عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة التاسعة عشر :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( فقد صار ما لا یبقى زمانین یبقى زمانین وأزمنة وعاد ما لا یقوم بنفسه یقوم بنفسه. ولا یشعرون لما هم علیه، وهؤلاء هم فی لبس من خلق جدید.

وأما أهل الکشف فإنهم یرون أن الله یتجلى فی کل نفس ولا یکرر التجلی، و یرون أیضا شهودا أن کل تجل یعطی خلقا جدیدا و یذهب بخلق.

فذهابه هو عین الفناء عند التجلی و البقاء لما یعطیه التجلی الآخر فافهم. ) 

 

قال رضی الله عنه : (فقد صار ما لا یبقى زمانین یبقى زمانین وأزمنة وعاد ما لا یقوم بنفسه یقوم بنفسه.  ولا یشعرون لما هم علیه، وهؤلاء هم فی لبس من خلق جدید. أما أهل الکشف فإنهم یرون أن الله یتجلى فی کل نفس ولا یکرر التجلی، و یرون أیضا شهودا أن کل تجل یعطی خلقا جدیدا و یذهب بخلق. فذهابه هو عین الفناء عند التجلی و البقاء لما یعطیه التجلی الآخر .فافهم.)

(وأما أهل الکشف) من طائفة العارفین المحققین (فإنهم یرون)، أی یعتقدون ویشهدون من غیر شبهة عندهم (أن الله) تعالى (یتجلى)، أی ینکشف (فی کل نفس) بفتح الفاء ما یظهره من صور العالم المحسوس والمعقول .

(ولا یتکرر التجلی) أصلا مرتین بل کل نفس من الأنفاس له نجل جدید یخصه (ویرون أیضا شهودا) و عیانا (أن کل تجل) من تجلیاته تعالى فی کل نفس من الأنفاس (یعطی خلقا جدیدا ویذهب) ذلک التجلی أیضا (بخلق) أول کان قبله على معنى أنه یقتضی الدلالة على انقضاء

التجلی الأول بالخلق الأول.

فإن کل تجلی جدید له خلق جدید، فإذا أتى کلمح بالبصر بث خلقه الجدید، ثم مضى بخلقه الذی بثه وأعقبه تجل آخر غیره بخلق آخر غیره جدید أیضا، ثم انقضى وانقضى معه خلفه أیضا .

وهکذا فالتجلی هو أمر الله تعالى کما قال سبحانه: " إِنَّا کُلَّ شَیْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ کَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50) ) [القمر: 49 : 50 ].

وقال تعالى: "ومن آیاته أن تقوم السماء والأرض بأمره" [الروم: 25]، فیلزم أن تکون السماء والأرض کلمح البصر أیضا لقیامها بما هو کذلک.

وقال تعالى : "وکان أمر الله قدرا مقدورا" [الأحزاب: 38]، وهو عین بثه للخلق الجدید مع الأنفاس عند من نجا من الالتباس.

(فذهابه)، أی التجلی بالخلق الذی بثه (هو) معنى مقام (الفناء) الذی یکون فیه السالک (عند التجلی) الذی هو کلمح البصر المقتضی لانعدام الخلق الجدید الذی بثه، فکل من یشهده ویتحقق به مع الأنفاس فهو الفانی فی العیان عند أهل المعرفة والإیمان.

(و) مقام (البقاء) بعد الفناء الذی هو مقام الواصلین من أهل الکمال والورثة المحققین هو شهود الوجود (لما یعطیه)، أی بثه من الخلق الجدید (التجلی الآخر) وهکذا فمشهد السالک الفانی ما مضى من التجلی ، ومشهد الواصل الباقی ما یستقبله من التجلی (فافهم).

أی هذا المبحث فإنه یفیدک حقیقة معنى الفناء والبقاء عند أهل الله تعالى.

وإن ذلک راجع إلى أمر محقق عندهم لا هو مجرد اعتبار وتخیل عقلی و قابلیة للفناء کما زعمه بعض من یدعی التحقیق وما عنده خبر بما هو الأمر علیه فی نفسه وفوق کل ذی علم علیم.

تم فص الکلمة الشعیبیة


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( فقد صار ما لا یبقى زمانین یبقى زمانین وأزمنة وعاد ما لا یقوم بنفسه یقوم بنفسه. ولا یشعرون لما هم علیه، وهؤلاء هم فی لبس من خلق جدید.

وأما أهل الکشف فإنهم یرون أن الله یتجلى فی کل نفس ولا یکرر التجلی، و یرون أیضا شهودا أن کل تجل یعطی خلقا جدیدا و یذهب بخلق.

فذهابه هو عین الفناء عند التجلی و البقاء لما یعطیه التجلی الآخر فافهم. ) 

 

قال رضی الله عنه : (فقد صار ما لا یبقى زمانین ، یبقى زمانین وازمنة ،وعاد ما لا یقوم بنفسه ، یقوم بنفسه) فکان أحدهما عین الآخر فالعالم کله عرض یتبدل فی کل آن (ولا یشعرون) .

أی الأشاعرة أو المحجوبون (لما هم علیه) من الخطأ وهو المناقضة والمخالفة بما ذهبوا إلیه.

فإنهم قالوا: العالم أما قائم بنفسه أو غیر قائم بنفسه

الأول الجوهر 

والثانی العرض .

ثم قالوا: یتبدل العرض لا الجوهر وعرفوا الجوهر بالعرض فکان الجوهر عین العرض لاتحاد الحد والمحدود فقد لزمهم بمقتضى حدودهم بأن العالم کله عرض قائم بذاته تعالى بتبدل فی کل آن لکنهم لا یشعرون لما لزمهم من المحذور بمقتضى حدودهم (وهؤلاء) أی طائفة المحجوبین (هم فی لیس من خلق جدید) ولا یشعرون بأن الله بخلقهم فی کل آن خلقة جدیدة.

قال رضی الله عنه : (وأما أهل الکشف فإنهم یرون) أی یشاهدون (أن الله یتجلى فی کل نفس ولا یکرر التجلې) لحصول الفناء والبقاء فی کل آن فینا فی التکرار .

قال رضی الله عنه : (ویرون ایضا شهودا أن کل تجلی یعطی خلقا جدیدا ویذهب بخلق فذهابه) أی ذهاب الخلق السابق (هو الفناء عند التجلی) اللاحق لکن لما کان التجلی الثانی من جنس الأول التبس الأمر على المحجوبین ولا یشعرون التحدد .

قال رضی الله عنه : (والبقاء لما یعطیه التجلی الآخر) وهو التجلی الموجب للبقاء بالخلق الجدید (فافهم)، فإن الأمر هو ما نقول دون غیره .


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( فقد صار ما لا یبقى زمانین یبقى زمانین وأزمنة وعاد ما لا یقوم بنفسه یقوم بنفسه. ولا یشعرون لما هم علیه، وهؤلاء هم فی لبس من خلق جدید.

وأما أهل الکشف فإنهم یرون أن الله یتجلى فی کل نفس ولا یکرر التجلی، و یرون أیضا شهودا أن کل تجل یعطی خلقا جدیدا و یذهب بخلق.

فذهابه هو عین الفناء عند التجلی و البقاء لما یعطیه التجلی الآخر فافهم. ) 

إن کان الأشاعرة قد قالوا بتجدد أعراض العالم، لکنهم ما عرفوا أن العالم هو مجموع أعراض، 

أما الحسبانیة فإنهم وإن قالوا بتجدد العالم فی کل نفس جمیعة ولم یخصوا الأعراض، إلا أنهم ما تحققوا وحدانیة الجوهر.

آفة الأشاعرة أنهم ظنوا أن ما لا یقوم بنفسه إذا اجتمع مع ما یقوم بنفسه لا یمکن أن یقوم بنفسه، وهو غلط فاحش.

""قال تعالى : " أَفَعَیِینَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِی لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِیدٍ (15) سورة ق""

قال رضی الله عنه :  أن الناس مع کل نفس یتجددون "ولا یشعرون لما هم علیه . وهؤلاء"

" هم فی لبس من خلق جدید" [ق: 15] فهم لا یشعرون بالتجدد وهم فیه، لأنهم أوتوا به متشابها والأشباه أغیار.

قال: وما عثر أحد على تجدد الأمر کله فی العالم من أرباب النظر.

قال: وأما أصحاب الکشف فیرون العالم متغیرا فی ذاته دائما بتجلیات إلهیة، والتجلیات المذکورة تعطی فی کل تجل خلقا جدیدا ویرون ذلک عیانا مشهودا والله الهادی.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( فقد صار ما لا یبقى زمانین یبقى زمانین وأزمنة وعاد ما لا یقوم بنفسه یقوم بنفسه. ولا یشعرون لما هم علیه، وهؤلاء هم فی لبس من خلق جدید.

وأما أهل الکشف فإنهم یرون أن الله یتجلى فی کل نفس ولا یکرر التجلی، و یرون أیضا شهودا أن کل تجل یعطی خلقا جدیدا و یذهب بخلق.

فذهابه هو عین الفناء عند التجلی و البقاء لما یعطیه التجلی الآخر فافهم. ) 

 

قال رضی الله عنه : "فقد صار ما لا یبقى زمانین - وهو العرض - یبقى زمانین وأزمنة ، وعاد ما لا یقوم بنفسه یقوم بنفسه ، وهم لا یشعرون لما هم علیه » .

یعنی رضی الله عنه :  فهم مع قولهم بأنّ العرض لا یبقى زمانین ، وأنّ أجزاء هذا المحدود أعراض ، ووجوب الاعتراف بأنّ لا زائد على هذه الأجزاء ، بعدم إثباتهم أمرا زائدا قائما بنفسه - کیف لم یقولوا بأنّ العالم مجموع أعراض ، أو أنّه یتبدّل مع الآنات ، خطأ بیّن .

فلم یشعروا بتبدّل الأعراض المجموعة تبدّلا جمعیا وحدانیا ، لا یشعر به إلَّا من شعر بتبدّل صورة النور المشهود فی المصباح مثلا بشهادة العقل الصحیح أنّ الجزء المشتعل من مادّة الدهن والفتیل فی کلّ آن آن یفنى ولا یبقى ویتلاشى ویتعلَّق النار القائم بها النور بجزء متّصل بذلک الجزء الأوّل المنطفئ .

فباتّصال التعلَّق وتوالیه وتعاقبه مع الآنات یظهر الاتّصال بین التعیّنات النوریة المنطفئة والمشتعلة على الدوام بلا توقّف بحیث لا یدرک الحسّ فاصلا بین صور الاشتعال والانطفاء ، فیظنّ أنّ النور الظاهر أوّل اللیل هو بعینه ذلک النور المشهود فی آخره .

ومع أنّ حقیقة النور واحدة ولکنّ التعیّنات متغایرة لا شکّ فیه ولا ریب .

فمن عثر على هذا التبدّل من ذوی الحسّ السلیم والعقل الصحیح ، واعترف به ، فقد یعثر على تبدّل مجموع الصور من العالم مع الآنات ، والتبدّل أیضا عرض .

فلو أطلعه الله على المادّة المشتعلة أو العین الواحدة المظهرة بتعیّنها هذه الصور من نفسها فی نفسها ، للحق بأهل الحق والتحقیق ، والله ولیّ التوفیق .

 

قال رضی الله عنه : " وهؤلاء هم فی لبس من خلق جدید" یعنی أهل الحجاب الذین یقولون بوجود الغیریة والسوی .


قال رضی الله عنه : « وأمّا أهل الکشف فإنّهم یرون أنّ الله یتجلَّى فی کلّ نفس ، ولا یکرّر التجلَّی " .

أی لا یعید عین التجلَّی الأوّل ، فإنّ حقیقة التکرار بالنسبة إلى مطلق التجلَّی من حیث تعیّنه من مراتب الأسماء متحقّقة ، ولکنّ التکرار بالنسبة إلى کل تعیّن معیّن محال عقلا وکشفا .

فإن اعتبرنا حقیقة التجلَّی الواحد الذاتیّ ، فلا یتصوّر فیه التکرار أصلا ورأسا .

فإنّه تجلّ واحد أزلا ، وأبدا ، ولکن ظهوراته وتعیّناته بحسب حضرات التجلَّی ومراتب الأسماء وخصوصیّات القوابل والمظاهر ، والتجلَّی فی کل آن وزمان یتجدّد ویتعدّد ، ولا تکرار فیه ، فإنّ القبول الأوّل غیر القبول الثانی ، فتجدّد التجلَّیات بحسب قبول القوابل وتعدّدها .


قال رضی الله عنه : « ویرون أیضا أن کل شهود یعطی خلقا جدیدا ، ویذهب بخلق جدید » .

یعنی رضی الله عنه : أنّ التجلَّى الواحد - بالنظر إلى دوام انبعاثه من ینبوع الجود بتنوّع نور الوجود بحسب القوابل - یتعیّن بلا مکث ، وینسلخ متقلَّصا إلى أصله ، ویعقبه ما بعده بالتعیّن على التوالی والدوام .

فهو من کونه متعیّنا فی قوابل بحسبها یعطی خلقا جدیدا ، وبالنظر إلى انسلاخه یذهب ذلک التعیّن الذی هو الخلق ، فلا یزال الخلق یتجدّد بتجدّد التعیّنات ، ولا یزال التجلَّی یتعیّن بتعیّن الاستعدادات ، فالتجلَّی المتعیّن فی قابلیة العالم مثلا فی الآن راجع إلى الغیب بما علیه من خلقه الخلق الجدید وبدله قائم بمثل صورته وشبهه .

فإنّ التجلَّی هو المظهر لصور العالم من استعداده الکلَّی ، وإذا ظهر فی کل آن بکل صورة ، غاب الوجود المتعیّن بصورة ظهر بها ، وخلقه بمثل الصورة الغائبة حاضرا هکذا أبدا دائما .


قال رضی الله عنه : « فذهابه هو الفناء عند التجلَّی والبقاء لما یعطیه التجلَّی الأخیر فافهم».

یشیر رضی الله عنه : إلى أنّ البقاء للوجود الحق الذی تظهر فیه هذه الصور مع الآنات ، والفانی هو التعیّن بما تعیّن به فیه قبله ، ومع قطع النظر عن هذه الاعتبارات ، فلا فناء ولا بقاء ، ولا تجلَّی ولا حجاب ، ولا بخل ولا نحل ، ولا بعاد ولا اقتراب .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( فقد صار ما لا یبقى زمانین یبقى زمانین وأزمنة وعاد ما لا یقوم بنفسه یقوم بنفسه. ولا یشعرون لما هم علیه، وهؤلاء هم فی لبس من خلق جدید.

وأما أهل الکشف فإنهم یرون أن الله یتجلى فی کل نفس ولا یکرر التجلی، و یرون أیضا شهودا أن کل تجل یعطی خلقا جدیدا و یذهب بخلق.

فذهابه هو عین الفناء عند التجلی و البقاء لما یعطیه التجلی الآخر فافهم. ) 

 

قال رضی الله عنه : ( فقد صار ما لا یبقى زمانین ) وهو مجموع الأعراض ( یبقى زمانین وأزمنة ) على زعمهم ( وعاد ما لا یقوم بنفسه ) من مجموع الأعراض ( یقوم بنفسه عندهم ولا یشعرون لما هم علیه ) من التناقض بالخلف .

 

"" أضافة بالی زادة :  قوله ( ولا یشعرون لما هم علیه ) من الخطأ وهو المناقضة والمخالفة لما ذهبوا إلیه ، فإنهم قالوا العالم إما قائم بنفسه أو غیر قائم بنفسه ، الأول الجوهر والثانی العرض ثم قالوا بتبدل العرض لا الجوهر ، وعرفوا الجوهر بالعرض فکان الجوهر عین العرض لاتحاد الحد والمحدود ، فقد لزمهم بمقتضى حدودهم بأن العالم کله عرض قائم بذاته تعالى یتبدل فی کل آن ، لکنهم لا یشعرون لما لزمهم من المحذور بمقتضى حدودهم ( وهؤلاء ) أی طائفة المحجوبین ( هم فی لبس من خلق جدید ) ولا یتکرر التجلی لحصول الفناء والبقاء فی کل آن فینافی التکرار اهـ. بالی زادة""

 

قال رضی الله عنه : " وهؤلاء هم فی لبس من خلق جدید ، وأما أهل الکشف فإنهم یرون الله تعالى یتجلى فی کل نفس ، ولا تکرر للتجلى " فإن الحقیقة من حیث هی هی لها تجلّ واحد أزلا وأبدا فلا تکرار فیه ، وأما بحسب التعینات الغیر المتناهیة فمحال أن المتعین الزائد والمتعین الفانی عین المتعین الحادث والمتعین الموجود فی الآن الآتی ، فهو خلق جدید لیس بتکرار أیضا .

وهو معنى قوله رضی الله عنه  : " ویرون أیضا شهودا أن کل تجل یعطى خلقا جدیدا ویذهب بخلق فذهابه هو الفناء عند التجلی والبقاء لما یعطیه التجلی الآخر فافهم " .

فإن ألفاظ الکتاب ظاهرة ، ومن معرفة الخلق الجدید وکون الجوهر المختلف مجموع أعراض عرضت للعین الواحد یعرف سر البعث والحشر ، وأن الصور فی النسبة الآخرة تتغیر وتتبدل کما قال علیه الصلاة والسلام : « یحشر بعض الناس على صورة تحسن عندها القردة والخنازیر » .

"" أضاف بالی زادة :  ( فذهابه ) أی فذهاب الخلق السابق ( هو الفناء عند التجلی ) اللاحق ، لکن لما کان التجلی من جنس الأول التبس الأمر على المحجوبین ولا یشعرون . التجدد ( والبقاء لما یعطیه التجلی الآخر ) وهو التجلی الموجب للبقاء بالخلق الجدید ( فافهم ) فإن الأمر ما نقول دون غیره اهـ بالى . ""

 فعلیک بالتقوى والله الهادی .

 

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( فقد صار ما لا یبقى زمانین یبقى زمانین وأزمنة وعاد ما لا یقوم بنفسه یقوم بنفسه. ولا یشعرون لما هم علیه، وهؤلاء هم فی لبس من خلق جدید.

وأما أهل الکشف فإنهم یرون أن الله یتجلى فی کل نفس ولا یکرر التجلی، و یرون أیضا شهودا أن کل تجل یعطی خلقا جدیدا و یذهب بخلق.

فذهابه هو عین الفناء عند التجلی و البقاء لما یعطیه التجلی الآخر فافهم. ) 

 

قال رضی الله عنه : ( فقد صار مالا تبقى زمانین ، یبقى زمانین وأزمنة . ) أی ، بحسب الظاهر والحس ، کما یزعم المحجوب .

قال رضی الله عنه : ( وعاد مالا یقوم بنفسه ، یقوم بنفسه ) أی ، بحسب ما یشاهد فی الحس ویزعم المحجوب ، لأنه فی الحقیقة قائم بالله لا بنفسه .

( ولا یشعرون ) أی ، المحجوبون . ( لما هم علیه من التبدل . ) لأن أعیانهم أعراض متبدلة فی کل آن ، والحق ، سبحانه ، یخلقهم خلقا جدیدا فی کل زمان .


قال رضی الله عنه : ( وهؤلاء هم فی لبس من خلق جدید . وأما أهل الکشف فإنهم یرون أن الله تعالى یتجلى فی کل نفس ، ولا یکرر التجلی . )

فإن ما یوجب البقاء غیر ما یوجب الفناء . وفی کل آن یحصل الفناء والبقاء ، فالتجلی غیر متکرر .


قال رضی الله عنه : ( ویرون أیضا شهودا أن کل تجلى یعطى خلقا جدیدا ، ویذهب بخلق ، فذهابه هو الفناء عند التجلی . ) أی ، عند التجلی الموجب للفناء .

( والبقاء لما یعطیه التجلی الآخر . ) وهو التجلی الموجب للبقاء بالخلق الجدید .

( فافهم ) لتکون من أرباب الشهود للقیامة وتلحق بالعالمین للآخرة .

وإنما قال : ( ویرون أیضا شهودا ) لئلا یزعم المحجوب أنه یحکم بهذا الخلق الجدید بسبب النص الوارد فیه ، وهذا النص مستنده فقط .

ولما کان هذا الخلق من جنس ما کان أولا ، التبس علیهم ، ولم یشعروا التجدد وذهاب ما کان

حاصلا بالفناء فی الحق ، لأن کل تجلى یعطى خلقا جدیدا ، ویفنى فی الوجود الحقیقی ما کان حاصلا .

ویظهر هذا المعنى فی النار المشتعل من الدهن والفتیلة :

فإنه فی کل آن یدخل منها شئ فی تلک الناریة ویتصف بالصفة النوریة ، ثم یذهب تلک الصورة بصیرورته هواء .

هکذا شأن العالم بأسره : فإنه یستمد دائما من الخزائن الإلهیة ، فیفیض منها ویرجع إلیها .

والله أعلم بالحقائق .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( فقد صار ما لا یبقى زمانین یبقى زمانین وأزمنة وعاد ما لا یقوم بنفسه یقوم بنفسه. ولا یشعرون لما هم علیه، وهؤلاء هم فی لبس من خلق جدید.

وأما أهل الکشف فإنهم یرون أن الله یتجلى فی کل نفس ولا یکرر التجلی، و یرون أیضا شهودا أن کل تجل یعطی خلقا جدیدا و یذهب بخلق.

فذهابه هو عین الفناء عند التجلی و البقاء لما یعطیه التجلی الآخر فافهم. ) 

 

قال رضی الله عنه : (فقد صار ما لا یبقى زمانین ، یبقى زمانین ، وأزمنة وعاد ما لا یقوم بنفسه یقوم بنفسه. ولا یشعرون لما هم علیه، وهؤلاء هم فی لبس من خلق جدید.)

(فقد) عاد أی: (صار ما لا یبقى زمانین) من الأعراض جوهرا (یبقی زمانین وأزمنة).

وأیضا (عاد) أی: صار (ما لا یقوم بنفسه یقوم بنفسه) فهو تناقض من وجهین، وإذا کان کذلک قال الشیخ رضی الله عنه :  (ولا یشعرون) فی تحدیدهم الجواهر وإبقائها (لما هم علیه) من التناقض فی جعلها عین الأعراض التی لا تنفی ولا تقوم بذاتها، (وهؤلاء) لجعلهم الأعراض غیر باقیة مع أخذها فی حد الجوهر وحدود الأشیاء التی هی جواهر باقیة قائمة بأنفسها عندهم

قال الشیخ رضی الله عنه :  ("بل هم فی لبس من خلق جدید") مع دعوتهم الفطانة فیکون جهلهم مرکبا، فلا عبرة بلبس غیرهم فی مقابلتهم، ولما کان الکلام معهم على طریقة أهل النظر مبنیا على مقدمات جدلیة، إذ لو جعلوا أحد الجوهر رسما لم یلزمهم شیء مما ألزمهم.

قال رضی الله عنه : (وأما أهل الکشف فإنهم یرون أن الله یتجلى فی کل نفس ولا یکرر التجلی، و یرون أیضا شهودا أن کل تجل یعطی خلقا جدیدا و یذهب بخلق. فذهابه هو عین الفناء عند التجلی و البقاء لما یعطیه التجلی الآخر فافهم.)

أشار إلى ما هو التحقیق فقال : (أما أهل الکشف فإنهم) قالوا بتجدد ما فی العالم من الجواهر والأعراض إذ لا وجود لهم من ذواتهم، وإنما هو من إشراق نور وجود الحق علیهم وهو متجدد علیهم وإن کان ثابتا فی نفسه من الأزل إلى الأبد.

إذ (یرون أن الله تعالى یتجلى فی کل نفس) على کل موجود حق لو غاب عنه لحظة عاد إلى عدمه الأصلی؛ لعدم علة وجوده وهو التجلی الإلهی علیه (ولا یتکرر التجلی) إظهار الغایة سعته بحیث لا یتناهی (ویرون أیضا شهودا)، وإن لم یطلع بعضهم على برهان نظری .

(أن کل تجل) غیبیا أو شهودیا (یعطی خلقا جدیدا)، إذ تجدد العلة الشخصیة یقتضی تجدد معلول شخصی.

قال الشیخ رضی الله عنه :  (ویذهب بخلق) کان عند التجلی الأول؛ لأنه إن کان معلول مثل الأول، فالمثلان لا یجتمعان وإلا کان بینهما تقابل على أن ذهاب العلة الشخصیة یقتضی ذهاب معلولها الشخصی (فذهابه هو الفناء) لما کان حاصلا (عند التجلی) الأخر؛ لأنه إنما بقی لذهاب الأول الذی کان یماثله أو یقابله لما ذکرنا.

(فالبقاء) هاهنا بمعنی عدم تخلل زمان العدم بین زمانی وجود مقتضی التجلیین إذا کانا مثلین، وأما البقاء بمعنی استمرار الوجود الواحد؛( لما یعطیه التجلی الآخر) فإنما یتصور عندنا فی حق العین الواحدة التی هی ذات الحق تعالی؛ (فافهم) فقد عثرت فیه الأکابر أهل النظر القدم.

ولما فرغ عن بیان الحکمة القلبیة الباحثة عن تقلب الحق فی التجلیات المختلفة التی تو جب بعضها شدة فی التأثیر بها والتأثیر؛ عقبها بالحکمة الملکیة المشعرة بتلک للشدة؛ فقال: فص حکمة ملکیة فی کلمة لوطیة

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( فقد صار ما لا یبقى زمانین یبقى زمانین وأزمنة وعاد ما لا یقوم بنفسه یقوم بنفسه. ولا یشعرون لما هم علیه، وهؤلاء هم فی لبس من خلق جدید.

وأما أهل الکشف فإنهم یرون أن الله یتجلى فی کل نفس ولا یکرر التجلی، و یرون أیضا شهودا أن کل تجل یعطی خلقا جدیدا و یذهب بخلق.

فذهابه هو عین الفناء عند التجلی و البقاء لما یعطیه التجلی الآخر فافهم. ) 

 

قال رضی الله عنه :  ( فقد صار ما لا یبقى زمانین یبقى زمانین وأزمنة ، وعاد ما لا یقوم بنفسه یقوم بنفسه ) هذا ما فی الخارج أنفسهم ( ولا یشعرون لما هم علیه ) فی أنفسهم ( وهؤلاء "هُمْ فی لَبْسٍ من خَلْقٍ جَدِیدٍ " ) دائما ولا یشعرون بذلک أصلا .

 

قال رضی الله عنه :  ( وأمّا أهل الکشف : الکشف : فإنّهم یرون أنّ الله یتجلَّى فی کلّ نفس ، ولا یکرّر التجلَّى ، ویرون - أیضا شهودا - أن کلّ تجلّ یعطى خلقا جدیدا ویذهب بخلق فذهابه به هو الفناء عند التجلَّى ، والبقاء لما یعطیه التجلَّى الآخر ) .

( فافهم ) سرّ البقاء والفناء حتّى تعرف المتحقّقین بالفناء والبقاء .

یهنئک هذا سرّ ما یفنى فدع   .....        عنک التلفّت للحدیث الموهم

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( فقد صار ما لا یبقى زمانین یبقى زمانین وأزمنة وعاد ما لا یقوم بنفسه یقوم بنفسه. ولا یشعرون لما هم علیه، وهؤلاء هم فی لبس من خلق جدید.

وأما أهل الکشف فإنهم یرون أن الله یتجلى فی کل نفس ولا یکرر التجلی، و یرون أیضا شهودا أن کل تجل یعطی خلقا جدیدا و یذهب بخلق.

فذهابه هو عین الفناء عند التجلی و البقاء لما یعطیه التجلی الآخر فافهم. ) 

 

قال رضی الله عنه : (فقد صار ما لا یبقى زمانین ، یبقى زمانین ، وأزمنة وعاد ما لا یقوم بنفسه یقوم بنفسه. ولا یشعرون لما هم علیه، وهؤلاء هم فی لبس من خلق جدید. وأما أهل الکشف فإنهم یرون أن الله یتجلى فی کل نفس ولا یکرر التجلی)

قال رضی الله عنه : (فقد صار ما لا یبقى زمانین یبقی زمانین وأزمنة، وعاد ما لا یقوم بنفسه یقوم بنفسه) وذلک ببدیهة العقل.

فمذهب الأشاعرة المفضی إلى مثل ذلک الباطل خطأ هذا حال ما فی الخارج عن أنفسهم (ولا یشعرون بما هم علیه السلام) فی أنفسهم من التبدل الواقع فیهم بالخلق الجدید (وهؤلاء هم فی لبس من خلق جدید) دائما ولا یشعرون بذلک أصلا .


قال رضی الله عنه :  (وأما أهل الکشف فإنهم یرون) شهودا (أن الله تعالى یتجلى فی کل نفس) بتجلیین أحدهما لرفع الوجود السابق والآخر لإفاضة الوجود اللاحق (ولا یکرر التجلی) لأن أحدهما یوجب الفناء والآخر یوجب البقاء.


قال رضی الله عنه: ( و یرون أیضا شهودا أن کل تجل یعطی خلقا جدیدا و یذهب بخلق.

فذهابه هو عین الفناء عند التجلی و البقاء لما یعطیه التجلی الآخر. فافهم.)


فإن قلت : هب أنه لا یتکرر فی کل نفس لما ذکرت لکن لا نسلم أنه لا یتکرر بحسب الأنفاس فإن فی کل نفس یتکرر التجلی الموجب للفناء مرتین .

وکذا التجلی الموجب للبقاء قلت : الفناء فی کل نفس برفع وجود آخر والبقاء بفیضان وجود آخر فلا تکرار (ویرون أیضا شهودا) مرافقا لما فی النص فلیس مستندهم النص فقط (أن کل تجلی یعطی خلقا جدیدا ویذهب بخلق فذهابه هو الفناء عند التجلی الموجب للفناء والبقاء لما یعطیه)، أی الخلق الجدید یعطیه.

(التجلی الآخر) الموجب للبقاء، ولما کان الوجود اللاحق من جنس الوجود السابق مماثة له لم یشعر المحجوبون بالخلق الجدید.

وهذا بعینه کما تقول الأشاعرة فی تعاقب الأمثال على محل العرض من غیر خلو آن من شخص من العرض مماثل للشخص الأول، فیظن الناظر أنها عین واحدة مستمرة (فافهم) ما أفدناک لعلک تحظى بفهم معارف أهل الکشف وتجتهد فی الوصول إلى مقاماتهم و مشاهداتهم وفقنا الله تعالى لما یحب ویرضى .

 تم الفص الشعیبی


المواقف الروحیة والفیوضات السبوحیة شرح الأمیر عبد القادر الجزائری 1300 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( فقد صار ما لا یبقى زمانین یبقى زمانین وأزمنة وعاد ما لا یقوم بنفسه یقوم بنفسه. ولا یشعرون لما هم علیه، وهؤلاء هم فی لبس من خلق جدید.

وأما أهل الکشف فإنهم یرون أن الله یتجلى فی کل نفس ولا یکرر التجلی، و یرون أیضا شهودا أن کل تجل یعطی خلقا جدیدا و یذهب بخلق.

فذهابه هو عین الفناء عند التجلی و البقاء لما یعطیه التجلی الآخر فافهم. ) 

فقد عاد بما بیناه الموصوف صفة لنفسه، وصار بما قررناه ما لا یبقى زمانین عندهم یبقى زمانین، بل وأزمنة حیث أنه جوهر باق قائم بنفسه إن فهمست و أنصفت.

ومع هذا فالمتکلمون القائلون إن العالم جواهر باقیة قائمة بأنفسها وأعراض لا تبقى زمانین لا یشعرون ولا یفطنون بما هم علیه من التناقض والخلط والخبط، ویحسبون أنهم على شیء وهم فی لبس وخلط من خلط جدید مع الأنفاس.

فالعالم بأسره أعراض، ولیس هناک جوهر إلا جوهرا واحدا به قیام العالم کله، فهو مقومه.

وهذا الذی ذکرناه مما یزهد الناصح نفسه الذی أراد الله به خیرا فی الاشتغال بالعلوم العقلیة والانهماک فیها بأکثر من الضروری اللازم.

ولهذا یقول محمد الشهرستانی صاحب کتاب نهایة إقدام العقول رحمه الله لما تبین له إفلاسه و استوحش مما کان به إیناسه :

لعمری لقد طفت المعاهد کلها     …… وسرحت طرفی بین تلک المعالم

 فلم أر إلا واضعا کف حائر    …….        على ذقنه أو قارعا سن نادم

وفی کتاب نهایة إقدام العقول هذا یقول فخر الدین الرازی رحمه الله وقد أنصف:

نهایة إقدام العقول عقال    ……         وأکثر سعی العالمین ضلال

وأرواحنا فی وحشة من جسومنا …..  وحاصل دنیانا أذى ووبال

ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا  …..  سوى أن جمعنا فیه قیل وقالوا

اللهم وفقنا واهدنا وأرشدنا و استعملنا فیما یرضیک وترضى به عنا، متوسلین فی الحصول على ذلک بالمحبین فیک والمحبوبین لدیک یا أکرم مسؤول وخیر مأمول.


قول سیدنا رضی الله عنه : (وأما أهل الکشف فإنهم یرون أن الله یتجلى فی کل نفس ولا یتکرر التجلی، ویرون أیضا شهودا أن کل تج یعطی خلقا ویذهب بخلق. فذهابه هو عین الفناء عند التجلی والبقاء لما یعطیه التجلی الآخر).

یقول رضی الله عنه : ما أسلفناه من المناقشة والکلام مع أهل النظر والفکر من حکیم ومتکلم، و أوضحنا أن العالم بأسره مجموع أعراض، فهو یتجدد فی کل نفس، إنما ذلک لإنحجاب أهل النظر والفکر عن ذلک من کونهم قصروا نظرهم على العقل.

والعقل خادم الحس، فإنه لا یأخذ معلوماته إلا من الحس.

وقد ثبت الغلط فی إدراک الحس والعقل والفکر. وقد بنی الحکماء والمتکلمون ما یغلط فیه الحس والعقل والفکر، وما لا یغلط فیه، وما یدریهم لعل الغلط فی الجمیع.

وأما أهل اللہ أهل الکشف والوجود الذین یأخذون عن الله فهو معلمهم جل جلاله فإنهم یرون بعیون بصائرهم التی هی أصدق وأوثق من رؤیة الأبصار، أن الله یتجلى فی کل نفس بصورة من صور أعیان الممکنات، کانت ما کانت تلک العین.

ولا یتکرر التجلی بصورة من صور الأعیان بأن یتجلى بصورة ثم یتجلى بتلک الصورة نفسها، هذا محال عند الطائفة العلیة .

ویرون أیضا شهودا ومعاینة ببصائرهم أن کل تجلى من التجلیات التی هی فی کل نفس لکل عین یعطی خلقا جدیدا مستأنفا فی کل صورة من الصور .

والصور المشهودة إنما هی أحوال الأعیان الثابتة ونعوتها. وکما یعطی هذا التجلی خلقا جدیدا یذهب بخلق أول، وهی الصورة التی کانت لتلک العین نفسها، وذلک لأن الصور التی فی العالم کلها نسب وأحوال لا موجودة ولا معدومة، وإن شوهدت من وجه فهی غیر مشهودة من وجه آخر، وما فی العالم إلا صور.

فمجموع العالم أعراض، فهو ذاهب فی کل آن لذاته لأن من حقیقته أن لا یثبت أکثر من آن. والحق لا یعطى إلا الوجود ولا یکرره بصورة واحدة.

فقول سیدنا یذهب، بخلق المراد بنسبة الإذهاب إلى التجلی الإرادة الکلیة تسامحا وإلا فالأمر کما قلنا وأن الذاهب بذهب لذاته .

فأما ذهابه ، یعنی العالم، فهو الفناء له، ولا تذهب صورة وتفنی إلا وذهابها و فناؤها عین ظهور صورة أخرى فی عین تلک الجواهر، تماثل الذاهبة غالبا أو تخالفها. فعین زمان ذهاب الصورة الذاهبة وقناؤها عین زمان تلک الصورة الجدیدة ، الا أنه بعد الذهاب والفناء تحدث الأخرى.

فهذا التجلی واحد العین ویعطی النقیضین، وهو معنى قول سیدنا رضی الله عنه : یعطی خلقا ویذهب بخلق، فهو کنفخة البعث تذهب بالأجساد البرزخیة التی الأرواح متعلقة بها فی البرزخ.

وتوجد الأجسام الطبیعیة العنصریة فتعلق بها الأرواح والنفخة واحدة العین، لا تکرار فیها.

وأما البقاء فی الثبوت للأعیان الثابتة التی هذه الصور مجموع أحوالها ونعوتها محسوسة فی حضرة الحس ومتخیلة فی حضرة الخیال ، فلما بعطیة التجلی الآخر المبقی .


فإن للحق تعالى تجلیین:  تجل للأشیاء وتجل فی الأشیاء.

فأما التجلی للأشیاء فهو التجلی المبقی أعیانها، وهو التجلی الخاص الذی بین الحق تعالى وبین کل مخلوق لا تعرض نسبته ولا یدخل تحت عبارة ولا یعلمه العقل الأول ولا النفس الکلیة، فبهذا التجلی تتغیر الأحکام على الأعیان الثابتة من الثبوت إلى الوجود.

وأما التجلی فی الأشیاء فهو تجل یفنی أحوالا ویعطی أحوالا، ومن هذا التجلی توجد الأحوال والأعراض فی کل ما سوى الله تعالى وعلیه فلا ینبغی حمل الغناء والبقاء هنا على الفناء والبقاء إلى الخاصین بأهل هذه الطریقة العلیة.

فإن کلام سیدنا بصدد الإخبار عن العالم بأسره لا عن أقوام مخصوصین.


قول سیدنا رضی الله عنه : فافهم .

أمر رضی الله عنه بالفهم لهذه الحکمة القلبیة، والفهم تصور الشیء من لفظ المخاطب والإفهام إیصال المعنى باللفظ إلى فهم السامع.

والمراد أن فی هذه الحکمة القلبیة دقة، کما یقال، فتأمل أو فتدبر، اللهم افتح لنا ولإخواننا فهم کلامک وکلام رسولک صلى الله علیه وسلم  وکلام أولیائک إنک المحسان المفضال الکبیر المتعال.

والحمد لله الذی علمنی ما لم نکن نعلم، وکان فضل الله على عظیما ولا حول ولا قوة إلا بالله العلی العظیم، وصلى الله على سیدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسلیما کثیرا.


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 314

 فقد صار ما لا یبقى زمانین یبقى زمانین و ازمنة و عاد ما لا یقوم بنفسه یقوم بنفسه و لا یشعرون لما هم علیه، و هؤلاء هُمْ فِی لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِیدٍ.

پس آن که در دو زمان باقى نمی‌ماند، در دو زمان و زمان‌ها باقى ‌می‌ماند و آن که قائم به نفس خود نیست، قائم به نفس خود است و افراد محجوب متوجه این تبدل نیستند (که اعیان‌شان اعراض متبدل در هر آنند و حق سبحانه در هر زمانى آنها را به خلق جدیدى خلق ‌می‌کند.

و أما أهل الکشف فإنّهم یرون أن اللّه یتجلّى فی کلّ نفس و لا یتکرّر التجلّی، و یرون أیضا مشهودا، أنّ کلّ تجلّ یعطی خلقا جدیدا و یذهب بخلق، فذهابه هو عین الفناء عند التجلّی و البقاء لما یعطیه التجلّی الآخر فافهم.

اما اهل کشف ‌می‌بینند، حق تعالى است که در هر نفسى تجلى دارد و تجلى تکرار نمی‌شود و نیز اهل کشف شهودا ‌می‌بینند که هر تجلى خلق جدیدى عطا ‌می‌کند و خلقى را ‌می‌برد و بردن آن فناى آن است هنگام تجلى‌یى که تجلى دیگر عطا ‌می‌کند.

قیصرى ‌می‌فرماید:

یعنى هر تجلى، خلق جدیدى عطا ‌می‌کند و در وجود حقیقتى فنا ‌می‌یابد.

مثل آتشى که از روغن و فتیله مشتعل است که از آن دو (روغن و فتیله) چیزى در آن ناریت داخل ‌می‌شود و متصف به صفت نوریت ‌می‌گردد. سپس آن صورت ‌می‌رود که هوا ‌می‌گردد. همچنین است شأن عالم بأسره (بتمامه) چه اینکه عالم دائما از خزاین الهیه استمداد ‌می‌کند. پس از آن خزاین بر عالم، فیض افاضه ‌می‌شود سپس به سوى آن خزاین بازگشت ‌می‌نماید.

(در تجدد امثال و حرکت جوهرى)

در تجدد امثال و حرکت جوهرى در حقیقت ایس بعد ایس و لبس بعد لبس است و به یک معنى خلع و لبس است که خلع به در رفتن از نقص و لبس به فعلیت رسیدن است.

کیف کان، اصلى محفوظ است مانند نفس ناطقه انسانى که دم به دم از دو قوه ایمان و عمل ترقى وجودى ‌می‌نماید. چه این دو قوه به مثل سیم مثبت و منفى برقند که تا متحد نشوند نور نمی‌دهند. ایمان و عمل سازنده نور وجود نفس ناطقه انسانى‌اند و به ترقیات نفس که در حقیقت تجلیات الهى است نفس در هر آن از نقص به کمال ‌می‌رسد. گویم که نمرد و زنده‌تر شد. حرکت جوهرى اختصاص به عالم ماده دارد و تجدد امثال در مطلق عوالم اعم از عالم امر و خلق جارى است و همچنان که نفس آثار وجودى‌اش را در بدن پیاده ‌می‌کند و به تبع بدن در حرکت است و به تبع بدن از آن حیث که نفس است در حرکت است. تقریبا نظیر این سخن را در ظهور و بروز آثار وجودى عالم امر در عالم خلق باید گفت که تجدد امثال در عالم امر به این معنى باشد. چه رب مطلق بی‌مظاهر و عالم امر بی‌خلق، و نفس بی‌بدن در همه عوالم ظاهرا متصور نیست و به این بیان بعضى از دغدغه‌هایى که از حکیم ملا رجب على تبریزى و دیگران درباره حرکت جوهرى و تجدد امثال پیش آمده است جواب توان گفت و رد توان نمود به کتاب ما «گشتى در حرکت» رجوع شود.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص:۶۲۹

فقد صار ما لا یبقى زمانین یبقى زمانین و أزمنة و عاد ما لا یقوم بنفسه یقوم بنفسه.

پس غیر باقى زمانین باقى شد زمانین بلکه ازمنه؛ و غیر قائم به نفس خویش قایم بنفسه گشت به حسب ظاهر و زعم محجوب و الّا در حقیقت قائم به حقّ است نه به نفس خویش.

و لا یشعرون لما هم علیه، و هؤلاء هم فى لبس من خلق جدید.

و این محجوبان را شعور نیست به آنچه ایشان بروى‏اند از تبدیل و تقلّب از (تقلیب از- خ) حال به حالى، از آنکه اعیان ایشان اعراض متبدّله است در هرآن؛ و حق سبحانه و تعالى ایشان را خلعت خلقت تازه مى‏‌دهد در هر زمان، و ایشان را این خلق جدید ملتبس و پنهان؛ لاجرم این معنى را محقق نمى‏‌دانند.

که فانیست غیر از خداى جهان‏ ندارد بقایى جهان یک زمان‏

خداى جهان هرچه ابدا کند به تجدید امثالش ابقا کند

و أما أهل الکشف فإنّهم یرون أنّ اللّه تعالى یتجلّى فى کلّ نفس و لا یتکرّر التّجلّىّ. و یرون أیضا شهودا أنّ کلّ تجلّ یعطى خلقا جدیدا و یذهب بخلق، فذهابه هو الفناء (هو عین الفناء- خ) عند التّجلّى و البقاء لما یعطیه التّجلّىّ الآخر فأفهم.

اما ارباب عرفان و اهل کشف و عیان معاینه مى‌‏بینند که حق سبحانه و تعالى تجلّى مى‏‌کند در هر نفس، و تجلّى او متکرّر نمى‏‌شود زیرا که آنچه موجب فنا است غیر آنست که که موجب بقا است و در هرآنى فنا و بقا حاصل مى‏‌گردد؛ لاجرم تجلّى غیر متکرّر باشد. و به مشاهده و عیان دانند نه به مجرّد حکم نص و اذعان که هر تجلّى اعطاى خلقى جدید مى‏‌کند و اذهاب خلقى مى‌‏نماید پس در هر زمانى فنا و بقا به تجلّى اوست.

و از آن روى که خلق جدید هم از جنس خلق است محجوبان را اطلاع بر خلق جدید حاصل نمى‏‌شود، و مى‏‌پندارند که همان خلق اوّلست که سالها باقى است، اگرچه عارفان در نظر اوّل این معنى را ادراک مى‏‌کنند بى‏‌هیچ تکلّفى.

و تمثیل این به نور چراغى توان کرد که هر نفسى آن چراغ را وجودى دیگر متجدّد شود ، و کسى که عقل او قاصر است چون نور چراغ را بر یک نسق مشتعل بیند پندارد که شعله او از ابتداء تا انتهاء یک شعله است بعینه، و عقلاء یقین دانند که هر لحظه او را صورتى دیگر متجدد مى‏‌شود. بیت:

هم امر محقّقى و هم صرف خیال‏ جوینده‏‌اى آنچه نزد عقل است محال‏

هر لحظه شود وجود و حال تو جدید با آنکه همانى ابدا در همه حال‏


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص:۶۰۵

فقد صار ما لا یبقى زمانین یبقى زمانین و أزمنة و عاد ما لا یقوم بنفسه یقوم بنفسه. و هم لا یشعرون لما هم علیه، و هؤلاء هم فی لبس من خلق جدید.

 پس آن چه مدّعاى ایشانست که «العرض لا یبقى زمانین»، چنان شد که «العرض یبقى زمانین بل أزمنة». و همچنین آن چه قایم به نفس خود نبود قایم بنفسه شد، از جهت تحقق او به حقیقة الحقائق، که آن حق است.

و أمّا أهل الکشف فإنّهم یرون أنّ اللّه یتجلّى فی کلّ نفس و لا یکرّر التّجلّی، و یرون أیضا شهودا أنّ کلّ تجلّ یعطى خلقا جدیدا و یذهب بخلق. فذهابه هو عین الفناء عند التّجلّی و البقاء لما یعطیه التّجلّی الآخر فافهم.

شرح قال الشّارح الأوّل: یشیر أنّ البقاء للوجود الحقّ الّذی یظهر فیه هذه الصّور مع الآنات. و الفانی هو التّعیّن بما تعیّن به فیه قبله مع قطع النّظر عن هذه الاعتبارات. فلا فناء و لا بقاء و لا تجلّى و لا حجاب و لا إبعاد و لا اقتراب.