الفقرة الحادیة عشر:
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فنفى الحق النصرة عن آلهة الاعتقادات على انفراد کل معتقد على حدته، والمنصور المجموع، والناصر المجموع. فالحق عند العارف هو المعروف الذی لا ینکر. فأهل المعروف فی الدنیا هم أهل المعروف فی الآخرة.
فلهذا قال «لمن کان له قلب» فعلم تقلب الحق فی الصور بتقلیبه فی الأشکال.
فمن نفسه عرف نفسه، ولیست نفسه بغیر لهویة الحق، ولا شیء من الکون مما هو کائن ویکون بغیر لهویة الحق، بل هو عین الهویة.
فهو العارف والعالم والمقر فی هذه الصورة، وهو الذی لا عارف ولا عالم، وهو المنکر فی هذه الصورة الأخرى. )
قال رضی الله عنه : ( فنفى الحق النصرة عن آلهة الاعتقادات على انفراد کل معتقد على حدته، والمنصور المجموع، والناصر المجموع. فالحق عند العارف هو المعروف الذی لا ینکر. فأهل المعروف فی الدنیا هم أهل المعروف فی الآخرة. فلهذا قال «لمن کان له قلب» فعلم تقلب الحق فی الصور بتقلیبه فی الأشکال. فمن نفسه عرف نفسه، ولیست نفسه بغیر لهویة الحق، ولا شیء من الکون مما هو کائن ویکون بغیر لهویة الحق، بل هو عین الهویة. فهو العارف والعالم والمقر فی هذه الصورة، وهو الذی لا عارف ولا عالم، وهو المنکر فی هذه الصورة الأخرى.)
قال رضی الله عنه : (فنفى الحق) سبحانه (النصرة) فی المعتقدین (عن آلهة الاعتقادات) المتخیلة فی النفوس (على) حسب (انفراد کل معتقد) لإله (على حدته فالمنصور) من الآلهة المعتقدة (المجموع والناصر) من المعتقدین للآلهة المعتقدة (المجموع) فکل معتقد ینصر إلهه لا إله غیره، وإلهه عنده منصور لا عند غیره، وآلهة الاعتقادات لا نصرة لها أصلا.
فالحق سبحانه (عند العارف) به (هو المعروف) عند کل أحد (الذی لا ینکر)، أی لا ینکره أحد أصلا من حیث هو الحق الموجود سبحانه، وإن أنکره من أنکره من حیث ما هو صورة محسوسة أو معقولة.
فإن هذا توهم فی المعروف ما هو المعروف، ولهذا یصف الواصف باعتبار توهمه فیقول: حضر ، ویقول : غاب ، ویقول : کبر ، ویقول : صغر إلى غیر ذلک.
والمعروف عند الموصوف بجمیع ذلک توهمة فیه على ما هو علیه لم یتغیر (فأهل المعروف)، أی المتحققون به (فی الدنیا) عن کشف وشهود (هم أهل المعروف فی الآخرة)، أیضا کما أن أهل المنکر فی الدنیا وهم أهل الصور المتجددة محسوسة کانت أو معقولة هم أهل المنکر فی الآخرة أیضا .
قال رسول الله صلى الله علیه وسلم :"أهل المعروف فی الدنیا أهل المعروف فی الآخرة، وأن أهل المنکر فی الدنیا هم أهل المنکر فی الآخرة" رواه الطبرانی عن سلیمان وعن ابن عباس رضی الله عنهم. والبیهقی وابن أبی شیبة وغیرهما.
وفی روایة الطبرانی أیضا عن أبی أمامة قال رسول الله صلى الله علیه وسلم :" إن أهل المعروف فی الدنیا هم أهل المعروف فی الآخرة وأن أول أهل الجنة دخولا الجنة أهل المعروف".
قال رضی الله عنه : (فلهذا قال) تعالى فی الآیة السابقة ("لمن کان له قلب" فعلم ) صاحب ذلک القلب (تقلیب الحق) سبحانه (فی الصور) المختلفة المعقولة والمحسوسة (بتقلیبه)، أی تقلیب صاحب ذلک القلب (فی الأشکال) والهیئات المسماة أحوا له، فکلما انقلب إلى شکل وحال وهیئة انقلب الحق عنده فی صورة له هی عین ذلک الشکل والحال والهیئة التی فیها .
وصور کل ما تقتضیه تلک الصور من الصور المحسوسة والمعقولة. وهکذا الأمر دائما فی الدنیا والآخرة
قال رضی الله عنه : (فمن نفسه)، أی نفس ذلک العارف وتقلیب قلبه فی الأشکال المختلفة (عرف نفسه)، فکان عارفة ومعروفة (ولیست نفسه) التی عرفها بها ذلک العارف (بغیر هویة الحق) تعالی فقد عرف الحق بالحق.
وهویة الحق کنایة عن حقیقته التی هی الوجود المطلق بالإطلاق الحقیقی الظاهر بتلک الشؤون المسماة صورة وأشکالا وأحوالا وأعمالا وأقوالا وأفعالا إلى غیر ذلک من الألقاب الشرعیة والعرفیة.
قال رضی الله عنه : (ولا شیء) أیضا (من) جمیع (الکون)، أی هذا العالم الحادث (مما هو کائن) فی الحال ویکون فی المستقبل إلى ما لا نهایة له (بغیر هویة الحق سبحانه، أی حقیقته أیضا کما ذکرنا (بل هو)، أی جمیع ذلک (عین الهویة) المذکورة.
قال رضی الله عنه : (فهو)، أی ذلک الذی عرف نفسه بنفسه بل عرف ربه بربه (العارف بنفسه و بربه (و) هو (العالم) أیضا بکل ما سواه (و) هو (المقر) بالحق المتجلی له (فی هذه الصورة) التی هو فیها وفی کل صورة أیضا (وهو الذی لا عارف) أبیض (ولا عالم) من جمیع الناس (وهو المنکر) للتجلی الإلهی فی (هذه الصورة الأخرى)، لأنه مقربه فی صورة المنجلی علیه بها فی نفسه عند العارف هو وکل عارف وکل جاهل وکل مقر وکل منکر.
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فنفى الحق النصرة عن آلهة الاعتقادات على انفراد کل معتقد على حدته، والمنصور المجموع، والناصر المجموع. فالحق عند العارف هو المعروف الذی لا ینکر. فأهل المعروف فی الدنیا هم أهل المعروف فی الآخرة.
فلهذا قال «لمن کان له قلب» فعلم تقلب الحق فی الصور بتقلیبه فی الأشکال.
فمن نفسه عرف نفسه، ولیست نفسه بغیر لهویة الحق، ولا شیء من الکون مما هو کائن ویکون بغیر لهویة الحق، بل هو عین الهویة.
فهو العارف والعالم والمقر فی هذه الصورة، وهو الذی لا عارف ولا عالم، وهو المنکر فی هذه الصورة الأخرى. )
قال رضی الله عنه : (فنفی الحق النصرة عن آلهة) أصحاب (الاعتقادات على انفراد کل معتقد على حدته) بقوله فما لهم من ناصرین أی لا ینصر إله کل واحد من المعتقدین لمعتقدیه.
والحال أن کل واحد من المعتقدین ینصر آلهة.
وهذه الآیة وإن کانت فی حق الکفار لکنها إشارة إلى أحوال أصحاب الاعتقادات یعنی کما أن الکفار لا ینصر لهم إلههم الذی فی اعتقادهم فی رفع العذاب عنهم فی الآخرة کذلک إله المعتقد لا ینصره فی الدنیا فی دفع المکاره عنه.
(والمنصور) الثابت بالنص الإلهی وهو أن تنصروا الله (المجموع) أی الحضرة الجمعیة الأسمائیة لا المنفرد (والناصر) الثابت بالنص وهو ینصرکم الله (المجموع) أی تلک الحضرة یعنی أن تنصروا الله فی مظهر ینصرکم الله فی مظهر.
فهذه الحضرة الجامعة ناصر ومنصور فی المظاهر وهو رب الأرباب رب أصحاب القلوب فنفى الحق النصرة عن الأرباب المتفرقة التی فی اعتقادات أصحاب العقول وأثبت النصرة للاسم الجامع لاسم الله الذی فی قلوب العارفین.
کما قال : "ما وسعنی أرضی ولا سمائی ووسعنی قلب عبد المؤمن التقی النقی" فظهر أن أهل الحجاب لا ینصرون الله بل ینصرون ما فی اعتقادهم تعالى عن ذلک علوا کبیرا .
ولا یأتون ما أمر الله بهم من النصرة وهم لا یشعرون بذلک.
قال رضی الله عنه : (فالحق عند العارف هو المعروف الذی لا ینکر فأهل المعروف فی الدنیا لهم) الذین عرفوا الحق فی الدنیا فی صور تجلیانه.
قال رضی الله عنه : (هم أهل المعروف فی الآخرة) إذا تحول فی الصور عند التجلی فلا ینکرونه فیها (فلهذا) أی فلأجل کون أهل المعروف فی الدنیا هم أهل المعروف فی الآخرة.
(قال) إن فی ذلک لذکرى ("لمن کان له قلب") فإن من لم یکن أهل القلب لم یکن أهل المعروف بخلاف أهل العقل فإنه لا یتقلب فی الصور فلم یعلم تقلیب الحق فی الصور فینکر الحق إذا تجلى وظهر له على خلاف اعتقاده.
قال رضی الله عنه : (فعلم) القلب (تقلیب الحق فی الصور بتقلیبه) أی بتقلیب نفسه (فی الإشکال فمن نفسه عرف نفسه)
أی فمن علم تقلیب نفسه فی الصور عرف تقلیب ذات الحق فی الصور والضمیر فی نفسه الثانی یجوز أن یرجع إلهه الحق وإلى العارف الثانی أظهر .
فلما أتم الکلام فی هذا المقام فی مراتب الکثرة شرع فی بیان الوحدة بقوله:
قال رضی الله عنه : (ولیست نفسه بغیر) أی ولیست نفس العارف مغایرة (لهویة الحق) من حیث الوجود والأحدیة (ولا شیء من الکون) أی من الموجودات أیضا (مما هو کائن ویکون بغیر لهویة الحق بل هو) أی الموجود (عین الهویة) الإلهیة .
قال رضی الله عنه : (فهو) أی الحق (العارف والعالم والمقر فی هذه الصورة) أی فی صورة زید أو عمرو مثلا .
(وهو الذی لا عارف ولا عالم وهو المنکر فی هذه الصورة الأخرى) یعنی کل ما ظهر فی المراتب المتعینة مستندة إلى الحق تعالی من حیث الحقیقة لأنه موجه الأشیاء کلها من الذوات والصفات والأفعال .
وأما من حیث التعین فالأفعال مستندة إلى من ظهرت عنه فالعالم فی الصورة الزیدیة هو الحق من حیث الحقیقة أنه خالق زید مع جمیع أوصافه وأفعاله .
ومن حیث التعین العالم هو زید لا الحق فعین زید هو عین الحق من حیث أحدیة الوجود وغیره من حیث التعین المشخص له فزید عمرو فزید لیس بعمرو .
فإن من ظهر بالصورة الزیدیة هو الذی ظهر بالصورة العمرویة فزید عمرو بهذا الوجه ولیس بعمرو بالتعین .
هکذا نسبتک مع الحق وما میزک عن الحق إلا إمکانک وما میز الحق عنک إلا وجوبه الذاتی.
وأما سائر الحقائق الکلیة العلم والحیاة والقدرة و غیر ذلک فإنها تقضی الشمول بحقیقته على الواجب والممکن فلا یتصور نمیز الشیء بالنسبة إلیها على ما هو شأن الأمور الکلیة .
فکل شیء واحد بحسب الأمور الکلیة
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فنفى الحق النصرة عن آلهة الاعتقادات على انفراد کل معتقد على حدته، والمنصور المجموع، والناصر المجموع. فالحق عند العارف هو المعروف الذی لا ینکر. فأهل المعروف فی الدنیا هم أهل المعروف فی الآخرة.
فلهذا قال «لمن کان له قلب» فعلم تقلب الحق فی الصور بتقلیبه فی الأشکال.
فمن نفسه عرف نفسه، ولیست نفسه بغیر لهویة الحق، ولا شیء من الکون مما هو کائن ویکون بغیر لهویة الحق، بل هو عین الهویة.
فهو العارف والعالم والمقر فی هذه الصورة، وهو الذی لا عارف ولا عالم، وهو المنکر فی هذه الصورة الأخرى. )
قال رضی الله عنه : (فنفى الحق النصرة عن آلهة الاعتقادات على انفراد کل معتقد على حدته، والمنصور المجموع، والناصر المجموع. فالحق عند العارف هو المعروف الذی لا ینکر. فأهل المعروف فی الدنیا هم أهل المعروف فی الآخرة. فلهذا قال «لمن کان له قلب» فعلم تقلب الحق فی الصور بتقلیبه فی الأشکال. فمن نفسه عرف نفسه، ولیست نفسه بغیر لهویة الحق، ولا شیء من الکون مما هو کائن ویکون بغیر لهویة الحق، بل هو عین الهویة. فهو العارف والعالم والمقر فی هذه الصورة، وهو الذی لا عارف ولا عالم، وهو المنکر فی هذه الصورة الأخرى. )
فقال: لأن إله صاحب هذا المعتقد مثلا ما له حکم فی إله المعتقد الآخر بل الخلف بینهم قائم.
وأیضا فإذا نصر المعتقد مذهبه، فربه الخاص به لا ینصره، لأنه رب وهمی لا حقیقة له، فلا یکون لنصرة مذهبه أثر ظاهر ینقطع به النزاع وکذلک المقاوم له ولا یزال النزاع قائما .
ولذلک قال: یکفر بعضهم بعضا، ویلعن بعضهم بعضا وما لهم من ناصرین، فذکر أنه لا ناصر لهم فقد نفیه الحق تعالى النصرة عن آلهة الاعتقادات.
قال: فالحق عند العارف المعروف الذی لا ینکر ولا یتنکر فی نفس الأمر.
قال: ومن دون العارفین هم المؤمنون وهم الذین قیل فیهم أو ألقی السمع وهو شهید ولیس من هؤلاء مقلدوا أصحاب الرأی الذی نزلوا الأخبار الإلهی إلى مراتب أدلتهم النظریة.
فإن تقلید أولیک لیس هو تقلیدا للأنبیاء علیهم السلام، ولا هم أتباع الأنبیاء، ویوم القیامة یتبرأ الذین اتبعوا من الذین اتبعوا، والرسل، علیهم السلام، لا یتبرؤون من أتباعهم الذین اتبعوهم.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فنفى الحق النصرة عن آلهة الاعتقادات على انفراد کل معتقد على حدته، والمنصور المجموع، والناصر المجموع. فالحق عند العارف هو المعروف الذی لا ینکر. فأهل المعروف فی الدنیا هم أهل المعروف فی الآخرة.
فلهذا قال «لمن کان له قلب» فعلم تقلب الحق فی الصور بتقلیبه فی الأشکال.
فمن نفسه عرف نفسه، ولیست نفسه بغیر لهویة الحق، ولا شیء من الکون مما هو کائن ویکون بغیر لهویة الحق، بل هو عین الهویة.
فهو العارف والعالم والمقر فی هذه الصورة، وهو الذی لا عارف ولا عالم، وهو المنکر فی هذه الصورة الأخرى. )
قال رضی الله عنه : (یعنی : فیهم ومنهم . « فنفى الحق النصرة عن آلهة الاعتقادات على انفراد کل معتقد على حدته ، والمنصور المجموع ، والناصر المجموع ").
یشیر رضی الله عنه : إلى أنّ النصّ الوارد بنفی النصرة وارد بنفیها عن کل واحد من أهل الاعتقادات على انفراد نصرة المجموع بقوله : « وَما لَهُمْ من ناصِرِینَ » ولکنّه ما نفى نصرة کلّ واحد لمعتقده ، فالکلّ منصور بنصرة کل واحد واحد من المعتقدین معتقده ، وکذلک کل واحد ناصر لمعتقده لا للکلّ ، فما لکل واحد منهم من ناصرین ، بل ناصر واحد هو هو لا غیر .
قال رضی الله عنه : « فالحق عند العارف هو المعروف الذی لا ینکر فأهل المعروف فی الدنیا هم أهل المعروف فی الآخرة " .
یعنی رضی الله عنه : أهل الله الذین هم أهله فی الدنیا هم أهل الله فی الآخرة وهم الذین لا ینکرون الحق فی أیّ صورة تجلَّى من صور تجلَّیاته الاعتقادیة والإشهادیة .
قال رضی الله عنه : ( فلهذا قال : « لمن کان له قلب » یعلم تقلَّب الحق فی الصور بتقلیبه فی الأشکال ، فمن نفسه عرف نفسه ، ولیست نفسه بغیر لهویة الحق ، ولا شیء من الکون - ممّا هو کائن ویکون - بغیر لهویة الحق بل هو عین الهویة ) .
یعنی : أنّ الحق الواحد الأحد الذی لا موجود على الحقیقة ولا مشهود فی الوجود إلَّا هو ،
فما ثمّ ما یقال فیه : إنّه غیر الهویة ، وإلَّا لزم تحقّق الاثنینیة فی الحقیقة وهی واحدة وحدة حقیقیة ، هذا خلف .
قال رضی الله عنه : ( فهو العارف والعالم والمقرّ فی هذه الصورة ، وهو الذی لا عارف ولا عالم ، وهو المنکر فی هذه الصورة الأخرى ، هذا حظَّ من عرف الحق من التجلَّی ) .
یشیر - رضی الله عنه - إلى أنّ المعرفة الحاصلة لأهل التجلَّی من التجلَّی بالمتجلَّی تقتضی أن یکون إقراره وإنکاره بحسب اعتقاده وبحسب ما تجلَّى له المتجلَّی فی صورة اعتقاده ، والعارف هو الذی یعرف الحق بحقیقته ویعرف تجلَّی الحق له بالحق ، وهو العالم إذ لا معلوم ولا معروف على الحقیقة إلَّا الحق.
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فنفى الحق النصرة عن آلهة الاعتقادات على انفراد کل معتقد على حدته، والمنصور المجموع، والناصر المجموع. فالحق عند العارف هو المعروف الذی لا ینکر. فأهل المعروف فی الدنیا هم أهل المعروف فی الآخرة.
فلهذا قال «لمن کان له قلب» فعلم تقلب الحق فی الصور بتقلیبه فی الأشکال.
فمن نفسه عرف نفسه، ولیست نفسه بغیر لهویة الحق، ولا شیء من الکون مما هو کائن ویکون بغیر لهویة الحق، بل هو عین الهویة.
فهو العارف والعالم والمقر فی هذه الصورة، وهو الذی لا عارف ولا عالم، وهو المنکر فی هذه الصورة الأخرى. )
قال رضی الله عنه : " فنفى الحق النصرة عن آلهة الاعتقادات على انفراد کل معتقد على حدته ، فالمنصور المجموع والناصر المجموع " .
فالمنصور مجموع المعتقدات کل من معتقده ، والناصر مجموع المعتقدین کل معتقده ، فالکل واحد منهم من ناصرین ( فالحق عند العارف هو المعروف الذی ینکر فأهل المعروف فی الدنیا هم أهل المعروف فی الآخرة ) یعنى أن الحق عند العارف فی أی صورة تجلى من صور تجلیاته الاعتقادیة والوجودیة هو المعروف الذی لا ینکره ، فأهل الله الذین یعرفونه فی الدنیا هم أهل الله الذین یعرفونه فی الآخرة فی جمیع المشاهد .
"" أضاف بالی زادة : قوله (والمنصور) الثابت بالنص الإلهی وهو "إِنْ تَنْصُرُوا الله" (المجموع) أی الحضرة الجمعیة الأسمائیة لا المنفرد (والناصر) الثابت بالنص وهو "یَنْصُرْکُمُ الله " (المجموع) أی تلک الحضرة ، یعنى إن تنصروا الله فی مظهر ینصرکم الله فی مظهر ، فهذه الحضرة الجامعة ناصر ومنصور فی المظاهر ، وهو رب الأرباب رب أصحاب القلوب ، فنفى الحق النصرة عن الأرباب المتفرقة التی فی اعتقادات أصحاب العقول ، وأثبت النصرة للاسم الجامع الذی فی قلوب العارفین اهـ بالى .
(فمن نفسه عرف نفسه) أی فمن علم تقلیب نفسه فی الصور (عرف تقلیب) ذات (الحق فی الصور ) فلما أتم الکلام فی هذا المقام فی مراتب الکثرة شرع فی الوحدة بقوله ( ولیست نفسه بغیر ) اهـ بالى . ""
قال رضی الله عنه : " فلهذا قال : لمن کان له قلب ، فعلم تقلیب الحق فی الصور بتقلیبه فی الأشکال ، فمن نفسه عرف نفسه ولیست نفسه بغیر لهویة الحق ، ولا شیء من الکون مما هو کائن ویکون بغیر الهویة الحق بل هو عین الهویة "
قد علمت أن القلب دائما یتقلب فی تقالیب صور العالمین وحقائقها ، فمن تقلبه فی الأشکال علم تقلیب الحق فی الصور ولهذا لا یکون محل المعرفة الإلهیة فی الوجود إلا القلب ، لأن ما عداه من الروح وغیره له مقام معلوم ، فمن نفسه عرف نفسه لأن نفسه لیست غیر الحق والباقی ظاهر.
قال رضی الله عنه : " فهو العارف والعالم والمقر فی هذه الصورة ، وهو الذی لا عارف ولا عالم وهو المنکر فی هذه الصورة الأخرى " .
أی فی الصورة التی یعرف علیها وتجلیه من معتقده ، فإنه یحصر الحق فی صورة معتقده وینکر ما سواه ، ولیس العارف والمنکر غیره .
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فنفى الحق النصرة عن آلهة الاعتقادات على انفراد کل معتقد على حدته، والمنصور المجموع، والناصر المجموع. فالحق عند العارف هو المعروف الذی لا ینکر. فأهل المعروف فی الدنیا هم أهل المعروف فی الآخرة.
فلهذا قال «لمن کان له قلب» فعلم تقلب الحق فی الصور بتقلیبه فی الأشکال.
فمن نفسه عرف نفسه، ولیست نفسه بغیر لهویة الحق، ولا شیء من الکون مما هو کائن ویکون بغیر لهویة الحق، بل هو عین الهویة.
فهو العارف والعالم والمقر فی هذه الصورة، وهو الذی لا عارف ولا عالم، وهو المنکر فی هذه الصورة الأخرى. )
قال الشیخ رضی الله عنه : (فنفى الحق النصرة عن آلهة الاعتقادات على انفراد کل معتقد على حدته . )
أی ، نفى الحق عنها النصرة على انفراد کل منها ، إذ لا یقدر أن ینصر کل منها لکل معتقد على حدته . ف ( عن ) متعلق ب ( نفى ) . و ( على ) ب ( النصرة ) . وإضافة ( الانفراد ) إلى ( الکل ) إضافة المصدر إلى مفعوله .
( والمنصور المجموع ، والناصر المجموع . ) وفی بعض النسخ :
( فالمنصور ) . ب( الفاء ) . و ( المجموع ) فی قوله : ( والمنصور المجموع ) یجوز أن
یحمل بمجموع الآلهة .
وفی قوله : ( والناصر المجموع ) لمجموع المعتقدین ، لینصر کل منهم إلهه الذی یعتقده . ویجوز أن یحمل بمجموع المعتقد وإلهه المجعول فی الأول ، وبمجموع المعتقد وإلهه الحقیقی فی الثانی .
ومعناه : والحال أن المنصور مجموع المعتقد ، وإلهه الذی یعتقده ، إذ الرب الحاکم علیه ینصره، وهو ینصر معتقده .
و ( الناصر ) أیضا المجموع ، وهو الرب الحاکم على المعتقد وعین المعتقد . فإن نصرة الرب من الباطن لا یظهر فی الظاهر إلا بمظهره ، وهو عین العبد .
( فالحق عند العارف هو المعروف الذی لا ینکر ) کما قال رضی الله عنه فی فتوحاته :
( الآمرون بالمعروف هم الآمرون بالحق ) . أی ، فالحق عند العارف هو الذی یظهر
فی صور تجلیاته ، ویعرف فیها ولا ینکر ، لأنه یعرف أن لا غیر فی الوجود ، فصور الموجودات ظاهرا وباطنا کلها صورته ، فهو المعروف الذی لا ینکر .
( عند العارف . فأهل المعروف فی الآخرة . ) أی ، إذا کان الحق المعروف الذی لا ینکر ، فأهل المعروف هم العارفون الذین عرفوا الحق فی صور تجلیاته ، وصار الحق معروفهم فی الدنیا ، وهم الذین یتصفون فی الآخرة أیضا بأنهم أهل المعروف ، فإنهم یعرفونه أیضا فی صور یتحول فیها ، ولا ینکرونه أبدا .
قال الشیخ رضی الله عنه : (فلهذا قال : "لمن کان له قلب" أی ، لکون أهل المعروف فی الدنیا أهل المعروف فی الآخرة ).
قال : " لمن کان له قلب " . ولم یقل : لمن کان له عقل .
لأن صاحب القلب یتقلب فی الصور بحسب العوالم الخمسة الکلیة ، ومن تقلیبه فیها یعرف تقلیب الحق فی الصور ، فیعبده فیها ، ولا ینکره فی صورة من الصور .
وهذا معنى قوله : ( فعلم تقلب الحق فی الصور بتقلیبه فی الأشکال ، فمن نفسه عرف
نفسه . ) أی ، علم القلب تقلیب الحق فی الصور المتنوعة وتجلیاته المختلفة بواسطة تقلباته الحق فی صور العوالم الکلیة والحضرات الأصلیة .
وإذا کان کذلک ، فالقلب العارف من نفسه وذاته عرف نفس الحق وذاته .
کما قال صلى الله علیه وسلم : "من عرف نفسه فقد عرف ربه " . أو العارف من نفسه
عرف نفسه ، لیکون هو العارف والمعروف . والأول أنسب .
قال الشیخ رضی الله عنه : (ولیست نفسه بغیر لهویة الحق ، ولا شئ من الکون مما هو کائن ویکون بغیر لهویة الحق ، بل هو عین الهویة . فهو العارف والعالم والمقر فی هذه الصورة ، وهو الذی لا عارف ولا عالم وهو المنکر فی هذه الصورة الأخرى . )
لما تکلم فی مراتب الکثرة بلسانه ، شرع یتکلم فی الوحدة ومعناه أن نفس العارف لیست مغائرة لهویة الحق ، فلا شئ من الموجودات أیضا مغائر لها ، لأن الهویة الإلهیة هی التی ظهرت
فی هذه الصور کلها ، فهو العارف والعالم والمقر فی صور أهل العلم والعرفان والإیمان ، وهو الذی لا یعرف ولا یعلم وینکر فی صور المحجوبین والجهلة والکفرة .
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فنفى الحق النصرة عن آلهة الاعتقادات على انفراد کل معتقد على حدته، والمنصور المجموع، والناصر المجموع. فالحق عند العارف هو المعروف الذی لا ینکر. فأهل المعروف فی الدنیا هم أهل المعروف فی الآخرة.
فلهذا قال «لمن کان له قلب» فعلم تقلب الحق فی الصور بتقلیبه فی الأشکال.
فمن نفسه عرف نفسه، ولیست نفسه بغیر لهویة الحق، ولا شیء من الکون مما هو کائن ویکون بغیر لهویة الحق، بل هو عین الهویة.
فهو العارف والعالم والمقر فی هذه الصورة، وهو الذی لا عارف ولا عالم، وهو المنکر فی هذه الصورة الأخرى. )
قال رضی الله عنه : (فنفى الحق النصرة عن آلهة الاعتقادات على انفراد کل معتقد على حدته، والمنصور المجموع، والناصر المجموع. فالحق عند العارف هو المعروف الذی لا ینکر. فأهل المعروف فی الدنیا هم أهل المعروف فی الآخرة. فلهذا قال «لمن کان له قلب» فعلم تقلب الحق فی الصور بتقلیبه فی الأشکال. فمن نفسه عرف نفسه، ولیست نفسه بغیر لهویة الحق، ولا شیء من الکون مما هو کائن ویکون بغیر لهویة الحق، بل هو عین الهویة. فهو العارف والعالم والمقر فی هذه الصورة، وهو الذی لا عارف ولا عالم، وهو المنکر فی هذه الصورة الأخرى.)
(فنفى الحق النصرة عن آلهة الاعتقادات)، وإن کانت تفیض على أربابها ما یقوی اعتقاداتهم فیها. لکن لا یسمى نصرا ما لم یؤثر فی الغیر، وهم لا یؤثرون بها فی اعتقاد خصومهم.
بحیث یکون (لکل معتقد) حجة قاطعة على إثبات معتقداتهم فی اعتقاد أنفسهم؛ فمن اعترف بجمیع تلک الوجوه نصره الله، ویجامع على خصمه فی قلبه، وإن دفعه عن قلبه لتوهمة الکفر فیه نصره لنفسه، (فالمنصور المجموع والناصر المجموع) إذ له حکم فی کل معتقد.
ولذلک یمکن للعارف إلزام کل معتقد ما هو الحق فی الواقع فی القلب، وإن دفعه عنه، وأنکر علیه بلسانه وکفره، "إنا لننصر رسلنا والذین آمنوا" [غافر : 51]، وهم أهل المعرفة المؤمنون بجمیع ما ورد به الشرع من التنزیه والتشبیه، فالجمع بینهما باعتبار الظهور بهما.
قال الشیخ رضی الله عنه : (فالحق عند العارف هو المعروف الذی لا ینکر) لو ورد الشرع به، فقد ورد بجمیع الوجود، واعترفوا بالجمیع وعرفوه عن شهود، (فأهل المعروف فی الدنیا هم أهل المعروف فی الآخرة)، وهم محققو الصوفیة لکمال إیمانهم وعرفانهم، فهم یرونه فی جمیع تلک الوجوه من غیر إنکار، فیفوزون بفوائد التجلیات الغیر المتناهیة.
(وهذا) أی: ولوجود أهل المعروف فی الدنیا (قال: "لمن کان له قلب") [ق: 37] قد تقلب فی أشکال مختلفة مع وحدته وتجرده عنها، (فعلم تقلب الحق فی الصور) عند تجلیه مع تجرده عن الصور، ووحدته (بتقلبه فی الأشکال)؛ لأن معرفته منوطة بمعرفة النفس، والمراد به القلب على ما هو مصطلح الحکماء سمو القلب بالنفس الناطقة، لکنه لا یعرف الحق من حیث هو ذاته، وإنما یعرفه من حیث هو متجلی فی قلبه، وقلبه متصور بصورته.
قال الشیخ رضی الله عنه : (فمن نفسه) إنما (عرف نفسه)، ولکن یقال: إنه عرف الحق؛ لأنه (لیست نفسه) التی عرفها بتجلی الحق فیها التجلی الشهودی (بغیر هویة الحق) أی: لعینه فیها بالصورة المعینة، ولیس له بهذا القدر دعوى الإلهیة لنفسه إذ لا شیء من الکون مما هو کائن فی الماضی وانقطع، ویکون فی المستقبل، ولیس الآن بغیر هویة الحق.
أی: لتعینه فی ذلک بصورة مخصوصة فی التجلی الغیبی أیضا، ولا یتصور ذلک إذ لا مألوه حینئذ بعموم التجلی الغیبی، کل دائم الوجود ومتقطعه أولا وآخرا.
وإذا کان کل ما فی الکون (عین هویته) الظاهرة فیهم؛ فلا بد من القول بظهوره فی صور مختلفة فی التجلی الغیبی، وینقاس على التجلی الشهودی.
قال الشیخ رضی الله عنه : (فهو العارف) بالشهود (فی هذه الصورة) الکاملة التی طابقت بحسب الإمکان ذا الصورة (وهو الذی لا عارف، ولا عالم، وهو المنکر) لتجلیه فی الصور المختلفة إذا تجلى (فی هذه الصورة الأخرى) القاصرة، وإنما یتجلى فیها بظهوره فی الصور مع نزاهته عنها فی نفسه، والظهور یقتضی الإقرار والنزاهة الإنکار، ولا یکفر صاحب الإنکار؛ لأنه ناظر إلى النزاهة، ولا صاحب الإقرار لأنه ناظر إلى الظهور.
وإنما لم یقل: ولا مقر؛ لأنه أعم من المنکر الذی هو أدنى، والمقصود ثباته لا ثبات المتوسط، فلذا لم یقل: وهو الذی لیس کذلک لصدقه على المتوسط الذی فیه شیء من ذلک دون شیء.
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فنفى الحق النصرة عن آلهة الاعتقادات على انفراد کل معتقد على حدته، والمنصور المجموع، والناصر المجموع. فالحق عند العارف هو المعروف الذی لا ینکر. فأهل المعروف فی الدنیا هم أهل المعروف فی الآخرة.
فلهذا قال «لمن کان له قلب» فعلم تقلب الحق فی الصور بتقلیبه فی الأشکال.
فمن نفسه عرف نفسه، ولیست نفسه بغیر لهویة الحق، ولا شیء من الکون مما هو کائن ویکون بغیر لهویة الحق، بل هو عین الهویة.
فهو العارف والعالم والمقر فی هذه الصورة، وهو الذی لا عارف ولا عالم، وهو المنکر فی هذه الصورة الأخرى. )
قال رضی الله عنه : (فنفى الحقّ النصرة عن آلهة الاعتقادات ، على انفراد کلّ معتقد على حدته ، فالمنصور المجموع ) ضرورة أنّه هو الذی له الناصرون .
( والناصر ) الذی یصلح لأن ینصر هو ( المجموع ) .
قال رضی الله عنه : ( فالحقّ عند العارف هو المعروف الذی لا ینکر ) بوجه ، وبهذه النسبة یقال لأهله : العارف ، ( فأهل المعروف فی الدنیا هم أهل المعروف فی الآخرة ) أی من له أهلیّة عرفان الحقّ فی موطن الصور عند تقلَّبه فیها ، بحیث لا یتغیّر وجه معروفیّته من ذلک التقلَّبات ، فهو الذی له أهلیّة عرفانه فی موطن المعانی عند تقلَّبه فیها .
قال رضی الله عنه : ( فلهذا قال : " لِمَنْ کانَ لَه ُ قَلْبٌ "فعلم تقلیب الحقّ فی الصور بتقلیبه فی الأشکال ) باطنا فی متخیّلته ومتفکَّرته ، وظاهرا فی أشکاله وأوضاعه عند النموّ والذبول .
قال رضی الله عنه : (فمن نفسه عرف نفسه ، ولیست نفسه بغیر لهویّة الحقّ ، ولا شیء من الکون - مما هو کائن ویکون - بغیر لهویّة الحقّ ، بل هو عین الهویّة ) ، إذ هو الظاهر وهو الباطن.
قال رضی الله عنه : ( فهو العارف والعالم ، والمقرّ فی هذه الصورة ، وهو الذی لا عارف ولا عالم ، وهو المنکر فی هذه الصورة الأخرى ) .
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فنفى الحق النصرة عن آلهة الاعتقادات على انفراد کل معتقد على حدته، والمنصور المجموع، والناصر المجموع. فالحق عند العارف هو المعروف الذی لا ینکر. فأهل المعروف فی الدنیا هم أهل المعروف فی الآخرة.
فلهذا قال «لمن کان له قلب» فعلم تقلب الحق فی الصور بتقلیبه فی الأشکال.
فمن نفسه عرف نفسه، ولیست نفسه بغیر لهویة الحق، ولا شیء من الکون مما هو کائن ویکون بغیر لهویة الحق، بل هو عین الهویة.
فهو العارف والعالم والمقر فی هذه الصورة، وهو الذی لا عارف ولا عالم، وهو المنکر فی هذه الصورة الأخرى. )
قال رضی الله عنه : (فنفى الحق النصرة عن آلهة الاعتقادات على انفراد کل معتقد على حدته، والمنصور المجموع، والناصر المجموع. فالحق عند العارف هو المعروف الذی لا ینکر.
فأهل المعروف فی الدنیا هم أهل المعروف فی الآخرة. فلهذا قال «لمن کان له قلب»)
فنفى الحق سبحانه) فی قوله تعالى : "وما لهم من ناصرین" (النصرة)، أی نصرة المعتدین عن آلهة الاعتقادات على طریقة (انفراد کل معتقد) واختصاصه (على حدته) بننی نصرة إلهه المجعول فی اعتقاده، أی فی نصرة کل إنه مجعول لمن جعله إلها فی اعتقاده (والمنصور).
وفی بعض النسخ فالمنصور أی ما یکون منصور على تقدیر بعدم النصرة (المجموع) المفهوم من ضمیر الجمع أعنی هم فی قوله :
فما لهم وهم المعتقدون أصحاب آلهة الاعتقادات (والناصر) أیضا على ذلک التقدیر (المجموع) المفهوم من صیغة جمع اسم الفاعل فی قوله "من ناصرین" وهم آلهة الاعتقادات.
ولما بین أن الحق سبحانه عند أصحاب الاعتقادات الجزئیة معروف عندهم فی صور اعتقاداتهم منکر لهم فیما عداها أراد أن یشیر إلى حال العارف .
فقال رضی الله عنه : (فالحق عند العارف) الذی عرف الحق بتقلب قنبه فی أنواع الصور و الصفات (هو المعروف الذی لا بنکر) فی صورة من الصور ، لأنه یعرف أن لا غیر فی الوجود وصور الموجودات کلها ظاهرا وباطنا کلها صورته.
فهو لا ینکر عبیده بوجه من الوجوه (فأهل المعروف فی الدنیا)، أی الذین لهم أهلیة معرفة الحق فی مواطن الدنیا فی صور تجلیاته (هم أهل المعروف فی الآخرة)، أی هم الذین یعرفونه فی الآخرة فی صور یتحول فیها لا ینکرونه أبدا .
قال الشیخ رضی الله عنه : (ولهذا)، أی الاختصاص معرفة الحق فی جمیع الصور فی الدنیا والآخرة بحیث لا ینکر العارف الناتج معرفته عن تقلب قلبه (قال تعالى "لمن کان له قلب" ) فإنه قد تقلب قلبه فی الأشکال .
قال رضی الله عنه : (فعلم تقلب الحق فی الصور بتقلیبه فی الأشکال. فمن نفسه عرف نفسه، ولیست نفسه بغیر لهویة الحق، ولا شیء من الکون مما هو کائن ویکون بغیر لهویة الحق، بل هو عین الهویة. فهو العارف والعالم والمقر فی هذه الصورة، وهو الذی لا عارف ولا عالم، وهو المنکر فی هذه الصورة الأخرى.)
قال الشیخ رضی الله عنه : (فعلم تقلیب الحق فی الصور بتقلیبه فی الأشکال فمن نفسه عرف نفسه)، أی نفس الحق (ولیست نفسه بغیر هویة الحق) الساریة فی الکل دنیا وأخرى .
قال رضی الله عنه : (ولا شیء من الکون مما هو کائن ویکون بغیر لهویة الحق بل هو عین الهویة. فهو العارف والعالم والمقر فی هذه الصورة وهو الذی لا عارف ولا عالم وهو المنکر فی الصورة الأخرى هذا)، أی هذا النوع من المعرفة الذی لا یعقبه نکرة .
المواقف الروحیة والفیوضات السبوحیة شرح الأمیر عبد القادر الجزائری 1300 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فنفى الحق النصرة عن آلهة الاعتقادات على انفراد کل معتقد على حدته، والمنصور المجموع، والناصر المجموع. فالحق عند العارف هو المعروف الذی لا ینکر. فأهل المعروف فی الدنیا هم أهل المعروف فی الآخرة.
فلهذا قال «لمن کان له قلب» فعلم تقلب الحق فی الصور بتقلیبه فی الأشکال.
فمن نفسه عرف نفسه، ولیست نفسه بغیر لهویة الحق، ولا شیء من الکون مما هو کائن ویکون بغیر لهویة الحق، بل هو عین الهویة.
فهو العارف والعالم والمقر فی هذه الصورة، وهو الذی لا عارف ولا عالم، وهو المنکر فی هذه الصورة الأخرى. )
وإن کانت تلک الصور مظاهر الأسماء إلهیة جزئیة، لما جاء أمر ربک ورب محمد صلى الله علیه وسلم .وهی الحضرة الربیة الکلیة الجامعة للأرباب کلها.
فنفى الحق النصرة عن آلهة الاعتقادات المقیدة الجزئیة کلها، یعنی على انفراد کل إله مقید معتقد على حدته وانفراده، فإن المنصور من المعتقدین هو المجموع، وهم الذین اعتقدوا إطلاق إلههم ولم یقیدوه بمعتقد دون معتقد، فما حصروه فی اعتقادهم خاصة.
کما أن الناصر المجموع، وهی الحضرة الإلهیة الجامعة، فلهذا کل من کان صحیح التصور لإلهه وتوجه إلیه فی أمر تسرع إلیه الإجابة والحصول على المراد من نبی وولی غالبا .
بخلاف غیرهم من أصحاب الاعتقادات المقیدة من أهل النظر العقلی.
وأنظر قصة فخر الدین الرازی رحمه الله .
مطلب:
قال الشیخ الأکبر : أخبرنی الرشید الفرغانی رحمه الله عن فخر الدین شیخه بن الخطیب الرازی، عالم زمانه، أن السلطان حبسه وعزم على قتله، وما له شافع عنده مقبول.
قال : فطمعت أن أجمع همی فی أمری أن یخلصنی من ید السلطان، لما انقطعت بی الأسباب، وحصل الیأس من کل ما سوى الله، فما تخلص لی ذلک، لما یرد على من النسبة النظریة فی إثبات الله، الذی ربطت معتقدی به، إلى أن جمعت همتی وکلیتی على الإله الذی تعتقده العامة.
ورمیت من نفسی نظری وأدلتی، ولم أجد فی نفسی شبهة تقدح عندی فیه، وأخلصت إلیه التوجه بکلی، فدعوته فی التخلص.
فما أصبح إلا وقد أفرج الله عنی وأخرجنی من السجن ، ومراده بالإله الذی تعتقده العامة، هو الإله الذی جاء وصفه فی الکتاب والسنة، وهو غیر مقید ولا محصور، کما هو عقیدة عامة المؤمنین بأنه تعالى : "لیس کمثله شیء" [الشورى: 11]
مع قبولهم الصفات السمعیة التی لم تقبلها العقول، مع عدم التأویل لها، لا الإله الذی یعتقده أهل النظر ، وفخر الدین منهم.
قال الشیخ رضی الله عنه : (فالحق عند العارف هو المعروف الذی لا ینکر. فأهل المعروف فی الدنیا هم أهل المعروف فی الآخرة.)
وما نفعه إلهه، فالحق تعالى وتقدس هو، المعروف الذی لا ینکر فی أی صورة تجلی من صور العالم أعلى وأدنى من العرش إلى الذر عند العارفین به تعالى، فإنها لا توجد صورة لا تکون هویة الحق تعالى باطنها ساریة فیها.
فالعارف لا یرى صورة إلا یرى الله قبلها، أو بعدها أو معها أو فیها، على اختلاف المشاهد، فإن الله عز وجل فی کل شیء وجها
خاصا، هو تعالی حق ذلک الشیء، وذلک الشی حق بذلک الوجه. فأهل الحق تعالى المعروف لهم فی الدنیا، المشهود عندهم فی کل شیء، من غیر حلول ولا اتحاد ولا امتزاج.
هم أهل الحق تعالى فی الآخرة، المعروف لهم، فلا ینکرونه فی شیء من تجلیاته فی الآخرة حین ینکره ویتعوذ منه من لم یعرفه فی الدنیا بالإطلاق وعموم التجلی والظهور.
أشار سیدنا رضی الله عنه بقوله : (فأهل المعروف فی الدنیا إلى آخره ... إلى معنى الحدیث الذی خرجه الطبرانی على طریق أهل الإشارة، أنه صلى الله علیه وسلم قال : "أهل المعروف فی الدنیا هم أهل المعروف فی الآخرة وإن أهل المنکر فی الدنیا هم أهل المنکر فی الآخرة". رواه الحاکم فی المستدرک و البخاری فی الأدب المفرد وإتحاف المهرة لابن حجر العسقلانی والطبرانی فی المعجم الکبیر والصغیر والهیثمی فی مجمع الزوائد والبیهقی فی السنن الکبرى وشعب الإیمان وابن أبی شیبة فی مصنفه.
والأهل لغة، الأقارب وأهل الله هذا المقربون منه القرب المعنوی لمعرفته وطاعته ، کما ورد : "الأقربون أولى بالمعروف ".
أی الأقربون إلى الله أولى به، وهو المعروف الذی لا ینکر .
تنبیه:
إن العارفین لا یمنعون أهل النظر والفکر عن نظرهم، لأن ذلک هو مرتبتهم وإنما یمنعون العمل بما ینتجه الفکر من التلبیس، فإنه ما من علم من العلوم الظنیة إلا ویجوز أن ینال العلم الیقینی به من طریق الکشف، ولهذا جعل المحققون من الصوفیة أفلاطون الحکیم من العلماء بالله ، لأنه خرج بنظره مخرج الکشف، فما کرهه من کرهه من أهل الإسلام إلا لنسبته إلى الفلسفة لجهلهم بمدلول هذه اللفظة.
تقول سیدنا رضی الله عنه : (فلهذا قال : "لمن کان له قلب" [ق: 37] یعلم تقلیب الحق فی الصور بتقلیبه فی الأشکال، فمن نفسه عرف نفسه، ولیست نفسه بغیر الهویة الحق، ولا شیء من الکون مما هو کائن ویکون بغیر لهویة الحق، بل هو عین الهویة. فهو العارف والعالم والمقر فی هذه الصورة، وهو الذی لا عارف ولا عالم وهو المنکر فی هذه الصورة الأخرى)
یقول رضی الله عنه :
فلهذا، أی لکون العقل قیدا فیحصر الأمر الإلهی فی نعت واحد. والحقیقة تأبى الحصر.
قال تعالى على طریق الإشارة : "إن فی ذلک لذکرى لمن کان له قلب"[ق: 37].
وما قال تعالى لمن کان له عقل، لأن علم صاحب القلب السلیم العارف بالله و بتجلیاته فوق علم صاحب العقل.
فإنه جاهل بالتجلیات، بل یمنع تقلیب الحق فی الصور، وهی الشؤون التی هو تعالى فیها کل یوم.
علم صاحب القلب تقلیب الحق فی الصور بتقلیبه هو فی الأشکال والأحوال، حیث عرف العارف أنه مخلوق عاجز لا حرکة له من ذاته ، وأن هذا التقلیب حصل له من غیره، ولیس إلا الحق تعالى فتقلیب الحق فی الصور سبب فی تقلیب العید فی الأشکال.
فما عرف العبد العارف الحق تعالى إلا من معرفته نفسه، ولذا ورد: «من عرف نفسه عرف ربه» .
فمعرفته النفس سلم إلى معرفة الحق. لأن نفس العارف الإنسانیة المقیدة هی النفس الإلهیة المطلقة، فمن معرفته نفسه المقیدة عرف نفسه المطلقة .
ولیست نفسه المقیدة بغیر هویة الحق الساریة فی النفس الإنسانیة ولا سریان، ولیس سریان الهویة خاصا بالنفس الإنسانیة، بل لا شیء من الکون، وهو الداخل تحت قوله تعالى : "کن" [البقرة: 117] مما هو کائن فی الماضی والحال من الممکنات، أو یکون فی المستقبل، فإنها لا نهایة لتکوینها بغیر هویة الحق الساریة، فلا شیء بغیر هویة الحق الساریة ، بل هو عینها لا غیرها.
ولما کانت هویة الحق عین صورة الإنسان کان الحق هو العارف والعالم من کل صورة ینسب إلیها المعرفة والعلم به تعالى، وهو المقر بالربوبیة، فی هذه الصورة التی حصل الإقرار منها، لأن المتجلی والمتجلى له عین واحدة فی صورتین مختلفتین، وهو الذی لا عارف ولا عالم، وهو المنکر فی هذه الصورة الأخرى.
وکذلک إذا ظهر لعارف فهو ظاهر لنفسه، لأن ذلک العارف وجه من وجوهه.
وإذا بطن عمن بطن من الجاهلین فهو باطن عن نفسه، لأن ذلک الجاهل مظهر من مظاهره.
وحیث کانت الصورة هی أحکام الأعیان الثابتة فلا تبالی بما تنسب إلیها من العلم والجهل وغیر ذلک.
ثم اعلم أن سیدنا رضی الله عنه غایر بین العالم والعارف، إذ العطف یقتضی المغایرة.
لأن العالم عند سیدنا أعلى مرتبة من المعارف، وإن کان العلم والمعرفة فی الحد والحقیقة على السواء فی کشف الشیء على ما هو علیه ، حیث أنه تعالى أثنی بالعلم على من اختصه من عباده أکثر مما أثنى على العارفین.
فالعارف لا یرى إلا حقا وخلقا.
والعالم یرى حقا وخلقا فی خلق فیرى ثلاثة .
وهذا المذکور فی الأسرار الربانیة والمشاهد الإلهیة حظ من عرف الحق جل جلاله من طریق التجلی والشهود فی عین الجمع بین الظاهر والباطن.
فهو معنى قوله : "لمن کان له قلب" [ق: 37].
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص 305
فنفی الحقّ النّصرة عن آلهة الاعتقادات على انفراد کل معتقد على حدته؛ و المنصور المجموع و الناصر المجموع. فالحقّ عند العارف هو المعروف الذی لا ینکر. فأهل المعروف فی الدنیا هم أهل المعروف فی الآخرة. فلهذا قال لِمَنْ کانَ لَهُ قَلْبٌ فعلم تقلیب الحقّ فی الصّور بتقلّبه فی الأشکال.
پس حق تعالى نصرت را از آلهه اعتقادات، بنا بر انفراد هر معتقدى على حده نفى کرده است و منصور، مجموع است و ناصر، مجموع است. پس حق در نزد عارف معروفى است که انکار نمیشود. پس اهل معروف در دنیا اهل معروف در آخرتند، لذا گفت:
لِمَنْ کانَ لَهُ قَلْبٌ پس عارف تقلب حق در صور را دانسته است که در اشکال گوناگون متقلب است.
فمن نفسه عرف نفسه و لیست نفسه بغیر لهویة الحقّ، و لا شیء من الکون مما هو کائن و یکون بغیر لهویة الحقّ، بل هو عین الهویة. فهو العارف و العالم و المقرّ فی هذه الصّورة، و هو الذی لا عارف و لا عالم، و هو المنکر فی هذه الصورة الاخرى.
پس عارف از نفس خود نفس خود را شناخته است و نفس او بجز هویت حق نیست و هیچ چیزى در کون (به اصطلاح اینها یعنى ما سوى اللّه) غیر از هویت حق نیست بلکه او عین هویت است. پس او عارف و عالم و اقرار شده در این صورت است و اوست که عارف و عالم نیست و منکر است در صورت دیگر، (خودش را در آینه مىبیند مىگوید من هستم و خودش را در یک قطعه بلور به اشکال کج و معوج مىبیند، مىگوید من نیستم. در حالى که هر دو خودش بود هم مقر و هم منکر.)
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص:۶۰۹-۶۱۱
فنفى الحقّ النّصرة عن آلهة الاعتقادات على انفراد کلّ معتقد على حدته
پس نفى کرد از الهه اصحاب اعتقادات جزئیّه نصرت دادن و مدد کردن را على حدة هر معتقدى را، چه هریکى از ایشان قادر نیست بر نصرت هر معتقدى بر طریق انفراد.
و المنصور المجموع، و النّاصر المجموع.
و حال آنکه منصور مجموع معتقد و اله معتقد اوست چه غیر این اله معتقد ربّ حاکم هست مر عبد را که نصرت عبد معتقد و معتقد او مىکند؛ و ناصر نیز مجموع است که آن ربّ حاکم است بر معتقد و غیر معتقد چه نصرت ربّ از باطن پیدا نمىشود در ظاهر مگر به مظهرش که آن عین عبد است.
فالحقّ عند العارف هو المعروف الّذى لا ینکر.
پس حقّ نزد عارف معروفى است که انکار کرده نمىشود چنانکه در فتوحات مىفرماید: «الآمرون بالمعروف هم الآمرون بالحقّ» یعنى حقّ نزد عارف آنست که ظاهر مىشود در تجلّیاتش و شناخته مىشود در آن تجلّیات و انکار کرده نمىشود. چه عارف مىداند که در وجود غیر حقّ نیست، پس صور موجودات ظاهرا و باطنا همه صورت اوست لاجرم اوست معروفى که انکار کرده نمىشود نزد عارف، بلکه عارف مىگوید بیت:
یارى دارم که جسم و جان صورت اوست چه جسم و چه جان هر دوجهان صورت اوست
هر معنى خوب و صورت پاکیزه کاندر نظر تو آید آن صورت اوست
فأهل المعروف فى الدّنیا هم أهل المعروف فى الآخرة.
یعنى چون حقّ معروفى باشد که انکار را در ساحت کبریاى او مجال نیست پس اهل معروف عارفان باشند که حق را در صور تجلّیاتش شناسند و از سر تحقیق گویند و نهراسند:
که نیاید به چشم ما جز دوست کیست خود غیر دوست چون همه اوست
و حقّ معروف ایشان باشد در دنیا آرى؛ بیت:
چو حاصل کند دیده دیدار را شناسد به هر کسوت آن یار را
و نیز ایشاناند که متّصفاند در آخرت به اهل معروف که در هنگام تحول حقّ به صور مىشناسندش و هرگز انکار نمىکنند.
فلهذا قال لمن کان له قلب.
یعنى از براى آنکه اهل معروف در دنیا اهل معروفست در آخرت، حضرت الهى «لِمَنْ کانَ لَهُ قَلْبٌ» گفت: «و لمن کان له عقل» نگفت زیرا صاحب قلب است که متقلّب مىگردد در صور به حسب عوالم خمسه کلّیّه، و به واسطه تقلّب درین صور تقلّب حقّ را در صور مختلفه مىشناسد، پس عبادت مىکند حقّ را در همه صور؛ و در هیچ صورتى انکار نمىکند و اینست معنى قول شیخ که مىگوید.
فعلم تقلیب الحقّ فى الصّور بتقلّبه (بتقلیبه- خ) فى الاشکال. فمن نفسه عرف نفسه.
یعنى دانست قلب تقلیب حقّ را در صور متنوّعه و تجلّیات مختلفه به واسطه تقلّباتش در صور عوالم کلّیّه و حضرات اصلیّه؛ و چون چنین باشد پس قلب عارف آنست که نفس خود و ذات خویش را نفس حقّ و ذاتش شناسد و در حدیث نیز آمده است که هرکه نفس خود را شناسد هم عارف باشد و هم معروف.
و لیست نفسه بغیر لهویّة الحقّ، و لا شىء من الکون ممّا هو کائن و یکون بغیر لهویّة الحقّ، بل هو عین الهویّة. فهو العارف و العالم و المقرّ فى هذه الصّورة و هو الّذى لا عارف و لا عالم، و هو المنکر فى هذه الصّورة الأخرى.
چون از تکلم در مراتب کثرت به لسانش فارغ شد شروع کرد به تکلم در وحدت. و معنى آنست که نفس عارف مغایر نیست هویّت حقّ را و هیچ چیز نیز از موجودات مغایر هویّت نیست از آنکه هویّت الهیّه آنست که ظاهر مىشود در همه صور چنانکه صاحب تحقیق ازین معنى دقیق خبر مىدهد که بیت:
ذاتى که نماینده به چندین صورست پیوسته ز خود به سوى خود در سفرست
من در عجبم که هادى و گمره کیست چون اوست که راه و رهرو و راهبرست
لاجرم اوست عارف و عالم و مقرّ در صور اهل علم و عرفان و ایمان و هم اوست غیر عارف و عالم و منکر در صور محجوبین.
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص:۶۰۱
فنفى الحقّ النّصرة عن إلهة الاعتقادات على انفراد کلّ معتقد على حدته؛ و المنصور المجموع، و النّاصر المجموع. فالحقّ عند العارف هو المعروف الّذی لا ینکر. فأهل المعروف فی الدّنیا هم أهل المعروف فی الآخرة. فلهذا قال «لِمَنْ کانَ لَهُ قَلْبٌ» فعلم تقلّب الحقّ فی الصّور بتقلیبه فی الأشکال. فمن نفسه عرف نفسه، و لیست نفسه بغیر لهویّة الحقّ، و لا شیء من الکون ممّا هو کائن و یکون بغیر لهویّة الحقّ، بل هو عین الهویّة. فهو العارف و العالم و المقرّ فی هذه الصّورة، و هو الّذی لا عارف و لا عالم، و هو المنکر فی هذه الصّورة الأخرى.
شرح یعنى اوست که عارف و عالم و مقرّ است در صورت اهل عرفان؛ و هموست که نشناخت و ندانست و منکر شد در صورت اهل حجاب.