عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الرابعة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( ثم لتعلم أن الحق تعالى کما ثبت فی الصحیح یتحول فی الصور عند التجلی، وأن الحق تعالى إذا وسعه القلب لا یسع معه غیره من المخلوقات فکأنه یملؤه.

ومعنى هذا أنه إذا نظر إلى الحق عند تجلیه له لا یمکن أن ینظر معه إلى غیره.

وقلب العارف من السعة کما قال أبو یزید البسطامی «لو أن العرش و ما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس به».

وقال الجنید فی هذا المعنى: إن المحدث إذا قرن بالقدیم لم یبق له أثر، وقلب یسع القدیم کیف یحس بالمحدث موجودا. )

 

قال رضی الله عنه :  (ثم لتعلم أن الحق تعالى کما ثبت فی الصحیح یتحول فی الصور عند التجلی، وأن الحق تعالى إذا وسعه القلب لا یسع معه غیره من المخلوقات فکأنه یملؤه. ومعنى هذا أنه إذا نظر إلى الحق عند تجلیه له لا یمکن أن ینظر معه إلى غیره. وقلب العارف من السعة کما قال أبو یزید البسطامی «لو أن العرش و ما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس به». وقال الجنید فی هذا المعنى: إن المحدث إذا قرن بالقدیم لم یبق له أثر، وقلب یسع القدیم کیف یحس بالمحدث موجودا. )

 

قال رضی الله عنه : (ثم لنعلم) أیها السالک (أن الحق تعالی کما ثبت فی الحدیث الصحیح) عن رسول الله کما ذکرناه فیما مر (یتحول) یوم القیامة (فی الصور) المختلفة (عند التجلی)، أی الانکشاف لأهل المحشر (و) لتعلم (أن الحق تعالى إذا وسعه القلب) العارف به (لا یسع غیره من جمیع المخلوقات)، لأنها کلها صور تجلیاته سبحانه التی لا محیص للعارف عنها فی حال رؤیته تعالى، فهی من ضرورات التجلیات الإلهیة مع أنها عدم محض والوجود هو المشهود منها.

(فکانه)، أی الحق تعالى (یملأه)، أی القلب فکیفما توجه رأى صورة نجلیه سبحانه کما قال تعالى : " فأینما تولوا فثم وجه الله" [البقرة: 115].

قال رضی الله عنه : (ومعنى هذا)، أی کون القلب لا یسع غیر الحق تعالی (أنه)، أی القلب (إذا نظر إلى الحق) تعالی (عند نجلیه)، أی انکشافه (له) بنوع من صور الانکشاف فی الحس أو العقل (لا یمکن) القلب (أن ینظر معه)، أی مع الحق تعالى (إلى غیره)، أی غیر الحق تعالی أصلا ، لأنه لا غیر معه تعالی عند تجلیه له .

قال رضی الله عنه : (وقلب العارف) بالله تعالى (من) جهة (السعة کما)، أی کالوصف الذی (قال أبو یزید البسطامی) قدس الله سره (لو أن العرش) العظیم الذی هو أکبر الأجسام (وما حواه)، أی العرش من جمیع العوالم المختلفة فی الدنیا والآخرة (مائة ألف ألف) بالتکرار (مرة) وأکثر من ذلک (فی زاویة)، أی ناحیة (من زوایا)، أی نواحی (قلب العارف) بالله تعالى (ما أحس) قلب العارف (به).

أی بذلک العرش ومائة ألف ألف مرة مثله، وذلک لأن القلب إذا عرف الحق تعالى، وتحقق أنه الوجود المطلق الذی کل موجود بالنسبة إلیه عدم صرف.

فکیف یدرک ما دام کذلک معدوما من الأشیاء فی الحس أو العقل، إلا إذا غفل عن ذلک الوجود المطلق المذکور، وفی حالة الغفلة لیس هو بعارف.

قال رضی الله عنه : (وقال الجنید) البغدادی قدس الله سره (فی) مثل (هذا المعنى المذکور (إن) الشیء (المحدث إذا قرن بالقدیم)، أی اعتبر مقابلا له ومنسوبة إلیه (لم یبق له)، أی لذلک الشیء المحدث (أثر)، ولا عین واضمحل بالکلیة، لأن الوجود الذی ذلک الشیء ظاهر به هو مقدار ما انکشف من وجود القدیم سبحانه، ولا وجود لذلک الشیء من نفسه أصلا.

قال رضی الله عنه : (وقلب یسع القدیم) سبحانه من حیث رؤیة نفسه ظاهرا بانکشاف نور وجوده له (کیف یحس)، أی یدری (بالمحدث) من الأشیاء (موجودا) ولا وجود فی شهوده إلا القدیم.

  

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( ثم لتعلم أن الحق تعالى کما ثبت فی الصحیح یتحول فی الصور عند التجلی، وأن الحق تعالى إذا وسعه القلب لا یسع معه غیره من المخلوقات فکأنه یملؤه.

ومعنى هذا أنه إذا نظر إلى الحق عند تجلیه له لا یمکن أن ینظر معه إلى غیره.

وقلب العارف من السعة کما قال أبو یزید البسطامی «لو أن العرش و ما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس به».

وقال الجنید فی هذا المعنى: إن المحدث إذا قرن بالقدیم لم یبق له أثر، وقلب یسع القدیم کیف یحس بالمحدث موجودا. )

 

قال رضی الله عنه : (ثم لیعلم أن الحق تعالى کما ثبت فی الخبر الصحیح بتحول فی الصور عند التجلی) لأهل الحشر فی یوم القیامة (و) تتعلم (أن الحق) تعالى (إذا وسعه القلب لا یسعه) أی لا یسع القلب (معه) أی مع الحق (غیره) أی غیر الحق (من المخلوقات) بیان لغیر الحق.

قال رضی الله عنه : (فکأنه یملاه) أی فکان الحق یملأ القلب (ومعنى هذا) القول (أنه) أی القلب (إذا نظر إلى الحق عند تجلیه له لا یمکن للقلب (معه) أی مع نظره إلى الحق (أن ینظر) معه (إلى غیره) الغیویة الغیر عن نظره بسبب نظره إلى الحق عند تجلی الحق فلا یمنع ذلک التجلی وجود الغیر مع الحق فی القلب .

وإنما یمنع نظره إلى الغیر فکانت الغیریة مسلوبة فی نظره لظهور الحق له فی کل شیء فما نظر إلى شیء إلا والحق یظهر له فیه وفی الحقیقة لا یسع نظر القلب إذا نظر إلى الحق مع الحق أو غیر الحق .

قال رضی الله عنه : (وقلب العارف من السعة کما) أی مثل الذی (قال أبو یزید البسطامی لو أن العرش وما حواه) أی مع ما اشتمل علیه (مائة ألف ألف مرة) أی بحیث لا یعد ولا یحصى إلا الله (فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس به) لأن القلب یسع تجلیات غیر متنامیة والعرش وما حواه على أی وجه یفرض یکون متناهیا والقلب الواسع بتجلیات غیر متناهیة غیر متناه فکیف یحس المتناهی الوجود فی زاویته لکون نظر ذلک العارف إلى الحق لا إلى الغیر.

""أضاف المحقق : هو عمر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله البسطامی (475 - 562 هـ) (ضیاء الذین) محدث،صوفی، مفسر، فقیه، أدیب ، من آثاره: لقطات العقول، أدب المریض والعائد، مزالیق العزلة.""

(وقال الجنید فی هذا المعنى) أی فی معنى ما قال أبو یزید (أن المحدث إذا قرن بالقدیم) أی إذا تجلى القدیم للحادث (لم یبق له أثر) من الوجود لفناء وجود الحادث عند تجلى الذات القدیمة له بالصفة القدیمة وهذا التجلی لا یکون إلا بالقلب واسع للقدیم .

""أضاف المحقق : الجنید بن محمد بن الجنید البغدادی الخراز (279 هـ - 910 م) (أبو القاسم) الهونی من علماء الدین مولده ومنشأه ووفاته فی بغداد، کان یعرف بالقواریری نسبة إلى عمله بالقواریر، وعرف أیضا بالخزاز لأنه کان یعمل بالخز، قال أحدهما: حریره ما رأت عینای مثله، الکتبة یحضرون مجلسه لألفاظه والشعراء لفصاحته والمتکلمون لمعانیه. وهو أول من تکلم بعلم التوحید فی بغداد.""

قال رضی الله عنه : (وقلب یسع القدیم کیف یحس بالمحدث) قوله : (موجودا) حال من المحدث


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( ثم لتعلم أن الحق تعالى کما ثبت فی الصحیح یتحول فی الصور عند التجلی، وأن الحق تعالى إذا وسعه القلب لا یسع معه غیره من المخلوقات فکأنه یملؤه.

ومعنى هذا أنه إذا نظر إلى الحق عند تجلیه له لا یمکن أن ینظر معه إلى غیره.

وقلب العارف من السعة کما قال أبو یزید البسطامی «لو أن العرش و ما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس به».

وقال الجنید فی هذا المعنى: إن المحدث إذا قرن بالقدیم لم یبق له أثر، وقلب یسع القدیم کیف یحس بالمحدث موجودا. )

 

قال رضی الله عنه : ( ثم لتعلم أن الحق تعالى کما ثبت فی الصحیح یتحول فی الصور عند التجلی، وأن الحق تعالى إذا وسعه القلب لا یسع معه غیره من المخلوقات فکأنه یملؤه.

ومعنى هذا أنه إذا نظر إلى الحق عند تجلیه له لا یمکن أن ینظر معه إلى غیره.  وقلب العارف من السعة کما قال أبو یزید البسطامی «لو أن العرش و ما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس به». وقال الجنید فی هذا المعنى: إن المحدث إذا قرن بالقدیم لم یبق له أثر، وقلب یسع القدیم کیف یحس بالمحدث موجودا. )

 

صرح الشیخ رضی الله عنه، أن التجلی الاعتقادی یجیء على قدر القلب المعتقد لأنه لا یتجاوز العقیدة، فإن تحولت العقیدة تحول التجلی وأشار إلى أن التجلی الغیبی هو یعطی الاستعداد، فإذا ورد التجلی ورد على حکم الاستعداد.

قال: وهو التجلی الذاتی.

وقد ذکر هنا کلاما ظاهرا لا یحتاج إلى شرح والحق فیه: أن للحق تعالی وجود خارجی وغیر خارجی وأما الخلق فإنه مفروض بالذهن فی مراتب وجود الحق أو هو عین مراتب وجوده تعالی.   و الباقی ظاهر


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( ثم لتعلم أن الحق تعالى کما ثبت فی الصحیح یتحول فی الصور عند التجلی، وأن الحق تعالى إذا وسعه القلب لا یسع معه غیره من المخلوقات فکأنه یملؤه.

ومعنى هذا أنه إذا نظر إلى الحق عند تجلیه له لا یمکن أن ینظر معه إلى غیره.

وقلب العارف من السعة کما قال أبو یزید البسطامی «لو أن العرش و ما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس به».

وقال الجنید فی هذا المعنى: إن المحدث إذا قرن بالقدیم لم یبق له أثر، وقلب یسع القدیم کیف یحس بالمحدث موجودا. )

 

قال رضی الله عنه : « ثمّ لتعلم أنّ الله تعالى کما ثبت فی الصحیح یتحوّل فی الصور عند التجلَّی . وأنّ الحق تعالى إذا وسعه القلب ، لا یسع معه غیره من المخلوقات ،

فکأنّه یملؤه ،ومعنى هذا أنّه إذا نظر إلى الحق عند تجلَّیه له ، لا یمکن أن ینظر معه إلى غیره"

یشیر رضی الله عنه : إلى أنّ أحدیة الحق الذی لا یقتضی معیّة غیره تقتضی بأن لا یتعلَّق النظر القلبی عند التجلَّی إلَّا به لا غیر .

 

قال رضی الله عنه : " وقلب العارف من السعة کما قال أبو یزید البسطامیّ سلام الله علیه: لو أنّ العرش وما حواه مائة ألف ألف مرّة فی زاویة من زوایا قلب العارف ، ما أحسّ به .

وقال الجنید رضی الله عنه : فی هذا المعنى : المحدث إذا قرن بالقدیم لم یبق له أثر ، وقلب یسع القدیم کیف یحسّ بالمحدث موجودا ؟!."

یشیر رضی الله عنه : إلى أن لا وجود للمحدث من دون الله ولا معه ، لعدم الإثنینیة فی مقام وحدته .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( ثم لتعلم أن الحق تعالى کما ثبت فی الصحیح یتحول فی الصور عند التجلی، وأن الحق تعالى إذا وسعه القلب لا یسع معه غیره من المخلوقات فکأنه یملؤه.

ومعنى هذا أنه إذا نظر إلى الحق عند تجلیه له لا یمکن أن ینظر معه إلى غیره.

وقلب العارف من السعة کما قال أبو یزید البسطامی «لو أن العرش و ما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس به».

وقال الجنید فی هذا المعنى: إن المحدث إذا قرن بالقدیم لم یبق له أثر، وقلب یسع القدیم کیف یحس بالمحدث موجودا. )

 

قال الشیخ رضی الله عنه : "ثم لتعلم أن الحق تعالى کما ثبت فی الصحیح یتحول فی الصور عند التجلی ، وأن الحق تعالى إذا وسعه القلب لا یسع معه غیره من المخلوقات فکأنه یملأه ، ومعنى هذا أنه إذا نظر إلى الحق عند تجلیه له لا یمکن أن ینظر إلى غیره معه".

 یعنى أن الحق المتجلى المتحول فی الصور إذا تجلى للقلب بصورة الأحدیة لا یبقى معه شیء ، إذ الأحدیة الذاتیة تقتضی أن لا یکون معه شیء فلا ینظر القلب حینئذ إلا به ولا یرى إلا إیاه فلا یحس بنفسه ولا بغیره

"" أضاف بالی زادة :  ( فیثبت من هذا الوجه ) وهو اعتباره من حیث الأسماء والصفات ( إن رحمته وسعت کل شیء ) اسما کان أو عینا ( فوسعت الحق ) لأنه عین الأسماء من وجه ، فکان الحق مرحوما من حیث الأسماء ، ولیس مرحوما بحسب الذات ، فثبت بلسان الخصوص کونه راحما ومرحوما بهذا الوجه اهـ بالى .

( هذا مضى ) أی تم الکلام فی القلب والرحمة فوسعتهما اهـ

 ( لا یمکن أن ینظر إلى غیره ) لغیبوبة الغیر عن نظره بسبب نظره إلى الحق عند التجلی ، فلا یمنع ذلک التجلی وجود الغیر مع الحق فی القلب ، وإنما یمنع  نظره إلى الغیر وکانت الغیریة مسلوبة فی نظره لظهور الحق له فی کل شیء ، فما نظر إلى الشیء إلا والحق یظهر له فیه ، وفی الحقیقة لا یسمع نظر القلب إذا نظر إلى الحق مع الحق غیر الحق اهـ.

 لأن القلب یسع تجلیات غیر متناهیة ، والعرش وما حواه یکون متناهیا ، فکیف یحس المتناهی الموجود فی زاویته أهـ بالی زادة  ""

 

قال رضی الله عنه : "وقلب العارف من السعة کما قال أبو یزید البسطامی : لو أن العرش وما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس به .وقال الجنید فی هذا المعنى : إن المحدث إذا قرن بالقدیم لم یبق له أثر ،والقلب یسع القدیم کیف یحس بالمحدث موجودا".

 هذا معلوم مما مر ، فإن الحق إذا تجلى تحقق قوله – " کُلُّ شَیْءٍ هالِکٌ إِلَّا وَجْهَه " - فلا شیء معه .

"" أضاف بالی زادة :  (إن المحدث إذا قرن ) أی إذا تجلى القدیم الحادث لم یبق له أثر لفناء وجود الحادث عند القدیم اهـ

( فإنه لا یفضل ) حتى یسع فی القلب غیرها معها فیسعها ویضیق غیرها اهـ بالى .

فحینئذ یتبع التجلی المتجلى له فهذا بالنسبة إلى الفیض المقدس فالمراد بقوله ( وهذا عکس ما تشیر ) إعلام منه باختصاص إظهار هذا المعنى بنفسه بالتفرد فیه اهـ. ""

  

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( ثم لتعلم أن الحق تعالى کما ثبت فی الصحیح یتحول فی الصور عند التجلی، وأن الحق تعالى إذا وسعه القلب لا یسع معه غیره من المخلوقات فکأنه یملؤه.

ومعنى هذا أنه إذا نظر إلى الحق عند تجلیه له لا یمکن أن ینظر معه إلى غیره.

وقلب العارف من السعة کما قال أبو یزید البسطامی «لو أن العرش و ما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس به».

وقال الجنید فی هذا المعنى: إن المحدث إذا قرن بالقدیم لم یبق له أثر، وقلب یسع القدیم کیف یحس بالمحدث موجودا. )

 

قال رضی الله عنه : (ثم ، لتعلم أن الحق تعالى ، کما ثبت فی الصحیح ، یتحول فی الصور عند التجلی ، فإن الحق تعالى إذا وسعه القلب ، لا یسعه معه غیره من المخلوقات ، فکأنه یملأه ) .

یرید أن یبین اتساع القلب ویؤمی إیماء لطیفا إلى أصل یستند تقلب  القلب إلیه ، وهو التحول الإلهی فی صور تجلیاته ، کما ثبت فی الحدیث .

ولما کان التجلی بحسب استعداد المتجلى له ، فالقلب الذی یسع الحق  لا یکون إلا لمن له استعداد جمیع التجلیات الإلهیة الذاتیة والأسمائیة ، وإذا وسعه ، لا یسع معه غیره من المخلوقات - وذلک إما لفناء غیر الحق عند تجلیه فی نظر المتجلى له ، کما إذا تجلى بالأحدیة ، فإن الکثرة تضمحل وتفنى عنده فالمتجلى له لا یشعر لنفسه فضلا على غیره ولا یرى ذاته أیضا إلا عین الحق حینئذ ، أو لاختفاء الأغیار عند ظهور أنوار الحق فی نظر المتجلى له ، کاختفاء الکواکب عند طلوع الشمس مع بقاء أعیانها - ولما کانت السعة مقتضیة للإثنینیة - إذ لا یقال :

الشئ یسع نفسه - فسر بالمعنى الثانی : ( ومعنى هذا ) أی ،

ومعنى قولنا : ( إذا وسعه القلب ، لا یسع معه غیره ) ،


قال رضی الله عنه : ( أنه إذا نظر إلى الحق عند تجلیه له ،لا یمکن معه أن ینظر إلى غیره).

لاشتغال القلب بکلیته إلى الله تعالى واختفاء الأغیار بنور الواحد القهار .


قال رضی الله عنه : (وقلب العارف من السعة ، کما قال أبو یزید البسطامی : " لو أن العرش وما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس به " . )

لأن القلب یحصل له السعة الغیر المتناهیة عند تجلى من هو غیر متناه .

والعرش وما فیه ، على أی مقدار یفرض ، یکون متناهیا ، ولا نسبة بین المتناهی وغیر المتناهی .


قال رضی الله عنه : (وقال الجنید فی هذا المعنى : ( إن المحدث إذا قرن بالقدیم ، لم یبق له أثر ، وقلب یسع القدیم ، کیف یحس بالمحدث موجودا ) . )

هذا تأکید لقول أبى یزید قدس الله روحه . أی ، أن الحق إذا تجلى ، یفنى ما سواه ، فلا یبقى لغیره وجود فضلا عن أثره .

وإن قلنا إنه باق عند تجلى القدیم ، فکیف یحس بالمحدث قلب تجلى له الحق ونوره بأنواره وشغله لذاته ؟

قوله ( موجودا ) حال من ( المحدث ) . أو مفعول ثان لقوله : ( یحس ) .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( ثم لتعلم أن الحق تعالى کما ثبت فی الصحیح یتحول فی الصور عند التجلی، وأن الحق تعالى إذا وسعه القلب لا یسع معه غیره من المخلوقات فکأنه یملؤه.

ومعنى هذا أنه إذا نظر إلى الحق عند تجلیه له لا یمکن أن ینظر معه إلى غیره.

وقلب العارف من السعة کما قال أبو یزید البسطامی «لو أن العرش و ما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس به».

وقال الجنید فی هذا المعنى: إن المحدث إذا قرن بالقدیم لم یبق له أثر، وقلب یسع القدیم کیف یحس بالمحدث موجودا. )

 

قال رضی الله عنه : (ثم لتعلم أن الحق تعالى کما ثبت فی الصحیح یتحول فی الصور عند التجلی، وأن الحق تعالى إذا وسعه القلب لا یسع معه غیره من المخلوقات فکأنه یملؤه.

ومعنى هذا أنه إذا نظر إلى الحق عند تجلیه له لا یمکن أن ینظر معه إلى غیره.

وقلب العارف من السعة کما قال أبو یزید البسطامی «لو أن العرش و ما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس به». وقال الجنید فی هذا المعنى: إن المحدث إذا قرن بالقدیم لم یبق له أثر، وقلب یسع القدیم کیف یحس بالمحدث موجودا. )

 

ثم أشار إلى أن القلب مع غایة سعته هل تجتمع فیه التجلیات المختلفة للحق أم لا؟

وهل یتسع معه للخلق أم لا؟

فقال: (ثم) أی: بعد معرفة اتساع القلب (لتعلم أن الحق تعالی کما ثبت فی الصحیح یتحول فی الصور عند التجلی) فی القیامة، فیتجلى فی صورة

تنکرها الخلق، ویقولون: نعوذ بالله منک لست ربنا، ثم یتجلى فی صورة یعرفونها؛ فیقولون: أنت ربنا، ویسجدون له، هذا حاصل ما فی صحیح مسلم.

فدل على أنه لا یتسع لجمیع تجلیاته کما لا یتسع للخلق مع الحق، (وأن الحق تعالی إذا وسعه القلب لا یسع معه غیره من المخلوقات)، ولو فی حق الکامل الذی لا یحجبه الحق عن الخلق و بالعکس.

(فکأنه) أی: ما تجلى فیه من صورة الحق (یملؤه)، وإن کان فی نفسه واسعا لا تنقاس جمیع تجلیاته ولا تنقاس صور الخلق معه، بحیث یمکنه الالتفات إلى ذلک فی الجملة .

وعلى هذا الوجه (معنى هذا) أی: عدم اتساعه للخلق مع الحق، (أنه إذا نظر) أی: التفت إلى الحق عند تجلیه له لا یمکن أن ینظر معه إلى غیره من المخلوقات، وإن کانت صورهم منتقشة فیه؛ لأنه لبساطته وجد أن الفعل.

فلا یمکنه الالتفات إلى صورة للخلق مع الالتفات إلى غیرها من صور الخلق، وإن کان الکل منتقشا فیه، بحیث لا یحتاج فی تحصیلها إلى تعمل وتذکر.

ولذلک قلنا: (قلب العارف من السعة) لصور الخلق والحق، (کما قال أبو یزید البسطامی: لو أن العرش وما حواه) العرش من الکرسی إلى العرش (مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس به)، وهذا یدل على انتقاش الکل فیه مع أنه لا یمکنه الالتفات إلیه مع التفاته إلى الحق.

ولذلک (قال الجنید فی هذا المعنى: إن المحدث إذا قرن مع القدیم لم یبق له أثر)، کما لا یبقى لصور المسرح والکواکب أثر عند إشراق الشمس، ولفظ «قرن» دل على أنه منتقش، لکنه غیر ملتفت إلیه.

وبینه الشیخ رحمه الله بقوله: (وقلب یسع القدیم) الذی لا یتناهى لا یضیق عن شیء، لکنه (کیف یحس بالمحدث موجودا) مع أن وجود المحدث ظل لوجود القدیم ولا ظل مع إشراق الشمس بلا حجاب.

ولذلک ورد "حجابه النور لو کشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إلیه بصره من خلقه".

"" الحدیث : قال: قام فینا رسول الله صلى الله علیه وسلم فقال:"  إن الله عز وجل لا ینام، ولا ینبغی له أن ینام، یخفض القسط ویرفعه، یرفع إلیه عمل اللیل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل اللیل، حجابه النور - وفی روایة أبی بکر: النار - لو کشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إلیه بصره من خلقه» رواه مسلم و رواه ابن ماجة ومسند أحمد  ومسند أبی داود الطیالسی الأسماء والصفات البیهقی ومسند البزار وابن منده ، التوحید لابن خزیمة والشریعة للآجری وغیرهم   ""


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( ثم لتعلم أن الحق تعالى کما ثبت فی الصحیح یتحول فی الصور عند التجلی، وأن الحق تعالى إذا وسعه القلب لا یسع معه غیره من المخلوقات فکأنه یملؤه.

ومعنى هذا أنه إذا نظر إلى الحق عند تجلیه له لا یمکن أن ینظر معه إلى غیره.

وقلب العارف من السعة کما قال أبو یزید البسطامی «لو أن العرش و ما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس به».

وقال الجنید فی هذا المعنى: إن المحدث إذا قرن بالقدیم لم یبق له أثر، وقلب یسع القدیم کیف یحس بالمحدث موجودا. )

قال رضی الله عنه :  ( ثمّ لیعلم أنّ الحقّ تعالى - کما ثبت فی الصحیح  یتحوّل فی الصور عند التجلَّی ) أیّ الصور کلَّها ، فإنّها الجمع المحلَّى ، وهو یستغرق الأفراد الغیر المتناهیة کلَّها .

 

سعة القلب وضیقه

قال رضی الله عنه :  (وأنّ الحقّ تعالى إذا وسعه القلب لا یسع معه غیره من المخلوقات ، فکأنّه یملؤه ) بأحدیّة جمعیّته التی لا یمکن أن یکون معه غیره ، لامتناع أن یکون الخارج من الغیر المتناهی شیئا ( ومعنى هذا أنّه إذا نظر إلى الحقّ عند تجلَّیه له لا یمکن أن ینظر معه إلى غیره ) وهذا من کمال إحاطة الحقّ بالکلّ ، لا من ضیق القلب ، کیف...

( وقلب العارف من السعة کما قال أبو یزید البسطامی : " لو أنّ العرش وما حواه مائة ألف ألف مرّة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحسّ به " ) .

وذلک لأنّ هذا کلَّه متناه ، وهو مندرج فی أحدیّة جمع الصور الغیر المتناهیة ، مندمج فیها ، فلا یحسّ به أصلا .

قال رضی الله عنه :  (وقال الجنید فی هذا المعنى : « إنّ المحدث إذا قرن بالقدیم لم یبق له أثر » ) وفی عبارة الجنید زیادة بیان لذلک المعنى ، فإنّ المحدث - المحصور بین الحاصرین - إذا قرن بالقدیم الذی لا یحصره حدّ لم یبق له أثر . فإنّه مندمج فیه ، فلا یحسّ بوجوده أصلا ، وإن کان فیه .

وإلیه أشار بقوله رضی الله عنه  : ( وقلب یسع القدیم کیف یحسّ بالمحدث موجودا ) وإن أحسّ به فی ضمن الموجود . ثمّ إنّ من کمال السعة أن لا یقابله الضیق - بل یجمعه - والسعة القلبیّة بهذه المثابة ، کما أشار إلیه

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( ثم لتعلم أن الحق تعالى کما ثبت فی الصحیح یتحول فی الصور عند التجلی، وأن الحق تعالى إذا وسعه القلب لا یسع معه غیره من المخلوقات فکأنه یملؤه.

ومعنى هذا أنه إذا نظر إلى الحق عند تجلیه له لا یمکن أن ینظر معه إلى غیره.

وقلب العارف من السعة کما قال أبو یزید البسطامی «لو أن العرش و ما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس به».

وقال الجنید فی هذا المعنى: إن المحدث إذا قرن بالقدیم لم یبق له أثر، وقلب یسع القدیم کیف یحس بالمحدث موجودا. )

 

قال رضی الله عنه :  (ثم لتعلم أن الحق تعالى کما ثبت فی الصحیح یتحول فی الصور عند التجلی، وأن الحق تعالى إذا وسعه القلب لا یسع معه غیره من المخلوقات فکأنه یملؤه. ومعنى هذا أنه إذا نظر إلى الحق عند تجلیه له لا یمکن أن ینظر معه إلى غیره. وقلب العارف من السعة کما قال أبو یزید البسطامی «لو أن العرش و ما حواه )

قال رضی الله عنه :  (ثم لتعلم أن الحق تعالی کما ثبت فی الصحیح بتحول فی الصور) المختلفة (عند التجلی) بالسعة والضیق فتارة بتجلی فی هذه الصورة وتارة فی تلک الصورة.

(و) لنعلم أیضا (أن الحق تعالى إذا وسعه القلب) وصار مجلی له (لا یسع معه غیره من المخلوقات) ولا تبقى فیه فضلة یحل فیها غیر الحق سبحانه (فکأنه یملأه) حتى لا یبقى منه فضلة للغیر.

قال رضی الله عنه :  (ومعنى هذا) الذی ذکرنا من أنه إذا تجنى الحق لم یسع القلب غیره (أنه إذا نظر إلى الحق عند تجلبه له لا یمکن معه أن ینظر إلى غیره) لانحیازه بالکلیة إلیه و انتهار الأشیاء تحت قهر التجلی.

قال رضی الله عنه :  (وقلب العارف من السعة) والإطلاق إنما هو (کما قال أبو یزید البسطامی قدس الله سره: (لو أن العرش وما حواه) العرش من الکرسی والسموات والأرضین وما فیها من أنواع الموجودات .

(مائة ألف ألف مرة) وتقع (فی زاویة من زوایا القلب العارف ما أحس به)، لأنه لا قدر له محسوسة بالنسبة إلى التجلیات الغیر المتناهیة التی یسعها قلب العارف فإن العرش وما فیه على أی مقدار فرضی یکون متناهیا لا قدر المتنامی فی أی مرتبة کان من الکثرة بالنسبة إلى غیر المتناهی.

قال الشیخ رضی الله عنه :  (وقال الجنید رضی الله عنه فی هذا المعنى إن المحدث) المتناهی (إذا قرن) فی قلب العارف (بالقدیم) الغیر المتناهى بتجلیاته (لم یبق له أثر)، بل تضمحل عینه فکیف بالأثر (وقلب یسع القدیم کیف یحس بالمحدث) الذی لا قدر په حال کون ذلک المحدث (موجودا فیه).

وقوله رضی الله عنه  : موجودا حال من المحدث ویمکن أن یجعل مفعولا ثانیا للاحساس تتضمنه معنى العلم.


المواقف الروحیة والفیوضات السبوحیة شرح الأمیر عبد القادر الجزائری 1300 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( ثم لتعلم أن الحق تعالى کما ثبت فی الصحیح یتحول فی الصور عند التجلی، وأن الحق تعالى إذا وسعه القلب لا یسع معه غیره من المخلوقات فکأنه یملؤه.

ومعنى هذا أنه إذا نظر إلى الحق عند تجلیه له لا یمکن أن ینظر معه إلى غیره.

وقلب العارف من السعة کما قال أبو یزید البسطامی «لو أن العرش و ما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس به».

وقال الجنید فی هذا المعنى: إن المحدث إذا قرن بالقدیم لم یبق له أثر، وقلب یسع القدیم کیف یحس بالمحدث موجودا. )

 

وهو قول سیدنا رضی الله عنه : (ثم لتعلم أن الحق تعالى کما ثبت فی الصحیح یتحول فی الصور عند التجلی ، وأن الحق إذا وسعه القلب لا یسع معه غیره من المخلوقات فکأنه یملؤه.

ومعنى هذا أنه إذا نظر إلى الحق عند تجلیه له لا یمکنه أن ینظر معه إلى غیره. فقلب العارف من السعة کما قال أبو یزید البسطامی: «لو أن العرش وما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحس به». وقال الجنید فی هذا المعنى : إن المحدث إذا قرن بالقدیم لم یبق له أثر، وقلب یسع القدیم کیف یحس بالمحدث موجودا. )

یقول رضی الله عنه : فی هذه الجملة، أنه کما ثبت سعة قلب المؤمن للحق تعالى کذلک ثبت أنه تعالى یتحول فی الصور یوم القیامة .

ثبت ذلک شرعا کما جاء فی الصحیحین وأنه تعالى یتجلى لشهود الأمة، وفیهم منافقوها، فیأتیهم فی أدنی صورة فیقول لهم أنا ربکم فیقولون نعوذ بالله منک هذا مکاننا حتى یأتینا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه فیتحول لهم فی صورة أدنى من الأولى، فیقول لهم أنا ربکم؟

فیقولون أنت ربنا ... الحدیث"،

والذی أنکروه أولا هو الذی أقروا به آخرا، وما زالت عنه تلک الصورة التی تحول عنها.

وکما ثبت تحوله فی الصور یوم القیامة شرعا کذلک ثبت تحوله فی الصور کشفا فی الدنیا عند العارفین به، ما یختل علیهم شیء من ذلک، لا فی البرزخ ولا فی القیامة، فیعرفون ربهم فی کل صورة من أدنى وأعلى،  ثم اعلم أن للحق تجلیین:

"تجلی" ذاتی له استأثر الله به، فلیس للخلق فیه نصیب، تعالى أن یستتر عن نفسه من تجل، أو یتجلى لنفسه على استتارة هو على ما یقتضیه ذاته من التجلی والاستتار والبطون والظهور، لا یتغیر ولا یتحول ولا یلبس شیئا فیترک غیره ، بل حکم ذاته على ما هو علیه أزلا وأبدا.

وله تعالی تجلیات فعلیة وأسمائیة وذاتیة ، وهو ما یتجلى به على قلوب عباده ویظهر لهم فی أعین الناظرین، ولیس ثم غیره .

والتجلی لا یکون إلا للاسم الإله والرحمن والرب وما اشتملت علیه هذه الأصول من الأسماء، لا یکون التجلی للاسم الله من حیث أنه عین الذات.

ولذا قال السامری : هذا إلهکم وإله موسى، وما قال : هذا الله الذی یدعو موسى إلى عبادته .

وکذلک لا یکون التجلی للاسم الأحد، وحیث ثبت سعة قلب المؤمن العارف للحق تعالى فی تجلیه له، فالضرورة أنه لا یسع معه غیره من المخلوقات، بحیث یکون فیه الحق والخلق ممیزا بینهما.

هذا محال ، فالقلب مع سعته لا یسع شیئین فی الآن الواحد، فلا أوسع منه ، فإنه وسع الحق تعالى .

ولا أضیق منه فلا یسع إلا الحق تعالى عند تجلیه له. فکأنه یملؤه.  

ومعنى هذه العبارة، هی أن القلب لا یسع الحق والخلق مقا، فإنه إذا نظر الحق عند تجلیه له لا یمکن أن ینظر معه إلى غیره بأن ینظر الصورة التی حصل التجلی فیها، سواء کان التجلی فی صورة المحسوسات أو المخیلات أو المعقولات، کصورة المرآة فی الشاهد.

فإنک إذا رأیت المنطبع فیها لا تراها واجهد فی نفسک عندما ترى الصورة فی المرآة أن تری جرم المرآة لا تراها، هذا هو الحاصل الواقع، مع أن قلب العارف بالله کما قال أبو یزید البسطامی رضی الله عنه : لو أن العرش، یعنی بالعرش ملک الله وما حواه من جزئیات العالم مکررا ومضعفا مائة ألف ألف مرة فی زاویة ورکن من زوایا قلب العارف بالله ، ما أحس العارف بالعرش وما حواه، ولا یرید أبو یزید الحصر فی العدد بقوله (مائة ألف ألف مرة) إنما یرید ما لا یتناهی ولا یبلغه العدد.

فعبر عنه بما دخل فی الوجود ویدخل أبدا، وذلک أن قلبا وسع القدیم کیف یحس بالمحدث موجودا.

وهذا من أبی یزید رضی الله عنه توسع على قدر مجلسه لإفهام الحاضرین.

وأما التحقیق فی ذلک أن یقول : إن العارف بالله لما وسع الحق قلبه وسع قلبه کل شیء. إذ لا یکون شیء إلا عن الحق، فلا تکون صورة إلا بقلبه، یعنی قلب ذلک العبد الذی وسع الحق.

وینظر إلى قول أبی یزید رضی الله عنه ما قال الجنید البغدادی، سید الطائفة وإمام أهل الشریعة والحقیقة رضی الله عنه أن المحدث إذا قرن بالقدیم لم یبق له أثر، وذلک حین عطس إنسان بحضرته فقال العاطس: الحمد لله تعالی!

فقال له الجنید: اتمها یا أخی.

فقال العاطس: وأی قدر للعالم المحدث حتى یقرن مع القدیم؟

فقال له الجنید : الآن أتمها. إن المحدث إذا قرن بالقدیم لم یبق له أثر .

إن قول الجنید هنا أتم من قول أبی یزید.

فإن المحدث إذا قرنته بالقدیم کان الأثر للقدیم لا للمحدث .

فتبین لک بهذه المقارنة ما هو الأمر علیه، وهو ما قلناه .

فلا یمکن أن یجهل الأثر وإنما کان قبل هذه المقارنة بنسب إلى المحدث، فلما قرنه بالقدیم رأی الأثر من القدیم ورأی المحدث عین الأثر فقال ما قال.

وقلب یسع القدیم کیف یحسس بالمحدث موجودا؟

وذلک أن العارف بالله أشهد والحق تعالى آیات نفسه و آیات الآفاق ، فتبین له أن ما شهده هو الحق لا غیره فعلمه بکل وجه وفی کل صورة وأنه بکل شیء محیط ، فلا یرى العارف شیئا إلا فیه، فهو تعالی ظرف إحاطة لکل شیء مما رأى شیئا، فما رأه إلا فیه.

فالحق بیت الموجودات کلها، لأنه الوجود.

وقلب العبد العارف بیت الحق لأنه وسعه ، وما صار قلب العارف بهذا الوسع إلا بکونه على صورة العالم وصورة الحق. وکل جزء من العالم ما هو على صورة الحق.

فمن هنا وصفه الحق بالسعة، وإنما العالم جمیعه على صورة الحق إذا کان الإنسان فی جملته وإذا ثبت أن الحق یتنوع تجلیه وتحوله فی الصورة فی الآخرة للعموم، وفی الدنیا لقلوب أولیائه، فبالضرورة یتسع القلب من العارف المتجلی له إذا کانت الصورة واسعة متضمنة لأسماء إلهیة کثیرة.

فإن دائرة الرؤیة فی المرآة تتسع باتساع العلم بالله، ویضیق قلب العارف بالله المتجلى له إذا کانت الصورة غیر واسعة کذلک، وبسعة الصور وضیقها یتفاضل العارفون بالله وبتجلیاته.


"" أضاف الجامع : قال الشیخ رضی الله عنه فی الفتوحات المکیة الباب الثالث والسبعون

فلولاه لما کنا ..... ولو لا نحن ما کانا

فإن قلنا بأنا هو ..... یکون الحق إیانا

فأبدانا وأخفاه ..... وأبداه وأخفانا

فکان الحق أکوانا ..... وکنا نحن أعیانا

فیظهرنا لنظهره ..... سرارا ثم إعلانا

کما نطلبه لوجود أعیاننا فهو یطلبنا لظهور مظاهره

غیر إن هنا لطیفة دقیقة لا یشعر بها کثیر من العارفین بهذه المجالس وذلک أنه کما نطلبه لوجود أعیاننا یطلبنا لظهور مظاهره فلا مظهر له إلا نحن ولا ظهور لنا إلا به فیه عرفنا أنفسنا وعرفناه وبنا تحقق عین ما یستحقه الإله.

فلما وقفوا على هذه الحقائق من نفوسهم ونفوس الأعیان سواهم تمیزوا على من سواهم بأن علموا منهم ما لم یعلموا من أنفسهم واطلع الحق على قلوبهم فرأى ما تجلت به مما أعطتها العنایة الإلهیة وسابقة القدم الربانی استوجبوا على ربهم ما استوجبوه من أن یکونوا أهلا لهذه المجالس الثمانیة والأربعین .أهـ ""

قال الأمیر عبد القادر الجزائری فی المواقف الروحیة و الفیوضات السبوحیة :

ولولا خلعة الوجود التی خلعها علینا بماذا کنا نعرفه؟!

فما عرفناه إلا به، کما ورد فی بعض الأخبار النبویة : «عرفت ربی بربی».

"" الحدیث : خطابا منه علیه الصلاة والسلام وهو معرفة الأقویاء من خواص عباده الأصفیاء، وإلیها الإیماء بقوله صلى الله علیه وسلم : عرفت ربی بربی، ولولا ربی ما عرفت ربی، ولولا الله ما اهتدینا. ورد فی مدارج السالکین لابن القیم الجوزیة عن ذی النون المصری وورد فى مرقاة المفاتیح شرح مشکاة المصابیح  و رواه القشیری فی الرسالة القشیریة عن ذی النون المصری.

 

"حدیث آخر : سئل الصدیق: بم عرفت ربک قال: عرفت ربی بربی

فقیل: هل یمکن بشر أن یدرکه

فقال: العجز عن درک الإدراک إدراک .

وسئل مصباح التوحید وصباح التغرید علی کرم الله وجهه:

بم عرفت ربک ؟

قال: بما عرفنی به نفسه لا یدرک بالحواس ولا یقاس بالناس قریب فی بعده بعید فی قربه" .

ورد فی فیض القدیر للمناوی.

 

ورد فی شرح مصابیح السنة للإمام البغوی :

وإلى المرتبة الأولى الإشارة بقوله تعالى: "أولم یکف بربک أنه على کل شیء شهید" [فصلت: 53] . خطابا منه تعالى للنبی علیه الصلاة والسلام وهو معرفة الأقویاء من خواص عباده.

وإلیها الإشارة بقوله علیه الصلاة والسلام : "عرفت ربی بربی، ولولا ربی ما عرفت ربی"، وبقوله علیه الصلاة والسلام : "لولا الله ما اهتدینا".أهـ ""

وبمعرفتنا نفوسنا عرفناه ، فإنها مقدمة معرفة الرب، ومعرفة الرب نتیجتها، وما عرفنا أنفسنا إلا به، فانظر ما أعجب هذا الأمر.

وېنا تحقق ما یستحقه الإله بن المعبودیة، فإن معبودا بغیر عابد وجودا أو تقدیرا غیر معقول، وملک من غیر مملکة لا یکون :

 

قوله:

(فلولاه لما کنا)

یرید: لولا هو إله معبود ما کنا مألوهین عابدین، ولولا هو وجود ظاهر ما کنا مظاهر وجوده، ولولا هو فاعل ما کنا قابلین.

 

قوله :

(ولولا نحن ما کانا)

یرید : ولولا نحن العابدون المألوهون ما ثبتت ألوهته، ولولا نحن المظاهر لوجوده ما کان ظاهرا، ولولا نحن القابلون لفعله وخلقه ما کان فاعلا خالقا.

فالأمر بیننا وبینه منقسم بنصفین، فلا تثبت ألوهته بدوننا موجودین أو مقدرین، کما أنه لا ظهور لوجوده بدون مظهریتنا، ولا فعل له بدون قابلیتنا للانفعال.

فإن إلها بمعنی  معبودا بدون عابد موجود، أو مقر محال، وفاعلا بدون محل قابل للانفعال محال ؛ فهو تعالى ونحن من هذه الحیثیات المذکورة کالمنتسبین، لا ثبوت للنسبة بأحدهما دون الآخر.

 قوله :

( فإن قلنا بأنا هوه …) البیت.

یرید: أننا إذا أطلقنا القول بأننا نحن الحق تعالى من جهة وجودنا فإنه لا وجود لنا إلا وجوده لا قدیما ولا حادثا، فنحن هو، إذ "نحن" عبارة عن الوجود الذات الظاهر بأحوال أعیاننا الثابتة فی العلم أزلا وأبدا.

فمسمى الممکن المخلوق  کان ما کان لیس هو إلا الوجود الحق متعینا بأحوال ذلک المخلوق المسمى حیوانا أو إنسانا أو ملکا أو غیر ذلک، مع عدم عین ذلک المخلوق بالنسبة إلى الوجود، المسمى بالوجود فی الخارج.

قوله :

( یکون الحق إیانا )

 یرید : أنه یلزم من قولنا إننا الحق تعالى أن یکون الحق إیانا، من حیث ما ظهر فینا من أسمائه ، لا مطلقا، فهو إیانا أی عیننا، ولسنا إیاه مطلقا من کل وجه ، بل من حیث ما ظهر فینا منه، فإننا مرآة ظهوره وتجلیه، ولا یظهر فی المرآة إلا ما نقبله من الصفات لا عین المتجلی وحقیقته، فالوجود الذی هو وجوده، ووجودنا واحد لا یتجزأ ولا ینقسم ولا یظهر إلا بحسب المرایا .

قوله:

( فأبدانا وأخفاه )

یرید: أنه تعالى أظهرنا معاشر الممکنات، وأخفى نفسه، وذلک فی مرتبة الاسم الباطن بالنسبة لعامة المحجوبین، فإن الحق تعالی عندهم باطن خافی، والخلق ظاهر بادی.

فلا یرى الحق عندهم، ولا یدرک بمشعر من المشاعر، وإنما یدرک بالعقل من وراء حجب الصفات؛ لأنه تعالى عندهم مباین لخلقه، منفصل عنهم بالذات والصفات والأحکام والأفعال، فلا یشهدون إلا خلقا.

قوله :

( وأبداه وأخفانا )

 

یرید: أنه تعالى أظهر نفسه وأخفانا معشر الممکنات المخلوقات، وذلک فی مرتبة تجلیه بالاسم الظاهر لأهل وحدة الشهود، فإنهم لا یشهدون إلا حقا، ویقولون فی کل شیء أدرکوه، بأی مشعر کان من المشاعر الظاهرة والباطنة، هو الحق تعالی.

فإذا سئلوا عن هذه الکثرة المحسوسة، والحق تعالى واحد؟! لا یجیبون بشیء .

فالحق هو الظاهر البادی، ولکن حکمت علیه أحوال الممکنات فأخفته عن المحجوبین أصحاب العقول، وهذا من أعجب العجاب، حیث إن أحکام الممکنات أعدام معقولة ، حکمت على الحق الوجود الظاهر.

فما فی الوجود حقیقة إلا الله ، ظاهرا بأحکام الممکنات، عند طائفة، متحجبا بها، عند طائفة .

ولم یذکر سیدنا الطائفة الثالثة ، أهل وحدة الوجود، الذین یشهدون حقا وخلقا ، یشهدون البطون فی الظهور، والظهور فی البطون، لا یحجبهم هذا عن هذا، لأن مراده رضی الله عنه ذکر ما تلازم فیه الحق والخلق، وطلب کل منهما الآخر، فخلق بلا حق لا یوجد وحق بلا خلق لا یظهر. 

 

قوله :

( فکان الحق أکوانا )

یرید : أنه تعالى هو الکائن عند قوله "کن" یأمر نفسه بالکون فیکون لنفسه ، فالکون والمکون والکائن عین واحدة، لأن "کن" حرف وجودی، لا وجود إلا هو، فلا یکون إلا هو.

قوله :

( و کنا نحن أعیانا )

یرید : أنه لما کان المسمى مخلوقا و موجودا، لیس هو إلا الوجود الحق الظاهر بأحوال المخلوقات وأحکامها، کنا معاشر الموجودین أعیانا، أی ذوانا مشهودة محسوسة من حیث قیام أحکامنا بالوجود الحى النور.

قوله :

( فیظهرنا لنظهره )

یرید: أن الحق تعالى یظهرنا من حیث نسبة الوجود لنا، لظهور أحکام أعیاننا، لا أعیاننا، فإنها ما ظهرت ولا تظهر دنیا ولا آخرة، لیظهر هو، فإنه الظاهر بأحکام أعیاننا، وهی مظاهر.

لأن أحوالنا ونعوتنا معان لا تقوم بأنفسها، فظهورنا فی الحقیقة ظهوره هو تعالى، فهو الظاهر بنا.

 

قوله : 

( سرارا ثم إعلانا )

یرید : أنه تعالى هو الظاهر فی نفس الأمر على کل حال، سواء کان الظهور سرا، بالنسبة إلى أهل العقول المعقولة عن السراح فی فضاء المشاهدات ، أو کان ذلک الظهور علنا متسترا ولا متحجبا، کما هو الأهل وحدة الشهود، ووحدة الوجود.


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 301

ثم لتعلم أن الحقّ تعالى کما ثبت فی الصحیح یتحول فی الصّور عند التجلّی، و أن الحقّ تعالى إذا وسعه القلب لا یسمع معه غیره من المخلوقات فکأنه یملؤه و معنى هذا أنه إذا نظر الى الحقّ عند تجلّیه له لا یمکن معه أن ینظر الى غیره.

و قلب العارف من السّعة کما قال أبو یزید البسطامی «لو أن العرش و ما حواه مائة ألف ألف مرة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحسّ به» و قال الجنید فی هذا المعنى: إنّ المحدث إذا قرن بالقدیم لم یبق له أثر، و قلب یسع القدیم کیف یحسّ بالمحدث موجودا.

سپس باید دانسته شود که حق تعالى چنانکه در خبر صحیح آمده است، هنگام تجلى در صور تحول ‌می‌یابد. (زیرا تجلیات او گوناگون است.) پس چون قلب حق را فرا گرفت، غیر او از مخلوقات با حق در قلب نخواهد گنجید، گویا حق، قلب را پر کرده است. معنى عبارت این است که چون قلب در زمان تجلى حق به قلب، به حق نظر کند، امکان اینکه به غیر او نظر کند نمی‌ماند.

و قلب عارف از جهت سعه چنان است که ابو یزید بسطامى گفت: «اگر عرش و آن چه که عرش حاوى آن است صد هزار هزار بار در زاویه‌ای از زوایاى قلب عارف قرار گیرد آن را احساس نمی‌کند.» جنید در این معنا گفت: «چون محدث به قدیم قرین گردد اثرى‏ براى محدث باقى نمی‌ماند و قلب، قدیم را در خویش ‌می‌گنجاند پس چگونه محدث را موجود احساس کند.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص:۵۹۸

ثمّ لتعلم أنّ الحقّ تعالى کما ثبت فى الصّحیح یتحوّل فى الصّور عند التّجلّى، و أنّ الحقّ تعالى إذا وسعه القلب لا یسع معه غیره من المخلوقات فکانّه یملؤه.

شیخ- قدّس اللّه سرّه- مى‏‌خواهد که بیان اتّساع حقّ کند و ایماء مى‏‌نماید لطیف بر اصلى شریف که تقلّب قلب برو مستند باشد؛ و آن تحوّل الهى است در تجلّیاتش چنانکه ثابت شد در حدیث صحیح. و چون تجلّى به حسب استعداد متجلّى له است، پس قلبى که سعت حق داشته باشد نتواند بود مگر کسى را که استعداد جمیع تجلّیات ذاتیّه الهیّه و اسمائیّه حاصل بود و چون قلب متّصف شود به سعت حقّ، غیر حقّ از مخلوقات درو نگنجد از براى فناى غیر حق در أوان تجلّى حق در نظر متجلّى له چنانکه اگر به احدیّت تجلّى کند کثرت اضمحلال یابد؛ و اثنینیّت متلاشى شود، لاجرم متجلّى له را شعور به نفس خویش نماند، پس به کدام دیده ملاحظه غیر کند و ذات خود را نبیند مگر عین حقّ. بیت:

گر نشانى ز دوست دریابم‏ من در آن لحظه بى‏نشان باشم‏

یار چون در کنار مى‏آید من که باشم که در میان باشم‏

و اختفاى اغیار نزد ظهور انوار حقّ در نظر متجلّى له چون اختفاى کواکب است عند طلوع الشّمس با وجود بقاى اعیانش و چون سعت مقتضى اثنینیت بود

چه هیچ‏ چیز موصوف به سعت نفس خویش نمى‏‌گردد لاجرم شیخ به تفسیر معنى این کلام قیام نمود که:

و معنى هذا أنّه إذا نظر إلى الحقّ عند تجلّیه له لا یمکن معه أن ینظر إلى غیره.

یعنى معنى آن باشد که وقتى که حقّ او را تجلّى کند ممکن نباشد که با وجود حقّ به غیر حقّ نظر کند بیت:

آنکه اندر جهان نمى‏‌گنجد         در میان دل حزین چه خوش است‏

من ز خود گشته غایب او حاضر عیش با یار همچنین چه خوش است‏

آرى این مقام اختفاى اغیار است به نور واحد قهّار و أوان ذوبان جلید از حرارت نار، و هنگام تلاشى قطره در تلاطم امواج بحر زخّار، بیت:

اى دل ار آشناى این کوئى‏         وصل بیگانگان چه مى‏جویى‏

بگذر از خود که در حریم وصال‏ در نگنجى اگرچه یک مویى‏

شسته گردد گلیم اقبالت‏         دست از خویشتن اگر شویى‏

جوى‏ جویان به سوى دریا رو از چه سرگشته اندرین جویى‏

چونکه با بحر آشنا گشتى‏         بکش از تن لباس دو تویى‏

غرقه بحر وحدت ار باشى‏         خود نماند تویى و هم اویى‏

و قلب العارف من السّعة کما قال أبو یزید البسطامىّ: «لو انّ العرش و ما حواه مائة ألف ألف مرّة فى زاویة من زوایا قلب العارف ما أحسّ به».

یعنى دل عارف در سعت و گنجائى در آن مرتبه است که شیخ بایزید بسطامى قدّس اللّه روح از آن خبر مى‏دهد که «اگر عرش و آنچه عرش احاطه او کرده باشد صد هزار بار هزار در زاویه‌‏اى از زوایاى دل عارف باشد احساس آن نکند، چه دل را در حال تجلّى غیر متناهى سعت غیر متناهیه حاصل مى‏‌گردد، و عرش و آنچه‏ در وى است به هر مقدارى که فرض کرده شود جز متناهى نخواهد بود و در میان متناهى و غیر متناهى نسبتى نیست.

و قال الجنید فى هذا المعنى: «إنّ المحدث إذا قرن بالقدیم لم یبق له أثر، و قلب یسع القدیم کیف یحسّ بالمحدث موجودا».

یعنى شیخ جنید- قدّس اللّه روحه- درین معنى گفت چون محدث با قدیم قرین گردد اثرى از محدث باقى نماند و دل که قدیم در او گنجیده باشد محدث را چگونه احساس کند؟ بیت:

صورت بى‏ صورت بى‏ حدّ غیب‏ آینه‏‌ى دل راست در مضمون جیب‏

گرچه آن صورت نگنجد در فلک‏ نى به عرش و فرش و دریا و سمک‏

زانکه محدودست و معدودست آن‏ آینه‏‌ى دل را نباشد حد بدان‏

عقل اینجا شاکّ آید یا مضلّ‏ زانکه دل با اوست یا خود اوست دل


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص:۶۰۰

ثمّ لتعلم أنّ الحقّ- تعالى- کما ثبت فی الصّحیح یتحوّل فی الصّور عند التّجلّی، و أنّ الحقّ- تعالى- إذا وسعه القلب لا یسع معه غیره من المخلوقات فکأنّه یملؤه. و معنى هذا أنّه إذا نظر إلى الحقّ عند تجلّیه له لا یمکن أن ینظر معه إلى غیره. و قلب العارف من السّعة کما قال ابو یزید البسطامیّ «لو أنّ العرش و ما حواه مائة ألف ألف مرّة فی زاویة من زوایا قلب العارف ما أحسّ به.» و قال الجنید فی هذا المعنى: أنّ المحدّث إذا قرن بالقدیم لم یبق له أثر، و قلب یسع القدیم کیف یحسّ بالمحدث موجودا.

شرح قوله «موجودا» یا مفعول دوم بود از «یحس»،و یا منصوب باشد به حال.