عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الثالثة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( والحق من حیث ذاته غنی عن العالمین. والربوبیة ما لها هذا الحکم.

فبقی الأمر بین ما تطلبه الربوبیة وبین ما تستحقه الذات من الغنى عن العالم.

ولیست الربوبیة على الحقیقة والاتصاف إلا عین هذه الذات.

فلما تعارض الأمر بحکم النسب ورد فی الخبر ما وصف الحق به نفسه من الشفقة على عباده.

فأول ما نفس عن الربوبیة بنفسه المنسوب إلى الرحمن بإیجاده العالم الذی تطلبه الربوبیة بحقیقتها وجمیع الأسماء الإلهیة.

فیثبت من هذا الوجه أن رحمته وسعت کل شیء فوسعت الحق، فهی أوسع من القلب أو مساویة له فی السعة.  هذا مضى،)

 

قال رضی الله عنه :  (والحق من حیث ذاته غنی عن العالمین.  والربوبیة ما لها هذا الحکم.

فبقی الأمر بین ما تطلبه الربوبیة وبین ما تستحقه الذات من الغنى عن العالم. ولیست الربوبیة على الحقیقة والاتصاف إلا عین هذه الذات. فلما تعارض الأمر بحکم النسب ورد فی الخبر ما وصف الحق به نفسه من الشفقة على عباده. فأول ما نفس عن الربوبیة بنفسه المنسوب إلى الرحمن بإیجاده العالم الذی تطلبه الربوبیة بحقیقتها وجمیع الأسماء الإلهیة. فیثبت من هذا الوجه أن رحمته وسعت کل شیء فوسعت الحق، فهی أوسع من القلب أو مساویة له فی السعة. هذا مضى.)


قال رضی الله عنه : (والحق) تعالى (من حیث ذاته) العلیة (غنی عن العالمین) کما قال سبحانه : "و الله غنی عن العالمین" [آل عمران: 97]. وقال تعالى : "والله الغنی وأنتم الفقراء" [محمد: 38] .

والصفات أیضا والأسماء من حیث هی عین الذات الإلهیة غنیة عن العالمین أیضا. وقد أشار إلیه المصنف قدس سره بقوله :

وأن الأسماء الإلهیة عین المسمى ولیس إلا هو (و) صفة (الربوبیة) من حیث ما هی غیر الذات الإلهیة (ما لها هذا الحکم)، أی الغنی عن العالمین.

قال رضی الله عنه : (فبقی الأمر) الإلهی الواحد فی نفسه مترددة (بین ما نطلبه) صفة (الربوبیة) من الحیثیة المذکورة وهو الظهور بالمربوبین (وبین ما تستحقه الذات) العلیة (من الغنی عن العالم) بفتح اللام (ولیست) صفة (الربوبیة على الحقیقة والاتصاف) من الحیثیة الأخرى .

(إلا عن هذه الذات) الإلهیة الغنیة عن العالمین، فالأمر فی نفسه ذات غنیة عن العالمین من وجه، وصفة ربوبیته افتقر إلیها جمیع العالمین فتعلقت به ، فلا تنفک عنه ولا ینفک عنها وجودة وتقدیر من وجه آخر.

قال رضی الله عنه : (فلما تعارض) بحسب الظاهر الأمر المذکور بالطلب للعالمین والاستغناء عن العالمین (بحکم)، أی بسبب ما تقتضیه أحوال (النسب) جمع نسبة وهی الإضافة من الطلب والاستغناء المذکورین وغیرهما (ورد فی الخبر) عن النبی صلى الله علیه وسلم (ما وصف الحق) تعالی (به نفسه) على لسان نبیه علیه السلام (من الشفقة) وهی زیادة الرحمة (على عباده) کما ورد فی الأسماء الحسنى أن من أسمائه تعالى: الرؤوف من صفاته الرأفة.

قال رضی الله عنه : (فأول ما نفس) سبحانه (عن) صفة (الربوبیة التی له بنفسه المنسوب إلى) اسمه (الرحمن) الوارد فی الحدیث إنی لأجد نفس الرحمن (بإیجاده) سبحانه (العالم)، أی المخلوقات (الذی) نعت للعالم (تطلبه) صفة (الربوبیة بحقیقتها) من حیث هی غیر الذات الإلهیة الغنیة عن العالمین تطلبه أیضا (جمیع الأسماء الإلهیة) لتظهر به (فیثبت من هذا الوجه) وهو وجه تنفیس الحق تعالى بنفسه المنسوب إلیه من حیث اسمه الرحمن فهو التنفیس بالرحمة عن أسمائه وصفاته (أن رحمته) سبحانه الواسعة ("وسعت کل شی" فوسعت الحق) تعالى حیث وسعت أسمائه وصفاته التی هی من وجه عین ذاته کما أنها من وجه آخر غیر ذاته .

قال رضی الله عنه : (فهی)، أی الرحمة الإلهیة حینئذ (أوسع من القلب)، أی قلب العارف بالله تعالى (أو مساویة له فی السعة) لإشرافه على ما هی مشرفة علیه من الأسماء وآثارها من حیث قیامه بالشهود الذاتی وکون الحق تعالی سمعه وبصره .

والحاصل أن رحمة الله تعالى صفة من صفاته وحضرة من حضراته وقد توجهت منه تعالى على إیجاد کل شیء وإمداده .

ومن جملة ذلک إیجاد قلب العارف بالله تعالى ومعرفته به تعالى، ولا شک أن قلب العارف بسبب معرفته بالله تعالى فانی مضمحل،عن کل حادث من ذاته ومن غیره.

 فلا حکم عنده إلا للوجود المطلق حتى عن الإطلاق، فهو الظاهر له به وبکل شیء مثل ظهور المعانی بالألفاظ.

فإن الذهن ما دام ملاحظا للفظ المخصوص، وهو فی حال ملاحظته له ناظر إلى المعنى الذی یدل علیه ذلک اللفظ ، فهو مستحضر لذلک المعنى.

ومتی التفت إلى ملاحظة اللفظ من حیث هو وأعرض عن نظره منه إلى معناه فقد أعرض عن معناه وانحجب باللفظ عن المعنى.

وکذلک إذا أعرض عن ملاحظة اللفظ فقد أعرض عن النظر إلى معناه " ولله المثل الأعلى" [النحل: 60].

فالمشهود فی الفناء الأول أحوال العبد بمنزلة الألفاظ ینظر منها إلى المعانی، والشهود فی الفناء الثانی وهو الفناء عن الفناء أعیان الأشیاء کلها لا من حیث اتصافها بالوجود بل عین الوجود من حیث اتصافه بأعیان الأشیاء على حسب ما یعطی الوهم لا على حسب ما الأمر علیه فی نفسه .

وهذا أمر معلوم عند القلب العارف مقطوع به، والضرورة عنده فی هذا الشهود واضحة، وذلک معنی وسع القلب للحق تعالى.

فإذا کان القلب واسعا للحق تعالی کان واسعا لجمیع صفاته وحضراته بالأولى

فهو أوسع من الرحمة الإلهیة .

وإذا اعتبر وسع الرحمة لکل شیء إیجادا وإمداد هو عین وسعها للصفات والأسماء والحضرات الإلهیة.

ومن جملة ذلک قلب العارف بالله تعالى، فالرحمة أوسع حینئذ من قلب العارف ، وإن اعتبر حال القلب أنه هو عین الرحمة کانت الرحمة مساویا للقلب (هذا الکلام (مضی)، أی تقرر وتم تحریره.

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( والحق من حیث ذاته غنی عن العالمین. والربوبیة ما لها هذا الحکم.

فبقی الأمر بین ما تطلبه الربوبیة وبین ما تستحقه الذات من الغنى عن العالم.

ولیست الربوبیة على الحقیقة والاتصاف إلا عین هذه الذات.

فلما تعارض الأمر بحکم النسب ورد فی الخبر ما وصف الحق به نفسه من الشفقة على عباده.

فأول ما نفس عن الربوبیة بنفسه المنسوب إلى الرحمن بإیجاده العالم الذی تطلبه الربوبیة بحقیقتها وجمیع الأسماء الإلهیة.

فیثبت من هذا الوجه أن رحمته وسعت کل شیء فوسعت الحق، فهی أوسع من القلب أو مساویة له فی السعة.  هذا مضى،)

 

قال رضی الله عنه : (والحق من حیث ذاته غنی عن العالمین والربوبیة ما) أی لیس (لها هذا الحکم) أی حکم الغنی عن العالمین وکذلک الألوهیة (فبقی الأمر) أی الشان الإلهی (بین ما تطلبه الربوبیة وبین ما نستحقه الذات من الغنی عن العالم ولیست الربوبیة على الحقیقة والاتصاق إلا عین هذه الذات) وإن کانت غیرها من وجه فکانت الذات مستحقة بالغنی عن العالم من حیث الأحدیة ومستحقة بالافتقار إلیه من حیث الربوبیة .

قال رضی الله عنه : (فلما نعارض الأمر) الإلهی (بحکم النسب) أی بحکم الاسماء باقتضاء بعضها لطفا وبعضها قهرا (ورد فی الخبر ما وصف الحق به نفسه) قوله :

من الشفقة على عباده) بیان لما وهو قوله تعالى : "والله رؤوف  بالعباد" [آل عمران: 30] إذ ربوبیته یتحقق بهم فکانت الربوبیة أول صفة تطلب من الله وجود العالم ثم الأسماء الإلهیة

قال رضی الله عنه : (فأول ما) أی فأول شیء (نفس) الحق (عن الربوبیة) لأنها أول شیء طلب وجود العائم فتنفس عنها أولا دفعة للکرب فشبه بتنفس الإنسان لأن المتنفس ما تنفس إلا لإزالة الکرب .

فکان المتنفس مرحوما لوجدانه الراحة بالنفس فکان الحق مرحوما بنفسه وهو إیجاد العالم تشبیها لا تحقیقا .

فأول مبتدأ وخبره عن الربوبیة (بنفسه) یتعلق بنفس أی نفس بسبب نفسه (المنسوب إلى الرحمن بإیجاده العالم) أی هذا النفس الذی نفس به الحق عن الربوبیة منسوب إلى الرحمن بسبب إیجاد الحق العالم قوله (بإیجاده) یتعلق بنفس (الذی تطلبه الربوبیة عن الله بحقیقتها) أی بحسب اقتضائها الذاتی کما أن استغناء الحق بحسب ذاته وحقیقته کذلک طلب الربوبیة بحسب حقیقتها فلما نفس الحق عنها ظهر آثارها فزال الکرب عنها بظهور آثارها .

یعنی لو لم یظهر آثارها لتجد الکرب فأظهر الله آثارها لئلا تجد الکرب المحال فی حقه تعالى وأسمائه .

قال رضی الله عنه : (وجمیع ) یجوز أن یعطف على الربوبیة المجرورة أی نفس عن الربوبیة وعن جمیع (الأسماء الإلهیة) ویجوز أن یعطف على الربوبیة المرفوعة أی وتطلبه جمیع الأسماء الإلهیة وکلاهما حسن لکن یدل على أن المراد هو الوجه الأول قوله فی الفص العیسوی : العالم ظهر فی نفس الرحمان الذی نفس الله به عن الأسماء الإلهیة

قال رضی الله عنه : (فثبت من هذا الوجه) وهو اعتباره من حیث الأسماء والصفات (أن رحمته وسعت کل شیء) اسما کان أو عینا (فوسعت الحق) لأنه عین الأسماء من وجه، فکان الحق مرحوما من حیث الأسماء ولیس مرحوما بحسب الذات .

فثبت بلسان الخصوص أن الحق کان راحما ومرحوما بهذا الوجه فعلى لسان الخصوص .

قال رضی الله عنه : (فهی) أی الرحمة (أوسع من القلب) لشمولها القلب والحق من حیث أسمائه والقلب لا یسع نفسه (او مساویة له فی السعة) باعتبار أن القلب یسع نفسه من حیث الإحاطة العلمیة (هذا مضی) أی تم الکلام فی القلب والرحمة وسعتهما.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( والحق من حیث ذاته غنی عن العالمین. والربوبیة ما لها هذا الحکم.

فبقی الأمر بین ما تطلبه الربوبیة وبین ما تستحقه الذات من الغنى عن العالم.

ولیست الربوبیة على الحقیقة والاتصاف إلا عین هذه الذات.

فلما تعارض الأمر بحکم النسب ورد فی الخبر ما وصف الحق به نفسه من الشفقة على عباده.

فأول ما نفس عن الربوبیة بنفسه المنسوب إلى الرحمن بإیجاده العالم الذی تطلبه الربوبیة بحقیقتها وجمیع الأسماء الإلهیة.

فیثبت من هذا الوجه أن رحمته وسعت کل شیء فوسعت الحق، فهی أوسع من القلب أو مساویة له فی السعة.  هذا مضى،)

 

قال رضی الله عنه : (والحق من حیث ذاته غنی عن العالمین.  والربوبیة ما لها هذا الحکم.

فبقی الأمر بین ما تطلبه الربوبیة وبین ما تستحقه الذات من الغنى عن العالم. ولیست الربوبیة على الحقیقة والاتصاف إلا عین هذه الذات. فلما تعارض الأمر بحکم النسب ورد فی الخبر ما وصف الحق به نفسه من الشفقة على عباده.  فأول ما نفس عن الربوبیة بنفسه المنسوب إلى الرحمن بإیجاده العالم الذی تطلبه الربوبیة بحقیقتها وجمیع الأسماء الإلهیة. فیثبت من هذا الوجه أن رحمته وسعت کل شیء فوسعت الحق، فهی أوسع من القلب أو مساویة له فی السعة. هذا مضى،)

 

لا عین للألوهیة إلا بالمألوه وجودا وتقدیرا. فأما وجودا: فلا ألوهیة بالفعل ما لم یکن المألوه بالفعل.

وأما فی التقدیر: فلا ألوهیة فی عالم التقدیر إلا بالمألوه المقدر وذلک حال کل متضایفین.

وأما حضرة الغنی عن العالمین، فهی حضرة الذات لا حضرة الصفات والأسماء.

قال ولیست الربوبیة فی الحقیقة والاتصاف إلا عین هذا الذات الغنیة،

فإذن إنما وصف الحق تعالی نفسه بالشفقة على عباده لصحة نسبهم إلى ذاته من حیث أسماؤها التی لیس هو غیرها.

قال: ولما کان الإیجاد رحمة، فهو أول رحمة وسعت کل شیء، فشملت الرحمة أسمائه الحسنى حیث حصل لها بالایجاد عالما نفس من کرب الأسماء الإلهیة باعطائها ما طلبته من حقائق العالم.

قال: فلما وسعت الرحمة العالم والأسماء الإلهیة کانت أوسع من القلب أو مساویة له فی السعة.

وأعلم أنه، رضی الله عنه، ذکر عقیب هذا مسألة التجلی،.

فکأن قائلا قال: هل التجلی یجیء على وفق القلب أم القلب یجیء على وفق التجلی؟

فصرح الشیخ، رضی الله عنه، أن التجلی الاعتقادی یجیء على قدر القلب المعتقد لأنه لا یتجاوز العقیدة.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( والحق من حیث ذاته غنی عن العالمین. والربوبیة ما لها هذا الحکم.

فبقی الأمر بین ما تطلبه الربوبیة وبین ما تستحقه الذات من الغنى عن العالم.

ولیست الربوبیة على الحقیقة والاتصاف إلا عین هذه الذات.

فلما تعارض الأمر بحکم النسب ورد فی الخبر ما وصف الحق به نفسه من الشفقة على عباده.

فأول ما نفس عن الربوبیة بنفسه المنسوب إلى الرحمن بإیجاده العالم الذی تطلبه الربوبیة بحقیقتها وجمیع الأسماء الإلهیة.

فیثبت من هذا الوجه أن رحمته وسعت کل شیء فوسعت الحق، فهی أوسع من القلب أو مساویة له فی السعة.  هذا مضى،)

 

قال رضی الله عنه :  (والحق من حیث ذاته غنیّ عن العالمین ، والربوبیة ما لها هذا الحکم ، فبقی الأمر بین ما تطلبه الربوبیة وبین ما تستحقّه الذات من الغنى عن العالم ، ولیست الربوبیة على الحقیقة والإنصاف إلَّا عین هذه الذات .هذا مضى .  " .)

یعنی رضی الله عنه : أنّ الربوبیة لکونها ذاتیة للربّ هی عینه ، لأنّها لو لم تکن عینه ، لکانت غیره من جمیع الوجوه ، فلم تکن الذات بدونها ربّا ، واحتاجت إلى ذلک الغیر فی کونها ربّا والذات غنیّة ، وربوبیتها لیست غیرها ، فهی عینها .

 

قال رضی الله عنه : (« فلمّا تعارض الأمر بحکم النسب ، ورد فی الخبر ما وصف

الحق به نفسه من الشفقة على عباده ، فأوّل ما نفّس عن الربوبیة  بنفسه المنسوب إلى الرحمن بإیجاده العالم الذی تطلبه الربوبیة بحقیقتها وجمیع الأسماء الإلهیة ، فثبت من هذا الوجه أنّ رحمته وسعت کل شیء « ووسعت ما وسعه القلب وهو الحق » فهی أوسع من القلب.هذا مضى ") .

 

ولکن یقال فی « کلّ شیء » : إنّ الشیء حیث أضیف الکلّ إلیه جزئی مخصوص تخصّص بحسبه ، فیکون معناه کلّ واحد واحد من الأشیاء ، وحینئذ لا یتناول الحق ، لأنّه یتعالى عن أن یکون جزئیّا ، وکذلک القلب الذی وسع الحق ، فإنّه کلَّی ، لکونه أحدیة جمع جمیع الحقائق القابلیة المظهریة ، فلا یدخل تحت « کلّ شیء » إلَّا أن یکون معنى « کلّ شیء » جمیع الأشیاء .

قال - رضی الله عنه - : " أو مساویة له فی السعة" . یعنی الرحمة ، من کونها وسعت الحق کما وسعه القلب . وهو الحق.


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (والحق من حیث ذاته غنی عن العالمین. والربوبیة ما لها هذا الحکم.

فبقی الأمر بین ما تطلبه الربوبیة وبین ما تستحقه الذات من الغنى عن العالم.

ولیست الربوبیة على الحقیقة والاتصاف إلا عین هذه الذات.

فلما تعارض الأمر بحکم النسب ورد فی الخبر ما وصف الحق به نفسه من الشفقة على عباده.

فأول ما نفس عن الربوبیة بنفسه المنسوب إلى الرحمن بإیجاده العالم الذی تطلبه الربوبیة بحقیقتها وجمیع الأسماء الإلهیة.

فیثبت من هذا الوجه أن رحمته وسعت کل شیء فوسعت الحق، فهی أوسع من القلب أو مساویة له فی السعة.  هذا مضى،)

 

قال رضی الله عنه : "والحق من حیث ذاته غنى عن العالمین ، والربوبیة ما لها هذا الحکم ، فبقی الأمر بین ما تطلبه الربوبیة وبین ما تستحقه الذات من الغنى عن العالم ، ولیست الربوبیة على الحقیقة والاتصاف إلا عین هذه الذات"

فالألوهیة التی هی الحضرة الأسمائیة ، والربوبیة التی هی حضرة الأفعال الصادرة عن الأسماء تطلب العالم بما فیه ولم تثبت إلا به لأنها من الإضافیات فلا عین لها بدون المضاف وجودا وتقدیرا ، یعنى عینا وذهنا ، فالربوبیة ما لها غنى عن العالمین بل الغنى عن الکل لیس إلا الذات وحدها ، فالأمر ذو وجهین :

غنى من وجه ولا غنى من وجه ، ولیست الربوبیة فی الحقیقة غیر الذات لأنها نسب اعتبرت فی الذات لا عین لها .

 فالرب لیس إلا الذات مع نسب اعتباریة لا عین لها ، وإلا لکان الله تعالى محتاجا فی ربوبیته إلى تلک العین ، وکان محتاجا إلى الغیر فلما تعارض الأمر بحکم النسب لاقتضائه من حیث الذات الغنى .

"" أضاف بالی زادة : - أی حکم الغنى عن العالمین وکذلک الألوهیة وإن کانت غیرها من وجه ، فکانت الذات مستحقة بالغنى عن العالم من حیث الأحدیة ، ومستحقة بالافتقار إلیه من حیث الربوبیة اهـ  ""


ومن حیث النسب اللاغنى "ورد فی الخبر ما وصف الحق به نفسه من الشفقة على عباده "

 لأن الحق هو الذی یتحقق به کل شیء وهو الاسم الذی یتجلى به فی القیامة لیحکم بین الناس بالحق أی بالعدل ، فیکون هو الرب المطلق رب العالمین ، فیقتضى الشفقة والرحمة على عباده لتوقف الربوبیة علیهم .

 

قال رضی الله عنه : " فأول ما نفس عن الربوبیة بنفسه المنسوب إلى الرحمن بإیجاده العالم الذی تطلبه الربوبیة بحقیقتها وجمیع الأسماء الإلهیة ، فیثبت من هذا الوجه أن رحمته "وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ " - فوسعت الحق ،فهی أوسع من القلب أو مساویة له فی السعة . هذا مضى "

ما فی ما نفس مصدریة ، أی أول تنفیسه عن الربوبیة بنفسه المنسوب إلى الرحمن الشامل بجمیع الأسماء ، وهو التنفیس بإیجاده العالم الذی تطلبه الحضرة الربوبیة وجمیع الأسماء الإلهیة فیثبت ، وفی نسخة : فثبت من هذا الوجه ، أی باعتبار الحضرة الأسمائیة من حیث الإله والرحمن والرب أن رحمته " وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ " حتى الحق .

فیکون الحق من حیث الأسماء مرحوما بالرحمة الذاتیة ، إذ لو لم یکن العالم واعتباراته لم یکن للنسب الأسمائیة وجود ، والغنى مصروف إلى الذات وحدها ، والرحمة أوسع من القلب من حیث أنه شیء من الأشیاء أو مساویة له من حیث أنه وسع الحق بجمیع أسمائه .

وجمیع الأسماء مرحومة من حیث أنها أسماء لا من حیث أنها عین ذات الحق ، وکذا القلب حینئذ ، یعنى إذا وسع الحق لیس إلا الذات وأسماؤه إذ لا شیء عند تجلى الحق غیره ، ولا للقلب ولا للعالم وجود.

"" أضاف بالی زادة : (بحکم النسب) أی بحکم الأسماء باقتضاء بعضها لطفا وبعضها قهرا (ورد فی الخبر) وهو قوله تعالى : "والله رَؤُفٌ بِالْعِبادِ " إذ ربوبیته تتحقق بهم ، فکانت الربوبیة أول صفة تطلب من الله وجود العالم ، ثم الأسماء الإلهیة اهـ

(فأول ما نفس) عنه الحق (عن الربوبیة) لأنها أول شیء طلب وجود العالم فتنفس عنها أولا دفعا للکرب ، فشبه بتنفس الإنسان لأنه ما تنفس إلا لإزالة الکرب ، فکان المتنفس مرحوما لوجدانه الراحة بالنفس ، فکان الحق مرحوما (بنفسه) وهو إیجاد العالم تشبیها لا تحقیقا (فأول) مبتدأ وخبره (عن الربوبیة) بنفسه یتعلق بنفس أی نفس بسبب نفسه اهـ ""

یعنى أن الحق المتجلى المتحول فی الصور إذا تجلى للقلب بصورة الأحدیة لا یبقى معه شیء ، إذ الأحدیة الذاتیة تقتضی أن لا یکون معه شیء فلا ینظر القلب حینئذ إلا به ولا یرى إلا إیاه فلا یحس بنفسه ولا بغیره ، ( هذا مضى ) أی تم الکلام فی القلب والرحمة فوسعتهما.اهـ


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (والحق من حیث ذاته غنی عن العالمین. والربوبیة ما لها هذا الحکم.

فبقی الأمر بین ما تطلبه الربوبیة وبین ما تستحقه الذات من الغنى عن العالم.

ولیست الربوبیة على الحقیقة والاتصاف إلا عین هذه الذات.

فلما تعارض الأمر بحکم النسب ورد فی الخبر ما وصف الحق به نفسه من الشفقة على عباده.

فأول ما نفس عن الربوبیة بنفسه المنسوب إلى الرحمن بإیجاده العالم الذی تطلبه الربوبیة بحقیقتها وجمیع الأسماء الإلهیة.

فیثبت من هذا الوجه أن رحمته وسعت کل شیء فوسعت الحق، فهی أوسع من القلب أو مساویة له فی السعة.  هذا مضى،)

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( والحقّ من حیث ذاته غنیّ عن العالمین ، والربوبیّة ما لها هذا الحکم ) ضرورة احتیاجه إلى المربوب .

ثمّ إنّ الربوبیّة لما کان أنزل من الالوهیّة فهی أشمل ضرورة اقتصر علیها قائلا : ( فبقی الأمر بین ما تطلبه الربوبیّة وبین ما تستحقّه الذات من الغنى عن العالمین ، ولیست الربوبیّة على الحقیقة ) عند الثبوت ( والاتّصاف ) عند الإثبات ( إلَّا عین هذه الذات ) - کما سبق تحقیقه مرارا

 قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلما تعارض الأمر ) بین الاحتیاج والغنى ( بحکم النسب ) التی هی العین حقیقة واتّصافا ، فإنّه بالنسبة إلى الذات عینها یستلزم الغناء ، وبالنسبة إلى الأسماء التی هی عینها یقتضی الاحتیاج ( ورد فی الخبر ما وصف الحقّ به نفسه من الشفقة على عباده ) وما کتب على نفسه من الرحمة علیهم ، وذلک لأنّ الشفقة على العباد وکتابة الرحمة علیهم فیها معنى الاستغناء مع الاحتیاج على ما لا یخفى .

 

سعة الرحمة

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فأوّل ما نفّس عن الربوبیّة بنفسه المنسوب إلى الرحمن ) فإنّ الرحمة هی الوجود ، فنسب إلیه النفس ( بإیجاده العالم الذی تطلبه الربوبیّة بحقیقتها وجمیع الأسماء الإلهیّة ) .

( فیثبت من هذا الوجه ) الذی یتکلَّم فیه لسان الخصوص ( أنّ رحمته وسعت کلّ شیء ، فوسعت الحقّ ، فهی أوسع من القلب ) بناء على أنّ الرحمة الوجودیّة لها الإحاطة بالأشیاء ، ومنها القلب ، فهی أوسع منه ضرورة أنّه لا یسع نفسه .

ثمّ إنّ من شأن القلب الإحاطة بسائر المتقابلات وبنفسه أیضا إحاطة علمیّة  وإلیه أشار بقوله :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( أو مساویة له فی السعة ، هذا مضى ) مما تکلَّم به لسان العموم ولسان الخصوص .


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( والحق من حیث ذاته غنی عن العالمین. والربوبیة ما لها هذا الحکم.

فبقی الأمر بین ما تطلبه الربوبیة وبین ما تستحقه الذات من الغنى عن العالم.

ولیست الربوبیة على الحقیقة والاتصاف إلا عین هذه الذات.

فلما تعارض الأمر بحکم النسب ورد فی الخبر ما وصف الحق به نفسه من الشفقة على عباده.

فأول ما نفس عن الربوبیة بنفسه المنسوب إلى الرحمن بإیجاده العالم الذی تطلبه الربوبیة بحقیقتها وجمیع الأسماء الإلهیة.

فیثبت من هذا الوجه أن رحمته وسعت کل شیء فوسعت الحق، فهی أوسع من القلب أو مساویة له فی السعة.  هذا مضى،)

قال رضی الله عنه :  (والحق من حیث ذاته غنی عن العالمین. والربوبیة ما لها هذا الحکم.  فبقی الأمر بین ما تطلبه الربوبیة وبین ما تستحقه الذات من الغنى عن العالم. ولیست الربوبیة على الحقیقة والاتصاف إلا عین هذه الذات. فلما تعارض الأمر بحکم النسب ورد فی الخبر ما وصف الحق به نفسه من الشفقة على عباده. )


قال الشیخ رضی الله عنه :  (والحق سبحانه من حیث ذاته غنی عن العالمین والربوبیة ما لها هذا الحکم) ، أی حکم الغنی لافتقارها إلى المربوب، وإنما اقتصر على الربوبیة لأنها أنزل من الألوهیة فهی مستلزمة لها (فبقی الأمر) دائرا (بین ما تطلبه الربوبیة وبین ما تستحقه الذات من الغنی عن العالم ولیست الربوبیة على الحقیقة والانصاف إلا عین هذه الذات).

أی من نظر إلى حقیقة الأمر ونصف من نفسه حکم بأن الربوبیة عین الذات بمعنى أنه لیس فی الخارج إلا الذات، فإن الربوبیة نسبة عقلیة لا وجود لها فی الخارج وإن أتصل بنا الموجود الخارجی.

وذهب بعض الشارحین إلى أن الاتصاف افتعال من الوصف وجعله عطف على الحقیقة ، ولا یخلو عن سماحة ولو جعل على هذا معطوفة على الربوبیة، أی لیست الربوبیة و اتصاف الذات بها إلا عین الذات لکان أحسن.

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فلما تعارض الأمر)، أی أمر الذات (بحکم النسب)، أی نسبة المعنى وأن لا عین ولم تبق الذات على صرافة المعنى .

(ورد فی الخبر) النبوی الوارد بأنصاف الحق سبحانه بالنفس المنبئ عن التنفیس الذی هو عین الذات من وجه .

(ما وصف الحق به نفسه) حیث قال : والله رؤوف بالعباد (من الشفقة) الواقعة (على عباده) وکما أن عباده تتعلق بهم الشفقة والرحمة فکذلک تتعلق به أیضا الشفقة والرحمة التی هی التنفس عن کرب الأسماء

 

قال رضی الله عنه :  (فأول ما نفس عن الربوبیة بنفسه المنسوب إلى الرحمن بإیجاده العالم الذی تطلبه الربوبیة بحقیقتها وجمیع الأسماء الإلهیة. فیثبت من هذا الوجه أن رحمته وسعت کل شیء فوسعت الحق، فهی أوسع من القلب أو مساویة له فی السعة. هذا مضى،)

 

قال رضی الله عنه :   (فأول ما نفس)، أی أول تنفیسه على أن تکون ما مصدریة هو التنفیس (عن الربوبیة) أول تنفیسه من الربوبیة (بنفسه المنسوب إلى الرحمن) إنما هو (بإیجاد العالم الذی تطلبه الربوبیة بحقیقتها) الطالبة لوجود العالم .

فقوله : فأول ما نفس، مبند خبره أما قوله : عن الربوبیة أو قوله بایجاد العالم و قوله : (وجمیع الأسماء الإلهیة) إما مجرور عطفا على الربوبیة التی هی مدخول عن أو مرفوع عطفا على الربوبیة .

التی هی فاعل تطلبه وأما جعل "ما" فی و"ما نفس" موصولة فوجه صحته غیر ظاهر .

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فثبت من هذا الوجه) الذی یتکلم به لسان الخصوص (أن رحمته وسعت کل شیء) حقا کان أو خلقا (فوسعت)، أی الرحمة (الحق) أیضا (فهی)، أی الرحمة (أوسع من القلب) فإنها وسعت القلب وما سواه والقلب لا یسع نفسه ، هذا إذا اعتبر سعة القلب باعتبار انطوانه علی الحقائق کلها.

وأما إذا اعتبرت باعتبار العلم فهو یسع نفسه أیضا فتکون الرحمة حینئذ مساویة له فی السعة، وإنى هذا أشار بقوله : (أو مساویة له فی السعة هذا) الذی تکلم به لسان العموم و الخصوم (مضی) وبعد الکلام فی بیانه قد انقضى.

 

المواقف الروحیة والفیوضات السبوحیة شرح الأمیر عبد القادر الجزائری 1300 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (والحق من حیث ذاته غنی عن العالمین. والربوبیة ما لها هذا الحکم.

فبقی الأمر بین ما تطلبه الربوبیة وبین ما تستحقه الذات من الغنى عن العالم.

ولیست الربوبیة على الحقیقة والاتصاف إلا عین هذه الذات.

فلما تعارض الأمر بحکم النسب ورد فی الخبر ما وصف الحق به نفسه من الشفقة على عباده.

فأول ما نفس عن الربوبیة بنفسه المنسوب إلى الرحمن بإیجاده العالم الذی تطلبه الربوبیة بحقیقتها وجمیع الأسماء الإلهیة.

فیثبت من هذا الوجه أن رحمته وسعت کل شیء فوسعت الحق، فهی أوسع من القلب أو مساویة له فی السعة.  هذا مضى،)

 

قال رضی الله عنه :  (والحق من حیث ذاته غنی عن العالمین والربوبیة مالها هذا الحکم.

فبقی الأمر بین ما تطلبه الربوبیة وبین ما تستحقه الذات من الغنی عن العالم، ولیست الربوبیة على الحقیقة والإنصاف "الإتصاف" إلا عین هذه  الذات، فلما تعارض الأمر بحکم النسب ورد فی الخبر ما وصف الحق به نفسه من الشفقة على عباده، فأول ما نفس عن الربوبیة بنفسه المنسوب إلى الرحمن بإیجاده العالم الذی تطلبه الربوبیة بحقیقتها وجمیع الأسماء الإلهیة.

فیثبت من هذا الوجه أن رحمته وسعت کل شیء فوسعت الحق، فهی أوسع من القلب أو مساویة له فی السعة).

فالحق تعالى من حیث ذاته الأحدیة غنی عن العالمین، بل غنی عن أسمائه، إذ لیس ثمة من یتفرق إلیه أو یتسمى له.

وکان الله ولم یکن معه شیء، فالربویة والألوهیة وغیرهما من المراتب الأسمائیة والنسب الإضافیة ما بها هذا الحکم، وهو الغنی عن العالمین.

بل لها طلب العالمین لتظهر آثارها.

وهذا الطلب هو الذی عبر عنه سیدنا بالافتقار فی قوله:

( الکل مفتقر ما الکل مستغنی )

وأنکره الجم الغفیر إلا من رحم ربک .

ولا شک أن کل طالب فاقد لما هو طالبه ، وکل فاقد مفتقر لما هو فاقده، وإن کان بین من یطلب یؤثر ویظهر سلطانه وبین من یطلب لیتأثر وینفعل فرقان، فبقی الأمر والقصة المتحدث عنها دائرا بین طالب ومستحق، فالربوبیة تطلب ظهور حقائق الأسماء الربیة والذات الأحدیة مستحقة الفناء عن العالمین.

فإنها بذاتها تنفی أن یکون معها غیر وسوى، إذ لیس فی الذات الأحدیة ما یطلب العالم، ولو کان فی الأحدیة ما یطلب العالم لم یصح کونه غنیا، ولو کان أسم الغنی ما ثبت إلا بتقدیر العالم، وما ألطف تعبیره بالطلب فی حق الربوبیة ، وبالاستحقاق فی حق الذات الأحدیة.

ولیست الربوبیة الطالبة الظهور حقائق الأسماء على الحقیقة والنظر بالإنصاف إلا عین هذه الذات الأحدیة المستحقة الفناء عن العالم، فإنها بعینها تنزلت من أحذیتها إلى مرتبة الألوهیة ، والربوبیة، وهی هی فاسمها عینها.

إذ الاسم لما کان یدل على المسمى بحکم المطابقة فلا یفهم منه غیر مسماه ، فهو عینه صورة أخرى تسمى اسما. فالاسم اسم له ولمسماه .

فلما تعارض الأمر بسبب حکم النسب الإلهیة واختلافها فإن النسبة الربیة حکمها ومطلوبها إیجاد العالم ونسبة الفناء حکمها ومستحقها عدم إیجاد العالم.

ورد فی الخبر ما وصف الله به نفسه على ألسنة رسله علیهم الصلاة والسلام من الشفقة على عباده والرحمة لهم والرأفة بهم.

وورد أنه بغضب ویرضى، تقول الرسل یوم القیامة : " إن ربی غضب الیوم غضبا لم یغضب قبله مثله ، ولن یغضب بعده مثله".

وإزالة الغضب رحمة لما فیه من التنفیس عن الغضبان ، وغیر هذا من الصفات والأسماء السمعیة التی تدل على تنزله من سماء الأحدیة إلى ما تطلبه الأسماء الإلهیة.

فأول ما نفس عن الأسماء الربیة بنفسه المنسوب إلى الرحمن الذی أخبر عنه رسول الله صلى الله علیه وسلم  بقوله: "إن نفس الرحمن یأتینی من قبل الیمن"

وتنفیسه عن الأسماء هو بالإذن لکل اسم أن یظهر بحقیقته فیثبت من هذا الوجه تنفیسه عن الحضرة الربیة أن رحمته وسعت کل شیء ، فوسعت الحق تعالى لا من حیث عموم أنها وسعت کل شیء لأن الحق لیس بشیء فوسعت رحمته أسمائه.

أو یقال : وسعت ذاته . فإنها المقتضیة لإیجاد العالم فی الحقیقة.

فإنه تعالى یقول فی بعض الکتب الإلهیة : "کنت کنزا لم أعرف فأحببت أن أعرف فخلقت خلقا وتعرفت إلیهم "

ومن أحبت نفسه شیئا وأعطاها إیاه فقد رحمها، فإنه تعالى لما ذکر المحبة علمنا من حقیقة الحب ولوازمه ما یجده المحب فی نفسه.

هذا إذا اعتبرت الرحمة صفة، فأما إذا اعتبرت الرحمة عین الذات فالشیء لا یسع نفسه ولا بضیق عنها.

فالرحمة إذا أعتبرت صفة فهی أوسع من القلب لأنها وسعت الحق ونفست عنه . والقلب ما نفس عن الحق شیئا أو مساویة له فی السعة، حیث إنها وسعت کل شیء . والقلب وسع الحق - تعالى - فوسع کل شیء.

فالقلب وسع الحق تعالى کما وسعته الرحمة ، فإنه تعالى یغار على قلب عبده المؤمن العارف أن یکون فیه غیر ربه فأطلع، أنه صورة کل شی، وعین کل شیء . فوسع کل شیء قلب العبد المؤمن العارف، لأن کل شیء حق، فما وسعه إلا الحق. فمن علم الحق من حقیقته فقد علم کل شیء ، ولیس من علم شیئا علم الحق.

وعلى الحقیقة فما علم العبد ربک الشیء الذی یزعم أنه علمه ، لأنه لو علم ، لعلم أنه الحق، فلما لم یعلم أنه الحق قلنا إنه لم یعلمه .

و قول سیدنا (هذا مضی) .

یقول رضی الله عنه : إن الکلام على سعة قلب العبد المؤمن العارف، والتنظیر بین سعته وسعة الرحمة الإلهیة قد مضى وتم.

وذات یستلزم ویستطرد الکلام على التجلی الإلهی لهذا القلب المؤمن العارف بالله ، وکیف بتنوع القلب بتنوع التجلی فی الصور .


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص ۲۹۹-۳۰۱

و الحقّ من حیث ذاته غنی عن العالمین و الربوبیة ما لها هذا الحکم. فبقی الأمر بین ما تطلبه الربوبیة و بین ما تستحقه الذات من الغنى عن العالم.

و حق تعالى از حیث ذاتش‏ غنى از عالمیان است. حال اینکه ربوبیت را این حکم نیست (زیرا ربوبیت غنى از مربوب نیست). پس امر دایر است میان آن چه که ربوبیت طلب ‌می‌کند و آن چه که ذات استحقاق دارد، که غناى از عالم است. فَإِنَّ اللَّهَ غَنِیٌّ عَنِ الْعالَمِینَ‏ و الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ*.

اللّه از عالمین غنى است ولى رب وابسته به عالمین است که عالمین ‌می‌خواهد.

و لیست الربوبیة على الحقیقة و الاتصاف إلّا عین هذه الذات.

و در حقیقت ثبوتا و اثباتا، (حقیقت، مقام ثبوت شی‏ء و اتصاف مقام اثبات شی‏ء است. اثبات، دلیل و راهنماست براى دست یافتن به ثبوت که واقعیت و حقیقت شی‏ء است.) ربوبیت نیست مگر عین این ذات.

پس چون ذات، از جهت احدیتش که متعالى از نسب و اضافات است غنى از عالمیان است و از جهت واحدیتش که طالب نسب و مظاهر ذات است افتقار به عالمیان دارد. (شرح فصوص قیصرى، ص 273، ستون اول)

جود محتاج است و خواهد طالبی‌ آن چنان که توبه خواهد تایبی‌

فلمّا تعارض الأمر بحکم النسب ورد فی الخبر ما وصف الحقّ به نفسه من الشفقة على عباده.

پس چون در امر ذات الهى به حکم نسب (و أصناف صفات حقیقیه‏ (صفت حقیقیه مثل حى که طرف نمى‌خواهد، صفت با اضافه مثل رازق که مرزوق لازم دارد.) و اضافات متقابله) (اضافات متقابله مانند: اول- آخر- لطف- قهر- رحمت- نقمت.) تعارض پیش آمد، در خبر آمده است که خداوند نفس خویش را وصف فرمود به شفقت بر عبادش.

شفقت، رحمت است که عبادش را به آن رحم فرموده است و هم بدان رحم فرموده است اسمائش را (ظاهرا اسماء عطف تفسیرى عباد است) آن اسمائى که عباد را طلب ‌می‌کند به اظهار آن اسماء و اظهار آن چه که اسماء بر آن سلطنت دارند که اعیان عالم است زیرا اعیان عالم سبب ظهور کمالات اسماء است و ربوبیت تمام نمی‌شود مگر به اسماء.( شرح فصوص قیصرى، ص 273، ستون اول.)

فأوّل ما نفّس عن الربوبیة بنفسه المنسوب إلى الرحمن بإیجاده العالم الذی تطلبه‏ الربوبیة بحقیقتها و جمیع الأسماء الإلهیة. فیثبت من هذا الوجه أن رحمته‏ وَسِعَتْ کُلَّ شَیْ‏ءٍ فوسعت الحقّ، فهی أوسع من القلب أو مساویة له فی السّعة. هذا مضى.

اول چیزى که خداى را تنفیس و ازاله کرب کرد ربوبیت است. به سبب نفس منسوب به رحمان به ایجاد نمودن عالمى که ربوبیت به حقیقت خود و جمیع اسماء الهیه آن را طلب نمودند. (تنفیس حق یعنى ایجاد عالم منسوب به رحمن است یعنى صفت رحمانى حق است که عام است و همه را فرا گرفته در واقع همه یعنى تنفیس و صفت رحمانى حق تعالى.) پس از این وجه ثابت ‌می‌شود که رحمت او هر چیز را فرا گرفته است.

پس، رحمت حق را فرا گرفته است. (چه اینکه حق، عین این اسماء و اعیان است و این رحمت، اوسع از قلب یا در سعه مساوى اوست.

سه چیز است که «وسع کل شی‏ء: علم، رحمت و قلب. خداى تعالى فرمود: رَبَّنا وَسِعْتَ کُلَّ شَیْ‏ءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً (غافر: 7) و أَحاطَ بِکُلِّ شَیْ‏ءٍ عِلْماً (طلاق: 12) و فرمود: وَ رَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْ‏ءٍ (اعراف: 156) و فرمود: (حدیث قدسی) «زمین و آسمان من گنجایش مرا ندارد و قلب عبد مؤمنم وسعت مرا دارد».


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۵۹۴-۵۹۶

و الحقّ من حیث ذاته غنّى عن العالمین. و الرّبوبیّة ما لها هذا الحکم، فبقى الأمر بین ما تطلبه الرّبوبیّة و بین ما تستحقّه الذّات من الغنى عن العالم، و لیست الرّبوبیّة على الحقیقة و الاتّصاف إلّا عین هذه الذّات.

و حق از روى ذاتش غنى از عالمین است؛ و ربوبیت را این حکم نیست، چه او را غنا نیست از مربوب. پس امر دایر شد میان غناى ذاتى و افتقار اسمائى، پس واجب شد تنزیل کردن هریکى را در مقامش. لاجرم مى‏‌گوئیم غنا از روى ذات است که اگر عالم باشد و نباشد در ذات تغیّر نیست؛ و او بر حال خود است ازلا و ابدا نزد وجود عالم و عدمش: نظم‏

برق استغنا چنان اینجا فروخت‏ کز تف او صد جهان اینجا بسوخت‏

صد جهان اینجا فروریزد به خاک‏ گر جهان نبود درین حضرت چه باک‏

گر دو عالم شد همه یک تار نیست‏ در زمین رنگى همان انگار نیست‏

گر نماند از دیو و از مردم اثر از سر یک قطره باران درگذر

گر شد اینجا جزو و کلّ کلّى تباه‏ کم شد از روى زمین یک برگ کاه‏

گر به یک ره گشت این نه طشت گم‏   قطره‌‏اى از هفت دریا گشت گم‏

اینکه مى‏‌گویم به قدر فهم تست‏ مردم اندر حسرت فهم درست‏



و اما افتقار از حیثیّت ربوبیّت و الوهیّت است و چون ربوبیّت صفت ذات غنیّه است و صفت در احدیّت عین موصوف، لاجرم شیخ مى‏گوید که ربوبیّت نیست در حقیقت مگر عین این ذات. پس ذات را غناست از عالمین از وجهى که آن وجه احدیّت متعالیه است از نسب و اضافات، و او را افتقار است به همه از وجهى دیگر که وجه واحدیّت طالبه است مر نسب و مظاهرش را.

فلمّا تعارض الأمر بحکم النّسب ورد فى الخبر ما وصف الحقّ به نفسه من الشّفقة على عباده.

یعنى چون متعارض شد امر الهى به حکم نسب و اضافات از صفات حقیقیّه و اضافیّه متقابله چون «قهر و لطف و رحمت و نقمت»، حضرت الهى شفقت را بر بندگان اضافت به نفس خویش (به نفس خود- خ) کرد که: وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ*، و شفقت عین رحمت است، پس به شفقت رحم کرد هم عباد خود را و هم اسماى خویش را که طالب عباد بودند به اظهار آنچه جمال سلطنت اسما در او نماید از اعیان عالم، چه اعیان عالم سبب ظهور کمالات اسماست و رابطه تمامى ربوبیّت اوست.

فاوّل ما نفّس عن الرّبوبیّة بنفسه المنسوب إلى الرّحمن بإیجاده العالم الّذى تطلبه الرّبوبیّة بحقیقتها و جمیع الأسماء الالهیّة.

اوّل آنچه حق از آن نفس زد «به نفس رحمانى» و ازاله کرب کرد صفت‏ ربوبیّت بود بعد از آن جمیع اسماى الهیّه، چه ربوبیّت و همه اسماى الهیّه اقتضاى وجود مربوبات و اظهار مظاهر اسما و صفات کردند؛ و خارخار تقاضاى ایشان که به منزله کرب است مستدعى تنفیس گشت به نفس رحمانى که عبارت است از ایجاد عالم در خارج و قیام همه عالم به امتداد آن نفس است. بیت:

اى آنکه ترا در ره دانش هوسى است‏ یک حرف بس است گر درین خانه کسى است‏

عالم همگى یک نفس رحمانى است‏ آرى نشنیده‏اى که عالم نفسى است‏

فیثبت (فثبت- خ) من هذا الوجه أنّ رحمته وسعت کلّ شى‏ء فوسعت الحقّ، فهى أوسع من القلب أو مساویة له فى السّعة.

چون غرض شیخ- قدّس اللّه سرّه- در تقریر عبارت به لسان اشارت، اثبات این معنى بود که حقّ چنانکه راحم است از وجهى، مرحوم است از وجهى دیگر؛ اینجا تصریح به مقصود کرد که رحمت را سعت همه چیز است؛ خواه اسم باشد آن چیز و خواه عین. لاجرم رحمت را سعت حقّ باشد. چه حقّ عین این اسما و اعیان است، پس رحمت او اوسع از قلب باشد چه ملاحظه حقّ به حسب جمیع اسماء است و قلب و هرچه اسم شیئیّت بر او اطلاق کرده مى‏شود داخل است در اسماء، و قلب را اگرچه سعت حقّ و اعیان و مظاهرش هست اما سعت نفس خویش نیست. و اگر ملاحظه این معنى کرده شود که قلب را احاطه علمیّه به نفس خویش هست؛ بلکه سعت گنجایى حقّ دارد و قلب درو مدرج است، قلب را در سعت مساوى رحمت توان داشت، بلکه اگر حقیقت قلب را چنانکه هست بشناسى در مخاطبه او گوئى، بیت:

دلا هماى وصالى بپر چرا نپرى‏ ترا کسى نشناسد نه آدمى نه پرى‏

گهى به خاک درآمیزى از وفا و دمى ‏ ز عرش و فرش و حدود دو کون برگذرى‏

تو دلبرى نه دلى لیک بهر حیله و مکر   به شکل دل شده‏اى تا هزار دل ببرى‏

هذا مضى:

بدانکه آنچه او را گنجائى همه هست سه چیز است: علم و رحمت و قلب، قال اللّه تعالى‏ رَبَّنا وَسِعْتَ کُلَّ شَیْ‏ءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً و أَحاطَ بِکُلِّ شَیْ‏ءٍ عِلْماً و رَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْ‏ءٍ و قال:

«ما وسعنى أرضى و لا سمائى و لکن وسعنى قلب عبدى المؤمن»

پس چون شیخ در سعت رحمت سخن گفت و آن را اوسع از قلب یا مساوى او داشت گفت هذا مضى یعنى این گذشت و فرمود:


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۵۹۹

و الحقّ من حیث ذاته غنىّ عن العالمین. و الرّبوبیّة ما لها هذا الحکم فبقی الأمر بین ما تطلبه الرّبوبیّة و بین ما تستحقّه الذّات من الغنى عن العالم. و لیست‏الرّبوبیّة على الحقیقة و الاتّصاف إلّا عین هذه الذّات.

امّا وجود حق من حیث هو هو مستغنى است از عالم و ما فیه.

فلمّا تعارض‏ الأمر بحکم النّسب ورد فی الخبر ما وصف الحقّ به نفسه من الشّفقة على عباده. فأوّل ما نفّس عن الرّبوبیّة بنفسه المنسوب إلى الرّحمن بإیجاده العالم الّذی تطلبه الرّبوبیّة بحقیقتها و جمیع الأسماء الإلهیّة. فیثبت من هذا الوجه أنّ رحمته وسعت کلّ شی‏ء فوسعت الحقّ، فهی أوسع من القلب أو مساویة له فی السّعة. هذا مضى.

شرح مى‏‌خواهد که اثبات کند که آن چه پیش گفته شد، به لسان خصوص، که چنانچه راحم است مرحوم نیز هست، اما به حسب اعتبارات. و چون نزد عارف، حق عین همه اشیاست، از اشارت‏ «رَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْ‏ءٍ» معلوم مى‏‌شود که خود را در رحمت خود گنجانید. و چون قلب نیز همین سعت دارد که: «ماوسعنی أرضى ...» پس گفت مساوى‏اند، یا رحمت اوسع [است‏]. و چون حق محیط بر همه شی‏ء است، و شی‏ء را وجود بى حق نیست و حق در قلب گنجد، پس سعت حقیقى قلب را بود