الفقرة الرابعة عشر :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : (ومما یدل على ما ذکرناه فی أمر النفخ الروحانی مع صورة البشر العنصری هو أن الحق وصف نفسه بالنفس الرحمانی ولا بد لکل موصوف بصفة أن یتبع الصفة جمیع ما تستلزمه تلک الصفة.
وقد عرفت أن النفس فی المتنفس ما یستلزمه.
فلذلک قبل النفس الإلهی صور العالم.
فهو لها کالجوهر الهیولانی، ولیس إلا عین الطبیعة.
فالعناصر صورة من صور الطبیعة.
وما فوق العناصر وما تولد عنها فهو أیضا من صور الطبیعة وهی الأرواح العلویة التی فوق السموات السبع. )
قال رضی الله عنه : ( وممّا یدلّ على ما ذکرناه من أمر النّفخ الرّوحانی مع صورة البشر العنصریّ هو أنّ الحقّ وصف نفسه بالنّفس الرّحمانی ولا بدّ لکلّ موصوف بصفة أن یتبع جمیع ما تستلزمه تلک الصّفة ، وقد عرفت أنّ النّفس فی المتنفّس ما یستلزمه فلذلک قبل النّفس الإلهیّ صور العالم . فهو لها کالجوهر الهیولانیّ ، ولیس إلّا عین الطّبیعة . فالعناصر صورة من صور الطّبیعة وما فوق العناصر وما تولّد عنها فهو أیضا من صور الطّبیعة ، وهی الأرواح العلویّة الّتی فوق السّموات السّبع . )
قال رضی الله عنه : (ومما یدل على ما ذکرناه) فی مسألة (أمر النفخ الروحانی ) الذی هو من اللّه تعالى (مع صورة البشر العنصری) ولا یمکن أن یعرف إلا ذوقا کواقعة أبی یزید رضی اللّه عنه المذکورة هو ، أی الذی یدل على ذلک أن الحق تعالى وصف نفسه بسکون الفاء.
أی ذاته على لسان نبیه علیه السلام بالنفس بفتح الفاء الرحمانی قال علیه السلام : " أنی لأجد نفس الرحمن یأتینی من جهة الیمن " ، ولا بد لکل موصوف بصفة أن تتبع الصفة جمیع ما تستلزمه تلک الصفة من الأمور التی لا ثبوت لتلک الصفة إلا بها .
وقد عرفت یا أیها السالک أن النفس بفتح الفاء ، أی الهواء الداخل إلى الجوف الحیوانی ثم الخارج منه فی المتنفس به من الحیوانات ما یعنی أی شیء یستلزمه من الحرارة أو البرودة أو الاعتدال وانفتاح صور الصوت فیه وصور الحروف والکلمات ، وحیث اتصف الحق تعالى بالنفس فقد اتصف نفسه بما یتصف به النفس من صور الطبائع والعناصر والمولدات فلذلک ، أی لما ذکر قبل النفس بفتح الفاء الإلهی صور العالم کلها محسوسها ومعقولها وموهومها فهو ، أی النفس الإلهی لها ، أی لصور العالم کلها کالجوهر ، أی الجزء الذی لا یتجزأ الهیولانی حیث یترکب منه الجسم فیکون ذلک الجسم هیولی ، أی مادة الصور کثیرة تجعل منه کالخشبة تجعل الباب والصندوق والکرسی ، والطین یجعل منه الکوز والجرة والخابیة ، والعجین یجعل منه الرغیف والقرص والکعک ونحو ذلک .
قال رضی الله عنه : (ولیس) کالجوهر الهیولانی (إلا عین الطبیعة) الکلیة الحاملة لصور العالم التی تنقسم إلى أربعة أقسام وتتکاثف بالعناصر (فالعناصر) المنقسمة إلى أربعة أیضا (صورة من صور الطبیعة) وجمیع ما فوق العناصر وفوق ما تولد عنها ، أی عن العناصر من السماوات السبع وملائکتها علیهم السلام فهو أیضا من صور الطبیعة المذکورة وهی ، أی ما فوق العناصر والمتولد منها الأرواح العلویة وهم الملائکة علیهم السلام التی فوق السماوات السبع ملائکة العرش والکرسی .
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : (ومما یدل على ما ذکرناه فی أمر النفخ الروحانی مع صورة البشر العنصری هو أن الحق وصف نفسه بالنفس الرحمانی ولا بد لکل موصوف بصفة أن یتبع الصفة جمیع ما تستلزمه تلک الصفة.
وقد عرفت أن النفس فی المتنفس ما یستلزمه.
فلذلک قبل النفس الإلهی صور العالم.
فهو لها کالجوهر الهیولانی، ولیس إلا عین الطبیعة.
فالعناصر صورة من صور الطبیعة.
وما فوق العناصر وما تولد عنها فهو أیضا من صور الطبیعة وهی الأرواح العلویة التی فوق السموات السبع. )
قال رضی الله عنه : ( لی مع اللّه وقت لا یسعنی فیه ملک مقرّب ولا نبی مرسل ) . ذکره الکلاباذی فی بحر الفوائد یعقوب و السیوطی فى شرح سنن ابن ماجه و لمناوی فی فیض القدیر
""و قال النبی صلى الله علیه وسلم: «إن لی مع الله وقتا لا یسعنی فیه غیره» ذکره الکلاباذی فی بحر الفوائد ""
قال رضی الله عنه : ( ومما یدل على ما ذکرناه فی أمر النفخ الروحانی مع صورة البشر العنصری ) یعنی أن جبرائیل نفخ الروح العیسوی مع صورة البشر العنصری العیسوی بلا تقدم الاستواء على النفخ لا کما لغیره من أولاد آدم فإن استواء صورتهم البشریة العنصریة مقدم على نفخ أرواحهم بخلاف عیسى علیه السلام فإن تسویة جسمه مندرجة فی نفخ روحه تحصل مع حصول روحه .
والدلیل على ذلک هو ( أن الحق وصف نفسه بالنفس الرحمانی ولا بد لکل موصوف بصفة أن یتبع الصفة جمیع ما تستلزم تلک الصفة ) فإذا وصف الحق نفسه بالنفس فلا بد أن یصف نفسه بما یستلزم النفس ( وقد عرفت أن النفس ) الإنسانی ( فی المتنفس ما تستلزمه ) أی أیّ شیء الذی یستلزمه من إزالة الکرب وصور الحروف والکلمات النطقیة وغیر ذلک فاتبع المتنفس بالنفس جمیع ما تستلزمه من إزالة الکرب وصور الحروف والکلمات النطقیة .
قال رضی الله عنه : ( فلذلک ) أی فلأجل اتباع الموصوف جمیع ما تستلزمه تلک الصفة ( قبل النفس الإلهی صور العالم فهو ) أی النفس الإلهی صور العالم ( لها ) أی لصور العالم ( کالجوهر الهیولانی ولیس ) النفس الإلهی ( إلا عین الطبیعة ) التی هی تقبل الصور فقبل نفخ جبرائیل الصورة البشریة لعیسى بحیث لا تنفک عن النفخ الروحی .
قال رضی الله عنه : ( فالعناصر ) الأربع وهی الماء والتراب والهواء والنار والسماوات السبع ( صورة من صور الطبیعة وما فوق العناصر وما تولد عنها ) أی عن فوق العناصر أنث الضمیر باعتبار کثرة الفوق ( فهو أیضا من صور الطبیعة وهی الأرواح العلویة التی فوق السماوات السبع ) وهی صورة من صور الطبیعة غیر العنصریة .
والمراد بفوق السماوات السبع العرش والکرسی وبالأرواح العلویة ما تولد منهما من ملائکتهما وأرواحهما مع صورها وغیرها من العقول والنفوس المجردة کل ذلک غیر عنصریة فالسماوات وما تولد منها داخلة فی العناصر یدل على ذلک قوله :
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : (ومما یدل على ما ذکرناه فی أمر النفخ الروحانی مع صورة البشر العنصری هو أن الحق وصف نفسه بالنفس الرحمانی ولا بد لکل موصوف بصفة أن یتبع الصفة جمیع ما تستلزمه تلک الصفة.
وقد عرفت أن النفس فی المتنفس ما یستلزمه.
فلذلک قبل النفس الإلهی صور العالم.
فهو لها کالجوهر الهیولانی، ولیس إلا عین الطبیعة.
فالعناصر صورة من صور الطبیعة.
وما فوق العناصر وما تولد عنها فهو أیضا من صور الطبیعة وهی الأرواح العلویة التی فوق السموات السبع. )
قال رضی الله عنه : (ومما یدل على ما ذکرناه فی أمر النفخ الروحانی مع صورة البشر العنصری هو أن الحق وصف نفسه بالنفس الرحمانی ولا بد لکل موصوف بصفة أن یتبع الصفة جمیع ما تستلزمه تلک الصفة. وقد عرفت أن النفس فی المتنفس ما یستلزمه.
فلذلک قبل النفس الإلهی صور العالم. فهو لها کالجوهر الهیولانی، ولیس إلا عین الطبیعة.
فالعناصر صورة من صور الطبیعة. وما فوق العناصر وما تولد عنها فهو أیضا من صور الطبیعة وهی الأرواح العلویة التی فوق السموات السبع. (
قوله: ومما یدل على ما ذکرناه فی أمر النفخ الروحانی إلى آخره.
یعنی أن الحق تعالی وصف نفسه بأن له نفسا فتناسب أن یکون منه النفخ، إذ النفخ هو ضرب من النفس.
قال: وبالنفخ کانت الطبیعة والعناصر والمولدات بل وأرواح السماوات وأعیانها وهی عنصریة، فإنها من دخان العناصر إشارة إلى قوله تعالى:
"ثم استوى إلى السماء وهی دخان فقال لها وللأرض ائتیا طوعا أو کرها" (فصلت: 11) یعنی من حقیقة هذا الدخان.
قال: وملائکة ذلک عنصریون
قال: ومن فوقهم طبیعیون،
قال: ولذلک وصفهم بالاختصام فی ایرادهم أن الملأ الأعلى یختصمون
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : (ومما یدل على ما ذکرناه فی أمر النفخ الروحانی مع صورة البشر العنصری هو أن الحق وصف نفسه بالنفس الرحمانی ولا بد لکل موصوف بصفة أن یتبع الصفة جمیع ما تستلزمه تلک الصفة.
وقد عرفت أن النفس فی المتنفس ما یستلزمه.
فلذلک قبل النفس الإلهی صور العالم.
فهو لها کالجوهر الهیولانی، ولیس إلا عین الطبیعة.
فالعناصر صورة من صور الطبیعة.
وما فوق العناصر وما تولد عنها فهو أیضا من صور الطبیعة وهی الأرواح العلویة التی فوق السموات السبع. )
قال رضی الله عنه : ( وممّا یدلّ على ما ذکرناه فی أمر النفخ الروحانی مع صورة البشر العنصری هو أنّ الحق وصف نفسه بالنفس الرحمانی ولا بدّ لکل موصوف بصفة أن یتبع الصفة جمیع ما تستلزمه تلک الصفة ، وقد عرفت أنّ النفس فی المتنفّس لم یلزمه ، فلذلک قبل النفس الإلهیّ صور العالم . فهو لها کالجوهر الهیولانی ، ولیس إلَّا عین الطبیعة ، فالعناصر صورة من صور الطبیعة ، وما فوق العناصر وما تولَّد عنها فهو أیضا من صور الطبیعة وهی الأرواح العلویة التی فوق السماوات السبع ، )
یعنی رضی الله عنه : أنّ النفس لمّا نسب إلى الرحمن وکان صفة له ، فإنّه یضاف وینسب إلى الحق الرحمن جمیع ما یستلزمه النفس من التنفیس وقبول صور الحروف والکلمات الکونیة والأسماء الإلهیة والحرارة والرطوبة والحیاة وسرّ التقابل الذی فی حقیقة الجمعیة الأحدیة والنفسیة الرحمانیة .
فإنّ النفس عبارة عن الوجود الفائض بمقتضیات الأسماء الإلهیة ومقتضیات قوابلها وحقائقها جمیعا ، فله أحدیة جمع الجمعین مع الوجود بین المتقابلات والمتماثلات والمتنافیات والمتشاکلات الإلهیة والکونیة جمیعا ، وفیه أیضا سرّ الجمع بین الفعل والانفعال ، والهیولانیة المّادّة القابلة للصور کلَّها والطبیعة الفعّالة لها فیه ، کما قد أشرنا إلى کل ذلک فی الفصّ الآدمی والشیثی وغیرهما بما فیه مقنع للأولیاء ، فاذکر .
ونزید هاهنا بما لم یذکر وهو أنّ الطبیعة الکلَّیة وإن کانت - کما ذکرنا - هی الحقیقة الفعّالة للصور کلَّها إلهیّها وکونیّها ، علوا وسفلا ، فإنّها أیضا عین المادّة التی حصرت قوابل العالم کلَّه ، ففیه قابلیة هیولانیة لأن یفعل فی النفس جمیع الصور ، فهی بانفعالاتها المادیة الهیولانیة تفعل صور الفاعلیات الأسمائیة أیضا من الوجود الحق ، فهی فاعلة من وجه ، منفعلة من آخر ، لحقیقتها الجمعیة الأحدیة النفسیة ، فإنّها عین النفس الممتدّ من حقیقة الحقائق الکبرى بأحدیة جمع الحقائق الفعلیة والانفعالیة جامعا لحقائق المراتب والوجود ، فافهم .
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : (ومما یدل على ما ذکرناه فی أمر النفخ الروحانی مع صورة البشر العنصری هو أن الحق وصف نفسه بالنفس الرحمانی ولا بد لکل موصوف بصفة أن یتبع الصفة جمیع ما تستلزمه تلک الصفة.
وقد عرفت أن النفس فی المتنفس ما یستلزمه.
فلذلک قبل النفس الإلهی صور العالم.
فهو لها کالجوهر الهیولانی، ولیس إلا عین الطبیعة.
فالعناصر صورة من صور الطبیعة.
وما فوق العناصر وما تولد عنها فهو أیضا من صور الطبیعة وهی الأرواح العلویة التی فوق السموات السبع. )
قال رضی الله عنه : (ومما یدل على ما ذکرناه فی أمر النفخ الروحانی مع صورة البشر العنصری هو أن الحق وصف نفسه بالنفس الروحانی ، ولا بد لکل موصوف بصفة أن یتبع الصفة جمیع ما تستلزمه تلک الصفة ، وقد عرفت أن النفس فی المتنفس ما یستلزمه فلذلک قبل النفس الإلهی صور العالم فهو لها کالجوهر الهیولانی ولیس إلا عین الطبیعة )
النفس الرحمانی : هو فیضان وجود الممکنات التی إذا بقیت فی العدم على حال ثبوت أعیانها بالقوة کانت کرب الرحمن إذا وصف نفسه بالنفس وجب أن ینسب إلیه جمیع ما یستلزمه النفس من التنفیس وقبول صور الحروف والکلمات ، وهی هاهنا الکلمات الکونیة والأسمائیة ، فإن الوجود إنما یفیض بمقتضیات الأسماء الإلهیة ومقتضیات قوابلها .
فللنفس أحدیة جمع الفواعل الأسمائیة والقوابل الکونیة والتقابل الذی بین الأسماء وبین القوابل وبین الفعل والانفعال ، فکذلک وجود الإنسان الذی هو من النفس یستلزم الفاعل الذی هو النافخ ، والقابل الذی هو صورة البشر العنصری ، والفعل والانفعال الذی هو النفخ وحیاة الصورة .
فلذلک قبل النفخ صور العالم أی وجودات الأکوان ، کما یقبل نفس المتنفس صور الحروف والکلمات ، وبظهورها یحصل النفس عن کرب الرحمن .
فالنفس لها أی لصورة العالم کالجوهر الهیولانی للصور المختلفة ، ولیس ما یستلزمه النفس الرحمانی إلا عین الطبیعة یعنى الطبیعة الکلیة ، وهی اسم الله القوى .
وهی التی لا تکون أفعالها إلا على وتیرة واحدة سواء کانت مع الشعور أو لا معه ، فإن التی لا شعور له معه له شعور فی الباطن عند أهل الکشف .
فلا حرکة عندهم إلا من الشعور ظاهرا وباطنا حتى إن الجماد له شعور فی الباطن ، فالطبیعة الکلیة بهذا المعنى تشمل الأرواح المجردة الملکوتیة والقوى المنطبعة فی الأجرام ، ویسمیها الإشراقیون النور القاهر .
"" أضاف بالی زادة : ( ومما یدل ) یعنى أن النفخ فی الصورة العیسویة بلا تقدم الاستواء على النفخ لا کغیره من الإنسان ، فإن استواء صورهم مقدم على نفخ الروح .
والدلیل على ذلک قوله ( هو أن الحق وصف ) .اهـ بالى
( فی المتنفس ما یستلزمه ) ما : استفهام أو موصول ، أی الذی یستلزمه من صور الحروف والکلمات وإزالة الکرب وغیر ذلک ، فاتبع المتنفس بالنفس جمیع ما یستلزمه من إزالة الکرب وصور الحروف والکلمات النطقیة ( فلذلک ) أی فلأجل اتباع الموصوف جمیع ما تستلزمه تلک الصفة ( قبل النفس الإلهی صورة العالم ) اهـ بالى
( ولیس إلا عین الطبیعة ) التی هی تقبل الصور ، فقبل نفخ جبریل الصورة العیسویة بحیث لا تنفک عن الروح النفخى فالعرش والکرسی مع أرواحهما وملائکتهما طبیعیون ، فما من صورة من الصور مما سوى الله إلا وهی صورة من صور الطبیعة ، وما من صورة من صور الطبیعة إلا وهی إما عنصریة وإما طبیعیة . اهـ بالى . ""
ثم قسموا الأنوار القاهرة أی القویة فی التأثیر إلى قسمین :
المفارقات ، وأصحاب الأصنام . والمفارقات : هم الملأ الأعلى ، لأن کل واحد من أهل الجبروت والملکوت لا یفعل ما یفعله إلا على وتیرة واحدة ، ولا یفعل بعضهم أفعال بعض کما حکى الله عنهم – " وما مِنَّا إِلَّا لَه مَقامٌ مَعْلُومٌ " - وأصحاب الأصنام هم القوى المنطبعة فی الجوهر الهیولانی وخصصها أی الأنوار القاهرة باسم الطبائع .
فإن الطبیعة عند الفلاسفة قوة ساریة فی جمیع الأجسام تحرکها إلى الکمال وتحفظها ما دامت تحمل الحفظ ، فوافق وجدان الشیخ وذوقه مذهب الإشراقیین ، فمن الطبیعة الکلیة القوى المنطبعة فی الأجسام الهیولانیة القابلة للصور .
ومن لوازم النفس الرحمانی الطبیعة الکلیة ، وهیولى العالم القابلة على ما ذکرنا أن النفس یستلزم الفواعل والقوابل وله أحدیتهما ، فإن الوجود الإضافی صورة أحدیة الفواعل والقوابل حتى تصیر الجملة به موجودا واحدا وکلمة هی حروفها کالحیوان والنبات وسائر الأکوان.
قال رضی الله عنه : ( فالعناصر صورة من صور الطبیعة ، وما فوق العناصر وما تولد عنها فهو أیضا من صور الطبیعة ، وهی الأرواح العلویة إلى فوق السماوات السبع .)
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : (ومما یدل على ما ذکرناه فی أمر النفخ الروحانی مع صورة البشر العنصری هو أن الحق وصف نفسه بالنفس الرحمانی ولا بد لکل موصوف بصفة أن یتبع الصفة جمیع ما تستلزمه تلک الصفة.
وقد عرفت أن النفس فی المتنفس ما یستلزمه.
فلذلک قبل النفس الإلهی صور العالم.
فهو لها کالجوهر الهیولانی، ولیس إلا عین الطبیعة.
فالعناصر صورة من صور الطبیعة.
وما فوق العناصر وما تولد عنها فهو أیضا من صور الطبیعة وهی الأرواح العلویة التی فوق السموات السبع. )
قال رضی الله عنه : ( ومما یدل على ما ذکرناه فی أمر النفخ الروحانی مع صورة البشر العنصری ، هو أن الحق وصف نفسه بالنفس الرحمانی ، ولا بد لکل موصوف بصفة أن یتبع الصفة جمیع ما یستلزمه تلک الصفة ، وقد عرفت أن النفس فی المتنفس ما یستلزمه ، فلذلک قبل النفس الإلهی صور العالم ، فهو لها کالجوهر الهیولانی ، ولیس إلا عین الطبیعة.)
یرید أن یؤکد ما قرره أولا من أن الروح الأمین نفخ الروح العیسوی مع صورة البشر العنصری ، لا أنها کانت مسواة قبل النفخ ، فنفخ ، کما لغیره من آدم وأولاده .
وقد مر مرارا أن ( النفس الرحمانی ) هو التجلی الوجودی الذی یتعین ویصیر أعیانا موجودة ، أرواحا کانت أو أجساما .
وهو العین الجوهر القابل للصور الروحانیة والجسمانیة . ولا بد لکل ملزوم إذا استلزم شیئا ، أن یستلزم توابع ذلک الشئ أیضا ، لعدم انفکاک اللازم عن ملزومه ، وقد علمت أن النفس فی المتنفس ، أی الإنسان ، ما یستلزمه ، أی أی شئ یستلزمه ، أی ، علمت أنه یستلزم إزالة الکرب ووجدان الراحة ، وظهور الکلمات والکمالات النطقیة وغیرها ، فوصف الحق نفسه بالنفس ، وصف منه نفسه بجمیع لوازم النفس .
ولیس ذلک النفس الذی أصل تلک اللوازم إلا عین الطبیعة فی الحقیقة ، إذ بها یحصل الفعل والانفعال فی الفواعل والقوابل وما یترتب علیهما ، وهی کالصور النوعیة للنفس .
فهی أول تعین عرض على النفس ، ثم بواسطتها تتعین الحروف والکلمات الوجودیة ، کما تعرض أولا على النفس الإنسانیة الصوت ، ثم تتعین الحروف والکمالات بمرور النفس مع الصوت على مراتب یظهر فیها الحروف وهی المخارج .
فالطبیعة عبارة عندهم عن معنى روحانی سار فی جمیع الموجودات ، عقولا کانت أو نفوسا ، مجردة وغیر مجردة أو أجساما ، وإن کانت عند أهل النظر عبارة عن القوة الساریة فی الأجسام ، بها یصل الجسم إلى کماله الطبیعی .
فما عند أهل النظر نوع من تلک الطبیعة الکلیة . وفی التحقیق نسبة الطبیعة الکلیة إلى النفس الرحمانی بعینها نسبة الصورة النوعیة التی للجسم الکلى إلى الجسم ، فإنه نوع من أنواع الجوهر ، فلا بد له من الصورة النوعیة والروحانیة المقومة له ، والامتداد المطلق الذی هو الصورة الجسمیة مستفاد منها .
فلذلک ، أی فلذلک الاستلزام للطبیعة الکلیة ، قبل النفس الإلهی صور الموجودات الروحانیة والجسمانیة ، کما قیل : النفس صور الحروف ، والکلمات بواسطة الصوت.
( فهو لها ) أی ، فالنفس لصور العالم کالجوهر الهیولانی الذی للأجسام ، لأنها فائضة علیه متعینة فیه ، فلیس ما یستلزم النفس الرحمانی إلا عین الطبیعة الکلیة والصور فائضة علیها ، فالعناصر أیضا صورة من صور الطبیعة کما یذکر ، وکان نفخ الروح الأمین نفسه فیها منضما مع الصورة العنصریة وهو المطلوب .
قال رضی الله عنه : (فالعناصر صورة من صور الطبیعة وما فوق العناصر وما تولد عنها فهو أیضا من صور الطبیعة . )
أی ، الصور النوعیة التی للعناصر ، روحانیة کانت أو جسمانیة ، هی من جملة الصور الفائضة على الطبیعة الکلیة والصور التی فوق العناصر الأربعة ، کصور السماوات السبع ، وما تولد منها من صور الملائکة السماویة أیضا من صور الطبیعیة .
فضمیر ( عنها ) راجع إلى ما أنثه باعتبار الکثرة التی فی معناها ، وهی صور السماوات
وصور الملائکة المتولدة من السماوات . ویجوز أن یکون راجعا إلى ( العناصر ) .
ومعناه ، والصور التی فوق العناصر التی هی السماوات ، وفوق ما تولد من العناصر بعد وجود السماوات ، وهی الصور الملائکة السماویة ، فهی أیضا من صور الطبیعة .
ولما کانت السماوات وما تولد منها عنصریة وما فوقها من صورة العرش والکرسی والملائکة التی فیها طبیعة غیر عنصریة ، قال : ( وهی الأرواح العلویة التی فوق السماوات السبع ) فالضمیر عائد إلى الصور التی هی فوق العناصر والسماوات المعبر عنها بقوله .
( وأما فوق العناصر وما تولد عنها من صور الطبیعة ) أی ، الصور التی فوق السماوات ، هی صور الأرواح . أی ، الملائکة العلویة التی للعرش والکرسی وما فوقها من العقول والنفوس المجردة .
وإنما جعل السماوات داخلة فی العناصر ، لتولدها منها ، کما جاء فی الحدیث : ( أنها خلقت من دخان ) . العناصر . وقال تعالى : ( ثم استوى إلى السماء وهی دخان ) .
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : (ومما یدل على ما ذکرناه فی أمر النفخ الروحانی مع صورة البشر العنصری هو أن الحق وصف نفسه بالنفس الرحمانی ولا بد لکل موصوف بصفة أن یتبع الصفة جمیع ما تستلزمه تلک الصفة.
وقد عرفت أن النفس فی المتنفس ما یستلزمه.
فلذلک قبل النفس الإلهی صور العالم.
فهو لها کالجوهر الهیولانی، ولیس إلا عین الطبیعة.
فالعناصر صورة من صور الطبیعة.
وما فوق العناصر وما تولد عنها فهو أیضا من صور الطبیعة وهی الأرواح العلویة التی فوق السموات السبع. )
قال رضی الله عنه : (وممّا یدلّ على ما ذکرناه من أمر النّفخ الرّوحانی مع صورة البشر العنصریّ هو أنّ الحقّ وصف نفسه بالنّفس الرّحمانی ، ولا بدّ لکلّ موصوف بصفة أن یتبع جمیع ما تستلزمه تلک الصّفة ، وقد عرفت أنّ النّفس فی المتنفّس ما یستلزمه فلذلک قبل النّفس الإلهیّ صور العالم ؛ فهو لها کالجوهر الهیولانیّ ، ولیس إلّا عین الطّبیعة .)
قال رضی الله عنه : ( ومما یدل على ما ذکرناه فی أمر النفخ الروحانی ) أی : المفید حصول الروح فی المنفوخ فیه من کونه مظهر الآحاد الذی هو من آثار الاسم الحی ، ومظهر معنى قول : کن القائم بذات الحق من حیث ما فیه من قول : کن ، لکن هذا النفخ ( مع صورة البشر العنصری ) الذی یجوز کون نفخه متکیف بالحروف اللفظیة بخلاف النفخ الصادر من سائر الحیوانات ، وإنما ذکر الصورة لیشیر إلى أن النفخ الجبریلی کان فی حکمه إلا أنه لم یکن عنصریّا بل کان مثالیّا ، فیکون الروح المنفوخ من جهته وإن کان من جملة الآثار مشابها للصور الإلهیة ، بخلاف الروح المنفوخ من جهة عیسى علیه السّلام .
ولذلک أسرع إلیه الفساد بمقارنة البدن ؛ لکون العناصر قابله له ومعنى الأثر فیها أظهر بخلاف روح عیسى علیه السّلام ، فإنه کان قابلا للفساد إلا أنه لا یسرع إلیه أن الحق ( وصف نفسه ) أی : ذاته على لسان رسوله صلّى اللّه علیه وسلّم بالنفس الرحمانی ، إذ قال علیه السّلام : « إنی لأجد نفس الرحمن من قبل الیمن » . رواه أحمد وابن حبان .
فیخرج هذا النفس ما استعدت له الأعیان الثابتة من القوة إلى الفعل ، وهذا النفس المشابهته النفس الإنسانی حامل لصورة الحیاة التی هی من جملة الحروف الکونیة حمل النفس الإنسانی صور الحروف اللفظیة ، إذ ( لا بدّ لکل موصوف بصفة أن یتبع ) الصفة ، أی : یوجد بتبعیتها ( جمیع ما تستلزمه تلک الصفة ) ، فإن کانت حقیقیة یلزم أن یوجد معها جمیع لوازمها الحقیقیة ، وإن کانت مجازیة لزم جمیع اللوازم المشابهة بالمشابهة لتلک اللوازم لامتناع وجود اللزوم بدون اللازم .
قال رضی الله عنه : ( وقد عرفت أن النفس فی المتنفس ) الإنسانی ( ما یستلزمه ) من صور الحروف اللفظیة فیجب أن یستلزم هذا النفس الإلهی صور الحروف الکونیة ؛ ( فلذلک قبل النفس الإلهی ) عند ظهوره من باطن الحق ( صور العالم ) التی من جملتها صورة الحیاة ، فحملها النفخ الجبریلی والعیسوی عند نزول الحق إلى صورتهما للمتکلم بکلمة « کن » فی ضمن النفخ ، فسرت بسریانه إلى المنفوخ فیه .
وإنما قلنا : إنه من جملة الآثار لا من صور الأسماء ؛ لأنها بمثابة صور المرایا ، وهذه من الصورة الجسمانیة والنوعیة القائمة بالهیولى ؛ وذلک لأنه قبل النفس الإلهی صور العالم ، وهی لا تقوم إلا بالهیولى .
قال رضی الله عنه : ( فهو ) أی : النفس الرحمانی ( لها ) أی : لصور العالم ( کالجوهر الهیولانی ) ، لکن الصفة لا تکون جوهر ؛ ولذلک لا بدّ من جواهر أخرى تقوم به هذه الصورة الکونیة ، ( ولیس ) فی الظاهر ما یقبلها ( إلا عین الطبیعة ) ، إذ هی عبارة عن مبدأ الفعل والانفعال الذاتیین ، وقبول کل شیء صورته من جملة الانفعالات ؛ فهی القابلة للصور بالفعل بعد ما حملها النفس بالقوة ، ولا شکّ أن الفعل والانفعال من جملة الآثار ، فصور الطبیعة من جملة الآثار ، والکل داخل فیها ، وإن کان أکثرها مرایا صور لأسماء الإلهیة أیضا .
قال رضی الله عنه : (فالعناصر صورة من صور الطّبیعة ، وما فوق العناصر ، وما تولّد عنها ؛ فهو أیضا من صور الطّبیعة ، وهی الأرواح العلویّة الّتی فوق السّماوات السّبع )
قال رضی الله عنه : ( فالعناصر ) أی : النار والهواء والماء والتراب ( صورة من صور الطبیعة ) ؛ لأنها من عالم الکون والفساد ، فالفعل والانفعال فیها أظهر وما فوق العناصر ، وفوق ما تولد عنها من المرکبات منها ، ومن أرواحها وقواها ، إذ هی فی حکم العناصر ، وإن تجردت فی ذواتها ، فهو أیضا من صور الطبیعة إذ اختلاف أفعالها من صورها ، فهی صور الطبیعة ، وإن کان المشهور انحصار الطبیعة فی أعراض العناصر والمرکبات منها ، ( وهی ) أی : ما فوق العناصر ( الأرواح العلویة ) .
ولیس المراد منها أرواح السماوات السبع کما تقوله العامة ، بل هی ( التی فوق السماوات السبع ) البعیدة عن العنصریة ؛ فلذلک لا تفارق أجرامها ، ولا تحترق تلک الأجرام ، وتلک الأجرام ، وإن لم تکن عنصریة ؛ فهی مناسبة لها بخلاف أرواحها ؛ فلذلک لم یذکرها ،
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : (ومما یدل على ما ذکرناه فی أمر النفخ الروحانی مع صورة البشر العنصری هو أن الحق وصف نفسه بالنفس الرحمانی ولا بد لکل موصوف بصفة أن یتبع الصفة جمیع ما تستلزمه تلک الصفة.
وقد عرفت أن النفس فی المتنفس ما یستلزمه.
فلذلک قبل النفس الإلهی صور العالم.
فهو لها کالجوهر الهیولانی، ولیس إلا عین الطبیعة.
فالعناصر صورة من صور الطبیعة.
وما فوق العناصر وما تولد عنها فهو أیضا من صور الطبیعة وهی الأرواح العلویة التی فوق السموات السبع. )
بقوله رضی الله عنه : ( وممّا یدلّ على ما ذکرناه فی أمر النفخ الروحانی مع صورة البشر العنصریّ هو أنّ الحقّ وصف نفسه بالنفس الرحمانی ، ولا بدّ لکل موصوف بصفة أن یتبع الصفة جمیع ما تستلزمه تلک الصفة )
من الترویح باستخراج أبخرة جسمانیّة صالحة لأن یتصوّر بصور الحروف والکلمات الحائزة سائر المراتب الوجودیّة - جسمانیّة کانت أو روحانیّة إلهیّة أو کیانیّة - ویعبّر بذلک عما انطوى علیه باطنه مما یقتضی الإظهار ، فیستریح به من تعب طلبه وما یلزمه من همّة وکربة وإلیه أشار بقوله رضی الله عنه :
قال رضی الله عنه : ( وقد عرفت أنّ النفس فی المتنفّس ما یستلزمه ، فلذلک قبل النفس الإلهی صور العالم ، فهو لها کالجوهر الهیولانی ) الذی إنما یتقوّم فی الخارج ، ویظهر فیه بتلک الصور ، تقوّم النفس وتصوّره فی الخارج بصور الحروف .
الطبیعة وإطلاقاتها
( ولیس ) ذلک الجوهر الهیولانی ( إلَّا عین الطبیعة ) وإذا کان الکلّ عین الطبیعة فلا یبعد أن یکون النفخ من الروحانیات مادّة للصورة البشریّة العنصریّة .
لا یقال : إنّما تنحسم بهذا مادّة الاستبعاد لو لم تکن الطبیعة حقائق مختلفة ؟
لأنّه قد ظهر بما بیّن فی أمر النفس أنّه فی العنصریّة والروحانیّة هی الطبیعة بما هی طبیعة ، وهذا یوافق إطلاق قدماء الحکماء - على ما حکى عنهم جابر رضی الله عنه : - « أنّهم فی عرفهم العامّ کما یطلقون الطبیعة على مبدأ الحرکة والسکون لما هی فیه بالذات ، فقد یطلقونها فی الخاصّ من عرفهم على معان آخر : منها الطریق إلى الکون ، ومنها ذات الشیء » .
ولا یخفى أن هذا العرف منهم لا یخالف ما أطلق علیه الشیخ بالعموم والخصوص ، بل یساویه مفهوما وذاتا .
وما قیل هاهنا : « إنّها هی التی لا یکون أفعالها إلا على وتیرة واحدة ، سواء کان مع الشعور أو لا معه » ، فهو مما لا یناسب هذا الکلام أصلا ، فإنّه یقتضی أن یکون سائر المرکبات - من المادیات - خارجة عن حیطة الطبیعة ، فإنّ للمرکَّب من حیث أنّه مرکَّب أفعالا متنوّعة على أنحاء شتّى .
وأیضا یلزم أن یکون الملأ الأعلى - على ما ذهبوا إلیه - خارجة عنها ، إذ منها ما انزل فیه أنّه " شَدِیدُ الْقُوى " [ 53 / 5 ] وسیشیر إلیه الشیخ بإثبات الاختصام لهم .
مادّة تکوّن الأرواح والعناصر
فإذا کان الکلّ طبیعیّة ( فالعناصر صورة من صور الطبیعة وما فوق العناصر وما تولَّد عنها ، فهو أیضا من صور الطبیعة ، وهی الأرواح العلویّة التی فوق السماوات السبع)
تولَّد لطیف الأجزاء الدخانیّة من کثیف الأجزاء الناریّة ، فإنّ ألطف أجزاء النار هی التی یعلوها فی صورة الدخان ، وفی الدخان أیضا أجزاء لطیفة وکثیفة ، فاللطیف منها یتولَّد منه أرواح السماوات.
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:
قال الشیخ رضی الله عنه : (ومما یدل على ما ذکرناه فی أمر النفخ الروحانی مع صورة البشر العنصری هو أن الحق وصف نفسه بالنفس الرحمانی ولا بد لکل موصوف بصفة أن یتبع الصفة جمیع ما تستلزمه تلک الصفة.
وقد عرفت أن النفس فی المتنفس ما یستلزمه.
فلذلک قبل النفس الإلهی صور العالم.
فهو لها کالجوهر الهیولانی، ولیس إلا عین الطبیعة.
فالعناصر صورة من صور الطبیعة.
وما فوق العناصر وما تولد عنها فهو أیضا من صور الطبیعة وهی الأرواح العلویة التی فوق السموات السبع.)
قال رضی الله عنه : (ومما یدل على ما ذکرناه فی أمر النفخ الروحانی مع صورة البشر العنصری)
فقال رضی الله عنه : ( ومما یدل على ما ذکرناه من أمر النفخ الروحانی ) ، وشأنه ( مع صورة البشر العنصری ) من أن المنفوخ بذلک النفخ وهو الماء المتوهم ممزوجا بالماء المحقق مادة لصورة البشر العنصری العیسوی.
قال رضی الله عنه : ( هو أن الحق وصف نفسه بالنفس الرحمانی ولا بد لکل موصوف بصفة أن یتبع الصفة جمیع ما تستلزمه تلک الصفة. وقد عرفت أن النفس فی المتنفس ما یستلزمه. فلذلک قبل النفس الإلهی صور العالم. فهو لها کالجوهر الهیولانی، ولیس إلا عین الطبیعة. فالعناصر صورة من صور الطبیعة. وما فوق العناصر وما تولد عنها فهو أیضا من صور الطبیعة وهی الأرواح العلویة التی فوق السموات السبع. )
فقال رضی الله عنه : ( هو أن الحق سبحانه وصف نفسه بالنفس الرحمانی ) ، حیث قال على لسان نبیه صلى اللّه علیه وسلم : « إنی لأجد نفس الرحمن من قبل الیمن » .
فقال رضی الله عنه : ( ولا بد لکل موصوف بصفة أن یتبع ) ذلک الموصوف ( الصفة ) التی اتصف بها ( جمیع ما یستلزمه تلک الصفة ) فلا بد للحق الموصوف بالنفس أن یتبع النفس الذی هو من صفاته جمیع ما یستلزمه النفس ( وقد عرفت أن النفس فی المتنفس ) حقا کان أو خلقا ( ما یستلزمه ) ، أی شیء یستلزمه النفس کما یستلزمه التنفیس من الکرب ، وقبوله صور الحروف والکلمات لفظیة کانت أو غیر لفظیة .
فقال رضی الله عنه : ( فلذلک قبل فی النفس الإلهی صور العالم ) التی هی بمنزلة صور الحروف والکلمات اللفظیة للنفس الإنسانی ( فهو ) ، أی النفس الإلهی ( لها ) ، أی لصور العالم ( کالجوهر الهیولانی ) الجسمانی للصور الجسمانیة کذلک النفس الإلهی یقبل صور العالم ( ولیس ) النفس الإلهی الذی یقبل صور العالم ( إلا عین الطبیعة ) الکلیة العالیة الفعالة للصور کلها ولکن لا مطلقا بل من وجه وهو وجه باطنتیتها التی هی الأحدیة الذاتیة الجمعیة .
فإن للنفس الإلهی ظاهرا وباطنا ، فهو من حیث ظاهره قابل للصور ومن حیث باطنه فعّال لها ومن هذه الحیثیة تسمى بالطبیعة .
وهذه الحقیقة هی النفس الرحمانی وکانت تسمیته بالطبیعة بناء على أنه مبدأ الفعل والانفعال ، فإنه یؤثر فی التعینات بإظهارها ویتأثر باعتبار تقیدها به ، وإذا کان الکل عین الطبیعة فلا یبعد أن یکون ما نفخه جبریل فی مریم مادة للصور البشریة العیسویة ، لأنه إما أمر روحانی أو مثالی أو حسی .
وعلى کل تقدیر فهو من صور الطبیعة فلا یستبعد أن یمتزج مع ما مر ، ثم الذی هو أیضا من صور الطبیعة ویصیر المجموع مادة للصورة العیسویة .
فقال رضی الله عنه : ( فالعناصر صورة من صور الطبیعة وما ) هو ( فوق العناصر ) التی هی أصول المرکبات العنصریة فوقیة مرتبة ( وما ) هو ( تحتها ) بحسب المکانة وإن کان فوقها بحسب المکان ( عما تولد عنها ) ، أی عن العناصر کأعیان السماوات السبع وأرواحها فإنها عنصریة کما سیجیء ( فهو ) ، أی ما هو فوق العناصر وما هو متولد من العناصر .
فقال رضی الله عنه : ( أیضا من صور الطبیعة وهی ) إما فوق العناصر باعتبار أنها صورة طبیعیة ( الأرواح العلویة التی فوق السماوات السبع ) وهی الملائکة التی للعرش والکرسی وما فوقها.
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص ۳۶۲
و مما یدلّ على ما ذکرناه فی أمر النفخ الروحانی مع صورة البشر العنصری هو أن الحقّ وصف نفسه بالنفس الرحمانی و لا بدّ لکلّ موصوف بصفة أن یتبع الصفة جمیع ما تستلزمه تلک الصفة، و قد عرفت أنّ النّفس فی المتنفس ما یستلزمه، فلذلک قبل النفس الإلهی صور العالم، فهو لها کالجوهر الهیولانی، و لیس إلّا عین الطبیعة.
از آن چه بر گفته ما در امر نفخ روحانى با صورت بشرى عنصرى دلالت دارد این است که حق تعالى نفسش (یعنى ذاتش) را به نفس رحمانى وصف فرمود و هر موصوف به صفتى بایستى در جمیع آن چه که آن صفت مستلزم آن است، تابع آن صفت باشد و دانستى که نفس در متنفس (حق یا انسان) چه چیزى را مستلزم است (ازاله کرب و وجدان راحت را مستلزم است.) لذا نفس الهى صور عالم را قبول کرده است. پس نفس الهى براى صور عالم مثل جوهر هیولانى است و این در حقیقت نیست (نفسى که اصل آن لوازم است) مگر عین طبیعت (زیرا به این طبیعت فعل و انفعال در فواعل و قوابل حاصل میشود).
فالعناصر صورة من صور الطبیعة و ما فوق العناصر و ما تولد عنها فهو أیضا من صور الطبیعة و هی الأرواح العلویة التی فوق السماوات السبع
پس عناصر اربعه صورتى از صور این طبیعتند (یعنى جوهر هیولانى که نفس الهى است عین طبیعت است) ( قیصرى عناصر را تعمیم داد به روحانى و جسمانى( بدن انسان و خود انسان).) و آن چه فوق عناصر است و آن چه از آنها متولد میشود نیز از صور همین طبیعتند (عالم امر و خلق) و این صور که فوق عناصر هستند أرواح علویهاند (یعنى أرواح ملائکه علویهاند) که فوق سماوات سبعند (یعنى ملائکه و عرش و کرسى و ما فوق عرش و کرسىاند امّا أرواح سماوات سبع و اعیان سماوات سبع عنصرىاند (أرواح سماوات سبع یعنى نفوس منطبعه مدبرشان نه عقول و نفوس مجرده آنان)
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۷۲۰-۷۲۱
و ممّا یدلّ على ما ذکرناه من أمر (ما ذکرناه فی أمر- خ) النّفخ الرّوحانى مع صورة البشر العنصرىّ هو أنّ الحقّ وصف نفسه بالنّفس الرّحمانى و لا بدّ لکلّ موصوف بصفة أن یتبع الصّفة جمیع ما تستلزمه تلک الصّفة، و قد عرفت أنّ النّفس فى المتنفّس ما یستلزمه فلذلک قبل النّفس الإلهىّ صور العالم. فهو لها کالجوهر الهیولانىّ، و لیس إلّا عین الطّبیعة.
درین کلام توکید آن معنى است که به تقریر پیوست که روح الأمین نفخ کرد روح عیسوى را با صورت بشر عنصرى معا، نه آنکه صورت مسوّاة قبل النفخ بوده باشد و بعد از آن نفخ متحقّق گشته چنانکه غیر او را از آدم و اولادش حال برین نهج بود.
و هرآینه پیش ازین دانستهاى که نفس رحمانى تجلّى وجودى است بر نهجى که متعیّن گردد و اعیان ما را افاضه وجود کند؛ خواه ارواح باشد و خواه اجسام؛ و او عین جوهر قابل است مر صور روحانیّه و جسمانیّه را.
و چاره نیست هر ملزومى را که استلزام چیزى کند از آنکه مستلزم باشد توابع آن چیز را نیز از براى عدم انفکاک لازم از ملزومش.
و نیز دانستهاى که نفس در متنفّس انسانى چه چیز را مستلزم است؟ اعنى دانستهاى که مستلزم ازاله کرب است و وجدان راحت و ظهور کلمات و کمالات نطقیه و غیر این، لاجرم وصف کردن حقّ سبحانه و تعالى نفس خود را به نفس مستلزم وصف است نفس خود را به جمیع لوازم نفس.
و این نفس که اصل این همه لوازم است به حقیقت جز عین طبیعت نیست که حصول فعل و انفعال در فواعل و قوابل و آنچه برین دو مترتّب باشد جز بدو نیست، زیرا که طبیعت چون صورت نوعیّه است مر نفس را. پس او اوّل تعیّنى است که عارض بر نفس است و بواسطه او حروف از مخارج متعیّن مىگردد.
پس طبیعت نزد ایشان عبارت است از معنى روحانى که ساریست در جمیع موجودات؛ خواه عقول باشد و خواه نفوس مجرده و غیر مجرده؛ و خواه اجسام.
اگرچه نزد اهل نظر «طبیعت» عبارت است از قوّتى ساریه در اجسام که به این قوّت و اصل مىشود جسم به کمال طبیعى، پس آنچه نزد اهل نظر است نوعى است ازین طبیعت کلّیّه و در حقیقت نسبت طبیعت کلّیّه به نفس رحمانى بعینها نسبت صورت نوعیّه جسم کلّى است به جسم زیرا که جسم نوعى است از انواع جوهر. پس چاره نیست از صورت نوعیّه، و صورت روحانیّه که مقوّم او باشد و امتداد مطلقى که صورت جسمیّه مستفاد است از مقوّمه.
پس از براى لزوم این استلزام مر طبیعت کلّیّه را قبول کرد نفس الهى صور موجودات روحانیّه و جسمانیّه را چنانکه قبول مىکند نفس صور حروف و کلمات را به واسطه صوت، لاجرم نفس مر صور عالم را چون جوهر هیولى است مر اجسام را، زیرا که اجسام فایضه است بر آن جوهر و متعیّنه در وى. پس نیست آنچه نفس رحمانى مستلزم اوست مگر عین طبیعت کلّیّه و صور فایضه بر وى. پس عناصر نیز صورتى است از صور طبیعیه چنانکه مذکور خواهد شد. لاجرم نفخ روح الامین نفس رحمانى را در مریم متضمّن باشد صورت روحانیّه و صورت عنصریّه عیسى را علیه السلام و هو المطلوب.
فالعناصر صورة من صور الطّبیعة و ما فوق العناصر و ما تولّد عنها فهو أیضا من صور الطّبیعة.
یعنى صور نوعیّه که عناصر راست روحانیه یا جسمانیّه، صورى است فایضه بر طبیعت کلّیّه، و صورى که بالاتر از عناصر اربعه است چون سماوات سبع و آنچه ازو متولد است از صور ملائکه سماویّه، آن نیز از صور طبیعیّه است. پس ضمیر «عنها» راجع باشد به لفظ «ما» و تأنیث به اعتبار باشد که در معنى اوست که آن صور سماوات و صور ملائکه متولد از سماواتاند.
و جائز است که راجع باشد به عناصر و معنى برین تقدیر آن باشد که صورى که فوق عناصر است که سماوات است و بالاتر از آنچه متولّد مىشود از عناصر به وجود سماوات که آن صور ملائکه سماویّه است آن نیز از صور طبیعیه است.
و چون سماوات و آنچه ازو متولد است عنصریّه است، و آنچه بالاتر ازینهاست از صور عرش و کرسى و ملائکه که در وى است طبیعیّه است نه عنصریّه شیخ فرمود:
و هى الأرواح العلویّة الّتى فوق السّماوات السّبع.
پس ضمیر راجع به صورى که بالاتر از عناصر و سماوات است که ازو تعبیر کرده شد به ما فوق العناصر، و ما تولّد عنها من صور الطّبیعة. پس معنى آن باشد که صورى که فوق السّماوات است آن صور ارواح است یعنى ملائکه علویه که عرش و کرسى راست و آنچه بالاتر ازوست از عقول و نفوس مجرّده. و سماوات را از آن جهت داخل در عناصر داشت که متولّد است ازو چنانکه در حدیث آمده است که سماوات مخلوق از دخان ارض است و قال تعالى ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَ هِیَ دُخانٌ و لهذا شیخ قدّس اللّه سرّه فرمود:
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۱۸
و ممّا یدلّ على ما ذکرناه فی أمر النّفخ الرّوحانىّ مع صورة البشر العنصرىّ هو أنّ الحقّ وصف نفسه بالنّفس الرّحمانىّ و لا بدّ لکلّ موصوف بصفة أن یتبع الصّفة جمیع ما تستلزمه تلک الصّفة. و قد عرفت أنّ النّفس فی المتنفّس ما یستلزمه فذلک قبل النّفس الإلهیّ صور العالم، فهو لها کالجوهر الهیولانىّ؛ و لیس إلّا عین الطّبیعة.
شرح یشیر الى النفس الرّحمانى القابل صور العالم من واهب الصور، و کان من لوازمه دفع الکرب و وجدان الرّاحة بظهور الکلمات و بروز الکمالات المتعلّقة بالنّطق و هی الطبیعة الکلیّة. و انّها عین النفس الممتدّ من حقیقة الحقائق الکبرى بأحدیة جمع الحقائق الفعلیّة و الانفعالیّة جامعا لحقائق مراتب الوجود.
فالعناصر صورة من صور الطّبیعة. و ما فوق العناصر و ما تولد عنها فهو أیضا من صور الطّبیعة و هی الأرواح العلویّة الّتی فوق السّموات السّبع.