عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الرابعة عشر:


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فأعطیت هذه الأمة المحمدیة رتبة سلیمان علیه السلام فی الحکم، ورتبة داود علیه السلام.   فما أفضلها من أمة.

ولما رأت بلقیس عرشها مع علمها ببعد المسافة واستحالة انتقاله فی تلک المدة عندها، «قالت کأنه هو»، وصدقت بما ذکرناه من تجدید الخلق بالأمثال، وهو هو، وصدق الأمر، کما أنک فی زمان التجدید عین ما أنت فی الزمن الماضی. ثم إنه من کمال علم سلیمان التنبیه الذی ذکره فی الصرح.  فقیل لها «ادخلی الصرح» وکان صرحا أملس لا أمت فیه من زجاج.

فلما رأته حسبته لجة أی ماء، «وکشفت عن ساقیها». حتى لا یصیب الماء ثوبها.

فنبهها بذلک على أن عرشها الذی رأته من هذا القبیل، وهذا غایة الانصاف.

فإنه أعلمها بذلک إصابتها فی قولها «کأنه هو».

فقالت عند ذلک «رب إنی ظلمت نفسی وأسلمت مع سلیمان»: أی إسلام سلیمان: «لله رب العالمین».. )

 

قال رضی الله عنه :  ( فأعطیت هذه الأمّة المحمّدیّة رتبة سلیمان - علیه السّلام - فی الحکم ، ورتبة داود - علیه السّلام - . فما أفضلها من أمّة . ولمّا رأت بلقیس عرشها مع علمها ببعد المسافة واستحالة انتقاله فی تلک المدّة عندهاقالَتْ کَأَنَّهُ هُوَ[ النمل : 42 ] وصدقت بما ذکرناه من تجدید الخلق بالأمثال ، وهو هو ، وصدق الأمر ، کما أنّک فی زمان التّجدید عین ما أنت فی الزّمن الماضی . ثمّ إنّه کمال علم سلیمان التّنبیه الّذی ذکره فی الصّرح .قِیلَ لَهَا ادْخُلِی الصَّرْحَ وکان صرحا أملس لا أمت فیه من زجاج . فلمّا رأته حسبته لجّة أی ماء وَکَشَفَتْ عَنْ ساقَیْها[ النمل : 44 ] . حتّى لا یصیب الماء ثوبها . فنبّهها بذلک على أن عرشها الّذی رأته من هذا القبیل وهذا غایة الإنصاف . فإنّه أعلمها بذلک إصابتها فی قولها :کَأَنَّهُ هُوَ[ النمل: 42 ] . )

فقالت عند ذلک :" رَبِّ إِنِّی ظَلَمْتُ نَفْسِی وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَیْمانَ أی إسلام سلیمان لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ" [ النمل : 44 ] . )


قال رضی الله عنه :  (فأعطیت )، أی أعطى اللّه تعالى علماء (هذه الأمة المحمدیة) الحاملون لعلوم النقل منهم وهم المجتهدون (رتبة سلیمان علیه السلام فی الحکم) إن أصابوا ورتبة داود علیه السلام فی العلم إن أخطأوا یعنی ثواب ذلک وهو الأجران : على الصواب والأجر على الخطأ (فما أفضلها من أمة) حیث أدرکت ثواب النبیین فی ذلک .

ولما رأت بلقیس عرشها مستقرا عند سلیمان علیه السلام مع علمها ، أی بلقیس ببعد المسافة بین بلادها وبیت المقدس وعلمها استحالة انتقاله ، أی العرش فی تلک المدة القلیلة التی فارقت عرشها فیها وهو فی بلادها عندها ، أی النسبة إلیها .

وقد علم بحالها ذلک سلیمان علیه السلام لما قالَ نَکِّرُوا لَها عَرْشَها نَنْظُرْ أَ تَهْتَدِی أَمْ تَکُونُ مِنَ الَّذِینَ لا یَهْتَدُونَ ( 41 ) فَلَمَّا جاءَتْ قِیلَ أَهکَذا عَرْشُکِ قالَتْ کَأَنَّهُ هو "[ النمل: 41 - 42 ]

، أی هذا العرش "هُوَ"، أی عرشها وصدقت فی قولها ذلک بما ، أی بسبب الذی ذکرناه من تجدید الخلق ، أی المخلوقات بالأمثال فی کل لمحة ومع ذلک التجدید هو ، أی الخلق بحاله فی عین الغافل المحجوب الذی لا شعور عنده بالتجدید المذکور ، فلم یلزم أن یکون غیر الخلق الأول عند المکلفین بالأمر الشرعی حتى یقتضی کذب الأمر بتکلیف ما لا یمکن بقاؤه ، أو غیر ما کلف ولهذا قال :

(وصدق الأمر) الشرعی المتوجه على المکلفین مع تجدیدهم فی کل لمحة


قال رضی الله عنه :  (کما أنک) یا أیها المکلف فی عالم کونک مخلوقا (فی زمان التجدید) لک فی عالم الأمر الإلهی الذی أنت وکل شیء قائم به عین ما أنت فی الزمن الماضی فعالم رؤیة المخلوقات کلها على ما هی علیه متصوّرة بالصورة المختلفة فی الحس والعقل هو عالم الخلق وهو الذی فیه المخلوقات موصوفون بالصفات ، وفیه الأشیاء موجودة ، وفیه التکلیف بالأمر والنهی ، وهو عالم الشهادة وعالم الملک .

قال تعالى :" تَبارَکَ الَّذِی بِیَدِهِ الْمُلْکُ وَهُوَ عَلى کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ( 1 )" [ الملک : 1 ] ، وعالم رؤیة المخلوقات کلها ظاهرة من العدم راجعة إلى العدم کلمح بالبصر من غیر استقرار شیء أصلا فی الحس ، والعقل هو عالم الأمر الذی قال تعالى :أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ[ الأعراف : 54 ] ، وهو عالم الغیب وعالم الملکوت الذی قال تعالى :وَکَذلِکَ نُرِی إِبْراهِیمَ مَلَکُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِیَکُونَ مِنَ الْمُوقِنِینَ( 75 ) [ الأنعام : 75].


، وقال تعالى :الَّذِی بِیَدِهِ مَلَکُوتُ کُلِّ شَیْءٍ وَإِلَیْهِ تُرْجَعُونَ[ یس : 83 ] ، ولیس المخلوقات فی هذا العالم موصوفین بالصفات أصلا إلا باعتبار العالم الأوّل ، وإنّما الأوصاف فیه کلها راجعة إلى الحق تعالى ، وفیه یکون الحق سمع العبد وبصره ولا یتصوّر تکلیف ولا مکلف أصلا ، لأن الأشیاء کلها فیه هالکة کما قال تعالى :کُلُّ شَیْءٍ هالِکٌ إِلَّا وَجْهَهُ[ القصص : 88 ] وکُلُّ مَنْ عَلَیْها فانٍ( 26 ) وَیَبْقى وَجْهُ رَبِّکَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِکْرامِ( 27 ) [ الرحمن : 26  27 ] .

ولا یبقى فیه العارف أکثر من لمح بالبصر فی شهوده ، ویقع الغلط للسالک فی هذا العالم کثیرا ، ویظن أنه ساقط التکلیف فی وقت شهوده طرفا من ذلک ، فیکفر بالجحود للقواطع الشرعیة المتوجهة علیه وهو لا یشعر فتنطمس بصیرته عن الترقی ویحسبون أنهم مهتدون .


قال رضی الله عنه :  (ثم إنه) ، أی الشأن (من کمال علم سلیمان) علیه السلام (التنبیه) ، أی الإیقاظ والتفهیم لبلقیس الذی ذکره ، أی تذکره فی الصرح الممرد من قواریر أی زجاج صاف فقیل لها ، أی بلقیس ادْخُلِی الصَّرْحَ، وهو القصر وکل بناء عال وکان ، أی ذلک الصرح صرحا أملس ، أی ناعما صافیا (لا أمت) ، أی لا ارتفاع .

قال تعالى :لا تَرى فِیها عِوَجاً وَلا أَمْتاً( 107 ) [ طه : 107 ] ، أی لا انخفاض ولا ارتفاع فیه ، أی فی ذلک الصرح من زجاج أبیض ، وهو نظیر عرشها اتخذه سلیمان علیه السلام یشبه السریر على وجه الأرض " فَلَمَّا رَأَتْهُ " أبیض صافیا یتلألأ من بریقه ولمعانه فی شعاع الشمس "حَسِبَتْهُ لُجَّةً"، أی ماء یترقرق .

قال رضی الله عنه :  (فکشفت) ، أی بلقیس ("عَنْ ساقَیْها" حتى لا یصیب) ذلک (الماء ثوبها فنبهها) ، أی سلیمان علیه السلام (بذلک) ، أی بأمرها بدخول الصرح على أن عرشها الذی رأته مستقرا عنده من هذا القبیل ، أی لیس هو بعرشها فی عالم الأمر


الإلهی ، وهو عرشها فی عالم الخلق الرحمانی ، وهی فی توهم فی کل ما هی متحققة به کما توهمت الزجاج ماء ، وأثر ذلک التوهم فی نفسها حتى کشفت عن ساقیها لتخوض فی ذلک الماء الذی رأته ، وهو زجاج على خلاف ما ترى ، فنبهها بذلک على الأمر العظیم .


قال رضی الله عنه :  (وهذا)  من سلیمان علیه السلام (غایة الإنصاف فإنه) ، أی سلیمان علیه السلام (أعلمها بذلک) الأمر (إصابتها) ، أی کونها مصیبة فی قولها ، أی بلقیس عن عرشها کَأَنَّهُ هُوَ فعلمت أنها فی توهم من أمرها وشأنها کله فقالت عند ذلک رَبِّ، أی یا رب إِنِّی ظَلَمْتُ نَفْسِی فی جمیع ما کنت أعتقده من أمر الدین ، حیث رأت نفسها متوهمة فی کل ما تعتقده فی محسوساتها الدنیویة ، فکیف بمعقولاتها الدینیة وَأَسْلَمْتُ، أی دخلت فی دین الإسلام مَعَ سُلَیْمانَ علیه السلام أی إسلام سلیمان علیه السلام: لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ[ النمل : 44 ] ، أی مالکهم والعالم بهم على ما هم علیه فی أنفسهم من غیر توهم فی علمه تعالى .

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فأعطیت هذه الأمة المحمدیة رتبة سلیمان علیه السلام فی الحکم، ورتبة داود علیه السلام.   فما أفضلها من أمة.

ولما رأت بلقیس عرشها مع علمها ببعد المسافة واستحالة انتقاله فی تلک المدة عندها، «قالت کأنه هو»، وصدقت بما ذکرناه من تجدید الخلق بالأمثال، وهو هو، وصدق الأمر، کما أنک فی زمان التجدید عین ما أنت فی الزمن الماضی.

ثم إنه من کمال علم سلیمان التنبیه الذی ذکره فی الصرح.

فقیل لها «ادخلی الصرح» وکان صرحا أملس لا أمت فیه من زجاج.

فلما رأته حسبته لجة أی ماء، «وکشفت عن ساقیها». حتى لا یصیب الماء ثوبها.

فنبهها بذلک على أن عرشها الذی رأته من هذا القبیل، وهذا غایة الانصاف.

فإنه أعلمها بذلک إصابتها فی قولها «کأنه هو».

فقالت عند ذلک «رب إنی ظلمت نفسی وأسلمت مع سلیمان»: أی إسلام سلیمان: «لله رب العالمین».. )


قال رضی الله عنه :  ( فأعطیت هذه الأمة المحمدیة رتبة سلیمان علیه السلام فی الحکم ) بالإصابة .

قال رضی الله عنه :  ( ورتبة داود علیه السلام ) بالاجتهاد فجمع هذه الأمة رتبة سلیمان ورتبة داود علیهما السلام ( فما أفضلها ) تعجب أی فما أفضل رتبة سلیمان ورتبة داود علیهما السلام ( من أمة ) محمدیة ولا یتوهم أفضلیة الأمة علیهما فی هذه الرتبة ، لأن هذه الرتبة لسلیمان وداود علیهما السلام أعطیت من اللّه أوّلا وبالذات وللأمة بواسطة روحانیتهما .


قال رضی الله عنه :  ( ولما رأت بلقیس عرشها مع علمها ببعد المسافة واستحالة انتقاله فی تلک المدة عندها قالت کأنه هو ) أی حکمت بالمغایرة على وجه التشبیه.

(وصدقت بما ذکرناه من تجدید الخلق بالامتثال وهو هو وصدق الأمر ) فکان کلام بلقیس جامعا بین الکثرة والوحدة.

فقولها کأن إشارة إلى المثلیة فإن مثل الشیء من حیث أنه لا یکون عینه

وقولها هو إشارة إلى العینیة فإن مثل الشیء عین ذلک الشیء بحسب الحقیقة .


قال رضی الله عنه :  ( کما أنک فی زمان التجدید عین ما أنت فی زمن الماضی ثم أنه من کمال علم سلیمان علیه السلام التنبیه الذی ذکره فی الصرح فقیل لها ادخلی الصرح وکان صرحا أملس لا أمت ).

أی لا عوج ( فیه من زجاج فلما رأته حسبته لجة أی ماء فکشفت عن ساقیها حتى لا یصیب الماء ثوبها فنبهها بذلک على أن عرشها الذی رأته من هذا القبیل ) أی من قبیل التشابه .


قال رضی الله عنه :  ( وهذا ) التنبیه ( غایة الانصاف ) من سلیمان علیه السلام ( فإنه أعلمها ) أی فإن سلیمان علیه السلام أعلم بلقیس ( بذلک ) التنبیه ( أصابتها فی قولها کأنه هو فقالت عند ذلک ) التنبیه (" رَبِّ إِنِّی ظَلَمْتُ نَفْسِی ") بالعصیان إلى هذا الوقت ( وَ ) الآن (أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَیْمانَ أی إسلام سلیمان) علیه السلام ، أی تبعت له فی الإسلام (لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ).


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فأعطیت هذه الأمة المحمدیة رتبة سلیمان علیه السلام فی الحکم، ورتبة داود علیه السلام.   فما أفضلها من أمة.

ولما رأت بلقیس عرشها مع علمها ببعد المسافة واستحالة انتقاله فی تلک المدة عندها، «قالت کأنه هو»، وصدقت بما ذکرناه من تجدید الخلق بالأمثال، وهو هو، وصدق الأمر، کما أنک فی زمان التجدید عین ما أنت فی الزمن الماضی.

ثم إنه من کمال علم سلیمان التنبیه الذی ذکره فی الصرح.

فقیل لها «ادخلی الصرح» وکان صرحا أملس لا أمت فیه من زجاج.

فلما رأته حسبته لجة أی ماء، «وکشفت عن ساقیها». حتى لا یصیب الماء ثوبها.

فنبهها بذلک على أن عرشها الذی رأته من هذا القبیل، وهذا غایة الانصاف.

فإنه أعلمها بذلک إصابتها فی قولها «کأنه هو».

فقالت عند ذلک «رب إنی ظلمت نفسی وأسلمت مع سلیمان»: أی إسلام سلیمان: «لله رب العالمین»..)


قال رضی الله عنه :  (فأعطیت هذه الأمة المحمدیة رتبة سلیمان علیه السلام فی الحکم، ورتبة داود علیه السلام.   فما أفضلها من أمة. ولما رأت بلقیس عرشها مع علمها ببعد المسافة واستحالة انتقاله فی تلک المدة عندها، «قالت کأنه هو»، وصدقت بما ذکرناه من تجدید الخلق بالأمثال، وهو هو، وصدق الأمر، کما أنک فی زمان التجدید عین ما أنت فی الزمن الماضی. ثم إنه من کمال علم سلیمان التنبیه الذی ذکره فی الصرح. فقیل لها «ادخلی الصرح» وکان صرحا أملس لا أمت فیه من زجاج. فلما رأته حسبته لجة أی ماء، «وکشفت عن ساقیها». حتى لا یصیب الماء ثوبها. فنبهها بذلک على أن عرشها الذی رأته من هذا القبیل، وهذا غایة الانصاف. فإنه أعلمها بذلک إصابتها فی قولها «کأنه هو». فقالت عند ذلک «رب إنی ظلمت نفسی وأسلمت مع سلیمان»: أی إسلام سلیمان: «لله رب العالمین».. )

النص واضح و لا یحتاج  إلى زیادة شرح.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فأعطیت هذه الأمة المحمدیة رتبة سلیمان علیه السلام فی الحکم، ورتبة داود علیه السلام.   فما أفضلها من أمة.

ولما رأت بلقیس عرشها مع علمها ببعد المسافة واستحالة انتقاله فی تلک المدة عندها، «قالت کأنه هو»، وصدقت بما ذکرناه من تجدید الخلق بالأمثال، وهو هو، وصدق الأمر، کما أنک فی زمان التجدید عین ما أنت فی الزمن الماضی.

ثم إنه من کمال علم سلیمان التنبیه الذی ذکره فی الصرح.

فقیل لها «ادخلی الصرح» وکان صرحا أملس لا أمت فیه من زجاج.

فلما رأته حسبته لجة أی ماء، «وکشفت عن ساقیها». حتى لا یصیب الماء ثوبها.

فنبهها بذلک على أن عرشها الذی رأته من هذا القبیل، وهذا غایة الانصاف.

فإنه أعلمها بذلک إصابتها فی قولها «کأنه هو».

فقالت عند ذلک «رب إنی ظلمت نفسی وأسلمت مع سلیمان»: أی إسلام سلیمان: «لله رب العالمین»..)

 

قال رضی الله عنه :  (فأعطیت هذه الأمّة المحمدیة رتبة سلیمان فی الحکم ورتبة داوود ، فما أفضلها من أمّة ! ولمّا رأت بلقیس عرشها مع علمها ببعد المسافة واستحالة انتقاله فی تلک المدّة عندها ،   ( قالَتْ کَأَنَّه ُ هُوَ ) وصدقت بما ذکرناه من تجدید الخلق بالأمثال ، وهو هو ، وصدق الأمر ، کما أنّک فی زمان التجدید عین ما أنت فی الزمان الماضی ، ثمّ إنّه من کمال علم سلیمان التنبیه الذی ذکره فی الصرح ف   ( قِیلَ لَهَا ادْخُلِی الصَّرْحَ ) وکان صرحا أملس ، لا أمت فیه ، من زجاج ( فَلَمَّا رَأَتْه ُ حَسِبَتْه ُ لُجَّةً ) أی ماء ( وَکَشَفَتْ عَنْ ساقَیْها ) ، حتى لا یصیب الماء ثوبها ، فنبّهها بذلک على أنّ عرشها الذی رأته من هذا القبیل ، وهذا غایة الإنصاف ) .


یشیر رضی الله عنه : إلى أنّ تقیید الوجود فی الصورة العرشیة عند سلیمان وبلقیس لم یکن إعادة العین ، ولا نقل الموجود المشهود فی سبأ إلى مجلس سلیمان ، فإنّ ذلک محال ، ولکنّه إعدام لذلک الشکل العرشی فی سبأ وإیجاد لمثله عندهما من علم الخلق الجدید ، فهو إیجاد المثل ، لا إیجاد العین وذلک إیهام وإیماء وتنبیه للمثل بإظهار المثل .

وکذلک کان الصرح یوهم من رآه أنّه ماء صاف یموج مثل ما یتخیّل من لا معرفة له بحقیقة تجدید الخلق مع الأنفاس أنّ الثانی عین الأوّل ، وأنّ المجسّد الممثّل من الصورة العرشیة عین عرش بلقیس الذی فی سبأ .


فصحّح سلیمان فی تنبیهه إیّاها فی قوله :  ( إِنَّه ُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ من قَوارِیرَ )  لا کما ظنّت أنّه الماء أو اللجّة فکشفت عن ساقیها - أنّ قولها :  ( کَأَنَّه ُ هُوَ ) صادق ، إذ لیس هو هو ، بل کأنّه ، هو ، وهکذا سؤال سلیمان عنها  ( أَهکَذا عَرْشُکِ ) لعلمه بالأمر فی نفسه .


قال رضی الله عنه  : ( فإنّه أعلمها بذلک إصابتها فی قولها :  "کَأَنَّه ُ هُوَ" فقالت عند ذلک : "رَبِّ إِنِّی ظَلَمْتُ نَفْسِی وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَیْمانَ لِلَّه ِ رَبِّ الْعالَمِینَ"  ) .

یعنی : ظلمت نفسی بتأخیر الإیمان إلى الآن ، و « أسلمت » - برفع التاء - عطف على ما نوت من التوبة والرجوع إلى الله من الظلم الذی اعترفت بها .


بمعنى تبت ورجعت عمّا ظلمت نفسی واعترفت وأسلمت مع سلیمان لله ، لو کان عطفا على « ظلمت » لم یستقم الکلام ، ولم ینتظم ولو عطفت الکلمة أعنی « أسلمت » على « قالت » لصحّ المعنى ، وکان إخبارا عن الجنّ أنّها قالت : ظلمت نفسی ، وأسلمت هی مجزوم التاء ، کنایة عن بلقیس ، أنّها أسلمت لله ربّ العالمین مع سلیمان ، أی إسلام سلیمان لله ربّ العالمین .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فأعطیت هذه الأمة المحمدیة رتبة سلیمان علیه السلام فی الحکم، ورتبة داود علیه السلام.   فما أفضلها من أمة.

ولما رأت بلقیس عرشها مع علمها ببعد المسافة واستحالة انتقاله فی تلک المدة عندها، «قالت کأنه هو»، وصدقت بما ذکرناه من تجدید الخلق بالأمثال، وهو هو، وصدق الأمر، کما أنک فی زمان التجدید عین ما أنت فی الزمن الماضی.

ثم إنه من کمال علم سلیمان التنبیه الذی ذکره فی الصرح.

فقیل لها «ادخلی الصرح» وکان صرحا أملس لا أمت فیه من زجاج.

فلما رأته حسبته لجة أی ماء، «وکشفت عن ساقیها». حتى لا یصیب الماء ثوبها.

فنبهها بذلک على أن عرشها الذی رأته من هذا القبیل، وهذا غایة الانصاف.

فإنه أعلمها بذلک إصابتها فی قولها «کأنه هو».

فقالت عند ذلک «رب إنی ظلمت نفسی وأسلمت مع سلیمان»: أی إسلام سلیمان: «لله رب العالمین».. )

قال رضی الله عنه :  (فأعطیت هذه الأمة المحمدیة رتبة سلیمان علیه السلام فی الحکم ) أی بالقرآن والحدیث.  ( ورتبة داود فی الحکمة ) بالاجتهاد .

 

قال رضی الله عنه :  ( فما أفضلها من أمة ، ولما رأت بلقیس عرشها مع علمها ببعد المسافة واستحالة انتقاله فی تلک المدة عندها قالت -   " کَأَنَّه هُوَ " - وصدقت بما ذکرناه من تجدید الخلق بالأمثال وهو هو ) .

أی بالحقیقة السریریة والعین المعینة العلمیة لا بحسب الوجود المشخص .

 

قال رضی الله عنه :  ( وصدق الأمر ، کما أنک فی زمان التجدید عین ما أنت فی الزمن الماضی ، ثم إنه من کمال علم سلیمان التنبیه الذی ذکره فی الصرح - فقیل لها  " ادْخُلِی الصَّرْحَ " وکان صرحا أملس لا أمت فیه من زجاج " فَلَمَّا رَأَتْه حَسِبَتْه لُجَّةً " أی ماء "وکَشَفَتْ عَنْ ساقَیْها " - حتى لا یصیب الماء ثوبها فنبهها بذلک على أن عرشها الذی رأته من هذا القبیل ،وهذا غایة الإنصاف) .

 

یعنى إن تقید الوجود فی الصورة العرشیة عند سلیمان لم یکن إعادة العین ، ولا نقل الوجود المشهود فی سبأ إلى مجلس سلیمان فإن ذلک محال ، بل إعدام لذلک الشکل فی سبإ وإیجاد لمثله عند سلیمان من علم الخلق الجدید فهو إیجاد المثل لا إیجاد العین .

 

وذلک إیهام وتنبیه لها بإظهار المثل ، فإن الصرح موهم للرائی أنه ماء صاف ، کما أن المثل من الصورة العرشیة موهم أنه عین العرش الذی کان فی سبأ ، فنبهها سلیمان بقوله " إِنَّه صَرْحٌ مُمَرَّدٌ من قَوارِیرَ " على أن قولها   " کَأَنَّه هُوَ " صادق إذ لیس هو هو بل کأنه هو ، وکذا سؤال سلیمان عنها " أَهکَذا عَرْشُکِ " ولم یقل : أهذا عرشک ، لعلمه بالأمر فی نفس الأمر .

 

"" أضاف بالى زادة : فإنه کما کان الصرح مماثلا للماء کذلک کان وجود العرش عند سلیمان مماثلا لوجوده فی سبأ ، وهذا تنبیه فعلى کالتنبیه القولی فی سؤاله بقوله - أَهکَذا عَرْشُکِ )   - ولم یقل أهذا عرشک ، فنبهت بهذین التنبیهین لتجدید الخلق مع الأنفاس وهو آیة کاملة على قدرته باعثة على الإیمان به اهـ جامى .

( من وجه ) وهو من حیث أن ربها رب العالمین ( لکن لا یقوى قوته ) أی لا یساوى انقیادها تقیید فرعون برب خاص اهـ بالى .

فکان إیمان بلقیس لإطلاقه فوق إیمان السحرة وإیمان فرعون فی القوة ، فکان إیمان فرعون کإیمان السحرة فی القوة لکنه لم یقبل منه لعدم وقوعه فی وقته. اهـ بالى  . ""

 

قال رضی الله عنه :  ( فإنه أعلمها بذلک إصابتها فی قولها " کَأَنَّه هُوَ "  فقالت عند ذلک " رَبِّ إِنِّی ظَلَمْتُ نَفْسِی" أی اعترفت بظلم نفسی بتأخیر الإیمان إلى الآن " وأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَیْمانَ "   أی إسلام سلیمان "لِلَّه رَبِّ الْعالَمِینَ " )

یعنى قید فرعون إیمانه بقوله "آمَنْتُ أَنَّه لا إِله إِلَّا الَّذِی آمَنَتْ به بَنُوا إِسْرائِیلَ " وإنما نسب إلیه الشیخ الإیمان برب موسى وهارون لأن إیمان بنی إسرائیل إنما کان برب موسى وهارون فأسند إلیه مجازا ، وإلا لم یقل فرعون " رَبِّ مُوسى وهارُونَ " وقید إیمانه بإیمان بنی إسرائیل .

 

وأطلقت بلقیس بقولها " رَبِّ الْعالَمِینَ " وإن کان یلحق تقییده إطلاقها من وجه ، لأن رب موسى وهارون رب العالمین ، لأن کلا منهما اتبع إسلامه إسلام نبیه ، ولکن لا یقوى إسلامه قوة إسلامها لدلالة إسلامها على کمال الیقین حین قرنت إسلامها بإسلام سلیمان دون إسلامه "الفرعون" ، فإن إسلامه کان فی حال الخوف ورجا النجاة من الغرق بإسلامه .

 

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فأعطیت هذه الأمة المحمدیة رتبة سلیمان علیه السلام فی الحکم، ورتبة داود علیه السلام.   فما أفضلها من أمة.

ولما رأت بلقیس عرشها مع علمها ببعد المسافة واستحالة انتقاله فی تلک المدة عندها، «قالت کأنه هو»، وصدقت بما ذکرناه من تجدید الخلق بالأمثال، وهو هو، وصدق الأمر، کما أنک فی زمان التجدید عین ما أنت فی الزمن الماضی.

ثم إنه من کمال علم سلیمان التنبیه الذی ذکره فی الصرح.

فقیل لها «ادخلی الصرح» وکان صرحا أملس لا أمت فیه من زجاج.

فلما رأته حسبته لجة أی ماء، «وکشفت عن ساقیها». حتى لا یصیب الماء ثوبها.

فنبهها بذلک على أن عرشها الذی رأته من هذا القبیل، وهذا غایة الانصاف.

فإنه أعلمها بذلک إصابتها فی قولها «کأنه هو».

فقالت عند ذلک «رب إنی ظلمت نفسی وأسلمت مع سلیمان»: أی إسلام سلیمان: «لله رب العالمین».. )

 

قال رضی الله عنه :  ( فأعطیت هذه الأمة المحمدیة رتبة سلیمان فی الحکم ورتبة داود ، علیهما السلام . فما أفضلها من أمة . ). أما رتبة سلیمان ، فبالإصابة فی الحکم ، کما أصاب فیه .

وأما رتبة داود ، فبالاجتهاد ، وإن وقع خلاف ما فی علم الله   ولما رأت بلقیس عرشها مع علمها ببعد المسافة واستحالة انتقاله فی تلک المدة عندها ،

قالت : ( "کأنه هو" . ) أی ، حکمت بالمغایرة والمشابهة ، فإن التشبیه لا یکون الا بین المتغائرین . ( وصدقت بما ذکرناه من تجدید الخلق بالأمثال . )

ومثل الشئ لا یکون عینه من حیث التعین . ( وهو هو وصدق الأمر . ) أی ، هو هو بحسب الحقیقة .

 

قال رضی الله عنه :  ( کما أنک فی زمان التجدید عین ما أنت فی الزمن الماضی . ثم إنه من کمال علم سلیمان التنبیه الذی ذکره فی الصرح ، فقیل لها : "ادخلی الصرح " وکان صرحا أملس لا أمت فیه ).

 أی ، لا عوج فیه ولا نتو . ( من زجاج . ) بیان (صرحا ).

 

قال رضی الله عنه :  ( فلما رأته حسبته لجة ، أی ماء ، "فکشفت عن ساقیها " حتى لا یصیب الماء ثوبها . فنبهها بذلک على أن عرشها الذی رأته من هذا القبیل . وهذا غایة الإنصاف .

فإنه أعلمها بذلک إصابتها فی قولها : "کأنه هو " ) .

أی ، نبهها على أن حال عرشها کحال الصرح فی کون کل منهما مماثلا مشابها للآخر : أما العرش ، فلأنه انعدم ، وما أوجده الموجد مماثل لما انعدم .

وأما الصرح ، فلأنه من غایة لطفه وصفائه صار شبیها بالماء الصافی مماثلا له ، وهو غیره .

فنبهها بالفعل على أنها صدقت فی قولها : ( کأنه هو ) .

فإنه لیس عینه بل مثله . وهذا غایة الإنصاف من سلیمان ، فإنه صوبها فی قولها : (کأنه هو). وهذا التنبیه الفعلی کالتنبیه القولی الذی فی سؤاله بقوله : ( أهکذا عرشک ) . ولم یقل : أهذا عرشک .

قال رضی الله عنه :  ( فقالت عند ذلک : "رب إنی ظلمت نفسی " ) أی ، بالکفر والشرک إلى الآن .

( "وأسلمت مع سلیمان " أی ، إسلام سلیمان لله رب العالمین ) أی ، والآن أسلمت مع سلیمان ، أی ، کما أسلم سلیمان لله رب العالمین . و ( مع ) فی هذا الموضع ک( مع ) فی قوله هو : ( لا یخزى الله النبی والذین آمنوا معه ) .

وقوله رضی الله عنه  : ( وکفى بالله شهیدا محمد رسول الله والذین معه ) .

ولا شک أن زمان إیمان المؤمنین ما کان مقارنا لزمان إیمان الرسول .

وکذلک إسلام بلقیس ما کان عند إسلام سلیمان .


فالمراد : کما أنه آمن بالله ، آمنت بالله ، وکما أنه أسلم ، أسلمت لله .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فأعطیت هذه الأمة المحمدیة رتبة سلیمان علیه السلام فی الحکم، ورتبة داود علیه السلام.   فما أفضلها من أمة.

ولما رأت بلقیس عرشها مع علمها ببعد المسافة واستحالة انتقاله فی تلک المدة عندها، «قالت کأنه هو»، وصدقت بما ذکرناه من تجدید الخلق بالأمثال، وهو هو، وصدق الأمر، کما أنک فی زمان التجدید عین ما أنت فی الزمن الماضی. ثم إنه من کمال علم سلیمان التنبیه الذی ذکره فی الصرح. فقیل لها «ادخلی الصرح» وکان صرحا أملس لا أمت فیه من زجاج.

فلما رأته حسبته لجة أی ماء، «وکشفت عن ساقیها». حتى لا یصیب الماء ثوبها.

فنبهها بذلک على أن عرشها الذی رأته من هذا القبیل، وهذا غایة الانصاف.

فإنه أعلمها بذلک إصابتها فی قولها «کأنه هو».

فقالت عند ذلک «رب إنی ظلمت نفسی وأسلمت مع سلیمان»: أی إسلام سلیمان: «لله رب العالمین».. )

 

قال رضی الله عنه :  (فأعطیت هذه الأمّة المحمّدیّة رتبة سلیمان علیه السّلام فی الحکم ، ورتبة داود علیه السّلام ، فما أفضلها من أمّة).


قال رضی الله عنه :  ( فأعطیت هذه الأمة المحمدیة رتبة سلیمان فی الحکم ) إذا أصابوا ، ( ورتبة داود ) إذا أخطئوا ، ( فما أفضلها من أمة ) إذا کانوا فی الخطأ على رتبة بعض الأنبیاء الخلفاء ، بحیث یلحق خطؤهم بحکم اللّه فی وجوب العمل والتسوی به فی الجملة .

 

قال رضی الله عنه :  (ولمّا رأت بلقیس عرشها مع علمها ببعد المسافة واستحالة انتقاله فی تلک المدّة عندها "قالَتْ کَأَنَّهُ هُوَ" [ النمل : 42 ] وصدقت بما ذکرناه من تجدید الخلق بالأمثال ، وهو هو ، وصدق الأمر ، کما أنّک فی زمان التّجدید عین ما أنت فی الزّمن الماضی ، ثمّ إنّه کمال علم سلیمان التّنبیه الّذی ذکره فی الصّرح "قِیلَ لَهَا ادْخُلِی الصَّرْحَ" [ النمل : 44 ] ، وکان صرحا أملس لا أمت فیه من زجاج ؛"فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً"[ النمل : 44 ] ، أی : ماء "وَکَشَفَتْ عَنْ ساقَیْها"[ النمل : 44 ] ، حتّى لا یصیب الماء ثوبها ، فنبّهها بذلک على أن عرشها الّذی رأته من هذا القبیل ، وهذا غایة الإنصاف ، فإنّه أعلمها بذلک إصابتها فی قولها :"کَأَنَّهُ هُوَ"[ النمل : 42 ] ، فقالت عند ذلک :" قالَتْ رَبِّ إِنِّی ظَلَمْتُ نَفْسِی وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَیْمانَ " أی : إسلام سلیمان "لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ"[ النمل : 44 ] ،)

 

ثم أشار إلى ظهور هذا العلم فی بلقیس عند إسلامها، وسببه مثل ظهور الخوارق فی آصف ، وهو أتم لها من الخوارق إذ المقصود منها تقویته لا غیر .

فقال : ( ولما رأت بلقیس عرشها ) عند سلیمان ( مع علمها ببعد المسافة ) بین هذا المکان والمکان الأول ، ( واستحالة انتقاله فی تلک المدة عندها ) ، وإن أمکن بتعدد الأزمنة فی الجملة ، ولم تعلم انتفاءه ( قالت "کَأَنَّهُ هُوَ" [ النمل : 42 ].


أی : مثله ( وصدقت ) فی أنه مثله ، وإن کان عینه فی الواقع الأعراض أو الأرکان لشبه المعاد بالمثل ، حتى أنه لا یتمیز عنه عندنا ، وإن تمیز فی الواقع ( بتعدد الشخص فی المثل ) دون المعاد ، ( وهو ) أی : المرئی عند سلیمان ( هو ) عرش بلقیس الذی کان فی مکانها.

 

ولذلک ( صدق الأمر ) فی قوله : " أَیُّکُمْ یَأْتِینِی بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ یَأْتُونِی مُسْلِمِینَ" [ النمل : 38 ] ، فإنه أمر فی صورة الخبر ؛ لیعتقد المأمور أن فی امتثاله تصدیقه ، وفی ترکه تکذیبه فیبادر إلى الامتثال لإیثاره تصدیقه وینفر عن تکذیبه ، وهذا الصدق باعتبار المعنى الحقیقی .


قال رضی الله عنه :  ( کما أنک فی زمان التجدید عین ما أنت فی الزمان الماضی ) ؛ لاتحاد الشخص فی صورة الاتحاد ، ولا بدّ من تعدده فی المثل ، ( ثم إنه من کمال علم سلیمان ) الذی به اطلاعه على أنه لو صدقها فی هذا القول باعتبار المعنى المجازی ، واعترفت بذلک مع کونه قائلا بخلافها بالمعنى الحقیقی کان ذلک سبب کمالها فی الإسلام بأن تعرف میله إلى ترجیح الصدق بأی وجه أمکن.

وکذا اطلاعه على ( تنبیه ) صدقها فی الاشتباه بالأمر المشتبه الآخر ، ( الذی ذکره ) بلسان الحال (فی) وضع (الصرح) مشابها للماء تنبیها على أن الاشتباه فیه مثل الاشتباه فی العرش .


قال رضی الله عنه :  ( فقیل لها : ادخلی الصرح ) ، وسبب الاشتباه أنه ( کان صرحا أملس ) مستویة أجزاء سطحه غایة الاستواء ( لا أمت فیه ) أی : لا ارتفاع لبعض أجزائه على بعض وکان صاف ؛ لأنه ( من زجاج ) ، فاشتبه الماء الساکن عند عدم الریح وغیرها من تحرکاته ،("فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً " [ النمل  :44] ).

 أی : ماء ،(" وَکَشَفَتْ عَنْ ساقَیْها "[ النمل : 44 ] ، حتى لا یصیب الماء ثوبها ) بحسب حسبانها ، فهو وإن قصد بذلک ظهور ما على ساقیها من الشعر الذی أخبرته به الجن ، لما قیل إنها کانت بنت جنیة ، فتظهر أسرارهم إلیه .


قال رضی الله عنه :  ( فنبهها ) أیضا ( بذلک ) أی : بوضع الصرح على الهیئة المذکورة ؛ لیشتبه باللجة ( على أن عرشها الذی رأته ) ، وقالت فیه :" کَأَنَّهُ هُوَ" [ النمل : 42 ] .

( من هذا القبیل ) أی : اشتباه المعاد بالأمثال ، ( وهذا غایة الإنصاف ) من سلیمان إذ صدقها على الوجه المجازی فیما یحکم بخلافه على الوجه الحقیقی ، ( فإنه أعلمها بذلک إصابتها فی قولها کأنه هو ) فی الجملة ، وإن خالفته فی قوله :" أَیُّکُمْ یَأْتِینِی بِعَرْشِها " [ النمل : 38 ] ،


قال رضی الله عنه :  (فقالت عند ذلک ) من رؤیة الإنصاف على خلاف ما یقوله ، مع ترجیح جانب ما قاله ؛ لکونه المعنى الحقیقی ترجیحا للصدق بأی وجه کان ،" رَبِّ إِنِّی ظَلَمْتُ نَفْسِی " [ النمل : 44 ] بتأخیر الإیمان بمن له تلک المعجزات ، وهذا العلم الکامل ، وهذا الإنصاف بعد عبادتی للشمس من دونک .


قال رضی الله عنه :  ( وأسلمت مع سلیمان أی : إسلام سلیمان ) بحیث أکون معه فی إسلامه ( للّه رب العالمین ) لا لسلیمان ، إذ الإسلام له باعتبار کونه مظهرا جامعا إلهیّا شبه عبادة الشمس.

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فأعطیت هذه الأمة المحمدیة رتبة سلیمان علیه السلام فی الحکم، ورتبة داود علیه السلام.   فما أفضلها من أمة.

ولما رأت بلقیس عرشها مع علمها ببعد المسافة واستحالة انتقاله فی تلک المدة عندها، «قالت کأنه هو»، وصدقت بما ذکرناه من تجدید الخلق بالأمثال، وهو هو، وصدق الأمر، کما أنک فی زمان التجدید عین ما أنت فی الزمن الماضی. ثم إنه من کمال علم سلیمان التنبیه الذی ذکره فی الصرح.

فقیل لها «ادخلی الصرح» وکان صرحا أملس لا أمت فیه من زجاج.

فلما رأته حسبته لجة أی ماء، «وکشفت عن ساقیها». حتى لا یصیب الماء ثوبها.

فنبهها بذلک على أن عرشها الذی رأته من هذا القبیل، وهذا غایة الانصاف.

فإنه أعلمها بذلک إصابتها فی قولها «کأنه هو».

فقالت عند ذلک «رب إنی ظلمت نفسی وأسلمت مع سلیمان»: أی إسلام سلیمان: «لله رب العالمین».. )

 

قال رضی الله عنه :  ( فأعطیت هذه الامّة المحمّدیّة ) - لکونهم ورثة الخاتم - ( رتبة سلیمان فی الحکم ، ورتبة داود ، فما أفضلها من امّة ) .

واعلم أنّ القرابة المستدعیة للوراثة لا بدّ وأن تکون بین کل نبی وامّته ، ومن ثمّة ترى فی أمر بلقیس وقصّتها سرایة الحکمین المتناقضین مع جمعیّتهما ، من أحکام تلک القرابة القاضیة بالوراثة .

وإلى ذلک أشار بقوله : ( ولمّا رأت بلقیس عرشها - مع علمها ببعد المسافة واستحالة انتقاله فی تلک المدّة - عندها “  قالَتْ کَأَنَّه ُ هُوَ “ [ 27 / 42 ] وصدّقت بما ذکرناه من تجدید الخلق بالأمثال . وهو هو ) فی نفس الأمر .

قال رضی الله عنه :  ( وصدق الأمر ) فی حکمه بالاتّحاد ، کما صدقت بقیس فی حکمها بالمغایرة .

أما الثانی فلما ذکر من أمر التجدید .

وأما الأول فظاهر یعرف کل أحد من نفسه ، ( کما أنّک ) لا تشکّ أنّه ( فی زمان التجدید عین ما أنت فی الزمن الماضی ) .

 

إشارة سلیمان علیه السّلام بالتباس أمر الوجود على الناس

هذا بیان علم سلیمان ، وأنّه النعمة السابغة على البریّة ، وأما بیان إثباته لذلک العلم ، وأنّه الحجّة البالغة فیه .

فإلیه أشار بقوله : ( ثمّ إنّه من کمال علم سلیمان التنبیه الذی ذکره فی الصرح ) أی استحضره فإنّ « الذکر » هو استحضار الشیء ، وهو إمّا بالفعل فی القلب ، وإما بالقول فی الحسّ ، وهذا یشملهما .

أما الأول فظاهر ، وأما الثانی فلدلالة قوله : ( فـ “ قِیلَ لَهَا ادْخُلِی الصَّرْحَ“ ) [ 27 / 44 ] وهو البیت العالی المروّق ، الخالص من الشوب ، الصافی من الکدر .

 

ومنه جاء : « صراحا » أی جهارا ، و « هذا أمر صریح » أی لا تعریض فیه ولا خفاء . وفیه إیماء إلى ما أشار إلیه سلیمان قولا ، وهو قوله سائلا عنها : “  أَهکَذا عَرْشُکِ “ [ 27 / 42 ] فإن ذلک تنبیه قولیّ غیر صریح فی المراد ، وهذا فعلیّ محسوس صریح فیه .

 

قال رضی الله عنه :  ( وکان صرحا أملس ، لا أمت فیه ) ولا اعوجاج .

قال رضی الله عنه :  ( من زجاج "  فَلَمَّا رَأَتْه ُ حَسِبَتْه ُ لجة "  ماء فـ " کَشَفَتْ عَنْ ساقَیْها " حتى لا یصیب الماء ثوبها .  فنبّهها بذلک على أنّ عرشها الذی رأته من هذا القبیل ، وهذا غایة الإنصاف فإنّه أعلمها بذلک إصابتها فی قولها "کَأَنَّه ُ هُوَ "  ) .

ذاهلة عن تلک الإصابة بإدخالها فی صرح صریح المحسوسات وإراءتها ما علیه کلمتها من المطابقة للواقع ، والمخالفة لما علیه الأمر فی نفسه.

 

قال رضی الله عنه :  ( فقالت عند ) ظهور ( ذلک ) الحجّة البالغة والتنبیه الصریح : ( “رَبِّ إِنِّی ظَلَمْتُ نَفْسِی “) بظلام الجهل وحجاب الکفر فیما کنت علیه قبل .

 

قال رضی الله عنه :  (" وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَیْمانَ"  أی إسلام سلیمان ) ، یعنی أنّ المعیّة إنما هو فی الإسلام ( “لِلَّه ِ رَبِّ الْعالَمِینَ “) [ 27 / 44 ] .

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فأعطیت هذه الأمة المحمدیة رتبة سلیمان علیه السلام فی الحکم، ورتبة داود علیه السلام.   فما أفضلها من أمة.

ولما رأت بلقیس عرشها مع علمها ببعد المسافة واستحالة انتقاله فی تلک المدة عندها، «قالت کأنه هو»، وصدقت بما ذکرناه من تجدید الخلق بالأمثال، وهو هو، وصدق الأمر، کما أنک فی زمان التجدید عین ما أنت فی الزمن الماضی. ثم إنه من کمال علم سلیمان التنبیه الذی ذکره فی الصرح.

فقیل لها «ادخلی الصرح» وکان صرحا أملس لا أمت فیه من زجاج.

فلما رأته حسبته لجة أی ماء، «وکشفت عن ساقیها». حتى لا یصیب الماء ثوبها.

فنبهها بذلک على أن عرشها الذی رأته من هذا القبیل، وهذا غایة الانصاف.

فإنه أعلمها بذلک إصابتها فی قولها «کأنه هو».

فقالت عند ذلک «رب إنی ظلمت نفسی وأسلمت مع سلیمان»: أی إسلام سلیمان: «لله رب العالمین».. )

 

قال رضی الله عنه :  ( فأعطیت هذه الأمّة المحمّدیّة رتبة سلیمان - علیه السّلام - فی الحکم ، ورتبة داود - علیه السّلام - . فما أفضلها من أمّة .  ولمّا رأت بلقیس عرشها مع علمها ببعد المسافة واستحالة انتقاله فی تلک المدّة عندها قالَتْ کَأَنَّهُ هُوَ[ النمل : 42 ] وصدقت بما ذکرناه من تجدید الخلق بالأمثال ، وهو هو ، وصدق الأمر ، کما أنّک فی زمان التّجدید عین ما أنت فی الزّمن الماضی .  ثمّ إنّه کمال علم سلیمان التّنبیه الّذی ذکره فی الصّرح . "قِیلَ لَهَا ادْخُلِی الصَّرْحَ" وکان صرحا أملس لا أمت فیه من زجاج . فلمّا رأته حسبته لجّة أی ماءوَکَشَفَتْ عَنْ ساقَیْها[ النمل : 44 ] . حتّى لا یصیب الماء ثوبها . فنبّهها بذلک على أن عرشها الّذی رأته من هذا القبیل وهذا غایة الإنصاف . فإنّه أعلمها بذلک إصابتها فی قولها :"کَأَنَّهُ هُوَ"[ النمل: 42 ] .)

 

قال رضی الله عنه  : ( فأعطیت هذه الأمة المحمدیة رتبة سلیمان ) بالإصابة ( فی الحکم ورتبة داود علیهما السلام ) بالاجتهاد ( فما أفضلها مرتبة ) .

ثم أنه رضی اللّه عنه أشار بوجه آخر إلى کمال علم سلیمان علیه السلام فی قصة بلقیس .

 

فقال رضی الله عنه  : ( ولما رأت بلقیس عرشها مع علمها ببعد المسافة واستحالة انتقاله فی تلک المدة عندها قالت :کَأَنَّهُ هُوَ) حاکمة بالمشابهة والمغایرة ( وصدقت لما ذکرناه من تجدید الأمثال وهو هو ) فی نفس الأمر ( وصدق الأمر ) فی حکمه بالاتحاد ( کما أنک فی زمان التجدید عین ما أنت فی الزمان الماضی .

ثم إنه من کمال علم سلیمان التنبیه الذی ذکره فی الصرح فقیل لها :ادْخُلِی الصَّرْحَوکان صرحا أملس لا أمت ) ، أی لا عوج ولا بثق. 

 

 قال رضی الله عنه  : ( فیه من زجاجفَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةًأی ماء ، فکشفت عن ساقیها حتى لا یصیب الماء ثوبها فنبهها بذلک على أن عرشها الذی رأته من هذا القبیل . وهذا غایة الإنصاف فإنه أعلمها بذلک ) ، أی بکون الصرح مماثلا للماء ( إصابتها فی قولها "کَأَنَّهُ هُوَ") ، فإنه کما کان الصرح مماثلا للماء کذلک کان وجود العرش عند سلیمان علیه السلام مماثلا لوجوده فی سبأ وهذا تنبیه فعلی کالتنبیه القولی فی سؤاله بقوله :

أهکذا عرشک حیث لم یقل : هذا عرشک فتنبهت بهذین التنبیهین لتحدید الخلق مع الأنفاس وهو آیة کاملة على قدرته تعالى باعثة على الإیمان به

  

قال رضی الله عنه :  ( فقالت عند ذلک :" رَبِّ إِنِّی ظَلَمْتُ نَفْسِی وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَیْمانَ" أی إسلام سلیمان "لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ" [ النمل : 44 ] . )


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص ۳۹۵-۳۹۶

فأعطیت هذه الأمة المحمدیة رتبة سلیمان علیه السلام فی الحکم، و رتبة داود علیه السلام. فما أفضلها من أمة.

بنا بر این به امت محمدیه رتبه سلیمان و رتبه داوود در حکم عطا شد (رتبه سلیمان اصابت در حکم است. رتبه داوود به اجتهاد است هر چند که خلاف آن چه که در علم اللّه است شده) پس چه امت با فضیلتى است.

و لما رأت بلقیس عرش‌ها مع علمها ببعد المسافة و استحالة انتقاله فی تلک المدة عندها، قالَتْ کَأَنَّهُ هُوَ و صدقت بما ذکرناه من تجدید الخلق بالأمثال و هو هو، و صدق الأمر، کما أنّک فی زمان التجدید عین ما أنت فی الزمن الماضی.

وقتى که بلقیس عرش خود را دید با علمش به بعد مسافت و استحاله انتقال عرش در آن مدت (کمتر از طرفة العین) در نزد او گفت‏ کَأَنَّهُ هُوَ (یعنى هم حکم به مغایرت کرد هم به مشابهت) و تصدیق نمود آن چه را که ما گفتیم، که تجدید خلق به امثال است و هو هو (یعنى در نفس الامر، خلق همان خلق است). پس حکم به اتحاد را تصدیق کن.

خلاصه اینکه بلقیس در عبارت‏ کَأَنَّهُ هُوَ دو چیز گفته یکى «کأنّ» یکى «هو هو«

»کأن» یعنى تجدد امثال، چون مثل شی‏ء از حیث تعین، عین شی‏ء نیست و هو هو دلالت دارد که در نفس الامر هویت شی‏ء محفوظ است. یعنى حقیقت سریرى.

پس امر واقعى را تصدیق کن یعنى تجدد امثال را تصدیق کن چنانکه تو در زمان تجدید عین آنى هستى که در زمان ماضى بودى.

ثم إنّه من کمال علم سلیمان التنبیه الذی ذکره فی الصرح. فقیل لها ادْخُلِی الصَّرْحَ‏ و کان صرحا املس لا أمت فیه من زجاج. فلما رأته حسبته لجّة أی ماء وَ کَشَفَتْ عَنْ ساقَیْها حتّى لا یصیب الماء ثوبها، فنبّهها بذلک على أنّ عرشها الذی رأته من هذا القبیل و هذا غایة الإنصاف، فإنّه أعلمها بذلک إصابتها فی قولها کَأَنَّهُ‏ هُوَ.

سپس از کمال علم سلیمان تنبیهى است که در صرح ذکر کرد، به بلقیس گفت داخل کوشک شو، که صرح املس بود، که در او پستى و بلندى نبود از شیشه ساخته بود چون بلقیس آن را دید پنداشت که آب است ساق خود را کشف نمود (کنایه از اینکه لباسش را بالا کشید) تا آب به جامه‌اش اصابت نکند. پس سلیمان او را به این عمل آگاهى داد که عرشى که دید از این قبیل بود یعنى بود و نبود و این غایت انصاف سلیمان بود که به بلقیس اعلام کرد که در قول خود راجع به عرش که گفت‏ کَأَنَّهُ هُوَ مصیب است.

فقالت عند ذلک: رَبِّ إِنِّی ظَلَمْتُ نَفْسِی وَ أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَیْمانَ‏ أی إسلام سلیمان‏ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ‏

بلقیس در آن حال گفت: رَبِّ إِنِّی ظَلَمْتُ نَفْسِی وَ أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَیْمانَ‏ و با سلیمان یعنى با اسلام سلیمان اسلام آوردم‏ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ‏. پس بلقیس منقاد سلیمان نشد، بلکه منقاد رب عالمین شد که سلیمان از عالمین است. پس در انقیادش محدود و مقید نشد (یعنى رب را مقید نکرد که بگوید: أسلمت لرب سلیمان، بلکه گفت: وَ أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَیْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ‏ (نمل: 44(


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص:۷۸۶-۷۸۷

فأعطیت هذه الامّة المحمّدیّة رتبة سلیمان- علیه السلام- فى الحکم، و رتبة داود- علیه السلام-. فما أفضلها من امّة.

و امّت محمّدیّه عطا داده شد رتبه سلیمان را علیه السلام به واسطه اصابت در حکم، و هم رتبه داود علیه السلام به سبب اجتهاد به قدر طاقت عباد، اگرچه برخلاف آنچه در علم حقّ است واقع شده باشد.

و لمّا رأت بلقیس عرشها مع علمها ببعد المسافة و استحالة انتقاله فى تلک المدّة عندها قالَتْ کَأَنَّهُ هُوَ و صدقت بما ذکرناه من تجدید الخلق بالأمثال، و هو هو، و صدق الأمر، کما أنّک فى زمان التّجدید عین ما أنت فى الزّمن الماضى.

و چون بلقیس عرش خود را نزد خویش دید با آنکه بعد مسافت را مى‏دانست و استحالت انتقال را درین مدّت در مى‏یافت، گفت گوئیا که آنست. پس حکم کرد به مغایرت و مشابهت از آنکه تشبیه جز در میان متغایرین نتواند بود.

و تصدیق کرد آنچه را ذکر کردیم از تجدید خلق به تجدّد امثال. و مثل شى‏ء اگرچه‏ عین او نیست از روى یقین، اما عین اوست به حسب حقیقت، چنانکه تو در زمان تجدید عین آنى که در زمان ماضى بودى.

ثمّ إنّه من کمال علم سلیمان التّنبیه الّذى ذکره فى الصّرح. قِیلَ لَهَا ادْخُلِی الصَّرْحَ‏ و کان صرحا أملس لا أمت فیه من زجاج. فلمّا رأته حسبته لجّة أى ماء، وَ کَشَفَتْ عَنْ ساقَیْها. حتّى لا یصیب الماء ثوبها. فنبّهها بذلک على أن عرشها الّذى رأته من هذا القبیل و هذا غایة الإنصاف. فإنّه أعلمها بذلک إصابتها فى قولها کَأَنَّهُ هُوَ.

یعنى از کمال علم سلیمان علیه السلام، آن بود که به امر او دیوان بر سر آب قصرى بنا کرده بودند و صحن قصر بر روى آب آبگینه سوده تعبیه کرده که بیننده آن را آب پنداشتى، و آن آبگینه چون روى آب هموار بودى بى‏عوج و نتوّ.

و بلقیس را فرمان شد که درین قصر درآید. لاجرم زجاج را آب پنداشت و از براى محافظت جامه‏ها دامن درچید. پس بلقیس را تنبیه کرد که حال عرش او چون حال صحن صرح است. درین که هریک مشابه مماثل است آنچه را گمان برده شده است چه عرش منعدم شده است و آنچه موجد ایجاد کرده مماثل اوست.

و اما صرح از غایت لطف و صفاء شبیه ماء صافى و مماثل اوست؛ و این غایت انصاف است از سلیمان علیه السلام که او را اعلام کرد که در کَأَنَّهُ هُوَ گفتن مصیب است.

و هذا التّنبیه الفعلى کالتّنبیه القولیّ الذى فى سؤاله بقوله: أَ هکَذا عَرْشُکِ‏ و لم یقل أ هذا عرشک. 

و این تنبیه فعلى شبیه تنبیه قولى است که در سؤال سلیمان مدرج بود که گفت‏ همچنین است عرش تو؟ و نگفت که اینست عرش تو؟

فقالت عند ذلک‏ رَبِّ إِنِّی ظَلَمْتُ نَفْسِی وَ أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَیْمانَ‏ أى إسلام سلیمان‏ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ‏.

پس چون به کمال فراست و جمال کیاست به وفور علم سلیمان و غایت انصاف او واقف شد گفت: خداوندا من بر نفس خود تا این غایت به کفر و شرک ظلم کردم و گفت اسلام آوردم با سلیمان، یعنى اسلام خود را در انقیاد رب العالمین چون اسلام سلیمان ساختم. پس معیّت از روى زمان نیست چنانکه در یَوْمَ لا یُخْزِی اللَّهُ النَّبِیَّ وَ الَّذِینَ آمَنُوا مَعَهُ‏؛ و شک نیست که زمان ایمان مؤمنین مقارن زمان رسول نبود.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۲۷

فأعطیت هذه الأمّة المحمّدیّة رتبة سلیمان- علیه السّلام- فی الحکم، و رتبة داود- علیه السّلام-. فما أفضلها من أمّة. و لمّا رأت بلقیس عرشها مع علمها ببعد المسافة و استحالة انتقاله فی تلک المدّة عندها، «قالَتْ کَأَنَّهُ هُوَ»، و صدّقت بما ذکرناه من تجدید الخلق بالامتثال، و هو، هو، و صدّق الأمر، کما أنّک فی زمان التّجدید عین ما أنت فی الزّمن الماضی.

شرح «فصدّق» این باشد که و صدق الأمر، یعنى از غایت لطافت تجدد به خلق جدید، وجود حالى عین وجود ماضى مى‏نماید.

ثمّ أنّه من کمال علم سلیمان التّنبیه الّذی ذکره فی الصّرح. فقیل لها «ادْخُلِی الصَّرْحَ» و کان صرحا أملس لا أمت فیه من زجاج. فلمّا رأته حسبته لجّة أی ماء، «وَ کَشَفَتْ عَنْ ساقَیْها» حتّى لا یصیب الماء ثوبها. فنبّهها بذلک على أنّ عرشها الّذی رأته من هذا القبیل. و هذا غایة الإنصاف. فإنّه أعلمها بذلک إصابتها فی قولها «کَأَنَّهُ هُوَ». فقالت عند ذلک‏ «رَبِّ إِنِّی ظَلَمْتُ نَفْسِی وَ أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَیْمانَ»: أی بإسلام سلیمان: «لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ». 

 شرح ظاهر است.