عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الثالثة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فتحقّق هذه المسألة فإنّ القدر ما جهل إلّا لشدّة ظهوره فلم یعرف وکثر فیه الطّلب والإلحاح .

واعلم أنّ الرّسل صلوات اللّه علیهم من حیث هم رسل لا من حیث هم أولیاء وعارفون على مراتب ما هی علیه أممهم فما عندهم من العلم الّذی أرسلوا به إلّا قدر ما تحتاج إلیه أمّة ذلک الرّسول ، لا زائد ولا ناقص .

والأمم متفاضلة یزید بعضها على بعض فیتفاضل الرّسل فی علم الإرسال بتفاضل أممها وهو قوله تعالى : "تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ " [ البقرة  : 253] .

کما هم أیضا فیما یرجع إلى ذواتهم علیهم السّلام من العلوم والمعارف والأحکام الإلهیّة متفاضلون بحسب استعداداتهم وهو فی قوله : " وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلى بَعْضٍ " [ الإسراء : 55 ] .)


قال الشیخ رضی الله عنه :  (فتحقّق هذه المسألة فإنّ القدر ما جهل إلّا لشدّة ظهوره فلم یعرف وکثر فیه الطّلب والإلحاح . واعلم أنّ الرّسل صلوات اللّه علیهم من حیث هم رسل لا من حیث هم أولیاء وعارفون على مراتب ما هی علیه أممهم فما عندهم من العلم الّذی أرسلوا به إلّا قدر ما تحتاج إلیه أمّة ذلک الرّسول ، لا زائد ولا ناقص . والأمم متفاضلة یزید بعضها على بعض فیتفاضل الرّسل فی علم الإرسال بتفاضل أممها وهو قوله تعالى : "تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ " [ البقرة  : 253] . کما هم أیضا فیما یرجع إلى ذواتهم علیهم السّلام من العلوم والمعارف والأحکام الإلهیّة متفاضلون بحسب استعداداتهم وهو فی قوله : " وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلى بَعْضٍ " [ الإسراء : 55 ] .)


(فتحقق) یا أیها السالک (هذه المسألة) المذکورة (فإن القدر) ، أی تقدیر الإلهی (ما جهل) فی الناس إلا (لشدة ظهوره) وانکشافه (فلم یعرف) لأجل ذلک الظهور الذی له عند کل أحد من حیث إیمانه بعدل اللّه تعالى فی خلقه أنه على طبق ما علم اللّه تعالى من الأشیاء ، فهو تابع لها وإن لم تعرف تفاصیلها عند الکل فی الکل ، فالکل یعلمون أنه تعالى عالم قضى بالحق وقدر على علم منه لا جهل ، ولا یعرفون ما ذکر هنا من البیان الحق (وکثر فیه) ، أی القدر الطلب والإلحاح من الناس فی بیان المراد منه للإیمان به ، وتکلم فیه کل عالم على قدر ما عنده من العلم ، وفوق کل ذی علم علیم .


(واعلم) یا أیها السالک (أن الرسل صلوات اللّه علیهم) أجمعین (من حیث هم رسل) من اللّه تعالى إلى أممهم بالتکالیف المختلفة (لا من حیث هم) ، أی الرسل علیهم السلام (أولیاء) للّه تعالى (وعارفون) باللّه تعالى فهم من هذا الوجه متفاوتون تفاوتا آخر من کونهم على درجات مختلفة فی الولایة والمعرفة حیث هم فی أذواقهم ، ولیس هذا موضع بیان ذلک ، لأن هذا الباب معطل فیهم ، فلیس أخذهم للشرائع منه بل من باب نبوّتهم ، فهم لا یأخذون بکشفهم وعرفانهم واستعدادهم من التجلی الخاص ، بل بما أنبأهم به الملک المنزل علیهم من حضرة ربهم ، فإنهم مع الحق فی حکم ما یخبرهم به لا بحکم ما علموه باستعدادهم ، فالقرآن علم الرسالة المحمدیة ، والسنة علم النبوّة والولایة (على مراتب) تختلف باختلاف على (ما هی علیه أممهم) من الفضائل المتفاوتة .


(فما عندهم) ، أی الرسل علیهم السلام (من العلم) الإلهی (الذی أرسلوا به) إلى أممهم لیعلموا ما هم علیه فی ظواهرهم وبواطنهم (إلا قدر) ، أی مقدار (ما تحتاج إلیه أمة ذلک الرسول) ، فی اعتقاداتهم وعباداتهم ومعاملاتهم لانتظام معادهم ومعاشهم لا زائد على ذلک ولا ناقص ، والأمم متفاضلة یزید بعضها على بعض فی الفضیلة .

(فتفاضل الرسل) علیهم السلام (فی علم الإرسال بتفاضل أممها) ، أی الرسل (وهو قوله) تعالى (" تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ") [البقرة : 253 ] ،.

أی بسبب ما عندهم من العلوم التی تحتاج إلى أممهم بحسب تفاوت الأمم بالذکاء والحذق کل أمة على حسب استعدادها (کما هم) ، أی الرسل علیهم السلام (أیضا فیما یرجع إلى ذواتهم) ، أی أنفسهم (علیهم السلام من العلوم الإلهیة) من حیث هم أنبیاء علیهم السلام (والأحکام) المخاطبین بها على مقتضى أحوالهم الربانیة (متفاضلون) فمنهم من هو أفضل من الآخر (بحسب استعداداتهم) لقبول الفیض من وجود الوجود (وهو قوله) تعالى ("وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ") من حیث الفضائل العلمیة والعملیة ("عَلى بَعْضٍ") [ الإسراء : 55 ] منهم .

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فتحقّق هذه المسألة فإنّ القدر ما جهل إلّا لشدّة ظهوره فلم یعرف وکثر فیه الطّلب والإلحاح .

واعلم أنّ الرّسل صلوات اللّه علیهم من حیث هم رسل لا من حیث هم أولیاء وعارفون على مراتب ما هی علیه أممهم فما عندهم من العلم الّذی أرسلوا به إلّا قدر ما تحتاج إلیه أمّة ذلک الرّسول ، لا زائد ولا ناقص .

والأمم متفاضلة یزید بعضها على بعض فیتفاضل الرّسل فی علم الإرسال بتفاضل أممها وهو قوله تعالى : "تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ " [ البقرة  : 253] .

کما هم أیضا فیما یرجع إلى ذواتهم علیهم السّلام من العلوم والمعارف والأحکام الإلهیّة متفاضلون بحسب استعداداتهم وهو فی قوله : " وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلى بَعْضٍ " [ الإسراء : 55 ] .)


( فتحقق هذه المسألة فإن القدر ما جعل إلا لشدة ظهوره ) لا لشدة الخفاء فإن الصورة المشاهدة فی الحس هی صور القدر .

فکما أن شدة الخفاء لغایة بعدها عن إدراک البصائر سبب للجهل کذلک شدة الظهور لغایة قربها وانحرافها عن الحدّ الأوسط سبب للجهل کالمرآة القریبة من الرائی لم یظهر له صورة فیها لشدة قربها منه .

بل نقول مسائل العلوم الإلهیة کلها ما جهلت إلا لشدة ظهورها ( فلم یعرف وکثر فیه الطلب والإلحاح ) فقال إبراهیم علیه السلام "أَرِنِی کَیْفَ تُحْیِ الْمَوْتى"[ البقرة : 260 ] .

وقال العزیز علیه السلام :"أَنَّى یُحْیِی هذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها"[ البقرة : 159 ] .

فهذا السؤال من عدم علمهم بسرّ القدر فإن السؤال یطلب حصول ما لم یحصل ( واعلم أن الرسل صلوات اللّه علیهم أجمعین من حیث هم رسل لا من حیث هم أولیاء ) .


وقوله : ( وعارفون على مراتب ما هی علیه أممهم ) تفسیر لقوله لا من حیث هم أولیاء لأن کونهم أولیاء لا یکون إلا کذلک فمن حیث کونهم رسلا ( فما ) أی فلیس ( عندهم ) من اللّه ( من العلم الذی أرسلوا به إلا قدر ما یحتاج إلیه أمة ذلک الرسول علیه السلام لا زائد ولا ناقص ). أی لا یکون ذلک العلم زائدا على قدر احتیاج تلک الأمة ولا ناقصا عنه ( والأمم متفاضلة یزید بعضها على بعض ) فی الکمال وإذا کانت متفاضلة ( فتفاضل الرسل فی علم الإرسال ) یزید بعضها على بعض ( بتفاضل أممها وهو ) أی تفاضل الرسل بتفاضل الأمم معنى ( قوله تعالى "تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ"[ البقرة : 253 ] ) أی فضلنا بعضهم على بعض فی علم الإرسال بتفاضل الأمم .

( کما هم أیضا فیما یرجع إلى ذواتهم علیهم السلام من العلوم والأحکام متفاضلون بحسب استعداداتهم ) فهم کانوا ذوی تفاضلین بحسب ذواتهم وبحسب تفاضل أممهم ( وهو ) أی التفاضل بحسب الاستعداد معنى ( قوله تعالى :وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلى بَعْضٍ) فی العلوم الراجعة بالکثرة والقلة إلى ذواتهم .


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فتحقّق هذه المسألة فإنّ القدر ما جهل إلّا لشدّة ظهوره فلم یعرف وکثر فیه الطّلب والإلحاح .

واعلم أنّ الرّسل صلوات اللّه علیهم من حیث هم رسل لا من حیث هم أولیاء وعارفون على مراتب ما هی علیه أممهم فما عندهم من العلم الّذی أرسلوا به إلّا قدر ما تحتاج إلیه أمّة ذلک الرّسول ، لا زائد ولا ناقص .

والأمم متفاضلة یزید بعضها على بعض فیتفاضل الرّسل فی علم الإرسال بتفاضل أممها وهو قوله تعالى : "تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ " [ البقرة  : 253] .

کما هم أیضا فیما یرجع إلى ذواتهم علیهم السّلام من العلوم والمعارف والأحکام الإلهیّة متفاضلون بحسب استعداداتهم وهو فی قوله : " وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلى بَعْضٍ " [ الإسراء : 55 ] .)


قال الشیخ رضی الله عنه :  (فتحقّق هذه المسألة فإنّ القدر ما جهل إلّا لشدّة ظهوره فلم یعرف وکثر فیه الطّلب والإلحاح . واعلم أنّ الرّسل صلوات اللّه علیهم من حیث هم رسل لا من حیث هم أولیاء وعارفون على مراتب ما هی علیه أممهم فما عندهم من العلم الّذی أرسلوا به إلّا قدر ما تحتاج إلیه أمّة ذلک الرّسول ، لا زائد ولا ناقص . والأمم متفاضلة یزید بعضها على بعض فیتفاضل الرّسل فی علم الإرسال بتفاضل أممها وهو قوله تعالى : "تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ " [ البقرة  : 253] . کما هم أیضا فیما یرجع إلى ذواتهم علیهم السّلام من العلوم والمعارف والأحکام الإلهیّة متفاضلون بحسب استعداداتهم وهو فی قوله : " وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلى بَعْضٍ " [ الإسراء : 55 ] .) ما بقی من هذه الحکمة فظاهر.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فتحقّق هذه المسألة فإنّ القدر ما جهل إلّا لشدّة ظهوره فلم یعرف وکثر فیه الطّلب والإلحاح .

واعلم أنّ الرّسل صلوات اللّه علیهم من حیث هم رسل لا من حیث هم أولیاء وعارفون على مراتب ما هی علیه أممهم فما عندهم من العلم الّذی أرسلوا به إلّا قدر ما تحتاج إلیه أمّة ذلک الرّسول ، لا زائد ولا ناقص .

والأمم متفاضلة یزید بعضها على بعض فیتفاضل الرّسل فی علم الإرسال بتفاضل أممها وهو قوله تعالى : "تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ " [ البقرة  : 253] .

کما هم أیضا فیما یرجع إلى ذواتهم علیهم السّلام من العلوم والمعارف والأحکام الإلهیّة متفاضلون بحسب استعداداتهم وهو فی قوله : " وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلى بَعْضٍ " [ الإسراء : 55 ] .)


قال رضی الله عنه :  (فتحقّق هذه المسألة ،فإنّ القدر ما جهل إلَّا لشدّة ظهوره ، فلم یعرف ،وکثر فیه الطلب والإلحاح).

یعنی رضی الله عنه : أنّ الحاکم الحکمیة  إنّما یحکم - کما ذکرنا - على المحکوم علیه بمقتضى حقیقة المحکوم علیه ، ولا یقدّر له إلَّا على قدره وبقدره من غیر زیادة ولا نقصان ، ولا تتعلَّق القدرة إلَّا بالمقدور بحسب قدره ووسعه لا غیر ، فالحاکم محکوم حکم المحکوم علیه بما یقتضیه ، وقضاؤه علیه تابع لاقتضائه .


أعنی : قضاء الله المقضیّ علیه بالمقضیّ به بحسب اقتضاء المقضیّ علیه من القاضی أن یقضی علیه بما اقتضاه لذاته لا غیر ، وهذا ظاهر ، بیّن الوضوح ، ولشدّة وضوحه ذهل عنه وجهل به وطلب من غیر موضعه ، فلم یعثر على أصله وسببه ، ولیس فوق هذا البیان فی سرّ القدر بیان إلَّا ما شاء الله الواسع العلیم ، علَّام الغیوب ، وعلیه التکلان وهو المستعان .


قال رضی الله عنه  : ( واعلم : أنّ الرسل صلوات الله علیهم - من حیث هم رسل ، لا من حیث هم أولیاء وعارفون - على مراتب ما هی علیه أممهم ، فما عندهم من العلم الذی أرسلوا به إلَّا قدر ما تحتاج إلیه أمّة ذلک الرسول ، لا زائد ولا ناقص . والأمم متفاضلة یزید بعضها على بعض ، فیتفاضل الرسل فی علم الإرسال بتفاضل أممها ، وهو قوله تعالى : " تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ " کما هم أیضا فیما یرجع إلى ذواتهم من العلوم والأحکام متفاضلون بحسب استعداداتهم ، وهو قوله : " وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلى بَعْضٍ " ).


یشیر رضی الله عنه : إلى أنّ الرسول برسالته إلى أمّة لا بدّ له من العلم بالرسالة والمرسل - اسم فاعل - من کونه مرسلا وبالمرسل إلیه من حیث ما فیه صلاحه دنیا وآخرة ، فهو من کونه رسولا لا یلزمه من العلم إلَّا ما یحتاج إلیه المرسل إلیه - أعنی الأمّة - وتتمّ به الرسالة لا غیر ، ولکنّ الرسول - من کونه عالما بالله عارفا به ولیّا له - قد یؤتیه الله من العلم ما فیه کماله الخصیص به .

وأمّا التفضیل والتفاضل بینهم من کونهم رسلا وأنبیاء فبسعة فلک الرسالة أو عظمها وحیطتها وعمومها ، فإنّ کثرة إیحائها فی عمومها تستدعی کثرة علومها ، وقد یکون لهم تفاضل فی العلم بالله وعلوّ المقام وقوّة الحال وغیر ذلک .


ولکنّ الرسل ما داموا رسلا وکانوا یمهّدون فی إبلاغ الرسالة سبلا ، لیس علیهم ولا لهم إلَّا ما یحتاجون إلیه فی أداء الرسالة وتبلیغ الدعوة لا غیر ، وقد یطوی الله عنهم العلوم التی لا تقتضیها الرسالة وتنافیها ظاهرا کالعلم بسرّ القدر .

فإنّه یوجب فتور الهمّة عن طلب ما هو غیر مقدور ، ودعوى من یعلم أنّ الله قدّر علیه الکفر والجحود والعصیان ، ومقتضى الرسالة الجدّ والعزم والجزم فی کلّ ذلک ، فوجب طی ما یوجب الفتور فیما هو بصدده .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فتحقّق هذه المسألة فإنّ القدر ما جهل إلّا لشدّة ظهوره فلم یعرف وکثر فیه الطّلب والإلحاح .

واعلم أنّ الرّسل صلوات اللّه علیهم من حیث هم رسل لا من حیث هم أولیاء وعارفون على مراتب ما هی علیه أممهم فما عندهم من العلم الّذی أرسلوا به إلّا قدر ما تحتاج إلیه أمّة ذلک الرّسول ، لا زائد ولا ناقص .

والأمم متفاضلة یزید بعضها على بعض فیتفاضل الرّسل فی علم الإرسال بتفاضل أممها وهو قوله تعالى : "تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ " [ البقرة  : 253] .

کما هم أیضا فیما یرجع إلى ذواتهم علیهم السّلام من العلوم والمعارف والأحکام الإلهیّة متفاضلون بحسب استعداداتهم وهو فی قوله : " وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلى بَعْضٍ " [ الإسراء : 55 ] .)


قال رضی الله عنه :  ( فتحقق هذه المسألة . فإن القدر ما جهل إلا لشدة ظهوره فلم یعرف وکثر فیه الطلب والإلحاح ) .


أی الحاکم بحکم القضاء السابق تابع فی حکمه لسؤال استعداد المحکوم علیه بقابلیته ، فإن القابل یسأل بمقتضى ذاته ما یحکم الحاکم علیه ، فلا یحکم الحاکم علیه إلا بمقتضى ذاته القابلة .

فالمحکوم علیه حاکم على الحاکم أن یحکم علیه بما فی ذاته أن یقبله ، فکل حاکم أیّ حاکم کان محکوم علیه بما حکم به على القابل السائل إیاه ما هو فیه ، ولم تخف هذه المسألة أی مسألة القدر إلا لشدة ظهوره.


قال رضی الله عنه :  ( واعلم أن الرسل صلى الله علیهم وسلم من حیث هم رسل لا من حیث هم أولیاء وعارفون على مراتب ما هی علیه أممهم فما عندهم من العلم الذی أرسلوا به إلا قدر ما تحتاج إلیه أمة ذلک الرسول لا زائد ولا ناقص ، والأمم متفاضلة یزید بعضها على بعض ، فتفاضل الرسل فی علم الإرسال بتفاضل أممها ، وهو قوله : " تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ "  کما هم أیضا فیما یرجع إلى ذواتهم علیهم السلام من العلوم والأحکام متفاضلون بحسب استعداداتهم ، وهو قوله : " ولَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلى بَعْضٍ ") .


هی فیما هی علیه أممهم ضمیر مبهم تفسیره أممهم .

وللرسل صلى الله علیهم وسلم جهات ثلاثة :

جهة الرسالة وهی تحمل الأحکام الإلهیة المتعلقة بأفعال الأمم الموجبة لصلاح معادهم ومعاشهم ، وهم فی ذلک أمناء لا یبلغون إلا ما حملوا .

وجهة الولایة : وهی الفناء فی الله بقدر ما قدر لهم من کمالات صفاته وأسمائه .

وجهة النبوة : وهی الإخبار عن الله بقدر ما رزقوا من معرفته ، فعلوم کل واحد منهم من جهة الرسالة لیست إلا بقدر ما تحتاج إلیه أمته المرسل إلیهم لا أزید ولا أنقص ، لأنه إنما أرسل بسؤال استعدادهم ومقتضاه فلا یکلفهم إلا ما یسعه استعدادهم ، فبقدر ما تتفاضل الأمم فی الاستعدادات تتفاضل الرسل فی علوم الرسالة .


"" أضاف بالی زادة : أی مقتضى خلقه دفعة واحدة فی الأزل من الرزق الروحانی والجسمانی .أهـ بالی زادة ""


ولهذا قال تعالى : " تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا " الآیة ، أی فی علوم الرسالة لدلالة الرسل علیه ، وترتیب الحکم على الوصف وضمیر هو یرجع إلى التفاضل المقدر بتفاضل الأمم .

وربما یطوى الله عنهم بعض العلوم الذی لا یحتاجون إلیه فی الرسالة وینافیها ظاهرا کالعلم بسر القدر ، فإنه یوجب فتور الهمة فی الدعوة عن طلب ما هو غیر مقدور.

ومقتضى الرسالة الجد والقوة والعزم فیها ، وکذلک فی مراتب النبوة بحسب ذواتهم وأعیانهم متفاضلون فی العلوم والمعارف والأحکام على مقتضى استعداداتهم الأصلیة .

کما قال:  "ولَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلى بَعْضٍ "  ولما کانت النبوة ظاهر الولایة والولایة باطنها کان تفاضلهم فی النبوة بقدر تفاضلهم فی الولایة ، فإن نبأهم الصادق إنما یکون عما هم فیه من الألوهیة والربوبیة .


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فتحقّق هذه المسألة فإنّ القدر ما جهل إلّا لشدّة ظهوره فلم یعرف وکثر فیه الطّلب والإلحاح .

واعلم أنّ الرّسل صلوات اللّه علیهم من حیث هم رسل لا من حیث هم أولیاء وعارفون على مراتب ما هی علیه أممهم فما عندهم من العلم الّذی أرسلوا به إلّا قدر ما تحتاج إلیه أمّة ذلک الرّسول ، لا زائد ولا ناقص .

والأمم متفاضلة یزید بعضها على بعض فیتفاضل الرّسل فی علم الإرسال بتفاضل أممها وهو قوله تعالى : "تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ " [ البقرة  : 253] .

کما هم أیضا فیما یرجع إلى ذواتهم علیهم السّلام من العلوم والمعارف والأحکام الإلهیّة متفاضلون بحسب استعداداتهم وهو فی قوله : " وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلى بَعْضٍ " [ الإسراء : 55 ] .

 

قال رضی الله عنه :  (فتحقق هذه المسألة ،فإن القدر ما جهل إلا لشدة ظهوره فلم یعرف ، وکثر فیه الطلب والإلحاح.)  أی ، تحقق مسألة سر القدر .

وإنما قال : ( لشدة ظهوره ) لأن کل ذی بصر وبصیرة یشاهد أن وجود الأشیاء صادر من الله فی کل آن بحسب القوابل ، کإفاضة الصورة الإنسانیة على النطفة الإنسانیة والصورة الفرسیة على النطفة الفرسیة .

وهذا أظهر شئ فی الوجود . وکما یترتب إفاضة الصور على الأشیاء بالاستعداد والقابلیة ، کذلک یترتب إفاضة لوازمها على قابلیة تلک الصور . وهذا أیضا أمر بین عند العقل .

وکثیر من الأشیاء البالغة فی الظهور قد یختفی اختفاء لا یکاد یبدو ، کالوجود والعلم والزمان ، وأنواع الوجدانیات والبدیهیات أیضا کذلک .

والطلب والإلحاح على معرفة سر القدر من الأنبیاء ، علیهم السلام ، إنما کان للاحتجاب . فإن النبی إذا اطلع علیه ، لا یقدر على الدعوة وإجراء أحکام الشریعة على الأمة ، بل یعذر کلا منهم فیما هو علیه لإعطاء عینه ذلک  .


قال رضی الله عنه :  ( واعلم ، أن الرسل ، صلوات الله علیهم ، من حیث هم رسل ، لا من حیث هم أولیاء وعارفون على مراتب ما هی علیه أممهم ، فما عندهم من العلم الذی أرسلوا به إلا قدر ما تحتاج إلیه أمة ذلک الرسل ، لا زائد ولا ناقص )


أی ، الرسل من حیث إنهم رسل ، ما أعطى لهم العلم إلا قدر ما یطلب استعدادات أمته ، لا یمکن أن یکون زائدا علیه ولا ناقصا منه ، لأن الرسول إنما هو مبلغ لما أنزل إلیه ، کقوله

تعالى : ( بلغ ما أنزل إلیک وما علیک إلا البلاغ إن أنت إلا نذیر مبین ) . لأحکام أفعالهم لإصلاح معاشهم ومعادهم .

والتبلیغ والتبیین لا یکون إلا بحسب استعدادات المبلغین إلیهم وأفعالهم ، لا زائدا ولا ناقصا . وأما من حیث إنهم أولیاء فانون فی الحق ، أو أنبیاء عارفون ، فلیس کذلک ، لأن هاتین الصفتین بحسب استعداداتهم فی أنفسهم ، لا مدخل لاستعداد الأمة فیها .


فقوله : ( وعارفون ) أی ، ولا من حیث إنهم أنبیاء . فنبه بهذا الاطلاع على کون النبوة تعطى العلم والمعرفة بالله والمراتب ، وعلى أن العارفین لهم نصیب من النبوة العامة ، لا الخاصة التشریعیة .

وقوله رضی الله عنه   : ( على مراتب ما هی علیه أممهم ) بإضافة ( المراتب ) إلى ( ما ) خبر ( أن ) .  و ( هی ) ضمیر مبهم مفسره ( أممهم ) .

تقدیره : أن الرسل ، من حیث هم رسل ، عالمون على قدر مراتب أممهم على ما هی علیه .

قال رضی الله عنه : ( والأمم متفاضلة ، یزید بعضها على بعض ، فیتفاضل الرسل فی علم الإرسال بتفاضل أممها . وهو قوله : " تلک الرسل فضلنا بعضهم على بعض " .) معناه ظاهر .


و ( هو ) بمعنى ذلک . أی ، وذلک التفاضل ثابت بقوله : ( تلک الرسل فضلنا بعضهم على بعض ) .

قال رضی الله عنه :  ( کما هم أیضا فیما یرجع إلى ذواتهم ، علیه السلام ، من العلوم والأحکام متفاضلون بحسب استعداداتهم . وهو ) أی ، ذلک التفاضل هو المشار إلیه ( فی قوله : ولقد فضلنا بعض النبیین على بعض . ) أی ، الرسل یتفاضلون بتفاضل أممهم .

کما یتفاضلون فیما یرجع إلى ذواتهم من العلوم والمعارف والأحکام الإلهیة .

ففی الکلام تقدیم وتأخیر . تقدیره : کما هم متفاضلون فیما یرجع إلى ذواتهم .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فتحقّق هذه المسألة فإنّ القدر ما جهل إلّا لشدّة ظهوره فلم یعرف وکثر فیه الطّلب والإلحاح .

واعلم أنّ الرّسل صلوات اللّه علیهم من حیث هم رسل لا من حیث هم أولیاء وعارفون على مراتب ما هی علیه أممهم فما عندهم من العلم الّذی أرسلوا به إلّا قدر ما تحتاج إلیه أمّة ذلک الرّسول ، لا زائد ولا ناقص .

والأمم متفاضلة یزید بعضها على بعض فیتفاضل الرّسل فی علم الإرسال بتفاضل أممها وهو قوله تعالى : "تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ " [ البقرة  : 253] .

کما هم أیضا فیما یرجع إلى ذواتهم علیهم السّلام من العلوم والمعارف والأحکام الإلهیّة متفاضلون بحسب استعداداتهم وهو فی قوله : " وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلى بَعْضٍ " [ الإسراء : 55 ] .)


قال رضی الله عنه :  (فتحقّق هذه المسألة فإنّ القدر ما جهل إلّا لشدّة ظهوره فلم یعرف وکثر فیه الطّلب والإلحاح).

 ( فتحقق هذه المسألة ) أی : اعتقد حقیقتها لوضوح مقدماتها من أن الفعل تابع للعلم ، والعلم للمعلوم ، والمعلوم الأزلی غیر مجعول ؛ لامتناع حلول الحوادث فی العلم الأزلی .

ولا یلزم تعدد القدر ما لکونه معدوما فی الخارج ، فمسألة القدر أیضا جلیة وإن خفیت على أهل الخبر والاعتزال ، (فإن القدر ما جهل إلا من شدة الظهور) ، فإن الشیء إذا جاوز حده أورث ضده ، ( فلم یعرف ، فکثر فیه الطلب)  بالمقدمات الکثیرة الطویلة العریضة العمیقة ، (والإلحاح) فی إیراد الشبهات وحلها .


قال رضی الله عنه :  ( واعلم أنّ الرّسل صلوات اللّه علیهم من حیث هم رسل لا من حیث هم أولیاء وعارفون على مراتب ما هی علیه أممهم فما عندهم من العلم الّذی أرسلوا به إلّا قدر ما تحتاج إلیه أمّة ذلک الرّسول ، لا زائد ولا ناقص ، والأمم متفاضلة یزید بعضها على بعض فیتفاضل الرّسل فی علم الإرسال بتفاضل أممها ، وهو قوله تعالى :"تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ "[ البقرة : 253 ] . کما هم أیضا فیما یرجع إلى ذواتهم - علیهم السّلام - من العلوم والمعارف والأحکام الإلهیّة متفاضلون بحسب استعداداتهم ، وهو فی قوله :وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلى بَعْضٍ" [ الإسراء : 55 ] . )


ثم أشار إلى فضیلة علم القدر بأن فضائل الأنبیاء والخلائق وتفاوت درجاتهم ، إنما تعرف به ، وأنه إنما یعرف به تقابل أسماء اللّه وصفاته ، وإن علمه وإرادته وقضاءه تابعة له .

فقال : ( واعلم أن الرسل صلوات اللّه علیهم من حیث هم رسل ) أرسلوا إلى أممهم ( لا من حیث هم أولیاء وعارفون ) ، فإنهم وإن تفاوتوا بتلک الحیثیة أیضا ، لکنه لیس بمقدار استعدادت الأمم .

وکذا من حیث هم أنبیاء على ما یصرح به عن قریب ، ولکن لم یذکرهم آنفا ؛ فلهم منزلة الأولیاء أو العارفین بهذا الاعتبار ( على مراتب ما هی علیه أممهم ) من الاستعدادات العملیة والعلمیة ، ( فعندهم من العلم الذی أرسلوا به ) إلى الأمم سواء فی العقائد أو الأحکام .


( إلا قدر ما تحتاج إلیه أمة ذلک الرسول ) فی الاعتقاد أو العمل ( لا زائد ) ؛ لأنه فی باب الاعتقاد مضل مثیر للشبهات ، وفی باب العمل مشتق ، ( ولا ناقص ) یفوت به الکمال الممکن الذی بعثوا لتحصیله لهم .

وهذا وإن لم یمکن رعایته بالنسبة إلى الأشخاص یمکن بالنسبة إلى الأمم ، إذ ( الأمم متفاضلة یزید بعضها على بعض ) فی درک الدقائق من الأدلة والحقائق ، وفی تحمل أعباء التکلیف .


( فتفاضل الرسل فی علم الإرسال ) وراء تفاضلهم فی أنفسهم ( بتفاضل أممهم ) ، وإن لم یکن تفاضلهم بتفاضل آحاد الأمم ، وهو أی : دلیل تفاضل الرسل فی علم الإرسال .

قوله تعالى :" تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ "[ البقرة : 253 ] رتب التفضل على وصف الرسالة ، وهی حقیقة واحدة لا تقبل التفاوت فی نفسها ، وإنما هو فی علم الإرسال .

ثم أشار إلى تفاضلهم باعتبار النبوة والولایة والمعرفة .


"" أضاف المحقق :  الولایات هی أحد الأقسام العشرة ذات المنازل المائة التی ینزلها السائرون إلى اللّه تعالى ، بعد ترقیهم فی الأحوال العشرة ، التی عرفت تحولهم فیها بإزالة القیود والتعینات عن سیر السائر فی تلک الأطوار التی توجب لمن تحقق بها زیادة قوة کلیة فی ذاته وصفاته وإدراکاته ، وقربه من مدارج نهایاته ، فذلک التقوى بالقرب هو المسمى فی اصطلاحهم بقسم الولایات العشرة ، وهی : اللحظ ، والوقت ، والصفاء ، والسرور ، والسر ، والنفس ، والغربة ، والغرق ، والغیبة ، والتمکن . ( لطائف الإعلام ( 375  .أهـ ""


بقوله : ( کما هم أیضا فیما ) متعلق بالخبر ، وهم متفاضلون ( یرجع إلى ذواتهم ) أی : من غیر نظر إلى الأمم ( من العلوم ) الاعتقادیة ، ( والأحکام العلمیة ) ، کوجوب الضحى والأضحى على رسول اللّه صلّى اللّه علیه وسلّم ، ( متفاضلون بحسب استعداداتهم ) فی أمر النبوة والولایة والمعرفة ، وهو أی : دلیل تفاضلهم فیما یرجع إلى ذواتهم .

قوله تعالى :" وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلى بَعْضٍ" [ الإسراء : 55 ] هذا فی النبوة ، وأما فی الولایة والمعرفة .

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فتحقّق هذه المسألة فإنّ القدر ما جهل إلّا لشدّة ظهوره فلم یعرف وکثر فیه الطّلب والإلحاح .

واعلم أنّ الرّسل صلوات اللّه علیهم من حیث هم رسل لا من حیث هم أولیاء وعارفون على مراتب ما هی علیه أممهم فما عندهم من العلم الّذی أرسلوا به إلّا قدر ما تحتاج إلیه أمّة ذلک الرّسول ، لا زائد ولا ناقص .

والأمم متفاضلة یزید بعضها على بعض فیتفاضل الرّسل فی علم الإرسال بتفاضل أممها وهو قوله تعالى : "تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ " [ البقرة  : 253] .

کما هم أیضا فیما یرجع إلى ذواتهم علیهم السّلام من العلوم والمعارف والأحکام الإلهیّة متفاضلون بحسب استعداداتهم وهو فی قوله : " وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلى بَعْضٍ " [ الإسراء : 55 ] .)


قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فتحقّق هذه المسألة ، فان القدر ما جهل إلَّا لشدّة ظهوره ) فإنّ الشیء إذا جاوز حدّه انعکس ضدّه . فهذه المسألة إذ جاوزت فی الظهور حدّه اختفت ، ( فلم یعرف وکثر فیه الطلب والإلحاح ) .


علم الرسل علیه السّلام على مراتب علوم أممهم

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( واعلم أن الرسل صلوات الله علیهم من حیث هم رسل - لا من حیث هم أولیاء وعارفون - على مراتب ما هی علیه أممهم ) فی إدراک الدقائق واستشعار الحکم والحقائق ، وذلک لما مهد آنفا من أنّ الحاکم محکوم علیه ، منقاد لما فیه یحکم ، ولا شکّ أنّ الرسول حاکم فی الأمم ، فلا بدّ أن یکون تابعا لهم فی مقتضى قابلیّاتهم ومقترحات نیّاتهم ، ولکن من حیث أنّه رسول وحاکم - لا مطلقا .

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فما عندهم من العلم الذی أرسلوا به إلَّا بقدر ما تحتاج إلیه امّة ذلک الرسول ) ممّا سألوه بألسنة استعداداتهم - ( لا زائد ، ولا ناقص والأمم متفاضلة ، یزید بعضها على بعض ، فیتفاضل الرسل فی علم الإرسال بتفاضل أممها ) .

وفی التنزیل ما یشعر بذلک ( وهو قوله تعالى " تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ " ) [ 2 / 253 ] أی فی رسالته وعلومها المختصّة بها .

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( کما هم أیضا فیما یرجع إلى ذواتهم من العلوم والأحکام متفاضلون بحسب استعداداتهم ) وبه أیضا إشعار فیه ( وهو قوله : " وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلى بَعْضٍ " ) [ 17 / 55 ] هذا ما فیه بلسان الخصوص ( وقال تعالى ) بلسان العموم ما یدلّ على ذلک.

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فتحقّق هذه المسألة فإنّ القدر ما جهل إلّا لشدّة ظهوره فلم یعرف وکثر فیه الطّلب والإلحاح .

واعلم أنّ الرّسل صلوات اللّه علیهم من حیث هم رسل لا من حیث هم أولیاء وعارفون على مراتب ما هی علیه أممهم فما عندهم من العلم الّذی أرسلوا به إلّا قدر ما تحتاج إلیه أمّة ذلک الرّسول ، لا زائد ولا ناقص .

والأمم متفاضلة یزید بعضها على بعض فیتفاضل الرّسل فی علم الإرسال بتفاضل أممها وهو قوله تعالى : "تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ " [ البقرة  : 253] .

کما هم أیضا فیما یرجع إلى ذواتهم علیهم السّلام من العلوم والمعارف والأحکام الإلهیّة متفاضلون بحسب استعداداتهم وهو فی قوله : " وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلى بَعْضٍ " [ الإسراء : 55 ] .)


قال رضی الله عنه :  (فتحقّق هذه المسألة فإنّ القدر ما جهل إلّا لشدّة ظهوره فلم یعرف وکثر فیه الطّلب والإلحاح .  واعلم أنّ الرّسل صلوات اللّه علیهم من حیث هم رسل لا من حیث هم أولیاء وعارفون على مراتب ما هی علیه أممهم فما عندهم من العلم الّذی أرسلوا به إلّا قدر ما تحتاج إلیه أمّة ذلک الرّسول ، لا زائد ولا ناقص .  والأمم متفاضلة یزید بعضها على بعض فیتفاضل الرّسل فی علم الإرسال بتفاضل أممها وهو قوله تعالى :" تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ" [ البقرة : 253 ] . کما هم أیضا فیما یرجع إلى ذواتهم علیهم السّلام من العلوم والمعارف والأحکام الإلهیّة متفاضلون بحسب استعداداتهم وهو فی قوله : " وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلى بَعْضٍ" [ الإسراء : 55 ] . )


قال رضی الله عنه :  ( فتحقق هذه المسألة فإن القدر ما جهل إلا لشدة ظهوره ) فإن الشیء إذا جاوز حده انعکس ضده ( فلم یعرف وکثر ما فیه الطلب والإلحاح ) والحکمة فی احتجابه عن الأنبیاء علیهم السلام أن النبی إذا اطلع علیه لا یقدر على الدعوة وإجراء أحکام الشریعة على الأمة ، بل یعذر کلامهم فیما هو علیه لإعطاء عینه ذلک .


(واعلم أن الرسل صلوات اللّه علیهم من حیث هم رسل لا من حیث هم أولیاء وعارفون على مراتب ما هی علیه أممهم ) هی ضمیر منهم یفسر أممهم أی : على مراتب ما أممهم علیه من الاستعدادات والقابلیات ( فما عندهم ) ، أی عند کل رسول منهم ( من العلم الذی أرسلوا به ) ، أی أرسل کل واحد منهم بحصة منه .


قال رضی الله عنه :  ( إلا قدر ما یحتاج إلیه أمة ذلک الرسول لا زائد ولا ناقص ) ، لأنه إنما أرسل لیعطی کل واحد من أمته ما سأله بلسان الاستعداد من غیر زیادة ولا نقصان لیطابق عطاؤه السؤال ( والأمم متفاضلة یزید بعضها على بعض ) فی علوم الرسالة لدلالة الرسل علیه.


قال رضی الله عنه :  ( فیتفاضل الرسل فی علم الإرسال بتفاضل أممها وهو قوله تعالى :تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ[ البقرة : 253 ] کما هم أیضا فیما یرجع إلى ذواتهم علیهم السلام ) من حیث أنهم أنبیاء .

قال رضی الله عنه :  ( من العلوم والأحکام لا إلهیة متفاضلون بحسب استعداداتهم وهو ) یدل على ذلک ( قوله تعالى :وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلى بَعْضٍ[ الإسراء : 55 ]).


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 331

فتحقق هذه المسألة فانّ القدر ما جهل إلّا لشدة ظهوره، فلم یعرف و کثر فیه الطلب و الإلحاح.

مسأله سرّ القدر را بحق بپذیر (در این مسألة متحقق باش) چه قدر امرى است که مجهول نشد مگر از شدت ظهورش. لذا شناخته نشد و طلب و إلحاح در آن زیاد شده است.

قیصرى گوید:

شدت ظهورش از این رو است که هر ذى بصر و ذى بصیرتى مشاهده ‌می‌کند که وجود أشیاء در هر آن به حسب قوابل از خداوند صادر است. مانند افاضه صورت انسانى بر نطفه انسانى و صورت فرسى بر نطفه فرسى و این ظاهرترین شی‏ء است در وجود و همچنین لوازم أشیاء به حسب استعداد و قابلیت، بر آنها افاضه ‌می‌شود و چه بسا أشیاء بسیار ظاهر، چنان پوشیده ‌می‌گردند که احتمال ظهورشان نمی‌رود. چون وجود و علم و زمان و انواع وجدانیات و بدیهیات.

طلب و إلحاح بر معرفت سرّ القدر از انبیا علیهم السلام از جهت احتجاب بوده است. زیرا پیغمبر اگر اطلاع بر سرّ قدر پیدا کند قادر بر دعوت و اجراى احکام شریعت بر امت نمی‌تواند باشد. بلکه هر یک از آنها را مطابق اقتضاى عینش معذور ‌می‌دارد.( شرح فصوص قیصرى، ص 300.ستون دوم)

[رسل از آن حیث که رسلند عارفانند]

و اعلم أن الرسل صلوات اللّه علیهم- من حیث هم رسل لا من حیث هم أولیاء و عارفون- على مراتب ما هی علیه أممهم. فما عندهم من العلم الذی أرسلوا به إلّا قدر ما تحتاج إلیه امّة ذلک الرسول: لا زائد و لا ناقص.

بدان که رسل صلوات اللّه علیهم از آن حیث که رسلند، نه از آن حیث که اولیا و عارفانند، بر مراتب آن چه که امت‌های‌شان بر آنند ‌می‌باشند. (باید استعداد امت را دید) پس علمى که در نزد رسول است که به آن علم إرسال شده‌اند نیست مگر به قدر آن چه که امت آن رسول احتیاج دارد نه زاید و نه ناقص.

رسول و امام تا ولایت نداشته باشند به رسالت و امامت نمی‌رسند و آن چه که بر رسول واجب است با حفظ عنوان رسول، اظهار آن سلسله علوم و احکامى است که امتش بدان محتاجند. بنا بر این آن چه را که رسول بدان عنوان که ولى است کسب ‌می‌کند و ادراک ‌می‌نماید وجوب ندارد که به امت برساند بنا بر این، ‌می‌توان گفت: رسولان از آن حیث که اولیایند حقایق بسیارى نزدشان به ودیعه نهفته بود که به امت بازگو نکردند.

چون در إبلاغ آن علوم و حقایق رسالت نداشتند. فَأَوْحى‏ إِلى‏ عَبْدِهِ ما أَوْحى‏ ما کَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى‏ ... لَقَدْ رَأى‏ مِنْ آیاتِ رَبِّهِ الْکُبْرى‏ (نجم: 10 و 11 و 18) عین القضاة همدانى گوید: در آن چه که منذر بودند به عنوان انذار إبلاغ فرمودند.

[امتها متفاضلند]

و الأمم متفاضلة یزید بعضها على بعض، فتتفاضل الرسل فی علم الإرسال بتفاضل أممها، و هو قوله تعالى‏ تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ‏ 

امتها متفاضلند. بعضى‌ها بر بعضى فزونى دارند. لذا رسل در علم إرسال به سبب تفاضل امم‌شان متفاضلند و این قول خداوند تعالى است: تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ‏ (بقره: 253)


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص:۶۵۹-۶۶۰

فتحقّق هذه المسألة فإنّ القدر ما جهل إلّا لشدّة ظهوره فلم یعرف و کثر فیه الطّلب و الإلحاح.

پس تحقیق کن این مسئله را که سر قدر است، و مجهول بودن او از شدّت ظهور اوست چه هر صاحب بصر و بصیرت مشاهده مى‌‏کند که وجود اشیا صادر از حق تعالى است در هر آنى به حسب قوابل چون افاضه صورت انسانیّه بر نطفه انسانیّه و افاضه صورت فرسیّه بر نطفه فرسیه. و چنانکه مترتب مى‌‏گردد افاضه صور بر اشیا برحسب قابلیات و استعداداتش، همچنین مترتب مى‏شود افاضه لوازم صور بر قابلیّاتش و این نیز امریست ظاهر عند العقل و بسیارى از اشیا که در غایت ظهور است کما هى مختفى مى‏‌شود به اختفائى که ظهور او متعسّر مى‏‌نماید چون وجود و علم و زمان و انواع وجدانیّات، و بدیهیّات نیز همچنین است؛ و کثرت الحاح و طلب بر معرفت سرّ قدر به واسطه احتجاب است.

و اعلم أنّ الرّسل صلوات اللّه علیهم من حیث هم رسل لا من حیث هم أولیاء و عارفون على مراتب ما هى علیه أممهم فما عندهم من العلم الّذى أرسلوا به إلّا قدر ما تحتاج إلیه امّة ذلک الرّسول، لا زائد و لا ناقص.

یعنى رسل از آن روى که رسل‏اند نه از آن وجه که اولیاء و عرفااند ایشان را علم آن قدر داده‏اند که استعدادات امّت طالب آنست‏( چنان‏که معجزه هر نبى مشابه صفتى آمد که بر قوم آن نبى غالب بود چنان‏که بر قوم حضرت موسى کلیم اللّه علیه السلام سحر غلبه داشت، و بر قوم حضرت خاتم صلّى اللّه علیه و آله و سلم فصاحت و بلاغت، تا به‏واسطه کمال آن قوم در آن صفت، ذوق اعجاز را دریافتند و به یقین دانستند که از طوق بشرى خارج است)، و زیاده و نقصان برین ممکن نیست، زیرا که مأمور است به تبلیغ آنچه برو نازل شده است لقوله تعالى:

و إن‏ عَلَیْکَ إِلَّا الْبَلاغُ‏* إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِیرٌ و محکوم است به تبیین احکام افعال‏ ایشان از براى اصلاح معاش و معاد، و تبلیغ و تبیین متصوّر نیست مگر به حسب استعدادات قوم بى‏زیاده و نقصان. امّا از آن روى که اولیاءاند فانى گشته در حق و عارفان‌‏اند مطلع بر اسرار جناب مطلق، علم ایشان مقدر به حسب استعدادات امّت نیست. چه این دو صفت به حسب استعدادات ذوات انبیاء است و استعدادات امم را در وى مدخلى نیست.

و الأمم متفاضلة یزید بعضها على بعض فیتفاضل الرّسل فى علم الإرسال بتفاضل أممها و هو قوله تعالى: تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ‏.

و در میان امم تفاضل ثابت است لاجرم انبیاء و رسل نیز در علم ارسال متفاضل باشند و این تفاضل ثابت به قول حق است که مى‏فرماید: تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ‏.

کما هم أیضا فیما یرجع إلى ذواتهم علیهم السّلام من العلوم و المعارف و الأحکام الإلهیّة (من العلوم و الاحکام- خ) متفاضلون بحسب استعداداتهم و هو فى قوله:

وَ لَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلى‏ بَعْضٍ‏

یعنى رسل متفاضل‏‌اند چنانکه امم متفاضل‏ اند در آنچه راجع مى‏‌شود به ذوات ایشان از علوم و معارف و احکام الهیّه به حسب استعدادات خویش؛ و در آیت‏ وَ لَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلى‏ بَعْضٍ‏ اشارت بر این تفاضل است


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص:۶۰۹

فتحقّق هذه المسألة فإنّ القدر ما جهل إلّا لشدّة ظهوره، فلم یعرف و کثر فیه الطّلب و الإلحاح.

و أعلم أنّ الرّسل- صلوات اللّه علیهم أجمعین- من حیث هم رسل لا من حیث هم اولیاء و عارفون على مراتب ما هی علیه أممهم.

فما عندهم من العلم الّذی أرسلوا به إلّا قدر ما تحتاج إلیه أمّة ذلک الرّسول: لا زائد و لا ناقص.

شرح یعنى، أنّ الرّسول برسالته إلى امّته لا بدّ له من العلم بالرّسالة، فهو من کونه رسولا لا یلزمه من العلم إلّا ما یحتاج إلیه امّته و یتمّ به الرّسالة لا غیر، و لکنّ الرّسول من کونه عالما باللّه عارفا به ولیّا له، قد یؤتیه اللّه من العلم ما فیه کماله الخصیص به. و الأمم متفاضلة یزید بعضها على بعض. فتفاضل الرّسل فی علم الإرسال بتفاضل أممها، و هو قوله- تعالى- «تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ» کما هم أیضا فیما یرجع إلى ذواتهم- علیهم السلام- من العلوم و الأحکام متفاضلون بحسب استعداداتهم، و هو قوله‏ «لَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلى‏ بَعْضٍ».