عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الخامسة والعشرون :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( فذکرهم الله قبل حضورهم حتى إذا حضروا تکون الخمیرة قد تحکمت فی العجین فصیرته مثلها.

«فإنهم عبادک» فأفرد الخطاب للتوحید الذی کانوا علیه.

ولا ذلة أعظم من ذلة العبید لأنهم لا تصرف لهم فی أنفسهم.

فهم بحکم ما یریده بهم سیدهم ولا شریک له فیهم فإنه قال «عبادک» فأفرد.

والمراد بالعذاب إذلالهم ولا أذل منهم لکونهم عبادا.

فذواتهم تقتضی أنهم أذلاء، فلا تذلهم فإنک لا تذلهم بأدون مما هم فیه من کونهم عبیدا.

«وإن تغفر لهم» أی تسترهم عن إیقاع العذاب الذی یستحقونه بمخالفتهم أی تجعل لهم غفرا یسترهم عن ذلک ویمنعهم منه. «فإنک أنت العزیز» أی المنیع الحمى. )


قال رضی الله عنه :  ( فذکّرهم اللّه قبل حضورهم حتّى إذا حضروا تکون الخمیرة قد تحکّمت فی العجین فصیّرته مثلها .فَإِنَّهُمْ عِبادُک َفأفرد الخطاب للتّوحید الّذی کانوا علیه . ولا ذلّة أعظم من ذلّة العبید . لأنّهم لا تصرّف لهم فی أنفسهم فهم بحکم ما یریده بهم سیّدهم ولا شریک له فیهم فإنّه قال :عِبادُکَ فأفرد . والمراد بالعذاب إذلالهم ولا أذلّ منهم لکونهم عبادا . فذواتهم تقتضی أنّهم أذلّاء فلا تذلّهم فإنّک لا تذلّهم بأدون ممّا هم فیه من کونهم عبیدا .وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ أی تسترهم عن إیقاع العذاب الّذی یستحقّونه بمخالفتهم أی تجعل لهم غفرا یسترهم عن ذلک ویمنعهم منه .فَإِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ[ المائدة : 118 ] أی المنیع الحمى ).


قال رضی الله عنه :  (فذکرهم اللّه) تعالى فی حال غیبتهم عنه وانحجابهم عن شهوده (قبل حضورهم) بین یدیه بکشف الغطاء عنهم وارتفاع الحجاب عنهم بالموت والبعث یوم القیامة کما قال تعالى :فَکَشَفْنا عَنْکَ غِطاءَکَ فَبَصَرُکَ الْیَوْمَ حَدِیدٌ[ ق : 22 ] حتى إذا حضروا وانکشف عنهم غطاؤهم بین یدی اللّه تعالى تکون الخمیرة وهی ما حمض من العجین یوضع فیها یعجن فیستحیل کله خمیرا ، وذکر اللّه تعالى لهم فی الدنیا على هذا الوصف بلسان نبیین معصومین علیهم السلام اعتناء بهم ونوع حضور منهم وإن لم یحضروا معه .


ولولا حضوره تعالى واعتناؤه لما حضر معه من حضر واعتنى به ، فکان ذکره تعالى لهم بمنزلة الخمیرة لحضورهم وذکرهم له فی الآخرة قد تحکمت ، أی خمیرة ذکره لهم فی العجین من حقائقهم المذکورة له تعالى فصیرته ، أی ذلک العجین مثلها ، أی مختمرا بسریانها فیه واستحالته إلیها فإنهم عبادک فأفرد الخطاب بالکاف للّه تعالى للتوحید ، أی لأجل التوحید الاضطراری الذین کانوا علیه من حیث حقائقهم القائمة به تعالى وإن لم یشعروا لانطماسهم بالکفر ودعوى الشریک معه تعالى .

قال تعالى :وَإِذا مَسَّکُمُ الضُّرُّ فِی الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِیَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاکُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَکانَ الْإِنْسانُ کَفُوراً ( 67 ) أَ فَأَمِنْتُمْ أَنْ یَخْسِفَ بِکُمْ جانِبَ الْبَرِّ أَوْ یُرْسِلَ عَلَیْکُمْ حاصِباً ثُمَّ لا تَجِدُوا لَکُمْ وَکِیلًا ( 68 ) أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ یُعِیدَکُمْ فِیهِ تارَةً أُخْرى فَیُرْسِلَ عَلَیْکُمْ قاصِفاً مِنَ الرِّیحِ فَیُغْرِقَکُمْ بِما کَفَرْتُمْ ثُمَّ لا تَجِدُوا لَکُمْ عَلَیْنا بِهِ تَبِیعاً( 69 ) [ الإسراء : 67 - 69 ] .


قال رضی الله عنه :  (ولا ذلة أعظم من ذلة العبید) وهوانهم وحقارتهم (لأنهم) ، أی العبید (لا تصرف لهم فی أنفسهم) أصلا فمنهم ، أی العبید قائمون بحکم ما یرید بهم سیدهم .

أی مولاهم من جمیع الأحوال ولا شریک له ، أی لسیدهم فیهم فإنه .

أی عیسى علیه السلام قال عبادک فأفرد الخطاب للّه تعالى ، لأنهم إذا کانوا عباده وهم کثیرون کان هو سیدهم ومولاهم وهو واحد لا شریک له فیهم .

والمراد بالعذاب من قوله : إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فی نفس الأمر إذلالهم ، أی إهانتهم بما یذیقهم من الألم بالنار وغیرها (ولا أذل) ، أی أکثر ذلا ومهانة وحقارة (منهم) ، أی من العبید (لکونهم عبادا) ، أی ذلیلون حقیرون من العبادة وهی نهایة الذل وغایة المهانة فی طاعة الرب والمولى عز وجل فذواتهم تقتضی أنهم أذلاء .


أی ذلیلون حقیرون مهانون بسبب ظهور عبودیتهم لک عند من یعترف بها وإن لم یشعروا بها هم لانطماس قلوبهم بالکفر فلا تذلهم أکثر مما هم فیه من الذل والحقارة فإنک لا تذلهم بأدون .

أی بذل یجعلهم أدون وأقل مما هم فیه من الذل الذی هو مقتضى کونهم عبیدا .

أی متصفین بالعبودیة التی هی کمال الذلة بحیث لا یمکن أذل منها لکنهم لا یشعرون بذلک من نفوسهم لانطماسهم بالکفر وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ أی تسترهم ، یعنی تغطیهم برداء حکمک الواسع عن إیقاع العذاب المؤلم الموجع بهم الذین یستحقونه منک بمخالفتهم لأمرک وعدم امتثالهم لطاعتک ومعنى تغفر لهم أی تجعل لهم غفرا ، أی سترا وغطاء .


ومنه المغفر لما یجعل على الرأس من درع الحدید لیسترهم عن ذلک ، أی عن إیقاع العذاب ویمنعهم ، أی یحمیهم ویحفظهم ویحرسهم ویوقیهم منه ، أی من إیقاع العذاب بهم فَإِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ، أی المنیع ، أی الممنوع المحفوظ الحمى ، أی الجناب .


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( فذکرهم الله قبل حضورهم حتى إذا حضروا تکون الخمیرة قد تحکمت فی العجین فصیرته مثلها.

«فإنهم عبادک» فأفرد الخطاب للتوحید الذی کانوا علیه.

ولا ذلة أعظم من ذلة العبید لأنهم لا تصرف لهم فی أنفسهم.

فهم بحکم ما یریده بهم سیدهم ولا شریک له فیهم فإنه قال «عبادک» فأفرد.

والمراد بالعذاب إذلالهم ولا أذل منهم لکونهم عبادا.

فذواتهم تقتضی أنهم أذلاء، فلا تذلهم فإنک لا تذلهم بأدون مما هم فیه من کونهم عبیدا.

«وإن تغفر لهم» أی تسترهم عن إیقاع العذاب الذی یستحقونه بمخالفتهم أی تجعل لهم غفرا یسترهم عن ذلک ویمنعهم منه. «فإنک أنت العزیز» أی المنیع الحمى. )


قال رضی الله عنه :  ( فذکرهم اللّه ) النبی بتشدید الکاف فتذکر النبی فدعا لهم بضمیر الغائب فی قوله :" إِنْ تُعَذِّبْهُمْ على کونهم فی حجاب فی الحیاة الدنیا ( قبل حضورهم ) بین یدیّ اللّه فی یوم القیامة .

قال رضی الله عنه :  ( حتى إذا حضروا ) بین یدیّ اللّه وشاهدوا ما کانوا علیه قبل ذلک من الحجاب ( تکون الخمیرة ) هی خمیرة ما أودع فی طینه أبدانهم من استعداد الوصول إلى حضرة الحق ( قد تحکمت فی العجین ) أی فی عجینهم العجین طینة أبدانهم ( فصیرته ) أی صیرت الخمیرة العجین فی وقت حضورهم ( مثلها ) أی مثل الخمیرة فی إیصالهم إلى الحق .


فمقتضى العجین الستر والحجاب عن الحق والخمیرة الکشف عن الحق والوصول إلى الحق فقد یحکم عجینهم على خمیرتهم فی الحیاة الدنیا فصیرها مثله فی عدم الإیصال إلى الحق .

فإذا قامت قیامتهم انتهى بحکم العجین فتحکمت فیه کما تحکم فیها فصیرته کما صیرها مثله .

فقیام النبی علیه السلام بهذه الآیة لیلة کاملة وانتهاؤه عند ظهور نور الشمس یدل على أنهم فی ستر من الحق فی الحیاة الدنیا .


فهی کلها لیلة کاملة فی حقهم لذلک لم یفعل العکس .

ولا نهار لهم فی الدنیا لعدم ظهور الحق لهم فیها ولعدم شهودهم أنفسهم فیها وهم عند شهودهم أنفسهم وشهودهم الحق فی الیوم الآخر .

فالحق مذکرهم ما داموا فی غیبة موادهم الغیبیة فإذا حضروا بین یدیّ اللّه فی یوم القیامة فالحق مشاهدهم فی موادهم الصوریة الأخرویة مع کونه مشاهدهم فی مقامه الجمعی الإلهی أزلا وأبدا فتذکیرهم الحق النبی على هذا الوجه یدل على استحقاقهم المغفرة بدعاء النبی علیه السلام .


قال رضی الله عنه :  ( فإنهم عبادک فأفرد الخطاب للتوحید الذی کانوا علیه ) فی التولد وفی جواب ألست یعنی وإن خالفوا أمرک فی الظاهر ویعبدون غیرک ویجعلون لک شریکا لکنهم فی المعنى یعبدونک لکون فطرتهم الأصلیة على التوحید .


قال رضی الله عنه :  ( ولا ذلة أعظم من ذلة العبید ) وإنما کانوا عبادک ( لأنهم لا تصرف لهم فی أنفسهم فهم بحکم ما یرید بهم سیدهم ولا شریک له ) أی لسیدهم ( فیهم ) وإنما کان لا شریک للَّه فیهم .


قال رضی الله عنه :  ( فإنه قال ) بلسان نبیه ( عبادک فأفرد ) فلما توجه أن یقال إذا کانوا یحکم ما یرید به سیدهم فلا استحقاق لهم العذاب الموجع من هذا الوجه .

قال رضی الله عنه :   ( والمراد بالعذاب إذلالهم و ) الحال ( لا أذل منهم لکونهم عبادا فذواتهم تقتضی أنهم أذلاء فلا تذلهم )  فمعنى قوله " إِنْ تُعَذِّبْهُمْ " أی أن ترید إذلالهم ( فإنک لا تذلهم بأدون مما هم فیه ) من الإذلال ( من کونهم عبیدا ) .

فلا سبیل إلى إذلالهم لامتناع إذلال الأذلاء وامتناع تعلق قدرتک بالممتنع ولا سبیل إلى العذاب الموجع على الشق الأول من التردید لعدم استحقاقهم من هذا الوجه .


قال رضی الله عنه :  ( وإن تغفر لهم أی تسترهم عن إیقاع العذاب ) الموجع ( الذی یستحقونه بمخالفتهم ) بأمرک التکلیفی ( أی تجعل لهم غفرا یسترهم عن ذلک ) العذاب ( ویمنعهم منه فإنک أنت العزیز أی المنیع الحمى ) .

یعنی إن ذاتک بحسب الاسم العزیز والغفور یقتضی مظهرا یظهر بهما بکمال الظهور ولا أکمل مظهرا ممن جعل لک شریکا .

فإن لم تسترهم من العذاب لفائت هذه الحکمة التی یراد وقوعها وهو ظهور الحق بکمال الغفاریة فلا بد من ظهور الحق بکمال الغفاریة ولا بد من إجابة دعاء الرسول علیه السلام فی حقهم بإذن اللّه .

فلا بد من ستر الحق عنهم إیقاع العذاب الذی یستحقونه بجرمهم هذا فی حق المشرکین الذین استحقوا العفو والمغفرة فی العلم الأزلی بشرط دعاء الرسول علیه السلام لیلته الکاملة فخاتمتهم فی آخر نفسهم على الإیمان وأما الذین قبضوا على الشرک فلن یغفر اللّه لهم .

فلا یؤذن للرسول علیه السلام إن یدعو لهم بل یدعو علیهم لوجوب التعذیب فی حقهم بالنص.

ولا یجوز إلحاحا من النبی على ربه فی المسألة لیلة کاملة طلبا للمغفرة لمن وجب فی حقه التعذیب بالنص .


فلا ینفع الدعاء لهم فالأنبیاء معصومون عن فعل العبث قال القاضی البیضاوی فی تفسیر الآیة وعدم غفران الشرک مقتضى الوعید فلا امتناع فیه لذاته لیمتنع التردید تم کلامه .

فحینئذ لیس المراد من التردید طلب المغفرة لهم بل ثناء للَّه من النبی علیه السلام بکمال التوحید وکمال القدرة .

لکن الأنبیاء ممنوعون بالنص الإلهی عن طلب المغفرة للمشرکین فکان الترید عبادة خاصة للرسول نافعة له لا لهم هذا وإن کان له وجه لکن ظاهر الآیة وقرنیة الحال وهی تلاوة النبی علیه السلام لیلة کاملة یدلان ما قاله الشیخ رضی اللّه عنه من أنه دعاء لهم من النبی علیه السلام بإذن اللّه فما کان الدعاء إلا لطلب الإجابة فأجاب اللّه دعاءه .


ولو لم یجب لردّه فی کرة أو کرتین أو ثلاث کرات کما قال تعالى :" اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِینَ مَرَّةً فَلَنْ یَغْفِرَ اللَّهُ " [ التوبة : 80 ] .

فمنع نبیه علیه السلام عن طلب الاستغفار للمشرکین وکما قال تعالى :" لَنْ تَرانِی " یا موسى.

 فمن سنة اللّه منع نبیه علیه السلام عن فعل ما لا یفید ولو لم یفد هذا التردید فی حقهم لما ترک نبیه علیه السلام فی لیلة کاملة .

فما ترک التردید إلا بطلوع الفجر ولو طال لطال .

فظاهر الآیة یدل على کمال شفقة النبی علیه السلام وترحمه علیهم فما هذا إلا دعاء وشفاعة لهم لا مجرد تردید خال عن طلب المغفرة.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( فذکرهم الله قبل حضورهم حتى إذا حضروا تکون الخمیرة قد تحکمت فی العجین فصیرته مثلها.

«فإنهم عبادک» فأفرد الخطاب للتوحید الذی کانوا علیه.

ولا ذلة أعظم من ذلة العبید لأنهم لا تصرف لهم فی أنفسهم.

فهم بحکم ما یریده بهم سیدهم ولا شریک له فیهم فإنه قال «عبادک» فأفرد.

والمراد بالعذاب إذلالهم ولا أذل منهم لکونهم عبادا.

فذواتهم تقتضی أنهم أذلاء، فلا تذلهم فإنک لا تذلهم بأدون مما هم فیه من کونهم عبیدا.

«وإن تغفر لهم» أی تسترهم عن إیقاع العذاب الذی یستحقونه بمخالفتهم أی تجعل لهم غفرا یسترهم عن ذلک ویمنعهم منه. «فإنک أنت العزیز» أی المنیع الحمى. )


قال رضی الله عنه : ( فذکرهم الله قبل حضورهم حتى إذا حضروا تکون الخمیرة قد تحکمت فی العجین فصیرته مثلها. «فإنهم عبادک» فأفرد الخطاب للتوحید الذی کانوا علیه.  ولا ذلة أعظم من ذلة العبید لأنهم لا تصرف لهم فی أنفسهم.  فهم بحکم ما یریده بهم سیدهم ولا شریک له فیهم فإنه قال «عبادک» فأفرد.  والمراد بالعذاب إذلالهم ولا أذل منهم لکونهم عبادا.  فذواتهم تقتضی أنهم أذلاء، فلا تذلهم فإنک لا تذلهم بأدون مما هم فیه من کونهم عبیدا. «وإن تغفر لهم» أی تسترهم عن إیقاع العذاب الذی یستحقونه بمخالفتهم أی تجعل لهم غفرا یسترهم عن ذلک ویمنعهم منه.«فإنک أنت العزیز» أی المنیع الحمى. )

ما ذکره  ظاهر.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( فذکرهم الله قبل حضورهم حتى إذا حضروا تکون الخمیرة قد تحکمت فی العجین فصیرته مثلها.

«فإنهم عبادک» فأفرد الخطاب للتوحید الذی کانوا علیه.

ولا ذلة أعظم من ذلة العبید لأنهم لا تصرف لهم فی أنفسهم.

فهم بحکم ما یریده بهم سیدهم ولا شریک له فیهم فإنه قال «عبادک» فأفرد.

والمراد بالعذاب إذلالهم ولا أذل منهم لکونهم عبادا.

فذواتهم تقتضی أنهم أذلاء، فلا تذلهم فإنک لا تذلهم بأدون مما هم فیه من کونهم عبیدا.

«وإن تغفر لهم» أی تسترهم عن إیقاع العذاب الذی یستحقونه بمخالفتهم أی تجعل لهم غفرا یسترهم عن ذلک ویمنعهم منه. «فإنک أنت العزیز» أی المنیع الحمى. ).


قال رضی الله عنه : (« فذکَّرهم الله قبل حضورهم »)

یعنی : الحق المتجلَّی فی الفرقان یوم الجمع والفصل ،

قال رضی الله عنه :  ( حتى إذا حضروا تکون الخمیرة قد تحکَّمت فی العجین )

یعنی : من حیث أحدیة جمع العین « فصیّرته مثلها .

قال رضی الله عنه :  ( فَإِنَّهُمْ عِبادُکَ " فأفرد الخطاب ، للتوحید الذی کانوا علیه )

یعنی : من حیث العین فی الحقیقة وإن کانوا مشرکین فی زعمهم ومعتقدهم وغیرهم من أهل الاعتقاد والتقلید .

قال رضی الله عنه : ( ولا ذلَّة أعظم من ذلَّة العبید ، لأنّهم لا تصرّف لهم فی أنفسهم ، فهم بحکم ما یرید بهم سیّدهم ، ولا شریک له فیهم ، فإنّه قال : " عِبادُکَ " فأفرد ، والمراد بالعذاب إذ لا لهم ، ولا أذلّ منهم ، لکونهم عبادا ، فذواتهم تقتضی أنّهم أذلَّاء فلا تذلَّهم ، فإنّک لا تذلَّهم بأدون ما هم فیه من کونهم عبیدا " وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ " أی تسترهم  عن إیقاع العذاب الذی یستحقّونه بمخالفتهم أی تجعل لهم غفرا یسترهم عن ذلک ویمنعهم عنه ، " فَإِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ  ، أی المنیع الحمى ) .


یعنی رضی الله عنه : لا یصلون إلیک من حیث إنّک ربّ الکلّ على ما یقتضی من حیث ذاتک فی نفسک ، فربوبیتک بالنسبة إلى عبدانیتهم بحسبهم وبحسبها ، وعبدانیتهم مقیّدة جزئیّة ، لکونهم کذلک ، فأنّى لهم عبادتک الحقیقیة الکلَّیة التی تستحقّها لنفسک ؟

وکیف اتّصالهم بربّ الکلّ وإله العالمین - تبارک وتعالى - وهو العزیز الحکیم ؟ !


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( فذکرهم الله قبل حضورهم حتى إذا حضروا تکون الخمیرة قد تحکمت فی العجین فصیرته مثلها.

«فإنهم عبادک» فأفرد الخطاب للتوحید الذی کانوا علیه.

ولا ذلة أعظم من ذلة العبید لأنهم لا تصرف لهم فی أنفسهم.

فهم بحکم ما یریده بهم سیدهم ولا شریک له فیهم فإنه قال «عبادک» فأفرد.

والمراد بالعذاب إذلالهم ولا أذل منهم لکونهم عبادا.

فذواتهم تقتضی أنهم أذلاء، فلا تذلهم فإنک لا تذلهم بأدون مما هم فیه من کونهم عبیدا.

«وإن تغفر لهم» أی تسترهم عن إیقاع العذاب الذی یستحقونه بمخالفتهم أی تجعل لهم غفرا یسترهم عن ذلک ویمنعهم منه. «فإنک أنت العزیز» أی المنیع الحمى. )


قال رضی الله عنه :  ( فصیرته مثلها فإنهم عبادک فأفرد الخطاب للتوحید الذی کانوا علیه ) فی الحقیقة وإن کانوا لا یعلمون ذلک ، فإنهم کانوا مشرکین فی زعمهم ومعتقدهم .


قال رضی الله عنه :  ( ولا ذلة أعظم من ذلة العبید لأنهم لا تصرف لهم فی أنفسهم فهم بحکم ما یرید بهم سیدهم ولا شریک له فیهم . فإنه قال : " عِبادُکَ "  فأفرد والمراد بالعذاب إذلالهم ولا أذل منهم لکونهم عبادا ، فذواتهم تقتضی أنهم أذلاء فلا تذلهم فإنک لا تذلهم بأدون مما هم فیه من کونهم عبیدا "وإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ " . أی تسترهم عن إیقاع العذاب الذی یستحقونه بمخالفتهم أی تجعل لهم غفرا تسترهم عن ذلک وتمنعهم منه " فَإِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ " أی المنیع الحمى )

فی ما تعطیه بدل ما استحقوا به العفو مما تعطیه هذه الآیة من التسلیم لله وتفویض أمرهم إلیه ، وحذف مفعول استحقوا لدلالة قوله والتعریض لعفوه علیه .


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( فذکرهم الله قبل حضورهم حتى إذا حضروا تکون الخمیرة قد تحکمت فی العجین فصیرته مثلها.

«فإنهم عبادک» فأفرد الخطاب للتوحید الذی کانوا علیه.

ولا ذلة أعظم من ذلة العبید لأنهم لا تصرف لهم فی أنفسهم.

فهم بحکم ما یریده بهم سیدهم ولا شریک له فیهم فإنه قال «عبادک» فأفرد.

والمراد بالعذاب إذلالهم ولا أذل منهم لکونهم عبادا.

فذواتهم تقتضی أنهم أذلاء، فلا تذلهم فإنک لا تذلهم بأدون مما هم فیه من کونهم عبیدا.

«وإن تغفر لهم» أی تسترهم عن إیقاع العذاب الذی یستحقونه بمخالفتهم أی تجعل لهم غفرا یسترهم عن ذلک ویمنعهم منه. «فإنک أنت العزیز» أی المنیع الحمى. )


لذلک قال رضی الله عنه  : ( فذکرهم الله قبل حضورهم حتى إذا حضروا ، تکون الخمیرة قد تحکمت فی العجین ، فصیرته مثلها . ) أی ، ذکرهم الله بقوله : ( وإن تغفر لهم ) .

وبالضمیر الذی فی ( لهم ) على أنهم فی ستر من أستار الله فی هذه الحیاة الدنیا قبل حضورهم بین یدی الحق یوم القیامة الکبرى وانبعاث الخلائق من القبور التی ستروا بها وفیها ، وهی الأبدان والجثث التی هی القبور المعنویة ، وهذه القبور الصوریة صورتها .

حتى إذا حضروا الحق وفنوا فیه وقامت قیامتهم وشاهدوا بعین الحق ما کانوا علیه قبل ذلک تکون الخمیرة ، أی ، خمیرة ما جعل فی طینة أعیانهم من استعداد الکمال والقابلیة للوصول إلى الفناء فی حضرة ذی الجلال ، قد تحکمت فی عجین أعیانهم وطینة استعداداتهم ، فصیرته مثل نفسها .

أی ، أوصلتهم إلى الکمال المراد منهم . وهو مقام الفناء المذکور والستر المطلوب المنبه علیه بقوله : " وإن تغفر لهم فإنهم عبادک " .


فأفرد الخطاب للتوحید الذی کانوا علیه ولا ذلة أعظم من ذلة العبید ) أعاد قوله : (فإنهم عبادک) لیذکر ما فیه من الأسرار .

ومن جملتها الإفراد ب‍( الکاف ) ، فإنه یدل على التوحید الذی کانوا علیه ، وإن لم یکن لهم شعور به . فإن العابد لکل معبود - کان ما کان - لا یعبد إلا لکونه إلها أو شفیعا عند الله ، کما قال : ( ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله زلفى ) .

وفی الحقیقة لا یعبد إلا الحق الذی یظهر بتلک الصور . کما قال : ( وقضى ربک أن لا تعبدوا إلا إیاه ) . وإطلاق ( العباد ) یدل على ذلة من یعبد ، ولا ذلة أعظم من ذلة العبید .


قال رضی الله عنه :  ( لأنهم لا تصرف لهم فی أنفسهم ، فهم بحکم ما یریده بهم سیدهم ، ولا شریک له فیهم ، فإنه قال : ( عبادک ) فأفرد .  والمراد بالعذاب إذ لا لهم . ولا أذل منهم ، لکونهم عبادا ، فذواتهم یقتضى أنهم أذلاء . فلا تذلهم ، فإنک لا تذلهم بأدون مما هم فیه من کونهم عبیدا . ( وإن تغفر لهم ) أی ، تسترهم عن إیقاع العقاب الذی یستحقونه بمخالفتهم ، أی ، تجعل لهم غفرا یسترهم عن ذلک ویمنعهم منه . ) .

استعمل ( الغفر ) بمعنى الغافر ، وهو الساتر . کما یستعمل ( العدل ) بمعنى العادل . یقال : رجل عدل . أی عادل .


قال رضی الله عنه :  ( "فإنک أنت العزیز " أی ، المنیع الحمى ) تمنع ما تحمیه عن أن یتسلط سلطان القهر علیه . ف‍( المنیع ) بمعنى المانع . و ( الحمى ) هو الممنوع . أو بمعنى الممنوع . أی ، ممنوع حماک عن أن یکون للغیر وجود فیه .

وحماه أحدیة ذاته التی جمیع الأشیاء فانیة فیها متلاشیة عندها . أو عین العبد المحمى عن أن ینصرف فیه غیره .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( فذکرهم الله قبل حضورهم حتى إذا حضروا تکون الخمیرة قد تحکمت فی العجین فصیرته مثلها.

«فإنهم عبادک» فأفرد الخطاب للتوحید الذی کانوا علیه.

ولا ذلة أعظم من ذلة العبید لأنهم لا تصرف لهم فی أنفسهم.

فهم بحکم ما یریده بهم سیدهم ولا شریک له فیهم فإنه قال «عبادک» فأفرد.

والمراد بالعذاب إذلالهم ولا أذل منهم لکونهم عبادا.

فذواتهم تقتضی أنهم أذلاء، فلا تذلهم فإنک لا تذلهم بأدون مما هم فیه من کونهم عبیدا.

«وإن تغفر لهم» أی تسترهم عن إیقاع العذاب الذی یستحقونه بمخالفتهم أی تجعل لهم غفرا یسترهم عن ذلک ویمنعهم منه. «فإنک أنت العزیز» أی المنیع الحمى. )


قال رضی الله عنه :  (فذکّرهم اللّه قبل حضورهم حتّى إذا حضروا تکون الخمیرة قد تحکّمت فی العجین فصیّرته مثلها ،فَإِنَّهُمْ عِبادُکَ [ المائدة : 118 ] فأفرد الخطاب للتّوحید الّذی کانوا علیه

ولا ذلّة أعظم من ذلّة العبید ، لأنّهم لا تصرّف لهم فی أنفسهم فهم بحکم ما یریده بهم سیّدهم ولا شریک له فیهم فإنّه قال : عِبادُکَ [ المائدة : 118 ] ، فأفرد .  والمراد بالعذاب إذلالهم ولا أذلّ منهم لکونهم عبادا ؛ فذواتهم تقتضی أنّهم أذلّاء فلا تذلّهم فإنّک لا تذلّهم بأدون ممّا هم فیه من کونهم عبیدا .وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ أی :  تسترهم عن إیقاع العذاب الّذی یستحقّونه بمخالفتهم أی تجعل لهم غفرا یسترهم عن ذلک ویمنعهم منه ،فَإِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ [ المائدة : 118 ] ، أی : المنیع الحمى ، )


من جعله سببا لمعرفته بما ظهر من إرادتک بتغلیب بعض تجلیات الأسماء على بعض ؛ ولذلک فسره بقوله ، ( أی : منیع الحمى ) "" یعنی أن ذاتک بحسب الاسم العزیز والغفور ویقتضی مظهرا یظهر بها کمال الظهور ولا أکمل مظهرا ممن جعل لک شریکا .""


بحیث لا یکون لبعض أسمائک غلبة على البعض بدون إرادتک ، حتى أنه إذا تجلیت بهذا الاسم على بعض عبیدک ، صار عزیزا منیع الحمى من تصرف بعض أسمائک فیه ، وإلیه الإشارة بقوله ، ( وهذا الاسم ) العزیز ( إذا أعطاه الحق ) فیه إشارة إلى أنه لا مدخل للکشف فی حصوله للعبد ، ولا یکون له سبب من العالم إذ أصلهم الذلة والعجز ، فلا یحصل منهم ضد ذلک ( لمن أعطاه ) فیه إشارة إلى أنه لیس یعطی الآحاد والأفراد منهم إلا على خلاف مقتضى طبعهم من الذلة ، ( یسمى الحق بالمعز ) .

أی : معطی الاسم العزیز ؛ لیتمیز عن العبد المسمى بالعزیز ؛ وذلک لأنه یسمى العبد ( المعطى له هذا الاسم بالعزیز ) ، وإن لم یقع مثل هذا التمیز فی سائر الأسماء التی تشارک فیها الحق والعبد ؛ وذلک لمزید اختصاص هذا الاسم بالحق ، فیکون هذا العبد من أخص العباد ، ( فیکون ) ذلک العبد ( منیع الحمى مما یرید به المنتقم والمعذب ) من أسماء اللّه تعالى ( من الانتقام والعذاب ) فضلا عن تصرف العالم فیه.


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( فذکرهم الله قبل حضورهم حتى إذا حضروا تکون الخمیرة قد تحکمت فی العجین فصیرته مثلها.

«فإنهم عبادک» فأفرد الخطاب للتوحید الذی کانوا علیه.

ولا ذلة أعظم من ذلة العبید لأنهم لا تصرف لهم فی أنفسهم.

فهم بحکم ما یریده بهم سیدهم ولا شریک له فیهم فإنه قال «عبادک» فأفرد.

والمراد بالعذاب إذلالهم ولا أذل منهم لکونهم عبادا.

فذواتهم تقتضی أنهم أذلاء، فلا تذلهم فإنک لا تذلهم بأدون مما هم فیه من کونهم عبیدا.

«وإن تغفر لهم» أی تسترهم عن إیقاع العذاب الذی یستحقونه بمخالفتهم أی تجعل لهم غفرا یسترهم عن ذلک ویمنعهم منه. «فإنک أنت العزیز» أی المنیع الحمى. )


قال رضی الله عنه :  (فذکرهم الله قبل حضورهم ، حتّى إذا حضروا تکون الخمیرة ).

 المنضجة لاستعداداتهم المستکملة لهم ، أعنی تذکیر عیسى إیّاهم عند الله ، فإنّ الوجود الکلامی مرتبة من الوجود یستتبع الشهود ویستلزمه على ما لا یخفى ( قد تحکَّمت فی العجین ) - أی عجین تعیّناتهم المحجوبة فی الغیب .


 قال رضی الله عنه :  ( فصیّرته مثلها ) فی الحضور والشهود ، والذی یدلّ على أنّ حجابهم هو عین کمونهم فی الغیب الذاتیّ قوله : ( " فَإِنَّهُمْ عِبادُکَ " فأفرد الخطاب للتوحید الذی کانوا علیه ) فی تلک الغیبة ، وأشار بانقهارهم وإذلالهم فی ذلک الغیب عند تسمیته إیّاهم بالعباد ، ( ولا ذلَّة أعظم من ذلَّة العبید ، لأنّهم لا تصرّف لهم فی أنفسهم ) لغلبة قهرمان الأحکام الذاتیّة فی الغیب علیهم

قال رضی الله عنه :  ( فهم بحکم ما یرید به سیّدهم ، ولا شریک له فیهم ، فإنه قال : " عِبادُکَ " فأفرد ) .


قال رضی الله عنه :  (والمراد بالعذاب إذلالهم ، ولا أذلّ منهم ، لکونهم عبادا ، فذواتهم تقتضی أنهم أذلَّاء ) بما جبلوا علیه من الغیب وکمونهم فیها ، ( فلا تذلَّهم ، فإنّک لا تذلَّهم بأدون مما هم فیه من کونهم عبیدا ) .

قال رضی الله عنه :  ("وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ" أی تسترهم عن إیقاع العذاب الذی یستحقّونه بمخالفتهم) لما یراد منهم من الإیمان بالمشهود الحاضر ، وامتثال الأوامر فی عالم الأفعال ، ( أی تجعل لهم غفرا یسترهم عن ذلک ) المخالفة ( ویمنعهم منه " فَإِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ " [ 5 / 118 ] أی المنیع الحمیّ ).


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : ( فذکرهم الله قبل حضورهم حتى إذا حضروا تکون الخمیرة قد تحکمت فی العجین فصیرته مثلها.

«فإنهم عبادک» فأفرد الخطاب للتوحید الذی کانوا علیه.

ولا ذلة أعظم من ذلة العبید لأنهم لا تصرف لهم فی أنفسهم.

فهم بحکم ما یریده بهم سیدهم ولا شریک له فیهم فإنه قال «عبادک» فأفرد.

والمراد بالعذاب إذلالهم ولا أذل منهم لکونهم عبادا.

فذواتهم تقتضی أنهم أذلاء، فلا تذلهم فإنک لا تذلهم بأدون مما هم فیه من کونهم عبیدا.

«وإن تغفر لهم» أی تسترهم عن إیقاع العذاب الذی یستحقونه بمخالفتهم أی تجعل لهم غفرا یسترهم عن ذلک ویمنعهم منه.

«فإنک أنت العزیز» أی المنیع الحمى. )


قال رضی الله عنه :  (فذکرهم الله قبل حضورهم حتى إذا حضروا تکون الخمیرة قد تحکمت فی العجین فصیرته مثلها. «فإنهم عبادک» فأفرد الخطاب للتوحید الذی کانوا علیه.  ولا ذلة أعظم من )


قال رضی الله عنه :  ( فذکرهم اللّه ) ، أی جعلهم عیسى علیه السلام مذکورین للّه حاضرین عنده بالوجود الذکری اللفظی .


قال رضی الله عنه :  ( قبل حضورهم ) العینی بارتفاع حجتهم ( حتى إذا حضروا ) ، أی أشرفوا على الحضور ( تکون الخمیرة ) وهی على الحضور الذکری ( قد تحکمت فی العجین ) ، أی عجین استعدادهم ( فصیرته مثلها ) یعنی صیر الحضور الذکری استعداداتهم عین الحضور العینی الذی هو مثل الحضور الذکری ، وذلک إنما هو على سبیل المبالغة وإلا لم یصر استعداد عین الحضور کما لا یخفى .


ثم إنه رضی اللّه عنه لما بین النکتة فی إیراد ضمیر الغائب أراد أن یبین النکات المتعلقة فإفراد ضمیر الخطاب وذکر العباد فلهذا أعاد قوله : (فَإِنَّهُمْ عِبادُکَ) ثم شرع فی بیان نکاته وقال : ( فأفرد الخطاب ) بالکاف ( للتوحید الذی کانوا علیه ) بحسب أصل الفطرة أو بسبب أن الظاهر بصورة کل معبود إنما هو الحق تعالى کما قال تعالى : " وَقُضِیَ رَبُّکَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِیَّاهُ " [ الإسراء : 23 ]


قال رضی الله عنه :  ( ذلة العبید لأنهم لا تصرف لهم فی أنفسهم. فهم بحکم ما یریده بهم سیدهم ولا شریک له فیهم فإنه قال «عبادک» فأفرد. والمراد بالعذاب إذلالهم ولا أذل منهم لکونهم عبادا. فذواتهم تقتضی أنهم أذلاء، فلا تذلهم فإنک لا تذلهم بأدون مما هم فیه من کونهم عبیدا. «وإن تغفر لهم» أی تسترهم عن إیقاع العذاب الذی یستحقونه بمخالفتهم أی تجعل لهم غفرا یسترهم عن ذلک ویمنعهم منه. «فإنک أنت العزیز» أی المنیع الحمى. )


قال رضی الله عنه :   ( ولا ذلة أعظم من ذلة العبید لأنهم لا تصرف لهم فی أنفسهم ) وعدم تصرفهم فی أنفسهم فیما عدا وجوداتهم العینیة ظاهرا ، وأما فیها فبناء على أن المتصرف فیهم فی الکل هو الحق سبحانه وما یتوهم منه التصرف فهو من مظاهره التی یظهر منها تصرفه ( فهم یحکم ما یریده بهم سیدهم ) من التصرفات .


قال رضی الله عنه :  ( ولا شریک له فیهم فإنه قال " عبادک " فأفرد ) کاف الخطاب الذی أضاف العباد إلیه وذلک یدل على عدم الشرکة فیهم ( والمراد بالعذاب إذلالهم ولا أذل منهم لکونهم عبادا ) وقد علمت أنه لا ذلة أعظم من ذلة العبید.


قال رضی الله عنه :   ( فذواتهم تقتضی أنهم أذلاء فلا تذلهم فإنک ) على تقدیر الإذلال ( لا تذلهم بأدون مما هم فیه من کونهم عبیدا أو أن تغفر لهم ، أی تسترهم على إیقاع العذاب الذی یستحقونه بمخالفتهم ، أی تجعل لهم غفرا ) بمعنى الغافر کالعدل بمعنى العادل ، أی ساترا ( یسترهم عن ذلک ) الإیقاع ( ویمنعهم منه فإنک أنت العزیز ، أی المنیع الحمى ) ، أی حماه ممنوع عن أن یتصرف فیه غیره.


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص ۳۷۶-۳۷۷

فذکّرهم اللّه قبل حضورهم حتّى إذا حضروا تکون الخمیرة قد تحکّمت فی العجین فصیرته مثلها.

که چون تشرف به حضور یافتند آن حضور ذکرى و یادآورى، خمیر مایه‌ای باشد که در ضمیر رسوخ کرده تا آن را مثل خود گرداند.

فَإِنَّهُمْ عِبادُکَ‏ فأفرد الخطاب للتوحید الذی کانوا علیه و لا ذلّة أعظم من ذلّة العبید لأنّهم لا تصرف لهم فی أنفسهم، فهم بحکم ما یریده بهم سیدهم و لا شریک له فیهم فإنّه قال‏ «عِبادُکَ» فأفرد و المراد بالعذاب إذلالهم و لا أذلّ منهم لکونهم عبادا. فذواتهم تقتضی أنّهم أذلّاء، فلا تذلّهم فانّک لا تذلّهم بأدون مما هم فیه من کونهم عبیدا. وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ‏ أی تسترهم عن إیقاع العذاب الذی یستحقونه بمخالفتهم أی تجعل لهم غفرا یسترهم عن ذلک و یمنعهم منه‏ فَإِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ أی المنیع الحمى.

ان تغفر لهم فانّهم عبادک خطاب (ک) را مفرد آورد به جهت توحیدى که عباد به حسب فطرت بر آن توحیدند و هیچ ذلتى اعظم از ذلت عبید نیست. زیرا آنان را هیچ نحوه تصرفى در خودشان نیست. پس آنان به حکم آن چه سیدشان اراده ‌می‌کند و تصرفات ‌می‌نماید ‌می‌باشند و هیچ نحوه شریکی براى سید در آنان نیست. چه اینکه گفت‏ «عِبادُکَ» و مفرد آورد و مراد به عذاب، إذلال است و أذل از عباد کسى نیست. چه اینکه عبادند. پس ذواتشان اقتضا ‌می‌کند ذلیل باشند. پس تو آنها را ذلیل نمی‌گردانی.

چه به کمتر از اینکه آنها هستند، یعنى عبیدند، مذلت‌شان نمی‌دهی و اگر آنان را بیامرزى یعنى آنان را از ایقاع در عقابى که استحقاق آن را به سبب مخالفت‌شان دارند ساتر شوى و مانع از ایقاع عذاب گردى تو عزیز هستى، یعنى منیع الحمى هستى.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۷۵۰-۷۵۲

فذکّرهم الله قبل حضورهم حتّى إذا حضروا تکون الخمیرة قد تحکّمت فى العجین فصیّرته مثلها.

یعنى تذکیر و تنبیه کرد حق سبحانه و تعالى‏ به قول‏ وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ‏ و به ضمیرى که در «لهم» است بر آنکه ایشان در سترى‏اند از استار الهى درین حیات دنیا پیش از حضور ایشان بین یدى الحق روز قیامت کبرى و پیش از انبعاث خلائق از قبور ابدان و حجب جثث که درو مستور و بدو محجوب‏اند؛ و این قبور معنویّه است و قبور صوریّه صورت آن قبور است تا چون حضور حق دریابند و به سبحات انوار جمالش در وى فانى شوند و قیامت ایشان قائم گردد و به عین حقّ آنچه را پیش ازین بر آن بودند مشاهده کنند خمیره آنچه در طینت اعیان ایشان بود از استعداد کمال و قابلیّت وصول به فناى فناء در حضرت ذو الجلال متحکم شده باشد در عجین ابدان و طینت استعدادات ایشان، پس ایشان را مثل نفس خویش گرداند، اعنى اتصال کند به کمالى که از ایشان مراد است که آن مقام فناى مذکور است و ستر مطلوب منبّه علیه بدین قول که:

فَإِنَّهُمْ عِبادُکَ‏ فأفرد الخطاب للتّوحید الّذى کانوا علیه. و لا ذلّة أعظم من ذلّة العبید.

اعاده کرد فَإِنَّهُمْ عِبادُکَ‏ را تا ذکر کند آنچه در وى است از اسرار و از جمله آن افراد است به «کاف» که دلالت مى‏‌کند بر توحیدى که ایشان بر آن بودند اگرچه نمى‏دانستند از براى آنکه عابد هر معبودى عبادت او نمى‏‌کند مگر از براى آنکه اله اوست و شفیع عند اللّه کما قال‏ ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِیُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى‏، و در حقیقت عبادت نمى‌‏کند مگر آنچه را از حق در آن صورت ظاهر است کما قال تعالى‏ وَ قَضى‏ رَبُّکَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِیَّاهُ‏. بیت:


میل خلق جمله عالم تا ابد                گر شناسندت و گر نى سوى تست‏

چون ترا چون دوست نتوان داشتن‏ دوستى دیگران بر بوى تست‏


غیرت او اقتضاى آن کرد که هیچ احدى غیر او را دوست ندارد لاجرم همه اشیاء را آینه جلوه جمال ساخت تا به هرچه روى آرند و هرچه را دوست دارند او را دوست داشته باشند و اگرچه ندانند.

و بعضى که ازین تنبیه و رمز برخوردار شوند و از خواب غفلت بیدار گردند در هرآینه طلب دیدار کنند و از بوى هر گلى یاد گلزار کنند و از سر شوق به لسان ذوق در مخاطبه دوست گویند: بیت‏

الا اى کعبه دولت مرا خاک سر کویت‏         ندارد جان من قبله بجز محراب ابرویت‏

اگر در روى مهروئى به مهر دل نظر کردم‏ نکردم جز بدان وجهى که هست آینه رویت‏

ز عشق روى گل بلبل نکردى ناله و غلغل‏ اگر اندر نهاد گل ندیدى نکهت بویت‏

دلم وقت گل و سنبل هوادار صبا زان شد که تا یابد ازو هردم نسیم سنبل مویت‏

به صورت گه‌‏گه ار روئى به سوى غیرت آوردم‏ ز غیرت رخ متاب از من که دارم روى دل سویت‏

و اطلاق عباد دلالت مى‏‌کند بر ذلّت بندگى‏ کننده و هیچ ذلّتى اعظم از ذلّت عبید نیست‏.

لأنّهم لا تصرّف لهم فى أنفسهم فهم بحکم ما یریده بهم سیّدهم و لا شریک له فیهم فإنّه قال‏ عِبادِکَ* فأفرد. و المراد بالعذاب إذ لا لهم و لا أذلّ منهم لکونهم عبادا. فذواتهم تقتضى أنّهم أذلّاء فلا تذلّهم فإنّک لا تذلّهم بأدون ممّا هم فیه من کونهم عبیدا. وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ‏ أى تسترهم عن إیقاع العذاب الّذى یستحقّونه بمخالفتهم أى تجعل لهم غفرا یسترهم عن ذلک و یمنعهم منه.

از آنکه عبید را تصرّف نیست در انفس خویش بل که محکوم حکم و اراده سیّد خویش‏اند و بواسطه افراد در خطاب‏ عِبادِکَ* محقق عبادات ایشان همه حق راست بى‏شریک. و مراد از عذاب اذلال است و از ایشان ذلیل‏تر نیست از آنکه عباداند و ذوات ایشان اقتضا مى‏کند که ایشان اذلااند. لاجرم ایشان را به عذاب ذلیل مگردان که ایشان خود به‏ غایت ذلّت موسوم‏ اند وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ‏ و اگر ایشان را ستر کنى از ایقاع عذابى که مستحق آن گشته‏ اند به سبب مخالفت. یعنى اگر پوشش رحمت بر ایشان مبذول دارى و منع از عذاب کنى.

فَإِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ أى المنیع الحمى.

یعنى تو عزیزى و منیع الحمى هرچه در کنف حمایت تست منع مى‏کنى از آن که سلطان قهر بر وى مسلط گردد.

و بر این تقدیر منیع به معنى مانع باشد و حمى ممنوع بود.

و مى‏شاید که منیع به معنى ممنوع باشد یعنى ممنوع است حماى تو از آنکه غیرى را در وى وجود باشد.

و حماى او عبارت است از احدیّت ذاتش که جمیع اشیا در وى فانى و متلاشى است، یا حماى او عین عبد باشد که از تصرّف غیرش نگاه مى‏‌دارد.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۲۲

فذکّرهم اللّه قبل حضورهم حتّى إذا حضروا تکون الخمیرة قد تحکّمت فی العجین فصیّرته مثلها.

 لا جرم حق ایشان را قبل الوجود به غفر یاد فرمود، تا چون درین نشأت پیدا گردند، قیامت ایشان به رفع تعیّن برخیزد. آن چه در طینت اعیان و عجین أبدان ایشان بود در علم حق مخمّر و محکّم گشته باشد، ایشان را به کمال آن برساند که: «فصیّرته مثلها الّتی مثل نفسها» یعنى نفس الخمیرة التی کانت معجّنة فی استعدادها.

«فَإِنَّهُمْ عِبادُکَ» فأفرد الخطاب للتّوحید الّذی کانوا علیه و لا ذلّة أعظم من ذلّة العبید لأنّهم لا تصرّف لهم فی أنفسهم.

فهم بحکم ما یریده بهم سیّدهم و لا شریک له فیهم فإنّه قال «عبادک» فأفرد. و المراد بالعذاب إذلالهم و لا أذلّ منهم لکونهم عبادا. فذواتهم تقتضی أنّهم أذلّاء. فلا تذلّهم بأدون ممّا هم‏فیه من کونهم عبیدا. «وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ» أی تسترهم عن إیقاع العذاب الّذی یستحقّونه بمخالفتهم أی تجعل لهم غفرا یسترهم عن ذلک و یمنعهم منه. «فَإِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ» أی المنیع الحمى.