عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة التاسعة عشر :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

( فقد مرض وتألم أهل العنایة مع علمنا بأنهم سعداء أهل حق فی الحیاة الدنیا. فمن عباد الله من تدرکهم تلک الآلام فی الحیاة الأخرى فی دار تسمى جهنم، و مع هذا لا یقطع أحد من أهل العلم الذین کشفوا الأمر على ما هو علیه أنه لا یکون لهم فی تلک الدار نعیم خاص بهم، إما بفقد ألم کانوا یجدونه فارتفع عنهم فیکون نعیمهم راحتهم عن وجدان ذلک الألم، أو یکون نعیم مستقل زائد کنعیم أهل الجنان فی الجنان و الله أعلم . )

قال رضی الله عنه : ( فقد مرض وتألم أهل العنایة- مع علمنا بأنهم سعداء أهل حق- فی الحیاة الدنیا. فمن عباد الله من تدرکهم تلک الآلام فی الحیاة الأخرى فی دار تسمى جهنم، و مع هذا لا یقطع أحد من أهل العلم الذین کشفوا الأمر على ما هو علیه أنه لا یکون لهم فی تلک الدار نعیم خاص بهم، إما بفقد ألم کانوا یجدونه فارتفع عنهم فیکون نعیمهم راحتهم عن وجدان ذلک الألم، أو یکون نعیم مستقل زائد کنعیم أهل الجنان فی الجنان و الله أعلم .)

 

قال رضی الله عنه : (فقد مرض وتألم) فی الدنیا بأنواع الأمراض والأوجاع والآلام (أهل العنایة) من الخاصة والعامة (مع علمنا) قطعة (بأنهم سعداء أهل حق فی الحیاة الدنیا) وکثیر من الناس جرى علیهم لسان الشرع بالتلقیب بالکافرین والضالین المضلین والفاسقین والمبتدعین.

ثم انتسخ ذلک عنهم وزال حکمه بخلق الله فیهم الإیمان والهدایة ، فلقبوا بالمؤمنین والصالحین والأولیاء المقربین، وبعد أن توجه علیهم غضب الله تعالی وکانوا من أهل السخط والعقوبة زال ذلک عنهم.

وتبدل الغضب بالرضوان والمثوبة، وبالعکس من ذلک أیضا ولم یلزم منه فساد فی ملک الله تعالى ولا تعطیل اسم من أسمائه ولا صفة من صفاته، لأن صفاته تعالى وأسماءه ثابتة له تعالى من الأزل إلى الأبد ولا توقف لها على ظهور أثر أصلا، بل الآثار موقوفة علیها لا هی موقوفة على الآثار، والله یفعل ما یشاء ویحکم ما یرید.

 

والمخلوقات کلها متغیرة متبدلة فی کل حین کما هو المشاهد فی الدنیا ، وکذلک فی الآخرة وإن کانت الآخرة متسر مدة علیهم وأهل الجنة والنار باقون على الأبد.

ولکن تغییر أحوالهم فی ظواهرهم وبواطنهم کائنة لا محالة ، فإذا أدرکت الرحمة جمیع أهل الآخرة وعمتهم مع بقاء أحوالهم فیها على ما هی علیه وتبدلها من حیث الأذواق باطنا فلا بعد فی ذلک والنصوص بسبق الرحمة والغضب واردة.

والإشارة القرآنیة على ذلک متعاضدة .

قال رضی الله عنه : (فمن) بعض (عباد الله) تعالى (من تدرکهم تلک الآلام) والبلایا التی أدرکت أهل السعادة فی الحیاة الدنیا تدرکهم (فی الحیاة الأخرى فی دار تسمى جهنم ومع هذا)، أی إدراک الأمر لهم فی الحیاة الأخرى (لا یقطع أحد من أهل العلم) بالله تعالى (الذین کشفوا الأمر) الإلهی فی جمیع العالمین (على ما هو علیه) فی نفسه.

 

(أنه)، أی الشأن (لا یکون لهم)، أی لأهل الشقاء فی الآخرة (فی تلک الدار) التی تسمى جهنم (نعیم) روحانی ذوقی (خاص بهم) لیس مما یعهد فی الحس والعقل إما بفقد ألم العذاب الذی (کانوا یجدونه) فی نار جهنم مع بقاء صورة العذاب علیهم إلى الأبد (فارتفع عنهم) وجعه وبقیت عینه على ما هو علیه .

قال رضی الله عنه : (فیکون نعیمهم راحتهم عن وجدان ذلک الألم) الذی کانوا یجدونه أولا مدة یوم القیامة حتى ینقضی کما انقضى یوم الدنیا، ویبدأ یوم الخلود کما قال سبحانه:

"ذلک یوم الخلود " [ق: 34] .

فیوم الخلود بعد أن ییأس أهل النار من الخروج منها وینادوا : "ونادوا یامالک لیقض علینا ربک" ، وهم فیها یصطرخون وأن یستغیثوا یغاثوا بماء کالمهل یشوی الوجوه : "قال إنکم ماکثون " [الزخرف: 77].

فإذا ابتدأ یوم الخلود أدرکوا هذا النعیم الروحانی الذی کانوا بعضهم من طوائف أهل النار مؤمنین به فی الدنیا ولاحظ لهم من النعیم الجسمانی الذی کذب به من کذبه منهم.

قال رضی الله عنه : (أو یکون) لهم فی النار (نعیم مستقل) غیر الراحة وزوال الألم (زائد) على الراحة وزوال الألم المذکور (کنعیم أهل الجنان فی الجنان).

وقد اختلف أهل الله تعالى فی هذه المسألة وکلهم مجمعون بطریق الکشف والإشارة اللائحة من النصوص العقلیة على أن المآل والمرجع إلى الرحمة وسبقها للغضب وتأخر الغضب عنها (والله أعلم ) بما هو الأمر علیه فی نفسه وهو الحکیم الخبیر .

تم فص الحکمة الهودیة

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

( فقد مرض وتألم أهل العنایة مع علمنا بأنهم سعداء أهل حق فی الحیاة الدنیا. فمن عباد الله من تدرکهم تلک الآلام فی الحیاة الأخرى فی دار تسمى جهنم، و مع هذا لا یقطع أحد من أهل العلم الذین کشفوا الأمر على ما هو علیه أنه لا یکون لهم فی تلک الدار نعیم خاص بهم، إما بفقد ألم کانوا یجدونه فارتفع عنهم فیکون نعیمهم راحتهم عن وجدان ذلک الألم، أو یکون نعیم مستقل زائد کنعیم أهل الجنان فی الجنان و الله أعلم . )

(فقد مرض وتألم أهل العنایة مع علمنا) سعداء ممتزجین من (أنهم سعداء أهل حق) .

قوله رضی الله عنه :: (فی الحیاة الدنیا) متعلق بتألم (فمن عباد الله من ندرکهم تلک الآلام فی الحیاة الأخرى فی دار تسمی جهنم) فکما لا ینافی الألم السعادة فی الحیاة الدنیا کذلک لا ینافی فی الحیاة الأخرى .

فکما أن أهل الحق إذا تألموا فی الحیاة الدنیا فهم على لذة فی ذلک الألم بمشاهدة ربهم فلا یشغلهم الألم عن ربهم.

فإن الألم أین من الأبنبات والأین لا یشغل العارفین عن استحضار الحق کذلک أهل النار فی الحیاة الأخرویة وإن کانوا یتألمون فهم على لذة روحانیة بمشاهدة ربهم لانهم عارفون فیها فلا یحتجبون بالألم عن الحق فلا ینافی الآلام راحتهم .

وقد أورد دلیلا على ذلک کلام أهل الله بقوله رضی الله عنه : (ومع هذا لا یقطع أحد من أهل العلم الذین کشفوا الأمر على ما مو علیه أنه لا یکون لهم فی تلک الدار نعیم خاص بهم أما بفقد ألم کانوا یجدونه فارتفع عنهم فیکون نعیمهم راحتهم من وجدان ذلک الألم أو یکون نمیم مستقل زائد) على فقد المهم مناسب لحالهم.

قال رضی الله عنه : (کنعیم أهل الجنان فی الجنان) قوله : (والله أعلم).

یدل على توقف المصیر فی هذه المسألة.

أقول: إن لهذا الکلام مبنی وتحقیقا أما مبناه فهو أن رحمة الله متنوعة بلا شک رحمة خالصة من شرب الألم کما فی الجنة ورحمة ممتزجة بالألم کما فی الأنبیاء .

فإن منهم من یدرکهم الألم فی الدنیا وهم فی لذة وراحة فی ذلک الألم بل الألم عین الرحمة فی حقهم فهم یحسون الراحة مع حسهم الألم.

إذ لا ینفک نعم الله منهم فی أی حال کانوا ولا ینبغی لأحد أن ینکر اجتماع الألم واللذة فی طبعهم الشریفة فلما سبقت رحمته غضبه لا یکون العذاب أبدا إلا ممتزجا إذ رحمه الله بالنسبة إلیه عامة فی حق کل شیء.

والعذاب قد عرض باستحقاق عین الممکن بالمخالفة أو بحکمة أخرى فلزم الامتزاج من ذلک فلا ینافی الألم ظهور أثر الرحمة وهو وجدان الراحة فی بعض المزاج هذا هو مبنى الکلام .

وأما تحقیقه فهو أن قوله : "وسعت رحمتی کل شیء" (الأعراف: 156) عام فی حق کل شیء وکذلک «سبقت رحمتی غضبی» عام.

والنصوص الواردة فی حق الکفار کلها بحسب اجتماعها وانفرادها لا تدل قطعیا إلا على حرمانهم أبدا عن رحمة خالصة وهی نعیم الجنان یعنی لا یخرجون عن النار أبدا ولا یدخلون الجنة .

وأما دلالة النصوص على أنهم لا یخلون عن العذاب أبدا على معنى لا یرتفع العذاب أصلا لا ینافی کلامهم .

فإن قولهم: یجوز أن یکون لهم فی نار جهنم بعد التعذیب إلى ما شاء الله نعیم مباین نعیم الجنان هو بعینه ممتزج بالعذاب .

لأن النعیم الخاص فی الدار الآخرة عندهم مختص بنعیم الجنان لا یوجد فی غیره فلا یخلون عن العذاب أم على ذلک التقدیر غایته یحسون الراحة ویجدون اللذة بعد المدة المدیدة ویجمعون اللذة والألم لظهور الرحمة التی سبقت فی حقهم بقدر نصیبهم فیحسونها فی الألم لکسب الاستعداد إلى وجدان الحس فإن العذاب متنوع فحاز أن

یجتمع نوع من العذاب بنوع من الرحمة ویؤید ما قلناه تفسیر البیضاوی فی قوله تعالى فلو جعل قوله : "لا یذوقون فیها بردا ولا شرابا * إلا حمیما وغساقا " [النبأ: 24 - 25] .

حالا من المستکن فی لابثین أو نصب أحقابا لا یذوقون احتمل أن یلبثوا فیها أحقابا غیر ذائقین إلا حمیما وغساقا .

ثم یبذلون جنسا آخر من العذاب فلا تقطع النصوص الواردة فی حقهم الرحمة بکلیتها بالنظر إلى نفسها من غیر اقتران بالإجماع فظهر أن کلامهم أدل على بقاء العذاب للکفار من النصوص الواردة فی حقهم الرحمة بکلبتها بالنظر إلى نفسها من غیر اقتران بالإجماع فظهر أن کلامهم أدل على بقاء العذاب للکفار من النصوص والإجماع .

لأنهم لما قسموا الرحمة إلى الخالصة من الألم والممتزجة مع الألم وحصروا الخالصة فی الدار الآخرة إلى نعیم الجنان .

تعین ما أثبتوا لهم من الراحة على الاحتمال ومجرد الجواز لا على تحقیق الوقوع لا یکون أبدا إلا رحمة ممتزجة بالألم فلا یخلو عن العذاب قطعا ولا یخفف عنهم العذاب بتقلیل أسبابه إذ مال التخفیف إلى ارتفاع العذاب.

وذا ینافی الرحمة الممتزجة لهم ولا هم ینظرون بنظر الرحمة التی فی دار الجنان فإن هذه الرحمة لیست بنظر الرحمة فی حقهم بل هی سبقت فی حقهم مرکوزة فی جبلتهم ومکنونة فی بطونهم .

فظهرت فی وقتها لوجود شرائط ظهورها وهی من مقتضیات طبعهم تحصل لهم لا تحصل بنظر الله لهم .

لذلک لا یرتفع بظهورها العذاب، ولو کانت تلک الرحمة بنظر الله لارتفع عذابهم فلا تخصص بالنصوص الواردة فی تأیید العذاب فی حق الکفار قوله : "وسعت رحمتی کل شیء" وبقی على عمومه بحسب نصیب کل شیء منها.

ولا تسقط بها عموم الرحمة فی حق الکفار إلا فی نوع من أنواعه وهو نعیم الجنان فرحمة الله تعالی تعم الأشیاء کلها بالنص الإلهی حتى العذاب إذ العذاب وجود والوجود من رحمة الله تعالی بل الحق أیضا بمعنی إیصال الرحمة فیه کان رحیما فشیئه لا کشیء والله على کل شیء قدیر بل کشیء.

 والله بکل شیء علیم ورحمة الله تعالى واسعة ونور من الله تصل إلى عباده على حسب استحقاقهم ولا یطفى نور الله شیء فی حق شیء والله متم نوره .

بأن نقول إن الله قد یتجلی فی الجنة القلوب عباده من أهل الله بعظمة جلاله وکبریائه فیشاهدون قدرة الله على إهلاکهم وإهلاک الجنة لإمکان الهلاک فی نفسه وإنما کان وعد الله حقا وهو النصوص الواردة فی عدم هلاکهم وهلاک الجنة.

لکن لا ینافی ما قلناه کالمبشرة من الصحابة رضوان الله تعالى علیهم أجمعین بزید خوفهم من الله بعد البشارة بالجنة بالنص الإلهی فحالهم هذه ناشئة من کمال یقینهم بالنص فی حقهم فیقعون فی خشیة الله تعالى بسبب هذا العلم الحاصل من التجلی. "إنما یخشى الله من عباده العلماء".

والخشیة توجب الخوف، والخوف نوع من الألم من کونهم فی الراحة الکلیة فیجتمعون الألم المعنوی الجزئی و الراحة الصوریة الکلیة فی دار النعیم والنصوص لا تقطع فی حقهم إلا الألم الصوری لا الألم المعنوی.

 قال الشیخ فی کلمة عزیریة العلم بسر القدر یعطی الراحة الکلیة للعالم به ویعطی العذاب الألیم أیضا للعالم به فهو یعطی النقیضین تم کلامه .

وقد ظهر سر القدر فی الیوم الآخر لکل أحد فیعطی النقیضین فی ذلک الیوم أیضا والإنسان لکونه مظهرة للأسماء الإلهیة المتقابلة لا یزال جامعا للنقیضین الألم والراحة بحسب المقامات وبحسب الظهور والبطون .

فألم أهل الجنة فی غایة الخفاء والبطون بظهور الراحة الکلیة کما أن راحة أهل النار فی غایة الخفاء والبطون بظهور العذاب الألیم .

فلا یصح فی التحقیق سلب الألم والنعم عن الإنسان من کل الوجوه لعموم الجمعیة فی نشأته الدنیویة والأخرویة والمقصود إثبات عدم انقطاع أثر الأسماء المتقابلة وأحکامها عن وجود الإنسان وقد نازعنی بعض العلماء فی ذلک بقوله تعالى: "کلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غیرها" [النساء: 56) .

وما علموا أن کلما لعموم الفعل لا لدوام ثبوته فما ثبت قطع الرحمة بالکلیة فی حقهم إلا بالإجماع وما لهم نص فی ذلک إلا أنه لما دل النصوص على حرمانهم أبدأ عن الرحمة العظمى والجلیل القدر عند الله والنعمة العظمى والنافعة الکبرى وهی نعیم الجنان فلا رحمنه عندهم فی الدار الآخرة أصلا غیر ذلک .

وکل ما عدا ذلک عذاب محض غیر الأعراف وما جاز عند أهل الفناء من الرحمة الممتزجة بالعذاب لیس بشیء من الرحمة عندهم على أنه من أی شیء عرفتم أن الإجماع وقع على نفی ما جاز عند أهل الله لا بد من البیان .

فجاز وقوع الإجماع على ما دل علیه النصوص بدون سلب کلی غایته أنهم لم یتعرضوا جوازه ولا عدم جوازه.

فجاز أن یدخل تحت الإجماع وأن لا یدخل بل التفویض والتوقف فی ذلک أولى وأنسب من أهل الفناء إلى الإجماع لأن حکمهم على حسب علمهم ولا یتعلق علمهم بما فی العذاب بدون نص حتی تعلق حکمهم بالنفی أو الإثبات .

إلى ما فی لب العذاب إذ کل نص عندهم لا یدل إلا على بقاء ظاهر العذاب ولا یلزم منه الدلالة على ما فی العذاب فلا حکم لهم فی باطن العذاب أصلا بحسب النصوص.

 وإن قلتم اجتمعوا على ذلک برایهم أو بالنص هات البرهان على ذلک من النقل أو العقل، فلا یتوهم أن هذا المعنی تکلم منهم من عند أنفسهم بل أخذوا الرحمة عن بعض النصوص .

وهو قوله: "سبقت رحمتی غضبی" ، "ورحمتی وسعت کل شئ"، وغیر ذلک من النصوص الدالة على شمول الرحمة وأخذوا عن بعض النصوص بقاء العذاب علیهم فجوزوا الرحمة الممتزجة من العذاب إبقاء لحکم النصوص.

إذ لا یترک حکم الله من غیر ضرورة ولا ضرورة ههنا وعاملا بقوله تعالى: "أعطى کل ذی حق حقه" فنهایة علم العلماء بالله فی مثل ذلک التوقف وتفویض الأمر .

کما توقف الشیخ صاحب الکتاب رضی الله عنه فی حق فرعون وفوض أمره إلى الله .

وقال : ثم إنا نقول بعد ذلک والأمر فیه إلى الله لما استقر فی نفوس عامة الخلق إلى شقائه . فراعى الشیخ جانب الإجماع لأن الإجماع کما کان حجة عند أهل الظاهر کذلک حجة لأهل الله سواء کان بالنص أو بدونه فإذا عرفت هذا.

فاعلم أن أهل الله الذین انکشف لهم أسرار النصوص الإلهیة فی مثل هذه المسائل إذا نظروا إلى النصوص یبسطون ویرجون رحمة الله وإذا نظروا إلى الإجماع خافوا عقاب الله .

هکذا حالهم إلى آخر عمرهم، فعلمهم هذا یعطی الحیرة والتوقف وتفویض الأمر إلى الله وهو مقام الأعراف.

وعلى الأعراف رجال فهم ثابتون فی هذا المقام الأعلى والأشرف فکان ثبوتهم بین هذه النصوص والإجماع وهو عین ما ذهب إلیه جمیع الملل الإسلامیة من أنه المؤمن بین الخوف والرجاء فلا یکذبون النصوص ولا الإجماع.

بل یصدقون ویجمعون بینهما کیف فإن قوله لا یقطع أن یکون لهم نعیم مباین لا یدل إلا على احتمال الوقوع لا على تحقق الوقوع والرجاء.

بتحقیق بمجرد احتمال وقوع الوعد فلیس فی کلامهم فی هذه المسألة دلالة على تحقق وقوع الرحمة ولو ممتزجة بل على جواز الوقوع.

فکما أن المؤمن فی حالة الرجاء لا یکذب النصوص الواردة فی الوعید وفی حالة الخوف لا یکذب النصوص الواردة فی الوعد.

وکذلک أهل الفناء فما مسألتنا هذه إلا وهی عین ذلک ولا تحمل علیه أی على الشیخ ما لا تحمل عبارته بل کل ما نقوله من مدلولات کلامه ومقصوده ولیس مقصوده من إیراد هذه المسألة إلا تحقیق دلالة النصوص فی هذا الباب.

فإن أکثر الناس لا یعلمون مثل ما علمه فما ثبت قطع الرحمة عنده بالکلیة إلا بالإجماع.

وأما النصوص فلا تدل إلا على قطع نوع من الرحمة وهو نعیم الجنان، فقد رفع الحجاب بذلک التحقیق عن وجوه المعانی لأهل الإنصاف وهذا التطبیق والتوجیه على مراده مما لم یهتدی به أحد من قبلی.

والله الهادی إلى صراط مستقیم وما ذلک الکتاب إلا کرامة منه لذلک رد البعض وقبل البعض وذلک من خصائص المعجزة والکرامة شعبة منها.

إلا أن منهم من رده لغیر أهله وأجازه لأهله فله وجه ظاهر مطابق للواقع، ومنهم من زده وبالغ فی رده بالإبطال والإحراق فله وجه صحیح أیضا.

فإن للفتوى لا یکون عن جهل لأنه هو الحکم على ما ینتهی إلیه علم المفتی من الحق والباطل.

فإن الحکم فی حق الشیء بالحق أو الباطل تابع بعلم المفتی لا على ما کان علیه نفس ذلک الشیء فی الواقع فلا یکلف إلا بالجهد على قدر طاقته البشریة بحیث لا یکون مقصرا فی جهده فی حکم شیء.

کالمصلی المتحری نحو القبلة ولا یکلف باطلاع على حقیقة الأمر فإن ذلک لیس فی وسع کل أحد فکان مثابا مأجورا بعمل ما یجب علیه من حفظ الشریعة المطهرة ولا یتعلق به لسان الذم شرعا.

وحقیقة بل هذا عند أهل الله بل عند صاحب الکتاب أکمل الناس فی مقام الشرع لظهور غایة الشرع بکماله منه فکان الإحراق فی حق الکتاب وإن کان ظلمة أولى من أن لا یطلع ویعمل به فاستحق بذلک عند أهل التحقیق لان المدح فلا ینبغی للسالکین أن یظنوا السوء بالعلماء فی مثل ذلک.

فإن ظهور هذه الأفعال منهم لا یکون إلا عن کمالاتهم فی مرتبتهم اقتضت صدور ذلک لا عن نقصهم فمن ظن السوء منا فلیس ذلک

إلا عن جهله وتصوره فی طریق التصوف.

أیها المحب اسمع من لسان الفقیر فائدة جدیدة جلیلة وهی أنه لما قال الله تعالی للملائکة : "إنی جاعل فی الأرض خلیفة" [البقرة : 30] قالوا: "أتجعل فیها من یفسد فیها ویسفک الدماء" [البقرة : 30] .

انضمت هذه المنازعة إلى علة آدم فأثرت فی وجوده فکل آدم حاملا لها فخرجت من ذریته ثلاثة طوائف :

خلیفة عن الحق والملائکة معا وهم الأنبیاء والمرسلون.

وخلیفة عن الحق وهم أولیاء الله ومن کان فی طریقهم

وخلیفة عن الملائکة وهم علماء الشریعة وأئمة الدین

فمقام الأولیاء العفو والستر والنظر إلى جهة الکمال کما فعل الحق بآدم ولا ینظرون إلى جهة القصور بل کل شیء تام بنظرهم لعلمهم بأن الله تعالى قبل آدم وأوجد ولم یرد قول الملائکة فی حقه مع علمه بعصیان آدم ولم ینظر إلى قصورهم بل نظر إلى جهة کماله وقیل من کل عیب ثم أوجدهم وقال فی جوابهم "إنی أعلم ما لا تعلمون" [البقرة : 30] .

یعنی أن ما قلتم فی حقه صدق لکنه إنی أعلم منه غیر ذلک من الکمال ولو علمتم ما أعلم لم ینازعنی فلم علم الملائکة ما علم الله بتعلیم الأسماء ارتفع نزاعهم فقالوا: " لا علم لنا إلا ما علمتنا" [البقرة: 32] .فهذا هو مقام أهل الله خلافة عن الحق .

وأما خلیفة الملائکة فهم علماء الشریعة وأئمة الدین فإن مراد الملائکة بقوله :"أتجعل فیها" تقدیس الحق وتنزیهه عما لا یلیق بجناب عزه من الإفساد وسفک الدماء وغیر ذلک من المناهی الشرعیة.

لذلک قالوا: "ونحن نسبح بحمدک ونقدس لک " [البقرة : 30] یعنی لا یلیق بحضرتک إلا التسبیح والتقدیس ، فأقامهم الله فی مقام التقدیس مقام الملائکة فسبحوا وقدسوا الحق بحسب علمهم على کل ما یلیق به تسبیحهم وتقدیسهم وإن لم یعلموا مرتبتهم فإذا علموا ما علم أهل الله ارتفع نزاعهم لعلمهم علما وراء علمهم الذی أنکروه قبل ذلک .

لحصرهم العلم على علمهم فما کان نزاعهم فی التحقیق إلا لطلب العلم عن أهله وإن کانوا لا یشعرون بذلک فالنزاع ینشأ من عدم علمهم بحقیقة العلم .

فإذا علموا سلموا کالملائکة عند علمهم من آدم بما علم الله منه .

کما أن الملائکة لیس مرادهم المنازعة مع الحق بل طلب العلم بحکمة الخلافة مع التقدیس جناب الحق .

فإذا کان العلماء خلیفة الملائکة وجب تعظیمهم کالملائکة بل هم أحق بالتعظیم من الملائکة فهم البشر الملک والملک ملک وحده فإنهم حجة واضحة لله تعالى فی الأرض عامة .

الحکم لجمیع الناس ولیس کذلک أهل الحق فإنهم حجة مخصوصة لطائفة مخصوصة وکم بینهما إلا فتعظموهم على أی حال کانوا من الإقرار والإنکار فإن إنکارهم بعض أفعال الفقراء وأقوالهم وأحوالهم عین تنزیههم الحق وتقدیسهم عما لا یلیق به اقتضت غیرة الحق بحسب مقامهم صدوره منهم.

فتعظیمهم تعظیم الحق والملائکة وتعظیم الأنبیاء فإنهم کأنبیاء بنی إسرائیل وورثة الأنبیاء فهم حملوا على ظهورهم ما لا تحمله السموات والأرض .

وما قدر أحد قدر هم إلا من علمه الله من لدنه علما فلا یصح المعارضة والمنازعة معهم فی شیء فالواجب علینا فیما أشکل علیهم من کلام أهل الفناء التطبیق الشرعی.

فإن علم أهل الله المسمى بالعلم الباطن من مدلولات ما دل على العلم المسمى بالعلم الظاهر والأول عین الثانی بالذات .

فهو مستفاد من وجوه الشرع لکن لا یفهمه کل أحد بل یفهم من تنور عقله بالنور الإلهی فمن ذهب إلى أنه مغایر بالذات لا یمکن التطبیق الشرعی بحیث یسلم ویقبل عند الشرع بحسب القبول فقد أخطأ .


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

( فقد مرض وتألم أهل العنایة مع علمنا بأنهم سعداء أهل حق فی الحیاة الدنیا. فمن عباد الله من تدرکهم تلک الآلام فی الحیاة الأخرى فی دار تسمى جهنم، و مع هذا لا یقطع أحد من أهل العلم الذین کشفوا الأمر على ما هو علیه أنه لا یکون لهم فی تلک الدار نعیم خاص بهم، إما بفقد ألم کانوا یجدونه فارتفع عنهم فیکون نعیمهم راحتهم عن وجدان ذلک الألم، أو یکون نعیم مستقل زائد کنعیم أهل الجنان فی الجنان و الله أعلم . )

 

قال رضی الله عنه : " فقد مرض وتألم أهل العنایة مع علمنا بأنهم سعداء أهل حق فی الحیاة الدنیا. فمن عباد الله من تدرکهم تلک الآلام فی الحیاة الأخرى فی دار تسمى جهنم، و مع هذا لا یقطع أحد من أهل العلم الذین کشفوا الأمر على ما هو علیه أنه لا یکون لهم فی تلک الدار نعیم خاص بهم، إما بفقد ألم کانوا یجدونه فارتفع عنهم فیکون نعیمهم راحتهم عن وجدان ذلک الألم، أو یکون نعیم مستقل زائد کنعیم أهل الجنان فی الجنان و الله أعلم . "

 معنى الحکمة ظاهر


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

( فقد مرض وتألم أهل العنایة مع علمنا بأنهم سعداء أهل حق فی الحیاة الدنیا. فمن عباد الله من تدرکهم تلک الآلام فی الحیاة الأخرى فی دار تسمى جهنم، و مع هذا لا یقطع أحد من أهل العلم الذین کشفوا الأمر على ما هو علیه أنه لا یکون لهم فی تلک الدار نعیم خاص بهم، إما بفقد ألم کانوا یجدونه فارتفع عنهم فیکون نعیمهم راحتهم عن وجدان ذلک الألم، أو یکون نعیم مستقل زائد کنعیم أهل الجنان فی الجنان و الله أعلم . )

 

قال رضی الله عنه : "فقد مرض وتألَّم أهل العنایة مع علمنا بأنّهم سعداء أهل الحق فی الحیاة الدنیا ، فمن عباد الله من یدرکهم تلک الآلام فی الحیاة الأخرى فی دار تسمّى جهنّم ، ومع هذا فلا یقطع أحد من أهل العلم الذین کشفوا الأمر على ما هو علیه ، أنّه لا یکون لهم فی تلک الدار " أی فی دار جهنّم « نعیم خاصّ بهم " .

یشیر رضی الله عنه إلى أنّ أهل جهنّم على ما هم علیه من البعد المتوهّم ینعّمون بما یعذب لهم من العذاب الذی ألفوه مدّة فی تلک الدار ثمّ فصّل ذلک النعیم الخاصّ بهم .

 

بقوله رضی الله عنه: « إمّا بفقد ألم کانوا یجدونه ، فارتفع عنهم ، فیکون نعیمهم راحتهم من وجدان ذلک الألم ، أو یکون نعیم مستقلّ زائد کنعیم أهل الجنان فی الجنان والله أعلم " .

یعنی : أنّ کلا القسمین بالنسبة إلیهم إدراک ملائم لهم ، فافهم وتدبّر


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

( فقد مرض وتألم أهل العنایة مع علمنا بأنهم سعداء أهل حق فی الحیاة الدنیا. فمن عباد الله من تدرکهم تلک الآلام فی الحیاة الأخرى فی دار تسمى جهنم، و مع هذا لا یقطع أحد من أهل العلم الذین کشفوا الأمر على ما هو علیه أنه لا یکون لهم فی تلک الدار نعیم خاص بهم، إما بفقد ألم کانوا یجدونه فارتفع عنهم فیکون نعیمهم راحتهم عن وجدان ذلک الألم، أو یکون نعیم مستقل زائد کنعیم أهل الجنان فی الجنان و الله أعلم . )

قال رضی الله عنه : ( فقد مرض وتألم أهل العنایة مع علمنا بأنهم سعداء أهل حق فی الحیاة الدنیا فمن عباد الله من تدرکهم تلک الآلام فی الحیاة الأخرى فی دار تسمى جهنم ، ومع هذا لا یقع أحد من أهل العلم الذین کشفوا الأمر على ما هو علیه أنه لا یکون لهم فی تلک الدار نعیم خاص بهم) .

قوله فی الحیاة الدنیا متعلق بقوله مرض وتألم ، ثم إن أهل العلم الکشفی یطلعون من طریق الکشف على أن أهل جهنم قد یکون لهم نعیم مختص بهم ولذة تناسب حالهم ، مع کونهم فی دار الهوان والبعد المتوهم وبعض الشر أهون من بعض ، ومع ذلک لا یخلد مؤمن فی عذاب جهنم وإن کان فاسقا .

 

"" إضافة بالی زادة :  ( فالکل مصیب ) فی اعتقاده الحق فی نفس الأمر سواء طابق ذلک الاعتقاد بالشرع أو لم یطابق ، لکنه إذا لم یطابق الشرع لا ینفع ( وکل مصیب مأجور ) بحسب اعتقاده ، فکان أجر من اعتقد بما یخالف الشرع من الکفار ، والتلذذات الروحانیة بمشاهدة ربه مخلدا فی النار ( وکل مأجور سعید ) وإن شقی ، أی وإن عذب ذلک السعید بالعذاب الخالص زمانا طویلا فی الدار الآخرة ، فکان المؤمن سعیدا خالصا من الشقاء لذلک أدخلوا الجنة ، والکافر سعیدا ممتزجا من الشقاء لذلک أبقوا فی النار ، وکذلک فی الرضا اهـ بالى .

( فی دار تسمى جهنم ) فکما لا ینافی الألم السعادة فی الحیاة الدنیا کذلک لا ینافی فی الحیاة الأخرى ، فکما أن أهل الحق إذ تألموا فی الدنیا فهم على لذة فی ذلک الألم بمشاهدة ربهم فلا یشغلهم الألم عن ربهم ، فإن الألم أین من الأینیات والأین لا یشغل العارفین عن استحضار الحق ، کذلک أهل النار فی الأخرى وإن کانوا یتألمون فهم على لذة روحانیة بمشاهدة ربهم ، لأنهم عارفون فیها فلا یحتجبون بالألم عن الحق فلا ینافی المهم راحتهم ، وقد أورد دلیلا على ذلک بقوله ( ومع هذا لا یقطع ) اهـ بالى . ""

 

ثم فصل النعیم المختص بأهل النار بقوله ( إما بفقد ألم کانوا یجحدونه فارتفع عنهم فیکون نعیمهم راحتهم من وجدان ذلک الألم أو یکون نعیم مستقل زائد کنعیم أهل الجنان فی الجنان ، والله أعلم ).

ولکن بالنسبة إلیهم فإن اللذة إدراک الملائم ، فقد یکون نعیم ملائم لهم یلتذون به مع أنه بالنسبة إلى أهل اللطف عذاب ألیم للطف إدراکهم ، وقد یکون مماثلا لنعیم أهل الجنة فی بعض الصور ، ولکن أهل الجنة یختصون بأنواع النعیم المقیم ، مما لیس لأولئک فیه نصیب .


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

( فقد مرض وتألم أهل العنایة مع علمنا بأنهم سعداء أهل حق فی الحیاة الدنیا. فمن عباد الله من تدرکهم تلک الآلام فی الحیاة الأخرى فی دار تسمى جهنم، و مع هذا لا یقطع أحد من أهل العلم الذین کشفوا الأمر على ما هو علیه أنه لا یکون لهم فی تلک الدار نعیم خاص بهم، إما بفقد ألم کانوا یجدونه فارتفع عنهم فیکون نعیمهم راحتهم عن وجدان ذلک الألم، أو یکون نعیم مستقل زائد کنعیم أهل الجنان فی الجنان و الله أعلم . )

قال رضی الله عنه : (فقد مرض وتألم أهل العنایة مع علمنا بأنهم سعداء أهل الحق فی الحیاة الدنیا) .

تقدیره : فقد مرض وتألم أهل العنایة فی الحیاة الدنیا مع علمنا بأنهم سعداء أهل حق .

 

قال رضی الله عنه : (فمن عباد الله من یدرکهم الآلام فی الحیاة الأخرى فی دار تسمى "جهنم " ، ومع هذا لا یقطع أحد من أهل العلم الذین کشفوا الأمر على ما هو علیه أنه لا یکون لهم فی تلک الدار نعیم خاص بهم ، إما بفقد ألم کانوا یجدونه ، فارتفع عنهم ، فیکون نعیمهم راحتهم عن وجدان ذلک الألم ، أو یکون نعیم مستقل زائد ، کنعیم أهل الجنان فی الجنان . والله أعلم ) .

کل هذه الأقسام لمن هو خالد فی النار ، إذا العاصون من المؤمنین خارجون منها . ونعیم أهل النار لا یکون إلا بحسب استعدادات نفوسهم ، فیتفاوتون .

وإنما قال : ( نعیم مستقل زائد ) لأنه لا یشبه لنعیم أهل النعیم ، بل یکون مشابها للجحیم ومناسبا لأهله . والله أعلم .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

( فقد مرض وتألم أهل العنایة مع علمنا بأنهم سعداء أهل حق فی الحیاة الدنیا. فمن عباد الله من تدرکهم تلک الآلام فی الحیاة الأخرى فی دار تسمى جهنم، و مع هذا لا یقطع أحد من أهل العلم الذین کشفوا الأمر على ما هو علیه أنه لا یکون لهم فی تلک الدار نعیم خاص بهم، إما بفقد ألم کانوا یجدونه فارتفع عنهم فیکون نعیمهم راحتهم عن وجدان ذلک الألم، أو یکون نعیم مستقل زائد کنعیم أهل الجنان فی الجنان و الله أعلم . )

 

قال رضی الله عنه : ( فقد مرض وتألم أهل العنایة مع علمنا بأنهم سعداء أهل حق- فی الحیاة الدنیا. فمن عباد الله من تدرکهم تلک الآلام فی الحیاة الأخرى فی دار تسمى جهنم، و مع هذا لا یقطع أحد من أهل العلم الذین کشفوا الأمر على ما هو علیه أنه لا یکون لهم فی تلک الدار نعیم خاص بهم، إما بفقد ألم کانوا یجدونه فارتفع عنهم فیکون نعیمهم راحتهم عن وجدان ذلک الألم، أو یکون نعیم مستقل زائد کنعیم أهل الجنان فی الجنان و الله أعلم .)

 

قال رضی الله عنه : (فقد مرض وتألم أهل العنایة) وهم الأنبیاء والأولیاء (مع علمنا بأنهم سعداء)، وکیف لا هم (أهل الحق فی الحیاة الدنیا) حال ما باشرهم المرض والألم، فکیف تنافی الشقاوة السابقة السعادة اللاحقة.

فمن عباد الله المعتقدین فیه الاعتقادات المخصوصة التی دل علیها إحدى الأدلة المذکورة (من تدرکهم تلک الآلام ) المسماة عذابا لما فاتهم من الاعتقاد الکامل (فی دار تسمى جهنم) وراء شدائد القیامة والقبر.

وأشار بهذه العبارة إلى أنها بالنظر إلى ما یحصل لهم من السعادة الکاملة بسبب التصفیة الحاصلة لهم منها، کأنها اسم لا مسمى فی حقها.

 

قال رضی الله عنه : (فلا یقطع أحد من أهل العلم الذین کشفوا الأمر على ما هو علیه)، وإن اختلف المتکلمون فیه تکفیرهم بعضهم أیضا مع کون الکل من أهل القبلة (أنه لا یکون لهم فی تلک الدار) فضلا عما یحصل لهم بغیر الخروج عنها (نعیم خاص بهم، إما بفقد ألم کانوا یجدونه، فارتفع عنهم) بأن یصیروا کالأموات قبیل الإخراج من النار.

قال رضی الله عنه : (فیکون نعیمهم راحتهم عن وجدان ذلک الألم)، وإن کان هذا کالعدم (أو یکون نعیم مستقل زائد) على دفع الألم عندما أعلموا بقرب الخروج من النار، فإنه یکون (کنعیم أهل الجنان فی الجنان والله أعلم).

ولیس هذا فی حق المشرکین والجاحدین له، أو لشیء مما یجب الإیمان به إذ کلامنا فی المعتقدین فی الله اعتقادا دل على إحدى الأدلة المذکورة.

 

والمشرک لما اعتقد ألوهیة الغیر؛ فإن کان من الأمور الموهمة؛ فقد اعتقد فی الله هو ما اعتقده مما لیس بشیء، فکأنه لم یعتقده أصلا، وإن کان من الأمور الموجودة، ولا شک أنه حادث.

فقد اعتقد جواز کون الإله حادثا، ولیس بإله فکأنه لم یعتقد إلوهیته أصلا.

والجاحد له أمره ظاهر فی عدم الاعتقاد، وأما الجاحد لما یجب الإیمان به فجاحد الیوم الأخر جاحد لدوام وإلهیته علیه السلام.

وجاحد الأنبیاء جاحد الیوم الأخر إذ لا یعرفه بدونهم، وجاحد الملائکة والکتب الإلهیة، جاحد للنبوة وجاحد القدر جاحد للعلم الإلهی الذی به وإلهیته.

 

فإن سلم صحة اعتقاد الجاحد لشیء یجب الإیمان به مع ما یعارضه مما ذکرنا؛ فنقول: المراد أنهم تنحدر جلودهم حالة النضج والتبدیل؛ فلا یجدون الآلام فی تلک الحالة، وربما یجد بعضهم فی تلک الحالة نعیما خیالیا کما یراه النائم، حتى إذا بدلت جلودهم عادت الألام علیهم.

وقد صرح بذلک فی «الفتوحات المکیة فی الباب الثانی والستین فی مراتب أهل النار، وإلیه یشیر قوله تعالى: "کلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غیرها لیذوقوا العذاب" [النساء: 56] .

فلو حصل لهم العذاب حالة النضج لم یحتج إلى التبدیل، وربما یشیر إلیه قوله تعالى: "إلا ما شاء ربک" [هود: 107] فی سورة هود علیه السلام بعد قوله:

"فأما الذین شقوا فی النار هم فیها زفیر وشهیق خلین فیها ما دامت الشموت والأرض" [هود: 106، 107].

وربما یشیر إلیه أیضا قوله تعالى: "فذوقوا فلن نزیدکم إلا عذابا" [النبأ:30].

 

فإنه لا بد للزائد من المزید علیه، وهو النعیم الواقع فی الأزمنة القلیلة المتحللة بین أزمنة العذاب الکثیرة التی لا یعقل معها أزمنة النعیم لغایة قلبها؛ فافهم، فإنه مزلة للقدم.

ولما فرغ عن بیان الحکمة الأحدیة والواصل إلیها، فتح ما اختزنته من الکثرة التی فیها بالقوة کالعدد فی الواحد.

شرع فی الحکمة الفاتحیة المخرجة لما فیها بالقوة إلى الفعل؛ فقال:

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

( فقد مرض وتألم أهل العنایة مع علمنا بأنهم سعداء أهل حق فی الحیاة الدنیا. فمن عباد الله من تدرکهم تلک الآلام فی الحیاة الأخرى فی دار تسمى جهنم، و مع هذا لا یقطع أحد من أهل العلم الذین کشفوا الأمر على ما هو علیه أنه لا یکون لهم فی تلک الدار نعیم خاص بهم، إما بفقد ألم کانوا یجدونه فارتفع عنهم فیکون نعیمهم راحتهم عن وجدان ذلک الألم، أو یکون نعیم مستقل زائد کنعیم أهل الجنان فی الجنان و الله أعلم . )

 

قال رضی الله عنه : ( فقد مرض وتألَّم أهل العنایة - مع علمنا بأنّهم سعداء أهل حقّ - فی الحیاة الدنیا ) .

 

نعیم أهل جهنّم

قال رضی الله عنه : ( فمن عباد الله من تدرکهم تلک الآلام فی الحیاة الأخرى فی دار یسمّى" جهنّم " ) وأنت قد عرفت من قریب ما یختصّ به أهل جهنّم من الملائمات الخاصّة بأهل القرب ، فاستشعر ذلک قائلا رضی الله عنه : ( ومع هذا لا یقطع أحد من أهل العلم الذین کشفوا الأمر على ما هو علیه أنّه لا یکون لهم فی تلک الدار نعیم خاصّ بهم ، إمّا بفقد ألم کانوا یجدونه )

 

مما یمنعهم عن إدراک ما هم علیه من القرب ، کالتوهّمات والخیالات العائقة عن إدراک الأمر على ما هو علیه ( فارتفع عنهم فیکون نعیمهم راحتهم عن وجدان ذلک الألم ، أو یکون نعیم مستقلّ زائد ) على فقد المؤلم ، ذلک مما یثمره أطوار أدوار الزمان على أفنان الوقت ، ( کنعیم أهل الجنان فی الجنان والله أعلم ) .

 

تمهید للفصّ الآتی

وإذ قد بیّن فی الفصّ الهودی أمر الطریق وما هو علیه من الاستقامة والاستواء واتّفاق السالکین کلَّها فیه على منهج الصواب ومسلک السداد :

ناسب أن یستردف ذلک بما یکشف عمّا به یتحقّق السلوک على ذلک الصراط المستقیم .

ومنه تصدر الحرکة فی منهجه القویم ، وعمّا به تتخالف المذاهب وتتباین الطرق والشوارع فقال :

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :

( فقد مرض وتألم أهل العنایة مع علمنا بأنهم سعداء أهل حق فی الحیاة الدنیا. فمن عباد الله من تدرکهم تلک الآلام فی الحیاة الأخرى فی دار تسمى جهنم، و مع هذا لا یقطع أحد من أهل العلم الذین کشفوا الأمر على ما هو علیه أنه لا یکون لهم فی تلک الدار نعیم خاص بهم، إما بفقد ألم کانوا یجدونه فارتفع عنهم فیکون نعیمهم راحتهم عن وجدان ذلک الألم، أو یکون نعیم مستقل زائد کنعیم أهل الجنان فی الجنان و الله أعلم . )

 

قال رضی الله عنه : ( فقد مرض وتألم أهل العنایة- مع علمنا بأنهم سعداء أهل حق- فی الحیاة الدنیا. فمن عباد الله من تدرکهم تلک الآلام فی الحیاة الأخرى فی دار تسمى جهنم، و مع هذا لا یقطع أحد من أهل العلم الذین کشفوا الأمر على ما هو علیه أنه لا یکون لهم فی تلک الدار نعیم خاص بهم، إما بفقد ألم کانوا یجدونه فارتفع عنهم فیکون نعیمهم راحتهم عن وجدان ذلک الألم، أو یکون نعیم مستقل زائد کنعیم أهل الجنان فی الجنان و الله أعلم .)

 

قال رضی الله عنه : (فقد مرض) ، أی فإنه قد مرض .  (وتألم أهل العنایة) ولا شک أن کل واحد من المرض والتألم شقاوة (مع علمنا بأنهم سعداء أهل الحق فی الحیاة الدنیا) قوله : فی الحیاة الدنیا ، متعلق بقوله : مرض وتألم. أی فکذلک من عباد الله من تدرکهم الآلام فی الحیاة الدنیا .

قوله : فی الحیاة الدنیا، متعلق بقوله : مرض وتألم (فمن عباد الله)، أی فکذلک من عباد الله ( من تدرکهم الآلام فی الحیاة الأخرى فی دار تسمى بجهنم ومع هذا لا یقطع أحد من أهل العلم الذین کشفوا الأمر)، أی أمر دار جهنم .

 

قال رضی الله عنه :  (على ما هو علیه أنه لا یکون لهم فی تلک الدار نعیم خاص بهم)، لا یتجاوز إلى أهل الجنة وذلک النعیم الخاص (إما) یکون (بفقد ألم کانوا یجدونه) أو (فارتفع عنهم) آخرا (فیکون نعیمهم راحتهم عن وجدان ذلک الألم) وخلاصهم عنه.

قال رضی الله عنه :  (أو یکون نعیم) وجودی (مستقل زائد) على الراحة والخلاص من الألم (کنعیم أهل الجنان فی الجنان) فإن نعیمهم لیس مجرد خلاصهم عن ألم العذاب بل أمور زائدة علیه کما أخبرت به الشریعة الحقة.

(والله أعلم) بحقیقة الحال وإلیه المرجع والمآل .


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 281

إن شقی زمانا ما فی الدار الآخرة.ؤ فقد مرض و تألّم أهل العنایة- مع علمنا بأنهم سعداء أهل حق- فی الحیاة الدنیا. اگر در دار آخرت مدتى شقی شدند، آن چنان است که اهل عنایت در دار دنیا مریض ‌می‌شوند و رنج ‌می‌بینند با اینکه علم داریم آنها اهل حقند و سعیدند.

فمن عباد اللّه من تدرکهم تلک الآلام فی الحیاة الأخرى فی دار تسمّى جهنم، و مع هذا لا یقطع أحد من أهل العلم الذین کشفوا الأمر على ما هو علیه أنّه لا یکون لهم فی تلک الدار نعیم خاص بهم، إمّا بفقد ألم کانوا یجدونه فارتفع عنهم فیکون نعیمهم راحتهم عن وجدان ذلک الألم، أو یکون نعیم مستقل زائد کنعیم أهل الجنان فی الجنان و اللّه أعلم.

پس بعضى از عباد اللّه کسانى هستند که در قیامت آلام به آنها روى ‌می‌آورد در دارى‏ که به نام جهنم است و با این وجوه هیچ یک از اهل علمى که واقع بر ایشان مکشوف است قطع ندارند که براى آن عباد اللّه در دار آخرت نعیم خاص نباشد. آن نعمت خاص یا به فقد الم است که آن الم را یافتند پس از آنان دست برداشت. پس نعیمشان راحت شدن از داشتن آن الم است و یا آن نعیم خاص‌شان نعیم مستقل افزونى است، چون نعیم اهل بهشت در بهشت و اللّه اعلم.

غرض شیخ در این گفتار دفع ایرادى است که بر مبناى او وارد است. مبناى او این بود که همه مردم مطابق معتقد خودشان محشور ‌می‌شوند و فرمود: چون همگان به وفق معتقدشان حشر ‌می‌یابند مصیبند و هر مصیبى مأجور و هر مأجورى سعید و هر سعیدى در نزد خدایش مرضى است. ایراد این است اگر سرانجام حشر مردم این چنین است که همه مطابق معتقد خود سعید و مرضى نزد پروردگار خودند، پس اهل عذاب و شقی و مخلد در عذاب نخواهیم داشت و حال اینکه آیات قرآنى در شقاوت و خلود جمعى، نص صریح است. شیخ در جواب ‌می‌گوید آن چه را قرآن فرموده، حق است و سخن من مخالف و مناقض با قرآن نیست بلکه بیان سرى از اسرار قرآن است و سخنم اینکه به عنوان مقدمه گوییم که انسان اعم از مؤمن و کافر در دار دنیا در کبدند چنانکه قرآن فرمود: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِی کَبَدٍ (بلد: 4) این سخن چنان است که گویى ما ماهى را در آب آفریدیم. یعنى هیچ وقت انسان از رنج و زحمت و خستگى‌ها و سختى‌ها و ... رهایى نمی‌یابد. بلکه در همه احوال مطلقا در آنهاست‏ (فِی کَبَدٍ) و در کبد رشد ‌می‌کند و به جایى ‌می‌رسد. با وجود این افرادى که اهل عنایتند یعنى مشمول عنایت الهى‌اند که مؤمنین باللّه و عارفین باللّه و اولیاء اللّه‌اند، چون مصایب و آلام و ناگوارى‌هاى گوناگون بدانها روى آورد - بلکه براى مقربان بلا بیشتر از دیگران است - ادبا ‌می‌گوییم که آن آلام ابتلاء است و نمی‌گوییم که آنان شقی شدند ولى شقاوت را در غیر ایشان، مثلا در کفار، فجار و منافقان به کار ‌می‌بریم. حال ‌می‌پرسیم اگر مقربى پنجاه سال در این نشئه به دردى مبتلا باشد او شقی است؟ یا اینکه هر گاه از وى حال بپرسیم ‌می‌گوید: «الحمد للَّه على کل حال» و ‌می‌گوید:

در بلا هم ‌می‌چشم لذات او         مات اویم مات اویم مات او

عاشقم بر مهر و بر قهرش به جد اى عجب من عاشق این هر دو ضد

و ‌می‌گوید: این بلاها موجب مزید حسنات من است. همچنین اهل عذاب آنان که‏ مخلدند مانند حال اهل سعادت مبتلاى اینجا باشند و هیچ عالم به یقین رسیده‌ای نفى این گونه نعیم خاص را به حسب استعدادات نفوس مخلدان در عذاب بر ایشان نکرده است و آیت و روایتی نیز نعیم بدین معنى را بر ایشان نفى نکرده است و این سخن منافى با خلودشان در عذاب نیست بلکه پاره‌ای از روایات و اشاراتى از آیات مؤید ماست که: «نحن زدنا مع الایمان بالأخبار کشفا»، و اللّه أعلم بحقائق الأمور.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص:۵۶۶

فقد مرض و تألّم أهل العنایة- مع علمنا بأنّهم سعداء و أهل الحقّ- (حق- سعداء أهل الحقّ- خ) فى الحیاة الدّنیا.

یعنى البته اهل عنایت را مى‌‏بینیم که بیمار مى‏‌شوند و در حیات دنیا الم‌‏هاى بسیار به ایشان راه مى‌‏یابد، با وجود آنکه جزم مى‏‌دانیم که ایشان سعید و اهل حق‌‏اند و حق تعالى از ایشان راضى است چرا نشاید که اهل دوزخ نیز به وجهى مرضىّ عنه باشند با آن شقاوت عذاب.

فمن عباد اللّه من تدرکهم تلک الآلام فى الحیاة الأخرى فى دار تسمّى جهنّم.

یعنى چنانکه اهل حق را که اهل سعادت و مرضى عنهم‏ اند در دار دنیا امراض و آلام به ایشان مى‏‌رسد چرا نتواند بود که بعضى از بندگان حق را آلام و زحمت‌‏ها در حیات آخرت در سراى دوزخ به ایشان برسد و از وجهى مرضى عنهم عند ربهم باشند.

و مع هذا لا یقطع (فلا یقطع- خ) أحد من أهل العلم الّذین کشفوا الأمر على ما هو علیه أنّه لا یکون لهم فى تلک الدّار نعیم خاص بهم.

یعنى با وجود آنکه مى‏‌تواند بود که با آن آلام و اسقام به وجهى نزد حقّ مرضى باشند هیچ فردى از اهل علم که امور چنانچه هست بر ایشان کشف شده باشد به سبیل قطع نگفته‌‏اند و جزم نکرده‌‏اند به اینکه اهل دوزخ را در دوزخ نعمتى که لایق حال ایشان باشد مطلقا نخواهد بود و اصلا لذتى مناسب حال و مقام خود نمى‏‌بینند.

إما بفقد ألم کانوا یجدونه فارتفع عنهم فیکون نعیمهم راحتهم عن (من- خ) وجدان ذلک الألم، أو یکون نعیم مستقل زائد کنعیم أهل الجنان فى الجنان و اللّه أعلم.

یعنى نعیم اهل جهنّم به آن باشد که الم تعذیب که مى‏‌یافتند از ایشان مرتفع شود پس نعیم ایشان از وجدان عدم آن الم و زحمت باشد نسبت به حال ایشان زیرا که لذّت ادراک ملائم است، مى‌‏تواند که نعیم ملائم ایشان باشد که آن نعیم ایشان نسبت با اهل لطف و سعادت الم الیم باشد چه ادراک ایشان لطیف است چنانچه کناسى نسبت با اکابر و متنعمان. یا آنکه اهل دوزخ را نعمتى مستقلّ باشد همچو نعمت اهل بهشت در بعضى از نعمت‏ها چه اهل جنان در جنان البته مخصوص‌‏اند به نعیم چند که آن طایفه اهل جهنّم را نخواهد بود و حقیقة الحال معلومة عند اللّه.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص:۵۹۵

فقد مرض و تألّم أهل العنایة مع علمنا بأنّهم السّعداء اهل الحقّ فی الحیاة الدّنیا.

و درین عبارت که: «فقد مرض و تألّم» الى آخره، تقدیم و تأخیریست در لفظ. و تقدیر کلام این بود که: «فقد مرض و تألّم اهل العنایة فی الحیاة الدّنیا مع علمنا بأنّهم سعداء اهل الحقّ».

فمن عباد اللّه من تدرکهم تلک الآلام فی الحیاة الأخرى و فی دار تسمّى جهنّم، و مع هذا لا یقطع احد من اهل العلم الّذین کشفوا الأمر على ما هو علیه أنّه لا یکون لهم فی تلک الدّار نعیم خاصّ بهم إمّا بفقد الم کانوا یجدونه فارتفع عنهم فیکون نعیمهم راحتهم عن وجدان ذلک الألم، أو یکون نعیم مستقل زائد کنعیم اهل الجنان فی الجنان. و اللّه أعلم.

شرح یعنى إنّ کلا القسمین بالنّسبة إلیهم إدراک ملایم لهم.

فافهم.