فص حکمة نبویة فی کلمة عیسویة - الفقرة السادسة عشر

الفقرة السادسة عشر :

جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( فبما فیه من الحرارة علا، وبما فیه من البرودة والرطوبة سفل، وبما فیه من الیبوسة ثبت ولم یتزلزل. فالرسوب للبرودة والرطوبة.

ألا ترى الطبیب إذا أراد سقی دواء لأحد ینظر فی قارورة مائه، فإذا رآه راسا علم أن النضج قد کمل فیسقیه الدواء لیسرع فی النجح. وإنما یرسب لرطوبته وبرودته الطبیعیة.

ثم إن هذا الشخص الإنسانی عجن طینته بیدیه وهما متقابلتان و إن کانت کلتا یدیه یمینا فلا خفاء بما بینهما من الفرقان، و لو لم یکن إلا کونهما اثنین أعنی یدین، لأنه لا یؤثر فی الطبیعة إلا ما یناسبها وهی متقابلة. فجاء بالیدین)

قال رضی الله عنه : ( فبما فیه من الحرارة علا ، وبما فیه من البرودة والرّطوبة سفل ، وبما فیه من الیبوسة ثبت ولم یتزلزل ، فالرّسوب للبرودة والرّطوبة ؛ ألا ترى الطّبیب إذا أراد سقی دواء لأحد ینظر فی قارورة مائه ، فإذا رآه راسبا علم أنّ النّضج قد کمل فیسقیه الدّواء لیسرع فی النّجح . وإنّما یرسب لرطوبته وبرودته الطّبیعیّة . ثمّ إنّ هذا الشّخص الإنسانی عجن طینته بیدیه وهما متقابلتان وإن کانت کلتا یدیه یمینا فلا خفاء بما بینهما من الفرقان ، ولو لم یکن إلّا کونهما اثنین أعنی یدین .لأنّه لا یؤثّر فی الطّبیعة إلّا ما یناسبها وهی متقابلة ، فجاء بالیدین . )

قال رضی الله عنه : (فبما) ، أی فبالذی (فیه) ، أی فی النفس الإلهی (من الحرارة) ، عن اعتبار الطبیعة فیه فی ثالث مرتبة من مراتبه (علا) ، أی النفس على مراتب الأکوان کلها وبما فیه ، أی فی النفس بالاعتبار المذکور من البرودة والرطوبة سفل ، فانتهى إلى آخر المراتب فی عالم الأجسام العنصریة الأرضیة وبما فیه ، أی النفس من الیبوسة ثبت على مقدار واحد ومیزان واحد ولم یتزلزل کما هو ظاهر فی الحس والعقل . قال تعالى :وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَیْنا فِیها رَواسِیَ وَأَنْبَتْنا فِیها مِنْ کُلِّ شَیْءٍ مَوْزُونٍ( 19 ) [ الحجر : 19 ] .

قال رضی الله عنه : (فالرسوب) على وزن واحد بحیث یلتبس بالجمود کما قال تعالى :وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً[ النمل : 88 ] ، وهی عام فی الدنیا والآخرة والخاص فی الآخرة قوله تعالى :وَهِیَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ (للبرودة والرطوبة) فی النفس الرحمانی باعتبار کونه طبیعة کما ذکرنا .

وذلک للثقل الذی فیهما ألا ترى الطبیب إذا أراد سقی دواء لأحد من المرضى ینظر أوّلا فی قارورة مائة ، أی بوله بوضع بوله فی قارورة من زجاج فینظر فیه فإذا رآه ، أی ماءه یعنی بوله رسب ، أی صفا وسکن علم أن النضج فی طبیعة ذلک الداء قد کمل فیسقیه الدواء المناسب له لیسرع فی النجح فإن الداء إذا لم یأخذ حده فی الاستحکام ویکمل فی الإنضاج لا یمکن أن یزول ، لأنه یکون فی الزیادة وهی ضد النقصان .

قال رضی الله عنه : (وإنما یرسب) الماء ، أی البول (لرطوبته وبرودته الطبیعیة ثم) اعلم (أن هذا الشخص الإنسانی عجن) الحق تعالى (طینته) المجموعة من جمیع أجزاء الأرض بیدیه سبحانه وهما أسماؤه الجمالیة وهی یده الیمنى ، وأسماؤه الجلالیة وهی یده الیسرى وهما ، أی الیدان متقابلتان بالجمال والجلال .

وإن کانت کلتا یدیه تعالى یمینا کما ورد فی الخبر ، لأن صفاته تعالى کلها جمالیة ، وسمی بعضها جلالیة باعتبار أحوال الممکنات التی بها تعین ذلک .

فإذا رجعت تلک الأحوال إلى ثبوتها الأصلی العدمی عادت صفاته تعالى کلها إلى الجمال ولهذا ورد أن الرحمة تسبق الغضب لزوال ما یقتضی ظهور الرحمة غضبا والجمال جلالا وهذا معنى قوله : « کلتا یدیه یمین » . رواه مسلم

وقد ورد : « أن اللّه جمیل یحب الجمال » رواه مسلم.

وقال تعالى :" بِیَدِکَ الْخَیْرُ إِنَّکَ عَلى کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ " [ آل عمران : 26 ] فما فی یده تعالى إلا الخیر ، والأشیاء إما أن تستعد للخیر أو للشر .

فالاستعداد اقتضى وجود النوعین ما دام له حکم فی الممکن ، فإذا وضع الجبار قدمه فی النار یوم القیامة کما ورد فی الخبر زال حکم الاستعداد وظهر الخیر المحض والجمال الصرف وهو قوله : « کلتا یدیه یمین » فلا خفاء مع ذلک لما بینهما .

أی الیدین من الفرقان ظاهرا فإن حکم الاستعداد إذا زال فی العبد استحکامه باطنا زال فی تأثر النفوس به لا فی ظاهر الاتصاف بمقتضاه ، فالنار لا تزول عن کونها نارا بعد وضع الجبار قدمه فیها وانزواء بعضها إلى بعض . وقولها : قط قط .

فإن النبی صلى اللّه علیه وسلم لما ورد عنه أنه أخبر بذلک لم یخرجها عن کونها نارا ، أو أهلها الذین هم أهلها لا یزالون فیها کذلک ولو لم یکن فی الیدین بصیغة التثنیة کما قال تعالى لإبلیس ما منعک أن تسجد لما خلقت بیدی إلا کونهما ، أی الیدین اثنتین أعنی یدین لا ید واحدة لأنه ، أی الشأن لا یؤثر فی الطبیعة إلا ما یناسبها من طبیعة أخرى وهی ، أی الطبیعة متقابلة بالحرارة والبرودة والرطوبة والیبوسة فجاء سبحانه فی خلق آدم علیه السلام بالیدین معا .

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال رضی الله عنه : ( فبما ) أی فبسبب الذی ( فیه ) أی حاصل فی النفس الإلهی ( من الحرارة ) بیان لما ( علا ) ما ( علا من العالم کالنار والهوى وبما فیه من البرودة والرطوبة سفل ) من العالم ما سفل کالتراب والماء فتقابل من العالم بعضا بالعلو والسفل لتقابل طبیعتها بالحرارة والبرودة فخرج العالم على صورة النفس الإلهی من التقابل .

قال رضی الله عنه : ( وبما فیه من الیبوسة ثبت ولم یتزلزل ) أی لم یتحرک ( فالرسوب ) وهو مقابل الثبوت والتزلزل ( للبرودة ) أی لمقتضى البرودة ( والرطوبة ألا ترى الطبیب إذا أراد سقى دواء لأحد ینظر فی قارورة مائه فإذا رآه ) أی قارورة مائیة ذکر الضمیر لاستواء التذکیر والتأنیث فی قارورة أو باعتبار تعلقه لأحد ( رسبا علم ) الطبیب ( أن النضج ) أی أن قابلیة اندفاع المرض عن هذا الشخص ( قد کمل فیسقیه ) أی هذا المریض ( الدواء لیسرع ) الدواء ( فی النضج ) أی فی النجاح لا لیرسب .

قال رضی الله عنه : ( وإنما یرسب لرطوبته وبرودته الطبیعة ) فظهر أن الرسوب للرطوبة والبرودة والإسراع للدواء فاختلف العالم بالکیفیات المختلفة فی الطبیعة ( ثم أن هذا الشخص الإنسانی ) وهو آدم علیه السلام ( عجن ) أی خمر الحق ( طینته بیدیه ) وهو إشارة إلى قوله خمرت طینه آدم بیدیّ أربعین صباحا ( وهما متقابلتان ) کنایتان عن صفتیه الجلال والجمال الجامعتین بجمیع الصفات القهریة واللطفیة ( وإن کانت کلتا یدیه یمینا ) أی وإن کانتا متحدین فی الأخذ والقوة لکنهما متقابلتان بالآثار.

قال رضی الله عنه : ( فلا خفاء بما بینهما من الفرقان ) بالآثار والأحکام ( ولو لم یکن ) بینهما من الفرقان من کونهما یمینا مبارکا موصولا إلى المطلوب متساویا فی القدرة والتأثیر ( إلا ) لکن ( کونهما اثنتین أعنی یدین ) دلیل واضح على أن بینهما من الفرقان یعنی لو لم یکن بینهما تقابل لما قال تعالى بیدیّ بالتثنیة بل قال بیدی بالوحدة وإنما تقابل الیدان ( لأنه ) أی الشأن ( لا یؤثر فی الطبیعة إلا ما یناسبها وهی ) أی الطبیعة ( متقابلة فجاء ) فی حق تخمیر طبیعة هذا الشخص ( بالیدین ) المتناسبتین للطبیعة فی التقابل فعلم منه أنه لا یؤثر العلة فی المعلول إلا بشرط وجود المناسبة بینهما فأوجد آدم بالیدین بهذه المناسبة .

شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال رضی الله عنه : ( فبما فیه من الحرارة علا، وبما فیه من البرودة والرطوبة سفل، وبما فیه من الیبوسة ثبت ولم یتزلزل. فالرسوب للبرودة والرطوبة. ألا ترى الطبیب إذا أراد سقی دواء لأحد ینظر فی قارورة مائه، فإذا رآه راسا علم أن النضج قد کمل فیسقیه الدواء لیسرع فی النجح. وإنما یرسب لرطوبته وبرودته الطبیعیة. ثم إن هذا الشخص الإنسانی عجن طینته بیدیه وهما متقابلتان و إن کانت کلتا یدیه یمینا فلا خفاء بما بینهما من الفرقان، و لو لم یکن إلا کونهما اثنین أعنی یدین، لأنه لا یؤثر فی الطبیعة إلا ما یناسبها و هی متقابلة. فجاء بالیدین )

یعنی أن الحق تعالی وصف نفسه بأن له نفسا فتناسب أن یکون منه النفخ، إذ النفخ هو ضرب من النفس.

قال: وبالنفخ کانت الطبیعة والعناصر والمولدات بل وأرواح السماوات وأعیانها وهی عنصریة، فإنها من دخان العناصر إشارة إلى قوله تعالى:

"ثم استوى إلى السماء وهی دخان فقال لها وللأرض ائتیا طوعا أو کرها" (فصلت: 11) یعنی من حقیقة هذا الدخان.

قال: وملائکة ذلک عنصریون

قال: ومن فوقهم طبیعیون،

قال: ولذلک وصفهم بالاختصام فی ایرادهم أن الملأ الأعلى یختصمون

ثم ذکر أن التقابل الذی بین الأسماء لیس هو من هذا القبیل بل من النفس الرحمانی، وهذا عندی فیه توقف، لأن النفس وحدانی فلا یعطی التقابل

وإنما التقابل الأسمائی عرضی من حرکة النفس.

وأما الغنی عن العالمین، فهو فی مقام «کنت کنزا لم أعرف"

وهو بعینه الذی عرف ثم أخذ ینسب إلى الإنسان وقوع الاختلاف فی أخلاقه وأحواله، وإنما هو للاختلاف الذی بین الیدین إشارة إلى قوله تعالى: "ما منعک أن تسجد لما خلقت بیدی " (ص: 75) .

فکونهما یدین اثنین دل على اختلاف طبیعة الإنسان، وأما احتقاره بالعنصریات فما یقدر أن یرد علیه،

وکذلک جعل الملائکة العالین أفضل من الإنسان لا نوافقه فیه " ولا نرد علیه

وأما العالین الذین قیل فیهم: "أستکبرت أم کنت من العالین" (ص: 75) فما أراد إلا على المکان.

وأما المکانة فالإنسان أعلى مرتبة منهم وأما کون النفس به نفس الله تعالی کرب الأسماء، فالأسماء الإلهیة لا توصف بالکرب.

"" أضاف الجامع :

من الفص الشعیبی شرح الشیخ التلمسانی "قال: ولما کان الإیجاد رحمة، فهو أول رحمة وسعت کل شیء، فشملت الرحمة أسمائه الحسنى حیث حصل لها بالایجاد عالما نفس من کرب الأسماء الإلهیة باعطائها ما طلبته من حقائق العالم."

وتقول د. سعاد الحکیم فی المعجم الصوفی :

" ولهذا الکرب تنفس، فنسب النفس إلى الرحمن، لأنه رحم به ما طلبته النسب الإلهیة، من إیجاد صور العالم، التی قلنا هی: ظاهر الحق، إذ هو الظاهر. . . فلما أوجد الصور فی النفس وظهر سلطان النسب المعبر عنها بالأسماء. . . " (فصوص 1/ 112).

نستخلص منه ما یلی:

1 - أن الجملة " ولهذا الکرب تنفس " تفیدنا وجود الکرب من جهة، والتنفس الذی اعطى المرتبة اسمه النفس من جهة ثانیة.

- " فالکرب ": موجود على مستوى الأسماء الإلهیة، التی تطلب الکون لظهور ربوبیتها.

یقول: " فأول ما نفسّ عن الربوبیة بنفسه، المنسوب إلى: الرحمن، بإیجاده العالم الذی تطلبه الربوبیة بحقیقتها وجمیع الأسماء الإلهیة. . . " (فصوص 1/ 119).

- و " التنفس ": الذی وقع، کانت صورته: " العماء "، من حیث إن العماء الذی هو السحاب یتولد من الأبخرة، ونفس الرحمن، بخار رحمانی.أهـ . ""

شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال رضی الله عنه : ( فبما فیه من الحرارة علا فی الصور الأسمائیة الربانیة ، وبما فیه من البرودة سفل).

یعنی رضی الله عنه : فی الصور الکیانیة والعوالم الإمکانیة

قال رضی الله عنه : ( وبما فیه من الیبوسة ثبت ولم یتزلزل ، فالرسوب للبرودة والرطوبة ، ألا ترى الطبیب إذا أراد سقی دواء لأحد ، ینظر فی قارورة مائه ، فإذا رآه رسب ، علم أنّ النضج قد حصل ، فیسقیه الدواء لیسرع فی النجح ، وإنّما رسب لرطوبیته وبرودته الطبیعیة ، ثمّ إنّ هذا الشخص الإنسانی عجن طینته بیدیه وهما متقابلتان وإن کانت کلتا یدیه یمینا ، فلا خفاء بما بینهما من الفرقان ، ولو لم یکن إلَّا کونهما اثنتین أعنی الیدین ، لأنّه لا یؤثّر فی الطبیعة إلَّا ما یناسبها ، وهی متقابلة فجاء بالیدین ) .

یشیر رضی الله عنه : فی کلّ ذلک إلى أنّ التقابل فی الأمر الواحد من جهتین مختلفتین موجود ومشهود ، وأنّ الطبیعة التی لها التضادّ والتقابل عامّة الحکم فی الصور الأسمائیة والکونیة ، ولولا أنّ فی حقیقة الحق قبول کلّ ذلک ، لما وجدت هذه المتقابلات منها .

ولأنّ فی طبیعة البشر جمعا بین المتقابلات توجّه الحق فی إیجاده بالیدین المتقابلتین ، وهما الفعل والانفعال اللذین فی حقیقتی الربّ والمربوب ، والإله والمألوه فی الذات ، أو الجلال والجمال ، واللطف والقهر فی الإلهیات ، وکل ذلک مشیر إلى التقابل فی الأصل ، فافهم .

شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال رضی الله عنه : ( فیما فیه من الحرارة علا ) فی الصور الأسمائیة الربانیة ( وبما فیه من الرطوبة والبرودة سفل ) فی الصورة الکائنة من آخر العالم .

قال رضی الله عنه : ( وبما فیه من الیبوسة ثبت ولم یتزلزل فالرسوب للبرودة والرطوبة ألا ترى الطبیب إذا أراد سقى دواء لأحد ینظر فی قارورة مائه ، فإذا رآه رسب علم أن النضج قد کمل فیسقیه الدواء لیسرع فی النجح ، وإنما یرسب لرطوبته وبرودته الطبیعیة ) .

النضج عند الأطباء تهیؤ المادة للاندفاع ، ولا یسهل الاندفاع إلا بالسیلان الذی هو بالرطوبة ، والتسفل والنزول الذی هو بالبرودة ، فإذا رسب فی القارورة علم أن الخلط سهل الاندفاع .

"" أضاف بالی زادة : ( فیما فیه ) أی فی النفس الإلهی ( من الحرارة على ) ما علا من العالم کالنار والهواء ( وبما فیه من البرودة والرطوبة سفل ) من العالم ما سفل کالتراب والماء فتقابل بعض العالم بعضا بالعلو والسفل لتقابل الطبیعة ، فخرج العالم على صورة النفس الإلهی من التقابل اهـ بالى .

فظهر أن الرسوب الرطوبة والبرودة ، والإسراع للدواء ، فاختلف العالم بالکیفیات المختلفة فی الطبیعة من کل الوجوه فافهم اهـ . بالى زادة ""

ولهذا قالت الأطباء :

إن القوة الدافعة لا یتمکن على فعلها إلا بمعونة البرودة ، والمقصود أن النفس الذی هو الوجود الواحد یقتضی التقابل بما یستلزمه من الجهتین المختلفتین فی الأمر الواحد ، وهو الطبیعة المقتضیة للأمور المتضادة .

قال رضی الله عنه : ( ثم إن هذا الشخص الإنسانى عجن طینته بیده وهما متقابلتان ، وإن کانت کلتا یدیه یمینا فلا خفاء بما بینهما من الفرقان ، ولم یکن إلا کونهما اثنتین أعنى یدین ، لأنه لا یؤثر فی الطبیعة إلا ما یناسبها وهی متقابلة فجاء بالیدین ) .

ولما کانت الطبیعة مقتضیة للتقابل کانت الأسماء الإلهیة متقابلة لأنه لا یؤثر فی الطبیعة إلا ما یناسبها ، فأخبر أن الله تعالى عجن طینة آدم أی الشخص الإنسانى بیدیه وهما المتقابلان من أسمائه ، وهو وإن کانتا کلتاهما یمینا أی متساویتین فی القوة فالفرق بینهما ظاهر ، فإن الجلال والجمال والقهر واللطف لا خفاء فی تقابلهما ، وکذا الفعل والانفعال والحرارة والبرودة والرطوبة والیبوسة فی الطبیعة ، ولو لم یکن فی تقابلهما إلا کونهما اثنین اکتفى فی تقابلهما ، فعبر عن کل متضادین بالیدین .

"" أضاف بالی زادة : ( بالیدین ) المناسبتین للطبیعة فی التقابل ، فعلم منه أنه لا تؤثر العلة فی المعلول إلا بشرط وجود المناسبة بینهما فأوجد آدم بالیدین لهذا اهـ بالى . ""

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

ألا ترى الطبیب إذا أراد سقی دواء لأحد ینظر فی قارورة مائه، فإذا رآه راسا علم أن النضج قد کمل فیسقیه الدواء لیسرع فی النجح.

وإنما یرسب لرطوبته وبرودته الطبیعیة.

قال رضی الله عنه : ( فیما فیه من الحرارة علا ، وبما فیه من الرطوبة والبرودة سفل ، وبما فیه من الیبوسة ثبت ولم یتزلزل ، فالرسوب للبرودة والرطوبة . ألا ترى الطبیب إذا أراد سقى دواء لأحد ، ینظر فی قارورة مائه ، فإذا رآه رسب ، علم أن النضج قد کمل ، فیسقیه الدواء لیسرع فی النضج . وإنما یرسب لرطوبته وبرودته الطبیعیة . )

ضمیر ( فیه ) عائد إلى ( النفس ) . أی ، فیما فیه هذه الکیفیات المتقابلة المتضادة علا

بعض الأعیان لاقتضاء الاسم الحاکم علیه العلو ، کالنار والهواء والملائکة التی فیها ، وسفل بعضها لکون ربه طالبا للمرکز فی الوجود ، کالتراب . وإنما یحصل الرسوب فی الماء المستشهد لأنه مشتمل على الأرکان الأربعة .

فالأجزاء الصغار الأرضیة إذا رسبت ، علم الطبیب أن الأخلاط البدنیة استعدت أن ینفصل بعضها عن بعض ، وصارت قابلة للاندفاع ، وهو المراد ب( النضج ) .

فبالرطوبة یحصل السیلان ، وبالبرودة النزول ، إذ البرودة تکثفها ، فیندفع الطبیعة حینئذ ما زاد على الحاجة ویمسک ما یحتاج إلیها .

واعلم ، أن کل من علم هذه المباحث النفسیة ، ظهر له کون الخلأ ، محالا ، کما هو مقرر عند الحکماء أیضا ، إذ لو خلا النفس الرحمانی عن الصورة ، لاندکت الجبال وانشقت السماء لتجلى الحق بارتفاع تلک الصورة الحجابیة ، وظهر له وجود الهیولى الکلى ، وعروض الصور الروحانیة والجسمانیة علیه ، وکون الصور السماویة قابلة للتبدیل والتغیر بتجلیه واظهاره لها مرة أخرى ، وکون الأبعاد غیر متناهیة ، إذا النفس الإلهی غیر متناه .

کما قال : ( ألم تر إلى ربک کیف مد الظل ولو شاء لجعله ساکنا ) . أی ، منقطعا . لکنه ما شاء انقطاعه ، فما انقطع ، وأن فوق الأطلس ، المسمى بالعرش الکریم ، أجسام نوریة ، کالعرش المجید وکرسیه والعرش العظیم ، کما صرح فی الفتوحات بها .

ومنتهاها من هذا الطرف فلک الثوابت ومن الطرف الآخر هو الوجود البحت الحق والنور المطلق .

( فسبحان ربک رب العزة عما یصفون ) . وتعالى الله عما یقول الظالمون المحجوبون

علوا کبیرا .

قال رضی الله عنه : ( ثم ، إن هذا الشخص الإنسانی عجن طینته بیدیه ، وهما متقابلتان ، وإن کانت کلتا یدیه یمینا ، فلا خفاء بما بینهما من الفرقان . ولو لم یکن إلا کونهما اثنین ، أعنی یدین . )

لما ذکر أن الطبیعة متقابلة والأسماء الإلهیة متقابلة - وکان عجن طینة آدم بیدیه وهما متقابلتان - نقل الکلام إلیه . وإنما کانت یداه متقابلتان ، لأنهما عبارة عن الصفات الجمالیة والجلالیة ، کالرضا والغضب واللطف والقهر .

وکونهما یمینا ، أی ، مبارکا رحمانیا موصلا إلى الکمال ومتساویا فی القدرة والقوة والتأثیر ، والفرقان بینهما باقتضاء کل منهما صفة تقابل مقتضى الآخر ، وأقل مراتب الفرقان بینهما کون تعین أحدهما مغائرا لتعین الآخر ، ولذلک صار اثنین ، أی ( یدین ) .

ثم ، قال الشیخ رضی الله عنه : ( لأنه لا یؤثر فی الطبیعة إلا ما یناسبها ، وهی متقابلة ، فجاء بالیدین)

تنبیها على أن المناسبة ثابتة بین العلة ومعلولها . فلما کان المعلول مقتضیا للتقابل بقابلیته ، کانت العلة أیضا مقتضیة له بفاعلیتها .

خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال رضی الله عنه : ( فبما فیه من الحرارة علا ، وبما فیه من البرودة والرّطوبة سفل ، وبما فیه من الیبوسة ثبت ولم یتزلزل ، فالرّسوب للبرودة والرّطوبة ؛ ألا ترى الطّبیب إذا أراد سقی دواء لأحد ینظر فی قارورة مائه ، فإذا رآه راسبا علم أنّ النّضج قد کمل فیسقیه الدّواء لیسرع فی النّجح ، وإنّما یرسب لرطوبته وبرودته الطّبیعیّة ، ثمّ إنّ هذا الشّخص الإنسانی عجن طینته بیدیه وهما متقابلتان ، وإن کانت کلتا یدیه یمینا فلا خفاء بما بینهما من الفرقان ، ولو لم یکن إلّا کونهما اثنین أعنی یدین ، لأنّه لا یؤثّر فی الطّبیعة إلّا ما یناسبها وهی متقابلة ، فجاء بالیدین .)

قال رضی الله عنه : ( فبما فیه ) أی : فی النفس الإلهی ( من الحرارة ) أی : من المعنى المناسب لها ( علا ) بعض العالم ، کالنار والهواء ، ( وبما فیه من البرودة والرطوبة سفل ) بعضه کالماء والتراب ، ( وبما فیه من الیبوسة رسب) بعضه کالتراب ، و ( لم یتزلزل ) إذ لیس فیه ما یوجب الحرکة من الحرارة والرطوبة ؛ ولهذا کان الماء فوق الأرض ، وإن اجتمع فیه سبب الرسوب لما فیه من موجب الحرکة - أعنی : الرطوبة - ولا یتأتى مع لزوم السکون فیما تحت الأرض إذ منع من التزلزل للأرض ، فکیف لا یمنع ما تحتها ؟ !

قال رضی الله عنه : ( فالرسوب للبرودة والرطوبة ) لا للیبوسة فی الأرض ، وإلا کان للنار رسوب لکن لها العلو المطلق ، ولو لم یکن للرطوبة ذلک لم یکن للهواء رسوب بالنسبة إلى النار ؛ لأن حرارته توجب العلو ، ولو لم یکن للبرودة رسوب لم یکن للأرض أصلا ، ولا للماء بالنسبة إلیها لاجتماع سببه فیه ، وإنما تحرکت النار مع الیبوسة لمعارضة الحرارة إیاها فتبعت فلک القمر فی حرکته .

ولما کان المذکور فی الکتاب من أن العلو من الحرارة ، والسکون من الیبوسة ، والرسوب من البرودة والرطوبة ، وهو خلاف المشهور من أن العلو للخفة ،والرسوب للسفل ، والحرکة من الرطوبة ،والسکون من الیبوسة استدل على ما ذکره بأمر تجریبی لا یفید الدلیل العقلی على خلافه.

فقال رضی الله عنه : ( ألا ترى الطبیب إذا أراد سقی دواء لأحد ینظر فی قارورة مائه ، فإذا رآه راسبا ) علم أن النضج ، وهو تهیؤ المادة للاندفاع ( قد کمل ، فیسقیه الدواء ؛ لیسرع فی النّجح ) بالاندفاع بالسیلان الحاصل على التفرق والرسوب ، ( وإنما یرسب ) عند النضج المفید للخفة ( لرطوبته وبرودته الطبیعیة ) ؛ قید بذلک للإشارة إلى أن الرطوبة والبرودة العارضة لا توجب الرسوب ، کما فی بعض أجزاء الهواء ، فهذا تأثر النفس الإلهی فی العناصر .

ثم أشار إلى إثارة فی الأسماء الإلهیة باعتبار ظهورها الکامل الذی فی الإنسان .

فقال :رضی الله عنه ( ثم ) إن هذا الشخص الإنسانی ، یعنی : آدم علیه السّلام الجامع لأسرار أولاده ( عجن طینته ) الشاملة على الطبائع المذکورة ( بیدیه ) أی : أسماؤه المتقابلة لیظهر منها آثارها التی تقتضیها طبائعها التی أخذتها من النفس الإلهی ، وإنما فسرناهما بالأسماء المتقابلة إذ ( هما ) أی : الیدان بالمعنى المتعارف ( متقابلتان ) .

فینبغی أن یعتبر ما یناسب هذا التقابل فی یدی اللّه تعالى ، ( وإن کانت کلتا یدیه یمینا ) ، کما صحّ فی الخبر : « أنه یوضع للمقسطین منابر من نور عن یمین الرحمن ، وکلتا یدیه یمین . رواه ابن بطة والبیهقی .

وذلک للإشارة إلى أنه لا تفاوت فی تأثیر یدیه مثل التفاوت فی تأثیر یدی الإنسان ؛ فإن یمینه أقوى من شماله غالبا ، ( فلا خفاء بما بینهما من الفرقان ) فی حق اللّه تعالى ، ( وإن لم یکن ) ذلک الفرقان ( إلا کونهما اثنین ) ؛ لأنه موجب للتغایر الذی هو عین الفرقان ، لکن حملنا هذا الفرقان على التقابل المفهوم من الیدین المتعارفتین ؛ فلذلک قال : ( أعنی یدین ) سیما إذا فرضنا مباشرین لطینة آدم الشاملة على الطبائع المتقابلة .

قال رضی الله عنه : ( لأنه لا یؤثر فی الطبیعة إلا ما یناسبها ) لما قرر من وجوب التناسب بین الفاعل والقابل ، ( وهی ) أی : الطبیعة ( متقابلة ) ضرورة تقابل الحرارة للبرودة ، وتقابل الرطوبة للیبوسة ، والأولان مبدأ الفعل ، والآخران مبدأ الانفعال ؛ فبیّن مجموعهما تقابل آخر .

( فجاء بالیدین ) للتأثیر فیهما ؛ لیؤثر کل اسم بحسب طبیعته فی عصر یناسب طبیعته ، ویؤثر مجموعهما باعتبار ما فیها من التقابل فی مجموع طبائعه المتقابلة لإکمال هذا المعنى فیه ؛ فلذلک کان من عنایته بهذا النوع الإنسانی .

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال رضی الله عنه : ( فبما فیه من الحرارة علا ، وبما فیه من الرطوبة سفل ، وبما فیه من الیبوسة ثبت ولم یتزلزل ، فالرسوب ) فی العالم الکبیر ( للبرودة والرطوبة ) کذلک فیما یماثله من أفراد الإنسان .

قال رضی الله عنه : ( ألا ترى الطبیب إذا أراد سقى دواء لأحد ینظر فی قارورة مائه ، فإذا رآه رسب علم أنّ النضج ) وهی استعداد أخلاط المزاج وتهیّؤ موادّه للصلاح بما یقبل تصرّف الطبیب فیه (قد کمل ، فیسقیه الدواء لیسرع فی النجح) فإنّه بدون النضج التامّ لا یتوقّع ذلک.

( وإنّما یرسب لرطوبته وبرودته الطبیعیّة ) فهما المقتضیان لکمال النضج المنجح ، والمزاج الحاصل منهما هو المسمى بالطین .

خلق الإنسان بیدیه تعالى

قال الشیخ رضی الله عنه : ( ثمّ إنّ هذا الشخص الإنسانی عجن طینته بیدیه ، وهما متقابلان) ممّا یظهر منه الآثار المتقابلة : کالخیر والشرّ ، واللطف والقهر ، والرحمة والغضب ( وإن کانت کلتا یدیه یمینا ) فی مصدریّة الرحمة واللطف کما قال فی غیر هذا الموضع أنّ وجود الغضب والقهر لرحمته علیهما .

وإلیه أشار بقوله : " سبقت رحمتی غضبی " ( فلا خفاء بما بینهما من الفرقان ) فإن ذلک لا ینفی الفرقان والثنویّة ، فلا بدّ من التکثّر ( ولو لم یکن إلا کونهما اثنین ، أعنی یدین ) وإنما لزم ذلک ( لأنه لا یؤثّر فی الطبیعة ) بعجن الطینة المشتملة على المتقابلین ( إلا بما یناسبها ، وهی متقابلة فجاء بالیدین) .

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال رضی الله عنه : (فبما فیه من الحرارة علا، وبما فیه من البرودة والرطوبة سفل، وبما فیه من الیبوسة ثبت ولم یتزلزل. فالرسوب للبرودة والرطوبة. ألا ترى الطبیب إذا أراد سقی دواء لأحد ینظر فی قارورة مائه، فإذا رآه راسا علم أن النضج قد کمل فیسقیه الدواء لیسرع فی النجح. وإنما یرسب لرطوبته وبرودته الطبیعیة. ثم إن هذا الشخص الإنسانی عجن طینته بیدیه وهما متقابلتان و إن کانت کلتا یدیه یمینا فلا خفاء بما بینهما من الفرقان، و لو لم یکن إلا کونهما اثنین أعنی یدین )

قال رضی الله عنه : ( فبما فیه ) ، أی النفس بما فیه ( من الحرارة ) طبیعیة کانت أو عنصریة ( علا وبما فیه من البرودة والرطوبة سفل وبما فیه من الیبوسة ثبت ولم یتزلزل فالرسوب ) فی العالم الکبیر ( للبرودة والرطوبة ) کذلک فیما یماثله من العالم الصغیر الذی هو الإنسان ( ألا ترى الطبیب إذا أراد سقی دواء لأحد ینظر فی قارورة مائه فإذا رآه رسب علم أن النضج ) وهو استعداد أخلاط المزاج للصلاح یتصرف الطبیب فیها ( قد کمل فیشفیه الدواء لیسرع ) الدواء ( فی النجع ) ، أی إصابة الطلبة التی هی إصلاح المزاج ( وإنما یرسب ) ما یرسب فی القارورة ( لرطوبته وبرودته الطبیعیة ) فالرطوبة والبرودة کما یقتضیان الرسوب والتسفل فی العالم الصغیر کذلک یقتضیانهما فی العالم الکبیر .

قال رضی الله عنه : ( ثم أن هذا الشخص الإنسانی ) ، أی شخص کان ( عجن ) الحق سبحانه ( طینته بیدیه ) الجمالیة والجلالیة أو الفاعلیة والقابلیة ( وهما متقابلتان وإن کانت کلتا یدیه یمینا مبارکا ) فی مصدریة الرحمة واللطف فإن وجود الغضب والقهر لرحمته علیهما .

قال رضی الله عنه : ( فلا خفاء بما بینهما من الفرقان ولو لم یکن ذلک ) الفرقان ( إلا کونهما اثنتین أعنی یدین ) ، فإن الاثنینیة نسبة تقتضی اختصاص کل من طرفیها بأمر لا یوجد فی الآخر وذلک فرقان بیّن وإنما عجن طینته بیدیه المتقابلتین

قال رضی الله عنه : ( لأنه لا یؤثر فی الطبیعة إلا ما یناسبها و هی متقابلة. فجاء بالیدین ).

قال رضی الله عنه : ( لأنه لا یؤثر فی الطبیعة إلا ما یناسبها ) ، أی الطبیعة ( وهی متقابلة فجاء بالیدین ) المتقابلتین لتحصل المناسبة بین المؤثر والمؤثر فیه .

ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص ۳۶۵-۳۶۶

فبما فیه من الحرارة علا، و بما فیه من البرودة و الرطوبة سفل، و بما فیه من الیبوسة ثبت و لم یتزلزل. فالرسوب للبرودة و الرطوبة.

أ لا ترى الطبیب إذا أراد سقی دواء لأحد ینظر فی قارورة مائه، فإذا رآه رسب علم إنّ النضج قد کمل فیسقیه الدواء لیسرع فی النجح و إنّما یرسب لرطوبته و برودته الطبیعیة.

پس آن نفس یعنى آن عین خارجى که مطابق اسم حاکم بر او در او حرارت است، مثل آتش بالا رفته است و آنهایى که در آنها رطوبت و برودت است پایین آمدند و آنى که در او یبوست (زمین) است‏( اخلاط اربعه مقوم طبیعتند. بلغم و سودا و صفرا و خون که همه در هم ترکیب مى‏شوند. النهایه هر یک کانونى دارند. خون در قلب، صفرا در کیسه صفرا ...) ثابت است و متزلزل نیست و قرار دارد، پس رسوب مر رطوبت و برودت راست.

نمی‌بینى طبیب چون خواست به کسى دارو بخوراند، در قاروره‏( قاروره یعنى شیشه‏‌اى که إدرار را در آن نگاه مى‏‌کردند.) ماء او نظر ‌می‌کند و چون دید رسوب کرده است ‌می‌داند که نضج، کامل شد.(نضج کامل شد یعنى پختن اخلاط اربعه حاصل گردید که مزاج معتدل است.) آن گاه به او دوا ‌می‌دهد تا در بهبودى سرعت پیدا کند و رسوب از جهت رطوبت و برودت طبیعیه‌اش ‌می‌باشد.

ثم إنّ هذا الشخص الإنسانی عجن طینته بیدیه و هما متقابلتان و ان کانت کلتا یدیه یمینا، فلا خفاء بما بینهما من الفرقان، و لو لم یکن إلّا کونهما اثنین أعنی یدین.

سپس حق تعالى طینت این شخص انسانى را به دو دست خود (یعنى اسماء جمالى و جلالی یا فاعلى و قابلى یا لطف و قهر) عجین نمود و دو دست او متقابلند (چون عبارت از صفات جمالى و جلالی است مثل رضا و غضب، لطف و قهر) هر چند هر دو دست او یمین است (که در جلال او جمال است و در جمالش جلال) پس خفایى در تفاوت میان اسماء نیست. هر چند این فرق، در تقابل ایشان نباشد مگر همین اندازه که از دو چیز یعنى از دو دستند.

پس عالم به تقابل اسماء اداره ‌می‌شود و به تقابل یعنى تضاد و یکى از حرفها که در سر زبانهاست که تکامل بر اساس تضاد است بر این مبناى متین و استوار است که لطف و قهر و جمال و جلال متقابلند و نظام هستى مطلقا در هر عالم و در هر صنف و نوع و مجتمع بر این اساس است که جلال جمال ‌می‌آورد و جمال جلال و از این دو مقدمه نتیجه‌هاى کلمات تکوینی حاصل ‌می‌گردد. زیرا مناسبت بین علت و معلول ثابت است و چون معلول که طبیعت است، به قابل بودنش مقتضى تقابل است. علت نیز به فاعلیت خود مقتضى تقابل است.

لأنه لا یؤثر فی الطبیعة إلّا ما یناسبها و هی متقابلة، فجاء بالیدین:

پس اسماء جمالى و جلالی در طبیعت آن چه را که مناسب طبیعت بود تأثیر نمودند

شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۷۲۶-۷۲۸

فبما فیه من الحرارة علا، و بما فیه من البرودة و الرّطوبة سفل، و بما فیه من الیبوسة ثبت و لم یتزلزل، فالرّسوب للبرودة و الرّطوبة؛ أ لا ترى الطّبیب إذا أراد سقى دواء لأحد ینظر فى قارورة مائه، فإذا رآه رسب (راسبا- خ) علم أنّ النّضج قد کمل فیسقیه الدواء لیسرع فى النّجح. و إنّما یرسب لرطوبته و برودته الطّبیعیّة.

ضمیر «فیه» راجع است به نفس، یعنى به واسطه آنچه از کیفیات متقابله متضادّه در نفس هست بعض اعیان اقتضاى علو کرد به سبب اقتضاى اسمى که حاکم است بر وى، چون عین آتش و هوا و ملائکه که در آتش و هوااند.

و بعضى اقتضاى سفول کرد از براى طلب کردن ربّ او مرکز را در وجود چون خاک. و حاصل شدن رسوب یعنى سفول در ماء مستشهد از براى اشتمال آن آب است بر ارکان اربعه.

پس اجزاى صغار اربعه هرگاه که به تک قاروره رسوب کند طبیب داند که اخلاط بدنیّه را استعداد انفصال حاصل شده است و قابل قبول‏اند فاع گشته، و مراد از نضج این است؛ لاجرم به رطوبت سیلان حاصل مى‏شود و به برودت نزول، چه از شأن برودت تکثّف است لاجرم بعد از حصول نضج طبیعت دفع مى‏کند آنچه را زیاده بر حاجت است و امساک مى‏کند آنچه را محتاج الیه است.

و معرفت مباحث نفیسه نفسیّه مستلزم بعضى مسائل حکمیه است چون استحالت خلاء و وجود هیولى و امکان تبدل صور سماویه، و بودن انفاس غیر متناهیه‏. اما شروع درین مسائل و تحقیق آن موکول بدین مقام نیست.

ثمّ إنّ هذا الشّخص الإنسانى عجن طینته بیدیه و هما متقابلتان و إن کانت کلتا یدیه یمینا فلا خفاء بما بینهما (لما بینهما- خ) من الفرقان، و لو لم یکن إلّا کونهما اثنین أعنى یدین.

چون تخمیر طبیعت انسانى به موجب قول ربّانى که‏

«خمّرت طینة آدم بیدىّ أربعین صباحا»

به «یدین» بود که عبارت است از صفات جمالیّه و جلالیه، لاجرم تقابل در یدین نیز متحقّق است چنانکه در طبیعت و اسماى الهیّه بیان تقابل کرده شد، و آنچه در احادیث آمده است که «کلتا یدیه یمین» ایماء است بدین معنى که غضب و قهر نیز مشتمل است بر یمن و برکت و رحمانى است و موصل به کمال، و متساوى در قدرت و قوّت و تأثیر؛ و فرقان در یدین به اقتضاى هریکى است ازین دو صفتى را که مقابل مقتضاى دیگرى است، و اقلّ مراتب فرقان بینهما مغایرت تعیّن هریکى است مر دیگرى را و بدین اعتبار صیغه تثنیه که یدین است اطلاق کرده شد.

لأنّه لا یؤثّر فى الطّبیعة إلّا ما یناسبها و هى متقابلة، فجاء بالیدین.

یعنى ازین جهت که تأثیر نمى‏کند در طبیعت مگر آنچه با او مناسبت داشته باشد ذکر یدین کرد تا تنبیه باشد بر آنکه مناسبت در میان علت و معلولش ثابت است، پس اگر معلول از روى قابلیّت مقتضى تقابل باشد علّت نیز از روى فاعلیّت‏ تقابل را مقتضى است، لاجرم چنانکه در فاعل جمال و جلال و قهر و لطف و غضب و رضا متقابل‏‌اند در قابل نیز که طبیعت است حرارت و برودت و رطوبت و یبوست تقابل متحقّق است.

حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۱۹

فبما فیه من الحرارة علا، و بما فیه من البرودة و الرّطوبة سفل، و بما فیه من الیبوسة ثبت و لم یتزلزل. فالرّسوب للبرودة و الرّطوبة. أ لا ترى الطّبیب إذا أراد سقى دواء لأحد ینظر فی قارورة مائه، فإذا رآه راسبا علم أنّ النّضج قد کمل فیسقیه الدّواء لیسرع فی النّجح. و إنّما یرسب لرطوبته و برودته الطّبیعیّة. ثمّ إنّ هذا الشّخص الإنسانىّ عجن طینته بیدیه و هما متقابلتان و إن کانت کلتا یدیه یمینا، فلا خفاء بما بینهما فی الفرقان، و لو لم یکن إلّا کونهما اثنین أعنى یدین، لأنّه لا یؤثّر فی الطّبیعة إلّا ما یناسبها و هی متقابلة. فجاء بالیدین:

شرح ظاهر است.

عرفان شیعی

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

فص حکمة نبویة فی کلمة عیسویة - الفقرة السادسة عشر