عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة العشرون :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ثم قال متمما للجواب «ما قلت لهم إلا ما أمرتنی به» فنفى أولا مشیرا إلى أنه ما هو.

ثم أوجب القول أدبا مع المستفهم، ولو لم یفعل ذلک لاتصف بعدم علم الحقائق وحاشاه من ذلک، فقال «إلا ما أمرتنی به» وأنت المتکلم على لسانی وأنت لسانی.

فانظر إلى هذه التنبئة الروحیة الإلهیة ما ألطفها وأدقها، «أن اعبدوا الله» فجاء بالاسم «الله» لاختلاف العباد فی العبادات واختلاف الشرائع، لم یخص اسما خاصا دون اسم، بل جاء بالاسم الجامع للکل.

ثم قال «ربی وربکم»، ومعلوم أن نسبته إلى موجود ما بالربوبیة لیست عین نسبته إلى موجود آخر، فلذلک فصل بقوله «ربی وربکم» بالکنایتین کنایة المتکلم وکنایة المخاطب.

«إلا ما أمرتنی به» فأثبت نفسه مأمورا ولیست سوى عبودیته، إذ لا یؤمر إلا من یتصور منه الامتثال وإن لم یفعل.   )

 

قال رضی الله عنه :  ( ثمّ قال متمّما للجواب ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِه ِفنفى أوّلا مشیرا إلى أنّه ما هو ثمّة . ثمّ أوجب القول أدبا مع المستفهم ، ولو لم یفعل کذلک لاتّصف بعدم علم الحقائق وحاشاه من ذلک ، فقال :إِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِهِ وأنت المتکلّم على لسانی وأنت لسانی.  فانظر إلى هذه التّنبئة الرّوحیّة الإلهیّة ما ألطفها وأدقّها أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فجاء بالاسم « اللّه » لاختلاف العبّاد فی العبادات واختلاف الشّرائع ؛ ولم یخصّ اسما خاصا دون اسم ، بل جاء بالاسم الجامع للکلّ .

ثمّ قال :رَبِّی وَرَبَّکُمْ ومعلوم أنّ نسبته إلى موجود ما بالرّبوبیّة لیست عین نسبته إلى موجود آخر ، فلذلک فصّل بقوله :رَبِّی وَرَبَّکُمْ بالکنایتین کنایة المتکلّم وکنایة المخاطب .إِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِهِ[ المائدة : 117 ] فأثبت نفسه مأمورا ولیست سوى عبودیّته ، إذ لا یؤمر إلّا من یتصوّر منه الامتثال وإن لم یفعل . )

 

ثم قال ، أی عیسى علیه السلام متمما للجواب عن الاستفهام المذکور ما قُلْتُ لَهُمْ، أی للناس إِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِهِ [ المائدة : 117 ] فنفى ، أی عیسى علیه السلام من حیث إنه الحق المقید بالصورة یعنی نفى قوله لهم أوّلا ، أی فی ابتداء هذا الکلام حال کونه مشیرا بقوله هذا إلى أنه ، أی عیسى علیه السلام من حیث إنه نفس الصورة المقیدة للحق تعالى ما هو ، أی موجود ثم بالفتح ، أی

هناک یعنی فی حضرة الحق المطلق المستفهم له فی حضرة تقیده بالصورة .

 

ثم أوجب ، أی نقض ذلک النفی بإیجاب القول أدبا مع المستفهم الحق فإنه استفهمه عن حضرة نفس الصورة المقیدة للحق حتى ینفی القول عنها مطلقا ، وإنما استفهمه عن حضرة کونه الحق المقید بالصورة .

 

ولو لم یفعل ، أی عیسى علیه السلام کذلک ، أی ینفی القول عنه من حیثیة کونه نفس الصورة ، ویشتبه من حیثیة کونه الحق المقید بالصورة ، یعنی ما قلت لهم شیئا من تلقاء نفسی ، أی قولا بنفسی ، وإنما قلت لهم :ما أَمَرْتَنِی بِهِ، أی قولا بأمرک .

 وذلک من حضرة کونه ملکا روحانیا کما قال تعالى عن الملائکةوَهُمْ بِأَمْرِهِ یَعْمَلُونَوالقول عمل اللسان لا تصف علیه السلام بعدم معرفة علم الحقائق وحاشاه من ذلک الاتصاف ، لأنه رسول الحقیقة إلى بنی إسرائیل أرسل بها إلیهم لیکمل شریعتهم .

 کما أرسل موسى علیه السلام بالشریعة إلیهم ، فلما کذبوه وما آمن معه إلا قلیل أرسل اللّه تعالى محمدا صلى اللّه علیه وسلم إلى کافة العالمین بالشریعة والحقیقة معا لیظهره على الدین کله وَلَوْ کَرِهَ الْکافِرُونَ[ التوبة : 32 ] .

 

فقال ، أی عیسى علیه السلام :ما قُلْتُ لَهُمْإِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِهِوأنت المتکلم على لسانی وفی المشرب المحمدی الذاتی أنت لسانی الذی أتکلم به وهو الإشارة إلى کونه ما قال إلا من کونه الحق المقید بالصورة فانظر یا أیها السالک إلى هذه التثنیة  فی قوله :أَمَرْتَنِیفأثبت نفسه مأمورا مع ربه الآمر له الروحیة ، أی المنسوبة إلى الروح لأنه روح اللّه الإلهیة لأنه عبد اللّه ما ألطفها من حیث اقتضاؤها الآمر والمأمور ، والروح من أمر اللّه تعالى بحکم قوله :وَیَسْئَلُونَکَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی[ الإسراء : 85 ] .

 وأمره تعالى کما قال :إِنَّما قَوْلُنا لِشَیْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ[ النحل : 40 ] ومنه قوله تعالى :إِنَّ مَثَلَ عِیسى عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ( 59 ) [ آل عمران : 59 ] .

 

فعیسى علیه السلام روح اللّه وهو من أمر اللّه وهو مأمور اللّه وهو مخلوق اللّه وهو کلمة اللّه وهو قول اللّه وهو عبد اللّه وما أدقها .

أی هذه التثنیة أیضا لخفاء معناها عند الکشف عنها فی مقام الأرواح الأمریةأَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ، أی افعلوا عبادته تعالى یا أیها المکلفون بها .

فجاء ، أی عیسى علیه السلام باسم اللّه دون غیره من الأسماء الإلهیة

 (لاختلاف العبّاد) جمع عبد أو بالتشدید جمع عابد فی العبادات فکل عبد أو عابد یعبده تعالى بمقدار استطاعته فی حضوره فی تلک العبادة وبالکیفیة المتوجهة علیه منها فیکون أثرا عن تجلی اسم إلهی خاص ولأجل اختلاف الشرائع.

 

 فکل شریعة لأمة من الأمم تکلیفا باعتبار ما تقتضیه بحقائقها ، وتستعد له بنفوسها من حضرات الأسماء الإلهیة متوجهة على تأثیرها ، کذلک فالأمر من اللّه تعالى لعیسى علیه السلام أن یأمر من لقیهم من الناس تأکیدا للشرائع التی کانت علیها بنو إسرائیل فی زمان أنبیائهم ، وحثا لقومه على لزوم أحکامهم وإلزاما لهم بالشریعة المحمدیة إن أدرکوها فی زمانها ، وهذا معنى اختلاف الشرائع فی أمر عیسى علیه السلام بالعبادة المختلفة فیها .

 

قال رضی الله عنه :  (ولم یخص) ، أی عیسى علیه السلام اسما خاصا کقوله : اعبدوا الرحمن أو اللطیف أو القدیر أو العلیم ونحو ذلک دون اسم آخر من تلک الأسماء الإلهیة بل جاء بالاسم الجامع للکل وهو اسم اللّه الجامع لجمیع أسمائه سبحانه جمعیة ذاتیة تقتضی انفراد کل اسم بحیطته الخاصة به ، وإن کان کل اسم إلهی جامعا لجمیع الأسماء الإلهیة أیضا ، ولکنها جمعیة صفاتیة لا ذاتیة ، لأنها تدخل تحت حیطة ذلک الاسم الجامع لها لا تحت حکم الذات بما تقتضیه ثم قال ، أی عیسى علیه السلام رَبِّی وَرَبُّکُمْ[ آل عمران : 51 ] .

 

فکان فصل إجمال أسمائه تعالى المجموعة فی الاسم اللّه بظهور الربوبیة فی کل مربوب ومعلوم أن نسبته تعالى إلى وجود ما ، أی شیء من الأشیاء بالربوبیة التی اقتضت وصف العبودیة فی کل شیء لیست عین نسبته سبحانه بالربوبیة أیضا إلى موجود آخر غیر الأوّل فلذلک فصل مجمل ما فی لفظ اللّه من الأسماء الکثیرة بقوله :رَبِّی وَرَبُّکُمْتفصیلا حاصلا بالکنایتین وهما الضمیران المتصلان کنایة ، أی الضمیر المتکلم ، وهو الیاء المثناة التحتیة فی الأوّل وکنایة المخاطب وهو الکاف والمیم الدالة على جمیع المذکور فی الثانیإِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِهِفأثبت ، أی عیسى علیه السلام نفسه مأمورا بأمر اللّه تعالى له .

 

قال رضی الله عنه :  (ولیست) نفسه المأمورة ، إذ لا نفس له لأنه روح اللّه ، والروح من أمر اللّه وأمر اللّه تعالى قیومیته على خلقه سوى عبودیته ، أی اتصاف روحه بوصف العبودیة للّه تعالى إذ ، أی لأنه لا یؤمر بأمر من الأمور إلا من یتصور منه الامتثال لذلک الأمر وإن لم یفعل ما أمر به لموته قبل وقت المأمور أو امتناعه منه ، وعیسى علیه السلام وإن لم یکن له نفس ففیه قبول وصف العبودیة للّه تعالى باعتبار الحقیقة الملکیة والصور الآدمیة ، ونفسه التی قال عنها :"تَعْلَمُ ما فِی نَفْسِی" هی الحق المقید

بالصورة کما تقدم ذکره لا نفس الصورة والحق المقید هو الأمر النازل بالروح والطبیعة ومجموع العناصر .

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ثم قال متمما للجواب «ما قلت لهم إلا ما أمرتنی به» فنفى أولا مشیرا إلى أنه ما هو.

ثم أوجب القول أدبا مع المستفهم، ولو لم یفعل ذلک لاتصف بعدم علم الحقائق وحاشاه من ذلک، فقال «إلا ما أمرتنی به» وأنت المتکلم على لسانی وأنت لسانی.

فانظر إلى هذه التنبئة الروحیة الإلهیة ما ألطفها وأدقها، «أن اعبدوا الله» فجاء بالاسم «الله» لاختلاف العباد فی العبادات واختلاف الشرائع، لم یخص اسما خاصا دون اسم، بل جاء بالاسم الجامع للکل.

ثم قال «ربی وربکم»، ومعلوم أن نسبته إلى موجود ما بالربوبیة لیست عین نسبته إلى موجود آخر، فلذلک فصل بقوله «ربی وربکم» بالکنایتین کنایة المتکلم وکنایة المخاطب.

«إلا ما أمرتنی به» فأثبت نفسه مأمورا ولیست سوى عبودیته، إذ لا یؤمر إلا من یتصور منه الامتثال وإن لم یفعل.   )

 

قال رضی الله عنه :  ( ثم قال ) العبد الصالح ( متمما للجواب ) إذ الجواب یحصل بقوله إن کنت قلته فقد علمته فعدّ ذلک من متمماته ( ما قلت لهم إلا ما أمرتنی فنفى أوّلا ) عن نفسه قولا ( مشیرا إلى أنه ما هو ثمة ) أی إلى أن عیسى علیه السلام لیس هو موجودا فی هذا المقام حتى یقول قولا بل الوجود کله اللّه ( ثم أوجب القول أدبا مع المستفهم ولو لم یفعل کذلک لا تصف ) عیسى علیه السلام ( بعدم العلم بالحقائق وحاشاه من ذلک ) فلو لم یثبت الهویة الإلهیة بعد نفیه الهویة العیسویة لکان نفیا مطلقا ولیس کذلک بل الأمر الإثبات بعد النفی أو نفی بعد الإثبات فأثبت الهویة الإلهیة ( فقال : إلا ما أمرتنی به وأنت المتکلم على لسانی وأنت لسانی ) فأثبت الهویة الإلهیة فی ضمن الهویة العیسویة فالقول قول الحق واللسان لسان الحق لکن ظهر فی الصورة العیسویة .

قال رضی الله عنه :  ( فانظر إلى هذه التنبئة ) من الأنباء على وزن تفعله ( الروحیة الإلهیة ) أی فانظر إلى هذا الإخبار الروحی الإلهی ومن التنبی باعتبار السؤال من طرف الحق والجواب من عیسى علیه السلام یعنی فانظر إلى هذا السؤال والجواب ( ما ألطفها ) بعبارتها ( وما أدقها ) بإشارتها ( أن اعبدوا اللّه فجاء ) عیسى علیه السلام ما أمر اللّه به  .

 

قال رضی الله عنه :  ( بالاسم اللّه لاختلاف العباد فی العبادات واختلاف الشرائع ولم یخص اسما خاصا دون اسم ) ولم یقل أن اعبدوا الرحمن أو غیره من الأسماء الخاصة .

( بل جاء بالاسم الجامع للکل ) أی لجمیع الأسماء ( ثم قال ) عیسى علیه السلام ( له ) : أی اللّه ( ربی وربکم ومعلوم أن نسبته ) أی نسبة الحق ( إلى موجود ما بالربوبیة غیر نسبة إلى موجود آخر ) فإن عبد الرحیم لیس عبد القهار.

 قال رضی الله عنه :  ( فلذلک ) أی فلکون نسبة الربوبیة باختلاف المظاهر ( فصل ) عیسى علیه السلام الرب ( بقوله رَبِّی وَرَبَّکُمْ بالکنایتین کنایة المتکلم به وکنایة المخاطب إِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِهِ فأثبت نفسه مأمورا ولیست نفسه سوى عبودیته إذ لا یؤمر إلا من یتصور منه الامتثال ) إلى الأمر .

( وإن لم یفعل ) فکان نفسه عین عبودیته وإلا لما قال إلا ما أمرتنی.

 

شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ثم قال متمما للجواب «ما قلت لهم إلا ما أمرتنی به» فنفى أولا مشیرا إلى أنه ما هو.

ثم أوجب القول أدبا مع المستفهم، ولو لم یفعل ذلک لاتصف بعدم علم الحقائق وحاشاه من ذلک، فقال «إلا ما أمرتنی به» وأنت المتکلم على لسانی وأنت لسانی.

فانظر إلى هذه التنبئة الروحیة الإلهیة ما ألطفها وأدقها، «أن اعبدوا الله» فجاء بالاسم «الله» لاختلاف العباد فی العبادات واختلاف الشرائع، لم یخص اسما خاصا دون اسم، بل جاء بالاسم الجامع للکل.

ثم قال «ربی وربکم»، ومعلوم أن نسبته إلى موجود ما بالربوبیة لیست عین نسبته إلى موجود آخر، فلذلک فصل بقوله «ربی وربکم» بالکنایتین کنایة المتکلم وکنایة المخاطب.

«إلا ما أمرتنی به» فأثبت نفسه مأمورا ولیست سوى عبودیته، إذ لا یؤمر إلا من یتصور منه الامتثال وإن لم یفعل.   )

 

قوله: وأما هذه الکلمة العیسویة لما قام لها الحق فی مقام حتى یعلم ونعلم، یعنی أنه مقام" لعیسى فی مقام قوله تعالى: "لنبلونکم حتى نعلم المجاهدین منگم والصابرین (محمد: 31) .

وهو مقام معلوم أی یکون الحق تعالى یعلم الأمر على ما هو علیه ومع ذلک یستفهم عنه لتقوم حجته على العباد بالمعاینة .

فهذا هو المقام الذی عامل به الحق تعالی عیسی علیه السلام، فی قوله:"أأنت قلت للناس اتخذونی وأمی إلهین من دون الله"  (المائدة: 116) مع علمه تعالی بما قال.

وقد التزم" عیسى علیه السلام، الأدب فی کونه أجاب مع علمه أن الله تعالی عالم بالحال غیر محتاج إلى الجواب.

لکن حیث یسئله فلا بد أن یجیب فی التفرقة، لأن السؤال إنما یقع فی لسان التفرقة لکونه علیه السلام، یعلم أن التفرقة هی عین الجمع.

لأن السؤال کان مع العلم فالجمع حاصل والذی یقتضیه هویته أنه لیس له من الأمر شیء .

وعلل کونه تعالى یعلم بأنه هو القائل واللسان نفسه .

ولی فی هذا المعنى أبیات: 

شهدت نفسک فینا وهی واحدة    ….. کثیرة ذات أوصاف وأسماء

ونحن فیک شهدنا بعد کثرتنا     …… عینا بها اتحد المرآئی والرائی

فأول أنت من قبل الظهور لنا  ……. وآخر عند عود النازح النای

وظاهر فی سواد العین أشهده  ….. وباطن فی امتیازاتی واخفاء

أنت الملقن سری ما أفوه به   …… أنت نطقی والمصغی لنجوای

وهو قول الشیخ رضی الله عنه: 

وأنت اللسان الذی اتکلم به واستشهد بقول رسول الله، صلى الله علیه وسلم، وما ذکره إلى آخر الحکمة ظاهر.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ثم قال متمما للجواب «ما قلت لهم إلا ما أمرتنی به» فنفى أولا مشیرا إلى أنه ما هو.

ثم أوجب القول أدبا مع المستفهم، ولو لم یفعل ذلک لاتصف بعدم علم الحقائق وحاشاه من ذلک، فقال «إلا ما أمرتنی به» وأنت المتکلم على لسانی وأنت لسانی.

فانظر إلى هذه التنبئة الروحیة الإلهیة ما ألطفها وأدقها، «أن اعبدوا الله» فجاء بالاسم «الله» لاختلاف العباد فی العبادات واختلاف الشرائع، لم یخص اسما خاصا دون اسم، بل جاء بالاسم الجامع للکل.

ثم قال «ربی وربکم»، ومعلوم أن نسبته إلى موجود ما بالربوبیة لیست عین نسبته إلى موجود آخر، فلذلک فصل بقوله «ربی وربکم» بالکنایتین کنایة المتکلم وکنایة المخاطب.

«إلا ما أمرتنی به» فأثبت نفسه مأمورا ولیست سوى عبودیته، إذ لا یؤمر إلا من یتصور منه الامتثال وإن لم یفعل.   )

 

قال رضی الله عنه : ( ثم قال متمّما للجواب : “ ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِی به “ فنفى أوّلا مشیرا إلى أنّه ما هو ثمّ )

یعنی فی قوله : « ما قُلْتُ لَهُمْ » (ثم أوجب القول أدبا مع المستفهم )

یعنی فی قوله : « إِلَّا ما أَمَرْتَنِی به » .

 

قال رضی الله عنه  : ( ولو لم یفعل کذلک ، لاتّصف بعدم علم الحقائق وحاشاه من ذلک ، فقال : « إِلَّا ما أَمَرْتَنِی به » وأنت المتکلَّم على لسانی وأنت لسانی ) .

قال رضی الله عنه : « فانظر إلى هذه التنبئة الروحیة ما ألطفها وأدقّها ! »

یعنی فی قوله : « ما أَمَرْتَنِی » مع أنّه عینه ، فأفرد الحق بتاء الکنایة عن المخاطب ، وحدّد نفسه ومیّزه من حیث مأموریته بیاء کنایة المتکلَّم « أَنِ اعْبُدُوا الله » فجاء بالاسم « الله » لاختلاف العبّاد فی العبادات واختلاف الشرائع ، ولم یعیّن اسما خاصّا دون اسم ، بل جاء بالاسم الجامع للکلّ .

 

ثم قال رضی الله عنه : « رَبِّی وَرَبَّکُمْ » ومعلوم أنّ نسبته إلى موجود ما بالربوبیة لیست عین نسبته إلى موجود آخر . فلذلک فصّل بقوله : « رَبِّی وَرَبَّکُمْ » بالکنایتین : کنایة المتکلَّم وکنایة المخاطب . « إِلَّا ما أَمَرْتَنِی به » فأثبت نفسه مأمورا ولیست سوى عبودیته ، إذ لا یؤمر إلَّا من یتصوّر منه الامتثال وإن لم یفعل ).

 

ویقول العبد : “ اغْفِرْ لِی “ فهو الآمر ، والحق المأمور ، فما یطلبه الحق من العبد بأمره هو بعینه ما یطلبه العبد من الحق بأمره » یعنی الإجابة « ولهذا کان کلّ دعاء  مجابا ولا بدّ وإن تأخّر ، کما تتأخّر بعض المکلَّفین ممّن أقیم مخاطبا بإقامة الصلاة ، فلا یصلَّی فی وقت فیؤخّر الامتثال ویصلَّی فی وقت آخر إن کان متمکَّنا من ذلک ، ولا بدّ من الإجابة ولو بالقصد .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ثم قال متمما للجواب «ما قلت لهم إلا ما أمرتنی به» فنفى أولا مشیرا إلى أنه ما هو.

ثم أوجب القول أدبا مع المستفهم، ولو لم یفعل ذلک لاتصف بعدم علم الحقائق وحاشاه من ذلک، فقال «إلا ما أمرتنی به» وأنت المتکلم على لسانی وأنت لسانی.

فانظر إلى هذه التنبئة الروحیة الإلهیة ما ألطفها وأدقها، «أن اعبدوا الله» فجاء بالاسم «الله» لاختلاف العباد فی العبادات واختلاف الشرائع، لم یخص اسما خاصا دون اسم، بل جاء بالاسم الجامع للکل.

ثم قال «ربی وربکم»، ومعلوم أن نسبته إلى موجود ما بالربوبیة لیست عین نسبته إلى موجود آخر، فلذلک فصل بقوله «ربی وربکم» بالکنایتین کنایة المتکلم وکنایة المخاطب.

«إلا ما أمرتنی به» فأثبت نفسه مأمورا ولیست سوى عبودیته، إذ لا یؤمر إلا من یتصور منه الامتثال وإن لم یفعل.   )

 

قال رضی الله عنه :  ( ثم قال متمما للجواب " ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِی به " - فنفى أولا مشیرا إلى أنه ما هو ثمة ثم أوجب القول أدبا مع المستفهم ، ولو لم یفعل کذلک لا تصف بعدم العلم بالحقائق وحاشاه من ذلک ، فقال – " إِلَّا ما أَمَرْتَنِی به " وأنت المتکلم على لسانی وأنت لسانی ، فانظر إلى هذه التنبئة الروحیة الإلهیة ما ألطفها وأدقها )

فی قوله « ما أَمَرْتَنِی به » مع أنه عینه فأفرد الحق بتاء الکنایة عن المخاطب ، وحدد نفسه ومیزه من حیث مأموریته بتاء کنایة المتکلم .

 

قال رضی الله عنه :  (" أَنِ اعْبُدُوا الله " - فجاء باسم الله لاختلاف العباد فی العبادات واختلاف الشرائع ولم یعین اسما خاصا دون اسم بل بالاسم الجامع للکل ، ثم قال – " رَبِّی ورَبَّکُمْ " - ومعلوم أن نسبته إلى موجود ما بالربوبیة لیست عین نسبته إلى موجود آخر فلذلک فصل بقوله – " رَبِّی ورَبَّکُمْ " - بالکنایتین کنایة المتکلم وکنایة المخاطب – " إِلَّا ما أَمَرْتَنِی به "- فأثبت نفسه مأمورا ولیست) أی المأموریة

"" أضاف بالی زادة :  (ما هو ثمة ) إشارة إلى أن عیسى لیس هو موجودا فی هذا المقام حتى یقول قولا بل الوجود کلمة الله ( وحاشاه من ذلک ) فلو لم یثبت الهویة الإلهیة بعد ففی الهویة العیسویة لکان نفیا مطلقا ولیس الأمر کذلک ، بل الأمر الإثبات بعد النفی أو النفی بعد الإثبات اهـ بالى .

فإن عبد الرحیم لیس بعبد القهار ( فلذلک ) أی فلکون نسبة الربوبیة باختلاف المظاهر ( فصل بقوله  "رَبِّی ورَبَّکُمْ " ) اهـ بالى . ""

 قال رضی الله عنه : (سوى عبودیته ، إذ لا یؤمر إلا من یتصور منه الامتثال وإن لم یفعل . )


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ثم قال متمما للجواب «ما قلت لهم إلا ما أمرتنی به» فنفى أولا مشیرا إلى أنه ما هو.

ثم أوجب القول أدبا مع المستفهم، ولو لم یفعل ذلک لاتصف بعدم علم الحقائق وحاشاه من ذلک، فقال «إلا ما أمرتنی به» وأنت المتکلم على لسانی وأنت لسانی.

فانظر إلى هذه التنبئة الروحیة الإلهیة ما ألطفها وأدقها، «أن اعبدوا الله» فجاء بالاسم «الله» لاختلاف العباد فی العبادات واختلاف الشرائع، لم یخص اسما خاصا دون اسم، بل جاء بالاسم الجامع للکل.

ثم قال «ربی وربکم»، ومعلوم أن نسبته إلى موجود ما بالربوبیة لیست عین نسبته إلى موجود آخر، فلذلک فصل بقوله «ربی وربکم» بالکنایتین کنایة المتکلم وکنایة المخاطب.

«إلا ما أمرتنی به» فأثبت نفسه مأمورا ولیست سوى عبودیته، إذ لا یؤمر إلا من یتصور منه الامتثال وإن لم یفعل.   )


قال رضی الله عنه :  (ثم ،قال متمما للجواب : "ما قلت لهم إلا ما أمرتنی به" فنفى أولا مشیرا إلى أنه ما هو ثمة) لما کان ( ما ) فی ( ما قلت ) للنفی ، قال : ( نفى أولا ) .

وهذا النفی إشارة إلى نفى وجوده وفناء تعینه فی وجود الحق وتعینه الذاتی ، فما کان الوجود العیسوی باقیا لیقول قولا .

 

قال رضی الله عنه :  ( ثم ، أوجب القول أدبا مع المستفهم . ولو لم یفعل کذلک ، لا تصف بعدم علم الحقائق حاشاه عن ذلک ، فقال : " إلا ما أمرتنی به " . وأنت المتکلم على لسانی وأنت لسانی )

أی ، أثبت أمر الحق وهویته . وقوله بلسان الصورة العیسویة بقوله : ( إلا ما أمرتنی به ) بعد نفى هویته العدمیة .

ولو لم یفعل کذلک ، لکان غیر عالم بالحقائق ، إذ نفى الهویة العیسویة بلا إثبات الهویة الإلهیة یکون نفیا مطلقا ، ولیس ذلک من شأن العلماء الراسخین . ولما أثبت القول لعیسى والقائل هو الحق .

قال رضی الله عنه عن لسان عیسى ، علیه السلام : ( وأنت المتکلم وأنت لسانی . )

( فانظر إلى هذه التنبئة الروحیة الإلهیة ما ألطفها وأدقها . ) ( التنبئة ) تفعلة من ( نبأ ) . وأکثر الناظرین فیه قرأوا ( تثنئة ) من الثنى .

وهو تصحیف منهم ، إذ هذه الحکمة حکمة نبویة ولا یحتاج لتثنئة ، بالثاء ، إلى الوصف الروحیة والإلهیة أی ، فانظر إلى هذا الإنباء الروحانی الإلهی ما ألطفها ، أی عبارة ، وما أدقها ، أی إشارة .

وما جعلنی الله مطلعا إلى مثل هذه الإشارات اللطیفة فی هذا الکتاب إلا بعون ومدد من روحانیة هذا الکامل ، رضی الله عنه ، وأرضاه منه .


قال رضی الله عنه :  ("أن اعبدوا الله " . فجاء بالاسم ( الله ) لاختلاف العباد فی العبادات واختلاف الشرائع ، ولم یخص اسما خاصا دون اسم ، بل جاء بالاسم الجامع للکل. )

أی ، جاء بالاسم ( الله ) الجامع للکل ، فإن لکل من العباد ربا خاصا من هذه الحضرة الإلهیة ، ولکل شریعة اسما حاکما علیه من مطلق الشریعة الرحمانیة .

قال رضی الله عنه :  ( ثم ، قال له : "ربى وربکم " . ومعلوم أن نسبته إلى موجود ما بالربوبیة ،لیست عین نسبته إلى موجود آخر ) لأن عبد ( المنعم ) لیس عبد ( المنتقم ) وعبد ( الرحیم ) لیس عبد ( القهار).


قال رضی الله عنه :  ( فلذلک فصل بقوله : "ربى وربکم" بالکنایتین : کنایة المتکلم وکنایة المخاطب ) ظاهر .


قال رضی الله عنه :  ("إلا ما أمرتنی به " فأثبت نفسه مأمورا ، ولیست سوى عبودیته ، إذ لا یؤمر إلا من یتصور منه الامتثال وإن لم یفعل . ) نقل الکلام إلى ما مر ، لیقرر ما یتعلق بمقام العبودیة .

أی ، قال : ( ما أمرتنی به ) فجعل نفسه مأمورا .

ولیست هذه الحالة ، أو المأموریة ، سوى مقام العبودیة ، إذ لا یؤمر إلا من یمکن أن یمتثل بالأمر .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ثم قال متمما للجواب «ما قلت لهم إلا ما أمرتنی به» فنفى أولا مشیرا إلى أنه ما هو.

ثم أوجب القول أدبا مع المستفهم، ولو لم یفعل ذلک لاتصف بعدم علم الحقائق وحاشاه من ذلک، فقال «إلا ما أمرتنی به» وأنت المتکلم على لسانی وأنت لسانی.

فانظر إلى هذه التنبئة الروحیة الإلهیة ما ألطفها وأدقها، «أن اعبدوا الله» فجاء بالاسم «الله» لاختلاف العباد فی العبادات واختلاف الشرائع، لم یخص اسما خاصا دون اسم، بل جاء بالاسم الجامع للکل.

ثم قال «ربی وربکم»، ومعلوم أن نسبته إلى موجود ما بالربوبیة لیست عین نسبته إلى موجود آخر، فلذلک فصل بقوله «ربی وربکم» بالکنایتین کنایة المتکلم وکنایة المخاطب.

«إلا ما أمرتنی به» فأثبت نفسه مأمورا ولیست سوى عبودیته، إذ لا یؤمر إلا من یتصور منه الامتثال وإن لم یفعل.   )


قال رضی الله عنه :  (ثمّ قال متمّما للجواب :ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِهِ[ المائدة : 117 ] ، فنفى أوّلا مشیرا إلى أنّه ما هو ثمّة ، ثمّ أوجب القول أدبا مع المستفهم ، ولو لم یفعل کذلک لاتّصف بعدم علم الحقائق وحاشاه من ذلک ، فقال :إِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِهِ[ المائدة : 117 ] ، وأنت المتکلّم على لسانی وأنت لسانی ) .


قال رضی الله عنه :  ( ثم قال ) عیسى علیه السّلام ( متمما للجواب ) بإلحاق زیادة تفید أنه کما لا علم له باعتبار هویته المشعرة بالتفرقة ، فلا قول له أیضا ، وإنما هو للحق وهو به أمر ، والعبد وإن ظهر بصورته یکون به مأمورا( ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِهِ [ المائدة : 117 ] ، فنفى أولا ) القول باعتبار نسبته إلى هویته ، ( مشیرا ) بذلک النفی ( إلى أنه ) أی : القول ( ما هو ثمة ) أی :


فی هویته من حیث هو هویته ، ( ثم أوجب القول ) أی : المستفهم ( أدبا مع المستفهم ) بأن المستفهم منه ، وإن اعتبر منسوبا فی نظر التفرقة المتضمنة للجمع ( لا تصف بعدم علم الحقائق ) ؛ لإشعاره بتصور نظره على التفرقة مع تضمنها للجمعیة ، ( وحاشاه من ذلک ) .

ولما کان عالما بالحقائق غلب علیه نظر الجمع الذی کان فی ضمن التفرقة ، ( فقال : إلّاما أَمَرْتَنِی بِهِ [ المائدة : 117 ] ) ، فإنه وإن کان على لسانی فی نظر التفرقة إلا أنه لا أمر سواک ، ( وأنت المتکلم على لسانی ) ، وإن ظهرت التفرقة ، ولکن نظری الجمعیة ، فکیف أکون متکلما بلسانک ، وهو أبعد من أن أکلمک بلسانی .


قال رضی الله عنه :  ( فانظر إلى هذه التثنیة الروحیة الإلهیة ما ألطفها وأدقها ) فی قوله :إِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِهِ[ المائدة : 117 ] ، فی جعله القول لربه فی نظر التفرقة ، باعتبار تضمنها الجمعیة مع نفیها عن التفرقة من حیث هی تفرقة ، ومع اعتبار الجمعیة جعل الحق المتکلم على لسانه أمرا ، وجعله مع ذلک مأمورا مع ظهوره بصورة الأمر فی حق من دونه ، بقوله :" أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ " [ المائدة : 117 ] ، وإنما ذکر التثنیة للإشارة إلى أن هذه اللطیفة الدقیقة لا تکاد تنکشف على الأولیاء إلا بواسطة الأنبیاء وتبینهم ، بل لا تنکشف لکل نبی إلا لمن غلبت علیه الروحیة الإلهیة .


قال رضی الله عنه :  ( فجاء ) فی بیان المعبود ( بالاسم ) الجامع ( اللّه ) ؛ لیشیر إلى أنه یأمر کل عابد أن یعبد من الأسماء الإلهیة ما تتأتى له عبادته فی استعداده مع أنه لا یمکن التنصیص على تلک الأسماء بأعیانها ، فاقتصر على ذکر الاسم الجامع لها ؛ وذلک ( لاختلاف العبادة ) من العباد من حیث استنادهم إلى الأسماء الخاصة الطالبة للعبادة المخصوصة ، (واختلاف الشرائع).


الموجبة لاختلاف العبادات ، وهو علیه السّلام ، وإن خص شریعته ؛ لکنه علم أنها تنسخ بشریعة نبینا علیه السّلام ، وأنه سینزل فی أمته ، فلابدّ من أمرهم بإقامة هذه الشریعة حینئذ ، وقد بشر علیه السّلام قومه بمجیء نبینا علیه السّلام بعده ، فکأنه أمرهم أیضا بمتابعته عند مجیئه صلّى اللّه علیه وسلّم ، ولم یعین لبیان المعبود ( اسما خاصّا ) ، وإن وقعت عبادة کل عابد للاسم الخاص ،بل جاء ( بالاسم الجامع للکل ) من الأسماء.


"" أضاف المحقق : الاسم الجامع : هو اسمه تعالى ؛ لأنه اسم الذات المسماة بجمیع الأسماء الموصوفة بجمیع الصفات ( لطائف الإعلام ص 21 ) .""


قال رضی الله عنه : ( ثمّ قال :رَبِّی وَرَبَّکُمْ[ المائدة : 117 ] ، ومعلوم أنّ نسبته إلى موجود ما بالرّبوبیّة لیست عین نسبته إلى موجود آخر ، فلذلک فصّل بقوله :رَبِّی وَرَبَّکُمْ [ المائدة : 117 ] ، بالکنایتین کنایة المتکلّم وکنایة المخاطب ،إِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِهِ ،[ المائدة : 117 ] ، فأثبت نفسه مأمورا ولیست سوى عبودیّته ، إذ لا یؤمر إلّا من یتصوّر منه الامتثال وإن لم یفعل )

وإن لم تتأت عبادته إلا من الإنسان الکامل مع أنه أمر للعامة ؛ لأنه علم بالقرینة أنه لیس المراد عبادة هذا الاسم من حیث جمعه ، بل من حیث الأسماء الداخلة تحته .


وإلیه الإشارة بقوله : ( ثم قال :رَبِّی وَرَبَّکُمْ [ المائدة : 117 ] ) ؛ وذلک لأنه ( معلوم أن نسبته إلى موجود ما بالربوبیة لیست عین نسبته إلى آخر ) ، وکل نسبة تقتضی اسما خاصّا ، فلا یعبد أحدا عند الأمر بعبادة هذا الاسم الجامع سوى الاسم الخاص الداخل فیه .

قال رضی الله عنه :  ( فلذلک فصل ) تلک الأسماء نوع تفصیل ، ( بقوله :رَبِّی وَرَبَّکُمْ [ المائدة : 117 ]


قال رضی الله عنه :  (بالکنایتین )  المضاف إلیهما اسم الرب ( کنایة المتکلم ) ، وإن لم تتأت عبادة ذلک الرب إلا من الکمّل لا من کل کامل ، بل ممن کان عیسوی القلب من الأولیاء ، فأمرهم أولا لسبقهم نسبه إلیهم ، وامتثالا لأوامره ، ( وکنایة المخاطب ) وهو یشمل الأسماء الجزئیة التی لا تنحصر ؛ لکونها بعدد عابدیها ، فلا یمکن التنصیص على کل منها لمخصوصها ، کما لا یمکن التنصیص على کل واحد منهم ، وإنما کان للاسم الجامع هذا التفصیل ؛ لأن ظهوره فی المظاهر إنما یکون بحسبه ؛ فلذلک لما قال الحق فی مظهره :اعْبُدُوا اللَّهَ[ المائدة : 117 ] ، أمرا .


قال عیسى علیه السّلام : ( إِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِهِ [ المائدة : 117 ] ، فأثبت نفسه مأمورا ) ، إذ لیس لنفسه فی أمر التکلیف سوى المأموریة . ثم فسّر مأموریته بعبودیته ، وإن لم تکن مطلق المأموریة عبودیة ؛ وذلک لأن مأموریته ( لیست سوى عبودیته ) ؛ لأنها امتثال أمر التکلیف ، ومطلق الأمر یقتضی مطلق الامتثال ( إذ لا یؤمر إلا من یتصور منه الامتثال ) فیقصد منه ذلک ، ( وإن لم یفعل ) فإن کان الأمر للتکلیف کان الامتثال عبودیته وإلا کانت إجابة دعاء .

وذلک لأن الأمر یکون بحسب الأمر والمأمور کالتجلی الإلهی بحسب المحل.

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ثم قال متمما للجواب «ما قلت لهم إلا ما أمرتنی به» فنفى أولا مشیرا إلى أنه ما هو.

ثم أوجب القول أدبا مع المستفهم، ولو لم یفعل ذلک لاتصف بعدم علم الحقائق وحاشاه من ذلک، فقال «إلا ما أمرتنی به» وأنت المتکلم على لسانی وأنت لسانی.

فانظر إلى هذه التنبئة الروحیة الإلهیة ما ألطفها وأدقها، «أن اعبدوا الله» فجاء بالاسم «الله» لاختلاف العباد فی العبادات واختلاف الشرائع، لم یخص اسما خاصا دون اسم، بل جاء بالاسم الجامع للکل.

ثم قال «ربی وربکم»، ومعلوم أن نسبته إلى موجود ما بالربوبیة لیست عین نسبته إلى موجود آخر، فلذلک فصل بقوله «ربی وربکم» بالکنایتین کنایة المتکلم وکنایة المخاطب.

«إلا ما أمرتنی به» فأثبت نفسه مأمورا ولیست سوى عبودیته، إذ لا یؤمر إلا من یتصور منه الامتثال وإن لم یفعل.   )


فلذلک قال رضی الله عنه  : ( ثمّ قال متمّما للجواب : " ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِی به " فنفى أولا مشیرا إلى أنّه ما هو ) عیسى ( ثمّ ) - أی عند القول - ( ثمّ أوجب القول أدبا مع المستفهم ) لأنّه سأل عن القول وبیّن أنّ عین العبد وإن کانت ممحوّة الوجود بالذات فینفى عنه الصفات الوجودیّة ضرورة .

ولکن باعتبار أنّه عبد مأمور لا یخلو عن الوجود ، فلا ینفى عنه الوجود وأوصافه من جمیع وجوهه ، بل بوجه ووجه ( ولو لم یفعل کذلک لا تصف بعدم علم الحقائق - حاشاه من ذلک ) فإنّ صاحب علم الحقائق یعرف کل حقیقة بوجهها - وجه نفی - کما قال : " ما قُلْتُ لَهُمْ " ووجه إثبات ( فقال : " إِلَّا ما أَمَرْتَنِی به " [ 5 / 117 ] وأنت المتکلَّم على لسانی ) - أی فی قرب الفرائض - ( وأنت لسانی ) یعنی فی قرب النوافل .


قال رضی الله عنه :  ( فانظر إلى هذه التثنیة الروحیّة الإلهیّة ) التی قد اشتملت علیها الکلمة العیسویّة ، وکیفیّة سریانها فی سائر أحوالها وأفعالها وأقوالها:

أوّلا فی أمر التحقّق والتوهّم اللذین فی أصل خلقته .

"" أضاف المحقق : فی شرح القیصری: « التنبئة » . وقال : « التنبئة تفعلة من نبأ . وأکثر الناظرین فیه قرؤا « تثنیة » من الثنی .

وهو تصحیف منهم إذ هذه الحکمة نبویة ولا یحتاج التثنیة - بالثاء - إلى الوصف بالروحیة والإلهیة .

أی فانظر إلى هذا الإنباء الروحانی الإلهی ما ألطفها - أی عبارة - وما أدقها - أی إشارة».""

وثانیا فی الآیة التی نزلت فی حکایة إحیائها الموتى واحتمالها للوجهین کما سبق بیانه .

وثالثا فی السؤال عنها : " أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِی وَأُمِّی إِلهَیْنِ " حیث ثنّى الخطاب والإلهیّة . وکذلک فی الجواب حیث ثنّى ضمیر المتکلم فی " کُنْتُ قُلْتُه ُ" وثنّى القول وثنّى العلم مرتین ، وثنّى ضمیر الخطاب بـ " إِنَّکَ أَنْتَ " .

وفی استیناف الجواب أیضا تثنیة ، وکذلک اشتماله على النفی والإیجاب فیه تثنیة .


اللطائف الذوقیّة فی محاورة عیسى علیه السّلام 

ثمّ إنّ هذا الجواب مع دلالته على التوحید الجمعی الختمی وإشارته إلى القربین له لطیف معنى ودقیق فحوى . وإلیه أشار بقوله رضی الله عنه  : ( ما ألطفها وأدقّها ! ) أما وجه لطفها فهو إیراد الجواب مطابقا للسؤال ، حیث أنّ فی السؤال ثنویّة فی مقولة ، یعنی قوله : " اتَّخِذُونِی وَأُمِّی إِلهَیْنِ " أتى فی جوابه بمثل ذلک .

ووجه دقّتها هو أنّه قد أدرج فی عبارته ما یلوّح على الثنویّة المشتمل علیها کلمته من التروّح والتأله ، حیث قال : " إِلَّا ما أَمَرْتَنِی به " وذلک لأن « الأمر » إشارة إلى طرف تروّحه - فإنّ الروح منه  - والتاء إلى التألَّه ، فإنّه مع اشتماله علیه کنایة عن الحقّ .

وهاهنا تلویح آخر ، وهو أنّ التمییز بین الکنایتین - أعنی التاء والیاء المشار بهما إلى الحقّ والعبد - تمیّز نسبیّ اعتباریّ ، لا حقیقیّ فی الدرج ، أعنی فی عالم الامتزاج والترکیب .

وذلک لأنّه إنما یتمایزان بتحتیّة النقطتین وفوقیّتهما .

ویمکن أن یشار بوجه الدقة واللطف إلى هذا التلویح 

 

وذلک المأمور به الذی قیل لهم : ( " أَنِ اعْبُدُوا الله " فجاء باسم " الله " لاختلاف العباد فی العبادات والشرایع ، ولم یخصّ اسما خاصا دون اسم ) من الأسماء الجزئیّة التی تتحوّل أحکامها بتجدّد الأزمنة والاستعدادات .

( بل جاء باسم الجامع للکل ) فإن کلامه لا بدّ وأن یکون تامّا کاملا شاملا لیطابق ما أصله فی الجواب من الجمع بین التنزیه والتشبیه والنفی والإثبات ، وسائر المتقابلات .


ثمّ إنه لما أمرهم بعبادة الله - وهو الدالّ على جمیع الأرباب إجمالا - أتى بما یخصّ تفصیلا ، إفصاحا بما هو المطلوب من دعوة الامّة المختصّة به ، وتمکینا لذلک فی خواطرهم - فإنّ التفصیل بعد الإجمال أمکن وأوقع - وتطبیقا لما جبل علیه الکلمة العیسویّة من الثنویّة بقوله :

( ثمّ قال " رَبِّی وَرَبَّکُمْ " ومعلوم أن نسبته إلى موجود بالربوبیّة لیست عین نسبته إلى موجود آخر ) ضرورة لزوم تغایر النسبة عند تغایر أحد المنتسبین .

 

قال رضی الله عنه :  ( فلذلک فصّل بقوله : "رَبِّی وَرَبَّکُمْ " بالکنایتین : کنایة المتکلم وکنایة المخاطب ) اللتان هما أدلّ ما یفصّل به الإجمال ویمیّز به العام ، ولذلک قیل : "إنهما أعرف المعارف فی صناعة آداب الألفاظ " .

ثمّ إنّه قد أشار فی هذه الآیة إلى أنّه عابد لله فی قوله لهم ذلک ، فإنّه تحت حکم الأمر فی ذلک الفعل ، على ما أشار إلیه قوله : ( " إِلَّا ما أَمَرْتَنِی به " فأثبت نفسه مأمورا ، ولیست ) نفسه فی أفعاله وأقواله : ( سوى عبودیّته)


 

فعلم أن ذلک القول منه لهم عین عبودیّته لله على أیّ معنى حمل ، وذلک هو مقتضى أصل استعداده .

قال رضی الله عنه :  ( إذ لا یؤمر إلا من یتصوّر منه الامتثال وإن لم یفعل ولمّا کان الأمر تنزل بحکم المراتب ) فإن الأمر هاهنا بمعنى طلب الفعل ، فهو فعل ، وهو آخر مراتب التنزّلات ، وله الإحاطة وبه تحصل المرتبة.


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ثم قال متمما للجواب «ما قلت لهم إلا ما أمرتنی به» فنفى أولا مشیرا إلى أنه ما هو.

ثم أوجب القول أدبا مع المستفهم، ولو لم یفعل ذلک لاتصف بعدم علم الحقائق وحاشاه من ذلک، فقال «إلا ما أمرتنی به» وأنت المتکلم على لسانی وأنت لسانی.

فانظر إلى هذه التنبئة الروحیة الإلهیة ما ألطفها وأدقها، «أن اعبدوا الله» فجاء بالاسم «الله» لاختلاف العباد فی العبادات واختلاف الشرائع، لم یخص اسما خاصا دون اسم، بل جاء بالاسم الجامع للکل.

ثم قال «ربی وربکم»، ومعلوم أن نسبته إلى موجود ما بالربوبیة لیست عین نسبته إلى موجود آخر، فلذلک فصل بقوله «ربی وربکم» بالکنایتین کنایة المتکلم وکنایة المخاطب.

«إلا ما أمرتنی به» فأثبت نفسه مأمورا ولیست سوى عبودیته، إذ لا یؤمر إلا من یتصور منه الامتثال وإن لم یفعل.   )


قال رضی الله عنه :  ( ثم قال متمما للجواب «ما قلت لهم إلا ما أمرتنی به» فنفى أولا مشیرا إلى أنه ما هو. ثم أوجب القول أدبا مع المستفهم، ولو لم یفعل ذلک لاتصف بعدم علم الحقائق وحاشاه من ذلک، فقال «إلا ما أمرتنی به» وأنت المتکلم على لسانی وأنت لسانی. فانظر إلى هذه التنبئة الروحیة الإلهیة ما ألطفها وأدقها، «أن اعبدوا الله» فجاء  )


قال رضی الله عنه :  (ثم قال ) علیه السلام ( متمما للجواب ما قلت لهم ) ، أی الناس ( إلا ما أمرتنی به ، فنفى أولا ) بکلمة النفی القول عن نفسه .

( مشیرا ) بهذا النفی ( إلى أنه ما هو ثمة ) بل هو فإن الحق مستهلک تعینه فی الوجود المطلق ، فإن القول متحقق لا محالة ، فالمنفی هو نسبته آل عیسى علیه السلام وانتفاء النسبیة إنما هو بانتفاء المنسوب إلیه .


قال رضی الله عنه :  ( ثم أوجب القول ) بعد نفیه ( أدبا مع المستفهم ولو لم یفعل کذلک ) ، أی لم یجمع بین النفی والإیجاب ( لاتصف بعدم علم الحقائق ) فإنه لو اقتصر على النفی أخل بالصورة لثبوت القول له صورة ، ولو اقتصر على الإیجاب أخل بالحقیقة إذ لا قابل إلا اللّه ( وحاشاه من ذلک ) ، أی من عدم علم الحقائق فإن رتبة الکلام النبوی تأبى ذلک .

قال رضی الله عنه :  ( فقال ) تفسیر وبیان لإیجاب القول ("إِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِهِ "وأنت المتکلم ) بهذا الکلام ( على لسانی ) کما یقتضیه قرب الفرائض .


قال رضی الله عنه :  ( وأنت لسانی ) کما یقتضیه قرب النوافل ( فانظر إلى هذه التثنیة ) أی تثنیة الفرق بالجمع والتنزیه بالتحدید والوحدة بالکثرة والسعة بالضیق والنفی بالإیجاب وقرب الفرائض بقرب النوافل ( الروحیة ) ، أی الصادرة من عیسى الذی هو روح اللّه صورة .

قال رضی الله عنه :  ( والإلهیة حقیقة ما ألطفها وأدقها ) لدلالتها على الجمعیة الکمالیة وصحح بعض الشارحین التنبئة بالنون بفعله من النبأ لا بالثاء المنقوطة ثلاث نقاط .


قال رضی الله عنه :  ( بالاسم «الله» لاختلاف العباد فی العبادات واختلاف الشرائع، لم یخص اسما خاصا دون اسم، بل جاء بالاسم الجامع للکل. ثم قال «ربی وربکم»، ومعلوم أن نسبته إلى موجود ما بالربوبیة لیست عین نسبته إلى موجود آخر، فلذلک فصل بقوله «ربی وربکم» بالکنایتین کنایة المتکلم وکنایة المخاطب. «إلا ما أمرتنی به» فأثبت نفسه مأمورا ولیست سوى عبودیته، إذ لا یؤمر إلا من یتصور منه الامتثال وإن لم یفعل. )


وقال رضی الله عنه  : التثنیة بالثاء تصحیف ولا یخفى أن الأولى الحکم بالتصحیف علیها أولى کیف وهذه الکلمة صححت فی النسخة المقروءة على الشیخ رضی اللّه عنه بالثاء المثلثة ثم بین الأمر المأمور به ( أن اعبدوا اللّه ، فجاء بالاسم اللّه ) الجامع لجمیع الأسماء ( لاختلاف العباد ) جمع عابد ( فی العبادات ) فلکل وجهة من تلک الأسماء هو مولیها ( واختلاف الشرائع ) ، أی الطرق الموصلة المسلوکة لهم ، فإن کل طریق شریعة ، وإن کان الکل داخلا تحت شریعة واحدة ، وحمل الشرائع على الشرائع المختلفة التی للأنبیاء یخدشه أن عیسى علیه السلام لا یأمر أمته إلا بالعبادة على شریعة خاصة ( ولم یخص اسما خاصا دون اسم ) آخر ( بل جاء بالاسم اللّه الجامع للکل ) ، أی لکل الأسماء أو لکل العباد والشرائع .


وقال رضی الله عنه  : ( ثم قال ) عیسى علیه السلام تفصیلا ( له ) ، أی للاسم اللّه ( ربی وربکم ومعلوم أن نسبته ) ، أی نسبة الاسم اللّه ( إلى موجود ما بالربوبیة لیست عین نسبته إلى موجود آخر ) ،لأن لکل موجود خصوصیة لیست لسائر الموجودات تطلب أسما خاصا یربیه.


وقال رضی الله عنه  : ( فلذلک فصل ) بالتشدید ما أجمل فی الاسم اللّه ( بقوله : ربی وربکم بالکنایتین : کنایة المتکلم وکنایة المخاطب ) ، یعنی المخاطبین فإن تفصیل المضاف إلیه تفصیل المضاف ویجوز أن یکون فصل بالتخفیف ، أی فصل بعض الأسماء عن بعض ثم أعاد رضی اللّه عنه قوله (إِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِهِ) لبیان ما یتعلق بمقام عبودیته ( فأثبت ) عیسى علیه السلام ( نفسه مأمورا ) ثانیا بعدما نفاه أولا .


وقال رضی الله عنه  : ( ولیست ) علة إثبات مأموریته أو لیست نفسه المأمورة من هذه الحیثیة ( سوى عبودیته إذ لا یؤمر ) بشیء ( إلا من یتصور منه الامتثال وإن لم یفعل ). أی الحال والشأن الذی تتصف به أهل المراتب.


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص ۳۷۱-۳۷۲

ثم قال متمما للجواب‏ ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِهِ‏ فنفى أولا مشیرا الى أنّه ما هو ثمّة. ثم أوجب القول أدبا مع المستفهم، و لو لم یفعل کذلک لا تصف بعدم علم الحقائق و حاشاه عن ذلک، فقال‏ إِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِهِ‏ و أنت المتکلم على لسانی و أنت لسانی.

فانظر إلى هذه التنبئة الروحیة الإلهیة ما ألطفها و أدقها.

سپس عیسى علیه السلام در حال تتمیم جواب گفت: ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِهِ‏ به ایشان نگفتم. پس اولا نفى کرد، اشاره به اینکه فانى در حق است که من نگفتم، سپس بعد از نفى به عنوان أدب با مستفهم ایجاب قول نمود و اگر چنین نمی‌کرد (یعنى جمع بین نفى و اثبات نمی‌نمود) باید به عدم علم به حقایق متصف باشد. حاشا که عیسى چنین باشد (که عالم به حقایق نباشد). لذا گفت: إِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِهِ‏ و تو متکلمى بر زبان من (چنانکه قرب فرایض اقتضا ‌می‌کند) و تو لسان منى (چنانکه قرب نوافل اقتضا ‌می‌کند). پس بنگر به این انباء روحى الهى که چقدر لطیف و دقیق است.

أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ‏ فجاء بالاسم «اللّه»، لاختلاف العباد فی العبادات و اختلاف الشرائع، لم یخص اسما خاصا دون اسم، بل جاء بالاسم الجامع للکل.

آن چه را که به من امر کردى این بود که به مردم بگویم: اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّی وَ رَبَّکُمْ‏ اسم اللّه را آورد. زیرا عباد در عبادات‏( هر کسى مطابق حاجتى که دارد خدا را مى‏پرستد، کسى که روزى مى‏خواهد او را به نام رازق مى‏خواند و هکذا.) و اختلاف شرایع مختلفند و اسم خاصى را اختصاص نداد دون اسم دیگرى بلکه اسم جامع کل اسماء را که اللّه است آورد.

ثم قال‏ رَبِّی وَ رَبَّکُمْ‏ و معلوم أن نسبته إلى موجود ما بالربوبیة لیست عین نسبته إلى موجود آخر. فلذلک فصّل بقوله‏ رَبِّی وَ رَبَّکُمْ‏ بالکنایتین کنایة المتکلم و کنایة المخاطب.

سپس فرمود: رَبِّی وَ رَبَّکُمْ‏ زیرا هر یک از عباد را رب خاص است و معلوم است که نسبت اللّه به موجودى به ربوبیت عین نسبتش به موجود دیگر نیست.

هر کس ‌می‌گوید ربى اسم اللّه به او اقتضاى خاص دارد و معلوم است که عبد منعم، عبد منتقم نیست و عبد رحیم، عبد قهار نیست. از این جهت به تفصیل گفت‏ رَبِّی وَ رَبَّکُمْ‏ که به دو کنایه آورده است. (کنایه یعنى ضمیر) یکى کنایه متکلم «ربّی» و یکى کنایه مخاطب «ربّکم».

إِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِهِ‏ فأثبت نفسه مأمورا و لیست سوى عبودیته، إذ لا یؤمر الّا من یتصوّر منه الامتثال و إن لم یفعل

إِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِهِ‏ که گفت خویشتن را مأمور قلمداد کرد و این جز عبودیت نیست. زیرا امر نمی‌شود به کسى که از او امتثال تصور نمی‌گردد. هر چند امتثال را به جا نیاورد.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۷۴۰-۷۴۱

ثمّ قال متمّما للجواب‏ ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِهِ‏ فنفى أوّلا مشیرا إلى أنّه ما هو ثمّة

و در مقام اتمام جواب گفت: من نگفتم ایشان را مگر آنچه تو بدان فرمودى‏ و به نفى اشارت کرد به نفى وجود خویش و به فناى تعیّنش در وجود حق و تعین ذاتیش، پس وجود عیسوى باقى نیست تا قولى گوید، نیست را (چه نیست را- خ) صفت وجودى نتواند بود. مصراع: نیست را قول از کجا فعل از کجا اى جان من؟

ثمّ أوجب القول أدبا مع المستفهم، و لو لم یفعل کذلک (ذلک- خ) لاتّصف بعدم علم الحقائق و حاشاه من ذلک، فقال‏ إِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِهِ‏ و أنت المتکلّم على لسانى و أنت لسانى.

بعد از آن اثبات امر حق و هویّتش کرد به لسان صورت عیسویّه به اینکه گفت: من نگفتم مگر آنچه امر کردى، بعد از نفى هویّت عدمیّه خویش تا حاصل کلام در مخاطبه ملک علّام این باشد که: بیت‏

ما چو نائیم و نوا در ما ز تست‏ ما چو کوهیم و صدا در ما ز تست‏

ما چو شطرنجیم اندر برد و مات‏ برد و مات ما توئى اى خوش‏ صفات‏

ما عدم هائیم و هستی هاى ما تو وجود مطلقى فانى‏ نما

ما چو شیران لیک چون شیر علم‏ حمله‏ مان از باد باشد دم ‏به ‏دم‏

حمله‏مان پیدا و ناپیداست باد آنکه ناپیداست هرگز کم مباد

بود ما و باد ما از داد تست‏         هستى ما جمله از ایجاد تست‏

ما که باشیم اى تو ما را جان جان‏ تا که ما باشیم با تو در میان‏


و اگر چنین نگفتى غیر عالم به حقایق بودى چه نفى هویّت عیسویّه بى‏اثبات هویّت الهیّه نفى مطلق بودى و این از شأن علماى راسخین نیست، و چون اثبات قول کرد و قائل غیر حق نى، لاجرم از لسان عیسى فرمود که به حقیقت متکلّم توئى بلکه لسان من توئى بیت

پوینده به هر پائى گیرنده به هر دستى‏ با چشم و زبان ما، بینا تو و گویا تو

گر ندانى کین کدامین منبع است‏         قصه بى یبصر و بى یسمع است‏


فانظر إلى هذه التّنبئة الرّوحیة الإلهیة ما ألطفها و أدقّها.

یعنى نظر کن درین انباء روحانى الهى که چه لطیف است عبارت او و چه دقیق است اشارت او، آرى بیت:

جمال حسن ترا هیچ در نمى‏باید به گاه جلوه مگر دیده تماشائى‏


أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ‏ فجاء بالاسم «اللّه» لاختلاف العبّاد فى العبادات و اختلاف الشّرائع؛ و لم یخصّ اسما خاصا دون اسم، بل جاء بالاسم الجامع للکلّ.

یعنى گفت عبادت کنید اللّه را و ذکر اسم «اللّه» کرد که جامع کلّ است چه هر یک را از عباد ربّى است خاص از حضرت الهیّه و هر شریعتى را اسمى است حاکم بر وى از مطلق شریعت رحمانیّه.

ثمّ قال‏ رَبِّی وَ رَبَّکُمْ‏ و معلوم أنّ نسبته إلى موجود ما بالرّبوبیّة لیست عین نسبته إلى موجود آخر، فلذلک فصّل بقوله‏ «رَبِّی وَ رَبَّکُمْ» بالکنایتین کنایة المتکلّم و کنایة المخاطب.

بعد از آن گفت‏ رَبِّی وَ رَبَّکُمْ‏ و معلوم است که نسبت حقّ به موجودى از موجودات بعینه نسبت او نیست به موجودى دیگر، چه عبد منعم عبد منتقم نیست و عبد رحیم عبد قهار نى، پس از براى این تفصیل کرد و ربّ من و ربّ شما گفت به دو کنایت یعنى به ضمیر متکلّم و ضمیر مخاطب.

إِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِهِ‏ فأثبت نفسه مأمورا و لیست سوى عبودیّته، إذ لا یؤمر إلّا من یتصوّر منه الامتثال و إن لم یفعل.

نقل کلام به مقال سابق کرد از براى تقریر آنچه متعلّق است به مقام عبودیّت یعنى گفت من نگفتم مگر آنچه مرا بدان امر کردى، پس نفس خود را مأمور ساخت و این حالت یا مأموریت جز مقام عبودیّت نیست چه امر کرده نمى‏شود مگر آنکه امتثال ازو متصوّر باشد.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۲۱

ثمّ قال متمّما للجواب‏ «ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِهِ» فنفى أوّلا مشیرا إلى أنّه ما هو. ثمّ أوجب القول أدبا مع المستفهم، و لو لم یفعل ذلک لاتّصف بعدم علم الحقائق و حاشاه من ذلک فقال‏ «إِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِهِ» و أنت المتکلّم على لسانى و أنت لسانى. فانظر إلى هذه التّنبئة الرّوحیّة الإلهیّة ما ألطفها و أدقّها؛ «أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ» فجاء بالاسم «اللّه» لاختلاف العبّاد فی العبادات و اختلاف الشّرائع؛ و لم یخصّ اسما خاصا دون اسم، بل جاء بالاسم الجامع للکلّ. ثمّ قال‏ «رَبِّی وَ رَبَّکُمْ»، و معلوم أنّ نسبته إلى موجود ما بالرّبوبیّة لیست عین نسبته إلى موجود آخر، فلذلک فصّل بقوله‏ «رَبِّی وَ رَبَّکُمْ» بالکنایتین کنایة المتکلّم و کنایة المخاطب. «إِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِهِ» فأثبت نفسه مأمورا و لیست سوى عبودیّته، إذ لا یؤمر إلّا من یتصوّر منه الامتثال و إن لم یفعل. 

شرح ظاهر است.