عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة السادسة عشر:


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فکان إسلام بلقیس إسلام سلیمان إذ قالت «مع سلیمان» فتبعته.   فما یمر بشیء من العقائد إلا مرت به معتقدة ذلک.

کما نحن على الصراط المستقیم الذی الرب علیه لکون نواصینا فی یده. ویستحیل مفارقتنا إیاه.

فنحن معه بالتضمین، وهو معنا بالتصریح، فإنه قال «وهو معکم أین ما کنتم».

ونحن معه بکونه آخذا بنواصینا. فهو تعالى مع نفسه حیثما مشى بنا من صراطه.

فما أحد من العالم الا على صراط مستقیم، وهو صراط الرب تعالى.

وکذا علمت بلقیس من سلیمان فقالت «لله رب العالمین» وما خصصت عالما من عالم. )

 

قال رضی الله عنه :  ( فکان إسلام بلقیس إسلام سلیمان إذ قالت :مَعَ سُلَیْمانَ فتبعته . فما یمرّ بشیء من العقائد إلّا مرّت به معتقدة ذلک . کما نحن على الصّراط المستقیم الّذی الرّبّ تعالى علیه لکون نواصینا فی یده . ویستحیل مفارقتنا إیّاه . فنحن معه بالتضمین وهو معنا بالتّصریح ، فإنّه قال :وَهُوَ مَعَکُمْ أَیْنَ ما کُنْتُمْ [ الحدید : 4 ] ونحن معه بکونه آخذا بنواصینا . فهو اللّه تعالى مع نفسه حیثما مشى بنا من صراطه ، فما أحد من العالم إلّا على صراط مستقیم وهو صراط الرّبّ تعالى . وکذلک علمت بلقیس من سلیمان فقالت :لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ [ النمل : 44 ] وما خصّصت عالما من عالم . )

 

قال رضی الله عنه :  (فکان إسلام بلقیس) هو (إسلام سلیمان) علیه السلام (إذ) ، أی لأنها (قالت) ، أی بلقیس (مَعَ سُلَیْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ فتبعته) ، أی بلقیس تبعت سلیمان علیه السلام (فما یمر بشیء من العقائد) الإیمانیة إلا مرت ، أی بلقیس به ، أی بذلک الشیء معتقدة ذلک بقلبها وهذا معنى معیتها فی الإسلام لسلیمان علیه السلام کما نحن معشر المخلوقات کلها إن علمت وإن جهلت فإن علمت انتفعت بعلمها وکانت على بصیرة من أمرها وعلى هدى من اللّه تعالى ، وإن جهلت تضررت بجهلها وکانت على عمى وضلالة .

 

قال تعالى :" فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما یَهْتَدِی لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما یَضِلُّ عَلَیْها" [ یونس : 108 ] على الصراط ، أی الطریق المستقیم من غیر اعوجاج ولا میل عن الحق أصلا أی الرب سبحانه علیه لکون نواصینا ، أی رؤوسنا موضع العقل والتدبیر والإرادة والقصد للأمور کلها فی یده تعالى یتصرف فینا کیف یشاء کما قال سبحانه :" ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلى صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ" [ هود : 56 ] .

والدابة کل ما دب من العدم إلى الوجود کما مر فی فص هود علیه السلام ویستحیل عقلا وشرعا مفارقتنا معشر المخلوقات إیاه تعالى ، أی انفصالنا عنه کما یستحیل اتصالنا به .

 

قال رضی الله عنه :  (فنحن) کلنا (معه) ، أی مع الحق تعالى أینما کان ، أی فی أی حضرة من حضرات أسمائه سبحانه نزل فیها وتجلى بها ولکن بالتضمین ، أی من حیث اقتضاء الآیة المذکورة لذلک وهو بطریق التبعیة لأنا آثار أسمائه فمعیتنا له أثریة لا مؤثریة کمعیته تعالى لنا فنحن به معه لا بنا معه وهو به معنا لا بنا معنا ، لأنه الغنی عنا ونحن المفتقرون إلیه تعالى ، فلولاه لما کنا معه وهو سبحانه معنا بالتصریح ، إذ لو لم یکن معنا لما کنا ، فکونه معنا عین وجودنا به ، وکوننا معه عین ظهوره بنا

 

قال رضی الله عنه :  (فإنه) تعالى (قال) مصرحا بمعیته لنا (وهو معکم أینما کنتم) ، أی فی أی حالة کنتم فیها وصورة تصورتم بها (ونحن معه) سبحانه بکونه تعالى (آخذا بنواصینا) ، أی قیوما علینا یتصرف بنا کیف شاء ، فمعیتنا له عین معیته لنا ، فهو قیوم علینا لا قیام لنا إلا به فهو معنا من هذا الوجه ونحن معه کذلک ، ولکنه من طرفه بالإرادة ومن طرفنا بالاضطرار فهو تعالى حینئذ مع نفسه سبحانه حیث ما مشى بنا ، أی تصرف فینا ظاهرا وباطنا بإظهارنا لنا ورؤیتنا بنا من صراطه المستقیم وهو عطاؤه الفضل ومنه العدل . وحکمه الفضل وظهور فرعه بما یقتضیه الأصل .

 

قال رضی الله عنه :  (فما أحد من العالم) فی الحس والعقل (إلا على صراط مستقیم) بحکم التبعیة لمالک النواصی وقاهر الأعداء فی الصیاصی وهو ، أی الصراط المستقیم صراط الرب تعالى الذی یمشی به فینا ، أی یتصرف فیه بنا فیظهر بأوصافه وأسمائه ویبطن بذاته وهویته وهما قدم التجلی وقدم الاستتار ولذا ، أی لکون الأمر کذلک علمت بلقیس من سلیمان علیه السلام ، أی صارت عالمة منه لإسلامها بحکم التبعیة له ، کما أنّا مع الحق تعالى بحکم التبعیة له ، وهو سبحانه على صراط مستقیم فی جمیع شؤونه ، فنحن کذلک على صراط مستقیم فی جمیع شؤوننا ، ولا یضر إلا الجهل بما الأمر علیه فی نفسه ، ومنه ظهرت المعاصی والمخالفات .

 

فقالت ، أی بلقیس :وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَیْمان َلِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ فأطلقت إسلامها للّه فی جمیع حضراته سبحانه لإطلاق الربوبیة فی جمیع العوالم وما خصصت عالما من عالم وهذا کله استفادته من حکم التبعیة لسلیمان علیه السلام فی الإسلام من غیر استقلال لها فی ذلک ، لأنها لو استقلت دخلت تحت حکم عقلها وحسها ، فیلزم من ذلک التخصیص ، ویکون عقدها مخصوصا بصورة التجلی فتفتضح یوم التحوّل فی الصور یوم القیامة ، فمعیتها لسلیمان علیه السلام أنتجت لها حکم الإطلاق کما نقول ذلک فی المقلدین فی عقائدهم لما جاءت به الرسل ، ووردت به الکتب من غیر تأویل ولا تشبیه إذا أسلموا لها کإیمان السلف الصالحین ، ومن هنا قیل : من لا شیخ له فشیخه الشیطان ، وورد فی السبعین ألفا الذین یدخلون الجنة بغیر حساب من هذه الأمة. رواه البخاری ومسلم

أن مع کل واحد منهم سبعین ألفا ، أی یؤمنون کإیمانهم ویسلمون معهم للّه رب العالمین ، وأصلها معیة الأنبیاء والمرسلین .

قال اللّه تعالى :وَمَنْ یُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِکَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَالصِّدِّیقِینَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِینَ وَحَسُنَ أُولئِکَ رَفِیقاً ( 69 ) ذلِکَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَکَفى بِاللَّهِ عَلِیماً( 70 ) [ النساء : 69 - 70 ] ، والمراد الطاعة فیما ورد فی الکتاب والسنة مع الإسلام له على حسب ما هو علیه ، کما نقل عن الإمام الشافعی رضی اللّه عنه أنه کان یقول : آمنت باللّه وبما جاء عن اللّه على مراد اللّه وآمنت برسول اللّه وبما جاء به رسول اللّه على مراد رسول اللّه .

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فکان إسلام بلقیس إسلام سلیمان إذ قالت «مع سلیمان» فتبعته.   فما یمر بشیء من العقائد إلا مرت به معتقدة ذلک.

کما نحن على الصراط المستقیم الذی الرب علیه لکون نواصینا فی یده. ویستحیل مفارقتنا إیاه.

فنحن معه بالتضمین، وهو معنا بالتصریح، فإنه قال «وهو معکم أین ما کنتم».

ونحن معه بکونه آخذا بنواصینا. فهو تعالى مع نفسه حیثما مشى بنا من صراطه.

فما أحد من العالم الا على صراط مستقیم، وهو صراط الرب تعالى.

وکذا علمت بلقیس من سلیمان فقالت «لله رب العالمین» وما خصصت عالما من عالم. )

 

قال رضی الله عنه :  ( فکان إسلام بلقیس إسلام سلیمان علیه السلام إذ قالت مع سلیمان علیه السلام فتبعه ) فی الإسلام ( فما یمر سلیمان علیه السلام بشیء من العقائد إلا مرّت ) بلقیس ( به ).


أی بذلک الشیء مع سلیمان علیه السلام ( معتقدة ) أی حال کون بلقیس معتقدة ( ذلک ) الشیء ( کما کنا نحن على الصراط المستقیم الذی الرب تعالى علیه لکون نواصینا فی یده ویستحیل مفارقتنا إیاه ).

 فإذا کان الأمر کذلک ( فنحن معه بالتضمین وهو معنا بالتصریح فإنه قال "وَهُوَ مَعَکُمْ أَیْنَ ما کُنْتُمْ" ) وهذا هو التصریح .


قال رضی الله عنه :  ( ونحن معه بکونه آخذا بنواصینا ) وهو معنى التضمین فلما اتجه أن یقال إذا کان الحق معنا لزم أن یکون تابعا لنا کما إذا کنا معه اعتبارا بمعنى مع وکون الحق تابعا لشیء من الأشیاء محال.

فکیف یصح معیته بنا دفع ذلک بقوله : ( فهو تعالى مع نفسه حیث ما مشى بنا من صراطه فما أحد من العالم إلا على صراط مستقیم وهو صراط الرب فهو عیننا ) من حیث الوجود والحقیقة وإن کان غیرنا باعتبار تعیناتنا الشخصیة فکونه معنا من حیث الوجود والوحدة معنا عین مشیته مع نفسه.

فکما علمنا أنا کنا مع الحق بالتبعیة ( وکذا علمت بلقیس من سلیمان علیه السلام ) أنه مع اللّه بالتبعیة فتبعته فی الإسلام لتکون مع اللّه بالتبعیة کما کان سلیمان علیه السلام .

قال رضی الله عنه :  ( فقالت للَّه رب العالمین وما خصصت عالما من عالم ) أی ما خصصت إسلامها رب عالم بل أضافت إسلامها رب جمیع العوالم.

 

شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فکان إسلام بلقیس إسلام سلیمان إذ قالت «مع سلیمان» فتبعته.   فما یمر بشیء من العقائد إلا مرت به معتقدة ذلک.

کما نحن على الصراط المستقیم الذی الرب علیه لکون نواصینا فی یده. ویستحیل مفارقتنا إیاه.

فنحن معه بالتضمین، وهو معنا بالتصریح، فإنه قال «وهو معکم أین ما کنتم».

ونحن معه بکونه آخذا بنواصینا. فهو تعالى مع نفسه حیثما مشى بنا من صراطه.

فما أحد من العالم الا على صراط مستقیم، وهو صراط الرب تعالى.

وکذا علمت بلقیس من سلیمان فقالت «لله رب العالمین» وما خصصت عالما من عالم. )

 

قال رضی الله عنه :  ( فکان إسلام بلقیس إسلام سلیمان إذ قالت «مع سلیمان» فتبعته.   فما یمر بشیء من العقائد إلا مرت به معتقدة ذلک. کما نحن على الصراط المستقیم الذی الرب علیه لکون نواصینا فی یده.ویستحیل مفارقتنا إیاه. فنحن معه بالتضمین، وهو معنا بالتصریح، فإنه قال «وهو معکم أین ما کنتم». ونحن معه بکونه آخذا بنواصینا. فهو تعالى مع نفسه حیثما مشى بنا من صراطه. فما أحد من العالم الا على صراط مستقیم، وهو صراط الرب تعالى. وکذا علمت بلقیس من سلیمان فقالت «لله رب العالمین» وما خصصت عالما من عالم. )

النص واضح و لا یحتاج  إلى زیادة شرح.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فکان إسلام بلقیس إسلام سلیمان إذ قالت «مع سلیمان» فتبعته.   فما یمر بشیء من العقائد إلا مرت به معتقدة ذلک.

کما نحن على الصراط المستقیم الذی الرب علیه لکون نواصینا فی یده. ویستحیل مفارقتنا إیاه.

فنحن معه بالتضمین، وهو معنا بالتصریح، فإنه قال «وهو معکم أین ما کنتم».

ونحن معه بکونه آخذا بنواصینا. فهو تعالى مع نفسه حیثما مشى بنا من صراطه.

فما أحد من العالم الا على صراط مستقیم، وهو صراط الرب تعالى.

وکذا علمت بلقیس من سلیمان فقالت «لله رب العالمین» وما خصصت عالما من عالم. )

 

قال رضی الله عنه :  (فکان إسلام بلقیس إسلام سلیمان ، إذ قالت :  ( مَعَ سُلَیْمانَ ) فتبعته فما یمرّ بشیء من العقائد إلَّا مرّت به معتقدة ذلک کما نحن على الصراط المستقیم الذی الربّ علیه ، لکون نواصینا بیده وتستحیل مفارقتنا إیّاه ،فنحن معه بالتضمین ، وهو معنا بالتصریح.

 فإنّه قال :   " وَهُوَ مَعَکُمْ أَیْنَ ما کُنْتُمْ "  ونحن معه بکونه آخذا بنواصینا ) .

 

یعنی رضی الله عنه : أنّ کوننا على الصراط المستقیم لکون نواصینا بید الحق الذی هو على الصراط المستقیم ، فنحن معه على الصراط فی ضمن کونه على الصراط المستقیم ، ککون بلقیس فی إسلامها بالتضمین والتبعیة لإسلام سلیمان .

 

قال رضی الله عنه : ( فهو تعالى مع نفسه حیثما مشى بنا من صراطه فما من أحد من العالم إلَّا على صراط مستقیم وهو صراط الربّ تعالى ، وکذا علمت بلقیس من سلیمان . فقالت :  " لِلَّه ِ رَبِّ الْعالَمِینَ " وما خصّصت عالما من عالم ).

 

یشیر رضی الله عنه : إلى أنّ التسخیر السلیمانیّ لم یکن بالهمّة والجمعیة وتسلیط الوهم ، وبالأقسام العظام ، وأسماء الله الکرام ، بل بمجرّد الأمر ، ویحتمل ذلک ، لمن یکون اختصاصا له من الله بذلک ، وفی ظاهر الاحتمال دلالة أن یکون بأسماء الله العظام ، وبالکلمات والأقسام فی بدو أمره ، ثمّ بلغ الغایة فی إتقانها حتى انقادت له الخلائق ، وأطاعه الجنّ والإنس والطیر وغیرها بمجرّد الأمر والتلفّظ بما یرید من غیر جمعیة ولا تسلیط وهم وهمّة ، عطاء وهبة من الله ، أن یقول للشیء : "کن فیکون".


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فکان إسلام بلقیس إسلام سلیمان إذ قالت «مع سلیمان» فتبعته.   فما یمر بشیء من العقائد إلا مرت به معتقدة ذلک.

کما نحن على الصراط المستقیم الذی الرب علیه لکون نواصینا فی یده. ویستحیل مفارقتنا إیاه.

فنحن معه بالتضمین، وهو معنا بالتصریح، فإنه قال «وهو معکم أین ما کنتم».

ونحن معه بکونه آخذا بنواصینا. فهو تعالى مع نفسه حیثما مشى بنا من صراطه.

فما أحد من العالم الا على صراط مستقیم، وهو صراط الرب تعالى.

وکذا علمت بلقیس من سلیمان فقالت «لله رب العالمین» وما خصصت عالما من عالم. )

 

قال رضی الله عنه :  (فکان إسلام بلقیس إسلام سلیمان إذ قالت " مَعَ سُلَیْمانَ " فتبعته ، فما یمر بشیء من العقائد إلا مرت به معتقدة ذلک ، کما کنا نحن على الصراط المستقیم الذی الرب تعالى علیه لکون نواصینا فی یده ویستحیل مفارقتنا إیاه ، فنحن معه بالتضمین وهو معنا بالتصریح )

إنما کان فرعون تحت حکم الوقت حیث کان الوقت وقت غلبة بنی إسرائیل ونجاتهم وغرقه ، فخصص إیمانه بإیمانهم تقلیدا ورجاء للخلاص کخلاصهم لا یقینا ، فکأنه لما رأى الدولة معهم مال إلیهم ، وقایس التخصیص على تخصیص السحرة وأخطأ فی القیاس کإبلیس ، فإن إیمان السحرة یتقید بإیمان النبیین ، والنابع یجب أن یتقید إیمانه بإیمان نبیه ،

وإنه قید إیمانه بإیمان بنی إسرائیل فکم بین الإیمانین ؟

وأیضا کان تخصیص السحرة بعد التعمیم فی قولهم " آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِینَ " واستشعارهم أن القبط لغایة تعمقهم فی الضلال یحسبون رب العالمین فرعون.

وبین إسلامه وإسلام بلقیس بون بعید لأن المعیة فی قولها دالة على أنها تعتقد اعتقاد سلیمان مطلقا فی جمیع الأشیاء ، کما نحن بالتبعیة مع الرب تعالى على الصراط المستقیم لکون نواصینا بیده فهو على الصراط المستقیم.

فامتنع انفکاکنا عنه فنحن على صراط ربنا بالتبعیة ، وهو معنى قوله بالتضمین :

أی على الصراط المستقیم فی ضمن کونه علیه لأنه الکل ونحن کالجزء من الکل ، وهو آخذ نواصینا معنا بالتصریح .

 

"" أضاف بالى زادة : فلما اتجه أن یقال إذا کان الحق معنا لزم أن یکون تابعا لنا ، کما إذا کنا معه اعتبارا بمعنى مع ، وکون الحق تابعا محال .

فکیف یصح معیته بنا دفع ذلک بقوله ( فهو تعالى مع نفسه حیث ما مشى بنا ) فهو عیننا من حیث الوجود والحقیقة وإن کان غیرنا باعتبار تعیناتنا الشخصیة ، فکونه معنا من حیث الوجود والوحدة معناه مشیئته معنا عین مشیئته مع نفسه ، فکما علمنا أنا کنا مع الحق بالتبعیة .

( وکذا علمت بلقیس من سلیمان ) أنه مع الله بالتبعیة ، فتبعته فی الإسلام لتکون مع الله بالتبعیة کما کان سلیمان. اهـ بالى

( فما هو ) أی فما کان اختصاص سلیمان بذلک التسخیر ( من کونه تسخیرا ) وإلا لما عمم الله التسخیر فی حقنا ( فإن الله یقول ). اهـ  بالى زادة. "" .

 

قال رضی الله عنه :  ( فإنه قال تعالى " وهُوَ مَعَکُمْ أَیْنَ ما کُنْتُمْ " ونحن معه بکونه آخذا بنواصینا فهو تعالى مع نفسه حیث ما مشى بنا من صراطه ، فما أحد من العالم إلا على صراط مستقیم وهو صراط الرب تبارک وتعالى ، وکذا علمت بلقیس من سلیمان فقالت " لِلَّه رَبِّ الْعالَمِینَ " وما خصصت عالما من عالم ).

لأنها علمت أن سلیمان مع الرب ، والرب مع الکل بأسمائه ، فیکون سلیمان مع الکل لکونه مع الله بجمیع أسمائه ، ولهذا سخر الکل بأسماء الله .

 

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فکان إسلام بلقیس إسلام سلیمان إذ قالت «مع سلیمان» فتبعته.   فما یمر بشیء من العقائد إلا مرت به معتقدة ذلک. کما نحن على الصراط المستقیم الذی الرب علیه لکون نواصینا فی یده. ویستحیل مفارقتنا إیاه.

فنحن معه بالتضمین، وهو معنا بالتصریح، فإنه قال «وهو معکم أین ما کنتم».

ونحن معه بکونه آخذا بنواصینا. فهو تعالى مع نفسه حیثما مشى بنا من صراطه.

فما أحد من العالم الا على صراط مستقیم، وهو صراط الرب تعالى.

وکذا علمت بلقیس من سلیمان فقالت «لله رب العالمین» وما خصصت عالما من عالم. )

 

قال رضی الله عنه :  ( فکان إسلام بلقیس إسلام سلیمان ، إذ قالت : "مع سلیمان" فتبعته . )

أی ، کان إسلام بلقیس کإسلام سلیمان غیر مقید برب مخصوص ، بل مطلقا ، لذلک قالت : ( أسلمت مع سلیمان لله رب العالمین ) . فتبعته فی الإسلام .


قال رضی الله عنه :  ( فما یمر بشئ من العقائد إلا مرت به معتقدة ذلک ، کما کنا نحن على الصراط المستقیم الذی الرب تعالى علیه ، لکون نواصینا فی یده ، وتستحیل مفارقتنا إیاه . )


أی ، ما یمر سلیمان بشئ من المراتب ولا یعتقد فی الحق عقیدة بحسب ما یدرکه من الحق ذوقا وشهودا وعلما ووجودا ، إلا مرت بلقیس معه بذلک العقد واعتقدت فی الحق کذلک ، لأنه ، علیه السلام ، کان متبوعها ، والتابع للشخص فی عقائده لا یکون إلا على تلک العقائد ، وإلا لا یکون تابعا فیها .

فذلک ، أی  ذلک المرور والمتابعة ، کمتابعتنا للرب فی قوله تعالى : ( وما من دابة إلا هو آخذ بناصیتها إن ربى على صراط مستقیم ) .

وامتناع مفارقتنا منه لکون نواصینا فی یده .

فقوله رضی الله عنه  : ( ذلک ) مبتدأ ، خبره : ( کما کنا نحن ) . ولا یتوهم أنه مفعول لقوله : (معتقدة) .


قال رضی الله عنه :  (فنحن معه بالتضمین ، وهو معنا بالتصریح . فإنه قال : "وهو معکم أینما کنتم". ونحن معه لکونه آخذا بنواصینا .).

لما کان کل ما هو مشهود ومحقق عین الوجود الحق ، والأعیان باقیة على حال عدمها ، أو موجودة بالوجود ، وکان الحق معنا ظاهرا صریحا ، وأعیاننا معه باطنا وضمنا . هذا فی التحقق .


وکذلک فی المشی على الصراط المستقیم : فإنه یکون على الصراط صریحا ، ونحن علیه بالتبعیة ، لأنه لیس فی الوجود غیره ، وأعیاننا العدمیة على ذلک الصراط بتبعیته وفی ضمن وجوده ، لکونه آخذا بنواصینا .


قال رضی الله عنه :  ( فهو تعالى مع نفسه حیث ما مشى بنا من صراطه . فما أحد من العالم إلا على صراط مستقیم ، وهو صراط الرب تعالى . )


أی ، إذا کان کل ما هو مشهود عین الحق ، فالحق مع نفسه حیث ما کان ، إذ لیس هویتنا إلا وجودا متعینا ، والوجود عین الحق ، فهو مع نفسه لا مع غیره ، وهو على صراط مستقیم ، فما أحد من العالم إلا وهو على صراط مستقیم .

وهو صراط الرب أی ، صراط اسم ( الرب ) ، إذ لکل اسم صراط خاص موصوف بالاستقامة بالنسبة إلى ذلک الاسم ، وصراط الله هو المستقیم المطلق الجامع للطرق کلها ، وله الربوبیة الکاملة .


لذلک قال تعالى : ( الحمد لله رب العالمین ) .

( وکذا علمت بلقیس من سلیمان ،فقالت : "لله رب العالمین". وما خصصت عالما من عالم.) أی ، علمت بلقیس أن سلیمان مع الله بالتبعیة ، فتبعته لتکون مع الله بالتبعیة .

وما خصت فی قولها : ( رب العالمین ) عالما من عالم ، لیکون لها نصیبا من الربوبیة فی العوالم کلها ، فإن الله یرب جمیع العالمین وهی بالتبعیة معه .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فکان إسلام بلقیس إسلام سلیمان إذ قالت «مع سلیمان» فتبعته.   فما یمر بشیء من العقائد إلا مرت به معتقدة ذلک. کما نحن على الصراط المستقیم الذی الرب علیه لکون نواصینا فی یده. ویستحیل مفارقتنا إیاه.

فنحن معه بالتضمین، وهو معنا بالتصریح، فإنه قال «وهو معکم أین ما کنتم».

ونحن معه بکونه آخذا بنواصینا. فهو تعالى مع نفسه حیثما مشى بنا من صراطه.

فما أحد من العالم الا على صراط مستقیم، وهو صراط الرب تعالى.

وکذا علمت بلقیس من سلیمان فقالت «لله رب العالمین» وما خصصت عالما من عالم. )


قال رضی الله عنه :  (فکان إسلام بلقیس إسلام سلیمان إذ قالت : " مَعَ سلَیْمانَ"  فتبعته ، فما یمرّ بشیء من العقائد إلّا مرّت به معتقدة ذلک ، کما نحن على الصّراط المستقیم الّذی الرّبّ تعالى علیه لکون نواصینا فی یده ، ویستحیل مفارقتنا إیّاه ، فنحن معه بالتضمین وهو معنا بالتّصریح ، فإنّه قال :" وَهُوَ مَعَکُمْ أَیْنَ ما کُنْتُمْ " [ الحدید : 4 ] ، ونحن معه بکونه آخذا بنواصینا ، فهو اللّه تعالى مع نفسه حیثما مشى بنا من صراطه ، فما أحد من العالم إلّا على صراط مستقیم وهو صراط الرّبّ تعالى ، وکذلک علمت بلقیس من سلیمان؛ فقالت :"لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ " [ النمل : 44 ] وما خصّصت عالما من عالم).

 

قال رضی الله عنه :  ( فکان إسلام بلقیس إسلام سلیمان ) فی علو الرتبة ( إذ قالت مع سلیمان ) ، وإن لم یکن لإیمانها هذه الرتبة بذاتها أمکن أن تکون له هذه الرتبة بالتبعیة ، کعبد الوزیر یمکنه أن یدخل بتبعیة الوزیر المواضع المخصوصة للسلطان ما لا یمکنه أن یدخلها لو انفرد ( فتبعته ) ، فما یمر سلیمان ( بشیء من العقائد ) المفصلة ( إلا مرت به ) مجملة لکونها ( معتقدة ذلک ) أی : اعتقاد سلیمان ، وإن لم یتفصل لها ذلک الاعتقاد ، فتحصل لها تلک الاعتقادات بالتضمین ، کما یحصل لسلیمان بالتصریح ، فهذا الفرق بینهما مستمر کالفرق بیننا وبین ربنا فی المرور على صراطه ، بل فی کوننا معه .

 

کما أشار إلیه بقوله رضی الله عنه  : ( کما کنا نحن ) أی : جملة الناس ( على الصراط المستقیم الذی الرب تعالى علیه ) فی أفعاله بنا ، فإنها مستقیمة له ؛ فهی مستقیمة لنا باعتبار تبعیتنا له ، وإن کانت غیر مستقیمة لنا باعتبار ما یکتسب منها من الصفات الذمیمة أو کانت قبیحة.

وإنما تبعناه ( لکون نواصینا فی یده ) ، وإنما لم تکن هذه الجهة جهة الاکتساب لنا ؛ لأنها ضروریة لا اختیار لنا فیها ، والکسب إنما یتعلق بالاختیار ؛ وذلک لأنه ( یستحیل مفارقتنا إیاه ) ، وإذا کانت استقامتنا فی الأفعال القبیحة بتبعیته .


قال رضی الله عنه :  ( فنحن معه ) على الصراط المستقیم لا قدرة لنا من دونه ، والقدرة المکتسبة غیر مؤثرة فی حصول الفعل نفسه بل فی صفاته .

فلذلک صرح بکونه معنا ، ولم یصرح بکوننا معه ، فإنه قال فی بیان کونه معنا وَهُوَ مَعَکُمْ أَیْنَ ما کُنْتُمْ ،فصرح وقال فی بیان کوننا معه :" مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلى صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ " [ هود : 56 ] .

فلم یصرح بل أفهم ( بالتضمین ) أنه نحن معه بکونه آخذ بناصیتها ، وإذا صح أن کوننا بالتضمین لتبعیتنا إیاه ، فلا یکون الحق تابعا لنا فی اکتسابنا ؛ فهو تعالى مع نفسه حیث ما مشى بنا فی أفعالنا من صراط مستقیم أو غیر مستقیم بالنسبة إلینا ؛ فإنه مستقیم بالنسبة إلیه لا یلحقه بتبعیتنا إیاه القبائح التی تلحقنا .

 

وإذا کان له المشی على جمیع صراطنا ، وهو على صراط مستقیم دائما ، فما بقی أحد من العالم إلا على صراط مستقیم ، وإن لم یستقم بوجه آخر عقلا أو عرفا أو شرعا ؛ فإن الوجود خیر کله ، وإنما جهة الشرفیة نسبة عدم الغیر أو عدم کماله إلیه ، ولکن جهة الخیریة مخصوصة بمفیض الوجود .

ولذلک یقول : هو من جهة الاستقامة ، إنما هو صراط الرب تبارک وتعالى لا صراطنا ، إذ لیس منا إفاضة الوجود الذی هو الخیر ، بل إنما یکون منا إفادة الصفات بمظاهرنا ، وهی منشئة الاکتساب الذی یقسم الصراط إلى المستقیم وغیره .

ویقسم الأفعال إلى الحسن والقبیح ، وکما علمنا هذه الدقائق کذا علمت بلقیس من سلیمان أنه مع اللّه على جمیع صراطه على ما هو ربه علیه من جهة الاستقامة .


حیث ثابت له فقالت للّه رب العالمین ، فتجمع صراط العالم فی الوصول إلى ربها وما خصصت عالما من عالم لیحصل لها الوصول إلى ربها من جمیع الوجوه من غیر قصد أن تکتسب شیئا من الاکتسابات القبیحة أو الحسنة حتى یحتاج إلى تمییز بعضها عن بعض ، بل قصدت جهة الجذب الذی أقله یوازی عمل الثقلین ، فهذا من سریان علمه إلیها کسریان الکرامة إلى آصف ؛ فافهم ، فإنه مزلة للقدم .

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فکان إسلام بلقیس إسلام سلیمان إذ قالت «مع سلیمان» فتبعته.   فما یمر بشیء من العقائد إلا مرت به معتقدة ذلک. کما نحن على الصراط المستقیم الذی الرب علیه لکون نواصینا فی یده. ویستحیل مفارقتنا إیاه.

فنحن معه بالتضمین، وهو معنا بالتصریح، فإنه قال «وهو معکم أین ما کنتم».

ونحن معه بکونه آخذا بنواصینا. فهو تعالى مع نفسه حیثما مشى بنا من صراطه.

فما أحد من العالم الا على صراط مستقیم، وهو صراط الرب تعالى.

وکذا علمت بلقیس من سلیمان فقالت «لله رب العالمین» وما خصصت عالما من عالم. )

 

قال رضی الله عنه :   ( فکان إسلام بلقیس إسلام سلیمان ، إذ قالت : " مَعَ سُلَیْمانَ")[ 27 / 44 ].

وعنت بهذه المعیّة المقارنة بسلیمان فی نفس هذا الانقیاد والإذعان بما یستتبعه ، لا المقارنة الزمانیّة و المکانیّة .

وبیّن أن المراد بالمعیّة والمقارنة إذا کان هو المقارنة فی الفعل ، یلزم أن یکون المتقارنان متساویین فی طریان ما یلزم ذلک الفعل من الأحوال والأوضاع .

وبلقیس إذ  قارنت بسلیمان تلک المقارنة ( فتبعته ) فی سائر عقائده وأحواله ، ولازمته فی مسالکه بجمیع أغوارها وأنجادها .

 

قال رضی الله عنه :  ( فما یمرّ بشیء من العقائد إلا مرّت به معتقدة ، ذلک کما نحن على الصراط المستقیم الذی الربّ علیه ، لکون نواصینا فی یده ، ویستحیل مفارقتنا إیّاه ) .

فیجب مقارنتنا له فی جمیع الأفعال والأقوال وجملة الأحوال .


وبیّن أن المعیة من الطرفین وأنّ عین العبد فی عدمه الأصلی کما کان ، ( فنحن معه بالتضمین ) مختفیا فی ضمنه ، ( وهو معنا بالتصریح ) ظاهرا فی مجلاه .

ومن ثمّة ترى فی الکلام المنزل السماوی الذی هو المبیّن الکاشف عن الأمر بما هو علیه ظاهرا مفصحا عن ذلک ( فإنّه قال : “وَهُوَ مَعَکُمْ أَیْنَ ما کُنْتُمْ “  ) [ 57 / 4 ] مصرّحا بمعیّته لنا ، فهو معنا بهذا النصّ الصریح فی المعیّة ( ونحن معه بکونه آخذ بنواصینا ) وهو إنما یدلّ على المعیّة ضمنا ، فإنّ دلالته على المعیّة عقلیّة ضمنیّة . إذ الناصیة لغة هی : قصاص الشعر .


وهی ما ینتهی به الشعر مقدّما کان أو مؤخّرا ، وذلک فی عرف أهل الذوق عبارة عن الکثرة الإحاطیة التی قد انحشرت فی الإنسان وظهر سواد ازدحامها على الدماغ ، فإنّ فیه مدارک الشعور والإشعار ، ومصادر الأفعال الاختیاریة التی من جملتها الکلام ، الذی هو منتهى غایات الکثرة المتّصل طرفها بالوحدة ، فإنّه صورة العلم ، وهو ظاهر الوجود کما عرفت .


وبیّن أنّ الآخذة بالناصیة هو الذی یتحرّک بها وفیها ، فإنّ لکلّ کثرة جهة جمعیّة ، هی الآخذ بأزمّة آثارها وإظهار مطاوی أسرارها ، فإنّ تلک الکثرة هی باطن تلک الجهة من وجه ، وإن کان ظاهرها من آخر ، وهذا هو الوجه الذی نتکلم علیه .


ولذلک قال رضی الله عنه: ( فهو تعالى مع نفسه حیثما مشى بنا من صراطه ) فإنّ النفس فی عرفهم مشتقّ من النفس المنسوب إلى الرحمن ، وبیّن أنّ تلک الجهة الجمعیّة التی بها یظهر العالم بأجناسه وأنواعه وأشخاصه لا بدّ لها من هیأة وحدانیّة اعتدالیّة فی کلّ منها ، هی منهج ظهور ذلک النوع وصراط صورته الخاصّة ، بحیث لو تجاوز عنها إلى طرفیها من الإفراط والتفریط لم یمکن ظهورها أصلا .

 

قال رضی الله عنه: ( فما أحد من العالم إلا على صراط مستقیم ، وهو صراط الربّ تعالى ) فإنّه لکل نوع ربّ یحفظ ذلک الهیئة الوحدانیّة على استقامتها .

قال رضی الله عنه: ( وکذا علمت بلقیس من سلیمان ) عند إسلامها من دقائق حکمه ، وإذعانها له فی لطائف إرشاده وهدایته ، ( فقالت “  لِلَّه ِ رَبِّ الْعالَمِینَ “  ) [ 27 / 44 ] مفصحة عن معبودها بأسمائه الإلهیّة والربوبیّة ، وسماته الکیانیّة ، بما یکشف عن المعیّة المذکورة ، لما فی الربّ من معنى النسبة التی یلازم طرفیها معا .

 

ولذلک عمّت ( وما خصّصت عالما من عالم ) فإنّه لو أنّها ما علمت من سلیمان تلک المعیّة الإطلاقیة ما عمّت ، بل خصّصت کما خصّص بنو إسرائیل .

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فکان إسلام بلقیس إسلام سلیمان إذ قالت «مع سلیمان» فتبعته.   فما یمر بشیء من العقائد إلا مرت به معتقدة ذلک. کما نحن على الصراط المستقیم الذی الرب علیه لکون نواصینا فی یده. ویستحیل مفارقتنا إیاه.

فنحن معه بالتضمین، وهو معنا بالتصریح، فإنه قال «وهو معکم أین ما کنتم».

ونحن معه بکونه آخذا بنواصینا. فهو تعالى مع نفسه حیثما مشى بنا من صراطه.

فما أحد من العالم الا على صراط مستقیم، وهو صراط الرب تعالى.

وکذا علمت بلقیس من سلیمان فقالت «لله رب العالمین» وما خصصت عالما من عالم. )

 

قال رضی الله عنه :  (فکان إسلام بلقیس إسلام سلیمان إذ قالت :مَعَ سُلَیْمانَ فتبعته .)

مخصوص ( إذ قالت ) : أسلمت ( مع سلیمان ) لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ ( فتبعته).


قال رضی الله عنه :  (فما یمرّ بشیء من العقائد إلّا مرّت به معتقدة ذلک . کما نحن على الصّراط المستقیم الّذی الرّبّ تعالى علیه لکون نواصینا فی یده . ویستحیل مفارقتنا إیّاه .

فنحن معه بالتضمین وهو معنا بالتّصریح ، فإنّه قال :وَهُوَ مَعَکُمْ أَیْنَ ما کُنْتُمْ[ الحدید : 4 ] ونحن معه بکونه آخذا بنواصینا .  فهو اللّه تعالى مع نفسه حیثما مشى بنا من صراطه ، فما أحد من العالم إلّا على صراط مستقیم وهو صراط الرّبّ تعالى . وکذلک علمت بلقیس من سلیمان فقالت :لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ[ النمل : 44 ] وما )


قال رضی الله عنه :  (فما یمر ) سلیمان ( بشیء من العقائد إلا مرت به معتقدة ذلک کما کنا نحن على الصراط المستقیم الذی الرب تعالى علیه لکون نواصینا فی یده وتستحیل مفارقتنا إیاه ) ، فقوله ذلک إما مفعول لمعتقدة ، أی معتقدة بأمر سلیمان به ، وإما مبتدأ خبره کما کنا والأول أظهر ، ولعله رضی اللّه عنه أراد بعموم اعتقادها لما مر به سلیمان إحاطته به إجمالا لا تفصیلا فإن مساواة اعتقادها لاعتقاده کما وکیفا مستبعدة جدا .


قال رضی الله عنه :  ( فنحن معه بالتضمین وهو معنا بالتصریح ) . وذلک لأن معیته الذاتیة معنا عبارة عن قیومیته لنا بتجلیه الوجود فینا أو معیتنا معه عبارة عن قیامنا به ضمن ذلک التجلی ومعنى به قیامنا ظهور ظلالنا وعکوسنا فیه .

فإن أعیاننا الثابتة لا تزال على العدمیة ما شمت رائحة الوجود فنحن معه وقائمون به فی ضمن ظلالنا وعکوسنا فیه وهو معنا بالقیومیة بصریح ذاته وظاهر وجوده فنحن معه بالتضمین وهو معنا بالتصریح .


وعلى هذا المنوال وقع فی التنزیل بیان معیته ومعیتنا معه ( فإنه قال ) فی بیان معیته معنا ( وهو معکم أینما کنتم ) ، فصرح بمعیته معنا ( ونحن معه بکونه ) ، أی بسبب کونه ( آخذا بنواصینا ) کما یدل علیه قوله تعالى :ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِیَتِها[ هود : 56]

، ولا شک أن المأخوذ بناصیته یکون مع الآخذ بها ، فمعیتنا معه لا تفهم من صریح الآیة بل هی مندرجة فی ضمنها مفهومة بالتبعیة ، وإن کان آخذا بنواصینا ( فهو تعالى مع نفسه حیث ما مشى بنا من صراطه ) ، فالصراط الذی مشى بنا علیه صراطه الذی هو علیه .


قال رضی الله عنه :  ( فما أحد من العالم إلا على صراط مستقیم وهو صراط الرب تعالى ) الصراط ، الذی یمشی بناء علیه ( وکذا ) ، أی مثل ما قلنا من أنه ما أحد من العالم إلا على صراط مستقیم هو صراط الرب.


 قال رضی الله عنه :  (علمت بلقیس من ) حال ( سلیمان ) فعلمت أنه لیس إلا على صراط مستقیم وهو صراط الرب فتبعته وهو تابع منقاد لربه الذی یمشی به فتبعت بلقیس مضاربه وانقادت له ( فقالت ) أسلمت (لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ) ، وأضافت الرب الذی ( خصّصت عالما من عالم.) أسلمت له إلى العالمین کلهم.


قال رضی الله عنه :  ( وما خصصت عالما من عالم ) بإضافة الرب إلیه کما خصص بنو إسرائیل موسى وهارون بذلک ، فإن منشأ التخصیص اعتقاد أن ما عدا المضاف إلیه لیس على صراط مستقیم والأمر بخلاف ذلک کما علمت .


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص ۳۹۷-۳۹۸

فکان إسلام بلقیس إسلام سلیمان إذ قالت‏ مَعَ سُلَیْمانَ‏ فتبعته. فما یمر بشی‏ء من العقائد إلّا مرت به معتقدة ذلک.

پس اسلام بلقیس اسلام سلیمان بود، چه اینکه گفت: مَعَ سُلَیْمانَ‏. پس پیروى کرد سلیمان را. پس سلیمان به هیچ یک از عقاید عبور نمی‌کرد مگر اینکه بلقیس به آن عبور کرد در حالى که معتقد بود.

کما کنّا نحن على الصراط المستقیم الذی الربّ تعالى علیه لکون نواصینا فی یده و تستحیل مفارقتنا إیّاه. فنحن معه بالتضمین، و هو معنا بالتصریح، فإنّه قال‏ وَ هُوَ مَعَکُمْ أَیْنَ ما کُنْتُمْ‏ و نحن معه لکونه آخذا بنواصینا فهو تعالى مع نفسه حیثما مشى بنا من صراطه، فما أحد من العالم إلّا على صراط مستقیم، و هو صراط الربّ تعالى.

چنانکه ما بر صراط مستقیمى هستیم که رب تعالى بر آن صراط است، زیرا نواصى ما در دست اوست و مفارقت ما از او مستحیل است. پس ما با او به تضمین هستیم (یعنى در ضمن او مخفى هستیم) و او با ماست به تصریح، چه اینکه فرمود: هُوَ مَعَکُمْ أَیْنَ ما کُنْتُمْ‏ (حدید: 4) و ما با اوییم زیرا که آخذ نواصى ماست. پس او با خودش ‌می‌باشد هر کجا که با ما در صراطش هست. (زیرا هویت ما نیست مگر وجود متعین و وجود عین حق است پس حق تعالى با خودش است نه با غیرش) پس هیچ احدى از عالم نیست مگر اینکه بر صراط مستقیم است و آن صراط رب تعالى است.

و کذا علمت بلقیس من سلیمان فقالت‏ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ‏ و ما خصصت عالما من عالم.

و همچنین بلقیس دانست از حال سلیمان که گفت‏ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ‏ که اختصاص به عالمى دون عالمى نداد.

غرض این است که سلیمان را ربوبیت در عوالم است نه در عالمى دون عالمى زیراکه انسان کامل است، بلکه با سلیمان که در همه عوالم است، اسلام آورد که گفت: لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ‏.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۷۸۹-۷۹۰

فکان إسلام بلقیس إسلام سلیمان إذ قالت‏ مَعَ سُلَیْمانَ‏ فتبعته.

یعنى اسلام بلقیس مثل اسلام سلیمان بود غیر مقیّد به ربّ مخصوص به ربّ مقیّد، بل مطلق از تقییدات، و لهذا گفت اسلام آوردم با سلیمان به حضرت اللّه که ربّ العالمین است. پس اتباع سلیمان کرد در اسلام.

فما یمرّ بشى‏ء من العقائد إلّا مرّت به معتقدة ذلک. کما نحن على الصّراط المستقیم الّذى الرّب تعالى علیه لکون نواصینا فى یده. و یستحیل مفارقتنا إیّاه.

یعنى مرور نمى‏‌کند سلیمان به چیزى از مراتب و اعتقاد نمى‏‌کند عقیده‏اى در حقّ به حسب آنچه ادراک مى‏‌کند از ذوق و شهود و علم و وجود مگر که بدین عقد متابعت بلقیس با اوست. و اعتقادش در حقّ چون اعتقاد سلیمان مستقیم و نیکوست زیرا که سلیمان علیه السلام متبوع اوست و تابع در عقاید جز بر عقیده متبوع خویش نباشد.

و این مرور و تابعیّت چون متابعت ماست مر ربّ را در قول او سبحانه که مى‌‏فرماید ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ‏ و امتناع مفارقت ما از او به واسطه آنست که نواصى ما در ید اوست.

فنحن معه بالتضمین (بالتضمّن- خ) و هو معنا بالتّصریح، فإنّه قال‏ وَ هُوَ مَعَکُمْ أَیْنَ ما کُنْتُمْ‏ و نحن معه بکونه (لکونه- خ) آخذا بنواصینا.

پس ما با اوئیم به تضمین (به تضمّن- خ) و او با ما به تصریح، و لهذا معیّت خود را به ما به آیه کریمه‏ وَ هُوَ مَعَکُمْ أَیْنَ ما کُنْتُمْ‏ تصریح کرد و در بیان معیّت ما با او به اخذ نواصى ما کنایت فرمود.

و تحقیق درین مقام آنست که هرچه به سمت شهود موسوم است چون تحقّق او از وجود حقّ است و اعیان ما یا در عدم باقى است یا مشهود به تبعیت وجود حق، پس حقّ با ما باشد ظاهرا و صریحا، و اعیان ما با او باشد باطنا و ضمنا؛ و حال همچنین است در مشى بر صراط مستقیم. چه بودن او برین صراط صریح است و بودن ما به تبعیت زیرا که در وجود غیر او نیست، و اعیان عدمیّه برین صراط در ضمن وجود او به طریق تبعیّت است. و از آن روى که او آخذ نواصى ماست لاجرم چون ناصیه ما به دست اوست و او بر صراط مستقیم، کژ نتوانیم رفتن.

فهو اللّه تعالى مع نفسه حیثما مشى بنا من صراطه، فما أحد من العالم إلّا على صراط مستقیم و هو صراط الرّبّ تعالى.

یعنى چون هرچه مشهود است از حقّ است، پس حقّ تعالى با نفس خویش هر کجا باشد، چه هویّت او جز وجود متعیّن نیست و وجود عین حقّ است، پس او با نفس خود باشد نه با غیر خود. و او بر صراط مستقیم است که آن صراط ربّ است اعنى صراط اسم ربّ. چه هراسم صراطى است خاص که موصوف است به استقامت به نسبت با این اسم و صراط اللّه مستقیم است مطلقا و جامع همه طرق اوست و ربوبیّت کامله او راست و لهذا حق سبحانه و تعالى مى‏فرماید الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ*.

و کذلک علمت (و کذا علمت- خ) بلقیس من سلیمان فقالت‏ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ* و ما خصّصت عالما من عالم.

یعنى بلقیس دانست که سلیمان با خداست به تبعیّت، پس تابع او شد تا مع اللّه باشد به تبعیّت و تخصیص نکرد در قول‏ «رَبِّ الْعالَمِینَ»* عالمى را از عالمى تا او را در جمیع عوالم از ربوبیّت نصیب باشد، چه اللّه تربیت همه عالم مى‏کند و بلقیس به طریق تبعیت با اوست.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۲۸

فکان إسلام بلقیس إسلام سلیمان إذ قالت‏ «مَعَ سُلَیْمانَ» فتبعته. فما یمرّ بشی‏ء من العقائد إلّا مرّت به معتقده ذلک.

کما نحن على الصّراط المستقیم الّذی الرّبّ علیه لکون نواصینا فی یده و یستحیل مفارقتنا إیّاه. فنحن معه بالتّضمین و هو معنا بالتّصریح، فإنّه قال‏ «وَ هُوَ مَعَکُمْ أَیْنَ ما کُنْتُمْ». و نحن معه بکونه آخذا بنواصینا. فهو- تعالى- مع نفسه حیثما مشى بنا من صراطه.

فما أحد من العالم إلّا على صراط مستقیم، و هو صراط الرّبّ- تعالى-.

شرح یعنى چون حق- تعالى- بر صراط مستقیم است صریحا؛ پس ما بر صراط مستقیم باشیم به تبعیّت او، از آن جهت که نواصى ما در قبضه اوست.

پس ما در ضمن او بر صراط مستقیم باشیم.

و کذا علمت بلقیس من سلیمان فقالت‏ «لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ» و ما خصّصت عالما من عالم.

شرح یعنى همچنین بدانست بلقیس معیّت سلیمان با حق مطلق به تبعیّت، از آن جهت تخصیص نکرد؛ تا در هر عالمى از عوالم، مراتب وجود وى را، از ربوبیّت ربّ العالمین نصیبى بود.