الفقرة الخامسة :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( ثم المنة الکبرى والمکانة الزلفى التی خصه الله بها التنصیص على خلافته.
ولم یفعل ذلک مع أحد من أبناء جنسه وإن کان فیهم خلفاء فقال «یا داود إنا جعلناک خلیفة فی الأرض فاحکم بین الناس بالحق ولا تتبع الهوى» أی ما یخطر لک فی حکمک من غیر وحی منی «فیضلک عن سبیل الله». أی عن الطریق الذی أوحی بها إلى رسلی.
ثم تأدب سبحانه معه فقال «إن الذین یضلون عن سبیل الله لهم عذاب شدید بما نسوا یوم الحساب» ولم یقل له فإن ضللت عن سبیلی فلک عذاب شدید. ) .
قال رضی الله عنه : ( ثمّ المنّة الکبرى والمکانة الزّلفى الّتی خصّه اللّه تعالى بها التّنصیص على خلافته . ولم یفعل ذلک مع أحد من أبناء جنسه وإن کان فیهم خلفاء فقال :یا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناکَ خَلِیفَةً فِی الْأَرْضِ فَاحْکُمْ بَیْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى أی ما یخطر لک فی حکمک من غیر وحی منّی فَیُضِلَّکَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ أی عن الطّریق الّذی أوحی به إلى رسلی . ثمّ تأدّب سبحانه معه فقال :إِنَّ الَّذِینَ یَضِلُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِیدٌ بِما نَسُوا یَوْمَ الْحِسابِ[ ص : 26 ] ولم یقل : « فإن ضللت عن سبیلی فلک عذاب شدید )
.
(ثم المنة) من اللّه تعالى على داود علیه السلام (الکبرى) التی هی أکبر المنن علیه (والمکانة) ، أی المنزلة والرتبة (الزلفى) ، أی القریبة إلى حضرة اللّه تعالى التی خصه ، أی داود علیه السلام اللّه تعالى بها هی التنصیص فی کلام اللّه تعالى على خلافته فی الأرض بطریق المشافهة فی الخطاب ولم یفعل اللّه تعالى (ذلک )، أی التنصیص المذکور (مع أحد من أبناء جنسه) ، أی داود من الأنبیاء علیهم الصلاة والسلام (وإن کان فیهم) ، أی الأنبیاء علیهم السلام الذین هم أبناء جنسه خلفاء فی الأرض کثیرون وهم المرسلون منهم ، ومنهم من لم یستخلفه اللّه تعالى کغیر المرسلین من الأنبیاء علیهم السلام حتى آدم علیه السلام لم یصرح اللّه تعالى له بالخلافة وإنما قال تعالى :وَإِذْ قالَ رَبُّکَ لِلْمَلائِکَةِ إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً[ البقرة : 30 ] الآیة .
فقال تعالى فی داود علیه السلام ("یا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناکَ خَلِیفَةً") عنا ("فِی الْأَرْضِ")، الجسمانیة حیث نغیب نحن عن حواس المکلفین من العباد وعقولهم وتحضر أنت عند حواسهم وعقولهم فَاحْکُمْ أنت حینئذ بحکمنا نیابة عنه ("بَیْنَ النَّاسِ") وهم أهل الأرض الذین یختصمون إلیک فلا یجدون حاکما غیرک ، وأما أهل السماء فإنهم إذا اختصموا کما فی اختصام الملأ الأعلى یتحاکمون إلى اللّه تعالى ، لأنهم یجدونه من عدم غفلتهم عنه سبحانه وحضورهم معه بِالْحَقِّ الذی أنزله إلیک مع جبریل علیه السلام وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى النفسانی أی ما یخطر لک فی حکمک بین الأخصام المتحاکمین إلیک من غیر وحی منی إلیک بذلک فَیُضِلَّکَ،
أی الهوى الذی تتبعه عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ عز وجل (أی عن الطریق الذی أوحی به إلى رسلی) الذین هم مثلک خلفائی فی الأرض ، فتبقى إذا أردت الاستمداد منی بعد ذلک لا تعرف طریقه لالتباسه علیک بخواطر نفسک .
(ثم تأدب) ، أی اللّه (سبحانه) یعنی عامله معاملة المتأدب (معه) ، أی مع داود علیه السلام نظیر معاملته هو مع اللّه تعالى فإنه تعالى الملک الدیان یدین کما یدان.
فانظر کیف تأدب الحق مع عباده حتى نتأدب معه ومع عباده . " لیعلمنا جل شأنه الأدب مع الرسل والأنبیاء وأولیاء الله و وانزالهم منازلهم ".
فقال تعالى ("إِنَّ الَّذِینَ یَضِلُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِیدٌ ") فی الدنیا والآخرة (بِما نَسُوا) أی بسبب نسیانهم (یَوْمَ الْحِسابِ )[ ص : 26 ] ، وهو یوم القیامة الذی یحاسب اللّه تعالى به کل من حکم بین الناس بما یخطر له ویستحسنه بعقله من غیر وحی من اللّه تعالى إن کان من أهل الوحی أو متابعة لأهل الوحی أو لمن أمر بمتابعتهم کالمقلد یتبع المجتهدین فیما استنبطوه من أدلتهم الشرعیة (ولم یقل) سبحانه له ، أی لداود علیه السلام (فإن ضللت عن سبیلی فلک عذاب شدید) احتراما من اللّه تعالى له من عزته علیه .
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( ثم المنة الکبرى والمکانة الزلفى التی خصه الله بها التنصیص على خلافته.
ولم یفعل ذلک مع أحد من أبناء جنسه وإن کان فیهم خلفاء فقال «یا داود إنا جعلناک خلیفة فی الأرض فاحکم بین الناس بالحق ولا تتبع الهوى» أی ما یخطر لک فی حکمک من غیر وحی منی «فیضلک عن سبیل الله». أی عن الطریق الذی أوحی بها إلى رسلی.
ثم تأدب سبحانه معه فقال «إن الذین یضلون عن سبیل الله لهم عذاب شدید بما نسوا یوم الحساب» ولم یقل له فإن ضللت عن سبیلی فلک عذاب شدید. ) .
قال رضی الله عنه : ( ثم المنة الکبرى والمکانة الزلفى ) أی المرتبة القربى من اللّه ( التی خصه اللّه تعالى بها التنصیص ) قوله ثم المنة مبتدأ والتنصیص خبره ( على خلافته ولم یفعل ذلک ) التنصیص ( مع أحد من أبناء جنسه ) أی من بنی آدم .
( وإن کان فیهم خلفاء ) فلا یکون نفس الخلافة لداود المنة الکبرى والمکانة الزلفى بل المنة الکبرى التنصیص على خلافته لعموم الخلافة وخصوص تنصیصه وإنما کان تنصیص الخلافة المنة الکبرى دون تنصیص سائر النعم التی خصها لداود لأن الخلافة لکونها المرتبة الألوهیة أعلى المراتب کلها فتنصیصها کذلک ولم یلزم فضل داود علیه السلام بذلک التنصیص على سائر الخلفاء من الأنبیاء علیهم السلام تلک الرسل فضلنا بعضهم على بعض وَأَنَّ الْفَضْلَ بِیَدِ اللَّهِ یُؤْتِیهِ مَنْ یَشاءُ من عباده .
ولو کان داود علیه السلام فاضلا بذلک التنصیص على الخلفاء لما نص فضل محمد علیه السلام کلها فتنصیص الخلافة غیر تنصیص الفضل مع أن الفضل بذلک لا یستلزم الفضل مطلقا فالشیء الواحد جاز أن یکون فاضلا ومفضولا بحسب الوجوه والمراتب وقد بیناه غیر مرة .
قال رضی الله عنه : ( فقال :یا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناکَ خَلِیفَةً فِی الْأَرْضِ فَاحْکُمْ بَیْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى أی ما یخطر لک فی حکمک من غیر منی یُضِلُّوکَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ أی عن الطریق الذی أوحى أنا بها ) . أی بهذا الطریق
قال رضی الله عنه : ( إلى رسلی ثم تأدب سبحانه معه فقال :إِنَّ الَّذِینَ یَضِلُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِیدٌ بِما نَسُوا یَوْمَ الْحِسابِ، ولم یقل له فإن ضللت عن سبیلی فلک عذاب شدید ).
فانظر کیف تأدب الحق مع عباده حتى نتأدب معه ومع عباده . " لیعلمنا جل شأنه الأدب مع الرسل والأنبیاء وأولیاء الله و وانزالهم منازلهم ".
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( ثم المنة الکبرى والمکانة الزلفى التی خصه الله بها التنصیص على خلافته.
ولم یفعل ذلک مع أحد من أبناء جنسه وإن کان فیهم خلفاء فقال «یا داود إنا جعلناک خلیفة فی الأرض فاحکم بین الناس بالحق ولا تتبع الهوى» أی ما یخطر لک فی حکمک من غیر وحی منی «فیضلک عن سبیل الله». أی عن الطریق الذی أوحی بها إلى رسلی.
ثم تأدب سبحانه معه فقال «إن الذین یضلون عن سبیل الله لهم عذاب شدید بما نسوا یوم الحساب» ولم یقل له فإن ضللت عن سبیلی فلک عذاب شدید. ) .
قال رضی الله عنه : ( ثم المنة الکبرى والمکانة الزلفى التی خصه الله بها التنصیص على خلافته. ولم یفعل ذلک مع أحد من أبناء جنسه وإن کان فیهم خلفاء فقال «یا داود إنا جعلناک خلیفة فی الأرض فاحکم بین الناس بالحق ولا تتبع الهوى» أی ما یخطر لک فی حکمک من غیر وحی منی «فیضلک عن سبیل الله».أی عن الطریق الذی أوحی بها إلى رسلی. ثم تأدب سبحانه معه فقال «إن الذین یضلون عن سبیل الله لهم عذاب شدید بما نسوا یوم الحساب» ولم یقل له فإن ضللت عن سبیلی فلک عذاب شدید. )
قال اعملوا آل داود شکرا، وآل داود غیر داود
قال: وشکر الأنبیاء لربهم تبارک وتعالى، هو تبرع منهم ولم یکلفوا به، ثم ذکر أمورا ظاهرة من کلامه، ومن جملتها ما ذکره من قوله تعالى: "وألنا له الحدید" (سبأ: 10) إن الحدید هنا هی قلوب قاسیة کالحدید فألانها الله تعالى لداود حتى اطاعته تلک القلوب.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( ثم المنة الکبرى والمکانة الزلفى التی خصه الله بها التنصیص على خلافته.
ولم یفعل ذلک مع أحد من أبناء جنسه وإن کان فیهم خلفاء فقال «یا داود إنا جعلناک خلیفة فی الأرض فاحکم بین الناس بالحق ولا تتبع الهوى» أی ما یخطر لک فی حکمک من غیر وحی منی «فیضلک عن سبیل الله». أی عن الطریق الذی أوحی بها إلى رسلی.
ثم تأدب سبحانه معه فقال «إن الذین یضلون عن سبیل الله لهم عذاب شدید بما نسوا یوم الحساب» ولم یقل له فإن ضللت عن سبیلی فلک عذاب شدید. ) .
قال رضی الله عنه : « ثمّ المنّة الکبرى والمکانة الزلفى - التی خصّه الله بها - التنصیص على خلافته ، ولم یفعل ذلک بأحد من أبناء جنسه وإن کان فیهم خلفاء ،
فقال : ( یا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناکَ خَلِیفَةً فی الأَرْضِ فَاحْکُمْ بَیْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى ) ،
أی ما یخطر لک فی حکمک من غیر وحی منّی ( فَیُضِلَّکَ عَنْ سَبِیلِ الله ) أی عن الطریق الذی أوحی بها إلى رسلی ، "ثمّ تأدّب سبحانه معه" " لیعلمنا جل شأنه الأدب مع الرسل والأنبیاء وأولیاء الله و وانزالهم منازلهم ".
، فقال : ( إِنَّ الَّذِینَ یَضِلُّونَ عَنْ سَبِیلِ الله لَهُمْ عَذابٌ شَدِیدٌ بِما نَسُوا یَوْمَ الْحِسابِ ) "ولم یقل له : فإن ضللت عن سبیلی فلک عذاب شدید ."
فإن قلت : وآدم علیه السّلام قد نصّ على خلافته .
قلنا : ما نصّ مثل التنصیص على داود ، وإنّما قال للملائکة : " إِنِّی جاعِلٌ فی الأَرْضِ خَلِیفَةً " ،ولم یقل : إنّی جاعل آدم خلیفة فی الأرض ،
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( ثم المنة الکبرى والمکانة الزلفى التی خصه الله بها التنصیص على خلافته.
ولم یفعل ذلک مع أحد من أبناء جنسه وإن کان فیهم خلفاء فقال «یا داود إنا جعلناک خلیفة فی الأرض فاحکم بین الناس بالحق ولا تتبع الهوى» أی ما یخطر لک فی حکمک من غیر وحی منی «فیضلک عن سبیل الله». أی عن الطریق الذی أوحی بها إلى رسلی.
ثم تأدب سبحانه معه فقال «إن الذین یضلون عن سبیل الله لهم عذاب شدید بما نسوا یوم الحساب» ولم یقل له فإن ضللت عن سبیلی فلک عذاب شدید. ) .
قال رضی الله عنه : ( ثم المنة الکبرى والمکانة الزلفى التی خصه الله بها التنصیص على خلافته ولم یفعل ذلک مع أحد من أبناء جنسه ) وفی نسخة بأحد ، وهو أفصح من اتحادهما فی المعنى ( وإن کان فیهم خلفاء فقال : (یا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناکَ خَلِیفَةً فی الأَرْضِ فَاحْکُمْ بَیْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ولا تَتَّبِعِ الْهَوى ) .
أی ما یخطر لک فی حکمک من غیر وحى منى ( فَیُضِلَّکَ عَنْ سَبِیلِ الله ) أی عن الطریق الذی أوحى به إلى رسلی ، ثم تأدب سبحانه معه " لیعلمنا سبحانه الأدب مع الرسل والأنبیاء وأولیاء الله و وانزالهم منازلهم "
فقال : ( إِنَّ الَّذِینَ یَضِلُّونَ عَنْ سَبِیلِ الله لَهُمْ عَذابٌ شَدِیدٌ بِما نَسُوا یَوْمَ الْحِسابِ ) .
ولم یقل له : فإن ضللت عن سبیلی فلک عذاب شدید .
فإن قلت : فآدم قد نص على خلافته ، قلنا : ما نص مثل التنصیص على داود ،
وإنما قال للملائکة : "إِنِّی جاعِلٌ فی الأَرْضِ خَلِیفَةً " ولم یقل إنی جاعل آدم خلیفة ،
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( ثم المنة الکبرى والمکانة الزلفى التی خصه الله بها التنصیص على خلافته.
ولم یفعل ذلک مع أحد من أبناء جنسه وإن کان فیهم خلفاء فقال «یا داود إنا جعلناک خلیفة فی الأرض فاحکم بین الناس بالحق ولا تتبع الهوى» أی ما یخطر لک فی حکمک من غیر وحی منی «فیضلک عن سبیل الله». أی عن الطریق الذی أوحی بها إلى رسلی.
ثم تأدب سبحانه معه فقال «إن الذین یضلون عن سبیل الله لهم عذاب شدید بما نسوا یوم الحساب» ولم یقل له فإن ضللت عن سبیلی فلک عذاب شدید. ) .
فقال رضی الله عنه : ( ثم ، المنة الکبرى والمکانة الزلفى التی خصه الله تعالى بها ، التنصیص على خلافته ، ولم یفعل ذلک مع أحد من أبناء جنسه ، وإن کان فیهم خلفاء . یا داود إنا جعلناک خلیفة فی الأرض فاحکم بین الناس بالحق ولا تتبع الهوى ) .
أی ، ما یخطر لک فی حکمک من غیر وحى منى . ( فیضلک عن سبیل الله ) أی ، عن الطریق
الذی (أوحى به . ) بسکون ( الیاء ) للمتکلم . ( إلى رسلی ) .
قوله : ( ثم المنة ) مرفوع على الابتداء ، وخبره : ( التنصیص ) .
أو بکسر المیم ، من المنة ، عطفا على ( الإنعام ) . أی ، أعطاه على طریق الإنعام علیه . ثم ، المنة الکبرى والمکانة الزلفى . أو بفتحها ، عطفا على المفعول الثانی لأعطاه .
أو مرفوع على الابتداء ، وخبره ( التنصیص ) ، و ( ثم ) هنا للرتبة ، کقوله تعالى : ( ثم کان من الذین آمنوا ) .
وإنما کانت الخلافة المنة الکبرى والمکانة الزلفى ، لأنها صورة مرتبة الألوهیة المعطاة لمن هو خلیفة على العالم بالتبعیة ، ولا مرتبة أعلى منها .
قال رضی الله عنه : ( ثم ، تأدب سبحانه معه ، فقال : "إن الذین یضلون عن سبیل الله لهم عذاب شدید بما نسوا یوم الحساب " . ولم یقل له : فإن ضللت عن سبیلی فلک عذاب شدید . ) "لیعلمنا جل شأنه الأدب مع الرسل والأنبیاء وأولیاء الله و وانزالهم منازلهم " و الباقی ظاهر .
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( ثم المنة الکبرى والمکانة الزلفى التی خصه الله بها التنصیص على خلافته.
ولم یفعل ذلک مع أحد من أبناء جنسه وإن کان فیهم خلفاء فقال «یا داود إنا جعلناک خلیفة فی الأرض فاحکم بین الناس بالحق ولا تتبع الهوى» أی ما یخطر لک فی حکمک من غیر وحی منی «فیضلک عن سبیل الله». أی عن الطریق الذی أوحی بها إلى رسلی.
ثم تأدب سبحانه معه فقال «إن الذین یضلون عن سبیل الله لهم عذاب شدید بما نسوا یوم الحساب» ولم یقل له فإن ضللت عن سبیلی فلک عذاب شدید. ) .
قال رضی الله عنه : (ثمّ المنّة الکبرى والمکانة الزّلفى الّتی خصّه اللّه تعالى بها التّنصیص على خلافته ، ولم یفعل ذلک مع أحد من أبناء جنسه ، وإن کان فیهم خلفاء ؛ فقال :یا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناکَ خَلِیفَةً فِی الْأَرْضِ فَاحْکُمْ بَیْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى[ ص : 26 ] أی : ما یخطر لک فی حکمک من غیر وحی منّی فَیُضِلَّکَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ[ ص: 26 ] ، أی : عن الطّریق الّذی أوحی به إلى رسلی ) .
ولذلک قال : ( ثم المنة الکبرى ) على داود علیه السّلام الموجبة لکمال الشکر على الآل مع عدم عرفان أکثرهم ، فذرها لرؤیتهم إیاها من أمور الدنیا المضرة بالدین ، وهی ( المکانة الزلفى ) عند اللّه بها کمال النبوة والولایة ( التی خصه اللّه بها ) بقوله :وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ[ ص : 25 ] ، ورتبه على هذه الخلافة التنصیص على خلافته لدلالة ( التنصیص ) من الکامل الذی لیس من شأنه ذکر المحقرات إلا لغرض التحقیر على کمال النصوص ، والخلافة إذا انضمت مع النبوة والولایة کانت غایة الکمال لهما ،
فالتنصیص علیها یدل على کونها فی غایة الغایات ، وتجاوزها أقصى النهایات ، وبها تتم المنة بظهور القوة ، ونفاذ الحکمة ، وفصل الخطاب ،
إذ لا یکون معها معاندة الجاهل غالبا ، ( ولم یفعل ذلک ) التنصیص بأحد أی : بخلافة ( أحد من أبناء جنسه ) من الأنبیاء فضلا عن خلفائهم وعن سائر الملوک .
قال رضی الله عنه : ( وإن کان فیهم خلفاء ) جامعون بین النبوة والولایة والخلافة ؛ لعدم اعتداده بخلافتهم بالنظر إلى خلافة هذا ، فلما اعتد بخلافته نص علیها ، ( فقال :یا داوُدُ )، فذکر اسمه العلم المزیل للشرکة ، ثم أکد ذلک بالنداء المزیل توهم إرادة من یشارکه فی الاسم اشتراکا لفظیّا ، وأتى بحرف النداء الدال على بعد المنادى مع أنه رتب على خلافته الزلفى عنده ، وحسن المآب للدلالة على بعد درجته عن إفهام غیره :إِنَّا جَعَلْناکَ خَلِیفَةً[ ص : 26 ]
بذکر لفظ الخلافة المشعرة بالنیابة عن اللّه مشعرا بعظمتها بإسنادها إلى نون التعظیم المذکورة مقرنین مع التنصیص علیه بکاف الخطاب فی الأرض التی هی وسط العالم والسلطان ، إنما یکون فی وسط مملکته ، وهو محل الکون والفساد ، فیتم التصرف فیها بظهور الآثار المختلفة فَاحْکُمْ بَیْنَ النَّاسِ الذین هم أشرف أنواع الخلائق ، وقد سخر لهم جمیع ما فی العالم بِالْحَقِّ لا بک ، وهو الحکم بما أعطاک الحق من الحکمة ، وفصل الخطاب ،وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى.
ولما کان المشهور أن الهوى ما تمیل إلیه النفس بطبیعتها الأمارة ، وهو علیه السّلام معصوم عن ذلک لکمال حاله ، فلا حاجة إلى نهیه عما لیس من شأنه بینه ،
فقال رضی الله عنه : ( أی : ما یخطر لک من حکمک ) بطریق العقل والقیاس من غیر وحی منی فیه أو فی أصله ،فَیُضِلَّکَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ.
ولما کان المشهور أن الضلال فی الحکم هو الأخذ بطریق الکفرة أو الظلمة ، وهو علیه السّلام معصوم عن ذلک بینه بقوله : ( أی : عن طریقی الذی أوحی به إلى رسلی ) ، فإن طریق العقل والقیاس من غیر أصل منصوص مبعد عن الطریق الإلهی الذی وضعه للوصول إلیه ؛ فلذلک کان موجبا للعذاب الشدید .
قال رضی الله عنه : ( ثمّ تأدّب سبحانه معه فقال :إِنَّ الَّذِینَ یَضِلُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِیدٌ بِما نَسُوا یَوْمَ الْحِسابِ[ ص :26] ، ولم یقل : « فإن ضللت عن سبیلی فلک عذاب شدید » ).
( ثم تأدب سبحانه معه ) "لیعلمنا جل شأنه الأدب مع الرسل والأنبیاء وأولیاء الله و وانزالهم منازلهم " رعایة لمقتضى منصبه الذی نص علیه للاعتناء به ، ( فقال :إِنَّ الَّذِینَ یَضِلُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ )[ ص : 26 ] ،
وإن اتبعوا سبیل العقل والقیاس من غیر أصل منصوص ،لَهُمْ عَذابٌ شَدِیدٌبما نسوا یوم الحساب الذی یحاسب فیه مقتضى العقل والقیاس من غیر أصل مع الموحى به من الأنبیاء ، فیظهر نقیض مقتضیاتهما بل فسادها بحیث لا یحاسب معه أصلا ،
فقال رضی الله عنه : ( ولم یقل : فإن ضللت عن سبیلی ، فلک عذاب شدید ) مع أنه مقتضى الظاهر عدل عنه لما فیه من نسبة الضلال إلیه ، والحکم علیهم بالعذاب الشدید صریحا ، وهما یخلان بالأدب ، وهو ینافی مقتضى التنصیص على الخلافة من التعظیم ، والإخلال الضمنی لیس کالصریح فروعی فیه الأدب بقدر الإمکان .
وإنما قال فی حق محمد صلّى اللّه علیه وسلّم :لَئِنْ أَشْرَکْتَ لَیَحْبَطَنَّ عَمَلُکَ[ الزمر : 65 ] ؛ للمبالغة فی التحذیر عن أمر الشرک ، والتحذیر عن الضلال فی الحکم لا یکون له تلک المبالغة فیه ، ولا تتأتى رعایة الأدب مع المبالغة فی التحذیر .
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( ثم المنة الکبرى والمکانة الزلفى التی خصه الله بها التنصیص على خلافته.
ولم یفعل ذلک مع أحد من أبناء جنسه وإن کان فیهم خلفاء فقال «یا داود إنا جعلناک خلیفة فی الأرض فاحکم بین الناس بالحق ولا تتبع الهوى» أی ما یخطر لک فی حکمک من غیر وحی منی «فیضلک عن سبیل الله». أی عن الطریق الذی أوحی بها إلى رسلی.
ثم تأدب سبحانه معه فقال «إن الذین یضلون عن سبیل الله لهم عذاب شدید بما نسوا یوم الحساب» ولم یقل له فإن ضللت عن سبیلی فلک عذاب شدید. ) .
اختصاص داود علیه السّلام بالتنصیص على خلافته
وبیّن أنّ هذه الکمالات الوجودیّة المستتبعة لإظهار ما علیه کلمته ، من فنون جلائل الأوصاف کلَّها متفرّعة على خلافته المنصوص علیها فی التنزیل فهی مبدؤها وأصلها .
وإلیه أشار بقوله : ( ثمّ المنّة الکبرى والمکانة الزلفى التی خصّه الله بها التنصیص على خلافته ، ولم یفعل ذلک مع أحد من أبناء جنسه ) من الرسل ( وإن کان فیهم خلفاء ، فقال : “ یا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناکَ خَلِیفَةً فی الأَرْضِ فَاحْکُمْ بَیْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى “ [ 38 / 26 ] أی ما یخطر لک فی حکمک من غیر وحی منی “ فَیُضِلَّکَ عَنْ سَبِیلِ الله “ أی عن الطریق الذی أوحی بها إلى رسلی ) .
وذلک أنّ لکل عبد طریقین إلى منهج الاستفهام واستعلام الأحکام :
أحدهما طرف قدس العقل ، الذی به یوحى إذا ترقى أمره إلى غایته الکمالیة ، کما فی الرسل علیهم السلام ، وهو الذی یأتی بالحقّ على مدارج تنزّلاته الوجودیّة ، وترتیبها الأصلی التی منها جاء من عالم المعانی إلى المثال ، إلى الحسّ والآخر طرف هویّته الإطلاقیّة وجمعیّته الکمالیّة التی یسمّى بالهوى .
وهما فی الحقیقة سبیل الله . فإنّ الهوى یلوّح بیّناته على الحقّ ، ولذلک فسّر سبیل الله بقوله : " أی عن الطریق الذی أوحی بها إلى رسلی " ، تفسیر تخصیص .
فإنّ الخلافة إنما یتمّ أمرها بالترتیب الحکمی المتقن ، على ما علیه السلام نظام الوجود فی مدارج تنزّلانه ، وطریق الوحی هو المعطی لذلک الحکم دون الهوى . فإنّ الغالب فی هذا الطریق أمر الإجمال وأذواقه الجمالیّة ، وقد اختفى فیه أمر الفرق ونظام أحکامها جملة ، کما یلوّح ذلک من بیناته .
( ثمّ تأدّب سبحانه معه ) إعظاما لقدر مرتبته العظمى ، وترشیحا لمزید حشمته التی ربّى لها
( فقال : إِنَّ الَّذِینَ یَضِلُّونَ عَنْ سَبِیلِ الله لَهُمْ عَذابٌ شَدِیدٌ بِما نَسُوا یَوْمَ الْحِسابِ) [ 38 / 26 ] أی موطن تمام التفصیل الذی من جملته تعرّف أحکام الجزئیّات وخواصّها ،
وهی إنما یستکشف حق الکشف والتبیین من العدد والحساب ، کما عرفت وجه لمّیته فی المقدمة - فتذکّر .
(ولم یقل له : " فإن زللت عن سبیلی فلک عذاب شدید " ) .
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:
قال الشیخ رضی الله عنه : ( ثم المنة الکبرى والمکانة الزلفى التی خصه الله بها التنصیص على خلافته.
ولم یفعل ذلک مع أحد من أبناء جنسه وإن کان فیهم خلفاء فقال «یا داود إنا جعلناک خلیفة فی الأرض فاحکم بین الناس بالحق ولا تتبع الهوى» أی ما یخطر لک فی حکمک من غیر وحی منی «فیضلک عن سبیل الله». أی عن الطریق الذی أوحی بها إلى رسلی.
ثم تأدب سبحانه معه فقال «إن الذین یضلون عن سبیل الله لهم عذاب شدید بما نسوا یوم الحساب» ولم یقل له فإن ضللت عن سبیلی فلک عذاب شدید. ) .
قال رضی الله عنه : (ثمّ المنّة الکبرى والمکانة الزّلفى الّتی خصّه اللّه تعالى بها التّنصیص على خلافته . ولم یفعل ذلک مع أحد من أبناء جنسه وإن کان فیهم خلفاء فقال :یا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناکَ خَلِیفَةً فِی الْأَرْضِ فَاحْکُمْ بَیْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى .
أی ما یخطر لک فی حکمک من غیر وحی منّی فَیُضِلَّکَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ أی عن الطّریق الّذی أوحی به إلى رسلی . ثمّ تأدّب سبحانه معه فقال :إِنَّ الَّذِینَ یَضِلُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِیدٌ بِما)
قال رضی الله عنه : ( ثم المنة الکبرى والمکانة ) ، أی المرتبة ( الزلفى التی خصه اللّه بها ) ، أی میزه بها عمن سواه حیث أعطاه إیاه ولم یعطهم ( التنصیص على خلافته ولم یفعل ذلک مع أحد من أبناء جنسه ) ، وهم الأنبیاء علیهم السلام .
قال رضی الله عنه : ( وإن کان فیهم خلفاء فقال :یا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناکَ خَلِیفَةً فِی الْأَرْضِ فَاحْکُمْ بَیْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى، أی ما یخطر لک فی حکمک من غیر وحی منی فَیُضِلَّکَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ، أی عن الطریق الذی أوحى به ) .
على صیغة المتکلم الواحد ( إلى رسلی ) ، إنما کان التنصیص على الخلافة المنة الکبرى والمکانة الزلفى لأنها صورة المرتبة الإلهیة أعطیت للخلفاء ( ثم تأدب سبحانه معه ) ، أی مع داود علیه السلام
قال رضی الله عنه : ( نَسُوا یَوْمَ الْحِسابِ[ ص : 26 ] ولم یقل : " فإن ضللت عن سبیلی فلک عذاب شدید " . )
قال رضی الله عنه : ( فقال سبحانه إِنَّ الَّذِینَ یَضِلُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِیدٌ بِما نَسُوا) ، أی بسبب نسیانهم (یَوْمَ الْحِسابِ) [ ص : 26 ] حیث لم یسند الضلال إلیه ( ولم یقل له فإن ضللت عن سبیلی فلک عذاب شدید ) ، کما هو مقتضى الظاهر بل أسنده إلى الجماعة الغائبین الذین داود علیه السلام واحد منهم .
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص۴۰۶-۴۰۷
ثم المنّة الکبرى و المکانة الزلفى الّتی خصّه اللّه بها التنصیص على خلافته، و لم یفعل ذلک مع أحد من أبناء جنسه و إن کان فیهم خلفاء فقال یا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناکَ خَلِیفَةً فِی الْأَرْضِ فَاحْکُمْ بَیْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَ لا تَتَّبِعِ الْهَوى. أی ما یخطر لک فی حکمک من غیر وحی منّی فَیُضِلَّکَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ أی عن الطریق الذی أوحی بها إلى رسلی.
سپس منت کبراى الهى و مکانت زلفى که خداوند داوود را بدان اختصاص داد این است که او را بر خلاف خویش تنصیص فرمود و چنین تنصیص با هیچ یک از أبناء جنس داوود نفرمود هر چند که در ابناى جنسش خلفایى هستند. چنانکه فرمود: یا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناکَ خَلِیفَةً فِی الْأَرْضِ فَاحْکُمْ بَیْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَ لا تَتَّبِعِ الْهَوى (ص: 26) یعنى پیروى مکن چیزى را که برایت در حکم تو خطور کرده بدون وحى من فَیُضِلَّکَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ که تو را از راه خداوند گمراه میکند. آن راهى که من پیغمبرانم را به آن وحى کردم.
ثم تأدب سبحانه معه فقال إِنَّ الَّذِینَ یَضِلُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِیدٌ بِما نَسُوا یَوْمَ الْحِسابِ. و لم یقل له فان ضللت عن سبیلی فلک عذاب شدید.
سپس خداوند سبحان با او أدب به کار آورد.
همان طور که در قرآن مجید أدب انبیا با خداوند معنون است، أدب خداوند با انبیا و ملائکه و غیرهم ملحوظ است بلکه آنان أدب را از او آموختند که (از خدا جوییم توفیق أدب) و أدب به لغت فارسى رسا و شیوا نگاه داشت حد هر چیز است.
و فرمود: إِنَّ الَّذِینَ یَضِلُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِیدٌ بِما نَسُوا یَوْمَ الْحِسابِ (ص: 26) نفرمود: ان ضللت عن سبیلی فلک عذاب شدید.
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۸۰۷
ثمّ المنّة الکبرى و المکانة الزّلفى الّتى خصّه اللّه تعالى بها التّنصیص على خلافته.
و لم یفعل ذلک مع أحد من أبناء جنسه و إن کان فیهم خلفاء فقال یا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناکَ خَلِیفَةً فِی الْأَرْضِ فَاحْکُمْ بَیْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَ لا تَتَّبِعِ الْهَوى أى ما یخطر لک فى حکمک من غیر وحی منّى فَیُضِلَّکَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ أى عن الطّریق الّذى أوحى به إلى رسلى.
بعد از آن منّت کبرى و مکانت زلفى که حقّ سبحانه و تعالى داود را بدان اختصاص داد تنصیص است به خلافت او که با هیچ احدى از ابناى جنسش این تشریف به حصول نه پیوسته است اگرچه در ایشان خلفاء بسیاراند.
و تنصیص به خلافت از آن جهت منّت کبرى و رتبه عظمى است که خلافت صورت مرتبه الهیّه است که عطا داده است آن را که بر عالم خلیفه ساخته است و بعد و تراخى در ثم رتبى و مکانتى است چنانکه (چنانچه- خ) در ثُمَّ کانَ مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا.
ثمّ تأدّب سبحانه معه فقال إِنَّ الَّذِینَ یَضِلُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِیدٌ بِما نَسُوا یَوْمَ الْحِسابِ و لم یقل له «فإن ضللت عن سبیلى فلک عذاب شدید».
یعنى حضرت الهى از کمال فضل نامتناهى التفات از خطاب به غیبت کرد و انتهاج منهج تأدّب مرعى داشت و فرمود: هرکه به سمت ضلال از سبیل ذو الجلال موسوم گردد نصیب او عذاب شدید است و نگفت که اگر ترا گمراهى از سبیل الهى دامنگیر شود نصیبه تو عذاب شدید خواهد بود.
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۳۱
ثمّ المنّة الکبرى و المکانة الزّلفى الّتی خصّه اللّه بها التّنصیص على خلافته. و لم یفعل ذلک مع أحد من أبناء جنسه و إن کان فیهم خلفاء فقال «یا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناکَ خَلِیفَةً فِی الْأَرْضِ فَاحْکُمْ بَیْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَ لا تَتَّبِعِ الْهَوى» أی ما یخطر لک فی حکمک من غیر وحى منّى «فَیُضِلَّکَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ» أی عن الطّریق الّذی أوحى بها إلى رسلی. ثمّ تأدّب- سبحانه- معه فقال «إِنَّ الَّذِینَ یَضِلُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِیدٌ بِما نَسُوا یَوْمَ الْحِسابِ» و لم یقل له فإن ضللت عن سبیلی فلک عذاب شدید.
شرح ظاهر است.