 وبنفی المثلیة عن مثله یتحقّق أنّ مثله من لا یشبهه شیء له مثل ، فیصحّ أن یکون عین الأشیاء حقیقة ، حتى لا یکون له مثل من الأشیاء.

فإنّ من یکون بعینه عین الکلّ ، فإنّه لا یکون شیء من الکلّ مثله من کونه عین الکلّ ، فافهم ، وإذا کانت الأشیاء محدودة بحدود لها خصیصة بها ، کان هو من حیث کونها عین الکلّ محدودا بحدود ذوات الحدود کلَّها .

فما حدّه حدّ معیّن حاصر فما له حدّ ، إذ حدّ الحدّ أن یکون جامعا لحقائق المحدود ، مانعا لما تمیّز عنه عن الدخول فی حدّه والمقول علیه ، وفیه حدود المحدودات غیر المتناهیة ، وغیر المحدودة غیر محدود ، فافهم .

قال رضی الله عنه : « والأشیاء محدودة ، وإن اختلفت حدودها ، فهو محدود بحدّ کلّ ذی حدّ  ، فما یحدّ شیء إلَّا وهو حدّ للحق ، فهو الساری فی مسمّى المخلوقات والمبدعات ، ولو لم یکن الأمر کذلک ، لما صحّ الوجود " .

 

یعنی : لأنّه لا وجود إلَّا وجوده الذی هو هو ، فبالحق وجدت الموجودات وشهدت المشهودات ، فلا وجود لشیء إلَّا به .

قال رضی الله عنه : « فهو عین الوجود ، فهو على کل شیء حفیظ بذاته لا یؤوده حفظ شیء ، فحفظه تعالى الأشیاء کلَّها حفظه لصورته أن یکون الشیء غیر صورته ، ولا یصحّ إلَّا هذا ، فهو الشاهد من الشاهد والمشهود من المشهود"

قال العبد : قد علمتم أنّ الأشیاء محدودة ، ولکل شیء حدّ هو جمع جمیع ما یجمعه ویمنعه عن غیرهن أن یکونه ، وذلک إمّا بذکر الجنس والفصل فیما هو تحت الجنس والفصل ، أو بما به الاشتراک والامتیاز فیما لیس کذلک.

 وحدّ الحدّ أن یکون کذلک سواء کان الحدّ تامّا أو ناقصا ، إذ الناقص أیضا على ما عرف وعرّف کاف ، لتضمّنه ما نقصه فی العبارة من کون الخاصّ مستلزما للعامّ .

لأنّک إذا قلت : الإنسان هو الناطق أو الناطق الإنسان ، لکان فی قوّة قولک : الإنسان حیوان ناطق ، أو الحیوان الناطق هو الإنسان .

لاستلزام الناطق وهو الفصل الممیّز الخاصّ للعامّ وهو الحیوان الذی فیه الإنسان أو الناطق مع غیره ، وکل ناطق فهو حیوان ، وکل خاصّ فهو مستلزم للعامّ .

فکلّ کاف شاف عند الإیجاز عن ذکر ما به الشرکة ، ولا شیء من الأشیاء إلَّا وهو محدود بما به یمتاز ویختصّ ، وهو یتضمّن ما به الاشتراک بالضرورة .

ثمّ إنّا إن لم نأخذ فی کل حدّ ظاهر المحدود وباطنه ، لم یعمّ التعریف ولم یکن الحدّ جامعا ، وباطن الأشیاء باعتبار هو الوجود الحق ، وظاهرها ما نسمّیه « السوی » سوى الحق وغیره غیره .

وباعتبار آخر هو الظاهر من کون الظاهر هو الحق الموجود المشهود ، والباطن المعقول هو الاعتبارات والحدود والکثرة ، وهی أمور متعقّلة عقلا علمیة لا تمیّز لها ولا تحقّق بدون الوجود الحق المعطی حقیقتها فی أعیانها ، بل  بالوجود الحق الموجود المشهود ، فإذا ذکرنا الحدّ الشامل لکلّ محدود ، فلا بدّ من ذکر الحق فیه فی اعتبار أهل الاعتبار والاستبصار ، أولی الأیدی والأبصار.

فهو الظاهر من الظاهر والباطن من الباطن ، والمتحقّق هو الوجود الحق ما ثمّ إلَّا هو ، هو الأوّل والآخر ، والباطن والظاهر ، والجامع بذاته للکل ، والمطلق عن هذه الجمعیة وعن هذا الإطلاق والتقیّد بحدّ ، فافهم .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (  ومن تمیز عن المحدود فهو محدود بکونه لیس عین هذا المحدود. فالإطلاق عن التقید تقیید، والمطلق مقید بالإطلاق لمن فهم.

وإن جعلنا الکاف للصفة فقد حددناه، وإن أخذنا «لیس کمثله شیء» على نفی المثل تحققنا بالمفهوم وبالإخبار الصحیح أنه عین الأشیاء، والأشیاء محدودة وإن اختلفت حدودها. فهو محدود بحد کل محدود.

فما یحد شیء إلا وهو الحق. فهو الساری فی مسمى المخلوقات والمبدعات، ولو لم یکن الأمر کذلک ما صح الوجود. فهو عین الوجود، «وهو على کل شیء حفیظ» بذاته، «ولا یؤده» حفظ شیء. فحفظه تعالى للأشیاء کلها حفظه لصورته أن یکون الشی ء غیر صورته.

ولا یصح إلا هذا، فهو الشاهد من الشاهد والمشهود من المشهود.)

قال الشیخ رضی الله عنه : ( ومن تمیز عن المحدود فهو محدود بکونه لیس عین هذا المحدود ) هذا کلام أورده لدفع توهم المنزه ، فإن الأمر فی وصفه أعظم مما توهم من تنزیهه الوهمی وأوسع من التقیید الفکری ، فإنه فی التنزیه لم یتمیز من شیء حتى یحتاج إلى تمیزه ، وفی التحدید لم یتقید بحد مخصوص حتى ینحصر فیتحدد ، تعالى الله عما یقول المنزه والمحدد ، وإن أخذنا الکاف فی الآیة المذکورة الدالة على التنزیه زائد دلت على نفى المثلیة ، فتمیز عن الأشیاء بحدنا فی حدودنا فکان محدودا ، ولو بکونه لیس عین هذا المحدود لاشتراکه بجمیع ما عداه فی معنى التشبیه .

 

"" إضافة بالی زادة :  فحینئذ قد تمیز عن المحدود ( ومن تمیز عن المحدود فهو محدود ) والمراد بالمحدود الأشیاء ، فإذا لم یکن الحق عین الأشیاء کان محدودا بهذا الحد ، فإذا کان الخلق محدودا ( بکونه لیس عین المحدود ) فالإطلاق عن التقیید تقیید اهـ بالى . ""

 

 

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فالإطلاق عن التقیید تقیید ، والمطلق مقید بالإطلاق لمن فهم ) یعنى أن الإطلاق عین التقیید مقابل له فهو تقیید بقید الإطلاق والمطلق مقید بقید اللاتقید ، أی بمعنى لا شیء معه والحق هو الحقیقة من حیث هی هی ، أی لا بشرط شیء فلا ینافی التقیید واللاتقید .

(وإن جعلنا الکاف الصفة ) أی بمعنى المثلیة ( فقد حددناه ) أی أثبتنا مثله ونفینا عن مثله أن یکون له مثل وهو عین التشبیه والتشبیه تحدید.

قال الشیخ رضی الله عنه : ( وإن أخذنا " لَیْسَ کَمِثْلِه شَیْءٌ "  على نفى المثل ) أی على معنى نفى مثل من هو على صفته ، فإن مثل الشیء یطلق ویراد به من هو على صفته من غیر قصد إلى نظیر له کقولهم : مثلک لا یبخل أی من هو ذو فضیلة مثلک لا یأتی منه البخل والمراد نفسه والمبالغة فی نفى البخل عنه بالبرهان أی أنت لا تبخل لأن فیک ما ینافی البخل فعلى هذا یکون معنى " لَیْسَ کَمِثْلِه شَیْءٌ " نفى المثل بطریق المبالغة أی لیس مثل من هو على صفة من الصمدیة وقیومیة الکل شیء.

 

"" إضافة بالی زادة :  ( على نفى المثل ) على أن الکاف زائدة لغیر الصفة .

(تحققنا بالمفهوم ) أعنى اطلعنا بالمعنى المراد من الآیة وهو أنه عین الأشیاء بخلاف ما إذا أخذ الکاف للصفة ، فإنه وإن دل على التحدید لکنه لا یدل على أنه عین الأشیاء ، فإن مفهومه إثبات الوجود لغیره ومفهوم الثانی نفى المثل فیلزمه نفى الوجود عن غیره ، فتبین بهذا الوجه أنه عین الأشیاء کما کان فی الإخبار الصحیح ، لذلک أوردهما فی إثبات هذا المعنى دون الوجه الأول ( و ) تحققنا ( بالإخبار الصحیح أنه ) أی الحق ( عین الأشیاء ) وأشار إلى فرق الآیة والحدیث فی الدلالة على أنه عین الأشیاء بقوله فی الآیة بالمفهوم ، وفی الحدیث بقوله وبالاعتبار ولم یقل بعموم الإخبار ، فدلالة الحدیث على العینیة أتم وأعم من دلالة الآیة اهـ بالى . ""

 

قال الشیخ رضی الله عنه : (تحققنا بالمفهوم وبالإخبار الصحیح أنه عین الأشیاء والأشیاء محدودة وإن اختلفت حدودها) المفهوم على ما ذکر لیس مثله شیء لأنه لا شیء إلا وهو به موجود : أی بوجوده ، فبهذا المفهوم وبالخبر الصحیح تحقق أنه عین الأشیاء المحدودة بالحدود المختلفة .

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فهو محدود بحد کل ذی حد فما یحد شیء إلا وهو حد للحق ) لأنه هو المتجلى فی صورته فحد کل شیء حد الحق تعالى والضمیر لمصدر یحد.

( فهو الساری فی مسمى المخلوقات والمبدعات ) أی هو الظاهر بصورها وحقائقها .

قال الشیخ رضی الله عنه : ( ولو لم یکن الأمر کذلک لما صح الوجود فهو عین الوجود ) لأن الممکن لیس له بذاته وجود فلا وجود له إلا به ( فهو على کل شیء حفیظ بذاته ) وإلا لانعدم على أصله ( فلا یؤوده حفظ شیء ) لأن عینه قائم بذاته فکیف یثقله ولیس غیره.


( فحفظه تعالى للأشیاء کلها حفظه لصورته أن یکون الشیء غیر صورته ) من أن یکون شیء غیره لأنه لو لم صورته یحفظ لکان له مثل فی الشیئیة والوجود ولزم الشرک .

ولهذا قال ( ولا یصح إلا هذا ) فإن الممکن لا یمکن أن یوجد بذاته ، وإلا لم یکن ممکنا فیکون فی الوجود واجبا .

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فهو الشاهد من الشاهد والمشهود من المشهود )

أی فالعالم ظاهر الحق وهو باطنه ، والحق روح العالم والعالم صورته فهو الإنسان الکبیر ، لأن الإنسان الکبیر خلق على صورته والعالم کذلک - وهو الظاهر والباطن - لا أن العالم صورة وهو باطنها فحسب ، بل بمعنى أنه ظاهر العالم وباطنه.

 

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (  ومن تمیز عن المحدود فهو محدود بکونه لیس عین هذا المحدود. فالإطلاق عن التقید تقیید، والمطلق مقید بالإطلاق لمن فهم.

وإن جعلنا الکاف للصفة فقد حددناه، وإن أخذنا «لیس کمثله شیء» على نفی المثل تحققنا بالمفهوم وبالإخبار الصحیح أنه عین الأشیاء، والأشیاء محدودة وإن اختلفت حدودها. فهو محدود بحد کل محدود.

فما یحد شیء إلا وهو الحق. فهو الساری فی مسمى المخلوقات والمبدعات، ولو لم یکن الأمر کذلک ما صح الوجود. فهو عین الوجود، «وهو على کل شیء حفیظ» بذاته، «ولا یؤده» حفظ شیء. فحفظه تعالى للأشیاء کلها حفظه لصورته أن یکون الشی ء غیر صورته.

ولا یصح إلا هذا، فهو الشاهد من الشاهد والمشهود من المشهود.)

قال رضی الله عنه : ( ومن تمیز عن المحدود ، فهو محدود بکونه ، لیس عین هذا المحدود .

فالإطلاق من التقیید تقیید ، والمطلق مقید بالإطلاق لمن فهم . وإن جعلنا ( الکاف ) للصفة ، فقد حددناه ) . أی ، على التقدیرین یلزم التحدید :

أما على الأول ، فلأن الممتاز عن المحدود لا یکون إلا محدودا بکونه ممتازا عنه ، کما أن الإطلاق المقابل للتقیید أیضا تقیید بعدم التقیید ، والمطلق مقید بالإطلاق .

وأما على الثانی ، فلأن نفى مثل المثل إثبات للمثل ، وهو محدود ، فما یماثله أیضا محدود .


 قال رضی الله عنه : (وإن أخذنا " لیس کمثله شئ " على نفى المثل ، تحققنا بالمفهوم ، وبالأخبار الصحیح أنه عین الأشیاء ، والأشیاء محدودة ، وإن اختلفت حدودها ) .

أی ، وإن حملنا على نفى المثلیة مطلقا ، سواء کان زائدا أو غیر زائد مع عدم القصد

بوجود المثل - بل المقصود المبالغة فی التنزیه ، کما یقال : مثلک لا یغضب . أی ، من

یکون متصفا بالحکم ، کما أنت متصف به ، لا یغضب . والغرض نفى الغضب منه - یلزم التحدید أیضا ، لأن ما یمتاز عن الشئ ، محدود بامتیازه عنه ، فسلب المثلیة عنه تحدده .

وهو المراد بقوله : ( تحققنا بالمفهوم ) أی ، علمنا حقیقة بالمفهوم من الآیة أنه محدود .

وکذلک علمنا تحدیده بالخبر الصحیح وهو : ( کنت سمعه وبصره . . . ) . لأنه صار عین الأشیاء ، والأشیاء محدودة بحدود مختلفة .

و ( إن ) فی قوله : ( وإن اختلفت حدودها ) . للمبالغة .


قال رضی الله عنه : ( فهو محدود بحد کل محدود ، فما یحد شئ إلا وهو حد للحق ) .

لما کان ( الحد ) عبارة عن التعیین ، والحد الاصطلاحی إنما یسمى بالحد لأنه أیضا تعین

الشئ وتمیزه عن غیره ، نقل الکلام إلى الحد الاصطلاحی الموجب لتعین الأشیاء فی العقل . وإنما جعله ( محدودا بحد کل محدود ) ، لأنه عین لکل محدود ، فحده حد الحق .


وقوله : ( وهو ) عائد إلى ( الحد ) الذی یدل علیه قوله : ( فما یحد ) .

قال رضی الله عنه : ( فهو الساری فی مسمات المخلوقات والمبدعات ) .

أی ، فالحق هو الساری فی الحقائق المسبوقة بالزمان ، وهی المخلوقات ، وغیر المسبوقات به ،

وهی المبدعات  ( ولو لم یکن الأمر کذلک ، ما صح الوجود ) .

أی ، ولو لم یکن سریان الحق فی الموجودات ، ما صح وجود موجود أبدا ، لأنه بالحق موجود لا بنفسه ، بل هو الحق الظاهر بتلک الصورة .

( فهو عین الوجود ) . أی ، فالحق عین الوجود المحض لا غیره .

قال رضی الله عنه : ( فهو على کل شئ حفیظ بذاته ، ولا یؤده حفظ شئ ) . أی ، إذا کان الحق عین الوجود ، والوجود محیط بالأشیاء بذاته علیم بها حافظ من انعدامها ، فالحق على کل شئ حفیظ بمعنى أنه علیم بها ومحیط بحقائقها ، وبمعنى أنه یحفظها

من الانعدام أیضا ، فلا یثقله حفظ شئ ولا یتعبه ، لأن عین الشئ لا یثقل نفسه .

( فحفظه تعالى للأشیاء کلها ، حفظه لصورته )

لما کانت الصور الوجودیة صور الحق بحسب أسمائه ، کان حفظ الحق لها عین حفظه لصورة نفسه .

قال رضی الله عنه : ( أن یکون الشئ على غیر صورته ) . أی ، ویحفظ أن یوجد شئ على غیر صورة الحق ،

ولما کان هذا الأمر محالا .

قال رضی الله عنه :  : ( ولا یصح إلا هذا ، فهو الشاهد من الشاهد ،والمشهود من المشهود).

أی ، فالحق هو الشاهد الحقیقی من کل الشاهد ، وهو المشهود الحقیقی من کل المشهود ، إذ لا غیر فی الوجود .  


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (  ومن تمیز عن المحدود فهو محدود بکونه لیس عین هذا المحدود. فالإطلاق عن التقید تقیید، والمطلق مقید بالإطلاق لمن فهم.

وإن جعلنا الکاف للصفة فقد حددناه، وإن أخذنا «لیس کمثله شیء» على نفی المثل تحققنا بالمفهوم وبالإخبار الصحیح أنه عین الأشیاء، والأشیاء محدودة وإن اختلفت حدودها. فهو محدود بحد کل محدود.

فما یحد شیء إلا وهو الحق. فهو الساری فی مسمى المخلوقات والمبدعات، ولو لم یکن الأمر کذلک ما صح الوجود. فهو عین الوجود، «وهو على کل شیء حفیظ» بذاته، «ولا یؤده» حفظ شیء. فحفظه تعالى للأشیاء کلها حفظه لصورته أن یکون الشی ء غیر صورته.

ولا یصح إلا هذا، فهو الشاهد من الشاهد والمشهود من المشهود.)

قال رضی الله عنه : (  ومن تمیز عن المحدود فهو محدود بکونه لیس عین هذا المحدود. فالإطلاق عن التقید تقیید، والمطلق مقید بالإطلاق لمن فهم. وإن جعلنا الکاف للصفة فقد حددناه، وإن أخذنا «لیس کمثله شیء» على نفی المثل تحققنا بالمفهوم وبالإخبار الصحیح أنه عین الأشیاء، والأشیاء محدودة وإن اختلفت حدودها. فهو محدود بحد کل محدود. فما یحد شیء إلا وهو الحق. فهو الساری فی مسمى المخلوقات والمبدعات، ولو لم یکن الأمر کذلک ما صح الوجود. فهو عین الوجود، «وهو على کل شیء حفیظ» بذاته، «ولا یؤده» حفظ شیء. فحفظه تعالى للأشیاء کلها حفظه لصورته أن یکون الشی ء غیر صورته. ولا یصح إلا هذا، فهو الشاهد من الشاهد والمشهود من المشهود.)

 

قال رضی الله عنه : (ومن تمیز عن المحدود فهو محدود بکونه لیس عین المحدود هذا)؛ لأنه تقید بکونه لیس هذا المقید، والتحدید ذکر القیود الممیزة من الفصل والخاصة؛ (فالإطلاق عن التقیید) وإن کان نفیا للتقیید (تقیید) للإطلاق، (والمطلق) وإن أطلق عن قید الإطلاق والتقیید (مقید بالإطلاق) عن الضدین (لمن فهم).

قال رضی الله عنه : (وإن جعلنا الکاف للصفة)، أی: لإثبات المثل له مع نفی المثل عن مثله، بناء على أن صور تجلیاته أمثاله ولا مثل الصورة منها من کل وجه لئلا یلزم تکرر التجلی (فقد حددناه) محدود ما أثبتنا له من الأمثال.

 

قال رضی الله عنه : (وإن أخذنا) الکاف للصفة لا لإثبات المثل بالاعتبار المذکور، بل قلنا: ("لیس کمثله شئ") یدل (على نفی المثل) بطریق الکنایة (تحققنا بالمفهوم)، فإن مفهوم نفی مثل المثل إنما یتحقق بنفی المثل.

إذ على تقدیر إثبات المثل یکون نفسه مثلا لمثله، فلا یبقى مثل المثل مع ثبوت المثل.

فیقوم نفی مثل المثل مقام نفی المثل، فیدل علیه بطریقة الکنایة، ونفی المثل إما بنفی الظهور أو بنفی الغیر من کل وجه.

 

والأول باطل (بالإخبار الصحیح) الدال على (أنه عین الأشیاء) مثل قوله: «کنت سمعه وبصره ویده ورجله ولسانه»، "ومرضت فلم تعدنی، و جعت فلم تطعمنی ".

ومعلوم أنه لا عینیة له إلا بالظهور فتعین أن یحمل نفی المثل على نفی الغیر من کل وجه؛ لأنها لا تتصور إلا بین اثنین.

وإذا کان عین (الأشیاء) بالظهور فیها (فهو محدود بحد کل) ذی باعتبار ظهوره فی کل ذی حد، وإن تنزه عن الحدود فی نفسه، وإلا لم یجتمع فی شأنه الحدود المختلفة بخلاف (المحدودین) فی أنفسهم.

 

قال رضی الله عنه : (فما یحد بشیء إلا وهو حد للحق) باعتبار، وصورة من صوره یمیزها عما عداها، وإن لم یتمیز الحق بها فی ذاته، وإذا کان نفی المثل یقتضی تحدیده بحدود الأشیاء بدلالة الأخبار الصحیحة.

قال رضی الله عنه : (فهو الساری) بصورته سریان الشمس بصورها فی المرآة فی مسمى المخلوقات المادیة الکثیفة بعوارضها. وإن کان فی ذاته مجردا عن المادة بریئا عن عوارضها.

(والمبدعات) المجردة عن المواد وعوارضها، وإن کان منها عن الحلول فیها والاتحاد بها من کل وجه، وکیف لا یکون ساریا.

 

قال رضی الله عنه : (ولو لم یکن الأمر) أی: أمر الحق (کذلک) أی: السریان بالصورة فی الأشیاء (ما صح الوجود) لها، إذ لا وجود لها فی أنفسها لإمکانها فهو من سریان صورته مما له الوجود بذاته، ولا وجود بالذات إلا لعین الوجود، إذ غیره مفتقر إلیه، فلا یجب بذاته.

 

قال رضی الله عنه : (فهو عین الوجود) لکن تسری صورته على الأشیاء لتحفظها عن العدم، (فهو "على کل شیء حفیظ" [سبأ: 21] بذاته، ولا یؤوده حفظ) کل (شیء)، وإن لم یکن له فائدة فی حفظه بالنظر إلى کمالاته الأصلیة، لکن تحصل له بهذا الحفظ کمال الظهور ومنع عن غلبة العدم على الأشیاء.

قال رضی الله عنه : (فحفظه تعالى للأشیاء کلها حفظ لصورته) التی یعشقها باعتبار ما یحصل لظهور کمال بها.

ویغار مع ذلک (أن یکون الشیء غیر صورته) لکونه عاشقا لذاته غیور عن الأغیار، فیحفظ صوره بدفع صور الأغیار.

قال رضی الله عنه : (ولا یصح) فی بیان الحکمة فی الحفظ (إلا هذا)، وإلا لزم أن یکون ناقصا فی ذاته مستکملا بالغیر فهو عین الکل، إما بذاته أو بصورته.

قال رضی الله عنه : (فهو الشاهد من الشاهد والمشهود من المشهود)، وإذا کان الوجود منحصرا فی ذاته وصورته،


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (  ومن تمیز عن المحدود فهو محدود بکونه لیس عین هذا المحدود. فالإطلاق عن التقید تقیید، والمطلق مقید بالإطلاق لمن فهم.

وإن جعلنا الکاف للصفة فقد حددناه، وإن أخذنا «لیس کمثله شیء» على نفی المثل تحققنا بالمفهوم وبالإخبار الصحیح أنه عین الأشیاء، والأشیاء محدودة وإن اختلفت حدودها. فهو محدود بحد کل محدود.

فما یحد شیء إلا وهو الحق. فهو الساری فی مسمى المخلوقات والمبدعات، ولو لم یکن الأمر کذلک ما صح الوجود. فهو عین الوجود، «وهو على کل شیء حفیظ» بذاته، «ولا یؤده» حفظ شیء. فحفظه تعالى للأشیاء کلها حفظه لصورته أن یکون الشی ء غیر صورته.

ولا یصح إلا هذا، فهو الشاهد من الشاهد والمشهود من المشهود.)

 

قال رضی الله عنه : ( ومن تمیّز عن المحدود ، فهو محدود بکونه : لیس عین هذا المحدود - فالإطلاق عن التقیید  تقیید ) لأنّه مقابل له ، ممتاز عنه ، وکلّ مقابل وممتاز فهو مقیّد ( والمطلق مقیّد بالإطلاق لمن فهم ) معنى الإطلاق - وقد بینّا ذلک غیر مرّة . هذا إن جعلنا الکاف زائدة .

قال رضی الله عنه : ( وإن جعلنا الکاف للصفة ) بمعنى المثل ، فإن أخذنا على ما هو الظاهر من هذا الترکیب وهو حظَّ العامّة منه من إثبات المثل ونفی أن یکون شیء مثله ( فقد حدّدناه ) .

قال رضی الله عنه : ( وإن أخذنا " لَیْسَ کَمِثْلِه ِ شَیْءٌ " )  على ما هو استعمال البلغاء وخواصّ الخطباء (على نفی المثل) فإنّهم إذا أرادوا تنزیه المحمود أو الممدوح عن وصف ، ینفون ذلک الوصف ویبعّدونه عن مثله .

کما فی قولهم : « مثلک لا یبخل » أدبا وإغراقا فی تبیین تلک النزاهة ، وإشعارا بأنّ فی المحمود من الأوصاف الکمالیّة ما ینفی ذاک الوصف حیثما کان فی نظائره وأشباهه ، وهذا ضرب من الاستدلال على نفی الشیئیة والوجود عن مثل الحقّ بأن من هو نظیره منزّه عن هذا الوصف .

 

فلذلک قال رضی الله عنه : ( تحقّقنا بالمفهوم ) أی بما هو مفهوم الخاصّة من البلغاء عن هذا الترکیب .

( وبالإخبار الصحیح ) مما یدلّ علیه ظاهرا ویصل إلیه فهوم العامّة ( أنّه عین الأشیاء ، الأشیاء محدودة وإن اختلفت حدودها ) على تکثّر صنوفها وتنوّع جزئیّاتها .

فإنّ الحدود منها ما هی ذاتیّة للشیء ، وهو ما ینتهی إلیه الشیء ذاته ، کمدرکات قواه وأفعال جوارحه ، ومنها ما هی عرضیّة له .

کالسطوح المکانیّة والآنات الزمانیّة التی ینتهی إلیه الشیء بأعراضه وأحواله ، ومنها ما هی جامعة لهما ، کاشفة عن الکلّ وهی الأعداد وصورها الحرفیّة.

وعلم من تحقیق معنى الحدّ هذا وتبیین أقسامه وجه دخل هذا الکلام فی الفصّ الهودی والحکمة الأحدیّة ، فإنّک قد نبّهت فی التلویحات السابقة أن "الدال "  إذا ظهر بـ « حاء » حقیقة الحق إنّما یدلّ على کنه غایات الشیء ونهایته ، فإذا ظهر فی ضمن « ألف » ابتداء الوجود هو " الأحد " کما أنّه إذا جمعهما « میم » منتهى العلم هو « الحمد » .

 فالحمد هو العلم بحدود الأشیاء على اختلاف أنواعها وتکثّر صنوفها ، فإنّها حدود الحقّ .

قال رضی الله عنه : ( فهو محدود بحدّ کلّ محدود ، فما یحدّ الشیء إلَّا ) حدّه ذلک ( هو حدّ الحقّ ) .

والذی یلوّح علیه أن حد ( اال ) کل شیء هو لبّه المرئی فیه ، هذا إن أخذ من بیّناته ما هو أول ، وإن تعمّق فیها یظهر ما هو أبین .

 

الإنسان الکبیر

قال رضی الله عنه : ( فهو الساری فی مسمّى المخلوقات ) المادیّة ( والمبدعات ) المجرّدة ، ( ولو لم یکن الأمر کذلک ما صحّ الوجود ) لشیء ، ضرورة نفی الوجود عمّا یماثل الحقّ ویقابله (فهو عین الوجود) الظاهر الذی به یوجد الکلّ ، ( فهو " عَلى کُلِّ شَیْءٍ حَفِیظٌ " [ 11 / 57 ] بذاته ) وما بالذات من الشیء لا تکلَّف له فی إصداره ، ولا ثقالة له منه فی احتماله ، فلا یثقله ( ولا یؤده حفظ شیء ).  " إِنَّ اللَّهَ یُمْسِکُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا " [ فاطر : 41]

 

قال رضی الله عنه : ( فحفظه تعالى للأشیاء کلَّها حفظه لصورته أن یکون الشیء ) على ( غیر صورته ) ، فإنّه لم لو یحفظه ذلک لکان الشیء على غیر صورته مقابلا له ومماثلا ، وذلک محال عقلا وذوقا ، فإنّ الأشیاء ظاهر الحقّ وصورته ، وهو بالذات حافظ له أن یکون غیر صورته .

( ولا یصحّ ) بالنظر العقلی والشهود الذوقی ( إلَّا هذا ) على ما لا یخفى ( فهو الشاهد من الشاهد ، والمشهود من المشهود ) ، فلا مدرک ولا مدرک فی المعنى والصورة إلَّا هو .

  

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ رضی الله عنه : (  ومن تمیز عن المحدود فهو محدود بکونه لیس عین هذا المحدود. فالإطلاق عن التقید تقیید، والمطلق مقید بالإطلاق لمن فهم.

وإن جعلنا الکاف للصفة فقد حددناه، وإن أخذنا «لیس کمثله شیء» على نفی المثل تحققنا بالمفهوم وبالإخبار الصحیح أنه عین الأشیاء، والأشیاء محدودة وإن اختلفت حدودها. فهو محدود بحد کل محدود.

فما یحد شیء إلا وهو الحق. فهو الساری فی مسمى المخلوقات والمبدعات، ولو لم یکن الأمر کذلک ما صح الوجود. فهو عین الوجود، «وهو على کل شیء حفیظ» بذاته، «ولا یؤده» حفظ شیء. فحفظه تعالى للأشیاء کلها حفظه لصورته أن یکون الشی ء غیر صورته.

ولا یصح إلا هذا، فهو الشاهد من الشاهد والمشهود من المشهود.)


قال رضی الله عنه : (  ومن تمیز عن المحدود فهو محدود بکونه لیس عین هذا المحدود. فالإطلاق عن التقید تقیید، والمطلق مقید بالإطلاق لمن فهم. وإن جعلنا الکاف للصفة فقد حددناه، وإن أخذنا «لیس کمثله شیء» على نفی المثل تحققنا بالمفهوم وبالإخبار الصحیح أنه عین الأشیاء، والأشیاء محدودة وإن اختلفت حدودها.)


قال رضی الله عنه :  (ومن تمیز عن المحدود فهو محدود بکونه لیس عین المحدود فالإطلاق عن التقیید تقیید) بالإطلاق (والمطلق) المقابل للمقید (مقید بالإطلاق لمن فهم وإن جعلنا الکاف للصفة فقد حددناه)، لأن فی نفی مثل المثل إثبات المثل وهو تحدید.

 

قال رضی الله عنه :  (وإن أخذنا) قوله تعالى: ("لیس کمثله شئ" على نفی المثل) مطلقا سواء کانت الکاف زائدة وهو ظاهر أو غیر زائدة على سبیل الکنایة کما فی قولک : مثلک لا یبخل.

(تحققنا)، أی علمنا حقیقة (بالمفهوم وبا لإخبار الصحیح أنه عین الأشیاء). أما بالمفهوم فلأنه إذا نفی عن الأشیاء مثلیته یفهم منه بالمفهوم المخالف عینیة .

وأما بالاخبار الصحیح فـ لقوله : "کنت سمعه وبصره" الحدیث.

قال رضی الله عنه :  (والأشیاء) کلها (محدودة وإن اختلفت حدودها فهو)، أی الحق سبحانه (محدود بحد کل محدود فما یحد شیء إلا وهو)، أی ما یحد ذلک الشیء (حد للحق سبحانه

فهو)، أی الحق سبحانه


قال رضی عنه : ( فهو الله محدود بحد کل محدود. فما یحد شیء إلا وهو الحق. فهو الساری فی مسمى المخلوقات والمبدعات، ولو لم یکن الأمر کذلک ما صح الوجود. فهو عین الوجود، «وهو على کل شیء حفیظ» بذاته، «ولا یؤده» حفظ شیء. فحفظه تعالى للأشیاء کلها حفظه لصورته أن یکون الشی ء غیر صورته. ولا یصح إلا هذا، فهو الشاهد من الشاهد والمشهود من المشهود.)


قال رضی عنه : (فهو)، أی الحق سبحانه (الساری) بهویته العینیة المطلقة (فی مسمى المخلوقات) المسبوقة بالمدة والمادة (والمبدعات) الغیر المسبوقة بشیء منها سریان المطلق فی المقید

قال رضی الله عنه :  (ولو لم یکن الأمر)، أی أمر سریان (کذلک)، أی بحیث یعم الکل (ما صح الوجود)، أی وجود حقیقة من الحقائق لا یکون إلا بسریانه فیها .

(فهو)، أی الحق سبحانه (عین الوجود) إذ لیس الوجود إلا ما تحقق الحقائق بسریانه فیها وإذا کان عین الموجود (فهو على کل شیء حفیظ) یحفظه عن الانعدام.

قال رضی الله عنه :  (بذاته)، أی حفظه للأشیاء مقتضى ذاته ("ولا یؤده") ، أی لا یثقله ولا یتعبه (حفظ شیء)، إذ مقتضى ذات الشیء لا تثقله ولما کانت الأشیاء صورته إذ المقید صورة المطلق .

قال رضی الله عنه :  (فحفظه للأشیاء کلها) عن أن تتقدم ظهوره لصورها (حفظه لصورته عن أن یکون الشیء غیر صورته)، فإنه لما لم یکن الظاهر بصور الأشیاء إلا شو فلا محالة لا تکون الأشیاء غیر صورته، فحفظه للأشیاء على الوجه الخاص فیستلزم حفظها لها عن أن تکون غیره.

فیصح أن یقال : حفظه الأشیاء حفظ لها عن أن یکون غیر صورته (ولا یصح إلا هذا)، أی الشیء غیر صورته، ولما کان المقید صورة المطلق والصورة من حیث الحقیقة عین فی الصورة و من حیث التعین غیره.

قال رضی الله عنه :  (فهو الشاهد من الشاهد) الذی هو بعض من صوره (وهو المشهود من المشهود) الذی هو بعض آخر من صوره وإذا کان بعض کل شیء صورته .


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 274

و من تمیّز عن المحدود فهو محدود بکونه لیس عین هذا المحدود. فالإطلاق عن التقیّد تقیید و المطلق مقیّد بالإطلاق لمن فهم و إن جعلنا الکاف للصفة فقد حدّدناه؛ و إن أخذنا لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْ‏ءٌ على نفی المثل تحققنا بالمفهوم و بالأخبار الصحیح.

انّه عین الأشیاء و الأشیاء محدود و ان اختلفت حدودها. فهو محدود بحدّ کلّ محدود، فما یحدّ شی‏ء إلّا و هو حدّ للحقّ.

و او عین أشیاء است و أشیاء محدودند و حدود مختلف، و او عین أشیاء است پس حق سبحانه محدود است به حد هر محدودى و هیچ چیزى محدود نیست مگر اینکه آن حد، حدّ حق است.

[اوست که در مخلوقات و مبدعات سارى است‏]

فهو السّاری فی مسمّى المخلوقات و المبدعات، و لو لم یکن الأمر کذلک ما صحّ الوجود. فهو عین الوجود، فهو عَلى‏ کُلِّ شَیْ‏ءٍ حَفِیظٌ* بذاته‏ وَ لا یَؤُدُهُ‏ حفظ شی‏ء.

فحفظه تعالى للأشیاء کلّها حفظه لصورته أن یکون الشی‏ء غیر صورته و لا یصح إلّا هذا.

پس اوست که در مخلوقات و مبدعات‏ (مخلوق مربوط به زمان و ماده است و مبدع و مبدعات فارغ از ماده و زمان.) سارى است‏ (سارى مانند سارى بودن جان در بدن با عنایت به ضیق تعبیر که بدن قائم است به جان.) (چه خود او سارى در مسمّاى مبدعات و مخلوقات است) و اگر امر، این چنین نباشد (یعنى سریان حق در موجودات نباشد) وجود هیچ موجودى متحقق نخواهد شد (زیرا که به حق موجود است نه به نفس خود و هر چه را ‌می‌نگرى حق است که بدان صورت ظاهر شده است) پس حق عین وجود محض است (نه غیر آن) و او بر هر چیزى بذاته حفیظ است و حفظ هیچ چیزى بر او گران نیست چه اینکه حفظ او أشیاء را حفظ اوست صورت و حقیقت خودش را که مبادا شیئى بر غیر صورت حق باشد و جز این درست نیست.

فهو الشاهد من الشاهد و المشهود من المشهود. 

پس شاهد از (شاهد و مشهود دوم حد و تعین است.) شاهد اوست و مشهود از مشهود اوست.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۵۴۴-۵۴۶

و من تمیّز عن المحدود فهو محدود بکونه لیس عین هذا المحدود. فالإطلاق عن التّقیید تقیید، و المطلق مقیّد بالإطلاق لمن فهم. و إن جعلنا الکاف للصّفة فقد حدّدناه (حددناه- معا).

یعنى بر هر تقدیرى تحدید لازم مى‏آید: امّا بر اوّل که کاف از براى تشبیه نباشد تحدید از آن لازم مى‏آید که ممتاز از محدود، غیر محدود نتواند بود؛ چه او موصوف است به امتیاز از محدود زیرا که دانسته‏اى که اطلاقى که مقابل تقیید است در حقیقت تقیید است به عدم تقیید؛ و مطلق مقیّد است به اطلاق.

و امّا بر تقدیر ثانى که کاف از براى صفت بود یعنى به معنى مثل باشد لزوم تحدید بدان جهت است که نفى مثل مثل، اثبات مثل است و مثل محدود، پس او نیز که مماثل مثل است هم محدود باشد:

هیچ اطلاقى چو بى‏تقیید نیست‏ لاجرم تنزیه بى‏تحدید نیست‏

هم ز تنزیهت معرّا آمده‏ هم ز تشبیهت مبرّا آمده‏

هرچه او را زان منزّه داشتى‏ رایت تشبیه او افراشتى‏


و إن أخذنا لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْ‏ءٌ على نفى المثل بالمفهوم و بالإخبار الصّحیح أنّه عین الأشیاء و الأشیاء محدودة و إن اختلفت حدودها.

یعنى‏ لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْ‏ءٌ را حمل بر نفى مثلیّت و قصد به وجود مثل نکنیم؛ بلکه مقصود مبالغه باشد در تنزیه به طریق کنایت چنانکه مى‏گوئى مثلک لا یبخل یعنى هرکه به کرم کامل موصوف باشد چنانکه ترا بدان اتصاف است اصلا بخل نکند. و مراد نفى بخل است از مخاطب بى‏ملاحظه مماثل هم تحدید لازم مى‏آید. به تحقیق آنچه مفهوم مى‏شود از آیات چنانکه ایراد بعضى از آن به تقدیم رسید و هم به تحقیق مفهوم همین آیت که مفهوم سلب مثلیّت اشیاء است و اشیاء محدوده و ممتاز از محدود محدود. و به اخبار صحیح نبوى از حضرت حق که فرمود:

«کنت سمعه و بصره»

هم تحدید مفهوم مى‏گردد که خود را عین اشیاء داشت و اشیاء محدوده است به حدود مختلفه.

فهو محدود بحدّ کلّ محدود. فما یحدّ شى‏ء إلّا و هو حدّ للحقّ‏.

پس حق محدود است به حدّ هر محدودى، یعنى متعیّن است به تعیّن هر متعیّنى از آنکه او عین هر محدود است پس حدّ او حدّ حق باشد.

فهو السّارى فى مسمّى المخلوقات و المبدعات.

یعنى پس حق است سارى در مسمّاى مخلوقات یعنى حقایق مقرونه به زمان و در مسمّاى مبدعات یعنى حقایق غیر مقرونه به زمان.

و لو لا الأمر کذلک لما صحّ الوجود (و لو لم یکن الأمر کذلک ما صحّ الوجود- خ).

و اگر سریان حق در موجودات نبودى هیچ‏چیز را وجود حاصل نشدى چه هستى هر موجود به نفس خود نیست به حقّ است. بلکه حقّ است ظاهر بدین صورت.

فهو عین الوجود.

پس حق عین وجود محض است.

«فهو عَلى‏ کُلِّ شَیْ‏ءٍ حَفِیظٌ» بذاته؛ و لا یئوده حفظ شى‏ء.

یعنى چون حقّ عین وجود باشد و وجود به ذات خود محیط جمیع اشیاست و علیم به احوال همه اشیاء و نگاه‏دارنده از انعدام، پس حق بر هر چیزى حفیظ باشد بدان معنى که همه اشیاء را مى‏‌داند و علم او محیط است به حقائقش و حافظ است او را از انعدام، پس ثقیل نیست حفظ هیچ ‏چیزى او را؛ و مستلزم تعب نیز نى، چه‏ عین شى‏ء بر نفس خود ثقیل نباشد.

فحفظه تعالى للأشیاء کلّها حفظه لصورته.

پس حفظ او همه اشیاء را عبارت است از حفظ او صورت خود را، چه صور وجودیّه صور حقّ‌‏اند به حسب اسماى حقّ.

أن یکون الشى‏ء غیر صورته.

یعنى حفظ حقّ صورتش را آن است که نمى‏‌گذارد تا هیچ‏ چیز به غیر صورت او برآید تا هرچه را دوست دارند و به هرچه روى آرند او باشد بیت:

غیرتش غیر در جهان نگذاشت‏ لاجرم عین جمله اشیاء شد

و اگر حقّ صورت خود را از برآمدن غیر بدان صورت نگاه ندارد هرآینه او را در شیئیّت و وجود مثل لازم آید و این شرک است و لهذا مى‏‌فرماید:

و لا یصحّ إلّا هذا.

از آنکه ممکن نیست که ممکن به ذات خود موجود باشد و إلّا ممکن نباشد.

پس در وجود دو واجب متحقق گردد. «حاشاى حاشاى من إثبات اثنین».

فهو الشّاهد من الشّاهد و المشهود من المشهود.

یعنى حق است شاهد حقیقى از هر شاهدى و مشهود حقیقى از هر مشهودى، زیرا که در وجود غیر نیست، بیت:

که جهان صورتست و معنى دوست‏ ور به معنى نظر کنى همه اوست.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۹۲

و من تمیّز عن المحدود فهو محدود بکونه لیس عین هذا المحدود. فالإطلاق عن التّقیّد تقیید، و المطلق مقیّد بالإطلاق لمن فهم. و إن جعلنا الکاف للصّفة فقد حدّدناه؛ و إن أخذنا «لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْ‏ءٌ» على نفى المثل تحقّقنا بالمفهوم و بالإخبار الصّحیح انّه عین الأشیاء؛ و الأشیاء محدودة و إن اختلفت حدودها.

فهو محدود بحدّ کلّ محدود. فما یحدّ شی‏ء إلّا و هو حدّ الحقّ.

یا خود هیچ ازین دو یکى مقصود نیست، بلکه مقصود مبالغه در تنزیه [است‏]، و نفى مثلیّت مراد است مطلقا. پس اگر کاف براى تشبیه وصف باشد، مفهوم کلام این باشد که‏ «لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْ‏ءٌ» در نفى، مثل اثبات مثل است. و مثل، محدود است، مماثل مثل هم محدود بود. و اگر کاف زایده باشد، هم تحدید لازم آید.

زیرا که، هر چه از محدود ممتاز باشد «لکونه ممتازا عن المحدود» هم محدود بود.

و اگر مقصود مبالغه است، در تنزیه به نفى مثلیّت مطلقا، هم تحدید لازم آید از دو جهت: یکى از مفهوم کلام، که آن سلب مثلیّت است از وى [که‏] محدّد اوست، زیرا که «ما یمتاز عن الشّى‏ء محدود بامتیازه عنه». دیگر خبر «کنت سمعه و بصره» چون عین آن شی‏ء باشد، بلکه چون عین جمع أشیاء باشد، و جمع أشیاء محدود است به حدود مختلفه. پس نتیجه این دهد که هیچ چیز را گفته نشود، إلّا به آن حد، حد حق گفته شود من حیث الاصطلاح.

فهو السّارى فی المسمّى المخلوقات و المبدعات، و لو لم یکن الأمر کذلک ما صحّ الوجود، فهو عین الوجود «وَ رَبُّکَ عَلى‏ کُلِّ شَیْ‏ءٍ حَفِیظٌ» بذاته؛ «وَ لا یَؤُدُهُ» حفظ شی‏ء. فحفظه- تعالى- للأشیاء کلّها حفظه لصورته إن یکون الشّى‏ء غیر صورته. و لا یصحّ إلّا هذا، فهو الشّاهد من الشاهد و المشهود من المشهود. شرح یعنى چون او- تعالى- عین الأشیاست، پس هر چیز را که حدّ گفته شود، آن حد حق را بود، از آن جهت که او ساریست در حقایق مسبوقه به زمان، که آن مخلوقات است؛ و در حقایق غیر مسبوقه به زمان که مبدعات است. و اگر نه این سریان حق بودى، هیچ موجود را وجود نبودى، و او را از حفظ أشیاء هیچ رنجى نرسد. زیرا که: عین شی‏ء لا یثقل على نفسه. و معلوم است که صور وجودیّه به حسب اسماء اللّه، صور حق ‏اند. پس حفظ حق صور را حفظ خود باشد.

و قوله «فلا یصحّ إلّا هذا»، یعنى چگونه باشد که شی‏ء نه به صورت حق موجود باشد؟ چرا که همه مظاهر اسمااند، و اسم عین مسمّى.

فهو الکون کلّه‏ و هو الواحد الّذی‏

قام کونى بکونه‏ و لذا قلت یغتذی‏

فوجودى غذاؤه‏ و به نحن نحتذى‏

فبه منه إن نظرت‏ بوجه تعوّذى‏

شرح احتذاء، نعلین با پا برابر کردن است، و اینجا مراد تحصیل استعداد بود. باقى همه ظاهر است.