عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة السادسة عشر :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (  و صاحب التحقیق یرى الکثرة فی الواحد کما یعلم أن مدلول الأسماء الإلهیة، و إن اختلفت حقائقها و کثرت، أنها عین واحدة. فهذه کثرة معقولة فی واحد العین.

فتکون فی التجلی کثرة مشهودة فی عین واحدة، کما أن الهیولى تؤخذ فی حد کل صورة، وهی مع کثرة الصور واختلافها ترجع فی الحقیقة إلى جوهر واحد هو هیولاها.

فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عین هویته وحقیقته.

ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقیقتها إلا الإلهیون من الرسل والصوفیة.)

 

قال رضی الله عنه : (و صاحب التحقیق یرى الکثرة فی الواحد کما یعلم أن مدلول الأسماء الإلهیة، و إن اختلفت حقائقها و کثرت، أنها عین واحدة. فهذه کثرة معقولة فی واحد العین. فتکون فی التجلی کثرة مشهودة فی عین واحدة، کما أن الهیولى تؤخذ فی حد کل صورة، وهی مع کثرة الصور واختلافها ترجع فی الحقیقة إلى جوهر واحد هو هیولاها. فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عین هویته وحقیقته. ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقیقتها إلا الإلهیون من الرسل والصوفیة.)

(وصاحب التحقیق من العارفین بری الکثرة فی) المنجلی (الواحد) الظاهر فی الصور المختلفة المحسوسة والمعقولة من غیر أن یتغیر عن تنزیهه وإطلاقه الحقیقی (کما یعلم) صاحب التحقیق أیضا (أن مدلول)، أی ما تدل علیه (الأسماء الإلهیة) من العین المسماة بها أزلا وأبدا.

(وإن اختلفت حقائقها وکثرت) من حیث ظهورها بمدلول کل اسم من تلک الأسماء التی بها (أنها)، أی تلک الحضرة التی هی مدلول الأسماء المذکورة (عین)، أی حقیقة وماهیة وذات (واحدة فهذه) الکثرة فی الحقائق المختلفة (کثرة معقولة).

أی ثابتة من حیث النظر العقلی (فی واحد العین) من حیث النظر الإیمانی الکشفی (فتکون فی التجلی) الإلهی (کثرة مشهودة) من حیث النظر العقلی والحسی (فی عین واحدة) من حیث النظر الإیمانی الکشفی الروحانی (کما أن الهبولی) وهی المادة التی تصنع منها الأشیاء کالخشب للباب والتخت والصندوق والمفتاح والقصعة والکرسی وغیر ذلک.

والطین للأوانی المختلفة التی تصنع منه، والحبر للحروف والکلمات التی تکتب به فی القرطاس (تؤخذ)، أی لا بد من ذکرها (فی حد)، أی تعریف (کل صورة) من صور ما صنع منها (وهی)، أی الهیولى (مع کثرة الصور) الظاهرة منها (واختلافها) فی الهیئات والأحکام والخواص (ترجع) تلک الهیولى (فی الحقیقة إلى جوهر واحد وهو هیولاها)، أی هیولى تلک الصور کلها، أی مادتها.

وکذلک هنا جمیع الصور المحسوسة والمعقولة قائمة بالوجود الحق سبحانه، وهو قیوم علیها کلها ممسک لها بقدرته، وهو واحد لا شریک له وإن تعددت تلک الصور وکثرت واختلفت هیئاتها وأحکامها وخواصها.

(فمن عرف نفسه بهذه المعرفة) وأنه فی باطنه وظاهره صورة من جملة الصور القائمة بالحق تعالی (فقد عرف ربه) سبحانه المتجلی علیه بذاته فأظهر ذاته، وبصفاته فأظهر صفاته، وبأسمائه فأظهر أسمائه، وبأفعاله فأظهر أفعاله، وبأحکامه

فأظهر أحکامه (فإنه)، أی الرب تعالى (على صورته) سبحانه التی هی مجمع ذاته وصفاته وأسمائه وأفعاله وأحکامه والکل حضرات متعددة واعتبارات مترددة على حقیقة واحدة وعین منفردة (خلقه)، أی خلق ذلک العارف کما قال: "إن الله خلق آدم على صورته ".

رواه مسلم فی صحیحه  وابن حبان فی صحیحه و مسند أحمد وسنن أبی داود وسنن أبی عاصم و مسند الحمیدی و الأسماء والصفات للبیهقی و التوحید لابن خزیمة وغیرهم.

وفی روایة : "على صورة الرحمن ".   و مسند أحمد وسنن أبی داود و رواه الطبرانی وابن أبی عاصم والأسماء والصفات للبیهقی و التوحید لابن خزیمة و الشریعة للآجری

فالعارف تفصیل إجمال الغیب المطلق، وتمییز حضرات الوجود المحقق (بل هو)، أی الرب تعالى (عین هویته)، أی هویة العارف به سبحانه (و) عین (حقیقته) الثابتة فی الغیب .

ولهذا قال بعض العارفین : إن الصوفی غیر مخلوق .

ونقل عن أبی یزید أنه قال : إن الله اطلع على العالم

فقال : یا أبا یزید کلهم عبیدی غیرک فأخرجنی من العبودیة.

وقال الشبلی رضی الله عنه حیث سمع ما قاله أبو یزید رضی الله عنه : کاشفنی الحق بأقل من ذلک .

فقال : کل الخلائق عبیدی غیرک، فإنک أنا.

ولکنه سبحانه ظهر فی حضرة عالم الإمکان بصورة العارف لتکمل مراتب المعرفة بوجود عارف و معروف ومعرفة، ویظهر سر الوتریة والتثلیث.

ویرتبط الشفع الذی هو العارف والمعرفة ، والعابد والعبادة ونحو ذلک من حضرة الإمکان بالفرد الذی هو المعروف والمعبود.وأمثال ذلک من حضرة الوجود.

(ولهذا)، أی لأجل ما ذکر (ما عثر)، أی طلع (أحد من العلماء)، أی الموصوفین بمطلق العلم فی ملة الإسلام (والحکماء) من الفلاسفة وغیرهم (على معرفة النفس)، أی ما عرف أحد نفسه (وحقیقتها) فیلزم أن لا یکون عرف ربه (إلا) العلماء والحکماء (الإلهیون)، أی المنسوبون إلى الإله تعالى (من الرسل) والأنبیاء علیهم السلام (والأکابر) المحققین العارفین (من الصوفیة) لا غیر.

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (  و صاحب التحقیق یرى الکثرة فی الواحد کما یعلم أن مدلول الأسماء الإلهیة، و إن اختلفت حقائقها و کثرت، أنها عین واحدة. فهذه کثرة معقولة فی واحد العین.

فتکون فی التجلی کثرة مشهودة فی عین واحدة، کما أن الهیولى تؤخذ فی حد کل صورة، وهی مع کثرة الصور واختلافها ترجع فی الحقیقة إلى جوهر واحد هو هیولاها.

فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عین هویته وحقیقته.

ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقیقتها إلا الإلهیون من الرسل والصوفیة.).

 

قال رضی الله عنه :  : (کما أن الهیولی تؤخذ فی حد کل صورة وهی) أی الهیولى المأخوذة (مع کثرة الصور واختلافها ترجع) هذه الهیولى المأخوذة مع الکثرة وهی الهیولى الجزئیة (فی الحقیقة إلى جوهر واحد) کلی (وهو هیولاها الکلیة فمن عرف نفسه بهذه المعرفة) أی من عرف أن نفسه هی حقیقة الحق ظهرت بهذه الصورة وهی حق مأخوذ فی حده .

(فقد عرف ربه) لانتقاله من المفید إلى المطلق وهو رب الأرباب کلها بمنزلة الهیولى الکلیة فمن عرف نفسه بغیر هذه المعرفة کما هو أهل النظر لم یعرف ربه فوجب معرفة النفس بهذه المعرفة .

قال رضی الله عنه : (فإنه) أی الحق (على صورته) أی على صفته الکاملة (خلقه) أی الإنسان (بل هو) أی بل الإنسان (عین هوینه وحقیقته) نثبت أن من عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه .

قال رضی الله عنه : (ولهذا) أی ولأجل أن حقیقة النفس عین هویة الحق (ما عثر) أی ما اطلع (أحد من العلماء والحکماء على معرفة النفس وحقیقتها إلا الإلهیون من الرسل) .

(و) الأکابر من (الصوفیة) وهم الذین حصل لهم العلم عن الوحی وعن کشف إلهی لا عن نظر فکری.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (  و صاحب التحقیق یرى الکثرة فی الواحد کما یعلم أن مدلول الأسماء الإلهیة، و إن اختلفت حقائقها و کثرت، أنها عین واحدة. فهذه کثرة معقولة فی واحد العین.

فتکون فی التجلی کثرة مشهودة فی عین واحدة، کما أن الهیولى تؤخذ فی حد کل صورة، وهی مع کثرة الصور واختلافها ترجع فی الحقیقة إلى جوهر واحد هو هیولاها.

فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عین هویته وحقیقته.

ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقیقتها إلا الإلهیون من الرسل والصوفیة.).

 

قال رضی الله عنه : (  و صاحب التحقیق یرى الکثرة فی الواحد کما یعلم أن مدلول الأسماء الإلهیة، و إن اختلفت حقائقها و کثرت، أنها عین واحدة.  فهذه کثرة معقولة فی واحد العین.

فتکون فی التجلی کثرة مشهودة فی عین واحدة، کما أن الهیولى تؤخذ فی حد کل صورة، وهی مع کثرة الصور واختلافها ترجع فی الحقیقة إلى جوهر واحد هو هیولاها. فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عین هویته وحقیقته.  ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقیقتها إلا الإلهیون من الرسل والصوفیة. )

 

إن بعض العباد ینکشف له على حکم معتقده فیها، فیتحول الظن علما، فهذا فیه تجوز، لأنه إذا اعتقد ما لا یراه یستحیل أن یکون الرؤیة مثله سواء، بل لا بد من مخالفة ما حتى یبدو له من الله ما لم یکن یحتسب.

ثم ذکر أن الترقی قد یکون للإنسان وهو لا یشعر به وهذا لا شک فیه ، بشهود الوحدانیة بالتدریج وهو لا یشعر فیظن أنه لم یفتح له.

 ثم مثل شهود الکثرة فی العین الواحدة بأخذ حد الهیولى فی کل صورة ، صورة من صورها وهو تمثیل حسن، لکن فی مدارک الأفکار.

ثم قال: فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه، فإنه على صورته خلقه، بل هو عین هویته وصورة حقیقته ثم شرع فی أن النفس ما عثر أحد من علماء الرسوم على معرفتها إلا الإلهیون من الأنبیاء والصوفیة خاصة.

قال: ولا سبیل إلى معرفة النفس بطریق النظر الفکری، ثم ذکر أن الناس کل نفس یتجددون "هم فی لبس من خلق جدید" [ق: 15] فهم لا یشعرون بالتجدد وهم فیه، لأنهم أوتوا به متشابها والأشباه أغیار.

قال: وما عثر أحد على تجدد الأمر کله فی العالم من أرباب النظر.

 

شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (  و صاحب التحقیق یرى الکثرة فی الواحد کما یعلم أن مدلول الأسماء الإلهیة، و إن اختلفت حقائقها و کثرت، أنها عین واحدة. فهذه کثرة معقولة فی واحد العین.

فتکون فی التجلی کثرة مشهودة فی عین واحدة، کما أن الهیولى تؤخذ فی حد کل صورة، وهی مع کثرة الصور واختلافها ترجع فی الحقیقة إلى جوهر واحد هو هیولاها.

فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عین هویته وحقیقته.

ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقیقتها إلا الإلهیون من الرسل والصوفیة.)


قال رضی الله عنه :  (وصاحب التحقیق یرى الکثرة فی الواحد ، کما یعلم أنّ مدلول الأسماء الإلهیة وإن اختلفت حقائقها وکثرت أنّها عین واحدة ، فهذه کثرة معقولة فی واحد العین ، فیکون فی التجلَّی کثرة مشهودة فی عین واحدة ، کما أنّ الهیولى تؤخذ فی حدّ کلّ صورة وهی مع کثرة الصورة واختلافها ترجع فی الحقیقة إلى جوهر واحد هو هیولاها ، فمن عرف نفسه بهذه المعرفة ، فقد عرف ربّه ، فإنّه على صورته خلقه ، بل هو عین هویته وحقیقته » ).


قال العبد : اعلم أنّ مع الآنات فی الترقّی ، فإنّه دائم القبول للتجلَّیات الوجودیة الدائمة أبد الآباد ، ولکنّه قد لا یشعر بذلک إن کان من أهل الحجاب ، للطافته ورقّته .

وأنّه أبدا فی تجلَّیات تتوالى علیه ، وتزداد - بکل استعداد لتجلّ - تجلَّیات أخر علمیة أو شهودیة أو حالیّة أو مقامیة أو جمعا أو أحدیة جمع ، ولتشابه صور التجلَّی لا یعثر على ذلک کالأرزاق التی تؤتى بها متشابهة ، " کُلَّما رُزِقُوا مِنْها من ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِی رُزِقْنا من قَبْلُ " ومعلوم أنّ هذا الرزق الآتی فی زمان غیر الآتی فی غیره ، والکلّ رزق.

والفرق بین التعیّنات ظاهر وبیّن عند أهل الکشف ، خفیّ عند أهل الحجاب ، لأنّ الشبیهین على کل تقدیر ، بینهما تغایر فی التعیّن ، فهما غیران ، ولکنّ الصحیح لا یقتضی الغیریة فی الحقیقة ، لکون العین واحدة مترائیة ومتظاهرة فی صور متشابهة غیر متناهیة من الکثرة .

کما أنّ مدلول القادر والخالق والرازق إنّما هو الله ، فإنّه هو الرزّاق القادر الخالق ، ولکن صور التجلَّی من جهة القادریة والخالقیة والرازقیة متغایرة ، والمسمّى واحد بلا خلاف .

ومثال ذلک على ما مثّله رضی الله عنه الهیولى تؤخذ ولا بد فی حدّ کل صورة من حیث إنّ الصورة لا توجد إلَّا حالة فی محلّ هو هیولاها ، ولیست فی الوجود إلَّا عینها ، لعدم امتیاز أحدهما عن الآخر إلَّا عقلا لا وجودا ، فالکثرة فی الصورة ، والجوهر واحد هو الأصل ، فالصورة عرض حالّ فی جوهر هو محلَّه ، ولا یوجد إلَّا به وفیه بل هو هو فی الوجود .

فکذلک کثرة صور التجلَّیات فی عین واحدة هو حقیقة المتجلَّی الحقّ " وَلِلَّه ِ الْمَثَلُ الأَعْلى ".

فإنّ الصورة حالة فی المادّة ، فهی محلَّها والفاعل لها فیها غیرهما على ما عرف فی العرف الفلسفی الظاهر ، لا فی نفس الأمر ، فإنّ التحقیق یقضی أنّ الکلّ فی الکلّ من الکلّ عین الکلّ ، والحلول لا یتعقّل إلَّا بعد البینونة ولا بینونة ، فإنّه بإجماع الخصم لا وجود لأحدهما بدون الآخر ، فالقابلیة والفاعلیة والانفعال نسب فی جوهر واحد هی أحکام له فیه ومنه ، فافهم ذلک واستشرف منه إلى ما نحن بصدد بیانه .

ثم اعلم : أنّ الأمر فی الإنسان الکامل کذلک ، فإنّ قلبه یتقلَّب مع الحق فی کل منقلب ، فیکون مع کل آن فی شأن بربّه ، ومن عرف نفسه بهذه المثابة ، فقد عرف ربّه الذی هو کذلک ، لکونه خلق على صورته ، وهو هویّته .

 

قال رضی الله عنه : « ولهذا ما عثر أحد من العلماء والحکماء "یعنی الظاهریّین" على معرفة النفس وحقیقتها إلَّا الإلهیّون من الرسل والصوفیة ،"

 

قال العبد اعلم : أنّ حقیقة النفوس کلَّها من النفس الواحدة التی هی نفس الحق ، وأمّا صور النفوس فإنّها تجلَّیات نوریة فی النفس الرحمانی ، تنفّس الحق بها عن الصور الجسمانیة الطبیعیة ، فإن کانت - أعنی النفس - جزئیة ، فهی صورة من صور النفس الکلیة الواحدة الرحمانیة متفرّجة فی مادّة نفسیة نوریة رحمانیة .

وإن کانت نفسا کلیة من النفوس للإنسان الکامل ، فهی عین نفس الحق ظهرت فی مرتبة حقیقة هذا العبد على نحو من الصورة ، ونفس الحق الإنسانیة الواحدة هی التی خلقت منها النفوس کلَّها ، فقبلت فی الصورة الذکورة والأنوثة من حیث حقیقتها ، الذاتیتین لها ، وهما الفعل والانفعال .

قال : " خَلَقَکُمْ من نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا کَثِیراً وَنِساءً " فتلک النفس الواحدة - التی خلقنا منها ، ومنها خلق زوجها - هی نفس الحق التی یحذّرکم منها ، وقد أمرنا أن نجعلها وقایة لربّنا فی معرفتنا بها .

ونجعل الربّ وقایة لها عن کل ما یخاف ویحذر ممّا یذمّ ویحمد ، ونضیف المحامد کلَّها إلى النفس من کونها عین نفس الحق ، ونضیف المذامّ کلَّها إلیها کذلک من کونها نفسا .

فإنّها ذات جهتین تقبل النسبة إلینا من کونها صور حقائقها الذاتیة التی هی عینها ، فهی کثیرة لا تتناهى صور جزئیّاتها ، وکذلک تقبل النسبة إلى الحق من کونها نفس الحق الظاهرة فی نفسه من مقامی قرب الفرائض والنوافل التی لها من جهتیها ، فإنّ الحق هو عین هویّتنا من کونه عین سمعنا وبصرنا ویدنا ورجلنا وسائر قوانا ، وعین نفوسنا وأعیاننا ، ونحن صورة التی نقول على ألسنتنا ، فنحن لسانه الذی یقول : سمع الله لمن حمده ، فنحن من هذا الوجه عین سمعه وبصره ولسانه ، فنحن بحسبه من هذا الوجه ، ومن الوجه الآخر هو ظاهرنا کما ذکرنا .

فإذا ظهر بنا لنا ، فنحن وقایته عن الکثرة المشهودة فی أحدیته العینیة ، إذ نحن الأعضاء والجوارح .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (  و صاحب التحقیق یرى الکثرة فی الواحد کما یعلم أن مدلول الأسماء الإلهیة، و إن اختلفت حقائقها و کثرت، أنها عین واحدة. فهذه کثرة معقولة فی واحد العین.

فتکون فی التجلی کثرة مشهودة فی عین واحدة، کما أن الهیولى تؤخذ فی حد کل صورة، وهی مع کثرة الصور واختلافها ترجع فی الحقیقة إلى جوهر واحد هو هیولاها.

فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عین هویته وحقیقته.

ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقیقتها إلا الإلهیون من الرسل والصوفیة.).

 

قال رضی الله عنه : "وصاحب التحقیق یرى الکثرة فی الواحد ، کما یعلم أن مدلول الأسماء الإلهیة وإن اختلفت حقائقها وکثرت أنها عین واحدة ، فهذه کثرة معقولة فی عین الواحد ، فتکون فی التجلی کثرة مشهودة فی عین واحدة کما أن الهیولى تؤخذ فی حد کل صورة ، وهو مع کثرة الصور واختلافها ترجع فی الحقیقة إلى جوهر واحد وهو هیولاها ، فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه ، فإنه على صورته خلقه بل هو عین هویته وحقیقته ".

 

"" أضاف بالی زادة :  ( ولیس هو ) ضمیر شأن اسم لیس ( الواحد ) مفسر له ( عین الآخر ) خبره أی ولیس ذلک المشابه الواحد غیر المشابه الآخر ( وغیران وشبیهان ) خبران فی إنهما ( فهذه ) أی مدلول الأسماء ( کثرة معقولة ) أی تکون بالقوة ( فی عین ) أی حقیقة ( الواحد ) الواجب الوجود المشهود ( فتکون ) هذه الکثرة المعقولة ( فی التجلی ) أی فی الظهور اهـ بالى زادة "".

 

ویجوز أن یکون أنهما فی محل النصب على أنه مفعول العارف ، والألف واللام بمعنى الموصول وغیر ان خبر إن بالکسر ، والمعنى فإن الشبیهین عند الذی یعرف أنها شبیهان غیران فتکون عند ظرفا للمغایرة التی دل علیها غیران ، وفی بعض النسخ عند العارف فمن حیث إنهما شبیهان فعلى هذا فالوجه هو الأول .

فالحقیقة واحدة والتعینات متعددة ، فیرى صاحب التحقیق کثرة التعینات فی العین الواحدة المتظاهرة فی صورة متشابهة غیر متناهیة ، کما أن مدلول القادر والعالم والخالق والرازق واحد بالحقیقة مع اختلاف معانیها وهو الله تعالى فاختلاف معانی الأسماء کثرة معقولة اعتباریة فی مسمى واحد العین .

أی واحد عینه لا کثرة فی حقیقته ، فالتجلى فی صورة کل اسم کثرة مشهودة فی عین واحدة ، وکذا فی التارات تکون التجلیات المتعاقبة المتشابهة واحدة بالحقیقة کثیرة بالتعینات على ما مثله فی الهیولى ، فإنک تأخذها فی حد کل صورة من الصور الجوهریة .

فتقول : إن الجسم جوهر ذو مقدار ، والنبات جسم نام ، والحجر جسم جامد ثقیل صامت ، والحیوان جسم نام حساس متحرک بالإرادة ، والإنسان حیوان ناطق ، فقد أخذت الجوهر حد الجسم ، والجسم الذی هو الجوهر فی حد سائرها ، فیرجع الجمیع إلى الحقیقة الواحدة التی هی الجوهر .

فمن عرف نفسه بهذه المعرفة أی بأنها حقیقة الحق الظاهرة فی هذه الصورة وجمیع صور الأشیاء إلى ما لا یتناهى فقد عرف ربه ، خصوصا الإنسان الکامل ، فإنه مع کونه غیر حقیقة خلقه على صورة الحضرة الإلهیة بجمیع أسمائها .


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( وصاحب التحقیق یرى الکثرة فی الواحد کما یعلم أن مدلول الأسماء الإلهیة، و إن اختلفت حقائقها و کثرت، أنها عین واحدة. فهذه کثرة معقولة فی واحد العین.

فتکون فی التجلی کثرة مشهودة فی عین واحدة، کما أن الهیولى تؤخذ فی حد کل صورة، وهی مع کثرة الصور واختلافها ترجع فی الحقیقة إلى جوهر واحد هو هیولاها.

فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عین هویته وحقیقته.

ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقیقتها إلا الإلهیون من الرسل والصوفیة.)

 

قال رضی الله عنه : (وصاحب التحقیق یرى الکثرة فی الواحد ، کما یعلم أن مدلول الأسماء الإلهیة ، وإن اختلفت حقائقها وکثرت ،أنها عین واحدة . فهذه کثرة معقولة فی واحد العین ، فیکون فی التجلی کثرة مشهودة فی عین واحدة .)

لما تکلم فی الفرق ، شرع یتکلم فی الجمع بین الفرق والجمع . ومعناه : أن المحقق یرى الکثرة الواقعة فی العالم موجودة فی الواحد الحقیقی الذی هو الوجود المطلق الظاهر بصور الکثرة ،

کرؤیة القطرات فی البحر والثمر فی الشجر والشجر فی النواة ، کما یرى الکثرة الأسمائیة ، مع أنها مختلفة الحقائق ، راجعة إلى تلک الذات .

فهذه الکثرة الأسمائیة معقولة فی الذات الواحدة الإلهیة ، فعند التجلی بصور الأسماء تکون الکثرة الأسمائیة مشهودة فی عین واحدة معقولة . ولأجل هذا المعنى ، تسرت ( الهویة ) فی صور الموجودات ، فأظهرها .

وفی القیامة الکبرى یجعل تلک الصورة مستورة ، ویظهر الحق بذاته .

ویقول : ( لمن الملک الیوم لله الواحد القهار ) . ثم یتجلى بالکثرة المشهودة فی الدار الآخرة أیضا ، جلت قدرته .


قال رضی الله عنه : ( کما أن الهیولى تؤخذ فی حد کل صورة . وهی ، مع کثرة الصور واختلافها ، ترجع فی الحقیقة إلى جوهر واحد ، وهو هیولاها . ) .

المراد ب ( الهیولى ) هنا هو الهیولى الکلیة التی تقبل صور جمیع الموجودات الروحانیة والجسمانیة .

وهو الجوهر کما بینه فی کتابه المسمى بإنشاء الدوائر .

ومعناه : أن الکثرة مشهودة فی عین واحدة ، وتلک العین الواحدة معقولة  فیها ، کما أن صور الموجودات کلها مشهودة فی عین الهیولى ، والهیولی معقولة فیها ، لذلک تؤخذ فی تعریف کل من الموجودات .

کما أنک تقول العقل هو جوهر مجرد مدرک للکلیات غیر متعلق بجسم ، والنفس الناطقة جوهر مجرد مدرک

للکلیات والجزئیات ، وله تعلق التدبیر والتصرف بالجسم ، والجسم جوهر قابل

للأبعاد الثلاثة ، فیؤخذ ( الجوهر ) فی تعریفاتها .

وهو فی الحقیقة واحد والصور کثیرة مختلفة . والغرض التنبیه لأرباب النظر ، لئلا تشمئز عقولهم عما یقوله أهل الله فی التوحید .

( فمن عرف نفسه بهذه المعرفة ، فقد عرف ربه . ) أی ، فمن عرف أن حقیقته هی حقیقة الحق ، وهی التی تفصلت وظهرت بصور الموجودات بحسب مراتبها وظهوراتها - کما بینا فی المقدمات ، هو الذی عرف ربه .

( فإنه على صورته خلقه ، بل هو عین حقیقته وهویته. ) أی ، فإن الإنسان مخلوق على صورة ربه ، کما جاء فی الحدیث الصحیح : ( إن الله خلق آدم على صورته ) .

وفی روایة : ( على صورة الرحمان ) . والمراد ب ( الصورة ) الأسماء والصفات الإلهیة .

أی ، خلقه موصوفا بجمیع تلک الأسماء والصفات ، بل هویته

التی اختفت وحقیقته التی تسترت فی الحقیقة الإنسانیة ، فأظهرت الإنسان ، فهویته عین هویة الحق ، وحقیقته عین الحقیقة الإلهیة .

وهو اسمه الأعظم الجامع لحقائق الأسماء کلها . ( ولهذا ما عثر ) أی ، ما اطلع .


قال رضی الله عنه :  ( أحد من الحکماء والعلماء على معرفة النفس وحقیقتها ، إلا الإلهیون من الرسل والأکابر من الصوفیة .)

"" الإلهیون من الرسل والأکابر من الصوفیة عرفوا نفوسهم  بعلوا هممهم ولسطوع أنوار الحضرات الإلهیة والربانیة على قلوبهم فتذکروا وعلموا ما لم یکونوا یعلمون ""


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( وصاحب التحقیق یرى الکثرة فی الواحد کما یعلم أن مدلول الأسماء الإلهیة، و إن اختلفت حقائقها و کثرت، أنها عین واحدة. فهذه کثرة معقولة فی واحد العین.

فتکون فی التجلی کثرة مشهودة فی عین واحدة، کما أن الهیولى تؤخذ فی حد کل صورة، وهی مع کثرة الصور واختلافها ترجع فی الحقیقة إلى جوهر واحد هو هیولاها.

فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عین هویته وحقیقته.

ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقیقتها إلا الإلهیون من الرسل والصوفیة.)

 

قال رضی الله عنه :  (وصاحب التحقیق یرى الکثرة فی الواحد کما یعلم أن مدلول الأسماء الإلهیة، و إن اختلفت حقائقها و کثرت، أنها عین واحدة. فهذه کثرة معقولة فی واحد العین.

فتکون فی التجلی کثرة مشهودة فی عین واحدة، کما أن الهیولى تؤخذ فی حد کل صورة، وهی مع کثرة الصور واختلافها ترجع فی الحقیقة إلى جوهر واحد هو هیولاها. فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عین هویته وحقیقته. ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقیقتها إلا الإلهیون من الرسل والصوفیة.)

 

إذ (صاحب التحقیق) لا ینفی الکثرة بالکلیة کصاحب الغناء؛ بل (یرى الکثرة فی الواحد) 

""أضاف المحقق :  قد یعنی بجمع الجمع شهود الوحدة فی الکثرة، وشهود الکثرة فی الوحدة، وهذا یسمى بالفرق الثانی.""

 فله أن یرى هذه التجلیات المتعددة فی التجلی الواحد بحسب الصورة فی بداهة النظر، (کما) یرى کثرة الإیمان فی الحق الواحد إذ (یعلم أن مدلول الأسماء الإلهیة) من حیث دلالتها على الذات.

(وإن اختلفت) باعتبار آخر (حقائقها) أی: معانیها التی بها تحققها من حیث هی أسماء، (وکثرت) تلک الحقائق حتى وجب تکثر الأسماء المعنویة مع وحدة الذات (أنها). أی: مدلولها أنث الضمیر باعتبار أن المراد بالمدلول الذات .

(عین واحدة متضمنة لهذه الحقائق المتعددة المختلفة؛ فهذه) أی: کثرة الأسماء فی الذات الواحدة (کثرة معقولة فی واحد العین)، والکثرة المشهودة مثل المعقولة، (فتکون فی التجلی کثرة مشهودة فی عین واحدة)، ولیس هذا مجرد قیاس للأمور المشهودة على الأمور المعقولة؛ بل له نظر فی الأمور المشهودة أیضا.

(کما أن الهیولى ) أی: الجنس (تؤخذ فی حد کل صورة) أی: ماهیة تصورت بالفصول الممیزة أی: قوام الماهیة بالجنس والفصل.

""اضاف المحقق :  فائدة: قال سیدنا الشعرانی: أن الحق لما أحب الظهور من ذاته لذاته بمقتضى ذاته قسم صفات ذاته قسمین من غیر تعدد فی العین.

فسمی أحد القسمین بالواجب والقدیم والرب والفاعل.

وسمی القسم الثانی بالممکن والمحدث والعبد والمنفعل.

فأول ما ظهر من ذلک القسم الثانی محل حکمی سماه بالهیولى والقبولی.""

(وهی) أی: الهیولى مع کثرة الصور التی أخذت الهیولى فی حدودها (واختلافها؛ ترجع فی الحقیقة)، وإن تعددت بالأنواع (إلى جوهر واحد وهو هیوها) أی: والحال أنه هیولى الجمیع فضلا عن حال کونها قبل ذلک، مع أن الصور أیضا جواهر.

فإذا تصور ذلک للجوهر الواحد بالنسبة إلى جواهر أخر؛ ففی الصور الفرضیة أو القلبیة أولى، هذا على القول بجوهریتها لکونها جزئی الجواهر، وعلى القول بکون الصورة عرضا؛ فهو عین النظر.

(فـ "من عرف نفسه" بهذه المعرفة) أی: أنها هیولى الصور («فقد عرف ربه»). رواه أبو نعیم فی الحلیة

 بأنه هیولى التجلیات، (فإنه) أی: الرب (على صورته) الکلیة الجامعة بین التنزیه والتشبیه (خلقه) أی: النفس یعنی القلب؛ (بل هو) أی: النفس عند التجلی الشهودی (عین هویته وحقیقته) أی: عین تعین الحق منه بالصورة وتحققه فیه إذ لا یجتمع صورتان متماثلتان فیه، ولا بد من تمثل القلب بما یتجلى فیه کالمرأة.

(ولهذا) أی: ولأجل أن النفس مخلوقة على صورة الحق الجامعة بین التنزیه والتشبیه؛ بل عین هویته وحقیقته (ما عثر أحد من) الطوائف على حد النفس وحقیقتها (إلا) الغرقة (الإلهیون) أی: المطلعون على الصورة الإلهیة الجامعة، وعلى تجلیاته الشهود به (من الرسل والأکابر من الصوفیة) لاختصاصهم بالإطلاع المذکور.


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( وصاحب التحقیق یرى الکثرة فی الواحد کما یعلم أن مدلول الأسماء الإلهیة، و إن اختلفت حقائقها و کثرت، أنها عین واحدة. فهذه کثرة معقولة فی واحد العین.

فتکون فی التجلی کثرة مشهودة فی عین واحدة، کما أن الهیولى تؤخذ فی حد کل صورة، وهی مع کثرة الصور واختلافها ترجع فی الحقیقة إلى جوهر واحد هو هیولاها.

فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عین هویته وحقیقته.

ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقیقتها إلا الإلهیون من الرسل والصوفیة.)

 

قال رضی الله عنه :  ( وصاحب التحقیق یرى الکثرة فی الواحد ) رؤیة شهود ( کما یعلم أنّ مدلول الأسماء الإلهیّة - وإن اختلفت حقائقها وکثرت - إنّها عین واحدة ) علم ذوق ویقین ، ( فهذه ) الکثرة الأسمائیّة ( کثرة معقولة فی واحد العین ، فتکون فی التجلَّی ) عند ظهورها على المشاهد والمشاعر ( کثرة مشهود فی عین واحدة ).

وفی عبارته هاهنا لطیفة ، حیث أنّ الواحد فی العلم والعقل هو متعلَّق الإدراک بعد إضافته إلى العین ووصفها به ، وفی التجلَّی والشهود إنّما یتعلَّق الإدراک بالکثرة المنطویة فی الواحد ، وذلک لأنّ حکم اسم الباطن هو الغالب فی الأوّل ، فالوحدة غالبة هناک ، بخلاف الثانی .

ومثال ذلک : ( کما أنّ الهیولى ) وهو عندهم کلّ ما یظهر بصورة من الصور جوهرا کان أو عرضا ، مقوّما لمحلَّه أو متقوّما به فهو أعمّ ممّا علیه کلمة

 

المشاءین وهو یشمل المادّة الجنسیّة - إنّها ( تؤخذ فی حدّ کلّ صورة ) من الصور النوعیّة عقلا - کما یؤخذ الجوهر والجسم فی حدّ الحیوان والنبات والجماد ، فهو واحد العین ذو کثرة أسمائیّة - عینا - کما یؤخذ ذلک أیضا فی حدود أنواع کلّ من الثلاثة وأشخاصها - ( مع کثرة الصور ) فیها ، فمبدأ تلک الصور ( واختلافها ترجع فی الحقیقة إلى جوهر واحد ) وهو الجنس العالی ( و ) ذلک الجوهر ( هو هیولاها ) أی هیولى الصور کلَّها .

فذلک الجوهر هو واحد العین فی العقل ، ذو کثرة أسمائیّة ، وهو ظاهر ، وهو العین الواحدة فی الخارج التی هی ذات کثرة مشهودة فإنّ الشخص هو الجوهر فی الخارج ذو کثرة مشهودة کما لا یخفى ، فهذا مثال للصورتین .

 

طریق المعرفة معرفة النفس

قال رضی الله عنه :  ( فمن عرف نفسه بهذه المعرفة ) - واحدة العین ذا کثرة معقولة ، وعینا واحدة ذا کثرة مشهودة محسوسة کما ظهر - ( فقد عرف ربّه ) کذلک ( فإنّه على صورته خلقه ، بل هو عین هویّته وحقیقته ) فإنّ الذی خلق على صورته هو آدم بالمعنى الذی اصطلح علیه أوّلا ، فنفس الإنسان حینئذ هو هویّته وحقیقته ( ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقیقتها إلَّا الإلهیّون من الرسل والصوفیّة ) إذ لا یحمل عطایاهم إلَّا مطایاهم .

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( وصاحب التحقیق یرى الکثرة فی الواحد کما یعلم أن مدلول الأسماء الإلهیة، و إن اختلفت حقائقها و کثرت، أنها عین واحدة. فهذه کثرة معقولة فی واحد العین.

فتکون فی التجلی کثرة مشهودة فی عین واحدة، کما أن الهیولى تؤخذ فی حد کل صورة، وهی مع کثرة الصور واختلافها ترجع فی الحقیقة إلى جوهر واحد هو هیولاها.

فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عین هویته وحقیقته.

ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقیقتها إلا الإلهیون من الرسل والصوفیة.)

 

قال رضی الله عنه : (وصاحب التحقیق یرى الکثرة فی الواحد کما یعلم أن مدلول الأسماء الإلهیة، و إن اختلفت حقائقها و کثرت، أنها عین واحدة. فهذه کثرة معقولة فی واحد العین.  فتکون فی التجلی کثرة مشهودة فی عین واحدة، کما أن الهیولى تؤخذ فی حد کل ورة، وهی مع کثرة الصور واختلافها ترجع فی الحقیقة إلى جوهر واحد هو هیولاها. فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عین هویته وحقیقته. ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقیقتها إلا الإلهیون من الرسل والصوفیة.)

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  (وصاحب التحقیق) الجامع بین الفرق والجمع (یرى الکثرة) الواقعة فی العالم موجودة (فی الواحد) الحقیقی الذی هو الوجود الحق المطلق کرزیة القطرات فی البحر والثمرات فی الشجر والشجر فی النواة (کما بعلم أن مدلول الأسماء الإلهیة وإن اختلفت حقائقها وکثرت أنها) تکرار، لأن المفتوحة مع أسمها تأکیدة وخبرها (عین واحدة فهذه) الکثرة الوجودیة الخلقیة والأسمائیة (کثرة معقولة فی واحد العین فتکون العین الواحدة فی التجلی) بصور العالم أو بصور الأسماء الإلهیة.

قال الشیخ رضی الله عنه :  (کثرة مشهودة فی عین واحدة کما أن الهیولى) وهی عندهم کلما یظهر بصورة من الصور جوهرة کان أو عرض مقومة لمحله أو منقوم به فهو أعم مما علیه اصطلاح الحکماء، ولو حمل على مصطلح الحکماء یکفی فی التمثیل أیضا (توجد فی حد کل صورة وهی مع کثرة الصور واختلافها ترجع فی الحقیقة إلى جوهر واحد وهو)، أی ذلک الجوهر الواحد.

قال الشیخ رضی الله عنه :  (هیولاها)، أی هیولى الصورة فکما أن الکثرة الواقعة فی العالم معقولة فی واحد العین وهو الوجود المطلق کذلک کثرة الصور کثرة معقولة فی الهیولى، وکما أن تجلی العین الواحدة بصور العالم کثرة مشهودة فی عین واحدة ، کذلک ظهور الهیولى، فی الصور کثرة مشهودة فی عین واحدة هی الهیولى.

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فمن عرف نفسه بهذه المعرفة)، أی عرفها بمثل هذه المعرفة عینة واحدة ذات کثرة معقولة وکثرة مشهودة فی عین واحدة (فقد عرف ربه) کذلک (فإنه تعالى على صورته خلقه)، کما جاء فی الحدیث الصحیح:"إن الله خلق آدم على صورته" رواه البخاری ومسلم وغیرهما .

قال الشیخ رضی الله عنه :  (بل هو عین هویته) التی اختلفت فیه (و) عین (حقیقنه) التی تسترت به (ولهذا)، أی لکون معرفة النفس ما ذکرناه وهی لا تحصل إلا بالکشف والذوق (ما عثر)، أی ما اطلع (أحد من العلماء على معرفة النفس وحقیقتها إلا الإلهیون من الرسل والصوفیة) إذ لا تحمل عطایا المنک إلا مطایا المنک.

 

المواقف الروحیة والفیوضات السبوحیة شرح الأمیر عبد القادر الجزائری 1300 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (  و صاحب التحقیق یرى الکثرة فی الواحد کما یعلم أن مدلول الأسماء الإلهیة، و إن اختلفت حقائقها و کثرت، أنها عین واحدة.  فهذه کثرة معقولة فی واحد العین.

فتکون فی التجلی کثرة مشهودة فی عین واحدة، کما أن الهیولى تؤخذ فی حد کل صورة، وهی مع کثرة الصور واختلافها ترجع فی الحقیقة إلى جوهر واحد هو هیولاها.

فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه، بل هو عین هویته وحقیقته.

ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقیقتها إلا الإلهیون من الرسل والصوفیة.)

قال رضی الله عنه : (وصاحب التحقیق بری الکثرة فی الواحد کما یعلم أن مدلول الأسماء الإلهیة ، وإن اختلفت حقائقها وکثرت، أنها عین واحدة، فهذه کثرة معقولة فی واحد العین .

فتکون فی التجلی کثرة مشهودة فی عین واحدة، کما أن الهیولى تؤخذ فی حد کل صورة، وهی مع کثرة الصور واختلافها ترجع فی الحقیقة إلى جوهر واحد وهو هیولاها).

ومن علم الاتساع الإلهی علم أن لا یتکرر شیء فی الوجود .

ویدل على ذلک اختلاف الأحکام على الأعیان أعیان الصور فی کل حال.

فلا بد أن تکون هذه العین التی لها هذا الحال الخاص لیست تلک العین التی کان لها ذلک الحال الذی شوهد مضیه وزواله.

وانظر هل ترى فیما ترى من المخلوقات من إنسان وحیوان ونبات صورتین متماثلتین من کل وجه؟

لا ترى ذلک أبدا، فالجاهل یقول الشی، إما واحد أو کثیر، وصاحب التحقیق یرى الکثرة فی الواحد، فهو یرى العین الواحدة التی هی جوهر العالم.

وسیأتی بیان تجدد الصور علیها فی کل نفس، وکل صورة غیر الأخرى، فإن التجلی الإلهی لا یشرک بین صورتین، ولا تکون صورة إلا عن تجل خاص لها، سواء فی ذلک الصور الحسیة و العقلیة والخیالیة ، یقظة ومناما . فإن فعل الحق تعالى دائم .

فهذه رؤیة صاحب التحقیق لجمیع صور العالم، کما یعلم صاحب التحقیق أن مدلول الأسماء الإلهیة التی لا تحصى کثرتها مع اختلاف معانیها ومدلولاتها، وإن اختلفت حقائقها ومدلولاتها ترجع إلى عین واحدة.

فهذه الکثرة الحاصلة فی الأسماء الإلهیة کثرة معقولة، فإنها نسب وإضافات واعتبارات.

فتکون الکثرة فی التجلی الإلهی فی الصور من کل ما یطلق علیه أسم صورة کثرة مشهودة فی عین واحدة مرئیة، بعین الحس والخیال والعقل، والحق من وراء ذلک کله من حیث الذات.

ولا یعتام علیک أیها العاقل المحجوب کون صاحب التحقیق یرى الکثرة الحاصلة من صور التجلی فی العین الواحدة.

فهذا کما تقول أنت فی الهیولى إنها تؤخذ فی حد کل صورة من الصور التی تحت مرتبتها إذا حددت الصورة بذاتیاتها وصفاتها النفسیة، وهی مع کثرتها ترجع فی الحقیقة ونفس الأمر إلى جوهر واحد، هو هیولاها.

إذ الهیولى عندکم جوهر معقول بسیط، لا تخلو منه صورة ولا یتم وجوده بالفعل دون وجود ما حل فیه من الصور.

وهو موجود بلا کم ولا کیفیة ، ولم یقترن به زمان ولا شیء من سمات الحدوث.

فالهیولى محل للجوهر، والموضوع محل للعرض، تتمیم أهل الله المکاشفون بحقائق الأشیاء یسمون الجوهر الحاصل لصور العالم بأسره بالهباء.

وأول من سماه بهذا الاسم علی بن أبی طالب علیه السلام لکونه رأى هذا الجوهر مبثوثا فی کل صورة من صور العالم کله، أعلاه وأسفله، لا تکون صورة بدونه مع وحدته وعدم انقسامه وتجزئته.

والشیخ الأکبر یسمیه بالعنقاء، لکونه یسمع بذکره ویعقل، ولا وجود له فی العین، دون ما حل فیه من الصور وهو الحقیقة الکلیة عند بعضهم، وحقیقة الحقائق عند بعضهم. والحق المخلوق به کل شیء عند بعضهم، وبالعماء.

ویسمى العماء بالحق المخلوق به، لأنه عین النفس الرحمانی، والنفس مبطون فی المتنفس، وهو الحق تعالى ولکل تسمیة وجه باعتبار، فکما رأیت أیها العاقل صور العالم کلها فی جوهر العالم مع وحدته ، کذلک رأی صاحب التحقیق من أهل الله الکثرة فی الواحد العین .

قول سیدنا رضی الله عنه : (فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربه فإنه على صورته خلقه ، بل هو عن هویته وحقیقته).

یقول رضی الله عنه : إن المدعیین معرفة النفس الناطقة، وهم الذین تکلموا فی حقیقة النفس وماهیتها کثیرون، فمن عرف نفسه منهم بهذه المعرفة، وهی أنه عین واحدة تظهر فیها الأحوال والنعوت و التبدل فی کل زمان فرد، وتتجدد علیها الأحکام لا تبقى على حالة واحدة، فهی تتصور بما یرد علیها من صور التجلی، وهی باقیة فی عینها وحقیقتها لا تتغیر ولا تتبدل.

عرف ربه المتجلی علیه بهذه الأحوال والتبدلات والانتقالات والتغیرات، فشأنه تعالى التجلی ، وشأن الموجودات التغیر والانتقال .

فالتجلی إحدى العین فی أعیان مختلفة .

ثم اعلم أن المراد معرفة النفس الإنسانیة المعرفة اللائقة بالمخلوق، لا المعرفة على وجه الإحاطة ، فإن ذلک محال، ولو عرف الإنسان على طریق الإحاطة لعرف الحق عز وجل على طریق الإحاطة وذلک محال .

فالإنسان لا یعرف ، والحق لا یعرف. فلا یعرف النفس الإنسانیة إلا الله تعالى وإنما کانت معرفة النفس الإنسانیة ومعرفة الرب تعالى متلازمین، لأنه تعالى على صورته خلقه.

کما ورد: "أن الله خلق آدم على صورته". بإرجاع الضمیر إلى الله، یؤیده الروایة الأخرى.

وقد صححها بعض الحفاظ : "على صورة الرحمن". 

ولهذا کانت النفس الناطقة التی هی روح الإنسان المسماة زیدا مثلا، لا یستحیل علیها أن تدبر جسمین فصاعدا إلى آلاف من الصور الجسمیة.

وکل صورة هی زید عینه، لیست غیر زید، ولو اختلفت الصور أو تشابهت لکان المرئی المشهود عین زید .

 

تنبیهان :

الأول : لا خصوصیة لآدم علیه السلام بالخلق على الصورة الإلهیة ، بل کل إنسان کامل من أولاده إلى یوم القیامة ، مخلوق على الصورة.

ومن کان إنسانا حیوانا فلیس مخلوقا على الصورة الإلهیة، وإن کان له قابلیة واستعداد .

لذلک إذا حفته العنایة فلا یکون مخلوقا على الصورة الإلهیة إلا إذا کان إنسانا کاملا بالفعل لا بالقوة والصلاحیة .

الثانی : لیس المراد بالصورة الذات، فإن الذات العلیة المقدسة لا صورة لها إلا من حیث التجلی بالمثال.

وإنما المراد بالصورة مشارکة الإنسان الکامل للحق تعالى فی الأسماء الإلهیة کلها، ومشارکته للحق فی التقلب فی الأحوال بتقلب الحق تعالى فی الأحوال.

والإنسان تتقلب علیه الأحوال بسبب التجلی علیه بها، وما قاله بعضهم فی الصورة التی خلق آدم علیه السلام علیها کونه ذاتا وله سبع صفات فقط، لیس بشیء.

لأن "الإنسان"الحیوان کذلک له ذات وهو حی عالم مرید قادر متکلم سمیع بصیر.

ولو کان المراد ذلک لکان یبطل وجه الخصوصیة للإنسان.

لأن هذه الصفة إنما جاءت له على جبهة التشریف له.

بل إذا کشفنا الغطاء وهتکنا الحجاب نقول : 

هو تعالى عین هویة الإنسان الکامل، گآدم التی بها هو هو، وحقیقته التی هو حق بها. 

فظاهر الإنسان صورة خلفیة کونیة، وباطنه هویة الحق غیر محدودة للصورة.

فهو من حیث الصورة من جملة العالم، ومن حیث باطنه کما ذکرنا.


قول سیدنا رضی الله عنه : (ولهذا ما عثر أحد من علماء المتکلمین والحکماء المتقدمین على معرفة النفس وحقیقتها إلا الإلهیون من الرسل والأکابر من الصوفیة وأما أصحاب النظر وأرباب الفکر من القدماء والمتکلمین، فی کلامهم فی النفس وماهیتها، فما منهم من عثر على حقیقتها، ولا یعطیها النظر الفکری أبدا. فمن طلب العلم بها من طریق النظر الفکری فقد استسمن ذا ورم، ونفخ فی غیر ضرم، لا جرم أنهم من : "الَّذِینَ ضَلَّ سَعْیُهُمْ فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَهُمْ یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ یُحْسِنُونَ صُنْعًا" [الکهف: 104]. فمن طلب الأمر من غیر طریقه فما ظفر بحقیقته) .

یقول رضی الله عنه : ولهذا لما کانت معرفة الرب لازمة لمعرفة النفس الناطقة، وهی الروح، فإنها نسخة من الرب تعالى، بل ومثل لصورته تعالى .

والرب غیر مقید ولا محصور، وإنما هو تعالی کل یوم فی شأن.

والیوم هنا هو الآن الذی هو حد الزمانین الماضی والمستقبل. فکانت النفس کذلک کل آن فی حال.

قال رضی الله عنه : (ولهذا ما عثر أحد من العلماء على معرفة النفس وحقیقتها إلا الإلهیون من الرسل والصوفیة.)

ولهذا لما کان الأمر هکذا ما عثر ولا اطلع أحد من العلماء، علماء الرسوم الإسلامیین ولا عثر أحد من الحکماء الأولین الفلاسفة الإشراقیین والمشائین المتکلمین فی ماهیة النفس وحقیقتها على الأمر کما هو.

فما عثر على معرفة النفس إلا العلماء الإلهیون الذین معلمهم الله جل جلاله من الرسل صلوات الله علیهم وسلامه والأکابر من الصوفیة، لا مطلق الصوفیة .

وأما أصحاب النظر العلی و أرباب الفکر من الحکماء القدماء والعلماء المتکلمین فی کلامهم بالنظر العقلی ودلیلهم الفکری على معرفة النفس الإنسانیة وماهیتها، فما منهم من عثر على حقیقتها.

فإنهم طلبوا الأمر من فصه ، وأرادوا معرفتها من طریق النظر العقلی ونصبه، وحیث کانت العقول متباینة متفاوتة.

لا جرم أنهم فیها باختلاف أقوالهم فی الرب سبحانه وتعالى :

فقال قوم : النفس الإنسانیة جوهر فرد متحیز.

وقال آخرون: هی جسم لطیف متشبث بالجسم متخلله.

وقال قوم : هی جوهر محدث قائم بنفسه غیر متحیز.

وقال قوم: النفس الإنسانیة عرض إلى غیر هذا.

وقد انتهت أقوالهم فی النفس الإنسانیة إلى نحو ألف قول على ما ذکره بعض العلماء المطلعین.

وما أصاب أحد منهم لأنهم طلبوا معرفتها بالنظر والاستدلال وإقامة البراهین العقلیة والأقیسة الفکریة، ومعرفة النفس الناطقة الروح لا یعطیها النظر الفکری أبدا، لأن حقیقتها فوق طور العقل، وإنما یکاشف بذلک القلب السلیم، ثم یفیض على العقل.

فلیس للعقل فیما فوق طوره إلا القبول لما انکشف له، فمن طلب الوصول إلى العلم بها والحصول على حقیقتها من طریق النظر الفکری وأعرض عن طریق التصفیة وجلاء مرأة القلب فقد أخطأ الطریق، إذ لا طریق إلى معرفة النفس الإنسانیة إلا الکشف.


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 310

و صاحب التحقیق یرى الکثرة فی الواحد کما یعلم أنّ مدلول الأسماء الإلهیة، و إن اختلفت حقائقها و کثرت، أنّها عین واحدة، فهذه کثرة معقولة فی واحد العین. فتکون فی التجلی کثرة مشهودة فی عین واحدة کما أنّ الهیولى تؤخذ فی حدّ کلّ صورة، و هی مع کثرة الصور و اختلافها ترجع فی الحقیقة الى جوهر واحد هو هیولاها.

صاحب تحقیق، کثرت را در واحد ‌می‌بیند چنانکه ‌می‌داند مدلول اسماء الهیه هر چند که حقایق آنها مختلف است در عین واحد جمع است و آن واحد حقیقى است که وجود مطلق است و ظاهر به صور کثرت. چنانکه هیولى یعنى هیولاى کلى‌یى که صور جمیع‏ موجودات (روحانیه و جسمانیه) را قبول ‌می‌کند (نه هیولاى عالم کون و فساد) و این هیولى جوهرى است که حد و تعریف جمیع صور و اختلاف آنها در حقیقت به این جوهر واحد که هیولاى آنهاست بازگشت ‌می‌کند، و این جوهر صادر اول است.

غرض اینکه همان طور که این جوهر در حد صور أخذ ‌می‌شود وجود مطلق، در همه مظاهر و تجلیات خود چنین است و توحید در نزد اهل اللّه این است.

فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربّه، فإنّه على صورته خلقه، بل هو عین هویته و حقیقته و لهذا ما عثر أحد من الحکماء و العلماء على معرفة النفس و حقیقتها إلّا الإلهیون من الرسل و الصوفیة 

پس هر که خویشتن را به این معرفت شناخت رب خود را شناخت. چه انسان، بر صورت رب خود مخلوق است. بلکه حقیقت و هویت انسان عین حقیقت و هویت حق است (چه اسم اعظم جامع حقایق همه اسماء است). لذا هیچ یک از حکما و علما بر معرفت نفس و حقیقت آن اطلاع نیافتند مگر رسل الهى و أکابر صوفیه (اهل عرفان)


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص:۶۲۲-۶۲۴

و صاحب التّحقیق یرى الکثرة فى الواحد کما یعلم أنّ مدلول الأسماء الالهیّة، و ان اختلفت حقائقها و کثرت، أنّها عین واحدة. فهذه کثرة معقولة فى واحد العین فتکون فى التّجلى کثرة مشهودة فى عین واحدة.

شیخ قدس اللّه سره چون در «مقام فرق» اتمام کلام کرد، شروع کرد در تکلّم از «مقام جمع بین الفرق و الجمع»، و مى‏‌گوید محقّق کثرت واقعه را در عالم موجود مى‏‌بیند در واحد حقیقى که آن وجود مطلق است ظهور یافته به صورت کثرت چون رؤیت قطرات در بحر و ثمر در شجر و شجر در نوات چنانکه کثرت اسمائیّه را با وجود آنکه مختلفة الحقائق است راجع مى‏‌بیند بدان یک ذات (بدین یک ذات- خ). پس این کثرت اسمائیّه معقول است در ذات واحده الهیّه، لاجرم در حالت تجلّى به صور اسما کثرت اسمائیّه مشهوده مى‏‌گردد در عین واحده معقوله.

و حاصل آنکه هویّت، حالیا، در صور موجودات مستتر است و در قیامت کبرى به مستور ساختن این صورت حق به ذات خود ظاهر گشته مى‏‌گوید: لِمَنِ الْمُلْکُ الْیَوْمَ‏ و هم خود جواب مى‏‌دهد که: لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ بعد از آن متجلّى مى‌‏شود کثرت مشهوده در دار آخرت نیز جلّت قدرته و دقّت حکمته.

کما أنّ الهیولى تؤخذ فى حدّ کلّ صورة، و هى مع کثرة الصّور و اختلافها ترجع‏ فى الحقیقة إلى جوهر واحد و هو هیولاها.

مراد از «هیولى» اینجا «هیولاى کلّیّه» است که قبول صور جمیع موجودات روحانیّه و جسمانیّه مى‏‌کند.( مراد از هیولى کلیه در اصطلاح عرفان، صادر نخستین است که رق منشور صور جمیع موجودات روحانیه و جسمیه است.)

و «هیولى» جوهر است چنانکه در کتاب مسمّى به «انشاء الدوائر» بیان این معنى به تقدیم رسیده است.

و معنى متن آنست که کثرت مشهوده است در عین واحده؛ و این عین واحده معقوله است درین کثرت چنانکه صور همه موجودات مشهوده است در عین هیولى و هیولى معقوله در آن صور و لهذا در تعریف هریک از موجودات جوهرى که عبارت از هیولى است ماخوذ مى‌‏گردد.

در تعریف عقل مى‏‌گوئى عقل جوهریست مجرد که ادراک مى‏‌کند کلیات را بى‏آنکه متعلّق شود به جسم.

و در تعریف نفس مى‏‌گوئى: نفس ناطقه جوهریست مجرد که ادراک مى‏‌کند کلیّات و جزئیّات را و او را تعلق با تدبیر و تصرف است در جسم.

و مى‏‌گوئى جسم جوهریست قابل مر ابعاد ثلاثه را؛ لاجرم اخذ جوهر درین تعریفات مى‏‌کنى، و او در حقیقت واحده است و صور کثیره مختلفه. و غرض تنبیه است مر ارباب نظر را تا عقول ایشان غریب نشمارد و متحیّر نشود در آنچه اهل اللّه از توحید خبر مى‏‌دهند.

فمن عرف نفسه بهذه المعرفة فقد عرف ربّه فانّه على صورته خلقه، بل هو عین هویّته و حقیقته.

پس هرکه داند که حقیقت او حقّ است در مقام تفصیل ظاهر شده به صور موجودات به حسب مراتب و ظهوراتش سرّ «لا یعرف اللّه غیر اللّه (الّا اللّه- خ)» برو منکشف شود. چه انسان مخلوق [است‏] بر صورت ربّ خویش کما جاء فى الحدیث الصّحیح:

«انّ اللّه خلق آدم على صورته»

و به روایتى‏

«على صورة الرّحمن»

و مراد از صورت اسماء و صفات الهیّه است یعنى حق سبحانه و تعالى انسان را موصوف به جمیع اسماء آفرید بل موصوف به هویّت خویش که مختفى است و حقیقت خود که مستتر است در حقیقت انسانیّه. پس ظهور انسان به هویّت اوست و حقیقتش عین حقیقت الهیّه؛ و او اسم اعظم الهى است جامع مر حقایق اسماى نامتناهى را. پس عارفى که سعادت این مشاهده را دریابد در مخاطبه دوست به زبانى که لسانى از السنه اوست گوید، نظم:

اى گشاده در خزانه جود     یافته کائنات از تو وجود

چند از عشقت آتش‏افروزى‏     تا کى از جان ما برآرى دود

سالها با تو بودم آسوده‏     فارغ از غصه‌‏هاى بود و نبود

خواستى آمدن به عین از علم‏     تا هویدا شوى به غیب و شهود

پس دویى در میانه پیدا شد     از طریق مجرّدى و قیود

ما شدیم آینه جمال ترا     هرکه در ما جمال دید آسود

نى چه جاى دویى موهوم است‏     بود آن تو است و ما نابود

در جلابیب صورت و معنى‏     نیست غیر از تو شاهد و مشهود

مى‏‌کنى جلوه‏‌هاى حسن و جمال‏     در لباس وجود هر موجود

گویدآن عارفى که همچو حسین‏    به جمال تو چشم او بگشود

که جهان صورت است و معنى یار  لیس فى الدّار غیره دیّار


و لهذا ما عثر أحد من العلماء و الحکماء على معرفة النّفس و حقیقتها إلا الإلهیّون من الرّسل و الأکابر من الصّوفیّة. 

و لهذا اطلاع نیافت هیچ احدى از علما و حکما بر معرفت نفس و حقیقتش مگر طائفه الهیّون از رسل و اکابر صوفیه


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص:۶۰۴

و صاحب التّحقیق یرى الکثرة فی الواحد کما یعلم أنّ مدلول الأسماء الإلهیّة، و إن اختلفت حقائق‌ها و کثرت، أنّها عین واحدة. فهذه کثرة معقولة فی واحد العین. فتکون فی التّجلّی کثرة مشهودة فی عین واحدة، کما أنّ الهیولى تؤخذ فی حدّ کلّ صورة، و هی مع کثرة الصّور و اختلافها ترجع فی الحقیقة إلى جوهر واحد هو هیولاها.

اما عارف محقّق جامع فرق و جمع است و کثرتى که در عالم واقع است، آن را در واحد حقیقى مى‌‏بیند.

فمن عرف نفسه بهذه [المعرفة] فقد عرف ربّه فإنّه على صورته خلقه، بل هو عین هویّته و حقیقته. و لهذا ماعثر أحد من العلماء على معرفة النّفس و حقیقتها إلّا الإلهیّون من الرّسل و الصّوفیّة.

شرح یعنى هر که دانا گشت به آن که حقیقت او حقیقت حق است، و دانست که حق است که به صور موجودات در مظاهر مفصّله ظهور کرده است، به حسب مراتب و تنزّلات، به ربّ خود دانا شد. بلکه انسان است که اسم اعظم است، زیرا که او جامع حقایق جمیع اسماى الهیست.