عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الخامسة : 


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( وإذا کان الحق یتنوع تجلیه فی الصور فبالضرورة یتسع القلب ویضیق بحسب الصورة التی یقع فیها التجلی الإلهی، فإنه لا یفضل شیء عن صورة ما یقع فیها التجلی.

فإن القلب من العارف أو الإنسان الکامل بمنزلة محل فص الخاتم من الخاتم لا یفضل بل یکون على قدره وشکله من الاستدارة إن کان الفص مستدیرا أو من التربیع والتسدیس والتثمین وغیر ذلک من الأشکال إن کان الفص مربعا أو مسدسا أو مثمنا أو ما کان من الأشکال، فإن محله من الخاتم یکون مثله لا غیر.)

قال رضی الله عنه : ( وإذا کان الحق یتنوع تجلیه فی الصور فـ بالضرورة یتسع القلب ویضیق بحسب الصورة التی یقع فیها التجلی الإلهی، فإنه لا یفضل شیء عن صورة ما یقع فیها التجلی.

فإن القلب من العارف أو الإنسان الکامل بمنزلة محل فص الخاتم من الخاتم لا یفضل بل یکون على قدره وشکله من الاستدارة إن کان الفص مستدیرا أو من التربیع والتسدیس والتثمین وغیر ذلک من الأشکال إن کان الفص مربعا أو مسدسا أو مثمنا أو ما کان من الأشکال، فإن محله من الخاتم یکون مثله لا غیر. )

قال رضی الله عنه : (وإذا کان الحق) کما سبق فی الحدیث (بتنوع تجلبه)، أی انکشافه فی یوم القیامة (فی الصور) وکذلک فی الدنیا .

قال : «أتانی اللیلة ربی فی أحسن صورة

فقال : یا محمد ، فقلت: لبیک وسعدیک ،

قال : هل تدری فیم یختص الملأ الأعلى،

قلت: لا أعلم،

قال: فوضع یده بین کتفی حتى وجدت بردها بین ثدیی ، أو قال : فی نحری فعلمت ما فی السموات وما فی الأرض، أو قال : ما بین المشرق والمغرب» إلى آخر الحدیث.

أخرجه الترمذی عن ابن عباس رضی الله عنهما ، واخرجه أحمد فی المسند عن ابن عباس ، و الجامع الصحیح مما لیس فی الصحیحین.

(فـ بالضرورة) الوجدانیة (یتسع القلب)، أی قلب العارف بالله تعالی تارة فیظهر له الحق تعالى فی کل محسوس و معقول.

قال رضی الله عنه : (ویضیق) تارة أخرى فیظهر فی بعض ویبطن فی بعض أو یبطن فی الکل، ومن هنا قال علیه السلام "إنه لیغان على قلبی وإنی لأستغفر الله فی الیوم مائة مرة" .

رواه مسلم وأبو داود وغیرهم

قال رضی الله عنه : (بحسب)، أی على مقتضى (الصور التی یقع فیها النجلی)، أی الانکشاف (الإلهی) لقلب العارف .

فإن الکشف له صور التجلی الجمالی اتسع لها وتوفرت فیه الدواعی إلى الرغبة والإقبال، وإن انکشفت له صور التجلی الجلالی ضاق لها وانحصر بها ، والکل عنده صور التجلی الحق سواء بسطته أو قبضنه .

(فإنه)، أی الشأن (لا بفضل من القلب)، أی قلب العارف (شیء)، أی فضلة

 

قال رضی الله عنه : (عن صورة ما یقع فیها)، أی فی تلک الصورة (التجلی) الإلهی، وما ثم أی ما عنده إلا صور بقع فیها التجلی من کل حضرة، فهو یعطی کل تجل ما یطلب من الحال المخصوص من سعة أو ضیق أو بسط أو قبض أو جمال أو جلال (فإن القلب من العارف) بالله تعالى (أو) من (الإنسان الکامل)، وهما لقبان لأکمل التجلیات الإلهیة فی الصورة الآدمیة والبنیة البشریة .

قال رضی الله عنه : (بمنزلة محل)، أی موضع (فص) بالفتح الحجر (الخاتم من الخاتم)، فإنه (لا یفضل عنه)، أی لا یزید علیه أصلا (بل یکون) ذلک المحل (علی قدره)، أی قدر الفص (و) على (شکله)، أی الفص (من الاستدارة إن کان الفص مستدیرة أو من التربیع)، أی ذی الزوایا الأربع (والتسدیس)، أی ذی الزوایا الست (والتثمین)، أی ذی الزوایا الثمان (وغیر ذلک من الأشکال)، أی الهیئات .

قال رضی الله عنه : (إن کان الفص مربعة أو مسدسة أو مثمنة) کذلک (أو ما کان من الأشکال فإن محله)، أی الفص (من الخاتم یکون مثله لا غیر)، أی لا یخالفه أصلا ، ولهذا سمی هذا الکتاب فصوص الحکم.

 فإن الذی فاضت علیه حکم النبیین من الحضرة الجامعة المحمدیة ، کشف من ظهور فصوص الحقائق الإلهیة عن محالها ومواضعها المطابقة لها، أو الکائنة على حسب مقتضیاتها من أرواح النبیین علیهم السلام فکان ما کشفه من الحضرة المحمدیة ثم الأرواح النبویة على طبق حقیقته الجامعة الوجودیة الذاتیة .

فترجم عما وجد عنده من ذلک وما أعطته الحقیقة المحمدیة فی عالم الخیال من ظهور تلک الفصوص، وأما المحال التی کانت ظاهرة بها فهی تابعة لها فکشف عنها بها.

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( وإذا کان الحق یتنوع تجلیه فی الصور فبالضرورة یتسع القلب ویضیق بحسب الصورة التی یقع فیها التجلی الإلهی، فإنه لا یفضل شیء عن صورة ما یقع فیها التجلی.

فإن القلب من العارف أو الإنسان الکامل بمنزلة محل فص الخاتم من الخاتم لا یفضل بل یکون على قدره وشکله من الاستدارة إن کان الفص مستدیرا أو من التربیع والتسدیس والتثمین وغیر ذلک من الأشکال إن کان الفص مربعا أو مسدسا أو مثمنا أو ما کان من الأشکال، فإن محله من الخاتم یکون مثله لا غیر.)

 

قال رضی الله عنه : (وإذا کان الحق یتنوع تجلبه للقلب فی الصور) کما یتحول فی الصور عند التجلی فی الخبر الصحیح (فبالضرورة یتسع القلب ویضیق بحسب الصورة التی یقع فیها التجلی الإلهی) فیتبع القلب فی السعة والضیق بهذا التجلی وإنما یتسع ویضیق بها (لأنه) أی لشأن (لا بفضل من القلب شیء عن صورة ما یقع فیها التجلی) حتى یسع فی القلب غیرها معها فیسعها فیضیق غیرها وإنما لا یفضل .

قال رضی الله عنه : (فإن القلب من العارف أو الإنسان الکامل بمنزلة محل فص الخاتم من الخاتم لا بفضل شیء) عن محل فص الخاتم .

بل یکون المحل (على قدره) أی على مقدار الفص (وشکله من الاستدارة إن کان الفص مستدیرة أو من التربیع والتسدیس والتثمین وغیر ذلک من الإشکال إن کان الفم مربعة أو مسدسة او مثمنة او کان من الإشکال فإنه محله من الخاتم یکون مثله) أی مثل الفص (لا غیر) .

وفی تشبیه الإنسان الکامل حلقة الخاتم إشارة إلى أن الوجود دوری أی ابتداء من الله وإلیه ینتهی .

وفی تشبیه القلب محل الفص إشارة إلى أن المقصود من الإنسان القلب لکونه محلا للتجلیات الإلهیة فالتجلیات الواقعة فیه بمنزلة النقوش الواقعة فی فص الخاتم .

فتم المقصود وهو القلب کما تم المقصود من الخاتم وهو الفص .

وهذا بالنسبة إلى الفیض الأقدس وأما بالنسبة إلى الفیض المقدس فالأمر بالعکس .


"" أضاف الجامع : عن الفیض الأقدس یقول الشیخ ابن العربی:

 " والثبوت أمر وجودی عقلی لا عینی بل نسبی ….

" تشکل الأعیان الثابتة مرتبة بین الحق فی غیبه المطلق وبین العالم المحسوس .

فهی من ناحیة أول تنزل من تنزلات الحق من مرتبة بطونه ، إنها (الفیض الأقدس) الذی یمثل ظهور الحق بنفسه لنفسه فی صور الأعیان الثابتة .

وهی من ناحیة ثانیة ( المثال ) الثابت فی علم الله المعدوم فی العالم الخارجی والذی له الأثر فی کل موجود بل هو أصل الموجودات …أهـ

عن الفیض المقدس تقول د. سعاد  الحکیم :

" إن الخلق عند الشیخ ابن العربی لیس إیجاد من عدم مطلق بل هو فی الواقع ظهور ، ظهور للغیب أو للباطن ، فالتجلی ظهور وبالتالی یکون من الاسم الظاهر .

" التجلی الإلهی الذی یکسب الممکنات الوجود هو الفیض المقدس .

ونستطیع أن نشبه هذا لتجلی الذی یخرج الممکنات من (الغیب) إلى (الشهادة) بالصورة التالیة:

غرفة مظلمة تحتوی على مجموعة من الأشیاء ، ولکن الظلام لا یسمح بتمییز شیء آخر ، ففی الظلام تتحد کل الأشیاء ، ولکن إذا أنرنا الغرفة توجد هذه الأشیاء بأشکالها وذاتیتها فالنور أظهر الأشیاء ، وهکذا التجلی فهو النور الذی أظهر ( محتویات الغیب ) فأوجدها. ""


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( وإذا کان الحق یتنوع تجلیه فی الصور فبالضرورة یتسع القلب ویضیق بحسب الصورة التی یقع فیها التجلی الإلهی، فإنه لا یفضل شیء عن صورة ما یقع فیها التجلی.

فإن القلب من العارف أو الإنسان الکامل بمنزلة محل فص الخاتم من الخاتم لا یفضل بل یکون على قدره وشکله من الاستدارة إن کان الفص مستدیرا أو من التربیع والتسدیس والتثمین وغیر ذلک من الأشکال إن کان الفص مربعا أو مسدسا أو مثمنا أو ما کان من الأشکال، فإن محله من الخاتم یکون مثله لا غیر.)

 

قال رضی الله عنه : ( وإذا کان الحق یتنوع تجلیه فی الصور فبالضرورة یتسع القلب ویضیق بحسب الصورة التی یقع فیها التجلی الإلهی، فإنه لا یفضل شیء عن صورة ما یقع فیها التجلی.

فإن القلب من العارف أو الإنسان الکامل بمنزلة محل فص الخاتم من الخاتم لا یفضل بل یکون على قدره وشکله من الاستدارة إن کان الفص مستدیرا أو من التربیع والتسدیس والتثمین وغیر ذلک من الأشکال إن کان الفص مربعا أو مسدسا أو مثمنا أو ما کان من الأشکال، فإن محله من الخاتم یکون مثله لا غیر.)

 

قال رضی الله عنه أن التجلی الاعتقادی یجیء على قدر القلب المعتقد لأنه لا یتجاوز العقیدة، فإن تحولت العقیدة تحول التجلی وأشار إلى أن التجلی الغیبی هو یعطی الاستعداد، فإذا ورد التجلی ورد على حکم الاستعداد. قال: وهو التجلی الذاتی.

وقد ذکر هنا کلاما ظاهرا لا یحتاج إلى شرح

والحق فیه: أن للحق تعالی وجود خارجی وغیر خارجی وأما الخلق فإنه مفروض بالذهن فی مراتب وجود الحق أو هو عین مراتب وجوده تعالی.

الباقی ظاهر المعنى لا یحتاج إلى شرح .


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( وإذا کان الحق یتنوع تجلیه فی الصور فبالضرورة یتسع القلب ویضیق بحسب الصورة التی یقع فیها التجلی الإلهی، فإنه لا یفضل شیء عن صورة ما یقع فیها التجلی.

فإن القلب من العارف أو الإنسان الکامل بمنزلة محل فص الخاتم من الخاتم لا یفضل بل یکون على قدره وشکله من الاستدارة إن کان الفص مستدیرا أو من التربیع والتسدیس والتثمین وغیر ذلک من الأشکال إن کان الفص مربعا أو مسدسا أو مثمنا أو ما کان من الأشکال، فإن محله من الخاتم یکون مثله لا غیر.)

 

قال رضی الله عنه : " وإذا کان الحق یتنوّع تجلَّیه فی الصور ، فبالضرورة یتّسع القلب ویضیق بحسب الصور التی یقع فیها التجلَّی الإلهیّ ، فإنّه لا یفضل من القلب شیء عن صورة ما یقع فیها التجلَّی . فإنّ القلب من العارف أو الإنسان الکامل بمنزلة محلّ فصّ الخاتم من الخاتم لا یفضل ، بل یکون على قدره وشکله من الاستدارة إن کان الفصّ مستدیرا ، أو من التربیع والتسدیس والتثمین وغیر ذلک من الأشکال إن کان الفصّ مربّعا أو مسدّسا أو مثمّنا ، أو ما کان من الأشکال . فإنّ محلَّه من الخاتم یکون مثله لا غیر ،)

قال العبد : مرآتیة العبد الکامل أو قلبه للحق لیست کمرآتیة غیره ، فإنّ العبد الکامل لیست له حیثیة معیّنة ولا کیفیة مقیّدة ولا قابلیة جزئیّة من وجه دون وجه فیکون تجلَّی الحقّ له بحسبه ، بل حسب العبد بحسب ربّه ، بل هو هیولى لقبول صور تجلَّیه فیه ، وغیره لیس کذلک ، فإنّ لغیره استعدادا معیّنا وقابلیة مخصوصة وخصوصیة ممیّزة له عن غیره ، فیقع التجلَّی بحسبه وبحسب خصوص قابلیته ، فیتّسع التجلَّی ویضیق ویتکیّف بکیفیة قلبه الجزئی .

 

وهذا حقیقة تحوّل الحق فی الصور یوم القیامة لأهل المحشر على العموم ، والأمر فی الإنسان الکامل وقلب المؤمن الذی هو مرآة المؤمن بعکس ذلک .

فإنّ قلبه یتقلَّب فی التجلَّی للمتجلَّی بحسب المتجلَّى من أیّ حضرة تجلَّى ، فإنّ هذا العبد یتجلَّى بالتجلَّی کیف کان ، ولقلب هذا العبد السعة المذکورة لا لغیره ، ولا خلاف فی أصل البحث إنّ الحقّ یتجلَّى بقدر استعداد القلب ، فإنّه إذا کانت القلوب ذوات الأقدار والهیئات المخصوصة ، فالتجلَّی فیها بحسبها .

وهذا ما أشار إلیه رضی الله عنه : من صور الأشکال المستدیرة والمثلَّثة وغیرها ، ولکنّ القلب إذا لم یکن ممّا له حیثیة معیّنة أو صفة مخصوصة مقیّدة أو الغالب علیه حکم أو کیفیة على التعیین ، بل کان - کما مرّ هیولانیّ القبول ، دائم الإقبال والتوجّه إلى الحق المطلق بإطلاق قابلیته وکلَّیة قبوله الإحاطی الأحدی الجمعی وتلقّیه الکمالی ، فهو بحسب تجلَّی الربّ .

 

شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( وإذا کان الحق یتنوع تجلیه فی الصور فبالضرورة یتسع القلب ویضیق بحسب الصورة التی یقع فیها التجلی الإلهی، فإنه لا یفضل شیء عن صورة ما یقع فیها التجلی.

فإن القلب من العارف أو الإنسان الکامل بمنزلة محل فص الخاتم من الخاتم لا یفضل بل یکون على قدره وشکله من الاستدارة إن کان الفص مستدیرا أو من التربیع والتسدیس والتثمین وغیر ذلک من الأشکال إن کان الفص مربعا أو مسدسا أو مثمنا أو ما کان من الأشکال، فإن محله من الخاتم یکون مثله لا غیر.)

 

قال رضی الله عنه : " وإذا کان الحق یتنوع تجلیه فی الصور ، فبالضرورة یتسع القلب ویضیق بحسب الصورة التی یقع فیها التجلی الإلهی ، فإنه لا یفضل من القلب شیء عن صورة ما یقع فیها التجلی " .

قلب العارف یدور مع الحق لیس له حیثیة ولا کیفیة معینة ، ولا قابلیة مخصوصة بشیء دون شیء ، ولا یکون له تقید بشیء دون شیء بخلاف سائر القلوب فیکون بحسب تجلى الرب إذا تجرد عما سواه فلم یکن فیه سوى الحق ، فعلى أی صورة یتجلى الحق من صغیرة أو کبیرة کان على صورته ، فیتسع ویضیق بحسب الصورة التی یقع التجلی الإلهی فیها ، ولا یفضل عنه شیء عن صورة المتجلى وأما سائر الصور الجزئیة فبالعکس .

فإن لکل منها حیثیة معینة وکیفیة مقیدة وخصوصیة ممیزة له عن غیره واستعدادا خاصا یقع التجلی بحسبه ، فلا یکون التجلی إلا بحسب قابلیته فیتکیف الحق بکیفیة التجلی ویتصور بصورته ، وهذا حقیقة تحول الحق فی الصور یوم القیامة لأهل المحشر على العموم ، ولذلک یعرفه العارف فی أی صورة تجل ویسجد له ویعبده ، وأما غیر العارف المحجوب بمعتقده فلا یعرفه إلا إذا تجلى فی صورة معتقده . 

وإذا تجلى فی غیر تلک الصورة المعینة أنکره وتعوذ منه .

 

قال رضی الله عنه : "فإن القلب من العارف أو الإنسان الکامل بمنزلة محل فص الخاتم من الخاتم لا یفضل بل یکون على قدره وشکله من الاستدارة ، إن کان الفص مستدیرا أو من التربیع والتسدیس والتثمین وغیر ذلک من الأشکال ، إن کان الفص مربعا أو مسدسا أو مثمنا أو ما کان من الأشکال ، فإن محله من الخاتم یکون مثله لا غیر ".

هذا مثال لقلب العارف وإشارة إلى أن العارف هیولانى القلب دائم التوجه إلى الحق المطلق بإطلاق قابلیته الغلبة الأحدیة الجمعیة على قلبه ، ففی أی صورة یتجلى له الحق کان على صورته کما فی التمثیل بمحل الخاتم ، وأما ما تشیر إلیه الطائفة من تجلى الحق على قدر استعداد القلب فهو حال من غلبت على قلبه أحکام الکثرة وتقید القلب بالهیئات المخصوصة ، فیکون التجلی الأحدى فیه متشکلا بأشکال الأقدار والصور والهیئات الغالبة علیه فالعارف یظهر للحق على قدر صورته ، وغیر العارف یظهر له الحق على قدر صورته .

 

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( وإذا کان الحق یتنوع تجلیه فی الصور فبالضرورة یتسع القلب ویضیق بحسب الصورة التی یقع فیها التجلی الإلهی، فإنه لا یفضل شیء عن صورة ما یقع فیها التجلی.

فإن القلب من العارف أو الإنسان الکامل بمنزلة محل فص الخاتم من الخاتم لا یفضل بل یکون على قدره وشکله من الاستدارة إن کان الفص مستدیرا أو من التربیع والتسدیس والتثمین وغیر ذلک من الأشکال إن کان الفص مربعا أو مسدسا أو مثمنا أو ما کان من الأشکال، فإن محله من الخاتم یکون مثله لا غیر.)

 

قال رضی الله عنه : (وإذا کان الحق یتنوع تجلیه فی الصور ، فبالضرورة یتسع القلب ویضیق بحسب الصورة التی یقع فیها التجلی الإلهی ، فإنه لا یفضل عن القلب شئ عن صورة ما یقع فیها التجلی ، فإن القلب من العارف أو الإنسان الکامل بمنزلة محل فص الخاتم من الخاتم لا یفضل ، بل یکون على قدره وشکله من الاستدارة ، إن کان الفص مستدیرا ، أو من التربیع والتسدیس والتثمین وغیر ذلک من الأشکال ، إن کان الفص مربعا أو مسدسا أو مثمنا ، أو ما کان من الأشکال . فإن محله من الخاتم یکون مثله لا غیر ) .

أی ، إذا ظهر الحق فی صور شؤونه المتنوعة وتجلى تجلیا ذاتیا بما فی الغیب المطلق ، یتنوع بحسب استعدادات القلب ، فیتسع ، ویضیق بحسب الصورة التی وقع التجلی فیها ، لأنها تهب للقلب استعدادا یناسبها وتجعله بحیث لا یفضل عنها .

وهذا القلب المتجلى له ، لا یکون إلا للعارف الکامل ، لأن قلبه  مرآة الذات الإلهیة وشؤونها جمیعا ، لخلوه عن الأحکام الجزئیة المقیدة له .

فینصبغ انصباغا تقتضیه الصورة المتجلیة له ، لأنها حاکمة علیه .

 وقلب غیره مرآة الذات من حیثیة معینة وشأن مقید ، ولیس فارغا من الأحکام الجزئیة الأسمائیة، فینصبغ التجلی بصبغه ، ولا یبقى على طهارته الأصلیة وإطلاقه .

وتلخیصه : أن للمرآة حکما فی ظهور الصور بحسبها ، وللصورة حکم

فی المرأة التی تظهر الصورة فیها . ولکل منهما أحکام بحسب الظاهر والباطن .

ولما ذکر أن القلب لا تفضل عن الصورة المتجلیة ، شبه القلب بمحل الفص والصورة

المتجلیة بالفص .

وهو إذا کان مستدیرا ، یجعل المحل مستدیرا ، وإذا کان مربعا أو مسدسا أو مثمنا ، فمحله أیضا کذلک .

وإنما شبه المعقول المحض بالمحسوس الصرف ، لأن کلا منهما نسخة من الآخر ، إذ الظاهر صورة الباطن ، والباطن معنى الظاهر .

وفی التشبیه ب ( المستدیر ) و ( المربع ) و ( المسدس ) لطیفة أخرى .

وهی أن المعنى المتجلی قد یکون معنى بسیطا ، لا تعدد فیه ولا تکثر ، فصورته أیضا یکون مستدیرة .

وقد یکون مرکبا ، وله جهات متعددة بحسب الظهور والخفاء والقرب والبعد ، فصورته أیضا یکون مشتملة على جهات متعددة متفاوتة فی القرب والبعد إلى المرکز .

فإن زوایا المربع والمسدس وأمثالهما أبعد من الوسط من غیرها من الأضلاع .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( وإذا کان الحق یتنوع تجلیه فی الصور فبالضرورة یتسع القلب ویضیق بحسب الصورة التی یقع فیها التجلی الإلهی، فإنه لا یفضل شیء عن صورة ما یقع فیها التجلی.

فإن القلب من العارف أو الإنسان الکامل بمنزلة محل فص الخاتم من الخاتم لا یفضل بل یکون على قدره وشکله من الاستدارة إن کان الفص مستدیرا أو من التربیع والتسدیس والتثمین وغیر ذلک من الأشکال إن کان الفص مربعا أو مسدسا أو مثمنا أو ما کان من الأشکال، فإن محله من الخاتم یکون مثله لا غیر.)

 

قال رضی الله عنه : (وإذا کان الحق یتنوع تجلیه فی الصور فبالضرورة یتسع القلب ویضیق بحسب الصورة التی یقع فیها التجلی الإلهی، فإنه لا یفضل شیء عن صورة ما یقع فیها التجلی.

فإن القلب من العارف أو الإنسان الکامل بمنزلة محل فص الخاتم من الخاتم لا یفضل بل یکون على قدرة وشکله من الاستدارة إن کان الفص مستدیرا أو من التربیع والتسدیس والتثمین وغیر ذلک من الأشکال إن کان الفص مربعا أو مسدسا أو مثمنا أو ما کان من الأشکال، فإن محله من الخاتم یکون مثله لا غیر. )

ولما لم یتم هذا المعنى فی منع رؤیة صور الحق بعضها مع بعض أشار إلى منع اجتماعها.

فقال رضی الله عنه  : (وإذا کان الحق یتنوع تجلیه فی الصور) على ما ثبت فی الصحیح، ولا حاجة إلى ذلک لو اتسع القلب لجمیعها، (فبالضرورة یتسع القلب) عند تجلیة فی صورة غیر متناهیة أو بعیدة الأطراف جدا.

(ویضیق) عند تجلیه فی غیرهما؛ فعلی هذا لا یکون معنى اتساع القلب لتجلیات الحق اتساعه لجمیعها مقابل على التعاقب، بل لا یبقى متسه فی جمیع الحالات إذ یکون (بحسب الصورة التی یقع فیها التجلی الإلهی).

وإن کان له اتساع انتقاش کثیر من صور المخلوقات مع صورة الحق وبدونها (فإنة لا یفضل من القلب شیء عن صورة ما یقع فیها التجلی) الإلهی، وإن فضل الصورة مخلوق .

فقال رضی الله عنه  : (فإن القلب من العارف) الذی یحجبه الحق عن الخلق (أو الإنسان الکامل) الذی لا یحجبه الحق عن الخلق (بمنزلة محل فص الخاتم من الخاتم لا یفضل) ذلک المحل عن مقدار الفص، والکامل لا یرى الخلق منفصلا عن الحق، بل یرى کل واحد کأنه فی الأخر، مع أن له قوة التمییز بین المرتبتین. بل یکون المحل (على قدره) أی: مقدرا الفص طولا وعرضا وعمقا.

قال الشیخ رضی الله عنه :  (وشکله من الاستدارة إن کان الفص مستدیرا)، وشکله (من التربیع والتسدیس والتثمین وغیر ذلک من الأشکال، إن کان الفص مربعا أو مسدسا أو مثمنا أو ما کان من الأشکال، فإن محله من الخاتم یکون مثله) حین تعلقه به (لا غیر)، وإن کان قلبه واسعا للجمیع، وکذا بعد فصله عنه فکأنه متسع للجمیع، فی نفسه ضیق عند ذکر الواحد عما سواه.

ولذلک استوعب ذکر الأشکال؛ وذلک لأنه لا یمکن اجتماع صورتین لشخص واحد فی مرآة واحدة إلا إذا ظهرت فی المرأة مرآة أخرى حاملة لصورة أخرى لذلک الشخص، فکأنه مرآتان حینئذ والقلب مرأة واحدة أبدا بخلاف صور الأسماء المختلفة یمکن اجتماعها فی المرأة الواحدة من حیث هی مرآة واحدة.

لکنها لا یمکن التفات إلیها مع الحق لما ذکرنا، فکان کمحل الفص من الخاتم بالنسبة إلى الفص؛ لأنه لا مقدار له فی نفسه لتجرده، فمقداره مقدار ما ظهر فیه.

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( وإذا کان الحق یتنوع تجلیه فی الصور فبالضرورة یتسع القلب ویضیق بحسب الصورة التی یقع فیها التجلی الإلهی، فإنه لا یفضل شیء عن صورة ما یقع فیها التجلی.

فإن القلب من العارف أو الإنسان الکامل بمنزلة محل فص الخاتم من الخاتم لا یفضل بل یکون على قدره وشکله من الاستدارة إن کان الفص مستدیرا أو من التربیع والتسدیس والتثمین وغیر ذلک من الأشکال إن کان الفص مربعا أو مسدسا أو مثمنا أو ما کان من الأشکال، فإن محله من الخاتم یکون مثله لا غیر.)

 

القلب والتجلی الإلهی

ثمّ إنّ من کمال السعة أن لا یقابله الضیق - بل یجمعه - والسعة القلبیّة بهذه المثابة ، کما أشار إلیه بقوله رضی الله عنه  : ( وإذا کان الحقّ یتنوّع تجلَّیه فی الصور ) کلَّها ( فبالضرورة یتّسع القلب ) بحسب قبوله للصور المتنوّعة على کثرتها واختلافها .

قال رضی الله عنه :  ( ویضیق بحسب الصورة التی یقع فیها التجلَّی الإلهی ، فإنّه لا یفضل من القلب شیء عن صورة ما یقع فیه التجلَّی ، فإنّ القلب من العارف أو الإنسان الکامل بمنزلة محلّ فصّ الخاتم من الخاتم ) على ما نبّهت علیه فی صدر الکتاب من وجوه المناسبات بین القلب والفصّ ولکن فصّل تلک

 

المناسبة بما یمیّز بین مراتب القلب وأطواره ، وما شبّه به من الخاتم وطبقاته ، بحیث تتطابق أحکام تلک المراتب على تلک الطبقات .

وذلک لأنّه ظهر من عبارته التمییز بین القلب والتجلَّی ، وما وقع فیه التجلَّی وصورته ، وکذلک بین الخاتم والفصّ وما وقع فیه الفصّ وصورته ، ولا یخفى على الذکیّ وجه التطابق بین الکلّ ، ولکن غرض المصنّف تحقیق أمر التطابق بین صورة ما وقع فیه التجلَّی ، وبین صورة ما وقع فیه الفصّ ، حیث أنّ شیئا من أجزائه عن الفصّ

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( لا یفضل ، بل یکون على قدره وشکله من الاستدارة - إن کان الفصّ مستدیرا - و من التربیع والتسدیس والتثمین ) .

وفی تخصیص هذه الصور فی المثال المذکور بالبیان نکتة ، وهی أن یکون الاستدارة إشارة إلى التنزیه الصرف ، لما فیها من الأوصاف العدمیّة ، لعدم تمایز الأطراف ، وعدم التشکَّل بالزوایا والسطوح ، والباقی إشارة إلى طرق التشبیه المعتبرة ، وهی الظاهرة أحکامها من الأزواج ، کما سبق التنبیه إلیه والذی یدلّ على ذلک قوله تعالى : " ما یَکُونُ من نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى من ذلِکَ وَلا أَکْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ " [ 58 / 7 ] .

فصرّح بما صرّح به التنزیل من تلک الصور ، وأجمل حیث أجمل ، ولذلک عمّم .

وقال رضی الله عنه  : ( وغیر ذلک من الأشکال ،إن کان الفصّ مربعا أو مسدّسا أو مثمّنا أو ما کان من الأشکال فإنّ محلَّه من الخاتم یکون مثله لا غیر.)

  

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( وإذا کان الحق یتنوع تجلیه فی الصور فبالضرورة یتسع القلب ویضیق بحسب الصورة التی یقع فیها التجلی الإلهی، فإنه لا یفضل شیء عن صورة ما یقع فیها التجلی.

فإن القلب من العارف أو الإنسان الکامل بمنزلة محل فص الخاتم من الخاتم لا یفضل بل یکون على قدره وشکله من الاستدارة إن کان الفص مستدیرا أو من التربیع والتسدیس والتثمین وغیر ذلک من الأشکال إن کان الفص مربعا أو مسدسا أو مثمنا أو ما کان من الأشکال، فإن محله من الخاتم یکون مثله لا غیر.)

 

قال رضی الله عنه :  (وإذا کان الحق یتنوع تجلیه فی الصور فبالضرورة یتسع القلب ویضیق بحسب الصورة التی یقع فیها التجلی الإلهی، فإنه لا یفضل شیء عن صورة ما یقع فیها التجلی. فإن القلب من العارف أو الإنسان الکامل بمنزلة محل فص الخاتم من الخاتم لا یفضل بل یکون على قدره وشکله من الاستدارة إن کان الفص مستدیرا أو من التربیع والتسدیس والتثمین وغیر ذلک من الأشکال إن کان الفص مربعا أو مسدسا أو مثمنا أو ما کان من الأشکال، فإن محله من الخاتم یکون مثله لا غیر. )

قال الشیخ رضی الله عنه :  (وإذا کان الحق سبحانه یتنوع بتجلیه فی الصور) المختلفة بالسعة والضیق (فـ بالضرورة یتسع القلب وضیق بحسب الصورة التی یقع فیها التجلی الإلهی)، فإن کان فی تلک الصور نوع سعة یتسع القلب بحسبها وقدرها وإن کان نوع ضیق یضیق القلب بحسبه و قدره .

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فإنه لا یفضل من القلب شیء عن صورة ما یقع فیها النجلی، فإن القلب من العارف أو الإنسان الکامل بمنزلة محل فص الخاتم من الخاتم).

فکما أن فص الخاتم (لا یفضل) عن الفص (بل یکون على قدره) من الکبر والصغر (و) على ذلک .

قال الشیخ رضی الله عنه :  (شکله من الاستدارة أو کان الفص مستدیرة أو من التربیع والتسدیس والتثمین وغیر ذلک من الأشکال، إن کان الفص مربعة أو مسدسة أو مثمنة أو ما کان من الأشکال فإن محله) أی محل الفص (من الخاتم یکون مثله) فی القدر والشکل (لا غیر).

فکذلک قلب العارف لا یفضل على الصورة المتجلى فیها، بل ینطبق علیها أن یکون على قدرها فی السعة والضیق التی هی فی الصور المنجلی فیها الاستدارة فی الأشکال. فإن المستدیر منها


المواقف الروحیة والفیوضات السبوحیة شرح الأمیر عبد القادر الجزائری 1300 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( وإذا کان الحق یتنوع تجلیه فی الصور فبالضرورة یتسع القلب ویضیق بحسب الصورة التی یقع فیها التجلی الإلهی، فإنه لا یفضل شیء عن صورة ما یقع فیها التجلی.

فإن القلب من العارف أو الإنسان الکامل بمنزلة محل فص الخاتم من الخاتم لا یفضل بل یکون على قدره وشکله من الاستدارة إن کان الفص مستدیرا أو من التربیع والتسدیس والتثمین وغیر ذلک من الأشکال إن کان الفص مربعا أو مسدسا أو مثمنا أو ما کان من الأشکال، فإن محله من الخاتم یکون مثله لا غیر.)

قال رضی الله عنه :  وإذا کان الحق بتنوع تجلیه فی الصورة فـ بالضرورة یتسع القلب ویضیق بحسب الصور التی یقع فیها التجلی الإلهی، فإنه لا یفضل من القلب شیء عن صورة ما یقع فیها التجلی. لأن القلب من العارف أو الإنسان الکامل بمنزلة محل فص الخاتم من الخاتم لا یفضل ، بل یکون على قدره وشکله من الاستدارة . إن کان الفص مستدیرا أو من التربیع والتسدیس والتثلیث والتثمین وغیر ذلک من الأشکال إن کان الفص مربعا أو مسدسا أو مثمنا أو ما کان من الأشکال، فإن محله من الخاتم یکون مثله لا غیر).

ثبت أن الحق یتنوع تجلیه وتحوله فی الصورة فی الآخرة للعموم، وفی الدنیا لقلوب أولیائه، فبالضرورة یتسع القلب من العارف المتجلی له إذا کانت الصورة واسعة متضمنة لأسماء إلهیة کثیرة.

فإن دائرة الرؤیة فی المرآة تتسع باتساع العلم بالله، ویضیق قلب العارف بالله المتجلى له إذا کانت الصورة غیر واسعة کذلک، وبسعة الصور وضیقها یتفاضل العارفون بالله وبتجلیاته.

أنظر قصة المرید الذی قیل له : هلا رأیت أبا یزید؟

فقال : لا حاجة لی فی رؤیة أبی یزید، رأیت الله فأغنانی عن رؤیة أبی یزید، فقیل له : لو رأیت أبا یزید مرة کان خیرا لک من أن ترى الله ألف مرة !!

فمر أبو یزید وفروته على رأسه ، فقیل هذا أبو یزید: فلما وقع بصره على أبی یزید مات المرید من حینه.

فأخبر أبو یزید بذلک فقال : المرید صادق، کان یرى الحق حسب مرآته فلا یتأثر ، فلما رأى الحق فی غیر صورة مرآته لم یتحمل ومات، فإنه تجلى له على قدرنا. 

ولهذا تقول الطائفة: أکمل المرایا مرآة رسول الله صلى الله علیه وسلم وأکمل الرؤیة ما کان فی مرآة رسول الله صلى الله علیه وسلم فإنها حاویة لجمیع مرایا الأنبیاء.

علیهم الصلاة والسلام فهی أکمل رؤیة وأتمها وأصدقها، ودونها فی الکمال ما کان فی مرآة نبی من الأنبیاء، وذلک لأن تجلیه تعالى فی مرایا الأنبیاء علیهم الصلاة والسلام أکمل من تجلیه فی مرایا غیرهم.

وتصور ما قالوا غامض، ولعله یظهر بالمثال، وذلک کرؤیة شخص نفسه فی مرآة فیها صورة مرآة أخرى.

وما فی تلک المرآة الأخرى، فیرى المرآة الأخرى فی صورة مرآة نفسه ، ویرى الصور التی فی تلک المرآة الأخرى فی صورة تلک المرآة الأخرى.

فبین الصورة ومرآة الرائی مرآة وسطی بینها وبین الصورة التی فیها دائما کان القلب یتسع ویضیق حسب الصورة المتجلی فیها.

فإنه لا یمکن أن یفضل من القلب المشاهد التجلی الحق فضلة وبقیة یسع بها غیره، فلا تبقى بقیة فی القلب عن صورة التجلی، فإن القلب مطلق من العارف أو الإنسان الکامل الذی جمع الحقائق الإلهیة والکونیة، وظهرت من آثارها بمنزلة محل فص الخاتم من الخاتم مثلا، فالفص بمنزلة المتجلی، وقلب العارف أو الإنسان الکامل بمنزلة محل فص.

فلا یفضل من المحل شیء زائد عن الفص، بل یکون محل الفص، على قدره لا أزید ولا أنقص، وعلى شکله وصورته، والصورة هی الشکل وعلى هیئته من الاستدارة إن کان الفص مستدیرا، أو من التربیع والتسدیس والتثمین وغیر ذلک من الأشکال .

فیکون محل الفص مربعا إن کان الفص مربعا، أو مسدسا إن کان الفص مسدسا، أو مثمنا إن کان الفص مثمنا، أو ما کان من الأشکال والصور فإن محله من الخاتم یکون مثله لا غیر .

تنبیه:

هذا التجلی المذکور الذی القلب تابع له هو التجلی الذاتی الأزلی الذی هو أول التجلیات والتعینات، وبه ومنه حصلت الأعیان الثابتة ، أعیان الممکنات و استعداداتها الذاتیة الکلیة فی العلم، وهذا هو الخلق التقدیری الذی تکون علیه الممکنات إلى غیر نهایة ، وعلى طبقته یکون التجلی الأسمائی حذو النعل بالنعل لا أزید ولا أنقص فی الخلق الإیجادی.


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 302

و إذا کان الحقّ یتنوع تجلّیه فی الصّور فبالضّرورة یتّسع القلب و یضیق بحسب الصّورة التی یقع فیها التجلّی الإلهی، فإنّه لا یفضل عن القلب شی‏ء عن صورة ما یقع فیها التجلّی. فإن القلب من العارف أو الإنسان الکامل بمنزلة محل فصّ الخاتم من الخاتم لا یفضل بل یکون على قدره و شکله من الاستدارة إن کان الفصّ مستدیرا أو من التربیع و التسدیس و التثمین و غیر ذلک من الأشکال إن کان الفص مربعا أو مسدّسا أو مثمّنا أو ما کان من الأشکال، فإن محله من الخاتم یکون مثله لا غیر.

و چون تجلى حق تعالى، در صور متنوع است، پس بالضرورة قلب به حسب صورتى که تجلى الهى در آن واقع ‌می‌شود سعه و ضیق پیدا ‌می‌کند. زیرا قلب از صورتى که تجلى الهى در آن واقع ‌می‌شود زیاد نمی‌آید. (قلب این قابلیت را دارد که هر چه تجلى مى‏‌شود در خود جاى دهد، سعه و ضیق او به حسب و تابع تجلى است.) زیرا قلب عارف یا انسان کامل به منزله محل فصّ خاتم از خاتم است که چیزى زیاد نمی‌آید. بلکه بر قدر و شکل اوست. اگر فصّ مستدیر است، به شکل مستدیر خواهد بود و همچنین اشکال دیگر از قبیل تربیع و تسدیس و تثمین، اگر فصّ مربع یا مسدس یا مثمن یا اشکال دیگر باشد. چه محل فصّ از خاتم مانند نقش اشکال است.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص:۵۹۹

و إذا کان الحقّ یتنوّع تجلّیه فى الصّور فبالضّرورة یتّسع القلب و یضیق بحسب الصّورة التى یقع فیها التّجلّى الإلهىّ، فإنّه لا یفضل عن القلب شى‏ء عن صورة ما یقع فیها التّجلّی، فإنّ القلب من العارف أو الإنسان الکامل بمنزلة محلّ فصّ الخاتم من الخاتم لا یفضل بل یکون على قدره و شکله من الاستدارة، إن کان الفصّ مستدیرا أو من التربیع و التّسدیس و التّثمین و غیر ذلک من الأشکال إن کان الفصّ مربّعا أو مسدّسا او مثمّنا أو ما کان من الأشکال، فإنّ محلّه من الخاتم یکون مثله لا غیر.

یعنى چون تجلّى کند حق به شئون صور متنوّعه و ظاهر شود به آنچه در غیب مطلق است هرآینه به حسب آن تجلّى استعدادات قلب متنوّع گردد پس متّسع گرددو تنگ شود دل به حسب صورى که تجلّى در آن صور واقع است، چه آن صور دل را استعدادى مناسب تجلّیات خویش مى‏‌بخشد و چنان کند که از دل چیزى برو زاید نیاید و این قلب متجلّى له غیر عارف کامل را نباشد، چه دل عارف است که مرآت ذات الهیّه و جمیع شئون اوست از براى خلوّ او از احکام جزئیّه مقیّده لاجرم منصبغ شود به مقتضاى صور متخیله که حاکم است بر وى؛ و قلب غیر او مرآت ذات است از حیثیّت معیّنه و شان مقیّد و فارغ نیست از احکام جزئیّه، پس منصبغ مى‏‌شود تجلّى به صبغ او و بر طهارت اصلیّه و اطلاق خویش باقى نمى‏‌ماند.

و تلخیص کلام درین مقام آنست که آینه را حکمى است در ظهور صور به حسب او، و صور را نیز حکمى است در آئینه که ظاهر مى‏‌شود صور در وى، و هر یکى را ازین دو احکام است به حسب ظاهر و باطن.

و چون ذکر کرد که قلب فاضل نمى‌‏آید از صور متجلّیه، تشبیه کرد قلب را به محلّ فص و صور متجلّیه را به فص که اگر نگین مستدیر باشد موضع نگین نیز مستدیر بود و اگر مربّع و مثمّن باشد محلّ نیز بر آن شکل بود. بیت:

رنگ دلم هر نفسى رنگ خیال تو بود گر طربى در طربم ور حزنى در حزنم‏

و معقول محض را به محسوس صرف از آن جهت تشبیه کرد که هریکى نسخه دیگرى است، چه ظاهر صورت باطن است و باطن معنى ظاهر.

و در تشبیه مستدیر و مربّع و مسدّس لطیفه دیگرست و آن لطیفه آنست که معنى متجلّى گاهى معنى باشد بسیط که در وى ملاحظه تعدّد و تکثّر را مجال نباشد، پس صورت او نیز مستدیر باشد؛ و گاهى مرکّب باشد و او را جهات متعدّده باشد در ظهور و خفا. پس صورت او نیز مشتمل بر جهات متعدّده متفاوته باشد در قرب و بعد از مرکز؛ چه زوایاى مربّع و مسدّس و امثال آن ابعد است از وسط به نسبت با غیرش از اجزاى اضلاع.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص:۶۰۰

و إذا کان الحقّ یتنوّع تجلّیه فی الصّور فبالضّرورةیتّسع القلب و یضیق بحسب الصّورة الّتی یقع فیها التّجلّی الإلهیّ، فإنّه لا یفضل شی‏ء عن صورة ما یقع فیها التجلّى. فإنّ القلب من العارف أو الإنسان الکامل بمنزلة محلّ فصّ الخاتم من الخاتم لا یفضل بل یکون على قدره و شکله من الاستدارة إن کان الفصّ مستدیرا، أو من التّربیع و التّسدیس و التّثمین و غیر ذلک من الأشکال إن کان الفصّ مربّعا أو مسدّسا أو مثمّنا أو ما کان من الأشکال، فإنّ محلّه من الخاتم یکون مثله لا غیر.

شرح یعنى چون حق متنوع التجلیّات است گاه تجلّى از اسما فرماید، و گاه پس پرده صفات و افعال، و لیک تجلّى ذات با جمیع صفات، جز عارف و انسان کامل را نباشد زیرا که دل وى، در استعداد قبول فیض تجلّى، به مثابت محلّ فص است، تا هر تجلى که بر وى فایض گردد استعداد قبول وى به آن مساوى باشد، و هیچ از وى فوت نشود. امّا دل غیر عارف، اگرچه مرآت است، امّا از تعیّن جزوى مقیّد خالى نیست، لا جرم قابلیّت او من حیث الإطلاق نیست، و حظّ او از تجلى جز بارقه و لمعه نبود.