عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة التاسعة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ثم إنه کیف یقدم سلیمان اسمه على اسم الله کما زعموا وهو من جملة من أوجدته الرحمة: فلا بد أن یتقدم الرحمن الرحیم لیصح استناد المرحوم.

هذا عکس الحقائق: تقدیم من یستحق التأخیر وتأخیر من یستحق التقدیم فی الموضع الذی یستحقه.

ومن حکمة بلقیس وعلو علمها کونها لم تذکر من ألقى إلیها الکتاب، وما عملت ذلک إلا لتعلم أصحابها أن لها اتصالا إلى أمور لا یعلمون طریقها، وهذا من التدبیر الإلهی فی الملک، لأنه إذا جهل طریق الإخبار الواصل للملک خاف أهل الدولة على أنفسهم فی تصرفاتهم، فلا یتصرفون إلا فی أمر إذا وصل إلى سلطانهم عنهم یأمنون غائلة ذلک التصرف.

فلو تعین لهم على یدی من تصل الأخبار إلى ملکهم لصانعوه وأعظموا له الرشا حتى یفعلوا ما یریدون ولا یصل ذلک إلى ملکهم.

فکان قولها «ألقی إلی» ولم تسم من ألقاه سیاسة منها أورثت الحذر منها فی أهل مملکتها وخواص مدبریها، وبهذا استحقت التقدم علیهم.  )


قال رضی الله عنه :  ( ثمّ إنّه کیف یقدّم سلیمان اسمه على اسم اللّه کما زعموا وهو من جملة من أوجدته الرّحمة .  فلا بدّ أن یتقدّم الرّحمن الرّحیم لیصحّ استناد المرحوم . هذا عکس الحقائق : تقدیم من یستحقّ التّأخیر وتأخیر من یستحقّ التّقدیم فی الموضع الذی یستحقّه .


ومن حکمة بلقیس وعلوّ علمها کونها لم تذکر من ألقى إلیها الکتاب ؛ وما عملت ذلک إلّا لتعلم أصحابها أنّ لها اتّصالا إلى أمور لا یعلمون طریقها ، وهذا من التّدبیر الإلهیّ فی الملک ، لأنّه إذا جهل طریق الإخبار الواصل للملک خاف أهل الدّولة على أنفسهم فی تصرّفاتهم ، فلا یتصرّفون إلا فی أمر إذا وصل إلى سلطانهم عنهم یأمنون غائلة ذلک التّصرّف . فلو تعیّن لهم على یدی من تصل الأخبار إلى ملکهم لصانعوه وأعطوا له الرّشا حتّى یفعلوا ما یریدون ولا یصل ذلک إلى ملکهم . فکان قولها :أُلْقِیَ إِلَیَّ[ النمل : 29 ] ولم تسمّ من ألقاه سیاسة منها أورثت الحذر منها فی أهل مملکتها وخواصّ مدبّریها وبهذا استحقّت التّقدّم علیهم . )


قال رضی الله عنه :  (ثم إنه) ، أی الشأن (کیف یقدم سلیمان) علیه السلام (اسمه فی) کتابه إلى بلقیس (على اسم اللّه) تعالى (کما زعموا) ، أی علماء الرسوم الظاهرة والعقول القاصرة الذین یعلمون ظاهرا من الحیاة الدنیا وهم غافلون عن الآخرة والحال هو ، أی سلیمان علیه السلام من جملة من أوجدته الرحمة العامة ، لأنه شیء والرحمة وسعت کل شیء ، وکتبت له الرحمة الخاصة ، لأنه من الذین أنعم اللّه علیهم من النبیین والصدیقین والشهداء والصالحین .


قال رضی الله عنه :  (فلا بد أن یتقدم) ذکر اسمه على اسم اللّه (الرحمن الرحیم لیصح استناد المرحوم) إلى الراحم والأثر إلى المؤثر ، (هذا) الأمر (عکس الحقائق) ، لأنها تعطی تقدیم الأصل على الفرع وهنا (تقدیم من یستحق التأخیر) وهو ذکر الصورة السلیمانیة التی هی مظهر عند الحس والعقل للحضرة الإلهیة الرحمانیة الرحیمیة (وتأخیر من یستحق التقدیم ) وهو ذکر الهویة الذاتیة الموصوفة بالرحمة العامة والخاصة فی الحضرة الاسمائیة فی الموضع ، أی المقام الذی یستحقه ، أی کل من یستحق التأخیر ویستحق التقدیم ، فإن خطاب سلیمان علیه السلام لبلقیس الکافرة الجاهلة باللّه تعالى یقتضی تقدیم صورته المظهریة التی بها یحضر الحق تعالى عند الغافل المحجوب عن شهود الغیب ، فإنه لا یعرف ذلک إلا بالآلة کالمعنى الذی لا یفهمه الجاهل الغبی بالإشارة .


فیقال له بنطق العبارة ثم یذکر له المقصود بعد ذلک ، فیتحقق الفرق بالجمع والجمع بالفرق ، فموضع الخطاب معها یقتضی عکس الحقائق المذکورة ، ولهذا لما أسلمت قدمت ما قدمه سلیمان وأخرت ما أخره سلیمان على طبق کتابه إلیها فقالت :وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَیْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ[ النمل : 44 ] ، وذکرت رب العالمین موضع الرحمن المتجلی على عرش الوجود ، والرحیم المتجلی على عرش الإیمان ، إشارة إلى تحققها بالاسمین واطلاعها على الاسم الرب الذی ینزل إلى سماء الدنیا کما ورد « ینزل ربنا کل لیلة إلى سماء الدنیا » .رواه أبو داود


قال رضی الله عنه :  (ومن حکمة بلقیس) ، أی فطنتها وذکائها وقابلیتها للکمال (وعلو) ، أی ارتفاع (علمها) الذی کانت فیه قبل إسلامها بإلهام الحق تعالى لها وإجرائه على قلبها ولسانها من باب نطق الاستعداد لا أثر القوّة الکمالیة الإنسانیة (کونها) ، أی بلقیس (لم تذکر) لقومها (من ألقى إلیها الکتاب) وهو الهدهد الذی کان رسول سلیمان علیه السلام إلیها فقالَتْ: " یا أَیُّهَا الْمَلَأُ إِنِّی أُلْقِیَ إِلَیَّ کِتابٌ کَرِیمٌ" ( 29 ) [ النمل : 29 ] .


وما عملت ، أی بلقیس ذلک ، أی ترکت ذکر الهدهد الذی جاء إلیها بالکتاب إلا لتعلم أصحابها ، أی قومها أن لها اتصالا .

أی معرفة واطلاعا إلى أمور خفیة لا یعلمون طریقها ولا کیفیة الوصول إلیها .

وهذا الأمر من جملة التدبیر الإلهی والتوفیق الربانی لها فی سیاسة الملک وبقاء السلطنة لها على قومها .

لأنه ، أی الشأن إذا جهل طریق الإخبار عن الأمور الواصل ذلک الإخبار للملک خاف أهل الدولة من العساکر والأجناد على أنفسهم فی تصرفاتهم واستیلائهم على ما هو تحت أیدیهم من الولایات مخافة أن ینکشف أمرهم من حیث لا یعرفون کیف انکشافه فلا یتصرفون إلا فی أمر صحیح بحیث إذا وصل ذلک إلى سلطانهم عنهم وانکشف عنده یأمنون غائلة ذلک التصرف ولا یتأتى علیهم ضرر منه فلو تعین لهم .


أی لأهل الدولة على یدی من یوصل الأخبار عنهم وعن أحوالهم إلى ملکهم لصانعوه .

أی صنعوا إلیه المعروف وأهدوا إلیه الهدایا وأعظموا .

أی أکثروا له الرشا بالضم جمع رشوة وهو البرطیل « هی الإکرامیة غیر المستحقة » على سکوته وعدم إخباره عنهم .

حتى یفعلوا فی تصرفاتهم ما یریدون من الأفعال ولا یصل خبر ذلک إلى ملکهم .

فکان قولها ، أی بلقیس ألقى بالبناء للمجهول إلیّ ، أی ألقى إلیّ ملق ولم تسمّ من ألقاه سیاسة منها لرعایاها وأرباب ولایتها أورثت ، أی تلک السیاسة الحذر.

أی الخوف منها ، أی من بلقیس فی أهل مملکتها من الرعیة والأجناد وخواص مدبّریها من الوزراء وبهذا الأمر استحقت ، أی بلقیس التقدیم علیهم بالملک والسلطنة مع أنها امرأة وهم رجال ، فاقتضت الحکمة الإلهیة ملکها علیهم ودخولهم تحت حیطتها ونفوذ أمرها فیهم إن شاؤوا وإن أبوا وَاللَّهُ یُؤْتِی مُلْکَهُ مَنْ یَشاءُ[ البقرة : 247 ] .


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ثم إنه کیف یقدم سلیمان اسمه على اسم الله کما زعموا وهو من جملة من أوجدته الرحمة: فلا بد أن یتقدم الرحمن الرحیم لیصح استناد المرحوم.

هذا عکس الحقائق: تقدیم من یستحق التأخیر وتأخیر من یستحق التقدیم فی الموضع الذی یستحقه.

ومن حکمة بلقیس وعلو علمها کونها لم تذکر من ألقى إلیها الکتاب، وما عملت ذلک إلا لتعلم أصحابها أن لها اتصالا إلى أمور لا یعلمون طریقها، وهذا من التدبیر الإلهی فی الملک، لأنه إذا جهل طریق الإخبار الواصل للملک خاف أهل الدولة على أنفسهم فی تصرفاتهم، فلا یتصرفون إلا فی أمر إذا وصل إلى سلطانهم عنهم یأمنون غائلة ذلک التصرف.

فلو تعین لهم على یدی من تصل الأخبار إلى ملکهم لصانعوه وأعظموا له الرشا حتى یفعلوا ما یریدون ولا یصل ذلک إلى ملکهم.

فکان قولها «ألقی إلی» ولم تسم من ألقاه سیاسة منها أورثت الحذر منها فی أهل مملکتها وخواص مدبریها، وبهذا استحقت التقدم علیهم.  )


قال رضی الله عنه :  ( ثم إنه کیف تقدم سلیمان علیه السلام کما زعموا وهو ) أی سلیمان علیه السلام (من جملة من أوجدته الرحمة) الرحمانیة ومن جملة من رحمته الرحیمیة بإفاضة الکمالات المختصة به .

قال رضی الله عنه :  ( فلا بد أن یتقدم الرحمن الرحیم لیصح استناد المرحوم ) إلیهما لکونه علة لوجود سلیمان علیه السلام ومرحومیته ( هذا ) أی تقدیم سلیمان علیه السلام اسمه على اسم اللّه ( عکس الحقائق ) وهو ( تقدیم من یستحق التأخیر وتأخیر من یستحق التقدیم فی الموضع الذی یستحقه ).

وسلیمان علیه السلام مع کونه عالما بذلک کیف یقدم اسمه الذی یستحق التأخیر على اسم اللّه الذی یستحق التقدیم مع أن اسم اللّه یستحق فی ابتداء کل أمر ذی بال وکتاب سلیمان علیه السلام أمر ذو بال یجب تقدیم اسم اللّه على ما فی الکتاب .


ثم شرع فی بیان حکمة بلقیس بقوله ( ومن حکمة بلقیس وعلوّ علمها کونها لم تذکر ) لحواشیها ( من ألقى إلیها الکتاب وما عملت ) بلقیس ( ذلک ) العمل ( إلا لتعلم ) بلقیس من الأعلام ( أصحابها أن لها اتصالا إلى أمور لا یعلمون طریقها ) أی لا یعلمون حواشیها الطریق الواصل إلى تلک الأمور التی وصلت إلى بلقیس .


قال رضی الله عنه :  ( وهذا ) أی ما عملته بلقیس مع حواشیها ( من التدبیر الإلهی فی الملک لأنه إذا جهل طریق الاخبار الواصل للملک خاف أهل الدولة على أنفسهم فی تصرفاتهم فلا یتصرفون إلا فی أمر إذا وصل ) ذلک ( الأمر إلى سلطانهم عنهم ) أی عن أهل الدولة ( یأمنون غائلة ذلک التصرف فلو تعین لهم ) أی لأهل الدولة کوزراء السلاطین ( على یدی من ) قوله على یدی من متعلق بتصل ومن فاعله أی لو تعین لهم من على یدیه .


قال رضی الله عنه :  ( تصل الأخبار إلى ملکهم ) متعلق بتصل ( لصانعوه ) أی لخدموا صاحب تلک الیدین ( وأعطوا له الرشا ) بضم الراء جمع رشوة .

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( حتى یفعلوا ما یریدون ولا یصل ذلک ) الأخبار ( إلى ملکهم فکان قولها ) أی قول بلقیس ( ألقی إلیّ ولم تسم من ألقاه سیاسة منها أورثت الحذر منها ) أی من بلقیس.

قال رضی الله عنه :  ( فی أهل مملکتها وخواص مدبرها وبهذا ) العلم ( استحقت ) بلقیس ( التقدم علیهم ) أی على خواص مدبرها مع کونها امرأة یجب تأخیرها عن مرتبة الرجال


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ثم إنه کیف یقدم سلیمان اسمه على اسم الله کما زعموا وهو من جملة من أوجدته الرحمة: فلا بد أن یتقدم الرحمن الرحیم لیصح استناد المرحوم.

هذا عکس الحقائق: تقدیم من یستحق التأخیر وتأخیر من یستحق التقدیم فی الموضع الذی یستحقه.

ومن حکمة بلقیس وعلو علمها کونها لم تذکر من ألقى إلیها الکتاب، وما عملت ذلک إلا لتعلم أصحابها أن لها اتصالا إلى أمور لا یعلمون طریقها، وهذا من التدبیر الإلهی فی الملک، لأنه إذا جهل طریق الإخبار الواصل للملک خاف أهل الدولة على أنفسهم فی تصرفاتهم، فلا یتصرفون إلا فی أمر إذا وصل إلى سلطانهم عنهم یأمنون غائلة ذلک التصرف.

فلو تعین لهم على یدی من تصل الأخبار إلى ملکهم لصانعوه وأعظموا له الرشا حتى یفعلوا ما یریدون ولا یصل ذلک إلى ملکهم.

فکان قولها «ألقی إلی» ولم تسم من ألقاه سیاسة منها أورثت الحذر منها فی أهل مملکتها وخواص مدبریها، وبهذا استحقت التقدم علیهم.  )

 

قال رضی الله عنه :  ( ثم إنه کیف یقدم سلیمان اسمه على اسم الله کما زعموا وهو من جملة من أوجدته الرحمة: فلا بد أن یتقدم الرحمن الرحیم لیصح استناد المرحوم. هذا عکس الحقائق: تقدیم من یستحق التأخیر وتأخیر من یستحق التقدیم فی الموضع الذی یستحقه. ومن حکمة بلقیس وعلو علمها کونها لم تذکر من ألقى إلیها الکتاب، وما عملت ذلک إلا لتعلم أصحابها أن لها اتصالا إلى أمور لا یعلمون طریقها، وهذا من التدبیر الإلهی فی الملک، لأنه إذا جهل طریق الإخبار الواصل للملک خاف أهل الدولة على أنفسهم فی تصرفاتهم، فلا یتصرفون إلا فی أمر إذا وصل إلى سلطانهم عنهم یأمنون غائلة ذلک التصرف.فلو تعین لهم على یدی من تصل الأخبار إلى ملکهم لصانعوه وأعظموا له الرشا حتى یفعلوا ما یریدون ولا یصل ذلک إلى ملکهم.

فکان قولها «ألقی إلی» ولم تسم من ألقاه سیاسة منها أورثت الحذر منها فی أهل مملکتها وخواص مدبریها، وبهذا استحقت التقدم علیهم.  )

النص واضح و لا یحتاج  إلى زیادة شرح.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ثم إنه کیف یقدم سلیمان اسمه على اسم الله کما زعموا وهو من جملة من أوجدته الرحمة: فلا بد أن یتقدم الرحمن الرحیم لیصح استناد المرحوم.

هذا عکس الحقائق: تقدیم من یستحق التأخیر وتأخیر من یستحق التقدیم فی الموضع الذی یستحقه.

ومن حکمة بلقیس وعلو علمها کونها لم تذکر من ألقى إلیها الکتاب، وما عملت ذلک إلا لتعلم أصحابها أن لها اتصالا إلى أمور لا یعلمون طریقها، وهذا من التدبیر الإلهی فی الملک، لأنه إذا جهل طریق الإخبار الواصل للملک خاف أهل الدولة على أنفسهم فی تصرفاتهم، فلا یتصرفون إلا فی أمر إذا وصل إلى سلطانهم عنهم یأمنون غائلة ذلک التصرف.

فلو تعین لهم على یدی من تصل الأخبار إلى ملکهم لصانعوه وأعظموا له الرشا حتى یفعلوا ما یریدون ولا یصل ذلک إلى ملکهم.

فکان قولها «ألقی إلی» ولم تسم من ألقاه سیاسة منها أورثت الحذر منها فی أهل مملکتها وخواص مدبریها، وبهذا استحقت التقدم علیهم.  )


قال رضی الله عنه :  ( ثم إنّه کیف یقدّم سلیمان اسمه على اسم الله - کما زعموا - وهو من جملة من أوجدته الرحمة ؟!  فلا بدّ أن یتقدّم الرحمن الرحیم » أی على اسم سلیمان « لیصحّ استناد المرحوم ، هذا عکس الحقائق : تقدیم من یستحقّ التأخیر وتأخیر من یستحقّ التقدیم فی الموضع الذی یستحقّه ) .


 

یشیر رضی الله عنه إلى حقیقة التفاضل بین الأسماء ، کتفاضل الرحمن على الرحیم ، فمع أنّ سلیمان اسم إلهی فی نفسه على مقتضى التحقیق ، ولکن بالنسبة إلى الله المتعیّن بذاته فی ألوهیته متقیّد عن کل تقدیر بخصوصیة مادّة سلیمانیة ، وسلیمان عارف بذلک .

فلا یقدّم المقیّد على المطلق ، کما لا یتقدّم الرحیم على الرحمن ، إذ الرحمن - الموجد لسلیمان والمظهر عموم حکم سلطانه على العالم - یستحقّ التقدیم بالذات على من أوجده ممّن سلیمان واحد منهم ولا سیّما فی أوّل الکتاب أو صدره ، فهذا لا یلیق بکمال سلیمان علیه السّلام وعلمه ومعرفته ، حاشاه عن ذلک .


قال رضی الله عنه : ( ومن حکمة بلقیس وعلوّ علمها - کونها لم تذکر من ألقى إلیها الکتاب ، وما عملت ذلک إلَّا لتعلم أصحابها أنّ لها اتّصالا إلى أمور لا یعلمون طریقها ، وهذا من التدبیر الإلهی فی الملک ، لأنّه إذا جهل طریق الإخبار الواصل للملک ، خاف أهل الدولة على أنفسهم فی تصرّفاتهم ، فلا یتصرّفون إلَّا فی أمر إذا وصل إلى سلطانهم یأمنون غائلة ذلک التصرّف ، فلو تعیّن لهم على یدی من تصل الأخبار إلى ملکهم ، لصانعوه وأعظموا له الرشى ، حتى یفعلوا ما یریدون ، ولا یصل ذلک إلى ملکهم ، فکان قولها : ( أُلْقِیَ إِلَیَّ ) ولم تسمّ من ألقاه سیاسة منها أورثت الحذر منها فی أهل مملکتها وخواصّ مدبّرها ، وبهذا استحقّت التقدّم علیهم ) .

قال العبد : کلّ هذا مشروح لا یحتاج فیه إلى مزید بیان .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ثم إنه کیف یقدم سلیمان اسمه على اسم الله کما زعموا وهو من جملة من أوجدته الرحمة: فلا بد أن یتقدم الرحمن الرحیم لیصح استناد المرحوم.

هذا عکس الحقائق: تقدیم من یستحق التأخیر وتأخیر من یستحق التقدیم فی الموضع الذی یستحقه.

ومن حکمة بلقیس وعلو علمها کونها لم تذکر من ألقى إلیها الکتاب، وما عملت ذلک إلا لتعلم أصحابها أن لها اتصالا إلى أمور لا یعلمون طریقها، وهذا من التدبیر الإلهی فی الملک، لأنه إذا جهل طریق الإخبار الواصل للملک خاف أهل الدولة على أنفسهم فی تصرفاتهم، فلا یتصرفون إلا فی أمر إذا وصل إلى سلطانهم عنهم یأمنون غائلة ذلک التصرف.

فلو تعین لهم على یدی من تصل الأخبار إلى ملکهم لصانعوه وأعظموا له الرشا حتى یفعلوا ما یریدون ولا یصل ذلک إلى ملکهم.

فکان قولها «ألقی إلی» ولم تسم من ألقاه سیاسة منها أورثت الحذر منها فی أهل مملکتها وخواص مدبریها، وبهذا استحقت التقدم علیهم.  )


قال رضی الله عنه :  ( ثم إنه کیف یقدم سلیمان اسمه على اسم الله کما زعموا ، وهو من جملة من أوجدته الرحمة الرحمانیة فلا بد أن یتقدم الرحمن الرحیم لیصح استناد المرحوم ، هذا عکس الحقائق ، تقدیم من یستحق التأخیر وتأخیر من یستحق التقدیم فی الموضع الذی یستحقه )

أی لما تحقق التفاضل بین الأسماء امتنع عادة أن یقدم سلیمان اسمه على اسم الله ، مع أن سلیمان اسم إلهی أوجدته الرحمة الرحمانیة مقیدة بالمادة السلیمانیة من جملة مظاهر اسم الرحمن المطلق عارف بذلک .

فلا یقدم المقید على المطلق کما لا یتقدم الرحیم على الرحمن .

لأن الرحمن الذی أوجد سلیمان وأظهر عموم حکم سلطته على العالم ، یستحق التقدم بالذات على من أوجدهم ممن سلیمان من جملتهم ، فلا یلیق بکمال علم سلیمان ومعرفته تأخیره ، سیما فی موضع الاستحقاق الذی هو أول الکلام وصدر الکتاب ومفتتح الدعوة إلى الحق .


قال رضی الله عنه :  (ومن حکمة بلقیس وعلو علمها کونها لم تذکر من ألقى إلیها الکتاب ، وما عملت ذلک إلا لتعلم أصحابها أن لها اتصالا إلى أمور لا یعلمون طریقها ، وهذا من التدبیر الإلهی فی الملک ، لأنه إذا جهل طریق الإخبار الواصل للملک خاف أهل الدولة على أنفسهم فی تصرفاتهم ، فلا یتصرفون إلا فی أمر إذا وصل إلى سلطانهم عنهم یأمنون غائلة ذلک التصرف فلو تعین لهم على یدی ؟ من تصل الأخبار إلى ملکهم لصانعوه وأعظموا له الرشا حتى یفعلوا ما یریدون ولا یصل ذلک إلى ملکهم فکان قولها  "أُلْقِیَ إِلَیَّ کِتابٌ کَرِیمٌ " ولم تسمّ من ألقاه سیاسة منها أورثت الحذر منها فی أهل مملکتها وخواص مدبریها ، وبهذا استحقت التقدم علیهم ) هذا غنى عن الشرح .

 

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ثم إنه کیف یقدم سلیمان اسمه على اسم الله کما زعموا وهو من جملة من أوجدته الرحمة: فلا بد أن یتقدم الرحمن الرحیم لیصح استناد المرحوم.

هذا عکس الحقائق: تقدیم من یستحق التأخیر وتأخیر من یستحق التقدیم فی الموضع الذی یستحقه.

ومن حکمة بلقیس وعلو علمها کونها لم تذکر من ألقى إلیها الکتاب، وما عملت ذلک إلا لتعلم أصحابها أن لها اتصالا إلى أمور لا یعلمون طریقها، وهذا من التدبیر الإلهی فی الملک، لأنه إذا جهل طریق الإخبار الواصل للملک خاف أهل الدولة على أنفسهم فی تصرفاتهم، فلا یتصرفون إلا فی أمر إذا وصل إلى سلطانهم عنهم یأمنون غائلة ذلک التصرف.

فلو تعین لهم على یدی من تصل الأخبار إلى ملکهم لصانعوه وأعظموا له الرشا حتى یفعلوا ما یریدون ولا یصل ذلک إلى ملکهم.

فکان قولها «ألقی إلی» ولم تسم من ألقاه سیاسة منها أورثت الحذر منها فی أهل مملکتها وخواص مدبریها، وبهذا استحقت التقدم علیهم.  )


فقال رضی الله عنه : ( ثم إنه کیف یقدم سلیمان اسمه على اسم الله کما زعموا ، وهو من جملة من أوجدته الرحمة ) أی ، الرحمة الرحمانیة ، والرحمان الذی هو الموجد له متأخر عن اسم الله ، فمعلوله ومرحومه بالطریق الأولى أن یتأخر عنه .


( فلا بد أن یتقدم "الرحمن الرحیم " لیصح إسناد المرحوم ) أی ، فلا بد أن یتقدم الاسم "الله" و "الرحمن" الذی یوجد سلیمان على "الرحیم " ، والرحیم الذی یخصه بالکمالات على المرحوم الذی هو سلیمان ، لأن العلة بالذات متقدمة على معلولها ، لیصح الإسناد المرحوم إلى راحمه وموجده .


قال رضی الله عنه :  ( هذا عکس الحقائق : تقدیم من یستحق التأخیر وتأخیر من یستحق التقدیم فی الموضع الذی یستحقه . )

أی ، هذا القول الذی قیل فی سلیمان ، عکس ما یقتضیه علوم الحقائق من تقدیم من یستحق التأخیر ، وهو سلیمان ، وتأخیر من یستحق التقدیم ، وهو الله وأسماؤه ، فی موضع لا یستحق إلا التقدیم .

فإن العادة فی ابتداء الأمور تقدیم اسم الحق علیها .

کما قال رسول الله ، صلى الله علیه وسلم : ( کل أمر ذی بال لم یبدأ فیه ببسم الله الرحمن الرحیم ، فهو أبتر ) .


فقوله رضی الله عنه  : ( تقدیم ) یجوز أن یکون خبر للمبتدأ المحذوف ، أی ، هو تقدیم . أو عطف بیان لهذا .

( ومن حکمة بلقیس وعلو علمها ) أی ، ومن جملة معارفها وعلو مرتبة علمها .

( کونها لم تذکر من ألقى إلیها الکتاب ، وما عملت ذلک إلا لتعلم أصحابها ) من ( الإعلام ) . أی ، عملت بلقیس ذلک لتعلم وتخبر توابعها .

( أن لها اتصالا إلى أمور لا یعلمون طریقها ) أی ، إلى أسرار ومعانی من عالم الجبروت والملکوت ، لا یعلمون طریق الوصول إلیها .


قال رضی الله عنه :  ( وهذا من التدبیر الإلهی فی الملک ، لأنه إذا جهل طریق الإخبار الواصل للملک ، خاف أهل الدولة على أنفسهم فی تصرفاتهم ، فلا یتصرفون إلا فی أمر إذا وصل إلى سلطانهم عنهم ، یأمنون غائلة ذلک التصرف . فلو تعین لهم على یدی من یصل الأخبار إلى ملکهم ، لصانعوه وأعظموا له الرشى ) . "الرشى " جمع رشوة .

فلو تعین لهم أن الأخبار على یدی من یصل إلى الملک ، لخدموه وأعظموا له أنواعا من الرشوة.


قال رضی الله عنه :  ( حتى یفعلوا ما یریدون ولا یصل ذلک إلى ملکهم . فکان قولها : ( ألقى إلى ) ولم تسم من ألقاه سیاسة منها أورثت الحذر منها فی أهل مملکتها وخواص مدبریها ، وبهذا استحقت التقدم علیهم . )  المعنى کله ظاهر .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ثم إنه کیف یقدم سلیمان اسمه على اسم الله کما زعموا وهو من جملة من أوجدته الرحمة: فلا بد أن یتقدم الرحمن الرحیم لیصح استناد المرحوم.

هذا عکس الحقائق: تقدیم من یستحق التأخیر وتأخیر من یستحق التقدیم فی الموضع الذی یستحقه.

ومن حکمة بلقیس وعلو علمها کونها لم تذکر من ألقى إلیها الکتاب، وما عملت ذلک إلا لتعلم أصحابها أن لها اتصالا إلى أمور لا یعلمون طریقها، وهذا من التدبیر الإلهی فی الملک، لأنه إذا جهل طریق الإخبار الواصل للملک خاف أهل الدولة على أنفسهم فی تصرفاتهم، فلا یتصرفون إلا فی أمر إذا وصل إلى سلطانهم عنهم یأمنون غائلة ذلک التصرف.

فلو تعین لهم على یدی من تصل الأخبار إلى ملکهم لصانعوه وأعظموا له الرشا حتى یفعلوا ما یریدون ولا یصل ذلک إلى ملکهم.

فکان قولها «ألقی إلی» ولم تسم من ألقاه سیاسة منها أورثت الحذر منها فی أهل مملکتها وخواص مدبریها، وبهذا استحقت التقدم علیهم.  )

 

قال رضی الله عنه :  (ثمّ إنّه کیف یقدّم سلیمان اسمه على اسم اللّه کما زعموا وهو من جملة من أوجدته الرّحمة ، فلابدّ أن یتقدّم الرّحمن الرّحیم لیصحّ استناد المرحوم ، هذا عکس الحقائق : تقدیم من یستحقّ التّأخیر وتأخیر من یستحقّ التّقدیم فی الموضع الذی یستحقّه ) .

 

( ثم ) أی : بعد ما عرفت اعتبار التفاضل بالفعل فی نظر الکمال فیما بین المظاهر الخلقیة بعضها بالنظر إلى بعض ، فکیف لا یقع اعتبار التفاضل فیما بین أسماء الحق وبین الخلائق ( أنه کیف یقدم سلیمان اسمه على اسم اللّه کما زعموا ) ، فإنه وإن صار أکمل المظاهر بالفعل ، وصار ثابتا عن الحق ، فرتبته نازلة عن رتبة الرحمة النازلة عن رتبة الإلهیة کیف ( وهو من جملة من أوجدته الرحمة ).

 

أی : التی هی المدلول التضمنی للرحمن الرحیم ، ( فلابدّ أن یتقدم ) فی الواقع ( الرحمن الرحیم ) على سلیمان المرحوم ؛ ( لیصح إسناد المرحوم ) المعلول إلى علته الرحمن الرحیم ، فیجب تأخر اسم سلیمان فی الذکر عن الرحمن الرحیم المتأخرین عن اسم اللّه ، فلو قدم اسمه علیهما کان خطأ ،

 

وإلیه الإشارة بقوله : ( هذا ) أی : تقدیم سلیمان اسمه على هذه الأسماء الإلهیة ، ( عکس الحقائق ) أی : عکس مقتضاها ( تقدیم من یستحق التأخیر ) ، وهو المعلول ( وتأخیر من یستحق التقدیم ) ، وهو العلة ( فی الموضع الذی یستحقه ) ؛ لإشعاره بالعلیة والمعلولیة ، فهو وإن حسن فی موضع باعتبار آخر ، ولا یحسن فی مثل هذا الموضع أصلا ؛ لأنه أشعر بأنه مرحوم بهما أولا ، وراحم بتجلیهما والتحقق بهما ثانیا .

 

قال رضی الله عنه :  ( ومن حکمة بلقیس وعلوّ علمها کونها لم تذکر من ألقى إلیها الکتاب ؛ وما عملت ذلک إلّا لتعلم أصحابها أنّ لها اتّصالا إلى أمور لا یعلمون طریقها ، وهذا من التّدبیر الإلهیّ فی الملک ، لأنّه إذا جهل طریق الإخبار الواصل للملک خاف أهل الدّولة على أنفسهم فی تصرّفاتهم ، فلا یتصرّفون إلّا فی أمر إذا وصل إلى سلطانهم عنهم یأمنون غائلة ذلک التّصرّف ، فلو تعیّن لهم على یدی من تصل الأخبار إلى ملکهم لصانعوه وأعطوا له الرّشا حتّى یفعلوا ما یریدون ، ولا یصل ذلک إلى ملکهم ، فکان قولها :أُلْقِیَ إِلَیَّ[ النمل : 29 ] ولم تسمّ من ألقاه سیاسة منها أورثت الحذر منها فی أهل مملکتها وخواصّ مدبّریها وبهذا استحقّت التّقدّم علیهم ) .

 

ثم أشار إلى بقیة ما یتعلق بالآیة مع الإشارة إلى کمال عقل بلقیس ؛ لیتم بذلک تمسکه على منع تقدیم سلیمان اسمه على اسم اللّه فی الکتاب ، بقوله : إِنِّی أُلْقِیَ إِلَیَّ کِتابٌ کَرِیمٌ [ النمل : 29 ] ؛ ولیشیر بذلک إلى ما أثر فیها کتابه من إعطاء نصیب من الرحمتین فی تدبیر المملکة .

 

فقال رضی الله عنه  : ( ومن حکمة بلقیس ) أی : علمها الذی استحکمت به أمر المملکة ، ( وعلو علمها ) على العلوم أکبر ولاة الأمر ( کونها لم تذکر من ألقی إلیها الکتاب ) ، وهو الطیر مع أنه أمر عجیب ، وفیه تعظیم شأن من أرسله بعموم تصرفه فی أجناس العالم وأنواعه مع أن المشورة تتعلق ببیان حاله ، ( وما علمت ذلک ) للاختصار.

إذ لا یبالی به مع هذه الفوائد ، ولا بجهلها بالملقی ، إذ ثبت فی الأخبار أن الطیر لما ألقی الکتاب على صدرها وهی نائمة حک علیه برجله ، حتى تنبهت فعلمت به.

فما عملت ذلک ( إلا لیعلم أصحابها أن لها اتصالا إلى أمور ) من مملکتها ومملکة غیرها ( لا یعلمون طریقها ) الذی تسلکه لتحصلها وتصل به أخبارها إلیها .

( وهذا ) إن لم یکن له فائدة متوقعة فی المستقبل ، فهو فی الحال شبیه بالآلة ، إذ هو( من التدبیر الإلهی فی الملک ).

 

لأن انتظام أمور أکثر الخلائق فی جهلهم بما یفعله إلا له بهم ، فکیف إذا کانت له مع ذلک فائدة متوقعة فی المستقبل ، ( فإن إذا جهل طریق الإخبار الواصل للملک ) من مملکته أو مملکة غیره ( خاف أهل الدولة على أنفسهم فی تصرفاتهم ) .

فإنها المتعلقة بالمملکة أو بخاصة أنفسهم من وصول أخبار ظلمهم وإفسادهم فیها من حیث لا یشعرون ، فإذا خافوا .

 

قال رضی الله عنه :  (فلا یتصرفون إلا فی أمر إذا وصل ذلک الأمر إلى سلطانهم خبر عنهم یؤمنون غائلة ذلک التصرف ) ؛ لسلامته عن الظلم والإفساد ، وهم إنما یخافون هذا الخوف الموجب لصلاح تصرفاتهم کلها عن عدم تعین طریق الإخبار الواصل إلى ملکهم ، ( فلو تعین لهم ) طریق الإخبار ، وعلموا ( على یدی من یصل الإخبار إلى ملکهم ، لصانعوه ) بأنواع المودة .

( وأعظموا له الرّشا ) لیخفی علیهم مظالمهم ومفاسدهم ، وینهی عنهم ما یرید ملکهم رضا عنهم وتقریبا لهم .

 

قال رضی الله عنه :  ( حتى یفعلوا ما یریدون ) من أنواع الظلم والفساد ، کما نرى من أهل زماننا ، ( ولا یصل ذلک إلى ملکهم ) ؛ لأنه عین للإیصال طریقا وعرفه الناس ، وهو لا توصل إلیه الأمور على ما هی علیه إذ لا یصل إلیه شیء حینئذ ، فإن أوصله غیره أجمعوا على تکذیبه بواسطته ؛ فإن تم کلامه عنده ، فربما لا یوصل إلا بعد مدة لا یمکن تدارکهم إلا بصعوبة ( فکان قولها إنی ألقی إلیّ ) بصیغة المبنی للمفعول .

قال رضی الله عنه :  ( ولم تسم من ألقاه ) مع کونه طیرا من غیر مملکتها ، ولا یمکن معه مصانعتهم ، وإعظام رشا له لو أوصله أخبارهم إلیها مع أنه لا یمکنه ذلک ( سیاسة فیها ) أی : تدبیرا فی مملکتها ( أورثت الحذر منها فی أهل مملکتها ) أی : عامة من یسکنها ، ( وخواص مدبریها ) وهم العمال المتصرفون فی مملکتها من معرفتهم وصول أمور إلى ملکهم بطریق لا یعلمونه ، ففیه سد مسالک الفساد بالکلیة ؛ لأن إخفاء هذا الطریق فی غایة الصعوبة یحتاج إلى علم عظیم ، وتدبیر حکیم ، ( وبهذا ) أی :

باختصاصها بزیادة العلم والسیاسة ( استحقت التقدیم ) برتبة السلطنة ( علیهم ) مع کونهم رجالا من شأنهم التقدیم للسلطنة ، وغیرها من الأمور العظام .

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ثم إنه کیف یقدم سلیمان اسمه على اسم الله کما زعموا وهو من جملة من أوجدته الرحمة: فلا بد أن یتقدم الرحمن الرحیم لیصح استناد المرحوم.

هذا عکس الحقائق: تقدیم من یستحق التأخیر وتأخیر من یستحق التقدیم فی الموضع الذی یستحقه.

ومن حکمة بلقیس وعلو علمها کونها لم تذکر من ألقى إلیها الکتاب، وما عملت ذلک إلا لتعلم أصحابها أن لها اتصالا إلى أمور لا یعلمون طریقها، وهذا من التدبیر الإلهی فی الملک، لأنه إذا جهل طریق الإخبار الواصل للملک خاف أهل الدولة على أنفسهم فی تصرفاتهم، فلا یتصرفون إلا فی أمر إذا وصل إلى سلطانهم عنهم یأمنون غائلة ذلک التصرف.

فلو تعین لهم على یدی من تصل الأخبار إلى ملکهم لصانعوه وأعظموا له الرشا حتى یفعلوا ما یریدون ولا یصل ذلک إلى ملکهم.

فکان قولها «ألقی إلی» ولم تسم من ألقاه سیاسة منها أورثت الحذر منها فی أهل مملکتها وخواص مدبریها، وبهذا استحقت التقدم علیهم.  )

 

قال رضی الله عنه :  ( ثمّ إنّه کیف یقدم سلیمان اسمه على اسم الله - کما زعموا - وهو من جملة من أوجدته الرحمة ) المسبوقة باللَّه .

وقال رضی الله عنه :  ( فلا بدّ أن یتقدّم « الرحمن الرحیم » لیصحّ استناد المرحوم ) یعنی سلیمان فإنّک قد عرفت أن المقدّم - ذکرا أو فکرا أو کتابة - من الأسماء لا بدّ وأن یکون أصلا لما یتأخّر ویتفرّع علیه ، حتى یکون على ترتیب نظم الحقائق ، فإنّ المستحقّ للتقدیم فی کل جمعیّة ومزاج إنّما هو الأمر الکلَّی النافذ الحکم فیما دونه من

 

الجزئیّات المتفرّعة عنه ، فإنّ رتبة الجزئیّات المتفرّعة إنما هو التأخیر ، فلا بدّ من تأخیر سلیمان . فلو قدّم على الاسمین یکون على غیر الترتیب .

فقوله رضی الله عنه :  ( هذا عکس الحقائق ، تقدیم من یستحقّ التأخیر ، وتأخیر من یستحقّ التقدیم فی المواضع الذی یستحقّه ) إشارة إلیه .

 

بلقیس کانت عالمة حکیمة

ثم أشار إلى وجه نسبة بلقیس إلى سلیمان ، والرابطة القاضیة بینهما بهذه المراسلة وما یتبعها من الهدایة والاهتداء ، بما فی بلقیس من تدبیر سیاسة الملک وتأسیس بنیان السلطنة وإرهاص أمرها.

 

بقوله رضی الله عنه :  ( ومن حکمة بلقیس وعلوّ علمها کونها لم تذکر من ألقى إلیها الکتاب . وما عملت ذلک إلَّا لیعلم أصحابها أنّ لها إیصالات إلى أمور لا یعلمون طریقها وهذا من التدبیر الإلهی فی الملک . لأنّه إذا جهل طریق الأخبار الواصل للملک خاف أهل الدولة على أنفسهم فی تصرّفاتهم ،فلا یتصرّفون إلا فی أمر إذا وصل إلى سلطانهم عنهم یأمنون غائلة ذلک التصرّف.

فلو تعیّن لهم « على یدی من تصل الأخبار إلى ملکهم » لصانعوه وأعظموا له الرشا ، حتى یفعلوا ما یریدون ولا یصل ذلک إلى ملکهم . فکان قولها : “ أُلْقِیَ إِلَیَّ کِتابٌ کَرِیمٌ “[ 27 / 29 ] ولم تسمّ من ألقاه - سیاسة منها ، أورثت الحذر منها فی أهل مملکتها وخواصّ مدبّریها . وبهذا )

 

الوجه من المناسبة التی بینها وبین سلیمان ( استحقّت التقدم علیهم ) والاختصاص بالمکاتبة إلیها . هذه حکمة بلقیس التی هی عالمة الجنّ .


"" أضاف المحقق : فی التفاسیر أن أم بلقیس کانت جنیة راجع مجمع البیان : 7 / 224 ، سورة النمل / 45 . الدر المنثور : 7 / 363 ، عن مجاهد .

وقال ابن العربی فی الفتوحات الباب العاشر ومائتان فی المکاشف  :

« قالت بلقیس کَأَنَّهُ هُوَ وهو کان لم یکن غیره فطلبنا عین السبب الموجب لجهلها به

حتى قالت : "کَأَنَّهُ هُوَ " فعلمنا إن ذلک حصل لها من وقوفها مع الحرکة المعهودة فی قطع المسافة البعیدة.

وهذا القول الذی صدر منها یدل عندی أنها لم تکن کما قیل متولدة بین الإنس والجان إذ لو کانت کذلک لما بعد علیها مثل هذا من حیث علمها بأبیها وما تجده فی نفسها من القوة على ذلک .أهـ .""

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ثم إنه کیف یقدم سلیمان اسمه على اسم الله کما زعموا وهو من جملة من أوجدته الرحمة: فلا بد أن یتقدم الرحمن الرحیم لیصح استناد المرحوم.

هذا عکس الحقائق: تقدیم من یستحق التأخیر وتأخیر من یستحق التقدیم فی الموضع الذی یستحقه.

ومن حکمة بلقیس وعلو علمها کونها لم تذکر من ألقى إلیها الکتاب، وما عملت ذلک إلا لتعلم أصحابها أن لها اتصالا إلى أمور لا یعلمون طریقها، وهذا من التدبیر الإلهی فی الملک، لأنه إذا جهل طریق الإخبار الواصل للملک خاف أهل الدولة على أنفسهم فی تصرفاتهم، فلا یتصرفون إلا فی أمر إذا وصل إلى سلطانهم عنهم یأمنون غائلة ذلک التصرف.

فلو تعین لهم على یدی من تصل الأخبار إلى ملکهم لصانعوه وأعظموا له الرشا حتى یفعلوا ما یریدون ولا یصل ذلک إلى ملکهم.

فکان قولها «ألقی إلی» ولم تسم من ألقاه سیاسة منها أورثت الحذر منها فی أهل مملکتها وخواص مدبریها، وبهذا استحقت التقدم علیهم.  )

 

قال رضی الله عنه :  ( ثمّ إنّه کیف یقدّم سلیمان اسمه على اسم اللّه کما زعموا وهو من جملة من أوجدته الرّحمة .  فلا بدّ أن یتقدّم الرّحمن الرّحیم لیصحّ استناد المرحوم .)

 

فقال رضی الله عنه : ( ثم إنه کیف یقدم سلیمان اسمه ) فی مکتوبه إلى بلقیس ( على "اسْمَ اللَّهِ " کما زعموا ) ، أی الظاهریون من أهل التفسیر ( وهو ) ، أی والحال أن سلیمان ( من جملة ما أوجدته الرحمة ) الرحمانیة وخصصته الرحمة الرحیمیة بکمالاته متأخر طبعا عن الرحیم الرحمن المتأخرین عن الاسم اللّه .

فقال رضی الله عنه : ( فلا بد أن یتقدم الرحمن الرحیم ) ، علیه وضعا لیصح استناده المرحوم إلیها على وجه یوافق فیه الوضع الطبع أو فلا بد أن یتقدما فی نفس الأمر ویتحققا أولا لعلتهما ( لیصح استناد المرحوم ) المعلول إلیهما وإذا کانا متقدمین فی نفس الأمر فینبغی أن یقدما فی الذکر أیضا


قال رضی الله عنه :  (هذا عکس الحقائق : تقدیم من یستحقّ التّأخیر وتأخیر من یستحقّ التّقدیم فی الموضع الذی یستحقّه .  ومن حکمة بلقیس وعلوّ علمها کونها لم تذکر من ألقى إلیها الکتاب ؛ وما عملت ذلک إلّا لتعلم أصحابها أنّ لها اتّصالا إلى أمور لا یعلمون طریقها ، وهذا من التّدبیر الإلهیّ فی الملک ، لأنّه إذا جهل طریق الإخبار الواصل للملک خاف أهل الدّولة على أنفسهم فی تصرّفاتهم ، فلا یتصرّفون إلّا فی أمر إذا وصل إلى سلطانهم عنهم یأمنون غائلة ذلک التّصرّف . فلو تعیّن لهم على یدی من تصل الأخبار إلى ملکهم لصانعوه وأعطوا له الرّشا حتّى یفعلوا ما یریدون ولا یصل ذلک إلى ملکهم .  فکان قولها :"أُلْقِیَ إِلَیَّ "[ النمل : 29 ] ولم تسمّ من ألقاه سیاسة منها أورثت الحذر منها فی أهل مملکتها وخواصّ مدبّریها وبهذا استحقّت التّقدّم علیهم . )


قال رضی الله عنه :  (هذا ) ، أی ما زعمه الظاهریون ( عکس الحقائق ) التی ینبغی أن یکون الأمر علیها وما زعموه هو ( تقدیم من یستحق التأخیر ) یعنی اسم سلیمان ( وتأخیر من یستحق التقدیم ) یعنی اللّه الرحمن الرحیم ولما کان من یستحق التأخیر فی حدّ ذاته قد یعرض له فی بعض المواضع ما یقتضی تأخیره ولا شک أن هذا التقدیم والتأخر عکس الحقائق فذلک قیده.

 

بقوله رضی الله عنه  : ( فی الموضع الذی یستحقه ) ، أی فی الموضع الذی یستحق فیه من یستحق التأخیر التأخیر لا فی الموضع الذی یستحق فیه التقدیم وکذا الحال فیمن یستحق التقدیم .

قوله رضی الله عنه  : ( ومن حکمة بلقیس وعلو ) مرتبة ( علمها کونها بحیث لم تذکر اسم من ألقى الکتاب ) ، حیث قالت :" أُلْقِیَ إِلَیَّ کِتابٌ کَرِیمٌ " [ النمل : 29 ] على صیغة المبنی للمفعول .

قوله رضی الله عنه  : ( وما عملت ذلک إلا لتعلم أصحابها ) من الإعلام ( أن لها اتصالا إلى أمور ) من أحوال الملک والحوادث الذی تتجدد فیه ( لا یعلمون طریقها ) الذی منه وصل العلم بها إلى بلقیس .

قال رضی الله عنه :  ( وهذا من التدبیر الإلهی فی الملک لأنه إذا جهل طریق الإخبار الواصل للملک ) ، أی إلى الملک .

 قوله رضی الله عنه  : ( خاف أهل الدولة على أنفسهم فی تصرفاتهم فلا یتصرفون إلا فی أمر إذا وصل إلى سلطانهم عنهم یأمنون غائلة ذلک التصرف فلا تعین لهم ) أنه ( على یدی من تصل الإخبار إلى ملکهم لصانعوه ) ، أی عاملوه .

قال رضی الله عنه :  ( وأعظموا له الرشا ) جمع رشوة ( حتى یفعلوا ما یریدون ولا یصل ذلک إلى ملکهم فکان قولها :أُلْقِیَ إِلَیَّ) على صیغة البناء للمفعول .

 

قال رضی الله عنه :  ( ولم تسم من ألقاه سیاسة منها أورثت الحذر منها فی أهل مملکتها وخواص مدبریها ، ولهذا استحقت ) بلقیس ( التقدیم علیهم ) بالسلطنة .


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص ۳۸۹-۳۹۱

ثم إنّه کیف یقدّم سلیمان اسمه على اسم اللّه کما زعموا و هو من جملة من أوجدته الرحمة، فلا بد أن یتقدم الرحمن الرحیم لیصح استناد (اسناد- خ) المرحوم. هذا عکس‏

الحقائق: تقدیم من یستحق التأخیر و تأخیر من یستحق التقدیم فی الموضع الذی یستحقه.

سپس اینکه چگونه سلیمان اسم خود را بر اسم خداوند مقدم ‌می‌دارد، چنانکه ظاهریون از اهل تفسیر پنداشتند و حال اینکه خود سلیمان از جمله کسانى است که رحمت مسبوق به اللّه ایجادش کرد. پس ناچار باید اسم اللّه را بر الرحمن الرحیم مقدم بدارد تا اسناد مرحوم درست گردد (یعنى اسناد مرحوم به راحم و موجدش، چه علت بالذات مقدم بر معلولش ‌می‌باشد) و این حرفى را که ظاهریون از اهل تفسیر پنداشتند، عکس آنى است که علوم حقایق اقتضا دارد که تقدیم آن که استحقاق تأخیر دارد و تأخیر آن که استحقاق تقدیم دارد در موضعى که استحقاق دارد بگردد.

اسم اللّه بر رحمن و رحمن بر رحیم استحقاق تقدم دارد و اسم سلیمان مؤخّر از این اسماء است و رسول اللّه فرمود: «کلّ امر ذی بال لم یبدأ فیه ببسم اللّه الرحمن الرحیم فهو أبتر«.

(حکمت بلقیس و علو علمش‏)

و من حکمة بلقیس و علوّ علمها کونها لم تذکر من ألقى إلیها الکتاب، و ما عملت ذلک إلا لتعلم أصحابها أن لها اتصالا إلى امور لا یعلمون طریقها، و هذا من التدبیر الإلهی فی الملک، لأنّه إذا جهل طریق الإخبار الواصل للملک خاف أهل الدولة على أنفسهم فی تصرفاتهم، فلا یتصرفون إلّا فی أمر إذا وصل الى سلطانهم عنهم یأمنون غائلة ذلک التصرف. فلو تعیّن لهم على یدی من تصل الاخبار الى ملکهم لصانعوه و أعظموا له الرّشا حتّى یفعلوا ما یریدون و لا یصل ذلک الى ملکهم. فکان قولها أُلْقِیَ إِلَیَ‏ و لم تسمّ من ألقاه سیاسة منها أورثت الحذر منها فی أهل مملکت‌ها و خواص مدبّری‌ها؛ و بهذا استحقت التقدیم علیهم.

از حکمت بلقیس و علو علمش اینکه اسم نبرده که چه کسى کتاب را نزد او القا کرد و این کار را نکرد مگر اینکه اصحاب خود را اعلام کند که وى را به امورى اتصال است که آنان طریقش را نمی‌دانند (‌می‌خواهد بگوید اسرارى است) و این از تدبیر الهى در ملک است. زیرا که ملک چون طریق اخبار واصل را پوشیده بدارد اهل دولت در تصرفاتشان بر خویشتن ترس دارند. بنا بر این تصرف نمی‌کنند مگر در امرى که چون خبرش به سلطانشان رسید از غایله و هلاکت آن تصرف ایمن باشند. چه اگر بر ایشان معین شود که اخبار از دست چه کسى به ملک ‌می‌رسد به آن شخص رشوه‌ها ‌می‌دهند و با او معامله‌هایى ‌می‌نمایند تا آن چه را ‌می‌خواهند انجام دهند و خبر آن به ملکشان نرسد.

پس قول بلقیس که گفت: أُلْقِیَ إِلَیَ‏ (داده شد به من) و آن کس را که القا کرد اسم نبرد، سیاستى از وى بود که در اهل مملکتش و خواص مدبران مملکتش پرهیز و ترس از وى را به جاى گذاشت و بدین سبب استحقاق تقدم بر آنان را یافت.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۷۷۷-۷۷۶

ثمّ إنّه کیف یقدّم سلیمان اسمه على اسم اللّه کما زعموا و هو من جملة من‏ أوجدته الرّحمة.

شیخ- قدّس سرّه- چون فارغ شد از تقریر مفاضله در میان اسما و مظاهرش رجوع کرد به مقصود از فصّ و فرمود:

سلیمان علیه السلام چگونه تقدیم کند اسم خود را بر اسم اللّه چنانکه بعضى ارباب تفاسیر گمان مى‌‏برند و حال آنکه وجود سلیمان ایجاد کرده «رحمت رحمانیّه» است و «رحمن» که موجد اوست متأخر از اسم «اللّه»، پس معلول و مرحوم «رحمان» به طریق اولى متأخر باشد ازو.

فلا بدّ أن یتقدّم الرّحمن الرّحیم لیصحّ استناد المرحوم.

یعنى چاره نیست که اسم «اللّه و رحمن» که موجد سلیمان است و «رحیم» که مخصص اوست به کمالات متقدّم باشد بر مرحومى که آن سلیمان است از آنکه علّت بالذات متقدّم است بر معلولش و سلیمان را تأخر مى‏‌باید تا «مرحوم» را استناد به «راحم» و موجدش تواند بود.

هذا عکس الحقائق: تقدیم من یستحقّ التّأخیر و تأخیر من یستحقّ التّقدیم فى الموضع الذى یستحقّه.

یعنى این قول که در حقّ سلیمان گفته مى‌‏شود عکس مقتضاى علوم حقائق است زیرا که مستحق تأخیر را که سلیمان است تقدیم کردن است و مستحق تقدیم را که «اللّه» است و اسماى او در موضع استحقاق بى‏مقتضى عدول تأخیر کردن و این مخالف شأن داناى حقایق است.

و من حکمة بلقیس و علوّ علم‌ها کونها لم تذکر من ألقى إلیها الکتاب؛ و ما عملت ذلک إلّا لتعلم أصحابها أنّ لها اتّصالا إلى أمور لا یعلمون طریقها، و هذا من التّدبیر الإلهىّ فى الملک، لأنّه إذا جهل طریق الإخبار الواصل للملک خاف أهل الدّولة على أنفسهم فى تصرّفاتهم، فلا یتصرّفون إلّا فى أمر إذا وصل إلى سلطانهم عنهم یأمنون غائلة ذلک التّصرّف. فلو تعیّن لهم على یدى من تصل الأخبار إلى ملکهم لصانعوه و أعطوا له الرّشا حتّى یفعلوا ما یریدون و لا یصل ذلک إلى ملکهم. فکان قولها «أُلْقِیَ إِلَیَّ» و لم تسمّ من ألقاه سیاسة منها أورثت الحذر منها فى أهل مملکتها و خواص مدبّریها و بهذا استحقّت التّقدّم علیهم.

و از جمله حکمت و معارف بلقیس و علو مرتبه او در علم یکى آنست که ذکر ملقى کتاب نکرد و صیغه مجهول آورد تا اصحاب و توابع خود را [اعلام کند]  که او را اتصالى هست به اسرار و معانى از عالم جبروت و ملکوت که ایشان طریق وصول بدان نمى‏دانند و این از تدبیر الهى است در ملک از آنکه چون اصحاب و خدم و خیل و حشم و اهل دولت و ارباب بطش وصولت، موصل اخبار را به ملک ندانند هرآینه ایمن نباشند در تصرّفات، و فراغت نیابند از مخافت تطرّق آفات، پس تصرّف نکنند مگر در امرى که اگر خبرش به سمع عالى سلطان رسد از تبعه و غائله آن در امان باشند، و اگر پیش ایشان متعیّن شود که از اخبار اسرار مملکت اخبارکننده ملک کیست هرآینه به ایتاء اصناف خدمت و اعطاى انواع رشوت وظیفه دعاگوئى و رضاجوئى به‏جاى آرند و به سدّ طرائق وصول خبر به ملک، دست تصرّف در ملک گشاده دارند. پس سلوک این طریقه سیاستى است مورث حذر مکر غنى و فقیر و خواص ارباب تدابیر را، و بلقیس بدین دانش و حکمت استحقاق سلطنت و تقدّم و ریاست بر اهل مملکت دریافت.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۲۶

ثمّ أنّه کیف یقدم سلیمان اسمه على اسم اللّه کما زعموا و هو من جملة من أوجدته الرّحمة: فلا بدّ أن یتقدّم الرّحمن الرّحیم لیصحّ استناد المرحوم. هذا عکس الحقائق: تقدیم من یستحقّ التّأخیر و تأخیر من یستحقّ التّقدیم فی الموضع الّذی یستحقّه. و من حکمة بلقیس و علوّ علمها کونها لم تذکر من ألقى إلیها الکتاب؛ و ماعلمت ذلک إلّا لتعلم أصحابها أنّ لها اتّصالا الى أمور لا یعلمون طریقها، و هذا من التّدبیر الإلهیّ فی الملک، لأنّه إذا جهل طریق الإخبار الواصل للملک خاف أهل الدّولة على أنفسهم فی تصرّفاتهم، فلا یتصرّفون إلّا فی أمر إذا وصل إلى سلطانهم عنهم یأمنون غائلة ذلک التّصرّف.

فلو تعیّن لهم على یدی من تصل الإخبار إلى ملکهم لصانعوه و أعظموا له الرّشا حتّى یفعلوا ما یریدون و لا یصل ذلک إلى ملکهم.

فکان قولها «أُلْقِیَ إِلَیَّ» و لم تسمّ من ألقاه سیاسة منها أورثت الحذر منها فی أهل مملکتها و خواصّ مدبّریها؛ و بهذا استحقّت التّقدّم علیهم. 

شرح ظاهر است.