الفقرة الأولی:
متن فصوص الحکم الشیخ الأکبر محمد ابن العربی الطائی الحاتمی 638 هـ :
11 - فص حکمة فتوحیة فی کلمة صالحیة
من الآیات آیات الرکائب ... و ذلک لاختلاف فی المذاهب
فمنهم قائمون بها بحق ... و منهم قاطعون بها السباسب
فأما القائمون فأهل عین ... و أما القاطعون هم الجنائب
و کل منهم یأتیه منه ... فتوح غیوبه من کل جانب
اعلم وفقک الله أن الأمر مبنی فی نفسه على الفردیة و لها التثلیث، فهی من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد.
و عن هذه الحضرة الإلهیة وجد العالم ، فقال تعالى «إنما قولنا لشیء إذا أردناه أن نقول له کن فیکون» و هذه ذات، ذات إرادة و قول.
فلولا هذه الذات و إرادتها و هی نسبة التوجه بالتخصیص لتکوین أمر ما، ثم لو لا قوله عند هذا التوجه کن لذلک الشیء ما کان ذلک الشیء.
ثم ظهرت الفردیة الثلاثیة أیضا فی ذلک الشیء، و بها من جهته صح تکوینه و اتصافه بالوجود، و هی شیئیته و سماعه و امتثاله أمر مکونه بالإیجاد.
فقابل ثلاثة بثلاثة:
ذاته الثابتة فی حال عدمها فی موازنة ذات موجدها، وسماعه فی موازنة إرادة موجده،
وقبوله بالامتثال لما أمر به من التکوین فی موازنة قوله کن، فکان هو فنسب التکوین إلیه فلو لا أنه من- قوته التکوین من نفسه عند هذا القول ما تکون.
فما أوجد هذا الشیء بعد أن لم یکن عند الأمر بالتکوین إلا نفسه.
فأثبت الحق تعالى أن التکوین للشیء نفسه لا للحق، والذی للحق فیه أمره خاصة.
وکذلک أخبر عن نفسه فی قوله «إنما قولنا لشیء إذا أردناه أن نقول له کن فیکون» فنسب التکوین لنفس الشیء عن أمر الله وهو الصادق فی قوله.
وهذا هو المعقول فی نفس الأمر.
کما یقول الآمر الذی یخاف فلا یعصى لعبده قم فیقوم العبد امتثالا لأمر سیده.
فلیس للسید فی قیام هذا العبد سوى أمره له بالقیام، والقیام من فعل العبد لا من فعل السید.
فقام أصل التکوین على التثلیث أی من الثلاثة من الجانبین، من جانب الحق ومن جانب الخلق. ثم سرى ذلک فی إیجاد المعانی بالأدلة:
فلا بد من الدلیل أن یکون مرکبا من ثلاثة على نظام مخصوص وشرط مخصوص، وحینئذ ینتج لا بد من ذلک، وهو أن یرکب الناظر دلیله من مقدمتین کل مقدمة تحوی على مفردین فتکون أربعة واحد من هذه الأربعة یتکرر فی المقدمتین لتربط إحداهما بالأخرى کالنکاح فتکون ثلاثة لا غیر لتکرار الواحد فیهما.
فیکون المطلوب إذا وقع هذا الترتیب على الوجه المخصوص وهو ربط إحدى المقدمتین بالأخرى بتکرار ذلک الواحد المفرد الذی به یصح التثلیث.
والشرط المخصوص أن یکون الحکم أعم من العلة أو مساویا لها، وحینئذ یصدق، وإن لم یکن کذلک فإنه ینتج نتیجة غیر صادقة.
وهذا موجود فی العالم مثل إضافة الأفعال إلى العبد معراة عن نسبتها إلى الله أو إضافة التکوین الذی نحن بصدده إلى الله مطلقا.
والحق ما أضافه الا إلى الشیء الذی قیل له کن.
ومثاله إذا أردنا أن ندل أن وجود العالم عن سبب فنقول کل حادث فله سبب فمعنا الحادث والسبب.
ثم نقول فی المقدمة الأخرى والعالم حادث فتکرر الحادث فی المقدمتین.
والثالث قولنا العالم، فأنتج أن العالم له سبب، وظهر فی النتیجة ما ذکر فی المقدمة الواحدة وهو السبب.
فالوجه الخاص هو تکرار الحادث، والشرط الخاص عموم العلة لأن العلة فی وجود الحادث السبب، وهو عام فی حدوث العالم عن الله أعنی الحکم.
فنحکم على کل حادث أن له سببا سواء کان ذلک السبب مساویا للحکم أو یکون الحکم أعم منه فیدخل تحت حکمه، فتصدق النتیجة.
فهذا أیضا قد ظهر حکم التثلیث فی إیجاد المعانی التی تقتنص بالأدلة.
فأصل الکون التثلیث، ولهذا کانت حکمة صالح علیه السلام التی أظهر الله فی تأخیر أخذ قومه ثلاثة أیام وعدا غیر مکذوب، فأنتج صدقا وهو الصحیحة التی أهلکهم الله بها فأصبحوا فی دیارهم جاثمین.
فأول یوم من الثلاثة اصفرت وجوه القوم، وفی الثانی احمرت وفی الثالث اسودت.
فلما کملت الثلاثة صح الاستعداد فظهر کون الفساد فیهم فسمى ذلک الظهور هلاکا، فکان اصفرار وجوه الأشقیاء فی موازنة إسفار وجوه السعداء فی قوله تعالى «وجوه یومئذ مسفرة» من السفور وهو الظهور، کما کان الاصفرار فی أول یوم ظهور علامة الشقاء فی قوم صالح.
ثم جاء فی موازنة الاحمرار القائم بهم قوله تعالى فی السعداء «ضاحکة»، فإن الضحک من الأسباب المولدة لاحمرار الوجوه، فهی فی السعداء احمرار الوجنات.
ثم جعل فی موازنة تغیر بشرة الأشقیاء بالسواد قوله تعالى «مستبشرة» وهو ما أثره السرور فی بشرتهم کما أثر السواد فی بشرة الأشقیاء.
ولهذا قال فی الفریقین بالبشرى، أی یقول لهم قولا یؤثر فی بشرتهم فیعدل بها إلى لون لم تکن البشرة تتصف به قبل هذا.
فقال فی حق السعداء «یبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان» وقال فی حق الأشقیاء «فبشرهم بعذاب ألیم» .
فأثر فی بشرة کل طائفة ما حصل فی نفوسهم من أثر هذا الکلام.
فما ظهر علیهم فی ظاهرهم إلا حکم ما استقر فی بواطنهم من المفهوم.
فما أثر فیهم سواهم کما لم یکن التکوین إلا منهم. فلله الحجة البالغة.
فمن فهم هذه الحکمة وقررها فی نفسه وجعلها مشهودة له أراح نفسه من التعلق بغیره وعلم أنه لا یؤتى علیه بخیر ولا بشر إلا منه.
وأعنی بالخیر ما یوافق غرضه ویلائم طبعه ومزاجه، وأعنی بالشر ما لا یوافق غرضه ولا یلائم طبعه ولا مزاجه.
ویقیم صاحب هذا الشهود معاذیر الموجودات کلها عنهم وإن لم یعتذروا، ویعلم أنه منه کان کل ما هو فیه کما ذکرناه أولا فی أن العلم تابع للمعلوم، فیقول لنفسه إذا جاءه ما لا یوافق غرضه: یداک أوکتا وفوک نفخ.
والله یقول الحق وهو یهدی السبیل.
متن نقش فصوص الحکم للشیخ الأکبر محمد ابن العربی الطائی الحاتمی 638 هـ :
11 - نقش فص حکمة فتوحیة فی کلمة صالحیة :
لما أعطیت الحقائق أن النتیجة لا تکون إلا عن الفردیة والثلاثة أو الأفراد .
جعل الله إیجاد العالم عن نفسه وإرادته وقوله ....
والعین واحدة والنسب مختلفة ....
فقال : " إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَیْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ کُن فَیَکُونُ " [النحل : 40] .
ولا یحجبنک ترکیب المقدمات فی النظر فبـ المعقولات فإنها وإن کانت أربعة فهی ثلاثة لکون المفرد الواحد من الأربعة یتکرر فی المقدمتین .فافهم.
فالتثلیت معتبرٌ فی الإنتاج والعالم نتیجة بلا شک .
الفکوک فی اسرار مستندات حکم الفصوص صدر الدین القونوی 673 هـ:
11 - فک ختم الفص الصالحی
1 / 11 - واعلم ان شیخنا رضى الله عنه بسط فی هذا الفص الکلام فی التثلیث وتوقف الإیجاد علیه .
واما فی الجزء المتضمن التنبیه على بعض کلیات اصل کل فص فإنه لم یزد عند الترجمة عن اصل هذا الفص على الکلام على سر الإیجاد وتوقیفه على التثلیث .
وانا اوضح لک الحکمة فی ذلک وان لم یکن سألت الشیخ رضى الله عنه ولا فاوضته فیه ولا استشرحت علیه هذا الکتاب ولا غیره من تصانیفه ، وان کان معظم ما فتح الله على من برکاته من ومنزلاته من فیض الحق المار على مرتبته ومشکاته .
2 / 11 - فأقول : لما ترجم رضى الله عنه هذا الفص بالحکمة الفتوحیة ، کذلک نبه على سر الإیجاد الذی هو اول الفتح الظاهر واما سر قوله : فتوحیه ، ولم یقل فاتحیة : ان الفتوح على انواع عددها عدد مفاتیح الغیب ، فراعى فی ذلک الأدب الإلهی قصد الموافقة للحق فی التنبیه على البدء الایجادى من الغیب الذاتی والوجود المطلق الاحاطى وقد ذکرت من امهات مفاتیح الغیب جملة فی تفسیر الفاتحة وأجبت عن سؤال القاصرى الإدراک والفهم .
الذین فهموا من قوله تعالى : " وعِنْدَه مَفاتِحُ الْغَیْبِ لا یَعْلَمُها إِلَّا هُوَ " [ الانعام / 59 ] انفراده سبحانه بعلمها دون الکمل ، وبینت من اى وجه یتعذر فهمها ومن اى وجه تحصل .
وسأذکر فی کشف هذا الفص جملة اخرى من مفاتح الغیب وأنبه على ما یختص منها بالغیب الإضافی النسبی وما یختص بالغیب الحقیقی والعلم الذاتی الإلهی .
وأنبه على الحکمة التی کانت سببا فی اختیار شیخنا رضى الله عنه ذکر الفتوح فی هذا الفص الصالحی ، ولنبدأ بذکر انواع الفتوحات الإلهیة بعون الله ومشیئته .
3 / 11 - فنقول : اول مفاتیح الغیب الجمع الاحدى الذی هو البرزخ الجامع بین الاحکام الوجوب والإمکان ، فان الوحدة الذاتیة والتجلی الوجودی الإطلاقى لا یضاف إلیهما اعتبار من الاعتبارات الثبوتیة و السلبیة - کالاقتضاء الایجادى او نفیه - ولا الأثر الوحدانى ایضا ولا التعدد وکیف ذلک ؟ و التحقیق أفاد ان تأثیر کل مؤثر فی کل متأثر موقوف على الارتباط ، ولا ارتباط بین شیئین او الأشیاء الا بمناسبة او امر مشترکة بینهما .
ولا ارتباط بین الاحدیة الذاتیة من حیث تجردها عن الاعتبارات وبین شیء اصلا - کما سبق التنبیه علیه فی فک ختم الفص الهودى قبل هذا .
4 / 11 - فوضح ان مبدئیة الحق ونسبة صدور شیء او أشیاء عنه انما یصح من حیث الواحدیة ، فإنه الواحد والواحدیة تلى الاحدیة وهی مشرع الصفات والأسماء التی لها الکثرة النسبیة ، وانها من حیث الحق الواحد حیثیات او اعتبارات کیف قلت ، تقتضی تعدید الفیض والأثر الوحدانى الذاتی الإلهی واظهار تعیناته الکامنة بواسطة المعلومات المتعددة لذاتها ، المرتسمة فی عرصة العلم الذاتی ، وهذه الحیثیات المشار إلیها هی احکام الوجوب .
5 / 11 - ولما کان فی مقابلة کل تأثیر قابل له متأثر سمى تلک القابلیات بأحکام الإمکان ، ولما کانت هذه الاعتبارات والصفات الإضافیة متفاوتة المراتب کالشهید والرقیب والحسیب ، فإنها من لوازم العلیم وتوابع له .
وکذلک الاسم الخالق والبارئ والمصور والقابض والباسط والفالق والفاطر من توابع الاسم القدیر ولوازمه ، لزم بیان الأمهات منها التی لها الاولیة لیتضح تبعیة ما سواها لها .
6 / 11 - وإذا تقرر هذا فاعلم : ان اول المفاتیح الغیبیة بعد الجمع الاحدى المنبه علیه ، الأسماء الذاتیة التی لا یعلمها الا الکمل .
وهی من اعظم اسرار الحق المحرم افشائها ، وامهات الأسماء الالوهیة - التی هی العلم والحیاة والإرادة والقدرة - کالظلالات والسدنة للأسماء الذاتیة .
ولها ، اعنى الأسماء الذاتیة الغیب الحقیقی ، وهی الساریة بالذات والحکم فی المفاتیح التی قلت انها تختص بالغیب الإضافی ، وهی التی کنى الحق عنها بالفطر والفتق والفلق والزرع والخلق والجعل والإخراج .
7 / 11 - فالفطر والفتق مفتاحان لتمیز المواد الجامعة بذاتها بین اللطائف والکثائف والصلبة والرخوة ، أحدهما لتکثیر الواحد والاخر لتفصیل المجمل .
8 / 11 - والزرع والفلق مفتاحان للاظهار والتولید والتکوین ، أحدهما لتهیئة المادة لقبول التصریف والاخر لتکمیل التصریف بإخراج ما فی القوة الى الفعل .
9 / 11 - والخلق مفتاح مختص بالصور والأجسام من حیث الجمع والترکیب والتعیین.
10 / 11 - اما الإخراج فعلى ضربین : اخراج منه کالمطر من السحاب والمعادن من جوف الأرض والجبل والمیاه ، واخراج کالمطر یخرج به النبات من الأرض ، وکل هذا مفاتیح .
11 / 11- واما الجعل فإنه مفتاح ایجاد الصفات اللازمة للمخلوقات والخصیص بالحق من ذلک ، اعنى من مفاتیح الغیب شهود کیفیة الفتح وإدراکه الذاتی بالسرایة المکنى عنه بالمعیة .
کما قال سبحانه : "أَلا یَعْلَمُ من خَلَقَ وهُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ " [ الملک / 14 ] .
فإنه اللطیف لسریانه فیما خلق وصحبته کل شیء ممازجة ولا حلول ، الخبیر بکیفیة السریان وحکمه بالسریان المظهر سر الخبرة التی هی آخر ظهورات حکم العلم واکمل درجاته .
فلذلک قلت الخصیص بالحق فی ادراک کیفیة الفتح بالذات والانفراد بمشاهدة الفتح الأول من المفاتیح الأول التی سبق التنبیه علیها ، فان ذلک هو سر تعلق القدرة بالمقدور .
12 / 11 - واما مفتاح الإیجاد الامرى الذی نتیجته وجود الأرواح فهو القول فإنه نتیجة اجتماع بعض الحروف الربانیة وقد ذکرنا فی فک ختم الفص العیسوى.
وذکرنا ایضا مراتب جمیع الحروف الربانیة واسرارها فی تفسیر الفاتحة فلیکشف من هناک ، فان إعادة ذکرها یفضی الى مزید بسط لا یلیق بهذا المختصر .
13 / 11 - واما سر ایجاد عالم المعانی : فإنه نتیجة التوجه الأول الذاتی من حیث روح الجمع الاحدى ، فافهم .
ثم اعلم ان لأحکام الأسماء التی ذکرنا انها الخصیصة بالغیب الإضافی امتزاجات معنویة وتداخلا من بعضها فی البعض ، وانما ترتیب الإضافة على النحو المذکور مراعاة الأغلب والأظهر ، حکما فی الشیء الموجود.
کما یقول : الفلفل حار یابس والقرع بارد رطب ، مع ان کلا منهما لا یخلو عن الطبائع والکیفیات الأربع.
فاعلم ذلک وتدبر ما سمعت ، فقد ذکرت لک انواع المفاتیح وأجناسها وما فتح بکل منها ، ودسست للبیب فی ذلک اسرار خفیة لم توجد فی الکتب ولا یتسلق إلیها المدارک والفهوم . والله المرشد .
14 / 11 - واما باب وجه المناسبة بین الفتوح وبین صالح علیه السلام :
فمن أجل آیتها التی بعث بها ، اعنى الناقة التی انفلق الجبل عنها ، وأضافها الحق الیه سبحانه کما أضاف ایجاد آدم الیه من حیث المباشرة ومن حیث نفخ الروح فیه ایضا ، وافرد الإضافة الى نفسه فقال : " إِنِّی خالِقٌ بَشَراً من طِینٍ فَإِذا سَوَّیْتُه ونَفَخْتُ فِیه من رُوحِی فَقَعُوا لَه ساجِدِینَ " [ ص / 71 - 72 ] .
ولم یذکر مثل هذا فی حق غیره ، وراعى سبحانه حکم هذا الافراد فی توبیخه لإبلیس بقوله : " ما مَنَعَکَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِیَدَیَّ " [ ص / 75 ] .
واستعمل فی حق غیره عند الاخبار عن صورة الإیجاد بضمیر الجمع اعتبارا للوسائط والأسباب ، فقال تعالى فی موضع : " فَنَفَخْنا " [ الأنبیاء / 91 ] .
وقال فی موضع : " مِمَّا عَمِلَتْ أَیْدِینا أَنْعاماً " [ یس / 71 ] ونحو ذلک بما ورد التعریف به فی الکتاب والسنة فی غیر ما موضع .
15 / 11 - فالحیوانات على اختلاف أنواعها وان کان مبدأ تکوینها من التعفین الحاصل من الجمادات ، غیر ان لآدم والناقة وما یشبههما ولو من بعض الوجوه مزید اختصاص لا یطلع علیه الا الأکابر من اهل الله .
16 / 11 - ثم اعلم : ان آدم وحواء علیهما السلام مفتاحا باب التوالد والتناسل الإنسانی ، فإنه لم یکن قبلهما توالد وهما مخلوقان من الجمادات المخبر عنها بالتراب تارة وبالطین تارة وبالحمأ المسنون تارة وبالصلصال کالفخار تارة .
ولما أخبر الحق من مبدأ شأنهما قال : " هُوَ الَّذِی خَلَقَکُمْ من نَفْسٍ واحِدَةٍ وجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِیَسْکُنَ إِلَیْها فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِیفاً فَمَرَّتْ به فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا الله رَبَّهُما لَئِنْ آتَیْتَنا صالِحاً لَنَکُونَنَّ من الشَّاکِرِینَ " [ الأعراف / 189 ] .
17 / 11 - وورد ان مرادهما کان ان یرزقا ولدا ذکرا صالحا من حیث الصفة ، فاستزلهما الشیطان .
وقال : ان اشترطتما ان تسمى الولد عبد الحرث فانى التزم ان یکون ذکرا ، فاذعنا له ، فلما ولد المولود وهو شیث علیه السلام ظنا ان ابلیس کان له فی ذلک الامر مدخل ، فذکر الحق ذلک بلسان العتب علیهما عقیب الایة التی ذکرناها .
""فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَکَاءَ فِیمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا یُشْرِکُونَ (190) أَیُشْرِکُونَ مَا لَا یَخْلُقُ شَیْئًا وَهُمْ یُخْلَقُونَ (191) وَلَا یَسْتَطِیعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ یَنْصُرُونَ (192) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا یَتَّبِعُوکُمْ سَوَاءٌ عَلَیْکُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ (193) إِنَّ الَّذِینَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُکُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْیَسْتَجِیبُوا لَکُمْ إِنْ کُنْتُمْ صَادِقِینَ (194) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ یَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَیْدٍ یَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْیُنٌ یُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ یَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَکَاءَکُمْ ثُمَّ کِیدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ (195) سورة الأعراف ""
ثم بعث الله فیما بعد من ذریته من جعل اسمه وسماه صالحا بالذات والصفة وجعل الله لقومه الناقة التی خلقها الله من الجماد - کما خلق آدم - وأضافها الیه وأمرهم باحترامها کما امر الملائکة بالسجود لادم .
فمن آمن بصالح علیه السلام فبالصفة الملکیة المقتضیة للسجود وامتثال الامر الإلهی .
18 / 11 - واما عاقروا الناقة : فمظاهر ابلیس الذی ابى واستکبر وکان من الکافرین ، لا جرم استحقوا العذاب کما استحق ابلیس اللعنة الى یوم الدین .
ولولا خوف التطویل لذکرت سر اختصاص موسى علیه السلام بالخطاب من الشجرة وبغیر ذلک مما یستبشر الى طرف من ذلک وغیره فی الفص المحمدی ان شاء الله تعالى .
واختصاص نوح علیه السلام بالماء والخلیل علیه السلام بالنار واختصاص هود بالریح العقیم .
وبینت ان کل واحد من العناصر الأربع والمولدات الثلاث التی هی المعدن والنبات والحیوان ، انما یستند الى الحق من حیثیة اسم خاص ."العناصر الأربع ماء ، هواء ، تراب ، نار"
وان کل نبى مما ذکرنا صدرت رسالته من حضرة الاسم الذی یستند الیه آیته ، وسنذکر ما یسر الله ذکره من اسرار الأنبیاء سلام الله علیهم وآیاتهم فی الفص المحمدی صلى الله علیه وسلم .
کلمات و مصطلحات وردت فی فص حکمة فتوحیة فی کلمة صالحیة :
عن مصطلح الثلاثة والتثلیث فی اصطلاح الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی :
تقول د.سعاد الحکیم لفهم فکرة التثلیث عند الشیخ الأکبر، فالتثلیث هو أصل الخلق ومبدأ النتاج على کل المستویات الوجودیة:
الحسیة والمنطقیة والمعنویة ... کل خلق لن یکون إلا إذا استوفى شروط التثلیث، فالتثلیث أصل وجود المخلوق فی مقابل (التربیع) الذی یقوم علیه کیان المخلوق، یقول ابن العربی الطائی الحاتمی:
" إن الأمر مبنی فی نفسه على الفردیة وله التثلیث ، فهی من الثلاثة فصاعدا ، فالثلاثة أول الأفراد ، وعن هذه الحضرة الإلهیة وجد العالم .
فقال تعالى : " إنما قولنا لشیء إذا أردناه أن نقول له کن فیکون " وهذه ذات ، ذات إرادة وقول ...
ثم ظهرت الفردیة الثلاثیة أیضا فی ذلک الشیء ، وبها من جهته صح تکوینه واتصافه بالوجود ، وهی شیئیة وسماعه وامتثاله أمر مکونة بالإیجاد ،
فقابل ثلاثة بثلاثة :
ذاته الثابتة فی حال عدمها فی موازنة ذات موجدها .
وسماعه فی موازنة إرادة موجده .
وقبوله بالامتثال لما أمر به من التکوین قوله کن ...
فقام أصل التکوین على التثلیث أی من الثلاثة من الجانبین ،من جانب الحق ومن جانب الخلق ، ثم سرى ذلک ... فأصل الکون التثلیث “ .
ویقول : " إن الأحد لا یکون عنه شیء البتة ... ولا یکون عن الاثنین شئ أصلا ما لم یکن ثالث یزوجهما ویربط بعضهما ببعض ویکون والجامع لهما ، فحینئذ یتکون عنهما ما یتکون بحسب ما یکون هذان الاثنان علیه ... فیسری التثلیث فی جمیع الأمور لوجوده فی الأصل “ .
التثلیث إذا مبدأ الخلق والنتاج ، کان فی الأصل ، تثلیث الحق "الذات – الأسماء - الصفات" فی مقابل تثلیث الخلق "النساء – الطیب – قرة العین فی الصلاة " ، لذلک فهو یسری فی کل ما هو دونه ، فیظهر فی کل ما هو دونه ، فیظهر فی جمیع ما یذکره الشیخ ابن العربی عن الحب ، والنتاج فی عالمی الکائنات والمعانی " .
یقول الشیخ داود خلیل :
" مثلث الکمیة هو حصول الکمالات الثلاث فی المراتب الثلاث ، أی تزکیة النفس بالشریعة ، وتصفیة القلب بالطریقة ، وتجلیة الروح بالمعرفة "
یقول الشیخ محمد بهاء الدین البیطار:
" أهل شراب الخمرة الوتریة هم المکنى عنهم : بأهل الدیر ، الذین هم أهل المقام العیسوی ... لهم شراب وتریة التثلیث ، لا شراب أحدیة التحقیق "
تقول الدکتورة سعاد الحکیم :
" النکاح عند الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی : هو ازدواج شیئین لنتاج ثالث على أی صعید کان . وهو ما یسمیه أحیانا بالتثلیث ، ولذلک تتعدد أنواع النکاح عنده ، بتعدد توجهات النتاج بین کل طرفین " .
یقول الشیخ عبد الکریم الجیلی:
النکاح القدسی وهو نکاح معنوی تتداخل فیه الأسماء الثلاثة : العلم ، والإرادة ، والقدرة ، بعضها مع البعض لتظهر العالم کله أعلاه وأسفله ، أوله وأخره ، لیتم به مقتضى الکمال .
یقول الشیخ ابن العربی فى الفتوحات الباب الثانی والسبعون فی الحج وأسراره
[العالم خرج على صورة الحق]
فإنک إن لم تعرف الأمور من جهة حقائقها لم تعرف أن العالم خرج على صورة الحق .
یرتبط ما فیه من الحقائق بالحقائق الإلهیة وهذا مدرک صعب علیه حجب کثیرة لا ترتفع بفکر ولا بکشف .
فالأمر دائر بین تأثیر حق فی خلق وخلق فی حق
قال تعالى :" أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ "
وقال : "ذلِکَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ الله"
فللناقة "شرب" أعنی ناقة صالح "ولَکُمْ شِرْبُ یَوْمٍ مَعْلُومٍ"
ضرب مثال لقوم یعقلون" وما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ "
فالحصر عم الوجود فکل موجود موصوف بحصر ما ، فهو محصر من ذلک الوجه . وقد أبنت لک ما لا یقدر على دفعه کشف ولا دلیل عقل نظری .
والله یَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ یَهْدِی السَّبِیلَ.أهـ
یقول الشیخ کمال الدین عبد الرزاق القاشانی عن التثلیث فی النکاح الساری فی جمیع الذراری:
هو التوجه الحبی المشار إلیه فی قوله:" کنت کنزًا مخفیا فأحببت أن أعرف" .
فإن قوله:"کنت کنزًا مخفیا " یشیر إلى الخفاء والغیبة والإطلاق على الظهور والتعین سبقًا أزلیا ذاتیا.
وقوله:" فأحببت أن أعرف " یشیر إلى میل أصلی، وحب ذاتی.
هو الوصلة بین الخفاء المشار إلیه بقوله:" کنت کنزًا مخفیا " وبین الظهور المشار إلیه بـ" بأن أعرف ". فتلک الوصلة هی أصل النکاح الساری فی جمیع الذراری.
فإن الوحدة المقتضیة لحب ظهور شؤون الأحدیة تسری فی جمیع مراتب التعینات المترتبة وتفاصیل کلیاتها بحیث لا یخلو منها شیء، وهی الحافظة لشمل الکثرة فی جمیع الصور عن الشتات والتفرقة؛ فاقتران تلک الوحدة بالکثرة هو وصُلة النکاح .
أوًلًا فی مرتبة الحضرة الواحدیة بأحدیة الذات فی صور التعینات.
وبأحدیة جمع الأسماء.
ثم بأحدیة الوجود الإضافی فی جمیع المراتب والأکوان بحسبها .
حتى فی حصول النتیجة من حدود القیاس والتعلیم والتعلم والغذاء والمغتذى والذکر والأنثى، فهذا الحب المقتضی للمحبة والمحبوبیة. بل العلم المقتضی للعالمیة والمعلومیة .
هو أول سریان الوحدة فی الکثرة، وظهور التثلیث الموجب للإیجاد بالتأثیر والفاعلیة والمفعولیة. وذلک هو النکاح الساری فی جمیع الذراری.
مصطلح الحضرة الإلهیة :
یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی:
" الحضرة الإلهیة : هی الجامعة للنعت العلی الأعلى ، والنعت الدنی الأدنى ".
ویقول : " الحضرات الإلهیة ... هی التی کنى الله عنها : بالأسماء الحسنى "
ویقول : " الحضرة الإلهیة : عبارة عن الذات والصفات والأفعال " .
تقول د. سعاد الحکیم :
" إن کل اسم إلهی مع تجلیاته فی الکون هو حضرة إلهیة ( نکرة ) ، أما الحضرة الإلهیة ( معرفة ) فهی الذات الإلهیة مع صفاتها وأفعالها فی مقابل الحضرة الإنسانیة ( مظاهر الحضرة الإلهیة وتجلیاتها "( ) .
یقول الشیخ کمال الدین القاشانی:
" الحضرة الإلهیة : هی الأفق الأعلى " .
یقول الشیخ عبد الغنی النابلسی :
" الحضرات الإلهیة : وهی ما یحضر الحق تعالى به من عوالم الإمکان ، بحیث یغیب العبد عن شهوده نفسه وغیرها ، ویحضر عنده ربه متجلیا بکل شیء ".
یقول الشیخ عبد الغنی النابلسی :
" لاشک أن لله تعالى حضرتین ، الأولى : حضرة الذات ، وهی القائلة .
والثانیة : حضرة الصفات ، وهی المخاطبة فی الأزل بقول ( کن ) على التحقیق وسماها الله تعالى ( شیئا ) بالتنکیر ، لأنها مصدر مشتق من المشیئة ، یقال : شاء یشیء شیئا " .
یقول الشریف الجرجانی :
" الحضرات الخمس الإلهیة :
حضرة الغیب المطلق ، وعالمها عالم الأعیان الثابتة فی الحضرة العلمیة .
وفی مقابلتها حضرة الشهادة المطلقة ، وعالمها عالم الملک .
وحضرة الغیب المضاف : وهی تنقسم إلى ما یکون أقرب من الغیب المطلق وعالمه عالم الأرواح الجبروتیة والملکوتیة ، أعنی : عالم العقول والنفوس المجردة ، وإلى ما یکون اقرب من الشهادة المطلقة وعالمه عالم المثال ، ویسمى : بعالم الملکوت .
والخامسة الحضرة الجامعة للأربع المذکورة ، وعالمها عالم الإنسان الجامع بجمیع العوالم وما فیها .
فعالم الملک مظهر عالم الملکوت ، وهو عالم المثال المطلق ، وهو مظهر عالم
الجبروت ، أی : عالم المجردات ، وهو مظهر عالم الأعیان الثابتة ، وهو مظهر الأسماء الإلهیة والحضرة الواحدیة ، وهی مظهر الحضرة الأحدیة " .
یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی :
" الإنسان الفرد [هو آدم ] أصل هذا النوع ، وهو قوله تعالى : " خلقکم من نفس واحدة "
یقول الشیخ : " أعلم إن هذه الحقیقة التی جعلته یسمى إنسانا مفردا هی فی کل إنسان ، ولکن کانت فی آدم أتم ؛ لأنه کان ولا مثل له .
ثم بعد ذلک أنشأت منه الأمثال ، فخرجت على صورته کما انتشأ هو من العالم ومن الأسماء الإلهیة.
فخرج على صورة العالم وصورة الحق ، فوقع الاشتراک بین الأناسی فی أشیاء وانفرد کل شخص بأمر یمتاز به عن غیره کما هو العالم ، فبما ینفرد به الإنسان یسمى الإنسان المفرد وبما یشترک به یسمى الإنسان الکبیر ...
وهذا الإنسان المفرد یقابل بذاته الحضرة الإلهیة ، وقد خلقه الله من حیث شکله وأعضاؤه على جهات ست ظهرت فیه .
فهو فی العالم کالنقطة من المحیط .
وهو من الحق کالباطن .
ومن العالم کالظاهر .
ومن القصد کالأول ، ومن النشىء کالآخر .
فهو أول بالقصد ، آخر بالنشىء ، وظاهر بالصورة ، وباطن بالروح .
کما أنه خلقه الله من حیث طبیعته وصورة جسمه من أربع :
فله التربیع من طبیعته ، إذ کان مجموع الأربعة أرکان . و
أنشأ جسده ذا أبعاد ثلاثة من طول وعرض وعمق فأشبه الحضرة الإلهیة ذاتا وصفات وأفعالا .
فهذه ثلاث مراتب مرتبة شکله وهو عین جهاته ، ومرتبة طبیعته ،ومرتبة جسمه.
ثم إن الله جعل له مثلا وضدا وما ثم سوى هذه الخمسة "
یقول الشیخ الأکبر ابن العربی: عن الحضرة
" الحضرة الإنسانیة کالحضرة الإلهیة ،لا بل هی عینها على ثلاث مراتب: ملک وملکوت وجبروت ، وکل واحدة من هذه المراتب تنقسم إلى ثلاث ، فهی تسعة … فتمتد من کل حقیقة من التسعة الحقیة رقائق إلى التسعة الخلقیة ، وتنعطف من التسعة الخلقیة رقائق على التسعة الحقیة "
یقول الشیخ الأکبر ابن العربی:
" الأنس : أثر مشاهدة جمال الحضرة الإلهیة فی القلب ، وهو جمال الجلال ".
یقول الشیخ کمال الدین القاشانی :
" الأفق الأعلى: هو نهایة مقام الروح، وهی الحضرة الواحدیة، والحضرة الإلهیة ".
یقول ابن العربی الطائی الحاتمی :
"آخر المولدات هو الإنسان، وقد حفظ الله به الاسم (الآخر) على الحضرة الإلهیة أو حفظه الله بالاسم (الآخر)"
یقول ابن العربی الطائی الحاتمی :
" إن الحضرة الإلهیة على ثلاث مراتب : باطن وظاهر ووسط ، وهو ما یتمیز به الظاهر عن الباطن وینفصل عنه ، وهو البرزخ ، فله وجه إلى الباطن ووجه إلى الظاهر .
بل هو الوجه عینه فإنه لا ینقسم ، وهو الإنسان الکامل أقامه الحق برزخا بین الحق والعالم فیظهر بالأسماء الإلهیة فیکون حقا ، ویظهر بحقیقة الإمکان فیکون خلقا "
مصطلح البرنامج :
البرنامج فی اللغة : " البرنامج منهج أو مخطط یوضع لغرض ما"
یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی :
البرنامج : هو الإنسان ، لأنه ثمرة جمیع العالم .
تقول د. سعاد الحکیم البرنامج :
هو لفظ فارسی دال على النسخة أو الصورة أو المختصر ، وقد استعمله ابن العربی دالا على الإنسان ، لأن الإنسان جمع فی کونه الصغیر کل الحقائق المتفرقة فی العالم الکبیر ، ومن جهة ثانیة یقابل الحضرة الإلهیة بذاته من حیث کونه نسخة أو صورة الحق .
فالإنسان الکامل صورة الحضرتین : الحقیة والخلقیة ، وبالتالی هو برنامج جامع للصورتین .
تقول د. سعاد الحکیم البرنامج الأکمل عند ابن العربی :
هو شخص محمد صلى الله علیه وسلم نفسه .
تقول د. سعاد الحکیم عن البرنامج الجامع :
" کما تقدم فی لفظ البرنامج الجامع من أن ابن العربی استعمله للدلالة على الإنسان الخلیفة الذی استحق الخلافة بقبول الصورتین الحقیة والخلقیة .
تقول د. سعاد الحکیم أما البرنامج الأکمل :
فهو الإنسان الکامل أیضا ، ولکن کماله لیس تحققا بل له بالأصالة ، أی هو شخص محمد نفسه .
وکل ما یورد الشیخ الأکبر من أفعال التفضیل لإثبات أسبقیة فی الرتبة والذات فکثیرا ما تکون لتمییز الحقیقة المحمدیة وکمالها عن بقیة الکمالات الإنسانیة .
فالإنسان هو البرنامج الجامع الکامل ، ومحمد هو البرنامج الأکمل " .
یقول الشیخ الأکبر ابن العربی البرنامج الجامع :
هو آدم ، لأنه جامع لنعوت الحضرة الإلهیة ، التی هی : الذات ، والصفات ، والأفعال .
تقول د. سعاد الحکیم برنامج العالم عند ابن العربی :
"هو الإنسان ، لأنه یقابل نسخة العالم ، مختصر العالم ، صورة العالم " .
مصطلح الساذج :
یقول الشیخ أبو العباس التجانی :
" حقیقة الذات الساذج معناها الصرف والمحض والخالص ".
یقول الشیخ أبو العباس التجانی:
" الذات الساذج هو تجلیه بذاته فی ذاته لذاته عن ذاته مع عرو النسب ، فلا أحدیة ولا کثرة ولا وصف ولا اسم عریة عن النسب والإضافات ".
یقول الشیخ عبد الکریم الجیلی :
الذات الساذج : هو الروح الکامل ، وهو جوهر الجواهر الذی یقبل معناه الانطباع بکل صورة من صور الوجود ، سواء کان تجلیات الألوهیة أم عینیات کونیة ، أم حکمیات علمیة ، فیستطیع أن یتحقق بالصفات الإلهیة ، وأن یبرز إلى الفعل ما هو بالقوة ، وأن ینطق بالشأن الإلهی الکلی ، لأنه غیر مقید بالحصر الجزئی .
یقول الشیخ أبو العباس التجانی :
" الفرق بین الأحدیة والذات الساذج : أن الذات الساذج لا امتیاز فیها لأحدیة ولا کثرة إذ طمست النسب کلها فیها ، فلیس فیها اختصاص نسبة وهی غایة البطون وهی العماء ...
والأحدیة تماثلها فی الذات الساذج إلا أن فیها ظهر نسبة الأحدیة عن الکثرة والغیریة ، وهی مرتبة ظهور الحق ".
یقول الشیخ عبد الکریم الجیلی :
" الذات الصرف الساذج إذا نزلت عن سذاجتها وصرافتها ،
کان لها ثلاثة مجال ملحقات بالصرافة والسذاجة :
المجلى الأول : الأحدیة ...
والمجلى الثانی : الهویة ...
المجلى الثالث : الإنیة "
مصطلح ثالوث الحق : الذات – الصفات – الأسماء
مصطلح ثالوث الخلق : النساء - والطیب - وجعلت قرة عینی فی الصلاة
یقول الشیخ علاء الدین المهائمی :
حب (النساء) لحب الذات،فحبها حب الشیء لجزئه الذی هو على صورته لأن حواء خلقت من ضلع آدم علیه السلام. فهو مظهر حب الحق لما هی على صورته . ومرجعها حب الشیء لنفسه الموجب لمعرفتها الموجبة لمعرفة ربه.
(والطیب) لحب الصفات،
("وجعلت قرة عینی فی الصلاة" )؛ لحب الأسماء .
مثال : ( یداک أوکتا وفوک نفخ ) . هذا مثل مشهور أی ، یداک وما اکسبتا بفعلک.
یحکى انه : أن رجلا کان فی جزیرة من جزائر البحر. فأراد أن یعبر على زق، قد نفخ فیه، فلم یحسن إحکامه حتى إذا توسط البحر. خرجت من زقه الریح، وغرق
فلما غشیه الموت، استغاث برجل. فقال له الرجل: یداک أوکتا وفوک نفخ
یضرب مثلا لمن یجنى على نفسه بعمله
کما قال تعالى : " لها ما کسبت وعلیها ما اکتسبت " .
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۵۶۷-۵۶۹
[فصّ حکمة فتوحیّة (فاتحیّة- خ) فى کلمة صالحیّة]
فص حکمة فتوحیة (فاتحیة- خ) فى کلمة صالحیة چون فتوح عبارت از حصول چیزى است از چیزى که حصول آن چیز از آن چیز متوقع نباشد، نسبت حکمت فتوح را به کلمه صالح علیه السلام کرد از جهت خروج ناقه که معجز آن حضرت بود از کوه، و خروج ناقه از کوه چیزى غیر متوقع است فلهذا نسبت حکمت فتوح به صالح علیه السلام نمود.
دیگر آنکه فتوح جمع فتح است مثل قلوب که جمع قلب است، و صالح نبى مظهر اسم «الفتّاح» بود و ازین جهت کوه از جهت ایشان منفتح شد و ناقه که معجز آن حضرت بود از کوه بیرون آمد و این انفتاح از جمله مفاتیح غیب است و ازین سبب مقرون گردانید حکمت فتوح را به کلمه صالحیّه.
و در بعضى از نسخ چنین واقع شده که «فص حکمة فاتحیّة»، و آن نیز مؤیّد همین است که ذکر کرده شد.
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۹۵
فصّ حکمة فتوحیّة فی کلمة صالحیّة
نسبة هذه الحکمة إلى الفاتح لانفلاق الجبل له فی إعجازه، ففتح اللّه له عن النّاقة، و فتح اللّه على قومه بذلک، فکان موجب ایمان بعض امّته و إهلاک بعضه فی وجود النّاقة و موتها.