عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الخامسة عشر :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( والسابق متقدم، فإذا لحقه هذا الذی حکم علیه المتأخر حکم علیه المتقدم فنالته الرحمة إذ لم یکن غیرها سبق.

فهذا معنى سبقت رحمته غضبه، لتحکم على ما وصل إلیها فإنها فی الغایة وقفت والکل سالک إلى الغایة.

فلا بد من الوصول إلیها، فلا بد من الوصول إلى الرحمة ومفارقة الغضب، فیکون الحکم لها فی کل واصل إلیها بحسب ما تعطیه حال الواصل إلیها.

فمن کان ذا فهم یشاهد ما قلناه ... وإن لم یکن فهم فیأخذه عنا

فما ثم إلا ما ذکرناه فاعتمد ... علیه وکن بالحال فیه کما کنا

فمنه إلینا ما تلونا علیکم ... ومنا إلیکم ما وهبناکم منا . )


قال رضی الله عنه :  ( والسّابق متقدّم ، فإذا لحقه هذا الّذی حکم علیه المتأخّر حکم علیه المتقدّم فنالته الرّحمة إذ لم یکن غیرها سبق .  فهذا معنى سبقت رحمته غضبه . لتحکم على ما وصل إلیها فإنّها فی الغایة وقفت . والکلّ سالک إلى الغایة . فلا بدّ من الوصول إلیها ، فلا بدّ من الوصول إلى الرّحمة ومفارقة الغضب .  فیکون الحکم لها فی کلّ واصل إلیها بحسب ما تعطیه حال الواصل إلیها .. فمن کان ذا فهم یشاهد ما قلنا .... وإن لم یکن فهم فیأخذه عنّا . . فما ثمّ إلّا ما ذکرناه فاعتمد ..... علیه وکن بالحال فیه کما کنّا . . فمنه إلینا ما تلونا علیکم .....  ومنّا إلیکم ما وهبناکم منّا )


 


قال رضی الله عنه :  (والسابق) على الشیء (متقدم) علیه (فإذا لحقه) ، أی لحق ذلک السابق (هذا) الشیء (الذی حکم علیه) ، أی على السابق بکونه سابقا (المتأخر) عنه (حکم علیه) ، أی على ذلک المتأخر المسبوق وذلک (المتقدم) السابق فالرحمة ما سبقت الغضب إلا لما کانت متقدمة علیه ، فإذا لحقها الغضب الذی حکم علیها بالسبق إذ لولا تأخره عنها ما کانت سابقة علیه فقد حکمت الرحمة علیه بتأخره عنها (فنالته) ، أی الغضب الإلهی (الرحمة) الإلهیة (إذ) ، أی لأنه (لم یکن غیرها) ، أی غیر الرحمة (سبق) على الغضب حتى یناله ،


 


فإذا نالته الرحمة أحالته نوعا منها مع بقائه على حکمه ومقتضاه ، کالمیتة إذا وقعت فی المملحة فصارت ملحا کانت المملحة سابقة على تلک المیتة وکل سابق متقدم ، فإذا ألقیت تلک المیتة المتأخرة عن وجود المملحة فی المملحة لم تزل المملحة متقدمة فی الحکم ، فغلبت على أجزاء تلک المیتة فأحالتها ملحا مثلها وبقیت صورة المیتة على حالها ، فیقال فیها : میتة حمار أو جمل أو طیر ونحو ذلک . وفی نفس الأمر الکل ملح .


 


قال رضی الله عنه :  (فهذا معنى) أنه تعالى (سبقت رحمته غضبه) کما ورد فی الحدیث (لتحکم) ، أی الرحمة (على من وصل إلیها) ممن هو آیل وراجع إلیها لتأخره عنها بإدراک الغضب له ثم لا یزال یسیر به الغضب خلف الرحمة حتى یصل إلى الرحمة فإنها ، أی الرحمة (فی الغایة) التی إلیها السیر من الجمیع کما قال تعالى :وَإِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ [ هود : 123 ] وقفت إذ هی رحمة اللّه تعالى ظهرت منه بظهور أمره ، فتوجهت على إیجاد کل شیء ، ثم تنوّعت أنواعا منها : نوع الغضب فساق هذا النوع منها المسمى بالغضب قوما بمخالفاتهم ومعاصیهم إلیه تعالى لقیامهم بأمره من حیث لا یشعرون ، فلما رجع أمره إلیه رجعوا هم أیضا إلیه بحکم وَإِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ وحکم وَإِلَیْهِ تُرْجَعُونَ فوجدوا الرحمة سبقتهم إلیه ، لأنه غایتها فوقعوا فیها فوسعتهم ، فمنها کان ابتداؤهم وإلیها کان مرجعهم وانتهاؤهم .


 


قال رضی الله عنه :  (والکل) ، أی کل شیء (سالک) مع الأنفاس إذ هو فی خلق جدید کما مر (إلى الغایة) التی هی مستقر الرحمة وهی حضرة الحق تعالى (فلا بد من الوصول إلیها) ، أی الغایة (فلا بد من الوصول إلى الرحمة) الإلهیة ومن مفارقة غلبة حکم الغضب الإلهی فی کل سالک إذ بالوصول إلیها یستحیل الغضب رحمة کما ذکرنا (فیکون الحکم لها) ، أی الرحمة (فی کل) سالک (واصل إلیها) لکن حکما خاصا.


 


قال رضی الله عنه :  (بحسب ما یعطیه حال الواصل إلیها )، أی إلى الرحمة من السالکین ، فلا یزال مسمى جهنم درکاتها وأنواع العذاب فیها لأهلها إلى الأبد ، ولکن الرحمة تسع ذلک کله فتحیله إلیها ، فیرجع الکل رحمة مع بقاء الغضب غضبا والعذاب عذابا .


قال تعالى :" فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِیهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ" [ الحدید : 13 ].


وفی الحدیث : « لا تزال جهنم یلقى فیها وتقول : هل من مزید حتى یضع الجبار قدمه فیها فتقول : قط قط وینزوی بعضها إلى بعض » . رواه النسائی واحمد .


قال رضی الله عنه :  (فمن کان) من السالکین (ذا) ، أی صاحب (فهم) منوّر بنور الإیمان کما ورد : " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ینظر بنور اللّه ".   (یشاهد) عیانا (ما) ، أی الذی قلناه فی سبق الرحمة للغضب فی أهل النار الذین هم أهلها مع بقاء الکل بحاله ولا یحتاج إلى معلم یعلمه ذلک (وإن لم یکن) له (فهم) کذلک (فیأخذه) ، أی ما قلنا من الأمر المذکور عنا ویتعلمه منا إن کان قابلا لذلک ، وکان مؤمنا بنا مصدقا لکلامنا وإلا فله ما رأى وحسابه على اللّه .


قال رضی الله عنه :  (فما ثم) ، بالفتح ، أی هناک فی نفس الأمر من الحق إلا ما ذکرناه فی هذا المحل وغیره (فاعتمد) یا أیها السالک (علیه) ، أی على ما ذکرناه (وکن بالحال) ، أی الذوق والشهود لا التخیل والفهم لمعناه فقط (فیه) ، أی فیما ذکرناه (کما کنا) نحن فإننا على شهود منه وذوق لا تخیل لمعناه وفهم .


قال رضی الله عنه :  (فمنه) ، أی من الأمر فی نفسه وأصل (إلینا ما) ، أی الذی (تلوناه علیکم) من الکلام فإنه انکشف لنا بنور اللّه تعالى الذی نحن ننظر به من حیث إنا مؤمنون فعرفناه على ما هو علیه من حیث إنا محسنون نعبد اللّه کأنا نراه فإن لم نکن نراه فإنه یرانا .


قال تعالى :اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ[ النور : 35 ] والنور یکشف کل مستور (ومنّا) وأصلا (إلیکم ما وهبناکم منا) ، لأنه موقوف على الکشف عنه منه فإذا أخذتموه منا تخیلتموه بأفهامکم ، فلم یصل إلیکم ما الأمر علیه فی نفسه من ذلک ، لأنه لا یؤخذ إلا منه بنور اللّه تعالى کما أخذناه نحن لا منا من حیث ما نحن عندکم وعلى اللّه قصد السبیل .


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( والسابق متقدم، فإذا لحقه هذا الذی حکم علیه المتأخر حکم علیه المتقدم فنالته الرحمة إذ لم یکن غیرها سبق.

فهذا معنى سبقت رحمته غضبه، لتحکم على ما وصل إلیها فإنها فی الغایة وقفت والکل سالک إلى الغایة.

فلا بد من الوصول إلیها، فلا بد من الوصول إلى الرحمة ومفارقة الغضب، فیکون الحکم لها فی کل واصل إلیها بحسب ما تعطیه حال الواصل إلیها.

فمن کان ذا فهم یشاهد ما قلناه ... وإن لم یکن فهم فیأخذه عنا

فما ثم إلا ما ذکرناه فاعتمد ... علیه وکن بالحال فیه کما کنا

فمنه إلینا ما تلونا علیکم ... ومنا إلیکم ما وهبناکم منا . )


قال الشیخ رضی الله عنه :  ( والسابق متقدم فإذا لحقه ) أی المتقدم أو السابق بالسلوک إذ هو غایته لأن الکل سالک إلى الغایة ( هذا ) فاعل لحقه ( الذی ) صفته ( حکم علیه المتأخر ) أی العذاب مدة أیام دولته ( حکم علیه المتقدم ) وهو الرحمة وإلا کان ذلک العبد عدما محضا ، وهو خلاف ما وقع علیه النص والکشف من أنهما مع أهلهما یبقیان لا یفنیان ( فنالته الرحمة إذ لم یکن غیرها سبق ) من موانع ظهورها والعذاب الذی اجتمع معها لا یعدّ غیرها وإن لم یکن عینها ( فهذا ) أی هذا المعنى الذی بیناه بقولنا والسابق متقدم معنى « سبقت رحمته غضبه » وما سبقت الرحمة على الغضب إلا ( لتحکم الرحمة على من وصل إلیها ) .


وإنما وجب الوصول إلیها ( فإنها فی الغایة وقفت والکل سالک إلى الغایة فلا بد من الوصول إلیها فلا بد من الوصول إلى الرحمة ومفارقة الغضب ) فکانت الرحمة مرکز العالم کلها ( فیکون الحکم لها فی کل واصل إلیها بحسب ما تعطیه حال الواصل إلیها ) لأن بعضهم یصل إلیها فی عین الجحیم مع بقاء الألم وبعضها یصل فی دار النعیم بلا ألم.


 شعر قال الشیخ رضی الله عنه : 

(فمن کان ذا فهم یشاهد ما قلناه ... وإن لم یکن فهم فیأخذه عنا)

(فمن کان ذا فهم ) أی ذا بصیرة وصاحب کشف ( یشاهد ما قلنا ) من غیر أخذ عن قولنا ( وإن لم یکن ) ذا ( فهم ) ( فیأخذه عنا ) أی فیدرک هذا المعنى عن قولنا على ما هو الأمر علیه بالعقل السلیم وهم المؤمنون بحال أهل اللّه وفیه إشارة إلى أن المحبین من زمرة أولیاء اللّه.


(فما ثم إلا ما ذکرناه فاعتمد ... علیه وکن بالحال فیه کما کنا)

( فما ثمة ) أی فما فی هذه المسألة فی نفس الأمر (إلا ما ذکرناه فاعتمد علیه وکن بالحال فیه) أی فیما ذکرناه لا تکن بالقال ( کما کنا ) بالحال فیه

(فمنه إلینا ما تلونا علیکم ... ومنا إلیکم ما وهبناکم منا)

( فمنه ) أی من الحق أو من الرسول إذ ما فی الکتاب کله نزل إلیه من الرسول فی الرؤیا وإن کان فی التحقیق من اللّه ( إلینا ما تلونا ) أی الذی تلونا ( علیکم) ، (ومنا ) نزل ( إلیکم ما ) أی لیس ( وهبناکم منا ) أی من عند أنفسنا .


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( والسابق متقدم، فإذا لحقه هذا الذی حکم علیه المتأخر حکم علیه المتقدم فنالته الرحمة إذ لم یکن غیرها سبق.

فهذا معنى سبقت رحمته غضبه، لتحکم على ما وصل إلیها فإنها فی الغایة وقفت والکل سالک إلى الغایة.

فلا بد من الوصول إلیها، فلا بد من الوصول إلى الرحمة ومفارقة الغضب، فیکون الحکم لها فی کل واصل إلیها بحسب ما تعطیه حال الواصل إلیها.

فمن کان ذا فهم یشاهد ما قلناه ... وإن لم یکن فهم فیأخذه عنا

فما ثم إلا ما ذکرناه فاعتمد ... علیه وکن بالحال فیه کما کنا

فمنه إلینا ما تلونا علیکم ... ومنا إلیکم ما وهبناکم منا . )


قال رضی الله عنه :  ( والسابق متقدم، فإذا لحقه هذا الذی حکم علیه المتأخر حکم علیه المتقدم فنالته الرحمة إذ لم یکن غیرها سبق.  فهذا معنى سبقت رحمته غضبه، لتحکم على ما وصل إلیها فإنها فی الغایة وقفت والکل سالک إلى الغایة. فلا بد من الوصول إلیها، فلا بد من الوصول إلى الرحمة ومفارقة الغضب، فیکون الحکم لها فی کل واصل إلیها بحسب ما تعطیه حال الواصل إلیها. فمن کان ذا فهم یشاهد ما قلناه ... وإن لم یکن فهم فیأخذه عنا ... فما ثم إلا ما ذکرناه فاعتمد ... علیه وکن بالحال فیه کما کنا ... فمنه إلینا ما تلونا علیکم ... ومنا إلیکم ما وهبناکم منا . ) معناه ظاهر


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( والسابق متقدم، فإذا لحقه هذا الذی حکم علیه المتأخر حکم علیه المتقدم فنالته الرحمة إذ لم یکن غیرها سبق.

فهذا معنى سبقت رحمته غضبه، لتحکم على ما وصل إلیها فإنها فی الغایة وقفت والکل سالک إلى الغایة.

فلا بد من الوصول إلیها، فلا بد من الوصول إلى الرحمة ومفارقة الغضب، فیکون الحکم لها فی کل واصل إلیها بحسب ما تعطیه حال الواصل إلیها.

فمن کان ذا فهم یشاهد ما قلناه ... وإن لم یکن فهم فیأخذه عنا

فما ثم إلا ما ذکرناه فاعتمد ... علیه وکن بالحال فیه کما کنا

فمنه إلینا ما تلونا علیکم ... ومنا إلیکم ما وهبناکم منا . )


قال رضی الله عنه :  "والسابق متقدّم فإذا لحقه هذا الذی حکم علیه المتأخّر ، حکم علیه المتقدّم ، فنالته الرحمة ، إذ لم یکن غیرها سبق » .

یعنی : کانت الرحمة هی السابقة بالنصّ الإلهی ، فنالت الکلّ ، فالکلّ مرحوم ، ومآل الکلّ إلى الرحمة .

ثم اعلم : أنّ الشیخ نبّه على برهان عال عظیم على زوال الشقاء وعموم السعادة فی الدنیا والآخرة آخرا ، وذلک أنّ المقتضی لعموم السعادة بالرحمة وزوال الشقاوة بها کذلک سالم وهو سبق الرحمة الغضب ، فلا یلحقها الغضب ، وإلَّا لم تکن سابقة ، فإذا لحق المغضوب علیه الرحمة السابقة لکونها فی الغایة ووقفت ، لم یبق للغضب المسبوق فیه حکم .


وأیضا لأنّ عین المغضوب من کونه شیئا یجب أن یکون مرحوما فإنّ رحمته وسعت کلّ شیء ، ولم یقل : سبقت رحمتی عین المغضوب ، فأعیان الأشیاء مرحومة ، لکونها موجودة فلا یلحقها الغضب ، لأنّها لحقت الرحمة ولحقتها الرحمة التی وسعت والرحمة التی سبقت الغضب وبعد اللَّحوق ، فالرحمة تحکم بمقتضاها لا بمقتضى نقیضها ، وهو الغضب ، فتعمّ الرحمة جمیع الحقائق .


قال رضی الله عنه : ( فهذا معنى ) سبقت رحمته غضبه ( لتحکم على من وصل إلیها ، فإنّها فی الغایة ووقعت ، والکلّ سالک إلى الغایة ، فلا بدّ من الوصول إلیها ، فلا بدّ من الوصول إلى الرحمة ومفارقة الغضب ، فیکون الحکم لها فی کلّ واصل إلیها بحسب ما یعطیه حال الواصل  إلیها ) .

قال العبد : هذا برهان ظاهر .



قال رضی الله عنه :

فمن کان ذا فهم یشاهد ما قلنا  .... وإن لم یکن فهم فیأخذه عنّا

وما ثمّ إلَّا ما ذکرناه فاعتمد  .... علیه وکن بالحال فیه کما کنّا

فمنه إلینا ما تلونا علیکم  .... ومنّا إلیکم ما وهبناکم منّا


یعنی رضی الله عنه : ما قلناه لکم وارد إلینا من الحق ، وقد وهبناکم ، فلکم منّا ذلک ، ولیس ذلک وارد من الحق إلیکم ، بل منّا إلَّا ما شاء الله العزیز الحکیم .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( والسابق متقدم، فإذا لحقه هذا الذی حکم علیه المتأخر حکم علیه المتقدم فنالته الرحمة إذ لم یکن غیرها سبق.

فهذا معنى سبقت رحمته غضبه، لتحکم على ما وصل إلیها فإنها فی الغایة وقفت والکل سالک إلى الغایة.

فلا بد من الوصول إلیها، فلا بد من الوصول إلى الرحمة ومفارقة الغضب، فیکون الحکم لها فی کل واصل إلیها بحسب ما تعطیه حال الواصل إلیها.

فمن کان ذا فهم یشاهد ما قلناه ... وإن لم یکن فهم فیأخذه عنا

فما ثم إلا ما ذکرناه فاعتمد ... علیه وکن بالحال فیه کما کنا

فمنه إلینا ما تلونا علیکم ... ومنا إلیکم ما وهبناکم منا . )


قال رضی الله عنه :  (والسابق متقدم ، فإذا لحقه هذا الذی حکم علیه المتأخر حکم علیه المتقدم ، فنالته الرحمة إذا لم یکن غیرها سبق ) .


یعنى أن الأمر لما کان على ما قررناه من اقتضاء المشیئة لوجود الفعل لزم أن یکون مآل الکل إلى السعادة سواء کان الفعل موافقة وطاعة أو مخالفة ومعصیة ، لأن الإیجاد وهو الرحمة ، فالرحمة وسعت کل شیء حتى المعصیة لعموم النص فإنها عمت وسبقت الغضب الإلهی فلا یلحقها الغضب وإلا لم تکن سابقة ، فإذا حکم الغضب على المغضوب علیه من حیث اقتضاء المعصیة والمخالفة ذلک ،


وکانت الرحمة المقدمة هی الغایة لحق الرحمة السابقة فی الغایة فنالته الرحمة فحکمت علیه إذا لم یسبق غیرها ، فثبت أن المآل إلى الرحمة والسعادة فلا یبقى للغضب حکم ، وأیضا فالأعیان مرحومة لأنها موجودة وداخلة فی عموم الشیء الذی وسعته الرحمة وهی الغایة المتقدمة ، فکیف للغضب المحفوف بالرحمتین حکم ، فالغضب هو العسر بین الیسرین.


قال رضی الله عنه :  ( فهذا معنى سبقت رحمته غضبه لتحکم على من وصل إلیها ، فإنها فی الغایة وقفت والکل سالک إلى الغایة فلا بد من الوصول إلیها ، فلا بد من الوصول إلى الرحمة ومفارقة الغضب ، فیکون الحکم لها فی کل واصل إلیها بحسب ما یعطیه حال الواصل إلیها ) فإن حال الغضب لا یعطیه من الرحمة إلا التعوذ بالغضب والالتذاذ


 


بمقتضاه حتى یصیر فی حقه مسمى جهنم جنة ، وحال البعض الخلاف من الغضب ، وحال البعض وجدان أثر الرضا وروح الجنة ، وحال البعض البلوغ إلى الدرجات ، وفی الجملة لا یخلو أحد فی العاقبة من سعادتهما وإن کانت نسبیة :


( فمن کان ذا فهم یشاهد ما قلنا .... وإن لم یکن فهم فیأخذوه عنا

فما ثم إلا ما ذکرناه فاعتمد     ..... علیه وکن بالحال فیه کما کنا

فمنه إلینا ما تلونا علیکم      ..... ومنا إلیکم ما وهبناکم منا )

أی فمن الحق ورد إلینا ما قلنا لکم وتلونا علیکم ، ولیس بوارد منه إلیکم ما وهبنا لکم :

أی ما وهبنا لکم فمنا ورد إلیکم ، ویجوز أن یکون المعنى منا ورد إلیکم ما وهبنا لکم بل منه بواسطتنا ، وکلا المعنیین یستقیم ، وتعدیة وهبنا بنفسه کقوله :" واخْتارَ مُوسى قَوْمَه " فی حذف الجار وإیصال الفعل إلى مفعوله .


"" أضاف بالى زادة : (فمن کان ذا فهم ؟ ) أی ذا بصیرة وکشف ( یشاهد ما قلنا ) من غیر أخذ من قولنا ( وإن لم یکن ذا فهم فیأخذه عنا ) أی یدرک هذا المعنى عن قولنا على ما هو الأمر علیه بالعقل السلیم وهم المؤمنون بحال أهل الله ،

وفیه إشارة إلى أن المحبین من أهل الله ( فما فی ) أی فما فی هذه المسألة فی نفس الأمر ( إلا ما ذکرناه فاعتمد علیه وکن بالحال فیه ) أی فیما ذکرنا ، لا تکن بالقال ( کما کنا بالحال فیه ، فمنه ) أی من الحق أو من الرسول ( نزل إلینا ما تلونا ) أی الذی تلونا ( علیکم ومنا نزل إلیکم ما ) أی لیس ( وهبناکم منا ) أی من عند أنفسنا .أهـ بالى ""


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( والسابق متقدم، فإذا لحقه هذا الذی حکم علیه المتأخر حکم علیه المتقدم فنالته الرحمة إذ لم یکن غیرها سبق.

فهذا معنى سبقت رحمته غضبه، لتحکم على ما وصل إلیها فإنها فی الغایة وقفت والکل سالک إلى الغایة.

فلا بد من الوصول إلیها، فلا بد من الوصول إلى الرحمة ومفارقة الغضب، فیکون الحکم لها فی کل واصل إلیها بحسب ما تعطیه حال الواصل إلیها.

فمن کان ذا فهم یشاهد ما قلناه ... وإن لم یکن فهم فیأخذه عنا

فما ثم إلا ما ذکرناه فاعتمد ... علیه وکن بالحال فیه کما کنا

فمنه إلینا ما تلونا علیکم ... ومنا إلیکم ما وهبناکم منا . )


قال رضی الله عنه :  ( والسابق متقدم ، فإذا لحقه هذا الذی حکم علیه المتأخر ، حکم علیه المتقدم ، فنالته الرحمة إذ لم یکن غیرها سبق ) أی ، إذا لحقه حکم الغضب الذی هو المتأخر بواسطة المخالفة ، حکم علیه المتقدم بالرحمة السابقة ، فأخذته من ید ( المنتقم ) .

وحکم الغضب إما قبل أخذ المنتقم حقه منه ، أو بعده ، أو حال الانتقام ، لأن السابق على الغضب هو الرحمة ، فالمآل أیضا إلیها .



قال رضی الله عنه :  ( فهذا معنى سبقت رحمته غضبه ) اعلم ، أن ( السبق ) یستعمل على معان : منها التقدم بالوجود ومنها قولهم : سبق الفرس الفرس . أی ، لحقه وتعداه .

ومنها سبقه فلان فی الصنعة ، أو فی الکرم . أی ، زاد علیه وغلبه .

وفی قوله تعالى : ( سبقت رحمتی غضبی ) . جمیع هذه المعانی مرعیة:

 أما الأول ، فإنه لو لم تکن رحمته ، لما وجد شئ من الأشیاء فضلا عن الغضب .

وأما الثانی ، فلأنه یلحق الرحمة فتأخذ المجرم من ید المنتقم .

وأما الثالث ، فعند توجه ( المنتقم ) إلیه من الانتقام ، قد یتوجه ( الرحمن ) بالمغفرة والرحمة إلیه ، فلا یبقى له حکم علیه .


فقوله رضی الله عنه  : ( هذا ) إشارة إلى قوله : ( والسابق متقدم ) إلى آخره .

وهو یجمع المعانی الثلاث . لذلک قال : ( فهذا معنى سبقت رحمتی غضبی ) .

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( لتحکم على من وصل إلیها ، فإنها فی الغایة وقفت ) أی ، لتحکم الرحمة على کل من وصل إلیها ، أی ، إلى الرحمة . وفاعل (وصل) ضمیر عائد إلى (من) .

فإن الرحمة السابقة على کل شئ لا یقف إلا فی الغایة والنهایة ، لیکون ( الأول ) عین ( الآخر ) . فالرحمة الإلهیة أول الأشیاء وآخرها .

( والکل سالک إلى الغایة فلا بد من الوصول إلیها ) أی ، إلى الغایة .



قال رضی الله عنه :  ( فلا بد من الوصول إلى الرحمة ومفارقة الغضب . ) أی ، وکل العباد ، بل وکل الأشیاء ،

سالک بقطع مراتب الوجود العلمی والعینی بالحرکة الدوریة الوجودیة ، فلا بد من الوصول إلى غایاتها وکمالاتها ، فلا بد من الوصول إلى الرحمة ومفارقة الغضب وأحکامه ، لأن غایات الأشیاء وکمالاتها لا یکون إلا مرغوبا فیها ، لا مهروبا عنها .

 


قال رضی الله عنه :  ( فیکون الحکم لها فی کل واصل إلیها بحسب ما یعطیه حال الواصل إلیها . )

أی ، فحینئذ یکون الحکم للرحمة فی کل عین من الأعیان التی وصلت إلى الغایة ، فتعم الرحمة علیها جمیعا ، لکن على حسب درجاتهم وتفاوت طبقاتهم : فیکون للبعض نعیم فی عین الجحیم ، ولبعض آخر فی الجنة ، ولآخر فی ( الأعراف ) الذی بینهما .

( فمن کان ذا فهم یشاهد ما قلنا ....  وإن لم یکن فهم فیأخذه عنا )

أی ، فمن کان ذا بصیرة وعرفان مکشوف القلب ، فیشاهد ما قلنا فی الوجود شهودا أعیانیا . ومن لم یکن کذلک ، ویکون مؤمنا بالأنبیاء والأولیاء ، فیأخذه عنا تقلیدا ایمانیا .


(فما ثم إلا ما ذکرناه فاعتمد  .... علیه وکن بالحال فیه کما کنا )

أی ، فما فی نفس الأمر إلا ما ذکرناه وبیناه لک . فاعتمد على قولنا وکن مشاهد أصحاب الحال فی هذا الوجود الدنیاوی ، کما کنا ، لیکون لک أرفع الدرجات ، لأنک لا تحشر إلا کما تنشر حال المفارقة .


( فمنه إلینا ما تلونا علیکم  ..... ومنا إلیکم ما وهبنا کم منا )

أی ، فمن الحق نزل إلینا ما تلونا علیکم وبینا عندکم . ومنا نزل إلیکم ما وهبناکم من المعارف والعلوم .

وفی بعض النسخ : ( ولیس إلیکم ما وهبناکم منا ) .

أی ، لیس ما ورد إلیکم مما وهبناکم منا ، بل من الله . والظاهر تصحیف من الناسخ .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( والسابق متقدم، فإذا لحقه هذا الذی حکم علیه المتأخر حکم علیه المتقدم فنالته الرحمة إذ لم یکن غیرها سبق.

فهذا معنى سبقت رحمته غضبه، لتحکم على ما وصل إلیها فإنها فی الغایة وقفت والکل سالک إلى الغایة.

فلا بد من الوصول إلیها، فلا بد من الوصول إلى الرحمة ومفارقة الغضب، فیکون الحکم لها فی کل واصل إلیها بحسب ما تعطیه حال الواصل إلیها.

فمن کان ذا فهم یشاهد ما قلناه ... وإن لم یکن فهم فیأخذه عنا

فما ثم إلا ما ذکرناه فاعتمد ... علیه وکن بالحال فیه کما کنا

فمنه إلینا ما تلونا علیکم ... ومنا إلیکم ما وهبناکم منا . )

 

قال رضی الله عنه :  ( والسّابق متقدّم ، فإذا لحقه هذا الّذی حکم علیه المتأخّر حکم علیه المتقدّم فنالته الرّحمة إذ لم یکن غیرها سبق ، فهذا معنى « سبقت رحمته غضبه » ، لتحکم على ما وصل إلیها ؛ فإنّها فی الغایة وقفت ، والکلّ سالک إلى الغایة ، فلا بدّ من الوصول إلیها ، فلابدّ من الوصول إلى الرّحمة ، ومفارقة الغضب ، فیکون الحکم لها فی کلّ واصل إلیها بحسب ما تعطیه حال الواصل إلیها).  الحدیث رواه ابن حبان والبیهقی

 

قال رضی الله عنه :  ( السابق ) فی الطریق ( متقدم ) على اللاحق فیه ، بحیث یکون أقرب إلى الغایة أو واقفا فیها ، ( فإذا لحقه هذا الذی ) کان ( یحکم علیه المتأخر ) فی أثناء الطریق ، فإنه یصیر حینئذ بحیث ( یحکم علیه المتقدم ) ، إذ الحکم على کل شیء للأقرب منه دون الأبعد فی طریق الرجوع إلى اللّه تعالى الرحمة متقدمة والغضب متأخر .

 

فمن کان الحاکم علیه الغضب فی أثناء الطریق یصیر الحاکم علیه الرحمة فی الغایة ، ( فنالته الرحمة ) لا محالة إلا أن نفرض سبق شیء ثالث علیها ، لکنه باطل ( إذ لم یکن غیرها سبق ) ، وإلا لکان أولى بالذکر ، لکن لم یرد ذلک فی الأخبار أصلا مع أنه أجل مما ذکر ، فلا یجوز للکمّل ترک ذکره مع ذکر الأدنى منه ،

قال رضی الله عنه :  ( فهذا معنى ) ما قیل : « سبقت رحمته غضبه »  ، لا ما یتوهم من غلبة الرحمة على الغضب لاستلزامه کثرة المرحومین لکنه باطل لما ورد فی الحدیث من أنه : « یبعث إلى النار من کل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون » . رواه البخاری ومسلم

 

ولیس هذا السبق کسبق إعلام الطریق بعضها على بعض لا یؤثر فی السائرین أصلا إذ لا معنى له هاهنا ، فإنما سبقت ؛ ( لتحکم على ما وصل إلیها ) ، کما حکم المتأخر على من وصل إلیه فی أثناء الطریق ، ولیس لها رجوع عن الغایة بعد سبقها إلیها ، حتى یصح أن یقال : لا یحکم على کل من وصل إلى الغایة ؛

قال رضی الله عنه :  ( فإنها فی الغایة وقفت ) ، ولا یحبس أحد فی أثناء الطریق بحیث لا یصل إلى الغایة ، فلا تحکم علیها الرحمة التی فیها بل ( الکل سالک ) بحیث ( إلى الغایة ) التی فیها ، ( فلابدّ ) للکلّ ( من الوصول إلیها ) ، فإنه لا بدّ للحرکة من المنتهى ، ( فلابدّ من الوصول إلى الرحمة ) ؛

لأن الوصول إلى الغایة مستلزم للوصول إلیها ، ( ومفارقة الغضب ) الذی فی أثناء الطریق کما لا بدّ للواصل إلى منتهى الحرکة من مفارقة وسط الطریق ، والحکم للموصول إلیه دون المفارق .

قال رضی الله عنه :  ( فیکون الحکم لها ) لکن هذا الحکم ( بحسبما یعطیه حال الواصل إلیها ) ، فإن اقتضت حالته الوصول إلى الأسماء الجمالیة یکون حکم الرحمة علیه أن تنتفع بها الأعیان الثابتة ، والأرواح ، والقلوب ، والنفوس ، والأرکان ، فیکون مرحوما مفارقا للغضب من کل وجه ،

وإن اقتضت حالته الوصول إلى الأسماء الجلالیة یکون حکم الرحمة علیها أن تنتفع بها الأعیان الثابتة لا غیر ، فیکون مرحوما لمفارقة غضب البعد المطلق مع حصول البعد من تجلی الأسماء الجمالیة ، وهذه الرحمة أیضا مفیدة لانتفاع الأرواح والقلوب والنفوس والأجسام فی حقّ المحب ، لکن هذا محجوب لا یلتذ بها تکن عدم التلذذ بالخلق لا یخل بحلاوته فی نفسه ، فکذلک هذه الرحمة والقرب .

قال رضی الله عنه :  (

فمن کان ذا فهم یشاهد ما قلنا ... وإن لم یکن فهم فیأخذه عنّا

فما ثمّ إلّا ما ذکرناه فاعتمد .... علیه وکن بالحال فیه کما کنّا

فمنه إلینا ما تلونا علیکم  .... ومنّا إلیکم ما وهبناکم منّا )

ولصعوبة فهم هذا الکلام على العوام قال :

( فمن کان ذا فهم یشاهد ما قلنا ) بالذوق المفید للعلم الضروری ، ( وإن لم یکن ) لأحد ( فهم فیأخذه ) تقلیدا ( عنّا ) ، ولا ینبغی له أن ینکر علینا ما لم یفهم منا ، ولیس لنا أن نذکر له غیر ما ذکرنا عند إنکاره ،

( فما ثم ) أی : فی الواقع ( إلا ما ذکرناه ) من وجوب نوع من الرحمة فی الغایة لکل واحد ، وإن لم ینتفع بعضهم باعتبار غیر الثابتة به ، ( فاعتمد علیه ) لا على ما قیل باختصاص الرحمة بطائفة دون أخرى من کل وجه ، ( وکن بالحال ) أی : بالذوق ( فیه ) أی : فی عموم الرحمة إن لم یدرکها فی البعض بالحس أو العقل ، ( کما کنا ) تقلیدا لنا إن لم یستقل ، فإنه لیس على العامة حرج فی تقلید الکامل قبل أن یصل إلى حال التحقیق .

 

ثم أشار إلى وجه تلذذ المحب بتلک الرحمة ، وإن رآها المحجوب عین العذاب ، بقوله :

( فمنه إلینا ما تلونا علیکم ) من کون الرحمة فی صورة العذاب ، إذ فیه رؤیة المحبوب والقرب منه ، لکن هذا لمن أوتی المحبة ، ولیس ذلک إلى اختیار المعذب حتى یأخذ به ، ویدفع عنه وجد العذاب کما قال ، ( ولیس إلیکم ) أی : إلى اختیارکم ( ما وهبناکم منا ) من المحبة حتى تلذذوا بالعذاب لاختیارکم ، بل یختص بمن أعطاه الحق محبته کخزنة جهنم ، وما فیها من الحیات والعقارب ، ومنه تقول النار للمؤمن : "جز یا مؤمن ، فإن نورک أطفأ لهبی ". رواه الطبرانی فی الکبیر والحکیم الترمذی.

 

[ومنه دخول نبینا علیه السّلام فی النار ؛ لإخراج أهلها بالشفاعة " رواه البخاری  ومسلم ومما نقل عن بعض العارفین أنه لو أدخل النار لا تبتغی منه فرحا . ]

""أضاف الجامع :

"سمعت النبی صلى الله علیه وسلم یقول: "یخرج بالشفاعة من النار قال: نعم" . رواه البخاری

" عن رسول الله صلى الله علیه وسلم: "إن الله یخرج قوما من النار بالشفاعة؟ قال: نعم ".رواه مسلم

"قال رسول الله صلى الله علیه وسلم: " یخرج الله تعالى قوما من النار بعدما امتحشوا فیها، وصاروا فحما، فیلقون فی نهر على باب الجنة، یسمى نهر الحیاة، فینبتون فیها کما تنبت الحبة فی حمیل السیل، أو کما تنبت الثعاریر، فیدخلون الجنة، فیقال: هؤلاء عتقاء الله عز وجل من النار ". رواه ابن حجر العسقلانی فی المطالب العالیة بزوائد المسانید الثمانیة والمطالب العالیة على روایة البخاری . ""

 

ثم شرع فی بقیة النعم التی طولب آل داود بالشکر علیها ، وهی النعمة التی بها تمام أمر الخلافة ، وهی مشیرة إلى کون الرحمة فی عین النعمة ، وإلى المقصد الأعلى من النبوة والولایة.

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( والسابق متقدم، فإذا لحقه هذا الذی حکم علیه المتأخر حکم علیه المتقدم فنالته الرحمة إذ لم یکن غیرها سبق.

فهذا معنى سبقت رحمته غضبه، لتحکم على ما وصل إلیها فإنها فی الغایة وقفت والکل سالک إلى الغایة.

فلا بد من الوصول إلیها، فلا بد من الوصول إلى الرحمة ومفارقة الغضب، فیکون الحکم لها فی کل واصل إلیها بحسب ما تعطیه حال الواصل إلیها.

فمن کان ذا فهم یشاهد ما قلناه ... وإن لم یکن فهم فیأخذه عنا

فما ثم إلا ما ذکرناه فاعتمد ... علیه وکن بالحال فیه کما کنا

فمنه إلینا ما تلونا علیکم ... ومنا إلیکم ما وهبناکم منا . )

 

( والسابق متقدّم ) فی الوجود ونفاذ الأمر ، ( فإذا لحقه هذا الذی حکم علیه المتأخّر ) یعنی الغضب المسبوق بالقهر والشقاوة ( حکم علیه المتقدّم ) یعنی الرحمة السابقة باللطف والسعادة ، ( فنالته الرحمة إذ لم یکن غیرها سبق ) بالعلو الإحاطی الذی هو أثر التقدّم الذاتی.

 

 سبقة الرحمة على الغضب

قال رضی الله عنه :  ( فهذا معنى « سبقت رحمته غضبه » لتحکم على من وصل إلیها . فإنّها فی الغایة وقفت ) ، وهی الحدّ المحیط الذی ما وراءه شیء ، ( والکل سالک إلى الغایة ) ، متوجّه إلیها فی الحرکة الظهوریّة ، ( فلا بدّ من الوصول إلیها ، فلا بدّ من الوصول إلى الرحمة ومفارقة الغضب ) الذی له عند فقدان الغایة والحدّ ( فیکون ) الحاکم هو الغایة ،

و ( الحکم لها فی کلّ واصل إلیها بحسب ما یعطیه حال الواصل إلیها ) وإذ کانت أحوال الواصلین متخالفة الأنواع ، تکون سعاداتهم متخالفة بحسبها .

ثمّ إنّه إذ قد انساق الکلام فی الحکمة الوجودیّة إلى هذه الجمعیّة الحقیقیّة والتفصیل الجمعیّ ، حان أن ینتقل إلى النظم ویتنقل فی مجلس انبساط الذوق ونشوات معارفه المنعشة للروح بلطائف ثمرات الوقت ویوانع الزمان ،

 

من مقطعات التفصیل ومنظومات الإجمال ، فإنّک قد نبّهت غیر مرّة على أنّ النظم یکشف عن وجوه جمال الإجمال ما لا یکشفه غیره من العبارات ،

فمن کان ذا فهم یشاهد ما قلنا ....   وإن لم یکن فهم فیأخذه عنّا

بقوله رضی الله عنه  :( فمن کان ذا فهم یشاهد ما قلنا ) مشاهدة یقین عینیّ ، فإنّه یفهم من مسطورات صحائف الأکوان ، سیّما فی هذه الأوان ، أمر الإجمال على التفصیل الذی حقّقه ، واقتصاره على الفهم تنبیه على أنّ الزمان هذا مما یکفیه مجرّد الفهم ، ولا یحتاج إلى ترقّیه إلى رتبة الذوق ، لأنّ العقل إذا صفى موارد إدراکاته عن شوائب التقلیدات وشواکل العقائد من الخیالیّات لا یقصر فهمه عن إدراک الحقّ فیه .

 

قال رضی الله عنه :  ( وإن لم یکن فهم فیأخذه عنّا ) وذلک أیضا بعد تصفیة الباطن عن ضروب العقائد التقلیدیّة الظنیّة ، حتى یکون له قابلیّة الأخذ من ذوی الحقائق الیقینیّة .

 

وفیه استشعار ما ورد فی الحدیث  : « الناس عالم أو متعلَّم والباقی همج » .

"" عن خالد بن معدان، قال: الناس عالم ومتعلم، وما بین ذلک همج لا خیر فیه". إتحاف المهرة بالفوائد المبتکرة من أطراف العشرة ابن حجر العسقلانی""

""عن أبی الدرداء رضی الله عنه، قال: «الناس عالم، ومتعلم، ولا خیر، فیما بعد ذلک». رواه الدارامی""

"" وروی عن علی رضی الله عنه قال: «الناس ثلاث، فعالم ربانی ومتعلم على سبیل نجاة، والباقی همج رعاع أتباع کل ناعق» جامع البیان للقرطبی ""

 

وإلیه إیماء بقوله : ( فما ثمّ إلا ما ذکرناه   .... فاعتمد علیه وکن بالحال ) التی أنت ( فیه ) فی زمانک ، ( کما کنّا ) فی زماننا

 

فمنه إلینا ما تلونا علیکم  ..... ومنّا إلیکم ما وهبناکم منّا

قال رضی الله عنه :  ( فمنه إلینا ما تلونا علیکم ) من الصور الکتابیّة والکلامیّة المنزلة التی هی الکاشفة عن کنه التفاصیل ، کما بیّن فی دیباجة الکتاب ،

قال رضی الله عنه :  (ومنّا إلیکم ما وهبناکم منّا ) من الحقائق والمعارف التی هی لبّ تلک الصور ، وتلک الحقائق هی عین حقیقة الکمّل وفصّ کلمتها ، لا غیرها عند التحقیق . ف : « منّا » الثانیة ، بیان ل « ما » على هذا التقدیر .

ویحتمل أن یکون صلة للوهب ، والأولى منها ابتدائیة .

ولما کانت هذه الحکمة من خزانة الوهب - کما بیّن - وباطن الکلمة الداودیّة وبیّناتها کاشفة عنها ، صرّح بعبارة الوهب تطبیقا لما مهّد سابقا .

 

وحاصل هذا الکلام أنّ الواصل إلیه من المبدء بوساطة النبیّ صلَّى الله علیه وسلم إنما هو الکلام المتلوّ الکاشف عن الکل ، ذوقا لا لغة ووضعا .

 

وأما المعارف التی أظهرها وباح بإفشائها فی عبارات دالَّة علیها وضعا ولغة ، فهی مستنبطة أولا من أصل حقیقتها ، التی هی الکتاب الجامع ،

ولتوافق النسخ وجد الکلام المنزل مطابقا له کما قیل :

یا معدن الأسرار یا کنز الغنى    ..... یا مشرق الأنوار للمتوسّم

یا عین غیب الله یا سرّ الهدى     ..... یا نقطة الخط البدیع الأقوم

اقرأ کتابک قد کفى بک شاهدا     ..... یهدیک منک علوم ما لم تعلم

وافقه رسوم هیاکل قد أنزلت     ..... ینبئک عن سرّ الکتاب المبهم

 

وفی ترک لام الصلة بین « الوهب » ومفعوله إشعار بما بین الواهب والموهوب له من وجوب المناسبة الاتّصالیة ، وعدم تخلَّل الوسائط هنالک.

 

تأویل تلیین الحدید لداود علیه السّلام

ثمّ إنّه من الحکم المختصّة بالکلمة الداودیّة أمر تلیین الحدید ، وهو إشارة إلى بلوغ تأثیره لدى الإبلاغ إلى أعصى البریّة للقبول ، وأقواها للإباء عند الدعوة النبویّة ، فإنّ قابلیّات الأمم واستعداداتهم متخالفة فی ذلک :

فمنهم من لیس له فی مقابلة تلک الدعوة إلا القبول والإذعان ، وسائر الأنبیاء فی تسخیرهم متساوی القوّة لا اختلاف لهم فی ذلک .

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( والسابق متقدم، فإذا لحقه هذا الذی حکم علیه المتأخر حکم علیه المتقدم فنالته الرحمة إذ لم یکن غیرها سبق.

فهذا معنى سبقت رحمته غضبه، لتحکم على ما وصل إلیها فإنها فی الغایة وقفت والکل سالک إلى الغایة.

فلا بد من الوصول إلیها، فلا بد من الوصول إلى الرحمة ومفارقة الغضب، فیکون الحکم لها فی کل واصل إلیها بحسب ما تعطیه حال الواصل إلیها.

فمن کان ذا فهم یشاهد ما قلناه ... وإن لم یکن فهم فیأخذه عنا

فما ثم إلا ما ذکرناه فاعتمد ... علیه وکن بالحال فیه کما کنا

فمنه إلینا ما تلونا علیکم ... ومنا إلیکم ما وهبناکم منا . )

 

قال رضی الله عنه :  ( والسّابق متقدّم ، فإذا لحقه هذا الّذی حکم علیه المتأخّر حکم علیه المتقدّم فنالته الرّحمة إذ لم یکن غیرها سبق .  فهذا معنى سبقت رحمته غضبه . لتحکم على ما وصل إلیها فإنّها فی الغایة وقفت . والکلّ سالک إلى الغایة . فلا بدّ من الوصول إلیها ، فلا بدّ من الوصول إلى الرّحمة ومفارقة الغضب .  فیکون الحکم لها فی کلّ واصل إلیها بحسب ما تعطیه حال الواصل إلیها .. فمن کان ذا فهم یشاهد ما قلنا ...وإن لم یکن فهم فیأخذه عنّا )


قال رضی الله عنه :  ( والسابق ) بهذه المعانی ( متقدم فإذا لحقه ) بالاستحقاق به ( هذا ) البعد ( الذی حکم علیه المتأخر ) یعنی الغضب ( حکم علیه المتقدم ) یعنی الرحمة ( فنالته الرحمة ) وأخذته من ید غضب المنتقم ( إذا لم یکن غیرها ) ، أی غیر الرحمة .

 

قال رضی الله عنه :  ( سبق فهذا معنى سبقت رحمته غضبه ، لتحکم ) ، أی الرحمة ( على من وصل إلیها فإنها فی الغایة وقفت ، والکل سالک إلى الغایة فلا بد من الوصول إلیها ) ، أی إلى الغایة ( فلا بد من الوصول إلى الرحمة ) ، التی هی الغایة ( ومفارقة الغضب ) الذی علیه الرحمة ( فیکون الحکم لها ) ، أی الرحمة ( فی کل واصل إلیها ) ، أی إلى الغایة ( بحسب ما یعطیه حال الواصل إلیها ) ، أی بحسب درجاتهم وتفاوت طبقاتهم فیکون للبعض نعیم فی عین الجحیم ولبعض آخر فی الجنة ولآخر فی الأعراف الذی بینهما .

 

قال رضی الله عنه :  ( فمن کان ذا فهم ) عظیم یورثه الذوق والکشف ( یشاهد ما قلنا ) ، شهود أعیاننا

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  (

فمن کان ذا فهم یشاهد ما قلناه ... وإن لم یکن فهم فیأخذه عنا

فما ثم إلا ما ذکرناه فاعتمد ... علیه وکن بالحال فیه کما کنا

فمنه إلینا ما تلونا علیکم ... ومنا إلیکم ما وهبناکم منا .)

قال رضی الله عنه :  (وإن لم یکن ) له ( فهم فیأخذه عنا ) أخذا تقلیدیا وإیمانیا ( فما ثمة ) ، أی فی نفس الأمر ( إلا ما ذکرناه فاعتمد . . علیه وکن بالحال فیه ) ، أی فیما ذکرناه یعنی اجتهد حتى یصیر حالک ولا تکتف بمجرد التقلید ( کما کنا ) الفعل منسلخ عن الزمان ، أی کما نحن بالحال فیه ( فمنه ) ، أی من الحق تعالى نزل ( إلینا ) وفاض علینا ( ما تلونا علیکم . . ومنا ) ، نزل ( إلیکم ما وهبناکم منا ) فمنا ثانیا تأکیدا للأول أو متعلقا بوهبناکم من أحوالنا التی نزلت إلینا من الحق سبحانه .


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص ۴۱۷-۴۱۸

فإذا لحقه هذا الذی حکم علیه المتأخر حکم علیه المتقدم فنالته الرحمة إذ لم یکن غیرها سبق، فهذا معنى سبقت رحمته غضبه.

پس چون عبد را حکم غضبى که متأخر است لاحق شد، متقدم که سابق است بر آن حاکم ‌می‌شود و عبد را از دست منتقم ‌می‌گیرد. پس رحمت ‌می‌رسد عبد را، چون غیر از رحمت سابقه‌ای نبود.

مراد از منتقم خود غضب است که رحمت، به علت سبقش عبد را از دست این منتقم ‌می‌گیرد. این است معنى سبق رحمت بر غضب.

از رحمت آمدند و به رحمت روند خلق‏                        من رحمة بدا و الى رحمة یؤول‏

لتحکم على ما وصل إلیها فإنّها فی الغایة وقفت و الکلّ سالک إلى الغایة، فلا بد من الوصول إلیها، فلا بد من الوصول الى الرحمة و مفارقة الغضب، فیکون الحکم لها فی کلّ واصل إلیها بحسب ما تعطیه حال الوصول إلیها.

تا رحمت به هر کسى که به رحمت رسیده حکم کند. چه اینکه رحمت توقف ن‌می‌کند مگر در غایت و نهایت. (که اول عین آخر است. چه رحمت الهیه اول أشیاء است و هم‏

آخر أشیاء) و چون رحمت، غایت است و همه به سوى غایت سالکند. پس لا بدّ است به وصول به غایت پس لا بدّ است از وصول به رحمت و مفارقت غضب. پس حکم در هر عینى از اعیان که به غایت رسید رحمت راست لکن به حسب درجات و تفاوت طبقاتشان.

براى بعضى نعیم در عین جحیم است و براى بعضى در جنت است و براى بعضى دیگر در اعراف که بین جحیم و جنت است.

فمن کان ذا فهم یشاهد ما قلنا               و إن لم یکن فهم فیأخذه عنّا

                       

پس هر که صاحب فهم است آن چه را ما گفتیم مشاهده ‌می‌کند و اگر نیست از ما به تقلید ایمانى قبول کند و بگیرد.

فما ثم إلّا ما ذکرناه فاعتمد                   علیه و کن بالحال فیه کما کنّا

و در واقع و نفس الامر جز اینکه ما گفتیم نیست و در این وجود دنیاوى چنان باش که ما بودیم.

فمنه إلینا ما تلونا علیکم‏                        و منّا إلیکم ما وهبناکم منّا

پس از حق تعالى بر ما نازل شد آن چه که براى شما تلاوت کردیم و از ما به شما نازل شد آن چه از علوم و معارف به شما هبه کردیم.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۸۲۱-۸۲۳

و السّابق متقدّم، فإذا لحقه هذا الّذى حکم علیه المتأخّر حکم علیه المتقدّم فنالته الرّحمة إذ لم یکن غیرها سبق.

یعنى چون لاحق شود غضب که متأخر است به واسطه مخالفت حکم کند بر وى متقدّم به رحمت سابقه، پس از دست منتقم و حکم غضب او را خلاصى دهد؛ یا پیش از انتقام منتقم یا بعد از آن یا در حال الانتقام، از آنکه سابق بر غضب‏ رحمت است پس مآل نیز به سوى اوست.

فهذا معنى سبقت رحمته غضبه‏

بدانکه سبق در معانى مختلفه مستعمل مى‏گردد: یکى از آن تقدّم بالوجود است، و یکى رسیدن و گذشتن چون سبق الفرس الفرس، و دیگر به معنى زیاده و غلبه چون سبقه فلان فى الصّنعة و الکرم، و در قول حق تعالى که مى‌‏فرماید

«سبقت رحمتى غضبى»

جمیع این معانى مرعى است:

اما اوّل از براى آنکه اگر رحمت او نبودى هیچ ‏چیزى از اشیا بوجود نیامدى خاصه که غضب بر مجرم. و امّا دوم از براى آنکه رحمت لاحق مى‏‌شود غضب را و مجرم را از دست او مى‏‌گیرد. و امّا سیوم از براى آنکه گاهى هنگام توجّه منتقم به انتقام، رحمن به رحمت و مغفرت متوجّه مى‏‌شود و حکم منتقم بر مجرم باقى نمى‌‏ماند پس سبق رحمت حقّ بر غضبش به اعتبار این معانى است.

لتحکم على من وصل إلیها لأنّها (على ما وصل الیها فإنّها- خ) فى الغایة وقفت.

یعنى تا رحمت حکم کند بر آنکه واصل مى‏‌گردد به رحمت از آنکه رحمت سابقه بر کلّ شى‏ء متوقف نمى‏شود مگر در غایت و نهایت تا اوّل عین آخر باشد.

پس رحمت الهیّه اوّل همه اشیاء است و آخر آن.

و الکلّ سالک إلى الغایة. فلا بدّ من الوصول إلیها، فلا بدّ من الوصول إلى الرّحمة و مفارقة الغضب.

یعنى کلّ عباد بل کلّ اشیاء سالک‏‌اند به قطع مراتب وجود علمى و عینى به حرکت دوریّه وجودیّه. پس چاره نیست از وصول به غایات و کمالاتش، لاجرم از وصول به رحمت و مفارقت از غضب و احکام آن چاره نباشد، چه غایات اشیاء و کمالاتش نمى‏‌باشد مگر مرغوب إلیها و مفروق عنها.

فیکون الحکم لها فى کلّ واصل إلیها بحسب ما تعطیه حال الواصل إلیها.

پس درین حال حکم رحمت راست در کلّ عین از اعیان که واصل مى‏گردد به غایتش، پس شامل مى‌‏گردد رحمت بر جمیع آن اشیاء به حسب درجات و تفاوت طبقات ایشان. پس بعضى را نعیم در عین حجیم باشد تا گویند: بیت‏

ما سوختگانیم که از لذت سوز از صدر جنان سوى سقر بگریزیم‏

و بعضى را در جنّت؛ و بعضى را در اعراف.

فمن کان ذا فهم یشاهد ما قلنا و إن لم یکن فهم فیأخذه عنّا

یعنى هرکه صاحب بصیرت و خداوند عرفان باشد و قلب قابل او مصیقل گشته به مصقله ایقان، مشاهده کند آنچه را گفتیم در وجود به مشاهده عیانى؛ و اگر چنین نباشد و لیکن ایمان آورده بود به انبیاء و اولیاء اخذ این اسرار از ما کند به طریق تقلید ایمانى.

فما ثمّ إلّا ما ذکرناه فاعتمد         علیه و کن بالحال فیه کما کنّا

یعنى نیست در نفس امر آنچه ما ذکر کردیم و به بیان آن قیام نمودیم. پس اعتماد کن بر قول ما و صاحب مشاهده و حال باش، درین وجود دنیاوى چنانکه ما در انتهاج مناهج مشاهده، طریق مجاهده پیش گرفتیم تو نیز انخراط در سلک ما جوى تا در نیل ارفع درجات فرونگذاشته باشى که حشر هرکس بر موجب نشر اوست. بیت‏

حشر هرکس اى پدر چون مرگ اوست‏    نقش آینه یقین همرنگ اوست‏

فمنه إلینا ما تلونا علیکم‏                    و منّا إلیکم ما وهبناکم منّا

یعنى آنچه بر شما فرو مى‏‌خوانیم از حقّ بر ما نازل مى‏شود، و آنچه به شما مى‏رسانیم از معارف و حقائق و علوم و دقائق از موهبت ماست که بر شما نازل مى‏‌گردد، یعنى: بیت‏

ما چو نائیم و نوا در ما ز تست‏           ما چو کوهیم و صدا در ما ز تست‏

دو دهان داریم ما مانند نى‏                   یک دهان پنهانست در لب‌هاى وى‏

و در نسخه‏‌اى و لیس إلیکم ما وهبناکم منّا واقع است، و برین تقدیر معنى آنست که آنچه بر شما وارد مى‌‏شود از موهبت صورى ما از ما نیست بلکه از حقّ است، آرى: بیت‏

ما که باشیم اى تو ما را جان جان‏ تا که ما باشیم با تو در میان‏

شعر

فکلّ ملیح حسنه من جماله‏         معار له بل حسن کلّ ملیحة

خاک را حسن از کجا ملک از کجا اى جان من؟


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۳۴

و السّابق متقدّم، فإذا ألحقه هذا الّذی حکم علیه المتأخّر حکم علیه ‏المتقدّم فنالته الرّحمة إذ لم یکن غیرها سبق.

شرح یعنى چون رحمت سابقه حق مشیّت ذاتیّه حق است که عمومى دارد بر همه، و هر آینه سابق متقدم باشد بر لاحق. پس چون‏ حکم غضب که لاحق است، به واسطه مخالفت یکى را مستحق مؤاخذه منتقم گرداند، رحمت سابقه که متقدم است وى را دریابد. اگر ادراک رحمت قبل ادراک منتقم باشد، از آن طایفه شود که:

«یُبَدِّلُ اللَّهُ سَیِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ». و اگر منتقم سابق باشد، اگر استیفاى حق خود کرده باشد یا نه، که رحمت او را دریابد به حکم. چرا که سابق در اول رحمت بود، و در آخر هم سابق و غالب گردد.

فهذا معنى «سبقت رحمته غضبه»، لتحکم على ما وصل إلیها فإنّها فی الغایة وقفت و الکلّ سالک إلى الغایة. فلا بدّ من الوصول إلیها، فلا بدّ من الوصول إلى الرحمة و مفارقة الغضب، فیکون الحکم لها فی کلّ واصل إلیها بحسب ما تعطیه حال الواصل إلیها.

شرح یعنى رحمت از آن جهت سابق شد، تا رحمت کند به هر که رحمت بدو رسد؛ و رحمت شامل است جمیع مراتب وجود را. و بر هیچ مرتبه وقف ندارد تا آخرش عین اوّل گردد. زیرا چه حرکت مراتب وجود دوریست. پس همه ‏را وصول به رحمت و مفارقت غضب خواهد بود. امّا هر کس به حسب استعداد به رحمت رسد؛ تا کسى بود که نعیم او در عین جحیم بود، و کس باشد که راحت او در جنّت باشد، و بعضى را استراحت در اعراف بود.

فمن کان ذا فهم یشاهد ما قلنا و إن لم یکن فهم فیأخذه عنّا

فما ثمّ إلّا ما ذکرناه فاعتمد         علیه و کن بالحال فیه کما کنّا

فمنه إلینا ما تلونا علیکم‏         و منّا إلیکم ما وهبناکم منّا