عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الثالثة عشر :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فإذا اقترنت هذه الأحوال عند من اقترنت عنده وتقرّرت أخرج هذا الخطاب الإلهی عنده فی قوله : « لأمحونّ اسمک من دیوان النّبوّة » مخرج الوعد ، وصار خبرا یدلّ على علوّ مرتبة باقیة وهی المرتبة الباقیة على الأنبیاء والرّسل فی الدّار الآخرة الّتی لیست بمحلّ لشرع یکون علیه أحد من خلق اللّه فی جنّة ولا نار بعد الدّخول فیهما.

وإنّما قیّدناه بالدّخول فی الدّارین - الجنّة والنّار - لما شرّع یوم القیامة لأصحاب الفترات والأطفال الصّغار والمجانین فیحشر هؤلاء فی صعید واحد لإقامة العدل والمؤاخذة بالجریمة والثّواب العملی فی أصحاب الجنّة . فإذا حشروا فی صعید واحد بمعزل عن النّاس بعث فیهم نبیّ من أفضلهم وتمثّل لهم نار یأتی بها هذا النّبیّ المبعوث فی ذلک الیوم فیقول لهم أنا رسول اللّه إلیکم ، فیقع عندهم التّصدیق به ویقع التّکذیب عند بعضهم .

ویقول لهم اقتحموا هذه النّار بأنفسکم ، فمن أطاعنی نجا ودخل الجنّة ، ومن عصانی وخالف أمری هلک ، وکان من أهل النّار . فمن امتثل أمره منهم ورمى بنفسه فیها سعد ونال الثّواب العملی ووجد تلک النّار بردا وسلاما . ومن عصاه استحقّ العقوبة فدخل النّار ونزل فیها بعمله المخالف لیقوم العدل من اللّه تعالى فی عباده)

 

 قال رضی الله عنه :  (فإذا اقترنت هذه الأحوال عند من اقترنت عنده وتقرّرت أخرج هذا الخطاب الإلهی عنده فی قوله : « لأمحونّ اسمک من دیوان النّبوّة » مخرج الوعد ، وصار خبرا یدلّ على علوّ مرتبة باقیة وهی المرتبة الباقیة على الأنبیاء والرّسل فی الدّار الآخرة الّتی لیست بمحلّ لشرع یکون علیه أحد من خلق اللّه فی جنّة ولا نار بعد الدّخول فیهما .

وإنّما قیّدناه بالدّخول فی الدّارین - الجنّة والنّار - لما شرّع یوم القیامة لأصحاب الفترات والأطفال الصّغار والمجانین فیحشر هؤلاء فی صعید واحد لإقامة العدل والمؤاخذة بالجریمة والثّواب العملی فی أصحاب الجنّة . فإذا حشروا فی صعید واحد بمعزل عن النّاس بعث فیهم نبیّ من أفضلهم وتمثّل لهم نار یأتی بها هذا النّبیّ المبعوث فی ذلک الیوم فیقول لهم أنا رسول اللّه إلیکم ، فیقع عندهم التّصدیق به ویقع التّکذیب عند بعضهم . ویقول لهم اقتحموا هذه النّار بأنفسکم ، فمن أطاعنی نجا ودخل الجنّة ، ومن عصانی وخالف أمری هلک ، وکان من أهل النّار . فمن امتثل أمره منهم ورمى بنفسه فیها سعد ونال الثّواب العملی ووجد تلک النّار بردا وسلاما . ومن عصاه استحقّ العقوبة فدخل النّار ونزل فیها بعمله المخالف لیقوم العدل من اللّه تعالى فی عباده)


قال رضی الله عنه :  (فإذا اقترنت هذه الأحوال) مع الخطاب الإلهی (عند من اقترنت عنده وتقررت) ، أی ثبتت فی نفسه (أخرج هذا الخطاب الإلهی عنده) الوارد منه تعالى فی حق عزیر علیه السلام (فی قوله تعالى : لأمحون اسمک من دیوان النبوة) کما سبق بیانه (مخرج الوعد له) بالخیر .

قال رضی الله عنه :  (فصار) ذلک (خبرا) من اللّه تعالى (یدل) فی حق عزیر علیه السلام (على علو مرتبة له باقیة) إلى الأبد لا تزول عنه ولا تنقطع وهی مرتبة الولایة الإلهیة (وهی المرتبة الباقیة) إلى یوم القیامة وإلى ما بعد ذلک (على الأنبیاء والرسل) علیهم السلام (فی الدار الآخرة) أیضا.

قال رضی الله عنه :  (التی لیست بمحل شرع یکون علیه أحد من خلق اللّه) تعالى (فی جنة ولا نار بعد الدخول فیهما) ، أی فی الجنة والنار ، فالنبوّة والرسالة تزولان بزوال الدار التی هی محل التکلیف ولا یبقى إلا الولایة ، فالمحو من دیوان النبوّة على هذا زیادة شرف فی حقه علیه السلام ، وهو قد طلب ما یقتضی ذلک بسؤاله عن سر القدر .

فوعده اللّه تعالى بحصول ذلک له إن لم ینته عن ذلک السؤال ، لأن النبوّة والرسالة مقامان لأحکام المکلفین من المؤمنین والکافرین وأحوال التبلیغ إلیهم ، وذلک یقتضی الهبوط عن مقام الولایة العالی الذی هو فی الأنبیاء والمرسلین علیهم السلام أفضل من مقام نبوتهم ومقام رسالتهم کما سبق بیانه .

قال رضی الله عنه :  (وإنما قیدناه) ، أی الشرع الذی یکون علیه أحد من الخلق (بالدخول فی الدارین) دار (الجنة) ودار (النار لما شرع) ، أی لأجل أنه ورد فی الأخبار الصحیحة


أن اللّه تعالى شرع (فی یوم القیامة لأصحاب الفترات) جمع فترة وهی انقطاع الوحی وفقد تواتر الدین الصحیح بین کل رسولین کالفترة بین عیسى ومحمد علیهما السلام (والأطفال الصغار) الذین ماتوا قبل البلوغ ولعلهم أطفال المشرکین ، فإن أطفال المسلمین کلهم فی الجنة کما ورد فی الأخبار النبویة (والمجانین) الذین ماتوا قبل أن یجری علیهم قلم التکلیف فی الدنیا .

قال رضی الله عنه :  (فیحشر هؤلاء) یوم القیامة (فی صعید واحد) ، أی أرض واحدة غیر محشر الناس (لإقامة العدل) الإلهی علیهم (والمؤاخذة بالجریمة) فی أصحاب النار منهم (والثواب العملی) ، أی العمل الصالح (فی أصحاب الجنة) منهم .

قال رضی الله عنه :  (فإذا حشروا فی صعید واحد بمعزل عن الناس بعث فیهم نبی من أفضلهم) یبلغهم بإرساله إلیهم (وتمثّل لهم نار یأتی بها هذا النبی المبعوث) إلیهم (فی ذلک الیوم فیقول لهم : أنا رسول الحق) تعالى (إلیکم فیقع عندهم التصدیق به) عند البعض منهم ویقع التکذیب به عند بعضهم الآخر .

قال رضی الله عنه :  (ویقول لهم اقتحموا) ، أی ادخلوا (هذه النار بأنفسکم فمن أطاعنی نجا ودخل الجنة ومن عصانی وخالف أمری هلک وکان من أهل النار) فتنة لهم منه تعالى بذلک واختبارا ومحنة فی طاعة اللّه تعالى .


قال رضی الله عنه :  (فمن امتثل أمره منهم ورمى بنفسه فیها) ، أی فی تلک النار (سعد ونال الثواب العملی) ، أی ما یثاب علیه أهل العمل الصالح (وجد تلک النار) ، التی رمى بنفسه فیها ("بَرْداً وَسَلاماً")[ الأنبیاء : 69 ] ، علیه أی أمانا له من التأذی بها ودخل الجنة مع الطائعین ومن عصاه فلم یرم بنفسه فیها (استحق العقوبة) لمخالفة ما کلف به من حکم اللّه تعالى فدخل النار ، أی نار العقاب مع المخالفین (ونزل فیها) ، أی فی نار العقاب (بعلمه المخالف لیقوم العدل من اللّه تعالى فی) جمیع (عباده) فهذا تکلیف یبقى فی یوم القیامة قبل دخول الجنة والنار.

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فإذا اقترنت هذه الأحوال عند من اقترنت عنده وتقرّرت أخرج هذا الخطاب الإلهی عنده فی قوله : « لأمحونّ اسمک من دیوان النّبوّة » مخرج الوعد ، وصار خبرا یدلّ على علوّ مرتبة باقیة وهی المرتبة الباقیة على الأنبیاء والرّسل فی الدّار الآخرة الّتی لیست بمحلّ لشرع یکون علیه أحد من خلق اللّه فی جنّة ولا نار بعد الدّخول فیهما.

وإنّما قیّدناه بالدّخول فی الدّارین - الجنّة والنّار - لما شرّع یوم القیامة لأصحاب الفترات والأطفال الصّغار والمجانین فیحشر هؤلاء فی صعید واحد لإقامة العدل والمؤاخذة بالجریمة والثّواب العملی فی أصحاب الجنّة . فإذا حشروا فی صعید واحد بمعزل عن النّاس بعث فیهم نبیّ من أفضلهم وتمثّل لهم نار یأتی بها هذا النّبیّ المبعوث فی ذلک الیوم فیقول لهم أنا رسول اللّه إلیکم ، فیقع عندهم التّصدیق به ویقع التّکذیب عند بعضهم .

ویقول لهم اقتحموا هذه النّار بأنفسکم ، فمن أطاعنی نجا ودخل الجنّة ، ومن عصانی وخالف أمری هلک ، وکان من أهل النّار . فمن امتثل أمره منهم ورمى بنفسه فیها سعد ونال الثّواب العملی ووجد تلک النّار بردا وسلاما . ومن عصاه استحقّ العقوبة فدخل النّار ونزل فیها بعمله المخالف لیقوم العدل من اللّه تعالى فی عباده)

 

قال رضی الله عنه : ( فإذا اقترنت هذه الأحوال عند من اقترنت عنده وتقررت أخرج هذا الخطاب الإلهی عنده فی قوله لأمحونّ اسمک من دیوان النبوة فخرج الوعد وصار ) الخطاب ( خبرا یدل على علوّ مرتبة باقیة وهی المرتبة الباقیة ) أی مرتبة العزیر وهی الولایة .


( على الأنبیاء والرسل فی الدار الآخرة التی لیست ) تلک الولایة ( بمحل الشرع یکون علیه أحد من خلق اللّه فی جنة ولا نار بعد الدخول فیهما ) فعلى هذا التقدیر کان معناه یا عزیر انته عن السؤال عن ماهیة القدر التی ممکنة الحصول لک .

لکن لیس هذا وقته لئن لم تنته فی حصوله بغیر أوانه لأمحونّ اسمک من دیوان النبوة وهی أدنى مرتبتک أو أبقیتک على ولایتک وهی أعلى مرتبة لک من نبوتک فحینئذ یحصل مرادک فما کان من شأنک فی هذا الوقت .

إلا حصول کیفیة سرّ القدر لا ذوقه فأراه الکیفیة الآن ووعد ذوقه فی الآخرة .

فکان هذا الخطاب وعد لحصول مطلوب العزیر وهو الذوق بسر القدر .


وخبر یدل على بقاء علوّ مرتبة العزیر ، وهی المرتبة الباقیة على الأنبیاء والرسل وأما عند الشیخ فبهذا الخطاب عتاب عنایة ولطف لا عتاب قهر .

إذ العتاب فی حق الأنبیاء علیهم السلام اللطف والتأدیب لا وعد ولا وعید.

( وإنما قیدناه بالدخول فی الدارین الجنة والنار لما یشرع یوم القیامة لأصحاب الفترات ) وهم الذین ما بعث فی زمانهم نبی مشرّع لهم ولم یصل إلیهم شریعة من کان قبلهم ( والأطفال الصغار ) وهم الذین ماتوا قبل أوان التکلیف ( والمجانین ) وهم الذین عرض لهم ما ینافی العقل فسقط التکلیف معه فی الدنیا ( فیحشر هؤلاء فی صعید واحد ) کلهم عقلاء بالغین لأن من لم یکن بالغا لا یستحق المؤاخذة بالجریمة والثواب العملی ( لإقامة العدل )

قوله : ( والمؤاخذة بالجریمة ) فی حق أصحاب النار ( والثواب العملی فی أصحاب الجنة ) تفسیر للعدل .

( فإذا حشروا فی صعید واحد بمعزل ) أی بمکان بعید ( عن الناس بعث فیهم نبی من أفضلهم وتمثل لهم نار یأتی بها هذا النبی المبعوث فی ذلک الیوم فیقول لهم : أنا رسول اللّه إلیکم فیقع عندهم التصدیق به ویقع التکذیب عند بعضهم ). وفی الکلام تقدیم وتأخیر وتقدیر الکلام هکذا

 ( فیقول لهم ) : أنا رسول اللّه إلیکم ( اقتحموا ) أی ادخلوا ( هذه النار بأنفسکم فمن أطاعنی نجا ودخل الجنة ومن عصانی وخالف أمری هلک وکان من أهل النار ) فیقع عندهم التصدیق به ویقع التکذیب عند بعضهم .

( فمن امتثل أمره منهم ورمى بنفسه فیها سعد ونال الثواب العملی ووجد تلک النار بردا وسلاما ) وفی الکلام تقدیم وتأخیر مع التقدیر أصل الکلام هکذا روى بنفسه فیها سعد ووجد تلک النار بردا وسلاما فدخل الجنة.

فنال الثواب العملی ، وهو التمتعات بحور العین وغیر ذلک من طعوم الجنة التی لا ینال إلا بأسبابه ( ومن عصاه استحق العقوبة فدخل النار ونزل فیها بعمله المخالف ) وإنما فعل ذلک ( لیقوم العدل من اللّه فی عباده ) إذ لا بد من إقامة العدل فیهم .

فالأطفال والمجانین والمؤمنین کلهم سعدوا ونالوا نتائج أعمالهم لورود النص إن أطفال المؤمنین یشفعون لآبائهم وأمهاتهم فلا یجوّز أحد منهم أن یعصی أمر نبیه .

بخلاف أطفال الکفار ومجانینهم فجاز منهم العصیان والامتثال فعلى هذا لا فضل من اللّه إلا وفیه عدل ولو لم یفعل ذلک لفات العدل وهو یخالف الحکمة .

وإنما أتى بالنار دون غیرها لأن باطنها نور إلهی یناسب النفوس النورانیة لذلک اختار الدخول بعضهم وظاهرها نار یناسب النفوس الظلمانیة.

لذلک أبى بعضهم فلما أخبر عما رآه فی کشفه الصحیح أورد دلیلا على ذلک قوله تعالى :


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فإذا اقترنت هذه الأحوال عند من اقترنت عنده وتقرّرت أخرج هذا الخطاب الإلهی عنده فی قوله : « لأمحونّ اسمک من دیوان النّبوّة » مخرج الوعد ، وصار خبرا یدلّ على علوّ مرتبة باقیة وهی المرتبة الباقیة على الأنبیاء والرّسل فی الدّار الآخرة الّتی لیست بمحلّ لشرع یکون علیه أحد من خلق اللّه فی جنّة ولا نار بعد الدّخول فیهما.

وإنّما قیّدناه بالدّخول فی الدّارین - الجنّة والنّار - لما شرّع یوم القیامة لأصحاب الفترات والأطفال الصّغار والمجانین فیحشر هؤلاء فی صعید واحد لإقامة العدل والمؤاخذة بالجریمة والثّواب العملی فی أصحاب الجنّة . فإذا حشروا فی صعید واحد بمعزل عن النّاس بعث فیهم نبیّ من أفضلهم وتمثّل لهم نار یأتی بها هذا النّبیّ المبعوث فی ذلک الیوم فیقول لهم أنا رسول اللّه إلیکم ، فیقع عندهم التّصدیق به ویقع التّکذیب عند بعضهم .

ویقول لهم اقتحموا هذه النّار بأنفسکم ، فمن أطاعنی نجا ودخل الجنّة ، ومن عصانی وخالف أمری هلک ، وکان من أهل النّار . فمن امتثل أمره منهم ورمى بنفسه فیها سعد ونال الثّواب العملی ووجد تلک النّار بردا وسلاما . ومن عصاه استحقّ العقوبة فدخل النّار ونزل فیها بعمله المخالف لیقوم العدل من اللّه تعالى فی عباده).


قال رضی الله عنه :  (فإذا اقترنت هذه الأحوال عند من اقترنت عنده وتقرّرت أخرج هذا الخطاب الإلهی عنده فی قوله : « لأمحونّ اسمک من دیوان النّبوّة » مخرج الوعد ، وصار خبرا یدلّ على علوّ مرتبة باقیة وهی المرتبة الباقیة على الأنبیاء والرّسل فی الدّار الآخرة الّتی لیست بمحلّ لشرع یکون علیه أحد من خلق اللّه فی جنّة ولا نار بعد الدّخول فیهما.  وإنّما قیّدناه بالدّخول فی الدّارین - الجنّة والنّار - لما شرّع یوم القیامة لأصحاب الفترات والأطفال الصّغار والمجانین فیحشر هؤلاء فی صعید واحد لإقامة العدل والمؤاخذة بالجریمة والثّواب العملی فی أصحاب الجنّة . فإذا حشروا فی صعید واحد بمعزل عن النّاس بعث فیهم نبیّ من أفضلهم وتمثّل لهم نار یأتی بها هذا النّبیّ المبعوث فی ذلک الیوم فیقول لهم أنا رسول اللّه إلیکم ، فیقع عندهم التّصدیق به ویقع التّکذیب عند بعضهم . ویقول لهم اقتحموا هذه النّار بأنفسکم ، فمن أطاعنی نجا ودخل الجنّة ، ومن عصانی وخالف أمری هلک ، وکان من أهل النّار . فمن امتثل أمره منهم ورمى بنفسه فیها سعد ونال الثّواب العملی ووجد تلک النّار بردا وسلاما . ومن عصاه استحقّ العقوبة فدخل النّار ونزل فیها بعمله المخالف لیقوم العدل من اللّه تعالى فی عباده)

المعنی ظاهر.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فإذا اقترنت هذه الأحوال عند من اقترنت عنده وتقرّرت أخرج هذا الخطاب الإلهی عنده فی قوله : « لأمحونّ اسمک من دیوان النّبوّة » مخرج الوعد ، وصار خبرا یدلّ على علوّ مرتبة باقیة وهی المرتبة الباقیة على الأنبیاء والرّسل فی الدّار الآخرة الّتی لیست بمحلّ لشرع یکون علیه أحد من خلق اللّه فی جنّة ولا نار بعد الدّخول فیهما.

وإنّما قیّدناه بالدّخول فی الدّارین - الجنّة والنّار - لما شرّع یوم القیامة لأصحاب الفترات والأطفال الصّغار والمجانین فیحشر هؤلاء فی صعید واحد لإقامة العدل والمؤاخذة بالجریمة والثّواب العملی فی أصحاب الجنّة . فإذا حشروا فی صعید واحد بمعزل عن النّاس بعث فیهم نبیّ من أفضلهم وتمثّل لهم نار یأتی بها هذا النّبیّ المبعوث فی ذلک الیوم فیقول لهم أنا رسول اللّه إلیکم ، فیقع عندهم التّصدیق به ویقع التّکذیب عند بعضهم .

ویقول لهم اقتحموا هذه النّار بأنفسکم ، فمن أطاعنی نجا ودخل الجنّة ، ومن عصانی وخالف أمری هلک ، وکان من أهل النّار . فمن امتثل أمره منهم ورمى بنفسه فیها سعد ونال الثّواب العملی ووجد تلک النّار بردا وسلاما . ومن عصاه استحقّ العقوبة فدخل النّار ونزل فیها بعمله المخالف لیقوم العدل من اللّه تعالى فی عباده)

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  (وإذا اقترنت هذه الأحوال عند من اقترنت وتقرّرت أخرج هذا الخطاب الإلهی عنده فی قوله : « لأمحونّ اسمک من دیوان النبوّة » مخرج الوعد ، وصار خبرا یدلّ على مرتبة باقیة ، وهی المرتبة الباقیة على الأنبیاء والرسل فی الدار الآخرة التی لیست بمحلّ لشرع یکون علیه أحد من خلق الله فی جنّة ولا نار بعد الدخول فیهما . وإنّما قیّدناه بالدخول فی الدارین الجنّة والنار ، لما شرع الله یوم القیامة لأصحاب العثرات والأطفال الصغار والمجانین یوم القیامة ، فیحشر هؤلاء فی صعید واحد لإقامة العدل والمؤاخذة بالجریمة والثواب العملی فی أصحاب الجنّة ، فإذا حشروا فی صعید واحد بمعزل من الناس ، بعث فیهم نبیّ من أفضلهم وتمثّل لهم نار یأتی بها هذا النبیّ المبعوث فی ذلک الیوم ، فیقول لهم : أنا رسول الحق إلیکم ، فیقع عندهم التصدیق  ویقع التکذیب عند بعضهم .ویقول لهم : اقتحموا هذه النار بأنفسکم ، فمن أطاعنی نجا ودخل الجنّة ، ومن عصانی وخالف أمری هلک وکان أهل النار . فمن امتثل أمره منهم ورمى بنفسه فیها ، سعد ونال الثواب العملیّ ، ووجد تلک النار بردا وسلاما ، ومن عصاه استحقّ العقوبة ، ودخل النار ، ونزل فیها بعمله المخالف ، لیقوم العدل من الله من عباده.)

 

قال العبد : کلّ هذا التشریع تکلیف بأمر ونهی ومحلَّه الدنیا ، والذین لم یستأهلوا فی الدنیا وحسمت أعمارهم ، وبعد الدار الدنیا لا دار إلَّا الجنّة والنار ، واستحقاق الدخول فیهما وإن کان بفضل الله أو بسخطه ، فإنّهما بحسب الأعمال الصالحة أو غیرها ، وهؤلاء لیس لهم عمل ، فأبقى الله تعالى من حضرة الاسم الحکم وحضرة الاسم العدل قدرا من الشرع  وأخّر هذا القدر من التشریع ، لظهور الاستحقاق ونیل الثواب والعقاب ، بحسب الإجابة والطاعة أو المعصیة والمخالفة ، والله علیم حکیم .

 

شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فإذا اقترنت هذه الأحوال عند من اقترنت عنده وتقرّرت أخرج هذا الخطاب الإلهی عنده فی قوله : « لأمحونّ اسمک من دیوان النّبوّة » مخرج الوعد ، وصار خبرا یدلّ على علوّ مرتبة باقیة وهی المرتبة الباقیة على الأنبیاء والرّسل فی الدّار الآخرة الّتی لیست بمحلّ لشرع یکون علیه أحد من خلق اللّه فی جنّة ولا نار بعد الدّخول فیهما.

وإنّما قیّدناه بالدّخول فی الدّارین - الجنّة والنّار - لما شرّع یوم القیامة لأصحاب الفترات والأطفال الصّغار والمجانین فیحشر هؤلاء فی صعید واحد لإقامة العدل والمؤاخذة بالجریمة والثّواب العملی فی أصحاب الجنّة . فإذا حشروا فی صعید واحد بمعزل عن النّاس بعث فیهم نبیّ من أفضلهم وتمثّل لهم نار یأتی بها هذا النّبیّ المبعوث فی ذلک الیوم فیقول لهم أنا رسول اللّه إلیکم ، فیقع عندهم التّصدیق به ویقع التّکذیب عند بعضهم .

ویقول لهم اقتحموا هذه النّار بأنفسکم ، فمن أطاعنی نجا ودخل الجنّة ، ومن عصانی وخالف أمری هلک ، وکان من أهل النّار . فمن امتثل أمره منهم ورمى بنفسه فیها سعد ونال الثّواب العملی ووجد تلک النّار بردا وسلاما . ومن عصاه استحقّ العقوبة فدخل النّار ونزل فیها بعمله المخالف لیقوم العدل من اللّه تعالى فی عباده)

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فإذا اقترنت هذه الأحوال عندما اقترنت عنده وتقررت أخرج هذا الخطاب الإلهی عنده فی قوله « لأمحون اسمک من دیوان النبوة » مخرج الوعد ، فصار خبرا یدل على مرتبة باقیة ، وهی المرتبة الباقیة على الأنبیاء والرسل فی الدار الآخرة التی لیست بمحل لشرع یکون علیه أحد من خلق الله فی جنة ولا نار بعد الدخول فیهما ) ..

إنما لا یبقى فی الدار الآخرة إلا الولایة لأنها دار الجزاء لا دار التکلیف والتشریع.


قال رضی الله عنه :  ( وإنما قیدناه بالدخول فی الدارین الجنة والنار لما یشرع یوم القیامة لأصحاب الفترات والأطفال الصغار والمجانین فیحشر هؤلاء فی صعید واحد لإقامة العدل والمؤاخذة بالجریمة والثواب العملی فی أصحاب الجنة ، فإذا حشروا فی صعید واحد بمعزل عن الناس بعث فیهم نبی من أفضلهم ، وتمثل لهم نار یأتی بها هذا النبی المبعوث فی ذلک القوم ، فیقول لهم : أنا رسول الله إلیکم ، فیقع عندهم التصدیق به ویقع التکذیب عند بعضهم ویقول لهم : اقتحموا هذه النار بأنفسکم ، فمن أطاعنی نجا ودخل الجنة ، ومن عصانی وخالف أمرى هلک وکان من أهل النار ، فمن امتثل أمره منهم ورمى بنفسه فیها سعد ونال الثواب ووجد تلک النار بردا وسلاما ، ومن عصاه استحق العقوبة ودخل النار ونزل فیها بعمله المخالف ، لیقوم العدل من الله فی عباده ) .

 

أصحاب الفترات هم الذین نشئوا فی زمان الفترة بین رسولین ، فلم یعلموا بشریعة الرسول المقدم لأنه لم یدرکها ولم یشرع بعد شرع النبی الآنى ، ولعل الصعید الذی یحشرون فیه من أرض الساهرة ، فمن أراد أن یطلع بحقیقته فلیطلبه من التأویلات التی کتبناها فی القرآن ، والنار التی تمثلت لهم هی صورة تکلیف النبی المبعوث فی ذلک الیوم والباقی ظاهر .


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فإذا اقترنت هذه الأحوال عند من اقترنت عنده وتقرّرت أخرج هذا الخطاب الإلهی عنده فی قوله : « لأمحونّ اسمک من دیوان النّبوّة » مخرج الوعد ، وصار خبرا یدلّ على علوّ مرتبة باقیة وهی المرتبة الباقیة على الأنبیاء والرّسل فی الدّار الآخرة الّتی لیست بمحلّ لشرع یکون علیه أحد من خلق اللّه فی جنّة ولا نار بعد الدّخول فیهما.

وإنّما قیّدناه بالدّخول فی الدّارین - الجنّة والنّار - لما شرّع یوم القیامة لأصحاب الفترات والأطفال الصّغار والمجانین فیحشر هؤلاء فی صعید واحد لإقامة العدل والمؤاخذة بالجریمة والثّواب العملی فی أصحاب الجنّة . فإذا حشروا فی صعید واحد بمعزل عن النّاس بعث فیهم نبیّ من أفضلهم وتمثّل لهم نار یأتی بها هذا النّبیّ المبعوث فی ذلک الیوم فیقول لهم أنا رسول اللّه إلیکم ، فیقع عندهم التّصدیق به ویقع التّکذیب عند بعضهم .

ویقول لهم اقتحموا هذه النّار بأنفسکم ، فمن أطاعنی نجا ودخل الجنّة ، ومن عصانی وخالف أمری هلک ، وکان من أهل النّار . فمن امتثل أمره منهم ورمى بنفسه فیها سعد ونال الثّواب العملی ووجد تلک النّار بردا وسلاما . ومن عصاه استحقّ العقوبة فدخل النّار ونزل فیها بعمله المخالف لیقوم العدل من اللّه تعالى فی عباده)

 

قال رضی الله عنه : ( فإذا اقترنت هذه الأحوال عند من اقترنت عنده وتقررت ، أخرج هذا الخطاب الإلهی عنده فی قوله : "لأمحون اسمک من دیوان النبوة " فخرج الوعد فصار ) أی ، هذا الخطاب الإلهی .

 

قال رضی الله عنه : ( خبرا یدل على علو مرتبة باقیة . وهی المرتبة الباقیة على الأنبیاء والرسل فی الدار الآخرة التی لیست بمحل لشرع یکون علیه ) أی ، على ذلک الشرع .

( أحد من خلق الله فی جنة ولا نار بعد الدخول فیهما) .

 

قال رضی الله عنه : ( تلک المرتبة الباقیة على الأنبیاء والرسل إنما هی الولایة لا غیر ، فإن النبوة التشریعیة والرسالة منقطعة فی دار الدنیا ، وعند خرابها یرتفع التکلیف ، فلا یبقى لهم إلا الولایة .  وإنما قیدناه بالدخول فی الدارین : الجنة والنار ، لما شرع یوم القیامة لأصحاب الفترات والأطفال الصغار والمجانین . فیحشر هؤلاء فی صعید واحد لإقامة العدل والمؤاخذة بالجریمة والثواب العملی فی أصحاب الجنة . فإذا حشروا فی صعید واحد بمعزل عن الناس ، بعث فیهم نبی من أفضلهم وتمثل لهم نار یأتی بها هذا النبی المبعوث فی ذلک الیوم . فیقول لهم : أنا رسول الله إلیکم . فیقع عندهم التصدیق به ، ویقع التکذیب عند بعضهم . ویقول لهم : اقتحموا هذه النار بأنفسکم ، فمن أطاعنی نجى ودخل الجنة ، ومن عصانی وخالف أمری ، هلک وکان من أهل النار . فمن امتثل أمره منهم ورمى بنفسه فیها ، سعد ونال الثواب العملی ، ووجد تلک النار بردا وسلاما . ومن عصاه ، استحق العقوبة فدخل النار ونزل فیها بعمله المخالف ، لیقوم العدل من الله فی عباده . )

أی ، إنما قیدنا بالدخول فی الجنة والنار ، لأن یوم الفصل قبل الدخول فی المقامین تکلف بعض الناس فیه کأصحاب الفترات . وهم أهل زمان ما بعث فیهم نبی مشرع لهم ، واندرس شریعة من کان قبلهم ، وکالأطفال الذین توفوا قبل البلوغ الذی هو أوان التکلیف وشرطه ، وکالمجانین لعروض مزاج ینافی وجود التکلیف معه فی الدنیا .

 

وإنما کلفوا لاقتضاء حکم العدل ذلک ، فإن الثواب أو العقاب یترتب کل منهما على أسباب توصل إلیه .

والنار التی یأتی نبیهم بها ، هو النور الإلهی الذی تناسبه النفوس النورانیة أزلا ، فکانت نوریتهم مختفیة فیهم لعوارض النشأة الدنیویة ، فإذا زالت ، ظهرت النوریة ، فمالت إلى جنسها ، فدخلوا فیها فنجوا .

والنفوس التی کانت ظلمانیة ، تنفروا منها ، فعصوا أمر نبیهم ، فحق علیهم القول .

وقوله : ( فاقتحموا هذه النار بأنفسکم ) . أی ،أدخلوا أنفسکم فی هذه النار . ف ( الباء ) للتعدیة.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فإذا اقترنت هذه الأحوال عند من اقترنت عنده وتقرّرت أخرج هذا الخطاب الإلهی عنده فی قوله : « لأمحونّ اسمک من دیوان النّبوّة » مخرج الوعد ، وصار خبرا یدلّ على علوّ مرتبة باقیة وهی المرتبة الباقیة على الأنبیاء والرّسل فی الدّار الآخرة الّتی لیست بمحلّ لشرع یکون علیه أحد من خلق اللّه فی جنّة ولا نار بعد الدّخول فیهما.

وإنّما قیّدناه بالدّخول فی الدّارین - الجنّة والنّار - لما شرّع یوم القیامة لأصحاب الفترات والأطفال الصّغار والمجانین فیحشر هؤلاء فی صعید واحد لإقامة العدل والمؤاخذة بالجریمة والثّواب العملی فی أصحاب الجنّة . فإذا حشروا فی صعید واحد بمعزل عن النّاس بعث فیهم نبیّ من أفضلهم وتمثّل لهم نار یأتی بها هذا النّبیّ المبعوث فی ذلک الیوم فیقول لهم أنا رسول اللّه إلیکم ، فیقع عندهم التّصدیق به ویقع التّکذیب عند بعضهم .

ویقول لهم اقتحموا هذه النّار بأنفسکم ، فمن أطاعنی نجا ودخل الجنّة ، ومن عصانی وخالف أمری هلک ، وکان من أهل النّار . فمن امتثل أمره منهم ورمى بنفسه فیها سعد ونال الثّواب العملی ووجد تلک النّار بردا وسلاما . ومن عصاه استحقّ العقوبة فدخل النّار ونزل فیها بعمله المخالف لیقوم العدل من اللّه تعالى فی عباده)

 

قال رضی الله عنه :  ( فإذا اقترنت هذه الأحوال عند من اقترنت عنده وتقرّرت أخرج هذا الخطاب الإلهی عنده فی قوله : « لأمحونّ اسمک من دیوان النّبوّة » مخرج الوعد ، وصار خبرا یدلّ على علوّ مرتبة باقیة ، وهی المرتبة  الباقیة على الأنبیاء والرّسل فی الدّار الآخرة الّتی لیست بمحلّ لشرع یکون علیه أحد من خلق اللّه فی جنّة ولا نار بعد الدّخول فیهما ).

 

قال رضی الله عنه :  ( فإن اقترنت هذه الأحوال ) وهو عدم تنزل النبی عن درجة أعلى إلى أدنى ، وأنه لا یقدم فی سؤاله على المکروه والمحال مع علمه بذلک ، وإن سؤاله مقبول لا محالة لکمال ولایته بسؤاله عن ماهیة القدر التی لا تستحیل معرفتها لعامة الأولیاء فضلا عن الأنبیاء.

( عند من اقترنت عنده ) أی : من یعتبر اقترانها ، ( وتقررت ) بحیث لا تزیلها شبهة [ ظاهرة ] تکون کالجامع بین النبوة والولایة .

 

قال رضی الله عنه :  ( أخرج هذا الخطاب الإلهی ) أی : الذی خاطب اللّه به عبده ، وهو لا یشأ بخطأ له من لیس من أهل اصطفائه ، وإنما خاطب إبلیس بواسطة الملائکة عنده أی : عند سؤاله عن أو غیر مکروه ولا محال ، وإن کان هذا الخطاب مصبوبا فی قالب الزجر والعنف جاریا مجرى الوعید ( فی قوله : لأمحونّ اسمک عن دیوان النبوة مخرج الوعد ) بتفویض رتبة أخص من المسلوبة ، فصار ما هو إنشاء وعید فی الصورة خبرا یدل على حصوله علو رتبة فی ولایته أخص من رتبة النبوة ، ومع ذلک هذه الرتبة باقیة ، ورتبة الولایة العامة ، وإن بقیت لا تبلغ هذه الرتبة .

 

إذ ( هی الرتبة الباقیة على الأنبیاء والرسل ) الذین لا ینزلون عن رتبة أعلى إلى أدنى سیما إذا انتقلوا إلى الدار الآخرة ، فیؤتون هذه الرتبة من الولایة ( فی الدار الآخرة ) عوضا عن نبوتهم ورسالتهم لانقطاعهما بالکلیة ؛ لأنها الدار .

قال رضی الله عنه :  ( التی لیست بمحل لشرع یکون على أحد من خلق اللّه ) لا نبی مشرع ، ولا مشرع له ، ولا مجتهد ، ولا عامی بعمل شیء من ذلک ( فی جنة أو نار ) ، وهما دار الجزاء المترتب على ذلک العمل ، فلو کان ثم عمل لکان لأهلها دار جزاء أخرى ، فلا یتصور شرع یعمل به أحد ( بعد الدخول فیهما ) بخلاف ما قبله ؛ فإنه لیس بدار جزاء ، فیتصور فیه التکلیف بل هو واقع .

 

قال رضی الله عنه :  ( وإنّما قیّدناه بالدّخول فی الدّارین الجنّة والنّار لما شرّع یوم القیامة لأصحاب الفترات والأطفال الصّغار والمجانین ، فیحشر هؤلاء فی صعید واحد لإقامة العدل والمؤاخذة بالجریمة والثّواب العملی فی أصحاب الجنّة ، فإذا حشروا فی صعید واحد بمعزل عن النّاس بعث فیهم نبیّ من أفضلهم ، وتمثّل لهم نار یأتی بها هذا النّبیّ المبعوث فی ذلک الیوم ؛ فیقول لهم : أنا رسول اللّه إلیکم ، فیقع عندهم التّصدیق به ویقع التّکذیب عند بعضهم ، ویقول لهم : اقتحموا هذه النّار بأنفسکم ، فمن أطاعنی نجا ودخل الجنّة ، ومن عصانی وخالف أمری هلک ، وکان من أهل النّار ؛ فمن امتثل أمره منهم ورمى بنفسه فیها سعد ونال الثّواب العملی ، ووجد تلک النّار بردا وسلاما ، ومن عصاه استحقّ العقوبة فدخل النّار ، ونزل فیها بعمله المخالف لیقوم العدل من اللّه تعالى فی عباده ) .


کما أشار إلیه بقوله : ( وإنما قیدناه ) أی : انقطاع الشرع والتکلیف المستلزم به انقطاع النبوة التشریعیة والرسالة ( بالدخول فی الدارین الجنة والنار ) بیّن لئلا یتوهم أن المراد البرزخ والقیامة ( لما شرع یوم القیامة )، وهو من وقت النفخة الأولى الثانیة إلى دخول الکل الجنة والنار ( لأصحاب الفترات ) أی : الذین کانوا فی وقت فترة النبوة ومحو شرائع الأنبیاء لم تبلغهم دعوتهم ولا شرائعهم .

 

قال رضی الله عنه :  (والأطفال الصغار ) الذین لا یعقلون التکلیف ، فإن من عقله من غیر البالغین فی حکم المکلفین یوم القیامة ، فإن التکلیف حقیقة منوط به ، وإنما نیط بالسن والاحتلام للضبط فی حقّ الدنیا ، ( والمجانین ) الذین کانوا من حین وقت التعقل من الصبا إلى الموت على الجنون لم یعقلوا التکلیف أصلا ، أنه لا بدّ من دخول إحدى داری الجزاء المترتب على التکلیف الذی لم یتحقق لهم فی الدنیا ، فلابدّ من تحققه فی حقهم بعد الخروج عنها .

 

قال رضی الله عنه :  ( فیحشر هؤلاء ) الذین لم یتحقق تکلیفهم فی الدنیا لعدم تعقلهم إیاه ( فی صعید واحد ) ؛ لئلا یقول بعضهم : إنه لم یبلغه دعوة هذا النبی ، ولا یحتاج إلى تعدیده فی مدة قریبة اقتصارا على قدر الحاجة ؛ ( لإقامة العدل ، والمؤاخذة بالجریمة ) فی حق المعذب منهم لم یقل فی أصحاب النار اکتفاء بما یقول فی ضده ، وإقامة ( الثواب العملی فی أصحاب الجنة ) والثواب الفعلی ، وإن کان أیضا فی الجنة ؛ فلیس من حیث إنها دار الجزاء وذا خلاف وضعها .

 

قال رضی الله عنه :  ( فإذا حشروا فی صعید واحد ) لیکون أقرب إلى اجتماع کلمتهم على التصدیق به ( بمعزل عن الناس ) ؛ لئلا یدعوا متابعة آبائهم الناجین ، ولا یقلدوا من روا فیه النجاة من غیرهم ( بعث فیهم نبی ) لعقلهم التکلیف حینئذ ( من أفضلهم ) ؛ لأن أهل الفصل أبعد من تهمة الکذب ، ( ویمثل لهم نارا ) ، أی : یأتی بها من عالم المثال ابتلاءهم وإیهام إخراقها من دخلها من غیر أن تکون محرقة بالحقیقة .

 

قال رضی الله عنه :  ( یأتی بها هذا النبی ) لا ملک ؛ إذ یقع التصدیق به حینئذ ضروریّا ( للمبعوث فی ذلک الیوم ) لا المشهور بالنبوة قبله ، إذ یکون تصدیقه ضروریّا إذا بلغهم الخبر من یحشر المکلفین إذا علموا بذلک ، ( فیقول لهم : أنا رسول الحق إلیکم ) لم یذکر معجزته ؛ لأن کونه من أهل الفضل کاف من أن یکذب على الحق سیما فی ذلک الیوم ، ( فیقع عندهم ) أی : فی قلوب جمیعهم (التصدیق) القلبی ( به ) ، أی : بکونه رسول الحق إلیهم ، ولکن لا یذعن بعضهم لهذا التصدیق ، وحینئذ (یقع التکذیب عند بعضهم ،ویقول لهم: ) هذا النبی فی التکلیف العملی ( اقتحموا هذه النار بأنفسکم ) أی : باختیارکم .

 

قال رضی الله عنه :  ( فمن أطاعنی ) بالتصدیق والعمل ( نجا ) من حرقة هذه النار ونار جهنم ، ( ودخل الجنة ) ، فإن صدقه ولم یعمل به لم ینج ، ولکن سیدخل الجنة بعد حین ، ( ومن عصانی ) بالتکذیب ، (وخالف أمری هلک) بالکفر والمعصیة العملیة جمیعا ، ( وکان من أهل النار ) أبدا ، وإن لم یکن مکلفا فی الدنیا ، ( فمن امتثل أمره منهم ) لإطاعته بالتصدیق والعمل ، ( ورمى بنفسه فیها ) من غیر أن یشیر إلى غیره بجذب أو دفع وذلک لقوة إیمانه وتصدیقه ، ( سعد ) بالنجاة عن نار جهنم ، ( ونال الثواب العملی ) بدخول الجنة ، وزید له فیها ما زید تفضلا مع قصور عمله ، ( ووجد تلک النار بردا وسلاما ) إذ کانت من عالم المثال لا محرقة بالحقیقة .

( ومن عصاه ) بالتکذیب وترک العمل ( استحق العقوبة ) علیهما ، ( فدخل النار) أی : نار جهنم ، ولیس ذلک بظلم فی شأنه لقصور مدة عمله .

إذ ( نزل فیها بعمله المخالف ) لمقتضى التکلیف ، فهو ینزل منزلة من أنکر أمر الملوک یستحق القتل ؛ لیقوم العدل من اللّه فی عباده ، ولا یکون متحکما بالإثابة والانتقام ، وإن کان متفضلا فی حق من أثاب ، لکن الحکمة تقتضی ألا یدخل دار وضعت للجزاء لا للجزاء بالقصد الأول .

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فإذا اقترنت هذه الأحوال عند من اقترنت عنده وتقرّرت أخرج هذا الخطاب الإلهی عنده فی قوله : « لأمحونّ اسمک من دیوان النّبوّة » مخرج الوعد ، وصار خبرا یدلّ على علوّ مرتبة باقیة وهی المرتبة الباقیة على الأنبیاء والرّسل فی الدّار الآخرة الّتی لیست بمحلّ لشرع یکون علیه أحد من خلق اللّه فی جنّة ولا نار بعد الدّخول فیهما.

وإنّما قیّدناه بالدّخول فی الدّارین - الجنّة والنّار - لما شرّع یوم القیامة لأصحاب الفترات والأطفال الصّغار والمجانین فیحشر هؤلاء فی صعید واحد لإقامة العدل والمؤاخذة بالجریمة والثّواب العملی فی أصحاب الجنّة . فإذا حشروا فی صعید واحد بمعزل عن النّاس بعث فیهم نبیّ من أفضلهم وتمثّل لهم نار یأتی بها هذا النّبیّ المبعوث فی ذلک الیوم فیقول لهم أنا رسول اللّه إلیکم ، فیقع عندهم التّصدیق به ویقع التّکذیب عند بعضهم .

ویقول لهم اقتحموا هذه النّار بأنفسکم ، فمن أطاعنی نجا ودخل الجنّة ، ومن عصانی وخالف أمری هلک ، وکان من أهل النّار . فمن امتثل أمره منهم ورمى بنفسه فیها سعد ونال الثّواب العملی ووجد تلک النّار بردا وسلاما . ومن عصاه استحقّ العقوبة فدخل النّار ونزل فیها بعمله المخالف لیقوم العدل من اللّه تعالى فی عباده)

 

قال رضی الله عنه :  (وإذا اقترنت هذه الأحوال عند من اقترنت وتقرّرت أخرج هذا الخطاب الإلهی عنده فی قوله : « لأمحونّ اسمک من دیوان النبوّة » مخرج الوعد ، وصار خبرا یدلّ على علوّ مرتبة باقیة وراء مرتبة النبوّة التشریعیّة ، وهی المرتبة الباقیة على الأنبیاء والرسل فی الدار الآخرة التی لیست بمحلّ الشرع ، یکون علیه أحد من خلق الله ) .

 أی حال کون ذلک الشرع علیه أحد من خلق الله لیست الدار الآخرة محلا لها - ( فی جنّة ولا نار ، بعد الدخول فیهما ).

 

فقوله تعالى للعزیر عند سؤاله عن ذلک السرّ : « لئن لم تنته لأمحونّ اسمک من دیوان النبوّة » خبر فیه ضرب من التشویق إلى المسؤول عنه - لا نهی عن السؤال - عند الفطن .

وهذا من الکنایات المستعملة والملحقات بالبطن الأوّل .

فإنّ المصنف قلَّما یستشهد بآیة ویستکشف عنها المعانی غیر ما فی ذلک البطن وملحقاته .

"" أضاف الجامع : تجدر الإشارة والبشارة فی جمال الله ولطفه لکونه سبحانه المعلم والمربی وصانع  عباده المخلصین المختاریین :

فتحذیره لأولیاؤه وعباده المخاصی اللذین صنعهم على عینة تکون من راعیهم ومعلمهم المحب الى عباده المحبین له فلا تکون من دیوان المنتقیم أو الشدید البطش تکون بدون عقوبة السلب والآلام للعذاب ، نذکر أمثال :-

 

1 - قوله تعالی لرسول الله صلى الله علیه وسلم  :

 وَإِنْ کَادُوا لَیَفْتِنُونَکَ عَنِ الَّذِی أَوْحَیْنَا إِلَیْکَ لِتَفْتَرِیَ عَلَیْنَا غَیْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوکَ خَلِیلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاکَ لَقَدْ کِدْتَ تَرْکَنُ إِلَیْهِمْ شَیْئًا قَلِیلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاکَ ضِعْفَ الْحَیَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَکَ عَلَیْنَا نَصِیرًا (75) سورة الإسراء.

وقوله تعالى : مَا کَانَ لِنَبِیٍّ أَنْ یَکُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى یُثْخِنَ فِی الْأَرْضِ تُرِیدُونَ عَرَضَ الدُّنْیَا وَاللَّهُ یُرِیدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِیزٌ حَکِیمٌ (67) لَوْلَا کِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّکُمْ فِیمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِیمٌ (68) سورة الأنفال .

 

2 - أبینا آدم علیه السلام :

لما عصى ربه لم یسلبه النبوة وعلمه کلمات وتاب علیه السلام  وأنزله بالنبوة لیتولى وظیفته بالخلافة فی الأرض لحقق إرادة الله فبه.

 

3 - نبی الله ذا النون یونس علیه السلام :

وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ فَنَادَى فِی الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظَّالِمِینَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّیْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَکَذَلِکَ نُنْجِی الْمُؤْمِنِینَ (88) سورة الأنبیاء .

ولم یسلبه الله سبحانه واللهمة کلمات التوبة وعفا عنه وارسله الى مائة ألف او یزیدون

وَإِنَّ یُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِینَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْکِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَکَانَ مِنَ الْمُدْحَضِینَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِیمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ کَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِینَ (143) لَلَبِثَ فِی بَطْنِهِ إِلَى یَوْمِ یُبْعَثُونَ (144) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِیمٌ (145) وَأَنْبَتْنَا عَلَیْهِ شَجَرَةً مِنْ یَقْطِینٍ (146) وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ یَزِیدُونَ (147) فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِینٍ (148) سورة الصافات

 

4 - رسول الله ونبیه موسى علیه السلام :

قال تعالى : وَکَتَبْنَا لَهُ فِی الْأَلْوَاحِ مِنْ کُلِّ شَیْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِیلًا لِکُلِّ شَیْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَکَ یَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِیکُمْ دَارَ الْفَاسِقِینَ (145) سورة الأعراف

ولکن رسول الله موسی علیه السلام ، ألقى الألواح من الغضب ولم یعاقبه الله ولم یسلبه بل أعانه وساعده لیأخذ الألواح مرة أخرى  بل کفأؤه وقومة وحدد لهم میقاتا لملاقاه الله سبحانه .

قال تعالى :  وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِی مِنْ بَعْدِی أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّکُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِیهِ یَجُرُّهُ إِلَیْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِی وَکَادُوا یَقْتُلُونَنِی فَلَا تُشْمِتْ بِیَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِی مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ (150) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِی وَلِأَخِی وَأَدْخِلْنَا فِی رَحْمَتِکَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ (151) سورة الأعراف

قال تعالى :  وَلَمَّا سَکَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِی نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِینَ هُمْ لِرَبِّهِمْ یَرْهَبُونَ (154) سورة الأعراف

قال تعالى :   وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِینَ رَجُلًا لِمِیقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَکْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِیَّایَ أَتُهْلِکُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِیَ إِلَّا فِتْنَتُکَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِی مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِیُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَیْرُ الْغَافِرِینَ (155) سورة الأعراف  أهـ""

 

الباقی من أمر الشرع فی القیامة

( و ) الانطلاق عن الشرع ورفع أحکامه ( إنما قیّدناه بالدخول فی الدارین ) أعنی - ( الجنّة والنار - لما شرع یوم القیامة لأصحاب الفترات ) الذین زمان ظهورهم ما بین نبیّین ما أدرکوا حکم أحد منهما .

قال رضی الله عنه :  ( والأطفال الصغار والمجانین ، فیحشر هؤلاء فی صعید واحد لإقامة العدل والمؤاخذة بالجریمة ) فی أصحاب الجحیم .

( والثواب العملی فی أصحاب الجنّة ) وإنما لم یصرّح بأصحاب الجحیم لما علیه کلمته من أنّ الجحیم ومقتضیاتها أمر موهوم - « وما لوعید الحق عین تعاین » - فلیس له ظهور مثل ظهور نعیم الجنة .

قال رضی الله عنه :  ( فإذا حشروا فی صعید واحد ) - لغلبة حکم البرزخ على أرواحهم ، فهم فی موضع مرتفع عن أهله ( بمعزل عن الناس - بعث فیهم نبیّ من أفضلهم وتمثّل لهم نار ).

أی تصوّر العقل الذی هو مبدأ التکلیف والتمییز بصورة مثالیّة ناریّة ( یأتی بها هذا النبیّ المبعوث فی ذلک الیوم ) وذلک لأنّ النار لها نوریّة یهتدی به الناس ، وإحراق یستتبع تفریق المختلفات وجمع المتماثلات ، وهو فیه التمییز المترتّب على إدراکه .

قال رضی الله عنه :  ( فیقول لهم : « أنا رسول الحقّ إلیکم » فیقع عندهم التصدیق به ، ویقع التکذیب عند بعض ) على ما هو مقتضى أمر النسبة من ظهور حکم التقابل .

( ویقول لهم : « اقتحموا هذه النار بأنفسکم ) وادخلوا فی ورطات مهالکها - إذ الاقتحام هو الدخول فی المهالک .

قال رضی الله عنه :  ( فمن أطاعنی نجا ودخل الجنة ، ومن عصانی وخالف أمری هلک وکان من أهل النار » - فمن امتثل أمره منهم ورمى بنفسه فیها سعد ونال الثواب العملی ، ووجد تلک النار ) بشهوده الیقینی.

قال رضی الله عنه :  ( بردا وسلاما ومن عصاه استحقّ العقوبة ، فدخل النار ونزل فیها بعمله المخالف ، لیقوم العدل من الله فی عباده ).


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فإذا اقترنت هذه الأحوال عند من اقترنت عنده وتقرّرت أخرج هذا الخطاب الإلهی عنده فی قوله : « لأمحونّ اسمک من دیوان النّبوّة » مخرج الوعد ، وصار خبرا یدلّ على علوّ مرتبة باقیة وهی المرتبة الباقیة على الأنبیاء والرّسل فی الدّار الآخرة الّتی لیست بمحلّ لشرع یکون علیه أحد من خلق اللّه فی جنّة ولا نار بعد الدّخول فیهما.

وإنّما قیّدناه بالدّخول فی الدّارین - الجنّة والنّار - لما شرّع یوم القیامة لأصحاب الفترات والأطفال الصّغار والمجانین فیحشر هؤلاء فی صعید واحد لإقامة العدل والمؤاخذة بالجریمة والثّواب العملی فی أصحاب الجنّة . فإذا حشروا فی صعید واحد بمعزل عن النّاس بعث فیهم نبیّ من أفضلهم وتمثّل لهم نار یأتی بها هذا النّبیّ المبعوث فی ذلک الیوم فیقول لهم أنا رسول اللّه إلیکم ، فیقع عندهم التّصدیق به ویقع التّکذیب عند بعضهم .

ویقول لهم اقتحموا هذه النّار بأنفسکم ، فمن أطاعنی نجا ودخل الجنّة ، ومن عصانی وخالف أمری هلک ، وکان من أهل النّار . فمن امتثل أمره منهم ورمى بنفسه فیها سعد ونال الثّواب العملی ووجد تلک النّار بردا وسلاما . ومن عصاه استحقّ العقوبة فدخل النّار ونزل فیها بعمله المخالف لیقوم العدل من اللّه تعالى فی عباده)

 

قال رضی الله عنه :  (فإذا اقترنت هذه الأحوال عند من اقترنت عنده وتقرّرت أخرج هذا الخطاب الإلهی عنده فی قوله : « لأمحونّ اسمک من دیوان النّبوّة » مخرج الوعد ، وصار خبرا یدلّ على علوّ مرتبة باقیة وهی المرتبة الباقیة على الأنبیاء والرّسل فی الدّار الآخرة الّتی لیست بمحلّ لشرع یکون علیه أحد من خلق اللّه فی جنّة ولا نار بعد الدّخول فیهما .  وإنّما قیّدناه بالدّخول فی الدّارین - الجنّة والنّار - لما شرّع یوم القیامة لأصحاب الفترات والأطفال الصّغار والمجانین فیحشر هؤلاء فی صعید واحد لإقامة العدل والمؤاخذة بالجریمة والثّواب العملی فی أصحاب الجنّة . فإذا حشروا فی صعید واحد بمعزل عن النّاس بعث فیهم نبیّ من أفضلهم وتمثّل لهم نار یأتی بها هذا النّبیّ)

 

قال رضی الله عنه :  ( فإذا اقترنت هذه الأحوال عند من اقترنت عنده وتقررت ، أخرج هذا الخطاب الإلهی عنده فی قوله : " لأمحون اسمک من دیوان النبوّة " مخرج الوعد ) لا الوعید .

قال رضی الله عنه :  ( وصار هذا الخطاب خبرا یدل على علوّ مرتبة باقیه ) بعد محو النبوّة فی هذه الدار (وهی المرتبة الباقیة على الأنبیاء والرسل فی الدار الآخرة التی لیست بمحل الشرع یکون علیه ) ، أی على ذلک الشرع ( أحد من خلق اللّه أنه فی جنة ولا نار بعد الدخول فیها ، وإنما قیدناه بالدخول فی الدارین : الجنة والنار لما شرع یوم القیامة لأصحاب الفترات ) الذین لم یبعث فیهم نبی شرع . واندرست شرائع من قبلهم .

 

قال رضی الله عنه :  ( والأطفال الصغار ) الذین ماتوا قبل أوان التکلیف ( والمجانین ) الذین لم یکن لهم صلاحیة التکلیف ( فیحشر هؤلاء ) المذکورون ( فی صعید واحد ) من الساهرة ( لإقامة العدل و ) لأجل ( المؤاخذة بالجریمة و ) لأجل ( الثواب العملی ) ، أی الثواب المثوب على العمل کدرجات الجنة لا الحاصل من محض الوهب .

( فی ) حق ( أصحاب الجنة ، فإذا حشروا فی صعید واحد بمعزل عن الناس بعث فیهم نبی من أفضلهم ویمثل لهم نار ) ، بل نور فی صورة نار.

 

قال رضی الله عنه :  (المبعوث فی ذلک الیوم فیقول لهم أنا رسول اللّه إلیکم ، فیقع عندهم التّصدیق به ویقع التّکذیب عند بعضهم . ویقول لهم اقتحموا هذه النّار بأنفسکم ، فمن أطاعنی نجا ودخل الجنّة ، ومن عصانی وخالف أمری هلک ، وکان من أهل النّار . فمن امتثل أمره منهم ورمى بنفسه فیها سعد ونال الثّواب العملی ووجد تلک النّار بردا وسلاما . ومن عصاه استحقّ العقوبة فدخل النّار ونزل فیها بعمله المخالف لیقوم العدل من اللّه تعالى فی عباده . )

 

قال رضی الله عنه :   ( یأتی بها هذا النبی المبعوث فی ذلک الیوم فیقول : أنا رسول اللّه إلیکم فیقع عندهم ) ، أی عند بعضهم ( التصدیق به ویقع التکذیب عند بعضهم ویقول لهم : اقتحموا ) ، أی ادخلوا ( هذه النار بأنفسکم ) من غیر أن یدخلکم غیرکم جبرا .

قال رضی الله عنه :  ( فمن أطاعنی ) فیما أمرته من الاقتحام ( فقد نجا ) من النار ( ودخل الجنة ومن عصانی وخالف أمری هلک وکان من أهل النار ، فمن امتثل أمره ورمى بنفسه فیها سعد ونال الثواب العملی ووجد تلک النار بردا وسلاما ، ومن عصاه ) ولم یقتحم النار.

قال رضی الله عنه :  ( استحق العقوبة ، فدخل النار ونزل فیها بعمله المخالف ) ، لما أمره النبی به ( لیقوم العدل من اللّه فی عباده .) یدل على اعتبار ذلک التقیید.


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 343

 فإذا اقترنت هذه الأحوال عند من اقترنت عنده و تقررت، أخرج هذا الخطاب الإلهی عنده فی قوله «لأمحون اسمک من دیوان النبوّة» مخرج الوعد، فصار خبرا یدل على علوّ مرتبة باقیة، و هی المرتبة الباقیة على الأنبیاء و الرسل فی الدار الآخرة التی لیست بمحلّ للشرع یکون علیه احد من خلق اللّه فی جنة و لا نار بعد الدخول فیهما.

پس این حدیث یعنى خطاب الهى به عنوان خبر است که دلالت دارد بر علو مرتبه‌ای که باقى است و آن مرتبه باقیه بر انبیا و رسل است در دار آخرت.

دار آخرتى که محل شرع نیست که کسى از آفریده‌ها در جنت و نار بر آن شرع باشد، بعد از دخول انسانها در آن دو.

یعنى آن دار آخرتى که بعد از دخول در جنت و نار تکلیف شرعی در آن جا جارى نیست. مفادش این است که در دار آخرت پیش از دخول در جنت و نار محل شرع یعنى تکلیف است که باید اشاره به تکامل برزخى باشد.( علامه حسن زاده آملى، ممد الهمم در شرح فصوص الحکم، 1جلد، سازمان چاپ و انتشارات وزارت ارشاد اسلامى - تهران، چاپ: اول، 1378.)


و إنّما قیّدناه بالدخول فی الدارین- الجنة و النار- لما شرع یوم القیامة لأصحاب الفترات و الأطفال الصغار و المجانین، فیحشر هؤلاء فی صعید واحد لاقامة العدل و المؤاخذة بالجریمة و الثواب العملی فی أصحاب الجنة. فإذا حشروا فی صعید واحد بمعزل عن الناس، بعث فیهم نبیّ من أفضلهم و تمثل لهم نار یأتی بها هذا النبی المبعوث فی ذلک الیوم فیقول لهم أنا رسول اللّه إلیکم، فیقع عندهم التصدیق به و یقع التکذیب عند بعضهم و یقول لهم اقتحموا هذه النار بأنفسکم، فمن أطاعنی نجا و دخل الجنّة، و من عصانی و خالف أمری هلک و کان من أهل النار؛ فمن امتثل أمره منهم و رمى بنفسه فیها سعد و نال الثواب العملی و وجد تلک النار بردا و سلاما و من عصاه استحق العقوبة فدخل‏ النار و نزل فیها بعمله المخالف لیقوم العدل من اللّه فی عباده 

اینکه گفتیم بعد از دخول جنت و نار، دار آخرت محل شرع و تکلیف نیست، از این روست که براى اصحاب فترتها و اطفال خردسال و مجانین در روز قیامت شرع و تکلیف است که آنها را در صعید واحد (یعنى زمین بلندى) براى اقامه عدل و مؤاخذه به جریمه و ثواب عملى وادار ‌می‌کنند و در میان آنان افضل آنان را مبعوث به نبوت ‌می‌کنند و این نبى مبعوث، در آن روز آتشى را به صورت تمثیل براى آنها ‌می‌آورد و به آنان ‌می‌گوید: من رسول خدا به سوى شمایم بعضى تصدیق ‌می‌کنند و بعضى تکذیب به آنان ‌می‌گوید: در این آتش وارد شوید هر کس از من اطاعت کرد نجات ‌می‌یابد و داخل بهشت ‌می‌شود هر که عصیان نمود و امرم را مخالفت کرد هلاک ‌می‌گردد و از اهل آتش ‌می‌شود. پس هر کس که امر او را امتثال کرد و خویشتن را در آتش افکند، اهل سعادت است و به ثواب عملى ‌می‌رسد و آن آتش را بر خود برد و سلام ‌می‌یابد و آن که عصیان ورزید مستحق عقوبت است و داخل آتش (جهنم) ‌می‌گردد.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص:۶۸۲

فإذا اقترنت هذه الأحوال عند من اقترنت عنده و تقرّرت (تقرّرت عنده- خ) أخرج هذا الخطاب الإلهى عنده فى قوله‏

«لأمحونّ اسمک من دیوان النّبوّة»

مخرج الوعد، و صار (فصار- خ) خبرا یدلّ على علوّ مرتبة باقیة (رتبة باقیة- خ) و هى المرتبة الباقیة على الأنبیاء و الرّسل فى الدّار الآخرة الّتى لیست بمحلّ لشرع (للشّرع- خ) یکون علیه أحد من خلق اللّه فى جنّة و لا نار بعد الدّخول فیهما.

پس ملاحظه این احوال خطاب الهى را- که «لأمحونّ اسمک» است الى آخره- خارج مخرج الوعد دارد، و این را خبرى مى‏‌داند که دالّ است بر علوّ مرتبه که آن مرتبه باقیه است بر انبیاء و رسل در دار آخرت که محلّ شرع نیست که هیچ احدى از خلق خداى بر آن شرع باشد در جنّت و نار بعد از دخول در وى، و آن مرتبه باقیه ولایت است و بس، زیرا که نبوّت تشریعیّه و رسالت منقطع مى‏‌شود عند خراب دار الدّنیا، و مرتفع مى‏‌گردد تکلیف، و باقى نمى‏‌ماند به غیر از ولایت.

و إنّما قیّدناه بالدّخول فى الدّارین- الجنّة و النّار- لما شرّع یوم القیمة لأصحاب الفترات و الأطفال الصغار و المجانین فیحشر هؤلاء فى صعید واحد لإقامة العدل و المؤاخذة بالجریمة و الثّواب العملى فى أصحاب الجنّة. فإذا حشروا فى صعید واحد بمعزل عن النّاس بعث فیهم نبىّ من أفضلهم و تمثّل لهم نار یأتى بها هذا النّبىّ المبعوث فى ذلک الیوم فیقول لهم أنا رسول اللّه (رسول الحق- خ) إلیکم، فیقع عندهم التّصدیق به و یقع التّکذیب عند بعضهم. و یقول لهم اقتحموا هذه‏ النّار بأنفسکم، فمن أطاعنى نجا و دخل الجنّة، و من عصانى و خالف أمرى هلک، و کان من أهل النّار. فمن امتثل أمره منهم و رمى بنفسه فیها سعد و نال الثّواب العملى و وجد تلک النّار بردا و سلاما. و من عصاه استحقّ العقوبة فدخل النّار و نزل فیها بعمله المخالف لیقوم العدل من اللّه تعالى فى عباده.

یعنى قید نکردیم به دخول جنّت و نار مگر از براى آنکه در روز فصل، پیش از دخول درین دو مقام تکلیف کرده مى‏‌شود بعضى مردم چون اصحاب فترات و ایشان اهل زمانى‌‏اند که نبى مشرع در آن زمان مبعوث نشده است و شریعت کسانى که پیش از ایشان بوده‏اند اندراس یافته، و چون اطفال که پیش از بلوغ وفات نموده‏اند (شده‌‏اند- خ)، و چون مجانین؛ لاجرم این هر سه طایفه که در دنیا به جهت عدم مقتضى تکلیف مکلّف نبوده‏‌اند، در صعیدى جمع کرده شوند دورتر از خلایق؛ و از فاضل‏ترین این طایفه پیغامبرى مبعوث گردد و آتشى بر ایشان متمثّل شود که آن نبى آورده باشد و گوید من رسول خدایم. بعضى اعتراف کنند و بعضى منکر شوند، و گوید خود را درین آتش بیندازید. پس هرکه اطاعت من کند نجات یابد و به جنّت درآید؛ و هرکه عصیان ورزد و مخالفت امر من کند هلاک شود و از اهل دوزخ گردد. پس هرکه اطاعت امر او کند و خود را در آن آتش اندازد نیک‏بخت شود و ثواب عملى دریابد و آن آتش بر او برد و سلام گردد؛ و هرکه عاصى شود و مستحقّ عقوبت گردد و به آتش درآید به واسطه عمل مخالف خویش. و این تکلیف و طریان این امور و جزاء به حسب عمل از براى اظهار و اقامت عدل است در میان عباد.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص:۶۱۳

فإذا اقترنت هذه الأحوال عند من اقترنت عنده و تقرّرت عنده، أخرج هذا الخطاب الإلهیّ عنده فی قوله «لأمحونّ‏ اسمک من دیوان النّبوّة» مخرج الوعد، و صار خبرا یدلّ على علوّ رتبة باقیة، و هی المرتبة الباقیة على الأنبیاء و الرّسل فی الدّار الآخرة الّتی لیست بمحلّ لشرع یکون علیه احد من خلق اللّه فی جنّة و لا نار بعد دخول النّاس فیهما. و إنّما قیّدناه بالدّخول فی الدّارین- الجنّة و النّار- لما شرع یوم القیامة لأصحاب الفترات و الأطفال الصّغارو المجانین، فیحشر هؤلاء فی صعید واحد لإقامة العدل و المؤاخذة بالجریمة و الثّواب العملىّ فی اصحاب الجنّة. فإذا حشروا فی صعید واحد بمعزل عن النّاس بعث فیهم نبىّ من أفضلهم و تمثّل لهم نار یأتى بها هذا النّبیّ المبعوث فی ذلک الیوم، فیقول لهم أنا رسول الحقّ إلیکم، فیقع عندهم التّصدیق به و یقع التّکذیب عند بعضهم.

و یقول لهم اقتحموا هذه النّار بأنفسکم، فمن أطاعنى نجا و دخل الجنّة، و من عصانی و خالف امرى هلک و کان من اهل النّار. فمن امتثل امره منهم و رمى بنفسه فیها سعد و نال الثّواب العملىّ و وجد تلک النّار بردا و سلاما. و من عصاه استحقّ العقوبة فدخل النّار و نزل فیها بعمله المخالف لیقوم العدل من اللّه فی عباده.

 شرح ظاهر است.