عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة السادسة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فتسمیة ذلک نزاعا إنما هو أمر عرضی أظهره الحجاب الذی على أعین الناس کما قال الله فیهم «ولکن أکثر الناس لا یعلمون: یعلمون ظاهرا من الحیاة الدنیا وهم عن الآخرة هم غافلون»: وهو من القلوب فإنه من قولهم «قلوبنا غلف».

أی فی غلاف وهو الکن الذی ستره عن إدراک الأمر على ما هو علیه. فهذا وأمثاله یمنع العارف من التصرف فی العالم .

قال الشیخ أبو عبد الله بن قاید للشیخ أبی السعود بن الشبل لم لا تتصرف؟

فقال أبو السعود ترکت الحق یتصرف لی کما یشاء: یرید قوله تعالى آمرا «فاتخذه وکیلا» فالوکیل هو المتصرف ولا سیما وقد سمع الله تعالى یقول: «وأنفقوا مما جعلکم مستخلفین فیه».


قال رضی الله عنه :  ( فتسمیة ذلک نزاعا إنّما هو أمر عرضیّ أظهره الحجاب الّذی على أعین النّاس کما قال اللّه تعالى فیهم :" وَلکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ یَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَیاةِ الدُّنْیا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ( 7 )" [ الروم 6 - 7 ] وهو من المقلوب فإنّه من قولهم قُلُوبُنا غُلْفٌ [النساء : 155] أی فی غلاف وهو الکنّ الّذی ستره عن إدراک الأمر على ما هو علیه .


فهذا وأمثاله یمنع العارف من التّصرّف فی العالم .  قال الشّیخ أبو عبد اللّه بن قائد للشّیخ أبی السّعود بن الشّبل:  لم لا تتصرّف ؟ فقال أبو السّعود : ترکت الحقّ یتصرّف لی کما یشاء : یرید قوله تعالى آمرا : "فَاتَّخِذْهُ وَکِیلًا" [ المزمل : 9 ] فالوکیل هو المتصرّف .  ولا سیّما وقد سمع اللّه یقول :" وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَکُمْ مُسْتَخْلَفِینَ فِیهِ "[ الحدید: 7]. فعلم أبو السّعود والعارفون أنّ الأمر الّذی بیده لیس له وأنّه مستخلف فیه) .


قال رضی الله عنه :  (فتسمیته ذلک) الواقع منه (نزاعا) فی أمر الدنیا والدین ، وتسمیته ظلما للعارف أو أذیة له أو غیر ذلک (إنما هو) عند العارف فی بصیرته (أمر عرض) للغافلین من الغفلة عما یشهده العارف (أظهره) ، أی أظهر ذلک الأمر (الحجاب الذی على أعین الناس) وهو شهودهم أنفسهم دون من هم قائمون به کما قال اللّه تعالى فیهم ، أی فی حق المحجوبین من الناس ("وَلکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ") [ الأعراف : 187 ] ، أی ما الأمر الإلهی على ما هو علیه فی نفسه ثم قال تعالى :  ("یَعْلَمُونَ ظاهِراً") [ الروم : 7 ] ، أی ما هو الظاهر (مِنَ الْحَیاةِ الدُّنْیا ) التی هم مفتونون بها (وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ) التی هی باطن ذلک الظاهر(هُمْ غافِلُونَ) لا ینتبهون لذلک (وهو) ، أی ذلک الحجاب الذی على أعین الناس أصله (من المقلوب) کما قال تعالى : " فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلکِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِی فِی الصُّدُور"ِ[ الحج : 46 ].


( فإنه) ، أی ذلک الحجاب (من قولهم : " قُلُوبُنا غُلْفٌ" [ البقرة : 88 ] ، أی فی غلاف وهو) ، أی الغلاف (الکنّ الذی ستره) ، أی القلب (عن إدراک الأمر) الإلهی على ما هو علیه فی نفسه .


قال رضی الله عنه :  (فهذا) الوجه المذکور (وأمثاله) من الوجوه أیضا إذ لا حصر للأسباب (یمنع العارف) باللّه تعالى مع کمال استعداده من التصرف فی العالم ونفوذ همته وتأثیره بالتوجه فیما یرید (قال الشیخ) الإمام (أبو عبد اللّه بن قاید للشیخ) العارف الکامل (أبی السعود بن الشبلی) وکلاهما من تلامذة الشیخ عبد القادر الکیلانی رضی اللّه عنهم (لم لا تتصرف) بهمتک فی المخلوقات (فقال له) الشیخ (أبو السعود) المذکور (ترکت الحق) سبحانه (یتصرف لی کما یشاء) هو سبحانه فیما یشاء (یرید) أبو السعود بقوله ذلک (قوله تعالى) حال کونه (آمرا) نبیه الفرد الکامل صلى اللّه علیه وسلم الذی قیل فیه "ولَکُمْ فِی رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ" [ الأحزاب : 21 ] (فاتخذه) ، أی ربک تعالى : ("وَکِیلًا") [ المزمل : 9 ] یتصرف عنک فی جمیع أمورک ظاهرا وباطنا .


قال رضی الله عنه :  (فالوکیل هو المتصرف) دون الموکل (ولا سیما) ، أی خصوصا (وقد سمع) ، أی أبو السعود المذکور (اللّه) تعالى یقول :  ("وَأَنْفِقُوا")  یا أیها الناس ("مِمَّا")، أی من الأمر الذی ("جَعَلَکُمْ") اللّه تعالى ("مُسْتَخْلَفِین") َبصیغة اسم المفعول عنه تعالى ("فِیهِ") [ الحدید : 7 ] من جمیع الأمور والأحوال فی الظاهر والباطن .

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فتسمیة ذلک نزاعا إنما هو أمر عرضی أظهره الحجاب الذی على أعین الناس کما قال الله فیهم «ولکن أکثر الناس لا یعلمون: یعلمون ظاهرا من الحیاة الدنیا وهم عن الآخرة هم غافلون»: وهو من القلوب فإنه من قولهم «قلوبنا غلف».

أی فی غلاف وهو الکن الذی ستره عن إدراک الأمر على ما هو علیه. فهذا وأمثاله یمنع العارف من التصرف فی العالم .

قال الشیخ أبو عبد الله بن قاید للشیخ أبی السعود بن الشبل لم لا تتصرف؟

فقال أبو السعود ترکت الحق یتصرف لی کما یشاء: یرید قوله تعالى آمرا «فاتخذه وکیلا» فالوکیل هو المتصرف ولا سیما وقد سمع الله تعالى یقول: «وأنفقوا مما جعلکم مستخلفین فیه».


قال رضی الله عنه :  ( فتسمیة ذلک نزاعا ) مطلقا وإنما قلنا : مطلقا فإن أهل اللّه یسمى نزاعا بحسب الأمر التکلیفی ولا یسمى نزاعا بحسب الأمر الإرادی وأما أهل الحجاب فیسمون نزاعا مطلقا ( إنما هو ) عائد إلى التسمیة باعتبار النزاع ( أمر عرضی أظهره الحجاب الذی على أعین الناس ) المانع للاطلاع على سر القدر فإنهم لعدم وقوفهم بسر القدر یزعمون أن الناس کلهم قابل للهدایة واتباع الرسل علیهم السلام فیما جاءوا بهم وما یعلمون أن کلا موافق لطریقته التی عینت لهم فی الأزل من عند اللّه بحسب اقتضاء عینهم الثابتة فی العلم لذلک یسمون عدم اتباع الکفار نزاعا ومخالفة مطلقا فلو علموا ما علم أهل الکشف ما کانوا یسمونه نزاعا مطلقا بل یسمونه نزاعا من وجه واتباعا من وجه.

( کما قال اللّه تعالى فیهم ) أی فی حق أهل الحجاب (" ووَلکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ") [ الأعراف : 187 ] . سر القدر


قال رضی الله عنه :   ( یَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَیاةِ الدُّنْیا )أی ما ظهر فی نشأتهم الدنیویة ( وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ )أی عن النشأة الأخرویة التی یظهر عندها سر القدر( هُمْ غافِلُونَ )وهم الذین قلوبهم فی غلاف ( وهو ) الغافل ( من ) باب ( المقلوب فإنه ) أی الغافل مأخوذ ( من قولهم :"قُلُوبُنا غُلْفٌ" أی


فی غلاف ) فقلب اللام والفاء بالقلب المکانی فکان أصل غافلون غافلون أی غالفون قلوبهم فی غلاف الحجاب ( وهو ) أی الغلاف ( لکن الذی یستره ) أی یستر القلب ( عن إدراک الأمر على ما هو علیه ) وهذا الکن هو الذی ذکر الحق فی قوله تعالى :" إِنَّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَکِنَّةً أَنْ یَفْقَهُوهُ وَفِی آذانِهِمْ وَقْراً " [ الکهف : 57 ] . ( فهذا ) أی التحقیق بمقام العبودیة والنظر إلى أصل الخلقة والاطلاع على أحدیة التصرف والمتصرف فیه .


قال رضی الله عنه :  ( وأمثاله یمنع العارف من التصرف بالهمة فی العالم ویدل علیه ما قال الشیخ أبو عبد اللّه محمد بن قائد للشیخ أبی السعود بن الشبلی لم لا تتصرف فقال أبو السعود ترکت الحق یتصرف لی کما یشاء یرید قوله تعالى آمرا : فَاتَّخِذْهُ وَکِیلًا فالوکیل هو المتصرف )

فاتخذ أبو السعود الحق وکیلا یتصرف ( ولا سیما وقد سمع ) أبو السعود أن (اللّه یقول وأنفقوا مما جعلکم مستخلفین فیه)  بالعلم الشهودی.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فتسمیة ذلک نزاعا إنما هو أمر عرضی أظهره الحجاب الذی على أعین الناس کما قال الله فیهم «ولکن أکثر الناس لا یعلمون: یعلمون ظاهرا من الحیاة الدنیا وهم عن الآخرة هم غافلون»: وهو من القلوب فإنه من قولهم «قلوبنا غلف».

أی فی غلاف وهو الکن الذی ستره عن إدراک الأمر على ما هو علیه. فهذا وأمثاله یمنع العارف من التصرف فی العالم .

قال الشیخ أبو عبد الله بن قاید للشیخ أبی السعود بن الشبل لم لا تتصرف؟

فقال أبو السعود ترکت الحق یتصرف لی کما یشاء: یرید قوله تعالى آمرا «فاتخذه وکیلا» فالوکیل هو المتصرف ولا سیما وقد سمع الله تعالى یقول: «وأنفقوا مما جعلکم مستخلفین فیه».)


قال رضی الله عنه :  ( فتسمیة ذلک نزاعا إنما هو أمر عرضی أظهره الحجاب الذی على أعین الناس کما قال الله فیهم «ولکن أکثر الناس لا یعلمون: یعلمون ظاهرا من الحیاة الدنیا وهم عن الآخرة هم غافلون»: وهو من القلوب فإنه من قولهم «قلوبنا غلف». أی فی غلاف وهو الکن الذی ستره عن إدراک الأمر على ما هو علیه. فهذا وأمثاله یمنع العارف من التصرف فی العالم . قال الشیخ أبو عبد الله بن قاید للشیخ أبی السعود بن الشبل لم لا تتصرف؟ فقال أبو السعود ترکت الحق یتصرف لی کما یشاء: یرید قوله تعالى آمرا «فاتخذه وکیلا» فالوکیل هو لمتصرف ولا سیما وقد سمع الله تعالى یقول: «وأنفقوا مما جعلکم مستخلفین فیه». النص واضح .


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فتسمیة ذلک نزاعا إنما هو أمر عرضی أظهره الحجاب الذی على أعین الناس کما قال الله فیهم «ولکن أکثر الناس لا یعلمون: یعلمون ظاهرا من الحیاة الدنیا وهم عن الآخرة هم غافلون»: وهو من القلوب فإنه من قولهم «قلوبنا غلف».

أی فی غلاف وهو الکن الذی ستره عن إدراک الأمر على ما هو علیه. فهذا وأمثاله یمنع العارف من التصرف فی العالم .

قال الشیخ أبو عبد الله بن قاید للشیخ أبی السعود بن الشبل لم لا تتصرف؟

فقال أبو السعود ترکت الحق یتصرف لی کما یشاء: یرید قوله تعالى آمرا «فاتخذه وکیلا» فالوکیل هو المتصرف ولا سیما وقد سمع الله تعالى یقول: «وأنفقوا مما جعلکم مستخلفین فیه».)


قال رضی الله عنه : (فتسمیته لذلک نزاعا إنّما هو أمر عرضی أظهره الحجاب على أعین الناس . کما قال الله تعالى عنهم :  " وَلکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ . یَعْلَمُونَ ظاهِراً من الْحَیاةِ الدُّنْیا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ" . وهو من المقلوب ، فإنّه من قولهم : " قُلُوبُنا غُلْفٌ " ی فی غلاف ، وهو الکنّ الذی ستره عن إدراک الأمر على ما هو علیه . فهذا وأمثاله یمنع العارف من التصرّف فی العالم .)


قال العبد : هذا ظاهر جلیّ ، ولکن هاهنا بحث لطیف دقیق ، لعمر الله فیه تحقیق ، وهو أنّ شهود أحدیة التصرّف والمتصرّف والمتصرّف فیه ، کما یوجب التوقّف عن التصرّف ، فکذلک یقتضی بالتصرّف ، فإنّ التصرّف من حیث وقع وممّن کان ، فلیس إلَّا للحق ، فلو تصرّف العارف بأحدیة عین المتصرّف والمتصرّف فیه بکلّ ما تصرّف فی الأکوان .


فلیس ذلک التصرّف إلَّا للحق ومن الحق ، ولا سیّما وأحدیة العین توجب أن یکون لحقیقة العبد کلّ ما لحقیقة الربّ من التصرّف والتأثیر ، وإلَّا یلزم أن یکون ناقص الاستعداد والقابلیة فی المظهریة الکاملة الجامعة الکلیّة الإلهیة ، حیث لم یتحقّق بکمال ظهور الربوبیة والإلهیة بالتأثیر والتصرّف من حقیقته ، والحقیقة الکمالیة الإنسانیة الإلهیة ، لها کلّ ما للحق من الحقائق ، وکلّ ما للعبد من العبدانیة الإمکانیة الکیانیة أیضا کذلک على الوجه الأکمل ، ولها أیضا الجمع وأحدیة الجمع وغیرها .


وإنّما منع العارف الکامل عن التصرّف ما ذکرنا أوّلا من وجوب ظهور العبد بعبدانیته تحقیقا ، وردّ أمانة الربوبیة العرضیة إلى الله تأدّبا .

فإنّ ذلک له تعالى بالفعل ، وللعبد الظهور بالعبودیة ، وأتى بالفعل ، وذلک بالقوّة ، وعرضیّ ، فإنّ ظهور التصرّف عن هذا العبد الکامل فلیس ذلک بتسلَّط الهمّة ، بل تجلَّى من عین الحقیقة من غیر إخلال بمقام العبودیة ، ولکنّ التصدّی لذلک والظهور به خلاف التحقیق .


والموجب لتوقّف العبد الکامل العارف عن التصدّی للتصرّف والتسخیر بإرسال الهمّة وتسلیطها هو أنّ الکامل مستفرغ بکلیّته لله وشهوده من حیث إطلاقه الحقیقی الذاتی ، فلا التفات له إلى تسلیط الهمّة الکلَّیة إلى الکوائن الجزئیة بالتوجّه الکلَّی وجمع الخاطر ، فلا یجتمع الإنسان فی نفسه لهمّته إلَّا للتوجّه الأحدی الجمعی الکمالی إلى الله الواحد الأحد ، وأن تتقیّد الهمّة المطلقة عن کل قید ، المتعلَّقة أبدا بالذات المطلقة بمثل ذلک ، کما أشار إلیه - رضی الله عنه - بقوله : « فأمثاله » فافهم .


ولکن للحق ظهور بجمیع التصرّفات الإلهیة والتأثیرات الربّانیة ، من عین العبد الکامل من غیر تقیید منه بذلک ولا إرسال همّة ولا تسلیط نفس ، وهو مشهود موجود ، ولله الحمد ، فتحقّق یا أخی بکلّ هذه الحقائق ، فإنّها غایة فی المعرفة بالله " وَالله یَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ یَهْدِی السَّبِیلَ ".



قال رضی الله عنه : ( قال الشیخ أبو عبد الله محمد بن قائد للشیخ أبی السعود بن الشبل : لم لا تتصرّف ؟ فقال أبو السعود : ترکت الحق یتصرّف لی کما یشاء . یرید قوله تعالى آمرا : " فَاتَّخِذْه ُ وَکِیلًا " ، فالوکیل هو المتصرّف ولا سیّما وقد سمع الله یقول : " وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَکُمْ مُسْتَخْلَفِینَ فِیه ِ" فعلم أبو السعود والعارفون أنّ الأمر الذی بیده لیس له ،وأنّه مستخلف فیه.)


قال العبد : نقصان معرفة المتصرّف المخیّر قد یکون من حیث عدم العلم بأنّ حقیقة الفعل والتأثیر والتصرّف من خصوص الحضرة اللاهوتیة ، وأنّها ذاتیة لحقیقة الله ، عرضیة فی العبد ، وأنّ الوقوف مع العبودیة للعبد أولى ، لکون العبودة ذاتیة له ، وأنّ الظهور بالذاتیات أعلى وأشرف من الظهور بالربوبیة العرضیة .


وقد یکون من حیث عدم التأدّب مع المرتبة الإلهیة ، وأنّ استخلاف الله فیما خلَّف فیه ، واتّخاذه وکیلا کلَّیا أعلى مقام المعرفة والتحقیق ، ولهذا کمل الرسل والورثة بحکم ما یوحى إلیهم ، فإن أوحی إلیهم بالتصرّف ، کانوا مأمورین بذلک ، فتصرّفوا کتصرّفهم فی قومهم بالهلاک والنجاة . وإن أوحی إلیهم بالامتناع تأدّبوا ووقفوا أدبا .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فتسمیة ذلک نزاعا إنما هو أمر عرضی أظهره الحجاب الذی على أعین الناس کما قال الله فیهم «ولکن أکثر الناس لا یعلمون: یعلمون ظاهرا من الحیاة الدنیا وهم عن الآخرة هم غافلون»: وهو من القلوب فإنه من قولهم «قلوبنا غلف».

أی فی غلاف وهو الکن الذی ستره عن إدراک الأمر على ما هو علیه. فهذا وأمثاله یمنع العارف من التصرف فی العالم .

قال الشیخ أبو عبد الله بن قاید للشیخ أبی السعود بن الشبل لم لا تتصرف؟

فقال أبو السعود ترکت الحق یتصرف لی کما یشاء: یرید قوله تعالى آمرا «فاتخذه وکیلا» فالوکیل هو المتصرف ولا سیما وقد سمع الله تعالى یقول: «وأنفقوا مما جعلکم مستخلفین فیه».)


قال رضی الله عنه :  (فتسمیة ذلک نزاعا إنما هو أمر عرضى أظهره الحجاب الذی على أعین الناس . کما قال الله تعالى : " ولکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ - یَعْلَمُونَ ظاهِراً من الْحَیاةِ الدُّنْیا وهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ ").


 یعنى أن العارف فی هذه الشهود وهو شهود أحدیة العین مطلع على سر القدر یرى أن المنازع على صراط ربه ما عدل على علم الله منه وعما اقتضاه علمه فی حال ثبوتها ، فلیس هو نزاع فی الحقیقة بل هو فیما یفعله کهذا العارف فیما یفعله ، والحجاب الحاجب للناس عن اطلاعهم على حقیقة الأمر اقتضى أن یسمى ذلک نزاعا لما بینهما من الخلاف .

"" أضافة بالی زادة :  (فتسمیة ذلک نزاعا ) مطلقا ، وإنما قلنا مطلقا لأن أهل الله سموه نزاعا بحسب الأمر التکلیفی ، ولا یسمى نزاعا بحسب الأمر الإرادى ، وأما أهل الحجاب فیسمون نزاعا مطلقا اهـ بالی زادة. ""


قال رضی الله عنه :  ( وهو من المقلوب ، فإنه من قولهم : " قُلُوبُنا غُلْفٌ "  أی فی غلاف وهو الکنّ الذی یستره عن إدراک الأمر على ما هو علیه ، فهذا وأمثاله یمنع العارف من التصرف فی العالم ) .

وهو أی کونه نزاعا من باب المقلوب الذی قلبه أصحاب الحجاب من حقیقته لأنه وفاق لما کان علیه عینه فی حال الثبوت ، ولکن لما کانت قلوبهم فی أکنة عما علیه الأمر فی نفسه حسبوا أن الحق الثابت فی نفس الأمر خلافه فسموه بالنسبة إلیه نزاعا ولیس به فی نفس الأمر .

فلما کان العارف یرى ذلک وفاقا لما فی علم الله ولما فی عینه منعه من التصرف فی العالم بدفعه وقهره وإهلاکه .


"" أضافة بالی زادة :  ( أظهره الحجاب ) المانع للاطلاع على سر القدر ویزعمون أن الناس کلهم قابل الهدایة واتباع الرسل ، وما علموا أن کلا موافق لطریقه فی الأزل باقتضاء أعیانهم الثابتة فی العلم ، لذلک یسمون عدم الطاعة فی الظاهر نزاعا ومخالفة مطلقا ، ولو علموا الأمر لسموا نزاعا من وجه واتباعا من وجه فقلب اللام والفاء بالقلب المکان ، فکان أصل غافلون غالفون أی غالفون قلوبهم فی غلاف الحجاب ، وهو الکن الذی یستره أی یستر القلب ، لقوله تعالى : "وجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَکِنَّةً " - ( فهذا ) أی التحقق بمقام العبودیة والنظر إلى أصل الخلقة والاطلاع على أحدیة المتصرف والمتصرف فیه وأمثاله ( یمنع العارف من التصرف ) بالهمة ( فی العالم ) اهـ بالى . ""


 قال رضی الله عنه :  (قال الشیخ أبو عبد الله بن القائد للشیخ أبى السعود بن الشبلی : لم لا تتصرف ؟ 

فقال أبو السعود : ترکت الحق یتصرف لی کما یشاء .

یرید قوله تعالى آمرا : " فَاتَّخِذْه وَکِیلًا " - فالوکیل هو المتصرف ولا سیما وقد سمع أن الله یقول : " وأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَکُمْ مُسْتَخْلَفِینَ فِیه " .) هذا کله غنى عن الشرح .


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فتسمیة ذلک نزاعا إنما هو أمر عرضی أظهره الحجاب الذی على أعین الناس کما قال الله فیهم «ولکن أکثر الناس لا یعلمون: یعلمون ظاهرا من الحیاة الدنیا وهم عن الآخرة هم غافلون»: وهو من القلوب فإنه من قولهم «قلوبنا غلف».

أی فی غلاف وهو الکن الذی ستره عن إدراک الأمر على ما هو علیه. فهذا وأمثاله یمنع العارف من التصرف فی العالم .

قال الشیخ أبو عبد الله بن قاید للشیخ أبی السعود بن الشبل لم لا تتصرف؟

فقال أبو السعود ترکت الحق یتصرف لی کما یشاء: یرید قوله تعالى آمرا «فاتخذه وکیلا» فالوکیل هو المتصرف ولا سیما وقد سمع الله تعالى یقول: «وأنفقوا مما جعلکم مستخلفین فیه».)


قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فتسمیة ذلک نزاعا ) أی ، ب ( النزاع ) . ( إنما هو أمر عرضی ، أظهره الحجاب الذی على أعین الناس ، کما قال الله تعالى فیهم : " ولکن أکثر الناس لا یعلمون،  یعلمون ظاهرا من الحیاة الدنیا وهم عن الآخرة هم غافلون " . )

ضمیر ( إنما هو ) عائد إلى ( التسمیة ) . ذکره باعتبار ( القول ) ، أو تغلیبا للخبر . ومعناه : فتسمیة ما علیه المنازع من الطریق الخاص به ( نزاعا ) ، إنما هو أمر عرضی ، حصل للمحجوبین بواسطة الحجاب الذی على أعینهم من سر القدر . 

فإنهم یتوقعون من جمیع الخلائق الاهتداء والرشد لما جاء به الأنبیاء ، علیه السلام ، وما یعلمون أن کل عین لا تقبل إلا ما یعطیه الاسم الحاکم علیه من الله ، وکل موافق لطریقه .

ولو کانوا یعلمون ذلک ، ما کانوا یسمونه منازعا مطلقا ، بل موافقا .

لذلک قال تعالى فی حقهم : " ولکن أکثر الناس لا یعلمون " . أی ، سر القدر .

" یعلمون ظاهرا من الحیاة الدنیا وهم عن الآخرة هم غافلون " .  أی ، یعلمون ما ظهر لهم من النشأة الدنیاویة ، وهم عن النشأة الأخراویة التی عندها یظهر سر القدر ، غافلون .

واعلم ، أن ما زعم المحجوب ، أیضا حق واقع . 

فإن للأسماء مقتضیات متوافقة ومتخالفة :

الأول ، ک ( الرحیم ) و ( الکریم ) . 

والثانی ، ک ( الرحیم ) و ( المنتقم ) .

فإذا اعتبر مقتضى کل اسم بحسبه ، أو بحسب الاسم الموافق له ، کانت عینه موافقة لطریقها ، کما مر من أن کل واحد من الأعیان على طریق مستقیم وهو عند ربه مرضى .

وإذا اعتبر بحسب اسم آخر مخالف له ، کانت عینه مخالفة ، فالتخالف والتضاد بین الأسماء والأعیان واقع .

والأنبیاء ، علیه السلام ، أمروا بالدعوة ، علموا سر القدر ، أو لم یعلموا لمقاصد :

أحدها ، تمیز أهل الدارین .

وثانیها ، إیصال کل بکمال ما یقتضى حقیقته .

وثالثها ، الحجة لهم وعلیهم ، إذ الأنبیاء ، علیه السلام ، حجج الله على خلقه .

کما قال تعالى : " وما کنا معذبین حتى نبعث رسولا " . فتسمیة المحجوب أو النبی أو الولی أو المکاشف لسر القدر ، ذلک ( نزاعا ) إنما هو بالنسبة إلى عدم قبوله الأمر الإلهی التکلیفی ، ومنازعه ما یعطى حقیقته من الضلال لما تعطى حقیقة النبی من الهدایة ، فوقع النزاع .

وإنما کان عرضیا ، لأنه بالنظر إلى الغیر لا إلى ذاته .

( وهو من المقلوب ، فإنه من قولهم : " قلوبنا غلف " . أی ، فی غلاف ) ( هو ) یجوز أن یکون عائدا إلى ( النزاع ) المذکور .

أی ، النزاع المذکور ، مقلوب بالقلب المعنوی قلبه أهل الحجاب ، لکون قلوبهم فی أکنة ، فإنه وفاق فی نفس الأمر ، ولا یعلم الحق منه إلا کذلک ، وما یعطیه ربه الحاکم علیه إلا ذلک ، کما یعطى رب المحجوبین الوفاق نزاعا هذا وجه .

والأولى منه أن یکون الضمیر عائدا إلى قوله : ( غافلون ) . أی ، ( الغافل ) مقلوب من ( الغلف ) ، فإنه من ( غفل ) ، المغلوب من غلف .

ویؤکده قوله : ( فإنه من قولهم : " قلوبنا غلف . . " ) . أی ، مأخوذ من ( الغلف ) . وهذا أیضا تقریر سبب تسمیتهم للوفاق نزاعا .

قال تعالى - حاکیا عن الکفار - وقالوا : ( قلوبنا غلف ) . ( بل لعنهم الله بکفرهم ، فقلیلا ما یؤمنون ) . أی ، قلوبنا فی غلاف ، أی ، فی حجاب . إذ لا شک أن الغافل إنما یغفل عن الشئ بواسطة الحجاب الذی یطرأ على قلبه . فالغافلون عن الآخرة هم الذین قلوبهم فی غلاف

وحجاب .

( وهو ( الکن ) الذی ستره عن إدراک الأمر على ما هو علیه . ) وهو ، أی الغلاف ، هو ( الکن ) المذکور فی قوله تعالى : " إنا جعلنا على قلوبهم أکنة أن یفقهوه ، وفی آذانهم وقرا " . فهو الذی ستر القلب وحجبه عن إدراک الحقائق على ما هی علیه .

ولما کان قوله : ( وهو من المقلوب . ) 

اعتراضا وقع فی أثناء تقریره : أن المعرفة تمنع العارف من التصرف ، قال : ( فهذا ) أی ، هذا الذی ذکرناه .

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأمثاله یمنع العارف من التصرف فی العالم . قال الشیخ أبو عبد الله بن قائد للشیخ أبى السعود بن الشبلی : لم لا تتصرف ؟ )

فقال أبو السعود : ترکت الحق یتصرف لی کما یشاء . ویرید قوله تعالى آمرا : " فاتخذه وکیلا " . ف ( الوکیل ) هو المتصرف . ولا سیما وقد سمع ) أی ، سمع أبو السعود .

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( أن الله یقول : " وأنفقوا مما جعلکم مستخلفین فیه ")


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

 قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فتسمیة ذلک نزاعا إنما هو أمر عرضی أظهره الحجاب الذی على أعین الناس کما قال الله فیهم «ولکن أکثر الناس لا یعلمون: یعلمون ظاهرا من الحیاة الدنیا وهم عن الآخرة هم غافلون»: وهو من القلوب فإنه من قولهم «قلوبنا غلف».

أی فی غلاف وهو الکن الذی ستره عن إدراک الأمر على ما هو علیه. فهذا وأمثاله یمنع العارف من التصرف فی العالم .

قال الشیخ أبو عبد الله بن قاید للشیخ أبی السعود بن الشبل لم لا تتصرف؟

فقال أبو السعود ترکت الحق یتصرف لی کما یشاء: یرید قوله تعالى آمرا «فاتخذه وکیلا» فالوکیل هو المتصرف ولا سیما وقد سمع الله تعالى یقول: «وأنفقوا مما جعلکم مستخلفین فیه». )

قال رضی الله عنه :  (فتسمیة ذلک نزاعا إنّما هو أمر عرضیّ أظهره الحجاب الّذی على أعین النّاس کما قال اللّه تعالى فیهم :"وَلکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ یَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَیاةِ الدُّنْیا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ" [ الروم7:، 6 ] وهو من المقلوب فإنّه من قولهم "قُلُوبُنا غُلْفٌ" [النساء: 155] .

أی فی غلاف وهو الکنّ الّذی ستره عن إدراک الأمر على ما هو علیه ، فهذا وأمثاله یمنع العارف من التّصرّف فی العالم ) .

فلا ( فتسمیة ) العارف ( ذلک نزاعا ) حتى یتصرف بالهمة إلى ترک النزاع ، لکون نظره إلى الحقائق دون العوارض ، فتسمیة ذلک من العامة نزاعا ( أمر عرضی ) بالنظر إلى ما یعرض لهم من الأعراض ، والنظر إلى العوارض مانع عن رؤیة الحقائق ؛ لأنه ( أظهره الحجاب الذی على أعین الناس ) من العامة وإن بلغ بعضهم بعض طبقات المعرفة بخلاف أهل المعرفة الکاملة .

( کما قال تعالى :وَلکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ [ الروم : 6 ] ) وهم غیر کمّل أهل المعرفة ( لا یَعْلَمُونَ ) الحقائق المکشوفة الخاصة أهل المعرفة فی الدنیا ، وللکل فی الآخرة وإن کانوا( یَعْلَمُونَ ظاهِراً [ الروم : 7 ] ) من دقائق حقائق الأشیاء وخواصها لکونه ( مِنَ الْحَیاةِ الدُّنْیا ) ،

أی : مما یتم به أمر المعاش ، فإنه أمر ظاهر ، وإن احتاجوا فیه إلى تدقیق النظر بالنسبة إلى ما یظهر لأهل الآخرة من غوامض الحقائق ، وکیف یظهر للأکثر ذلک " وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ " لعدم التفاتهم إلیها لکونها غیبا علیهم ، فصارت غفلتهم حجابا لهم عنها ،.

وکان لفظ الغفلة ( هو من القلوب ) من الغفلة التی هی الحجاب ، ( فإنه ) أی قوله "غافِلُونَ" کأنه مأخوذ بطریق القلب ( من قولهم قُلُوبُنا غُلْفٌ [ النساء : 155 ]


أی : فی غلاف ) کأنها عین الغلاف ، وکیف لا یکون غلفا بمعنى فی غلاف ، وهو أی الغلاف ( هو الکن ) المذکور فی قولهم :قُلُوبُنا فِی أَکِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَیْهِ[ فصلت : 5 ] وکیف یکون الغلاف حجابا ، وهو بمعنى الکن ( الذی ستره ) أی : القلب وحجبه ( عن إدراک الأمر على ما هو علیه ) ، وإن أدرک بعض خواصه الدقیقة ، فمثل هذا المحجوب وأن صار عارفا ببعض الأمور یسمیه نزاعا بالنظر إلى ما یعرض له من الأعراض ، فیتصرف بالهمة لرفع ذلک النزاع ، ولا یتأتى ذلک فی العارف الکامل .

( وهذا وأمثاله یمنع العارف ) الکامل ( من التصرف ) بالهمة المؤثرة ( فی العالم ) ، وإن وجدت فیه هذه الهمة بحیث یمکنه التصرف بها فی جمیع العالم .

 

قال رضی الله عنه :  ( قال الشّیخ أبو عبد اللّه بن قائد للشّیخ أبی السّعود بن الشّبل : لم لا تتصرّف ؟  

فقال أبو السّعود: ترکت الحقّ یتصرّف لی کما یشاء. 

یرید قوله تعالى آمرا: "فَاتَّخِذْهُ وَکِیلًا" [ المزمل : 9 ] فالوکیل هو المتصرّف ، ولا سیّما وقد سمع اللّه یقول :"وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَکُمْ مُسْتَخْلَفِینَ فِیهِ"[ الحدید : 7 ])

 

ثم أورد مثالا لقوله وأمثاله فقال : ( قال الشیخ أبو عبد اللّه بن قائد للشیخ أبی السعود بن الشبل)

"" [size=24]أضاف المحقق :

الشیخ أبو عبد اللّه بن قائد :[/size] عرف بابن قائد من قریة تسمى آونة من أعمال بغداد ، کان ذا معان تضاعف مددها ورتبة علا فی أفق السلوک فرقدها .

وتربیة نفذ سهمها فی الأمصار ومواعظ لها فی القلوب إجلال وإکبار ، وهو من أصحاب الإمام عبد القادر الجیلانی رضی اللّه عنه .

قال الشیخ ابن العربی رضی اللّه عنه : وکان ابن القائد هذا یقول فیه عبد القادر رضی اللّه عنه : معربد الحضرة ، وکان یشهد له العارف عبد القادر - الحاکم فی هذه الطریقة المرجوع إلیه فی الرجال - : أنه من المفردین ، وهم رجال خارجون عن دائرة القطب والخضر علیه السّلام منهم ونظیرهم من الملائکة الأرواح المهیمة فی جلال اللّه وهم الکروبیون معتکفون فی حضرة الحق سبحانه لا یعرفون سواه ، لیس لهم بذواتهم علم عند نفوسهم ، لهم مقام بین الصدیقیة والنبوة الشرعیة . قال : هو مقام جلیل جهله أکثر الناس من أهل طریقنا کأبی حامد رضی اللّه عنه وأمثاله فإن ذوقه عزیز . [ الکواکب الدریة 442 ] .

فهو من أتباع الشیخ عبد القادر الکیلانی قال عنه ابن العربی الطائی الحاتمی: حال الصدق یناقض مقامه ومقامه أعلى من حاله فی الخصوص وحاله أشهد وأعلى فی العموم.

وقال عنه السهروردی: کان أبو السعود من أرباب الأحول السنیة والواقفین مع فعل الله فی حاله تارکا الأختیار، سبق کثیر من المتقدمین فی تحقیق ترک الاختیار، شاهدنا منه أحوالا صحیحة عن قوة وتمکین.

ومن کراماته إنه قال: کنت بشاطئ دجلة بغداد فخطر فی نفسی هل لله عباد یعبدونه فی الماء فما تم الخاطر إلا بالنهر قد أنفلق عن رجل فسلم علی وقال:

نعم یا أبا السعود لله عبادا یعبدون فی الماء وأنا منهم أنا رجل من تکریت خرجت منها لأنه بعد کذا کذا یوما یقع کذا کذا فیها فذکر أمور تحدث ثم غاب فما أنقضت خمسة عشر یوما حتى وقع ذلک.

الشیخ أبی السعود بن الشبل : العارف الأفخم والصوفی الأعظم ، إمام کملت باللّه أدواته ، وصفت فی مشاهد الحق ذاته ، وعرفت العارف الأفخم والصوفی الأعظم ، إمام کملت باللّه أدواته ، وصفت فی مشاهد الحق ذاته ، وعرفت  فی مسالک العرفان خلواته وجلواته ، أجل أتباع الشیخ العارف باللّه عبد القادر الجیلانی رضی اللّه عنه الذی قال فی حقه العارف ابن عربی رضی اللّه عنه : إنه أعلى مقاما من شیخه - کما سیجیء عنه فی ترجمته - وقال فی موضع آخر من الفتوحات : کان إمام وقته فی الطریق . [ الکواکب 404 ]  ""

ثم ( لم تتصرف ) أی : بالهمة المؤثرة أو بغیرها مع أنک أعطیت التصرف کما یأتی التصریح به .

( فقال أبو السعود : ترکت الحق یتصرف لی ) وکیلا عنی لکمال علمه ، وقدرته ، ورعایته مصالح من وکله بحسب سنته ، وإن لم یجب علیه بل ( کما یشاء ) ، فإن لم یکن شیء من ذلک ، فلابدّ من امتثال أمره .

( یرید قوله تعالى أمرا ) لنبیه علیه السّلام مع کونه أعلم الخلق وأقواهم وکمال حاله الموجب وهب التصرف له ( " فَاتَّخِذْهُ وَکِیلًا " [ المزمل : 9 ] فإنی أولى بذلک مع أنه یجب على متابعته صلّى اللّه علیه وسلّم ).

"" [size=24]أضاف المحقق : وذکر الشیخ الیافعی فی خلاصة المفاخر : جاءوا جماعة من المشایخ عند شیخنا محیی الدین عبد القادر رضی اللّه عنه بمدرسته فقال : لیطلب کل واحد منکم حاجته أعطیها له .[/size]

فقال الشیخ أبو السعود : أرید ترک الاختیار. وقال الشیخ ابن قائد : أرید القوة على المجاهدة. ""

 

وإذا اتخذ الحق وکیلا ؛ ( فالوکیل هو المتصرف ) لامتناع اجتماع العلتین على معلول واحد ، فإن لم یکن فعل العبد علة فلا أقل من مشابهته إیاها وکیف یکون للعبد التصرف ولا ملک له فی التصرف فیه إلا بإذن المالک واستخلافه ، وإلیه الإشارة بقوله : ( ولا سیما وقد سمع اللّه تعالى یقول :وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَکُمْ مُسْتَخْلَفِینَ فِیهِ) [ الحدید : 7 ]

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فتسمیة ذلک نزاعا إنما هو أمر عرضی أظهره الحجاب الذی على أعین الناس کما قال الله فیهم «ولکن أکثر الناس لا یعلمون: یعلمون ظاهرا من الحیاة الدنیا وهم عن الآخرة هم غافلون»: وهو من القلوب فإنه من قولهم «قلوبنا غلف».

أی فی غلاف وهو الکن الذی ستره عن إدراک الأمر على ما هو علیه. فهذا وأمثاله یمنع العارف من التصرف فی العالم .

قال الشیخ أبو عبد الله بن قاید للشیخ أبی السعود بن الشبل لم لا تتصرف؟

فقال أبو السعود ترکت الحق یتصرف لی کما یشاء: یرید قوله تعالى آمرا «فاتخذه وکیلا» فالوکیل هو المتصرف ولا سیما وقد سمع الله تعالى یقول: «وأنفقوا مما جعلکم مستخلفین فیه». )

قال رضی الله عنه :  ( فتسمیة ذلک نزاعا إنّما هو أمر عرضى أظهره الحجاب الذی على أعین الناس ) ومدارکهم الجزئیّة ، التی إنّما یدرک الأمور بالغواشی الخارجیّة والعوارض النسبیّة ، التی هی ذات التقابل والتعاند ضرورة ، ذاهلین عن المقاصد الکلَّیة والأصول الجملیّة التی جمعت الکل تحت إحاطته آخرا ( کما قال الله تعالى فیهم : " وَلکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ .  یَعْلَمُونَ ظاهِراً من الْحَیاةِ الدُّنْیا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ " ) [ 30 / 7 - 6 ] .

"" [size=24]أضاف المحقق : [/size]قال القیصری : " أی الغلاف هو الکنّ المذکور فی قوله تعالى :" إِنَّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَکِنَّةً أَنْ یَفْقَهُوه ُ وَفی آذانِهِمْ وَقْراً " [ 18 / 57 ] فهو الذی ستر القلب وحجبه من إدراک الحقائق على ما هی علیه " . ""


قال رضی الله عنه :  ( وهو ) - أی النزاع - على ما تصوّروه ( من المقلوب ، فإنّه ) وفاق فی الحقیقة ، وهم قلَّبوه ، أو الغفلة التی لهم من باب المقلوب ، فإنّه ( من قوله :

" قُلُوبُنا غُلْفٌ"   [ 2 / 88 ] فإنّ « غفل » قلب « غلف » (أی فی غلاف ،وهو الکنّ الذی ستره عن إدراک الأمر على ما هو علیه).

( فهذا وأمثاله یمنع العارف من التصرّف فی العالم ) .محاورة عارفین حول التصرّف بالهمّة

(قال الشیخ أبو عبد الله بن قائد للشیخ أبى السعود بن الشبل : لم لا تتصرّف » ؟ 

فقال أبو السعود : " ترکت الحقّ یتصرّف بی  کما یشاء " .

"" أضاف المحقق : الشیخ أبو عبد الله بن قائد و الشیخ أبى السعود بن الشبل من أصحاب الشیخ عبد القادر الجیلانی القطب الشهیر ومؤسس الطریقة القادریة . ""


(یرید قوله تعالى آمرا : " فَاتَّخِذْه ُ وَکِیلًا " [ 73 / 9 ] فالوکیل هو المتصرّف ، ولا سیّما وقد سمع الله یقول : " وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَکُمْ مُسْتَخْلَفِینَ فِیه ِ ") [ 57 / 7 ] .

ثمّ قال له الحقّ : " هذا الأمر الذی استخلفتک فیه وملَّکتک إیّاه ، اجعلنی واتّخذنى وکیلا فیه " .

فامتثل أبو السعود أمر الله واتّخذه وکیلا ، فکیف یبقى لمن یشهد مثل هذا الأمر همّة یتصرّف بها ؟! 

والهمّة لا یفعل إلَّا بالجمعیّة التی لا متّسع لصاحبها إلى غیر ما اجتمع علیه واهتمّ به ممّا یوجده أو یبقیه أو یعدمه.

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فتسمیة ذلک نزاعا إنما هو أمر عرضی أظهره الحجاب الذی على أعین الناس کما قال الله فیهم «ولکن أکثر الناس لا یعلمون: یعلمون ظاهرا من الحیاة الدنیا وهم عن الآخرة هم غافلون»: وهو من القلوب فإنه من قولهم «قلوبنا غلف».

أی فی غلاف وهو الکن الذی ستره عن إدراک الأمر على ما هو علیه. فهذا وأمثاله یمنع العارف من التصرف فی العالم .

قال الشیخ أبو عبد الله بن قاید للشیخ أبی السعود بن الشبل لم لا تتصرف؟

فقال أبو السعود ترکت الحق یتصرف لی کما یشاء: یرید قوله تعالى آمرا «فاتخذه وکیلا» فالوکیل هو المتصرف ولا سیما وقد سمع الله تعالى یقول: «وأنفقوا مما جعلکم مستخلفین فیه». )

 

قال رضی الله عنه :  (فتسمیة ذلک نزاعا إنّما هو أمر عرضیّ أظهره الحجاب الّذی على أعین النّاس کما قال اللّه تعالى فیهم :"وَلکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ یَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَیاةِ لدُّنْیا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ"[الروم 6 - 7] . 

وهو من المقلوب فإنّه من قولهم" قُلُوبُنا غُلْفٌ" [ النساء : 155 ] أی فی غلاف وهو الکنّ الّذی ستره عن إدراک الأمر على ما هو علیه السلام. فهذا وأمثاله یمنع العارف من التّصرّف فی العالم. 

قال الشّیخ أبو عبد اللّه بن قائد للشّیخ أبی السّعود بن الشّبل : لم لا تتصرّف ؟ 

فقال أبو السّعود : ترکت الحقّ یتصرّف لی کما یشاء : یرید قوله تعالى آمرا :فَاتَّخِذْهُ)

 

قال رضی الله عنه :  (فتسمیة ذلک ) ، أی ذلک الأمر الظاهر على المنازع من المخالفة المسمى ( نزاعا إنما هو أمر عرضی ) نسبی تعرض أحوال المنازع بقیاسها إلى أحوال العارف ، فإن حقیقة کل منهما وعینه الثابتة تقتضی ما تخالف مقتضى حقیقة الأمر باعتبار الاسم الحاکم علیه .

فهذه المخالفة الواقعة منهما من غیر اختیار تسمى نزاعا وهما فیها فی عین الوفاق باعتبار امتثالهما أمر الأسماء الحاکمة علیها .

فالنزاع بینهما إنما ( أظهره الحجاب الذی على أعین الناس ) من رؤیة سر القدر فیتوهمون أن کل واحد منهما فی صدد المخالفة مع الآخر ( کما قال اللّه تعالى فیهم ) ، أی فی شأن المحجوبین عن سر القدر ( ولکن أکثر الناس لا یعلمون ) ، أی سر القدر ("یَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَیاةِ الدُّنْیا") ، أی ما ظهر لهم فی النشأة الدنیویة ("وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ") [ الروم : 7 ] .

أی وهم عن النشأة الأخرویة التی عندها یظهر سر القدر غافلون ، ثم أراد أن ینبه على أن سبب هذه الغفلة هو الحجاب الذی وقع على قلوبهم.

فقال : ( وهو ) ، أی غافلون ( من المقلوب ) ، أی من الألفاظ التی قلب فیها بعض الحروف إلى مکان بعض آخر کاللام والفاء ههنا ( فإنه ) ، أی غافلون مأخوذ ( "من قولهم :قُلُوبُنا غُلْفٌ " [ البقرة : 88 ] ، أی فی غلاف ) ، أی فی حجاب .

إذ لا شک أن الغافل إنما یغفل عن شیء بواسطة حجاب یحول بینهما فالغافلون عن الآخرة هم الذین قلوبهم فی غلاف ( وهو ) ، أی الغلاف ( الکنّ الذی ستره ) ، أی القلب ( عن إدراک الأمر على ما هو علیه ) قال تعالى : "إنا جعلناعَلى قُلُوبِهِمْ أَکِنَّةً أَنْ یَفْقَهُوهُ" [ الأنعام : 25 ] ، أی الحجب المانعة للقلب عن إدراک الحقائق على ما هی علیه .

( فهذا ) الذی ذکرنا من الوجوه الثلاثة ( وأمثاله یمنع العارف من التصرف فی العالم بالهمة ) ومن جملة أمثاله امتثاله لأمر الحق حیث قال :" فَاتَّخِذْهُ وَکِیلًا " [ المزمل : 9 ] کما تومىء إلیه فی هذه الحکایة .

( قال الشیخ أبو عبد اللّه محمد بن قائد للشیخ أبی السعود بن الشّبل ) وهما من کبار أصحاب الشیخ محیی الدین عبد القادر الکیلانی قدس اللّه أرواحهم ولا حرمنا من برکاتهم ( لم لا تتصرف فقال أبو السعود : ترکت الحق یتصرف لی کما یشاء ، یرید قوله تعالى آمرا :" فَاتَّخِذْهُ وَکِیلًا" فالوکیل هو المتصرف . ولا سیما وقد سمع ) أبو السعود ( اللّه یقول :" وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَکُمْ مُسْتَخْلَفِینَ فِیهِ " [ الحدید : 7 ]

 

قال رضی الله عنه :  (وَکِیلًا [المزمل:9] فالوکیل هو المتصرّف. ولا سیّما وقد سمع اللّه یقول:"وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَکُمْ مُسْتَخْلَفِینَ فِیهِ" [الحدید:7 ]) النص واضح.


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 321

 فتسمیة ذلک نزاعا أنّما هو أمر عرضی أظهره الحجاب الذی على أعین الناس، کما قال اللّه فیهم‏ وَ لکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ، یَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ هُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ‏.

و هو من المقلوب فإنّه من قولهم‏ قُلُوبُنا غُلْفٌ* أی فی غلاف و هو الکنّ الذی ستره عن إدراک الأمر على ما هو علیه.

بنا بر این آن را نزاع نامیدن امر عرضى است که حجابى که بر چشم مردم است آن را اظهار نمود (اگر حجاب برداشته شود نزاعى نیست). چنانکه خداوند تعالى فرمود:

وَ لکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ، یَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ هُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ‏ (روم: 7).

این نزاع از قلب مقلوب است که گفتند: قُلُوبُنا غُلْفٌ* دلهاى ما در غلف است.

یعنى قلبى که در حجاب است آن را نزاع ‌می‌بیند. یا اینکه بگوییم غافل‏ (غافِلُونَ)* مقلوب قلوبنا «غُلْفٌ»* است زیرا که غافل از غفل است و غفل مقلوب غلف و غلف، غلاف است.

و غلاف آن کنّى است. که آنان را از ادراک واقع آن چنان که هست پوشانده است (خداوند فرمود: وَ جَعَلْنا عَلى‏ قُلُوبِهِمْ أَکِنَّةً أَنْ یَفْقَهُوهُ وَ فِی آذانِهِمْ وَقْراً* (انعام: 25).

فهذا و أمثاله یمنع العارف من التصرف فی العالم قال الشیخ أبو عبد اللّه بن قائد للشیخ أبی السّعود بن الشّبل لم لا تتصرف؟ فقال أبو السّعود ترکت الحقّ یتصرف لی کما یشاء یرید قوله تعالى آمرا: فَاتَّخِذْهُ وَکِیلًا فالوکیل هو المتصرف و لا سیما و قد سمع أن اللّه تعالى یقول: وَ أَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَکُمْ مُسْتَخْلَفِینَ فِیهِ‏.

این معرفت که گفتیم و امثال آن عارف را از تصرف در عالم باز ‌می‌دارد. شیخ ابو عبید اللّه بن قائد به شیخ ابو سعود بن شبل گفت: چرا تصرف نمی‌کنى؟ ابو سعود در جواب گفت: خدا را گذاشتم براى من تصرف کند آن چنان که ‌می‌خواهد. این سخنش اشاره است به قول خداوند تعالى که امر فرمود: فَاتَّخِذْهُ وَکِیلًا (مزمل: 9) وکیل متصرف است بخصوص که ابو سعود شنید که خداوند ‌می‌فرماید: وَ أَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَکُمْ مُسْتَخْلَفِینَ فِیهِ‏ (حدید: 7) (انفاق کنید از آن چه شما را در آن جانشین خود قرار داد).


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص:۶۳۹-۶۴۱

فتسمیة ذلک نزاعا أنّما هو أمر عرضىّ أظهره الحجاب الّذى على أعین النّاس کما قال تعالى (کما قال اللّه تعالى- خ) فیهم: وَ لکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ، یَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ هُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ‏ و هو من المقلوب فإنّه من قولهم‏ قُلُوبُنا غُلْفٌ* أى فى غلاف و هو الکنّ الّذى ستره عن إدراک الأمر على ما هو علیه.

نى «نزاع» نام نهادن آنچه را منازع بر آنست از طریقى که بدو اختصاص دارد امریست عرضى که محجوبان را حاصل مى‏‌شود به واسطه حجابى که بر اعین ایشان است از ادراک سرّ قدر، چه ایشان توقّع مى‏‌کنند از جمیع خلایق هدایت و ارشاد را به حضرت خالق؛ و نمى‏‌دانند که هر عینى قبول نمى‌‏کند مگر آنچه را اعطا مى‏‌کند اسمى که برو حاکم است و مسلّط از حق تعالى و هریک سالک طریقه خود و ناهج مناهج خویش است. و اگر اهل حجاب را وقوف برین معنى بودى منازع را على طریق الاطلاق منازع تسمیه نکردندى، بلکه معنى موافقت را به حسب اسم حاکم دریافتندى و لهذا حضرت الهى در حق ایشان مى‏‌فرماید: وَ لکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ، یَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ هُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ‏ یعنى ایشان نمى‏‌دانند مگر آنچه ظاهر مى‏‌شود ایشان را در نشأت دنیاویّه و از نشأت اخراویه که سرّ قدر نزد او ظاهر مى‏‌شود غافل‌‏اند. و «غافلون» از قبیل مقلوب است‏ و اشتقاق او از مأخذ «غلف» است که گفتند قُلُوبُنا غُلْفٌ* یعنى فى غلاف و آن پوششى است که ستر کند از ادراک امر بدان وجه که در نفس امر است تا اهل حجاب ندانند که، بیت:

آنجا همه آمیخته چون شکّر و شیریم‏ وینجا همه آویخته چون جنگ و نبردیم‏

آنجا شه شطرنج بساط دو جهانیم‏ وینجا همه سرگشته‌‏تر از مهره نردیم‏

چرخیست کزان چرخ چو یک برق بتابد بر چرخ برآئیم و زمین را بنوردیم‏

فهذا و أمثاله یمنع العارف من التّصرّف فى العالم.

یعنى این دو وجه و امثال او عارف را مانع مى‏‌شود از تصرف در عالم.

قال الشّیخ أبو عبد اللّه بن قائد للشّیخ أبى السّعود بن الشّبل‏: لم لا تتصرّف؟

فقال أبو السّعود: ترکت الحقّ یتصرّف لى کما یشاء: یرید قوله تعالى آمرا فَاتَّخِذْهُ وَکِیلًا فالوکیل هو المتصرّف.

شیخ ابو عبد اللّه بن قائد شیخ ابو سعود بن شبل را رحمة اللّه علیهما گفت:

چرا تصرف نمى‏کنى؟ ابو سعود رحمة اللّه علیه گفت بگذاشته‏‌ام حقّ عزّ و جلّ تصرّف مى‏‌کند از براى من چنانکه مى‏‌خواهد بیت:

من کار به کارساز بگذاشته ‏ام‏ هرچه آیدم از غیب خوش انگاشته‏ ام‏

ببریده‏‌ام از سبب تعلّق آنگاه‏ ناکاشته ارتفاع برداشته‏ ام‏


و مراد او رحمة اللّه علیه از ترک تصرف امتثال بود به امر حق عزّ و جلّ یعنى به امر فَاتَّخِذْهُ وَکِیلًا، پس تصرف از آن وکیل باشد و عارف متوکّل آسوده، لاجرم مى‏‌گوید بیت:

در بحر صفات پاک بى‏ چون و چرا کشتى‏ صفتم فتاده نى دست نه پا

ملاح ارادتست بر من حاکم‏                 گر وقفه و گر سیر کنم در دریا

و لا سیّما و قد سمع اللّه (و قد سمع أنّ اللّه- خ) یقول: وَ أَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَکُمْ مُسْتَخْلَفِینَ فِیهِ‏ على الخصوص چون عارف از حق عزّ و جلّ (از حقّ تعالى- خ) بشنود که مى‏‌گوید وَ أَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَکُمْ مُسْتَخْلَفِینَ فِیهِ‏


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص:۶۰۷

فتسمیة ذلک نزاعا إنّما هو امر عرضىّ أظهره الحجاب الّذی على أعین النّاس، کما قال اللّه- تعالى- فیهم‏ «وَ لکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ، یَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ هُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ».

شرح یعنى آن که محجوب است از سرّ قدر، و آن که مکشوف است بروى سرّ قدر که محجوب را منازع مى‏‌خوانند، از آن جهت که امر إلهى تکلیفى قبول نمى‏‌کند، و ممدّ حقیقت ایشان از اسم مضل است، و ممدّ حقایق نبى و ولى از اسم هادى، و هر آینه هدایت با ضلالت مخالف باشد. پس نزاع ازین جهت خواست. و عرضیّت این اسم بالنّظر الى الغیر باشد، نه بالنّظر الى الذّات.

و هو من المقلوب فإنّه من قولهم‏ «قُلُوبُنا غُلْفٌ»* أی فی غلاف و هو الکنّ الّذی ستره عن إدراک الأمر على ما هو علیه.

شرح این سخن معترضه است که در اثناى کلام واقع شد، و باز ابتداى سخن اینست.

و هذا و أمثاله یمنع العارف من التصرّف فی العالم.

قال الشّیخ أبو عبد اللّه بن قاید للشّیخ أبى السّعود بن الشّبل: لم لا تتصرّف؟

فقال أبو السّعود: ترکت الحقّ یتصرّف لی کما یشاء: یرید قوله تعالى آمرا «فَاتَّخِذْهُ وَکِیلًا»، فالوکیل هو المتصرّف و لا سیّما و قد سمع اللّه- تعالى- یقول‏ «وَ أَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَکُمْ مُسْتَخْلَفِینَ فِیهِ».