عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الثالثة : 


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (وقال فی حق داود «ولقد آتینا داود منا فضلا» فلم یقرن به جزاء یطلبه منه، ولا أخبر أنه أعطاه هذا الذی ذکره جزاء.

ولما طلب الشکر على ذلک العمل طلبه من آل داود ولم یتعرض لذکر داود لیشکره الآل على ما أنعم به على داود.  فهو فی حق داود عطاء نعمة وإفضال، وفی حق آله على غیر ذلک لطلب المعاوضة فقال تعالى «اعملوا آل داود شکرا وقلیل من عبادی الشکور».

وإن کانت الأنبیاء علیهم السلام قد شکروا الله على ما أنعم به علیهم ووهبهم، فلم یکن ذلک على طلب من الله، بل تبرعوا بذلک من نفوسهم کما قام رسول الله صلى الله علیه وسلم حتى تورمت قدماه شکرا لما غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فلما قیل له فی ذلک قال «أفلا أکون عبدا شکورا»؟

وقال فی نوح «إنه کان عبدا شکورا». فالشکور من عباد الله تعالى قلیل.

فأول نعمة أنعم الله بها على داود علیه السلام أن أعطاه اسما لیس فیه حرف من حروف الاتصال، فقطعه عن العالم بذلک إخبارا لنا عنه بمجرد هذا الاسم، وهی الدال والألف والواو.)

 

قال رضی الله عنه :  ( وقال فی حقّ داود - علیه السّلام – "وَلَقَدْ آتَیْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا "[ سبأ : 10 ] فلم یقرن به جزاء یطلبه منه ، ولا أخبر أنّه أعطاه هذا الّذی ذکره جزاء . ولمّا طلب الشّکر على ذلک العمل طلبه من آل داود ولم یتعرّض لذکر داود لیشکره الآل على ما أنعم به على داود .   فهو فی حقّ داود عطاء نعمة وإفضال ، وفی حقّ آله على غیر ذلک لطلب المعاوضة فقال تعالى :" اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُکْراً وَقَلِیلٌ مِنْ عِبادِیَ الشَّکُورُ" [ سبأ : 13] .

وإن کانت الأنبیاء علیهم السّلام قد شکروا للّه على ما أنعم به علیهم ووهبهم ، فلم یکن ذلک على طلب من اللّه ، بل تبرّعوا بذلک من نفوسهم کما قام رسول اللّه صلى اللّه علیه وسلم حتّى تورّمت قدماه شکرا لما غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر . فلمّا قیل له فی ذلک قال : « أفلا أکون عبدا شکورا » ؟ وقال فی نوح :" إِنَّهُ کانَ عَبْداً شَکُوراً " [ الإسراء : 3 ] . والشّکور من عباد اللّه تعالى قلیل . فأوّل نعمة أنعم اللّه بها على داود - علیه السّلام - أن أعطاه اسما لیس فیه حرف من حروف الاتّصال . فقطعه عن العالم بذلک إخبارا لنا عنه بمجرّد هذا الاسم ، وهی الدّال والألف والواو).

 

قال رضی الله عنه :  (وقال) تعالى (فی حق داود) علیه السلام " وَلَقَدْ آتَیْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا " [ سبأ  : 10] ،

أی فضیلة على جمیع أهل زمانه بمزایا اختصه بها وعطایا منحه إیاها (فلم یقرن) ، أی اللّه تعالى فی کلامه (به) ، أی بذلک الفضل الذی ذکر سبحانه أنه آتاه لداود علیه السلام (جزاء) من شکر ونحوه (یطلبه) سبحانه وتعالى (منه) ، أی من داود علیه السلام فی مقابلة ما آتاه (ولا أخبر) تعالى (أنه) سبحانه (أعطاه) ، أی أعطى داود علیه السلام (هذا) الفضل (الذی ذکره) سبحانه (جزاء) لداود علیه السلام على عمل سبق له .

قال رضی الله عنه :  (ولما طلب) تعالى (الشکر على ذلک) الفضل الذی آتاه لداود علیه السلام (بالعمل) الصالح (طلبه) ، أی ذلک الشکر (من آل) ، أی قوم (داود) علیه السلام ، وهم المتبعون له من أهله وأعوانه (ولم یتعرض) سبحانه (لذکر داود) علیه السلام بطلب شکر منه ولا غیره (لیشکره) تعالى (الآل) ، أی آل داود علیه السلام (على ما أنعم به) سبحانه وتعالى (على داود) علیه السلام من الفضل (فهو) ، أی ذلک الفضل (فی حق داود) علیه السلام (عطاء نعمة) من اللّه تعالى علیه (وإفضال) ، أی إحسان إلیه (وفی حق آله) ، أی آل داود علیه السلام (على) وجه (غیر ذلک) الوجه وهو کونه (لطلب المعاوضة) من الآل وهی الشکر بالعمل الصالح .

 

قال رضی الله عنه :  (فقال تعالى) فی ذلک الطلب : ("اعْمَلُوا آلَ") بحذف حرف النداء والتقدیر (یا آل داود علیه السلام شکرا) ، أی عملا شکرا وهو المنظور فیه إلى اللّه تعالى العامل له لا إلیه (" وَقَلِیلٌ مِنْ عِبادِیَ الشَّکُورُ") [ سبأ : 13 ] .

أی من یظهر هذا الاسم الإلهی فیه عند العمل فیعبد اللّه کأنه یراه فیکون شاکرا والشاکر من أسماء اللّه تعالى أیضا قال تعالى :" اللَّهَ شاکِرٌ عَلِیمٌ " [ البقرة : 158 ] ، ثم إنه لا یرى اللّه تعالى فیراه اللّه تعالى بما یرى به نفسه فیکون شکورا وهو القلیل من العباد (وإن کانت الأنبیاء علیهم السلام قد شکروا للّه على ما أنعم به علیهم) .

 

من أنواع النعم (ووهبهم) من الهبات الکثیرة فی ظواهرهم وبواطنهم (فلم یکن ذلک) ، أی الشکر منهم (عن طلب من اللّه) تعالى (بل) هم (تبرعوا بذلک) الشکر من تلقاء نفوسهم الفاضلة (کما قام رسول اللّه صلى اللّه علیه وسلم) من اللیل (حتى تورمت قدماه) من کثرة التهجد (شکرا) .

أی على وجه الشکر للّه تعالى (لما) ، أی لأجل أنه (غفر اللّه) تعالى (له) ، أی لنبینا صلى اللّه علیه وسلم (ما تقدم من ذنبه وما تأخر) ،أی إلى آخر عمره علیه السلام (فلما قیل له فی ذلک).

أی لم تفعل کذلک وقد غفر لک ما تقدم من ذنبک وما تأخر قال صلى اللّه علیه وسلم أفلا أکون عبدا للّه تعالى من حیث الصورة شکورا من حیث القیام بهذا الاسم الإلهی والتحقق به وقال اللّه تعالى فی حق نوح علیه السلام إنه ، أی نوحا علیه السلام کانَ عَبْداً شَکُوراً[ الإسراء : 3 ] ، أی کلاما متحققا بنفسه وبربه والعبد الشکور ، کما ذکرنا من عباد اللّه تعالى قلیل کما هو فی الآیة المذکورة .

 

قال رضی الله عنه :  (فأول نعمة أنعم اللّه) تعالى (بها على داود) علیه السلام (أن أعطاه) تعالى (اسما) سماه به (لیس فیه حرف من حروف الاتصال) ، أی متصل مع الحرف الآخر بل کل منه منفصل عن الآخر وهو اسم داود علیه السلام فقطعه اللّه تعالى عن التعلق بشیء من العالم المحسوس والمعقول بذلک الاسم إخبارا منه تعالى (لنا) معشر هذه الأمة عنه ، أی داود علیه السلام (بمجرد هذا الاسم ) الذی سماه به فی الکتاب والسنة (وهی) ، أی حروف الاسم المذکور (الدال) المهملة (والألف والواو) فهی ثلاثة حروف من غیر تکرار ، ومع التکرار خمسة حروف الدالان والواوان والألف ،

وقد حذفت من الکتابة إحدى الواوین لأنها جوفیة فناسب استتارها مع وجودها فی النطق ، کما حذفت فی نظائره کطاوس وناوس ، فأوّل اسمه حرف فی آخر اسم محمد صلى اللّه علیه وسلم ، وآخر اسمه کذلک نظیر ظهوره علیه السلام بالصورة المحمدیة ، وفی وسط اسمه ثلاثة حروف من حروف العلة أحدها مکرر وهو الواو نظیر النفس والعقل فإنهما ملکوتیان مستتران بالصورة الجسمانیة الملکیة ، وأحدهما مستتر فی الآخر صورة وظاهر حرکة وتدبیرا نظیر الواو ، والمحذوف فی الخط والحرف الآخر الألف نظیر الروح المنفوخ من عالم الأمر الإلهی ،

 

فالصورة فی الحضرة العلمیة ثابتة نظیر الدال الأولى ، والروح والعقل والنفس نظیر الألف ، والواوین أوّل ما ظهر من تلک الصورة الثابتة فی العالم على الترتیب ، ثم ظهرت تلک الصورة وهی الدال الثانیة ، وعندنا کلام آخر فی الاسم من حیث دال الوجود المطلق یطول ذکره ، ومن حیث واو الهویة ومن حیثیات أخر .

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (وقال فی حق داود «ولقد آتینا داود منا فضلا» فلم یقرن به جزاء یطلبه منه، ولا أخبر أنه أعطاه هذا الذی ذکره جزاء.

ولما طلب الشکر على ذلک العمل طلبه من آل داود ولم یتعرض لذکر داود لیشکره الآل على ما أنعم به على داود.

فهو فی حق داود عطاء نعمة وإفضال، وفی حق آله على غیر ذلک لطلب المعاوضة فقال تعالى «اعملوا آل داود شکرا وقلیل من عبادی الشکور».

وإن کانت الأنبیاء علیهم السلام قد شکروا الله على ما أنعم به علیهم ووهبهم، فلم یکن ذلک على طلب من الله، بل تبرعوا بذلک من نفوسهم کما قام رسول الله صلى الله علیه وسلم حتى تورمت قدماه شکرا لما غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فلما قیل له فی ذلک قال «أفلا أکون عبدا شکورا»؟

وقال فی نوح «إنه کان عبدا شکورا». فالشکور من عباد الله تعالى قلیل.

فأول نعمة أنعم الله بها على داود علیه السلام أن أعطاه اسما لیس فیه حرف من حروف الاتصال، فقطعه عن العالم بذلک إخبارا لنا عنه بمجرد هذا الاسم، وهی الدال والألف والواو.)

 

قوله رضی الله عنه  : (وقال فی حق داود علیه السلام :وَلَقَدْ آتَیْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا) الحق ( به ) أی بإعطائه لداود علیه السلام ( جزاء ) أی عملا ( یطلب منه ) .

أی بطلب الحق ذلک العمل من داود علیه السلام ( ولا أخبر ) الحق ( أنه ) أی الفاضل ( أعطاه ) أی أعطى الحق لداود علیه السلام ( هذا ) مبتدأ ( الذی ذکره ) صفة ( جزاء ) خبره أی ولا أخبر الحق أن الفضل الذی أعطى لداود علیه السلام جزاء من عمل داود علیه السلام .

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولما طلب الشکر على ذلک بالعمل طلبه ) أی طلب الحق ذلک الشکر ( من آل داود علیه السلام ولم یتعرض لذکر داود علیه السلام ) فی طلب الشکر ( لیشکره ) یتعلق بطلبه أی إنما طلب الحق الشکر من آل داود لیشکر ( الآل ) الحق ( على ما أنعم به على داود ) علیه السلام حتى یزید نعم اللّه على عباده بالشکر لقوله تعالى :لَئِنْ شَکَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّکُمْ[ إبراهیم : 7 ] .

فکان طلب الشکر من العباد نعمة وعطاء محضا من اللّه على عباده فإعطاء النعمة على العباد أحب إلیه تعالى لذلک طلب الشکر الذی یزید به النعمة فالشکر أحب الأعمال إلى اللّه تعالى فإذا لم یطلب على ما أنعم به على داود علیه السلام من داود علیه السلام جزاء .

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فهو ) أی ذلک الفضل ( فی حق داود علیه السلام عطاء نعمة وإفضال ) فإذا طلب على ذلک من آله جزاء لم یکن النعمة فی حق آله إفضالا لذلک قال : ( وفی حق آله على غیر ذلک ) بالإعطاء والإفضال ( لطلب المعاوضة ) فی حق آله دون داود علیه السلام ( فقال تعالى :اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُکْراً) أی أشکروا اللّه یا أمة محمد على ما أنعمت به على نبیکم محمد علیه السلام کما شکر آل داود علیه السلام على ما أنعمت به على نبیهم داود علیه السلاموَقَلِیلٌ مِنْ عِبادِیَ الشَّکُورُوهو بیان لعظمة شأن الشکر عند اللّه فلا یصل إلى مرتبة الشکر من العباد إلا قلیل.

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وإن کانت الأنبیاء قد شکروا اللّه على ما أنعم به علیهم ) الحق ( ووهبهم ) من الرسالة والنبوة والکمالات المختصة بهم ( فلم یکن ذلک ) الشکر منهم ( عن طلب من اللّه بل تبرعوا بذلک ) الشکر ( من نفوسهم کما قام رسول اللّه صلى اللّه علیه وسلم حتى تورّمت قدماه شکرا لما غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فلما قیل له فی ذلک ) یعنی قیل لرسول اللّه صلى اللّه علیه وسلم أن اللّه غفر لک ما تقدم من ذنبک وما تأخر فلم فعلت ذلک الفعل الشاق.

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( قال أفلا أکون عبدا شکورا ) لعلمه أن الشکر أعظم منزلة عند اللّه فالعبد الشکور من خواص عباده تعالى لذلک قال قل الشکور فطلب رسول اللّه والأنبیاء کلهم أن یکون عبدا شکورا .

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وقال فی نوح علیه السلام :إِنَّهُ کانَ عَبْداً شَکُوراًوالشکور من عباد اللّه قلیل ) فالعبد الشکور هو الذی شکر اللّه على ما أنعم اللّه به علیه من غیر طلب من اللّه الشکر وأما الذی شکر عن طلب من اللّه فهو لیس عبدا شکورا فما کان الشکور من عباد اللّه إلا الأنبیاء علیهم السلام خاصة لورود النص فی حقهم .

وهو قوله تعالى فی حق نوح علیه السلام :إِنَّهُ کانَ عَبْداً شَکُور اًو قول الرسول علیه السلام : « أفلا أکون عبدا شکورا » وأما غیرهم من المؤمنین وإن کانوا شاکرین لکنهم لا یکونون عبدا شکورا لعدم ورود النص فی حقهم نعم قد أنعم على المؤمنین بعض نعمة من غیر طلب الشکر فتبرعوا الشکر من عند أنفسهم فکانوا حینئذ عبدا شکورا لکن الکلام فی النص الإلهی.

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فأوّل نعمة أنعم اللّه بها على داود علیه السلام أن أعطاه اسما لیس فیه حرف من حروف الاتصال ) والاتصال یعتبر إلى البعد فهذه الحروف لا تتصل إلى حرف بعدها ویتصل بها غیرها قبلها فهذه الحروف تنقطع عن الحروف الباقیة وتتصل الحروف الباقیة إلیها فداود علیه السلام ینقطع عن العالم أی لا یمیل إلیه والعالم یتصل إلیه لذلک ترجع الجبال معه.

( فقطعه ) أی قطع الحق داود علیه السلام ( عن العالم بذلک ) أی بإعطاء ذلک الاسم له فکان هذا الاسم سببا لقطعه تعالى عن العالم وإنما فعل الحق ذلک فی حق داود علیه السلام ( إخبارا ) أی للإخبار ( لنا عنه ) أی عن العالم ( بمجرد هذا الاسم ) المنقطع الحروف قوله بمجرد یتعلق بإخبارا ( وهی الدال والألف والواو ) فلما أعطاه ذلک علمنا منه أن اللّه قد قطعه عن العالم بدون مجاهدة وکسب من داود علیه السلام فکان ذلک القطع عطاء نعمة وإفضال من اللّه على داود علیه السلام .


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (وقال فی حق داود «ولقد آتینا داود منا فضلا» فلم یقرن به جزاء یطلبه منه، ولا أخبر أنه أعطاه هذا الذی ذکره جزاء.

ولما طلب الشکر على ذلک العمل طلبه من آل داود ولم یتعرض لذکر داود لیشکره الآل على ما أنعم به على داود.

فهو فی حق داود عطاء نعمة وإفضال، وفی حق آله على غیر ذلک لطلب المعاوضة فقال تعالى «اعملوا آل داود شکرا وقلیل من عبادی الشکور».

وإن کانت الأنبیاء علیهم السلام قد شکروا الله على ما أنعم به علیهم ووهبهم، فلم یکن ذلک على طلب من الله، بل تبرعوا بذلک من نفوسهم کما قام رسول الله صلى الله علیه وسلم حتى تورمت قدماه شکرا لما غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فلما قیل له فی ذلک قال «أفلا أکون عبدا شکورا»؟

وقال فی نوح «إنه کان عبدا شکورا». فالشکور من عباد الله تعالى قلیل.

فأول نعمة أنعم الله بها على داود علیه السلام أن أعطاه اسما لیس فیه حرف من حروف الاتصال، فقطعه عن العالم بذلک إخبارا لنا عنه بمجرد هذا الاسم، وهی الدال والألف والواو.)

 

قال رضی الله عنه : (وقال فی حق داود «ولقد آتینا داود منا فضلا» فلم یقرن به جزاء یطلبه منه، ولا أخبر أنه أعطاه هذا الذی ذکره جزاء.ولما طلب الشکر على ذلک العمل طلبه من آل داود ولم یتعرض لذکر داود لیشکره الآل على ما أنعم به على داود. فهو فی حق داود عطاء نعمة وإفضال، وفی حق آله على غیر ذلک لطلب المعاوضة فقال تعالى «اعملوا آل داود شکرا وقلیل من عبادی الشکور». وإن کانت الأنبیاء علیهم السلام قد شکروا الله على ما أنعم به علیهم ووهبهم، فلم یکن ذلک على طلب من الله، بل تبرعوا بذلک من نفوسهم کما قام رسول الله صلى الله علیه وسلم حتى تورمت قدماه شکرا لما غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فلما قیل له فی ذلک قال «أفلا أکون عبدا شکورا»؟ وقال فی نوح «إنه کان عبدا شکورا». فالشکور من عباد الله تعالى قلیل. فأول نعمة أنعم الله بها على داود علیه السلام أن أعطاه اسما لیس فیه حرف من حروف الاتصال، فقطعه عن العالم بذلک إخبارا لنا عنه بمجرد هذا الاسم، وهی الدال والألف والواو.)

 

قلت : استفتح کلامه فی معنى قوله تعالى لداود، علیه السلام: ولقد آتینا داود منا فضلا (سبأ: 10) ولم یقل جزاء بل عطاء منه وموهبة .

ولذلک لم یأمره بالشکر بل قال اعملوا آل داود شکرا، وآل داود غیر داود 

قال: وشکر الأنبیاء لربهم تبارک وتعالى، هو تبرع منهم ولم یکلفوا به، ثم ذکر أمورا ظاهرة من کلامه، ومن جملتها ما ذکره من قوله تعالى: "وألنا له الحدید" (سبأ: 10) إن الحدید هنا هی قلوب قاسیة کالحدید فألانها الله تعالى لداود حتى اطاعته تلک القلوب.

"وألنا له الحدید" إن الحدید هنا هی قلوب "بعض" العباد قاسیة کالحدید فألانها الله تعالی لداود حتى اطاعته تلک القلوب..


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (وقال فی حق داود «ولقد آتینا داود منا فضلا» فلم یقرن به جزاء یطلبه منه، ولا أخبر أنه أعطاه هذا الذی ذکره جزاء.

ولما طلب الشکر على ذلک العمل طلبه من آل داود ولم یتعرض لذکر داود لیشکره الآل على ما أنعم به على داود.

فهو فی حق داود عطاء نعمة وإفضال، وفی حق آله على غیر ذلک لطلب المعاوضة فقال تعالى «اعملوا آل داود شکرا وقلیل من عبادی الشکور».

وإن کانت الأنبیاء علیهم السلام قد شکروا الله على ما أنعم به علیهم ووهبهم، فلم یکن ذلک على طلب من الله، بل تبرعوا بذلک من نفوسهم کما قام رسول الله صلى الله علیه وسلم حتى تورمت قدماه شکرا لما غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فلما قیل له فی ذلک قال «أفلا أکون عبدا شکورا»؟

وقال فی نوح «إنه کان عبدا شکورا». فالشکور من عباد الله تعالى قلیل.

فأول نعمة أنعم الله بها على داود علیه السلام أن أعطاه اسما لیس فیه حرف من حروف الاتصال، فقطعه عن العالم بذلک إخبارا لنا عنه بمجرد هذا الاسم، وهی الدال والألف والواو.)

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  (وقال فی حق داوود علیه السّلام :   ( وَلَقَدْ آتَیْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا )   فلم یقرن به جزاء یطلبه منه ، ولا أخبر أنّه أعطاه هذا الذی ذکره جزاء ، ولمّا طلب الشکر على ذلک بالعمل ، طلبه من آل داوود ، ولم یتعرّض لذکر داوود لیشکره الآل على ما أنعم به على داوود ) .

قال العبد : یشیر رضی الله عنه بإسناد هذه الحکمة الوجودیة إلى الکلمة الداودیة ، إلى أنّ الکمال الوجودیّ والوجود الکمالیّ إن یظهرا فی أحدیة جمع الجمع الإنسانی الإلهی ، بالخلافة والنیابة الإلهیة الکلَّیة من حضرة الجواد الوهّاب ،

فإنّ الوجود فیض ذاتی جودی ، وهو نفس رحمانی وجودی ، وهذا وإن ظهر فی کل خلیفة الله فی أرضه وقطب قام بنیابته فی نفله وفرضه فی کل عصر ،عصر من الأنبیاء والأولیاء ، ولکن ظهوره فی داوود علیه السّلام کان أتمّ وأبین ، بمعنى أنّ الله جمع له - صلوات الله علیه - بین الخلافة الحقیقیة المعنویة الإلهیة وبین الخلافة الظاهرة بالسیف والتحکیم الکلَّی فی العالم.

وأعطاه النبوّة والحکمة وفصل الخطاب والملک الکامل والسلطان والحکم الشامل فی جمیع أنواع العالم وأجناسه ،

کمال ظهور حکم ذلک فی سلیمان ، فإنّه حسنة من حسنات داوود - على نبیّنا وعلیهم السّلام وتکملة لکماله وتتمّة لفضله وإفضاله ، وسلیمان مع ما أعطاه الله من الملک والسلطان موهوب لداود علیه السّلام .

قال الله تعالى :   ( وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَیْمانَ )   ومن جملة کمالاته الاختصاصیة - التی اختصّه الله بها ممّا لم یظهر فی غیره من الخلفاء والکمّل أنّ الله تعالى نصّ على خلافته .

بقوله :  ( یا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناکَ خَلِیفَةً فی الأَرْضِ فَاحْکُمْ بَیْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ )   فحکمه بالحقّ على الخلق ، ولم یصرّح بمثل ذلک فی غیره ،

وقوله تعالى :   ( إِنِّی جاعِلٌ فی الأَرْضِ خَلِیفَةً )   فیه احتمال فی حق آدم علیه السّلام من کونه أوّل الخلفاء وأباهم ، ولکنّ احتمال متناول غیره من أولاده ، وقرینة الحال تدلّ على أنّ الاحتمال فی حق داوود أرجح ، لأنّ آدم ما أفسد ولا سفک الدماء .

ومحاجّة الملائکة مع الربّ فی جواب قوله :   ( إِنِّی جاعِلٌ فی الأَرْضِ خَلِیفَةً )   بقولهم :   ( أَتَجْعَلُ فِیها من یُفْسِدُ فِیها وَیَسْفِکُ الدِّماءَ ) مرجّحة للاحتمال فی حق داوود ، لأنّه سفک دماء أعداء الله من الکفرة کثیرا ، وقتل جالوت وأفسد ملکه .

وجعل کما قال تعالى حکایة عن بلقیس :   ( إِنَّ الْمُلُوکَ إِذا دَخَلُوا قَرْیَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً وَکَذلِکَ یَفْعَلُونَ )   فظهر من داوود علیه السّلام هذا النوع من الفساد فی الکفّار الذین أمر الله داوود وأولی العزم من خلفائه بإفساد ملکهم وحالهم ، لأنّه عین إصلاح الملک والدین ، فصحّ فی حق داوود ما قالت الملائکة .

 

فلقائل أن یقول : المراد على التعیین من قوله :   ( إِنِّی جاعِلٌ فی الأَرْضِ خَلِیفَةً )   هو داوود ، فلم تبق مرتبة وجودیة إلَّا ظهر کمال داوود وخلافته فیها ، حتى فی کلام الله ومرتبة اللفظ والرقم ، فلهذا نسبت الحکمة الوجودیة إلى الکلمة الداودیة .


ثمّ اعلم : أنّ الشیخ رضی الله عنه أشار إلى أنّ النبوّة والرسالة تکونان بالاختصاص الإلهی ، ولیستا بکسب ، ولا مجازاة عن عمل أو ثوابا عن سابق حسنة وطاعة تکونان نتیجة عنها ، ولا لشکر أو عبادة متوقّعة منهم علیهما ،

وإذا کانتا کذلک ، فلا تحصلان لأحد بتعمّل وکسب ، کما وهم فیه القائلون من أهل النظر الفکری بأنّهما تحصلان لمن کملت علومه وأعماله ، وأنّ النبوّة عبارة عن کمال العلم والعمل فکلّ من کمل علمه وعمله ، فهو نبیّ فی زعمهم ،

وهذا باطل ، وإلَّا لکان کل من تکامل علمه وعمله رسولا نبیّا یوحى إلیه وینزل علیه الملک بالتشریع ولیس کذلک ، فکم من عالم عامل کامل فی العلم والعمل ولا ینزل علیه الملک بالوحی والتشریع ، فصحّ أنّها لیست إلَّا عن اختصاص إلهی ، ومن لوازمها کمال العلم والعمل ، فلا یتوقّف تحقّقها - أعنی النبوّة - على لوازمها ، فإنّ تحقّق وجود اللازم بتحقّق وجود الملزوم لا بالعکس ، وهذا ظاهر .

 

ولمّا کانت اختصاصا إلهیّا ، لم یطلب منهم علیها جزاء ولا شکورا - وإن وقع الشکر منهم دائما - أو ثوابا لإعمال الصالحات فی مقابلة ذلک ، فلیس ذلک مطلوبا بالقصد الأوّل من الاختصاص ، ولا هم مطالبون بذلک عوضا عن ذلک ،

 کما قال: رسول الله صلى الله علیه وسلم حین قیامه اللیل کلَّه ، حتى تورّمت قدماه ، فقیل له :

اقصر ، فقد غفر الله لک ما تقدّم من ذنبک وما تأخّر : « فلا أکون عبدا شکورا » ولهذا لم یرد طلب الجزاء والشکر من داوود ، وإنّما ورد ما ورد فی حق آل داوود حیث جعلهم الله من آل من هذا شأن کمالاته ، فافهم .

 

قال رضی الله عنه : " وهو فی حق داوود "   یعنی ما وهبه الله « عطاء نعمة وإفضال ، وفی حق آله على غیر ذلک ، لطلب المعاوضة ، فقال تعالى  ( اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُکْراً )   یعنی الأعمال الصالحة الزاکیة عند الله   ( وَقَلِیلٌ من عِبادِیَ الشَّکُورُ )  ،

وإن کانت الأنبیاء علیهم السّلام قد شکروا الله تعالى على ما أنعم به علیهم ووهبهم ، فلم یکن ذلک عن طلب من الله ، بل تبرّعوا بذلک من نفوسهم کما قام رسول الله صلى الله علیه وسلم حتى تورّمت قدماه شکرا لما غفر له من ذنبه ، ما تقدّم وما تأخّر ،

فلمّا قیل له فی ذلک ، قال : « أفلا أکون عبدا شکورا ؟ »

وقال فی حق نوح : ( إِنَّه ُ کانَ عَبْداً شَکُوراً )   والشکور من عباد الله قلیل ، فأوّل نعمة أنعم الله بها على داوود أن أعطاه اسما لیس فیه حرف من حروف الاتّصال ، فقطعه عن العالم بذلک إخبارا لنا عنه بمجرّد هذا الاسم ، وهی الدال والألف والواو » .

 

یشیر رضی الله عنه إلى أنّ الله أخبره کشفا أنّه قطعه عن العالم من کونه غیرا وسوى بما اختصّه به من الجمع بین النبوّة والرسالة والخلافة والملک والعلم والحکمة والفصل ، بلا وساطة غیره ، وظهرت أسرار هذا القطع فی حروف اسمه ، لکونه من أقطاب کمل الاسم « الظاهر » فإنّ الألقاب مع الأسماء تنزل من السماء ،

أی عن سماء الأسماء بتسمیة ربّ حکیم علیم بما سمّى به کلّ عبد من الاسم ، وهذه الحروف من حروف الاسم الأعظم المتصرّف فی الأکوان ، وکان هو - صلوات الله علیه - بعینه معنى الاسم الأعظم وصورته فی عصره .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (وقال فی حق داود «ولقد آتینا داود منا فضلا» فلم یقرن به جزاء یطلبه منه، ولا أخبر أنه أعطاه هذا الذی ذکره جزاء.

ولما طلب الشکر على ذلک العمل طلبه من آل داود ولم یتعرض لذکر داود لیشکره الآل على ما أنعم به على داود.

فهو فی حق داود عطاء نعمة وإفضال، وفی حق آله على غیر ذلک لطلب المعاوضة فقال تعالى «اعملوا آل داود شکرا وقلیل من عبادی الشکور».

وإن کانت الأنبیاء علیهم السلام قد شکروا الله على ما أنعم به علیهم ووهبهم، فلم یکن ذلک على طلب من الله، بل تبرعوا بذلک من نفوسهم کما قام رسول الله صلى الله علیه وسلم حتى تورمت قدماه شکرا لما غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فلما قیل له فی ذلک قال «أفلا أکون عبدا شکورا»؟

وقال فی نوح «إنه کان عبدا شکورا». فالشکور من عباد الله تعالى قلیل.

فأول نعمة أنعم الله بها على داود علیه السلام أن أعطاه اسما لیس فیه حرف من حروف الاتصال، فقطعه عن العالم بذلک إخبارا لنا عنه بمجرد هذا الاسم، وهی الدال والألف والواو.)

 

قال رضی الله عنه :  (، وقال فی حق داود: "ولَقَدْ آتَیْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا " فلم یقرن به جزاء یطلب منه ولا أخبر أنه أعطاه هذا الذی ذکره جزاء ، ولما طلب الشکر على ذلک بالعمل طلبه من آل داود ، ولم یتعرض لذکر داود لیشکره الآل على ما أنعم به على داود ) .

 

وإنما خصص النبوة بالتشریع احترازا عن نبوة الإنباء العام من البحث فی معرفة الله بأسمائه وصفاته وأفعاله وآثاره ،

وعن علم الوراثة فی قوله : « العلماء ورثة الأنبیاء » . وقوله: " علماء أمتی کأنبیاء بنی إسرائیل " .

فإن تحصیل علوم النبوة بالکسب وبالعمل الذی یثمره فی قوله علیه الصلاة والسلام:  « من عمل بما علم علمه الله ما لم یعلم » نوع النبوة الکسبیة ،

فالذی تولاهم أولا بأن أعطاهم تفضلا من غیر عمل منهم تولاهم آخرا بأن یحفظ علیهم تلک النعمة فی جمیع الأحوال أو أکثرها ویزیدها ولا یطلب منهم شکرها مع أنهم لا یخلون بالقیام عن شکرها ، لأن نشأتهم النبویة تعطیهم القیام بحقوق العبدانیة على أکمل الوجوه ،

کما قال علیه الصلاة والسلام « أفلا أکون عبدا شکورا » .

ولهذا ذکر أنه أتى داود شکرا فضلا ولم یذکر أنه أعطاه ما أعطاه جزاء لعمله ولم یطلب منه جزاء على ذلک الفضل ، وإنما طلب الشکر بالعمل من آل داود على النعمة التی أنعم بها علیهم وعلى آل داود ، ولأن النعمة على الأسلاف نعمة على الأخلاف .

 

"" أضاف بالى زادة : فالعبد الشکور هو الذی شکر الله على ما أنعم من غیر طلب من الله الشکر ، وأما الذی شکر عن طلب ربه فلیس بعبد شکور ، فما کان الشکور من العباد إلا الأنبیاء خاصة لورود النص فی حقهم ، وأما غیرهم من المؤمنین وإن کانوا شاکرین لکنهم لا یکونون عبدا شکورا لعدم النص فی حقهم ، نعم قد أنعم الله على بعض المؤمنین ببعض نعمة من غیر طلب الشکر فتبرعوا بالشکر من عند أنفسهم ، فکانوا حینئذ عبدا شکورا ولم یأت النص به اهـ بالى.""

 

قال رضی الله عنه :  ( فهو فی حق داود عطاء نعمة وإفضال وفی حق آله على غیر ذلک لطب المعاوضة ، فقال الله تعالى :" اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُکْراً وقَلِیلٌ من عِبادِیَ الشَّکُورُ " وإن کانت الأنبیاء علیهم الصلاة والسلام قد شکروا الله تعالى على ما أنعم به علیهم ووهبهم فلم یکن ذلک عن طلب من الله بل تبرعوا بذلک من نفوسهم . کما قام رسول الله صلى الله علیه وسلم حتى تورمت قدماه شکرا لما غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فلما قیل له فی ذلک قال « أفلا أکون عبدا شکورا ». وقال فی نوح :" إِنَّه کانَ عَبْداً شَکُوراً " فالشکور من عباد الله قلیل فأول نعمة أنعم الله بها على داود أن أعطاه اسما لیس فیه حرف من حروف الاتصال ، فقطعه عن العالم بذلک إخبارا لنا عنه بمجرد هذا الاسم ، وهی الدال والألف والواو ) .


أی أخبره کشفا أنه قطعه عن العالم من حیث کونه غیرا وسوى ، وأخبرنا إیماء ورمزا بهذا الاسم بظهور معنى القطع فیه ، فإن الألقاب تنزل من السماء.


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (وقال فی حق داود «ولقد آتینا داود منا فضلا» فلم یقرن به جزاء یطلبه منه، ولا أخبر أنه أعطاه هذا الذی ذکره جزاء.

ولما طلب الشکر على ذلک العمل طلبه من آل داود ولم یتعرض لذکر داود لیشکره الآل على ما أنعم به على داود.  فهو فی حق داود عطاء نعمة وإفضال، وفی حق آله على غیر ذلک لطلب المعاوضة فقال تعالى «اعملوا آل داود شکرا وقلیل من عبادی الشکور».

وإن کانت الأنبیاء علیهم السلام قد شکروا الله على ما أنعم به علیهم ووهبهم، فلم یکن ذلک على طلب من الله، بل تبرعوا بذلک من نفوسهم کما قام رسول الله صلى الله علیه وسلم حتى تورمت قدماه شکرا لما غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فلما قیل له فی ذلک قال «أفلا أکون عبدا شکورا»؟

وقال فی نوح «إنه کان عبدا شکورا». فالشکور من عباد الله تعالى قلیل.

فأول نعمة أنعم الله بها على داود علیه السلام أن أعطاه اسما لیس فیه حرف من حروف الاتصال، فقطعه عن العالم بذلک إخبارا لنا عنه بمجرد هذا الاسم، وهی الدال والألف والواو.)


قال رضی الله عنه :  ( وقال فی حق داود ، علیه السلام : "ولقد آتینا داود منا فضلا " . فلم یقرن به جزاء منه یطلبه منه ) أی ، فلم یقرن الحق ما أعطاه لداود جزاء ، أی عملا ، یطلب الحق إیاه من داود ، علیه السلام .


قال رضی الله عنه :  ( ولا أخبر أنه أعطاه هذا الذی ذکره جزاء . ولما طلب الشکر على ذلک  بالعمل ، طلبه من آل داود ولم یتعرض لذکر داود ، لیشکره الآل على ما أنعم به على داود . )

لأن الإنعام على نبی أمة فی الحقیقة أیضا إنعام على تلک الأمة ، فأوجب الشکر علیهم .


قال رضی الله عنه :  ( فهو فی حق داود عطاء نعمة وإفضال ، وفی حق آله على غیر ذلک لطلب المعاوضة . فقال تعالى : " اعملوا آل داود شکرا وقلیل من عبادی الشکور " . وإن کانت الأنبیاء ، علیهم السلام ، قد شکروا الله تعالى على ما أنعم به علیهم ووهبهم ، فلم یکن ذلک عن طلب من الله ، بل تبرعوا بذلک من نفوسهم ، کما قال رسول الله ، صلى الله علیه وسلم ، حتى تورمت قدماه ، شکرا لما غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر . فلما قیل له فی ذلک ، قال : "أفلا أکون عبدا شکورا " . وقال فی نوح : " إنه کان عبدا شکورا " . والشکور من عباد الله قلیل . فأول نعمة أنعم الله بها على داود ، علیه السلام ، أن أعطاه اسما لیس فیه حرف من حروف الاتصال . )

أی ، لیس فیه حرف یتصل بما بعده واتصال ما قبله من الحروف به .

واتصال ما قبله فی غیر هذا الاسم ، لا یوجب کونه من حروف الاتصال مطلقا  .

( فقطعه عن العالم بذلک إخبارا لنا عنه بمجرد هذا الاسم ، وهی "الدال " و " الألف " و " الواو " ) ( إخبارا ) منصوب بفعل مقدر .


تقدیره : أعطاه اسما لیس فیه حرف من حروف الاتصال ، وجعله إخبارا لنا عنه .

أو ، فأخبر ذلک الاسم إخبارا لنا . أو حال من ( الاسم ) .

أو من ضمیر الفاعل فی ( قطعه ) ، أی مخبرا .

ولما کان بین الاسم والمسمى عند أهل الحقیقة مناسبة جامعة ، أشار بأن کون اسمه من حروف منقطعة بعضها عن البعض فی الوجود الکتابی ، إشارة من الله وإخبار لنا أنه تعالى قطعه عن العالم ، إذ الحروف متکثرة ، والکثرة للعالم ، کما أن الوحدة للحق .

فانقطاع بعضها عن البعض یوجب اتصال کل منها إلى  نفسه وحقیقته التی هو بها هو ، فالمنقطع عن العالم والکثرة ، واصل إلى حقیقته الواحدة ، وهو الحق .

لذلک قیل : ( الاستیناس بالناس یوجب الإفلاس ) .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (وقال فی حق داود «ولقد آتینا داود منا فضلا» فلم یقرن به جزاء یطلبه منه، ولا أخبر أنه أعطاه هذا الذی ذکره جزاء.

ولما طلب الشکر على ذلک العمل طلبه من آل داود ولم یتعرض لذکر داود لیشکره الآل على ما أنعم به على داود.

فهو فی حق داود عطاء نعمة وإفضال، وفی حق آله على غیر ذلک لطلب المعاوضة فقال تعالى «اعملوا آل داود شکرا وقلیل من عبادی الشکور».

وإن کانت الأنبیاء علیهم السلام قد شکروا الله على ما أنعم به علیهم ووهبهم، فلم یکن ذلک على طلب من الله، بل تبرعوا بذلک من نفوسهم کما قام رسول الله صلى الله علیه وسلم حتى تورمت قدماه شکرا لما غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فلما قیل له فی ذلک قال «أفلا أکون عبدا شکورا»؟

وقال فی نوح «إنه کان عبدا شکورا». فالشکور من عباد الله تعالى قلیل.

فأول نعمة أنعم الله بها على داود علیه السلام أن أعطاه اسما لیس فیه حرف من حروف الاتصال، فقطعه عن العالم بذلک إخبارا لنا عنه بمجرد هذا الاسم، وهی الدال والألف والواو.)


قال رضی الله عنه :  (وقال فی حقّ داود علیه السّلام :وَلَقَدْ آتَیْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا[ سبأ : 10 ] فلم یقرن به جزاء یطلبه منه ، ولا أخبر أنّه أعطاه هذا الّذی ذکره جزاء ، ولمّا طلب الشّکر على ذلک العمل طلبه من آل داود ، ولم یتعرّض لذکر داود لیشکره الآل على ما أنعم به على داود ، فهو فی حقّ داود عطاء نعمة وإفضال ، وفی حقّ آله على غیر ذلک لطلب المعاوضة ؛ فقال تعالى :اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُکْراً وَقَلِیلٌ مِنْ عِبادِیَ الشَّکُورُ[ سبأ : 13 ] . وإن کانت الأنبیاء علیهم السّلام قد شکروا للّه على ما أنعم به علیهم ووهبهم ، فلم یکن ذلک على طلب من اللّه ، بل تبرّعوا بذلک من نفوسهم کما قام رسول اللّه صلّى اللّه علیه وسلّم حتّى تورّمت قدماه شکرا لما غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ؛ فلمّا قیل له فی ذلک قال : « أفلا أکون عبدا شکورا » ؟ رواه البخاری ومسلم  .


وقال فی نوح :إِنَّهُ کانَ عَبْداً شَکُوراً[ الإسراء : 3 ] ، والشّکور من عباد اللّه تعالى قلیل ، فأوّل نعمة أنعم اللّه بها على داود علیه السّلام أن أعطاه اسما لیس فیه حرف من حروف الاتّصال ، فقطعه عن العالم بذلک إخبارا لنا عنه بمجرّد هذا الاسم ، وهی الدّال والألف والواو ) .



ثم رجع إلى المقصود من تمهید هذه المقدمة مع الاستدلال على أن فعل الوهاب لا یقتضی من الموهوب له شیئا فی مقابلة ما وهبه بقوله : ( وقال فی حق داود :وَلَقَدْ آتَیْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا )[ سبأ : 10 ] ، ( فلم یقرن به جزاء ) من عمل أو شکر ( یطلبه منه ) فی المستقبل ، إذ لم یقل أن اشکر للّه أو اعمل له ، ( ولا أخبر أنه إعطاء هذا الذی ذکره من الفضل جزاء ) على ما مضى منه إذ لم یقل جزاء على کذا ، بل صرّح بأنه اختصاص منه ، إذ قال : منا .


قال رضی الله عنه :  ( ولما طلب الشکر على ذلک بالعمل طلبه من آل داود ) ، کالدیة على العاقلة تدفع عن الجانی ؛ لکونه أخطأ مع أن تضییع الدم صعب ، فألزم من یأخذ منه الإرث أن یتحمل عنه الدیة إذ الغرم بالغنم ، ( ولم یتعرض لداود ) ، فلم یقل له : وقل لا لک أن اشْکُرُوا لِلَّهِ[ البقرة : 172 ] ، وإن کان هذا الأمر ؛ ( لیشکره الآل على ما أنعم به على داود ) من حیث إنه واسطة کمالاتهم وسببها ، وبه مباهاتهم بین أقرانهم ؛ لأن امتثال هذا الأمر نوع شکر على ما أنعم به علیه ، وهو إشارة إلى أنه یعرض له علیه السّلام أن یأمر آله بالشکر على ما أنعم علیهم خاصة .


قال رضی الله عنه :  ( فهو ) أی : الفضل المعطى لداود ( فی حق داود علیه السّلام عطاء نعمة ) انتفع بها فی الدنیا والآخرة ، ( وإفضال ) فضل بها أکثر الأنبیاء - علیهم السّلام - لم یطلب علیه الشکر منه ، ولا أمره بطلبه من آله ، ( وفی حق آله ) ، وإن لم یکن نعمة علیهم وفضلا بالذات ، بل بواسطة کونه سببا لما أنعم به علیهم ( على غیر ذلک ) الوجه ،


أی : وجه الإنعام والإفضال ؛ ( لطلب المعاوضة ) وهی الشکر منهم على ما هو سبب الإنعام علیهم ، فقال تعالى مخاطبا للآل ابتداء :اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُکْراً[ سبأ : 13 ] أی : على ما أنعمت به على داود ؛ لارتباط ما أنعمت به علیکم بإنعامی علیه ، فهو فی حکم إنعامی علیکم .


ثم عظّم أمر هذا الشکر حتى أشار عزّ وجل إلى أنه عجز الأکبر منهم عن شکر هذا الإنعام على داود من حیث کونه سبب الإنعام علیهم فضلا عن المنعم علیه ، فقال :وَقَلِیلٌ مِنْ عِبادِیَ الشَّکُورُ[ سبأ : 13 ] ؛ لقلة من یعرف مقدارها ، ومقدار ما وصل إلیه منها مما یوجب قربه من ربه ، والتنعم بجواره من دار خلده ( مع أن من عرف مقدارها لم یطالبوا بشکرها ) ، وهم الأنبیاء - علیهم السّلام ، ( وإن کانت الأنبیاء - علیهم السّلام - قد شکروا اللّه تعالى على ما أنعم به علیهم ) ، وإن کانت نعما جلیلة تعجزون عن الشکر علیها ؛ لکنهم لعرفانهم بذلک العجز یصیرون شاکرین لها ، وإن کان الحق قد ( وهبهم ) تلک النعم ،


قال رضی الله عنه :  ( فلم یکن ذلک ) الشکر منهم ( على طلب من اللّه ) ، وإن طالبهم بالشکر على نعم أخرى تشارکهم فیها أممهم ، کما قال فی حقّ لقمان على إیتاء الحکمة :وَاشْکُرُوا لِلَّهِ[ البقرة : 172 ] ، وکذا کلف سائر الأنبیاء - علیهم السّلام - أعمالا لهم فی الإتیان بها شاکرون ، لکن لیس ذلک فی النعم الخاصة کالنبوة والولایة والخلافة .


قال رضی الله عنه :  ( بل تبرعوا بذلک من عند نفوسهم ) لما عرفوا أن الشکر موجب للمزید ، وهم وإن أنعموا بهذه النعم العظیمة فی الغایة ، فلا نهایة لمراتب القرب من اللّه تعالى ، والدلیل على کونهم متبرعین بالشکر أنه ( قام رسول اللّه صلّى اللّه علیه وسلّم ) متهجدا ( حتى تورمت قدماه شکرا ، لما غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) ، فلا یتصور فیه تکلیف ، ( فلما قیل له فی ذلک ) القیام لم یکون مع عدم الموجب له بذلک هذا الغفران ،


قال رضی الله عنه :  ( قال : « أفلا أکون عبدا شکورا ») ، وإن لم یجب علیّ ذلک ، لکن إنما تکمل عبودیتی والتحقق بالاسم الشکور بهذا الفعل ، ویتحقق المزید بذلک ، فهذا وإن دلّ على شکره علیه السّلام کان علیه نعمة مشترکة بینه وبین أکمل أمته ، وهی غفران الذنوب ، فلنا دلیل آخر على شکر الأنبیاء - علیهم السّلام - على مطلق ما أنعم به علیهم من المشترکة والخاصة ، وهو ما ( قال تعالى فی حق نوح علیه السّلام :إِنَّهُ کانَ عَبْداً شَکُوراً )[ الإسراء : 4 ].

 أی : على جمیع النعم الخاصة والمشترکة ، وإذا کانت النعم على الأنبیاء نعما على الأمم ، ولا یعرفون مقدارها إلا نادرا ، بل لا یعرفون مقدار ما أنعم به علیهم بذواتهم أو بواسطة هذه النعم التی على أنبیائهم 


قال رضی الله عنه :  ( فالشکور من عباد اللّه ) المخصوصین بالإضافة إلیه ؛ لکونهم من أمة الإجابة ( قلیل ) ، وإن قاموا بالصلاة والصیام وسائر أنواع العبادات فضلا عن غیرهم ،


"" أضاف المحقق : الشکور : من لا یرى لغیر اللّه نعمة ، وهذا هو الشاکر للّه حق شکره إنعاما منه ، لقوله لموسى علیه السّلام : « إذا رأیت النعم ؛ فقد شکرتنی حق الشکر » ، وهذا هو العبد المشاهد نعمة اللّه فی کل بلاء وعافیة . ( لطائف الإعلام ص 224 ) .""

بل إنما یأتی من الأنبیاء أو الأولیاء الکمّل لا غیر من أن غایة شکرهم أن یعرفوا عجزهم عن القیام بحقیقة شکره ،

ویعترفوا أن شکرهم لو تمّ باعتبار نعمة من النعم ، فهو أیضا نعمة موجبة لشکر آخر إلى أن یتسلسل ، وکیف یتأتى للعامة شکرها ، والحق لم یعرفها إیاهم ،

وإنما عرفها من عرفها بإیماء خفی یختص بفهمه خاصة الخاصة دون غیرهم ، بل إنما عرفهم بذلک الطریق مقدماتها دونها .


قال رضی الله عنه :  ( فأول نعمة ) من النعم الوهبیة التی مقدمة لسائرها ( أنعم اللّه بها على داود ) ، وهی نعمة انقطاعه عن العالم الموجب کمال اتصاله بربه ، إنما دلّ علیها بأشکال الحروف التی ترکب عنها اسمه ، وذلک ( أن أعطاه أسماء لیس فیه حرف من حروف الاتصال ) بما بعده فی الخط العربی ، ( فقطعه ) .


أی : دلّ على قطعه ( عن العالم بذلک ) الاسم من حیث إن الحکیم إذا سمى شخصا باسم راعى فیه المناسبة بینه وبین مسماه بوجه من الوجوه ، والمناسبة التامة أولى بالاعتبار ، وهی الشاملة لکل الحروف ، وهی هاهنا إنما هی لمناسبة الخطیئة الدالة على القطع عن المتأخر ، وهو العالم باعتبار حدوثه مع أن لکل حرف منها قوة الاتصال بما تقدمه ، والقطع عن العالم یستلزم الاتصال بالحق القدیم ، فکأنه دلّ التزاما على اتصاله بالحق ، ( إخبارا لنا )

 أی : لأهل الخصوص منا ( بمجرد ) خط حروف ( هذا الاسم ) المرکب من حروف الانفصال ، ( وهی الدال ، والألف ، والواو ) المنفصلة بما بعدها .


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  (وقال فی حق داود «ولقد آتینا داود منا فضلا» فلم یقرن به جزاء یطلبه منه، ولا أخبر أنه أعطاه هذا الذی ذکره جزاء.

ولما طلب الشکر على ذلک العمل طلبه من آل داود ولم یتعرض لذکر داود لیشکره الآل على ما أنعم به على داود.

فهو فی حق داود عطاء نعمة وإفضال، وفی حق آله على غیر ذلک لطلب المعاوضة فقال تعالى «اعملوا آل داود شکرا وقلیل من عبادی الشکور».

وإن کانت الأنبیاء علیهم السلام قد شکروا الله على ما أنعم به علیهم ووهبهم، فلم یکن ذلک على طلب من الله، بل تبرعوا بذلک من نفوسهم کما قام رسول الله صلى الله علیه وسلم حتى تورمت قدماه شکرا لما غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فلما قیل له فی ذلک قال «أفلا أکون عبدا شکورا»؟

وقال فی نوح «إنه کان عبدا شکورا». فالشکور من عباد الله تعالى قلیل.

فأول نعمة أنعم الله بها على داود علیه السلام أن أعطاه اسما لیس فیه حرف من حروف الاتصال، فقطعه عن العالم بذلک إخبارا لنا عنه بمجرد هذا الاسم، وهی الدال والألف والواو.)


ما آتى الله تعالى داود علیه السّلام من الفضل

(وقال فی حق داود : “  وَلَقَدْ آتَیْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا “  ) [ 34 / 10 ] . ( فلم یقرن به جزاء یطلبه منه ) بل نسب ذلک إلى نفسه وقال : “ مِنَّا “  ، ( ولا أخبر أنّه أعطاه هذا الذی ذکره جزاء ) بل نصّ على أنّه کان فضلا وعطاء .

( ولما طلبه الشکر على ذلک ) النعمة الجلیلة ( بالعمل ) الذی هو مقتضى حکمه ( طلب من آل داود ولم یتعرّض لذکر داود ، لیشکره الآل على ما أنعم به على داود ، فهو فی حقّ داود عطاء نعمة وإفضال ، وفی حقّ آله على غیر ذلک ، لطلب المعاوضة ) بالأعمال القلبیّة والجوارحیّة ، شکرا لتلک النعمة .

وهذا الطلب من آل داود مما علیه داود من الخلافة المطلقة المنصوص علیها .

فإنّه إذا کان یطلب من غیره المستخلفین علیهم الأعمال شکرا على ما أنعم على داود یکون غایة فی تعظیم خلافته وجلال قدره ، سیّما إذا طلب ذلک من أهل الخلیفة الذین هم مجبولون على التنافس والتباغض ، فإنّ دلالته على جلالة قدر الخلیفة أکثر وأظهر .


(فقال تعالى : “  اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُکْراً “  [ 34 / 13 ] ، فعلم أنّ انتصاب “  شُکْراً “  إمّا على التمییز ، وإمّا على أنّه مفعول لأجله .


 شکر الأنبیاء

ثمّ إنّ الشکر وإن لم یکن مطلوبا من الأنبیاء علیهم السّلام ، ولکن لم یزل یواظبون علیه ، وذلک الشکر هو البالغ فی الشکریّة . وإلى ذلک أشار بقوله تعالى : ("وَقَلِیلٌ من عِبادِیَ الشَّکُورُ “) [ 34 / 13 ] .


وإلیه نبّه بقوله رضی الله عنه :  ( وإن کانت الأنبیاء قد شکروا الله تعالى على ما أنعم به علیهم ووهبهم ، فلم یکن ذلک عن طلب من الله ، بل تبرّعوا بذلک من نفوسهم کما قام رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم حتى تورّمت قدماه ، شکرا لما غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر ، فلما قیل له فی ذلک قال  : " أفلا أکون عبدا شکورا "

وقال فی نوح : “  إِنَّه ُ کانَ عَبْداً شَکُوراً “  [ 17 / 3 ] ، فالشکور من عباد الله قلیل )

وذلک لأن الشکر البالغ إلى کماله التامّ فیه هو أن یکون بلا طلب من المنعم الواهب ، وهو إنما یکون للکمّل من الأنبیاء الذین یصل إلیهم النعم من دیوان الوهب کما عرفت .


خصوصیّة اسم داود

ثم إنّ الخلافة التی تحقّق بها داود إنما تقتضی التصرّف والتأثیر فی العالم ، وهو إنما یتصور بعد قطعه عن العالم ، ضرورة أنّ المتأثّر ما لم ینفصل عن المؤثّر فیه - انفصال قطع یقابله به - لم یتمکَّن من التصرّف فیه والتسلَّط علیه کلّ التسلَّط 


قال الشیخ رضی الله عنه :  (فأوّل نعمة أنعم الله بها على داود أن أعطاه اسما لیس فیه حرف من حروف الاتّصال ، فقطعه بذلک عن العالم إخبارا لنا عنه بمجرّد هذا الاسم )


فإنّ اسم « داود » یلوح على القطع بعینه بأوّل بیناته ، وذلک لأنّ الأسامی والألقاب المنزلة من سماء الوهب مخبرة عمّا اشتمل علیه المسمى من الخصائص والأوصاف التی له عند العارف بفنون دلالات الحروف ووجوه کشفها وتبیّنها ،

وهذا من خصائص علوم أصحاب الأئمّة الهداة وتلامذتهم - وقد نبّهت علیه فی المقدمة - فیکون انتصاب « إخبار » على أنه مفعول له من « قطعه » لا غیر.

 


الحروف المتصلة والمنفصلة 

ثمّ إنّ الحروف الکتابیّة التی هی الکاشفة عن الحقائق ، التی تتعلَّق بطرف الولایة والبطون - کما سبق التنبیه علیه - تنقسم بالحصر القطعی إلى ما یتّصل ویتّصل به - وهو حروف الاتّصال ، وأکثر الحروف کذلک - وإلى ما یتّصل ولا یتّصل به ، بل ینقطع به الکلمة وینفصل ، فهو جهة تمامها ، وهو حروف الانفصال .

وذلک ستّة یجمعها « روزداذ » وإلى ما لا یتّصل ولا یتّصل به ، وهذا غیر ظاهر ولا معدود فی الحروف .

لأنّ الظهور یستدعی مظهرا یتّصل به حتّى یتمکَّن من البروز عن سواد الخفاء على بیاض الظهور ، فهذا القسم مندمج فی سواد الخفاء غیر معدود فی جملة الحروف .

لأنّ ملاک أمرها إنما هو الإظهار والإبراز - کما عرفت - وهذا هو الهمزة فقط . 


المناسبات الحرفیة فی اسمی محمّد وداود علیهما السّلام

ثمّ إنّ المناسب لعالم الامتزاج والاختلاط هو القسم الأوّل ،

کما أنّ الموافق لعظمة الخلافة وحشمة أمرها هو الانفراد والانقطاع عن الرعایا وهو القسم الثانی .

فلذلک سمّی داود الذی قد اختصّ فی التنزیل بنصّ منشور الخلافة بحروف هذا القسم ،

( وهی : الدال ، والألف ، والواو ،)

وذلک لأنّ الاسم محل إظهار الشخص بما هو علیه ، ولما کان محمد صلَّى الله علیه وسلَّم خاتم أمر الإظهار وسلطان حکمه - الذی إنما یتحقّق فی الکثرة والانفصال مع انطوائه على تمام المعنى الذی یقتضی الوحدة والاتّصال - لا بدّ وأن یکون من الحروف المختصّة به دلالة على وجهیه .

 

إذا عرفت هذا تبیّن لک أنّه لا بدّ من اشتمال اسمه على النوعین من الحروف ، دلالة منه على طرفیه . وسائر الأنبیاء وإن کانوا ذا طرفین ولکن لیس لأحد بینهم أمر تمام الإظهار وختمه ، فلا یکون فی اسمه الذی هو مبدأ الإظهار دال علیه .


 شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  (وقال فی حق داود «ولقد آتینا داود منا فضلا» فلم یقرن به جزاء یطلبه منه، ولا أخبر أنه أعطاه هذا الذی ذکره جزاء.

ولما طلب الشکر على ذلک العمل طلبه من آل داود ولم یتعرض لذکر داود لیشکره الآل على ما أنعم به على داود.

فهو فی حق داود عطاء نعمة وإفضال، وفی حق آله على غیر ذلک لطلب المعاوضة فقال تعالى «اعملوا آل داود شکرا وقلیل من عبادی الشکور».

وإن کانت الأنبیاء علیهم السلام قد شکروا الله على ما أنعم به علیهم ووهبهم، فلم یکن ذلک على طلب من الله، بل تبرعوا بذلک من نفوسهم کما قام رسول الله صلى الله علیه وسلم حتى تورمت قدماه شکرا لما غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فلما قیل له فی ذلک قال «أفلا أکون عبدا شکورا»؟

وقال فی نوح «إنه کان عبدا شکورا». فالشکور من عباد الله تعالى قلیل.

فأول نعمة أنعم الله بها على داود علیه السلام أن أعطاه اسما لیس فیه حرف من حروف الاتصال، فقطعه عن العالم بذلک إخبارا لنا عنه بمجرد هذا الاسم، وهی الدال والألف والواو.)


قال رضی الله عنه :  (وقال فی حقّ داود - علیه السّلام -وَلَقَدْ آتَیْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا [ سبأ : 10 ] فلم یقرن به جزاء یطلبه منه ، ولا أخبر أنّه أعطاه هذا الّذی ذکره جزاء . ولمّا طلب الشّکر على ذلک العمل طلبه من آل داود ولم یتعرّض لذکر داود لیشکره الآل على ما أنعم به على داود .  فهو فی حقّ داود عطاء نعمة وإفضال ، وفی حقّ آله على غیر ذلک لطلب المعاوضة فقال تعالى :اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُکْراً وَقَلِیلٌ مِنْ عِبادِیَ الشَّکُورُ[ سبأ : 13 ] . وإن کانت الأنبیاء علیهم السّلام قد شکروا للّه على ما أنعم به علیهم ووهبهم ، فلم یکن ذلک على طلب من اللّه ، بل تبرّعوا بذلک من نفوسهم کما قام رسول اللّه صلى اللّه علیه وسلم حتّى تورّمت قدماه شکرا لما غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر . فلمّا قیل له فی ذلک )


قال رضی الله عنه :  ( وقال فی حق داود :"وَلَقَدْ آتَیْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا "فلم یقرن فیه ) ، أی بالفضل الذی آتاه داود ( جزاء یطلبه منه ) ، کالشکر مثلا ( ولا أخبر أنه أعطاه هذا الذی ذکره ) من الفضل ( جزاء ) العمل من أعماله ( ولما طلب الشکر على ذلک ) الفضل ( العمل طلبه من آل داود ولم یتعرض لذکر داود ) ،

وإنما طلب من آل داود ( لیشکره الآل على ما أنعم به على داود ، فهو فی حق داود عطاء نعمة وإفضال وفی حق آله على غیر ذلک ) ، أی على غیر کونه عطاء نعمة وإفضال بل عطاء.

قال رضی الله عنه :  ( لطلب المعاوضة ) منهم ( فقال تعالى ) آمرا لهم طالبا منهم الشکر بالعمل (اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُکْراً وَقَلِیلٌ مِنْ عِبادِیَ الشَّکُورُ) [ سبأ : 10 و 13 ] ،

 

فداود علیه السلام لیس یطلب منه الشکر على ذلک العطاء ( وإن کانت الأنبیاء علیهم السلام قد شکرو اللّه تعالى على ما أنعم به علیهم ووهبهم ) إیاه ( فلم یکن ذلک ) الشکر الواقع منهم منبعثا قال رضی الله عنه :  ( عن طلب من اللّه تعالى بل تبرعوا بذلک من ) عند ( نفوسهم کما قام رسول اللّه صلى اللّه علیه وسلم حتى تورمت قدماه ) ، من غیر أن یکون مأمورا بالقیام على هذا الوجه ( شکرا لما غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه وما تأخیر.)


قال رضی الله عنه :  ( قال : « أفلا أکون عبدا شکورا » ؟ وقال فی نوح :إِنَّهُ کانَ عَبْداً شَکُوراً[ الإسراء :3  ] . والشّکور من عباد اللّه تعالى قلیل . فأوّل نعمة أنعم اللّه بها على داود - علیه السّلام - أن أعطاه اسما لیس فیه حرف من حروف الاتّصال . فقطعه عن العالم بذلک إخبارا لنا عنه بمجرّد هذا الاسم ، وهی الدّال والألف والواو . )


قال رضی الله عنه :  (فلما قیل له فی ذلک) قال : « أفلا أکون عبدا شکورا » وقال فی نوح إِنَّهُ کانَ عَبْداً شَکُوراً[ الأسراء : 3 ] والشکور من عباد اللّه قلیل ، فأول نعمة أنعم اللّه بها على داود أعطاه اسما لیس فیه حرف من حروف الاتصال ) ، وهی الحروف الذی من شأنها أن تتصل بما بعدها ، فالاتصال والانفصال إنما یعتبران بالنسبة إلى ما بعد ، وأما بالنسبة إلى ما قبل فکل الحروف تقبل الاتصال ( فقطعه ) ، أی نبه على قطعه


قال رضی الله عنه :  ( عن العالم بذلک ) ، أی بأن أعطاه حرفا لیس فیه حرف الاتصال ( إخبارا لنا عنه بمجرد هذا الاسم ) ، من غیر نظر إلى شیء آخر .

( وهی الدال والألف ووالواو ) ، فإن المناسبة بین الاسم والمسمى مما یفهمها أهل الحقیقة.


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص ۴۰۴-۴۰۵

و قال فی حقّ داود وَ لَقَدْ آتَیْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا فلم یقرن به جزاء یطلبه منه، و لا أخبر أنّه أعطاه هذا الذی ذکره جزاء.

و در حق داوود علیه السلام فرمود: وَ لَقَدْ آتَیْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا (سبأ: 10) از جانب ما به داوود فضل داده شد، و جزایى که از او طلب کند به قول خود قرین نکرد و اخبار نفرمود اینکه به او عطا کرد جزاست (بلکه نص فرمود که فضل است).

و لمّا طلب الشکر على ذلک بالعمل طلبه من آل داود و لم یتعرض لذکر داود لیشکره الآل على ما أنعم به على داود، فهو فی حقّ داود عطاء نعمة و إفضال، و فی حقّ آله على غیر ذلک لطلب المعاوضة فقال تعالى: اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُکْراً وَ قَلِیلٌ مِنْ عِبادِیَ الشَّکُورُ. و إن کانت الأنبیاء علیهم السلام قد شکروا اللّه على ما أنعم به علیهم و وهبهم فلم یکن ذلک على طلب من اللّه بل تبرّعوا بذلک من نفوسهم کما قام رسول اللّه- ص- حتّى تورمت قدماه شکرا لما غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر. فلمّا قیل له فی ذلک، قال: «أ فلا أکون عبدا شکورا» و قال فی نوح‏ إِنَّهُ کانَ عَبْداً شَکُوراً فالشکور من عباد اللّه تعالى قلیل.

وقتى طلب شکر بر این فضل فرمود از آل داوود طلب کرد و متعرض ذکر داوود نشد، تا آل داوود بر آن چه که به داوود انعام شد شکر کنند (زیرا انعام بر نبى امت در حقیقت انعام بر امت است. مثل اینکه به پدر خانه ببخشد و به اهل بیت وى بگوید که بر این نعمت شکر کنید که انعام بر ربّ بیت در حقیقت انعام بر همه اهل بیت است. لذا شکر را بر آل داوود واجب گردانید و فرمود: اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُکْراً وَ قَلِیلٌ مِنْ عِبادِیَ الشَّکُورُ (سبأ: 13) هر چند که انبیا علیهم السلام خدا را شکر کردند بر آن چه که به آنان انعام فرمود و هبه کرد و لکن این شکر از روى طلب حق تعالى نبود بلکه خود آنان تبرع به شکر کردند. چنانکه رسول اللّه از روى شکر به نماز ایستاد تا اینکه قدمهاى او ورم کرد به خاطر آن که خداوند ذنب مقدم و مؤخر او را آمرزید و چون در این باره به او اعتراض شد، در جواب فرمود: آیا عبد شکور نباشم و شکور از عباد اللّه قلیل‌اند.

)اول نعمتى که خداوند به داوود عطا کرد(

فأول نعمة أنعم اللّه بها على داود علیه السلام أن أعطاه اسما لیس فیه حرف من حروف الاتصال.

پس اول نعمتى که خداوند به داوود عطا کرد این بود که به او اسمى داد که در آن‏ حرفى از حروف اتصال نیست.( حروف اتصال به معنایى که در اینجا مراد است حروفى هستند که در نوشتن به ما بعد خود متصل مى‏شوند و حروف انفصال به خلاف آن است. چون داوود که دال و ألف و واو هیچ یک به ما بعد خود اتصال نمى‏‌یابد.)

فقطعه عن العالم بذلک إخبارا لنا عنه بمجرد هذا الاسم، و هی الدال و الالف و الواو

خداوند به مجرد این اسم که سه حرف دال و ألف و واو است انقطاع داوود از عالم را به ما اخبار فرمود.

چه اینکه کثرت از آن عالم است و وحدت، مر حق تعالى راست و انقطاع کثرات عالم از یک دیگر موجب اتصال هر یک آنها به نفس خود است و آن که از عالم و کثرت منقطع است به حقیقت وحدت واصل است که حق تعالى است از این رو گفته شد که «الاستیناس بالناس یوجب الإفلاس».( شرح فصوص قیصرى، ص 369، ستون دوم.)


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۸۰۳-۸۰۴

و قال فى حقّ داود- علیه السلام- وَ لَقَدْ آتَیْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا فلم یقرن به جزاء یطلبه منه، و لا أخبر أنّه أعطاه هذا الّذى ذکره جزاء. و لمّا طلب الشّکر على ذلک بالعمل (على ذلک العمل- خ) طلبه من آل داود و لم یتعرّض لذکر داود لیشکره الآل على ما أنعم به على داود.

و در حق داود گفت که او را از حضرت عندیّت خویش به فضل اختصاص دادیم و این را مقرون نساخت به طلب جزاء و نگفت که این عطا جزاى عمل اوست. و چون شکر این فضل به عمل ایجاب کرد الزام بر آل داود کرد و متعرّض داود به الزام نگشت تا آل او شکر کنند بدان انعام که داود بدان اختصاص یافته است از آنکه انعام بر نبى در حقیقت انعام است بر امّت او، لاجرم ایجاب شکر بر امّت کرد.

فهو فى حقّ داود عطاء نعمة و إفضال، و فى حقّ آله على غیر ذلک لطلب المعاوضة فقال تعالى‏ اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُکْراً وَ قَلِیلٌ مِنْ عِبادِیَ الشَّکُورُ. و إن کانت الأنبیاء علیهم السّلام قد شکروا للّه على ما أنعم به علیهم و وهبهم، فلم یکن ذلک على طلب من اللّه، بل تبرّعوا بذلک من نفوسهم کما قام رسول اللّه صلى اللّه علیه و سلّم حتّى تورّمت قدماه شکرا لما غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر. فلمّا قیل له فى ذلک قال‏

«أ فلا أکون عبدا شکورا»؟ و قال فى‏ نوح‏ «إِنَّهُ کانَ عَبْداً شَکُوراً». و الشّکور (فالشکور- خ) من عباد اللّه تعالى قلیل.

فأوّل نعمة أنعم اللّه بها على داود- علیه السلام- أن أعطاه اسما لیس فیه حرف من حروف الاتّصال.

پس فضل در حق داود عطاى نعمت بود و افضال، به خلاف آلش که از ایشان طلب معاوضه بود کما قال تعالى‏ اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُکْراً.

و اگرچه انبیاء- علیهم السلام- شکر انعام حقّ به‏جاى آوردند امّا به ایجاب و طلب نبود؛ بل که به طریق تبرّع بود چنانکه رسول ما علیه الصلاة و السلام شب‏ها از براى شکر مغفرت ذنوب سابقه و لاحقه چندان بر پاى ایستاده عبادت کرد که پاى مبارک او متورّم شده، و درین باب چون سخن گفتند فرمود که‏

«أ فلا أکون عبدا شکورا»

و در حقّ نوح گفت که او شکور است، و «شکور» در عباد اللّه قلیل است. پس اوّل نعمتى که حقّ سبحانه و تعالى او را عطا داد نامى است که در وى حرفى از حروف اتصال نیست یعنى حرفى در وى نیست که به حرفى که بعد از او آید متّصل شود و اتصال این حروف به ماقبلش در غیر این اسم موجب بودن او از حروف اتّصال نیست مطلقا.

فقطعه عن العالم بذلک إخبارا لنا عنه بمجرّد هذا الاسم، و هى الدّال و الألف و الواو.

پس حضرت الهى او را از عالم قطع کرد و ازین معنى به مجرّد اسم او ما را خبردار ساخت، و «الف و واو و دال» را برین دالّ گردانید.

و تحقیق درین مقام آنست که چون در میان اسم و مسمّى نزد اهل حقیقت مناسبتى هست جامعه، شیخ رضى اللّه عنه اشارت کرد بر این معنى که منقطع بودن حروف اسم داود بعضیش از بعضى اشارت است از حقّ سبحانه و تعالى و إخبار است از او ما را که او را از عالم منقطع گردانیده است، چه حروف متکثّره است و کثرت عالم را است چنانکه وحدت حقّ را است.

پس انقطاع بعضى از بعض موجب اتصال هریکى است به نفس و حقیقتش که اوئى او بدوست. پس منقطع از عالم و کثرت، و اصل است به حقیقت واحده خویش که آن حقّ است، و لهذا گفته‏ اند استیناس ناس موجب افلاس است. بیت:

کار ما از خلق شد بر ما دراز چند ازین مشتى گداى بى‏نیاز

تا نمیریم از خود و از خلق پاک‏ برنیاید جان ما از حلق پاک‏

هرکه او از خلق کلّى مرده نیست‏ مرده او و محرم این پرده نیست‏


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۳۰

و قال فی حقّ داود: «لَقَدْ آتَیْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا» فلم یقرن به جزاء یطلبه منه، و لا أخبر أنّه أعطاه هذا الّذی ذکره جزاء. و لمّا طلب الشّکر على ذلک بالعمل طلبه من آل داود و لم یعترض لذکر داود لیشکره الآل على ما أنعم به على داود. فهو فی حقّ داود عطاء نعمة و إفضال، و فی حقّ آله على غیر ذلک لطلب المعاوضة فقال- تعالى- «اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُکْراً وَ قَلِیلٌ مِنْ عِبادِیَ الشَّکُورُ». شرح اشارت است درین آیت بدان که انعام بر نبى انعامست بر امت؛ ازین جهت شکر بر ایشان واجب گردانید.

و إن کانت الأنبیاء- علیهم السلام- قد شکروا اللّه على ما أنعم به علیهم و وهبهم، فلم یکن ذلک على طلب من اللّه، بل تبرّعوا بذلک من نفوسهم کما قام رسول اللّه- صلّى اللّه علیه و سلّم- حتّى تورّمت قدماه شکرا لما غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر. فلمّا قیل له فی ذلک قال «أ فلا أکون عبدا شکورا»؟ و قال فی نوح‏ «إِنَّهُ کانَ عَبْداً شَکُوراً».

فالشّکور من عباد اللّه [قلیل‏]- تعالى-. فأوّل نعمة أنعم اللّه بها على داود- علیه السّلام- أن أعطاه اسما لیس فیه حرف من حروف الاتّصال، فقطعه عن العالم بذلک إخبارا لنا عنه بمجرّد هذا الاسم، و هی الدّال و الألف و الواو.

شرح ظاهر است.