عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الثانیة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (اعلم أن القلب أعنی قلب العارف بالله هو من رحمة الله، و هو أوسع منها، فإنه وسع الحق جل جلاله و رحمته لا تسعه:

هذا لسان العموم من باب الإشارة، فإن الحق راحم لیس بمرحوم فلا حکم للرحمة فیه.

وأما الإشارة من لسان الخصوص فإن الله وصف نفسه بالنفس وهو من التنفیس:

وأن الأسماء الإلهیة عین المسمى ولیس إلا هو، وأنها طالبة ما تعطیه من الحقائق ولیس الحقائق التی تطلبها الأسماء إلا العالم. فالألوهیة تطلب المألوه، و الربوبیة تطلب المربوب ، وإلا فلا عین لها إلا به وجودا أو تقدیرا.)

12 - فص حکمة قلبیة فی کلمة شعیبیة

وهذا فص الحکمة الشعیبیة ذکره بعد حکمة صالح علیه السلام، لأنه یبحث فیه عن الرحمة التی وسعت کل شیء.

فناسب ذکره بعد حکمة صالح علیه السلام المشتملة على إعطاء کل شیء خلقه من حیث إن العلم تابع للمعلوم، ولا یکون عن الشیء إلا ما هو کائن فیه.

فتشمله الرحمة وتظهره على ما هو علیه فی ثبوته قبل وجوده، فقدر رحمته بإعطائها له الوجود.

فالخیر مرحوم والشر مرحوم والهدى مرحوم والضلال مرحوم والکفر والإیمان والنار والجنة والعذاب والنعیم وکل شیء مرحوم. 

کذلک قال سبحانه : "رحمتی وسعت کل شیء" [الأعراف: 156]، 

وقال تعالى : " الذی أعطى کل شیء خلقه " [طه: 50]، فکأنما هذا فص تعمیم لما قبله وإکمال لتلک الحکمة السابقة

(فص حکمة قلبیة)، أی منسوبة إلى القلب (فی کلمة شعیبیة).

إنما اختصت حکمة شعیب علیه السلام بکونها قلبیة، لأنها یبحث فیها عن قلب العارف بالله تعالی ووسعه للحق سبحانه ، لأنه من رحمة الله تعالى التی وسعت کل شیء.


قال رضی الله عنه : ( اعلم أن القلب أعنی قلب العارف بالله هو من رحمة الله، و هو أوسع منها، فإنه وسع الحق جل جلاله و رحمته لا تسعه: هذا لسان العموم من باب الإشارة، فإن الحق راحم لیس بمرحوم فلا حکم للرحمة فیه. وأما الإشارة من لسان الخصوص فإن الله وصف نفسه بالنفس وهو من التنفیس ، وأن الأسماء الإلهیة عین المسمى ولیس إلا هو، وأنها طالبة ما تعطیه من الحقائق ولیس الحقائق التی تطلبها الأسماء إلا العالم. فالألوهیة تطلب المألوه، و الربوبیة تطلب المربوب ، وإلا فلا عین لها إلا به وجودا أو تقدیرا. )


قال رضی الله عنه : (اعلم) یا أیها السالک (أن القلب)، وهو عام فی جمیع القلوب من حیث ما هی قلوب، فإذا کانت نفوسا فی صدور أهل الغفلة من الناس ذات وسواس کما قال الله تعالى: "ونعلم ما توسوس به نفسه " [ق: 16]، فما هی بمرادة هنا.

ولهذا قال : (أعنی قلب العارف بالله) تعالى، فإن قلبه هو المراد، لأنه صاحب الاستعداد للفیض والإمداد (هو)، أی ذلک القلب (من رحمة الله) تعالى بل هو عین رحمة الله تعالى.


لأن الله تعالى ینظر به إلى عباده کلهم فیرحمهم فمن حیث شمول الرحمة لکل شیء هو منها ومن حیث رحمة کل شیء به هو عینها (وهو)، أی القلب العارف بالله تعالی (أوسع منها)، أی من رحمة الله تعالى .

من حیث إن الله تعالی ینظر به إلى العباد فیرحمهم فتظهر رحمته تعالى بکل شیء من ذلک القلب ، فیکون القلب أوسع منها من هذا الوجه .

قال رضی الله عنه : (فإنه)، أی القلب العارف بالله تعالى (وسع الحق جل جلاله) کما ورد فی الحدیث القدسی: "ما وسعنی سماواتی ولا أرضی ووسعنی قلب عبدی المؤمن"، (ورحمته تعالى لا تسعه)، لأنه غنی عن أن یصله نفع منه ، لأنه الکامل بالکمال الذاتی فضلا عن أن یصله نفع من غیره.


"" أضاف الجامع : من الشواهد على صحة متن الحدیث

حدیث : عن وهب ابن منبه قال : إن الله عز وجل فتح السماوات لحزقیل حتى نظر إلى العرش -أو کما قال- فقال حزقیل: سبحانک! ما أعظمک یا رب! فقال الله: إن السماوات والأرض لم تطق أن تحملنی، وضقن من أن تسعنی، ووسعنی قلب المؤمن الوادع اللین. رواه أحمد ابن حنبل فى الزهد عن وهبة ابن منبه .

حدیث : قال رسول الله  صلى الله علیه وسلم : " إن لله آنیة من أهل الأرض، وآنیة ربکم قلوب عباده الصالحین وأحبها إلیه ألینها وأرقها . رواه الطبرانی فی مسند الشامیین والجامع الکبیر للسیوطی . قال الهیثمی إسناده حسن، وقال شیخه العراقى: فیه بقیة بن الولید، وهو مدلس، لکنه صرح بالتحدیث فیه.  ""

فلما وسعه القلب ولم تسعة الرحمة کان القلب أوسع من الرحمة، ولا یقال إن الحق تعالى إذا نظر بالرحمة إلى کل شیء فقد وسعنه الرحمة أیضا، لأنا نقول الرحمة حضرة من حضراته سبحانه، والقلب جامع لکل الحضرات، فالوسع الذی للقلب لا یکون لغیره .

هذا الکلام المذکور هنا (لسان عموم)، وإجمال فی مطلق قلب العارف ومطلق الرحمة الإلهیة ومطلق الوسع (من باب الإشارة) لا صریح العبارة .

قال رضی الله عنه : (فإن الحق) تعالی (راحم) لکل ما سواه برحمته (لیس غیره) وهذا بیان لکون رحمته سبحانه لا تسعه، لأنه حضرة من حضراته وصفة من جملة صفاته.

فکیف تکون واسعة لذاته الجامعة لجمیع حضراته من أسمائه وصفاته، والبعض لا یسع الکل.

وإن لم یکن هنا بعض ولا کل بل عین واحدة کافیة للکل فی الکل، ولکن اعتبار التعینات یقتضی ما ذکرناه من العبارات (فلا حکم)، أی ظهور أثر (للرحمة) الإلهیة (فیه)، أی فی الحق تعالى لامتناع ذلک علیه سبحانه أزلا وأبدا .

قال رضی الله عنه : (وأما الإشارة) وأما آلاؤه تعالى مما ذکر (من لسان الخصوص) للتعریف التفصیلی والتوقیف التحصیلی (فإن الله) تعالى (وصف نفسه على لسان رسوله و (بالنفس) بفتح الفاء کما ورد فی الحدیث من قوله علیه السلام «إنی لأجد نفس الرحمن یأتینی من قبل الیمن» (وهو)، أی النفس مشتق (من التنفیس)، أی تفریج الکرب الذی یجده الواجد.

ومن أسمائه تعالى الواجد، وهو صاحب الوجد والشوق إلى من یحبهم من مظاهر کماله وهیاکل تجلیات جماله وجلاله (وأن الأسماء الإلهیة) هی (عین المسمی) بها وهو الحق تعالى فی نفس الأمر.

وإن کانت غیره باعتبار النظر العقلی (ولیس) ذلک المسمى (إلا هو) سبحانه (وأنها)، أی الأسماء الإلهیة (طالبة)، أی متوجهة أزلا وأبدا إلى (ما تعطیه)، أی ما هو صادر عنها من الحقائق الکونیة (ولیست الحقائق التی تطلبها الأسماء) الإلهیة (إلا العالم) بفتح اللام، أی ما سوى الله تعالى من الکائنات.


قال رضی الله عنه : (فالألوهیة) التی هی صفة من صفات الله تعالى والاسم منها الإله (تطلب المألوه)، أی الشیء الذی تکون تلک الصفة بإسمبنها له إلها (و) صفة (الربوبیة)، والاسم منها الرب (تطلب المربوب)، أی الشیء الذی تکون بإسمیتها له ربا .

وهکذا بقیة الصفات الإلهیة من حیث هی غیر الذات الإلهیة بالنظر العقلی (وإلا)، أی وإن لم یکن الأمر کذلک (فلا عین لها)، أی لا حقیقة للأسماء الإلهیة (إلا به)، أی بالأثر الذی هو المألوه لصفة الألوهیة والمربوب لصفة الربوبیة (وجودة)، أی فی حال وجود المألوه والمربوب (وتقدیرا)، أی فی حالة کونه مقدرة ثابتة غیر موجود.


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (اعلم أن القلب أعنی قلب العارف بالله هو من رحمة الله، و هو أوسع منها، فإنه وسع الحق جل جلاله و رحمته لا تسعه:

هذا لسان العموم من باب الإشارة، فإن الحق راحم لیس بمرحوم فلا حکم للرحمة فیه.

وأما الإشارة من لسان الخصوص فإن الله وصف نفسه بالنفس وهو من التنفیس:

وأن الأسماء الإلهیة عین المسمى ولیس إلا هو، وأنها طالبة ما تعطیه من الحقائق ولیس الحقائق التی تطلبها الأسماء إلا العالم. فالألوهیة تطلب المألوه، و الربوبیة تطلب المربوب ، وإلا فلا عین لها إلا به وجودا أو تقدیرا.)

 

12 - فص حکمة قلبیة فی کلمة شعیبیة 

قال رضی الله عنه : (فص حکمة قلبیة) أی العلوم المنسوبة إلى تقلبات الحق فی الصور مودعة (فی کلمة شعیبیة) أی فی روح هذا النبی صلى الله علیه وسلم (اعلم أن القلب أعنی قلب العارف بالله) لأن قلب غیره لی قلبا واسعا فلا یعتبر عند أهل التحقیق .

قال رضی الله عنه : (هو) صادر (من رحمة الله تعالى وهو أوسع منها فإنه وسع الحق جل جلاله) کما قال : "ما وسعنی أرضی ولا سمائی ووسعنی قلب عبدی المؤمن التقی النقی" (ورحمه لا تسعه) إذ لا یقال بلسان العموم أنه مرحوم .

و(هذا) أی عدم کون الرحمة واسعة للحق (لسان عموم من باب الإشارة فإن الحق راحم لبس بمرحوم فلا حکم للرحمة فیه) عندهم .

قال رضی الله عنه : (وأما الإشارة من لسان الخصوص فإن الحق وصف نفسه) بلسان نبیه (بالنفس) بفتح الفاء وهو قوله علیه السلام: «إنی لأجد نفس الرحمن من قبل الیمن ". 

وقد ورد بلفظ "إنی أجد نفس الرحمن من ها هنا" ذکره بهذا اللفظ الزبیدی فی کتابه إتحاف السادة المتقین، والهندی فی کنز العمال ، والبیهقی فی الأسماء والصفات. 

وأخرجه الألبانی فی تراجعاته فی الصحیحة (41) "إنی لأجد نفس الرحمن من قبل الیمن " من حدیث أبی هریرة، الضعیفة 1097،والحدیث فی الصحیحة 3367،بلفظ " إنی لأجد نفس الرحمن من هنا - یشیر الى الیمن -، قال الشیخ: واعلم أن هذا الحدیث قد جاء فی بعض طرقه زیادة أخرى بلفظ " عقر دار المؤمنین بالشام " وکنت خرجته فی المجلد الرابع 1935- أی الصحیحة -فأعدت تخریجه هنا لحدیث الترجمة مستدرکا به على تخریجی إیاه فی الضعیفة 1097، لکن من حدیث أبی هریرة، فهذا شاهد قوی له من حدیث سلمة بن نفیل أوجب علی تخریجه هنا والتنبیه على أن الحدیث صار به صحیحا والحمد لله على توفیقه وأسأله المزید من فضله.


قال رضی الله عنه : (وهو مأخوذ من التنفیس وإن الأسماء الإلهیة) بحسب الأحدیة (عین المسمى) أی عین ذات الحق (ولیس ذلک المسمى إلا هو) أی عین الحق .

فلم یکن الأسماء کلها إلا عین الحق (وإنها طالبة ما) أی الذی (تعطیه) أی تعطی الأسماء الإلهیة للحق (من الحقائق) بیان لها .

قال رضی الله عنه : (ولیست الحقائق التی تطلبها الأسماء) من الحق تعالى (إلا العالم) فإذا کان الأمر کذلک (فالألوهیة) وهی اسم المرتبة جامعة الأسماء الذات والصفات والأفعال کلها (تطلب المألوه) وهو اسم للعالم من حیث الوجود .

فکان العالم من حیث المألوهیة مظهرة لذات الحق مع جمیع لوازمه من الصفات والأفعال إذ وجود العالم عارض لذاته وماهیة .

فکان مظهرا لذات الحق مع جمیع لوازمه من الصفات والأفعال .


قال رضی الله عنه : (والربوبیة) وهو اسم للحضرة الجامعة لأسماء الصفات والأفعال فقط (تطلب المربوب) وهی اسم للعالم من حیث الوجود مع الصفات التی تلحقه بعد الوجود فکان العالم من حیث الصفة المربوبیة مظهرة لاسم الصفات وهی الرب وقد أشار إلى اتحادهما من بعد .

بقوله فأول ما (وإلا) أی وإن لم تطلب الألوهیة المألوه والربوبیة المربوب لا یکون شیء من المألوه والمربرب موجودة فإذا لم یکن شیء منهما موجودة لا یتحقق بشیء من الألوهیة والربوبیة فإذا کان نحقق الألوهیة والربوبیة لکونهما من الأمور الإضافیة کالأبوة والنبوة موقوفة على وجود الماء والمربوب .

قال رضی الله عنه : (فلا عین) أی فلا تحقق (لها) للألوهیة أو الربوبیة (إلا به) أی بالمألوه أو المربوب أو بالعالم (وجودا او تقدیرا) أی سواء کان العالم موجودة بالفعل أو مقدر الوجود


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (اعلم أن القلب أعنی قلب العارف بالله هو من رحمة الله، و هو أوسع منها، فإنه وسع الحق جل جلاله و رحمته لا تسعه:

هذا لسان العموم من باب الإشارة، فإن الحق راحم لیس بمرحوم فلا حکم للرحمة فیه.

وأما الإشارة من لسان الخصوص فإن الله وصف نفسه بالنفس وهو من التنفیس:

وأن الأسماء الإلهیة عین المسمى ولیس إلا هو، وأنها طالبة ما تعطیه من الحقائق ولیس الحقائق التی تطلبها الأسماء إلا العالم. فالألوهیة تطلب المألوه، و الربوبیة تطلب المربوب ، وإلا فلا عین لها إلا به وجودا أو تقدیرا.)


12 - فص حکمة قلبیة فی کلمة شعیبیة 

قال رضی الله عنه : (اعلم أن القلب أعنی قلب العارف بالله هو من رحمة الله، و هو أوسع منها، فإنه وسع الحق جل جلاله و رحمته لا تسعه، هذا لسان العموم من باب الإشارة، فإن الحق راحم لیس بمرحوم فلا حکم للرحمة فیه.  وأما الإشارة من لسان الخصوص فإن الله وصف نفسه بالنفس وهو من التنفیس، وأن الأسماء الإلهیة عین المسمى ولیس إلا هو، وأنها طالبة ما تعطیه من الحقائق ولیس الحقائق التی تطلبها الأسماء إلا العالم. فالألوهیة تطلب المألوه، و الربوبیة تطلب المربوب ، وإلا فلا عین لها إلا به وجودا أو تقدیرا.)

 

قلت : لما کانت الحکمة قلبیة شرع فی ذکر القلب، فذکر أن قلب العارف بالله هو من رحمة الله.

قال: وهو أوسع منها وفیه اشکال لأن ما هو من الشیء کالبعض من الکل کیف یکون أوسع من الکل الذی هو بعضه؟ 

قال: لأنه وسع الحق، جل جلاله، ورحمته لا تسعه، فصارت الرحمة أوسع منه ولما کان فیه هذا الإشکال .

قال رضی الله عنه: هذا لسان عموم من باب الاشارة. 

قال: وإنما لم تسعه رحمته، لأنه راحم فلا یدخل فی المرحومین بالرحمة فما وسعته.

قال: وأما الأشارة من لسان الخصوص، فإن الله وصف نفسه بالنفس وهو من التنفیس وهو یشیر إلى أنه عین أسمائه تعالى مما یظهر العالم الذی یطلبه أسماؤه الحسنی بالذات، فهو فی حال لولا نزاهته لکان من أجلها مکروب فالتنفیس من کربه هو عین ظهور العالم من غیب ما لم یکن إلى فضاء الکون .

ولا عین للألوهیة إلا بالمألوه وجودا وتقدیرا.

فأما وجودا: فلا ألوهیة بالفعل ما لم یکن المألوه بالفعل.

 

شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (اعلم أن القلب أعنی قلب العارف بالله هو من رحمة الله، و هو أوسع منها، فإنه وسع الحق جل جلاله و رحمته لا تسعه: هذا لسان العموم من باب الإشارة، فإن الحق راحم لیس بمرحوم فلا حکم للرحمة فیه.

وأما الإشارة من لسان الخصوص فإن الله وصف نفسه بالنفس وهو من التنفیس:

وأن الأسماء الإلهیة عین المسمى ولیس إلا هو، وأنها طالبة ما تعطیه من الحقائق ولیس الحقائق التی تطلبها الأسماء إلا العالم. فالألوهیة تطلب المألوه، و الربوبیة تطلب المربوب ، وإلا فلا عین لها إلا به وجودا أو تقدیرا.)


  12 -  فصّ حکمة قلبیة فی کلمة شعیبیّة

إضافة هذه الحکمة إلى الکلمة الشعیبیة ، لکونها على شعب کثیرة ، کما أنّ القلب الإنسانی ذو شعب کثیرة ، لتقلَّبه بین إصبعی الرحمن.

وکون شعیب حکمه وحکمه بحکمه لشعوبه وقبائله بالنصیحة والأمر بإیفاء الحقوق ، والإقلاع عن البخس والنقص ، والعدل والعذل على الجور ، وذلک عدل أقامه الله فی النشأة الإنسانیة بوجود القلب .

فإنّ منشأ العدل وقسمة مادّة الحیاة الطبیعیة وهی الدم للأعضاء الآلیة والأعضاء المتشابهة الأجزاء علوا وسفلا من القلب ، فإنّ الله یوصلها من القلب إلى الکلّ بقدر استحقاق کلّ عضو عضو واستعداده بمیزان العدل .

کان الغالب على دعوة شعیب الأمر بالعدل وإقامة الموازین والمکاییل والأقدار .

کما قال : " وَما أُرِیدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَیْکَ " کلّ هذه الإشارات تدلّ على رعایة العدل وأحدیة الجمع والاعتدال .

وکما أنّ العدل فی حفظ صحّة جمیع البدن وسقمه إلى القلب ، والقلب له أحدیة جمع القوى الروحانیة والقوى الجسمانیة ومن القلب ینشعب الروح الطبیعی إلى کل عضو عضو من أعلى البدن وأسفله على میزان العدل ، فیبعث لکل عضو ما یلائمه من الروح الطبیعی ، فافهم .

واستفاد منه موسى علیه السّلام علم الصحبة والسیاسة ، وأمره بالتخلَّی عن العامّة إلَّا فی وقت معلوم وقدر موزون ، وکان الغالب على موسى علیه السّلام الظاهر .

 فحصل له بصحبته جمیع مقام الجمع .


قال رضی الله عنه : " اعلم : أنّ القلب - أعنی قلب العارف بالله - هو من رحمة الله ، وهو أوسع منها ، فإنّه وسع الحق - جلّ جلاله - ورحمته لم  تسعه ، هذا لسان عموم من باب الإشارة ، فإنّ الحق راحم لیس بمرحوم ، فلا حکم للرحمة فیه " .

یشیر رضی الله عنه إلى قوله تعالى على لسان أکمل الرسل علیه السّلام أنّه قال :

"ما وسعنی أرضی ولا سمائی ووسعنی قلب عبدی " ففیه إشارة أیضا إلى ما ذکر آنفا من


قول أبی یزید رضی الله عنه : لو أنّ العرش وما حواه مائة ألف ألف مرّة ، فی زاویة من زوایا قلب العارف ، ما أحسّ به .

وإذا کان کذلک والعرش مستوى الرحمن برحمته العامّة التی عمّت العالمین ، والرحمة إنّما تنزل من العرش المحیط بالکرسیّ الذی وسع السماوات والأرضین ، فإنّها فی جوفه کحلقة ملقاة فی أرض فلاة ، ومع هذا ، فهو کما ذکرنا لو کان فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحسّ به فالقلب أوسع من الرحمة التی وسعها العرش بما وسع المرحومین جمیعا .


وأمّا کونه لسان العموم فلما عمّت علوم علماء الرسوم المؤمن ، بقوله : « ما وسعنی أرضی ولا سمائی ، ووسعنی قلب عبدی » وأنّه راحم غیر مرحوم ، وأنّ الرحمة التی هی صفة من صفاته الذاتیة أو نسبة من النسب الإلهیة لا تحیط به تعالى ، فإنّها لو أحاطت به تعالى ، لوسعته ، ولا تحیط به فلا تسعه ، مع أنّ القلب وسعه بما أخبر عن نفسه وتقرّر فی العموم .


قال رضی الله عنه : « وأمّا الإشارة من لسان الخصوص فإنّ الله وصف نفسه بالنفس وهو من التنفیس ، وأنّ الأسماء الإلهیة عین المسمّى ولیست إلَّا هو ، وأنّها طالبة ما تعطیه من الحقائق ، ولیست الحقائق التی تطلبها الأسماء الإلهیة إلَّا العالم ، فالألوهیة تطلب المألوه ، والربوبیة تطلب المربوب ، وإلَّا فلا عین لها إلَّا به وجودا وتقدیرا)

یعنی رضی الله عنه : أنّ الربوبیة لکونها ذاتیة للربّ هی عینه ، لأنّها لو لم تکن عینه ، لکانت غیره من جمیع الوجوه ، فلم تکن الذات بدونها ربّا ، واحتاجت إلى ذلک الغیر فی کونها ربّا والذات غنیّة ، وربوبیتها لیست غیرها ، فهی عینها .


 شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (اعلم أن القلب أعنی قلب العارف بالله هو من رحمة الله، و هو أوسع منها، فإنه وسع الحق جل جلاله و رحمته لا تسعه: هذا لسان العموم من باب الإشارة، فإن الحق راحم لیس بمرحوم فلا حکم للرحمة فیه.

وأما الإشارة من لسان الخصوص فإن الله وصف نفسه بالنفس وهو من التنفیس:

وأن الأسماء الإلهیة عین المسمى ولیس إلا هو، وأنها طالبة ما تعطیه من الحقائق ولیس الحقائق التی تطلبها الأسماء إلا العالم. فالألوهیة تطلب المألوه، و الربوبیة تطلب المربوب ، وإلا فلا عین لها إلا به وجودا أو تقدیرا.)

 

12 - فص حکمة قلبیة فی کلمة شعیبیة

إنما خصت هذه الکلمة الشعیبیة بالحکمة القلبیة لأن الغالب على شعیب علیه الصلاة والسلام الصفات القلبیة ، من الأمر بعدل وإیفاء الکیل والوزن بالقسط ، والقلب هو مظهر العدل وصورة أحدیة الجمع بین الظاهر والباطن واعتدال البدن وعدالة النفس ، ومنه یصل الحیاة والفیض إلى جمیع الأعضاء على السویة بمقتضى العدل ، وله أحدیة جمیع القوى الروحانیة والنفسانیة ، ومنه تنشعب هذه القوى بالقسطاس المستقیم ویتوزع على عضو عضو بمقتضى استعداده وقوة قبوله ، ویأتیه المدد إلیها دائما على نسبة محفوظة القدر بالعدل ، وله إیفاء کل ذی حق ، وقد استفاد موسى علیه السلام علم الصحبة والسیاسة والخلوة والجلوة ومقام الجمع والفرق منه علیه الصلاة والسلام ، وکلها من القلب القائم بالعدل ومراعاة أحکام الوحدة فی الکثرة ، ولا یقوم بأحکام العالمین فی الوجود إلا القلب ، ولهذا کان محل المعرفة دون غیره .


قال رضی الله عنه : "اعلم أن القلب : أعنى قلب العارف باللَّه هو من رحمة الله وهو أوسع منها ، فإنه وسع الحق جل جلاله ورحمته لا تسعه ، هذا اللسان عموم من باب الإشارة ، فإن الحق راحم لیس بمرحوم فلا حکم للرحمة فیه " .

إنما قال : إن القلب من رحمة الله ، لقوله تعالى : "رَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ" والقلب شیء ، وإنما کان أوسع منها لقوله على لسان نبیه صلى الله علیه وسلم : « ما وسعنی أرضى ولا سمائی ووسعنی قلب عبدی المؤمن » .


والحق محیط بالکل والرحمة تنزل من مستوى الرحمن الذی هو العرش المحیط إلى کل العالم بما فیه ، وقد قال أبو یزید : لو أن العرش وما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس به ، لأنه لا یبقى مع الحق وتجلیه وجود لشیء فکیف یحس بالعدم ، وإنما قال هذا لسان العموم ، لأن عامة العلماء قائلون بهذا الحدیث المذکور ، وبأن الله تعالى راحم غیر مرحوم ، ولأن الرحمة صفة من صفات الله تعالى قائمة به فلا تسعه والقلب یسعه .

وإنما قال : من باب الإشارة ، لأن فی لسانهم رمزا إلیه من قبیل المفهوم لا المنطوق ، فإنهم لا یصرحون به ولکن یلزمهم .


قال رضی الله عنه : "وأما الإشارة من لسان الخصوص ، فإن الله تعالى وصف نفسه بالنفس وهو من التنفیس ، وأن الأسماء الإلهیة عین المسمى ولیس إلا هو ، وإنها طالبة ما تعطیه من الحقائق ولیست الحقائق التی تطلبها الأسماء إلا العالم ، فالألوهیة تطلب المألوه والربوبیة تطلب المربوب ، وإلا فلا عین لها إلا به وجودا وتقدیرا ".


والدلیل علیه ترتیب قوله : "الْحَمْدُ لِلَّه رَبِّ الْعالَمِینَ " وما قال للرب إله العالمین ، وقد مر أن الأشیاء فی ذات الباری تعالى بالقوة کالشجرة فی النواة لیست لها فیه عین ، وهی کرب الرحمن فوصف نفسه بالنفس وهو الإیجاد إذ به نفس عن کربه بالوصف له والذات مع أی وصف اعتبر معه اسم والأسماء الإلهیة عین المسمى ، فلیس النفس إلا هو لأن الصفة نسبة والنسب أمور عقلیة ، ولیست الأسماء فی الحقیقة إلا عین الذات مع اعتبار فقط ، والأسماء تطلب مقتضیاتها کما ذکر غیر مرة ، ومقتضیاتها لیست إلا الحقائق التی هی أجزاء العالم ومجموعها العالم ، وهو المألوه والمربوب فالألوهیة التی هی الحضرة الأسمائیة ، والربوبیة التی هی حضرة الأفعال الصادرة عن الأسماء تطلب العالم بما فیه ولم تثبت إلا به لأنها من الإضافیات فلا عین لها بدون المضاف وجودا وتقدیرا .


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (اعلم أن القلب أعنی قلب العارف بالله هو من رحمة الله، و هو أوسع منها، فإنه وسع الحق جل جلاله و رحمته لا تسعه: هذا لسان العموم من باب الإشارة، فإن الحق راحم لیس بمرحوم فلا حکم للرحمة فیه.

وأما الإشارة من لسان الخصوص فإن الله وصف نفسه بالنفس وهو من التنفیس:

وأن الأسماء الإلهیة عین المسمى ولیس إلا هو، وأنها طالبة ما تعطیه من الحقائق ولیس الحقائق التی تطلبها الأسماء إلا العالم. فالألوهیة تطلب المألوه، و الربوبیة تطلب المربوب ، وإلا فلا عین لها إلا به وجودا أو تقدیرا.)

 

12 - فص حکمة قلبیة فی کلمة شعیبیة

قد مر فی المقدمات أن ( القلب ) یطلق على النفس الناطقة إذا کانت مشاهدة للمعانی الکلیة والجزئیة متى شاءت . وهذه المرتبة مسماة عند الحکماء ب ( العقل المستفاد ) .

وقد یطلق على ناطقة من اتصف بالأخلاق الحمیدة ، وجعلها ملکة .

وإنما تسمى بالقلب لتقلبها بین العالم العقلی المحض ، وعالم النفس المنطبعة ، وتقلبها فی وجوهها الخمسة التی لها إلى العوالم الکلیة الخمسة  وله أحدیة الجمع بین الأسماء الإلهیة والظهور بحکم کل منها على سبیل العدالة .

وهو برزخ بین الظاهر والباطن ، ومنه یتشعب القوى الروحانیة والجسمانیة ، ومنه الفیض على کل منها ، وهو صورة المرتبة الإلهیة ، کما أن الروح صورة المرتبة الأحدیة ، لذلک وسع کل شئ حتى الحق .

ولما کان کثیر الشعب والنتائج ، وکان شعیب ، علیه السلام ، کثیر النتائج  والأولاد متحققا بمقام القلب - مشاهدا للمعانی الکلیة والجزئیة متخلقا بالأخلاق الإلهیة قائما بالعدل الذی هو سبب وجود العالم آمرا بإیفاء الحقوق فی المکیال والمیزان والقسطاس المستقیم بمقتضى استعداد کل من الناس - أضاف ( الحکمة القلبیة ) إلى کلمته .


قال الشیخ رضی الله عنه : (واعلم ، أن القلب ، أعنی قلب العارف بالله ، هو من رحمة الله ، وهو أوسع منها ، فإنه وسع الحق جل جلاله ، ورحمته لا تسعه ) .

إنما قال : ( أعنی  قلب العارف ) لأن قلب غیره لیس مصطلحا عند الخواص ، بل عند العوام ، کما یسمى ( لب ) الشئ واللحم الصنوبری أیضا ب ( القلب ) .

وإنما قال : ( بالله ) - دون غیره من الأسماء - لأنه مجمع الأسماء ، و ( القلب )

قابل لفیضها کلها ، والعارف به عارف بغیره ، والعارف لغیره لا یکون عارفا به ،

إذ العارف بالأفعال وأحکامها لیس عارفا بالله وظهوراته وأسمائه .

ولیس المراد هنا ب ( الرحمة ) الوجود ، إذ القلب لیس أوسع من الوجود ،  

بل ما به یتعطف على عباده ویشفق علیهم ویرحمهم فیهب لهم الوجود . لذلک

قال : ( هو من رحمة الله ) أی ، صادر منها .

وقال : ( فان الحق راحم لیس بمرحوم ) .  ولو کان بمعنى الوجود ، لصدق أنه ( مرحوم ) کما یصدق أنه موجود .

وقوله : ( فإنه وسع الحق ) إشارة إلى ما نقله النبی ، صلى الله علیه وسلم ،

عن الله تعالى أنه قال : " ما وسعنی أرضى ولا سمائی ، ووسعنی قلب عبدی المؤمن التقى النقی "  

قال الشیخ رضی الله عنه :  (وهذا لسان عموم من باب الإشارة ، فإن الحق راحم لیس بمرحوم ، فلا حکم للرحمة فیه ) .

أی ، کون الرحمة لا تسعه لسان عموم الخلائق وعلماء الظاهر ،  والإشارة إلى معتقدهم ، فإن الحق راحم مطلقا عندهم ، لیس بمرحوم بوجه من الوجوه ، فلا حکم للرحمة فیه . وأما بلسان الخواص والمحققین ، فإنه هو ( الراحم ) وهو ( المرحوم ) ، إذ لا غیر والأعیان المسماة ب ( العالم ) عینه ، فما یرحم الحق إلا نفسه . فهو ( راحم ) فی مقام جمع الأحدیة ، ( مرحوم ) فی مقام التفصیل والکثرة .


وإلیه أشار بقوله : ( وأما الإشارة من لسان الخصوص ، فإن الله وصف نفسه ب( النفس ) ، بفتح الفاء ، وهو من باب ( التنفیس ) )

أی ، وصف لسان نبیه نفسه بأن له ( النفس ) . وهو مأخوذ من ( التنفیس ) ، لأنه إرسال الهواء الحار من الباطن ، وإیراد الهواء البارد لترویح المتنفس عن الکرب ، فالتنفس إنما یتنفس دفعا للکرب . فشبه النفس الإلهی بالنفس الإنسانی .


وأضاف ( الکرب ) إلیه لا من حیث إنه غنى عن العالمین ، بل من حیث إنه رب لهم . وکربه طلب الأسماء الإلهیة الباقیة فی الذات الأحدیة بالقوة ظهورها وعیانها ، فتنفس وأوجد أعیان تلک الأسماء ، فظهرت الإلهیة .

( وأن الأسماء الإلهیة عین المسمى ) . أی ، من حیث الوجود وأحدیة الذات ، وإن کانت غیرا باعتبار کثرتها . ( ولیس إلا هو ) .

أی ، ولیس المسمى إلا عین هویة الحق ، أو ولیس ذلک النفس إلا عین الهویة الساریة فی الموجودات کلها .

( وإنها طالبة ما تعطیه من الحقائق ) . أی ، وإن الأسماء طالبة وجود ما تعطى الحقائق الکونیة للحق من الأحکام والصفات الکونیة .

وفی بعض النسخ : ( ما تعطیه من الحقائق ) . أی، وإن الأسماء طالبة للحقائق.

وفاعل ( تعطى ) ضمیر ( الأسماء ) .

ویؤکد الثانی قوله رضی الله عنه  : ( ولیست الحقائق التی یطلبها الأسماء إلا العالم ، فالألوهیة تطلب المألوه ، والربوبیة تطلب المربوب ) .

واعلم ، أن الشیخ رضی الله عنه  یستعمل فی جمیع کتبه ( المألوه ) ویرید به ( العالم ) .

واللغة یقتضى أن یطلق على الحق ، إلا فی بعض معانیه . لأنه مشتق من ( أله ) 

وله معان متعددة :

أولا یقال : أله ، یأله ، إلهة . أی ، عبد عبادة ، فالمألوه هو المعبود .

وثانیها ، ( الفزع ) و ( الالتجاء ) . یقال : أله إلى زید . أی ، إلتجاء إلیه ، فأجأره.

وقال : تأبط شرا . شعر : ( ألهت إلیها والرکائب وقف ) . فالمألوه المفزع  والملجأ . 

وثالثها ، ( الثبات ) .

یقال : ألهنا بمکان کذا . أی ، أقمنا . قال الشاعر : ( ألهنا بدار ما تبید رسومها ) . فالمألوه المثبت .

ورابعها ، ( السکون ) . یقال : ألهت إلیه . أی ، سکنت إلیه . فالمألوه  المسکون إلیه .

وخامسها ، ( التحیر ) . یقال : أله زید . إذا تحیر . فالمألوه المتحیر فیه .

ولا شک أن ( المعبود ) و ( المفزوع إلیه ) و ( المسکون إلیه ) هو الحق و ( المتحیر )

و ( المثبت ) هو العالم . ویمکن أن یستعمل لغة فی معان آخر یلیق ب ( العالم ) .

و ( الألوهیة ) اسم المرتبة الإلهیة ، أی ، هذه المرتبة تطلب وجود العالم ،

وهو المألوه ، لأن کل واحد من أسماء الصفات والأفعال یقتضى محل ولایته لیظهر به ، کالقادر للمقدور ، والخالق للمخلوق ، والرازق للمرزوق ، وهکذا غیرها .

والفرق بین ( الألوهیة ) و ( الربوبیة ) :

أن ( الألوهیة ) حضرة الأسماء کلها - أسماء الذات والصفات والأفعال ، و ( الربوبیة ) حضرة أسماء الصفات والأفعال فقط لذلک تأخرت عن المرتبة الإلهیة.

قال تعالى : ( الحمد لله رب العالمین ) .

( وإلا ) أی ، وإن لم تکن ( الألوهیة ) و ( الربوبیة ) طالبة للمألوه والمربوب ، لا یکون شئ منها متحققا ، کما لا یتحقق الأبوة إلا بالإبن ، والبنوة إلا بالأب ، لأنهما من قبیل المتضایفین .


قال الشیخ رضی الله عنه : ( فلا عین لها إلا به وجودا وتقدیرا ) أی ، فلا عین للألوهیة أو الربوبیة إلا بالعالم ، سواء کان موجودا بالوجود الحقیقی ، أو مقدرا.

فقوله : ( فلا عین ) جواب الشرط المقدر . أی ، إذا کان تحقق الألوهیة والربوبیة موقوفا على المألوه والمربوب ، فلا عین للألوهیة إلا بالمألوه ، ولا للربوبیة إلا بالمربوب .

وجواب ( إلا ) محذوف ، لدلالة قوله : ( فلا عین لها إلا به ) علیه . ولا یجوز أن یکون هو جوابا ، لفساد المعنى .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (اعلم أن القلب أعنی قلب العارف بالله هو من رحمة الله، و هو أوسع منها، فإنه وسع الحق جل جلاله و رحمته لا تسعه: هذا لسان العموم من باب الإشارة، فإن الحق راحم لیس بمرحوم فلا حکم للرحمة فیه.

وأما الإشارة من لسان الخصوص فإن الله وصف نفسه بالنفس وهو من التنفیس:

وأن الأسماء الإلهیة عین المسمى ولیس إلا هو، وأنها طالبة ما تعطیه من الحقائق ولیس الحقائق التی تطلبها الأسماء إلا العالم. فالألوهیة تطلب المألوه، و الربوبیة تطلب المربوب ، وإلا فلا عین لها إلا به وجودا أو تقدیرا.)

 

الفص الشعیبی 

12 - فص حکمة قلبیة فی کلمة شعیبیة 

قال رضی الله عنه : (اعلم أن القلب أعنی قلب العارف بالله هو من رحمة الله، وهو أوسع منها، فإنه وسع الحق جل جلاله ورحمته لا تسعه: هذا لسان العموم من باب الإشارة، فإن الحق راحم لیس بمرحوم فلا حکم للرحمة فیه. وأما الإشارة من لسان الخصوص فإن الله وصف نفسه بالنفس وهو من التنفیس: وأن الأسماء الإلهیة عین المسمى ولیس إلا هو، وأنها طالبة ما تعطیه من الحقائق ولیس الحقائق التی تطلبها الأسماء إلا العالم. فالألوهیة تطلب المألوه، و الربوبیة تطلب المربوب ، وإلا فلا عین لها إلا به وجودا أو تقدیرا. )

أی: ما یتزین به، ویکمل العلم الیقینی المتعلق بالقلب من حیث إنه مع وحدته واسع الظهور کل کثرة فیه، ظهر ذلک العلم بزینته وکماله فی الحقیقة الجامعة المنسوبة إلى شعیب علیه السلام لتشعب دعوته الواحدة.

أی: تسویة المیزان بقوله: " أوفوا المکیال والمیزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشیاءهم ولا تعثوا فی الأرض مفسدین " [هود: 85].

إلى شعیب کثیرة فی الاعتقادات والاختلاف والأعمال إذ لکل شیء منها میزان خاص یستقیم به إذا روعی، ویمیل إلى طرفی الإفراط والتفریط إذ أخل به على ما سیشیر الشیخ رحمه الله، وهی من أعمال القلب أو القوة المستمدة منه و مشابهة له فی التوسط لتوه بین الروح والنفس.

فبین أولا سعته لما لا بتناهی من صور الکثرة حتى أنه أوسع من أصله لیتیسر تصور سعة الکثرة الحاصلة عن ضیق الوحدة فی أوهام العامة.

فقال: (اعلم أن القلب أی: قلب العارف بالله) إذ قلب غیره، وإن أحاط بالعلوم الرسمیة العقلیة والنقلیة ضیق عن الأمور الغیر المتناهیة، والمقصود بیان سعته، وهو المسمى بالقلب فی قوله تعالى: "لمن کان له قلب" [ق:37] (هو من رحمة الله) ضرورة أن الموجودات کلها من رحمته، ولکن (هو أوسع) فی إیجاد الصور کلها (منها فإنه وسع الحق) أی: صورة فی الذهن الذی له إیجاد الصور فیه.

(ورحمته لا تسعة) إذ لا تصوره فی الخارج الذی لها إیجاد الصور فیه، ولا فی الذهن الذی لیس لها إیجاد شیء منها فیه.

ولذا قال صلى الله علیه وسلم عن ربه: «ما وسعنی أرضی، ولا سمائی، ولکن وسعنی قلب عبدی المؤمن التقی النقی»، فکذا الکثرة أوسع من الوحدة فیما یتوهم.

ثم قال: (وهذا) أی: کون الرحمة لا تسع الحق والقلب بسعة؛ فهو أوسع منها (لسان العموم) أی: قول عامة الصوفیة إذ أهل الظاهر لا یجترئون على القول بسعة القلب للحق؛ لأنها إما بالحلول المحال أو بالتمثیل، وهو باطل عندهم لقوله تعالى: "لیس کمثله شیء" [الشورى:11].

وقد ذهلوا عن حدیث رؤیة یوم القیامة فی الصور المختلفة، وفی المنامات، وعن الفرق بین المثل والمثال (من باب الإشارة)، أی: مأخوذ من کلامهم بطریق الإشارة إذ لم یصرحوا بذلک.

وإنما قال عوام الصوفیة بأن القلب أوسع من الرحمة لسعته بالحق دون الرحمة وإلا کان الحق مرحوما وهو باطل.

قال رضی الله عنه : (فإن الحق راحم ولیس بمرحوم) بوجه من الوجوه، (فلا حکم للرحمة فیه) لا بإیجاده فی الخارج ولا فی الذهن، (وأما الإشارة) المأخوذة (من لسان الخصوص) أی کلام خواص الصوفیة، فالرحمة أوسع من القلب أو مساویة له فی السعة، وإن لم یصرحوا بذلک أیضا، فإن المفهوم من کلامهم أنه تعالى یرحم ذاته وأسماؤه بتصویرها فی أعیان المکونات فی الخارج.

فإن الله تعالى وصف نفسه على لسان نبیه الذی لا ینطق عن الهوى إن هو إلا وحی یوحى (بالنفس)، وهو قوله صلى الله علیه وسلم : «إنی لأجد نفس الرحمن من قبل الیمن»..

وهو رحمة من المتنفس على نفسه بإخراج الهواء الحارة، وإدخال الباردة، کیف (وهو) مشتق (من التنفیس)؛ وذلک لأن الأسماء من حیث انتسابها إلى الأشیاء تطلب ظهورها بصورها وآثارها فیها، وذلک الطلب فیها کالکرب، والظهور کالتنفس فکأنها مرحومة.


قال رضی الله عنه : (والأسماء الإلهیة عین المسمى) الذی صدقت علیه، (ولیس) المسمى (إلا هو)، أی: الذات فکأنها أیضا مرحومة، وکیف لا تکون الذات مرحومة؟ 

(وأنها طالبة ما تعطیه) الأسماء باعتبار تضمنها معانیها الخاصة من (الحقائق) التی انتسبت تلک الأسماء إلیها، باعتبار معانیها الخاصة الموجودة فی الذات بواسطة عینیة تلک الأسماء لها، وکیف لا تکون مرحومة باعتبار ظهورها فی تلک الحقائق؟ ولیست صورها الظاهرة فیها قدیمة مانعة من التأثیر إذ

قال رضی الله عنه : (لیست الحقائق التی طلبتها الأسماء) احتراز عن الحقائق المطلوبة للذات من معانی الأسماء؛ فإنها قدیمة غیر قابلة للتأثیر أصلا إلا العالم القابل للتأثیرات، فالصور الظاهرة فیها حادثة، وبظهورها تحصل مطالب الأسماء؛ فالرحمة علیه رحمة على الأسماء وعلى الذات باعتبار ظهورها فیه، وکیف لا تطلب الأسماء تلک الحقائق، ولا تتصور باعتبار تضمنها للنسب المقتضیة للمنتسبین إلا بها (فالألوهیة تطلب المألوه) وإن ورد أن الله غنی عن العالمین.

قال رضی الله عنه : (والربوبیة تطلب المربرب وإلا) أی: وإن لم یوجد المألوه والمربوب حقیقة ولا تقدیرا؛ (فلا عین لها) أی: لا تعین لهذه النسب أی: الألوهیة والربوبیة إلا (به وجودا أو تقدیرا)، فإن الألوهیة والربوبیة بالفعل عند وجود المألوه والمربوب وبالقوة عند تقدیره وإلا فلا تتصور أصلا.


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه :(اعلم أن القلب أعنی قلب العارف بالله هو من رحمة الله، و هو أوسع منها، فإنه وسع الحق جل جلاله و رحمته لا تسعه: هذا لسان العموم من باب الإشارة، فإن الحق راحم لیس بمرحوم فلا حکم للرحمة فیه.

وأما الإشارة من لسان الخصوص فإن الله وصف نفسه بالنفس وهو من التنفیس:

وأن الأسماء الإلهیة عین المسمى ولیس إلا هو، وأنها طالبة ما تعطیه من الحقائق ولیس الحقائق التی تطلبها الأسماء إلا العالم. فالألوهیة تطلب المألوه، و الربوبیة تطلب المربوب ، وإلا فلا عین لها إلا به وجودا أو تقدیرا.)


12 -  فصّ حکمة قلبیّة فی کلمة شعیبیّة

وجه تسمیة الفصّ

ووجه اختصاص الکلمة بالحکمة هاهنا ما ستطلع علیه من کلام المصنّف أنّ فی القلب فنونا من التشعیب لا تحصى ، بها تثمر العقائد التی علیها یتصوّر فی الجنّة وبها یتجلَّى عند أربابها .

وأمّا التلویح الکاشف لذلک : فهو أنّ شعیبا ( 13 ) صورة تفصیل ما للقلب من العقود ( 6 ، 13 ) ، کما أنّ القلب ( 132 ) معرب عمّا لشعیب ( 382 ) من الأربعة المحیطة بصورة السعة الإلهیّة .

وأیضا فی تفصیل البیّنات القلبیّة ( أف ، أم ، ا 123 لف ا ، لف یم ، لف 381 )  ) ما یشعر بأنّ الکلمة الشعیبیّة هی الکاشفة عن حکمة القلب ، ضرورة أنّه الصورة المقوّمة إیاها خاصّة ، ولذلک أخذ یتکلَّم فی القلب قائلا


  سعة القلب   

قال رضی الله عنه :  ( اعلم أنّ القلب - أعنی قلب العارف باللَّه  ) فإنّه یستفهم منه معانی غیر ذلک ، لا دخل له هاهنا ( هو من رحمة الله ) فإنّه من الحقائق الوجودیّة المنطویة على ما فی قوسی الحقائق الإلهیّة والمراتب الکیانیّة ، کما اطَّلعت على تحقیقه مرارا ، ( وهو ) لکمال سعته المذکورة ( أوسع منها ، فإنّه وسع الحقّ جلّ جلاله ، ورحمته لا تسعه ) على ما ورد : « ما وسعنی أرضی ولا سمائی » ، فإنّ وجوده ورحمته لیس له مظهر غیر سماء الأسماء الإلهیّة وأرض الحقائق الکیانیّة .

( هذا لسان عموم ) تکلَّم على ما ورد من الحدیث غیر مجاوز عن ظاهره ، ولکن ( من باب الإشارة ) لا صریح العبارة ، ( فإنّ الحق ) على فهم العموم (و) لسانه ( راحم لیس بمرحوم ، فلا حکم للرحمة فیه) حتّى یحیط به ویسعه.


الربوبیة تطلب المربوب والألوهیة تطلب المألوه

قال رضی الله عنه :  ( وأمّا الإشارة من لسان الخصوص : فإنّ الله وصف نفسه بالنفس ، وهو من التنفیس )

الذی هو تفریج الکرب ، فإنّ فی باطنه من الأسماء ما یطلب الظهور ویهتمّ به وذلک ممّا یستلزم الکرب.

قال رضی الله عنه :  ( وإنّ الأسماء الإلهیّة عین المسمّى ، ولیست إلَّا هو ، وإنّها طالبة ما تعطیه من الحقائق ، ولیست الحقائق التی تطلبها الأسماء إلَّا العالم ، فالالوهة تطلب المألوه).

حتّى تثبت وتتعیّن ، فإنّ الأسماء الإلهیّة تقتضی ثبوت المألوه وتعیّنه ، کما أنّ أسماء الربوبیّة تقتضی وجوب المربوب وظهوره ، وإلیه أشار بقوله : ( والربوبیّة تطلب المربوب ) حتّى تظهر به وتوجد فی العین وهذا هو الفرق بین الالوهیّة والربوبیّة ، لا ما قیل فی بعض الشروح « 1 » - فتأمّل.

( وإلا ) - أی وإن لم تطلب نسبة الالوهة والربوبة ، المألوه والمربوب - لم تحصل تلک النسبة أصلا ( فلا عین لها إلَّا به وجودا ) فی الخارج ( وتقدیرا ) فی العلم ، فإنّ النسبة وإن کانت حاکمة على الطرفین ، مسمّیة لهما : لکن لا وجود لها إلَّا بهما .

هذا اقتضاء الحقّ من حیث النسب الأسمائیّة الوهیّة وربوبیّة

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (اعلم أن القلب أعنی قلب العارف بالله هو من رحمة الله، و هو أوسع منها، فإنه وسع الحق جل جلاله ورحمته لا تسعه: هذا لسان العموم من باب الإشارة، فإن الحق راحم لیس بمرحوم فلا حکم للرحمة فیه.

وأما الإشارة من لسان الخصوص فإن الله وصف نفسه بالنفس وهو من التنفیس:

وأن الأسماء الإلهیة عین المسمى ولیس إلا هو، وأنها طالبة ما تعطیه من الحقائق ولیس الحقائق التی تطلبها الأسماء إلا العالم. فالألوهیة تطلب المألوه، و الربوبیة تطلب المربوب ، وإلا فلا عین لها إلا به وجودا أو تقدیرا.)


12 - فص حکمة قلبیة فی کلمة شعیبیة

قال الشیخ رضی الله عنه :  (اعلم أن القلب أعنی قلب العارف بالله هو من رحمة الله، و هو أوسع منها، فإنه وسع الحق جل جلاله ورحمته لا تسعه: هذا لسان العموم من باب الإشارة، فإن الحق راحم لیس بمرحوم فلا حکم )

لما کان شعیب علیه السلام مع کونه صاحب قلب قابلا لتجنی الاسم الله أحدیة جمع الأسماء الإلهیة المتشعبة إلى ما لا یتناهی مضاهیا للقلب، سواء أرید به النفس الناطقة فی بعض مراتبها أو اللحم الصنوبری الذی هو متعلقها وسحل تصرفاتها لتشعبه إلى شعوب وقبائل کما ینبیء عنه اسمه.

وفی إیتاء کل ذی حق حقه بالقسط والعدل کما یدل علیه أمره أمته بذلک، فإن القلب بکل واحد من معنییه متشعب إلى شعب کثیرة موفی کل ذی حق منها حقه.

وصف الشیخ رضی الله عنه الحکمة المنسوبة إلى کلمته بالقلبیة وصدر ببیان أحوال القلب.


فقال : (اعلم أن القلب أعنی قلب العارف بالله) أحدیة جمع الأسماء کلها، فإن صاحب القلب فی اصطلاح هذه الطائفة إنما هو العارف بالاسم الله أحدیة جمیع الأسماء، فمن لم یکن عارف بالله سواء لم یکن عارفا أصلا أو کان عارفا ببعض الأسماء المخصوصة دون بعض، فلا یسمى قلبه قلبا إلا مجازا ولا یصح الحکم علیه بالسعة المذکورة.


(هو من رحمة الله ورحمته) رأفته ولطفه فإن تعینات الأشیاء فی العلم بالفیض الأقدس، ووجوداتها فی العین بالفیض المقدس إنما هی من الأسماء اللطیفة الجمالیة (وهو)، أی القلب (أوسع منها)، أی من رحمة الله ، فإن سعة القلب عبارة عن إحاطتها بالأشیاء اعتبار جامعیتها للأشیاء.

فإنها حقیقة جامعة لها أو باعتبار العلم والشهود وسعة الرحمة عبارة عن شمول الأشیاء ووصول اثاره إلیها ولا شک أن علم القلب وشهوده أوسع من رحمته (فإنه)، أی القلب باعتبار علمة وشهوده (وسع الحق جل جلاله) بتجلیاته الذاتیة والأسمائیة کما أنه وسع الأشیاء علما وشهودا.

(ورحمته) و إن وسعت کل شیء (لا تسعه)، أی الحق سبحانه (وهذا)، أی المتقول بأن رحمة الله لا تسعه (لسان عموم)، أی عامة العلماء قائلون به ولکن قولهم هذا (من باب الإشارة) لا صریح العبارة .


قال الشیخ رضی الله عنه :  (وأما الإشارة من لسان الخصوص فإن الله وصف نفسه بالنفس وهو من التنفیس:

وأن الأسماء الإلهیة عین المسمى ولیس إلا هو، وأنها طالبة ما تعطیه من الحقائق ولیس الحقائق التی تطلبها الأسماء إلا العالم. فالألوهیة تطلب المألوه، و الربوبیة )


فإنهم لم یصرحوا به ولکن یلزم مما صرحوا به من عقائدهم (فإن الحق راحم) عندهم (لیس بمرحوم) فإنهم لم ینتبهوا لکرب الأسماء الإلهیة والتنفس عنها بإیجاد العالم (فلا حکم للرحمة فیه) ولا یصل أثر منها إلیه فلا تسعه.

(وأما الإشارة من لسان الخصوص)، فهی أن رحمة الله تسعه (فإن الله سبحانه وصف نفسه) على لسان نبیه (بالنفس) حیث قال صلى الله علیه وسلم :" إنی لأجد نفس الرحمن من جانب الیمن".

(وهو)، أی النفس (من التنفیس) وهو تفریج الکروب فإن المتنفس إنما یتنفس دفعة الکرب الهواء الحار عن باطنه وطلبة لراحة ورود الهواء البارد علیه ، فالتنفیس فی الجناب الإلهی إشارة إلى التخلص من کرب طلب الأسماء الإلهیة الظهور، ومن کرب طلب الحقائق الکونیة الوجود.

ولا شک أن التفریج عن الکرب رحمة فرحمة الله تسعه ، ولما کان لقائل أن یقول: منشأ هذا الطلب الأسماء لا محض الذات فالتخلص من الکرب یکون للذات من حیث الأسماء لا من حیث هی فلا تکون الراحة شاملة لها .

دفعه بقوله :

(وأن الأسماء الإلهیة عین المسمى ولیست)، أی الأسماء (إلا هو)، أی المسمى فیکون تکرارة وتأکیدة للأول.

وفی النسخة المقروءة على الشیخ رضی الله عنه ولیس بدون تاء التأنیث، أی لبس المسمى إلا هو أی الحق فتکون الأسماء عین الحق وإذا وسعتها الرحمة وسعته (وأنها)، أی الأسماء (طالبة ما تعطیه) تلک الأسماء ثبوت فی العلم ووجودا فی العین (من الحقائق).

أی الحقائق الکونیة بیان لما أعنی الأسماء طلب الحقائق التی ثبوتها فی العلم ووجودها فی العین بتلک الأشیاء.

(ولیست الحقائق التی تطلب الأسماء) لتکون مجالی أحکامها ومظاهر آثارها (إلا العالم) بما فیه من الأجناس والأنواع والأشخاص (فالألوهیة) التی حضرة الأسماء الوجوبیة المؤثرة فی الکون (تطلب المألوه) الذی هو متعلق تأثیراتها وتصرفاتها ضرورة توفیق تحقق النسبة على تحقق المنتسبین. 

ولما کانت الإلهیة والألوهیة عبارة عن مرتبة الأسماء المؤثرة کان معنى الإله المؤثر بأسمائه فیکون معنى اسم الفاعل لا سیما اشتق رضی الله عنه لما یقابله ، أی المتأثر المألوه اسم مفعول فیکون المألوه موجودة من معنا. 

الاصطلاحی لا معانیه اللغویة فلا إشکال (و) کذلک (الربوبیة) التی هی حضرة الأفعال . 

قال رضی الله عنه :  (تطلب المربوب ، وإلا فلا عین لها إلا به وجودا أو تقدیرا.)

(تطلب المربوب) الذی هو متعلق آثارها، وإذا کانت الألوهیة والربوبیة یطلبان المألوه، والمربوب لیس إلا العالم ، فإن کان العالم یکون للألوهیة أو الربوبیة عین .

(وإلا)، أی وإن لم یکن العالم لم یکن لها، أی الألوهیة والربوبیة عین (فلا عین لها)، أی للألوهیة والربوبیة (إلا به)، فی العالم (وجودا) فی العین .

(وتقدیرا) فی الذهن یعنی خارج ودها


المواقف الروحیة والفیوضات السبوحیة شرح الأمیر عبد القادر الجزائری 1300 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (اعلم أن القلب أعنی قلب العارف بالله هو من رحمة الله، و هو أوسع منها، فإنه وسع الحق جل جلاله و رحمته لا تسعه: هذا لسان العموم من باب الإشارة، فإن الحق راحم لیس بمرحوم فلا حکم للرحمة فیه.

وأما الإشارة من لسان الخصوص فإن الله وصف نفسه بالنفس وهو من التنفیس:

وأن الأسماء الإلهیة عین المسمى ولیس إلا هو، وأنها طالبة ما تعطیه من الحقائق ولیس الحقائق التی تطلبها الأسماء إلا العالم. فالألوهیة تطلب المألوه، و الربوبیة تطلب المربوب ، وإلا فلا عین لها إلا به وجودا أو تقدیرا.)

شرح الفص الشعیبی

الحمد لله حمدا یوافی نعمه، ویکافئ مزیده، (باللام لا بالباء) والصلاة والسلام الأمان الأکملان على أفضل من کل من جاء عن الله رضی الله عنه بالأنبیاء، وعلى آله وأصحابه وتابعیهم الأولیاء، أما بعد:

فإن الأخ العزیز الذی کان أراد منی، إیضاح ألفاظ الفص الإسماعیلی أراد منی أیضا إیضاح ألفاظ الفص الشعیبی.

فإنه استصعبه وحق له أن یستصعب فإنه جمع مسائل متشعبة کثیرة مستصعبة، فأجبته لذلک مستمطرا فیض الإله الرب المالک .

وقلت : اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن سهلا إذا شئت، هذا مع علمی أن ما أذکره فی حل ألفاظ سیدنا الشیخ هو کنسبة القشر إلى اللب . 

وقد رأیت مبشرة عند شروعی فی الکتابة على هذا الفص : رأیت إنی وقفت على باب بیت فوجدته مغلقا علیه قفل من  حدید ولا مفتاح علیه، فحرکت القفل تحریکات فانفتح، فلما دخلت البیت وجدت مفتاحه داخله، وأخذته فتعجبت لذلک. 

فأولت البیت بالفص الشعیبی وکونه مغلقا یدل على أنه ما دخله أحد ممن تکلم على الفص الشعیبی، وکونی وجدت مفتاحه فی وسطه وأخذته یدل على أنی أعطیت الأذن فی الدخول لهذا البیت الذی هو الفص الشعیبی.


قول سیدنا فی (فص حکمة قلبیة فی کلمة شعیبیة): اعلم أن القلب - أعنی قلب العارف بالله - هو من رحمة الله ، وهو أوسع منها، فإنه وسیع الحق جل جلاله ورحمته لا تسعه : هذا لسان عموم من باب الإشارة، فإن الله راحم لیس بمرحوم فلا حکم للرحمة فیه. "فإن الحق"

یقول رضی الله عنه إن قلب العارف بالله وإن کان مخلوقا بالرحمة التی وسعت کل شیء، والقلب شیء من الأشیاء، فالشیء أعم العام. 

وهو کل ما یصح أن یعلم ویخبر عنه. 


فإنه تعالى خلق قلب العارف به وجعله أوسع من رحمته ، لأن قلب المؤمن العارف بالله تعالى وسع الحق.

کما ورد فی الخبر النبوی القدسی أن الله تعالى یقول : "ما وسعنی أرضی ولا سمائی ووسعنی قلب عبدی المؤمن الهین الورع ".

وهذا الخبر وإن ضعفه الحفاظ فقد صححه أهل الکشف ، وقید هذا الوسع بالقلب المؤمن، فهو وسع الخصوص لا وسع العموم کما سیأتی بیانه إن شاء الله تعالى فإن قلب غیر المؤمن لا یکون محلا للمعرفة بالله تعالى فلا یسع الحق تعالى الوسع المخصوص بالعارفین.


إذ لا تکون المعرفة به تعالى إلا بتعریفه ، لا بحکم النظر العقلی، ولذا قیده سیدنا بقوله (أعنی قلب العارف بالله) فرحمته تعالى مع اتساعها یستحیل عقلا لا شرعا وکشقا، إذ الکشف لا یخالف الشرع أن تسعه تعالى.

فرحمته لا تتعلق به ولا تسعه ، فلا یوصف تعالى بأنه مرحوم، وإن کانت منه فلا تعود علیه السلام.

ولیس المراد بالقلب فی الحدیث الربانی اللحم الصنوبری الشکل المودع فی الجانب الأیسر من الصدر ، فهذا موجود فی البهائم، فلا قدر له. 

وإنما المراد اللطیفة الربانیة الروحانیة لها بهذا القلب الجسمانی تعلق، وتلک اللطیفة هی حقیقة الإنسان والمخاطب المعاقب، وقد تحیر أکثر الخلق فی وجه علاقته بالنسب النباتی الجسمانی . ثم اعلم أن هذا الوسع أنواع:

الأول : وسع العلم والمعرفة بالله ، إذ لا شیء فی الوجود بعقل آثار الحق ویعرف ما یستحقه کما ینبغی،مثل الإنسان فغیر الإنسان إنما یعرف ربه من وجه دون وجه.

الثانی: وسع الکشف عن محاسن جماله تعالى، فیذوق لذة الأسماء الإلهیة فإذا تعقل علم الله فی الموجودات مثلا ذاق لذتها وعلم مکانة هذه الصفة ، وقس على هذا.

الثالث: وسع الخلافة، وهو التحقق بالأسماء الإلهیة حتى یرى ذاته ذات الحق تعالى فتکون هویة العبد عین هویة الحق، فیتصرف فی الوجود تصرف الخلیفة . 

حیث کان القلب هو النور الإلهی والسر العلی المنزل فی عین الإنسان لینظر به إلیه ، وهو روح الله المنفوخ، فما دام هذا لسان خصوصی. 

وأما لسان خصوص الخصوصی فهو أن قلب العبد العارف عین هویة الحق، فما وسعه غیره فإن روحه المنفوخ فی ادم هو عین ذاته ما هو غیره.

 فما وسع الحق إلا الحق. 

فهو تعالی دار الموجودات وعین قلب عبده المؤمن العارف دار له. 

یقول سیدنا رضی الله عنه : 

فمن کان بیت الحق فالحق بیته     …… فعین وجود الحق عین الکوائن

ومما تقدم من کون رحمته تعالى لا تسعه وأنه راحم لا مرحوم، ولا حکم للرحمة فیه، هو إشارة من لسان عموم، یعنی بالعموم ، علماء الرسوم المحجوبین عن الرقائق والدقائق . 

وأما لسان الخصوص أهل الکشف والوجود الذین آتاهم الله رحمته من عنده وعلمهم من لدنه علما .


فهو ما أشار إلیه سیدنا بقوله : (وأما الإشارة من لسان الخصوص فإن الله وصف نفسه بالنفس وهو من التنفیس: وأن الأسماء الإلهیة عین المسمى ولیس إلا هو، وأنها طالبة ما تعطیه من الحقائق ولیست الحقائق التی تطلبها الأسماء إلا العالم، فالألوهیة تطلب المألوه، والربوبیة تطلب المربوب. وإلا فلا عین لها إلا به وجودا أو تقدیرا. )

یقول رضی الله عنه من باب الإشارة بلسان الخصوص لا من باب التفسیر ، للخبر الوارد أن الله تعالى وصف نفسه ، أی ذاته بالنفس (بفتح الفاء) وهو مأخوذ من التنفیس، أی التوسیع والتسریح ضد الضیق والحرج.

ولا یکون التنفیس والسراح إلا بعد ضیق وشدة، أشار بهذا الإمام إلى ما رواه أحمد  رضی الله عنه فی مسنده ، أنه قال: «إن نفس الرحمن یأتینی من قبل الیمن". وفی روایته للطبرانی "إنی أجد نفس ربکم قبل الیمن".

فنفس الله تعالى عن رسوله بالأنصار رضی الله عنهم . فأووه وناصروه، فإن أصل الأنصار من الیمن، خرجوا منه وقت خراب سد مأرب، و تفرقت قبائل الیمن فی الأقطار . 

کما نفس الله بالنفس الداخل الخارج عن قلب الإنسان والحیوان، فإنه بالنفس یخرج الهواء الحار ویستنشق الهواء البارد. ولولا ذلک لهلک فی حینه. 

ومعلوم أن الأسماء الإلهیة عین المسمى باعتبار، وذلک أن للأسماء الإلهیة اعتبارین، اعتبار کونه تعالى ذکر نفسه بهذه الأسماء أزلا من کونه متکلما، فهی قدیمة غیر مکیفة ولا محدودة ولا مشتقة، وهی عین المسمى. 

إذ الوحدانیة هنالک من جمیع الوجوه فلا تعداد، واعتبار هذه الأسماء التی بأیدینا، وهی أسماء لتلک الأسماء، وهی التی تطلب المعانی بحکم الدلالة لأنها ألفاظ وألقاب، وهی غیر المسمى، وهی المشتقة. 

هذا لسان صفوة خاصة الخاصة، وأما لسان الخاصة فهو أن الأسماء الإلهیة عین المسمى من حیث الدلالة على المسمی، مع قطع النظر عما یفهم من الأسماء، فإن المسمى واحد، والمفهوم من الأسماء لیس بواحد، وإن الأسماء الإلهیة ما تعددت جزائها، فلا بد من سبب یعقل لتعددها ، وهو موضع حیرة.

هل الاسم هو اسم له تعالى؟ 

أو أسم لما هو المفهوم؟ 

أو اسم لهما؟ 

ولیس فی الوجود الخارجی العینی إلا هو تعالى، والأسماء نسب واعتبارات به.

و مراتب للذات لما هو الحق والتحقیق، لا أعیان زائدة کما علیه أکثر المتکلمین . والأسماء وإن کانت عین المسمى الذات للغنی عن العالمین، فهی طالبة ما تعطیه من الحقائق المفهومة منها.


فطلبت طلب استعداد ظهور آثارها بما تعطیه حقیقة کل اسم، ولیست الحقائق التی تطلبها الأسماء لتظهر بها إلا العالم. وهو کل ما سوى الله تعالى فالألوهیة التی أعظم مراتب الإله المعبود تطلب المألوه، وهو العابد . 

والربوبیة التی هی مرتبة الرب أخص من مرتبة الألوهیة، تطلب المرهوب الذی یحصل التصرف فیه ویظهر به سلطانها. 

وإلا لو لم تکن الأسماء طالبة ولا یعطیها الحق ما تطلبه من الظهور، فلا ظهور لها ولا عین إلا بالعالم وجودا عند إیجاد العالم بالفعل. 

وتقدیرا قبل إیجاد العالم بالصلاحیة، إذ هو تعالی مسمی بهذه الأسماء أزلا. 

ولا عالم ولا موجود سواه، لأن الأعیان الثابتة لم تزل ناظرة إلى ربها حال ثبوتها نظر افتقار. 

فلو زال العالم وجودا أو تقدیرا لزالت الأسماء، حتی الفناء عن العالم، إذ لو لم یتوهم لم یصح الفناء عنه ، "ثم" غنی عن من؟.

فالحق تعالى من حیث ذاته الأحدیة غنی عن العالمین . بل غنی عن أسمائه، إذ لیس ثمة من یتفرق إلیه أو یتسمى له.


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص ۲۹۸

[بدان که قلب عارف از رحمت اللّه است‏]

اعلم أن القلب- أعنی قلب العارف باللّه- هو من رحمة اللّه، و هو أوسع منها، فإنّه وسع الحقّ جلّ جلاله و رحمته لا تسعه، و هذا لسان العموم من باب الإشارة، فإن الحقّ راحم لیس بمرحوم فلا حکم للرحمة فیه.

بدان که قلب عارف از رحمت اللّه است (صادر از رحمت خداوند است و قلب غیر عارف باللّه را در اصطلاح اهل اللّه قلب نمی‌گویند مگر به مجاز).

و قلب عارف باللّه وسیع‌تر از رحمت است. زیرا این قلب گنجایش حق جلّ جلاله را دارد. حال اینکه رحمت او گنجایش او (حق) را ندارد. این سخن از زبان عموم است که بدان اشارتى رفت. زیرا حق بنا بر فهم عموم و زبان آنان راحم است و مرحوم نیست (عموم یعنى علماى ظاهر) پس رحمت، در حق حکمى ندارد (که رحمت شامل حق نمی‌شود).

اما به لسان خواص و محققان، حق هم راحم و هم مرحوم است زیرا جز او چیزى نیست و اعیان موجودات مسماى به عالم، عین اوست. پس حق رحمت نمی‌کند مگر خودش را. پس حق راحم است در مقام جمع و مرحوم است در مقام تفصیل و کثرت.( شرح فصوص قیصرى، صص 270- 271 ستون دوم)

و أمّا الإشارة بلسان الخصوص فإنّ اللّه وصف نفسه بالنّفس و هو من باب التنفیس و أنّ الأسماء الإلهیة عین المسمّى و لیس إلّا هو و أنّها طالبة ما تعطیه من الحقائق و لیست الحقائق التی تطلبها الأسماء إلّا العالم.

اما اشاره از زبان خصوص اینکه اللّه تعالى (به زبان پیغمبرش) خویشتن را به نفس وصف فرمود زیرا که فرمود او را نفس است و نفس از باب تنفیس‏ (تنفیس یعنى شاد شدن، نفس کشیدن.) است و اسماء الهیه عین مسمایند.

هر آن نقشى که در صحرا نهادیم‏ تو زیبا بین که ما زیبا نهادیم‏

فرستادیم آدم را به بیرون‏                 جمال خویش در صحرا نهادیم‏

جمال ما ببین زان راز پنهان‏                  اگر چشمت بود پیدا نهادیم‏

مشو أحول مسمى جز یکى نیست‏ اگر چه ما بسى اسما نهادیم‏

سر مویى ز زلف خود گشودیم‏         جهان را در بسى غوغا نهادیم‏

و مسمى نیست مگر عین هویت حقّ و احدیت ذات، (یعنى اسماء از حیث وجود (شرح فصوص قیصرى، ص 163) عین هویت حقند) و اسماء طالبند حقایقى را که عینشان ‌می‌خواهد و به آنها عطا ‌می‌کند و آن حقایقى که اسماء طلب ‌می‌کنند نیستند مگر عالم.

فالألوهیة تطلب المألوه، و الربوبیة تطلب المربوب.

پس الوهیت طلب ‌می‌کند مألوه را و ربوبیت طلب ‌می‌کند مربوب را (مربوب یعنى عالم و مألوه نیز یعنى عالم).

علامه قیصرى در شرح گوید:

شیخ در جمیع کتبش مألوه ‌می‌گوید و از آن عالم را اراده ‌می‌کند.( شرح فصوص قیصرى، ص 272) و نیز ‌می‌فرماید:

فرق بین الوهیت و ربوبیت این است که الوهیت حضرت اسماء است، همه اسماء چه اسم ذات و چه صفات و چه افعال و ربوبیت فقط حضرت اسماء صفات و افعال است. لذا متأخر از مرتبه الهیت قرار گرفت. چنانکه خداوند تعالى فرمود: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ*. اگر چنانچه الوهیت و ربوبیت طالب مألوه و مربوب نباشند، هیچ یک از آنها متحقق نخواهد شد. چنانکه ابوت متحقق نمی‌شود مگر به فرزند و بنوت متحقق نمی‌شود مگر به پدر. زیرا ابوت و بنوت از قبیل متضایفانند. همچنین الوهیت و مألوه و ربوبیت و مربوب. (نه از حیث ماهیت و حدود)

و إلّا فلا عین لها إلّا به وجودا أو تقدیرا 

پس براى الوهیت و ربوبیت عینى نیست مگر به عالم


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۵۹۱-۵۹۳

اعلم (و اعلم- خ) أنّ القلب- أعنى قلب العارف باللّه- هو من رحمة اللّه، و هو أوسع منها فإنّه وسع الحقّ جلّ جلاله و رحمته لا تسعه.

یعنى بدانکه قلب اعنى قلب عارف باللّه از رحمت حضرت الهى است و او اوسع است از رحمت از آنکه دل را سعت گنجائى حق هست و قد جاء فى الحدیث القدسىّ‏

أنّه تعالى قال ما وسعنى أرضى و لا سمائى و وسعنى قلب عبدى المؤمن التّقىّ النّقىّ‏، دانى چه مى‏فرماید مى‏گوید: بیت.

بهر کجا که بجوئى مرا نخواهى یافت‏     دلست مطلب من گر مرا طلبکارى (کذا)

ز عرش و کرسى و لوح و قلم فزون باشد     دلى خراب که او را به هیچ نشمارى‏

خموش وصف دل اندر بیان نمى‏گنجد             اگر به هر سر موئى دو صد زبان دارى‏

اما این صفت دلى است که عارف باللّه باشد، چه دل غیر او قلب مصطلح عند الخواص نیست؛ و شرط آنست که عارف باللّه باشد. زیرا که «اللّه» مجمع جمیع اسماى الهى است و «قلب» قابل همه فیضانات اوست، لاجرم معرفت او مستلزم معرفت اسماى آخرست، و معرفت سائر اسماء مستلزم معرفت او نیست.

و اینجا مراد از رحمت آنست که حقّ بدان تعطّف و اشفاق و مرحمت مى‏‌کند بر عباد خویش و موهبت وجود بدان ارزانى مى‏دارد، نه نفس وجود) زیرا که وجود مساوق حق است(، چه قلب اوسع از وجود نیست. و لهذا گفت که «قلب» از «رحمت اللّه» است- یعنى صادر است ازو- و فرمود که حق راحم است و مرحوم نى.

پس اگر رحمت به معنى وجود بودى همچنان‏که حق را موجود گفتن صادق است مرحوم گفتن نیز صادق بودى.

هذا (و هذا- خ) لسان العموم من باب الإشارة، فإنّ الحقّ راحم لیس بمرحوم فلا حکم للرّحمة فیه.

یعنى آنچه گفتیم که رحمت را سعت احاطه او نیست لسان عموم خلایق است؛ و بر معتقد علماى ظاهر مطابق که حق نزد ایشان. «راحم» است مطلقا و به هیچ وجهى از وجوه مرحوم نیست، پس «رحمت» را در وى حکم نتواند بود؛ و اما به لسان اهل تحقیق هم «راحم» حقّ است و هم «مرحوم» او؛ و هم عالم حقّ است و هم معلوم او، بیت:

اوست هست مطلق اینجا غیر نیست‏ زانکه اینجا کعبه نى و دیر نیست‏

و «اغیار» که مسمّاست به «عالم» عین اوست، آرى بیت:

در مذهب اهل کشف و ارباب شهود عالم همه نیست جز تفاصیل وجود

چندین صور ارچه ظاهرا روى نمود چون درنگرى نیست به جز یک موجود

پس رحم نکرد حق مگر نفس خود را، لاجرم اوست «راحم» در مقام جمع احدیّت، و اوست «مرحوم» در مقام تفصیل و کثرت. پس متحقّق بدین مقام را در مخاطبه یار کلام اینست، بیت:

هم یار توئى مرا هم اغیار توئى‏ بیگانه توئى محرم اسرار توئى‏

هم درددهنده دل زار توئى‏         هم صحّت جان و دل بیمار توئى‏

و أمّا الإشارة من لسان الخصوص فأنّ اللّه تعالى وصف نفسه بالنّفس (بالنّفس بفتح الفاء- خ) و هو من التّنفیس.

اما اشارت از لسان خصوص آنست که حق سبحانه و تعالى به لسان نبىّ خود نفس خود را به «نفس» وصف کرد، و نفس به فتح فا مأخوذ است از تنفیس که ترویح و دفع کرب است، چه نفس ارسال هواى حارّ است از باطن، و ایراد هواى بارد از براى ترویح متنفّس از کرب، چه متنفّس را تنفّس جز براى دفع کرب نیست.

پس تشبیه کرد نفس الهى را به نفس انسانى، و اضافت کرد کرب را به حق سبحانه نه از آن حیثیّت که غنى است از عالمین؛ بلکه از آن روى که ربّ همه اوست، و کرب او طلب اسماى الهیّه است که باقى است در ذات احدیّت بالقوّه ظهور خود را و تحقّق اعیان خویش را، پس تنفّس کرد و اعیان این اسما را ایجاد نمود تا الهیّت ظهور یافت.

و أنّ الأسماء الإلهیّة عین المسمّى و لیس إلّا هو، و أنّها طالبة ما تعطیه الحقائق (ما تعطیه من الحقائق- خ) و لیست الحقائق الّتى تطلبها الأسماء إلّا العالم. فالألوهیّة تطلب المألوه، و الرّبوبیّة تطلب المربوب.

و اسماى الهیّه عین مسمّاست از حیثیّت وجود واحدیّت ذاتیّه؛ اگرچه غیر مسمّاست به اعتبار کثرتش. و نیست مسمّى مگر عین هویّت حق؛ یا نیست این تنفّس مگر عین هویّت ساریه در همه موجودات. و این اسما طالب‏‌اند وجود آنچه را اعطاء مى‌‏کند حقایق کونیّه مر حق را از احکام و صفات کونیّه.

و در بعضى نسخ ما تعطیه من الحقائق است یعنى اسما طالب‏اند اعطاى حقایق را؛ و سیاق کلام مؤیّد ثانى است. و به تحقیق حقایقى که اسما طالب اوست غیر عالم نیست، پس «الوهیّت» طالب «مألوه» است و «ربوبیّت» راغب «مربوب».

و بباید دانست که شیخ- قدّس اللّه سرّه- مالوه را در کتبش به معنى عالم استعمال مى‏‌کند چه مألوه به معنى متحیّر و مثبت مى‏‌آید؛ و اطلاق این دو معنى بر عالم مناسب است. اگرچه به معنى معبود و مفزع و مسکون الیه نیز مى‏‌آید؛ و این معنى مقتضى اطلاق اسم مألوه است بر حق سبحانه و تعالى.

و الوهیّت اسم مرتبه است، یعنى این مرتبه طلب مى‌‏کند وجود عالم را که مألوه است، چه هریکى از اسماى ذات و صفات و افعال اقتضا مى‏‌کند محلّ ولایت خویش را تا بدان ظاهر شود چنانکه «قادر» «مقدور» مى‌‏خواهد و «قاهر» «مقهور» و «خالق» «مخلوق» و «رازق» «مرزوق» و هکذا غیرها.

و فرق میان الوهیّت و ربوبیّت آنست که «الوهیّت» حضرت همه اسماء است؛ اسماى ذات و صفات و افعال؛ و «ربوبیّت» حضرت اسماى صفات و افعال است فقط. و لهذا از مرتبه الوهیّت متأخّر شد، قال اللّه تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ*.

و إلّا فلا عین لها إلّا به وجودا و تقدیرا (أو تقدیرا- خ)

یعنى اگر الوهیّت و ربوبیّت طالب مألوه و مربوب نبودى هیچیک ازین دو متحقّق نشدى چنانکه ابوّت بى‏ابن؛ و بنوّت بى‏اب متحقّق نمى‏‌گردد، چه این دو از قبیل متضایفین‏ اند.

و چون این معنى محقّق گشت که تحقّق الوهیّت و ربوبیّت موقوف است به مألوه و مربوب پس عینى نیست الوهیّت و ربوبیّت را مگر به مالوه و مربوب که عالم است، خواه موجود باشد به وجود حقیقى؛ و خواه مقدّر پس جواب إلّا محذوف است، و پیش از فلا عین لها شرط مقدّر.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۹۹

اعلم أنّ القلب- أعنى قلب العارف باللّه- هو من رحمة اللّه، و هو اوسع منها، فإنّه وسع الحقّ- جلّ جلاله- و رحمته لاتسعه:

هذا لسان العموم من باب الإشارة، فإنّ الحقّ راحم لیس بمرحوم فلا حکم للرّحمة فیه.

شرح چون افاضه رحمت بر موجودات از اسم «رحمن» است، و مستوى رحمان عرش است، و ثانى مرتبه «اللّه» است. و قلب مستوى اللّه به خبر نبوى که:

«القلب عرش اللّه». پس قلب اوسع از رحمت بود، و آن سخن که رحمت حق- عزّ شأنه- او را نگنجاند، و إلّا لازم آید که راحم مرحوم باشد، لسان عموم خلایق است که حق را راحم مطلق مى‏‌دانند، و لیکن مرحوم من وجه نمى‏‌دانند. امّا نزد محقق، حق در مقام احدیّت که عبارت ازوست، راحم است مطلقا. و در مقام کثرت‏ و تفصیل، که خلق عبارت از آنست مرحوم است.

و أمّا الإشارة من لسان الخصوص فإنّ اللّه وصف نفسه بالنّفس و هو من التّنفیس: و أنّ الأسماء الإلهیّة عین المسمّى و لیس إلّا هو، و إنّها طالبة ما تعطیه من الحقائق و لیست الحقائق الّتی تطلبها الأسماء إلّا العالم.

شرح یعنى به زبان خواص شاید که هم راحم باشد و هم مرحوم. و لیک هر یکى به اعتبارى دیگر. و آن آنست که به زبان نبى صادق خود را وصف فرمود به بثّ نفس رحمانى، که عبارت از آن، طلب اسماى الهیّت است. آن را که در ذات مکنون است، و حقایق آن اقتضاى ظهور مى‏‌کند، تا اعیان آن چه اسماء مقتضى آنست در خارج موجود گردند، و این حقایق و مقتضیات، که اسماء طالب آنست از حضرت حق مطلق، جز آن نیست که آن را عالم مى‏‌گویند.

فالألوهیّة تطلب المألوه، و الرّبوبیّة تطلب المربوب، و إلّا فلا عین لها إلّا به وجودا أو تقدیرا. 

شرح یعنى مرتبه الوهیّت و ربوبیّت، از جهت ظهور خود، مقتضى محلّ ولایت و مقرّ تصرف خویشند، و آن عالم است بأسره که مألوهست، و از أجزأ و تفاصیل عالم که مربوبست. و تحقّق این دو مرتبه موقوفست به تحقّق این دو محل، تقدیرا و وجودا.