عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الخامسة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فسرّ القدر من أجلّ العلوم وما یفهّمه اللّه تعالى إلّا لمن اختصّه بالمعرفة التّامّة .

فالعلم به یعطی الرّاحة الکلّیّة للعالم به ویعطی العذاب الألیم للعالم به أیضا فهو یعطی النّقیضین.

وبه وصف الحقّ نفسه بالغضب والرّضا وبه تقابلت الأسماء الإلهیّة.

فحقیقته تحکم فی الوجود المطلق والوجود المقیّد لا یمکن أن یکون شیء أتمّ منها ولا أقوى ولا أعظم لعموم حکمها المتعدّی وغیر المتعدّی.

ولمّا کانت الأنبیاء صلوات اللّه علیهم لا تأخذ علومها إلّا من الوحی الخاصّ الإلهی فقلوبهم ساذجة من النّظر العقلیّ لعلمهم بقصور العقل من حیث نظره الفکری ، عن إدراک الأمور على ما هی علیه.

والإخبار أیضا یقصر عن إدراک ما لا ینال إلّا بالذّوق فلم یبق العلم الکامل إلّا فی التّجلّی الإلهی وما یکشف الحقّ عن أعین البصائر والأبصار من الأغطیة فتدرک الأمور قدیمها وحدیثها وعدمها ووجودها ومحالها وواجبها وجائزها على ما هی علیه فی حقائقها وأعیانها).

 

قال رضی الله عنه :  ( فسرّ القدر من أجلّ العلوم وما یفهّمه اللّه تعالى إلّا لمن اختصّه بالمعرفة التّامّة . فالعلم به یعطی الرّاحة الکلّیّة للعالم به ویعطی العذاب الألیم للعالم به أیضا فهو یعطی النّقیضین . وبه وصف الحقّ نفسه بالغضب والرّضا وبه تقابلت الأسماء الإلهیّة . فحقیقته تحکم فی الوجود المطلق والوجود المقیّد لا یمکن أن یکون شیء أتمّ منها ولا أقوى ولا أعظم لعموم حکمها المتعدّی وغیر المتعدّی . ولمّا کانت الأنبیاء صلوات اللّه علیهم لا تأخذ علومها إلّا من الوحی الخاصّ الإلهی فقلوبهم ساذجة من النّظر العقلیّ لعلمهم بقصور العقل من حیث نظره الفکری ، عن إدراک الأمور على ما هی علیه . والإخبار أیضا یقصر عن إدراک ما لا ینال إلّا بالذّوق فلم یبق العلم الکامل إلّا فی التّجلّی الإلهی وما یکشف الحقّ عن أعین البصائر والأبصار من الأغطیة فتدرک الأمور قدیمها وحدیثها وعدمها ووجودها ومحالها وواجبها وجائزها على ما هی علیه فی حقائقها وأعیانها).


قال رضی الله عنه :  (فسر القدر) الإلهی أی علمه (من أجلّ) ، أی أعظم العلوم الإلهیة (وما یفهمه) ، أی سر التقدیر (اللّه) تعالى لأحد من الناس (إلا من اختصه) ، أی اللّه تعالى (بالمعرفة التامة به) سبحانه ، فیعلم ذلک العارف الذی اعتنى به الحق تعالى فعرف أنه تعالى قدر على الأشیاء وألزمها فی الأزل بعین ما هی ثابتة من أحوالها فی علمه تعالى الأزلی حال عدمها الأصلی ، ثم إنه تعالى یوجد کل شیء منها فی وقته المخصوص به فی ثبوت عینه وحاله المخصوص کذلک .

فکأنه تعالى أوجد الأشیاء بجمیع ما هی علیه فی أعیانها العدمیة ، فقدر علیها وألزمها بما هی علیه .

وبسبب ذلک کان التوجه منه تعالى علیها من الأزل إلى الأبد ، فانصبغت بوجوده وهی على ما هی علیه من عدمها الأصلی ، فجاء التعریف الإلهی بقوله تعالى "کُلُّ شَیْءٍ هالِکٌ إِلَّا وَجْهَهُ " [ القصص : 88 ]

وقوله: " کُلُّ مَنْ عَلَیْها فانٍ ( 26 ) وَیَبْقى وَجْهُ رَبِّکَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِکْرامِ" [الرحمن : 26 - 27 ] .

وقول النبی صلى اللّه علیه وسلم : « کان اللّه ولا شیء معه وهو الآن على ما علیه کان »

وقوله صلى اللّه علیه وسلم : « أصدق کلمة قالها الشاعر کلمة لبید : ألا کل شیء ما خلا اللّه باطل » ، فعرف من عرف وجهل من جهل . رواه البخاری ومسلم وغیرهما.

(فالعلم به )، أی بسر القدر الإلهی (یعطی الراحة) ، أی عدم التعب (الکلیة) من حیث الظاهر والباطن (للعالم به) ، أی بسر القدر فی بعض الأوقات لحال یقتضیه ، لأنه یرفع من العارف حکم الخوف والرجاء ویقتضی الإلزام بحال واحد لا یتغیر فیه العبد مع اللّه تعالى ، لقطعه بما هو کائن لا محالة ، سواء علم عین ما یکون أو لم یعلم ، ولا یقبل العالم به الراحة الکلیة إلا إذا کانت ثابتة فی عینه العدمیة ، فتظهر علیه فی حالة إیجاده .

(ویعطی) أیضا ، أی العلم بسر القدر (العذاب الألیم للعالم به أیضا) فی بعض الأوقات إذا کان ذلک ثابتا فی عینه العدمیة ، فیظهر منه کذلک فی حالة وجوده بکمال الضجر والتألم أن یکون قد اقتضى ذلک ثبوت شر فی عینه ، فیظهر فی کونه وإن کان معصوما لعلمه بالعدل الإلهی ، حتى قیل إن إبراهیم الخلیل علیه السلام کان یخفق قلبه فی صدره حتى تسمع قعقعة عظامه من نحو میل من شدة خوفه .

وکان نبینا صلى اللّه علیه وسلم یسمع لصدره أزیر کأزیر المرجل ، أی القدر على النار وهو من باب علمهم بسر القدر الإلهی فی حال یقتضی منهم ذلک لثبوته فی أعیانهم الأصلیة .

(فهو) ، أی العلم بسر القدر (یعطی النقیضین) ، أی الراحة والتعب للعالم به على حسب الأحوال التی تعتریه بمقتضى العین الأصلیة (وبه) ، أی بسبب سر القدر (وصف اللّه تعالى نفسه) فی کلامه القدیم على لسان نبیه علیه السلام (بالغضب) على أقوام بسبب أفعال صدرت منهم وأحوالهم التی هم علیها (وبالرضى) أیضا عن أقوام کذلک فکان ذلک بمقتضى ما علیه تلک الأقوام فی أعیانهم العدمیة من أحوال تلک الأعیان فی الدنیا من المخالفات وفی الآخرة من المجازات بالثواب والعقاب وبه ، أی بسر القدر (تقابلت الأسماء الإلهیة ) بأسماء الجلال وأسماء الجمال لتقابل أحوال الأعیان العدمیة بما یقتضی ظهور الجلال لها من الحق تعالى ، أو ظهور الجمال منه سبحانه لها ، بل تعینت به جمیع الأسماء الإلهیة من الذات العلیة ، وبه تسمى سبحانه وبه نعت وبه عرف وبه جهل .

)فحقیقته( ، أی سر القدر )تحکم( باعتبار أحوال الأعیان الثابتة فی العدم عند تلک الأعیان )فی الوجود المطلق( وهو الحق تعالى .

فتسمیه بالأسماء وتنعته بالنعوت ، وتقابل بین حضراته وتنوّع أنواع تجلیاته ، لا بالنسبة إلى ذلک الموجود المطلق فی نفسه ، فإنه غنی عن العالمین بحکم قوله سبحانه: “فَإِنَّ اللَّهَ غَنِیٌّ عَنِ الْعالَمِینَ “[ آل عمران : 97 ] .

أی بذاته من حیث هی ، وأما باعتبار المراتب ، فإنها ما تنوّعت وکثرت إلا باختلاف العالمین ، ولولا المراتب لم یکن البحث عن الذات الإلهیة مفیدا ، فإنه لا یتصوّر أن یعلم أحد من هذا الوجه ولا یجهل أیضا وحقیقة سر القدر تحکم أیضا )فی الموجود المقید( وهو هذا العالم الحادث ، فکیف ما کان یظهر هذا الممکن على مقتضاه )ولا یمکن أن یکون شیء أتم( ، أی أکمل )منها( ، أی من حقیقة سر القدر أصلا.

)ولا أقوى( فی التحکم )ولا أعظم فی( الشأن )لعموم حکمها (، أی حکم حقیقة سر القدر )المتعدی( من تلک الأعیان العدمیة إلى عین الوجود المطلق فی تعین صفاته وأسمائه من ذاته العلیة الغنیة عما سواها عندها )وغیر المتعدی( بل قاصر على تلک الأعیان فی حال ظهورها .


)ولما کانت الأنبیاء صلوات اللّه علیهم لا تأخذ علومها( الإلهیة )إلا من الوحی الخاص( بجبریل علیه السلام وهو النبوی )الإلهی( احتراز عن وحی الإلهام فإنه عام فی غیر الأنبیاء کوحی النحل والأرض.

) فقلوبهم( ، أی الأنبیاء علیهم السلام )ساذجة( ، أی بسیطة غیر مرکبة خالیة )من النظر العقلی( فلا یستعملون عقولهم فی العلوم الإلهیة أصلا )لعلمهم( ، أی الأنبیاء علیهم السلام قطعا )بقصور العقل من حیث نظره الفکری( لا الکشفی )عن إدراک الأمور( الغیبیة الإلهیة )على ما هی علیه( إلا إذا رفع له حجاب الغیب عنها فإنه یدرکها حینئذ بقوّة شهوده وحسه .

)والأخبار أیضا( من الغیر له  )یقصر عن إدراک ما لا ینال إلا بالذوق( من الحقائق الإلهیة والمعارف الغیبیة ، ولهذا کانت علوم الأنبیاء علیهم السلام بالإخبار من طریق الوحی الخاص النبوی ، إنما هو علوم الرسالة من الأحکام المتعلقة بأحوال أممهم وقصص الماضین ، وأحوال المعاد وما فی غیب الملکوت وخبایا الملک .


وأما ما یرجع إلى معرفة الحق تعالى فإن الأنبیاء علیهم السلام نالوا ذلک من حیث ولایتهم ، واستعمال أذواقهم المؤیدة بالعصمة والحفظ ، لا من طریق الخبر ولا النظر العقلی .

وقد ورثتهم الأولیاء فی ذلک على تفاوت مقاماتهم )فلم یبق العلم الکامل( فیما لا ینال إلا بالذوق من علوم الأسماء الإلهیة والنعوت الربانیة والتجلیات القدسیة والحضرات الأنسیة وغیر ذلک )إلا فی( حصول طریق )التجلی( ، أی الانکشاف )الإلهی( للعبد وإفادته العلم به منه )و (فی أنواع ما )یکشفه الحق( تعالى لعباده الطاهرین من التعلق بالأکوان فی ظواهرهم وبواطنهم )من أعین البصائر( القلبیة )والأبصار( الحسیة )من الأغطیة( الوهمیة التی هی مجرد قصور فی الإدراک ، فیقوى الإدراک فیرى ما لم یکن یراه ، ویعرف ما لم یکن عارفا به من قبل .

)فتدرک( ، أی البصائر والأبصار عند ذلک جمیع )الأمور( على ما هی علیه )قدیمها( کالتعینات الاسمائیة والنعوت الربانیة .

)وحادثها( کمظاهر تلک التعینات والنعوت من الآثار الکونیة )أو عدمها)،  کالأعیان الثابتة حال عدمها الأصلی بحسب ما قدر لعینه مما یدرکه منها ووجودها کمعرفة تجلیات الوجود المطلق وشهوده فی مظاهر قیوده (ومحالها) .

وهی مراتب التنزیه لذلک الوجود المطلق بحسب ما یقتضیه الوهم والخیال (وواجبها) من تحقیق معرفة الوجود والثبوت (وجائزها) من تقلب الأعیان الکونیتین :

الوجود والعدم والحدوث والقدم (على ما هی) ، أی تلک الأمور (علیه فی حقائقها) الموجودة والمعدومة (وأعیانها) الثابتة والمنفیة .


 شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فسرّ القدر من أجلّ العلوم وما یفهّمه اللّه تعالى إلّا لمن اختصّه بالمعرفة التّامّة .

فالعلم به یعطی الرّاحة الکلّیّة للعالم به ویعطی العذاب الألیم للعالم به أیضا فهو یعطی النّقیضین.

وبه وصف الحقّ نفسه بالغضب والرّضا وبه تقابلت الأسماء الإلهیّة .

فحقیقته تحکم فی الوجود المطلق والوجود المقیّد لا یمکن أن یکون شیء أتمّ منها ولا أقوى ولا أعظم لعموم حکمها المتعدّی وغیر المتعدّی .

ولمّا کانت الأنبیاء صلوات اللّه علیهم لا تأخذ علومها إلّا من الوحی الخاصّ الإلهی فقلوبهم ساذجة من النّظر العقلیّ لعلمهم بقصور العقل من حیث نظره الفکری ، عن إدراک الأمور على ما هی علیه .

والإخبار أیضا یقصر عن إدراک ما لا ینال إلّا بالذّوق فلم یبق العلم الکامل إلّا فی التّجلّی الإلهی وما یکشف الحقّ عن أعین البصائر والأبصار من الأغطیة فتدرک الأمور قدیمها وحدیثها وعدمها ووجودها ومحالها وواجبها وجائزها على ما هی علیه فی حقائقها وأعیانها) .

 

( فسّر القدر ) أی فعلم سرّ القدر (من أجل المعلوم ما یفهمه اللّه تعالى إلا لمن اختصه بالمعرفة التامة فالعلم به یعطی الراحة الکلیة للعالم به ) .


لعلمه إن کل الرزق الصوری والمعنوی الذی اقتضت ذاته وطلبته لا بد أن یصل إلیه فیحصل الاطمئنان فیستریح عن الطلب به ( ویعطی العذاب الألیم للعالم به أیضا فهو یعطی النقیضین ) لعلمه أن ما یلائم غرضه من مقتضى ذاته کالفقر وسوء المزاج وغیر ذلک لا یزول البتة فلا یرى سببا للخلاص فیتألم بالعذاب الألیم وهذا حکم سر القدر فی الخلق وأما حکمه فی الحق فقد بینه بقوله ( وبه ) أی وبسر القدر أو بعلمه.

 ( وصف الحق نفسه بالغضب والرضاء وبه تقابلت الأسماء الإلهیة ) وانقسمت إلى اللطف والقهر من جهة العین لأن العین المؤمنة تقتضی أن یتجلى اللّه بها باللطف والعین الکافرة تقتضی أن یتجلى اللّه لها بالقهر فأظهرت الأعیان اللطف والرضاء والقهر والغضب وإذا کان الأمر کذلک ( فحقیقته ) أی فحقیقة سرّ القدر أو حقیقة العلم بسرّ القدر.

( تحکم ) باللطف والرضاء وبالقهر والغضب ( فی الموجود المطلق ) أی فی الحق ( و ) تحکم بالسعادة والشقاوة أو بالراحة والألم فی ( الموجود المقید ) أی فی الخلق ( لا یمکن أن یکون شیء أتم منها ) أی من حقیقة سرّ القدر .

( ولا أقوى ) منها ( ولا أعظم لعموم حکمها ) باللطف والقهر ( المتعدی ) أی الحق ( و ) لعموم حکمها بالسعادة والشقاوة ( غیر المتعدی ) أی الخلق قال بعض الشراح والمراد بالحکم المتعدی بالأحکام والتأثیرات التی تقع من الأعیان وغیر المتعدی ما یقع من مظاهرها فیحتاج إلى حذف الموصوف تقدیره الحکم المتعدی ( ولما کانت الأنبیاء صلوات اللّه علیهم أجمعین لا تأخذ ) أی لا یأخذون ( علومها إلا من الوحی الخاص الإلهی ) أی الوحی الخاص بهم لا یأخذ غیر الأنبیاء علیهم السلام من ذلک الوحی.

قوله : ( فقلوبهم ) جواب لما ودخول الفاء لکونه جملة اسمیة ( ساذجة ) خالیة من العلوم التی تکسب ( من النظر العقلی لعلمهم بقصور العقل من حیث نظره الفکری عن إدراک الأمور على ما هی علیه والإخبار أیضا ) کالعقل من حیث نظره الفکری.

( یقصر عن إدراک ما لا ینال إلا بالذوق ) فیختص بما یسعه العبارة والذوقیات لا تقبل التعبیر ( فلم یبق العلم الکامل إلا فی التجلی الإلهی وما ) أی وفی الذی ( یکشف الحق عن أعین البصائر والأبصار قوله من الأغطیة ) بیان لما ( فتدرک الأمور قدیمها وحدیثها وعدمها ووجودها ومحالها وواجبها وجائزها على ما هی علیه فی حقائقها وأعیانها ) .

ولا یکفی فیهن نظر العقل والإخبار فبالتجلی الإلهی والکشف یحصل العلم بحقائق الأشیاء على ما هی علیه بخلاف النظر العقلی والإخبار فظهر احتیاج أرباب العقول إلى أرباب التجلی فی العلم ( فلما کان مطلب العزیر ) وهو قوله :"أَنَّى یُحْیِی هذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها".

( على الطریقة الخاصة ) للَّه تعالى یدل علیه قوله بعد فطلب أن لا یکون له قدرة تتعلق بالمقدور.

وقوله : فطلب ما لا یمکن وجوده فی الخلق ذوقا فلا یجوز أن یکون المراد بها طریق الوحی کما جوّزه البعض.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فسرّ القدر من أجلّ العلوم وما یفهّمه اللّه تعالى إلّا لمن اختصّه بالمعرفة التّامّة .

فالعلم به یعطی الرّاحة الکلّیّة للعالم به ویعطی العذاب الألیم للعالم به أیضا فهو یعطی النّقیضین.

وبه وصف الحقّ نفسه بالغضب والرّضا وبه تقابلت الأسماء الإلهیّة .

فحقیقته تحکم فی الوجود المطلق والوجود المقیّد لا یمکن أن یکون شیء أتمّ منها ولا أقوى ولا أعظم لعموم حکمها المتعدّی وغیر المتعدّی .

ولمّا کانت الأنبیاء صلوات اللّه علیهم لا تأخذ علومها إلّا من الوحی الخاصّ الإلهی فقلوبهم ساذجة من النّظر العقلیّ لعلمهم بقصور العقل من حیث نظره الفکری ، عن إدراک الأمور على ما هی علیه .

والإخبار أیضا یقصر عن إدراک ما لا ینال إلّا بالذّوق فلم یبق العلم الکامل إلّا فی التّجلّی الإلهی وما یکشف الحقّ عن أعین البصائر والأبصار من الأغطیة فتدرک الأمور قدیمها وحدیثها وعدمها ووجودها ومحالها وواجبها وجائزها على ما هی علیه فی حقائقها وأعیانها) .

 

قال رضی الله عنه :  ( فسرّ القدر من أجلّ العلوم وما یفهّمه اللّه تعالى إلّا لمن اختصّه بالمعرفة التّامّة . فالعلم به یعطی الرّاحة الکلّیّة للعالم به ویعطی العذاب الألیم للعالم به أیضا فهو یعطی النّقیضین . وبه وصف الحقّ نفسه بالغضب والرّضا وبه تقابلت الأسماء الإلهیّة . فحقیقته تحکم فی الوجود المطلق والوجود المقیّد لا یمکن أن یکون شیء أتمّ منها ولا أقوى ولا أعظم لعموم حکمها المتعدّی وغیر المتعدّی . ولمّا کانت الأنبیاء صلوات اللّه علیهم لا تأخذ علومها إلّا من الوحی الخاصّ الإلهی فقلوبهم ساذجة من النّظر العقلیّ لعلمهم بقصور العقل من حیث نظره الفکری ، عن إدراک الأمور على ما هی علیه . والإخبار أیضا یقصر عن إدراک ما لا ینال إلّا بالذّوق فلم یبق العلم الکامل إلّا فی التّجلّی الإلهی وما یکشف الحقّ عن أعین البصائر والأبصار من الأغطیة فتدرک الأمور قدیمها وحدیثها وعدمها ووجودها ومحالها وواجبها وجائزها على ما هی علیه فی حقائقها وأعیانها) .

 

قلت: ظاهر کلامه رضی الله عنه، أن القضاء حکم الله فی الأشیاء وأما سباق المعنى فیقتضی أن القضاء حکم الأشیاء فی الله فتأمل ذلک.

والذی أراه أن القضاء حکم الله تعالى ولیس للممکنات تأثیر وأن المعدوم لیس بشیء وأن الشیء لیس إلا الموجود وموجودیته شیئیته.

ولا یقال: إن هذا یفضی إلى تجدد العلم لله تعالى.

فإنا نقول: إن علم الله تعالی تابع للموجودات حال وجودها وذلک ثابت فی الأزل إلى الأبد، لأن ما بینهما لا ماضی فیه ولا مستقبل عند الله تعالی بل الجمیع حاضر.

فما یتجدد له علم .

وأما الدلیل على صحة القدر والقضاء، فإن العالم ممکن وکل ممکن فلا یقع فی نفس الأمر إلا أحد طرفیه.

فالممتنع فی نفس الأمر لیس بممکن، والممکن الذی لا بد أن یقع فلیس إلا واجب.

فصور الواجب بأزمنته وأمکنته معلومة الله تعالى دائما أزلا وإبدا ولا یتعدی الموجود زمانه ، فشیئیته حال وجوده فقط، فیکون سر القدر أنه أحد طرفی الممکن.

أعنی الذی لا بد أن یقع فی نفس الأمر، وهو أحد المحتملین فلا شیء إلا بقضاء، وهو وقوع أحد المحتملین، وقدر، وهو الترتیب الذی لابد أن یقع، لأن أحکام الأعیان الثابتة فی حال عدمها.

فإن المعدوم لا یتصف بالثبوت لأنه لیس بشیء.

وما بقی من هذه الحکمة فظاهر.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فسرّ القدر من أجلّ العلوم وما یفهّمه اللّه تعالى إلّا لمن اختصّه بالمعرفة التّامّة .

فالعلم به یعطی الرّاحة الکلّیّة للعالم به ویعطی العذاب الألیم للعالم به أیضا فهو یعطی النّقیضین.

وبه وصف الحقّ نفسه بالغضب والرّضا وبه تقابلت الأسماء الإلهیّة .

فحقیقته تحکم فی الوجود المطلق والوجود المقیّد لا یمکن أن یکون شیء أتمّ منها ولا أقوى ولا أعظم لعموم حکمها المتعدّی وغیر المتعدّی .

ولمّا کانت الأنبیاء صلوات اللّه علیهم لا تأخذ علومها إلّا من الوحی الخاصّ الإلهی فقلوبهم ساذجة من النّظر العقلیّ لعلمهم بقصور العقل من حیث نظره الفکری ، عن إدراک الأمور على ما هی علیه .

والإخبار أیضا یقصر عن إدراک ما لا ینال إلّا بالذّوق فلم یبق العلم الکامل إلّا فی التّجلّی الإلهی وما یکشف الحقّ عن أعین البصائر والأبصار من الأغطیة فتدرک الأمور قدیمها وحدیثها وعدمها ووجودها ومحالها وواجبها وجائزها على ما هی علیه فی حقائقها وأعیانها) .

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فسرّ القدر من أجلّ العلوم ، لا یفهمه الله إلَّا لمن اختصّه بالمعرفة التامّة ، فالعلم به یعطی الراحة الکلَّیة للعالم به ، ویعطی العذاب الألیم للعالم به أیضا ، فهو یعطی النقیضین ، وبه وصف الحقّ نفسه بالغضب والرضا ، وبه تقابلت الأسماء الإلهیة ) .

قال العبد : أمّا الراحة فلأنّ العالم بسرّ القدر یتحقّق أنّه لا یکون إلَّا ما أعطته عینه الثابتة أزلا ، والذی أعطته حقیقته أزلا لا یتخلَّف ولا یتغیّر ولا یتبدّل أبدا ، فیریح نفسه من طلب ما لا یدرک إلَّا ما علم أنّ إدراکه بالطلب أیضا فی القدر .

قال العبد : ولمّا فتح الله لی فی حقیقة سرّ القدر ورزقنی التحقّق به ، رأیت فی مبشّرة کأنّی فی مسجد أو معبد مجموع فی دائر حیطانه طاقات رفیعة مرفوعة ، فیها شموع مضیئة موضوعة ، فرأیت فی طاقة منها کتابا متوسّط الحجم على قطع کبیر أسود الجلد محکما قدیما ، فأخذت الکتاب وفتحته باسم الله .

فإذا مکتوب علیه : « کتاب سرّ سرور النوم والیقظة »

فسررت بوجدانه ، وکأنّی کنت عمرا فی طلبه ، فأخذته فی حضنی تحت صنعی ، حتى أطالعه بالتدبّر والتأمّل على الواجب ، ثمّ استیقظت .

فسررت بذلک ، ثمّ علمت أنّی أوتیت سرّ القدر ، وعلمت أنّی أسرّ بسرّ القدر فی نومی الذی هو مدّة عمری فی النشأة الدنیاویة ، ویریحنی الله عن طلب ما لم یقدّر لی ، ثمّ أسرّ به أیضا إن شاء الله العلیم القدیر الحکیم ، إذا استیقظت من هذا النوم عند لقاء الله الموعود المنتظر عند انقضاء الأجل المعلوم ، والحمد لله أوّلا وآخرا وباطنا وظاهرا .

وأمّا کون هذا السرّ یعطی العذاب الألیم فلأنّه یرى أعیانا على أکمل استعداد ، ویتأتّى لهم التحقّق بکل کمال وفضیلة فی الدنیا والآخرة وفیما یتعلَّق بالله خاصّة ، وقد تحقّق أنّه لیس فی استعداده الذاتی ومقتضى حقیقته الظهور بکلّ کمال إنسانی إلهی دنیا وآخرة أو فی إحداهما دون الأخرى وإن تیسّر البعض .

فیرى أنّه نقص فی کمال العبدانیة المظهریة ، فیتألَّم ویتحسّر ویتضجّر یتحیّر أیضا من القدر على عدم بلوغه إلى ما یبلغه غیره ، وأنّه ما ینال ذلک السعی والجهد ، فتتضاعف حسراته وآلامه بالقدر لذلک ، فلهذا معنى سرّ القدر من کونه یعطی العذاب الألیم .

والوجه الآخر فی ذلک أنّه یؤمر بما یعلم أنّه لیس فی استعداده الإتیان به ، کما سنذکره فی الذوق المحمدی إن شاء الله تعالى .


وأمّا ترتّب الرضا والغضب الإلهیّین علیه فلأنّ الغضب یترتّب على الحکم العدمی الذی یفضی إلى عدم القابلیة والاستعداد والأهلیة والصلاحیة لإتیان ما فیه سعادته وکماله .

فیتعیّن الغضب الإلهی بموجب ذلک .

وإذا کان مستعدّا لقبول الرحمة والفیض والعنایة ، والإتیان بالأعمال والأخلاق والعلوم والأحوال المقتضیة للسعادة فی خصوص قابلیته ، فیترتّب على ذلک ، الرضا من الله .


وأمّا تقابل الأسماء بسرّ القدر فلأنّ أعیانا معینة تقتضی بحقائقها واستعداداتها الذاتیة تعیّن الوجود الحق فیها بحسب خصوصیاتها الذاتیة العینیة ، على نحو أو أنحاء یتحقّق بتعیّنها وتسمیتها للوجود الحق أسماء إلهیة جمالیة لطفیة أو کمالیة قهریة جلالیة .

وأعیانا أخر کذلک تقتضی تعیّن الوجود فی خصوصیاتها بضدّ ما قبلت الأعیان الأولى ، فیظهر التقابل ، فإنّ زیدا - مثلا - تعیّن فی مظهریته الاسم « اللطیف » وتعیّن فی خصوص مظهریة عمرو القابل ، فتقابل الاسمان - بحسب خصوصیتیهما فی قابلیتیهما المتقابلتین بالمنافاة - متقابلین کذلک ، هکذا جمیع الأسماء ، فتحقّق بذلک إن شاء الله تعالى .


قال رضی الله عنه : ( فحقیقته تحکم فی الوجود المطلق والوجود المقیّد ، لا یمکن أن یکون شیء أتمّ منها ولا أقوى ولا أحکم ، لعموم حکمها المتعدّی وغیر المتعدّی ) .

أمّا حکمها فی الوجود المطلق - وهو الله تعالى - فإنّه یقتضی ویحکم أن یحکم الحق على کلّ عین عین بما فی استعداده وقابلیته وعلى قدره لا غیر ، فلا یحکم الحق علیها إلَّا بما استدعت منه أن یحکم علیه بذلک ، فإنّه " لا یُکَلِّفُ الله نَفْساً إِلَّا وُسْعَها " کما ذکر مرارا .

وأمّا حکمه فی الخلائق فکذلک ، لا یمکن لعین من الأعیان الخلقیة ، أن یظهر فی الوجود ذاتا وصفة ونعتا وخلقا وفعلا وغیرها إلَّا بقدر خصوصیة قابلیته واستعداده الذاتی ، کما ذکرته أیضا ، وهذا سرّ القدر .

وسرّ هذا السرّ : أنّ هذه الأعیان الثابتة أو حقائق الأشیاء أو صور معلومیاتها للحق أزلا أو ماهیاتها أو هویّاتها بحسب الأذواق والمشاهد لیست أمورا خارجة عن الحق .

قد علمها أزلا وتعیّنت فی علمه على ما هی علیه ، بل هی نسب ذاتیة عینیة للحق أو شؤون أو أسماء ذاتیة وسمات عینیة وحروف عینیة ، فلا یمکن أن تتغیّر عن حقائقها .

فإنّها حقائق ذاتیات ، وذاتیات الحق لا تقبل الجعل والتغیّر والتبدیل والمزید والنقصان .

وإن شئت تفهّما فنضرب لک مثلا قریب المأخذ للعقل المنوّر المنصف المتّصف بالحقیّة من کون الواحد جامعا فی حقیقته الأحدیة الجمعیة على النصفیة والثلثیة والربعیة وغیرها من النسب ، فإنّها نسب ذاتیة للواحد ، لا تقدح فی أحدیته .

وإن لم یکن لها بناه کثرة إذا أظهرها الواحد بالفعل لأعیانها ، ولکنّها - من کونها فی الواحد عینه - لا تتعیّن بظهور ، ولا یتمیّز بعضها عن بعض ، فافهم من هذا ذاک ، إن شاء الله .


قال رضی الله عنه : « ولمّا کانت الأنبیاء لا یأخذون علومها إلَّا من الوحی الإلهی الخاصّ ، فقلوبهم ساذجة من النظر العقلی ، لعلمهم بقصور العقل من حیث نظره الفکری عن إدراک الأمور على ما هی علیه .  والإخبار أیضا یقصر عن إدراک ما لا ینال إلَّا بالذوق ، فلم یبق العلم الکامل إلَّا فی التجلَّی الإلهی ، وما یکشف الحق عن أعین البصائر والأبصار من الأغطیة ، فتدرک الأمور قدیمها وحدیثها ، ووجودها وعدمها ، ومحالها وواجبها وجائزها ، على ما هی علیها فی حقائقها وأعیانها .)

وورد الجواب على صورة العتب ، وهو لوقوع السؤال منه على أمر یقتضی خلاف ما هو بصدده من الرسالة والأمر والنهی على صیغة الاستبعاد والاستعظام فی مقام عظیم یصغر بالنسبة إلیه کل عظیم .

فإن کان مطلبه هو سرّ القدر من کیفیة تعلَّق القدرة بالمقدور من قوله : " أَنَّى یُحْیِی هذِه ِ الله بَعْدَ مَوْتِها " من طریقة الوحی والإخبار المعهود عند الرسل ، فقد طلبه من الوجه الذی لا یعطى ، فلا جرم ورد الجواب على صورة العتب الموهم عند من لا تحقّق له بحقائق المخاطبات الإلهیة .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فسرّ القدر من أجلّ العلوم وما یفهّمه اللّه تعالى إلّا لمن اختصّه بالمعرفة التّامّة .

فالعلم به یعطی الرّاحة الکلّیّة للعالم به ویعطی العذاب الألیم للعالم به أیضا فهو یعطی النّقیضین.

وبه وصف الحقّ نفسه بالغضب والرّضا وبه تقابلت الأسماء الإلهیّة .

فحقیقته تحکم فی الوجود المطلق والوجود المقیّد لا یمکن أن یکون شیء أتمّ منها ولا أقوى ولا أعظم لعموم حکمها المتعدّی وغیر المتعدّی .

ولمّا کانت الأنبیاء صلوات اللّه علیهم لا تأخذ علومها إلّا من الوحی الخاصّ الإلهی فقلوبهم ساذجة من النّظر العقلیّ لعلمهم بقصور العقل من حیث نظره الفکری ، عن إدراک الأمور على ما هی علیه .

والإخبار أیضا یقصر عن إدراک ما لا ینال إلّا بالذّوق فلم یبق العلم الکامل إلّا فی التّجلّی الإلهی وما یکشف الحقّ عن أعین البصائر والأبصار من الأغطیة فتدرک الأمور قدیمها وحدیثها وعدمها ووجودها ومحالها وواجبها وجائزها على ما هی علیه فی حقائقها وأعیانها) .

 

قال رضی الله عنه : (فسر القدر من أجل العلوم ، وما یفهمه الله تعالى إلا لمن اختصه بالمعرفة التامة ، فالعلم به یعطى الراحة الکلیة للعالم به أیضا ، ویعطى العذاب الألیم للعالم به أیضا فهو یعطى النقیضین ،وبه وصف الحق نفسه بالغضب والرضا وبه تقابلت الأسماء الإلهیة)

 

أما إعطاء العلم بالقدر صاحبه الراحة الکلیة فظاهر ، لأنه إذا علم یقینا أنه لا یحصل له إلا ما قدر له مما ثبت فی عینه الثابتة أزلا .

ولا یمکن فیه الزیادة والتغیر والتبدل استراح من تعب الطلب ، وإن قدر له الطلب أجمل فی الطلب ولم یتعب ، کما قال علیه الصلاة والسلام « إن روح القدس نفث فی روعی : إن نفسا لن تموت حتى تستکمل رزقها ، ألا فأجملوا فی الطلب » .

لأنه یعلم أن جعل الطلب سببا للوصول لم یتخلف وصول المطلوب عنه ، وإن لم یجعل لم یصل إلیه إن لم یکن من نصیبه ، فرضى بما رزق وأراح نفسه سیما إن رزق الحظ الأوفر :


تابع شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الإمام علی رضی الله عنه فی نهج البلاغة : " اعلموا علما یقینا أن الله لم یجعل للعبد وإن عظمت حیلته وقویت مکیدته ؟ واشتدت طلبته أکثر مما سمى له فی الذکر الحکیم ، ولم یجعل بین العبد عند ضعفه وعدم حیلته دون ما سمى له فی الذکر الحکیم ".

والعارف لهذا العامل به أعظم الناس راحة ، والتارک لهذا الشاک فیه أعظم الناس شغلا بما یضره .  ورب منعم علیه مستدرج بالنعمى، ورب مبتلى مصنوع له بالبلوى.

فزد إیها المستمع فی شکرک، وقصر من عجلتک، وقف عند منتهى رزقک."أهـ

وأما عطاؤه العذاب الألیم فلأنه قد یؤمر بما یعلم أنه لیس فی استعداده الإتیان به کما سیأتی فی الرزق المحمدی ، وقد یرى أعیانا على أکمل استعداد لکل کمال وأوفر حظ فی الدنیا والآخرة ، وقد تحقق أنه لیس فی استعداده ذلک ولا یمکنه البلوغ إلیه فیتألم ویتحسر لنقصان استعداده ، وعلى کل حال یکون أحسن حالا من المحجوب عن سر القدر وأقرب إلى الرضى .

وأما ترتب الرضى والغضب الإلهیین على حکم القدر فلأن الرضى یتبع الاستعداد الکامل المقتضى لقبول الرحمة والرأفة الموفق صاحبه للأعمال الجمیلة والأخلاق الفاضلة والکمالات العلمیة والعملیة والأحوال الموجبة سعادة الدارین ، کما قیل : عنایته الأزلیة کفایته الأبدیة .

وأما الغضب فقد ترتب على نقصان الاستعداد وعدم القابلیة للخیر ، ولکمال السعادة والصلاحیة لإتیان ما فیه نجاته ، وأهلیة العلم والعمل النافع کما قیل فی حق إبلیس:

فلا سبیل إلى مرضاة ذی غضب  ....   من غیر جرم ولا یدرى له سببا

وأما تقابل الأسماء الإلهیة بحکم القدر فظاهر مما ذکر فی الرضى والغضب ، فإن أعیانا مخصوصة مظاهر الاسم اللطیف والجمیل والمنعم ونظائرها ، وأعیانا أخر مظاهر للقاهر والجلیل والمنتقم وأمثالها ، ولیس ذلک إلا مقتضى استعداد ذاتها الذاتیة وحقائقها العینیة.

 

قال رضی الله عنه :  ( فحقیقة تحکم فی الموجود المطلق والموجود المقید لا یمکن أن یکون شیء أتم منها ولا أقوى ولا أعظم لعموم حکمها المتعدی وغیر المتعدی ) .

المراد بالحقیقة سر القدر وحکمها فی الموجود المطلق .

وفی بعض النسخ : فی الوجود المطلق ، وهو الحق تعالى اقتضاؤها منه وسؤالها بلسان استعدادها أن یحکم على کل عین عین عند إیجادها بما فی استعدادها وقابلیتها أن یکون علیه وأن یحکم على کل أحد بما فی وسعه .

""  أضاف بالی زادة : 

(لعموم حکمها) باللطف والقهر (المتعدی) أی الحق (و) لعموم حکمها بالسعادة والشقاوة ( غیر المتعدی ) أی الخلق .

قال بعض الشراح : المراد بالحکم المتعدی الأحکام والتأثیرات التی تقع من الأعیان ، وغیر المتعدی ما یقع فی مظاهرها فیحتاج إلى حذف الموصوف بتقدیره الحکم المتعدی.اهـ بالى

(لا ینال إلا بالذوق) فیختص بما تسعه العبارة، والذوقیات لا تقبل التعبیر فلم تبق. اهـ بالی""

 

 کما قال تعالى : " لا یُکَلِّفُ الله نَفْساً إِلَّا وُسْعَها " وحکمها فی الموجود المقید أن تکون الخلائق کلها على مقتضیات أعیانها لا یمکن لعین من الأعیان الخلقیة أن تظهر فی الوجود ذاتا وصفة ونعتا واسما وخلقا وفعلا إلا على حالها الثابتة فی العدم .

وأما سر هذا السر أن هذه الحقائق والأعیان صور معلوماته الحق لیست زائدة على ذاته بل هی من تجلى ذاته فی علمه بذاته بصور صفاته وشئونه الذاتیة المقتضیة للنسب الأسمائیة .

فإن اعتبرت من حیث تعیناتها کانت صفات وشئونا ، وإن اعتبرت الذات المعینة بها کانت أسماء لأن الذات باعتبار کل تعین ونسبة اسم وهی من حروف الکلمات التی لا تتغیر ولا تتبدل .

فإنه حقائق ذاتیة للحق والذاتیات من صفات الحق لا تقبل الجعل والتغیر والتبدل والزیادة والنقصان .

وإذا علمت أنها من تجلیه الذاتی فلا وجود لها إلا فی العلم ، وحکمها المتعدی تأثیراتها عند الوجود والظهور فی الغیب ، ونسب بعضها إلى بعض بالفعل والانفعال والتعلیم والتعلم والمحبة والعداوة وغیر ذلک .

وغیر المتعدی ما اختص بها من کمالاتها وخواصها وأخلاقها وصفاتها المختصة بها من الهیئة والشکل والعلم والجهل ،وکل ما لا یتعین بالغیر.


قال رضی الله عنه :  ( ولما کانت الأنبیاء صلى الله علیهم وسلم لا تأخذ علومها إلا من الوحی الخاص الإلهی ، فقلوبهم ساذجة من النظر العقلی لعلمهم بقصور العقل من حیث نظره الفکری عن إدراک الأمور على ما هی علیه ، والإخبار أیضا یقصر عن إدراک ما لا ینال إلا بالذوق ، فلم یبق العلم الکامل إلا فی التجلی الإلهی ، وما یکشف الحق عن أعین البصائر والأبصار من الأغطیة ، فتدرک الأمور قدیمها وحدیثها وعدمها ووجودها ومحالها وواجبها وجائزها على ما هی علیه فی حقائقها وأعیانها ) .

 

النظر الفکری لا یبلغ إلا إلى أفق الوادی المقدس وهو الأفق المبین ، فکأنه باب الغیب لیقتنص منه المطلوب علیه فلا ینکشف المطلوب على صاحبه عیانا ، وکذلک الإخبار الإلهی بواسطة الملک ، ألا ترى إلى قوله:  "ولَقَدْ رَآه بِالأُفُقِ الْمُبِینِ . وما هُوَ عَلَى الْغَیْبِ بِضَنِینٍ " ".

وأما أعیان العیان فلا یکون إلا بالکشف لذوی اللب الذین هم عرجوا إلى الأفق وجازوا إلى مقام " أَوْ أَدْنى " حیث " ما کَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى " .

وهناک تنکشف علیهم الحقیقة بالتجلی فیروا الأعیان والحقائق على ما هی علیه ، و « ما » فی ما یکشف الحق مصدریة أی فی التجلی الإلهی ، وکشف الحق عن أعین البصائر والأبصار بعض الأغطیة التی علیها ، أو موصولة أی فی التجلی الإلهی وفی الذی یکشفه الحق عن أعین

البصائر والأبصار من الأغطیة فیکون من بیانا لما هو أقوى.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فسرّ القدر من أجلّ العلوم وما یفهّمه اللّه تعالى إلّا لمن اختصّه بالمعرفة التّامّة .

فالعلم به یعطی الرّاحة الکلّیّة للعالم به ویعطی العذاب الألیم للعالم به أیضا فهو یعطی النّقیضین.

وبه وصف الحقّ نفسه بالغضب والرّضا وبه تقابلت الأسماء الإلهیّة .

فحقیقته تحکم فی الوجود المطلق والوجود المقیّد لا یمکن أن یکون شیء أتمّ منها ولا أقوى ولا أعظم لعموم حکمها المتعدّی وغیر المتعدّی .

ولمّا کانت الأنبیاء صلوات اللّه علیهم لا تأخذ علومها إلّا من الوحی الخاصّ الإلهی فقلوبهم ساذجة من النّظر العقلیّ لعلمهم بقصور العقل من حیث نظره الفکری ، عن إدراک الأمور على ما هی علیه .

والإخبار أیضا یقصر عن إدراک ما لا ینال إلّا بالذّوق فلم یبق العلم الکامل إلّا فی التّجلّی الإلهی وما یکشف الحقّ عن أعین البصائر والأبصار من الأغطیة فتدرک الأمور قدیمها وحدیثها وعدمها ووجودها ومحالها وواجبها وجائزها على ما هی علیه فی حقائقها وأعیانها) .

 

قال رضی الله عنه :  ( فسرّ القدر من أجلّ العلوم وما یفهّمه اللّه تعالى إلّا لمن اختصّه بالمعرفة التّامّة ، فالعلم به یعطی الرّاحة الکلّیّة للعالم به ، ویعطی العذاب الألیم للعالم به أیضا ؛ فهو یعطی النّقیضین ، وبه وصف الحقّ نفسه بالغضب والرّضا وبه تقابلت الأسماء الإلهیّة ، فحقیقته تحکم فی الوجود المطلق والوجود المقیّد لا یمکن أن یکون شیء أتمّ منها ولا أقوى ولا أعظم لعموم حکمها المتعدّی وغیر المتعدّی) .

 

قال رضی الله عنه :  ( فسرّ القدر من أجلّ العلوم ، وما یفهّمه اللّه تعالى إلا لمن اختصه بالمعرفة التامة ) ، وإذا کانت هذه المعرفة لوازمها ونتائجها کذلک ، ( فالعلم به یعطی الراحة الکلیة ) عن تعب الطلب ( للعالم به ) إذا علم فی بعض المطالب أنه لم یقدر وجوده ، فلا یفید فیه الطلب ، ( ویعطی العذاب الألیم للعالم به أیضا ) إذا اطلع على أمر مهم لم یقدر وجوده ؛ ( فهو یعطی النقیضین ) ، وهذا لا یختص بعالم دون عالم ، بل یعم الکل حتى أنه لو لم یکن له الاتصاف بالراحة والعذاب اتصف بما یناسبها کالحق تعالى کما قال ، ( وبه وصف الحق نفسه بالغضب ) على أعیان تقتضی ستر جماله المحبوب لوقتها ، ( وبه تقابلت الأسماء ) ؛ لأن الأعیان لما اختلفت بذواتها لم تخل عن اقتضاء لأمور المسألة التی لکل منها من الأسماء ( الإلهیة ) رب خاص .

وإذا علم أن القدر یفید الرضا والغضب ، ویقابل الأسماء فی الحق والراحة والألم فی الخلق ، ( فحقیقته تحکم فی الوجود المطلق ) الحق باختلاف التجلیات ، وفی ( الموجود المقید ) الخلق باختلاف الصفات والأحوال ؛ ولذلک ( لا یمکن أن یکون شیء أتم منها ) إذ حقیقتها کأنها شاملة للحقائق کلها ، ( ولا أقوى ) لتأثیرها فی تجلیات الحق القدیم والأعیان الثابتة فی علمه الأزلی ، ( ولا أعظم العموم حکمها المتعدی ) من الأسماء الإلهیة وسائر الأسباب ، ( وغیر المتعدی ) من الأشیاء سیما المسببات .

 

قال رضی الله عنه :  ( ولمّا کانت الأنبیاء صلوات اللّه علیهم لا تأخذ علومها إلّا من الوحی الخاصّ الإلهی ؛ فقلوبهم ساذجة من النّظر العقلیّ لعلمهم بقصور العقل من حیث نظره الفکری ، عن إدراک الأمور على ما هی علیه ، والإخبار أیضا یقصر عن إدراک ما لا ینال إلّا بالذّوق فلم یبق العلم الکامل إلّا فی التّجلّی الإلهی ، وما یکشف الحقّ عن أعین البصائر والأبصار من الأغطیة فتدرک الأمور قدیمها وحدیثها وعدمها ووجودها ومحالها وواجبها وجائزها على ما هی علیه فی حقائقها وأعیانها ) .

ثم أشار إلى أن العلم به لا یحصل بطریق النظر ولا بطریق الوحی ، وساق الکلام إلى سبب وقوع العتب على عزیر علیه السّلام فی طلبه ؛ فقال : ( ولما کانت الأنبیاء علیهم السّلام لا تأخذ علومها إلا من الوحی الخاص ) ، وهو کشف عالم الملکوت له فتخاطبه الملائکة بإذن اللّه تعالى وقد یأخذون باعتبار ، ولا یتهم عما فوق ذلک من التجلی ( الإلهی ) ، ومن کشف الأغطیة عن أعین البصائر والأبصار فیما لا یسعهم فیه ملک ، لکن لا یأخذون عما دونها من النظر العقلی.

واحترز بالخاص عن الإلهام ، کما أوحى إلى أم موسى علیه السّلام ، وبقوله الإلهی عن وحی الشیاطین إلى أولیائهم من الزنادقة والفلاسفة ، ( فقلوبهم ساذجة من النظر العقلی ) ؛ لأنه مانع من کمال التصفیة الواجبة فی أنواع الکشف ، فترکوا قلوبهم ساذجة عنه .

قال رضی الله عنه ( لعلمهم بقصور العقل من حیث نظره الفکری عن إدراک الأمور على ما هی علیه ) ؛ لأنه تنور منه غبار الشبهات وظلماتها .

ولذلک لا یکاد یرتفع اختلاف أرباب النظر ، فلابدّ لإدراک العقل لها من تصفیة القلب ، إذ یکون لنظره کنوز الشمس ، فاقتصروا فی تحصیل العلم بالوحی وبما فوقه ، ولکن ( الإخبار ) الحاصل بالوحی ( یقصر عن إدراک ما لا ینال إلا بالذوق ) المخصوص بالکشف الأعلى .

"" أضافة المحقق : الذوق یراد به أول مبادئ التجلیات ، والشرب أوسطها ، والرّیّ نهایتها ، وهو الذوق الإیمانی ، تشبیها له بالتذوق فی المحسوسات ، فالأذواق التی یشیر القوم إلیها ، هی علوم لا تنال إلا لمن کان خالی القلب عن جمیع العلائق والعوائق کلها ( انظر : التعریفات للجرجانی ص 12 ، ولطائف الإعلام ص ( 470 ) . ""

 

قال رضی الله عنه ( فلم یبق العلم الکامل ) المحصل للمعلوم فی العالم بطریق الذوق ( إلا فی التجلی الإلهی ) بشهوده بالروح أو القلب أو النفس عند تنورهما بنوره ، ( وما یکشف الحق عن أعین البصائر ) الباطنة ، ( والأبصار ) الظاهرة ( من الأعطیة ) التی هی حجب المعقولات والمحسوسات .

( فتدرک ) البصائر والأبصار ( الأمور کلها قدیمها وحدیثها ) ، وإن لم یکن البصر یدرک القدیم من قبل ( وعدمها ووجودها ) ، وإن لم یکن العدم مدرکا للبصر والبصیرة ، ولا یختص هذا بالعدم الممکن إذ ( محالها ، وواجبها ، وجائزها ) ، ولیس المراد الإدراک بوجه ما ، فإنه غیر مشروط بالتجلی والکشف ، بل ( ما هی علیه فی حقائقها ) أی : الماهیات المتحققة بإشراق نور الوجود علیها ( وأعیانها ) أی : الماهیات من حیث ثبوتها فی العلم الأزلی حال عدمها فی الخارج .

فعلم مما ذکرنا أن طریقة الکشف والتجلی عامة کطریق الوحی بخلاف طریقة النظر العقلی ، فإنها مخصوصة بإدراک بعض الأشیاء دون بعض ، ومخصوصة بالمقدمات الخاصة ، ویقع الغلط کثیرا فی رعایة مناسبها للمطالب وشرائطها .


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فسرّ القدر من أجلّ العلوم وما یفهّمه اللّه تعالى إلّا لمن اختصّه بالمعرفة التّامّة .

فالعلم به یعطی الرّاحة الکلّیّة للعالم به ویعطی العذاب الألیم للعالم به أیضا فهو یعطی النّقیضین.

وبه وصف الحقّ نفسه بالغضب والرّضا وبه تقابلت الأسماء الإلهیّة .

فحقیقته تحکم فی الوجود المطلق والوجود المقیّد لا یمکن أن یکون شیء أتمّ منها ولا أقوى ولا أعظم لعموم حکمها المتعدّی وغیر المتعدّی .

ولمّا کانت الأنبیاء صلوات اللّه علیهم لا تأخذ علومها إلّا من الوحی الخاصّ الإلهی فقلوبهم ساذجة من النّظر العقلیّ لعلمهم بقصور العقل من حیث نظره الفکری ، عن إدراک الأمور على ما هی علیه .

والإخبار أیضا یقصر عن إدراک ما لا ینال إلّا بالذّوق فلم یبق العلم الکامل إلّا فی التّجلّی الإلهی وما یکشف الحقّ عن أعین البصائر والأبصار من الأغطیة فتدرک الأمور قدیمها وحدیثها وعدمها ووجودها ومحالها وواجبها وجائزها على ما هی علیه فی حقائقها وأعیانها) .

 

قال رضی الله عنه :  ( فسر القدر من أجل العلوم ، وما یفهمه الله إلا لمن اختصه بالمعرفة التامة). ظاهر .

قال رضی الله عنه :  ( فالعلم به یعطى الراحة الکلیة للعالم به ، ویعطى العذاب الألیم للعالم به أیضا ، فهو یعطى النقیضین . ) .

 

أی ، العلم بسر القدر یعطى لصاحبه الراحة الکلیة ، لأن العلم بأن الحق ما حکم علیه فی القضاء السابق إلا بمقتضى ذاته ، ومقتضى الذات لا یمکن أن یختلف عنها بسبب ، به تحصل الاطمینان على أن کل کمال یقتضیه حقیقته وکل رزق صوری ومعنوی یطلبه عینه لا بد أن یصل إلیه .

کما قال ، صلى الله علیه وسلم : " إن روح القدس نفث فی روعی أن نفسا لن تموت حتى یستکمل رزقها . ألا ، فأجملوا فی الطلب " .

فیستریح عن تعب الطلب . وإن طلب أجمل فی الطلب ، ولا یخاف من الفوات ، ولا ینتظر لعلمه بأن الله فی کل حین یعطیه من خزائنه ما یناسب وقته ، فهو واجد دائما من مقصوده شیئا فشیئا ، وما لا یحصل له لا یراه من الغیر ، فیحصل له الراحة العظیمة .

 

وکذلک یعطى العذاب الألیم . لأن صاحبه قد یکون مقتضى ذاته أمورا لا تلائم نفسه ، کالفقر

وسوء المزاج وقلة الاستعداد ، ویرى غیره فی الغنى والصحة والاستعداد التام ، ولا یرى سببا للخلاص ، إذ مقتضى الذات لا یزول ، فیتألم بالعذاب الألیم .

 

فالعلم بسر القدر یعطى النقیضین : الراحة وعدمها ، والألم وعدمه وإطلاق النقیضین هنا مجاز ،لأن الراحة والألم ضدان ، وهما لیسا نقیضین .

ولما کان کل منهما یستلزم عدم الآخر ، أطلق اسم النقیضین علیها ، کأنه قال : الراحة وعدمها ،والألم وعدمه . وموضوعهما غیر متحد أیضا.

 

قال رضی الله عنه : (وبه وصف الحق نفسه بالغضب والرضا ، وبه تقابلت الأسماء الإلهیة.)

أی ، وبسبب العلم بسر القدر وصف الحق نفسه بالغضب والرضا ، لأنه یعلم ذاته بذاته ویعلم ما تعطیه ذاته من النسب والکمالات المعبر عنها بالأسماء والصفات ، ومن جملة نسبه الرضا والغضب ، فالعلم بذاته أعطاه الرضا والغضب ، ولهاتین النسبتین انقسم الأسماء إلى .

( الجمال ) و ( الجلال ) ، ومن هذا الانقسام حصل الداران : الجنة والنار .

 

فصح أیضا أن العلم بالذات من حیث الرضا والغضب ، هو سبب تقابل الأسماء الإلهیة .

هذا من جهة الذات وأسمائها .

وأما من جهة الأعیان ، فالعلم بها أیضا یعطى الحق الرضا والغضب ، لأن العین المؤمنة المطیعة لأمر الله تطلب من الله تعالى أن یتجلى لها بالرضا واللطف ، والعین الآبیة الکافرة یطلب من الله أن یتجلى علیها بالغضب والقهر ، فأظهرت الأعیان أحکام نسبة الرضا والغضب ووجودهما بالفعل .

فتقابلت الأسماء الإلهیة ، وانقسمت بالجمال والجلال ، لأن کل ما یتعلق بالرضا واللطف فهو الجمال ، وما یتعلق بالقهر والغضب فهو الجلال .


قال رضی الله عنه :  ( فحقیقته تحکم فی الموجود المطلق والموجود المقید ، لا یمکن أن یکون شئ أتم منها ولا أقوى ولا أعظم ، لعموم حکمها المتعدى وغیر المتعدى ) .

أی ، فحقیقة العلم بسر القدر ، أو حقیقة سر القدر ، تحکم فی الموجود المطلق .

 

وفی بعض النسخ : ( فی الوجود المطلق ) . أی ، فی الحق بإثبات الرضا والغضب له

والاتصاف بالأسماء الجمالیة والجلالیة .

وتحکم أیضا أن توجد کل عین بما یقتضى استعدادها ویقبل ذاتها ، ویحکم فی الموجود المقید بالسعادة والشقاوة ، وکونه مرضیا عند ربه أو مغضوبا علیه ، وأن یوجد بمقتضى عینه فی الأخلاق والأفعال وجمیع کمالاته .

فلا یمکن أن یکون شئ أتم من حقیقة سر القدر ، لأن حکمها عام : تحکم فی الحق وأسمائه وصفاته کلها من حیث إنها تابعة للأعیان ، وتحکم فی جمیع الموجودات .

والمراد ب ( الحکم المتعدى ) الأحکام والتأثیرات التی تقع من الأعیان فی مظاهرها ، ویتعدى منها إلى غیرها بالفعل والانفعال .

وغیر المتعدى ما یقع فی مظاهرها فقط ، کالکمالات النفسانیة من العلم والحکمة وغیرها .


قال رضی الله عنه :  ( ولما کانت الأنبیاء ، صلوات الله علیهم ، لا تأخذ علومها إلا من الوحی الخاص الإلهی ، فقلوبهم ساذجة من النظر العقلی ، لعلمهم بقصور العقل من حیث

نظره الفکری عن إدراک الأمور على ما هی علیه . والإخبار أیضا یقصر عن إدراک مالا ینال إلا بالذوق ، فلم یبق العلم الکامل إلا فی التجلی الإلهی ، وما یکشف الحق عن أعین البصائر والأبصار من الأغطیة ، فتدرک الأمور قدیمها وحدیثها وعدمها ووجودها ومحالها وواجبها وجائزها على ما هی علیه فی حقائقها وأعیانها . )

 

أی ، لما کانت علوم الأنبیاء ، علیه السلام ، مأخوذة من الوحی ، کانت قلوبهم ساذجة مما یتعلق بالنظر العقلی ، لأنه طریق الانتقاش بالتعمل والکسب .

والأمر ، کما هو ، لا یتجلى إلا فی القلب المجلو الفارع عن النقوش .

والإخبار لا یمکن إلا عما یمکن التعبیر عنه ویسمع العبارة ، أما مالا یمکن ، کالوجدانیات والمدرکات بالذوق ، فیقصر الإخبار أیضا عن إیضاحه ، فلا یحصل العلم التام به ، کمالا یحصل بطریق النظر العقلی .

 

فلم یبق أن یدرک الحقائق على ما هی علیه إلا فی التجلی الإلهی ، لیشاهد تارة فی العالم المثالی المقید ، وأخرى فی المطلق ، وأعلى منهما فی عالم المجردات ، وأعلى من ذلک أیضا فی عالم الأعیان ، فیحصل الاطلاع بحقائق الأمور ، قدیمها وحدیثها وعدمها ووجودها ومحالها وواجبها ، على ما هی علیه فی حقائقها وأعیانها .

فجواب ( لما ) قوله : ( فقلوبهم ) . و ( ما ) فی ( وما یکشف ) مصدریة . أی ، فلم یبق العلم الکامل إلا فی التجلی وکشف الحق .

 

و ( من ) فی قوله : ( من الأغطیة ) للبیان ، والمبین مقدر . وهو ما طرأ على أعین البصائر والأبصار ، فمنعها عن شهود الحقائق والأسرار .

ویجوز أن یکون ( ما ) بمعنى الذی ، و ( من الأغطیة ) بیانا له . فمعناه : فلم یبق العلم الکامل إلا فی التجلی وفیما یکشف الحق ، أی ، یرفعه الحق عن أعین البصائر والأبصار من الأغطیة . وهذا أنسب .

 

وإنما قال : ( عن أعین البصائر والأبصار ) لأن الأغطیة إذا ارتفعت ، یتحد النوران : نور البصیرة ونور البصر ، فیدرک بکل منهما ما یدرک بالآخر ، وکذلک یدرک بالسمع ما یدرک بالبصر وبالعکس . هذا أیضا من خصوصیات الکشف التام الذی هو فوق طور العقل .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فسرّ القدر من أجلّ العلوم وما یفهّمه اللّه تعالى إلّا لمن اختصّه بالمعرفة التّامّة .

فالعلم به یعطی الرّاحة الکلّیّة للعالم به ویعطی العذاب الألیم للعالم به أیضا فهو یعطی النّقیضین .

وبه وصف الحقّ نفسه بالغضب والرّضا وبه تقابلت الأسماء الإلهیّة .

فحقیقته تحکم فی الوجود المطلق والوجود المقیّد لا یمکن أن یکون شیء أتمّ منها ولا أقوى ولا أعظم لعموم حکمها المتعدّی وغیر المتعدّی .

ولمّا کانت الأنبیاء صلوات اللّه علیهم لا تأخذ علومها إلّا من الوحی الخاصّ الإلهی فقلوبهم ساذجة من النّظر العقلیّ لعلمهم بقصور العقل من حیث نظره الفکری ، عن إدراک الأمور على ما هی علیه .

والإخبار أیضا یقصر عن إدراک ما لا ینال إلّا بالذّوق فلم یبق العلم الکامل إلّا فی التّجلّی الإلهی وما یکشف الحقّ عن أعین البصائر والأبصار من الأغطیة فتدرک الأمور قدیمها وحدیثها وعدمها ووجودها ومحالها وواجبها وجائزها على ما هی علیه فی حقائقها وأعیانها) .

 

قال رضی الله عنه :  ( فسرّ القدر من أجلّ العلوم وما یفهّمه اللّه تعالى إلّا لمن اختصّه بالمعرفة التّامّة ، فالعلم به یعطی الرّاحة الکلّیّة للعالم به ، ویعطی العذاب الألیم للعالم به أیضا ؛ فهو یعطی النّقیضین ، وبه وصف الحقّ نفسه بالغضب والرّضا وبه تقابلت الأسماء الإلهیّة ، فحقیقته تحکم فی الوجود المطلق والوجود المقیّد لا یمکن أن یکون شیء أتمّ منها ولا أقوى ولا أعظم لعموم حکمها المتعدّی وغیر المتعدّی) .

 

قال رضی الله عنه :  ( فسرّ القدر من أجلّ العلوم ، وما یفهّمه اللّه تعالى إلا لمن اختصه بالمعرفة التامة ) ، وإذا کانت هذه المعرفة لوازمها ونتائجها کذلک ، ( فالعلم به یعطی الراحة الکلیة ) عن تعب الطلب ( للعالم به ) إذا علم فی بعض المطالب أنه لم یقدر وجوده ، فلا یفید فیه الطلب ، ( ویعطی العذاب الألیم للعالم به أیضا ) إذا اطلع على أمر مهم لم یقدر وجوده ؛ ( فهو یعطی النقیضین ) ، وهذا لا یختص بعالم دون عالم ، بل یعم الکل حتى أنه لو لم یکن له الاتصاف بالراحة والعذاب اتصف بما یناسبها کالحق تعالى کما قال ، ( وبه وصف الحق نفسه بالغضب ) على أعیان تقتضی ستر جماله المحبوب لوقتها ، ( وبه تقابلت الأسماء ) ؛ لأن الأعیان لما اختلفت بذواتها لم تخل عن اقتضاء لأمور المسألة التی لکل منها من الأسماء ( الإلهیة ) رب خاص .

وإذا علم أن القدر یفید الرضا والغضب ، ویقابل الأسماء فی الحق والراحة والألم فی الخلق ، ( فحقیقته تحکم فی الوجود المطلق ) الحق باختلاف التجلیات ، وفی ( الموجود المقید ) الخلق باختلاف الصفات والأحوال ؛ ولذلک ( لا یمکن أن یکون شیء أتم منها ) إذ حقیقتها کأنها شاملة للحقائق کلها ، ( ولا أقوى ) لتأثیرها فی تجلیات الحق القدیم والأعیان الثابتة فی علمه الأزلی ، ( ولا أعظم العموم حکمها المتعدی ) من الأسماء الإلهیة وسائر الأسباب ، ( وغیر المتعدی ) من الأشیاء سیما المسببات .

 

قال رضی الله عنه :  ( ولمّا کانت الأنبیاء صلوات اللّه علیهم لا تأخذ علومها إلّا من الوحی الخاصّ الإلهی ؛ فقلوبهم ساذجة من النّظر العقلیّ لعلمهم بقصور العقل من حیث نظره الفکری ، عن إدراک الأمور على ما هی علیه ، والإخبار أیضا یقصر عن إدراک ما لا ینال إلّا بالذّوق فلم یبق العلم الکامل إلّا فی التّجلّی الإلهی ، وما یکشف الحقّ عن أعین البصائر والأبصار من الأغطیة فتدرک الأمور قدیمها وحدیثها وعدمها ووجودها ومحالها وواجبها وجائزها على ما هی علیه فی حقائقها وأعیانها ) .

ثم أشار إلى أن العلم به لا یحصل بطریق النظر ولا بطریق الوحی ، وساق الکلام إلى سبب وقوع العتب على عزیر علیه السّلام فی طلبه ؛ فقال : ( ولما کانت الأنبیاء علیهم السّلام لا تأخذ علومها إلا من الوحی الخاص ) ، وهو کشف عالم الملکوت له فتخاطبه الملائکة بإذن اللّه تعالى وقد یأخذون باعتبار ، ولا یتهم عما فوق ذلک من التجلی ( الإلهی ) ، ومن کشف الأغطیة عن أعین البصائر والأبصار فیما لا یسعهم فیه ملک ، لکن لا یأخذون عما دونها من النظر العقلی.

واحترز بالخاص عن الإلهام ، کما أوحى إلى أم موسى علیه السّلام ، وبقوله الإلهی عن وحی الشیاطین إلى أولیائهم من الزنادقة والفلاسفة ، ( فقلوبهم ساذجة من النظر العقلی ) ؛ لأنه مانع من کمال التصفیة الواجبة فی أنواع الکشف ، فترکوا قلوبهم ساذجة عنه .

قال رضی الله عنه ( لعلمهم بقصور العقل من حیث نظره الفکری عن إدراک الأمور على ما هی علیه ) ؛ لأنه تنور منه غبار الشبهات وظلماتها .

ولذلک لا یکاد یرتفع اختلاف أرباب النظر ، فلابدّ لإدراک العقل لها من تصفیة القلب ، إذ یکون لنظره کنوز الشمس ، فاقتصروا فی تحصیل العلم بالوحی وبما فوقه ، ولکن ( الإخبار ) الحاصل بالوحی ( یقصر عن إدراک ما لا ینال إلا بالذوق ) المخصوص بالکشف الأعلى .

"" أضافة المحقق : الذوق یراد به أول مبادئ التجلیات ، والشرب أوسطها ، والرّیّ نهایتها ، وهو الذوق الإیمانی ، تشبیها له بالتذوق فی المحسوسات ، فالأذواق التی یشیر القوم إلیها ، هی علوم لا تنال إلا لمن کان خالی القلب عن جمیع العلائق والعوائق کلها ( انظر : التعریفات للجرجانی ص 12 ، ولطائف الإعلام ص ( 470 ) . ""

 

قال رضی الله عنه ( فلم یبق العلم الکامل ) المحصل للمعلوم فی العالم بطریق الذوق ( إلا فی التجلی الإلهی ) بشهوده بالروح أو القلب أو النفس عند تنورهما بنوره ، ( وما یکشف الحق عن أعین البصائر ) الباطنة ، ( والأبصار ) الظاهرة ( من الأعطیة ) التی هی حجب المعقولات والمحسوسات .

( فتدرک ) البصائر والأبصار ( الأمور کلها قدیمها وحدیثها ) ، وإن لم یکن البصر یدرک القدیم من قبل ( وعدمها ووجودها ) ، وإن لم یکن العدم مدرکا للبصر والبصیرة ، ولا یختص هذا بالعدم الممکن إذ ( محالها ، وواجبها ، وجائزها ) ، ولیس المراد الإدراک بوجه ما ، فإنه غیر مشروط بالتجلی والکشف ، بل ( ما هی علیه فی حقائقها ) أی : الماهیات المتحققة بإشراق نور الوجود علیها ( وأعیانها ) أی : الماهیات من حیث ثبوتها فی العلم الأزلی حال عدمها فی الخارج .

فعلم مما ذکرنا أن طریقة الکشف والتجلی عامة کطریق الوحی بخلاف طریقة النظر العقلی ، فإنها مخصوصة بإدراک بعض الأشیاء دون بعض ، ومخصوصة بالمقدمات الخاصة ، ویقع الغلط کثیرا فی رعایة مناسبها للمطالب وشرائطها .

 

 الجزء الثالث

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فسرّ القدر من أجلّ العلوم وما یفهّمه اللّه تعالى إلّا لمن اختصّه بالمعرفة التّامّة .

فالعلم به یعطی الرّاحة الکلّیّة للعالم به ویعطی العذاب الألیم للعالم به أیضا فهو یعطی النّقیضین.

وبه وصف الحقّ نفسه بالغضب والرّضا وبه تقابلت الأسماء الإلهیّة .

فحقیقته تحکم فی الوجود المطلق والوجود المقیّد لا یمکن أن یکون شیء أتمّ منها ولا أقوى ولا أعظم لعموم حکمها المتعدّی وغیر المتعدّی .

ولمّا کانت الأنبیاء صلوات اللّه علیهم لا تأخذ علومها إلّا من الوحی الخاصّ الإلهی فقلوبهم ساذجة من النّظر العقلیّ لعلمهم بقصور العقل من حیث نظره الفکری ، عن إدراک الأمور على ما هی علیه .

والإخبار أیضا یقصر عن إدراک ما لا ینال إلّا بالذّوق فلم یبق العلم الکامل إلّا فی التّجلّی الإلهی وما یکشف الحقّ عن أعین البصائر والأبصار من الأغطیة فتدرک الأمور قدیمها وحدیثها وعدمها ووجودها ومحالها وواجبها وجائزها على ما هی علیه فی حقائقها وأعیانها) .

 

قال رضی الله عنه عن سرّ القدر :  ( فسرّ القدر من أجلّ العلوم ) لأنّها من الخصائص الذاتیّة ( وما یفهّمه الله ) على وضوحه وظهوره ( إلَّا لمن اختصّه بالمعرفة التامّة ) التی للورثة الختمیّة - وممّا یدل على أنّها من الخصائص الذاتیّة ما یلزمه من جمعیّة الأضداد وتعانق الأطراف - ( فالعلم به یعطی الراحة الکلیّة للعالم به ) من سکونه عن طلب ما لم یطلب فی أصله واستراحته عنه ( ویعطی العذاب الألیم أیضا للعالم به ) حیث یدرک أنّ قصوره فی الرتبة من تقصیره فی السؤال وقناعته بذلک القدر مع جوده الفائض بلا امتنان .

تعضّ ندامة کفّیک ممّا   ....  ترکت مخافة المنع السؤالا

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فهو یعطى النقیضین ) کما هو مقتضى الهویّة المطلقة على ما سبق ، ( وبه وصف الحقّ نفسه بالغضب وبالرضا ، وبه تقابلت الأسماء الإلهیّة ) فعلم أن جمعیّة الأضداد التی هی من خصائص الهویّة المطلقة ، مما یلزم سرّ القدر.

وکفى به دلالة على جلالة قدره ، فله الإحاطة التامة التی لا یخرج عنها شیء فی الوجود أصلا وإلى ذلک أشار بقوله : ( فحقیقته تحکم فی الموجود المطلق ) باستتباع ما هی علیه فی صورته العلمیّة ، ( والموجود المقیّد ) بجریه على مقتضاها فی سائر المراتب - إلهیّة کانت أو کیانیّة - ( لا یمکن أن یکون شیء أتم منها ) حیطة ( ولا أقوى ) تأثیرا ( ولا أعظم ) قدرا ، ( لعموم حکمها المتعدّی ) منها - کالعلم والإرادة والمشیّة ، فإنّها حاکمة على الکلّ - ( وغیر المتعدّی ) کما علیه الأعیان فی مراتب ظهورها .

فلا حکم إلَّا تحت حکمها مندرج ، ولا حاکم إلا منقهر تحت سلطانها .

 

یا عین غیب الله یا نور الهدى   ....   یا نقطة الخط البدیع الأقوم

یا معدن الأسرار یا کنز الغنى   ....   یا مشرق الأنوار للمتوسّم

یا فاتح الأمر العظیم وخاتم      ....  الخلق البدیع ونکتة لم تفهم

اقرأ کتابک قد کفى بک شاهدا   ....        یهدیک منک بعلم ما لم تعلم

 

قال رضی الله عنه :  ( ولمّا کانت الأنبیاء صلوات الله علیهم أجمعین - لا یأخذ علومها إلَّا من الوحی الخاصّ الإلهی ، فقلوبهم ساذجة من النظر العقلی ، لعلمهم بقصور العقل ، من حیث نظره الفکری ) - دون ذوقه الذاتی – ( عن إدراکه الأمور على ما هی علیه ) .

هذا طریق النظر والاستدلال ، ( والإخبار أیضا ) من طریق النقل والإسناد ( یقصر عن إدراک ما لا ینال إلَّا بالذوق ) ، ضرورة أن فسحة أمر النقل وعلومه أضیق مجالا من الاستدلال ، کما هی لا یخفى .

( فلم یبق العلم الکامل ) الشامل للمعلومات کلَّها ( إلَّا فی التجلَّی الإلهی ، وما یکشف الحق عن أعین البصائر والأبصار من الأغطیة ) ، وهی الحجب الاعتقادیّة التقلیدیّة ، والرسوم المستحسنة العادیة المانعة للبصر ، والبصیرة عما خلقا له من المرتبة الإدراکیّة - ف « من » لا سترة به أنّه بیان لـ « ما » وهی معطوفة موصلة لیست الَّا على التجلَّی  

قال رضی الله عنه :  (فتدرک الأمور - قدیمها وحدیثها ، وعدمها ووجودها ، ومحالها وواجبها وجائزها - على ما هی علیه فی حقائقها وأعیانها ) .

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فسرّ القدر من أجلّ العلوم وما یفهّمه اللّه تعالى إلّا لمن اختصّه بالمعرفة التّامّة .

فالعلم به یعطی الرّاحة الکلّیّة للعالم به ویعطی العذاب الألیم للعالم به أیضا فهو یعطی النّقیضین .

وبه وصف الحقّ نفسه بالغضب والرّضا وبه تقابلت الأسماء الإلهیّة .

فحقیقته تحکم فی الوجود المطلق والوجود المقیّد لا یمکن أن یکون شیء أتمّ منها ولا أقوى ولا أعظم لعموم حکمها المتعدّی وغیر المتعدّی .

ولمّا کانت الأنبیاء صلوات اللّه علیهم لا تأخذ علومها إلّا من الوحی الخاصّ الإلهی فقلوبهم ساذجة من النّظر العقلیّ لعلمهم بقصور العقل من حیث نظره الفکری ، عن إدراک الأمور على ما هی علیه .

والإخبار أیضا یقصر عن إدراک ما لا ینال إلّا بالذّوق فلم یبق العلم الکامل إلّا فی التّجلّی الإلهی وما یکشف الحقّ عن أعین البصائر والأبصار من الأغطیة فتدرک الأمور قدیمها وحدیثها وعدمها ووجودها ومحالها وواجبها وجائزها على ما هی علیه فی حقائقها وأعیانها) .

 

قال رضی الله عنه :  ( فسرّ القدر من أجلّ العلوم وما یفهّمه اللّه تعالى إلّا لمن اختصّه بالمعرفة التّامّة .   فالعلم به یعطی الرّاحة الکلّیّة للعالم به ویعطی العذاب الألیم للعالم به أیضا)

 

قال رضی الله عنه :  ( فسر القدر ) ، أی العلم به ( من أجل العلوم وما یفهمه اللّه سبحانه إلا لمن اختصه بالمعرفة التامة فالعلم به یعطی الراحة الکلیة للعالم به ویعطی العذاب الألیم للعالم به أیضا ) .

 

اعلم أن العلم بسر القدر على نوعین :

أحدهما : على سبیل الإجمال والکلیة بأن یعلم أن الأحوال الجاریة على الموجودات إنما هی مقتضیات أعیانهم الثابتة ، والحق سبحانه ما یحکم علیهم فی القضاء السابق إلا بمقتضى ذواتهم ولمقتضى الذات لا یمکن أن یتخلف عنها .

والراحة الکلیة فی هذا النوع من العلم الخلاص عن الاعتراض على الخلق فی ارتکابهم أسباب الشقاوة دنیا وآخرة ، واجتنابهم عن أسباب السعادة کذلک وعلى الحق تعالى بأنه لم لا یساعدهم على ما یسعدهم ولم لا یجنبهم عما یشقیهم .

وعن المبالغة فی نهیهم عن المنکرات وزجرهم عن المحظورات وفی أمرهم بالمرضیات وحثهم على المأمورات ، والعذاب الألیم فیه أن یشاهد على نفسه أو على غیره أنواعا من الأسقام والآلاء والمصائب والمتاعب فی الدنیا ووجوها من موجب العذاب والعقاب والنکال والوبال فی الآخرة ، ولا یعلم أنه هل من مقتضیات أعیانهم الثابتة الخلاص عنها أم لا فیحترق ویتألم على ذلک شفقة على نفسه وغیره .

 

والنوع الثانی من العلم بسر القدر أن یکاشف العارف بما تقتضیه عینه أو عین غیره من الأحوال والأحکام على سبیل التفصیل ، فالراحة الکلیة فیه سکون العارف عن طلب مالا تقتضیه عینه واستراحته عنه إذا کان مکاشفا بعینه ، وسکونه من حیث غیره الذی له شفقة بالنسبة على

ما لیس من مقتضیات عینه إذا کان مکاشفا بعین غیره ، والأمن من زوال ما حصل فی الصورتین ، والعذاب الألیم تألمه حیث یدرکه أن قصوره أو قصور غیره فی تحصیل بعض الکلمات لعدم اقتضاء العین ویأسه عن تدارکه.

 

قال رضی الله عنه :  ( فهو ) ، أی سر القدر من حیث العلم به ( یعطى النقیضین ) کما هو مقتضى الهویة المطلقة وهما الراحة الکلیة والعذاب الألیم ( وبه ) ، أی بسر القدر یعنی الأعیان الثابتة .

( وصف الحق بالغضب والرضا ) ، فإنه إذا تجلى الحق سبحانه علیها وظهر آثار القهر والجلال فهو الغضب ، وإذا تجلى علیها وظهر آثار اللطف والجمال فهو الرضا .

( وبه تقابلت الأسماء الإلهیة ) فالأسماء المتعلقة بالرضا جمالیة وبالغضب جلالیة ( فحقیقته تحکم فی الوجود المطلق ) بإثبات الغضب والرضا له وتوصیفه بالصفات المتقابلة الجمالیة والجلالیة ( و ) فی ( الوجود المقید ) والسعادة والشقاوة وکونه مرضیا عند ربه أو مغضوبا علیه إلى غیر ذلک ( لا یمکن أن یکون شیء أتم منها ) حیطة ( ولا أقوى ) تأثیرا ( ولا أعظم قدرا لعموم حکمها المتعدی وغیر المتعدی )

فقوله : المتعدی یحتمل أن یکون مجرورا صفة لحکمها ، أی لعموم حکمها المنقسم إلى قسمین ، أی المتعدی وغیر المتعدی ، فالمتعدی ما یتجاوز عن مظهرها إلى الموجود المطلق والمقید المغیر لمظهرها ، وغیر المتعدی ما یختص بمظرها وحینئذ یکون مفعول العموم محذوفا .

أی کل الموجودات ، وإن یکون مفعولا للعموم أی لعموم حکمها الحکم المتعدی وغیر المتعدی ، والمعنى على قیاس ما عرفت .

( ولما کانت الأنبیاء صلوات للّه علیهم أجمعین لا تأخذ علومها إلا من الوحی الخاص الإلهی ) الذی هو الإخبار عن الحق سبحانه بواسطة أو غیر واسطة ( فقلوبهم ساذجة من النظر العقلی بعلمهم بقصور العقل من حیث نظره الفکری ) دون ذوقه الذاتی ( عن إدراک الأمور على ما هی علیه ) هذا طریق الفکر والاستدلال ( والإخبار أیضا ) ، وإن کان وحیا من قبل اللّه تعالى.

( یقصر عن إدراک ما لا ینال إلا بالذوق ) لتباین مدرکیهما أو مدرک أحدهما السمع ومدرک الآخر الذوق

 

قال رضی الله عنه :  (فلم یبق العلم الکامل إلّا فی التّجلّی الإلهی وما یکشف الحقّ عن أعین البصائر والأبصار من الأغطیة فتدرک الأمور قدیمها وحدیثها وعدمها ووجودها ومحالها وواجبها وجائزها على ما هی علیه فی حقائقها وأعیانها . )

 

قال رضی الله عنه :  ( فلم یبق الکامل إلا فی التجلی الإلهی ) ( و ) کشف ( ما یکشف ) بکشفه ( الحق عن أعین البصائر والأبصار من الأغطیة ) ، فما فی « ما یشکف » موصولة و « من الأغطیة » بیان له ولا یتم المعنى إلا بتقدیر مضاف کما ذکرنا أعنی کشف ما یکشف ( فیدرک الأمور قدیمها وحدیثها وعدمها ووجودها ومحالها وواجبها وجائزها على ما هی علیه فی حقائقها وأعیانها ولما کان مطلب العزیر ) ، أی طلب معرفته القدر.


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 333

فسرّ القدر من أجلّ العلوم، و ما یفهّمه اللّه تعالى إلّا لمن اختصّه بالمعرفة التّامة. فالعلم به یعطی الراحة الکلیّة للعالم به، و یعطی العذاب الألیم للعالم به أیضا. فهو یعطی النقیضین.

پس سرّ القدر از اجلّ علوم است و خداوند آن را تفهیم نمی‌کند مگر به کسى که آن کس را به معرفت تامه اختصاص داده است. پس علم به سرّ القدر به عالم سرّ القدر راحت کلى ‌می‌دهد و نیز به عالم به او عذاب الیم ‌می‌دهد. پس علم به سرّ القدر معطى نقیضین است.

قیصرى گوید:

زیرا ‌می‌داند که حق تعالى در قضاء سابق به مقتضاى ذاتش بر او حکم کرده است و مقتضاى ذات تخلف پذیر نیست و این علم، سبب حصول اطمینان است بر اینکه هر کمالى که حقیقت او اقتضا دارد و هر رزق صورى و معنوى که عین او طلب ‌می‌کند به او ‌می‌رسد. چنانکه رسول اللّه (ص) فرمود: «إنّ روح القدس نفث فی روعی ان نفسا لن تموت حتّى تستکمل رزقها. الا فأجملوا فی الطلب». بنا بر این از تعب طلب آسوده ‌می‌شود و اگر طلب کند به نیکویى طلب ‌می‌کند و از فوت آن خوف ندارد و انتظار نمی‌برد. زیرا ‌می‌داند خداوند در هر حین او را از خزاین خودش آن چه که مناسب وقت اوست عطا ‌می‌کند. پس براى او راحت عظیم حاصل ‌می‌شود و همچنین علم به سرّ القدر عالم به سرّ القدر را عذاب الیم ‌می‌دهد. زیرا گاهى امورى مقتضاى ذات اوست که ملایم نفس او نیست چون فقر، سوء مزاج و قلت استعداد و دیگرى را در غنا و صحت و استعداد تام ‌می‌بیند و درباره خودش سببى براى خلاص نمی‌بیند. زیرا مقتضاى ذات زایل نمی‌شود. پس به عذاب الیم متألم ‌می‌شود.

پس علم به سرّ القدر معطى نقیضین است.( شرح فصوص قیصرى، ص 302)

[حق تعالى خود را به غضب و رضا وصف نموده است‏]

و به وصف الحقّ نفسه بالغضب و الرضا و به تقابلت الأسماء الإلهیة فحقیقته تحکم فی الوجود المطلق الموجود المقید.

و به سبب علم به سرّ القدر، حق تعالى خود را به غضب و رضا وصف نموده است و به سبب علم به سرّ القدر اسماء الهیه متقابل شدند.

قیصرى گوید:

زیرا خداوند به ذاتش عالم است و ‌می‌داند نسب و کمالاتى را که از آنها تعبیر به اسماء و صفات ‌می‌شود ذاتش اعطا ‌می‌کند و از جمله آن نسب رضا و غضب است. پس علم به ذاتش او را (خدا را) رضا و غضب عطا کرده است و به این دو نسبت اسماء الهى به جمال و جلال منقسم شد و از این انقسام دار جنت و دار نار حاصل شده است. پس صحیح است که علم به ذات، از حیث رضا و غضب به سبب تقابل اسماء الهیه است. این از جهت ذات و اسماء. اما از جهت اعیان علم به آنها نیز حق تعالى را رضا و غضب عطا ‌می‌کند. چه عین مؤمن که مطیع امر اللّه است از خداوند طلب ‌می‌کند بر او به رضا و لطف تجلى کند. ابا کننده کافر هم طلب ‌می‌کند که خداوند بر او به غضب و قهر تجلى کند. پس اعیان، احکام نسبت رضا و غضب و وجود آن دو را بالفعل اظهار کرده است. پس اسماء الهیه متقابل و منقسم به جمال و جلال شده‌اند.

زیرا آن چه که به رضا و لطف متعلق است جمال است و آن چه که متعلق به قهر و غضب است جلال است.( شرح فصوص قیصرى، ص 302 و 303) پس حقیقت علم به سرّ القدر هم در موجود مطلق حکم ‌می‌کند و هم در موجود مقیّد.

لا یمکن ان یکون شی‏ء أتمّ منها و لا اقوى و لا أعظم لعموم حکمها المتعدی و غیر المتعدی.

و نمی‌شود که شی‏ء اتمّ و اقوى و اعظم از حقیقت سرّ القدر باشد چون حکم آن، چه متعدّى و غیر متعدّى، عام است.

قیصرى گوید:

که در حق و اسماء و صفات حاکم است از آن حیث که تابع اعیان است و در جمیع موجودات حاکم است و مراد به حکم متعدى احکام و تاثیراتى است که از اعیان در مظاهر آنها واقع ‌می‌شود و از مظاهر به غیرشان به فعل و انفعال متعدى ‌می‌گردد و غیر متعدى آن چیزهایى است که فقط در مظاهر اعیان واقع ‌می‌شود (مثل کمالات نفسانیه از علم و حکمت و غیر اینها).( شرح فصوص قیصرى، ص 303)

و لمّا کانت الأنبیاء صلوات اللّه علیهم لا تأخذ علومها إلّا من الوحی الخاص الإلهی، فقلوبهم ساذجة من النظر العقلی لعلمهم بقصور العقل من حیث نظره الفکری، عن ادراک الأمور على ما هی علیه و الإخبار أیضا یقصر عن إدراک ما لا ینال إلّا بالذوق. فلم یبق العلم الکامل إلّا فی التجلّی الإلهی و ما یکشف الحقّ عن أعین البصائر و الأبصار من الأغطیة فتدرک الأمور قدیمها و حدیثها، و عدمها و وجودها و محالها و واجبها و جائزها على ما هی علیه فی حقائقها و أعیانها.

چون انبیا صلوات اللّه علیهم علومشان را جز از وحى خاص الهى نمی‌گیرند پس قلبشان از نظر عقلى (علوم عقلى) و استدلال، ساده و خالص است. چون که علم دارند به اینکه عقل از حیث نظر فکرى قاصر از ادراک امور …


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص:۶۶۲-۶۶۴

فسرّ القدر من أجلّ العلوم و ما یفهّمه اللّه تعالى إلّا لمن اختصّه بالمعرفة التّامّة.

پس سرّ قدر از اجل علوم است و حق عز و جلّ تفهیم سر قدر نمى‏‌کند مگر کسى را که اختصاص داده باشد به معرفت تامّه.

فالعلم به یعطى الرّاحة الکلّیّة للعالم به و یعطى العذاب الألیم للعالم و به أیضا فهو یعطى النّقیضین.

یعنى علم بر سر قدر اعطا مى‏‌کند صاحبش را راحت کلیّه چه علم بدانکه حق تعالى حکم نکرده است بر بنده در قضاى سابق مگر به مقتضاى ذات بنده و مقتضاى ذات ممکن نیست که تخلف کند بنده را سبب حصول اطمینان است بر آن معنى که هرچه از کمالات عالیه و رزق صورى و معنوى که عین او طلب مى‏کند از وصول آن چاره نیست کما

قال علیه السّلام «انّ روح القدس نفث فى روعى أنّ نفسا لن تموت حتّى تستکمل رزقها ألا فاجملوا فى الطّلب»

پس از تعب طلب راحت مى‌‏یابد و بعد از اجمال در طلب از فوات مطلوب ایمن مى‏‌گردد و انتظار نمى‏‌کشد زیرا که مى‏‌داند که حق تعالى در هر حینى عطاء مى‏‌دهد از خزائن خویش آنچه مناسب وقت بنده باشد، پس او واجد مقصود و مدرک مراد خود است شیئا فشیئا، و آنچه حاصل نمى‏‌شود آن را نیز از غیر نمى‏‌بیند، لاجرم حاصل مى‏‌گردد او را راحت عظیمه.

و همچنین دانستن سرّ قدر موجب عذاب الیم است مر صاحب خود را چه ذات او گاهى اقتضاء مى‏‌کند امورى را که ملائم نفس او نیست چون فقر و سوء مزاج و قلّت استعداد، به تخصیص که غیر خود در غنا و صحّت و کمال استعداد مشاهده کند و سبب خلاصى نیز نمى‏‌یابد زیرا که مقتضاى ذات زائل نمى‌‏گردد، لاجرم متألم مى‏‌شود به عذاب الیم. پس علم به سر قدر معطى نقیضین است چون راحت و عدمش، و الم و عدم او؛ و چون راحت مقتضى عدم الم است و الم مقتضى عدم راحت، و راحت و الم را که ضدّان ‏اند نقیضین گفت به طریق مجاز.

و به وصف الحقّ نفسه بالغضب و الرّضا و به تقابلت الأسماء الإلهیّة.

یعنى به سبب علم به سر قدر وصف کرد حق سبحانه و تعالى نفس خود به رضا و غضب چه حق ذات خود را به ذات خود مى‏‌داند و آنچه ذات او اعطاء مى‏‌کند او را از نسب و کمالات که معبّرست به اسماء و صفات و از جمله نسب‏ رضا و غضب است پس علم به ذاتش اعطاى رضا و غضب مى‏‌کند لاجرم بدین دو نسبت منقسم مى‏‌شود اسما به جمال و جلال. و ازین انقسام حاصل مى‌‏شود دو سراى که جنّت است و نار. پس صحیح شد که علم به ذات از روى رضا و غضب سبب تقابل اسماى الهیّه است.

آنچه مذکور شد از جهت ذات و اسماء و صفات اوست، امّا از جهت اعیان آن است که علم به اعیان نیز اعطاى رضا و غضب مى‏‌کند مر حق را از آنکه عین مؤمنه مطیعه مر امر حق را طلب مى‏‌کند که تجلى کند حق بر وى به طریق رضا و لطف، و عین کافره عاصیه مر حق را طلب مى‏‌کند از حق که تجلّى کند بر وى بر وجه غضب و قهر، پس اظهار کرد اعیان نسبت رضا و نسبت غضب و وجود این هر دو را به فعل، پس متقابل شد اسماى الهیّه و منقسم گشت به جمال و جلال چه هرچه تعلق به رضا و لطف دارد جمال است، و آنچه تعلق به غضب و قهر دارد جلال.

فحقیقته تحکم فى الوجود المطلق و الوجود المقیّد (فی الموجود المطلق و الموجود المقیّد- خ) لا یمکن أن یکون شى‏ء أتمّ منها و لا أقوى و لا أعظم لعموم حکمها المتعدّى و غیر المتعدّى.

پس حقیقت علم به سرّ قدر یا حقیقت سرّ قدر حکم مى‏‌کند در وجود مطلق یعنى در حق به اثبات رضا و غضب مر او را، و به اتصافش به اسماى جمالیّه و جلالیّه؛ و هم حکم مى‏کند که ایجاد کند هر عین را به حسب قبول ذاتش و اقتضاى استعداداتش و حکم مى‏‌کند در وجود مقید به سعادت و شقاوت، و مرضى یا مغضوب علیه بودن نزد ربّش و نیز حکم مى‏‌کند که حق ایجاد کند او را به مقتضاى عینش در اخلاق و افعال و جمیع کمالات، پس هیچ‏ چیز اتم از حقیقت سرّ قدر نتواند بود از براى عموم حکمش چه او حکم مى‏‌کند در حق همه اسماء و صفاتش از آن حیثیّت که تابع است مر اعیان را و هم حکم مى‏‌کند در موجودات.

و مراد از حکم متعدى احکام و تأثیراتى است که واقع مى‌‏شود از اعیان‏ در مظاهرش و تعدى مى‏‌کند ازو به غیرش به فعل و انفعال؛ و غیر متعدى آنکه واقع مى‏‌شود در مظاهرش فقط چون کمالات نفسانیّه از علم و حکمت و غیر آن.

و لمّا کانت الأنبیاء صلوات اللّه علیهم لا تأخذ علومها إلّا من الوحى الخاصّ الإلهى فقلوبهم ساذجة من النّظر العقلىّ لعلمهم بقصور العقل من حیث نظره الفکرى، عن إدراک الأمور على ما هى علیه. و الإخبار أیضا یقصر عن إدراک ما لا ینال إلّا بالذّوق فلم یبق العلم الکامل إلّا فى التّجلّى الإلهی و ما یکشف الحقّ عن أعین البصائر و الأبصار من الأغطیة فتدرک الأمور قدیمها و حدیثها و عدمها و وجودها و محالها و واجبها و جائزها على ما هى علیه فى حقائقها و أعیانها.

یعنى چون علوم انبیاء علیهم السلام مأخوذ است از وحى خاص الهى و فیض فضل فضفاض نامتناهى (فیض فضل فیاض نامتناهى- خ)، لاجرم قلوب قابله ایشان به سمت سادگى از آنچه متعلّق باشد به نظر عقلى موسوم گشت زیرا که این طریق انتقاش است به تعمّل و کسب، و محل تجلّى امر قلب مجلوّ است که فارغ باشد از نقوش، و إخبار نیز قاصر است از ایضاح وجدانیات و مدرکات بالذوق، پس علم تام به إخبار نیز حاصل نمى‌‏شود چنانکه به طریق نظر عقلى، لاجرم انتهاج مناهج ادراک حقایق را على ما هى علیه هیچ راهى به غیر تجلّى الهى نماند تا متجلّى له شرف مشاهده دریابد، گاهى در عالم مثال مقیّد، و گاهى در مطلق، و گاهى در عالم مجردات که ازین هر دو اعلى است تا به واسطه ارتقاء ازین مراقى و اعتلاء به عالم اعیان اطلاع حاصل کند به حقایق امور به قدیم و حدیثش و عدم و وجودش و محال و واجب و جایزش، پس به کشف حق و رفع اغطیه از بصائر و أبصار، حقایق و اعیان را بر آنچه هست إبصار دست دهد تا غایتى که به ارتفاع اغطیه نور بصیرت و بصر متحد گردد پس ادراک کرده شود به هریکى ازین، آنچه مدرک شود به دیگرى، و همچنین سمع نیز ادراک مدرکات بصر کرده‌‏اند و بالعکس، و این نیز از خصوصیات کشف تام است که از طور عقل بالاتر است.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص:۶۱۰

فسرّ القدر من أجلّ العلوم، و ما یفهمه اللّه- تعالى- إلّا لمن اختصّه بالمعرفة التّامّة. فالعلم به یعطى الرّاحة الکلّیّة للعالم به، و یعطى العذاب الألیم للعالم به أیضا. فهو یعطى النّقیضین.

و به وصف الحقّ نفسه بالغضب و الرّضا [د: و به تقابلت الأسماء الإلهیّة].

شرح یعنى به سبب علم سرّ قدر حق- جلّ ذکره- وصف فرمود ذات خود را به رضا و غضب. اما جهت راحت آن که: بداند که حق- تعالى- قضایى که بر وى رانده است در سابق أزل به حسب عین ثابته و استعداد ذاتیه او بود. و هر کمالى و رزقى که لایق او بود از معطى حقیقى مقدّر گشت که به وقتى به قدر معلوم به وى رسد که آن قابل تغییر نیست، و هیچ مانع آن نشود؛ راحت یابد از تعب و طلب. و امّا جهت عذاب الیم آن که: بداند که ذات وى مقتضى چیزیست که آن ملایم نفس او نیست، چون: قلّت استعداد و عدم قابلیّت کمال؛ و دیگرى را به حسب استعداد آن کمال حاصلست، و وى از آن جمله محروم است، هر آینه متألّم گردد.

فحقیقته تحکم فی الوجود المطلق و الوجود المقیّد، لا یمکن أن یکون شی‏ء أتمّ منها و لا أقوى و لا أعظم لعموم حکمهاالمتعدّى و غیر المتعدّى.

شرح یعنى هیچ نوع از علوم، اتمّ و اعظم از علوم سرّ قدر نیست، از جهت عموم حکم، هم در حق به اثبات رضا و غضب، و هم در خلق به مقتضاى استعداد و طلب.

امّا متعدى چون کرم، که منشأ آن اسم «کریم» است. چون در مظهرى ظهور کرد، تأثیر کرم او به غیر رسید. و امّا غیر متعدى چون علم و ورع، که آن لازم مظهر خود است.

و لمّا کانت الأنبیاء- صلوات اللّه علیهم أجمعین- لا تأخذ علومها إلّا من الوحى الخاصّ الإلهیّ، فقلوبهم ساذجة من النّظر العقلىّ لعلمهم بقصور العقل من حیث نظره الفکرىّ، عن إدراک الأمور على ما هی علیه. و الإخبار أیضا یقصر عن إدراک ما لا ینال إلّا بالذّوق. فلم یبق العلم الکامل إلّا فی التّجلّی الإلهیّ و ما یکشف الحقّ عن أعین البصائر و الأبصار من الأغطیة فتدرک الأمور قدیمها و حدیثها، و عدمها و وجودها، و محالها و واجبها و جائزها على ما هی علیه فی حقائقها و أعیانها