عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الخامسة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فسرت الشهوة فی مریم:

فخلق جسم عیسى من ماء محقق من مریم ومن ماء متوهم من جبریل، سرى فی رطوبة ذلک النفخ لأن النفخ من الجسم الحیوانی رطب لما فیه من رکن الماء.

فتکون جسم عیسى من ماء متوهم وماء محقق، وخرج على صورة البشر من أجل أمه، ومن أجل تمثل جبریل فی صورة البشر حتى لا یقع التکوین فی هذا النوع الإنسانی إلا على الحکم المعتاد.

فخرج عیسى یحیی الموتى لأنه روح إلهی، وان الإحیاء لله والنفخ لعیسى، کما کان النفخ لجبریل والکلمة لله. ) .


قال رضی الله عنه :  ( فسرت الشّهوة فی مریم فخلق جسم عیسى من ماء محقّق من مریم ، ومن ماء متوهّم من جبرئیل ، سرى فی رطوبة ذلک النّفخ لأنّ النّفخ من الجسم الحیوانی رطب لما فیه من رکن الماء .  فتکوّن جسم عیسى من ماء متوهّم ومن ماء محقّق ، وخرج على صورة البشر من أجل أمّه ، ومن أجل تمثّل جبرئیل على صورة البشر حتّى لا یقع التّکوین فی هذا النّوع الإنسانی إلّا على الحکم المعتاد . فخرج عیسى یحیی الموتى لأنّه روح إلهیّ ، وکان الإحیاء للّه والنّفخ لعیسى کما کان النّفخ لجبرائیل والکلمة للّه . )

 

قال رضی الله عنه :  (فسرت الشهوة فی مریم) علیها السلام حین اطمأن قلبها بأنه ملک لا بشر ، وانبسطت عن قبضها ، وانشرح صدرها ، وأمنت منه السوء والفاحشة فخلق جسم عیسى علیه السلام ("مِنْ ماءٍ") ، أی من منی محقق وجوده من مریم علیها السلام ، ولا ینکر منها سریان الشهوة فیها عند رؤیة البشر السوی لأنه أمر طبیعی لا یدخل تحت التکلیف ، کحالة الجوع والعطش عند رؤیة المأکل والمشرب خصوصا ، ولیس من جهتها قصد لوجود ذلک ولا إرادة له .

 

وللّه تعالى فی ذلک إرادة مقتضیة لحکمة عظیمة ، فأنفذها سبحانه على طبق قضائه الأزلی وتقدیره ومن ماء متوهم وجوده (من جبریل) علیه السلام لما جاء فی صورة البشر السوی ، فإن النفخ کان من فم ذلک البشر السوی ، والفم فیه ماء الریق (سرى ذلک) الماء (فی رطوبة ذلک النفخ ، لأن النفخ من الجسم الحیوانی) وهو ماء فیه حیاة نامیة متحرکة بالإرادة (رطب لما فیه).

 

أی فی ذلک النفخ (من رکن الماء) فکان الهواء والماء من صورة النافخ ، والنار والتراب من صورة المنفوخ فیه ، وهو مریم علیها السلام ، فالنار من الشهوة والتراب من کثافة جرم المنی ، فقد اجتمعت العناصر الأربعة على طریقة سائر المولدات (فیکوّن) بسبب ذلک جسم عیسى علیه السلام من ماء متوهم الوجود وماء محقق الوجود کما قال تعالى فی حق کل إنسان إنه "خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ ( 6 ) یَخْرُجُ مِنْ بَیْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ  "( 7 ) [ الطارق : 6-7] .

 

قال رضی الله عنه :  (وخرج) عیسى علیه السلام (على صورة البشر من أجل أمه) ، فإنها صورة بشر (ومن أجل تمثل جبریل) علیه السلام (فی صورة البشر) فقد ظهر بشر من بین بشرین بحسب الظاهر کغیره من الناس (حتى لا یقع التکوین فی هذا النوع الإنسانی إلا على هذا الحکم المعتاد) والأمر فی الباطن لیس کذلک ، فإنه ظهور روح من بین روح وبشر ، فرفع مع الأرواح بعد نزوله منها ، وسینزل نزولا آخر على المنارة البیضاء شرقی دمشق نظیر نزوله أوّلا على المنارة العذراء البیضاء ، ویغلب علیه حکم تلک المنارة ، فتأخذه الطبیعة النورانیة المنیرة له ، فیتزوج وینکح ویتبع الشریعة المحمدیة ، ویموت ویدفن بالحجرة کما ذکرناه قریبا .

 

قال رضی الله عنه :  (فخرج عیسى) علیه السلام ("یحى الموتى" لأنه روح إلهی) من أمر اللّه تعالى وکان الإحیاء للموتى الظاهر من عیسى علیه السلام للّه تعالى فالمحیی هو اللّه تعالى وحده والنفخ فی الطیر الذی خلقه من طین وأحیاه بالتوجه على أجسام الموتى وأرواحهم المفارقة لعیسى علیه السلام ، فالنافخ هو کما کان فی خلقه عیسى علیه السلام النفخ فی مریم علیها السلام لجبریل علیه السلام والکلمة ، أی تفصیل حروفها بتبیین أعضاء عیسى علیه السلام وترکیب بنیته وهیئته وتسویة صورته وتوجیه معانیه الباطنیة بانتشار قواه الروحانیة للّه تعالى وحده ، فالنافخ هو جبریل علیه السلام والمتکلم بإظهار کلمته هو اللّه تعالى .

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فسرت الشهوة فی مریم:

فخلق جسم عیسى من ماء محقق من مریم ومن ماء متوهم من جبریل، سرى فی رطوبة ذلک النفخ لأن النفخ من الجسم الحیوانی رطب لما فیه من رکن الماء.

فتکون جسم عیسى من ماء متوهم وماء محقق، وخرج على صورة البشر من أجل أمه، ومن أجل تمثل جبریل فی صورة البشر حتى لا یقع التکوین فی هذا النوع الإنسانی إلا على الحکم المعتاد.

فخرج عیسى یحیی الموتى لأنه روح إلهی، وان الإحیاء لله والنفخ لعیسى، کما کان النفخ لجبریل والکلمة لله. ) .

 

قال رضی الله عنه :  ( فسرت الشهوة فی مریم فخلق جسم عیسى علیه السلام من ماء محقق من مریم ومن ماء متوهم من جبرائیل سرى فی رطوبة ذلک النفخ لأن النفخ من الجسم الحیوانی رطب لما فیه ) أی فی الجسم الحیوانی .

قال رضی الله عنه :  ( من رکن الماء فیکون جسم عیسى علیه السلام من ماء متوهم ) ماء جبرائیل ( و ) من ( ماء محقق ) ماء مریم فکان لکل واحد منهما خواص تظهر من عیسى علیه السلام .

 

قال رضی الله عنه :  ( وخرج على صورة البشر من أجل أمّه ومن أجل تمثل جبرائیل فی صورة البشر حتى لا یقع التکوین فی هذا النوع الإنسانی الأعلى الحکم المعتاد ) فإن حفظ هذه الصورة الشریفة واجب على أنه لو لم یکن على هذه الصورة لما کان نبیا مبعوثا إلیهم لعدم بقاء المناسبة بینه وبینهم .

قال رضی الله عنه :  ( فخرج عیسى علیه السلام ) بسبب تکونه من هذین الأمرین ( یحیی الموتى لأنه روح إلهی وکان الأحیاء للَّه والنفخ لعیسى علیه السلام کما کان ) النفخ ( لجبرائیل والکلمة للَّه)


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فسرت الشهوة فی مریم:

فخلق جسم عیسى من ماء محقق من مریم ومن ماء متوهم من جبریل، سرى فی رطوبة ذلک النفخ لأن النفخ من الجسم الحیوانی رطب لما فیه من رکن الماء.

فتکون جسم عیسى من ماء متوهم وماء محقق، وخرج على صورة البشر من أجل أمه، ومن أجل تمثل جبریل فی صورة البشر حتى لا یقع التکوین فی هذا النوع الإنسانی إلا على الحکم المعتاد.

فخرج عیسى یحیی الموتى لأنه روح إلهی، وان الإحیاء لله والنفخ لعیسى، کما کان النفخ لجبریل والکلمة لله. ) .

 

قال رضی الله عنه :  ( فسرت الشهوة فی مریم: فخلق جسم عیسى من ماء محقق من مریم ومن ماء متوهم من جبریل، سرى فی رطوبة ذلک النفخ لأن النفخ من الجسم الحیوانی رطب لما فیه من رکن الماء. فتکون جسم عیسى من ماء متوهم وماء محقق، وخرج على صورة البشر من أجل أمه، ومن أجل تمثل جبریل فی صورة البشر حتى لا یقع التکوین فی هذا النوع الإنسانی إلا على الحکم المعتاد.  فخرج عیسى یحیی الموتى لأنه روح إلهی، وان الإحیاء لله والنفخ لعیسى، کما کان النفخ لجبریل والکلمة لله. ) .

معناه ظاهر.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فسرت الشهوة فی مریم:

فخلق جسم عیسى من ماء محقق من مریم ومن ماء متوهم من جبریل، سرى فی رطوبة ذلک النفخ لأن النفخ من الجسم الحیوانی رطب لما فیه من رکن الماء.

فتکون جسم عیسى من ماء متوهم وماء محقق، وخرج على صورة البشر من أجل أمه، ومن أجل تمثل جبریل فی صورة البشر حتى لا یقع التکوین فی هذا النوع الإنسانی إلا على الحکم المعتاد.

فخرج عیسى یحیی الموتى لأنه روح إلهی، وان الإحیاء لله والنفخ لعیسى، کما کان النفخ لجبریل والکلمة لله. ) .

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فسرت الشهوة فی مریم ، فخلق جسم عیسى من ماء محقّق من مریم ومن ماء متوهّم من جبرئیل سرى فی رطوبة ذلک النفخ ، لأنّ النفخ من الجسم الحیوانی رطب ، لما فیه من رکن الماء ، فخلق جسم عیسى من ماء متوهّم ومن ماء متحقّق .

وخرج على صورة البشر من أجل أمّه ومن أجل تمثّل جبرئیل فی صورة البشر ، حتى لا یقع التکوین فی هذا النوع الإنسانی إلا على الحکم المعتاد ) .

 

قال العبد : أمّا سرایة الشهوة فی مریم فبأمر الله " لِیَقْضِیَ الله أَمْراً کانَ مَفْعُولًا " ، ولا سیّما وکان الله قبل ذلک أنبأ مریم وبشّرها " بِکَلِمَةٍ مِنْه ُ اسْمُه ُ الْمَسِیحُ " ابن مریم ، أی تولَّد منها روح حین " قالَتْ رَبِّ أَنَّى یَکُونُ لِی وَلَدٌ وَلَمْ یَمْسَسْنِی بَشَرٌ " .

وإنّما قالت ذلک بحکم العادة المتعارف فی التولید البشری ، فلو غلب علیها إذ ذاک شهود قدرة القدیر ، لم تقل ذلک بحکم العرف ، بل بحکم الکشف والشهود .

فقال الملک : " کَذلِکَ قالَ رَبُّکَ هُوَ عَلَیَّ هَیِّنٌ " ، أی خلق الولد بلا مسّ البشر بصورة الوقاع ، " وَلِنَجْعَلَه ُ آیَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَکانَ أَمْراً مَقْضِیًّا " هذا فی وقت النفخ .

والذی قبل ذلک وهی فی محرابها " إِذْ قالَتِ الْمَلائِکَةُ یا مَرْیَمُ إِنَّ الله یُبَشِّرُکِ بِکَلِمَةٍ مِنْه ُ اسْمُه ُ الْمَسِیحُ عِیسَى ابْنُ مَرْیَمَ وَجِیهاً فی الدُّنْیا وَالآخِرَةِ وَمن الْمُقَرَّبِینَ " الآیة « 6 » ، فانتظرت ذلک من الله .

فلمّا قال جبرئیل : " إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّکِ لأَهَبَ لَکِ غُلاماً زَکِیًّا " تذکَّرت وزال عنها القبض ، فسرت الشهوة من حیث ما اشتهرت ، وتمنّت وقوع ما بشّرها الله به ، فنفخ أمین الله عند انشراح صدرها روح الله .

فخرج منشرح الصدر ، غالبا علیه البسط ، حسن الصورة ، بسّاما ، طلیق الوجه ، مستبشرة ، رزقنا الله وإیّاک الاجتماع به یقظة ورؤیا فی الدنیا والآخرة ، إنّه قدیر .

وأمّا خلق جسم عیسى علیه السّلام من ماء محقّق فمن حیث سرایة الشهوة فیها ، ومن ماء متوهّم فمن حیث توهّم مریم أنّ الرسول بشر أو روح فی صورة بشریة ، وإذا ظهر الروح فی صورة بشریة بأمر الله لإیجاد الولد ، فبما زعمت عرفا لا یکون إلَّا من ماء الرجل ، فتأثّرت بالوهم ، فوجد من ذلک ماء روحانی نورانی ، منه خلق جسم  الروح صلوات الله علیه ثمّ الروح لمّا لم یکن جسمانیا ولیس فیه ماء حسیّ عرفا .

ولکن فی قانون التحقیق لمّا تحقّقت ممّا أسلفنا فی هذا الکتاب أنّ الأرواح وإن کانت غیر متحیّزة ولکن فی قوّتها ومن شأنها أنّها شاءت أو شاء الحق .

ظهرت فی صورة متمثّلة کالمتحیّز وحینئذ أضیف إلیها ما یضاف إلى تلک الصورة الجسمیة من الأوصاف والأحکام واللوازم ، فلمّا ظهر الروح الأمین لمریم فی صورة من شأنها أن یکون الولد عند التولید من مائها ، أعنی صورة البشر السویّ ، أی التامّ الخلق .

فتوهّمت علیها السّلام من حیث هذا السرّ مضافا إلى ما ذکر قبل أن یکون الولد من ماء وبه النفخ الواقع من الصورة الجبرئیلیة التمثیلیة فی صورة البشر .


فظهرت رطوبة الحیاة الروحیة من ذلک الریح المنفوخ وهو هواء حارّ رطب ، ولا سیّما وجبرئیل سلطان العناصر أجرى فی نفسه الرحمانی روح الماء والحیاة الذی علیه عرش الرحمن ، فتکون صورة الروح الظاهرة من هذا الماء الروحانی الإلهی الرحمانی الساری فی الماء البشری المریمی القدسی .

وأمّا خروجه على صورة البشر فلأنّ صورته نتیجة الصورة البشریة من جانب جبرئیل ومن جانب أمّه ، فأشبه الأصل ، ولما ذکره سلام الله علیه فاذکر ، حتى لا یکون التکوین والإیجاد الإنسانى إلَّا بالصورة الإنسانیة تشریفا لهذه الصورة وتنزیها أن یتکوّن إلَّا عن الإنسان فی الإنسان .

فإنّ خلق الإنسان مخصوص بالله من کونه متجلَّیا فی صورة إنسانیة ، ولهذا خمّر طینة آدم بیدیه أربعین صباحا ، فکان الله تبارک وتعالى یتجلَّى فی صورة إنسانیة وتخمّر طینة فی مادّة نوریة لاهوتیة .


من حیث الأحدیة الجمعیة البرزخیة العظمى التی مرّ مرارا ذکرها ، فتذکَّر ، وکذلک الله ما تجلَّى من حضرة من الحضرات لإیجاد نوع أو جنس فما دونها وما فوقها إلَّا على صورة ذلک النوع والجنس والصنف والشخص الذی یرید إیجاده کائنا ما کان .

وبعد خلقه تامّا کاملا ارتضاه صورة له ، وکان هو ربّه وروحه ، فهو صورة أنانیّة الحقّ ، وهویتها - من حیث ذلک التجلَّی الأوّل الذی تجلَّى لإیجاده - على صورة عینه الثابتة ، فافهم - وما أظنّک تفهم - إن شاء الله العلیم .


قال رضی الله عنه : ( فخرج عیسى یحیی الموتى ، لأنّه روح إلهی ، وکان الإحیاء لله والنفخ لعیسى ، کما کان النفخ لجبرئیل والکلمة لله ) .

قال العبد : اعلم أن الکلم وإن کانت کثیرة بحسب حضرات المتکلَّم منها ، ولکنّها تنحصر فی أمّهات ثلاث :

الأولى : کلمة هی هیئة أحدیة جمعیة من حروف ظاهرة ملکیة شهادیة کونیة جسمانیة کسائر الموجودات الجسمانیة ، فإنّ کل موجود موجود جسمانیّ کلمة إلهیة کذلک .

الثانیة : وکلمة هی هیئة جمعیة من حروف باطنة ملکوتیة روحانیة ، کالموجودات الإبداعیة الروحیة کالأرواح والعقول والنفوس والملائکة ، فإنّها کلمات رحمانیة قدسیة طاهرة سبّوحیّة .

والثالثة : کلمة هی هیئة أحدیة جمعیة بین حقائق حرفیة إلهیة ، وحروف روحیة جسمانیة وهی حقائق الکمّل من النوع الإنسانی ، ولکنّ الغالب على کل واحد من الکمّل حکم مرتبة من هذه المراتب .


فکانت الکلمة العیسویة المسیحیة الظاهرة هیأة أحدیة جمعیة بین حقائق حرفیة إلهیة ، وحقائق حرفیة روحیة إلهیة أیضا ، وحقائق حرفیة جسمانیة روحانیة إنسانیة فی مرتبة البطون ، والغالب على حرف جسمانیته الحروف الروحیة والغالب على حرف روحیته الحروف اللاهوتیة.

ولهذا قیل فیه : " إِنَّ الله هُوَ الْمَسِیحُ ابْنُ مَرْیَمَ " غلطا من جهة القائل المنحرف .

فلو قالوا : هو الله ، لم یکن غلطا ، فإنّ هویة الصورة العیسویة المسیحیة الروحیة لله ، کما أنّه هویة الإنیّات کلَّها بلا حصر فی شیء منها ، ولکنّهم ادّعوا الحصر ، فکفروا وجهلوا وغلطوا ، فافهم ، فإنّه بحث شریف لطیف عال غال ، حقّقنا الله وإیّاک بتحقّقه وتحقیقه بحسن توفیقه ، إنّه على ما یشاء قدیر .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فسرت الشهوة فی مریم:

فخلق جسم عیسى من ماء محقق من مریم ومن ماء متوهم من جبریل، سرى فی رطوبة ذلک النفخ لأن النفخ من الجسم الحیوانی رطب لما فیه من رکن الماء.

فتکون جسم عیسى من ماء متوهم وماء محقق، وخرج على صورة البشر من أجل أمه، ومن أجل تمثل جبریل فی صورة البشر حتى لا یقع التکوین فی هذا النوع الإنسانی إلا على الحکم المعتاد.

فخرج عیسى یحیی الموتى لأنه روح إلهی، وان الإحیاء لله والنفخ لعیسى، کما کان النفخ لجبریل والکلمة لله. ) .

 

قال رضی الله عنه :  (فسرت الشهوة فی مریم ، فخلق جسم عیسى من ماء محقق من مریم ، ومن ماء متوهم من جبریل سرى فی رطوبة ذلک النفخ ، لأن النفخ من الجسم الحاوانى رطب لما فیه من رکن الماء ، فتکون جسم عیسى من ماء متوهم ومن ماء محقق ، وخرج على صورة البشر من أجل أمه ومن أجل تمثل جبریل فی صورة البشر ، حتى لا یقع التکوین فی هذا النوع الإنسانى إلا على الحکم المعتاد )

 

إنما سرت الشهوة فی مریم حین قال لها ما قال ، لأنها آنست حین کانت فی محرابها بقول الملائکة فی قوله تعالى : "إِذْ قالَتِ الْمَلائِکَةُ یا مَرْیَمُ إِنَّ الله یُبَشِّرُکِ بِکَلِمَةٍ مِنْه اسْمُه الْمَسِیحُ عِیسَى ابْنُ مَرْیَمَ . وَجِیهاً فی الدُّنْیا والآخِرَةِ ومن الْمُقَرَّبِینَ " .

فکانت منتظرة من الله إنجاز وعده . فلما سمعت قول جبریل تذکرت وعلمت أنه حان وقت ذلک وانبسطت ودنا منها جبریل فی صورة البشر عند النفخ فتحرکت شهوتها بحکم البشریة لأن أکثر هیجان الشهوة فی النساء وقت النقاء من الحیض ، وکان انتباذها من فوتها للاغتسال وقت انقطاع الدم ، وکان الوقت وقت غلبة الشهوة ودنو جبرائیل منها فی صورة الشاب الحسن ، وتصورت أنه وقت إنجاز وعد ربها – " لأَهَبَ لَکِ غُلاماً زَکِیًّا " .

 

فاجتمعت الموافقة لما قدر الله من غلبة الشهوة وتمنى ما بشر الله بها وفرح بمداناة الشاب الملیح ، فتحرکت الشهوة کما فی الاحتلام بعینه ، فاحتلمت وجرى ماؤها مع النفخ إلى الرحم النقی الطاهر فعلقت وخلق من ماء محقق من مریم ومن ماء متوهم متخیل من نفخ جبریل .

 

"" أضاف بالی زادة : ( من ماء متوهم ومن ماء محقق ) فکان لکل واحد منهما خواص تظهر من عیسى اهـ . بالى

فإن حفظ هذه الصورة الشریفة واجب على أنه لو لم یکن على هذه الصورة لما کان نبیا مبعوثا إلیهم لعدم بقاء المناسبة بینه وبینهم هذه الصورة صورة الآیات أو صورة عیسى .اهـ بالى . ""

 لأن النفخ من الحیوان رطب فیه أجزاء لطیفة مائیة بالفعل مع أجزاء هوائیة سریعة المصیر إلى الماء ، واجتمع الماءان المحقق والمتکون لتوهمها من مادة النفخ فتکون جسم عیسى روح الله منهما فی وقت غلب على أمه البسط والروح بتحقق ما بشرت به فی تصورها .

فخرج منشرح الصدر طلیق الوجه متبشرا بساطا حسن الصورة غالبا علیه البسط والماء المتوهم ، جاز أن یکون من توهمها أن الولد لا یکون إلا من ماء الرجل فخلق الماء من النفخ بقوة وهمها.


وأن یکون من جهة جبریل لأنه سلطان العناصر یقدر أن یجرى من نفسه الرحمانی روح الماء فی النفخ فیجعله ماء ، وأما کون عیسى على صورة البشر فلانتسابه إلى أمه ولتمثل جبریل فی صورة البشر السوی فکان تکونه على السنة المعتادة والحکمة المتعارفة .

ولأن أشرف الصور هی الصورة الإنسانیة المخلوقة على صورة الله تعالى المکرمة عند الله ، ولأن الله لا یتجلى فی الحضرات الإیجادیة إلا فی صورة النوع الذی یوجده أی نوع کان .

ولهذا لما خمر طینة آدم بیده أربعین صباحا کان متجلیا فی صورة إنسانیة .

ولهذا قال الشیخ رضی الله عنه : حتى لا یقع التکوین الإنسانى إلا على الحکم المعتاد فی هذا النوع ، فإن تکوین عیسى کان فی هذا النوع .

 

قال رضی الله عنه :  ( فخرج عیسى یحیى الموتى لأنه روح إلهی ، وکان الإحیاء لله والنفخ لعیسى کما کان النفخ لجبریل والکلمة لله )

کل موجود کلمة من الله : إما کونیة کالأجساد وإما إبداعیة کالأرواح ، وإما أحدیة جمعیة من الظاهر والباطن ، واللاهوت والناسوت کالإنسان الکامل .

والغلبة فی کل کامل إنما تکون لمرتبة من المراتب ، وکان الغالب على عیسى حکم اللاهوت فلذلک کان یحیى الموتى وکان الغالب على جسمانیته حکم الروح ، فلذلک رفع إلى الله وبقی عنده فی الصورة الروحانیة المثالیة ، وقد مر أن الفعل والتأثیر لا یکون إلا لله ، فلهذا کان الإحیاء لله عند نفخ عیسى والکلمة لله عند نفخ جبریل .


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فسرت الشهوة فی مریم:

فخلق جسم عیسى من ماء محقق من مریم ومن ماء متوهم من جبریل، سرى فی رطوبة ذلک النفخ لأن النفخ من الجسم الحیوانی رطب لما فیه من رکن الماء.

فتکون جسم عیسى من ماء متوهم وماء محقق، وخرج على صورة البشر من أجل أمه، ومن أجل تمثل جبریل فی صورة البشر حتى لا یقع التکوین فی هذا النوع الإنسانی إلا على الحکم المعتاد.  فخرج عیسى یحیی الموتى لأنه روح إلهی، وان الإحیاء لله والنفخ لعیسى، کما کان النفخ لجبریل والکلمة لله. ) .

 قال رضی الله عنه :  ( فسرت الشهوة فی مریم وخلق جسم عیسى من ماء محقق من مریم ومن ماء متوهم من جبرئیل . سرى فی رطوبة ذلک النفخ من الجسم ، لأن النفخ من الجسم الحیوانی رطب لما فیه من رکن الماء . )

 

اعلم ، أن للشهوة روحا معنویا  وهی المحبة الذاتیة التی کانت سببا لوجود العالم ، کما قال : ( فأحببت أن أعرف ) .

فلما تعلق إرادة الله بإیجاد عیسى علیه السلام ، من مریم ، تحرک الشهوة الکامنة فیها بأمر الله ، ونفخ الروح الأمین حین تمثله بالصورة البشریة فیها ماء یشبه البحار ، فإن فی النفس أجزاء صغارا مائیة مختلطة بالأجزاء الهوائیة ، فخلق جسم عیسى من ماء محقق من مریم ، ومن ماء متوهم من جبرئیل .

 

وإنما جعله متوهما ، لأن النافخ روح متمثل ، والمنفوخ أیضا معنى جزئی تمثل بصورة بخار الحسى فی العالم المثالی ، ومن شأن الوهم إدراک المعانی الجزئیة ، فکان متوهما : لا محسوسا محضا ولا معقولا صرفا .

وأیضا ، أن مریم لما شاهدت عرفا أن الإنسان لا یتولد إلا من منى الرجل والمرأة ، توهمت أن لهذا المتمثل ماء کماء المولد للولد ، فتأثرت تأثرا تاما بوهمها ، فحصل جسم عیسى .

فعلى الأول تکون جسمه منهما ،

وعلى الثانی تکون من الماء المحقق ، والماء والمتوهم کالشرط لذلک التکون . وأطلق التکون منهما مجازا .

 

فإن قلت : کیف یمکن حصول الولد من ماء الأنثى وحده ، ولیس لها حرارة تامة صالحة للتولد وهی من شروط التکوین ؟

وأیضا ، منى الرجل کالبذر الذی به یتولد الولد ، فعند عدمه لا یمکن حصول الولد .

قلت : لم لا یجوز أن یفیض علیها عند ظهور الروح الأمین عندها من الله تلک الحرارة الغریزیة الصالحة للتولید ؟ خصوصا عند إرادة الحق تعالى منها ذلک .

وقد قال رسول الله ، صلى الله علیه وسلم : ( إذا أراد الله بعبد خیرا هیأ أسبابه ) .

بل فی قدرة القادر المطلق أن یوجد من غیر وجود الوالدین ، کآدم وعزیر ، ومن غیر وجود المرأة ، کایجاد حوا من آدم .

 

وکون منى الرجل کالبذر لا ینافی أن یکون منى المرأة أیضا ذلک البذر .

ولا دلیل لأحد على عدمه ، بل الدلیل ثابت على وجوده .

وهو أن لنفس کل منهما قوة ما یولد المثل ، فالمنی الذی حصل منها إن لم تکن صالحا لتولید المثل ، لا یکون فیها تلک القوة .

غایة ما فی الباب ، أن تلک القوة فی نفس الرجل أقوى ، وقد یکون نفس المرأة أقوى تأثیرا من نفوس کثیرة من الرجال ، خصوصا إذا صارت مرأة للتجلیات الإلهیة .

فإذا أرادت النفس التی هذا شأنها حصول النتیجة ، أثرت فی بدنها ، فحصلت الحرارة الغریزیة الصالحة للتولید .

کما مر أن العارف بهمته یخلق ما یشاء ، لکونه متصفا بالصفات الإلهیة ، والعادة التی هی السنة الإلهیة لا تمنع القدرة الخارقة لها .

فبولادة عیسى من غیر أب ثبت الأقسام الأربعة التی للولادة : وهو حصول الولد من غیر أبوین ، وحصوله بهما ، وبالذکر وحده ، وبالأنثى وحدها .

قال رضی الله عنه :  ( فسبحان الذی هو على کل شئ قدیر . فتکون جسم عیسى من ماء متوهم وماء محقق ).

 

) قوله : ) وخرج على صورة البشر من أجل أمه ومن أجل تمثل جبرئیل فی صورة البشر حتى لا یقع التکوین فی هذا النوع الإنسانی إلا على الحکم المعتاد .

) جواب سؤال مقدر . وهو قول القائل : لما کان النافخ جبرئیل ، والولد سر أبیه ، کان الواجب أن یظهر عیسى على صورة الروحانیین . فقال : إنما کان على صورة البشر ، لأن الماء المحقق کان من أمه وهی بشر ، ولأجل تمثل جبرئیل عند النفخ بالصورة البشریة والصور التی یشهدها المرأة ویتخیلها حال المواقعة ، لها تأثیر عظیم فی صورة الولد .

حتى قیل : إن امرأة ولدت ولدا صورته صورة البشر وجسمه جسم الحیة . ولما سئل عنها ، أخبرت بأنها حین المواقعة رأت حیة .

 

ثم علل الشیخ تمثل جبرئیل بصورة البشر بقوله : ( حتى لا یقع التکوین )

أی ، الإیجاد فی هذا النوع ، إلا على السنة المعتادة . وأیضا ، الصورة الإنسانیة هی أشرف الصور . وأیضا ، لو کان على صورة غیرها ، لما حصلت المناسبة بینه وبین العباد المبعوث إلیهم ، لکنه واجب أن یخلق علیها للدعوة .

کما قال رضی الله عنه  : ( ولو جعلناه ملکا لجعلناه رجلا وللبسنا علیهم ما یلبسون ) .

(فخرج عیسى یحیى الموتى ، لأنه روح إلهی ، وکان الإحیاء لله والنفخ لعیسى ،

کما کان النفخ لجبرئیل والکلمة لله . )

لما کان وجود عیسى ، علیه السلام ، بالنفخ الجبرئیلی بلا واسطة أب بشرى وروحه فائضا من الحضرة الإلهیة بلا واسطة روح من الأرواح أو اسم من الأسماء ، حصل فی الوجود الخارجی متصفا بالصفة  الإلهیة ، وهو إحیاء الموتى ، لغلبة لاهوته على ناسوته وروحانیته على جسمانیته حتى قیل فیه إنه ( روح الله ) . ولذلک ارتفع إلى السماء مقام الملائکة .

 

وإنما أضاف ( الإحیاء ) إلى ( الله ) و ( النفخ ) بعیسى ، وإن کان فی الظاهر لا یحصل إلا منه ، لأن الصفات الکمالیة بالأصالة لله وبالتعبیة لغیره ، لذلک أضاف ( النفخ ) إلى جبرئیل ، وأضاف ( الکلمة ) إلى الله.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فسرت الشهوة فی مریم:

فخلق جسم عیسى من ماء محقق من مریم ومن ماء متوهم من جبریل، سرى فی رطوبة ذلک النفخ لأن النفخ من الجسم الحیوانی رطب لما فیه من رکن الماء.

فتکون جسم عیسى من ماء متوهم وماء محقق، وخرج على صورة البشر من أجل أمه، ومن أجل تمثل جبریل فی صورة البشر حتى لا یقع التکوین فی هذا النوع الإنسانی إلا على الحکم المعتاد. فخرج عیسى یحیی الموتى لأنه روح إلهی، وان الإحیاء لله والنفخ لعیسى، کما کان النفخ لجبریل والکلمة لله. ) .

 

قال رضی الله عنه :  فسرت الشّهوة فی مریم ، فخلق جسم عیسى من ماء محقّق من مریم ، ومن ماء متوهّم من جبرئیل ، سرى فی رطوبة ذلک النّفخ ؛ لأنّ النّفخ من الجسم الحیوانی رطب لما فیه من رکن الماء ، فتکوّن جسم عیسى من ماء متوهّم ، ومن ماء محقّق ، وخرج على صورة البشر من أجل أمّه ، ومن أجل تمثّل جبرائیل على صورة البشر حتّى لا یقع التّکوین فی هذا النّوع الإنسانی إلّا على الحکم المعتاد ، فخرج عیسى یحیی الموتى لأنّه روح إلهیّ ، وکان الإحیاء للّه ، والنّفخ لعیسى کما کان النّفخ لجبرائیل والکلمة للّه .)

قال رضی الله عنه :  ( فسرت الشهوة فی مریم ، فحصل ) فیها مادة ( جسم عیسى ) ماء محققا مع رطوبة متوهمة من نفخ جبریل ، فخلق جسم عیسى الذی هو محل روحه ( من ماء محقق من مریم ) عن سریان الشهوة فیها ( وماء متوهم من نفخ جبریل ) ، وهو بهذا التوهم أفاد ماءها البارد غیر القابل للروح اعتدالا أوجب قبوله إیاه ( سرى ) أی : حصل ذلک الماء ضمنا ( فی رطوبة ذلک النفخ ) ، فإنها وإن کانت متوهمة فهی من حیث هی عرض لا تتصور بدون المحل ، والأصل فی محلها الماء ، وإنما کانت لهذا النفخ رطوبة مع کونه من الملک ؛ لأنه لا تمثل لصورة البشر الذی هو حیوان فلا نفخة عن رطوبة ؛ ( لأن النفخ من الجسم الحیوانی رطب لما فیه ) أی : فی الجسم الحیوانی ( من رکن الماء ) .

 

فنفخه ، وإن کان إخراجا للهواء من باطنه ، فهواؤه لا یخلو من اختلاط الماء ، وهو وإن کان متوهما ؛ فهو فی حکم المحقق ، ( فیکون جسم عیسى من ماء متوهم ) من نفخ جبریل ، ( وماء محقق ) من سریان الشهوة فی مریم ، وکان مقتضى هذا خروج عیسى فی صورة مرکبة من البشریة والملکیة .

ولکنه ( خرج على صورة البشر ) متمحضة ( من أجل أمه ، ومن أجل ) عیسى علیه السّلام ( تمثل جبریل ) فی صورة البشر ، فإنه کما أثر توهم الماء اعتدالا فی مادته أثر توهم الصورة البشریة تمحض الصورة البشریة فی صورته اقتضت الحکمة الإلهیة ذلک ؛ ( لئلا یقع التکوین فی هذا النوع الإنسانی ) ، وإن کان على خرق العادة فی إیجاد الولد بلا أب ( إلا على الحکم المعتاد ) من الجمع بین مائین ، ولو على وجه التوهم رعایة للحکمة بقدر الإمکان ، فکأنه جامع للعادة ولخرقها فهو أعظم من خرق العادة وحده ، وإذا کان روح عیسى من اللّه ، وإن نقله جبریل .

قال رضی الله عنه :  ( فخرج عیسى علیه السّلام یحیی الموتى ؛ لأنه روح ) من خواصه الإحیاء سیما أنه ( إلهی ) ، ویختص به الإحیاء الحقیقی ، والحاصل من الأرواح ظهور الحیاة البشریة علیها من اللّه ، فکان ( الإحیاء ) العیسوی فی الواقع ( للّه والنفخ ) الموجب لإشراقها فی الموتى هو الواقع ( لعیسى ) ، فاجتمع فی الإحیاء العیسوی الذی أسند إلیه حقیقة باعتبار الظهور منه ، وإن کان مسندا إلى اللّه باعتبار الإیجاد منه حقیقة .

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فسرت الشهوة فی مریم:

فخلق جسم عیسى من ماء محقق من مریم ومن ماء متوهم من جبریل، سرى فی رطوبة ذلک النفخ لأن النفخ من الجسم الحیوانی رطب لما فیه من رکن الماء.

فتکون جسم عیسى من ماء متوهم وماء محقق، وخرج على صورة البشر من أجل أمه، ومن أجل تمثل جبریل فی صورة البشر حتى لا یقع التکوین فی هذا النوع الإنسانی إلا على الحکم المعتاد.

فخرج عیسى یحیی الموتى لأنه روح إلهی، وان الإحیاء لله والنفخ لعیسى، کما کان النفخ لجبریل والکلمة لله. ) .

 

قال رضی الله عنه :  ( فسرت الشهوة فی مریم ) بذلک النفخ الحاصل من الصورة الاعتدالیّة البشریّة تمثّلا عند انبساطها ، ( فخلق جسم عیسى من ماء محقّق من مریم وماء متوهّم من جبرئیل ، سرى فی رطوبة ذلک النفخ ) سریان الشهوة فی مریم بالنفخ فإنّ للوهم سلطانا فی أمر الشهوة وسائر ما به یعمل القوى الفعلیّة فی الإنسان .

 

وذلک لأنّ الوهم فی المملکة الإنسانیّة بیده إطلاق دیوان التحریک وتحت أمره عمّال قضایا الفعل والتأثیر ، ولذلک ترى الوهم یؤثّر فی الذائقة - عند تخیّل الحموضة أو رؤیتها وتذکَّر ما یتبع ذوقها - مثل ما یتبعه فی الوجود العینیّ .

ومن ثمّة کثیرا ما تتحرک به الشهوة ویستفرغ منه المنی ، وذلک إنما یکون عند وجود محلّ یقبل ذلک ، کحالة انبساط مریم عند رؤیة الصورة البشریّة الاعتدالیّة متوجّهة إلیها لأن یسرى فیها الشهوة ، وکحال النفخ فی الجسم الحیوان ، لسریان الماء فیه .

 

قال رضی الله عنه :  ( لأنّ النفخ من الجسم الحیوانیّ رطب ، لما فیه من رکن الماء ، فتکوّن  جسم عیسى من ماء متوهّم وماء محقّق ) .

فلئن قیل : إنما یکون الماء متوهّما إذا لم یکن له صورة فی العین ، وحیث بیّن أن النفخ من الجسم الرطب الحیوانیّ مشتمل على رکن الماء بالفعل کیف یکون متوهّما ؟

قلنا : إنّ الماء وإن کان له وجود عینیّ وصورة مشخّصة فی النفخ المذکور ، ولکن من حیث أنّه یصلح لأن یکون مبدأ لتکوّن جسم إنسانیّ هو معنى جزئیّ إنما یدرکه الوهم ، بل الوهم هو الذی حصّل للماء المذکور ذلک المعنى - على ما لا یخفى .

فهذا الوهم من مریم ، لا من جبرئیل - کما توهّمه البعض بأنّه سلطان العناصر - لأنّه لو کان کذلک جعل بسلطنته ذلک الماء محقّقا لا متوهّما ، کیف - ولا یطلق على الملک التوهّم إلا بضرب من التمحّل .

""أضاف المحقق : فیها إشارة إلى ما قاله الکاشانی : الماء المتوهم جاز أن یکون من توهمها أن الولد لا یکون إلا من ماء الرجل ، فخلق الماء من النفخ بقوة وهمها وأن یکون من جهة جبرئیل ، لأنه سلطان العناصر ،یقدر أن یجری من نفسه الرحمانی روح الماء فی النفخ ، فیحصله ماء.""

 

صورة عیسى علیه السّلام

قال رضی الله عنه :  (وخرج على صورة البشر من أجل امّه ، ومن أجل تمثّل جبرئیل فی صورة البشر ، حتى لا یقع التکوین فی هذا النوع الإنسانی إلا على الحکم المعتاد )

وهو أن یکون من الأبوین ، من ذلک النوع ، وعلى صورته الطبیعیّة إذ لو لم یتمثّل جبرئیل فی صورة البشر لما کان التکوین على الحکم المعتاد ، وذلک لأن التکوین والإیجاد هو الظهور من المکوّن بصورة الأثر ، فلا بدّ للفاعل من أن یتصوّر بصورة ما أراد مفعوله علیها ، حتّى یتمّ التصوّر بصورته ، فلذلک تمثّل جبرئیل بصورة البشر لأجل ذلک الحکم المعتاد والوجوب العادی.

 

ولذلک أیضا ورد  : " إن الله تعالى یتجلَّى فی الصورة الإنسانیة عند تخمیره طینة آدم " .

ولا بدّ هاهنا من أن یکون مفعوله - وهو جسم عیسى - على الصورة المذکورة من التشکَّل بالشکل المعهود من تلک الأفراد ، لئلَّا یتنفّر منه طباع المستکملین من بنی نوعه فیفوت الغایة المطلوبة من الإنباء والإرسال ، وذلک لأنّ تخالف الصور بالشخص تقتضی التوحّش ، کما أنّ توافقها توجب المؤانسة .

 

رمز إحیاء الموتى بید عیسى علیه السّلام

قال رضی الله عنه :  ( فخرج عیسى یحیى الموتى لأنّه روح إلهی ) کما سبق بیانه من أنّ معنویة تلک الکلمة وروحها إنّما کذا حصل من الحضور الذی حصل لمریم مع الله بجمعیة منها تامّة عند رؤیتها الصورة البشریّة الاعتدالیّة فی أیّام انتباذها من القوم مکانا شرقیّا ، أعنی أیّام نقائها من الحیض ، فإنّ فیها مزید هیجان لشهوة النسوان ، وزمان وقوعها فی مکان یشرق فیها نیّر الإظهار والإشعار .

ثمّ إن أمر التوهّم والتحقّق - الذین فی أصل خلقة الکلمة العیسویّة لهما دخل فی سائر أحکامها . ولذلک قال : ( وکان الإحیاء لله ، والنفخ لعیسى ) فی صورة إحیاء عیسى الموتى ( کما کان النفخ لجبرئیل والکلمة لله ) فی صورة تکوین عیسى .

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فسرت الشهوة فی مریم:

فخلق جسم عیسى من ماء محقق من مریم ومن ماء متوهم من جبریل، سرى فی رطوبة ذلک النفخ لأن النفخ من الجسم الحیوانی رطب لما فیه من رکن الماء.

فتکون جسم عیسى من ماء متوهم وماء محقق، وخرج على صورة البشر من أجل أمه، ومن أجل تمثل جبریل فی صورة البشر حتى لا یقع التکوین فی هذا النوع الإنسانی إلا على الحکم المعتاد. فخرج عیسى یحیی الموتى لأنه روح إلهی، وان الإحیاء لله والنفخ لعیسى، کما کان النفخ لجبریل والکلمة لله. ) .  

 

قال رضی الله عنه :  ( فسرت الشهوة فی مریم:  فخلق جسم عیسى من ماء محقق من مریم ومن ماء متوهم من جبریل، سرى فی رطوبة ذلک النفخ لأن النفخ من الجسم الحیوانی رطب لما فیه من رکن الماء. فتکون جسم عیسى من ماء متوهم وماء محقق، وخرج على صورة البشر )

 

 قال رضی الله عنه :  ( فسرت الشهوة فی مریم ) بذلک النفخ الحاصل من الصورة الاعتدالیة المتمثلة البشریة عند انبساطها ( فخلق جسم عیسى من ماء محقق ) من مریم بلا واسطة توهم أحد .

قال رضی الله عنه :  ( ومن ماء متوهم من جبریل ) توهمته مریم فترتب وجود ذلک الماء على توهمها فإن وجود بعض الأشیاء قد یترتیب على توهمه کترتب السقوط عن الجذع على توهمه ( سرى ) ذلک الماء المتوهم ( فی رطوبة ذلک النفخ ) المتوهمة سرایة فی وهم مریم فتحقق مطابقا لما توهمته ، وإنما توهمت مریم سرایة الماء فی رطوبة النفخ.

 

قال رضی الله عنه :  ( لأن ) ذلک ( النفخ ) إنما وقع ( من ) جبریل حال تمثله فی صورة الجسم الحیوانی الذی هو صورته البشریة والنفخ ، أی الهواء المنفوخ ( من الجسم الحیوانی رطب ) لا محالة ( لما فیه من رکن الماء ) ، فتسری منه الرطوبة إلى الهواء المنفوخ فیصیر ماء ، فتوهمت مریم نفخ جبریل على هذه الحالة ، فتولدت من توهمها الماء.

قال رضی الله عنه :  ( وکوّن جسم عیسى من ماء متوهم ) حققه وهم مریم ( ومن ماء محقق من مریم ) لا دخل لتوهمها فی تحققه ، ویمکن أن یراد بالماء المتوهم الهواء المنفوخ المحقق الذی مائیته متوهمة ، فتکوّن جسم عیسى من ماء تحقق ومن هواء منفوخ توهمت فیه المائیة ، أو یراد بالماء المتوهم ما لا یکون له تحقق فی الخارج .

ویکون معنى تکون جسم عیسى منه أن له مرتبة الشرطیة فمتى لم تتوهم هذا الماء لم یتکون جسم عیسى من الماء المحقق ( وخرج ) عیسى ( على صورة البشر ) دون الملک

 

قال رضی الله عنه :  ( من أجل أمه، ومن أجل تمثل جبریل فی صورة البشر حتى لا یقع التکوین فی هذا النوع الإنسانی إلا على الحکم المعتاد. فخرج عیسى یحیی الموتى لأنه روح إلهی، وان الإحیاء لله والنفخ لعیسى، کما کان النفخ لجبریل والکلمة لله. )

 

قال رضی الله عنه :   ( من أجل أمه ومن أجل تمثل جبریل فی صورة البشر ) وإنما مثل فی صورة البشر .

( حتى لا یقع التکوین فی هذا النوع الإنسانی إلا على الحکم المعتاد ) الذی جرت به العادة غالبا وهو تولد من شخصین إنسانیین ، ولما ذکر رضی اللّه عنه أن عیسى علیه السلام روح من اللّه نفخه جبریل فی مریم وکلمته ألقاها إلى مریم ، وإن تکوّن جسمه إنما هو من ماء محقق وماء متوهم ، أراد أن یبین أن الأحوال الجاریة علیه أیضا مناسبة لهذه الأمور .

 

فقال رضی الله عنه :  ( فخرج عیسى علیه السلام ) بحیث کان ( یحیی الموتى لأنه روح إلهی ) ومن خصائص الروح الحیاة والإحیاء ( وکان ) فی صورة إحیائه ، أی إحیاء عیسى الموتى ( الإحیاء ) بحسب الحقیقة ( للّه والنفخ ) الذی یترتب علیه الإحیاء صورة ( لعیسى کما کان ) فی صورة تکوین عیسى ( النفخ ) ، أی نفخ الکلمة فی مریم ( لجبریل والکلمة ) المنفوخة ( للّه ) فکان النفخ من عیسى بمنزلة النفخ من جبریل .

وکان کون الإحیاء حقیقة من اللّه وصورة من عیسى ککون الکلمة حقیقة من اللّه وصورة من جبریل.


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص 352

فسرت الشهوة فی مریم: فخلق جسم عیسى من ماء محقق من مریم و من ماء متوهم من جبریل، سرى فی رطوبة ذلک النفخ من الجسم لأن النفخ من الجسم الحیوانی رطب لما فیه من رکن الماء.

پس شهوت در مریم سارى شد و جسم عیسى از آبى که از مریم محقق شد و از آب متوهمى که از جبرئیل در رطوبت آن نفخ سارى شد، خلق گردید، زیرا نفخ از جسم حیوانى رطب است چون که رکن آب در اوست.

فتکوّن جسم عیسى من ماء متوهم و ماء محقق، و خرج على صورة البشر من أجل‏ أمه، و من أجل تمثل جبریل فی صورة البشر حتّى لا یقع التکوین فی هذا النوع الإنسانی إلّا على الحکم المعتاد.

چون مریم ‌می‌دانست که انسان از منى مرد و زن متولد ‌می‌شود توهم کرد که این آب متمثّل مانند آب مرد مولّد ولد است. پس وهم او تأثیر تامّ نمود و «العارف یخلق بهمته» در او صدق آمد. اگر گویى چون نافخ جبرئیل بود و ولد، سرّ أبیه است واجب این بود که عیسى به صورت روحانیین باشد. جواب اینکه آن آب محقق‏ (آب محقّق از مریم، آب متوهّم نیز از مریم ولى با تصوّر از جبرئیل.) از مادرش بود و او بشر بود که به حکم معتاد و متعارف، فرزند این نوع، انسانى متکوّن ‌می‌شود.

تمثل جبرئیل هنگام نفخ به صورت بشرى و صورتى که زن هنگام مواقعه تخیل ‌می‌کند تاثیرى عظیم در صورت ولد دارد حتى گفته شده زنى فرزندى زایید که صورتش صورت بشر بود و جسمش جسم مار. چون از وى علت را پرسیدند گفت: در حین مواقعه چشمم به مارى افتاد که آن اثر را بخشید.( حضرت شعیب( ع) به حضرت موسى( ع) فرمود: همه بره‌هاى دو رنگ که از گوسفندان گله من متولد شود از آن تو باشد. جناب موسى( ع) موقع مواقعه گوسفندان پارچه‌اى که به نقوش سیاه و سفید منقوش بود نزد گوسفندان مى‌برد. اکثر بره‌‏ها به آن شکل در آمد که حضرت شعیب وعده کرده بود.« نفایس الفنون، کتاب تواریخ، داستان موسى.»)

[عیسى به گونه‌ای متولد شد که مردگان را زنده ‌می‌کرد]

فخرج عیسى، یحیی الموتى، لأنه روح إلهی و کان الإحیاء للَّه و النفخ لعیسى، کما کان النفخ لجبریل و الکلمة للَّه، 

پس عیسى به گونه‌ای متولد شد که مردگان را زنده ‌می‌کرد. چون روح الهى بود و احیا مر خدا را بود و نفخ از عیسى بود. چنانکه نفخ، جبرئیل را بود و کلمه مر خداى را (و به حکم الولد سرّ أبیه کار پدر را ‌می‌کرد)


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص:۶۹۸-۷۰۰

فسرت الشّهوة فى مریم فخلق (و خلق- خ) جسم عیسى من ماء محقّق من مریم، و من ماء متوهّم من جبرئیل، سرى فى رطوبة ذلک النّفخ لأنّ النّفخ من الجسم الحیوانى رطب لما فیه من رکن الماء.

بدانکه «شهوت» که عبارت است از میل تامّ، روح معنوى است. و آن محبت ذاتیّه است که سبب وجود عالم گشت‏  کما قال تعالى‏

«فأحببت أن أعرف»

پس چون ارادت حقّ سبحانه و تعالى متعلّق شد به خلق عیسى علیه السلام از مریم، شهوت کامنه در وى به حرکت آمد به امر الهى. پس نفخ کرد در وى روح الامین در حالت تمثّل به صورت بشریّت و در آن نفخه آبى بود مشابه بخار، زیرا که در نفس اجزاى صغار مائیّه هست مختلط به اجزاى هوائیّه، لاجرم آفریده شد جسم عیسى علیه السلام از ماء محقق از مریم و از ماء متوهّم از جبرئیل.

پس اگر گوئى از دو ماء متولّد شد رواست. و اگر گوئى از ماء متوهّم به منزله شرط تکوّن بود، و اگر بر این تقدیر گوئى چگونه متصوّرست حصول ولد تنها از ماء انثى و آن را حرارت تامّه صالحة للتولید نیست‏ بلکه آن از شروط تکوین است، و نیز گفته‏‌اند منى رجل به منزله بذر است که ولد ازو متولد مى‏‌شود، پس بى‏او حصول ولد ممکن نباشد.

گوئیم چرا جائز نیست که در هنگام ظهور روح الامین نزد مریم فائض گردد بر وى حرارت غریزیّه‏اى که صالح باشد مر تولید را به تخصیص چون ارادت حقّ متعلّق شود بدان و قد قال رسول اللّه صلى اللّه علیه و سلّم: «إذا أراد اللّه بعبد خیرا هیّأ أسبابه»

بلکه در قدرت مطلق هست که بى‏وجود والدین ایجاد کند چون آدم علیه السلام و چون عزیر؛ و نیز قادر است که بى‏‌وجود مرأة ایجاد کند چون حوا از آدم علیهما السلام.

و منى رجل به منزله بذر بودن منافى نیست بودن منى مرأة را به منزله بذر، و هیچ احدى را دلیل بر عدم این نیست بلکه دلیل بر وجودش قائم است چه نفس هر یکى را قوّت تولید مثل هست. پس [اگر] منى مرأة صالح تولید مثل نباشد، در مرأة این قوّت فایت باشد غایة ما فى الباب این قوت در نفس رجل اقوى باشد و گاه مى‏باشد که تأثیر نفس مرأة از نفوس بسیارى از رجال اقوى مى‏باشد خصوصا که‏ نفس مرأة مرآت تجلّیات الهیّه گردد، پس نفسى که بدین حلیه کمال و زیور جمال متحلّى باشد چون اراده حصول نتیجه کند از تأثیر او حرارت غریزیّه صالحة للتولید در بدن حاصل گردد، چنانکه پیش ازین دانسته‏اى که عارف به همّت خود خلق مى‏کند هرچه مى‏خواهد از براى اتصافش به صفات الهیّه و عادتى که آن سنّت الهیّه است منع قدرتى که خارق عادت باشد نمى‏کند. پس به تولّد عیسى، بى‏‌پدر تمام شد اقسام اربعه‌‏اى که مر ولادت راست که آن حصول ولد است بى‏والدین، و حصول او به هر دو، و حصول تنها به ذکر، و حصول تنها به انثى، فسبحان الّذى هو على کلّ شى‏ء قدیر.

فتکوّن جسم عیسى من ماء متوهّم و من ماء محقّق، و خرج على صورة البشر من أجل أمّه، و من أجل تمثّل جبرئیل على صورة (فى صورة- خ) البشر حتّى لا یقع التّکوین فى هذا النّوع الإنسانى إلّا على الحکم المعتاد.

جواب سؤال مقدرست که اگر قائلى گوید که چون نافخ جبرئیل بود و ولد سرّ پدر خویش است واجب آن بود که عیسى علیه السلام بر صورت روحانیین ظاهر شدى.

پس در جواب مى‏‌گوید که بر صورت بشر بودنش از براى آنست که ماء محقق از امّ بود و او بشر است و جبرئیل نیز در حالت نفخ به صورت بشریّت بود و صورتى را که مرأة در حالت مواقعه تخیّل مى‌‏کند تأثیر عظیم است در صورت ولد. حتى مى‏‌گویند زنى فرزندى زاده آدمى چهره و مار جثّه، و چون پرسیده شد گفت در حالت مواقعه مار دیدم.

و شیخ تمثّل جبرئیل را به صورت بشریّه تعلیل مى‏کند به اینکه تا ایجاد در این نوع جز بر سنّت معتاده نباشد؛ و نیز صورت انسانیّه اشرف صور است و اگر بر غیر صورت انسان بود مناسبت نیز میان او و قومش نبودى و در تأثیر دعوت مناسبت واجب است کما قال تعالى‏ وَ لَوْ جَعَلْناهُ مَلَکاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا وَ لَلَبَسْنا عَلَیْهِمْ ما یَلْبِسُونَ‏.

فخرج عیسى یحیى الموتى لأنّه روح إلهى، و کان الإحیاء للّه و النّفخ لعیسى کما کان النّفخ لجبرئیل و الکلمة للّه.

یعنى چون وجود عیسى علیه السلام به نفخ جبرئیلى بود بى‏‌واسطه پدر بشرى، و روح او فائض از حضرت الهیّه بى‏واسطه روحى از ارواح یا اسمى از اسماء، عیسى در وجود خارجى متّصف شد به صفت الهیّه که آن احیاى موتى است از براى غلبه لاهوتیّت او بر ناسوتیتش و سلطان روحانیّت او بر جسمانیّتش تا بدین واسطه او را روح اللّه خواندند و به شرف مصادقت ارتفاع به سوى سما که مقام ملائکه است مشرّف گشت.

و احیاء و نفخ اگرچه ظاهرا هر دو از عیسى حاصل مى‏شد؛ امّا احیا را شیخ- قدّس اللّه سرّه- نسبت به حقّ کرد زیرا که صفات کمالیّه بالاصاله خداى را است و به تبعیّت غیر او را. و از براى همین معنى نفخ را اضافت به جبرئیل کرد، و افاضت کلمه را به خداى. بیت:

جمله خوبان ز حسن او همى‏‌دزدند حسن‏ غیر را ملک از کجا حسن از کجا اى جان من؟


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص:۶۱۵

فسرت الشّهوة فی مریم: فخلق جسم عیسى من ماء محقّق من مریم و من ماء متوهّم من جبریل سرى فی رطوبة ذلک النّفخ لأنّ النّفخ من الجسم الحیوانىّ رطب لما فیه من رکن الماء.

فتکوّن جسم عیسى من ماء متوهّم و ماء محقّق.

شرح مراد از شهوت و سرایت آن در مریم محبت است، که عرفا گفته‏اند که: شهوت روحى است معنوى، زاده از مادر طبیعت، و آن که سبب ایجاد عالم گشت اگر در عامه ظهور کند شهوت خوانند، و در بدایت امر سالک، ارادت خوانند، و در اوسط حال عشق گویند، و در مرتبه کمال محبّت نامند.

و خرج على صورة البشر من أجل امّه، و من أجل تمثیل جبریل فی صورة البشر حتّى لا یقع التّکوین فی هذا النّوع الإنسانىّ إلّا على الحکم المعتاد. فخرج عیسى یحیى الموتى لأنّه روح إلهىّ، و کان الإحیاء للَّه و النّفخ لعیسى؛ کما کان النّفخ لجبریل و الکلمة للَّه.

شرح یعنى از آن که لاهوتیّت بر ناسوتیّت عیسى غالب بود، و روحانیّت‏ بر جسمانیّت او راجح، از گذر نفخ وى مرده زنده شدى، لیک محیى حق بود؛ چنانکه نفخ از جبریل بود و القاى کلمه از حق.