عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الثالثة : 


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فأتى سلیمان بالرحمتین: رحمة الامتنان ورحمة الوجوب اللتان هما الرحمن الرحیم. فامتن بالرحمن وأوجب بالرحیم.  وذا الوجوب من الامتنان.

فدخل الرحیم فی الرحمن دخول تضمن.

فإنه کتب على نفسه الرحمة سبحانه لیکون ذلک للعبد بما ذکره الحق من الأعمال التی یأتی بها هذا العبد، حقا على الله تعالى أوجبه له على نفسه یستحق بها هذه الرحمة- أعنی رحمة الوجوب.  ومن کان من العبید بهذه المثابة فإنه یعلم من هو العامل منه.

والعمل مقسم على ثمانیة أعضاء من الإنسان. )

 

قال رضی الله عنه :  (فأتى سلیمان بالرّحمتین : رحمة الامتنان ورحمة الوجوب اللّتان هما الرّحمن الرّحیم . فامتنّ بالرّحمن وأوجب بالرّحیم . وهذا الوجوب من الامتنان .  فدخل الرّحیم فی الرّحمن دخول تضمّن . فإنّه کتب على نفسه الرّحمة سبحانه لیکون ذلک للعبد بما ذکره الحقّ من الأعمال الّتی یأتی بها هذا العبد ، حقّا على اللّه أوجبه له على نفسه یستحقّ بها هذه الرّحمة أعنی رحمة الوجوب . ومن کان من العبید بهذه المثابة فإنّه یعلم من هو العامل منه . والعمل منقسم على ثمانیة أعضاء من الإنسان . )

 

قال رضی الله عنه :  (فأتى سلیمان) علیه السلام فی کتابه المذکور (بالرحمتین) الإلهیتین :

الأولى (رحمة الامتنان) منه تعالى على خلقه وبها أعطى الاستعدادات لقبول ما یفیض من الإمداد على الکل وهو قوله سبحانه وَرَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ وهذا الوسع منة من الحق تعالى وفضل من غیر سبب سابق ، بل هو سبب للفیض اللاحق

(و)الثانیة (رحمة الوجوب) ، أی الإیجاب منه تعالى على نفسه لا بإیجاب أحد علیه وهو قوله تعالى :" فَسَأَکْتُبُها لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ وَیُؤْتُونَ الزَّکاةَ وَالَّذِینَ هُمْ بِآیاتِنا یُؤْمِنُونَ" [ الأعراف : 156 ] ، وقوله :"کَتَبَ رَبُّکُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ " [ الأنعام : 54 ] ،

 أی أوجبها اللتین هما رحمة (الرحمن) ورحمة (الرحیم فامتن) ، أی أنعم وتفضل سبحانه على کل شیء فأوجده مستعدا لکل ما هو مستعد له (بالرحمن) المستوی على العرش وهی رحمة العامة وأوجب ، أی أحق وألزم عدلا منه سبحانه (بالرحیم) وهی رحمة الخاصة من قوله تعالى :أَعْطى کُلَّ شَیْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى[ طه : 50 ].

 والهدایة أیضا إعطاء للمستعد لها خلقه

 

ولکن أفردها لیمیز أهلها عن أهل الضلالة کما قال :یُضِلُّ مَنْ یَشاءُ وَیَهْدِی مَنْ یَشاءُ[ النحل : 93 ] ومن لم یستعد للهدایة ولو أفاضها علیه فإنه لا یقبلها کما قال سبحانه :وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَیْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى[ فصلت : 17 ] .


قال رضی الله عنه :  (وهذا الوجوب) فی الرحمة هو (من) جملة (الامتنان) أیضا على الکل والرحمة واحدة لا تنقسم ، لأنه هو الذی أوجبها على نفسه فإیجابه لها على نفسه عین الامتنان منه (فدخل) الاسم (الرحیم فی) الاسم (الرحمن) ورحمة الوجوب فی رحمة الامتنان ورحمة الخصوص فی رحمة العموم (دخول تضمن) کدخول العام فی الخاص والأمر الکلی فی الجزئی ، لأن الخاص هو المقصود وکذلک الجزئی وهو الکلی ، والعام جزء الخاص .

 

وکذلک الکلی کأنه جزء للجزئی ، والمرحومون بالرحمة الخاصة رحمة الوجوب هم المعتبرون وهم المقصودون وهم الجامعون کما قال تعالى :قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِینَةَ اللَّهِ الَّتِی أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّیِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِیَ لِلَّذِینَ آمَنُوا فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا خالِصَةً یَوْمَ الْقِیامَةِ[ الأعراف : 32 ] ، وإنما لم تکن خالصة فی الدنیا لأنها لیست بدار جزاء ، والآخرة هی دار الجزاء فکانت لِلَّذِینَ آمَنُوا فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا من باب رحمة الامتنان فتشارکوا فیها مع الکافرین ، وفی الآخرة تکون للمؤمنین خاصة من دون الکافرین من باب رحمة الوجوب التی یخص اللّه تعالى من بها من یشاء .

 

وقال تعالى فی حق الکافرین :أُولئِکَ الَّذِینَ لَیْسَ لَهُمْ فِی الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ[ هود : 16] ،

وأخبر تعالى أنه تقطع لهم ثیاب من نار ، وأن شجرة الزقوم تنبت فی أصل الجحیم فَإِنَّهُمْ لَآکِلُونَ مِنْها فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ ( 66 ) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَیْها لَشَوْباً مِنْ حَمِیمٍ( 67 ) [ الصافات : 66 - 67 ] ، فلیس لهم إلا ما أعطت حقائقهم مما استعدوا له من العقاب . ولهذا قال تعالى :وَما ظَلَمُونا وَلکِنْ کانُوا أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ[ البقرة : 57 ] .

 

قال رضی الله عنه :  (فإنه) ، أی اللّه تعالى (کتب على نفسه) ، أی ذاته وهی الوجود المطلق (الرحمة سبحانه) وهی إفاضة الوجود على الأعیان الثابتة فی الأصل بطریق المنة فظهرت موجودة على حسب ما کانت ثابتة فیه من الأعیان العدمیة (لیکون ذلک) ، أی کنایة الرحمة منسوبا (للعبد) المکلف وغیره (بما ذکره الحق) تعالى فی القرآن من الأعمال بیان لما ذکره التی یأتی بها هذا العبد کما قال بعضهم : من فضله علیک أن خلق ونسب إلیک « حکمة ابن عطاء الله السکندری » .

حقا على اللّه تعالى کما قال :وَکانَ حَقًّا عَلَیْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِینَ[ الروم : 47 ] ، أی على أنفسهم وشیاطینهم بالطاعة والموافقة ، وعلى أعدائهم بالحفظ والغلبة (أوجبه) ، أی ذلک الحق له ، أی لعبد اللّه تعالى (على نفسه یستحق) ، أی ذلک العبد (بها) ، أی بسبب تلک الأعمال (هذه الرحمة أعنی رحمة الوجوب) وهی رحمة الاختصاص التی قال تعالى :یَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ یَشاءُ[ البقرة : 105 ] .

قال رضی الله عنه :  (ومن کان من العبید بهذه المثابة) ، أی الحالة المذکورة فإنه ، أی ذلک العبد (یعلم من هو العامل منه) ومن غیره أیضا للأعمال الاختیاریة الصادرة عنه فی الخیر فضلا وفی الشر عدلا.

(والعمل) الذی کلف اللّه تعالى به الإنسان (منقسم على ثمانیة أعضاء من الإنسان) المکلف الیدین والرجلین والعینین والأذنین واللسان والقلب والبطن والفرج .

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فأتى سلیمان بالرحمتین: رحمة الامتنان ورحمة الوجوب اللتان هما الرحمن الرحیم. فامتن بالرحمن وأوجب بالرحیم.  وذا الوجوب من الامتنان.

فدخل الرحیم فی الرحمن دخول تضمن.

فإنه کتب على نفسه الرحمة سبحانه لیکون ذلک للعبد بما ذکره الحق من الأعمال التی یأتی بها هذا العبد، حقا على الله تعالى أوجبه له على نفسه یستحق بها هذه الرحمة- أعنی رحمة الوجوب.  ومن کان من العبید بهذه المثابة فإنه یعلم من هو العامل منه.

والعمل مقسم على ثمانیة أعضاء من الإنسان. ).

 

قال رضی الله عنه :  ( فأتى سلیمان بالرحمتین رحمة الامتنان ) وهی ما یحصل من اللّه تعالى للعبد بدون مقابلة عمل من أعماله بل عنایة سابقة فی حق عبده کإعطاء الوجود والقدرة للعمل والصحة فإنها رحمة من اللّه للعبد لیست فی مقابلة عمل بل منة وعطاء محض من اللّه تعالى ( ورحمة الوجوب ) .

وهی التی تحصل من اللّه للعبد بمقابلة عمله کإعطاء ثواب أعمالهم فی الجنة ( اللتان هما الرحمن الرحیم فامتن ) أی امتن الحق ( بالرحمن ) لعموم حکمه على جمیع الموجودات فامتن بقوله :" وَرَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ "

وبقوله :" رَبَّنا وَسِعْتَ کُلَّ شَیْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً"

قال رضی الله عنه :  ( وأوجب ) أی جعل الحق على نفسه الرحمة واجبا ( بالرحیم ) المخصص بالرحمن العام ( وهذا الوجوب ) أی وجوب رحمة الوجوب ( من الامتنان فدخل الرحیم فی الرحمن دخول تضمن ) یعنی دخول الخاص تحت العام وإنما کانت رحمة الوجوب من الامتنان .

 

قال رضی الله عنه :  ( فإنه کتب على نفسه الرحمة سبحانه لیکون ذلک ) وجوب الرحمة ( للعبد بما ) أی بسبب الذی ( ذکره الحق من الأعمال ) بیان لما أو لضمیره ( التی یأتی بها هذا العبد ) قوله :

قال رضی الله عنه :  ( حقا ) خبر لیکون ( على اللّه ) متعلق بحقا ( أوجبه ) الضمیر المنصوب المتصل یرجع إلى اللّه وجوب الرحمة ( له ) یتعلق بأوجبه والضمیر المجرور المتصل یرجع إلى العبد أی أوجب الحق الرحمة ( على نفسه ) للعبد على نفسه یتعلق بأوجبه ( یستحق بها ) أی یستحق العبد بإتیان الأعمال التی أمره الحق أن یفعلها.

 

قال رضی الله عنه :  ( هذه الرحمة ) مفعول یستحق ( أعنی رحمة الوجوب ) یعنی أن العبد من حیث أنه عبد یجب علیه إتیان أوامر مولاه فلا تجب الرحمة على المولى فی مقابلتها شیء .

فإذا قدر المولى وأوجب على نفسه لعبده شیئا فی مقابلة عمله یستحق العبد بذلک الشیء بسبب عمله فوصل ذلک الشیء للعبد من المولى فی مقابلة عمله فذلک امتنان وعطاء محض .

ومن ذلک قالوا الجنة فضل إلهی فلا یستحق بها العبد إلا بفضل اللّه تعالى فإن جعل الحق الأعمال أسبابا للجنة وهو من جملة فضل اللّه فکان وجوب الرحمة من رحمة الامتنان.

قال رضی الله عنه :   ( ومن کان من العبید بهذه المثابة ) أی محققا بهذه المرتبة ومشاهدا إیاها وهی مرتبة أن یکون الحق موجبا على نفسه الرحمة للعبد ( فإنه ) أی فإن ذلک العبد ( یعلم من هو العامل منه ) .

أی یعلم ذلک العبد یقینا ان العامل فی الحقیقة من نفسه هو الحق ویعلم أن العمل لا یستند إلیه إلا بحسب الظاهر وأما العبد الذی لم یکن بهذه المثابة فهو یزعم أنه عامل فی الحقیقة ولما قال إن العامل فی الحقیقة من صورة العبد هو الحق شرع فی بیانه.

بقوله رضی الله عنه  :( والعمل منقسم على ثمانیة أعضاء من الإنسان ) لکل عضو عمل خاص له یعمل الإنسان ذلک العمل بذلک العضو على ما لا یخفى


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فأتى سلیمان بالرحمتین: رحمة الامتنان ورحمة الوجوب اللتان هما الرحمن الرحیم. فامتن بالرحمن وأوجب بالرحیم.  وذا الوجوب من الامتنان.

فدخل الرحیم فی الرحمن دخول تضمن.

فإنه کتب على نفسه الرحمة سبحانه لیکون ذلک للعبد بما ذکره الحق من الأعمال التی یأتی بها هذا العبد، حقا على الله تعالى أوجبه له على نفسه یستحق بها هذه الرحمة- أعنی رحمة الوجوب.  ومن کان من العبید بهذه المثابة فإنه یعلم من هو العامل منه.

والعمل مقسم على ثمانیة أعضاء من الإنسان. )

 

قال رضی الله عنه :  (فأتى سلیمان بالرحمتین: رحمة الامتنان ورحمة الوجوب اللتان هما الرحمن الرحیم. فامتن بالرحمن وأوجب بالرحیم.  وذا الوجوب من الامتنان. فدخل الرحیم فی الرحمن دخول تضمن. فإنه کتب على نفسه الرحمة سبحانه لیکون ذلک للعبد بما ذکره الحق من الأعمال التی یأتی بها هذا العبد، حقا على الله تعالى أوجبه له على نفسه یستحق بها هذه الرحمة- أعنی رحمة الوجوب.  ومن کان من العبید بهذه المثابة فإنه یعلم من هو العامل منه. والعمل مقسم على ثمانیة أعضاء من الإنسان. )

 

قلت : قال بعضهم: إنما کتب سلیمان علیه السلام، اسمه قبل اسم الله تعالى فی قوله: إنه من سلیمان وإنه بسم الله الرحمن الرحیم (الروم: 27) 

خوفا على اسم الله تعالى من الإحراق   فإن عوائد الجبابرة من الملوک أن یهینوا المرسل بتمزیق أول اسم فی کتابه.

فأراد سلیمان، علیه السلام، أن یکون التمزیق فی اسمه لا فی اسم الله تعالى.

فلذلک قدمه وأخر ذکر اسم الله تعالی. 

قال، رضی الله عنه: (لیس الأمر کما قالوه وإن أوهم تمزیق کسری کتاب النبی علیه السلام ، صدق من من توهم ذلک.)

ثم ذکر أن ذکر سلیمان الرحمن الرحیم هو إرادة إبراز حکم الرحمتین 

أما الأولى، فهو قوله الرحمن وهذه هی رحمة الامتنان. 

 قال: والرحمة الأخرى، هی التی کتبها على نفسه بقوله تعالى: "کتب ربکم على نفسه الرحمة " [الأنعام: 54] وبسط القول فی ذلک.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فأتى سلیمان بالرحمتین: رحمة الامتنان ورحمة الوجوب اللتان هما الرحمن الرحیم. فامتن بالرحمن وأوجب بالرحیم.  وذا الوجوب من الامتنان.

فدخل الرحیم فی الرحمن دخول تضمن.

فإنه کتب على نفسه الرحمة سبحانه لیکون ذلک للعبد بما ذکره الحق من الأعمال التی یأتی بها هذا العبد، حقا على الله تعالى أوجبه له على نفسه یستحق بها هذه الرحمة- أعنی رحمة الوجوب.  ومن کان من العبید بهذه المثابة فإنه یعلم من هو العامل منه.

والعمل مقسم على ثمانیة أعضاء من الإنسان. )

 

قال رضی الله عنه : « فأتى سلیمان بالرحمتین » یعنی : فی مضمون کتابه أوّلا فی البسملة « رحمة الوجوب ورحمة الامتنان اللتین هما الرحمن الرحیم » .

یشیر رضی الله عنه إلى أنّ الرحمتین عین الاسمین فی حق الحق ، لأحدیة الاسم والمسمّى فی ذاته .

واعلم : أنّ الرحمن کما ذکرنا عبارة عن الحق من کونه عین الوجود العامّ بین العالمین ،

فعمّ بهذه الرحمة جمیع الأسماء والحقائق ، فهی رحمة الامتنان على کل موجود لم یکن لعینه موجودا ، فأوجده الله بهذه الرحمة .

ولفظ الرحمن فی وزانه یقتضی العموم ، ولمّا عمّت رحمته الکلّ اقتضت أن یخصّ بعمومها کلّ عین عین من الأعیان بخصوصیة ذاتیة .

لذلک التعیّن فیرحمها برحمة یصلح لها ویصلحها ، فالرحیم فیه مبالغة لتعمیم التخصیص ، وللرحمن من الرحیم تخصیص التعمیم ، وللرحیم من الرحمن تخصیص التعمیم ، وللرحیم من الرحمن تعمیم التخصیص ، فکلّ منهما إذن فی کلّ منهما .

 

قال رضی الله عنه : ( فامتنّ بالرحمن وأوجب بالرحیم ، وهذا الوجوب من الامتنان ، فدخل الرحیم فی الرحمن دخول تضمّن ، فإنّه کتب على نفسه الرحمة ، سبحانه لیکون ذلک للعبد بما ذکره الحق من الأعمال یأتی بها هذا العبد حقا على الله أوجبه له على نفسه یستحقّ بها هذه الرحمة أعنی رحمة الوجوب ) .

یشیر إلى قوله :  ( وَرَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ ) فامتنّ على الکلّ بتعمیم الرحمة ثمّ أوجبها بقوله  تعالى : ( فَسَأَکْتُبُها لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ )   .

وقوله : « سبقت رحمتی غضبی » امتنان على الکلّ أیضا بإیجاب الرحمة ، فافهم ، فإنّه ذوق نادر غریب ، هذا معنى قوله : « فدخل الرحیم فی الرحمن » .

وقوله : « فإنّه ( کَتَبَ عَلى نَفْسِه ِ الرَّحْمَةَ ) » یعنی الرحمة التی سبقت غضبه .

وقوله : « لیکون للعبید » أی أجاب الرحمة بالکتابة على نفسه حقا علیه ، « استحقّوها بها » أی بالأعمال بإیجابه لهم هذه الرحمة .

 

قال رضی الله عنه : ( ومن کان من العبید بهذه المثابة ، فإنّه یعلم من هو العامل به ؟ ) .

 

یشیر رضی الله عنه إلى أنّ رحمة الوجوب هی التی استحقّها المتّقون بتقواهم وأعمالهم الصالحة ، فإنّها رحمة خاصّة من الرحیم بهذه الأعمال المستدعیة لمجازاة الله بما یناسبها ، ثمّ أشار إلى من یکون له هذه التقوى والرحمة الخاصّة ، فإنّه یکون عالما بأنّ الله هو العامل به جمیع أعماله المقتضیة لهذه الرحمة ، فإنّ هذا العلم أعلى مراتب هذه الرحمة للمتّقی .

قال رضی الله عنه :  « والعمل مقسّم على ثمانیة أعضاء من الإنسان ،) یعنی : أنّ هویّة العبد هو الله .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فأتى سلیمان بالرحمتین: رحمة الامتنان ورحمة الوجوب اللتان هما الرحمن الرحیم.    فامتن بالرحمن وأوجب بالرحیم. وذا الوجوب من الامتنان.

فدخل الرحیم فی الرحمن دخول تضمن.

فإنه کتب على نفسه الرحمة سبحانه لیکون ذلک للعبد بما ذکره الحق من الأعمال التی یأتی بها هذا العبد، حقا على الله تعالى أوجبه له على نفسه یستحق بها هذه الرحمة- أعنی رحمة الوجوب.  ومن کان من العبید بهذه المثابة فإنه یعلم من هو العامل منه.

والعمل مقسم على ثمانیة أعضاء من الإنسان. )

 

قال رضی الله عنه :  ( فامتن بالرحمن وأوجب بالرحیم ، وهذا الوجوب من الامتنان فدخل الرحیم فی الرحمن دخول تضمن ، فإنه کتب على نفسه الرحمة سبحانه لیکون ذلک للعبید بما ذکره الحق من الأعمال التی یأتی بها هذا العبد حقا على الله أوجبه له على نفسه یستحق بها هذه الرحمة أعنى رحمة الوجوب )

 

فامتن على الکل بالرحمن أی بتعمیم الرحمة فی قوله : ( رَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ )

وأوجبها فی قوله :  ( فَسَأَکْتُبُها لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ ).

وقوله « سبقت رحمتی غضبى » امتنان أیضا على الکل بإیجاب الرحمة لهم على نفسه ، وهو معنى قوله : فدخل الرحیم فی الرحمن دخول تضمن ، یعنى دخول الخاص تحت العام ، لأنه إنما أوجب الرحمة السابقة على الغضب فی قوله -   ( کَتَبَ رَبُّکُمْ عَلى نَفْسِه الرَّحْمَةَ ) - لیکون للعبد ما ذکره من الأعمال التی أوجدها الله على یده وأجراها علیه تلک الرحمة وذلک الثواب الذی وعده على تلک الأعمال حقا له على الله أوجبه على نفسه له بسبب الکتابة علیها امتنانا یستحق ذلک العبد بها هذه الرحمة ،

فذلک وجوب فی تضمن الامتنان إذ الکتابة على نفسه امتنان .

قال رضی الله عنه :  ( ومن کان من العبید بهذه المثابة فإنه یعلم من هو العامل منه ) وفی نسخة العامل به أی ومن کان من العبید مستحقا لرحمة الوجوب بالتقوى والعمل الصالح یعلم أن الله هو العامل بهذا العبد أو من هذا العبد هذه الأعمال التی تستدعى هذه الرحمة على سبیل المجازاة بما یناسبها ، فإن هذا العلم من أعلى مراتب التقوى .

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( والعمل منقسم على ثمانیة أعضاء من الإنسان ) أی هویة العبد هو حقیقة الله أدرجت فی اسمه ، فالعبد اسم الله وهویته المسماة هو الله.

 

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فأتى سلیمان بالرحمتین: رحمة الامتنان ورحمة الوجوب اللتان هما الرحمن الرحیم. فامتن بالرحمن وأوجب بالرحیم.  وذا الوجوب من الامتنان.

فدخل الرحیم فی الرحمن دخول تضمن.

فإنه کتب على نفسه الرحمة سبحانه لیکون ذلک للعبد بما ذکره الحق من الأعمال التی یأتی بها هذا العبد، حقا على الله تعالى أوجبه له على نفسه یستحق بها هذه الرحمة- أعنی رحمة الوجوب.  ومن کان من العبید بهذه المثابة فإنه یعلم من هو العامل منه.

والعمل مقسم على ثمانیة أعضاء من الإنسان. )

 

قال رضی الله عنه :  ( فأتى سلیمان بالرحمتین : رحمة الامتنان ، ورحمة الوجوب اللتان هما " الرحمن الرحیم " . فأمتن بالرحمن وأوجب بالرحیم ، وهذا الوجوب من الامتنان ، فدخل "الرحیم " فی "الرحمن " دخول التضمن . )

اعلم ، أن الرحمة صفة من الصفات الإلهیة ، وهی حقیقة واحدة ، لکنها ینقسم بالذاتیة وبالصفاتیة ، أی ، یقتضیها أسماء الذات وأسماء الصفات عامة . وکل منهما عامة وخاصة ، فصارت أربعة ، ویتفرع منها إلى أن یصیر المجموع مائة رحمة .

وإلیه أشار رسول الله ، صلى الله علیه وسلم : ( إن لله مائة رحمة ، أعطى واحدة منها لأهل الدنیا کلها ، وادخر تسعة وتسعین إلى الآخرة یرحم بها عباده ) فالرحمة العامة والخاصة الذاتیتان ما جاء فی البسملة من ( الرحمن الرحیم ) .

 

والرحمة الرحمانیة عامة ، لشمول الذات جمیع الأشیاء علما وعینا ،

والرحیمیة خاصة ، لأنها تفصیل تلک الرحمة العامة الموجب لتعین کل من الأعیان بالاستعداد الخاص بالفیض الأقدس .

والصفاتیة ما ذکره فی الفاتحة من ( الرحمن الرحیم ) ، الأولى عامة الحکم ، لترتبها على ما أفاض الوجود العام العلمی من الرحمة العامة الذاتیة ، والثانیة تخصیصها بحسب الاستعداد الأصلی الذی لکل عین من الأعیان .

وهما نتیجتان للرحمتین الذاتیتین :

العامة والخاصة فإذا علمت  ذلک ، فاعلم أن سلیمان أتى بالرحمتین ، منها رحمة الامتنان . وهی ما حصل من الذات بحسب العنایة الأولى .

 

وإنما سماها ب( الامتنان ) لکونها لیست فی مقابلة عمل من أعمال العبد ، بل منة سابقة من الله فی حق عبده .  ورحمة الوجوب أی رحمة فی مقابلة العمل .

وأصل هذا الوجوب قوله تعالى : ( کتب على نفسه الرحمة ) . أی ، أوجبها على نفسه ( فامتن ) أی ، الحق تعالى . ( بالرحمن ) العام الحکم على جمیع الموجودات بتعیین أعیانها فی العلم وإیجادها فی العین ، کما قال : ( رحمتی وسعت کل شئ ). و

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ربنا وسعت کل شئ رحمة وعلما ) . أی ، وجودا وعلما .

فإن الرحمة العامة هو الوجود العام لجمیع الأشیاء ، وهو النور المذکور فی قوله تعالى : ( الله نور السماوات والأرض ) . الذی به یظهر کل شئ من ظلمة العدم .

( وأوجب بالرحیم ) المخصص على نفسه أن یوصل کلا من الأعیان إلى ما یقتضیه استعداده .

 

ولما کان هذا الإیجاب أیضا منة منه تعالى على عباده ، قال : ( وهذا الوجوب من الامتنان ) أی ، من الرحمة الامتنانیة ، إذ لیس للمعدوم أن یوجب شیئا على الحق فیما یوجده ، ویمکنه من الطاعات والعبادات . فدخل الرحمة الرحیمیة فی الرحمة الرحمانیة دخول الخاص تحت العام .

 

قال رضی الله عنه :  ( فإنه کتب على نفسه الرحمة سبحانه ، لیکون ذلک للعبد بما ذکره الحق من الأعمال التی یأتی بها هذا العبد حقا على الله أوجبه له على نفسه یستحق بها هذه الرحمة ، أعنی رحمة الوجوب . ) هذا تعلیل لقوله : ( وهذا الوجوب من الامتنان ) .

وذلک إشارة إلى وجوب الرحمة على نفسه .

 

و ( حقا ) منصوب بقوله : ( لیکون ) . أی ، إیجاب الحق على نفسه الرحمة للعباد من الامتنان ، لأنه کتب وفرض على نفسه الرحمة ، لیکون ذلک حقا على الله للعبد فی مقابلة أعماله التی کلفه بها مجازاة له وعوضا عن عمله ، وذلک على سبیل الامتنان .

فإن العبد یحب علیه طاعة سیده والإتیان بأوامره ، فإذا أعطاه شیئا آخر فی مقابلة أعماله ، یکون ذلک رحمة للعبد وامتنانا منه علیه .

فقوله : ( أوجبه ) أی ، أوجب ذلک الوجوب الحق للعبد على نفسه ، لیستحق العبد بها ، أی بتلک الأعمال ، الرحمة التی أوجبها الحق على نفسه امتنانا .

 

قال رضی الله عنه :  ( ومن کان من العبید بهذه المثابة ، فإنه یعلم من هو العامل منه ) وفی بعض النسخ : ( به ) .

أی ، ومن کان من العبید بمثابة أن یکون الحق موجبا على نفسه الرحمة له ، یکون ذا نور من الله منور القلب به محبوبا .

کما قال تعالى : "فسأکتبها للذین یتقون " . ومن کان کذلک ، یکون الحق سمعه وبصره ، کما نطق به الحدیث .

فیعلم یقینا أن العامل الحقیقی من نفس العبد هو الحق الذی معه .

أو العامل فی الحقیقة هو الحق ، لکن بالعبد لیکون العبد کالآته له .

 

قال رضی الله عنه :  ( والعمل ینقسم على ثمانیة أعضاء من الإنسان ) وهی : الیدان ، والرجلان ، والسمع ، والبصر ، واللسان ، والجبهة .

إذ بالیدین یتمکن من التوضی والتطهر ، وعلى الرجلین یقوم فی الصلاة ویسعى ویحج ، وبالسمع یتمکن من سماع کلام الله وکلام رسول الله ، وبالبصر یتمکن من المشاهدة فی جمیع أعماله ، وباللسان یثنى على الله تعالى ویسبحه ویقرء کلامه ، وبالجبهة یسجد فی صلاته .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فأتى سلیمان بالرحمتین: رحمة الامتنان ورحمة الوجوب اللتان هما الرحمن الرحیم. فامتن بالرحمن وأوجب بالرحیم.  وذا الوجوب من الامتنان.

فدخل الرحیم فی الرحمن دخول تضمن.

فإنه کتب على نفسه الرحمة سبحانه لیکون ذلک للعبد بما ذکره الحق من الأعمال التی یأتی بها هذا العبد، حقا على الله تعالى أوجبه له على نفسه یستحق بها هذه الرحمة- أعنی رحمة الوجوب.  ومن کان من العبید بهذه المثابة فإنه یعلم من هو العامل منه.

والعمل مقسم على ثمانیة أعضاء من الإنسان. )

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فأتى سلیمان بالرّحمتین : رحمة الامتنان  ورحمة الوجوب اللّتان هما الرّحمن الرّحیم ، فامتنّ بالرّحمن وأوجب بالرّحیم ، وهذا الوجوب من الامتنان ، فدخل الرّحیم فی الرّحمن دخول تضمّن ، فإنّه کتب على نفسه الرّحمة سبحانه لیکون ذلک للعبد بما ذکره الحقّ من الأعمال الّتی یأتی بها هذا العبد ، حقّا على اللّه أوجبه له على نفسه یستحقّ بها هذه الرّحمة أعنی رحمة الوجوب ، ومن کان من العبید بهذه المثابة فإنّه یعلم من هو العامل منه ، والعمل منقسم على ثمانیة أعضاء من الإنسان ).

 ""إضافة المحقق : الرحمة الامتنانیة : هی السابقة ، سمیت بذلک لأن اللّه تعالى امتن بها على الخلائق قبل استحقاقها ، لأنها سابقة على ما یصدر منهم من الأفعال التی توجب لهم استحقاقا ، والرحمة الامتنانیة الخاصة : یعنی بها رحمة اللّه تعالى لعبده ، حیث وفقه للقیام بما یوجب له من الأفعال استحقاق الثواب علیها ( لطائف الإعلام ص 161 ) .""

 

قال رضی الله عنه :  ( فأتى سلیمان بالرحمتین ) فی کتابه لتجلیهما علیه ؛ لیطمع من تابعه فی نصیب منهما ( رحمة الامتنان ) لا فی مقابلة عمل ( ورحمة الوجوب ) فی مقابلته بحسب الوعد الإلهی مع أنه لا یجب علیه شیء .

قال رضی الله عنه :  ( اللتین هما الرحمن الرحیم ) أی : مفهوم هذین الاسمین لا بطریق الترادف ، وإلا کان تکرارا بلا فائدة ، بل لا بدّ من التباین مع التواصل ( فامتن بالرحمن ) الدال بکثرة حروفه على کثرة أفراد مدلوله ، وهی الرحمة العامة التی لا تتصور أن تکون جمیع أفرادها فی مقابلة العمل ، سیما وقد دخلت فیه رحمة الإیجاد السابق على العمل .

قال رضی الله عنه :  ( وأوجب بالرحیم ) الدال بقلة حروفه على قلة أفراد مدلوله ، وهی أفراد خاصة لا بد لها من تخصیص وهو العمل ، ( وهذا الوجوب ) لیس ما یقوله المعتزلة أنه یجب على اللّه تعالى إثابة المطیع والانتقام للعاصی بل هو( من الامتنان ) .

 

فإن الإثابة فضل کما أن الانتقام عدل ، ولکنه فی حکم الواجب بوعده الصادق ، ( فدخل الرحیم فی الرحمن دخول تضمن ) ، وإن کان شأن العام أن یدخل تحت مفهوم اللفظ الدال على الخاص بطریق التضمن ، وذلک باعتبار أن خصوصیته لیست أمرا زائدا على الامتنان کما تقوله المعتزلة ،

فهو داخل دخول أفراد الخاص تحت العام ، وهو مشبه دلالة التضمن من حیث أنه بعض ما صدق علیه العام ، کما أن المدلول التضمنی بعض المفهوم الخطابی .

وکیف تجب هذه الرحمة على اللّه ولا موجب سواه ولا یوجب أخذ شیئا على نفسه ما لم یکن فیه جر نفع أو دفع الضر عنه ما لم یتعلق به شیء منهما ، بل غایة ما فیه أنه تعالى وعد المطیعین الإثابة فإنه :" کَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ "[ الأنعام : 12 ] .

قال رضی الله عنه :  ( سبحانه ) أن یکتب علیه أحد سواه ومن أن یصل إلیه نفع أو ضر ، وإنما کتبه ؛ ( لیکون ذلک ) المکتوب  (للعبد ) لا بحیث یذم الرب لو لم یفعل به ذلک لولا وعده السابق .

 

فهو إنما یکون له ( بما ذکره الحق ) ، وخبره صدق ، ووعده حق لا محالة ، وکیف یجب على اللّه ذلک الثواب الأبدی بحیث یذم بترکه ( من الأعمال التی یأتی بها هذا العبد ) ، وقد سبق علیه إنعامات من الحق یستحق الشکر علیها ، وهی لا تفی بشکره ، وإن وفت کفت لما مضى ، ولا یستوجب جزاء فضلا عن الأبدی الشامل على وجوه الإنعام والإکرام.

 

بل غایته أن یکون ( حقّا ) ثابتا ( على اللّه ) ؛ لأنه ( أوجبه له ) بوعده إذا أتى على وجه الاکتساب على بقیة یستحق بها هذه الرحمة مفعول یستحق ، وبینها بقوله : ( أعنی رحمة الوجوب ) ؛ لئلا یتوهم أنها رحمة الامتنان العامة ؛ لأنه نفى الوجوب عنها على وجه المبالغة .

 

وکیف تکون واجبة على اللّه الوجوب الحقیقی مع أنه إنما یستحقها إذا أتى بها على وجه یعتد به من الاعتقاد الصحیح والأرکان والشرائط والآداب .

ومن جملة ما یجب أن یعتقد فیها أنه لیس یعامل بها على الحقیقة ، فکیف یجب له ثواب على اللّه بما لیس من عمله ، بل هو من أعمال الحق .

 

وإلیه الإشارة بقوله : ( ومن کان من العبید بهذه المثابة ) أی : بحیث یستحق على أعماله هذه الرحمة الوجوبیة ، ( فإنه یعلم ) لإیمانه بالقدر ( من هو العامل فیه ) بالإیجاد ، وهل الأثر لقدرة الموجد أو المکتسب ، وکیف لا یکون الحق عاملا بالحقیقة فیه .

( والعمل ) المستند إلى العبد ( ینقسم على ثمانیة أعضاء من الإنسان ) الید والرجل والفم "اللسان" والأذن والعین والبطن والفرج .

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فأتى سلیمان بالرحمتین: رحمة الامتنان ورحمة الوجوب اللتان هما الرحمن الرحیم. فامتن بالرحمن وأوجب بالرحیم.  وذا الوجوب من الامتنان.

فدخل الرحیم فی الرحمن دخول تضمن.

فإنه کتب على نفسه الرحمة سبحانه لیکون ذلک للعبد بما ذکره الحق من الأعمال التی یأتی بها هذا العبد، حقا على الله تعالى أوجبه له على نفسه یستحق بها هذه الرحمة- أعنی رحمة الوجوب.  ومن کان من العبید بهذه المثابة فإنه یعلم من هو العامل منه.

والعمل مقسم على ثمانیة أعضاء من الإنسان. ).

 

قال رضی الله عنه :  ( فأتى سلیمان بالرحمتین : رحمة الامتنان ، ورحمة الوجوب ، اللتان هما الرحمن الرحیم ) کاشفا بهما عن معنى اسم الله ، المصدّر به الکتاب ، تبیینا للذّات بأظهر أوصافها ، وتحقیقا لمبادئ ما ظهر من الکثرة الکونیّة فی الوحدة الوجودیّة .

قال رضی الله عنه :  ( فامتنّ بالرحمن ) أی بتعمیم الرحمة والوجود على الکل بدون سابقة استعداد مقتضیة لها ، کما قال تعالى : “ وَرَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ “  [ 7 / 156 ] .

( وأوجب بالرحیم ) أی بتخصیص الرحمة التی هی العلم والکمالات على من یستجلبها باستعداده ، کما قال : " فَسَأَکْتُبُها لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ “  [ 7 / 156 ] .

 

عمومیّة اسم الرحیم ودخوله فی الرحمن بالتضمّن  ، وإذ قد ظهر لک أنّ الرحمة الامتنانیّة حیث لیس للمرحوم عین أصلا ، ثمّ بها ظهر المرحومون وعمّت لهم .

والوجوبیة حیث لیس للمرحومین کمال ثمّ بها انفردوا بالکمال وخصّوا بما یلیق به انتسابهم إلى جناب الراحم وجلاله الأحدی : کأن إلى مثل هذا المعنى أشار قول إمام المحقّقین جعفر الصادق:

"الرحمن اسم خاصّ صفته عامة . والرحیم اسم عامّ صفته خاصّة " .

وبیّن أنّ الوجود العام - یعنی الرحمة الامتنانیة - له الإحاطة بالکل : فالوجوبیّة منها مندرجة فیها - اندراج الجزء تحت الکل .

 

وإلیه أشار بقوله : ( وهذا الوجوب من الامتنان ، فدخل الرحیم فی الرحمن دخول تضمّن ).

وبیّن  أنّ هذا غیر اعتبار العموم والخصوص فإنّ دخول الخاصّ تحت العامّ لیس دخول تضمّن ثمّ إنّه وإن أمکن اعتبار العموم والخصوص فی الرحمتین ، ولکن لیس فیما نحن بصدده ، فإنّ هذه النسبة إنما تتصور عند اتّحادهما وحملهما بهو هو ، وهو غیر مراد هاهنا .

 

ولذلک علّله بقوله : ( فإنّه کتب على نفسه الرحمة سبحانه ) فإنّ نسبة بعض المکتوب إلى الجملة من الکتاب نسبة الجزء إلى کله ، لا نسبة الجزئی الخاص إلى کلیّه العام ، وهذا المکتوب هو رحمة الوجوب إنما کتبه .

قال رضی الله عنه :  ( لیکون ذلک للعبد بما ذکره الحقّ من الأعمال التی یأتی بها هذا العبد حقّا على الله أوجبه له على نفسه ، فیستحقّ بها ) .

أی بتلک الأعمال (هذه الرحمة - أعنی رحمة الوجوب) کما عبّر عنه الحدیث القدسیّ المفصح عن قرب النوافل .

 

تسمیة العبد باسم الأول والآخر والظاهر والباطن  

قال رضی الله عنه :  ( ومن کان من العبد بهذه المثابة ) فی القرب بالتزام النوافل من الأعمال ( فإنّه یعلم من هو العامل منه ) - أی من العبد ، فإنّ له أعضاء عاملة وغیر عاملة .

 

قال رضی الله عنه :  ( والعمل مقسم على ثمانیة أعضاء من الإنسان ) - الیدین والرجلین والسمع والبصر واللسان والجبهة.

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فأتى سلیمان بالرحمتین: رحمة الامتنان ورحمة الوجوب اللتان هما الرحمن الرحیم. فامتن بالرحمن وأوجب بالرحیم.  وذا الوجوب من الامتنان.

فدخل الرحیم فی الرحمن دخول تضمن.

فإنه کتب على نفسه الرحمة سبحانه لیکون ذلک للعبد بما ذکره الحق من الأعمال التی یأتی بها هذا العبد، حقا على الله تعالى أوجبه له على نفسه یستحق بها هذه الرحمة- أعنی رحمة الوجوب.  ومن کان من العبید بهذه المثابة فإنه یعلم من هو العامل منه.

والعمل مقسم على ثمانیة أعضاء من الإنسان. )

 

قال رضی الله عنه :  ( فأتى سلیمان بالرّحمتین : رحمة الامتنان ورحمة الوجوب اللّتان هما الرّحمن الرّحیم . فامتنّ بالرّحمن وأوجب بالرّحیم . وهذا الوجوب من الامتنان . فدخل الرّحیم فی الرّحمن دخول تضمّن. فإنّه کتب على نفسه الرّحمة سبحانه لیکون ذلک للعبد بما ذکره الحقّ من)


فقال رضی الله عنه  : ( فأتى سلیمان ) فی البسملة ( بالرحمتین ) وهما : ( رحمة الامتنان ) وهی الرحمة الصادرة من محض الوهب الإلهی لا فی مقابلة استعداد کلی أو جزئی ( ورحمة الوجوب ) وهی التی أوجبها الحق سبحانه على نفسه فی مقابلة أحد الاستعدادین ، ثم وصف الرحمتین بما یدل على أن کلا منهما من أی اسم یفهم من الاسمین المذکورین فی البسملة

 

فقال :رضی الله عنه   ( اللتان هما الرحمن الرحیم ) ، أی الرحمتان المذکورتان اللتان یقتضیهما الاسم الرحمن والاسم الرحیم ( فامتن بالرحمن ) لا فی مقابلة أمر بل بمحض الموهبة فتجلى بصور الاستعدادات فالرحمة الامتناهیة هی الفیض الأقدس ( وأوجب بالرحیم ) ما یقتضیه الاستعدادات الحاصلة بالرحمة الرحمانیة ( وهذا الوجوب ) أیضا ( من ) مقتضیات ( الامتنان ) إذ لیس ثمة من یوجب علیه سبحانه أمرا مّا .

 

بل هو أوجب على نفسه کما قال :

کتب على نفسه الرحمة وحیث کان ذلک الإیجاب من محض المنة من غیر وجود مقتض کانت الرحمة المرتبة علیه راجعة إلى الامتنان .

کما أشار إلیه بقوله رضی الله عنه : ( فدخل الرحیم فی الرحمن دخول تضمن ) بحیث یندرج فیه فکلما اقتضاه الاسم الرحیم یکون بعضا من مقتضیات الاسم الرحمن وهذا المعنى هو المراد بالدخول الضمنی وإنما قلنا : هذا الوجوب من الامتنان ( فإنه کتب على نفسه الرحمة ) لا غیره ( سبحانه ) عن أن یکتب علیه غیره وإنما کتب ( لیکون ذلک ) المکتوب رحمة الوجوب ( للعبد ) ، أی بسبب ( بما ذکره الحق ) وعینه

 

 قال رضی الله عنه :  ( الأعمال الّتی یأتی بها هذا العبد ، حقّا على اللّه أوجبه له على نفسه یستحقّ بها هذه الرّحمة أعنی رحمة الوجوب .  ومن کان من العبید بهذه المثابة فإنّه یعلم من هو العامل منه . والعمل منقسم على ثمانیة أعضاء من الإنسان . )

 

قال رضی الله عنه :   ( من الأعمال التی یأتی بها العبد حقا على اللّه أوجبه ) ، أی ذلک المکتوب أو ذلک الحق ( له ) ، أی للعبد ( على نفسه فیستحق ) العبد ( بها ) ، أی بتلک الأعمال .

 

قال رضی الله عنه :  ( هذه الرحمة أعنی رحمة الوجوب ومن کان من العبید بهذه المثابة ) ، أی بمثابة أن یأتی بالأعمال التی کتب الحق على نفسه الرحمة فی مقابلتها ( فإنه یعلم ) بأدنى التفات ( من هو العامل منه ) من الأعضاء فإن أعضاءه بعضها عاملة وبعضها غیر عاملة وإنما قال : من العامل مع أن الظاهر ما العامل منه ، لأنه لما أسند العمل إلیه فکأنه من ذوی العلم أو لأنها هویة الحق کما سیجیء ( والعمل مقسم على ثمانیة أعضاء من الإنسان ) غالبا وهی الیدان والرجلان والسمع والبصر واللسان والجبهة .


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص ۳۸۲-۳۸۳

(سلیمان داراى دو رحمت بود(

فأتى سلیمان بالرحمتین: رحمة الامتنان و رحمة الوجوب اللّتان هما الرحمن الرحیم.

فامتن بالرحمن و أوجب بالرحیم و هذا الوجوب من الامتنان. فدخل الرحیم فی الرحمن دخول تضمن.

سلیمان داراى دو رحمت بود یکى رحمت امتنان، یکى رحمت وجوب،( رحمت امتنان سفره عام است که خداوند منت مى‏‌نهد که به او کار مى‏‌دهد. رحمت وجوب رحمتى است که در ازاى کار مى‏‌دهد.) که رحمن و رحیمند و چون ایجاب (وجوب) نیز منتى است از حق تعالى بر عبادش لذا این وجوب نیز از امتنان است. یعنى رحمت رحیمیه از رحمت رحمانیه و داخل در رحمت رحمانى است. یعنى رحیمیه متضمن است رحمانیه را.

فإنّه کتب على نفسه الرحمة سبحانه لیکون ذلک للعبد بما ذکره الحقّ من الأعمال التی یأتی بها هذا العبد، حقّا على اللّه تعالى أوجبه له على نفسه یستحق بها هذه الرحمة- أعنی رحمة الوجوب و من کان من العبید بهذه المثابة فإنّه یعلم من هو العامل منه.

چه خداوند رحمت را براى خویش فرض کرد: کَتَبَ عَلى‏ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ (انعام:12) تا براى عبد مطابق اعمالى که نموده، حقى بر خدا لازم آید که اللّه تعالى آن حق را بر ذاتش براى عبد ایجاب کرد که عبد به آن اعمال، مستحق این رحمت غیر رحمت وجوب ‌می‌گردد و آن بنده‌ای که به این مثابه و منزلت است (که حق بر نفس خود رحمت را براى او واجب گردانید). ‌می‌داند چه کسى از جانب او عامل است.

‌می‌داند عامل حقیقى در نفس عبد حقى است که با اوست. یعنى عامل در حقیقت، حق است و لکن به واسطه عبد و عبد مانند آلت است براى او.

)عمل به هشت عضو انسان تقسیم ‌می‌شود)

و العمل منقسم على ثمانیة أعضاء من الإنسان‏

عمل به هشت عضو انسان تقسیم ‌می‌شود.

قیصرى گوید:

دو دست و دو پا و سمع و بصر و لسان و جبهه (پیشانى) است. زیرا به دو دست خود به وضو و طهارت تمکن پیدا ‌می‌کند. به دو پاى خود به نماز ‌می‌ایستد و سعى و حج ‌می‌کند. به سمع به شنیدن کلام اللّه و کلام رسول اللّه تمکن ‌می‌یابد. به بصر به مشاهده جمیع اعمالش تمکن ‌می‌یابد. به لسان ثناى خدا ‌می‌گوید و تسبیحش ‌می‌کند و کلامش را قرائت ‌می‌کند و به جبهه در صلواتش سجده ‌می‌کند.( شرح فصوص قیصرى، ص 351.)


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۷۶۱-۷۶۴

فأتى سلیمان بالرّحمتین: رحمة الامتنان و رحمة الوجوب اللّتان هما الرّحمن الرّحیم (کذا- اللتین هما الرحمن الرحیم ظ). فامتنّ بالرّحمن و أوجب بالرّحیم.

و هذا الوجوب من الامتنان. فدخل الرّحیم فى الرّحمن دخول تضمّن.

بباید دانست که رحمت صفتى است از صفات الهیّه و آن یک حقیقت است، اما به این اعتبار که مقتضى او گاهى اسماى ذات است و گاهى اسماى صفات‏ منقسم مى‏‌شود به ذاتیّه و صفاتیّه، و هریکى ازین دو قسم عامّه است و خاصّه؛ و به اعتبارات دیگر متفرّع مى‌‏شود تا به صد رحمت مرتقى گردد کما أشار إلیها رسول اللّه صلى اللّه علیه و سلّم بقوله‏

«إنّ للّه مائة رحمة أعطى واحدة منها لأهل الدّنیا کلّها و ادّخر تسعة و تسعین إلى الآخرة یرحم بها عباده.»

پس رحمت عامّه و خاصّه که ذاتیه باشند آن است که در «بسمله» به اسم رحمن و رحیم مذکور گشت.

و رحمت رحمانیّه عامّه است از براى شمول ذات جمیع اشیاء را علما و عینا؛ و رحمت رحیمیه خاصّه، از آنکه تفصیل این رحمت عامه است که این تفصیل موجب است مر تعیّن هریک را از اعیان به استعداد خاصى که مستفاد است از «فیض اقدس».

و صفاتیّه آنست که در فاتحه به اسم رحمان و رحیم مذکور شد. و رحمت اولى ازین دو عامّة الحکم است از براى ترتّبش بر رحمت عامّه ذاتیّه که عبارت است از افاضه وجود عام علمى؛ و ثانیه تخصیص اوست به حسب استعداد اصلى به هر عینى از اعیان، و این دو رحمت صفاتیّه نتیجه رحمتین ذاتیتین عامه و خاصّه ‏اند.

چون این معنى محقق شد بدان که سلیمان علیه السلام به إتیان رحمتین قیام نمود: یکى «رحمت امتنان» که به حسب عنایت ازلیّه حاصل مى‏گردد از ذات. و تسمیه این رحمت به امتنان براى آنست که در مقابله عملى از اعمال عبید نیست بلکه منّتى است سابقه از حقّ در حقّ عبد.

و دیگر «رحمت وجوب» که در مقابله عمل است، و اصل این وجوب قول اوست عمّ احسانه و عز شانه، که مى‏فرماید کَتَبَ رَبُّکُمْ عَلى‏ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ یعنى ایجاب کرد حقّ سبحانه و تعالى رحمت بندگان را بر نفس خویش، لاجرم منّت نهاد به «رحمان» که عام الحکم است بر جمیع موجودات به تعیین (کذا- به تعیّن- ظ) اعیان ایشان در علم و ایجاد ایشان در عین کما قال‏ وَ رَحْمَتِی وَسِعَتْ‏

کُلَّ شَیْ‏ءٍ و قال تعالى‏ رَبَّنا وَسِعْتَ کُلَّ شَیْ‏ءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً یعنى احاطه همه اشیا کردى به وجود عام‏، چه رحمت عامّه عین وجود عام است مر جمیع اشیا را که معبّر است به نور در آیت کریمه‏ اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏ چه بدو ظاهر مى‏‌شود هر شى‏ء از ظلمت عدمش.

و ایجاب کرد به «رحیم» مخصص بر نفس خویش که ایصال کند هریکى را از اعیان به آنچه اقتضا مى‏‌کند آن را استعدادش.

و چون این ایجاب نیز «منّت» است بر عباد شیخ فرمود این وجوب نیز از امتنان است. یعنى از «رحمت امتنانیّه» است؛ چه معدوم را یاراى آن نیست که ایجاب چیزى کند بر حقّ در آنچه حقّ ایجاد او مى‏‌کند؛ یا اقتدار مى‏‌دهد بنده را به مباشرت طاعات و عبادات، پس «رحمت رحیمیّه» داخل باشد در «رحمت رحمانیّه» چون دخول خاص تحت العام.

فإنّه کتب على نفسه الرّحمة سبحانه لیکون ذلک للعبد بما ذکره الحقّ من الأعمال الّتى یأتى بها هذا العبد، حقّا على اللّه أوجبه له على نفسه یستحقّ بها هذه الرّحمة أعنى رحمة الوجوب.

تعلیل «و هذا الوجوب من الامتنان» است. و «ذلک» اشارت است به وجوب رحمت «على نفسه»، و «حقا» خبر «لیکون».

یعنى ایجاب کردن حق رحمت را بر نفس خویش براى بندگان از عین امتنان است از براى آنکه فرض کرد بر نفس خویش رحمت را تا این ایجاب و فرض حقّى باشد بر خداى سبحانه و تعالى از آن بنده در مقابله اعمالى که حقّ او را بدان تکلیف‏ کرده است از براى مجازات آن بنده و از براى عوض از اعمالش.

و این بر سبیل امتنان است از آنکه بنده را طاعت سیّدش واجب است و امتثال اوامرش لازم، لاجرم در مقابله اعمالش چیزى دادن عین رحمت و محض امتنان باشد. پس ایجاب کرد حقّ سبحانه و تعالى این وجوب را از براى بنده بر نفس خویش تا مستحق شود بنده بدان اعمال، رحمتى را که حقّ بر نفس خویش ایجاب کرده است از روى امتنان.

و من کان من العبید بهذه المثابة فإنّه یعلم من هو العامل منه.

یعنى هرکه از بندگان در آن مثابه باشد که از براى او حقّ بر نفس ایجاب رحمت کرده باشد. هرآینه دل او به نور حقّ منوّر باشد و به مقام محبوبى حقّ مظفّر، کما قال تعالى‏ فَسَأَکْتُبُها لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ‏ لاجرم حقّ سبحانه و تعالى سمع و بصر چنین بنده باشد چنانکه حدیث قدسى بدان ناطق است. پس این بنده به یقین داند که عامل حقیقى در نفس او حق است که به حکم‏ وَ هُوَ مَعَکُمْ‏ با اوست. چه عامل در حقیقت حقّ است و بنده او را به منزله آلت، آرى، بیت:

گیرنده به هر دستى پوینده به هر پائى‏ با چشم و زبان ما بینا تو و گویا تو

و العمل منقسم (ینقسم- مقسّم- خ) على ثمانیة أعضاء من الإنسان.

و عمل منقسم است بر هشت عضو که دو دست است و دو پاى و سمع و بصر و لسان و جبهه، زیرا که به دو دست توضى و تطهّر به‏ جاى مى‌‏آرد، و به دو پاى قیام در صلاة و سعى در حجّ به تقدیم مى‏‌رساند، و به سمع کلام حقّ تعالى و کلام رسول را علیه السلام استماع مى‌‏نماید، و به بصر مشاهده آیات جلال و مطالعه غایات جمال او را دست مى‏‌دهد و به زبان به وظائف حمد و ثنا و قرائت کلام حق سبحانه و تعالى مواظبت مى‏‌تواند کرد، و به جبهه مبادرت به سجده مى‏تواند نمود.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۲۴

فأتى سلیمان بالرّحمتین: رحمة الامتنان و رحمة الوجوب اللّتان هما الرّحمن الرّحیم فامتنّ بالرّحمن و أوجب بالرّحیم. و هذا الوجوب من الامتنان. فدخل الرّحیم فی الرّحمن دخول تضمّن.

شرح یعنى سلیمان- علیه السّلام- به دو رحمت آمد: امتنانى و وجوبى امّا امتنانى، ذاتیست به حسب عنایت اوّلیّه. و ازین جهت آن را مسمّى به امتنان گردانید، که آن عبارت از افاضت وجودست، که آن در مقابله هیچ عملى نیست بلکه محض منّت است، سابقه از عنایت اوّلیّه. و امّا وجوبى آن رحمتیست که حق- عزّ اسمه- بر نفس خود واجب گردانید که‏ «کَتَبَ عَلى‏ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ». و آن در مقابل عمل صالح به عبد رسد، از اسم «الرّحیم» در کار آخرت. و دخول الرحیم فی الرحمن، چنان که دخول خاص در تحت عام.

فإنّه‏ کَتَبَ عَلى‏ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ «سبحانه» لیکون ذلک للعبد بما ذکره الحقّ من الأعمال الّتی یأتى بها هذا العبد، حقّا على اللّه- تعالى- أوجبه له على نفسه یستحقّ بها هذه الرّحمة- أعنى رحمة الوجوب.

شرح یعنى واجب گردانیدن حق- عزّ شأنه- بر نفس خود رحمت را، از براى بندگان، نیست إلّا محض امتنان. زیرا چه فرض بر ذات خود چیزى فرمود که آن وى را هیچ فرض نبود، تا در مقابل اعمال عباد به اسم مجازات و عوض طاعات، ایشان را مثوبات و درجات دهد.

و من کان من العبید بهذه المثابة فإنّه یعلم من هو العامل منه.

شرح یعنى هر که بدین مثابت رسید که براى او حق [درجات و مثوبات‏] بر خود واجب گرداند، سرّ «کنت سمعه و بصره» بر وى مکشوف شده باشد. و داند که کیست عمل کننده به نفس او، و او جز آلتى بیش نیست.

و العمل منقسم على ثمانیة أعضاء من العبد. شرح امّا اعضاى هشتگانه: دو چشم، و دو گوش، و دو دست، و دو پاى.