الفقرة الثانیة :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (
من الآیات آیات الرکائب ... و ذلک لاختلاف فی المذاهب
فمنهم قائمون بها بحق ... و منهم قاطعون بها السباسب
فأما القائمون فأهل عین ... و أما القاطعون هم الجنائب
و کل منهم یأتیه منه ... فتوح غیوبه من کل جانب )
11 - فص حکمة فتوحیة فی کلمة صالحیة
من الآیات آیات الرکائب ... و ذلک لاختلاف فی المذاهب
فمنهم قائمون بها بحق ... و منهم قاطعون بها السباسب
فأما القائمون فأهل عین ... و أما القاطعون هم الجنائب
و کل منهم یأتیه منه ... فتوح غیوبه من کل جانب
هذا فص الحکمة الصالحیة ذکره بعد حکمة هود علیه السلام لتتمیم المقابلة بین أهل السعادة والشقاوة فی الظهور عن الفردیة بالتثلیث.
وصدور الکل عن علم الله تعالى الحاکم علیهم بهم (فص حکمة فتوحیة) منسوبة إلى الفتوح وهو الفیض الإلهی على القلوب بطریق الإلهام (فی کلمة صالحیة) إنما اختصت حکمة صالح علیه السلام بکونها فتوحا، لاشتمالها على إتیان فتوح الغیب من کل حقیقة کونیة إلى نفسها بتوجه الأمر الإلهی علیها على طبق العلم الأقدس.
و (من) بعض (الآیات) التی لله تعالى فی الآفاق وفی الأنفس (آیات الرکائب)، أی النوق الرواحل التی للقوم الراکبین، وهم المحمولون بها على متن القدرة الأزلیة عن کشف منهم وشهود.
وقال تعالى: (ولقد کرمنا بنی آدم لهم فی البر والبحر ) [الإسراء: 70]، وتلک الرکائب هی الحاملة لهم بهم لأنها عینهم إذ هی الآیات التی فی الأنفس .
(وذلک)، أی کون الآیات منها آیات الرکائب، أی الآیات الحاملة من العدم إلى الوجود مع أن الآیات کلها کذلک سواء کانت فی الآفاق أو فی الأنفس.
فإن التی فی الآفاق هی فی الأنفس أیضا فإن للآفاق أنفسا کما أن للأنفس آفاقا .
ولکن کل نفس یقال لما عداها آفاقا بالنسبة إلیها، وهی بالنسبة إلى غیرها من الآفاق أیضا.
فکل الآیات آیات آفاق، وکل الآیات آیات أنفس، غیر أن آیات الأنفس حاملات لحقیقة واحدة ، فکانوا رکائب بهذا السبب.
وإنما کان الأمر کذلک (لاختلاف فی المذاهب) التی هی الطرق التی تسلکها الحقائق الإلهیة فی أعیان الممکنات العدمیة.
(فمنهم)، أی من أهل تلک الآیات التی هی آیات الرکائب (قوم قائمون بها)، أی بآیات الرکائب (بحق) لا بنفس شاهدون مشهودون (ومنهم)، أی من أهلها قوم آخرون (قاطعون بها)، أی بآیات الرکائب (السباسب) جمع سبسب وهی البریة الواسعة والمراد الطریق، أی قاطعون بها الطرق على السالکین، وهم الذین قاموا بها بأنفسهم لا بالحق سبحانه .
فأما القوم (القائمون بها) بالحق لا بالنفس (فـ) إنهم (أهل) شهود (عین)، أی أهل شهود الوجود المطلق الذی هو کل وجود مقید فهو عینهم .
(وإن) القوم القاطعین بها السباسب، أی الطرق (هم الجنائب) جمع جنیب وهی التی تقاد ولیس علیها راکب بعدم ظهور الحق لهم سبحانه فی آیات نفوسهم.
فهم الحاملون للأمانات العلمیة والأسرار الإلهیة لمن یشهدها منهم، وهم لا یعلمون ذلک لقیامهم بأنفسهم واشتغالهم بأحوالهم الکونیة دون التجلیات الإلهیة، وهم حملة العلم لا أهل العلم.
قال تعالى : "مثل الذین حملوا التوراة ثم لم یحملوها کمثل الحمار یحمل أسفارا" [الجمعة: 5].
(فکل منهم)، أی کل واحد من الطائفتین (یأتیه منه)، أی من قبل نفسه (فتوح)، أی فیض (غیوبه)، أی غیوب ذاته (من کل جانب) من جوانب الأسماء الإلهیة والحضرات الأمریة الربانیة .
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (
من الآیات آیات الرکائب ... و ذلک لاختلاف فی المذاهب
فمنهم قائمون بها بحق ... و منهم قاطعون بها السباسب
فأما القائمون فأهل عین ... و أما القاطعون هم الجنائب
و کل منهم یأتیه منه ... فتوح غیوبه من کل جانب )
11 - فص حکمة فتوحیة، فی کلمة صالحیة
(فص حکمة فتوحیة) أی خلاصة العلوم المنسوبة إلى الفتوح مودعة (فی کلمة صالحیة) أی فی روح هذا النبی الفتح حصول شیء عن الشیء الذی لم یتوقع حصوله عن ذلک الشیء کناقة صالح علیه السلام.
فإن الجبل لم یتوقع خروج الناقة منه فقد انفتح فخرج منه الناقة معجزة له علیه السلام ولکون صالح علیه السلام مظهر الاسم الفتاح انفتح له الجبل وخرجت منه الناقة .
""أضاف المحقق : تشرح هذه الکلمة معنى الخلق کما یفهمه الشیخ ابن العربی والخلق عنده فتوح، أی سلسلة من التجلیات والظهور لا إحداث لوجود من عدم""
أورد الحکمة الفتوحیة فی کلمة صالحیة وبین الفتوح الغیبیة فیها فقال : (من الآیات) خبر (آیات الرکائب) مبتدأ وإضافة الآیات إلى الرکائب إضافة عام إلى خاص من وجه الرکائب جمع رکیبة أی ومن جملة المعجزات الدالة على صدق الأنبیاء معجزات.
الرکائب کالبراق لمحمد صلى الله علیه وسلم والناقة لصالح علیهما السلام .
فکل آیات لیست برکائب وکذا کل الرکائب لیست بآیات .
وإن کان المراد بالرکائب هنا نفس الآیات وهی البراق والناقة لکنه صح الإضافة من حیث مغایرتهما بحسب المفهوم بالعموم والخصوص من وجه
(وذلک) أی کون الرکائب من الآیات (لاختلاف فی المذاهب) أی بأن کان بعضها ذاهبة إلى الحق وبعضها إلى براری عالم الظلمات والرکائب قابلة للذهاب إلى کل منهما موصلة للراکب إلى مقصوده من حق أو غیره، وهی جمع مذهب وهو الطریق فکما أن المراکب الصوریة یرکبه البعض علیها ویقطع بها المنازل للوصول إلى مراداته النفسانیة مما لا یرضی الله عنه والبعض الآخر للوصول إلى أمر الله .
کذلک الرکائب الحقیقة وهی صورة النفس الحیوانیة التی هی مراکب النفوس الناطقة فإن بعض النفوس یرکب علیها لتحصیل الکمالات الإلهیة ویستخدمها فی طریق الحق بأمر الحق وإرادته لا بإرادة أنفسهم فیحصل لهم العلم من عند الله ویعلم به الأشیاء على ما هی علیه .
والبعض الآخر یستعملها بإرادة أنفسهم على مقتضى عقولهم ویستخدمها فی ترتیب المقدمات المعلومة للوصول إلى المجهولات ویبین هذین الطائفتین بقوله: (فمنهم) أی وإذا کان المذاهب مختلفة فمن عباد الله (قائمون بها)
أی أقاموا مراکبها وهی صورة النفوس الحیوانیة فی طریق الحق وطاعته (بحق) أی بأمر حق لا بأمر أنفسهم (ومنهم قاطعون بها) أی بتلک المراکب (السباسب) أی صحاری عالم الأجسام التی تاهوا فیها ولم یخرجوا عنها .
(فأما القائمون فأهل عین) وشهود وهم الواصلون حقیقة العلم والمخلصون عن ظلمات الجهل وهم أهل الکشف والیقین .
(وأما القاطعون هم الجنائب) أی البعداء عن معرفة الحق وإذا استدلوا بنظرهم الفکری من الأثر إلى المؤثر لکنهم محجوبون عن حقیقة العلم وهم أهل النظر والاستدلال حذف الفاء من فهم لضرورة الشعر .
(وکل منهم) أی وکل واحد من القائمین والقاطعین (یأتیه منه) أی من الحق (فتوح غیوبه) أی غبوب الحق (من کل جانب) أی من جانب ربهم الخاص فیکون لکل واحد منهم جانب خاص یأتیه غیوبه من الحق من جانبه لا من جانب آخر .
فکان کل فی قوله من کل جانب تصرف إلى روحانی وجسمانی.
ولما کانت الفتوح حاصلة من مفاتیح الغیب التی هی سبب الإیجاد وکان وجود العالم من الفتوح الغیبیة شرع فی بیان الأمر الإیجادی وکیفیته بقوله :
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (
من الآیات آیات الرکائب ... و ذلک لاختلاف فی المذاهب
فمنهم قائمون بها بحق ... و منهم قاطعون بها السباسب
فأما القائمون فأهل عین ... و أما القاطعون هم الجنائب
و کل منهم یأتیه منه ... فتوح غیوبه من کل جانب )
قال رضی الله عنه : ( من الآیات آیات الرکائب ... و ذلک لاختلاف فی المذاهب .. فمنهم قائمون بها بحق ... و منهم قاطعون بها السباسب ... فأما القائمون فأهل عین ... و أما القاطعون هم الجنائب ... و کل منهم یأتیه منه ... فتوح غیوبه من کل جانب )
قلت : قوله رضی الله عنه، فی الشعر: من الآیات آیات الرکائب، اشارة إلى
ناقة صالح، علیه السلام، فإنها من جملة الرکائب وهی الإبل ولا شک أن الإبل لها مزیة على الحیوان خصها به خالقها.
ولذلک ورد فی الکتاب العزیز : "أفلا ینظرون إلى الإبل کیف ځلقت" (الغاشیة: 17) فقرنها بـ "السماء کیف رفعت" (الغاشیة: 16) و "الأرض کیف سطحت" (الغاشیة: 20) .
وقدمها علیهما فی الذکر، والآیات هی العلامات واختلاف المذاهب المشار إلیه، أن قوما یعظمون الإبل لما أودع فیها من أسرار الله تعالى کما عظمت ناقة صالح عند من عظمها وقوما آخرین لا یعرفون ما فیها من أسرار الله لکنهم یتخذون الإبل لقطع السباسب، وهی البرای .
ثم قال: فأما القائمون فأهل عین، أی أهل مشاهدة الحقیقة عیانا، فهم أهل عین أی معاینة ومراده: أنهم یشهدون الحق فی ثبوت کل صورة ومن جملتها الرکائب فیعظمون حرمات الله وشعائره.
قال القاطعون بها السباسب إلى حرم الله فهم الحبائب وإلى غیر حرم الله إذ عدوا اتخاذ الرکائب من نعم الله، فهم بها فی شهود کرم الله تعالى.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (
من الآیات آیات الرکائب ... و ذلک لاختلاف فی المذاهب
فمنهم قائمون بها بحق ... و منهم قاطعون بها السباسب
فأما القائمون فأهل عین ... و أما القاطعون هم الجنائب
و کل منهم یأتیه منه ... فتوح غیوبه من کل جانب )
11 - فصّ حکمة فاتحیة فی کلمة صالحیة
قال رضی الله عنه : (من الآیات آیات الرکائب .... وذلک لاختلاف فی المذاهب )
ابتدأ رضی الله عنه بذکر الرکائب وآیاتها ، فإنّها من جملة معجزة صالح إتیانه بالناقة آیة من الله فی صحّة دعواه النبوّة ، من حیث لم یحتسبوا .
یشیر رضی الله عنه : إلى أنّ حکمته منسوبة إلى الفاتح والفتّاح ، فانفلق الجبل له فی إعجازه ، ففتح الله له عن الناقة ، وفتح الله له على قومه بذلک ، فکان موجب إیمان بعض أمّته وإهلاک بعضه فی وجود الناقة ومدّتها .
قال رضی الله عنه : (فمنهم قائمون بها بحقّ .... ومنهم قاطعون بها السباسب)
یعنی : أنّ أهل الحق السالکین والسائرین فی المذاهب صنفان :
فمنهم : من یقوم بحقّها ، ویکون سیرهم وسلوکهم علیها - أعنی على الرکائب - فی بحار الشهود والکشف ، فرکائبهم الفلک المشحون .
ومنهم : من یقطعون علیها فی برّ الشهادة والملک والحجاب ، فهم یقطعون بها السباسب الظاهرة وهم أهل الاستدلال .
قال رضی الله عنه : ( فأمّا القائمون فأهل عین ... وأمّا القاطعون هم الجنائب .)
یشیر رضی الله عنه : إلى أنّ الناس وهم السالکون على رکائبهم ، إمّا أهل شهود وعین وهم الصادقون فی الدعوة إلى الله على بصیرة ، وإمّا أهل حجاب ، والکلّ لهم
رکائب فی مذهبه ومقصده ، فالقائمون بالحق هم أهل العین المقصودون فیما یقصدون على التعیّن .
والقاطعون مهامه الحجاب وسباسب الشرک والضلال غیر مقصودین على التعیین من الإیجاد ، بل هم مخلوقون تبعا للأوّلین یستعملونهم فی مقاصدهم کالحیوانات والجنائب .
فإنّهم غیر مطلوبین لأعیانهم ، ولا بدّ للفریقین من فتح باب الغیب بنتائج أعمالهم وسلوکهم ، کما قال تعالى :" کُلاًّ نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ "
قال رضی الله عنه : (و کل منهم یأتیه منه ... فتوح غیوبه من کل جانب )
"وکلّ منهم یأتیه منه " أی من الله " فتوح غیوبه من کلّ جانب " أی من جانب الله بوجه ، ومن جانب حقیقته وعینه الثابتة من وجه ، إمّا بالملائم أو بغیر الملائم بالنسبة والإضافة ، لأنّ المدعوّ إلى الله إن أطاع وأجاب بما یلائم دعوة الداعی ، ویسلک على سننه ، ویسیر بسیرته وسننه ، فتح له باب المجازاة بما یلائم ذلک من الثواب .
وإن أجاب الداعی بما لا یلائم من العصیان والکفر والجحود ، فتح له باب المجازاة بما لا یلائمه ، وفتح للداعی أیضا باب المجازاة بما یلائمه من النصرة على القوم المفسدین .
وأمّا نسبة هذه الحکمة الفاتحیة إلى الکلمة الصالحیة فلکون أمور صالح علیه السّلام فی دعوته قومه وإقامة معجزته على نبوّته عن الفتوح الغیبی : کالناقة انفتح عنها الجبل وکان مغیبا عنهم ، وکذلک ما سقتهم من اللبن المغیب ، وکانت تشرب الماء یوما وتغیب عنهم ، ثمّ تأتی بعد ذلک عوض الماء لبنا سائغا للشاربین .
وکذلک وجدان العذاب بالصیحة علیهم عن فتح غیبی واعدهم ثلاثة أیّام ، کما نذکر إن شاء الله ، ما یتیسّر ذکره ، والله الموفّق .
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (
من الآیات آیات الرکائب ... و ذلک لاختلاف فی المذاهب
فمنهم قائمون بها بحق ... و منهم قاطعون بها السباسب
فأما القائمون فأهل عین ... و أما القاطعون هم الجنائب
و کل منهم یأتیه منه ... فتوح غیوبه من کل جانب )
11 - فص حکمة فتوحیة فی کلمة صالحیة
إنما اختصت الکلمة الصالحیة بالحکمة الفتوحیة لأن مبادئ الإیجاد هی الأسماء الإلهیة الذاتیة الأولیة ، ثم الثالثیة ، ومن الثالثیة : الفاتح والفتاح والموجد ونظائرها والأسماء کلها مفاتیح الغیب ، وقد خص الله تعالى صالحا بفتح باب الغیب عن آیته بفتق الجبل عن الناقة ، وهی کخلق آدم من التراب وفتحه على إیمان من آمن به بسبب هذه المعجزة ، واحترامهم لها على وفق ما أمروا به ، وبإهلاک من کفر لهذه النعمة منهم وعقروا الناقة ، فهذه ثلاثة فتوحات وفی بعض النسخ : فاتحیة ، أی حکمة منسوبة إلى اسم الله الفاتح .
واعلم أن معجزة کل نبی هی من الاسم الغالب علیه وإن کان له أسماء ، فإن الغالب على کل مرکب هو الذی ظهر ذلک المرکب بصورته وحکم علیه .
کما یقال : إن القرع بارد رطب ، والثوم حار یابس ، وإن کان فی کل منهما الکیفیات الأربع ، فالغالب على صالح علیه السلام الفاتح فلذلک له فتوحات من ذلک الاسم ، واشتملت حکمته على الإیجاد اللازم لفتح أبواب الغیر ، وسیره على ذلک الاسم ، وعلمه من خزانة دعوته إلیه ، وسیأتی سر الناقة ، وسر تخصیص کل نبی لمرکب کعیسى بالحمار ، وموسى بالعصا ، ومحمد علیه الصلاة والسلام بالبراق إن شاء الله .
قال الشیخ رضی الله عنه : ( من الآیات آیات الرکائب ... وذلک لاختلاف فی المذاهب )
من آیات الله التی خص بها کل نبی بل کل واحد من بنی آدم آیات الرکائب وهی المرکوبات ، وذلک أن کل عین من الأعیان الإنسانیة لها روح هو أول مظهر للاسم الذی یرب الله ذلک الشخص به .
"" إضافة بالی زادة : وهو صالح بن عبید بن أسف بن ماسح بن عبید بن ساذر بن ثمود ، وصالح سار بعد هلاک قومه إلى فلسطین ، ثم انتقل إلى الحجاز وعبد الله ، حتى مات وعمره ثمان وخمسون سنة اهـ.
( من الآیات ) خبر ( آیات الرکائب ) مبتدأ ، وإضافة الآیات إلى الرکائب إضافة عام إلى خاص ، من وجه الرکائب جمع رکیبة ، أی ومن جملة المعجزات الدالة على صدق الأنبیاء معجزات الرکائب کالبراق لمحمد والناقة لصالح ، فکل آیات لیست برکائب ولا کل الرکائب لیست بآیات ، وإن کان المراد بالرکائب هنا نفس الآیات وهی البراق والناقة ، لکنه صحت الإضافة من حیث مغایرتهما بحسب المفهوم بالعموم والخصوص من وجه اهـ بالی زاده
( وذلک ) أی کون الرکائب من الآیات ( لاختلاف فی المذاهب ) أی بأن کان بعضها ذاهبا إلى الحق وبعضها إلى برارى عالم الظلمات ، والرکائب قابلة للذهاب إلى کلى منها موصلة للراکب إلى مقصوده من حق أو غیره اهـ بالى زاده .""
ولکل روح فی العالم الجسمانی صورة جسدانیة هی مظهر ذلک الروح ، وله مزاج خاص یناسب حاله فی حضرة عینه الثابتة فلا بد لصورة بدنه من ذلک المزاج ، وعند تعلقه بمادة البدن یکون رابطة فی تعلق ذلک المزاج ثم إن له فی عالم النبات صورة تناسب ذلک المزاج وکذا فی عالم الحیوان .
ولا شک أن الحیوان مرکب هذا الروح فی استکماله ، وهذه الأمور کلها من أحوال عینه الثابتة ونسبة الحق أی الذات الإلهیة إلیه وهو الاسم الغالب الذی هو رب الشخص وخزانة علمه وحکمته ، وسیر هذا الشخص وترقیه إنما یکون لإخراج ما فی خزانته من القوة إلى الفعل حتى یکون على کماله الذی خلق له بمرکبه المخصوص به .
وذلک السیر والترقی هو عبودیته الخاصة به وشریعته إن کان نبیا ، فمن المرکب ما هو على صورة الناقة وصفاتها ، فإن النفس الحیوانیة لا بد لها من عین أثر هی من أحوال عینها وخواص ربها ، ومنها ما هو على صورة الفرس ، وعلى صورة الأسد ، وعلى صورة
الثعبان ، وفی اطمئنانه فی طاعة الروح وأمانته لها عن خواصها الحیوانیة کالعصا وکذلک على صورة کل واحد من الحیوانات أو على الترکیب کالبراق ، فسیره على طریقة تلک الحیوان بمقتضى حکمة الاسم الذی هو ربه .
وهو معنى قوله : وذلک الاختلاف فی المذاهب ، وهذا سر إعجازه بإخراج الناقة من الجبل ، ومنه یعرف أحوال معاد الأشقیاء على الصورة المختلفة ، کقوله : یحشر بعض الناس على صورة یخس عندها القردة والخنازیر .
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فمنهم قائمون بها بحق .... ومنهم قاطعون بها السباسب )
أی من أصحاب الرکائب أو أهل المذاهب وکلاهما واحد قائمون بتلک الرکائب بحق ، أی بأمر الحق فی السیر والسلوک إلیه وفیه حتى الکمال وبلوغ الغایة ، أی السالکون أو الواصلون أهل الشهود الذین فنوا عن ذواتهم فقاموا بها بالحق عند الشهود والاستقامة ، فکان الحق عین ذواتهم وقوامهم ومراکبهم وصورهم.
"" إضافة بالی زادة : )فمنهم ) أی إذا کانت المذاهب مختلفة من عباد الله ( قائمون بها ) أی أقاموا مراکبها وهی صورة النفوس الحیوانیة فی طریق الحق وطاعته ( بحق ) أی بأمر حق لا بأنفسهم ( ومنهم قاطعون بها السباسب ) أی صحارى عالم الأجسام التی تاهوا فیها ولم یخرجوا عنها اه ( فأما القائمون فأهل عین ) وشهود ، وهم الواصلون حقیقة العلم والمختصون عن ظلمات الجهل ، وهم أهل الکشف والیقین ( وأما القاطعون هم الجنائب ) أی البعداء عن معرفة الحق ، وإن استدلوا بفکرهم النظری من الأثر إلى المؤثر ، لکنهم محجوبون عن حقیقة العلم وهم أهل النظر والاستدلال ، حذف الفاء من فهم لضرورة الشعر اهـ بالى زادة . ""
ومذهبهم الدین الخالص لله فی قوله : " أَلا لِلَّه الدِّینُ الْخالِصُ " وسیرهم سیر الله ، ومنهم قاطعون بها سر عالم الملکوت فی الاستدلال بآیات الآفاق ، أو تدابیر عالم الشهادة والملک عالم الحجاب فی بوادی الاسم الظاهر :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فأما القائمون فأهل عین .... وأما القاطعون هم الجنائب )
یعنى أن القائمین هم أهل العیان والشهود یدعون إلى الله على بصیرة ، وفی الجملة الأنبیاء والأولیاء حال السلوک والوصول ، فإن السالکین الصادقین المشارفین إلى الوصول هم أهل عین باعتبار عشیاتهم ، والقاطعون هم الجنائب أی الأمم والأتباع الذین یدعون إلى الحق ، ویستعملون فی الجهاد والمصالح الدینیة والدنیویة ، المشوشون المحکومون بالطبع ، المحجوبون کالحیوانات إلى ما فیه صلاحهم وصلاح العالم المخلوقون للتبعیة والصحیح فهم جنائب ، لکن الشیخ قدس سره راعى جانب المعنى فلم یجیء بالفاء بعد إما تخفیفا .
قال الشیخ رضی الله عنه : ( وکل منهم یأتیه منه ... فتوح غیوبه من کل جانب )
أی وکل واحد من الداعین القائمین بالحق ، ومن المدعوین المجنوبین القاطعین ، تأتیه فتوح غیوبه من الله التی هی فی غیب الذات وغیب ربه ، أی الاسم الذی هو إلهه ، وهذا العبد عبده وغیب علمه تعالى به وغیب عینه الثابتة ومن فوقه ومن تحت أرجله ، وذلک معنى قوله من کل جانب ، وتلک الفتوح إما ملائمة أو غیر ملائمة بمقتضى عینه .
وذلک أن الداعی فی الحیاة الدنیا وفی الآخرة تأتیه فتوحه بما لاءم ، لأنه فی مقام الرضا لا یرید إلا ما یرید الله به ، وإن کان فی مقام السلوک شکر على النعماء وصبر على البلاء فیکون ملائما من وجه .
لأن الابتلاء یظهر فضیلته وفی الآخرة یکون مجازاته حسن الثواب وأما المدعو فإن أجاب الداعی بما یلائم وأطاعه وسلک طریقه وسار على سبیله وسیرته فتح له باب المجازاة بما یلائم ، وإن أجابه بما الا یلائم وخالفه بالکفر والعصیان فتح له باب المجازاة بما لا یلائم .
وقد تظهر أمور من الغیب هاهنا لکلا الفریقین ملائمة وغیر ملائمة ، لا یعرف بلیتها والاطلاع على سر الغیب إنما هو للحق ، وقد یطلع على بعضه من شاء من عباده .
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (
من الآیات آیات الرکائب ... و ذلک لاختلاف فی المذاهب
فمنهم قائمون بها بحق ... و منهم قاطعون بها السباسب
فأما القائمون فأهل عین ... و أما القاطعون هم الجنائب
و کل منهم یأتیه منه ... فتوح غیوبه من کل جانب )
11 - فص حکمة فتوحیة فی کلمة صالحیة
لما کان ( الفتوح ) عبارة عن حصول شئ عما لم یتوقع ذلک منه ، نسب
حکمته إلى صالح ، علیه السلام ، لخروج الناقة التی هی معجزته من الجبل ،
وهو مما لم یتوقع خروجها منه .
وأیضا لما کان ( الفتوح ) مأخوذا من ( الفتح ) - إذ هو جمعه کالعقول للعقل والقلوب للقلب - وصالح مظهر اسم ( الفتاح ) ، لذلک انفتح له الجبل فخرج منه الناقة ، وهو من جملة مفاتیح الغیب ، قرن ( الحکمة الفتوحیة ) إلى کلمته ، وبین فیها الإیجاد ، وکونه مبنیا على الفردیة . وفی بعض النسخ : ( حکمة فاتحیة ) . وهی یؤید ما ذکرناه .
(من الآیات آیات الرکائب )
أی ، من جملة الآیات والمعجزات ، آیات الرکائب ، کالناقة لصالح و ( البراق )
لنبینا ، صلى الله علیه وسلم وأضاف ( الآیات ) إلى ( الرکائب ) ، وإن کانت
هنا نفس ( الآیات ) ، باعتبار المغایرة التی بینهما : فإن ( الآیات ) لیست منحصرة فی
( الرکائب ) ، ولا کل ( الرکائب ) من ( الآیات ) .
وهذه ( الرکائب ) فی الحقیقة صورة النفوس الحیوانیة ، وهی مراکب النفوس الناطقة ، کما أن الأبدان مراکب النفوس الحیوانیة ، لأنها جمع ( رکیبة ) - کقبائل جمع قبیلة . وهی ما یرکب علیه للوصول إلى المقصود ، وما تحصل مقاصد النفوس الناطقة ولا تکمل إلا بها ، فهی مراکبها .
(وذلک لاختلاف فی المذاهب ) .
أی ، وکون ( الرکائب ) من ( الآیات ) الدالة على صدق الأنبیاء ، إنما هو لاختلاف
فی المذاهب ، أی ، فی السلوک والسیر إلى الله ، إذ ( المذهب ) هو الطریق ، کما یقال :
مذهب الشافعی کذا . أی ، طریقه الذی ذهب إلیه کذا .
وذلک الاختلاف مستند إلى اختلاف الاستعدادات ، فإن بعض النفوس
یسیر علیها سیرا لا تزیغ أبصارهم إلى غیر المطلوب ، کما قال تعالى فی نبیه ،
صلوات الله علیه : "ما زاع البصر وما طغى ". فیصل إلیه . وبعضهم لا یسیرون
علیها نحو المطلوب ، فیتیهون فی السباسب ویبقون فی ظلمات الغیاهب ، کما
قال :
(فمنهم قائمون بها بحق .... ومنهم قاطعون بها السباسب )
أی ، فمن أصحاب تلک المذاهب ، طائفة قائمة بتلک الرکائب ، أی ، أقاموها فی طاعة الحق والسیر إلیه باستعمالها فیه بالحق ، لا بأنفسهم .
ف ( الباء ) الأولى للتعدیة ، والثانیة للاستعانة .
( ومنهم قاطعون بها ) أی ، بتلک الرکائب ( السباسب ) . وهو جمع ( سبسب ) . وهو البیداء والصحراء . أی ، یقطعون بها البراوی والصحاری التی تاهوا فیها ولم یخرجوا عنها .
وهی براری عالم الظلمات والأجسام .
فالطائفة الأولى هم الذین علموا الأمر على ما هو علیه ، وسعدوا .
والثانیة هم الذین بقوا فی ظلمات الجهل ، وبعدوا .
وإلیه أشار بقوله : (فأما القائمون فأهل عین ) أی ، أهل الشهود والعیان .
(وأما القاطعون هم الجنائب)
أی ، هم المحجوبون البعداء عن الحضرة ومعرفة حقائق الأشیاء ، وإن قطعوا
براری عالم الملک بالاستدلال من الأثر إلى المؤثر بعقولهم المشوبة بالوهم المحجوبة
عن حقیقة العلم . إذ هی جمع ( جنیبة ) . وهی فعیلة من ( الجنوب ) ، وهی البعد ،
کما قال :
(هوای مع الرکب الیمانین مصعد .... جنیب وجثمانی بمکة موثق)
وکان الحق أن یقول : فهم الجنائب . ب( الفاء ) ، جوابا ( أما ) ، لکنه حذف للضرورة .
ولو قال : فهم جنائب ، لکان أنسب .
(وکل منهم یأتیه منه ..... فتوح غیوبه من کل جانب )
أی ، کل واحد من القائمین ، یأتیه من عند الله فتوح الأسماء الإلهیة والتجلیات الذاتیة من جوانب الحضرات الروحانیة والجسمانیة . فضمیر ( منه ) و ( غیوبه ) عائد إلى ( الحق ) .
و ( الفتوح ) یجوز أن یکون مفردا بالمعنى المشهود المذکور . ویجوز أن یکون جمعا للفتح ، کالقلوب للقلب .
ویجوز أن یحمل ( وکل منهم ) على ( القائمین ) و ( القاطعین ) .
لأن المحجوبین أیضا لهم فتوح غیوب الحق من حضرات الأسماء التی تربهم وتختص بهم .
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (
من الآیات آیات الرکائب ... و ذلک لاختلاف فی المذاهب
فمنهم قائمون بها بحق ... و منهم قاطعون بها السباسب
فأما القائمون فأهل عین ... و أما القاطعون هم الجنائب
و کل منهم یأتیه منه ... فتوح غیوبه من کل جانب )
الفص الصالحی
11- فص حکمة فتوحیة فی کلمة صالحیة
قال الشیخ رضی الله عنه : ( من الآیات آیات الرکائب ... و ذلک لاختلاف فی المذاهب .. منهم قائمون بها بحق ... و منهم قاطعون بها السباسب .. فأما القائمون فأهل عین ... و أما القاطعون هم الجنائب .. و کل منهم یأتیه منه ... فتوح غیوبه من کل جانب )
أی: ما یتزین به، ویکمل العلم الیقینی المتعلق بفتح خزانة الغیب لإخراج ما فیها بالقوة إلى الفعل، ظهر ذلک العلم بزینته وکماله فی الحقیقة الجامعة المنسوبة إلى صالح علیه السلام إذا أخرج الناقة من الصخرة، وأخرج منها الفصیل، ومن الماء الذی یشربه اللبن بقدره فی الحال.
""أضاف المحقق : لما کان الفتوح عبارة عن حصول شیء مما لم یتوقع ذلک منه، نسب الشیخ حکمته إلى کلمة صالح علیه السلام ، لخروج الناقة التی هی معجزته من الجبل؛ وهو مما لم یتوقع خروجها منه .. ""
کما أخرج الحق آدم علیه السلام بلا أبوان وحواء بدون أحدهما.
ولذا نسبت إلى الله تعالی فی قوله: "هذه ناقة الله لکم آیة" [الأعراف: 73]، وجعل قاتلها أشقى أمته کإبلیس إذ أبی عن سجود آدم، وأشبه أیضا فی إتیان العذاب بعد ثلاثة أیام الحق فی أن إیجاده لا یخلو عن التثلیث.
فأشار رحمه الله أولا إلى بیان سر کون الناقة أیة؛ فقال: (من الآیات) أی: معجزات الأنبیاء علیهم السلام الدالة على صدقهم (آیات الرکائب) أی: آیات الرکائب جمع رکیبة ما ترکب علیها کناقة صالح، وفرس إلیاس، و براق محمد صلى الله علیه وسلم .
(وذلک) أی: کون بعض الآیات الرکائب وبعضها غیرها (لاختلاف فی المذاهب) أی: لاختلاف الأنبیاء فی طرق الدعوة إلى الله تعالى، وإن اتفقوا فی أصل الدین، فآیاتهم کما تدل على صدقهم تدل على طرق دعوتهم، وذلک لاختلاف استعدادات أممهم فی السیر.
(فمنهم) أی: فمن الذین وضعت لهم تلک المذاهب (قائمون بها) أی: بمذاهبهم (بحق) یسیرون بالله فی الله بالأعمال الظاهرة والباطنة، فلا یحتاجون إلى الرکائب من البدن والنفس الحیوانیة والناطقة، التی هی بمنزلة الناقة والفرس الناری والبراق.
(ومنهم قاطعون بها السباسب) جمع سبسب، وهو البیداء.
والمراد أعمال البدن وأخلاق النفس، ومقامات القلب، أی: یقطع بها مسافة البعد بینه وبین الحق برفع الحجب الظلمانیة والنوریة.
ثم أشار إلى عدم احتیاج الأولین إلى الرکائب، وأنه إنما یحتاج إلیها الآخرون.
فقال : (فأما القائمون) یعنی بمذاهبهم بحق (فأهل عین) لا یحتاجون إلى رفع الحجب، فلا مسافة بینهم وبین الحق ولا بعد، وإن کان لهم الأعمال والأخلاق والمقامات؛ فهم لا یلتفتون إلیها، فلا یحتاجون إلى الرکائب لکن عصمهم الله عن النقائص التی هی أضدادها لقربهم من منبع الکمالات، فتفیض علیهم أنواره من غیر توجه وقصد منهم.
(وأما القاطعون) یعنی بها السباسب (هم) أی: فهم حذف الفاء للضرورة (الجنائب) الأباعد، لرؤیتهم أعمالهم وأحوالهم و مقاماتهم واسطة للوصول إلى الحق، وبینهم وبین الحق حجب ظلمانیة ونورانیة.
ثم أشار إلى أن لکل طریق أثرا فی الوصول إلى الحق، فقال: (وکل منهم) أی: من أهل العین (یأتیه منه) أی: من مذهبه (فتوح غیابه من کل جانب)؛ فأهل العین تأتیه العلوم اللدنیة والتصرفات فی خزانة الدنیا والآخرة، زیادة القرب والمحبة والکرامة، والجنائب یرفع عنهم الحجب شیئا فشیئا؛ فیحصل لهم النجاة والفوز بالجنة، والأحوال السنیة الموجبة للحذر بعد الکسب، إلى أن یصیروا من أهل العین، فیحصل لهم ما یحصل لأهل العین.
وبالجملة لما استحقا خزانة الغیب لم یکن لهم ید من الفتوح للحدیث القدسی: "من تقرب إلی شبرا تقربت إلیه ذراعا، ومن تقرب إلی ذراعا تقربت إلیه باعا، ومن أتانی یمشی أتیته هرولة". رواه البخاری ومسلم
ولما فرغ عن بیان السر فی کون الناقة أیة شرع فی بیان سر التثلیث فی العذاب الذی أصاب بسبب قتلها.
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (
من الآیات آیات الرکائب ... و ذلک لاختلاف فی المذاهب
فمنهم قائمون بها بحق ... و منهم قاطعون بها السباسب
فأما القائمون فأهل عین ... و أما القاطعون هم الجنائب
و کل منهم یأتیه منه ... فتوح غیوبه من کل جانب )
11 - فصّ حکمة فاتحیّة فی کلمة صالحیّة
فصّ حکمة فاتحیّة فی کلمة صالحیّة ووجه اختصاص هذه الکلمة بحکمتها هو أنّ لصالح علیه السّلام قد انفتق عن جبل الجبلَّة ناقة القوّة وإبل القابلیّة .
وله انفتح عند إنبائه وانبساطه على عرض أرض الإظهار أبواب مظاهر الأوصاف الکمالیّة ، یعنی الحیوان الذی به یظهر الحیاة والإرادة والقدرة والسمع والبصر ، وعلیه تقطع اللطیفة الإنسانیّة سباسب قفار الأمزجة الکثیفة الانحرافیّة ، إلى أن یبلغ سواد اعتدالها النوعی ، وریاض أوصافها الوجودیّة وأفعالها الکمالیّة الکلامیّة ، الکاشفة عن کنه الکلّ ، فله صلوح الکشف عن الحکمة الفتوحیّة الحصولیّة الصلوحیّة .
والذی یلوّح على ذلک اتّفاق عقدی الفاتح ( 21 ) والصالح ( 21 ) فی الثلاثة التی علیها یقوم أمر فتح أبواب الظهور والإظهار کما سیحقّق ذلک
وإلى ذلک أشار بقوله : ( من الآیات ) الکاشفة عن الحکمة الفاتحیّة( آیات الرکائب )رکائب القوابل التی بها یقصد کلّ أحد مواطنه المتخالفة ، وعلیها یسلک مسالکهم المتفاوتة المتباینة .
( وذلک لاختلاف فی المذاهب ) فإنّ القابلیّة أصل الخصوصیّات ومعدن تکثّر التعیّنات .
( فمنهم قائمون بها بحقّ ) أی واقفون بتلک الرکائب على موطن الحقّ فی عین الحرکة والسلوک ، وفی لفظ « قائمون » إشارة إلى تلک الجمعیّة - فتنبّه.
ومنهم قاطعون بها (السباسب) فإنّ من الناس من وقع بسبب تشدّدهم على رکائب قابلیّاتهم بأسواط التعمّلات والتسببات فی فیافی الأنظار والأفکار ، ومنهم من هام بها فی مهامه الأوصاف والأحوال ، ومنهم من ضلّ فی سباسب الأعمال والأفعال. " سباسب جمح سبسب : البیداء والصحراء ".
( فأمّا القائمون فأهل عین )وشهود ، ضرورة قیام أمرهم بها ،( وأمّا القاطعون هم الجنائب ) أی المطیعون ، یقال : « فرس جنیب » أی منقاد والجنیب فیه معنى القربة والبعد ، ویقال : « جنیب » لفرس یتهیّأ للرکوب ، وسائر المعانی هاهنا مستشعر منه .
وإذ کان الغرض من هذا التفصیل تمییز مراتب السالکین وأطوارهم ، وإنّما یستفاد ذلک من الحصر - على ما لا یخفى - فما نوقش فی هذا الترکیب من ترک « الفاء » بمعزل عن الصواب عند أهل التحقیق ، سیّما فی النظم .
( فکلّ منهم ) - من أهل العین والجنائب - ( یأتیه منه ) أی من هو الذی آخذ بناصیة الکلّ
( فتوح غیوبه من کلّ جانب ) من فوقهم ومن تحت أرجلهم.
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (
من الآیات آیات الرکائب ... و ذلک لاختلاف فی المذاهب
فمنهم قائمون بها بحق ... و منهم قاطعون بها السباسب
فأما القائمون فأهل عین ... و أما القاطعون هم الجنائب
و کل منهم یأتیه منه ... فتوح غیوبه من کل جانب )
11 - فص حکمة فتوحیة فی کلمة صالحیة
قال رضی الله عنه : ( من الآیات آیات الرکائب . وذلک لاختلاف فی المذاهب . فمنهم قائمون بها بحق . ومنهم قاطعون بها السباسب)
لما فتح الله باسم الفناح الذی هو جملة مفاتیح الغیب على صالح علیه السلام باب الإعجاز الفاتح على بعض أمته طریق السعادة حیث آمنوا به.
وعلى بعضهم طریق الشقاوة حیث کفروا به بانفتاح الجبل.
وبین أیضا الشیخ فی حکمته أن فتح باب الإیجاد مبنی على الفردیة وصف حکمته بالفتوحیة.
فالفتوح إن کان جمع فتح فجمعیته مشعرة بأن تلک المعجزة فتحا على فتح کما وقع الإیماء إلیه ، وإن کان منفردا فمع إشعاره بالفتح ینبیء عن کونها مما لم یتوقع مثلها.
وفی کثیر من النسخ: فاتحیة بدل فتوحیة وهی أنسب لفظا، ولما کان بعض الرکائب الذی هو الناقة معجزا لصالح علیه السلام ابتدأ رضی الله عنه بذکر الرکائب.
فقال: (من الآیات)، أی من جملة الآیات والمعجزات (آیات الرکائب)، أی المعجزات المتعلقة بالرکائب، فإن ذوات الرکائب لیست معجزة بل المعجزة إنما هی انفتاق الجبل عنها، أو المراد بها الرکائب المعجزة .
فإن من الرکائب ما هی معجزة وما لیست بمعجزة، والمعدود من جملة المعجزات إنما هو الرکائب المعجزة منها لا مطلقا .
لا یبعد أن تجعل الرکائب إشارة إلى أبدان السالکین ونفوسهم الحیوانیة.
فإن الأبدان رکائب النفوس الناطقة وفی کل منها أبنات وعلامات تدل على مراتب أستعدادات السالکین وعلى تفاوت ما یفیض علیهم بحسب الاستعدادات من الأسماء الإلهیة .
(وذلک)، أی کون بعض الآیات الرکائب (لاختلاف) واقع (فی المذاهب)، أی مذاهب الأمم فی اقتراحاتهم المعجزات من الأنبیاء فان لکل منهم مذهبا فی اقتراح المعجزة یقتضیه استعداده .
فبعضهم یقتضی استعداده اقتراح الرکائب المعجزة، وبعضهم یقتضی استعداده غیر ذلک.
فـ منشأ کون بعض المعجزات من قبیل الرکائب إنما هو اختلاف مذاهب الأمم فی اقتراحاتهم لتفاوت استعداداتهم .
(فمنهم)، أی من أصحاب الرکائب المؤمنین بالأنبیاء علیه السلام بسبب اعجاز الرکائب (قائمون بها)، أی بتلک
قال رضی الله عنه : ( فأما القائمون فأهل عین ... و أما القاطعون هم الجنائب ... و کل منهم یأتیه منه ... فتوح غیوبه من کل جانب)
الرکائب، أی یقومون برکوبها ویتصدون له (بحق)، أی شهود حق وکشف صادق بحیث لا تحجبهم تعینات الراکبیة والمرکوبیة والمسافة والابتداء، الانتهاء عن شهود الواحد الحق تعالی.
بل یشاهدون أن الکل هو الحق المطلق بل تقید وتعین بتلک الصور من غیر أن تمنعهم کثرة الصور عن شهود الوحدة .
(ومنهم قاطعون بها)، أی بتلک الرکائب (السباسب) فیسندون القطع إلى أنفسهم ویجعلون الرکائب وسائل فی ذلک القطع .
أو برون السباسب المسافة المقطوعة فتحجبهم کثرة هذه الصور عن شهود الوحدة .
فالطائفة الأولى شهدوا الأمر على ما هو علیه .
والطائفة الثانیة بقوا فی ظلمة الجهل والبعد .
کما قال : (فأما القائمون فأهل عین) یشهدون بها الأمر على ما هو علیه .
(وأما القاطعون هم الجنایب) جمع جنیبة فعیلة من الجنوب وهو البعد، أی المحجوبون المبعدون .
(وکل منهم)، أی من القائمین والقاطعین (تأتیه منه فتوح غیوبه) الضمیر ان المجروران.
إما راجعان إلى الحق تعالى أو العبد، أو أحدهما للحق والآخر للعبد ولکل وجه یظهر بالتأمل.
وقوله (من کل جانب) متعلق بقوله : یأتیه ، أی من فوقهم وتحت أرجلهم .
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص 285-287
11. فصّ حکمة فتوحیة فی کلمة صالحیّة [فاتحیّة- خ]
[از جمله آیات و معجزات، آیات رکائب است]
من الآیات آیات الرکائب و ذلک لاختلاف فی المذاهب
فمنهم قائمون بها بحقّ و منهم قاطعون بها السباسب
فأمّا القائمون فأهل عین و أمّا القاطعون هم الجنائب
من الآیات آیات الرکائب
از جمله آیات و معجزات، آیات رکائب است.
رکائب جمع رکاب یا رکیبه است. یعنى شترانى که بدانها سفر میکنند و راه میپیمایند. در اینجا به ناقه صالح (ع) اشاره دارد و چون لفظ جمع است باید به غیر ناقه صالح نیز اشاره داشته باشد که بگوییم رکائب، ناقه صالح و براق خاتم (ص) است.
شرّاح بعضى فرمودهاند: رکائب قوابلى هستند که هر یک از آنها به سوى موطن خاص خود قصد دارد و راه و مسلک مخصوص خود را میپیماید و دیگرى نیز قریب به همین مضمون گوید. دور نیست که رکائب اشاره به أبدان سالکان باشد که أبدان، رکائب نفس ناطقه است و در هر یک از آنها آیات و علاماتى است که دلالت بر مراتب استعداد سالکان و تفاوت فیض اسماء و صفات بر آنان به حسب اختلاف استعدادشان میکند.
و ذلک لاختلاف فی المذاهب
و رکائب بودن بعضى آیات، از جهت اختلاف در مذاهب است.
قیصرى در شرح گوید:
اینکه رکائب از آیات دال بر صدق انبیا باشد از جهت اختلاف در سیر و سلوک الى اللّه است.( شرح فصوص قیصرى، ص 263) ملا عبد الرزاق در شرح فرماید:
پس از این سر ناقه و سر تخصیص هر پیغمبرى به مرکبى، خواهد آمد، عیسى به حمار، موسى به عصا و محمد به براق.( شرح قاسانى، ص 167)
فمنهم قائمون بها بحقّ
پس بعضى از اصحاب آن مذاهب کسانى هستند که بر رکائب به حق (به راستى و درستى) قائمند.
که مرکب تن را در طاعت حق و سیر به سوى حق وا میدارند که بگوییم این طایفه قائم به رکائباند به استعانه از حق تعالى و یا قائم به رکائباند به شهود حق و کشف صادق. به این معنى که تعینات راکبیت و مرکوبیت و مسافت و ابتدا و انتها و دیگر امور و احوال، آنها را از شهود حق باز نمیدارد و صاحب آنها نمیشود و یا بگوییم که این طایفه قائم به رکائباند به امر حق و چنانکه ظاهر است این معانى نزدیک به هماند.
و منهم قاطعون بها السباسب
سباسب جمع سبسب (بیابان) است یعنى بعضى از اصحاب این مذاهب کسانى هستند که بیابان عالم ظلمات و أجسام دنیوى و مادى را پیمودند و در وادى خودکامیهاى نفسانى و شهوات حیوانى سیر کردند که چون حیوان عصارى راه بسیار رفتند و به جایى نرسیدند و دور نیست که از طایفه نخستین اهل عرفان را اراده کرده باشد و از طایفه دومى فلاسفه را. شبسترى در گلشن راز گوید:
ز دور اندیشى عقل فضولى یکى شد فلسفى دیگر حلولى
خرد را نیست تاب نور آن روى برو از بهر او چشم دگر جوى
دو چشم فلسفى چون بود أحول ز وحدت دیدن حق شد معطل
رها کن عقل را با حق همى باش که تاب خور ندارد چشم خفاش
فأمّا القائمون فأهل عین و أمّا القاطعون هم الجنائب
اما آنان که قائمون به حقند اهل عینند (یعنى اهل شهود و عیانند) و آنان که قاطعون سباسباند جنائبند.
یعنى دور از حضرت ربوبیت و محجوب از حق و معارف اشیائند اگر چه بیابانهاى عالم را به استدلال از اثر به مؤثر به عقول آمیخته به وهمشان که محجوب از حقیقت علم است پیمودند. (شرح فصوص قیصرى، ص 264) قاطعین سباسب را فلاسفه بخصوص متکلمان دانستند و قائمون به حق را عارفان.
جنائب جمع جنیب است. در منتهى الإرب فی لغة العرب گوید: جنیب اسب کتل و فرمانبردار است. در برهان قاطع گوید: کتل به ضم اول اسب جنیب باشد و آن اسبى است زین کرده که پیش سلاطین و امرا برند.
عبد الغنى نابلسى در شرح فصوص گوید:
جنائب جمع جنیب است یعنى سوارىهاى رام و فرمانبردار که سوارى بر آن نیست به این سبب که حق سبحانه در آیات نفوس قاطعون سباسب ظاهر نشده است. پس آنان حامل امانات علمى و اسرار الهى هستند. براى کسانى که آن امانت و اسرار را در آنها مشاهده میکنند و خود آنان یعنى قاطعان از خود بیخبرند به علت قیام و سرگرمیشان به انفسشان و اشتغالشان به احوال جهان ناسوتى نه به تجلیات الهى و این قاطعان حاملان علمند نه اهل علم. چنانکه خداوند فرمود: مَثَلُ الَّذِینَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ یَحْمِلُوها کَمَثَلِ الْحِمارِ یَحْمِلُ أَسْفاراً (اسفار جمع سفر است و سفر یعنى کتاب.) (لم یحملوا: نفهمیدند آن را).( شرح فصوص، عبد الغنى نابلسى،)
و کلّ منهم یأتیه منه فتوح غیوبه من کلّ جانب
و هر یک از آنان چه قائمان و چه قاطعان فتوحى (یعنى فیضى) برایشان از غیبشان از هر جانب میآید (هم از جانب حق تعالى به وجهى و هم از جانب حقیقت و عین ثابت عبد به وجهى).
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص:۵۷۰-۵۷۱
من الآیات آیات الرّکائب
یعنى از جمله آیات و معجزات آیات رکائب است و رکائب جمع رکیبه است، و رکیبه آنست که بر او سوار مىشوند تا به مطلوب برسند. و این رکایب به حقیقت صورت نفوس حیوانیّه اند و نفوس حیوانیّه مراکب نفوس ناطقهاند چنانچه ابدان مراکب نفوس حیوانیّه اند، و حاصل نمىشود مقاصد نفوس ناطقه الّا به نفوس حیوانیه و کمال نمى یابد مقصود نفس ناطقه إلّا به نفس حیوانى. پس نفوس حیوانیّه مراکب نفوس ناطقه باشند.
و ذلک لاختلاف فى المذاهب.
یعنى بودن رکائب از آیات دالّه بر صدق انبیاء علیهم السلام به سبب اختلاف در مذاهب است یعنى به سبب تنوّع سلوک و سیر الى اللّه، چه مذهب طریق است کما یقال مذهب الشّافعى أى طریقه الّذى ذهب إلیه فیها.
و آن اختلاف مذاهب مستند به اختلاف استعدادات است، فلهذا بعضى نفوس در سیر الى اللّه چنان تیز و ساعى و مجدّاند که به حکم «ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغى» نظر بر دنیا و آخرت نیز نمىاندازند. و بعضى متحمّل بار تزکیه و تصفیه و تبدیل اخلاق سیّئه به حسنه گشته به آهستگى در راه مىروند، و بعضى به جانب مطلوب حقیقى رکائب نمىرانند و در بیابان هوا و هوس سرگردانند.
فمنهم قائمون بها بحقّ و منهم قاطعون بها السّباسب
یعنى از اصحاب آن مذاهب طایفه اى قائم شدهاند به سبب آن رکایب و سیر و سلوک طریق مستقیم اعتدال به حق، یعنى نفوس خود را به طاعت و سیر الى اللّه به حق قائم گردانیده اند و در تجلّى حق، حق را به حق دیده و مستقیم گشته اند، و طایفه دیگر به سبب آن رکائب قطع بیابان و صحراى طلب و استدلال و تحمل مشاق رعایت شرایع و متابعت کاملان در سیر الى اللّه را در راه حق برداشته به جانب حق مىروند و قطع منازل و مراحل مىنمایند تا به مقصود رسند.
و سباسب جمع سبسب است، و سبسب بیابان و صحراست. و آن طایفه اول که قائمون به حق اند جماعتى اند که امور را چنانچه حق دانستن است دانسته اند و بر آن عمل نموده و سعادت ابدى یافته و مقصود آفرینش حاصل کرده.
و طائفه دوم که قاطعان سباسب اند آنهایند که در بیداء طلب و سلوک سرگردانند و حقیقت امر بر ایشان تا غایت ظاهر نشده است و در تحت حکم اسم «الظاهر» اند، و هنوز از حجاب ظلمانى بالکل خلاص نیستند.
فأمّا القائمون فأهل عین و أمّا القاطعون هم الجنائب
یعنى امّا آنها که قائمون بهحقاند واصلان اهل شهودند که از خودى خود در تجلّى الهى فانى شده به حق قائم شده و حق عین ذات و صفات ایشان شده، حق را به حق دیدهاند.
و اما قاطعان بیابان طلب و سالکان مسالک تعب ایشان جنائب اند. و جنائب جمع جنیبه است و جنیبه آن مرکب را مىگویند که پیش پیش سلاطین مى کشند. و اینجا جنائب سائران إلى اللّه اند، حامل زاد تقوى و طاعت برداشته در راه حق مىروند و هنوز به منازل قلبیه قرب نرسیده اند.
و کلّ منهم یأتیه منه فتوح غیوبه من کلّ جانب
یعنى هریکى ازین قائمان به حق و ازین قاطعان بیداء طلب مىآید به او از فتوحات غیبیّه و عطایاى الهیّه از هر جانب یعنى از جانب روحانیّات و جسمانیّات فتوحات اسماى الهیّه و تجلیّات ذاتیّه و صفاتیّه بر هریکى ازین مذکورین از مبدأ درخور استعدادات آن مىرسد، و بر هریکى از آن اسم که خود مظهر آن واقع شده اند احکام آن اسما که به حقیقت فتوحات الهى است مىرسد و همه را به کمال لایق ایشان مىرساند. شعر:
على حسب الأسماء تجرى امورهم و إن لم تکن أفعالهم بالسّدیدة
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص:۵۹۵
من الآیات آیات الرّکائب و ذلک لاختلاف فی المذاهب
شرح یعنى از آیات واضحات، آیات رکایب است. چنانچه ناقه صالح و حمار عزیز و ثعبان موسى و کبش خلیل و براق محمّد. و در حقیقت مراد از رکوب، نفوس حیوانیّه است که آن مراکب نفوس ناطقه است، چنانچه أبدان مراکب نفوس حیوانیّه است.
فمنهم قائمون بها بحقّ و منهم قاطعون بها السّباسب
شرح یعنى بعضى سالکان به سیر درآمدن هماى همّت ایشان، جز به قلّه قلعه کبریا فرو نیامد، و قومى به آن رکایب، ارتکاب مخالفت کردند، و در سباسب ظلمات جسمانى بماندند.
و أمّا القاطعون هم الجنائب فأمّا القائمون فأهل عین
شرح یعنى فالقائمون بالحقّ هم اهل العین و الشهود، المقصودون فی الوجود؛ و القاطعون مهامه الحجاب و اکتساب الشرک مخلوقون تبعا لأهل الشّهود کالحیوانات و الجنائب (جمع الجنیبة) غیر المطلوبین لأعیانهم.
و کلّ منهم یأتیه منه فتوح غیوبه من کلّ جانب
شرح أی من جانب اللّه عند فتح باب المجازات بما یلائم أن أطاع، أو بغیر الملائم من جانب عینه الثابتة و استعداده إن جحد و کفر و خالف.