عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الحادیة عشر :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (ولیس ذلک فی الصورة الحسیة لغیره، بل کل شخص منسوب إلى أبیه الصوری لا إلى النافخ روحه فی الصورة البشریة.

فإن الله إذا سوى الجسم الإنسانی کما قال تعالى «فإذا سویته» نفخ فیه هو تعالى من روحه فنسب الروح فی کونه وعینه إلیه تعالى.

وعیسى لیس کذلک، فإنه اندرجت تسویة جسمه وصورته البشریة بالنفخ الروحی، وغیره کما ذکرناه لم یکن مثله.

فالموجودات کلها کلمات الله التی لا تنفد، فإنها عن «کن» وکن کلمة الله. فهل تنسب الکلمة إلیه بحسب ما هو علیه فلا تعلم ماهیتها، أو ینزل هو تعالى إلى صورة من یقول «کن» فیکون قول کن حقیقة لتلک الصورة التی نزل إلیها وظهر فیها؟

فبعض العارفین یذهب إلى الطرف الواحد، وبعضهم إلى الطرف الآخر، وبعضهم یحار فی الأمر ولا یدری. ).


قال رضی الله عنه :  (ولیس ذلک فی الصّورة الحسّیّة لغیره ، بل کلّ شخص منسوب إلى أبیه الصّوری لا إلى النّافخ روحه فی الصّورة البشریّة .  فإنّ اللّه إذا سوّى الجسم الإنسانیّ کما قال :فَإِذا سَوَّیْتُهُ [ الحجر : 29 ] نفخ فیه هو تعالى من روحه . فنسب الرّوح فی کونه وعینه إلیه تعالى . وعیسى لیس کذلک ، فإنّه اندرجت تسویة جسمه وصورته البشریّة بالنّفخ الرّوحیّ ، وغیره کما ذکرناه لم یکن مثله .  فالموجودات کلّها کلمات اللّه الّتی لا تنفذ ، فإنّها عن « کن » وکن کلمة اللّه . فهل تنسب الکلمة إلیه بحسب ما هو علیه فلا تعلم ماهیّتها أو ینزل هو تعالى إلى صورة من یقول « کن » فیکون قول کن لتلک الصّورة الّتی نزل إلیها وظهر فیها ؟

فبعض العارفین یذهب إلى الطّرف الواحد ، وبعضهم إلى الطّرف الآخر ، وبعضهم یحار فی الأمر ولا یدری . )

 

قال رضی الله عنه :  (ولیس ذلک) ، أی الوجوه الثلاثة المذکورة (فی الصورة الحسیة لغیره) ، أی عیسى علیه السلام من جمیع الناس ولا لآدم علیه السلام ، فإن اللّه تعالى ما خلقه بواسطة ملک تصوّر فی صورة بشر ، وإنما خمر طینته بقدرته سبحانه ، ثم سواها بلا واسطة ونفخ فیه من روحه بلا واسطة ، والمثلیة فی قوله تعالى :إِنَّ مَثَلَ عِیسى عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍثم قال له کن فیکون باعتبار ما ذکره من خلقه من تراب ، ثم تکوینه له بنفخ الروح فیه ولا واسطة بالنظر إلیه تعالى ، ولهذا قال فی عیسى علیه السلام : فَنَفَخْنا فِیهِ مِنْ رُوحِنا [ الأنبیاء : 91 ] .

 

ولم یذکر سبحانه واسطة نفخ الملک ، وهذا معنى التقیید بالعندیة فی قوله تعالى :إِنَّ مَثَلَ عِیسى عِنْدَ اللَّهِ، ولم یطلق سبحانه : فإِنَّ مَثَلَ عِیسى عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ.

وأما مثله عندنا فلیس کذلک لاعتبارنا الواسطة کما هی کذلک فی عیسى علیه السلام دون آدم علیه السلام .

ولهذا اعتبرها سبحانه فی موضع آخر من کلامه حیث قال : " فَأَرْسَلْنا إِلَیْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِیًّا قالَتْ إِنِّی أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْکَ إِنْ کُنْتَ تَقِیًّا ( 18 ) قالَ: " إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّکِ لِأَهَبَ لَکِ غُلاماً زَکِیًّا " ( 19 ).

بل کل شخص من الناس منسوب إلى أبیه الصوری المتوجه على إلقاء نطفته فی رحم أمه ؛ ولهذا قال تعالى : " ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ " [ الأحزاب : 5 ] .

وقال تعالى : "وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ"  [ البقرة : 332 ] ، وهو الأب ، فإذا زال حکم الدنیا وتکوین الناس فیها عن الوسائط الظاهرة فی الطبیعة وکان یوم القیامة ظهرت عندیة اللّه .

 

قال تعالى : " فَإِذا نُفِخَ فِی الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَیْنَهُمْ یَوْمَئِذٍ وَلا یَتَساءَلُونَ" [ المؤمنون : 101 ] ، وسبب ذلک النشأة الأخرى التی یتکوّن فیها الکل عن أمر اللّه تعالى من غیر واسطة .

وقال تعالى  " :یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ ( 34 ) وَأُمِّهِ وَأَبِیهِ " [ عبس : 34 - 35 ].

 

وذلک لبطلان النشأة التی کانت فی الدنیا مبنیة على السببیة بالوسائط وارتفاع الأنساب بالنشأة التی قال تعالى : " وَأَنَّ عَلَیْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى( 47 )" [ النجم : 47 ]

فیشبه الناس حینئذ خلق آدم علیه السلام بظهور الأمر لهم فی عین ما طلبه إبراهیم علیه السلام فی الدنیا بقوله :" رَبِّ أَرِنِی کَیْفَ تُحْیِ الْمَوْتى" [ البقرة : 260 ] .

فیریهم اللّه تعالى کلهم کیف یحیی الموتى فی ذلک الیوم الآخر وهو قوله تعالى : " یَوْمَ یَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِینَ "( 6 ) [ المطففین : 6 ] ، أی لا لأنفسهم ولا لبعضهم بعضا لا منسوب إلى الحق تعالى النافخ فیه روحه من أمره تعالى فی الصورة البشریة التی صورناها من النطفة فی رحم الأم بالملک الذی أرسله لذلک .

 

فإن اللّه تعالى إذا سوى الجسم الإنسانی من النطفة فی الرحم کما قال تعالى فی آدم علیه السلام من غیر واسطة ، وفی غیره بواسطة الملک المرسل إلى الرحم کما ورد فی الحدیث فإذا سویته والتسویة تصویره فی الصورة الإنسانیة ونفخ فیه ، أی فی ذلک الجسم المسوّى هو ، أی اللّه تعالى من روحه فنسب الروح فی کونه ، أی وجوده لنفسه وفی عینه ، أی تعینه بالصورة المخصوصة المنفوخ هو فیها إلیه تعالى فقیل : روح اللّه .

وقال تعالى: " فَأَرْسَلْنا إلیها رُوحَنا " [ مریم : 17 ]

وقال تعالى : " وَنَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی"  [ الحجر : 29 ] .

 فالروح منسوب إلى اللّه تعالى قبل النفخ وبعده ، لأنه مخلوق من أمره بلا واسطة .

وعیسى علیه السلام فی خلقته لیس کذلک ، أی لیس مثل کل شخص من الناس فإنه اندرجت تسویة جسمه وصورته البشریة بالنفخ الروحی فیه فکان النافخ مسویا جسمه وصورته الإنسانیة ومعطیا له الروح فیها بفعل واحد وهو النفخ الواحد وغیره .

 

أی غیر عیسى علیه السلام من کل شخص من الناس کما ذکرناه قریبا لم یکن مثله ، أی مثل عیسى علیه السلام بل کان جسمه الإنسانی قد سوّاه اللّه تعالى أوّلا ، فلما تمت تسویته نفخ فیه من روحه فلم یخلق اللّه تعالى أحدا کخلقه عیسى علیه السلام أصلا ، ولهذا صحت فیه الوجوه الثلاثة المذکورة دون غیره من المخلوقات .

وإن صح فی کل شیء أن یقال إنه کلمة اللّه وإنه روح اللّه وإنه عبد اللّه باعتبار خلق اللّه تعالى کل شیء بقوله :کُنْ فَیَکُونُوقیام کل شیء به تعالى ، لأنه الحی القیوم وبأمره سبحانه کما قال : "أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ " [ الروم : 25 ] ، ویتنزل الأمر بینهنّ .

وقال :" ذلِکَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَیْکُمْ " [ الطلاق : 5 ] ، وأخبر

 

أن کل شیء یسبح بحمده ولا یسبح إلا ذو روح ، فکل شیء له روح من أمر اللّه قیوم علیه باللّه ، وکل شیء عبد اللّه کما قال سبحانه :إِنْ کُلُّ مَنْ فِی السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِی الرَّحْمنِ عَبْداً( 93 ) [ مریم : 93 ].

 ولکن لم یخلق اللّه تعالى شیئا مثل کیفیة خلقه لعیسى علیه السلام کیفیة باعتبار ترتیب الوسائط لا باعتباره وهو سبحانه الخالق لکل شیء ، لأنه مافِی خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ[ الملک : 3 ]

وخلقه کله سواء بالنسبة إلیه تعالى کما ذکرناه ، وإنما الفرق بالنسبة إلینا ؛ ولهذا قال تعالى :إِنَّ مَثَلَ عِیسى عِنْدَ اللَّهِکما قدمناه .

 

فالموجودات کلها المحسوسات منها والمعقولات والموهومات کلمات اللّه تعالى التی لا تنفد

کما قال سبحانه : " قُلْ لَوْ کانَ الْبَحْرُ مِداداً لِکَلِماتِ رَبِّی لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ کَلِماتُ رَبِّی وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً "( 109 ) [ الکهف : 109 ] .

وقال تعالى : " وَلَوْ أَنَّ ما فِی الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ یَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ کَلِماتُ اللَّهِ " [ لقمان : 27 ] فإنها ، أی جمیع الموجودات صادرة عن اللّه تعالى بقوله سبحانه کن لکل شیء منها فیکون وکن کلمة اللّه تعالى ، وقد تضمنت الشیء لتوجهها به علیه ، فالشیء لها بمنزلة الحروف الحاملة بطریق الدلالة للمعنى المراد ، وکُلُّ شَیْءٍ هالِکٌ إِلَّا وَجْهَهُوهو کن لتوجهها منه تعالى لأنها أمره ، فالأمر الإلهی هو الکلام النفسی ، والخلق بمنزلة الکلام اللفظی کما قال تعالى :"أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ "[ الأعراف : 45 ].

  

فهل تنسب الکلمة الإلهیة التی هی کن إلیه تعالى بحسب ما هو تعالى علیه من التنزیه المطلق الذی لا یعلم به إلا هو فلا تعلم ، أی لا یعلم أحد ماهیتها ، أی تلک الکلمة کباقی حضراته تعالى فنسلمها له ونؤمن بها على ما یعلمه هو منها لا على ما نعلم نحن ، لأنه تعالى یعلم ونحن لا نعلم جمیع ما یکون له سبحانه کما قال :وَاللَّهُ یَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ[ البقرة : 216 ] .

وقال الملائکة : " سُبْحانَکَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا " [ البقرة : 32 ]

أو نقول : ینزل هو ، أی اللّه تعالى إلى صورة من یقول من ملائکة أو بعض خلقه کن للشیء الذی یریده اللّه تعالى .

 

فیکون حینئذ قول کن حقیقة معلومة لنا منسوبة لتلک الصورة التی نزل إلیها الحق تعالى فتجلى بها وظهر فیها بقیومیته علیه

فبعض العارفین من أهل اللّه تعالى یذهب إلى الطرف الواحد وهو الأوّل.

وبعضهم أی العارفین یذهب إلى الطرف الآخر وهو الثانی

وبعضهم ، أی العارفین یحار فی الأمر الإلهی ولا یدری ما هو .

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (ولیس ذلک فی الصورة الحسیة لغیره، بل کل شخص منسوب إلى أبیه الصوری لا إلى النافخ روحه فی الصورة البشریة.

فإن الله إذا سوى الجسم الإنسانی کما قال تعالى «فإذا سویته» نفخ فیه هو تعالى من روحه فنسب الروح فی کونه وعینه إلیه تعالى.

وعیسى لیس کذلک، فإنه اندرجت تسویة جسمه وصورته البشریة بالنفخ الروحی، وغیره کما ذکرناه لم یکن مثله.

فالموجودات کلها کلمات الله التی لا تنفد، فإنها عن «کن» وکن کلمة الله. فهل تنسب الکلمة إلیه بحسب ما هو علیه فلا تعلم ماهیتها، أو ینزل هو تعالى إلى صورة من یقول «کن» فیکون قول کن حقیقة لتلک الصورة التی نزل إلیها وظهر فیها؟

فبعض العارفین یذهب إلى الطرف الواحد، وبعضهم إلى الطرف الآخر، وبعضهم یحار فی الأمر ولا یدری. ).  

 

قال رضی الله عنه :  ( ولیس ذلک ) الاجتماع أولیس ذلک النفخ الحاصل فی الصورة الحسیة العیسویة حاصلا ( فی الصورة الحسیة ) البشریة ( لغیره ) حتى وقع فیه الخلاف الواقع بین أهل الملل فی عیسى علیه السلام ( بل کل شخص ) لعدم اجتماع حقائق هذه الوجوه فیه ( منسوب إلى أبیه الصوری لا إلى النافخ روحه فی الصورة البشریة ).

وإنما لم یکن لغیر عیسى علیه السلام من البشر ما کان لعیسى علیه السلام ( فإن اللّه تعالى إذا سوى الجسم الإنسانی کما قالفَإِذا سَوَّیْتُهُ *) فنفخت فیه من روحی فقعوا له ساجدین .

 

قوله رضی الله عنه  : ( نفخ فیه هو تعالى من روحه ) جواب لقوله إذا سوّى الجسم الإنسانی ( فنسب الروح فی کونه ) أی فی وجود الإنسان ( وعینه ) الحسی ( إلیه تعالى ) فکان نسبة الروح إلى اللّه فی حقه بعد التسویة ففصل بین تسویة الجسم والنفخ الروحی فی غیره فلم یسم روح اللّه ( وعیسى علیه السلام لیس کذلک فإنه اندرجت تسویة جسمه وصورته البشریة بالنفخ الروحی ) فلم یفصل بین تسویة الجسم العیسوی وبین روحه فلا یتقدم تسویة جسمه على نفخ روحه .

 

قال رضی الله عنه :  ( وغیره کما ذکرناه لم یکن مثله ) أی لم یکن مثل عیسى علیه السلام فی الخلقة فلا یکون غیر عیسى علیه السلام محلا للخلاف کما کان عیسى علیه السلام فإذا کان نافخ الروح هو اللّه ( فالموجودات کلها کلمات اللّه التی لا تنفد فإنها ) أی الموجودات صادرة (عن کن وکن کلمة اللّه ) فتنسب کلمة کن إلى اللّه .

إما بحسب مرتبة ألوهیة وإما بحسب نزوله إلى صورة من یقول کن لإحیاء الموتى ، وإلیه أشار بقوله ( فهل تنسب الکلمة إلیه تعالى بحسب ما هو علیه ) من مقام ألوهیته بدون النزول وتکلم بلسانه بکلمة کن فأحیا الموتى وخلق الطیر من صورة عیسى علیه السلام ( فلا تعلم ماهیتها ) حینئذ إذ کلمته عین ماهیته فلا تعلم ماهیته فلا تعلم کلمته .

 

قال رضی الله عنه :  ( أو ینزل هو تعالى إلى صورة من یقول ) له ("کُنْ فَیَکُونُ " قول کن حقیقة لتلک الصورة التی نزل ) الحق ( إلیها وظهر فیها ) وتکلم بکن لإحیاء الموتى وخلق الطیر ( فبعض العارفین یذهب إلى الطرف الواحد ) وهو أن اللّه متکلم بکلمة کن فی مقام ألوهیته وهو المحیی والخالق لا العبد ( وبعضهم إلى الطرف الآخر ) وهو أن اللّه متنزل فی صورة من یتکلم بکلمة کن فالخالق والمحیی هو العبد بإذن اللّه .

قال رضی الله عنه :  ( وبعضهم یحار فی الأمر ) أی فی صدور الأمر الخارق من العبد کالإحیاء وخلق الطیر ( ولا یدری ) من أی شیء هو أمن الحق أم من العبد لأن هذا العارف یعلم أن الإحیاء من الخصائص الإلهیة فشاهد صدوره من العبد فیحار فی نسبته إلى اللّه وإلى العبد لعدم ذوق هذا العارف من تلک المسألة.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (ولیس ذلک فی الصورة الحسیة لغیره، بل کل شخص منسوب إلى أبیه الصوری لا إلى النافخ روحه فی الصورة البشریة.

فإن الله إذا سوى الجسم الإنسانی کما قال تعالى «فإذا سویته» نفخ فیه هو تعالى من روحه فنسب الروح فی کونه وعینه إلیه تعالى.

وعیسى لیس کذلک، فإنه اندرجت تسویة جسمه وصورته البشریة بالنفخ الروحی، وغیره کما ذکرناه لم یکن مثله.

فالموجودات کلها کلمات الله التی لا تنفد، فإنها عن «کن» وکن کلمة الله. فهل تنسب الکلمة إلیه بحسب ما هو علیه فلا تعلم ماهیتها، أو ینزل هو تعالى إلى صورة من یقول «کن» فیکون قول کن حقیقة لتلک الصورة التی نزل إلیها وظهر فیها؟

فبعض العارفین یذهب إلى الطرف الواحد، وبعضهم إلى الطرف الآخر، وبعضهم یحار فی الأمر ولا یدری. ).  

 

قال رضی الله عنه :  (ولیس ذلک فی الصورة الحسیة لغیره، بل کل شخص منسوب إلى أبیه الصوری لا إلى النافخ روحه فی الصورة البشریة. فإن الله إذا سوى الجسم الإنسانی کما قال تعالى «فإذا سویته» نفخ فیه هو تعالى من روحه فنسب الروح فی کونه وعینه إلیه تعالى.

وعیسى لیس کذلک، فإنه اندرجت تسویة جسمه وصورته البشریة بالنفخ الروحی، وغیره کما ذکرناه لم یکن مثله. فالموجودات کلها کلمات الله التی لا تنفد، فإنها عن «کن» وکن کلمة الله. فهل تنسب الکلمة إلیه بحسب ما هو علیه فلا تعلم ماهیتها، أو ینزل هو تعالى إلى صورة من یقول «کن» فیکون قول کن حقیقة لتلک الصورة التی نزل إلیها وظهر فیها؟ فبعض العارفین یذهب إلى الطرف الواحد، وبعضهم إلى الطرف الآخر، وبعضهم یحار فی الأمر ولا یدری. ).  

معناه ظاهر.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (ولیس ذلک فی الصورة الحسیة لغیره، بل کل شخص منسوب إلى أبیه الصوری لا إلى النافخ روحه فی الصورة البشریة.

فإن الله إذا سوى الجسم الإنسانی کما قال تعالى «فإذا سویته» نفخ فیه هو تعالى من روحه فنسب الروح فی کونه وعینه إلیه تعالى.

وعیسى لیس کذلک، فإنه اندرجت تسویة جسمه وصورته البشریة بالنفخ الروحی، وغیره کما ذکرناه لم یکن مثله.

فالموجودات کلها کلمات الله التی لا تنفد، فإنها عن «کن» وکن کلمة الله. فهل تنسب الکلمة إلیه بحسب ما هو علیه فلا تعلم ماهیتها، أو ینزل هو تعالى إلى صورة من یقول «کن» فیکون قول کن حقیقة لتلک الصورة التی نزل إلیها وظهر فیها؟

فبعض العارفین یذهب إلى الطرف الواحد، وبعضهم إلى الطرف الآخر، وبعضهم یحار فی الأمر ولا یدری. ).  

 

قال رضی الله عنه :  (ولیس ذلک فی الصورة الحسیّة البشریة لغیره ، بل کل شخص منسوب إلى أبیه الصوری لا إلى النافخ روحه فی الصورة البشریة ، فإنّ الله إذا سوّى الجسم الإنسانی - کما قال : " فَإِذا سَوَّیْتُه ُ " نفخ فیه هو تعالى من روحه ، فنسب الروح فی کونه وعینه إلى الله تعالى ، وعیسى لیس کذلک ، فإنّه اندرجت تسویة جسمه وصورته البشریة بالنفخ الروحی ، وغیره - کما ذکرنا - لیس  کذلک ) .

 

یشیر رضی الله عنه : إلى أنّ صورة عیسى تکون بنفخ الروح الأمین ، فجسمه روح متجسّد متمثّل فی مادّة ، یعنی الرطوبة التی فی النفخ للإحیاء والحیاة ، وغیر عیسى لیس کذلک ، لأنّ الملک - بإذن الله - أو الله ینفخ فیه الروح بعد تسویة الجسم وإعداد الصورة البشریة المسوّاة المخلَّقة فی الرحم .

 

ثم قال رضی الله عنه : ( فالموجودات کلَّها کلمات الله التی لا تنفد ، فإنّها عین « کن » و « کن » کلمة الله ، فهل تنسب الکلمة إلیه بحسب ما هو علیه ، فلا تعلم ماهیتها ، أو ینزل هو - تعالى - إلى صورة من یقول له : « کن » فیکون قول : « کن » حقیقة لتلک الصورة التی نزل إلیها وظهر فیها ؟ فبعض العارفین یذهب إلى الطرف الواحد ، وبعضهم إلى الطرف الآخر ، وبعضهم یحار فی الأمر ، ولا یدری ) .

 

یشیر رضی الله عنه : إلى أنّ الموجودات کلَّها لمّا کانت تعیّنات الوجود الحق وتنوّعات صور تجلَّیاته الإلهیة ، فهی کلمات الله على ما مرّ مرارا ، ولأنّها صور «کن» فهی تحتمل اعتبارین:

أحدهما : اعتبارها من حیث وجودها الحقّ : فتترک مطلقة على حقیقتها ، فلا تعلم حقائقها ، فإنّها کلمات الله المطلقات ، کهو مطلقا .

والاعتبار الثانی : اعتبار تنزّل الوجود الحق إلى صور التعیّنات ، فیکون المتعیّن عین التعیّن ، فیکون کلمة « کن » إذن عین الصورة ، فذوق بعض العارفین اعتبر الوجه الأوّل ،

فقال : التعیّن عین المتعیّن بذلک التعین ، والمتعین عین الحقیقة المطلقة غیر المتعیّنة ، وعلى إطلاقه .

وبعضهم قالوا : نزل عن الإطلاق بالتعین فتعین ، فکان الوجود الحق المتعیّن فی کل تعیّن عین التعیّن وبحسبه على التعیین .


وبعضهم رأى احتمال الاعتبارین معا من غیر ترجیح ، فحار الحیرة الکبرى التی للأکابر . وأمّا أهل الأکملیة من أرباب الکمال فلم یحاروا ، بل قالوا بتحقّق الأمرین معا دائما فی کل عین عین ، وهذا الذوق من مشرب الختم ، ویختصّ بالخاتمیّین والمحمدیّین ، جعلنا الله وإیّاک منهم .

 

شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (ولیس ذلک فی الصورة الحسیة لغیره، بل کل شخص منسوب إلى أبیه الصوری لا إلى النافخ روحه فی الصورة البشریة.

فإن الله إذا سوى الجسم الإنسانی کما قال تعالى «فإذا سویته» نفخ فیه هو تعالى من روحه فنسب الروح فی کونه وعینه إلیه تعالى.

وعیسى لیس کذلک، فإنه اندرجت تسویة جسمه وصورته البشریة بالنفخ الروحی، وغیره کما ذکرناه لم یکن مثله.

فالموجودات کلها کلمات الله التی لا تنفد، فإنها عن «کن» وکن کلمة الله. فهل تنسب الکلمة إلیه بحسب ما هو علیه فلا تعلم ماهیتها، أو ینزل هو تعالى إلى صورة من یقول «کن» فیکون قول کن حقیقة لتلک الصورة التی نزل إلیها وظهر فیها؟

فبعض العارفین یذهب إلى الطرف الواحد، وبعضهم إلى الطرف الآخر، وبعضهم یحار فی الأمر ولا یدری. ).  

 

قال رضی الله عنه :  ( بل کل شخص منسوب إلى أبیه الصوری لا إلى النافخ روحه فی الصورة البشریة ، فإن الله إذا سوى الجسم الإنسانى کما قال – " فَإِذا سَوَّیْتُه " - نفخ فیه هو تعالى من روحه فنسب الروح فی کونه وعینه إلیه تعالى ، وعیسى لیس کذلک فإنه أدرجت تسویة جسمه وصورته البشریة بالنفخ الروحی وغیره کما ذکرنا لم یکن مثله ) .

هذا تقریر لما ذکر من أن صورة عیسى روحانیة غلبت علیها الصورة الممثلة المثالیة المنتسبة إلى النفخ بخلاف سائر البشر ، لأن کل شخص إذا سوى الله جسمه الصوری نفخ فیه روحه بعد تسویة جسده فنسب الروح فی کونه وعینه إلى الله ، بخلاف عیسى فإنه نفخ فی أمه مادة جسده فسوى جسده وصورته البشریة بعد النفخ فصارت الروحانیة جزء جسده .

 

قال رضی الله عنه :  ( فالموجودات کلها کلمات الله التی لا تنفد فإنها عن کن ، وکن کلمة الله فهل تنسب الکلمة إلیه بحسب ما هو علیه فلا یعلم ماهیتها ، أو ینزل هو تعالى إلى صورة من یقول کن فیکون قول کن حقیقة لتلک الصورة التی نزل إلیها وظهر فیها فبعض العارفین یذهب إلى الطرف الواحد ، وبعضهم إلى الطرف الآخر ، وبعضهم یحار فی الأمر ولا یدرى )

 

أی الموجودات کلها تعینات الوجود المطلق الحق وصور التجلیات الإلهیة فهی کلماته الکائنة بقول کن وکن عین کلمة الله فإما أن یکون الوجود الحق من حیث حقیقته المطلقة ظهر فی صورة الکلمة فلا یعرف حقیقة الکلمة کما تعرف حقیقة الحق .

وإما أن ینزل الحق عن حقیقته المطلقة إلى صورة من یتعین بذلک التعین أی من یقول کن فیکون المتعین عین الکلمة التی هی صورة ما نزل إلیه وظهر فیه وهو نفس التعین وعین کن .

 فبعض العارفین وجد الأول ذوقا فذهب إلیه ، وبعضهم إلى الثانی.

 

 وبعضهم وقع فی الحیرة فلم یدر حقیقة الأمر وهی الحیرة الکبرى التی للأکابر ..

وأما الأکامل من المحمدیین فلم یحاروا بل قالوا بتحقیق الأمرین معا ، فإن کل عین هی نفس المتعین وکل متعین متقید هو عین المطلق .

فإن المطلق لیس هو المقید بالإطلاق الذی یقابل المقید ، بل الحقیقة المطلقة من حیث هو هو فیکون مع کل تعین وتقید هو هو على إطلاقه ، وعین المقید الذی نزل إلى صورته ، وعین التعین الذی ظهر فی صورته فلا حیرة أصلا .

 

"" أضاف بالی زادة :  ( وکن کلمة الله ) فتنسب کلمة کن إلى الله إما بحسب مرتبة الألوهیة وإما بحسب نزوله إلى صورة من یقول کن لإحیاء الموتى ، وإلیه أشار بقوله ( فهل تنسب الکلمة إلیه تعالى ) اهـ

( للطرف الواحد ) هو أن الله متکلم بکلمة کن فی مقام ألوهیته ( والطرف الآخر ) أن الله متنزل فی صورة من یتکلم بکن ، فالخالق للعبد بإذن الله والحیرة فی أنه هل هو من الحق أم من العبد ، ومعلوم أنه من الخصائص الإلهیة لأن هذا العارف یعلم أن الإحیاء من الخصائص الإلهیة ، فشاهد صدوره من العبد ، فیحار فی نسبته إلى الله وإلى العبد لعدم ذوق هذا العارف من تلک المسألة اهـ بالى . ""

 

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (ولیس ذلک فی الصورة الحسیة لغیره، بل کل شخص منسوب إلى أبیه الصوری لا إلى النافخ روحه فی الصورة البشریة.

فإن الله إذا سوى الجسم الإنسانی کما قال تعالى «فإذا سویته» نفخ فیه هو تعالى من روحه فنسب الروح فی کونه وعینه إلیه تعالى.

وعیسى لیس کذلک، فإنه اندرجت تسویة جسمه وصورته البشریة بالنفخ الروحی، وغیره کما ذکرناه لم یکن مثله.

فالموجودات کلها کلمات الله التی لا تنفد، فإنها عن «کن» وکن کلمة الله. فهل تنسب الکلمة إلیه بحسب ما هو علیه فلا تعلم ماهیتها، أو ینزل هو تعالى إلى صورة من یقول «کن» فیکون قول کن حقیقة لتلک الصورة التی نزل إلیها وظهر فیها؟

فبعض العارفین یذهب إلى الطرف الواحد، وبعضهم إلى الطرف الآخر، وبعضهم یحار فی الأمر ولا یدری. ).  

 

قال رضی الله عنه :  (ولیس ذلک فی الصورة الحسیة لغیره ، بل کل شخص منسوب إلى أبیه الصوری ، لا إلى النافخ روحه فی الصورة البشریة . )

أی ، ولیس ذلک الخلاف والتوهمات لغیر عیسى فی الصورة الحسیة ، وإن کان النافخ لأرواحهم الحق تعالى أو الملک .

بل کل شخص منسوب إلى أبیه الصوری لا إلى من نفخ أرواحهم فی صورهم ، وإن کان وقع الإحیاء وغیره من خوارق العادات على أیدی عباد الله من الأولیاء والأنبیاء أحیانا . أو ولیس مثل ذلک النفخ لغیر عیسى لیقع فیه الخلاف کما وقع فی عیسى .

وتعلیله بقوله : ( فإن الله ) یدل على الثانی . وقوله : ( وغیره ، کما ذکرناه ، لم یکن مثله ) تصریح بأن المراد هو الثانی .

(فإن الله إذا سوى الجسم الإنسانی ، کما قال : ( فإذا سویته ) ، نفخ فیه هو تعالى من روحه ) تقدیر الکلام : فإن الله إذا سوى الجسم الإنسانی ، نفخ فیه کما قال : ( فإذا سویته ) - الآیة .

 

قال رضی الله عنه :  (فنسب الروح فی کونه وعینه إلیه تعالى . وعیسى لیس کذلک ، فإنه اندرجت تسویة جسمه وصورته البشریة بالنفخ الروحی ،وغیره کما ذکرناه لم یکن مثله.).

 

 تعلیل لقوله : ( ولیس ذلک فی الصورة الحسیة لغیره ) لأن الله إذا سوى جسم آدم ، نفخ فیه الروح ، کما قال : ( فإذا سویته ونفخت فیه من روحی فقعوا له ساجدین ) .

فنسب ( الروح ) فی کونه ، أی وجوده وعینه ، إلى الله تعالى . وجمیع أولاد آدم أیضا کذلک : فإن تسویة أبدانهم قبل نفخ أرواحهم . وتسویة جسم عیسى وصورته البشریة لیست کذلک .

فإنها کانت مندرجة فی النفخ الروحی بحیث لم یتمیز بین أجزاء جسمه ، وهو الماء المحقق من ماء مریم والماء المتوهم من جبرئیل ، والروح المنفوخ فی تلک الصورة العیسویة ، ولم یتقدم حصول جسمه على روحه ، فما کانت تسویة جسمه قبل النفخ ، کما کانت لغیره ، فحصل الفرق .

ولیس فی هذا الکلام إشارة إلى أن بدن عیسى بدن مثالی ، کما توهم بعضهم .

ولو کان اندراج الأجزاء المثالیة الروحانیة فی الأجزاء الجسمانیة موجبا لصیرورة البدن بدنا مثالیا ، لکانت أبداننا أیضا أبدانا مثالیة ، إذ لا یمکن أن یوجد منها جزء مجرد عن الأجزاء الروحانیة التی هی من جنس الجوهر المثالی ، وهی الروح الساری فی أجزاء البدن .

 

قال رضی الله عنه :  ( فالموجودات کلها کلمات الله التی لا تنفد ، فإنها عن ( کن ) ، و( کن ) کلمة الله . )

لما کان کلامه فی عیسى وأنه کلمة من کلماته تعالى الصادرة بقول ( کن ) ، أعقب بأن الموجودات کلها کلمات الله التی لا نهایة لها ، فإنها کلها صادرة عن قول ( کن ) .

کما قال رضی الله عنه  : ( إنما أمره إذا أراد شیئا أن یقول له کن فیکون )  و ( کن ) أیضا کلمته ، إلا أنه أصل لتکوین غیرها من الکلمات .

والفرق بینه وبین غیره من الکلمات ، أنه کلمة قولیة صادرة من الاسم ( المتکلم ) ، وغیره کلمة

وجودیة . وإطلاق الکلمات علیها مجاز ، من قبیل إطلاق اسم السبب على المسبب بهذا الاعتبار.

وإن کان باعتبار آخر على الحقیقة ، وهو : أن کلا من الکلمات القولیة والوجودیة عبارة عن تعینات واقعة على النفس ، إذا القولیة واقعة على النفس الإنسانیة ، والوجودیة على النفس الرحمانی .  کما مر فی صدر الکتاب وسیأتی فی هذا الفص .

 

قال رضی الله عنه :  ( فهل تنسب الکلمة إلیه بحسب ما هو علیه ، فلا تعلم نفس ماهیتها ؟ أو تنزل هو تعالى إلى صورة من یقول ( کن ) فیکون . قول (کن) حقیقة لتلک الصورة التی نزل إلیها وظهر فیها. )

 

قال رضی الله عنه :  ( اللام ) فی ( الکلمة ) للعهد ، والمعهود کلمة ( کن ) ، وضمیر ( إلیه ) عائد إلى الحق .

وقوله : ( فلا تعلم ) وقوله ( فیکون ) جواب للشرط المقدر .

معناه : هل تنسب کلمة ( کن ) إلى الله تعالى بحسب ما هو علیه فی مرتبة إلهیته ؟ أو تنسب إلیه بحسب تنزله تعالى إلى مرتبة الأکوان .

فإن کان بحسب ما علیه الحق فی مقام إلهیته ، فلا یعلم مهیة کلمة ( کن ) ، لأن کلامه عین ذاته

ومهیة الذات غیر معلومة لبشر .

وإن کان بحسب تنزله إلى مرتبة الأکوان ، إلى صورة من یقول ( کن ) ، فیکون قول ( کن ) حقیقة ، أی ، حقیقة تابعة لتلک الصورة القائلة ب ( کن ) التی نزل الحق إلیها وظهر فیها وتکلم بکن ، فأحیا الأموات وخلق الطیر ، لأن الهویة الإلهیة هی التی ظهرت فی تلک الصورة ،

وأظهرت بعض صفاتها المختصة بمقام الإلهیة لا غیرها .

قال رضی الله عنه :  ( فبعض العارفین یذهب إلى الطرف الواحد ) وهو أن الله هو المتکلم بکلمة ( کن ) ، وهو المحیى والخالق لا غیره .

قال رضی الله عنه :  ( وبعضهم إلى الطرف الآخر ) وهو أن المتکلم بکلمة (کن) والمحیی والخالق هو العبد بإذن الله.

قال رضی الله عنه :  ( وبعضهم یحار فی الأمر ولا یدرى . ) کالعارف الذی لا یمیز بین المراتب ویعلم حقیقة القولین ، فیحار فی النسبة ، لأنه یعلم أن الإحیاء من خصائص الله ویشاهد صدوره من العبد وهو مؤمن به ، فلا یقدر أن ینسبه إلى الله تعالى ولا إلى العبد ، إذ لا ذوق للحائر منه .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (ولیس ذلک فی الصورة الحسیة لغیره، بل کل شخص منسوب إلى أبیه الصوری لا إلى النافخ روحه فی الصورة البشریة.

فإن الله إذا سوى الجسم الإنسانی کما قال تعالى «فإذا سویته» نفخ فیه هو تعالى من روحه فنسب الروح فی کونه وعینه إلیه تعالى.

وعیسى لیس کذلک، فإنه اندرجت تسویة جسمه وصورته البشریة بالنفخ الروحی، وغیره کما ذکرناه لم یکن مثله.

فالموجودات کلها کلمات الله التی لا تنفد، فإنها عن «کن» وکن کلمة الله. فهل تنسب الکلمة إلیه بحسب ما هو علیه فلا تعلم ماهیتها، أو ینزل هو تعالى إلى صورة من یقول «کن» فیکون قول کن حقیقة لتلک الصورة التی نزل إلیها وظهر فیها؟

فبعض العارفین یذهب إلى الطرف الواحد، وبعضهم إلى الطرف الآخر، وبعضهم یحار فی الأمر ولا یدری. ).  

 


قال رضی الله عنه :  (ولیس ذلک فی الصّورة الحسّیّة لغیره ، بل کلّ شخص منسوب إلى أبیه الصّوری لا إلى النّافخ روحه فی الصّورة البشریّة).

قال رضی الله عنه :  ( ولیس ذلک ) التوهم ( فی الصورة الحسیة لغیره ) ، وإن کان روحه کلمة اللّه حاصلا فیه بنفخة أو نفخ الملک ؛ فإنه لا ینسب باعتبار صورته الحسیة إلى اللّه ، ولا إلى الملک فضلا عن أن تتوهم فیه الإلهیة أو الملکیة بکل شیء ، ( بل کل شخص ) باعتبار صورته الحسیة ( منسوب إلى أبیه الصوری لا إلى النافخ روحه فی الصورة البشریة ) .

سواء قلنا : هو اللّه أو الملک لسبق صورته الحسیة منسوبة إلى مزاج جسمه على نفخ ذلک الروح المنسوب إلى اللّه فی حقّ الغیر ؛ فلا یکون الروح المتأخر عین الصورة الحسیة المتقدمة أو عین الجسم المتقدم .



قال رضی الله عنه :  (فإنّ اللّه إذا سوّى الجسم الإنسانیّ کما قال :فَإِذا سَوَّیْتُهُ [ الحجر: 29  ] نفخ فیه هو تعالى من روحه ، فنسب الرّوح فی کونه وعینه إلیه تعالى ، وعیسى لیس کذلک ، فإنّه اندرجت تسویة جسمه وصورته البشریّة بالنّفخ الرّوحیّ ، وغیره کما ذکرناه لم یکن مثله ، فالموجودات کلّها کلمات اللّه الّتی لا تنفذ . فإنّها عن « کُنْ »وکن کلمة اللّه ، فهل تنسب الکلمة إلیه بحسب ما هو علیه فلا تعلم ماهیّتها أو ینزل هو تعالى إلى صورة من یقول: " کُنْ فَیَکُونُ" [ مریم : 35 ] قول کن لتلک الصّورة الّتی نزل إلیها وظهر فیها ؟ فبعض العارفین یذهب إلى الطّرف الواحد ، وبعضهم إلى الطّرف الآخر ، وبعضهم یحار فی الأمر ولا یدری ) .


قال رضی الله عنه :  ( فإن اللّه إذا سوى الجسم الإنسانی ، کما قال : فَإِذا سَوَّیْتُهُ [ الحجر : 29 ] ) ( نفخ فیه هو تعالى من روحه ) کما قال :وَنَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی [ الحجر : 29 ] ، وفی عینه أی : فی ثبوته فی علمه إلیه تعالى إذ لا واسطة بینهما بخلاف الجسم المسوى ؛ فإنه تتوقف تسویته على وسائط کثیرة فلا ینسب ( إلیه تعالى ) باعتبار کونه ، ( وعیسى لیس کذلک ) أی : لم یتوقف نفخ الروح فیه على التسویة ، ولا على حصول الصورة الحسیة ، ( فإنه اندرجت تسویة جسمه ) أی : اعتدال مزاجه .


قال رضی الله عنه :  ( وصورته الحسیة ) التابعة لهذه التسویة ( بالنفخ الروحی ) ، فتوهم أن صورته الحسیة وجسمیته عین روحانیته ، وإن روحانیته لکونها فاعلة فعل الحق أو الملک عین الحق أو الملک ، فهو بصورته الحسیة عین أحدهما ، ( وغیره کما ذکرناه لم یکن مثله ) فی هذه الجسمیة والصورة الحسیة ، فلم یتوهم فیها ذلک ، وإن صح فیها أنها کلمة اللّه کما صح فی الأرواح کلها ذلک .


قال رضی الله عنه :  ( فالموجودات کلها کلمات اللّه ) بدلیل أن اللّه تعالى وصفها بأنها التی ( لا تنفذ ) ، مع أن کلامه تعالى واحد لا ینفصل إلا بحسب تعلقه بالموجودات ، فلا تکون الکلمات التی لا تنفد سوى الموجودات التی لا تتناهى لا بمعنى أنها عین کلمته تعالى حتى تکون عین ذاته من وجه ، کما نقول فی صفاته تعالى : إنها عین الذات من وجه ، بل بمعنى أنها حصلت عن کلماته .


قال رضی الله عنه :  ( فإنها عن قول :" کُنْ " وکن کلمة اللّه ) إذ هی الکلمة الموجدة للموجودات کلها سواء صدرت عن اللّه أو عن مظهر من مظاهره ، فإذا صدرت عن بعض المظاهر ( فهل تنسب الکلمة إلیه ) أی : إلى اللّه تعالى على أنها المعنى القائم بذاته ، وهو ( بحسب ما هو ) أی : الحق ( علیه ) من التنزیه ؛ لأنه إنما اعتبرت من حیث هی کلمة موجدة ، ولا تعلق للإیجاد باللفظ من حیث هو لفظ ، فتکون الکلمة صفة للحق تعالى .


قال رضی الله عنه :  ( فلا تعلم ماهیتها ) کما لا تعلم ماهیة صفات اللّه تعالى ، وهو سبب التحیر المتوهم کون صفته تعالى قائمة بالمظهر العیسوی ، إذ هو توهم کون ذلک المظهر غیر الحق الموصوف بها ؛ لامتناع قیام الصفة الواحدة بموصوفین ، أو أن هذه الکلمة من جملة الألفاظ ، وإن کان کلامه تعالى منزها عنها ، فإن ذلک التنزه إنما هو باعتبار استقراره فی مقر غیره ، وهو غیر اعتبار ظهوره فی هذه المظاهر ، فلا تکون کلمة باعتبار صدورها من بعض المظاهر منزهة .


قال رضی الله عنه :  ( أو ) بفرض أنه تعالى ( نزل هو تعالى ) عن مستقر غیره ( إلى صورة من یقول کن ) من المظاهر ، ( فیکون ) على هذا الوجه ( قول : کن ) حقیقة ( لتلک الصورة ) ، إذ الألفاظ لا تسند إلى اللّه تعالى حقیقة ، وإنما تسند إلى المحدثات ، ویکون إسنادها إلى اللّه تعالى مجازا .


لأنها نسبت إلى الصورة ( التی نزل ) الحق عن مستقر غیره ( إلیها وظهر فیها ) ، فتکلم المظهر بکلمة تناسب المظهر فی اللفظ والظاهر باعتبار المعنى ، فتکون نسبة اللفظ إلیه مجازا.


قال رضی الله عنه :  ( فبعض العارفین یذهب إلى الطرف الواحد ) ، وهو اعتبار المعنى حیث تصیر صفة ، فإنه بذات اللّه تعالى ومنسوبا إلیه حقیقة ، ( وبعضهم إلى الطرف الآخر ) ، وهو اعتبار اللفظ ، حتى یجعله مستندا إلى المظهر حقیقة ، وإن قام معناه بالحق تعالى ، ( وبعضهم یحار فی الأمر ) ؛ لأنه لو اعتبر اللفظ ؛ فلا تعلق الإیجاد به أصلا ، وإن اعتبر المعنى وحده ، فهو قائم بذاته تعالى لا تعلق له بهذا المظهر ، وإنما یتعلق باعتبار اللفظ مع أنه ینسب إلیه الإحیاء مجازا ، ( ولا یدری ) وجه هذا المجاز .

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (ولیس ذلک فی الصورة الحسیة لغیره، بل کل شخص منسوب إلى أبیه الصوری لا إلى النافخ روحه فی الصورة البشریة.

فإن الله إذا سوى الجسم الإنسانی کما قال تعالى «فإذا سویته» نفخ فیه هو تعالى من روحه فنسب الروح فی کونه وعینه إلیه تعالى.

وعیسى لیس کذلک، فإنه اندرجت تسویة جسمه وصورته البشریة بالنفخ الروحی، وغیره کما ذکرناه لم یکن مثله.

فالموجودات کلها کلمات الله التی لا تنفد، فإنها عن «کن» وکن کلمة الله. فهل تنسب الکلمة إلیه بحسب ما هو علیه فلا تعلم ماهیتها، أو ینزل هو تعالى إلى صورة من یقول «کن» فیکون قول کن حقیقة لتلک الصورة التی نزل إلیها وظهر فیها؟

فبعض العارفین یذهب إلى الطرف الواحد، وبعضهم إلى الطرف الآخر، وبعضهم یحار فی الأمر ولا یدری. ).  


تمایز عیسى علیه السّلام عن غیره من بنی نوعه

قال رضی الله عنه :  ( ولیس ذلک ) الوجوه ( فی الصورة الحسیّة لغیره ) من بنی نوعه ( بل کلّ شخص منسوب إلى أبیه الصوری ، لا إلى النافخ روحه فی الصورة البشریّة ) ضرورة تخالفهما وتباینهما ، حیث یکون الکثرة الکونیّة هو الغالب علیه ( فإن الله إذا سوّى الجسم الإنسانیّ - کما قال : " فَإِذا سَوَّیْتُه ُ " نفخ فیه هو تعالى من روحه ، فنسب الروح فی کونه ) حیث قال : " وَنَفَخْتُ فِیه ِ " ( وعینه ) حیث أضاف إلى نفسه بقوله :  "من رُوحِی " [ 15 / 29 ] .

قال رضی الله عنه :  ( إلیه تعالى ، وعیسى لیس کذلک ) لغلبة الوحدة الوجوبیّة علیه ، فلیس لتلک التفرقة علیه قهرمان ( فإنّه اندرجت تسویة جسمه وصورته البشریّة بالنفخ الروحی ) - فإنّ جسمه من الماء المتوهّم من نفخ جبرئیل - ( وغیره - کما ذکرناه - لم یکن مثله ) .


کلمة کن

ثمّ إنّه لما بیّن وجه اختصاص عیسى وامتیازه عن سائر الکلمات ، أخذ یکشف عن وجه اشتراک الکلمات کلها ، لما تحقّق به عیسى ، وتحقیق سریان الوجوه الثلاثة المذکورة وصور اختلاف الملل فیها ، تبیینا للمماثلة المنصوصة علیها بقوله تعالى : " إِنَّ مَثَلَ عِیسى عِنْدَ الله کَمَثَلِ آدَمَ " [ال عمران : 59]  .


بقوله رضی الله عنه  : ( فالموجودات کلها کلمات الله التی لا تنفد ، فإنّها عن : « کن » ) من حیث أنّ ظهورها من مستجنّ الغیب إلى مراتب المخارج بانبساط النفس الرحمانی المعبّر عنه بـ « کن » فهی صور تنوعاته ( و " کُنْ " کلمة الله ، فهل تنسب الکلمة ) هذه ( إلیه تعالى بحسب ما هو علیه ، فلا تعلم ماهیّتها ) .

أی الکلمة ما هی : أمن مقولة القول ، أو نسبة خاصّة من اجتماع الأسماء ، أو غیر ذلک ؟

قال رضی الله عنه :  ( أو ینزل هو تعالى إلى صورة من یقول : " کن"  فیکون قول " کن " حقیقة لتلک الصورة التی نزل إلیها ، وظهر فیها ) .


واختلف العارفون فی هذه الکلمة اختلاف الملل فی الکلمة العیسویّة : ( فبعض العارفین یذهب إلى الطرف الواحد ، وبعضهم إلى الطرف الآخر ، وبعضهم یحار فی الأمر ولا یدری و ) .

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ رضی الله عنه :  (ولیس ذلک فی الصورة الحسیة لغیره، بل کل شخص منسوب إلى أبیه الصوری لا إلى النافخ روحه فی الصورة البشریة.

فإن الله إذا سوى الجسم الإنسانی کما قال تعالى «فإذا سویته» نفخ فیه هو تعالى من روحه فنسب الروح فی کونه وعینه إلیه تعالى.

وعیسى لیس کذلک، فإنه اندرجت تسویة جسمه وصورته البشریة بالنفخ الروحی، وغیره کما ذکرناه لم یکن مثله.

فالموجودات کلها کلمات الله التی لا تنفد، فإنها عن «کن» وکن کلمة الله. فهل تنسب الکلمة إلیه بحسب ما هو علیه فلا تعلم ماهیتها، أو ینزل هو تعالى إلى صورة من یقول «کن» فیکون قول کن حقیقة لتلک الصورة التی نزل إلیها وظهر فیها؟

فبعض العارفین یذهب إلى الطرف الواحد، وبعضهم إلى الطرف الآخر، وبعضهم یحار فی الأمر ولا یدری. ).  


قال رضی الله عنه :  (ولیس ذلک فی الصورة الحسیة لغیره، بل کل شخص منسوب إلى أبیه الصوری لا إلى النافخ روحه فی الصورة البشریة. )


قال رضی الله عنه :  ( ولیس ذلک ) الخلاف والاختلاف لتعدد الوجوه ( فی الصورة الحسنة لغیره ) ، أی لغیر عیسى من بنی نوعه إذ لیس شخص مثل عیسى منسوبا إلى جبریل ( بل کل شخص منسوب إلى أبیه الصوری لا إلى النافخ روحه ) ، حال کون ذلک النافخ متمثلا ( فی الصورة البشریة ) ضرورة أنه لیس لأحد غیر عیسى نافخ .


کذلک على أن یکون الجار ظرفا مستقرا ، ولا إلى النافح روحه فی صورته البشریة ، فإنه فی غیر عیسى غیر مشهود وعلى هذا یکون الجار ظرفا لغوا للنفخ ، وإنما قلنا : لیس لغیر عیسى نافخ متمثل فی صورة بشریة إذ لیس النافخ فی صورته مشهودا


قال رضی الله عنه :  ( فإن الله إذا سوى الجسم الإنسانی کما قال تعالى «فإذا سویته» نفخ فیه هو تعالى من روحه فنسب الروح فی کونه وعینه إلیه تعالى.  وعیسى لیس کذلک، فإنه اندرجت تسویة جسمه وصورته البشریة بالنفخ الروحی، وغیره کما ذکرناه لم یکن مثله. فالموجودات کلها کلمات الله التی لا تنفد، فإنها عن «کن» وکن کلمة الله. فهل تنسب الکلمة إلیه بحسب ما هو علیه فلا تعلم ماهیتها، أو ینزل هو تعالى )


قال رضی الله عنه :   ( فإن اللّه إذا سوى الجسم الإنسانی کما قال الشیخ رضی الله عنه :  "فَإِذا سَوَّیْتُهُ وَنَفَخْتُ فِیهِ" هو ) بنفسه ( تعالى من روحه ) لا بواسطة جبریل فی صورة بشریة کما قال تعالى :وَنَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی ( فنسب الروح فی کونه ) ، أی وجوده حیث قال : ونفخت فیه ، إذ نفخ الروح هو تکوینه فیه ( وعینه ) أی فی ذاته حیث .


قال : من روحی فنسب وجود الروح وذاته ( إلیه تعالى ) لا إلى جبریل متمثلا بالصورة البشریة ففی کل شخص إنسانی غیر عیسى التسویة مقدمة على نفخ الروح والنافخ هو اللّه سبحانه بلا واسطة جبریل فی صورة بشریة ( وعیسى لیس کذلک ) لانتفاء الأمرین فیه ( فإنه اندرجت تسویة جسمه وصورته البشریة بالنفخ الروحی ) ، أی فی النفخ الروحی .


فإذا اندرجت التسویة فی النفخ کانا معا ومعلوم أن ذلک النفخ کان من جبریل فی صورة بشریة ، أو یراد بالنفخ الروحی الصادر من جبریل فإنه أیضا روح ( وغیره ) ، أی غیر عیسى ( کما ذکرناه ) من تقدم التسویة على النفخ وکون النافخ فی صورة البشریة ( لم یکن مثله ) .

ولما انجر کلامه رضی اللّه عنه إلى أن تجلى عیسى علیه السلام بأنه کلمة اللّه أراد أن ینبه على أن هذا الحکم عام لکل موجود لا اختصاص له بعیسى کما کان لبعض توهمات الناظرین فیه اختصاص به .


فقال رضی الله عنه  : ( فالموجودات کلها ) روحانیة أو مثالیة أو جسمانیة ( کلمات اللّه التی لا تنفذ ) ، أی لا تتناهى وإنما سمیت کلمات اللّه ( فإنها ) صادرة ( عن ) قوله : ( کن وکن کلمة اللّه ) فسمی ما صدر عنها بالکلمة تسمیة للمسبب باسم السبب ، وإنما یذکر للتسمیة بها وجه آخر وهو ما اشتهر فیما بینهم من الکلمات الوجودیة هی تعینات واقعة على النفس الرحمانی ، کما أن الکلمات اللفظیة تعینات واقعة على النفس الإنسانی .

وإذا کان کلمة کن کلمة اللّه ( فهل تنسب ) تلک ( الکلمة إلیه سبحانه بحسب ما هو علیه ) فی مقام الجمع من التنزه عن أن یکون کلامه من مقولة الصوت والحروف ( فلا تعلم ) حینئذ ( ماهیتها ) ، أی ماهیة کلمة کن لأن فی ذلک المقام لا مغایرة بین الذات والصفات .


فکما لا تعلم حقیقة الذات لا تعلم ماهیة الصفات أیضا ( أو ) تنسب إلیه ( حین ینزل هو تعالى ) فی موطن المثال والخیال أو الحس ( إلى صورة من یقول : "کُنْ فَیَکُونُ " قول کن ) المرکب من هذه الحروف.


قال رضی الله عنه :  ( إلى صورة من یقول «کن» فیکون قول کن حقیقة لتلک الصورة التی نزل إلیها وظهر فیها؟  فبعض العارفین یذهب إلى الطرف الواحد، وبعضهم إلى الطرف الآخر، وبعضهم یحار فی الأمر ولا یدری. )


قال رضی الله عنه : ( حقیقة لتلک الصورة التی نزل ) الحق سبحانه ( إلیها وظهر فیها ) بحسبها لا للحق الظاهر فیها الإنباء على اتحاد الظاهر والمظهر فوقع الخلاف فی کلمة کن کما وقع فی عیسى (فبعض العارفین یذهب إلى الطرف الواحد ) ، أی طرف کان فینسب مثلا کلمة کن إلى اللّه سبحانه ( وبعضهم إلى الطرف الآخر ) ، المقابل فینسب کلمة کن إلى العبد ( وبعضهم یحار فی الأمر ) ، أی أمر کلمة کن وشأنها أو فی الأمر الذی هو کلمة کن فإنها صیغة أمر .


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص ۳۵۹-۳۶۰

و لیس کذلک فی الصورة الحسیّة لغیره، بل کلّ شخص منسوب إلى أبیه الصوری لا إلى النافخ روحه فی الصورة البشریة. فإنّ اللّه إذا سوّى الجسم الإنسانی کما قال تعالى: فَإِذا سَوَّیْتُهُ* نفخ فیه هو تعالى من روحه، فنسب الروح فی کونه و عینه الیه تعالى، و عیسى لیس کذلک، فإنّه اندرجت تسویة جسمه و صورته البشریة بالنفخ الروحی، و غیره کما ذکرناه لم یکن مثله.

و این در صورت حسیه براى غیر او نیست. بلکه هر شخصى منسوب به پدر صورى خود است نه به نافخ روحش. حال کونى که آن نافخ در صورت بشرى متمثل است.

غرض این است که روحانیت صورت عیسى غلبه دارد به خلاف سایر بشر زیرا سایر بشر هر چند نفخ روح در آنها از حق تعالى است که‏ هُوَ الْحَیُّ* و نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی* (حجر: 29) و لکن بعد از تسویه جسد جنین و حاصل شدن امتزاج و مزاج به جریان طبیعى است. به خلاف حضرت عیسى که اصل تکون او از ماء متوهمى بود که به نفخ جبرئیل در صورت متمثله مثالیه بود لذا عیسى روح اللّه است و دیگران نیستند و منسوب به پدر صورى‌شان‌ هستند هر چند نفخ ارواحشان در صورشان از خوارق عاداتى باشد که از دست اولیا و انبیا أحیانا واقع گردد.

چه اینکه خداوند جسم انسانى را تسویه فرموده از روح خود در او دمید وَ نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی*. لذا روح، در وجودش و در عینش به حق تعالى نسبت داده شده است (که روحى) و عیسى این چنین نیست زیرا تسویه جسم عیسى و صورت بشرى‌اش مندرج در نفخ روحى است. به حیثى که بین اجزاى جسمش که آن ماء محقق از ماء مریم است و ماء متوهم از جبرئیل و روح منفوخ در آن صورت عیسویه تمیز حاصل نشده است. (که همه در یک موطنند). و حصول جسمش بر روحش مقدم نبوده است.

چنانکه در دیگران است.

فالموجودات کلّها کلمات اللّه التی لا تنفد، فإنّها عن‏ «کُنْ»* و کن کلمة اللّه فهل تنسب الکلمة إلیه بحسب ما هو علیه فلا تعلم ماهیتها، أو ینزل هو تعالى الى صورة من یقول‏ «کُنْ»* فیکون قول کن حقیقة لتلک الصورة التی نزل إلیها و ظهر فیها.

پس همه موجودات کلمات اللّه‌اند که نفاد ندارند. زیرا کلمات از کن هستند و «کُنْ»* کلمة اللّه است. (و کلام او فعل اوست). بنا بر این آیا کلمه‏ «کُنْ»* به حق تعالى نسبت داده ‌می‌شود، به حسب اینکه خداوند در مرتبه الهیتش است. یا خداوند متعال فرود ‌می‌آید به صورت آن که‏ «کُنْ»* ‌می‌گوید. در مرتبه اکوان که به حسب تنزلش کلمه منسوب به اوست. اگر چنانکه به حسب مرتبه الهیتش نسبت داده شود کسى ماهیت کلمه‏ «کُنْ»* را نمی‌داند. (زیرا کلامش عین ذاتش ‌می‌باشد و حقیقت ذات براى بشر غیر معلوم است و اگر به حسب تنزلش به مرتبه اکوان به صورت کسى که‏ «کُنْ»* ‌می‌گوید تنزل یافت). پس قول‏ «کُنْ»* حقیقتى است براى آن صورتى که خدا به سوى آن نازل شد و در آن ظاهر گردید.

که آن صورت، مثلا عیسى علیه السلام به‏ «کُنْ»* تکلم کرد و اموات را احیا نمود و طیر را خلق کرد.

فبعض العارفین یذهب إلى الطرف الواحد و بعضهم إلى الطرف الآخر، و بعضهم یحار فی الأمر و لا یدری

بعض عارفان به یک طرف رفتند (و گفتند خدا متکلم به‏ «کُنْ»* است و او محیى و خالق است نه غیر او). و بعضى به طرف دیگر رفتند (و گفتند متکلم به‏ «کُنْ»* و خالق محیى، عبد است بإذن اللّه) و بعضى در مقام حیرت ماندند و ندانستند (که به اللّه انتساب بدهند یا به عبد).


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۷۱۰-۷۱۱

و لیس ذلک فى الصّورة الحسّیّة لغیره، بل کلّ شخص منسوب إلى أبیه الصّورى لا إلى النّافخ روحه فى الصّورة البشریّة.

یعنى نیست این خلاف و توهّمات در صور حسیّه غیر عیسى علیه السلام، اگر چه نافخ ارواح ایشان حقّ تعالى است یا ملک. پس هر شخصى منسوب به پدر صورى خود است نه به نافخ ارواح در صور ایشان. اگرچه احیاء و غیر این از خوارق عادات واقع مى‏‌گردد بر ایدى عباد اللّه از اولیاء و انبیاء علیهم السلام احیانا.

و مى‏‌شاید که مراد آن باشد که مثل این نفخ مر غیر عیسى را علیه السلام نیست تا در ایشان خلاف واقع شود چنانکه در عیسى واقع شد، و تعلیلات آتیه ترجیح معنى ثانى مى‏‌کند.

فإنّ اللّه إذا سوّى الجسم الإنسانىّ کما قال‏ فَإِذا سَوَّیْتُهُ* نفخ فیه هو تعالى من روحه.

یعنى چون حقّ سبحانه و تعالى تسویه جسم انسانى نمود نفخ کرد در وى کما قال‏ فَإِذا سَوَّیْتُهُ* الآیة.

فنسب الرّوح فى کونه و عینه إلیه تعالى. و عیسى لیس کذلک، فإنّه اندرجت‏ تسویة جسمه و صورته البشریّة بالنّفخ الرّوحىّ، و غیره کما ذکرناه لم یکن مثله.

تعلیل آن قول است که «و لیس ذلک فى الصّور الحسّیّة لغیره» چه حضرت حقّ تسویه جسم آدم کرد. بعد از آن روح در وى بدمید کما قال تعالى‏ فَإِذا سَوَّیْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی فَقَعُوا لَهُ ساجِدِینَ* پس نفخ کرد روحى را که در وجود و عینش منسوب به حقّ است و جمیع اولاد آدم نیز چنین است. از آنکه تسویه ابدان ایشان پیش از نفخ ارواح است و تسویه جسم عیسى و صورت بشریّه او همچنین نیست، و آن تسویه مندرج در نفخ روحى بود به حیثیّتى که آن نفخ متمیز نیست از اجزاى جسم او که «ماء محقّق» است از مریم و «ماء متوهم» است از جبرئیل، و روح منفوخ در صورت عیسویّه و متقدم نشد حصول جسم او بر روحش، پس تسویه جسم او پیش از نفخ نبود چنانکه غیر او راست. پس فرق حاصل باشد.

فالموجودات کلّها کلمات اللّه الّتى لا تنفد، فإنّها عن «کن» و کن کلمة اللّه.

چون کلام شیخ قدّس اللّه سرّه در عیسى بود علیه السلام که کلمه‌‏اى است از کلمات حقّ سبحانه و تعالى صادره از قول «کن» کما قال تعالى‏ إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَیْئاً أَنْ یَقُولَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ‏. و «کن» نیز کلمه اوست و اصل تکوین کلمات دیگر است و فرق او و کلمات آخر آنست که کلمه «کن» کلمه‏ایست قولیّه صادره از اسم متکلّم، و غیر او کلمه وجودیّه است.

و اطلاق کلمات بر غیر «کن» مجاز است از قبیل اطلاق اسم مسبّب بر سبب بدین اعتبار اگرچه به اعتبار دیگر حقیقت است چه کلمات قولیّه و وجودیّه عبارت است از تعیّنات واقعه بر نفس از آنکه قولیّه واقع آنست بر نفس انسانى، و وجودیّه بر نفس رحمانى چنانکه در صدر کتاب گذشت و نیز خواهد آمد.

فهل تنسب الکلمة إلیه بحسب ما هو علیه فلا تعلم ماهیّتها (فلا تعلم نفس ماهیّتها- خ) أو ینزل هو تعالى إلى صورة من یقول (یقول له- خ) «کن» فیکون قول کن حقیقة لتلک الصّورة الّتى نزل إلیها و ظهر فیها؟

لام در «الکلمة» از براى عهد است و معهود کلمه «کن» و ضمیر «إلیه» عائد به‏ حقّ، و قول او که «فلا تعلم» است و «فیکون» جواب شرط مقدّر است.

و معنى آنست که نسبت کرده مى‏‌شود کلمه «کن» به حقّ سبحانه و تعالى به حسب آنچه حقّ بر وى است در مرتبه الهیّتش، یا نسبت کرده مى‏‌شود بدو سبحانه و تعالى به حسب تنزّل حقّ به سوى مرتبه اکوان. پس اگر به حسب ما علیه الحق باشد در مقام الهیّتش معلوم کرده نمى‏شود ماهیّت کلمه «کن»، از آنکه کلام او عین ذات اوست و ماهیّت ذات او غیر معلومه مر بشر را. و اگر به حسب تنزّل حقّ باشد به سوى مرتبه اکوان و اعتبار کرده شود نزول او به سوى صورت قابله به «کن»؛ پس قول «کن» حقیقتا آن صورت را باشد که حق به سوى او نزول کرده است و در وى ظاهر شده، و به تکلم به کلمه «کن» احیاى اموات و خلق طیر نموده، چه هویّت الهیّه است که ظاهر مى‏‌شود درین صورت و اظهار بعضى صفات مختصّه به مقام الهیّت مى‌‏کند نه غیر هویّت.

فبعض العارفین یذهب إلى الطّرف الواحد، و بعضهم إلى الطّرف الآخر، و بعضهم یحار فى الأمر و لا یدرى.

پس بعضى عارفان به‌‏طرف واحد رفتند که حقّ است متکلم و محیى و خالق نه غیر او؛ و بعضى طرف آخر اختیار کردند که متکلم حقّ است و محیى و خالق عبد است به اذن حقّ؛ و بعضى متحیّر گشتند در امر چون عارفى که تمییز نمى‏‌کند در میان مراتب و حقیقت قولین را مى‏‌داند، پس متحیّر مى‌‏شود در نسبت، چه او مى‏‌داند که احیاء از خصائص حقّ سبحانه و تعالى است و مشاهده مى‏‌کند صدور آن را از عبد، لاجرم نه به خداى نسبت مى‏‌تواند کردن و نه به عبد، از آنکه صاحب حیرت این امر را به ذوق درنمى‌‏یابد.

حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۱۷

و لیس ذلک فی الصّورة الحسیّة لغیره، بل کلّ شخص منسوب إلى أبیه الصّورى لا إلى النّافخ روحه فی الصّورة البشریّة. فإنّ اللّه إذا سوىّ الجسم الإنسانىّ کما قال- تعالى- «فَإِذا سَوَّیْتُهُ»* نفخ فیه هو- تعالى- من روحه فنسب الرّوح فی کونه و عینه إلیه تعالى. و عیسى لیس کذلک، فإنّه اندرجت تسویة جسمه و صورته البشریّة بالنّفخ الرّوحىّ، و غیره‏ کما ذکرناه لم یکن مثله.

شرح قال الشارح الأوّل أنّ صورة عیسى تکوّن بنفخ الرّوح الأمین، فجسمه روح متجسّد متمثّل فی مادّة، یعنى الرّطوبة الّتی فی النّفخ، و غیر [عیسى‏] لیس کذلک. لأنّ الملک نفخ بإذن اللّه، و اللّه ینفخ فیه الرّوح بعد تسویة الجسم و إعداد الصّورة البشریّة المسوّاة المخلّقة فی الرّحم.

فالموجودات کلّها کلمات اللّه الّتی لا تنفد فإنّها عن‏ «کُنْ»* و «کُنْ»* کلمة اللّه. فهل تنسب الکلمة إلیه بحسب ما هو علیه فلا تعلم ماهیّت‌ها، او ینزل هو- تعالى- إلى صورة من یقول‏ «کُنْ»* فیکون قول‏ «کُنْ»* حقیقة لتلک الصّورة الّتی نزل إلیها و ظهر فیها؟ فبعض العارفین یذهب إلى الطّرف الواحد، و بعضهم إلى الطّرف الآخر، و بعضهم یحار فی الأمر و لا یدرى.

شرح یشیر إلى أنّ الموجودات کلّها کلمات اللّه، لأنّها صور «کُنْ»* فهی یحتمل الاعتبارین: أحدهما اعتبارها من حیث وجودها الحقّ فتترک مطلقة على حقیقت‌ها، فلا یعلم حقائق‌ها، فإنّ کلمات اللّه المطلقات کهو مطلقا. و الاعتبار الثانی اعتبار تنزّل وجود الحقّ إلى صور التّعیّنات فیکون المتعیّن عین المعیّن، فتکون کلمة «کُنْ»* إذن عین الصّورة.

و بعضهم رأى احتمال الاعتبارین معا من غیر ترجیح، فحار حیرة الکبرى الّتی للأکابر. و أمّا الکمّل لم یحاروا بل قالوا بتحقیق الأمرین معا دایما.