عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الخامسة عشر :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما أرواح السماوات السبع و أعیانها فهی عنصریة، فإنها من دخان العناصر المتولد عنها، و ما تکون عن کل سماء من الملائکة فهو منها، فهم عنصریون و من فوقهم طبیعیون: و لهذا وصفهم الله بالاختصام أعنی الملأ الأعلى لأن الطبیعة متقابلة، و التقابل الذی فی الأسماء الإلهیة التی هی النسب، إنما أعطاه النفس.

ألا ترى الذات الخارجة عن هذا الحکم کیف جاء فیها الغنى عن العالمین؟.

فلهذا أخرج العالم على صورة من أوجدهم، ولیس إلا النفس الإلهی.  )  

 

قال رضی الله عنه :  ( وأمّا أرواح السّموات السبع وأعیانها فهی عنصریّة ، فإنّها من دخان العناصر المتولّد عنها . وما تکوّن من کلّ سماء من الملائکة فهو منها ، فهم عنصریّون ومن فوقهم طبیعیّون ، ولهذا وصفهم اللّه بالاختصام - أعنی الملأ الأعلى - لأنّ الطّبیعة متقابلة .

والتّقابل الّذی فی الأسماء الإلهیّة الّتی هی النّسب إنّما أعطاه النّفس . ألا ترى الذّات الخارجة عن هذا الحکم کیف جاء فیها الغنى عن العالمین ؟ فلهذا خرج العالم على صورة من أوجدهم ، ولیس إلّا النّفس الإلهیّ . )

 

قال رضی الله عنه :  (وأما أرواح) ، أی ملائکة (السماوات السبع وأعیانها) ، أی أعیان السماوات السبع وهی ذواتها (فهی عنصریة فإنها) متکونة من دخان العناصر وبخارها یوم خلقها اللّه تعالى (المتولد) ذلک الدخان عنها ، أی عن العناصر وما تکون بتشدید لواو (عن کل سماء) من السماوات السبع من الملائکة بیان للمتکون فهو ، أی ذلک المتکون منها ، أی من نوع تلک السماء .

 

قال تعالى :" وَأَوْحى فِی کُلِّ سَماءٍ أَمْرَها " [ فصلت : 12 ] ، وهو الذی تعمل به ملائکة تلک السماء کما قال تعالى :" وَهُمْ بِأَمْرِهِ یَعْمَلُونَ " [ الأنبیاء : 27 ] فهم ، أی ملائکة السماوات السبع عنصریون ، أی مخلوقون من دخان العناصر الأربعة فهم ألطف من الجن والشیاطین المخلوقین من العناصر الأربعة وفی الکل قوّة التشکل والتصوّر فی الصور المختلفة على حسب ما یریدون من غیر أن یتغیروا عن صورهم الأصلیة العنصریة لغلبة الروحانیة ولطافة الجسمانیة ومن فوقهم ، أی من فوق ملائکة السماوات السبع علیهم السلام ملائکة طبیعیون ، أی مخلوقون من الطبیعة لا من العناصر ؛ ولهذا ، أی لکونهم طبیعیین وصفهم اللّه تعالى فی القرآن بالاختصام ، أی المجادلة والاختلاف فیما بینهم أعنی بهم الملأ الأعلى وهم ملائکة العرش والکرسی وما شاکل ذلک .

 

قال تعالى عن نبیه علیه السلام :" ما کانَ لِی مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ یَخْتَصِمُونَ" [ ص : 69 ] وفی حدیث الترمذی بإسناده عن ابن عباس .

قال رسول اللّه صلى اللّه علیه وسلم : " أتانی اللیلة آت من ربی " .

وفی روایة : « أتانی اللیلة ربی فی أحسن صورة ، فقال : یا محمد ، فقلت : لبیک ربی وسعدیک ، قال هل تدری فیم یختصم الملأ الأعلى ؟

قلت : لا أعلم . قال : فوضع یدیه بین کتفی حتى وجدت بردها بین ثدیی ، أو قال فی نحری ، فعلمت ما فی السماوات وما فی الأرض ، أو قال ما بین المشرق والمغرب .

قال : یا محمد هل تدری فیم یختصم الملأ الأعلى ، قلت : نعم فی الدرجات والکفارات ونقل الأقدام إلى الجماعات وإسباغ الوضوء فی السبرات . وانتظار الصلاة بعد الصلاة ومن حافظ علیهن عاش بخیر ومات بخیر وکان من ذنوبه کیوم ولدته أمه .

قال : یا محمد ، قلت : لبیک وسعدیک ، قال : إذا صلیت فقل : اللهم إنی أسألک فعل الخیرات وترک المنکرات وحب المساکین وإذا أردت بعبادک فتنة فاقبضنی إلیک غیر مفتون .

قال : والدرجات إفشاء السلام وإطعام الطعام والصلاة باللیل والناس نیام " . رواه الترمذی والدارقطنی

لأن الطبیعة باعتبار أقسامها الأربعة متقابلة فبعضها یقابل بعضا ، وبالتقابل یقع الاختلاف ویصدر الاختصام .

 

قال رضی الله عنه :  (والتقابل الذی فی الأسماء الإلهیة) المنقسمة إلى أسماء جلال وأسماء جمال وأسماء ذاتیة وأسماء فعلیة (التی هی) مجرد (النّسب) جمع نسبة وهی الاعتبارات الذاتیة إنما أعطاه ، أی أعطى التقابل المذکور (النّفس) بفتح الفاء (الرحمانی) الحامل لصور العالم کلها وهو عالم الإمکان والأعیان الثابتة بلا وجود التی هی غیر مجعولة ألا ترى الذات الإلهیة الخارجة عن هذا الحکم وهو التقابل الذی هو مقتضى النسب الأسمائیة الصادر عن النفس الرحمانی ، والعالم الإمکانی المعدوم الفانی کیف جاء فیها ، أی فی تلک الذات الغنى عن العالمین .

 

قال تعالى : " واللَّهَ غَنِیٌّ عَنِ الْعالَمِینَ " [ آل عمران : 97 ] ، فلهذا ، أی لکون التقابل الاسمائی مقتضى النفس الرحمانی خرج العالم من العدم إلى الوجود على صورة من أوجدهم ، أی أشخاص العالم المختلفة ولیس الذی أوجدهم إلا النّفس بفتح الفاء الرحمانی الإلهی ثم ذلک النفس المذکور انبعث عنه القلم الأعلى ، وهو العقل الأوّل وهو الروح القدسی ، ثم بقیّة الأرواح المهیمة الذین سماهم اللّه تعالى بالعالمین من الملائکة علیهم السلام .

 

فقال لإبلیس :أَسْتَکْبَرْتَ أَمْ کُنْتَ مِنَ الْعالِینَ[ ص : 75 ]  ، ثم انبعث عن القلم الأعلى نفسه وهو اللوح المحفوظ وهو الروح الأعظم المنفوخ منه فی جمیع العالم على حسب الاستعداد ، ثم ظهر عن اللوح المحفوظ عالم الطبیعة فالقلم واللوح والطبیعة منطویات فی النفس الإلهی ، لأنها اعتبارات فیه ، وکذلک ما بعدها إلى آخر المراتب . ولهذا قال صلى اللّه علیه وسلم : « إنی لأجد نفس الرحمن یأتینی من جهة الیمن » .

کان ذلک هو الأنصار من أهل الصفة مع أنهم أجسام إنسانیة ، فانطوت مراتبهم کلها فی أصلهم الثابت فسماهم به .

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما أرواح السموات السبع و أعیانها فهی عنصریة، فإنها من دخان العناصر المتولد عنها، و ما تکون عن کل سماء من الملائکة فهو منها، فهم عنصریون و من فوقهم طبیعیون: و لهذا وصفهم الله بالاختصام أعنی الملأ الأعلى لأن الطبیعة متقابلة، و التقابل الذی فی الأسماء الإلهیة التی هی النسب، إنما أعطاه النفس.

ألا ترى الذات الخارجة عن هذا الحکم کیف جاء فیها الغنى عن العالمین؟.

فلهذا أخرج العالم على صورة من أوجدهم، ولیس إلا النفس الإلهی. )  

 

قال رضی الله عنه :  ( وأما أرواح السماوات السبع ) المدبرة لأجسامها ( وأعیانها ) أی وأجسام السماوات السبع ( فهی عنصریة ) وصورة من الطبیعة ( فإنها ) أی السماوات السبع متولدة ( من دخان العناصر المتولد عنها ) أی الدخان الذی تولد عن العناصر فالأرواح المنطبعة المدبرة بالعناصر أیضا عناصر .

قال رضی الله عنه :  (وما تکون) من التکون (عن کل سماء من الملائکة فهو) أیضا ( منها ) أی من العناصر(فهم ) أی الملائکة الذین تکونوا من السماوات السبع ( عنصریون ) کالسماوات ( و ) ما تکون ( من فوقهم ) أی من فوق هذه الملائکة طبیعیون فالعرش والکرسی مع أرواحهما وملائکتهما ( طبیعیون ) فما من صورة من الصور مما سوى اللّه إلا وهی صورة من صور الطبیعة ما عدا الملائکة المهیمة ومنهم العقل الأول فإنهم نوریون وإن کانوا طبیعیین  لکنهم لا داخلون تحت حکم الطبیعة وما من صورة من صور الطبیعة الإلهیة إلا وهی إما عنصری وإما طبیعیة

 

قال رضی الله عنه :  ( ولهذا ) أی ولأجل کون الملائکة التی فوق السماوات السبع طبیعیین ( وصفهم اللّه بالاختصام ) فی الحدیث القدسی قوله ( أعنی الملأ الأعلى ) تفسیر للملائکة الموصوفة بالاختصام وإنما وصف الحق الملأ الأعلى بالاختصام ( لأن الطبیعة متقابلة ) وهی مظهر ولایة الأسماء المتقابلة فأجسام الأرواح الملائکة العلویة المسماة بالأعلى لملإ الأعلى والملائکة المهیمیة المخلوقة من جلال اللّه أجسام نوریة طبیعیة وهی أول ما خلق اللّه من الأجسام.

 قال رضی الله عنه :  ( والتقابل الذی فی الأسماء الإلهیة التی هی النسب إنما أعطاه النفس ) الرحمانی وهو عین الطبیعة فکان التقابل للطبیعة لذاتها وللأسماء بسبب کون الطبیعة محلا لولایتها فکان التقابل فی الأسماء والطبیعة لا فی الذات من حیث هی ( ألا ترى الذات ) وهی الذات الأحدیة ( الخارجة عن هذا الحکم ) أی عن حکم التقابل ( کیف جاء فیها الغنی عن العالمین ) ولم یجئ فی حق الذات الداخلة فی حکم التقابل الغنی عن العالمین .

 

قال رضی الله عنه :  ( فلهذا ) أی فلأجل کون التقابل حاصلا فی الحضرة الاسمائیة ( خرج العالم على صورة من أوجدهم ) أی العالم ( ولیس ) من أوجدهم إلا ( النفس الإلهی ) فخرج العالم یتقابل بعضها بعضا فالطبیعة والعالم والنفس الإلهی یقتضی کل واحد منها التقابل .


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما أرواح السموات السبع و أعیانها فهی عنصریة، فإنها من دخان العناصر المتولد عنها، و ما تکون عن کل سماء من الملائکة فهو منها، فهم عنصریون و من فوقهم طبیعیون: و لهذا وصفهم الله بالاختصام أعنی الملأ الأعلى لأن الطبیعة متقابلة، و التقابل الذی فی الأسماء الإلهیة التی هی النسب، إنما أعطاه النفس.

ألا ترى الذات الخارجة عن هذا الحکم کشیف جاء فیها الغنى عن العالمین؟.

فلهذا أخرج العالم على صورة من أوجدهم، ولیس إلا النفس الإلهی.  )  

 

قال رضی الله عنه :  ( وأما أرواح السموات السبع و أعیانها فهی عنصریة، فإنها من دخان العناصر المتولد عنها، و ما تکون عن کل سماء من الملائکة فهو منها، فهم عنصریون و من فوقهم طبیعیون: و لهذا وصفهم الله بالاختصام أعنی الملأ الأعلى لأن الطبیعة متقابلة، و التقابل الذی فی الأسماء الإلهیة التی هی النسب، إنما أعطاه النفس. ألا ترى الذات الخارجة عن هذا الحکم کیف جاء فیها الغنى عن العالمین؟. فلهذا أخرج العالم على صورة من أوجدهم، ولیس إلا النفس الإلهی.  )  

 

یعنی: أن الحق تعالی وصف نفسه بأن له نفسا فتناسب أن یکون منه النفخ، إذ النفخ هو ضرب من النفس. 

قال: وبالنفخ کانت الطبیعة والعناصر والمولدات بل وأرواح السماوات وأعیانها وهی عنصریة، فإنها من دخان العناصر إشارة إلى قوله تعالى:

"ثم استوى إلى السماء وهی دخان فقال لها وللأرض ائتیا طوعا أو کرها" (فصلت: 11) یعنی من حقیقة هذا الدخان.

قال: وملائکة ذلک عنصریون 

قال: ومن فوقهم طبیعیون، 

قال: ولذلک وصفهم بالاختصام فی ایرادهم أن الملأ الأعلى یختصمون 

ثم ذکر أن التقابل الذی بین الأسماء لیس هو من هذا القبیل بل من النفس الرحمانی، وهذا عندی فیه توقف، لأن النفس وحدانی فلا یعطی التقابل 

وإنما التقابل الأسمائی عرضی من حرکة النفس. 

وأما الغنی عن العالمین، فهو فی مقام «کنت کنزا لم أعرف" 

وهو بعینه الذی عرف ثم أخذ ینسب إلى الإنسان وقوع الاختلاف فی أخلاقه وأحواله، وإنما هو للاختلاف الذی بین الیدین إشارة إلى قوله تعالى: "ما منعک أن تسجد لما خلقت بیدی " (ص: 75) .

فکونهما یدین اثنین دل على اختلاف طبیعة الإنسان، وأما احتقاره بالعنصریات فما یقدر أن یرد علیه السلام .


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما أرواح السموات السبع و أعیانها فهی عنصریة، فإنها من دخان العناصر المتولد عنها، و ما تکون عن کل سماء من الملائکة فهو منها، فهم عنصریون و من فوقهم طبیعیون: و لهذا وصفهم الله بالاختصام أعنی الملأ الأعلى لأن الطبیعة متقابلة، و التقابل الذی فی الأسماء الإلهیة التی هی النسب، إنما أعطاه النفس.

ألا ترى الذات الخارجة عن هذا الحکم کیف جاء فیها الغنى عن العالمین؟.

فلهذا أخرج العالم على صورة من أوجدهم، ولیس إلا النفس الإلهی.  )


قال رضی الله عنه :  (وأمّا أرواح السماوات السبع وأعیانها فهی عنصریة ، فإنّها من دخان العناصر المتولَّد عنها ، وما یکون عن کل سماء من الملائکة فهو منها ، فهم عنصریون ، ومن فوقهم طبیعیون ، ولهذا وصفهم الله بالاختصام ، أعنی الملأ الأعلى ، لأنّ الطبیعة متقابلة ، والتقابل الذی فی الأسماء الإلهیة التی هی النسب إنّما أعطاه النفس ، ألا ترى الذات الخارجة عن هذا الحکم کیف جاء فیها الغنى عن العالمین ؟ فلهذا خرج العالم على صورة من أوجدهم ولیس إلَّا النفس الإلهیّ  ) .

 

یعنی رضی الله عنه : أنّ النفس لمّا نسب إلى الرحمن وکان صفة له ، فإنّه یضاف وینسب إلى الحق الرحمن جمیع ما یستلزمه النفس من التنفیس وقبول صور الحروف والکلمات الکونیة والأسماء الإلهیة والحرارة والرطوبة والحیاة وسرّ التقابل الذی فی حقیقة الجمعیة الأحدیة والنفسیة الرحمانیة .

فإنّ النفس عبارة عن الوجود الفائض بمقتضیات الأسماء الإلهیة ومقتضیات قوابلها وحقائقها جمیعا ، فله أحدیة جمع الجمعین مع الوجود بین المتقابلات والمتماثلات والمتنافیات والمتشاکلات الإلهیة والکونیة جمیعا ، وفیه أیضا سرّ الجمع بین الفعل والانفعال ، والهیولانیة المّادّة القابلة للصور کلَّها والطبیعة الفعّالة لها فیه ، کما قد أشرنا إلى کل ذلک فی الفصّ الآدمی والشیثی وغیرهما بما فیه مقنع للأولیاء ، فاذکر .

 

ونزید هاهنا بما لم یذکر وهو أنّ الطبیعة الکلَّیة وإن کانت - کما ذکرنا - هی الحقیقة الفعّالة للصور کلَّها إلهیّها وکونیّها ، علوا وسفلا ، فإنّها أیضا عین المادّة التی حصرت قوابل العالم کلَّه ، ففیه قابلیة هیولانیة لأن یفعل فی النفس جمیع الصور ، فهی بانفعالاتها المادیة الهیولانیة تفعل صور الفاعلیات الأسمائیة أیضا من الوجود الحق ، فهی فاعلة من وجه ، منفعلة من آخر ، لحقیقتها الجمعیة الأحدیة النفسیة ، فإنّها عین النفس الممتدّ من حقیقة الحقائق الکبرى بأحدیة جمع الحقائق الفعلیة والانفعالیة جامعا لحقائق المراتب والوجود ، فافهم .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما أرواح السموات السبع و أعیانها فهی عنصریة، فإنها من دخان العناصر المتولد عنها، و ما تکون عن کل سماء من الملائکة فهو منها، فهم عنصریون و من فوقهم طبیعیون: و لهذا وصفهم الله بالاختصام أعنی الملأ الأعلى لأن الطبیعة متقابلة، و التقابل الذی فی الأسماء الإلهیة التی هی النسب، إنما أعطاه النفس.

ألا ترى الذات الخارجة عن هذا الحکم کیف جاء فیها الغنى عن العالمین؟.

فلهذا أخرج العالم على صورة من أوجدهم، ولیس إلا النفس الإلهی. )

 

قال رضی الله عنه :  (وأما أرواح السماوات السبع وأعیانها فهی عنصریة ، فإنها من دخان العناصر المتولدة عنها ) .

هکذا ذهب بعض الصوفیة وأهل الشرع وکثیر من الحکماء الإسلامیین والقدماء الإشراقیین فی کون السماوات السبع وعلى هذا المذهب الأرواح العلویة ، إشارة إلى ما فوق العناصر وأرواح السماوات وأعیانها إلى ما تولد عنها :

أی العناصر ( وما تکون عن کل سماء من الملائکة ) أی نفوسها المنطبعة ( فهو منها ) أی من العناصر .

قال رضی الله عنه :  ( فهم عنصریون وما من فوقهم طبیعیون ، ولهذا وصفهم الله بالاختصام أعنى الملأ الأعلى لأن الطبیعة متقابلة )

هذا معلوم مما ذکرناه آنفا ، والاختصام بین الملإ الأعلى إنما هو لاختلاف نشأتهم ، لأن الغالب على بعضهم صفة القهر وعلى بعضهم قوة المحبة وصفتها فتختلف مقتضیات نشأتهم فیختصمون.

 

قال رضی الله عنه :  ( والتقابل الذی فی الأسماء الإلهیة التی هی النسب إنما أعطاه النفس الرحمانی ، ألا ترى الذات الخارجة عن هذا الحکم کیف جاء فیها الغنى عن العالمین ، فلهذا خرج العالم على صورة من أوجدهم )

إنما التقابل الذی فی الأسماء أعطاه النفس أی الوجود لأن التقابل لا یکون بین الأشیاء العدمیة والمعانی العلمیة ، فإن عین الحرارة والبرودة والسواد والبیاض فی العقل والعلم معا أی منها یجتمع فی ذهن الناس ولا تقابل ، والأسماء لا تتقابل إلا فی صورها التی یتحقق بها حقائق تلک النسب الأسمائیة ، ولولا وجوداتها بظهورها فی الصور لم تتقابل وذلک الظهور هو النفس الرحمانی ، فلهذا ما کانت الإلهیة بالأسماء غنیة عن العالمین .

إنما الغنى هو الذات الخارجة عن حکم النفس ، فلهذا خرج العالم على صورة من أوجده من الإله أی الحضرة الواحدیة الأسمائیة .

 

"" أضاف بالی زادة :  قوله ( لأن الطبیعة متقابلة ) وهی مظهر ولایة الأسماء المتقابلة فأجسام الأرواح والملائکة العلویة المسماة بالملإ الأعلى والملائکة المهیمة المخلوقة من جلال الله أجسام نوریة طبیعیة ، وهی أول ما خلق الله تعالى من الأجسام اهـ بالى

قوله ( والتقابل الذی فی الأسماء إنما أعطاه النفس الرحمانی ) وهو عین الطبیعة فکان التقابل الطبیعة للذات أو للأسماء بسبب کون الطبیعة محلا لولایتها ؟؟؟ ،

فکان التقابل فی الأسماء والطبیعة لا فی الذات من حیث هی .

قوله ( فلهذا ) أی فلأجل کون التقابل حاصلا فی الحضرة الأسمائیة ( خرج العالم على صورة من أوجدهم ولیس إلا النفس الإلهی ) فخرج العالم یتقابل بعضهم بعضا ، فالطبیعة والعالم والنفس الإلهی یقتضی کل واحد منها التقابل اهـ بالى""

 

قال رضی الله عنه :  ( ولیس ) من أوجد أعیان العالم ( إلا النفس الإلهی ) والضمیر المنصوب فی أوجدهم للعالم باعتبار أعیانه على التغلیب.

 

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما أرواح السموات السبع و أعیانها فهی عنصریة، فإنها من دخان العناصر المتولد عنها، و ما تکون عن کل سماء من الملائکة فهو منها، فهم عنصریون و من فوقهم طبیعیون: و لهذا وصفهم الله بالاختصام أعنی الملأ الأعلى لأن الطبیعة متقابلة، و التقابل الذی فی الأسماء الإلهیة التی هی النسب، إنما أعطاه النفس.

ألا ترى الذات الخارجة عن هذا الحکم کیف جاء فیها الغنى عن العالمین؟.

فلهذا أخرج العالم على صورة من أوجدهم، ولیس إلا النفس الإلهی. )  

 

لذلک قال رضی الله عنه: ( وأما أرواح السماوات السبع وأعیانها فهی عنصریة ، فإنها من دخان العناصر المتولد عنها . ) وإلیه ذهب الحکماء الإسلامیون

والمحققون أصحاب الذوق والشهود وکثیر من الحکماء الإشراقیین .

وأرواح السماوات نفوسها المنطبعة المدبرة لها ، لا عقولها ونفوسها المجردة ، فإنها من صور الطبیعیة النوریة العنصریة .

قال رضی الله عنه :  ( وما تکون عن کل سماء من الملائکة فهو منها . ) ، ( تکون ) من ( التکون ) .

أو بالیاء من ( الکون ). أی وما یکون عن جنس کل سماء ومادتها من الملائکة فهو من العناصر .

ولا ینبغی أن یتوهم أن المراد بالملائکة هنا نفوسها المنطبعة فقط ، فإن لکل سماء نفسا منطبعة ، وملائکة خلقها الله من مادة کل منها بحیث کادت لا یتناهى .

 

قال رضی الله عنه فی الباب الثالث عشر من فتوحاته :

( ثم خلق جوف الکرسی أفلاکا فلکا من جوف فلک . وخلق فی کل فلک عالما منه یعمرونه ، سماهم ( ملائکة ) یعنى رسلا .

قال رضی الله عنه :  ( فهم عنصریون ومن فوقهم طبیعیون . ) أی ، الملائکة السماویة عنصریون ، ومن فوقهم من ملائکة العرش والکرسی ونفوسهما الناطقة والمنطبعة والعقول المجردة - کلها طبیعیون .

قال رضی الله عنه  فی الباب الثالث عشر من فتوحاته :

( إن أول جسم خلقه الله أجسام أرواح الملائکة المهیمة فی جلال الله . ومنهم العقل الأول والنفس

الکلیة وإلیها انتهت الأجسام النوریة المخلوقة من نور الجلال . وما ثم ملک من هؤلاء الملائکة من وجد بواسطة غیره إلا النفس التی دون العقل .

وکل ملک خلق بعد هؤلاء ، فداخلون تحت حکم الطبیعة . فهم من جنس أفلاکها التی خلقوا منها وهم عمارها والمراد هاهنا بالطبیعة ، الطبیعة العنصریة .

لذلک قال : فهم من جنس أفلاکها . وبالجسم النوری الجسم الطبیعی الغیر العنصری .

قال رضی الله عنه :  (ولهذا وصفهم الله ب" الاختصام " ، " أعنی الملأ الأعلى " لأن الطبیعة متقابلة ) أی ، ولأجل أن الملائکة التی فوق السماوات ، وهم الملأ الأعلى ، طبیعیة ، وصفهم الله بالاختصام ، لأن الطبیعة متقابلة .

 

وذلک لأنها محل ولایة الأسماء ومظهر أحکامها . والأسماء الإلهیة متقابلة :

فإن ( الرحیم ) یقابل ( المنتقم ) ، ( القهار ) و ( المعز ) یقابل ( المذل ) . وکذلک جمیع الأسماء .

ولما کانت الصفات المتقابلة التی فی المرتبة الإلهیة لا یظهر تقابلها إلا فی مظاهرها - الموجودة فی الخارج ومادة الوجود الخارجی التی منها یتعین الموجودات هو النفس الرحمانی .

قال رضی الله عنه :  ( والتقابل الذی فی الأسماء الإلهیة التی هی النسب ، إنما أعطاه النفس . )

أی ، أظهره النفس بقابلیته ، لأن التقابل غیر حاصل فی الأسماء ، ثم یحصل منه ، فإن التعینات الأسمائیة فی الحضرة الإلهیة والعلمیة یقتضى ذلک التقابل .

ولو لم یکن تقابلها فی الباطن ، لم یکن أیضا فی الظاهر ، إذا الظاهر صورة الباطن ، والوجود الخارجی یخرج ما فی الباطن إلى الظاهر .

وکون أعیان السواد والبیاض والحرارة والبرودة فی الذهن مجتمعة ، لا یمنع تقابلها ، کما لا یمنع التقابل الذی بین النقیضین المجتمعین فی العقل ، دون الخارج .

فلا یقال : الأسماء لا یتقابل إلا فی صورها التی یتحقق بها حقائق تلک النسب ، ولولا وجوداتها بظهوراتها فی الصور ، لم یتقابل ( ألا ترى الذات الخارجة عن هذا الحکم . )

أی ، عن حکم التقابل .

وهی الذات الإلهیة من حیث المرتبة ( الأحدیة ) . ( کیف جاء فیها الغنى عن العالمین ؟ ) وقد مر فی أول الکتاب أن الذات الإلهیة من حیث أحدیتها موصوفة بالغنى عن العالمین ، ومن حیث إلهیتها وأسمائها موصوفة بالافتقار حیث

 

قال : ( فالکل مفتقر   ...... ما الکل مستغن )

وهذا أیضا دلیل على أن التقابل فی الحضرة الأسمائیة حاصل    

 

قال رضی الله عنه : ( فلهذا خرج العالم على صورة من أوجدهم ، ولیس إلا النفس الإلهی .)

أی ، فلهذا خرج العالم یتقابل بعضها بعضا ، کما یتقابل الأسماء بعضها بعضا .

فهو موجود على صورة من أوجدهم . ولیس ذلک الموجود إلا ( النفس الرحمانی ) .

وضمیر المفعول فی ( أوجدهم ) عائد إلى ( العالم ) . جمعه باعتبار ( الأعیان ) .

واعلم ، أن ظاهر هذا الکلام أن ( النفس الرحمانی ) عین المرتبة الإلهیة ، وفی الحقیقة هو التجلی الوجودی الظاهر عن المرتبة الإلهیة ، وصورتها الحاملة أحکام الأسماء ، ولهذا نسب إلى ( الرحمان ) الذی هو الاسم الجامع .


ولما کان حاملا لما فی المرتبة الإلهیة من الأسماء وأحکامها وصورة کلیة لها ، جعل النفس عین من أوجدهم ، کما یقال لنبینا ، صلى الله علیه وسلم ، الاسم الأعظم . وهو صاحبه ، لکونه مظهرا للإسم ( الله ) .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما أرواح السموات السبع و أعیانها فهی عنصریة، فإنها من دخان العناصر المتولد عنها، و ما تکون عن کل سماء من الملائکة فهو منها، فهم عنصریون و من فوقهم طبیعیون: و لهذا وصفهم الله بالاختصام أعنی الملأ الأعلى لأن الطبیعة متقابلة، و التقابل الذی فی الأسماء الإلهیة التی هی النسب، إنما أعطاه النفس.

ألا ترى الذات الخارجة عن هذا الحکم کیف جاء فیها الغنى عن العالمین؟.

فلهذا أخرج العالم على صورة من أوجدهم، ولیس إلا النفس الإلهی.  )  

 

قال رضی الله عنه : ( وأمّا أرواح السّموات السبع وأعیانها ؛ فهی عنصریّة ، فإنّها من دخان العناصر المتولّد عنها ، وما تکوّن من کلّ سماء من الملائکة فهو منها ، فهم عنصریّون ومن فوقهم طبیعیّون ، ولهذا وصفهم اللّه بالاختصام أعنی الملأ الأعلى ؛ لأنّ الطّبیعة متقابلة ، والتّقابل الّذی فی الأسماء الإلهیّة الّتی هی النّسب إنّما أعطاه النّفس).  

 

قال رضی الله عنه :  ( وأما أرواح السماوات السبع وأعیانها ) أی : أفلاکها ، ( فهی عنصریة ) ، وإن أجمع أکثر الفلاسفة على أن هذه الأفلاک لیست عنصریة فضلا عن أرواحها .

 

واستدل على کون السماوات السبع عنصریة بقوله : ( فإنها من دخان العناصر ) على ما هو مذهب المسلمین ، وقدماء الإشراقیین بموجب قوله تعالى :ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ[ فصلت : 11 ] ، وهی دخان الآیة ، والدخان ، وإن لم یکن إحدى العناصر الأربعة ، فلا شکّ فی تولده منها کما قال ( المتولد عنها ).

وقد روی أنه تعالى خلق جوهرا ؛ فنظر إلیه بعین الهیبة ، فذاب فصار نصفه ماء ونصفه نارا ، فتموج الماء بالنار ، فارتفع منه دخان صار منه السماء ، وتلطفه بعضه ، فصار منه الهواء .

ثم أشار إلى عنصریة أرواحها بقوله : ( وما تکون عن کل سماء من الملائکة ) ، وإن لم تکن أجسامها ، ( فهو منها ) کالقوى الجسمانیة والأرواح الحیوانیة ، ( فهم عنصریون ) حاملون طبائعها ؛ فلذلک تفارق أجرامها ، وتحترق کما ورد به الشرع ، فالأثر به فیها أظهر ( ومن فوقهم ) من الأرواح العلویة ( طبیعیون ) ، وإن أنکر جمهور الفلاسفة ، ولم یظهر لها معنى الأثر بمفارقة أجرامها ؛ فقد ظهر فیها اختلاف الأفعال .

 

ثم استدل على طبیعتها لکونها خلاف المشهور بقوله : ( ولهذا وصفهم اللّه بالاختصام ) ، وهو إما فیما بینهم باعتبار التقابل الذی فی أفعالهم ، أو فی اعتراضهم على اللّه فی خلق آدم ، وذلک قوله تعالى ما کانَ لِی مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ یَخْتَصِمُونَ )[ ص : 69 ] ، وهم الأرواح العلویة ؛ ولذلک بیّن الضمیر فی قوله : « وصفهم » بقوله : ( أعنی :بِالْمَلَإِ الْأَعْلى[ ص : 69 ] )، وهذا الاختصام لا بدّ له من مبدأ فیهم ، فهو إما الطبیعة وإما الأسماء الإلهیة لکن الأول أظهر.

 

قال رضی الله عنه :  ( لأن الطبیعة متقابلة ) بالذات إذ بها اختلاف ، فالأفعال والانفعالات الذاتیة ، ( والتقابل الذی فی الأسماء الإلهیة ) لیس من ذواتها ؛ لأنها عبارة من المعانی المتضمنة للأمور ( التی هی النسب ) بین الذات الإلهیة وسائر الکائنات التی هی صور الطبیعة التی تضمنها النفس ، فالتقابل فیها لیس من ذواتها إذ النسب لا یقتضی شیئا إلا باعتبار طرفیها .

إما من الذات أو النفس أو الطبیعة ، لکن الأسماء الإلهیة من حیث تقدمها لا تقبل شیئا من الطبیعة الحادثة ، فهو إما من الذات أو من النفس الذی هو مبدأ الطبیعة ، لکن الذات لیس فیها اختلاف الجهات ، فهذا التقابل فی الأسماء ( إنما أعطاه النفس ) إیاها .

 

قال رضی الله عنه : (ألا ترى الذّات الخارجة عن هذا الحکم کیف جاء فیها الغنى عن العالمین ؟  فلهذا خرج العالم على صورة من أوجدهم ، ولیس إلّا النّفس الإلهیّ )

 

واستدل على أنه لیس من إعطاء الذات بقوله : ( ألا ترى الذات الخارجة عن هذا الحکم ) أی : حکم النفس والإیجاد ( کیف جاء فیها الغنى عن العالمین ) ، فلو کان التقابل فی الأسماء من الذات الإلهیة کان فیها الاختلاف أولا ، ویکون فیها مجملا لوحدتها ؛ فلا بدّ لذلک من تفصیل ، وحینئذ فیما فیه هو الموجب بالذات اختلاف الصور الکونیة کإیجاب النفس الإنسانی اختلاف صور الحروف اللفظیة .

قال رضی الله عنه :  ( فلهذا ) أی : فلأجل غنى الذات عن العالمین لم یخرج العالم على صورتها لیس فیه شیء من التقابل ، کما أنه لیس فی الذات بل ( خرج العالم على صورة من أوجدهم ) أی : أفراده المتقابلة علوّا وسفلا ، وحرکة وسکونا ، وهو إما الطبیعة أو الأسماء الإلهیة أو النفس ، لکن الطبیعة قابلة فلا تکون فاعلة والأسماء قدیمة فلا تکون فاعلة للأمر الحادث بلا واسطة ، فتعین أنه ( لیس ) موجدهم لقریب ( إلا النفس ) ، فهو حامل للمعانی المناسبة لما فی العالم من مبدأ الفعل والانفعال .

وکما أن النفس الإنسانی حامل للطبائع الأربعة من : الحرارة والبرودة والرطوبة والیبوسة التی هی مبادئ الفعل والانفعال ، فکذلک النفس ( الإلهی ) حامل لما یوجب أفعالها وانفعالاتها ،

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما أرواح السموات السبع و أعیانها فهی عنصریة، فإنها من دخان العناصر المتولد عنها، و ما تکون عن کل سماء من الملائکة فهو منها، فهم عنصریون و من فوقهم طبیعیون: و لهذا وصفهم الله بالاختصام أعنی الملأ الأعلى لأن الطبیعة متقابلة، و التقابل الذی فی الأسماء الإلهیة التی هی النسب، إنما أعطاه النفس.

ألا ترى الذات الخارجة عن هذا الحکم کیف جاء فیها الغنى عن العالمین؟.

فلهذا أخرج العالم على صورة من أوجدهم، ولیس إلا النفس الإلهی.  )  

 

قال رضی الله عنه :  (وأما أرواح السماوات وأعیانها فهی عنصریّة ، فإنّها من دخان العناصر المتولَّد عنها )

تولَّد لطیف الأجزاء الدخانیّة من کثیف الأجزاء الناریّة ، فإنّ ألطف أجزاء النار هی التی یعلوها فی صورة الدخان ، وفی الدخان أیضا أجزاء لطیفة وکثیفة ، فاللطیف منها یتولَّد منه أرواح السماوات وإلیه أشار بقوله رضی الله عنه  :

قال رضی الله عنه :  ( وما تکوّن عن کلّ سماء من الملائکة فهو منها ، فهم عنصریّون ومن فوقهم ) من العقول المجرّدة المسمّاة بلسان الشریعة ب « الملإ الأعلى » طبیعیّون ، فلهذا وصفهم الله بالاختصام - أعنی الملأ الأعلى - لأنّ الطبیعة متقابلة ، والتقابل الذی فی الأسماء الإلهیّة التی هی النسب إنّما أعطاه النفس )

 

مبدأ التقابل فی العالم

فعلم من هذا أنّ التقابل وما یستتبعه من الاختصام إنّما هو أولا  وبالذات من النفس ، وثانیا وبالعرض من الأسماء ، فلا تعلَّل اختصام الملإ الأعلى بتقابل الأسماء ، فإنّ النفس هو مبدأ التقابل وأصله .

قال رضی الله عنه :  ( ألا ترى الذات الخارجة عن هذا الحکم کیف جاء فیها الغنى عن العالمین ؟ )

 وهو مما یسقط نسبة العالم عنها مطلقا ، ( فلهذا ) أی لأنّ الذات لها الغنى ( خرج العالم على صورة من أوجدهم ) فإنّها مستغنیة عن نسبة الإیجاد ( ولیس ) الموجد ( إلا النفس الإلهی ) فعلم من هذا الفرق بین نفس الحقّ المتّصفة بالنفس وبین ذاته .

وکأنّک قد نبّهت فی المقدّمة أنّ من الجلالة ما یلوّح علیهما تلویحا بیّنا فلا نعیده .

ولیس فی الوجود بمراتبه ظاهرا وباطنا إلا النفس الإلهی.

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما أرواح السموات السبع و أعیانها فهی عنصریة، فإنها من دخان العناصر المتولد عنها، و ما تکون عن کل سماء من الملائکة فهو منها، فهم عنصریون و من فوقهم طبیعیون: و لهذا وصفهم الله بالاختصام أعنی الملأ الأعلى لأن الطبیعة متقابلة، و التقابل الذی فی الأسماء الإلهیة التی هی النسب، إنما أعطاه النفس.

ألا ترى الذات الخارجة عن هذا الحکم کیف جاء فیها الغنى عن العالمین؟.

فلهذا أخرج العالم على صورة من أوجدهم، ولیس إلا النفس الإلهی.  )  

 

قال رضی الله عنه :  ( وأما أرواح السموات السبع و أعیانها فهی عنصریة، فإنها من دخان العناصر المتولد عنها، و ما تکون عن کل سماء من الملائکة فهو منها، فهم عنصریون و من فوقهم طبیعیون: و لهذا وصفهم الله بالاختصام أعنی الملأ الأعلى لأن الطبیعة متقابلة، و التقابل الذی فی الأسماء الإلهیة التی هی النسب، إنما أعطاه النفس )


قال رضی الله عنه :  ( وأما أرواح السماوات السبع ) یعنی نفوسها المنطبعة فإن عقولها ونفوسها المجردة من الصور الطبیعیة النوریة لا العنصریة ( وأعیانها فهی عنصریة فإنها من دخان العناصر المتولد عنها ) ، کما تتولد الأجزاء اللطیفة الدخانیة عن النار ، فإن ألطف أجزاء النار هی التی تعلوها فی صورة الدخان وفی دخان النار أجزاء لطیفة وکثیفة ، وکذلک فی دخان العناصر ، فمن کثیف دخانها خلقت أعیان السماوات ومن لطیفها أرواحها .

قال رضی الله عنه :  ( وما تکون عن ) مادة ( کل سماء من الملائکة ) التی هی عمادها ( فهو ) مخلوق ( منها ) ، أی من مادتها کما أن آدم وبنیه الذین هم عماد الأرض مخلوقون من الأرض .

قال رضی اللّه عنه فی الباب الثالث عشر من الفتوحات :

خلق فی جوف الکرسی أفلاکا فلکا فی جوف فلک وخلق فی کل فلک عالما منه یعمرونه وسماهم ملائکة .

"" أضاف الجامع : قال الشیخ رضی الله عنه فی الفتوحات الباب الرابع عشر عن الکرسی وعماره من الملائکة:-

"ثم أوجد الکرسی فی جوف هذا العرش وجعل فیه ملائکة من جنس طبیعته

فکل فلک أصل لما خلق فیه من عمارة کالعناصر فیما خلق منها من عمارها

کما خلق آدم من تراب وعمر به وببنیه الأرض

وقسم فی هذا الکرسی الکریم الکلمة إلى خبر وحکم وهما القدمان اللتان تدلتا له من العرش کما ورد فی الخبر النبوی

ثم خلق فی جوف الکرسی الأفلاک فلکا فی جوف فلک

وخلق فی کل فلک عالما منه یعمرونه سماهم ملائکة یعنی رسلا

وزینها بالکواکب وأَوْحى فی کُلِّ سَماءٍ أَمْرَها إلى أن خلق صور المولدات.أهـ. ""

 

قال رضی الله عنه :  ( فهم ) ، أی الملائکة المتکونون من مادة کل سماء کلهم ( عنصریون ومن فوقهم ) من ملائکة العرش والکرسی ونفوسهما المنطبعة والمجردة والعقول المسمون بلسان الشریعة بالملأ الأعلى کلهم ( طبیعیون ولهذا ) ، أی لکونهم طبیعیین ( وصفهم اللّه تعالى بالاختصام أعنی ) یعنی بالضمیر المنصوب فی وصفهم اللّه ( الملأ الأعلى )

حیث قال : ما کان لی من علم بالملأ الأعلى إذ یختصمون ، وإنما کان کونهم طبیعیین مقتضیا لوصفهم بالاختصام ( لأن الطبیعة )  من حیث ظاهرها حاملة للصور المتقابلة وقابلة إیاها.

 

ومن حیث باطنها فعالة لها ففیها قوة الفعل والانفعال والتأثیر والتأثر ولا شک أن هذه الأمور فیها ( متقابلة ) ولیس المراد بالاختصام إلا التقابل بحیث یقتضی کل واحد منهم خلاف ما یقتضیه الآخر ( والتقابل الذی فی الأسماء الإلهیة التی هی النسب ) اللاحقة للذات الإلهیة باعتبار توجهها إلى عالم الظهور ( إنما أعطاه النفس ) فإنه إن لم یمتد الوجود الحق من غیبه الإطلاقی إلى مرتبة الظهور لم تتعین الأسماء .

ولا شک أن النفس إنما هو الوجود الحق باعتبار هذا الامتداد ، فلو لم تکن النفس لم تتعین الأسماء فکیف یتحقق التقابل بینها ، فظهر أنه ما أعطى الأسماء الإلهیة التقابل إلا النفس ، وکذلک لا یظهر هذا التقابل فی الخارج إلا بالنفس فإنه إذا لم یمتد الوجود على الماهیات الممکنة لم یظهر التقابل بین الأسماء بظهور آثارها المتقابلة .

ولما ذکر أن التقابل الذی بین الأسماء إنما أعطاه النفس لا الذات من حیث نوره وأوضحه

 

قال رضی الله عنه :  ( ألا ترى الذات الخارجة عن هذا الحکم کیف جاء فیها الغنى عن العالمین؟.   فلهذا أخرج العالم على صورة من أوجدهم، ولیس إلا النفس الإلهی.)

 

بقوله رضی الله عنه  : ( ألا ترى الذات ) البحت ( الخارجة عن هذا الحکم ) ، أی عن حکم النفس ( کیف جاء فیها الفناء عن العالمین ) ولا شک أن فی مرتبة الفناء وهی مقام الأحدیة الذاتیة لا تتقابل الأسماء لعدم تعینها حینئذ فضلا عن تقابلها ( فلهذا ) ، أی الفناء الذات عن العالمین ( خرج العالم على صورة من أوجدهم ) أورد ضمیر ذوی العلم تغلیبا أو بناء على أن الکل ذو العلم فی نظر أهل الکشف .

 

قال رضی الله عنه :  ( ولیس ) الموجد ( إلا النفس الإلهی ) ، لأن الذات البحت لها الفناء عن نسبة الإیجاد ، ولیس إیجاد النفس الإلهی للأشیاء إلا ظهوره بصورها فلیس فی الوجود مراتبه ظاهرا وباطنا إلا النفس الإلهی .


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص ۵۶۲-۵۶۵

و أما أرواح السماوات السبع و أعیانها فهی عنصریة، فإنّها من دخان العناصر المتولد عنها.

زیرا این أرواح از دخان عناصر هستند و از آن عناصر متولد شده‌اند.

طبیعت در اصطلاح حکیم أخص از طبیعت در اصطلاح عارف و شأنى از شئون و به‏ تعبیر دیگر صورتى از صور آن است. طبیعتى که عارف ‌می‌گوید همان نفس رحمانى است. یعنى نفس رحمانى و طبیعت به حسب وجود شی‏ء واحدند و تغایر آن دو به اعتبار است. یعنى همین شی‏ء واحد که وجود فعلى واحد است از آن حیث که از واجب متنفس فایض است نفس رحمانى است و از آن حیث که مبدأ فعل است به اعتبار اظهارش مر تعینات را، و مبدأ انفعال است که به تعینات تقید ‌می‌یابد، طبیعت کلیه است.

این حالت یعنى مبدأ فعل و انفعال بودن اول تعین و حالتى است که عارض نفس رحمانى ‌می‌شود «قوله و مما یدل على ما ذکرناه» تأکید این نکته است که روح القدس که روح الأمین است، روح عیسوى را با صورت بشرى عنصرى در مریم دمیده نه چون دیگر جنینها که به عبارتى اول صورت مسوّات بشرى ‌می‌یابند و سپس نفخ روح در آنها ‌می‌شود پس این خصیصه‌ای در عیسى بود. وجه تأکید اینکه چون خداوند نفسش را یعنى ذاتش را به نفس رحمانى وصف فرمود و هر موصوف به صفتى ناچار باید صفت را در جمیع آن چه که آن صفت مستلزم آن است پیروى کند. چون انفکاک لازم از ملزوم محال است (مثلا اگر ذاتى متصف به سواد شد یعنى اسود گردید. باید لوازم این صفت مثلا قابض نور بصر بودن را که لازمه سواد است، واجد باشد و بدان متصف گردد. یعنى این اسود قابض نور بصر است. چنانکه خود سواد، و نفس رحمانى صفت حق تعالى است و این صفت مبدأ فعل و انفعال در جمیع عوالم است. پس آن چه را این صفت مسلتزم است، موصوف این صفت که حق تعالى است نیز باید بدان لوازم متصف و مستلزم باشد. پس آن چه که طبیعت کلیه اعنى نفس رحمانى بدان متشأن و متصور است در واقع حق تعالى است که بدانها متشأن و متصور است) و دانستى که نفس در متنفس چه چیز را مستلزم است. یعنى مستلزم ازاله کرب و وجدان راحت و ظهور کمالات و کلمات نطقیه و غیره است. پس نتیجه این شد که وصف حق نفسش یعنى ذاتش را به نفس رحمانى وصف نفس یعنى ذات خود اوست به جمیع لوازم نفس، لذا نفس الهى صور جمیع عوالم را پذیرفت و این نفس رحمانى براى صور عالم به منزله جوهر هیولانى است و این نفس رحمانى همان طبیعت است که به حسب وجود واحدند و به حسب اعتبار تغایر دارند.

بدان که طبیعت اعنى نفس رحمانى و عقل هیولانى و هیولاى اولى به حسب اصطلاح حکیم در یک معنى شریکند که قابل صور غیر متناهیند- سبحان اللّه از محاکات عوالم مر یک دیگر را- در نتیجه وجه تأکید این شد که روح الأمین که نفس خود را در مریم نفخ کرد، با صورت عنصرى منضم بود که صورت عنصرى خود صورتى از صور طبیعت کلیه یعنى نفس رحمانى است و نفس رحمانى وصف حق است. پس حق است که نفخ کرده است. پس عیسى روح اللّه است.

و ما تکوّن عن کل سماء من الملائکة فهو منها

ملائکه هر آسمان از جنس همان آسمانند.

مراد از ملائکه، نفوس منطبعه در آسمانهاست که مرحله نازل ملکند. نظر مرحوم میر در قبسات و قاطبه اهل عرفان و همچنین اشارات و نکاتى از روایات بلکه آیات این است که ملائکه را مراتب متفاوت است و از أُولِی أَجْنِحَةٍ مَثْنى‏ وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ‏ ‌می‌توان این لطیفه و دقیقه را استفاده کرد. چه جناح، قواى مستکنّه در ذاتند که ملکه هستند و موجب عروج و صعود صاحب ملکه ‌می‌باشند و ملکه همان ملک و سلطه و تملک و مالک بودن است. اگر از طبیعت محضه قدم فراتر نهى اولین قدم به سوى عالم ملک و ملک است تا برسد به ملکوت که صیغه مبالغه ملک است. چون رحموت که صیغه مبالغه رحم و جبروت که صیغه مبالغه جبر و عظموت صیغه مبالغه عظمت است به بیان شریف استادم إلهى قمشه‏اى:

صف در صف از غیب و شهود ملک هستى‏                  

فوج ملک بینى طبایع یا قوا را

بینى نشسته بر فراز هر گیاهى‏

افرشته‌ای تا پروراند آن گیا را

فهم عنصریون و من فوقهم طبیعیون: و لهذا وصفهم اللّه بالاختصام- أعنى الملأ الأعلى- لأن الطبیعة متقابلة.

پس این ملائکه (که ملائکه سماوى‌اند) عنصرى‌اند و ملائکه فوق‌شان (که ملائکه عرش و کرسی‌اند و نفوس ناطقه و منطبعه آن دو دسته و عقول مجرده همه) طبیعى‌اند.( طبیعت به اصطلاح عارف که نفس رحمانى است.) لذا حق تعالى آنان، یعنى ملأ اعلى را به اختصام وصف کرده است. از این جهت که طبیعت، متفاوت است.

یعنى اسماء اللّه متقابلند. چنانکه رحیم، مقابل منتقم و قهار است و معزّ مقابل مذل و این اسماء متقابله در مرتبه الهیت که ظهور کثرت اسماء است در طبیعت، یعنى نفس رحمانى که محل ولایت اسماء و مظهر احکام اسماء است متقابلند لذا اسماء را اختصام است که در مرحله ظهور اسماء هر اسمى را حکمى خاص است مقابل با اسم دیگر.

و التقابل الذی فی الأسماء الإلهیة التی هی النّسب، أنّما أعطاه النّفس. ألا ترى الذات الخارجة عن هذا الحکم کیف جاء فیها الغنی عن العالمین؟ فلهذا اخرج (خرج- خ) العالم على صورة من أوجدهم و لیس إلّا النّفس الإلهی.

و این تقابل در اسماء الهیه، نسبى هستند که نفس رحمانى آن تقابل را اعطا یعنى اظهار نمود. نمی‌بینی ذات الهیه که در مرتبه احدیت از این حکم تقابل خارج است، چگونه غناى از عالمیان دارد (یعنى حق تعالى در مرتبه ذاتش غنى از عالمیان است و از حیث واحدیت و ظهورش در مظاهر مشتاق و خواهان مظاهر است) چون اسماء متقابلند عالم به صورت موجدشان که نفس رحمانى الهى است خارج شده است.

اسماء تقابل دارند و همه اسماء از نفس رحمانى پیاده شدند و این نفس موجد عالم است و عالم به صورت مخرج خود است که در آن تقابل است و در این هم تقابل، و ذات احدیت خارج از اینهاست.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۷۲۲-۷۲۵

و أمّا أرواح السّماوات السبع و أعیانها فهى عنصریّة، فإنّها من دخان العناصر المتولّد عنها.

یعنى ارواح سماوات که عبارت است از نفوس منطبعه که مدبره ایشانست عنصریّه است نه عقول و نفوس مجرّده که آن از صور طبیعیه نوریّه است نه عنصریّه؛ و برین رفته‏‌اند حکماى اسلامیّه و محققان از اصحاب ذوق و شهود و جمعى کثیر از حکماى اشراقیین.

و ما تکوّن (و ما یکون- معا) من کلّ سماء من الملائکة فهو منها.

یعنى آنچه متکوّن مى‏شود از جنس هرس ما و ماده او از ملائکه آن از عناصر است. و مراد از ملائکه اینجا تنها نفوس منطبعه سما نیست، از آنکه هرس ما را نفس منطبعه و ملائکه نیز هست که از ماده آن سما آفریده شده که نزدیک است که عدد ایشان بیرون از حد احصاء باشد چنانکه شیخ در باب ثالث عشر از فتوحات مى‏فرماید: «ثمّ خلق فى جوف الکرسى أفلاکا فلکا فى جوف فلک و خلق فى جوف کلّ فلک عالما منه یعمّرونه سمّاهم ملائکة یعنى رسلا.»

فهم عنصریّون و من فوقهم طبیعیّون.

یعنى ملائکه سماویّه عنصرى‏اند و آنکه بالاتر از ایشان است از ملائکه عرش و کرسى و نفوس ناطقه و منطبعه و عقول مجرّده همه طبیعى‌‏اند. شیخ- قدّس اللّه سرّه- هم در باب ثالث عشر از فتوحات آورده است که اول جسمى که حقّ سبحانه و تعالى آفرید اجسام ارواح ملائکه مهیّمه است که ایشان متحیّر در جلال حقّ‏اند؛ و عقل اوّل و نفس کلّیّه نیز از ایشان است و به ایشان منتهى مى‌‏شود اجسام نوریّه مخلوقه از نور جلال. و ازین ملائکه هیچ ملکى به واسطه دیگرى به وجود نیامده است مگر که نفس کلّیّه از عقل، و هر ملکى که بعد از ایشان آفریده شده است داخل است در تحت حکم طبیعت. و ایشان از جنس افلاک خودند و ازو آفریده شده.

و اینجا مراد از طبیعت طبیعت عنصریّه است، و مراد از جسم نورى جسم طبیعى غیر عنصرى.

و لهذا وصفهم اللّه بالاختصام- أعنى الملأ الأعلى- لأنّ (فإنّ- خ) الطّبیعة متقابلة.

یعنى از براى آنکه ملائکه که بالاتر از سماوات‏اند و مسمّى به ملأ اعلى طبیعیه‌‏اند حقّ سبحانه و تعالى ایشان را به اختصام وصف کرد زیرا که طبیعت‏  متقابله چه طبیعت محل ولایت اسماء و مظهر احکام اوست. و اسماء الهیّه متقابله‏‌اند از آنکه «رحیم» مقابل «منتقم» است و «قهار و معزّ» مقابل «مذلّ» و جمیع اسما نیز همچنین است. و چون صفات متقابله که در مرتبه الهیّه است تقابل او ظاهر نمى‏شود مگر در مظاهر موجوده ‏اش در خارج و ماده وجود خارجى که موجودات بدو متعیّن شوند نفس رحمانى است مى‌‏گوید:

و التّقابل الّذى فى الأسماء الإلهیّة الّتى هى النّسب، أنّما أعطاه النّفس.

یعنى تقابلى که میان اسماى الهیّه است نفس به واسطه قابلیّت خویش اظهار آن تقابل مى‏‌کند نه آنکه تقابل غیر حاصل بود در اسما و بعد از آن به حصول پیوندد.

زیرا که تعیّنات اسمائیّه در حضرت الهیّه و علمیّه اقتضا مى‏‌کند تقابل را، چه اگر تقابل ایشان در باطن نبودى در ظاهر هم نبودى، از آنکه ظاهر صورت باطن است و وجود خارجى اخراج مى‏کند چیزى را که در باطن است به ظاهر. شیخ عبد اللّه انصارى قدّس اللّه سرّه مى‏گوید: «دود از آتش و گرد از باد آن نشان ندهد که ظاهر از باطن و شاگرد از استاد».

و مجتمع بودن اعیان سواد و بیاض و حرارت و برودت در ذهن مانع تقابل ایشان نیست چنانکه اجتماع نقیضین در ذهن مانع تقابل نقیضین نیست، لاجرم آن قول مدفوع باشد که درین مقام گفته ‏اند که تقابل در اسماء وقتى ظاهر مى‏شود که اسما به مظاهر و صور خارجى موجود شود چه اسماء اشیاى عدمى؛ و معانى علمى است، و میان معانى علمى تقابل نیست از آنکه معانى حرارت و برودت و سواد و بیاض در عقل مجتمع مى‏شوند. و میان این معانى در عقل هیچ تقابل نیست. و تقابل وقتى حاصل مى‏شود که (وقتى ظاهر است که- خ) این معانى به صور حسیّه در عالم شهادت متحقّق شوند؛ و شاید که این قائل تقویت سخن خویش بدین فارسى مولوى نیز بکند بیت:

آن خانه که صد بار درو مائده خوردیم‏ برگرد و حوالى ‏گه آن خانه بگردیم‏

مائیم و حوالى‏گه آن خانه دولت‏                 ما نعمت آن خانه فراموش نکردیم‏

آن خانه مردیست درو شیردلانند         از خانه مردى بگریزیم چه مردیم‏

آنجا همه مستى است، برون جمله خمار است‏ آنجا همه لطفیم و دگر جا، همه دردیم‏

آنجا طرب‏انگیزتر از باده لعلیم‏                  وینجا به دوزخ زردتر از شیشه زردیم‏

آنجا همه آمیخته چون شکّر و شیریم‏         وینجا همه آویخته در جنگ و نبردیم‏

الى آخره و در مثنوى نیز حضرت مولوى مى‏‌گوید: بیت‏

چون که بى‌‏رنگى اسیر رنگ شد موسیى با موسیى در جنگ شد

چون به بى‏رنگى رسى کان داشتى‏ موسى و فرعون دارند آشتى‏

و ظاهرا این دو رباعى خواجه نیز- قدّس سرّه- درین معنى استشهاد را مى‏ شاید: رباعى‏

بیرون ز جهات ستّ جهانیست عجب‏ کورا نتوان شرح و بیان کرد به لب‏

اسباب و مسبّبات از آنجاست و لیک‏ آنجا نه مسبّبى ببینى نه سبب‏

*

این نکته ز اندیشه ما بیرون است‏ کاینجا همه را ز عجز دل پرخون است‏

این مختلفات جمله از یک اصل است‏ وین جمله چگونه‏ ها از آن بى‏ چون است‏

اما در تقویت قول اول که مختار قیصرى است بر قول مدفوع که قول شیخ کمال الدین عبد الرزاق کاشانى است خواجه ما قدّس سرّه در نثر الجواهر مى‏‌گوید: «اگر مراد از اجتماع سواد و بیاض در عقل حصول این هر دو باشد در عقل، پس نتوان گفتن که این هر دو در خارج مجتمع نمى‏شوند از براى آنکه چنانکه در عقل حاصل مى‏‌شوند در خارج نیز حاصل مى‏‌شوند؛ و اگر مراد از اجتماع ایشان در عقل اینست که سواد و بیاض را در یک محل تصوّر مى‏توان کرد چنانکه مثلا یک جسم را هم اسود و هم ابیض کرده شود این ممنوع است، پس نشاید گفت که اسما متقابل نیستند مگر در صورى که متحقّق مى‏شوند بدان صور که اگر وجودات اسما در صور نبودى متقابل نبودندى».

أ لا ترى الذّات الخارجة عن هذا الحکم کیف جاء فیها الغنى عن العالمین؟

یعنى نمى‌‏بینى ذات الهیّه را که چون از روى مرتبه احدیّت از حکم تقابل خارج است چگونه غنى بودن از عالمین وصف او آمد؟ و در صدر کتاب گذشت که ذات الهیّه از روى احدیّتش موصوف است به غنا عن العالمین، و از حیثیت الهیّت و اتصاف به اسماء موصوف به ناگزیر بودن عالم کما قال: «فالکلّ مفتقر ما الکلّ مستغن» و این نیز دلیل است که تقابل در حضرت اسمائیّه حاصل است.

فلهذا خرج (اخرج- خ) العالم على صورة من أوجدهم، و لیس إلّا النّفس الإلهىّ.

یعنى از براى همین معنى که اسماء بعضى مر بعضى را متقابل بود عالم نیز بر نهجى ظاهر شد که بعضى را با بعضى تقابل هست. پس او موجود است بر صورت موجد خود و آن موجد نیست مگر نفس الهى. و چون واسطه ایجاد است و وصف موجد است، لاجرم نفس الهى را موجد گفتن از قبیل وصف الشى‏ء بوصف صاحبه باشد. چون اسلوب حکیم و کتاب کریم و چون اسم اعظم گفتن مر رسول ما را علیه السلام و حال آنکه اسم اعظم صاحب رسول است و رسول مظهر آن اسم.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۱۹

و أمّا أرواح السّموات السّبع و أعیانها فهی‏عنصریّة، فإنّها من دخان العناصر المتولّد عنها، و ما تکون عن کلّ سماء من الملائکة فهو منها، فهم عنصریّون و من فوقهم طبیعیّون:

و لهذا وصفهم اللّه بالاختصام- أعنى الملأ الأعلى- لأنّ الطّبیعة متقابلة، و التّقابل الّذی فی الأسماء الإلهیّة الّتی هی النّسب، إنّما أعطاه النّفس. ألا ترى الذّات الخارجة عن هذا الحکم کیف جاء فیها الغنى عن العالمین؟

فلهذا أخرج العالم على صورة من أوجدهم، و لیس إلّا النّفس الإلهیّ.

شرح و امّا جهت اختصام آنست که بر هر یکى اسمى غالب است، و امّا اسما متقابله ‏اند. پس مقتضیات نشأت مستدعى اختصام گردد.

قوله «و لهذا أخرج العالم على صورة من أوجدهم»، چون موجد نفس رحمانى است، و اسم «رحمن» شامل بر جمیع أسماست، و اسما متقابله‏‌اند، عالم نیز بعضى با بعضى متقابل است.