عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة السادسة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولیس غرضنا من هذه المسألة إلا الکلام والتنبیه على الرحمتین اللتین ذکرهما سلیمان فی الاسمین اللذین تفسیرهما بلسان العرب الرحمن الرحیم.

فقید رحمة الوجوب وأطلق رحمة الامتنان فی قوله تعالى «ورحمتی وسعت کل شیء» حتى الأسماء الإلهیة، أعنی حقائق النسب.  فامتن علیها بنا.

فنحن نتیجة رحمة الامتنان بالأسماء الإلهیة والنسب الربانیة.

ثم أوجبها على نفسه بظهورنا لنا وأعلمنا أنه هویتنا لنعلم أنه ما أوجبها على نفسه إلا لنفسه.

فما خرجت الرحمة عنه.  فعلى من امتن وما ثم إلا هو؟

إلا أنه لا بد من حکم لسان التفصیل لما ظهر من تفاضل الخلق فی العلوم، حتى یقال إن هذا أعلم من هذا مع أحدیة العین. )

 

قال رضی الله عنه :  ( ولیس غرضنا من هذه المسألة إلّا الکلام والتّنبیه على الرّحمتین اللّتین ذکرهما سلیمان فی الاسمین اللّذین تفسیرهما بلسان العرب الرّحمن الرّحیم .  فقیّد رحمة الوجوب وأطلق رحمة الامتنان فی قوله :وَرَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ[ الأعراف : 156 ] حتّى الأسماء الإلهیّة ، أعنی حقائق النّسب . فأمتنّ علیها بنا . فنحن نتیجة رحمة الامتنان بالأسماء الإلهیّة والنّسب الرّبانیّة .  ثمّ أوجبها على نفسه بظهورنا لنا وأعلمنا أنّه هویّتنا لنعلم أنّه ما أوجبها على نفسه إلّا لنفسه . فما خرجت الرّحمة عنه . فعلى من امتنّ وما ثمّ إلّا هو ؟

إلّا أنّه لا بدّ من حکم لسان التّفضیل لما ظهر من تفاضل الخلق فی العلوم ؛ حتّى یقال إنّ هذا أعلم من هذا مع أحدیّة العین . )

 

قال رضی الله عنه :  (ولیس غرضنا من) ذکر (هذه المسألة) فی هذا المحل (إلا الکلام والتنبیه) للأفهام (على الرحمتین اللتین ذکرهما سلیمان) علیه السلام فی کتابه إلى بلقیس (فی الاسمین اللذین) تکلم بهما کیفیة الکتاب بلسانه وهو لسان بنی إسرائیل العبرانیة .

 

وقد أنزل اللّه تعالى على نبینا العربی صلى اللّه علیه وسلم (تفسیرهما بلسان العرب) کباقی الکتاب بلفظ (الرحمن الرحیم) فقال تعالى :إِنَّهُ مِنْ سُلَیْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ( 30 ) [ النمل : 30 ] ، فقیّد ، أی الحق تعالى رحمة الوجوب وهی رحمة الرحیم کما قال :وَکانَ بِالْمُؤْمِنِینَ رَحِیماً[ الأحزاب : 43 ] ، وقال :فَسَأَکْتُبُها لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ[ الأعراف : 156 ] الآیة . وقال :کَتَبَ رَبُّکُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ[ الأنعام : 54 ] .

 

« فمن عرف نفسه فقد عرف ربه » فکان هو الرحمة المکتوبة على النفس الإلهیة بسبب الإیمان ؛ ولهذا قیل : « وسعنی قلب عبدی المؤمن » ، لأنه مکتوب علیه فیسعه کما أن الحروف المکتوبة فی القرطاس تسع مقدارها مما هی قائمة به من القرطاس وأطلق سبحانه رحمة الامتنان وهی رحمة الرحمن فی قوله :وَرَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ فلم یقیدها بشیء دون شیء حتى أنها وسعت (الأسماء الإلهیة) التی نحن قائمون بها أعنی بالأسماء الإلهیة (حقائق النسب) جمع نسبة الإلهیة الوجودیة کالخالق والبارىء والمصوّر والمحیی والممیت إلى غیر ذلک .

(فامتن) سبحانه برحمة الرحمن التی استوى بها على العرش وجمیع ما حواه

 

العرش (علیها) ، أی على أسمائه الإلهیة (بنا) معشر الکائنات جمیعها لتکون نحن مظاهر آثارها ومطارح شعاعاتها وأنوارها ومواضع حکمها وأسرارها فنحن معشر الکائنات (نتیجة رحمة الامتنان) التی هی أول ما تعلقت بالأسماء الإلهیة ، أی بالحق تعالى فی مرتبة ألوهیته ، فأظهرتنا آثارا لها لا من حیث هو سبحانه فإنه غنی عن العالمین ، أی ما یعلم به من حیث نحن ولا یعلم سبحانه فی نفس الأمر إلا بأسمائه ، ولا تعلم أسماؤه إلا بآثارها ، فالآثار هی العالمون عند الصفاتیین ، والأسماء هی العالمون عند الذاتیین (والنسب) جمع نسبة تفسیر الأسماء (الربانیة ) ، أی المنسوبة إلى الرب تعالى .

 

قال رضی الله عنه :  (ثم أوجبها) ، أی الرحمة التی امتن بها سبحانه (على نفسه) فکتبها کما قال :کَتَبَ رَبُّکُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ[ الأنعام : 12 ] وذلک (بظهورنا) معشر الکائنات لنا فعلمنا أنفسنا وأعلمنا هو سبحانه أنه تعالى هویتنا فمن عرف منا نفسه عرف ربه ، ومن جهل نفسه جهل ربه ، وما منا من جهل نفسه من کل وجه بل من وجه دون وجه ، فیعرف ربه من ذلک الوجه الذی عرف به نفسه ، ویجهل ربه من الوجه الذی جهل به نفسه ، وهکذا کل شیء.

 

قال رضی الله عنه :  (لنعلم أنه) تعالى (ما أوجبها) ، أی الرحمة ، یعنی کتبها (على نفسه إلا لنفسه) ، أی لیعلم نفسه بنفسه فی مرتبة ألوهیته وربوبیته کما هو عالم بنفسه فی ذاته وهویته (فما خرجت الرحمة) ، أی رحمته سبحانه التی امتن بها أوّلا وأوجبها ثانیا عنه سبحانه فإنه لیس هناک أمران موجودان ، وإنما الأمر واحد یتضمن راحما ورحمة فی الأزل ومرحوما فیما لا یزال ، والمرحوم فی الراحم نفس الراحم ، وأما المرحوم فی نفسه فهو غیر الراحم ، فإذا رحمه بالرحمة أوجده بها له ، کالمراتب إذا قامت بمن هی له تعددت وغایرته ولم یتغیر هو بها وإن تغیرت هی به فعلى من امتن سبحانه وما ثم ، أی هناک فی الوجود ( إلا هو ).

 

وأما المراتب الإمکانیة فهی مراتبه به ثبتت فی علمه أزلا من غیر وجود لها ، وبه وجدت فی أنفسها لا فیه سبحانه فیما لا یزال إلى الأبد ، فإن کان امتنانه علیها بالوجود فی حال ثبوتها کان امتنانه على نفسه ، لأنه بوجوده أوجدها فقد امتن علیها بإیجادها بل على وجوده بإظهارها لا لها ، فمرجع المنة إلیه ،

وإن کان إیجاده للرحمة علیها فی حال وجودها به کان ذلک علیه لا علیها ، لأن الموجود دونها ، ولکنه موجود وجودا ملتبسا بها کقولهم دخلت علیه بثیاب السفر ، وذلک قوله تعالى :وَلَلَبَسْنا عَلَیْهِمْ ما یَلْبِسُونَ[ الأنعام : 9 ] ، فأخبر تعالى أن لبس ما یلبسون إنما هو علیهم لا فی نفس الأمر ، وأنهم هم الذین یلبسون والأمر مکشوف فی نفسه ،

 

وإذا ظهر الشیء للجاهل على خلاف ما هو علیه ، کان خلاف ما هو علیه من جهة قصور الجاهل ، والشیء فی نفسه على ما هو علیه لم یتغیر .

 

قال تعالى :وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ[ الأنعام : 110 ] ، أی بواطنهم وظواهرهم فلا یرون بقلوبهم وأبصارهم إلا ما قلبهم إلى رؤیته فأراهم سبحانه ما أراد لا ما هو فی نفس الأمر ، وذلک عین الإضلال منه تعالى لمن أراد أن یضله . ثم قال تعالى :کَما لَمْ یُؤْمِنُوا بِهِ، أی یصدقوا بالحق تعالى على ما هو علیه إیمانا بالغیب من غیر تفکر بعقولهم أول مرة ، وإنما خاضوا فیه بالأفکار وتدبروه بالعقول ، فاستحسنوا أن یکون سبحانه کذا وکذا فی خیالهم ، فأثبتوه فی اعتقادهم على حد ما وصلوا إلیه لا على ما هو علیه فی نفس الأمر .

وذلک قوله :"وَنَذَرُهُمْ فِی طُغْیانِهِمْ یَعْمَهُونَ "[ الأنعام : 110 ] وهم جمیع أهل النظر ، فعلوا کذلک إلا من حفظ اللّه تعالى منهم فخاض فی النظر للرد على المخالفین لا للاعتقاد وقلیل ما هم إلا أنه ( ) - ، أی الشأن لا بد من حکم لسان التفضیل ، أو إثبات الفضائل بین المراتب التی هو ظاهر بها سبحانه لما ظهر ، أی لأجل الأمر الذی ظهر شرعا وعقلا من تفاضل بیان لذلک الأمر الخلق ، أی المخلوقات فی العلوم الإلهیة حتى یقال إن هذا أعلم من هذا ، أی أکثر علما منه .

 

وقال تعالى :یَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَالَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ[ المجادلة : 11 ] (مع أحدیة العین) ، أی الذات القائمة على کل نفس بما کسبت التی ما تعددت فی هذا وهذا وهذا إلا بسبب أسمائها التی ظهرت آثارها .

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولیس غرضنا من هذه المسألة إلا الکلام والتنبیه على الرحمتین اللتین ذکرهما سلیمان فی الاسمین اللذین تفسیرهما بلسان العرب الرحمن الرحیم.

فقید رحمة الوجوب وأطلق رحمة الامتنان فی قوله تعالى «ورحمتی وسعت کل شیء» حتى الأسماء الإلهیة، أعنی حقائق النسب.  فامتن علیها بنا.

فنحن نتیجة رحمة الامتنان بالأسماء الإلهیة والنسب الربانیة.

ثم أوجبها على نفسه بظهورنا لنا وأعلمنا أنه هویتنا لنعلم أنه ما أوجبها على نفسه إلا لنفسه.

فما خرجت الرحمة عنه.  فعلى من امتن وما ثم إلا هو؟

إلا أنه لا بد من حکم لسان التفصیل لما ظهر من تفاضل الخلق فی العلوم، حتى یقال إن هذا أعلم من هذا مع أحدیة العین. )

 

قال رضی الله عنه :  ( ولیس غرضنا من هذه المسألة ) المذکورة ( إلا الکلام والتنبیه على الرحمتین ) الرحمة العامة وهی صورة اشتراک سلیمان علیه السلام فی أجزاء الملک والرحمة الخاصة .

وهی اختصاص سلیمان علیه السلام بالمجموع وبالظهور فجمع سلیمان علیه السلام الرحمة العامة والرحمة الخاصة ( اللتین ذکرهما سلیمان علیه السلام فی الاسمین اللذین تفسیرهما بلسان العرب الرحمن الرحیم فقید )  الحق ( رحمة الوجوب ) فی قوله "وَکانَ بِالْمُؤْمِنِینَ رَحِیماً". وفی قوله: " فَسَأَکْتُبُها لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ. "  .

 

قال رضی الله عنه :  (وأطلق مرحمة الامتنان فی قوله :"وَرَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ" حتى الأسماء الإلهیة أعنی حقائق النسب ) فرحم اللّه تعالى الأسماء رحمة الامتنان بإعطاء ما طلبته من المظاهر .

( فامتن ) اللّه ( علیها ) أی الأسماء ( بنا ) عبارة عن العالم کله أی بوجودنا فإن کان کذلک ( فنحن نتیجة رحمة الامتنان بالأسماء ) أی بسبب الأسماء ( الإلهیة والنسب الربانیة).

(ثم ) أی بعد إعطاء وجودنا بالرحمة الامتنانیة ( أوجبها ) أی أوجب تلک الرحمة الامتنانیة ( على نفسه بظهورنا ) أی بسبب ظهورنا برحمة الامتنان ( لنا ) متعلق بأوجب أی لیرحمنا بها.

 

قال رضی الله عنه :  ( وأعلمنا ) من الإعلام ( أنه ) أی اللّه ( هویتنا ) وهو قوله کنت سمعه وبصره ( لنعلم أنه ما أوجبها ) أی ما أوجب الحق تلک الرحمة ( على نفسه ) فی التحقیق ( إلا لنفسه ) أی علة الوجوب وسببه هی جهة اتحادنا عینیتنا معه فی صفاته لا من جهة غیریتنا معه ولو کنا غیر الحق من کل الوجوه لما کتب الرحمة على نفسه .

 

والرحمة لا تکون إلا بقرب المناسبة وکثرتها ألا ترى أن الإنسان یتفاوت ترحمه بقوة المناسبة وضعفها والرحمة تنشأ من المیل الحسی والشیء لا یمیل إلى مباینه بل یمیل إلى مجانسه .

 

فالحق لا یمیل إلینا إلا بمجانستنا إیاه فی أخلاقه وأوصافه ( فما خرجت الرحمة عنه ) خروجا منفکا بحیث یزول عنه ویحدث فی غیرها لأن رحمته وأصله إلى من اتصف بصفاته الکاملة وصفاته عین ذاته من وجه أو موجودة فیه فمنه خرجت وإلیه عادت ( فعلى من امتن وما ثمة ) أی وما فی مقام الامتنان ( إلا هو ) أی إلا اللّه.

 

فإن قوله کتب على نفسه الرحمة قدیم أزلی واقع قبل أن یحدث العالم فی مقام کان اللّه ولم یکن معه شیء وهذا المقام ثابت للحق الآن فلما تکلم عن لسان التوحید أراد أن یتکلم بلسان التفریق على ما هو سنته وسنة أهل التحقیق للجمع بین الوحدة والکثرة.

فقال : ( إلا أنه ) استثناء منقطع ( لا بد من حکم لسان التفصیل ) کما لا بد من حکم لسان الإجمال فإن الکثرة واقعة کما أن الوحدة واقعة فلا بد من البیان عن أحکامها وإنما کان لا بد من حکم لسان التفصیل ( لما ظهر من تفاضل الخلق فی العلوم حتى یقال إن هذا أعلم من هذا مع أحدیة العین ) بحسب الحقیقة والتفاضل إنما یکون بحسب تفاوت الاستعدادات من القرب والبعد من الاعتدال الروحانی والجسمانی .

 

شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولیس غرضنا من هذه المسألة إلا الکلام والتنبیه على الرحمتین اللتین ذکرهما سلیمان فی الاسمین اللذین تفسیرهما بلسان العرب الرحمن الرحیم.

فقید رحمة الوجوب وأطلق رحمة الامتنان فی قوله تعالى «ورحمتی وسعت کل شیء» حتى الأسماء الإلهیة، أعنی حقائق النسب.  فامتن علیها بنا.

فنحن نتیجة رحمة الامتنان بالأسماء الإلهیة والنسب الربانیة.

ثم أوجبها على نفسه بظهورنا لنا وأعلمنا أنه هویتنا لنعلم أنه ما أوجبها على نفسه إلا لنفسه.

فما خرجت الرحمة عنه.  فعلى من امتن وما ثم إلا هو؟

إلا أنه لا بد من حکم لسان التفصیل لما ظهر من تفاضل الخلق فی العلوم، حتى یقال إن هذا أعلم من هذا مع أحدیة العین. ).

 

قال رضی الله عنه :  ( ولیس غرضنا من هذه المسألة إلا الکلام والتنبیه على الرحمتین اللتین ذکرهما سلیمان فی الاسمین اللذین تفسیرهما بلسان العرب الرحمن الرحیم. فقید رحمة الوجوب وأطلق رحمة الامتنان فی قوله تعالى «ورحمتی وسعت کل شیء» حتى الأسماء الإلهیة، أعنی حقائق النسب.  فامتن علیها بنا. فنحن نتیجة رحمة الامتنان بالأسماء الإلهیة والنسب الربانیة. ثم أوجبها على نفسه بظهورنا لنا وأعلمنا أنه هویتنا لنعلم أنه ما أوجبها على نفسه إلا لنفسه. فما خرجت الرحمة عنه. فعلى من امتن وما ثم إلا هو؟ إلا أنه لا بد من حکم لسان التفصیل لما ظهر من تفاضل الخلق فی العلوم، حتى یقال إن هذا أعلم من هذا مع أحدیة العین.  )

 

أنه علیه صلى الله علیه وسلم  قال الشیخ رضی الله عنه : للشیخ : خذ هذا فاخرج به للناس والمعرفة لا یلیق بالناس وإنما یلیق بهم العلم. 

وأما العارفون فهم صفات الله تعالی عن شهود منهم، لذلک فالشیخ قد أطال وبین فلا نحتاج نحن إلى زیادة شرح.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولیس غرضنا من هذه المسألة إلا الکلام والتنبیه على الرحمتین اللتین ذکرهما سلیمان فی الاسمین اللذین تفسیرهما بلسان العرب الرحمن الرحیم.

فقید رحمة الوجوب وأطلق رحمة الامتنان فی قوله تعالى «ورحمتی وسعت کل شیء» حتى الأسماء الإلهیة، أعنی حقائق النسب.  فامتن علیها بنا.

فنحن نتیجة رحمة الامتنان بالأسماء الإلهیة والنسب الربانیة.

ثم أوجبها على نفسه بظهورنا لنا وأعلمنا أنه هویتنا لنعلم أنه ما أوجبها على نفسه إلا لنفسه.

فما خرجت الرحمة عنه.  فعلى من امتن وما ثم إلا هو؟

إلا أنه لا بد من حکم لسان التفصیل لما ظهر من تفاضل الخلق فی العلوم، حتى یقال إن هذا أعلم من هذا مع أحدیة العین. )

 

ثمّ قال رضی الله عنه : ( ولیس غرضنا من هذه المسألة إلَّا الکلام والتنبیه على الرحمتین اللتین ذکرهما سلیمان علیه السّلام فی الاسمین اللذین تفسیرهما بلسان العرب « الرحمن » « الرحیم ») فقیّد رحمة الوجوب وأطلق رحمة الامتنان

فی قوله : ( وَرَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ ) حتى الأسماء الإلهیة ، أعنی حقائق النسب » .

 

یعنی رضی الله عنه : من حیث إحدى دلالتها - التی یقتضی امتیاز کل اسم بخصوصه - لا الأخرى التی هی الدلالة على الذات عینها والذات عینه ، فلا یطلق علیها أنّها مرحومة ، فالمرحومة الداخلة تحت « کل شیء » هی حقائق النسب وهی على وجهین :

أحدهما : کالوجود والحیاة والعلم والقدرة وسائر النسب التی لا تحقّق لها فی أعیانها إلَّا بالله ، والرحمة الذاتیة .

والثانی : ما ینسب إلى الحق من حیث هذه النسب ، کالعالمیة والقادریة والخالقیة والرازقیة ، فإنّها نسب لهذه النسب المذکورة أوّلا إلى المسمّى الواحد الأحد وهو الله سبحانه ، فهی التی وسعتها رحمة الامتنان مع العالمین .

 

قال رضی الله عنه : « فامتنّ علیها بنا ، فنحن نتیجة رحمة الامتنان بالأسماء الإلهیة والنسب الربانیة » .

یعنی الکمّل من نوع الإنسان ، فإنّ آدم وبنیه هم الذین أکرمهم الله تعالى واصطفاهم بتعلیمه الأسماء لنا منّا ، فتذکَّر .

 

ثم قال رضی الله عنه : ( ثم أوجبها على نفسه بظهورنا لنا ، وأعلمنا أنّه هویّتنا لیعلم أنّه ما أوجبها على نفسه إلَّا لنفسه ، فما خرجت الرحمة منه ، فعلى من امتنّ وما ثمّ إلَّا هو ؟

إلَّا أنّه لا بدّ من حکم لسان التفصیل لما ظهر من تفاضل الخلق فی العلوم ، حتى یقال إنّ هذا أعلم من هذا مع أحدیة العین ،)

 

یشیر رضی الله عنه : إلى أنّ الحیاة للحیوان وفیه عرفا عامّا ، وهی ساریة فی الحیوان والجماد والنبات وغیرهم عرفا خاصّا بالمحقّقین ، فإنّ الله کشف عن وجه هذا السرّ لهم ، وحجب عنه البعض وهم عامّة أهل الحجاب وقد مرّ مرارا فتذکَّر ، فإذا ارتفع الحجاب - وهو عقلک القابل - وکشف الغطاء - وهو وهمک الحائل - عمّت المعرفة ، فعرفته وعرفه کل أحد کذلک .

 

شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولیس غرضنا من هذه المسألة إلا الکلام والتنبیه على الرحمتین اللتین ذکرهما سلیمان فی الاسمین اللذین تفسیرهما بلسان العرب الرحمن الرحیم.

فقید رحمة الوجوب وأطلق رحمة الامتنان فی قوله تعالى «ورحمتی وسعت کل شیء» حتى الأسماء الإلهیة، أعنی حقائق النسب.  فامتن علیها بنا.

فنحن نتیجة رحمة الامتنان بالأسماء الإلهیة والنسب الربانیة.

ثم أوجبها على نفسه بظهورنا لنا وأعلمنا أنه هویتنا لنعلم أنه ما أوجبها على نفسه إلا لنفسه.

فما خرجت الرحمة عنه.  فعلى من امتن وما ثم إلا هو؟

إلا أنه لا بد من حکم لسان التفصیل لما ظهر من تفاضل الخلق فی العلوم، حتى یقال إن هذا أعلم من هذا مع أحدیة العین. )

 

قال رضی الله عنه:  (ولیس غرضنا من هذه المسألة إلا الکلام والتنبیه على الرحمتین اللتین ذکرهما سلیمان فی الاسمین اللذین تفسیرهما بلسان العرب الرحمن الرحیم فقید رحمة الوجوب).

 فی قوله : " فَسَأَکْتُبُها لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ "   .

 

قال رضی الله عنه :  ( وأطلق رحمة الامتنان فی قوله -   "ورَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ " حتى الأسماء الإلهیة أعنى حقائق النسب ) .

أی التی یمتاز بها کل اسم بخصوصیة من الآخر ، فإن للأسماء مدلولین : أحدهما الخصوصیة ، والثانی الذات من حیث هی ، فإن کل اسم هو الذات عینها والذات عینه فلا یطلق بهذا الاعتبار أنه مرحوم ، ویطلق على خصوصیته أی الحقیقة الممیزة أنها مرحومة ، فالمرحومة هی حقائق النسب الداخلة تحت عموم کل شیء .

وهی على وجهین :

أحدهما المعانی التی هی أمور اعتباریة وتعینات لا تحقق لها فی الأعیان إلا بالعلم والرحمة الذاتیة ، فإنها نسب للذات کالحیاة والعلم والقدرة وسائر معانی الصفات المنسوبة إلیه .

والثانی : هذه النسب إلى الحق الواحد الأحد کالحییة والعالمیة والقادریة وأمثالها ، فهی التی وسعتها رحمة الامتنان مع العالمین.

"" أضاف بالى زادة : (والتنبیه على المرحمتین ) الرحمة العامة وهو صورة اشتراک سلیمان فی أجزاء الملک ، والرحمة الخاصة وهی اختصاصه بالمجموع والظهور فجمع سلیمان کلتیهما ، قوله ( فقید رحمة الوجوب ) بقوله - وکانَ بِالْمُؤْمِنِینَ رَحِیماً )   - وقوله - فَسَأَکْتُبُها لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ ) - ( وأطلق رحمة الامتنان ) فی قوله - ورَحْمَتِی وَسِعَتْ ) . اهـ بالى بالى .

( ثم ) أی بعد إعطاء وجودنا بالرحمة الامتنانیة ( أوجبها ) أی أوجب تلک الرحمة الامتنانیة ( على نفسه بظهورنا ) أی بسبب ظهورنا بالرحمة الامتنانیة ( لنا ) متعلق بأوجب أی لیرحمنا بها. اهـ بالى زاده . ""

 

قال رضی الله عنه :  ( فامتن علیها بنا ، فنحن نتیجة رحمة الامتنان بالأسماء الإلهیة والنسب الربانیة ) .

أی فامتن على الأسماء بوجودنا یعنى الکمل من نوع الإنسان ، فإن الله أکرم آدم بتعلیم الأسماء ، وجعله وبنیه مظاهرها ومظاهر النسب أی حقائق الأسماء من الصفات ، فنحن أی الکمل من هذا النوع نتیجة الرحمة الذاتیة الرحمانیة التی هی رحمة الامتنان ، وبنا رحم الأسماء فأوجدها .

 

قال رضی الله عنه :  ( ثم أوجبها على نفسه بظهورنا لنا ) أی لمعرفتنا أنفسنا فإنها رحمة رحیمیة وجوبیة ( وأعلمنا أنه هویتنا لنعلم أنه ما أوجبها على نفسه إلا لنفسه فما خرجت الرحمة عنه ) فهو الراحم والمرحوم (فعلى من امتن وما ثم إلا هو ؟ ).

 

قال رضی الله عنه :  ( إلا أنه لا بد من حکم لبیان التفضیل لما ظهر من تفاضل الخلق فی العلوم ، حتى یقال : إن هذا أعلم من هذا مع أحدیة العین ) فالتفاضل بالظهور والخفاء بحسب تفاضل الاستعدادات فی المظاهر ، لأن العین الواحدة فی کل مظهر هی أصفى وأتم استعدادا وجلاء کان أظهر کمالا وجمالا .

 

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولیس غرضنا من هذه المسألة إلا الکلام والتنبیه على الرحمتین اللتین ذکرهما سلیمان فی الاسمین اللذین تفسیرهما بلسان العرب الرحمن الرحیم.

فقید رحمة الوجوب وأطلق رحمة الامتنان فی قوله تعالى «ورحمتی وسعت کل شیء» حتى الأسماء الإلهیة، أعنی حقائق النسب.  فامتن علیها بنا.

فنحن نتیجة رحمة الامتنان بالأسماء الإلهیة والنسب الربانیة.

ثم أوجبها على نفسه بظهورنا لنا وأعلمنا أنه هویتنا لنعلم أنه ما أوجبها على نفسه إلا لنفسه.

فما خرجت الرحمة عنه.  فعلى من امتن وما ثم إلا هو؟

إلا أنه لا بد من حکم لسان التفصیل لما ظهر من تفاضل الخلق فی العلوم، حتى یقال إن هذا أعلم من هذا مع أحدیة العین. )

 

قال رضی الله عنه :  (ولیس غرضنا من هذه المسألة إلا الکلام والتنبیه على "الرحمتین " اللتین ذکرهما سلیمان فی الاسمین اللذین تفسیرهما بلسان العرب : "الرحمن الرحیم " . ).

 

نبه بهذا الکلام على أن الأسماء اللفظیة أسماء الأسماء الإلهیة .

وهی عبارة عن الحقائق الإلهیة وأعیانها التی هی مظاهرها . کما مر بیانه فی المقدمات .

( فقید رحمة الوجوب . ) کما قال : ( بالمؤمنین رؤوف رحیم ) .

وقال : "سأکتبها للذین یتقون " .

( وأطلق رحمة الامتنان فی قوله : " ورحمتی وسعت کل  شئ " . حتى الأسماء الإلهیة ، أعنی ، حقائق النسب . )

وإنما فسره بقوله : " أعنی حقائق النسب " لأن الأسماء تدل على الذات الإلهیة مع خصوصیات تتبعها ، وبها تصیر الأسماء متکثرة ، فإن الذات الواحدة لا تکثر فیها ، والذات لا تدخل فی  حکم الرحمة ، لتکون مرحومة ، فتعینت الخصوصیات وهی النسب .

 

قال رضی الله عنه :  ( فامتن علیها بنا ، فنحن نتیجة رحمة الامتنان بالأسماء الإلهیة والنسب الربانیة . )

أی ، فامتن على الأسماء بوجودنا ، فإنها مظاهر أحکامها ومجاری أقدارها ومرائی أنوارها ، فنحن نتیجة تلک الرحمة الامتنانیة ، فلزم وجودنا منها أولا فی العلم ، وثانیا فی العین . کما مر تحقیقه فی المقدمات .

ولا ینبغی أن یتوهم أن قوله ( بنا ) و ( نحن ) مخصوص بالکمل ، کما ذهب إلیه بعض العارفین ، فإن الکمل منا مظاهر کلیات الأسماء ، وغیر الکمل مظاهر جزئیاتها التالیة لها . بل قوله : ( بنا ) إنما هو من لسان العالم کله ، شریفا کان أو حقیرا ، فإن لکل منها ربا یربه ، وهو الاسم الحاکم علیه .

والحق رحم جمیع الأسماء لا بعضها دون البعض .

( ثم ، أوجبها على نفسه بظهورنا لنا ) أی ، أوجب الرحمة على نفسه ، لیرحمنا بالرحمة الرحیمیة الموجبة للکمال عند معرفتنا أنفسنا وظهور حقائقها علینا .

قال رضی الله عنه :  ( وأعلمنا أنه هویتنا ، لنعلم أنه ما أوجبها على نفسه إلا لنفسه ، فما خرجت الرحمة عنه ، فعلى من أمتن ، وما ثم إلا هو . ) .

هذا عن لسان غلبه حکم الأحدیة  . ومعناه ظاهر .

( إلا أنه لا بد من حکم لسان التفصیل ) لأن الکثرة واقعة لا یمکن رفعها .

 

قال رضی الله عنه :  ( ولما ظهر من تفاضل الخلق فی العلوم ، حتى یقال أن هذا أعلم من هذا مع أحدیة العین ) .

وهذا التفاضل من تفاوت الأعیان واستعداداتها بحسب القوة والضعف والظهور والخفاء والقرب والعبد من الاعتدال الحقیقی الروحانی والجسمانی ، مع أن الذات الظاهرة بهذه الصور واحدة لا تکثر فیها .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولیس غرضنا من هذه المسألة إلا الکلام والتنبیه على الرحمتین اللتین ذکرهما سلیمان فی الاسمین اللذین تفسیرهما بلسان العرب الرحمن الرحیم.

فقید رحمة الوجوب وأطلق رحمة الامتنان فی قوله تعالى «ورحمتی وسعت کل شیء» حتى الأسماء الإلهیة، أعنی حقائق النسب.  فامتن علیها بنا.

فنحن نتیجة رحمة الامتنان بالأسماء الإلهیة والنسب الربانیة.

ثم أوجبها على نفسه بظهورنا لنا وأعلمنا أنه هویتنا لنعلم أنه ما أوجبها على نفسه إلا لنفسه.

فما خرجت الرحمة عنه.  فعلى من امتن وما ثم إلا هو؟

إلا أنه لا بد من حکم لسان التفصیل لما ظهر من تفاضل الخلق فی العلوم، حتى یقال إن هذا أعلم من هذا مع أحدیة العین. )

 

قال رضی الله عنه :  ( ولیس غرضنا من هذه المسألة إلّا الکلام والتّنبیه على الرّحمتین اللّتین ذکرهما سلیمان فی الاسمین اللّذین تفسیرهما بلسان العرب الرّحمن الرّحیم ، فقیّد رحمة الوجوب وأطلق رحمة الامتنان فی قوله :وَرَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ [ الأعراف : 156 ] حتّى الأسماء الإلهیّة ، أعنی حقائق النّسب ، فأمتنّ علیها بنا ، فنحن نتیجة رحمة الامتنان بالأسماء الإلهیّة والنّسب الرّبانیّة ) .

 

فقال : ( ولیس غرضنا فی هذه المسألة ) أی : بیان الملک المخصوص بسلیمان علیه السّلام ( إلا الکلام والتنبیه ) أوردهما ؛ لیشعر بأنه بین بعضه بالکلام الطویل الذیل الشامل على البراهین ، وتارة اکتفى بالتنبیه .

( على الرحمتین اللتین ذکرهما سلیمان ) کیف یرتبطان بملکه حتى جعلهما مفتتح مکتوبه المتعلق بأمر المملکة التی کان یتصرف فیها بالأسماء الإلهیة ، وعقبهما قوله :أَلَّا تَعْلُوا عَلَیَّ وَأْتُونِی مُسْلِمِینَ[ النمل : 31 ] .

 

فذکرهما ( فی ) ضمن ( الاسمین اللذین ) هما المعینان القائمان بالذات الإلهیة ، وکان ( تفسیرهما بلسان العرب : الرحمن الرحیم ) ، فکتب هذین اللفظین فی مکتوبه إلیها لکونها عربیة ، ویحتمل أنه کتب الاسمین الدالین علیهما بلسانه إلیها وهی عربیة ؛ لیعلم اطلاعها على سائر اللغات ، ویحتمل ألا تکون هی عربیة ، فکتب إلیها باللسان الذی تعرفه هی .

( فقید ) سلیمان ( رحمة الوجوب ) بجعله إیاها صفة للّه بعد اتصافه بالرحمن ؛ لأن مفهوما مفهوم الرحمة مع زیادة اعتبار وجوبها .

""أضاف المحقق :-  عن رحمة الوجوب : یعنی أن العبد من حیث إنه یجب علیه إتیان أوامر مولاه ، فلا تجب الرحمة على المولى فی مقابلة شیء ، فإذا قدر المولى وأوجب على نفسه لعبده شیئا فی مقابلة عمله یستحق العبد بذلک الشیء بسبب عمله ، فوصول ذلک الشیء للعبد من المولى فی مقابلة عمله امتنان وعطاء محض ، ولذا قالوا : الجنة فضل إلهی فلا یستحقها العبد إلا بفضل اللّه ؛ فکان وجوب الرحمة من وجوب الامتنان . شرح القاشانی ""

 

قال رضی الله عنه :  ( وأطلق رحمة الامتنان ) بجعلها صفة للّه الجامع لأسمائه لعمومها ( فی قوله : وَرَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ )[ الأعراف : 156 ] .

ومن جملتها الأسماء الإلهیة فتضمن کل شیء ( حتى الأسماء الإلهیة ) لا من حیث هی أسماؤه ، بل من حیث هی حقائق بها انتساب الموجودات إلى الحق .

وإلیه الإشارة بقوله رضی الله عنه : ( أعنی حقائق النسب ) ، فلما تعلقت الرحمة الامتنانیة بأسمائه تعالى باعتبار انتسابها إلینا ( فامتن علیها بنا ) یجعلنا ظهور آثارها الکائنة فیها ، إذ کانت بالقوة وهو کالکرب لها ، ( فنحن نتیجة رحمة الامتنان بالأسماء الإلهیة والنسب الربانیة ) ؛ لأن الأسماء الإلهیة قدیمة والنسب عدمیة ، فلا یکون شیء منها قابلا للتأثیر ، فکانت امتنانیة مطلقة على العالم والأسماء الإلهیة لا فی مقابلة علم ولا عمل .


قال رضی الله عنه :  (ثمّ أوجبها على نفسه بظهورنا لنا وأعلمنا أنّه هویّتنا لنعلم أنّه ما أوجبها على نفسه إلّا لنفسه ، فما خرجت الرّحمة عنه ، فعلى من امتنّ وما ثمّ إلّا هو ؟ إلّا أنّه لا بدّ من حکم لسان التّفضیل لما ظهر من تفاضل الخلق فی العلوم ؛ حتّى یقال : إنّ هذا أعلم من هذا مع أحدیّة العین )

 

ثم أشار إلى وجه تقید الرحمة الوجوبیة ، بقوله : ( ثم ) أی : بعد أن رحم العالم والأسماء الإلهیة بالرحمة الامتنانیة ( أوجبها على نفسه ، فظهورها لنا ) عند کمال التزکیة والتصفیة بالعلم والعمل ، ( وأعلمنا أنه هویتنا ) ؛ لأن عند هذه التصفیة والتزکیة یکمل ظهوره فینا بحیث نصبر کأننا هو ، فنعرفه معرفة کاملة بمعرفة أنفسنا ؛ ( لنعلم أنه ما أؤجبها على نفسه إلا لنفسه ) أی : لظهورها بکمالاتها فینا بعد ظهورها بها فی ذاتها ، کما امتن بالامتنانیة على أسمائها التی لیست غیر نفسه .

قال رضی الله عنه :  ( فما خرجت الرحمة ) الامتنانیة والوجوبیة ( عنه ) إلى من هو غیره من کل وجه ، فالوجوبیة اختصت بصورة کاملة ، والامتنانیة عمت آثار الأسماء وصورها الکاملة والقاصرة جمیعا ، ( فعلى من امتن ) بالرحمة الامتنانیة عندما رحم بها الآثار .

 

قال رضی الله عنه :  ( وما ثم ) أی : فی الواقع ( إلا هو ) ، فإن الآثار إنما تحققت بتصورها بصورة النور الوجودی عند إشراقه علیها ، وهو المتحقق فی الکل وما سواه أمر اعتباری فیه ، فإذا لم یکن المرحوم من الآثار غیره من کل وجه ، فالراحم من صوره الکاملة أبعد من الغیریة وأقرب إلى العینیة.

أی : التصور بصورته الکاملة ؛ فلذلک جعل سلیمان علیه السّلام بتعلق ملکه هذین الاسمین ، ورتب علیه قوله :أَلَّا تَعْلُوا عَلَیَّ وَأْتُونِی مُسْلِمِینَ[ النمل : 31] .

ولکن امتناع تحقق غیره یقتضی ألا یقع التفاضل فی الموجودات ، فلا یکون بعضها مالکا متصرفا عالیا والبعض بخلاف ذلک ، ( إلا أنه لا بدّ من حکم لسان التفصیل ) بحیث یکون البعض مالکا متصرفا عالیا ، والبعض مملوکا متصرفا فیه سافلا .

 

قال رضی الله عنه :  ( ولما ظهر من تفاضل الخلق فی العلوم ) ، والفاضل منها أقرب إلى الحق المالک المتصرف العالی ، فهو متصف بصفته بخلاف البعید عنه ، ولا شکّ فی ظهور ذلک ، ( حتى یقال : إن هذا أعلم من هذا مع أحدیة العین ) الإنسانیة التی هی المظهر أو الصفة العلمیة التی هی الظاهر ، فهذا التفاضل لیس باعتبار أحدیة العین لا فی المظهر ولا فی الظاهر ، بل باعتبار الصفات اللاحقة بها إما فی الخلق الظاهر .

وإما فی الحق ، فلیس لنقص بعض صفاتها وکمال البعض الآخر .

فإن محال فی الصفات القدیمة إذ النقص من سمات الحادث ، ولکن

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولیس غرضنا من هذه المسألة إلا الکلام والتنبیه على الرحمتین اللتین ذکرهما سلیمان فی الاسمین اللذین تفسیرهما بلسان العرب الرحمن الرحیم.

فقید رحمة الوجوب وأطلق رحمة الامتنان فی قوله تعالى «ورحمتی وسعت کل شیء» حتى الأسماء الإلهیة، أعنی حقائق النسب.  فامتن علیها بنا.

فنحن نتیجة رحمة الامتنان بالأسماء الإلهیة والنسب الربانیة.

ثم أوجبها على نفسه بظهورنا لنا وأعلمنا أنه هویتنا لنعلم أنه ما أوجبها على نفسه إلا لنفسه.

فما خرجت الرحمة عنه.  فعلى من امتن وما ثم إلا هو؟

إلا أنه لا بد من حکم لسان التفصیل لما ظهر من تفاضل الخلق فی العلوم، حتى یقال إن هذا أعلم من هذا مع أحدیة العین. )

 

عمومیّة الاسم الرحیم

قال رضی الله عنه :  :  (ولیس غرضنا من هذه المسألة إلا الکلام والتنبیه على الرحمتین ، اللتین ذکرهما سلیمان فی الاسمین اللذین تفسیرهما بلسان العرب الرحمن الرحیم . فقیّد رحمة الوجوب ) فی قوله : “  بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ “  [ 9 / 128 ]

( وأطلق رحمة الامتنان فی قوله : “  وَرَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ “ ( [ 7 / 156 ] ( حتى الأسماء الإلهیة ، أعنی حقائق النسب ) .

وإنّما فسّر الأسماء الإلهیة بحقائق النسب ، فإن الأسماء من حیث خصوصیّاتها الامتیازیة التی بها تغایر الذات ، لها مرتبتان :

إحداهما عند وجود النسبة بظهور المنتسبین کلیهما ، ویسمّى أسماء الربوبیّة .

والأخرى أقدم منها رتبة وأبطن نسبة ، وذلک عند فقد أحد المنتسبین وجودا ، أعنی المعلوم والمقدور والمراد.

فإنّه لیس لها فی الحضرات الأول إلا محض الاعتبار ، ویسمّى بالأسماء الإلهیة فهی حقائق النسب وبواطنها - .

 

هو الراحم والمرحوم

قال رضی الله عنه :  ( فامتنّ علیها بنا ) لظهورها بأعیاننا ( فنحن نتیجة رحمة الامتنان بالأسماء الإلهیّة والنسب الربانیّة ) أی هذا النوع الإنسانی .

"" أضاف المحقق : اختلف الشراح فی تفسیر قول الماتن « بنا » ، فالجندی والکاشانی اعتقدا أنها خاص بالکمل ، واعترض علیهم القیصری قائلا أنه عام لجمیع أفراد الإنسان کاملا أو ناقصا ، ولعل القول الوسط کلام الشارح بأن المراد هو النوع هو النوع الإنسانی .""

 

 لکونه أنهى ما ینساق إلیه مقدّمات المراتب الاستیداعیّة والاستقراریّة ، وأقصى ما یستنتج منه أقیسة الأسماء الإلهیّة والنسب الربانیّة ، فهو إذن النتیجة المستحصلة من تلک الامتزاجات بنوعه لا بأشخاصها المتفاضلة ، کما لا یخفى .

 

فلمّا أفضى أمر رحمة الامتنان وترتیب أشکالها البیّنة الإنتاج إلى هذه النتیجة الجمعیّة الکمالیّة ، التی هی حاصرة للکل ، ثمّ بها أمر تلک الرحمة ، فأفاض فی رحمة الوجوب ، وإلیه أشار بقوله : ( ثمّ أوجبها على نفسه بظهورنا لنا ) .

 

ظهورا علمیّا لیرحمنا بالرحمة الرحیمیّة الشهودیّة ، کما رحمنا بالرحمة الرحمانیّة الوجودیّة ، وبیّن أن هذه النتیجة وإن کانت نتیجة من وجه ، ولکن هو الکلّ من وجه آخر ، وهو من حیث ظهور العلم والشهود .

ولذلک قال فی هذه الرحمة « على نفسه » تنبیها إلى هذه الدقیقة :

( وأعلمنا أنّه هویّتنا ) عند ذلک الظهور بقوله : “وَهُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ“ [ 42 / 11 ]

  لنعلم أنّه ما أوجبها على نفسه إلا لنفسه ، فما خرجت الرحمة عنه ) فهو الراحم والمرحوم - امتنانیّة کانت الرحمة أو وجوبیّة کما بیّن .

قال رضی الله عنه :  ( فعلى ما امتنّ وما ثمّ إلا هو ) هذا مقتضى لسان الإجمال . "فی نسخة اخری : فعلى من "

الذی عبّر عن صرف الوحدة الإجمالیة . وکأنّک قد عرفت غیر مرّة أنّه لبیان تمام التوحید لا بدّ مما یشعر بطرف التفصیل منها لئلا یتوهّم الوحدة العددیّة المقابلة للکثرة ، على ما هو المبادر إلى سائر الطباع .

وإلیه أشار بقوله رضی الله عنه  : ( إلا أنّه لا بدّ من حکم لسان التفصیل ) توفیة لحقّ أدائه ، وذلک ( لما ظهر من تفاضل الخلق فی العلوم ، حتّى یقال : « إنّ هذا أعلم من هذا » مع أحدیّة العین ) وفی عبارته لطیفة حیث أنّ فی هذا أحدیّة تأبى الشرکة ، ففی لسان التفصیل إشعار بعین الإجمال ، وقوله : « مع أحدیة العین تنبیه إلیه » .

 

فإنّک قد عرفت فی المقدّمة أنّ العلم له التقدّم الاحاطی والتحکَّم الشمولی على الإرادة . کما أنّ الإرادة لها التقدّم الإحاطی على القدرة ، فإنّ العلم عندهم عبارة عن تعلَّق الذات بنفسها وبجمیع الحقائق على ما هی علیه .

ثمّ ذلک التعلَّق إن اعتبر على الممکنات خاصة بتخصّصها بأحد الجائزین مطلقا یسمّى إرادة ، کما أنّه إن اعتبر اختصاصه بإیجاد الکون یسمّى بالقدرة.

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولیس غرضنا من هذه المسألة إلا الکلام والتنبیه على الرحمتین اللتین ذکرهما سلیمان فی الاسمین اللذین تفسیرهما بلسان العرب الرحمن الرحیم.

فقید رحمة الوجوب وأطلق رحمة الامتنان فی قوله تعالى «ورحمتی وسعت کل شیء» حتى الأسماء الإلهیة، أعنی حقائق النسب.  فامتن علیها بنا.

فنحن نتیجة رحمة الامتنان بالأسماء الإلهیة والنسب الربانیة.

ثم أوجبها على نفسه بظهورنا لنا وأعلمنا أنه هویتنا لنعلم أنه ما أوجبها على نفسه إلا لنفسه.

فما خرجت الرحمة عنه.  فعلى من امتن وما ثم إلا هو؟

إلا أنه لا بد من حکم لسان التفصیل لما ظهر من تفاضل الخلق فی العلوم، حتى یقال إن هذا أعلم من هذا مع أحدیة العین. )

 

قال رضی الله عنه :  ( ولیس غرضنا من هذه المسألة إلّا الکلام والتّنبیه على الرّحمتین اللّتین ذکرهما سلیمان فی الاسمین اللّذین تفسیرهما بلسان العرب الرّحمن الرّحیم .)

 

قال رضی الله عنه :  ( ولیس غرضنا ) المقصود بالإضافة فی صدر هذا الفص وإن وقع کلام فی البین ( إلا الکلام والتنبیه على الرحمتین اللتین ذکرهما سلیمان علیه السلام فی الاسمین اللذین تفسیرهما بلسان العرب : الرحمن الرحیم ) ، فإنه علیه السلام لم یکن ممن یتکلم بلسان العرب.

 

قال رضی الله عنه :  ( فقیّد رحمة الوجوب وأطلق رحمة الامتنان فی قوله :وَرَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ [ الأعراف : 156 ] حتّى الأسماء الإلهیّة ، أعنی حقائق النّسب .  فأمتنّ علیها بنا . فنحن نتیجة رحمة الامتنان بالأسماء الإلهیّة والنّسب الرّبانیّة . ثمّ أوجبها على نفسه بظهورنا لنا وأعلمنا أنّه هویّتنا لنعلم أنّه ما أوجبها على نفسه إلّا لنفسه . فما خرجت الرّحمة عنه . فعلى من امتنّ وما ثمّ إلّا هو ؟  إلّا أنّه لا بدّ من حکم لسان التّفضیل لما ظهر من تفاضل الخلق فی العلوم ؛ حتّى یقال إنّ هذا أعلم من هذا مع أحدیّة العین . )


قال رضی الله عنه :  ( فقید ) الحق سبحانه فی کلامه ( رحمة الوجوب ) التی هی إحدى الرحمتین اللتین ذکرهما سلیمان بالتقوى والإیمان حیث قال :" فَسَأَکْتُبُها لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ " . یتقون

وقال :" بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ "  [ التوبة : 128 ] (وأطلق رحمة الامتنان ) التی هی الأخرى من تینک الرحمتین ( فی قوله: " وَرَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ "حتى وسعت الأسماء الإلهیة ) [الأعراف:156 ] .

 

ولما کانت الأسماء عبارة عن الذات مع النسب وکانت سعة الرحمة إیاها باعتبار النسب لا باعتبار الذات فسرها بقوله : ( أعنی حقائق النسب ) ، یعنی أن الأسماء لا تسعها الرحمة الامتنانیة إلا باعتبار النسب لا باعتبار محض الذات .

 

قال رضی الله عنه :  ( فامتن علیها بنا ) یعنی نوع الإنسان فأوجدنا لتکون مظاهر آثارها ومجالی أنوارها .

( فنحن نتیجة رحمة الامتنان ) المتعلق ( بالأسماء الإلهیة والنسب الربانیة ) التی هی بعض الأسماء الإلهیة فیکون من قبیل ذکر الخاص بعد العام لزیادة الاهتمام فإنها أقرب إلینا وأظهر علینا . ( ثم أوجبها ) ، أی الرحمة ( على نفسه ) .

وهذه الرحمة التی أوجبها هی ظهوره علینا ومعرفتنا فإنه تعالى قیده ( بظهورنا لنا ) ومعرفتنا بأنفسنا فی قوله على لسان الکمل من عباده من عرف نفسه فقد عرف ربه .

 

قال رضی الله عنه :  ( وأعلمنا أنه هویتنا ) فی مثل قوله :"وَهُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ" ( لنعلم أنه ما أوجبها على نفسه إلا لنفسه فما خرجت الرحمة عنه ) إلى غیره بل إلى نفسه .

 

قال رضی الله عنه :  ( فعلى من امتن وما ثمة إلا هو ) وهذا على لسان غلبه الوحدة والإجمال ، ولما کان هناک جهة کثرة وتفضیل أیضا نبه علیه بقوله : ( إلا أنه لا بد من حکم لسان ) الکثرة ( التفضیل ) أیضا ( لما ظهر من تفاضل الخلق فی العلوم ) مثلا بحسب تفاوت الاستعدادات ( حتى یقال إن هذا ) الإنسان کزید مثلا ( أعلم من هذا ) الإنسان الآخر کعمر مثلا ( مع أحدیة العین ) الظاهرة فیها.


ولما کان التفاضل مع أحدیة العین فیه نوع خفاء أوضحه بتفاضل الصفات الإلهیة مع أحدیة الذات.


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص ۳۸۶-۳۸۷

و لیس غرضنا من هذه المسألة إلّا الکلام و التنبیه على الرحمتین اللّتین ذکرهما سلیمان فی الاسمین اللذین تفسیرهما بلسان العرب الرحمن الرحیم.

غرض ما از این مسأله جز کلام و تنبیه بر دو رحمتى که سلیمان در آن دو اسم ذکر کرد که تفسیر آن دو به لسان عرب رحمن و رحیم است- نیست.

از اینکه گفت تفسیر آن دو اسم به لسان عرب رحمن و رحیم است، استفاده ‌می‌شود که خود آن دو اسم حقیقت عینیه خارجیه است. وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ کُلَّها و رحمن و رحیم از اسماء لفظیه است. که همه اسماء لفظیه، اسماء اسماء الهیه‌اند که عبارت از حقایق الهیه و اعیانشان که مظاهرشان هستند ‌می‌باشند.

فقیّد رحمة الوجوب و أطلق رحمة الامتنان فی قوله تعالى: وَ رَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْ‏ءٍ حتّى الأسماء الإلهیة، أعنی حقائق النسب.

رحمت وجوب را مقید فرمود.

چنانکه فرمود: بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ‏ (توبه: 128) و فرمود: فَسَأَکْتُبُها لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ‏ (اعراف: 156) و رحمت امتنان را مطلق گذاشت. چنانکه فرمود: وَ رَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْ‏ءٍ (اعراف: 156) حتى اسماء الهیه را که حقایق نسب هستند.

که آنها را تحقق اعیانى نیست مگر به اللّه تعالى و رحمت ذاتیه او. چون اسماء دال بر ذات الهیه با خصوصیاتى که تابع ذاتند ‌می‌باشند و به این خصوصیات، اسماء متکثر ‌می‌گردند. زیرا ذات واحد تکثر ندارد و ذات در حکم رحمت داخل نیست تا مرحومه باشد. پس خصوصیات فوق که نسبند متعین شده است. لذا گفتیم: رحمت الهى اسماء الهیه را نیز که حقایق نسبند فرا گرفته است.

فامتنّ علیها بنا. فنحن نتیجة رحمة الامتنان بالأسماء الإلهیة و النسب الربانیّة. ثم أوجبها على نفسه بظهورنا لنا.

پس منت نهاد بر اسماء به وجود ما. پس ما نتیجه رحمت امتنانیم به اسماء الهیه و نسب ربانیه. پس رحمت را بر نفس خود واجب گردانید، به سبب ظهور خودمان براى خودمان.

به این معنى که رحمت را بر نفس خود واجب گردانید تا به رحمت رحیمیه بر ما رحم کند. رحمتى که موجب کمال است، چون خودمان را بشناسیم و حقایق ما بر ما ظاهر گردد.

و أعلمنا أنّه هویّتنا لنعلم أنّه ما أوجبها على نفسه إلّا لنفسه. فما خرجت الرحمة عنه.

فعلى من امتن و ما ثمّة الّا هو.

و به ما اعلام فرمود که خود او هویت ما است. تا بدانیم که او رحمت را بر نفس خود واجب نگردانید مگر براى نفس خود (إلا نفسه). پس رحمت از حق تعالى خارج نشده است (به سوى غیر او بلکه به سوى نفس او یعنى خود او). پس خداوند بر چه کسى امتنان نمود و حال اینکه جز او کسى نیست (یعنى در مقام غلبه حکم احدیت).

إلّا أنّه لا بد من حکم لسان التفصیل لما ظهر من تفاضل الخلق فی العلوم، حتّى یقال انّ هذا أعلم من هذا مع أحدیة العین.

جز اینکه به حکم لسان تفصیل ناچاریم، چون تفاضل خلق در عموم ظاهر است.

حتى اینکه گفته ‌می‌شود این اعلم از آن است با آن که احدیت عین است.

تفاضل از ناحیه اعتدال امزجه مرکبات است. از جهت اعتدال حقیقى روحانى و جسمانى که در حقیقت تفاوت اعیان و استعدادات آنها به حسب قوه و ضعف و ظهور و خفا و قرب و بعد آنها به اعتدال مذکور است.( آن که مزاجش أعدل امزجه است، انسان کامل است و آن که به آن اعتدال نزدیک‏تر است اقرب به اعتدال است و هکذا.)