الفقرة الثالثة :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( اعلم وفقک الله أن الأمر مبنی فی نفسه على الفردیة و لها التثلیث، فهی من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد.
وعن هذه الحضرة الإلهیة وجد العالم ، فقال تعالى «إنما قولنا لشیء إذا أردناه أن نقول له کن فیکون» و هذه ذات ذات إرادة و قول.
فلولا هذه الذات و إرادتها و هی نسبة التوجه بالتخصیص لتکوین أمر ما، ثم لو لا قوله عند هذا التوجه کن لذلک الشیء ما کان ذلک الشیء.
ثم ظهرت الفردیة الثلاثیة أیضا فی ذلک الشیء، و بها من جهته صح تکوینه و اتصافه بالوجود، و هی شیئیته و سماعه و امتثاله أمر مکونه بالإیجاد.
فقابل ثلاثة بثلاثة:
ذاته الثابتة فی حال عدمها فی موازنة ذات موجدها، وسماعه فی موازنة إرادة موجده،
وقبوله بالامتثال لما أمر به من التکوین فی موازنة قوله کن، فکان هو فنسب التکوین إلیه فلو لا أنه من- قوته التکوین من نفسه عند هذا القول ما تکون.)
قال رضی الله عنه : ( اعلم وفقک الله أن الأمر مبنی فی نفسه على الفردیة و لها التثلیث، فهی من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد. و عن هذه الحضرة الإلهیة وجد العالم ، فقال تعالى «إنما قولنا لشیء إذا أردناه أن نقول له کن فیکون» و هذه ذات ذات إرادة و قول. فلولا هذه الذات و إرادتها و هی نسبة التوجه بالتخصیص لتکوین أمر ما، ثم لو لا قوله عند هذا التوجه کن لذلک الشیء ما کان ذلک الشیء. ثم ظهرت الفردیة الثلاثیة أیضا فی ذلک الشیء، و بها من جهته صح تکوینه و اتصافه بالوجود، و هی شیئیته و سماعه و امتثاله أمر مکونه بالإیجاد. فقابل ثلاثة بثلاثة: ذاته الثابتة فی حال عدمها فی موازنة ذات موجدها، وسماعه فی موازنة إرادة موجده،
وقبوله بالامتثال لما أمر به من التکوین فی موازنة قوله کن، فکان هو فنسب التکوین إلیه فلو لا أنه من- قوته التکوین من نفسه عند هذا القول ما تکون.)
(اعلم) یا أیها السالک (وفقک الله) تعالى لمرضاته و للتحقق بأسمائه وصفاته فی غیب ذاته (أن الأمر) الإلهی الذی هو قائم به کل شیء محسوس أو معقول.
(مبنی فی نفسه) من حیث هو أمر الله تعالى (على الفردیة) کما قال سبحانه : "وما أمرنا إلا واحدة کلمح بالبصر " [القمر: 50]، ویستحیل ترکبه ، وإلا لکان عرض یعرض فیکون حادثا وهو قدیم بالإجماع .
(ولها)، أی للفردیة من حیث ظهورها وبطونها واقتضاؤها لآمر ومأمور (التثلیث) فإن الفرد من حیث هو فی نفسه غنی عن الظهور والبطون، وله من حیث الظهور شأن، ومن حیث البطون شأن، فالواحد ثلاثة .
(فهی)، أی الفردیة کما ذکرنا (من الثلاثة فصاعدا) إلى الخمسة إلى السبعة إلى التسعة إلى الأحد عشر وهکذا .
(فالثلاثة أول الأفراد) العددیة (وعن هذه الحضرة الإلهیة) الآمریة التی هی أول مراتب الأفراد العددیة (وجد العالم) بفتح اللام أی جمیع المخلوقات المحسوسة والمعقولة .
(فقال) الله (تعالى : "إنما قولنا لشیء إذا أردناه أن نقول له کن فیکون" [النحل: 40] .فهذه ذات)
وهی الأمر الإلهی من حیث هو فی نفسه غنی عن الظهور والبطون (وإرادة) وهی عین الأمر الإلهی من حیث البطون (وقول) وهو الأمر الإلهی من حیث الظهور .
فلولا هذه الذات الإلهیة (وإرادتها وهی)، أی تلک الإرادة (نسبة التوجه)، أی النسبة التی هی التوجه (بالتخصیص) على طبق ما کشفه العلم الإلهی عن أعیان الممکنات العدمیة .
(لتکوین)، أی نسبة الإیجاد إلى (أمر ما) من کل أمر محسوس أو معقول (ثم لولا قوله) سبحانه (عند هذا التوجه) الإرادی المذکور (کن)، أی أوجد بصیغة الأمر بالوجود (لذلک الشیء) المراد (ما کان ذلک الشیء) ولا وجد أصلا (ثم ظهرت الفردیة الثلاثیة أیضا فی ذلک الشیء) المتکون عن الأمر الإلهی المذکور.
(وبها)، أی بسبب تلک الفردیة المذکورة (من جهته)، أی جهة ذلک الشیء فی نفسه (صح تکوینه) لنفسه عند نفسه (واتصافه بالوجود وهی)، أی الفردیة الثلاثة التی ظهرت فی الشیء أیضا (شیئیة)، أی کونه شیئا أی مشیوء بمشیئة غیره وهو الحق تعالى.
(وسماعه) خطاب الله تعالی له بکن (وامتثاله أمر مکونه) سبحانه (بالإیجاد
فقابل) ذلک الشیء المتکون عن أمر الله تعالى (ثلاثة) منه (بثلاثة) من أمر الله تعالى (ذاته) وهی شیئیته (الثابتة)، أی غیر المنفیة لا الموجودة (فی حال عدمها) الأصلی (فی موازنة)، أی مقابلة (ذات موجدها)، أی موجد ذلک الشیء (وسماعه) الخطاب الأمر بالتکوین (فی موازنة)، أی مقابلة (إرادة موجده) سبحانه (وقبوله بالامتثال لما أمره به) موجده تعالى (من التکوین فی موازنة قوله تعالی) له (کن فکان).
أی وجد (هو)، أی ذلک الشیء (فنسب التکوین)، أی إیجاد نفسه (إلیه فلولا أنه)، أی ذلک الشیء (فی قوته التکوین من نفسه) لنفسه (عند هذا القول) له وهو ثابت غیر منفی معدوم غیر موجود (ما تکون) ذلک الشیء.
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( اعلم وفقک الله أن الأمر مبنی فی نفسه على الفردیة و لها التثلیث، فهی من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد.
وعن هذه الحضرة الإلهیة وجد العالم ، فقال تعالى «إنما قولنا لشیء إذا أردناه أن نقول له کن فیکون» و هذه ذات ذات إرادة و قول.
فلولا هذه الذات و إرادتها و هی نسبة التوجه بالتخصیص لتکوین أمر ما، ثم لو لا قوله عند هذا التوجه کن لذلک الشیء ما کان ذلک الشیء.
ثم ظهرت الفردیة الثلاثیة أیضا فی ذلک الشیء، و بها من جهته صح تکوینه و اتصافه بالوجود، و هی شیئیته و سماعه و امتثاله أمر مکونه بالإیجاد.
فقابل ثلاثة بثلاثة:
ذاته الثابتة فی حال عدمها فی موازنة ذات موجدها، وسماعه فی موازنة إرادة موجده،
وقبوله بالامتثال لما أمر به من التکوین فی موازنة قوله کن، فکان هو فنسب التکوین إلیه فلو لا أنه من- قوته التکوین من نفسه عند هذا القول ما تکون.)
(اعلم) ولما کان هذه المسألة من المسائل الغامضة طلب من الله للسالکین التوفیق فقال : (وفقک الله أن الأمر) الإیجادی (مبنی فی نفسه على الفردیة ولها) خبر (التثلیث) مبتدا أقدم الخبر لاختصاص التثلیث بالفردیة .
(فهی) أی الفردیة حاصلة (من الثلاثة فصاعدا) کالخمسة والسبعة وغیرهما (فالثلاثة أول الأفراد من هذه الحضرة الإلهیة) أی الحضرة الفردیة الأولیة وهی الفردیة الثانیة التی سنذکرها تفصیلا .
(وجد العالم فقال تعالى) أی فالدلیل على أن وجود العالم عن الحضرة الفردیة الإلهیة قوله تعالى: (إنما قولنا) أی أمرنا( لشیء إذا أردناه) أی إذا أردنا وجوده فی الخارج (أن نقول له) أی أن نخاطب له بقولنا: (" کن فیکون") .
ذلک الشیء بلا مهلة وتراخ عن قولنا کن.
(فهذه) الفردیة الثلاثیة (ذات ذات إرادة وقول فلولا هذه الذات) وهی ذات الحق (وارادتها) أی وإرادة الذات (وهی) أی الإرادة
(نسبة التوجه) أی توجه الذات (بالتخصیص لتکوین أمر ما ، ثم لولا قوله عند هذا التوجه کن لذلک الشیء ما کان ذلک الشیء) .
أی لو لم یکن هذه الثلاثة لم یکن ذلک الشیء.
ولما بین الفردیة التی من جهة العلة شرع فی بیان الفردیة التی من جهة المعلول فقال : (ثم ظهرت الفردیة الثلاثیة أیضا فی ذلک الشیء) الکائن (وبها صح) أی وبسبب الفردیة الظاهرة (من جهته) أی من جهة ذلک الشیء (صح تکوینه) أی صح أن یجعل ذلک الشیء مکونة .
(و) صح (اتصافه) أی انصاف ذلک الشیء المأمور بقول "کن" (بالوجود وهو) أی فردیة الشیء ذکر الضمیر باعتبار الشیء (شیئیته وسماعه وامتثاله أمر مکونه بالإیجاد فقابل ثلاثة) التی من طرف المعلول .
(بثلاثة) التی من طرف العلة (ذاته) أی ذات ذلک الشیء (الثابتة فی حال عدمها فی موازنة) أی مقابلة (ذات موجدها وسماعه فی موازنة إرادة موجده وقبوله بالامتثال لما أمره) موجده (به من التکوین) بیان لما (فی موازنة قوله : "کن" فکان هو) أی فوجد ذلک الشیء بهاتین الفردیتین الثلاثیتین (فنسب) الحق (التکوین إلیه) أی إلى الشیء الممکن فی قوله کن فیکون .
(فلولا أنه فی قوته التکوین من نفسه) أی: فلو لم یکن التکوین حاصلا بالفیض الأقدس فی قوة نفس ذلک الشیء (عند هذا القول) وهو قول کن (ما تکون) .
ویوجد ذلک الشیء عند سماع ذلک القول من الله تعالی فإذا کان الأمر کذلک
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( اعلم وفقک الله أن الأمر مبنی فی نفسه على الفردیة و لها التثلیث، فهی من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد.
و عن هذه الحضرة الإلهیة وجد العالم ، فقال تعالى «إنما قولنا لشیء إذا أردناه أن نقول له کن فیکون» و هذه ذات ذات إرادة و قول.
فلولا هذه الذات و إرادتها و هی نسبة التوجه بالتخصیص لتکوین أمر ما، ثم لو لا قوله عند هذا التوجه کن لذلک الشیء ما کان ذلک الشیء.
ثم ظهرت الفردیة الثلاثیة أیضا فی ذلک الشیء، و بها من جهته صح تکوینه و اتصافه بالوجود، و هی شیئیته و سماعه و امتثاله أمر مکونه بالإیجاد.
فقابل ثلاثة بثلاثة:
ذاته الثابتة فی حال عدمها فی موازنة ذات موجدها، وسماعه فی موازنة إرادة موجده،
وقبوله بالامتثال لما أمر به من التکوین فی موازنة قوله کن، فکان هو فنسب التکوین إلیه فلو لا أنه من- قوته التکوین من نفسه عند هذا القول ما تکون.)
قال رضی الله عنه : ( اعلم وفقک الله أن الأمر مبنی فی نفسه على الفردیة و لها التثلیث، فهی من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد. و عن هذه الحضرة الإلهیة وجد العالم ، فقال تعالى «إنما قولنا لشیء إذا أردناه أن نقول له کن فیکون» و هذه ذات ذات إرادة و قول. فلولا هذه الذات و إرادتها و هی نسبة التوجه بالتخصیص لتکوین أمر ما، ثم لو لا قوله عند هذا التوجه کن لذلک الشیء ما کان ذلک الشیء. ثم ظهرت الفردیة الثلاثیة أیضا فی ذلک الشیء، و بها من جهته صح تکوینه و اتصافه بالوجود، و هی شیئیته و سماعه و امتثاله أمر مکونه بالإیجاد. فقابل ثلاثة بثلاثة: ذاته الثابتة فی حال عدمها فی موازنة ذات موجدها، وسماعه فی موازنة إرادة موجده،
وقبوله بالامتثال لما أمر به من التکوین فی موازنة قوله کن، فکان هو فنسب التکوین إلیه فلو لا أنه من- قوته التکوین من نفسه عند هذا القول ما تکون.)
قلت : فالأولون أهل توحید الصفات وهذه الطائفة أهل توحید الأفعال
قال: ولکل من الفریقین فتوح غیب فی علومه الخاصة بمرتبته.
ثم قال: اعلم وفقک الله أن الأمر مبنی فی نفسه على الفردیة، یعنی أن الله تعالى کان ولا شیء معه، ثم أشار إلى أن الفردیة من خواصها التثلیث، لأن فردیة الواحد لا تقبل الکلام ولذلک لم یکن الواحد من العدد، بل أول العدد هو إثنان، لکن لما کان الأمر لا یستقر إلا على الفردانیة.
اقتضى الأمر إثبات ثالث یرد الشرک إلى التوحید ویظهر ذلک مما قاله، رضی الله عنه، فی ذکر القول والإرادة وکلمة کن، ویقابلها شیئیة " المکون اسم مفعول.
وهو فی قوله تعالى: لشیء، فأثبت له شیئیة المعلومیة للعلم الإلهی.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( اعلم وفقک الله أن الأمر مبنی فی نفسه على الفردیة و لها التثلیث، فهی من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد.
و عن هذه الحضرة الإلهیة وجد العالم ، فقال تعالى «إنما قولنا لشیء إذا أردناه أن نقول له کن فیکون» و هذه ذات ذات إرادة و قول.
فلولا هذه الذات و إرادتها و هی نسبة التوجه بالتخصیص لتکوین أمر ما، ثم لو لا قوله عند هذا التوجه کن لذلک الشیء ما کان ذلک الشیء.
ثم ظهرت الفردیة الثلاثیة أیضا فی ذلک الشیء، و بها من جهته صح تکوینه و اتصافه بالوجود، و هی شیئیته و سماعه و امتثاله أمر مکونه بالإیجاد.
فقابل ثلاثة بثلاثة:
ذاته الثابتة فی حال عدمها فی موازنة ذات موجدها، وسماعه فی موازنة إرادة موجده،
وقبوله بالامتثال لما أمر به من التکوین فی موازنة قوله کن، فکان هو فنسب التکوین إلیه فلو لا أنه من- قوته التکوین من نفسه عند هذا القول ما تکون.)
قال رضی الله عنه : (اعلم وفّقک الله تعالى : أنّ الأمر مبنیّ على الفردیة ، ولها التثلیث ، فهی عن الثلاثة فصاعدا ،والثلاثة أوّل الأفراد).
قال العبد : قد علمت فی الحکمة الرسمیة أنّ العدد : إمّا زوج أو فرد ، والزوج الأوّل وهو الشفع اثنان فصاعدا ، وأوّل الأفراد الثلاثة فصاعدا ، والواحد غیر داخل فی العدد ، لکونه لم یتعدّد ، فالواحد وتر أبدا .
وإذا نقص واحد من أیّ عدد فرضت ، بقی وترا وتر أهله ممّا یشفعه ویزوّجه أو یفرده ، فإذا تعدّد الواحد فی مرتبته الثانیة ، صار شفیعا زوجا أو فردا .
والأحدیة أبدا لا تعطی النتیجة ، لکون الواحد فی الواحد واحدا لا زائدا ، ثمّ الشفع یشفع فی فتح باب الإیجاد ، لکون الإیجاد موقوفا على فاعل هو الموجد ، وقابل هو المکوّن .
فلو لا القابل الذی شفع وتریّة الواحد الأحد ، لما وجدت نتیجة أصلا ورأسا ، فلا نتیجة لواحد إلَّا من کونه واحدا وترا ، ولا من کونه شفعا ، بل من الفردیّة صحّت النتیجة .
قال رضی الله عنه : ( وعن هذه الحضرة الإلهیة وجد العالم ، فقال : "إِنَّما قَوْلُنا لِشَیْءٍ إِذا أَرَدْناه ُ أَنْ نَقُولَ لَه ُ کُنْ فَیَکُونُ " فهذه ذات ذات إرادة وقول ، فلولا هذه الذات وإرادتها وهی نسبة التوجّه بالتخصیص لتکوین أمر ما ثمّ لولا قوله عند ذلک التوجّه "کن " لذلک الشیء ، لما کان ذلک الشیء ) .
بیّن رضی الله عنه حکم التثلیث فیما هو بصدد بیانه من کون الإیجاد من حضرة الفردیة الإلهیة ، فکان الإیجاد من قبل الموجد الحقّ بالتثلیث ، کما ذکر .
ثمّ قال رضی الله عنه : ( ثم ظهرت الفردیة الثلاثیة أیضا فی ذلک الشیء وبها من جهته - أی من جهة القابل صحّ تکوینه واتّصافه بالوجود وهی شیئیته ، وسماعه ، وامتثاله أمر مکوّنه بالإیجاد ).
یعنی : کما صحّ من قبل الموجد بتلک الفردیة المشار إلیها من قبل ، فکذلک من قبل القابل بهذه الفردیة الخصیصة .
قال رضی الله عنه : ( فتقابلت ثلاثة بثلاثة : ذاته الثابتة فی حال عدمها فی موازنة ذات موجدها ، وسماعه فی موازنة إرادة موجده ، وقبوله بالامتثال لما أمر به من التکوین فی موازنة قوله : « کن » فکان هو ، فنسب التکوین إلیه ، فلولا أنّ فی قوّته التکوین من نفسه عند هذا القول ما تکوّن)
قال العبد : نسبة الکون إلى المکوّن - بفتح الواو - فی قوله : « فکان » من جهة أنّ کونه کان کامنا فیه معدوم العین فی رأی العین ، ولکنّه مستعدّ لذلک الکون بالأمر.
فلمّا أمر وتعلَّقت إرادة الموجد بذلک واتّصل أمره به ، ظهر الکون الکامن من الکائن فیه بالقوّة إلى الفعل ، فالمظهر لکونه الحق والکائن القابل للکون ، فلو لا قبوله واستعداده للکون ، لما کان ، فما کوّنه إلَّا عینه الثابتة فی العلم باستعداده الذاتی غیر المجعول ، وقابلیّته للکون وصلاحیته لسماع قول : « کن » ، وأهلیّته لقبول الامتثال.
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( اعلم وفقک الله أن الأمر مبنی فی نفسه على الفردیة و لها التثلیث، فهی من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد.
و عن هذه الحضرة الإلهیة وجد العالم ، فقال تعالى «إنما قولنا لشیء إذا أردناه أن نقول له کن فیکون» و هذه ذات ذات إرادة و قول.
فلولا هذه الذات و إرادتها و هی نسبة التوجه بالتخصیص لتکوین أمر ما، ثم لو لا قوله عند هذا التوجه کن لذلک الشیء ما کان ذلک الشیء.
ثم ظهرت الفردیة الثلاثیة أیضا فی ذلک الشیء، و بها من جهته صح تکوینه و اتصافه بالوجود، و هی شیئیته و سماعه و امتثاله أمر مکونه بالإیجاد.
فقابل ثلاثة بثلاثة:
ذاته الثابتة فی حال عدمها فی موازنة ذات موجدها، وسماعه فی موازنة إرادة موجده،
وقبوله بالامتثال لما أمر به من التکوین فی موازنة قوله کن، فکان هو فنسب التکوین إلیه فلو لا أنه من- قوته التکوین من نفسه عند هذا القول ما تکون.)
قال رضی الله عنه : (اعلم وفقک الله أن الأمر مبنى فی نفسه على الفردیة ، ولها التثلیث فهو من الثلاثة فصاعدا ، فالثلاثة أول الأفراد )
یعنى أن الأمر الإیجادى فی نفسه مبنى على الفردیة ، والفردیة من خواص العدد وما لم یتعدد الواحد الذی هو منشأ العدد ومبدؤه بالتثنیة لم تحصل الفردیة .
والواحد لیس بعدد إذ لیس فیه کثرة فلیس بفرد ولا زوج ، لأن الفردیة باعتبار الانقسام ولکن لا بمتساویین والواحد غیر منقسم ، ولو فسرنا الفردیة بعدم الانقسام بمتساویین کان الفرد أعم من العدد ، لأنه یشمل الواحد بهذا المعنى فلم یکن من خواصه .
ولکن الفردیة معناها الانفراد عن الغیر فلا بد فیها من اعتبار معنى الغیر فی مفهومها بخلاف الواحد ، إذ لا یتوقف معناه على تصور الغیر فلا بد للتعدد من الشفعیة ولا بد فی الإیجاد من الفردیة ، لبقاء معنى التأثیر الذی للواحد الأصل فیه أولا وآخرا .
"" إضافة بالی زادة : ( مبنى فی نفسه على الفردیة ) وهی عدم الانقسام بالمتساویین عما من شأنه الانقسام فلا یشمل الواحد .
و بین أن المنقسم إما أن ینقسم بالمتساویین فله الشفعیة والتثنیة من العدد ، أو لا ینقسم إلى ذلک بل بالمتخالفین فی الزیادة والنقصان ، فله الفردیة والتثلیث ضرورة اشتمال القسم الزائد على الناقص اهـ جامى .""
وإنما کان التثلیث هو الأصل فی الإیجاد ، لأن الإیجاد مبنى على العلم ولا بد للعلم من عالم ومعلوم فثبت التثلیث الذی للفردیة .
فالثلاثة أول الإفراد کما قال : وإنما قلنا إنها مسبوقة بالشفعیة لأن الفاعل ما لم یکن له قابل لم یؤثر ، فإن التأثیر یقتضی منتسبین : فالعالم هو ذات الفاعل والفاعل ظله من حیث الفاعلیة ، والقابل ظل المعلوم والتأثیر ظل العلم ، فظهر من هذا الاعتبار التعین الأول.
قال الشیخ رضی الله عنه : ( وعن هذه الحضرة الإلهیة وجد العالم ) بعد تعددها بالعلم ، فإن حضرة الذات ما لم یتعدد باعتبار العالمیة لم یسم الحضرة الإلهیة.
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فقال تعالى : " إِنَّما قَوْلُنا لِشَیْءٍ إِذا أَرَدْناه أَنْ نَقُولَ لَه کُنْ فَیَکُونُ" فهذه ذات ذات إرادة وقول ، فلولا هذه الذات وإرادتها وهی نسبة التوجه بالتخصیص لتکوین أمر ما ، ثم قوله عند ذلک التوجه کن لذلک الشیء ما کان ذلک الشیء ).
لا شک أن الإرادة والقول إنما یکونان بعد العلم ، فإن الشیء الذی تتعلق بوجوده الإرادة یخاطب بالقول هو المعلوم ، فالإرادة والقول من الحضرة الإلهیة بعد تعینها بالعلم ، ثم المبادی المقتضیة بوجود الشیء من الحضرة الإلهیة هی هذه الثلاثة ذات الحق وإرادته ، وقوله : " کُنْ فَیَکُونُ " .
قال رضی الله عنه : ( ثم ظهرت الفردیة الثلاثیة أیضا فی ذلک الشیء وبها من جهته صح تکوینه واتصافه بالوجود ، وهی شیئیته وسماعه وامتثاله لأمر مکونه بالإیجاد. فقابل ثلاثة بثلاثة ، ذاته الثابتة فی حال عدمها فی موازنة ذات موجدها ، وسماعه فی موازنة إرادة موجده ، وقبوله للامتثال لما أمر به من التکوین فی موازنة قوله کن فکان هو ، فنسب التکوین إلیه ، فلولا أنه فی قوته التکوین من نفسه عند هذا ما تکون ، )
یعنى أن الفردیة الثلاثیة التی فی الموجد لا بد أن تقابل من جهة القابل بفردیة ثلاثیة ، وإلا لم تتأثر من المؤثر فإنها نسب والنسبة لا بد لها من الطرفین لیحصل بکل ما فی الفاعل من وجوه التأثیر أثر فی القابل وإلا لم یکن مستعدا لما یراد به منه فلم تقبل التأثیر فلم یوجد وهی شیئیته ، أی ذاته الثابتة فی العدم فی مقابلة ذات موجدها ، وسماعه فی مقابلة إرادة موجده ، وقبوله بامتثال أمر موجده بالتکوین فی مقابلة قوله کن ، والتکوین فی قوله لما أمره بالتکوین بمعنى المبالغة فی التکوین لا بمعنى الصیرورة کالتقتیل للمبالغة .
فی القتل بدلیل قوله ما تکون فلم یکن من جهة الموجد إلا الأمر بالتکوین ، وأما التکون الذی هو امتثال الأمر فلم یکن إلا من نفس ذلک الشیء ، لأنه کان فی قوته أی کان فیه بالقوة کامنا ولهذا نسب إلیه فی قوله فیکون ، أی فلم یلبث أن یمتثل الأمر فکان عقیب الأمر ، وإنما کان فی قوته ذلک لأنه موجود فی الغیب ، فإن الثبوت لیس إلا وجودا باطنا خفیا وکل ما بطن ففی قوته الظهور ، لأن ذات الاسم الباطن بعینه ذات الاسم الظاهر والقابل بعینه هو الفاعل ، ألا ترى إلى قوله : "أَلَمْ یَعْلَمُوا أَنَّ الله هُوَ یَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِه ".
"" إضافة بالی زادة : (فکان هو ) أی فوجد ذلک الشیء بهاتین الفردیتین الثلاثیتین ( فلولا أنه فی قوته ) أی فلو لا لم یکن التکوین حاصلا بالفیض الأقدس فی قوة نفس ذلک الشیء عند هذا القول وهو قول -" کُنْ" - ( ما تکون فما أوجد الشیء ) أی فلا ینسب الإیجاد إلا إلى نفس ذلک الشیء ، نعم ینسب إلى الحق لکونه أمرا بالتکوین فکان إسناد الإیجاد فی الحق مجازا وفی العبد حقیقة اهـ بالى زادة.
( وهذا ) أی انحصار أمر الله فی القول وانتساب التکوین إلى الشیء نفسه ، کما أنه هو المفهوم من قول المنقول کذلک ( هو المعقول فی نفس الأمر ) فإن الأمر إنما یطلب من المأمور بصیغة الأمر مبدأ الاشتقاق الذی هو من جملة أفعاله الصادرة عنه ، فالأمر یکون الفعل المأمور للآمر ، والفعل المأمور به المأمور ( کما یقول الأمر الذی یخاف فلا یعصى لعبده قم ، فیقوم العبد ) اهـ جامى .""
فالعین الغیر المجعولة عینه تعالى ، والفعل والقبول له بک کما ذکر فی الفص الأول فهو الفاعل بإحدى یدیه والقابل بالأخرى والذات واحدة والکثرة نقوش وشئون ، فصح أنه ما أوجد الشیء إلا نفسه ولیس إلا ظهوره .
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( اعلم وفقک الله أن الأمر مبنی فی نفسه على الفردیة و لها التثلیث، فهی من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد.
و عن هذه الحضرة الإلهیة وجد العالم ، فقال تعالى «إنما قولنا لشیء إذا أردناه أن نقول له کن فیکون» و هذه ذات ذات إرادة و قول.
فلولا هذه الذات و إرادتها و هی نسبة التوجه بالتخصیص لتکوین أمر ما، ثم لو لا قوله عند هذا التوجه کن لذلک الشیء ما کان ذلک الشیء.
ثم ظهرت الفردیة الثلاثیة أیضا فی ذلک الشیء، و بها من جهته صح تکوینه و اتصافه بالوجود، و هی شیئیته و سماعه و امتثاله أمر مکونه بالإیجاد.
فقابل ثلاثة بثلاثة:
ذاته الثابتة فی حال عدمها فی موازنة ذات موجدها، وسماعه فی موازنة إرادة موجده،
وقبوله بالامتثال لما أمر به من التکوین فی موازنة قوله کن، فکان هو فنسب التکوین إلیه فلو لا أنه من- قوته التکوین من نفسه عند هذا القول ما تکون.)
( اعلم ، وفقک الله ، أن الأمر مبنى فی نفسه على الفردیة ) . لما کانت ( الحکمة الفتوحیة ) حاصلة من مفاتیح الغیب التی هی سبب الإیجاد ، قال : ( إن الأمر ) أی ، أمر الإیجاد .
( مبنى فی نفسه على الفردیة ) أو الشأن الإلهی وظهوره فی نفسه بصورة خلقه مبنى علیها . أو أمره بقوله : ( کن ) مبنى علیها .
والمراد ب ( الفرد ) هنا ما یقابل الزوج ، لا ( الفرد ) الذی هو اسم من أسماء الذات بمعنى ( الواحد ) .
( ولها التثلیث ، فهی من الثلاثة فصاعدا ؟ فالثلاثة أول الأفراد . وعن هذه الحضرة الإلهیة وجد العالم ) . أی ، وعن الحضرة الفردیة وجد العالم .
وهی باعتبار العالم الذی هو الحق ، والمعلوم الذی هو العین ، والعلم الذی هو الرابطة بینهما ، إذ لو نقص شئ منها ، لما أمکن وجود العالم .
ولما کان باعتبار آخر یستدعى وجود العالم الفردیة من کل من الطرفین ، طرف الفاعل والقابل ، أثبت من طرف الفاعل الفردیة ، وکذلک من طرف القابل ، لیقابل کل منهما الآخر .
( فقال تعالى : " إنما قولنا لشئ إذا أردناه أن نقول له کن فیکون" ) . فهذه ذات ، ذات إرادة وقول . فلولا هذه الذات وإرادتها ، وهی نسبة التوجه بالتخصیص لتکوین أمر ما ، ثم لولا قوله عند هذا التوجه ( کن ) لذلک الشئ ، ما کان ذلک الشئ ) . أی ، لولا هذه الأشیاء الثلاثة ، التی هی ( الذات ) و ( الإرادة ) و ( القول ) ب( کن ) ، ما حصل ذلک الشئ .
( ثم ، ظهرت الفردیة الثلاثة أیضا فی ذلک الشئ ) . أی ، الشیء الکائن .
( وبها ) أی ، وبتلک ( الفردیة ) الحاصلة . ( من جهته ) أی ، من جهة الشئ . ( صح تکوینه ) . التکوین ، جعل الشئ مکونا . فمعناه : أن الحق إذا أمر بالشئ بقوله : ( کن ) ، یجعل ذلک الشئ نفسه موجودا .
ویجوز أن یکون بمعنى ( التکون ) ، أی ، بها صح تکونه . والمعنى واحد فی الحقیقة .
(واتصافه بالوجود ، وهو شیئیته وسماعه وامتثاله أمر مکونه بالإیجاد ، فقابل ثلاثة بثلاثة ، فإنه الثابتة فی حال عدمها فی موازنة ) أی ، فی مقابلة .
( ذات موجدها ، وسماعه فی موازنة إرادة موجده وقبوله بالامتثال لما أمره به من التکوین فی مقابلة قوله : " کن " ، فکان هو ) . أی ، فحصل ذلک الشئ بامتثال أمر موجده . ( فنسب" التکوین " إلیه ) .
فلولا ( أنه فی قوته التکوین من نفسه عند هذا القول ، ما تکون ) . أی ، الحق نسب ( التکوین ) إلى الشئ الذی یوجد فی قوله :
( إنما أمره إذا أراد شیئا أن یقول له کن فیکون ) . أی ، فیکون هو بنفسه .
فلولا أنه مستعد للتکوین وله قابلیة لذلک من نفسه ، ما تکون عند سماع هذا القول . وذلک الاستعداد والقابلیة مرکوز کامن فیه حاصل له ب ( الفیض الأقدس ) .
وإلیه أشار قوله تعالى : ( ثم استوى إلى السماء وهی دخان فقال لها وللأرض ائتیا طوعا أو کرها قالتا أتینا طائعین ) . فإن الحق أمرهما بالإتیان إلى الوجود العینی ،والإتیان صدر منهما.
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( اعلم وفقک الله أن الأمر مبنی فی نفسه على الفردیة و لها التثلیث، فهی من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد.
و عن هذه الحضرة الإلهیة وجد العالم ، فقال تعالى «إنما قولنا لشیء إذا أردناه أن نقول له کن فیکون» و هذه ذات ذات إرادة و قول.
فلولا هذه الذات و إرادتها و هی نسبة التوجه بالتخصیص لتکوین أمر ما، ثم لو لا قوله عند هذا التوجه کن لذلک الشیء ما کان ذلک الشیء.
ثم ظهرت الفردیة الثلاثیة أیضا فی ذلک الشیء، و بها من جهته صح تکوینه و اتصافه بالوجود، و هی شیئیته و سماعه و امتثاله أمر مکونه بالإیجاد.
فقابل ثلاثة بثلاثة:
ذاته الثابتة فی حال عدمها فی موازنة ذات موجدها، وسماعه فی موازنة إرادة موجده،
وقبوله بالامتثال لما أمر به من التکوین فی موازنة قوله کن، فکان هو فنسب التکوین إلیه فلو لا أنه من- قوته التکوین من نفسه عند هذا القول ما تکون.)
قال رضی الله عنه : ( اعلم وفقک الله أن الأمر مبنی فی نفسه على الفردیة و لها التثلیث، فهی من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد. و عن هذه الحضرة الإلهیة وجد العالم ، فقال تعالى «إنما قولنا لشیء إذا أردناه أن نقول له کن فیکون» و هذه ذات ذات إرادة و قول. فلولا هذه الذات و إرادتها و هی نسبة التوجه بالتخصیص لتکوین أمر ما، ثم لو لا قوله عند هذا التوجه کن لذلک الشیء ما کان ذلک الشیء. )
فقال: (اعلم وفقک الله أن الأمر) أی: أمر فتح الغیب (مبنی فی نفسه) وإن لم تعلم به أکثر الخلائق (على الفردیة) وهی عدم انقسام العدد إلى متساویین.
إذ لا بد فی ظهور الکثرة عن شیء من وجودها فیه، فلا بد من واحد، ومن عدد وأقله اثنان، وبهذا تحصل الفردیة (إذ لها) فی أول مراتبها (التثلیث) إذ الواحد، وإن لم ینقسم؛ فلیس من العدد والفردیة والزوجیة من خواص العدد.
(فهی من الثلاثة فصاعدا) کالخمسة والسبعة، ولکن أخذنا بالثلاثة إذ لا بد لنا من واحد واثنین، فأما الواحد فـ لإمتناع العدد القلة ، وأما الاثنان وراءه؛ فلأن الواحد لیس من العدد، فلو اعتبر فی الواحد الأول واحد آخر کان کضرب الواحد فی الواحد، ولا یکون إلا واحدا.
وإذا کان وجود الکثرة عن هذه الفردیة، وما یکون منه وجود شیء أولى بالوجود فی نفسه.
قال رضی الله عنه : (فالثلاثة أول الأفراد) أی: أفراد الموجودات التی منها وجود کل کثرة.
ولذلک ورد النص الإلهی أنه (عن هذه الحضرة الإلهیة) التی اعتبر فیها التثلیث (وجد العالم).
( فقال تعالى: "إنما قولنا لشیء إذا أردناه أن نقول له، کن فیکون" النحل: 40])؛ (فهذه) الفردیة عن الحضرة الإلهیة مع وحدة الذات أمور ثلاثة (ذات ذات إرادة، وقول).
ثم أشار إلى أنه لا بد من هذه الثلاثة فی الدلیل العقلی أیضا کما دل علیه النص. فقال: (فلولا هذه الذات) الواجبة بالذات التی إلیها انتهاء الممکنات دفعا للتسلسل. (وإرادتها) التی لولاها لکانت نسبة الذات والقدرة إلى طرفی الوجود والعدم والأعراض المتضادة بالسویة، فلا بد من نسبة مرجحة لبعضها على بعض، (وهی نسبة التوجه)، أی: توجه الذات (فی التخصیص) أی: تخصیص البعض بطرف الوجود والبعض بطرف العدم. وتخصیص کل عرض بموضوع (لتکوین أمر ما) مفعول لقوله: وإرادتها، (ثم) عطف على الذات أو على إرادتها على اختلاف الرائین (قوله عند ذلک التوجه) أشار بذلک إلى أنه نزله منزلة مباشرة العمل منا عند الإرادة (کن) أمرا (لذلک الشیء)، أشار بذلک إلى أن أمره تعالى.
وإن کان واحدا، فلا بد من إفراد تعلقه بکل موجود، ولم یجعل القدرة فیها الدخولها تحت الإرادة إذ لا یتصور تخصیص أمر بأمر بدون القدرة علیه (ما کان ذلک الشیء) لما ذکرنا.
فافهم أن التکوین لیس بداخل فی البدایة، وإن کان الماتریدی یرى دخوله فیها، وسیأتی تحقیقه إن شاء الله تعالی.
قال رضی الله عنه : ( ثم ظهرت الفردیة الثلاثیة أیضا فی ذلک الشیء، و بها من جهته صح تکوینه و اتصافه بالوجود، و هی شیئیته و سماعه و امتثاله أمر مکونه بالإیجاد. فقابل ثلاثة بثلاثة: ذاته الثابتة فی حال عدمها فی موازنة ذات موجدها، وسماعه فی موازنة إرادة موجده، وقبوله بالامتثال لما أمر به من التکوین فی موازنة قوله کن، فکان هو فنسب التکوین إلیه فلو لا أنه من- قوته التکوین من نفسه عند هذا القول ما تکون.)
قال رضی الله عنه : (ثم ظهرت الفردیة الثلاثیة فی ذلک الشیء) أی: العین الثابتة له أیضا، لتتم مناسبته الحضرة الإلهیة التی منها وجد، وکیف لا؟
ولذلک الشیء فاعلیة فی نفسه، فلذلک نقول (بها) أی: بتلک الفردیة الظاهرة (من جهته) أی: جهة ذلک الشیء (صح تکوینه) أی: تکوین ذلک الشیء وهو أی: ذلک التکوین لا بمعنى إعطاء الوجود قال رضی الله عنه : (بل اتصافه بالوجود) وذلک لأن التکوین لو أرید به إعطاء الوجود فقد حصل ذلک بالإرادة والأمر، وما بقی إلا کون ذلک الشیء یأخذ وصف الوجود ویقتله بالفعل.
ثم أشار إلى أجزاء هذه الفردیة لمغایرتها أجزاء الفردیة الأولى.
فقال: (وهی) أی: الفردیة الظاهرة من جهة ذلک الشیء (شیئیته)، وهو ثبوته فی العلم.
قال رضی الله عنه : (وسماعه) لأمر ربه، (وامتثاله أمر مکونه بالإیجاد) أی: بأن یوجد نفسه ویصفها به، وفیه إشارة إلى أنه مکون بالأمر والإرادة لا بأنه موصوف بالتکوین، وهو مذهب الأشعری وسنصرح به.
ثم أشار إلى مناسبة أجزاء هذه الفردیة لأجزاء تلک الفردیة بعد تناسبها بالثلاثیة، فقال: (فقابل) ذلک الشیء (ثلاثة) من جهته (بثلاثة) من جهة الحضرة الإلهیة (ذاته)، أی: عینه (الثابتة) فی العلم الأزلی، جعلها الذات باعتبار کون الوجود صفتها.
وإن کانت (فی حال عدمها فی موازنة)، أی: مقابلة (ذات موجدها) من حیث إن لها أیضا صفات، وإن تفاوتا بما لا یحصى، (وسماعه) من حیث إنه منشأ الامتثال کالإرادة منشأ الأمر قال رضی الله عنه : (فی موازنة إرادة موجوده)، وإن کان یسبق إلى الأوهام جعل السماع فی مقابلة الأمر إلا أن مقابلة الأمر بالامتثال.
ولذلک قابل (قبوله) ما أعطاه من تکوین نفسه (بالامتثال لما أمره به من التکوین فی موازنة قوله: "کن") .
"" أضاف المحقق : قال الشیخ فی الفتوحات فی الباب 310 :
و"کن" حرف وجودی، فإنه لو أنه کائن ما قیل له "کن".
وهذه الممکنات فی هذا البرزخ بما هی علیه، وما یکون إذا کانت مما یتصف به من الأحوال، والأعراض، والصفات.
والکون والعجب من الأشاعرة کیف تنکر على من یقول: إن المعدوم شیء فی حالة عدمه وله عین ثابتة، ثم بطر على تلک العین الوجود، ومن هذه الحضرة علم الحق نفسه، فعلم العالم وعلمه له بنفسه أزلا.
فإن التجلی أزلا وتعلق علمه بالعالم أزلا على ما یکون العالم علیه أبدا مهما لبس حالة الوجود لا یزید الحق علما، ولا یستفید رؤیة تعالی الله عن الزیادة فی نفسه والاستفادة، انتهى. ""
لأنه من جانب الحق بمنزلة مباشرة العمل بعد الإرادة منا، والامتثال لأمر التکوین مباشرة من المأمور للتکوین، فلما امتثل أمر مکونه بالتکوین.
قال رضی الله عنه : (فکان هو) أی: اتصف بالوجود وتعین به (فنسب التکوین إلیه)، بأن جعل صفة له : للحق کما هو مذهب الأشعری خلاف ما یتوهمه الماتریدی زعما منه، بأنه لو کان صفة للحادث لکان حادثا، وکل حادث إنما یحدث بالتکوین، فالتکوین إنما یحدث بالتکوین.
ویتسلسل أو ینتهی إلى تکوین قدیم هو صفة للحق وهو المطلوب.
وأجاب الشیخ من جهة الأشعری بأن هذا إنما یقال فی الأمور الموجودة، وهذا التکوین من صفات الأعیان الثابتة التی هی معدومة فی الخارج، ثابتة فی العلم الإلهی.
فکان قابل لها أیضا، فهذا الوصف أیضا ثابت لها فی العلم الأزلی کأنه موجود بالقوة غیر محتاج إلى تکوین آخر القول.
قال رضی الله عنه : (فلولا أنه من قوته التکوین من نفسه عند هذا القول ما تکون.)
فلولا أنه وإن لم یستقبل بذلک قید بذلک؛ لأن ما بالقوة لا یخرج إلى الفعل إلا بأمر منفصل، إذ لو کفی نفس ما فیه بالقوة فی الإخراج لم یکن فیه بالقوة أصلا، بل کان بالفعل من أول الأمر ما یکون.
أی: ما اتصف بالوجود؛ لأن غایة ما یتصور من الحق إرادته وأمره لا مباشرة العمل لافتقارها إلى الحرکة، ولا یتصور من الحق.
فالمباشرة إنما حصلت من المأمور بامتثال أمر سیده بالخروج من القوة إلى الفعل.
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( اعلم وفقک الله أن الأمر مبنی فی نفسه على الفردیة و لها التثلیث، فهی من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد.
و عن هذه الحضرة الإلهیة وجد العالم ، فقال تعالى «إنما قولنا لشیء إذا أردناه أن نقول له کن فیکون» و هذه ذات ذات إرادة و قول.
فلولا هذه الذات و إرادتها و هی نسبة التوجه بالتخصیص لتکوین أمر ما، ثم لو لا قوله عند هذا التوجه کن لذلک الشیء ما کان ذلک الشیء.
ثم ظهرت الفردیة الثلاثیة أیضا فی ذلک الشیء، و بها من جهته صح تکوینه و اتصافه بالوجود، و هی شیئیته و سماعه و امتثاله أمر مکونه بالإیجاد.
فقابل ثلاثة بثلاثة:
ذاته الثابتة فی حال عدمها فی موازنة ذات موجدها، وسماعه فی موازنة إرادة موجده،
وقبوله بالامتثال لما أمر به من التکوین فی موازنة قوله کن، فکان هو فنسب التکوین إلیه فلولا أنه من قوته التکوین من نفسه عند هذا القول ما تکون.)
الفردیّة والتثلیث
( اعلم - وفّقک الله ) للاستطلاع على حقائق العدد ومکنونات رموزه ودقائقه - ( أن الأمر ) - ظهورا کان أو إظهارا - ( مبنیّ فی نفسه على الفردیّة ) وهی عدم الانقسام بالمتساویین عمّا من شأنه الانقسام فلا یشمل الواحد ضرورة .
وقد لوّحت على ما بین بحث التثلیث وهذه الحکمة من المناسبة آنفا فلا نعیده ، على أنّ الفرد مشتمل بیّناته الأول على عقدی التثلیث الذی فی الکلمة والحکمة ( ا ا ال ) ( 33 ) .
وبیّن أنّ المنقسم إمّا أن ینقسم بالمتساویین ، فله الشفعیة والتثنیة من العدد ، أو لا ینقسم بالمتساویین ، - بل بالمتخالفین فی الزیادة والنقصان - فله الفردیّة والتثلیث ، ضرورة اشتمال القسم الزائد على الناقص وفضل ، وإلیه أشار بقوله :
(فلها التثلیث ، فهی من الثلاثة فصاعدا . فالثلاثة ) فی نفسه مجرّدا عمّا یقوم به ( أوّل الأفراد ) فإنّ المراتب العددیّة حقائق مجرّدة فی نفسها عند أهل التحقیق ، وذلک التثلیث هو الذی ظهر لقوم فی صورة الفاعل والقابل والفعل ، ولآخر فی العلَّة والمعلول والعلیّة ، ولآخر فی المحبّ والمحبوب والمحبّة ، ولآخر فی الذات والصفة والاسم ، ولآخر فی الإله والعبد والعبودیّة .
( وعن هذه الحضرة الإلهیّة ) - التی لها التثلیث - ( وجد العالم ، فقال تعالى : " إِنَّما قَوْلُنا لِشَیْءٍ إِذا أَرَدْناه ُ أَنْ نَقُولَ لَه ُ کُنْ فَیَکُونُ " [ 16 / 40 ] فهذه ذات ذات إرادة وقول ، ولولا هذه الذات وإرادتها ، وهی نسبة التوجّه بالتخصیص لتکوین أمر ما ) .
واعلم أنّ هذین الأمرین فی التکوین بمنزلة المادّة ، التی بها الشیء بالقوّة ، والقول بمنزلة الصورة التی بها الشیء بالفعل .
وإلیه أشار بقوله : - ( ثمّ لولا قوله عند هذا التوجّه « کن » لذلک الشیء : ما کان ذلک الشیء ) ولذلک ترى القول فی الآیة المذکورة مکرّرة ، ضرورة أنّ الصورة من الشیء التی هی الغایة للحرکة الإیجادیّة ، لها تکرّر تقدّم ذاتی أوّلا على الکل وتأخر رتبیّ ثانیا عنه .
( ثمّ ظهرت الفردیّة الثلاثیّة أیضا فی ذلک الشیء ) المتوجّه الیه ، فإنّ النسبة حاکمة على الطرفین ، مسمیة لهما ، وبتکرّر هذه الفردیّة الثلاثیّة فی طرفی الفاعل والقابل ثمّ أمر الکون ، فإنّ الستّة هی أوّل ما ظهر منه أمر تمام الکثرة ، ولذلک ترى صورة التثلیث فی الفرد مثنّاة ، کما لوّح علیه آنفا .
فمن تلک الفردیّة والتثلیث انتسب إلیه الکون ( وبها من جهته ) - أی من طرف الشیء - ( صحّ تکوینه واتّصافه بالوجود ، و ) تلک الفردیّة الثلاثیة ( هی شیئیّته وسماعه وامتثاله أمر مکوّنه بالإیجاد ، فقابل ثلاثة بثلاثة ) وبه یسمّى بالمقابل ، إذ بمقابلته الثلاثة بالثلاثة تمّ أمر الکثرة المستتبعة للصورة الکونیّة .
وذلک ( ذاته الثابتة فی حال عدمها فی موازنة ذات موجدها ، وسماعه فی موازنة إرادة موجده ، وقبوله بالامتثال لما أمر به من التکوین فی موازنة قوله « کُنْ » فکان هو ، فنسب التکوین إلیه ) أی نسب ظهوره بالصورة الکونیّة إلى الشیء ،فهو الذی کوّن نفسه بالقابلیّة المذکورة.
(فلولا أنّه فی قوته التکوین من نفسه عند هذا القول ، ما تکوّن)
ولیس للحقّ تعالى سوى الأمر فقط ، ( فأثبت الحقّ تعالى أنّ التکوین للشیء نفسه ، لا للحقّ ، والذی للحقّ فیه أمره خاصّة ، وکذا أخبر عن نفسه ) بشهادة أداة الحصر على الأمر ( فی قوله : " إِنَّما أَمْرُه ُ إِذا أَرادَ شَیْئاً أَنْ یَقُولَ لَه ُ کُنْ فَیَکُونُ " [ 36 / 82 ] فنسب التکوین لنفس الشیء عن أمر الله ) فإنّ الغایة للإرادة وتوجّه الذات بالتخصیص الأمری إلى الشیء إنّما هو تکوینه ، فلذلک قال : "فَیَکُونُ " أی بدون فاعل من خارج ، وللإشعار بأن الشیء هی الغایة قال : « لنفس الشیء » باللام دون إلى .
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( اعلم وفقک الله أن الأمر مبنی فی نفسه على الفردیة و لها التثلیث، فهی من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد.
و عن هذه الحضرة الإلهیة وجد العالم ، فقال تعالى «إنما قولنا لشیء إذا أردناه أن نقول له کن فیکون» و هذه ذات ذات إرادة و قول.
فلولا هذه الذات و إرادتها و هی نسبة التوجه بالتخصیص لتکوین أمر ما، ثم لو لا قوله عند هذا التوجه کن لذلک الشیء ما کان ذلک الشیء.
ثم ظهرت الفردیة الثلاثیة أیضا فی ذلک الشیء، و بها من جهته صح تکوینه و اتصافه بالوجود، و هی شیئیته و سماعه و امتثاله أمر مکونه بالإیجاد.
فقابل ثلاثة بثلاثة:
ذاته الثابتة فی حال عدمها فی موازنة ذات موجدها، وسماعه فی موازنة إرادة موجده،
وقبوله بالامتثال لما أمر به من التکوین فی موازنة قوله کن، فکان هو فنسب التکوین إلیه فلو لا أنه من- قوته التکوین من نفسه عند هذا القول ما تکون.)
قال رضی الله عنه : ( اعلم وفقک الله أن الأمر مبنی فی نفسه على الفردیة و لها التثلیث، فهی من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد. و عن هذه الحضرة الإلهیة وجد العالم ، فقال تعالى «إنما قولنا لشیء إذا أردناه أن نقول له کن فیکون» و هذه ذات، ذات إرادة و قول.
فلولا هذه الذات و إرادتها و هی نسبة التوجه بالتخصیص )
قال رضی الله عنه : (اعلم وفقک الله) لفهم الحقائق على ما هی علیه (أن الأمر)، أی أمر الإیجاد (مبنی فی نفسه على الفردیة)، وهی عدم الانقسام بالمتساویین عما من شأنه الانقسام فلا تشمل الواحد.
وبین أن المقسم إما أن ینقسم بالمتساویین فله الشفعیة والثنویة من العدد .
أو لا ینقسم بالمتساویین بل بالمتخالفین فی الزیادة والنقصان فله الفردیة .
والتثلیث ضرورة اشتمال القسم الزائد على الناقص، وفضل.
وإلیه أشار بقوله (ولها)، أی الفردیة (التثلیث فهی)، أی الفردیة مبتدأة (من الثلاثة) لأن أقل عدد لا ینقسم إلى متساویین إنما هو الثلاثة (فصاعدا) کالخمسة والسبعة والتسعة وغیرها.
قال رضی الله عنه : (فالثلاثة أول الأفراد. وعن هذه الحضرة) الفردیة (الإلهیة) التی لها التثلیث (وجد العالم فقال تعالى: «إنما قولنا لشیء إذا أردناه أن نقول له کن فیکون» فهذه [النحل: 40]) الحضرة الفردیة التی لها التثلیث ومنها وجد العالم.
قال رضی الله عنه : (فلولا هذه الذات و إرادتها و هی نسبة التوجه بالتخصیص لتکوین أمر ما، ثم لو لا قوله عند هذا التوجه کن لذلک الشیء ما کان ذلک الشیء. ثم ظهرت الفردیة الثلاثیة أیضا فی ذلک الشیء، و بها من جهته صح تکوینه و اتصافه بالوجود، و هی شیئیته و سماعه و امتثاله أمر مکونه بالإیجاد. فقابل ثلاثة بثلاثة: ذاته الثابتة فی حال عدمها فی موازنة ذات موجدها، وسماعه فی موازنة إرادة موجده، وقبوله بالامتثال لما أمر به من التکوین فی موازنة قوله کن، فکان هو . فنسب التکوین إلیه فلو لا أنه من- قوته التکوین من نفسه عند هذا القول ما تکون. )
فهی (ذات ، ذات إرادة وقول : فلولا هذه الذات وإرادتها وهی نسبة)، أی نسبة هی (التوجه بالتخصیص)
قال رضی الله عنه : (لتکوین أمر ما، ثم لولا قوله عند هذا التوجه الإرادی کن لذلک الشیء ما کان ذلک الشیء ثم ظهرت الفردیة الثلاثیة أیضأ فی ذلک الشیء) المتوجه إلیه (وبها)، أی بتلک الفردیة (من جهته)، أی من طرف ذلک الشیء.
قال رضی الله عنه : (صح تکوینه)، أی تکونه ولهذا عطف علیه قوله : (واتصافه بالوجود) عطف تفسیر وإنما قلنا ذلک فإن المکون یعنی المؤثر فی کون الشیء ووجوده إنما هو الحق سبحانه، ولو جعلته مکونا بملاحظة أن القائل أیضا داخل فی التکوین فغیر بعید وتلک الفردیة الثلاثیة.
قال رضی الله عنه : (هی شیئیته) الثبوتیة (وسماعه وامتثاله أمر مکونه با لإیجاد ، فقابل ثلثه بثلثه : ذاته الثابتة فی) العلم فی (حال عدمها) بحسب العین (فی موازنة ذات موجودها، وسماعه فی موازنة إرادة موجده، وقبوله بالامتثال لما أمر به من التکوین)، أی التکون .
قال رضی الله عنه : (فی موازنة قوله کن فکان هو ،فنسب التکوین إلیه)، أی إلى الشیء الموجد .
قال رضی الله عنه : (فلولا أنه فی قوته التکوین)، أی التکون بمعنی قبول الکون قبولا ناشئا (من نفسه عند هذا القول)، أی قول کن (ما تکون) .
فقوله : ما تکون قرینة على أن المراد بالتکوین فیما سبق هو التکون وإلا فالمناسب ما کون.
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص ۲۸۷-۲۸۹
[امر ایجاد و شأن الهى فی نفسه مبنى بر فردیت فرد است]
اعلم وفقک اللّه ان الأمر مبنی فی نفسه على الفردیة
بدان اى سالک خداوند تو را (به فهم حقایق و تحقق به اسماء و صفاتش در غیب ذاتش) موفق بدارد که امر ایجاد و شأن الهى فی نفسه مبنى بر فردیت فرد است.
عدد کمّ منفصل است زیرا کمّ بر دو قسم است متصل و منفصل. کمّ متصل نیز بر دو قسم است: متّصل قارّ و متّصل غیر قارّ. متّصل قارّ چون خط مثلا، و غیر قارّ چون زمان و کمّ منفصل عدد است. کمّ متّصل در وهم تقطیع و تقسیم میشود چه در خارج متّصل است و کمّ منفصل مؤلف از آحاد است. چون عدد ده از ده واحد.
کمّ قابل انقسام است، لذا واحد عدد نیست. زیرا با حفظ عنوان وحدت کمّ نیست. لذا عدد را تعبیر و تعریف کردهاند که نصف مجموع حاشیتین خود است. حاشیتین عدد یعنى دو طرف عدد. مثلا 5، یک حاشیهاش 4 است و یک حاشیهاش 6. این دو حاشیه که جمع میشود یعنى 6 و 4 مجموع آن 10 میشود که 5 نصف آن است بنا بر این تعریف، 2 نصف مجموع حاشیتین خود است که یک حاشیهاش 1 و حاشیه دیگرش 3 است، و 2 نصف مجموع 1 و 3 است. اما در واحد نمیتوان گفت نصف مجموع حاشیتین خود است. زیرا که واحد را یک حاشیه بیش نیست که 2 است. عدد را به زوج و فرد تقسیم کردهاند. زوج آن است که به دو قسم متساوى منقسم شود، چون 4 به 2 ولى 5 به دو قسم متساوى تقسیم پذیر نیست که فرد است.
و لها التثلیث، فهی من الثلاثة فصاعدا. فالثلاثة أول الأفراد و عن هذه الحضرة الإلهیة وجد العالم.
و فردیت از 3 آغاز میگردد. پس براى فردیت تثلیث است. یعنى اولین مرتبه تحقق عدد فرد 3 است که 3، اول افراد است و از این حضرت فردیه الهیه که براى او تثلیث است عالم به وجود آمده است.
اولین مرحله عدد 2 است که زوج است. احدیت با حفظ مقام احدیت معطى وجود نمیتواند بود چون احدیت، واحدیت و ظهور و بروز اسماء و صفات میخواهد تا غیب ذات در مظاهر ظاهر شود. پس اعطاى وجود فاعلى میخواهد که موجد است و قابلى میخواهد که مکوّن است. فاعل و قابل زوج میشود که شفع است. پس شفع است که شفیع در فتح باب ایجاد است. در سوره مبارکه فجر در شفع و وتر دقت شود.
فقال تعالى إِنَّما قَوْلُنا لِشَیْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ» و هذه ذات، ذات إرادة و قول. فلو لا هذه الذات و إرادتها و هی نسبة التوجّه بالتخصیص لتکوین أمر ما. ثم لو لا قوله عند هذا التوجه «کن» لذلک الشیء، ما کان ذلک الشیء.
فردیت ثلاثة اولا در فاعل است و سپس در قابل ظهور کرده است.
خداوند تعالى فرمود إِنَّما قَوْلُنا لِشَیْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ (نحل: 40) در این حضرت که آیه بدان اشاره دارد سه چیز است: یکى ذات که داراى اراده است و قول. اراده توجه بخصوص براى تکوین شیء است و در این توجه خطاب کن به آن شیء میشود که اگر ذات و اراده و قول نبود آن شیء مکوّن وجود نمییافت.
پس امر ایجاد، به فردیت ثلاثة وابسته است که ذات است و اراده است و قول و این قول همه امر و کلام اوست که امیر المؤمنین علیه السلام فرمود:
«یقول لمن أراد کونه کن فیکون لا بصوت یقرع و لا بنداء یسمع و انّما کلامه سبحانه فعل منه أنشأه و مثّله.» (نهج البلاغه خطبه 186)
ثم ظهرت الفردیة الثلاثیة أیضا فی ذلک الشیء، و بها من جهته صحّ تکوینه و اتصافه بالوجود، و هی شیئیته و سماعه و امتثاله أمر مکونه بالإیجاد. فقابل ثلاثة بثلاثة: ذاته الثابتة فی حال عدمها فی موازنة ذات موجدها، و سماعه فی موازنة إرادة موجده، و قبوله بالامتثال لما امره به من التکوین فی مقابلة قوله کُنْ، فکان هو.
اما فردیت ثلاثة که در قابل یعنى شیء مکوّن تحقق یافت که بدان فردیت، تکوین او یعنى مکون شدن او به وقوع پیوست و متصف به وجود شد که یکى شیئیت اوست (شیئیت او از جانب مکوّن یا متکوّن 2) سماع او 3) اطاعت او موضوع/ محمول/ نتیجه/ یا/ صغرى/ کبرى/ نتیجه دهش/ پذیرش/ پیدایش/ یا/ فاعل/ قابل/ نتیجه نکاح سارى در موجودات، مانند: پدر/ مادر/ فرزند) و دیگر سماع اوست و دیگر امتثال امر مکون اوست که ایجاد را پذیرفت. پس در شیء مکون سه چیز با سه چیز در مکون که ذات خداوند است برابرى کرده است. ذات مکوّن که در حال عدمش (یعنى عدم به حسب عین که خارج است، در علم ذات بارى) ثابت است، با ذات موجدش موازنه و مقابله کرده است و سماع او با اراده موجدش و قبول او با امر موجدش (تثلیث در تکوین: 1) ذات بارى از جانب مکوّن: 2) اراده بارى 3) امر( قول یا فعل) بارى.)
فنسب التکوین إلیه فلو لا أنّه من- قوته التکوین من نفسه عند هذا القول ما تکوّن.
پس تکوین را به شیء متکوّن نسبت داد. پس اگر چنانچه در وقت این قول که امر الهى است این قبول در قوت متکوّن که قبول امر کن کرده است و در نفس او نمیبود متکون نمیشد.
غرض در لطافت تعبیر کن فیکون است که فرمود به شنیدن امر کن آن متکون تحقق مییابد که مستعد براى این، شدن است و قابلیت پذیرفتن آن را در وقت شنیدن امر کن از نفس خویشتن دارد که اقتضاى ذات وجود این است که همه این اسماء متکثره هر یک به طوع و رغبت متحقق شوند فَقالَ لَها وَ لِلْأَرْضِ ائْتِیا طَوْعاً أَوْ کَرْهاً قالَتا أَتَیْنا طائِعِینَ (فصلت: 11) (به آسمان و زمین فرمود خواسته یا ناخواسته بیایید، گفتند:
آمدیم قبول کنندگان و اطاعت کنندگان).
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۵۷۲-۵۷۴
اعلم وفقک اللّه أنّ الأمر مبنىّ فى نفسه على الفردیّة.
یعنى امر ایجاد که عبارت از ظهور حق است به صورت خلق، مبنى بر فردیّت است؛ و مراد به فرد در این محل مقابل زوج است.
و فردیّت از خواص عدد است و مادام که واحد که مبدأ و منشأ عدد است به اثنینیّت (با تثنیه- خ) متعدد نشود فردیّت حاصل نمىشود.
و لها التّثلیث فهى من الثّلاثة فصاعدا. فالثّلاثة أوّل الأفراد. و عن هذه الحضرة الإلهیّة وجد العالم.
یعنى از حضرت فردیّت عالم موجود شده است زیرا که مبناى ایجاد علم است و علم را لا بدّ است از عالم و معلوم، پس تثلیث لازم آمد و ثلاثه اول افراد فرد عددى است، و از حضرت فردیّت که حضرت الهیّت است عالم موجود گشته است زیرا که ایجاد سه چیز مىطلبد: اوّل عالم که ذات فاعل است و فاعل ظلّ او؛ و دوم معلوم که اعیان ثابته است و قابل ظل او؛ و سیوم علم که نسبت است میان عالم و معلوم و تأثیر ظل او.
فقال تعالى: إِنَّما قَوْلُنا لِشَیْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ فهذه ذات ذات إرادة و قول. فلو لا هذه الذّات و إرادتها و هى نسبة التّوجه بالتّخصیص لتکوین أمر ما؛ ثم لو لا قوله عند هذا التوجّه کن لذلک الشّىء ما کان ذلک الشّىء.
یعنى از جهت آنکه امر ایجاد موقوف به سه چیز است حق تعالى فرمود که به درستى که امر ما به ایجاد شىء از اشیا هرگاه که ما اراده وجود آن شىء نمائیم آنست که بگوئیم آن شىء را بشو فیکون پس آن شىء بشود. اگر چنانچه این سه چیز که ذات حقّ است و ارادت و قول به کن نبودى آن شىء حاصل نشدى.
ثم ظهرت الفردیّة الثّلاثیّة أیضا فى ذلک الشّىء.
یعنى بعد از حصول اشیاى ثلاثه مذکوره که ذات و ارادت و قول است ظاهر گشت سه چیز دیگر از جانب آن شىء کائن تا تأثیر به ظهور تواند پیوست.
و بها من جهته صحّ تکوینه.
یعنى به آن سه چیز حاصل از جانب آن شىء کائن صحیح شد مکوّن گردانیدن آن شىء زیرا که هرگاه حق تعالى امر به چیزى به قول کن فرمود آن شىء را، موجود شد، چه در قابلیّت آن شىء این بود که به امر کن موجود گردد. یا آنکه تکوین به معنى تکوّن باشد یعنى تکوّن آن شىء صحیح شد؛ و هر دو معنى به حقیقت یکى است.
و اتّصافه بالوجود، و هى شیئیّته و سماعه و امتثاله أمر مکوّنه بالإیجاد.
یعنى صحیح شد تکوّن آن شىء و متصف شدن آن شىء به وجود. و آن سه چیز که از جانب شىء است اوّل شیئیّت است، دوم سماع آن شىء است مر امر کن را، سیم امتثال آن شىء است امر تکوّن به ایجاد را.
فقابل ثلاثة بثلاثة: ذاته الثّابتة فى حال عدمها فى موازنة ذات موجدها، و سماعه فى موازنة إرادة موجده، و قبوله بالامتثال لما أمره به من التّکوین (لما أمر به من التکوین- خ). موازنة قوله کن فکان هو.
یعنى مقابل داشت آن شىء مکوّن فردیّت خود را که قابل است به فردیّت جانب فاعل که حق است چه اگر این تقابل نباشد قابل از فاعل متأثر نشود عین ثابت خود را در مقابل ذات موجود که حق است داشت، و سماع قول «کن» را در مقابل ارادت موجد داشت، و قبول امتثال امر موجد را به کینونت در مقابل قول «کن» داشت. پس چون فردیّت قابل در مقابل فردیّت فاعل داشته آمد، آن شىء مکوّن و موجود شد.
فنسب التّکوین الیه فلو لا انّه فى قوّته (من قوته- خ) التّکوین من نفسه عند هذا القول ما تکوّن.
حق تعالى نسبت تکوین به آن شىء مکوّن فرمود درین آیت که: إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَیْئاً أَنْ یَقُولَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ در «فیکون» موجود گشتن آن شىء را به نفس شىء منسوب داشت، و اگر آن شىء مستعد تکوین نبودى و نفس او تقاضاى تکوین خود از جانب فاعل به قول «کن» نکردى، اصلا مکون نشدى.
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۹۶
اعلم وفّقک اللّه أنّ الأمر مبنىّ فی نفسه على الفردیّة و لها التّثلیث، فهی من الثلاثة فصاعدا. فالثّلاثة أوّل الأفراد. و عن هذه الحضرة الإلهیّة وجد العالم فقال اللّه- تعالى- «إِنَّما قَوْلُنا لِشَیْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ» فهذه الثّلاث ذات ذات إرادة و قول. فلو لا هذه الذّات و إرادتها و هی نسبة التّوجّه بالتّخصیص لتکوین أمر مّا ثمّ، لو لا قوله عند هذا التّوجّه «کُنْ» لذلک الشّىء ما کان ذلک الشّىء. شرح چون مراد ازین فردیّت آنست که در مقابل زوجیّت باشد نه آن که به معنى واحدیّت بود، و امر ایجاد مقتضى تثلیث است که علم و عالم و معلوم است که مدار وجود مبنى بر سه حقیقت است، زیرا که اگر این اشیاى سه گانه- که ذاتست و ارادت و قول «کُنْ»- نبودى، وجود هیچ موجود نبودى.
ثمّ ظهرت الفردیّة الثّلاثیّة ایضا فی ذلک الشّىء، و بها من جهته صحّ تکوینه و اتّصافه بالوجود، و هی شیئیّته و سماعه و امتثاله امر مکوّنه بالإیجاد. فقابل ثلاثة بثلاثة: ذاته الثّابتة فی حال عدمها فی موازنة ذات موجدها، و سماعه فی موازنة إرادة موجده، و قبوله بالامتثال لما امر به من التّکوین فی موازنة قوله «کُنْ»؛ فکان هو فنسب التّکوین إلیه. فلو لا أنّه فی قوّته التّکوین من نفسه عند هذا القول ما تکون.
شرح یعنى حق- جلّ ذکره- نسبت تکوین به آن شیء کرد که آن نزد امر «کُنْ» پیدا مىکند خود را، که اگر آن شیء را استعداد و قابلیّت نبودى، نزد سماع «کُنْ» در رقص وجود مشهود نگشتى.