عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الحادیة عشر: 


نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص الشیخ عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ :

11 -  فص حکمة فتوحیة فی کلمة صالحیة

فقال الشیخ رضی الله عنه  : ( لما أعطیت الحقائق أن النتیجة لا تکون إلا عن الفردیة والثلاثة أو الأفراد .

جعل الله إیجاد العالم عن نفسه وإرادته وقوله .... والعین واحدة والنسب مختلفة .... )


لمّا کان «الفتوح» عبارة عن حصول شی‏ء ممّا لم یتوقّع ذلک منه، نسب رضى الله عنه حکمته إلى کلمة صالح علیه السلام، لخروج الناقة- التی هی معجزته- من الجبل و هو ممّا لم یتوقّع خروجها منه. و أیضا لمّا کان "الفتوح" مأخوذا من «الفتح»- إذ هو جمعه، کـ «العقول» لـ «لعقل» و "القلوب" لـ «لقلب».

و صالح مظهر الاسم «الفتّاح»  لذلک انفتح له الجبل، فخرج منه الناقة  و هو من جملة مفاتیح الغیب، قرن الحکمة الفتوحیة إلى کلمته و بیّن فیها الإیجاد و کونه مبنیا على الفردیة.

و إنّما قال، «فتوحیة»، و لم یقل، «فاتحیة»، لأنّ الفتوح أنواع عددها عدد مفاتیح الغیب فراعى فی ذلک الأدب الإلهی و قصد الموافقة للحقّ سبحانه  فی التنبیه على البدء الایجادى من الغیب الذاتی و الوجود المطلق الاحاطى.

(لما أعطت الحقائق)، و اقتضت معرفتها على ما هی علیه، (أن النتیجة) ذهنا و خارجا (لا تکون)، أی لا توجد، أو لا تکون صادرة، (الا عن الفردیة) العددیة  .

التی هی عدم الانقسام بمتساویین عمّا من شأنه الانقسام، (و الثلاثة أول الافراد)

و أقلّ ما به یتحقّق الفردیة التی شرطت فی ظهور النتیجة- ضرورة أنّ الفردیة بالتفسیر المذکور لا تشتمل الواحد، (جعل الله سبحانه ایجاد العالم) عن أمور ثلاثة:  

(نفسه)، أی ذاته، و ارادته، التی هی نسبة التوجّه بالتخصیص لتکوین أمر ما،

(و قوله)، الذی هو مباشرة الأمر الایجادى بمعنى کلمة «کن».

(و العین)، یعنى الهویة الإلهیة فی هذه الصور، واحدة وحدة حقیقیة و النسب و الاعتبارات (مختلفة) متکثّرة کثرة اعتباریة، فانّها باعتبار ظهورها فی حالة من أحوالها التی تستلزم تبعیة الأحوال الباقیة لها  تسمّى «ذاتا»، و باعتبار التوجّه التخصیصى المذکور «مریدا»، و باعتبار مباشرتها للإیجاد بکلمة «کن» " قائلا".


فقال الشیخ رضی الله عنه  : (" إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَیْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ کُن فَیَکُونُ " [النحل : 40] .

ولا یحجبنک ترکیب المقدمات فی النظر فب المعقولات فإنها وإن کانت أربعة فهی ثلاثة لکون المفرد الواحد من الأربعة یتکرر فی المقدمتین . فافهم .

فالتثلیت معتبرٌ فی الإنتاج والعالم نتیجة بلا شک . )


فقال سبحانه و تعالى مشیرا إلى الأمور الثلاثة: («إِنَّما قَوْلُنا لِشَیْ‏ءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ». )

فأشار إلى الذات فی ثلاثة مواضع و إلى الإرادة فی موضع واحد و إلى القول فی موضعین.

و فی تکریر الذات فی المواضع الثلاثة إشارة إلى اعتباراتها الثلاثة مع وحدة العین .

و فی الدلالة علیها آخرا بالضمیر المستتر فی القول إیماء إلى استتارها بصورة الشی‏ء المراد تکوینه عند تعلّق القول به.

و لمّا کان الذات و الإرادة فی التکوین بمنزلة المادّة التی بها الشی‏ء بالقوّة، و القول بمنزلة الصورة التی بها الشی‏ء بالفعل، وقع ذکر القول مرّتین، ضرورة أنّ الصورة من الشی‏ء التی هی الغایة للحرکة الایجادیة لها تکرّر: تقدّم ذاتى أوّلا على الکل و تأخّر رتبى ثانیا عنه.

ثمّ اعلم أنّه کما ظهرت الفردیة الثلاثیة فی جانب المکوّن الموجد سبحانه، کذلک ظهرت فی جانب الشی‏ء المراد تکوینه:

و هی شیئیّته الثبوتیة بأزاء ذاته سبحانه، و سماعه أمر «کن» بأزاء إرادته، و قبوله، و امتثاله لما أمر به من التکوّن بأزاء قوله.

(و لا یحجبنک)، أی لا یمنعنّک عن التصدیق بما قلنا من اشتراط الفردیة فی صدور النتیجة، (ترکیب المقدمات) المنتجة من أربعة أجزاء (فی النظر) الفکرى (فی المعقولات، فإنها)، أی تلک المقدّمات، (و ان کانت) بحسب الأجزاء (أربعة)، ضرورة ترکّب کلّ من مقدّمتى القیاس من أمرین  محکوم علیه و محکوم به .

(فهی) فی الحقیقة ثلاثة، (لکون المفرد الواحد) من تلک (الأربعة) و هو الحدّ الأوسط  (یتکرر فی المقدمتین)، أی الصغرى و الکبرى.

و التکرار لا یخلّ بوحدته فی نفسه، فیرجع إلى ثلاثة أجزاء الحدّ، الأصغر و الأکبر و الأوسط.

(فافهم) ذلک. فالتثلیث معتبر فی الإنتاج، ذهنا کان أو خارجا، و العالم نتیجة بلا شک.

فالتثلیث معتبر فی ما ینتجه، کما سبق