عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الثانیة:    


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( اعلم أن هذه النشأة الانسانیة بکمالها روحا وجسما ونفسا خلقها الله على صورته، فلا یتولى حل نظامها إلا من خلقها، إما بیده ولیس إلا ذلک أو بأمره.

ومن تولاها بغیر أمر الله فقد ظلم نفسه وتعدى حد الله فیها وسعى فی خراب من أمره الله بعمارته. )

 

18 - فص حکمة نفسیة فی کلمة یونسیة

هذا فص الحکمة الیونسیة ، ذکره بعد حکمة داود علیه السلام لأنه تهذیب فیها وتکمیل لها وبیان لاحترام النوع الإنسانی مطلقا بقدر الإمکان ، اعتبارا للخلافة العامة الثابتة لکل مکلف فیما یملک من الحقوق ، وإن جار فیها وظلم وتجاوز الحد ، فإنه مسؤول عن ذلک بعد عزله بالموت .

 

قال تعالى :"وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَکُمْ مُسْتَخْلَفِینَ فِیهِ"[ الحدید : 7 ] . وقال تعالى :"وَهُوَ الَّذِی جَعَلَکُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ"[ الأنعام : 165 ] ، وقال تعالى :"إِنْ یَشَأْ یُذْهِبْکُمْ وَیَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِکُمْ ما یَشاءُ"[ الأنعام : 133 ] . وقال تعالى ":وَاذْکُرُوا إِذْ جَعَلَکُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ"[ الأعراف :69 ] وقال تعالى :"وَاذْکُرُوا إِذْ جَعَلَکُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ عادٍ" [ الأعراف : 74 ] إلى غیر ذلک من الآیات الدالة على أن جمیع بنی آدم خلفاء فی الأرض ،

لکن لیست الخلافة الکاملة فی الظاهر کخلافة الملوک أو فی الظاهر والباطن کخلافة الأنبیاء علیهم السلام وورثتهم من الأولیاء .


(فص حکمة نفسیة) ، أی منسوبة إلى النفس الإنسانیة (فی کلمة یونسیة) ، إنما اختصت حکمة یونس علیه السلام بکونها نفسیة ، لأن الکلام فیها على النفس الإنسانیة ولزوم احترامها وخلاصها من ظلمة المعصیة على حسب الإمکان کما تخلصت نفس یونس علیه السلام من نفس الحوت الذی ابتلعته ونجاه اللّه تعالى من الظلم الثلاثة ظلمة اللیل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت .

 

 قال الشیخ رضی الله عنه :  (اعلم أنّ هذه النّشأة الإنسانیّة بکمالها روحا وجسما ونفسا خلقها اللّه على صورته ، فلا یتولّى حلّ نظامها إلّا من خلقها ، إمّا بیده - ولیس إلّا ذلک - أو بأمره . ومن تولّاها بغیر أمر اللّه فقد ظلم نفسه وتعدّى حدّ اللّه فیها وسعى فی خراب ما أمره اللّه بعمارته ).


(اعلم) یا أیها السالک (أن النشأة)، أی الخلقة (الإنسانیة) الآدمیة (بکمالها) ظاهرا وباطنا (روحا)، أی من جهة الروح (وجسما)، أی من جهة الجسم (ونفسا)،

 

أی من جهة النفس وکذلک من جهة العقل (خلقها)، أی تلک النشأة (اللّه) تعالى (على صورته) کما ورد فی الحدیث : « أن اللّه خلق آدم على صورته » .

وفی روایة : « على صورة الرحمن »  وصورة الشیء مجموع صفاته ومدلولات أسمائه إذا سألت أحدا عن صورة شیء وأردت منه بیانها إذا کانت غائبة عنک لتعرفها ، فإنه یأتی لک بصفات ذلک الشیء ومدلولات أسمائه ،

فیقول لک مثلا ، الورد أحمر طیب الرائحة مستدیر الورق فی وسطه صفرة أخضر الساق مشوکه ونحو ذلک ، فالذی ذکره لک صورته ، وأنت تعلم أن الورد جسم مخلوق ، فتتخیل معنى الصفات التی ذکرها لک على حسب فهمک ، فتصیر عارفا بالورد وصورة کل شیء عندک من محسوس ومعقول مناسبة لذلک الشیء ،

وإذا سألت أحدا عن صورة أمر معقول کمسألة ونحوها فإنه یأتیک بصفاتها أیضا ، فتفهمها وتتخیلها على حسب قوتک العقلیة ، فتکون عارفا بتلک المسألة ،

وکذلک إذا أردت أن تعرف صورة ما لیس بمحسوس ولا معقول ولا جسم ولا عرض ، فإنه یوصف لک بصفاته ، فإذا فهمتها على حسب ما هو عندک من أنه لیس بمحسوس ولا معقول ولا جسم ولا عرض ، فقد عرفت ذلک الشیء ومیزته عن غیره ،

وأما إذا فهمتها على غیر ما هو عنک لذلک الشیء بأن فهمتها على حد ما هی منسوبة إلى غیر ذلک الشیء من المحسوسات أو المعقولات أو الأجسام أو الأعرض ،

فقد أدرکت ذلک الفهم إلى الضلالة فی ذلک الشیء وإلى تناقضک فیه ، من أنک تعرف أنه لیس بمحسوس ولا معقول ولا جسم ولا عرض ،

ومع ذلک تفهم أوصافه أنها مثل أوصاف المحسوس أو المعقول أو الجسم أو العرض ، فیکون عندک فی نفسک من تلک الصفات المذکورة لک صورة تخالف صورة ذلک الشیء التی أرادها الواصف لک وهو الجهل الفاحش والخبث القبیح ،

فاعرف صورة اللّه تعالى الواردة فی الحدیث التی هی مجموع صفاته سبحانه ومدلولات أسمائه ، فإن الشرع شرع لک ذلک وبسط الکلام فیه فی الکتاب والسنة ،

وأنت تعلم عقلا أن الخالق لا یساوی المخلوق ولا من وجه أصلا ، إذ لو ساواه من وجه ، لجاز فی حقه ما جاز فی حق ذلک المخلوق من ذلک الوجه ، الجائز فی حق المخلوق الفناء والزوال من کل وجه ،

والخالق تعالى لا یجوز فی حقه ذلک وإلا لکان مخلوقا مثله والمخلوق عاجز ،  والعاجز لیس بخالق ، فأضیف إلى هذا التنزیه العقلی التشبیه الشرعی ، وخالف الفلاسفة ومن تبعهم فی إنکارهم واقتصارهم على التنزیه العقلی حتى تبعتهم المعتزلة فی إنکار رؤیة الرب تعالى فی الآخرة .

 

وافهم الصفات الشرعیة الواردة فی حق اللّه تعالى على حسب التنزیه العقلی تکن من المؤمنین العارفین ، وتحقق أن صورة اللّه تعالى هی مجموع صفاته ومدلولات أسمائه الواردة فی الکتاب والسنة ، ولا تفهم شیئا من ذلک کما تفهمه إذا نسب إلى المخلوق ، تعرف حینئذ معنى أن اللّه تعالى خلق آدم على صورته ،

وکذلک کل إنسان من أولاد آدم مخلوق على الصورة الإلهیة أی مخلوق له أعضاء جسمانیة وقوى روحانیة مسماة بأسماء الصفات والأسماء الإلهیة ، وکل عضو منها وقوّة منها مظهر لما یناسبها من الصفات والأسماء الإلهیة ،

والجمیع مظهر للجمیع حتى الذات للذات ، فالصورة الآدمیة مظهر للصورة الإلهیة ، والحضرة الربانیة عند قوم ، وحجابه علیها عند قوم آخرین .

 

(فلا یتولى حل) ، أی إزالة (نظامها) ، أی هذه النشأة الإنسانیة وإماتتها (إلا من خلقها) وهو اللّه تعالى (إما بیده ) سبحانه وهو الموت حتف الأنف وغیره (ولیس) الواقع (إلا ذلک) کما قال تعالى :"یَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِینَ مَوْتِها"[ الزمر : 42 ]

وإن کان بواسطة ملک الموت ولکن لما کان التأثیر له تعالى وحده ولا تأثیر لملک الموت فی ذلک لم یذکره تعالى فی هذه الآیة فی قوله سبحانه :"قُلْ یَتَوَفَّاکُمْ مَلَکُ الْمَوْتِ الَّذِی وُکِّلَ بِکُمْ"[ السجدة : 11 ] لم یذکر سبحانه أنه هو المتوفی لهم وذکر ملک الموت ،

لأنه خطاب للکافرین وهم لا یعرفون اللّه تعالى ولکن یعرفون المخلوق ، فنسبت الوفاة إلیه مناسبة لهم (أو بأمره )، أی اللّه تعالى کقتل المحصن بالحد ، والقتل بالقصاص ، وقتل أهل الحرب والردة ونحو ذلک .

 

(ومن تولاها )، أی تلک الفعلة فی هذه النشأة الإنسانیة (بغیر أمر اللّه) تعالى بأن قتل أحدا من غیر حق ببغی أو قطع طریق أو نحوه (فقد ظلم) ذلک المتولی للقتل نفسه المکلفة شرعا بالکف عن مثل ذلک (وتعدى حد اللّه) تعالى (فیها ) ،

أی فی تلک الفعلة المذکورة وسعى فی خراب من أمر اللّه تعالى بعمارته من هذه البنیة الآدمیة والنشأة الإنسانیة ، قال تعالى :وَمَنْ أَحْیاها فَکَأَنَّما أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعاً[ المائدة : 32 ] .

  

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( اعلم أن هذه النشأة الانسانیة بکمالها روحا وجسما ونفسا خلقها الله على صورته، فلا یتولى حل نظامها إلا من خلقها، إما بیده ولیس إلا ذلک أو بأمره.

ومن تولاها بغیر أمر الله فقد ظلم نفسه وتعدى حد الله فیها وسعى فی خراب من أمره الله بعمارته. )

 

18 - فص حکمة نفسیة فی کلمة یونسیة

 ( فص حکمة نفسیة ) بفتح الفاء ( فی کلمة یونسیة ) ولما کان بین النفوس الناطقة وبین هذا النبی مناسبة فی بعض الأحکام وهی ابتلاؤه بالحوت وابتلاؤها بالتعلق بالجسم الظلمانی وغیر ذلک من المناسبات الجامعة التی ذکرها داود القیصری فی شرحه لهذا الکتاب .

"" أضاف المحقق :النقطة الأساسیة التی یحوم حولها هذا الفص هی الإنسان طبیعته ومنزلته من الوجود .

وحکمة هذا الفص إلى یونس فلا یمکن تعلیها إلا أساس أن المؤلف یعتبر یونس مجرد رمز للنفس الإنسانیة الناطقة التی نادت ربها فی الظلمات

وإذا کان فی مقدور النفس الإنسانیة وحدها أن تعرف اللّه وأن تسبحه وتقدسه فهی الجدیرة وحدها بأن تحمل اسم الإنسان وأن تکون منه موضع الکرامة .""

 

أورد حکمتها فی کلمته ( اعلم أن هذه النشأة الانسانیة بکمالها ) قوله ( روحا وجسما ونفسا ) وقع تمیزا بکمالها ( خلقها اللّه على صورته ) أی على صفته الکاملة من السمع والبصر والقدرة والإرادة وغیر ذلک ، کما قال : کنت سمعه وبصره إلخ فإذا خلق اللّه هذه النشأة على صورته ( فلا یتولى ) أحد ( حل نظامها إلا من خلقها إما بیده ) أی إما حل بیده من غیر واسطة فی الخارج ( ولیس ) سبب الحل ( إلا ذلک ) أی بالید

( أو بأمره ) أی بأمر الحق کالقصاص وغیره من الأسباب الشرعیة فقوله ولیس إلا ذلک جملة معترضة بین قوله إما بیده أو بأمره لحصر الحل فی أحدهما فقطعت احتمال السبب الآخر غیرهما ( ومن تولاها ) أی ومن تولى حل نظام هذه النشأة ( بغیر أمر اللّه ) أی بغیر أمر شرعی کالقتل بغیر حق ( فقد ظلم نفسه وتعدى حدّ اللّه فیها ) أی فی النشأة الانسانیة ( وسعى فی خراب ما أمره اللّه بعمارته ) وهو قوله تعالى :وَمَنْ یَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ[ الطلاق : 1 ] .


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( اعلم أن هذه النشأة الانسانیة بکمالها روحا وجسما ونفسا خلقها الله على صورته، فلا یتولى حل نظامها إلا من خلقها، إما بیده ولیس إلا ذلک أو بأمره.

ومن تولاها بغیر أمر الله فقد ظلم نفسه وتعدى حد الله فیها وسعى فی خراب من أمره الله بعمارته. )

 

قال رضی الله عنه :  ( اعلم أن هذه النشأة الانسانیة بکمالها روحا وجسما ونفسا خلقها الله على صورته، فلا یتولى حل نظامها إلا من خلقها، إما بیده ولیس إلا ذلک أو بأمره.  ومن تولاها بغیر أمر الله فقد ظلم نفسه وتعدى حد الله فیها وسعى فی خراب من أمره الله بعمارته. )

 

قلت : أما أن الحق تعالی خلق آدم على صورته، فهو حدیث نبوی ومعناه

أن النشأة الإنسانیة قد جمعت فی ذاتها حقائق الأسماء الإلهیة، فصارت بهذا على الصورة المقدسة، فلا یجوز لأحد أن یتعرض لفسادها 

قال: والشفقة على خلق الله أولى بالرعایة من الغیرة لله.

 

شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( اعلم أن هذه النشأة الانسانیة بکمالها روحا وجسما ونفسا خلقها الله على صورته، فلا یتولى حل نظامها إلا من خلقها، إما بیده ولیس إلا ذلک أو بأمره.

ومن تولاها بغیر أمر الله فقد ظلم نفسه وتعدى حد الله فیها وسعى فی خراب من أمره الله بعمارته. )

18 - فصّ حکمة نفسیة فی کلمة یونسیة

إنّما أضیفت الحکمة النفسیة إلى الکلمة الیونسیة ، لما نفّس الله بنفسه الرحمانی عنه کربه التی ألبّت علیه من قبل قومه وأهله وأولاده من جهة أنّه کان من المدحضین ،   ( فَالْتَقَمَه ُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِیمٌ )   ، فلمّا سبّح واعترف واستغفر   ( فَنادى فی الظُّلُماتِ أَنْ لا إِله َ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ من الظَّالِمِینَ )   ، فنفّس الله عنه کربه ووهبه أهله وسربه ، قال تعالى :   ( وَنَجَّیْناه ُ من الْغَمِّ وَکَذلِکَ نُنْجِی الْمُؤْمِنِینَ ) .

"قال العبد : حاله علیه السّلام کان ضرب مثل لتعیّن النفس الناطقة بالمزاج العنصری وأهوال أحوال المزاج الطبیعی .

وفیه روایة ، أنّ حکمته مستندة إلى النفس الرحمانی بفتح الفاء لما نفّس الله عنه جمیع کربه المجتمعة علیه من قبل أهله ونفسه وولده وماله ."

ووجدت بخطَّ الشیخ المصنّف رضی الله عنه مقیّدا بفتح الفاء فی النفس فصحّحنا النسخ به ، وکان عندنا بسکون الفاء.

وقد شرح شیخنا الإمام الأکمل أبو المعالی ، صدر الدین ، محیی الإسلام والمسلمین ، محمد بن إسحاق بن محمد فی « فکّ الختوم » له على أنّها حکمة نفسیة على ما سنشرح ذلک إن شاء الله ، والوجهان فیها موجّهان .

 

قال رضی الله عنه : ( اعلم : أنّ هذه النشأة الإنسانیة بکمالها روحا وجسما ونفسا ، خلقها الله على صورته ، فلا یتولَّى حلّ نظامها إلَّا من خلقها إمّا بیده - ولیس إلَّا ذلک - أو بأمره ) .

قال العبد : قد تقدّم فی شرح الفصّ الآدمی سرّ قوله : « خلق الله آدم على صورته » وأنّه سارى الحکم فی أولاد آدم وذرّیّته ، فإنّ المراد منه النوع ، فلمّا کان الإنسان على الصورة الإلهیة ، فلا یجوز أن یتولَّى حلّ نظامها إلَّا الله ، فإنّ قبض الأرواح والأنفس على اختلاف ضروبها من قبضها بملک الموت أو بالقتل والهدم وغیر ذلک فإنّ الأمر یرجع فی کل ذلک إلى الله.

کما قال :   ( الله یَتَوَفَّى الأَنْفُسَ )   أی یستوفی أخذها   ( حِینَ مَوْتِها وَالَّتِی لَمْ تَمُتْ فی مَنامِها ) أی یأخذها فی نومها ، والأسباب الموضوعة لذلک کلَّها فی قبضة الله وبیده .

 

وقوله : « أو بأمره » إشارة إلى الحکم الشرعی بالقصاص ) ومن تولَّاها بغیر أمر الله » یعنی ظلما « فقد ظلم وتعدّى حدّ الله فیها وسعى فی خراب ما أمر الله بعمارته( .

اعلم : “أنّ الشفقة على عباد الله أحقّ بالرعایة من الغیرة فی الله » .

 

یعنی : الإبقاء على النفوس المستحقّة للقتل شرعا والکفّار وغیرهم مع ما ورد التحریض فی الشرع على الغزو شفقة علیها أحقّ بالرعایة من الغیرة فی الله الموجبة للقتل ، فإنّ فی القتل هدم بنیان الربّ وهو الإنسان ، وفی الإبقاء والشفقة على النفوس وإن کانت کافرة ما قد یوجب استمالة الکافر على الدین کما شوهد هذا فی کثیر ولا سیّما إذا أبقى علیه بنیّة ذلک ، فإنّ الله یثیبه على ذلک ، ولا یؤاخذه على عدم الغیرة فیه .

والغیرة نسبة لا أصل لها فی الحقائق الثبوتیة ، فإنّها من الغیریة ، وبانتفائها فی حقیقة الأمر تنتفی الغیرة تحقیقا لا حمیّة عصبیّة عصیّة .

 

شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( اعلم أن هذه النشأة الانسانیة بکمالها روحا وجسما ونفسا خلقها الله على صورته، فلا یتولى حل نظامها إلا من خلقها، إما بیده ولیس إلا ذلک أو بأمره.

ومن تولاها بغیر أمر الله فقد ظلم نفسه وتعدى حد الله فیها وسعى فی خراب من أمره الله بعمارته. )

 

18 -  فص حکمة نفسیة فی کلمة یونسیة

إنما خصت الکلمة الیونسیة بالحکمة النفسیة ، لما نفس الله بنفسه الرحمانی من کربه الذی لحقه من جهة قومه وأولاده وأهله ، أو لما دهمه فی بطن الحوت ، أو من جهة أنه کان من المدحضین ، أو من جمیع تلک الأمور حیث سبح واعترف واستغفر ( فَنادى فی الظُّلُماتِ أَنْ لا إِله إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ من الظَّالِمِینَ )   فنفس الله عنه کربه ووهبه سربه وأهله .

قال تعالى :  ( ونَجَّیْناه من الْغَمِّ وکَذلِکَ نُنْجِی الْمُؤْمِنِینَ )   وقیل نفسیة بسکون الفاء لأنه ظهر بالنفس وفارقهم من غیر إذن الله فابتلاه الله بالحوت أی بالتعلق البدنی والتدبیر الذی یلزم النفس عند استیلاء الطبیعة وخصوصا علیها ، وخصوصا عند الاجتنان فی بطن الأم ، ولهذا وصف بکونه علیما .

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( اعلم أن هذه النشأة الإنسانیة بکمالها روحا وجسما ونفسا خلقها الله على صورته ، فلا یتولى حل نظامها إلا من خلقها إما بیده ولیس إلا ذلک ، أو بأمره ) .

بکمالها أو بمجموعها ظاهرا وباطنا کما ذکر فی الفص الأول لأن المراد بآدم نوع الإنسان ، ولما خلقها بیدیه على صورته لم یجز أن یتولى حل نظامها إلا هو.

کما قال تعالى : ( الله یَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِینَ مَوْتِها ) ولیس ذلک إلا لعدم جواز تخریب البنیان الإلهی إلا بیده على مقتضى حکمته أو بأمره کما فی القصاص ( ومن تولاها بغیر امر الله ) أی ظلما .

(فقد ظلم نفسه وتعدى حد الله فیها ، وسعى فی خراب من أمره الله بعمارته)

یعنى أن الإبقاء على النفوس المستحقة للقتل شرعا کالکفار والمشرکین وغیرهم أحق بالرعایة لأنها بنیان الرب من القتل غیرة فی الله أی فی حقه وفی دینه من أن یعبد غیره.

 

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( اعلم أن هذه النشأة الانسانیة بکمالها روحا وجسما ونفسا خلقها الله على صورته، فلا یتولى حل نظامها إلا من خلقها، إما بیده ولیس إلا ذلک أو بأمره.

ومن تولاها بغیر أمر الله فقد ظلم نفسه وتعدى حد الله فیها وسعى فی خراب من أمره الله بعمارته. )

 

18 - فص حکمة نفسیة فی کلمة یونسیة

اعلم ، أن النفس الناطقة الإنسانیة مظهر الاسم الجامع الإلهی ، فهی من  حیث إنها کذلک ، برزخ للصفات الإلهیة والکونیة والمعانی الکلیة والجزئیة ، ولهذا البرزخیة تعلقت بالأبدان ، إذ البرزخ لا بد أن یکون فیه ما فی الطرفین ،

فجمعت بین ما هو روحانی محض ومعنى صرف مقدس عن الزمان والمکان منزه عن التغیر والحدثان ، وبین ما هو جسمانی طلق محتاج إلى المکان والزمان ، متغیر بتغیرات الأزمان والأکوان ، فتم لها العالم العلوی الروحانی  والسفلى الجسمانی ، فصارت خلیفة فی ملکها مدبرة لرعایاها .

ولهذا المعنى أورد الشیخ ، رضی الله عنه ، بعد الحکمة ( السلیمانیة ) و ( الداودیة ) : تتمیما لما یتعلق به الخلافة .

 

وإنما قارنها بالکلمة ( الیونسیة ) ، لأنه کما ابتلاه الله بالحوت فی الیم ، کذلک ابتلى النفس بالتعلق فی الجسم . وکما أنه نادى فی الظلمات : ( أن لا اله إلا أنت سبحانک إنی کنت من الظالمین ) . قال تعالى فیه : ( ونجیناه من الغم وکذلک ننجی المؤمنین ) .

کذلک توجهت النفس أیضا فی عین ظلمات الطبیعة والبحر الهیولانی والجسم الظلمانی إلى ربها ، فانکشف لها وحدانیة الحق وفردانیته ، فأقرت بها واعترفت بعجزها وقصورها ، فأنجاها الله من مهالک الطبیعة ، وأدخلها فی أنوار الشریعة والطریقة والحقیقة فی مقابلة الظلمات الثلاث ،  ورزقها النعیم الروحانی فی عین الجحیم الجسمانی .

ولمناسبات أخر بین النفس وبینه من ابتلاع حوت الرحم النطفة المشتملة على روحانیة النفس المجردة وأنوارها وکونها فی الظلمات الثلاث التی هی الرحم والمشیمة والجلد الرقیق الذی فیه الجنین وغیرها من المعانی الجامعة بینهما التی لا یعلمها إلا الراسخون فی العلم .

 

فهذه الحکمة حکمة ( نفسیة ) ، بسکون ( الفاء ) . وقیل : نفسیة ، بفتح ( الفاء ) ، لما نفسه الله بنفسه الرحمانی من کربه الذی لحقه من جهة قومه وأولاده ، وغیر ذلک مما جرى له فی بطن الحوت . ولیس فی تقریر هذه الحکمة ما یدل علیه . والله أعلم بالمراد

 

( اعلم ، أن هذه النشأة الإنسانیة بکمالها ) أی ، بجمعها ظاهرا وباطنا ) روحا وجسما ونفسا ، خلقها الله على صورته . ) أی ، صورته المعنویة التی هی صفاتها الکمالیة .

( فلا یتولى حل نظامها إلا من خلقها ) أی ، لا یتولى حل نظام هذه النشأة الإنسانیة ولا یباشرها إلا من خلق له هذه النشأة . وذلک ( إما بیده )

کما قال تعالى : ( الله یتوفى الأنفس حین موتها ) . ( ولیس إلا ذلک . أو بأمره . ) أی ، ولیس حل نظامها إلا بیده من غیر واسطة ، أو بواسطة أمره وهو الملک .

 

فسمى الملک ( أمرا ) ، لکونه موجودا بالأمر کما یسمى عالم الأرواح ب ( الأمر ) .

) ومن تولاها بغیر أمر الله ، فقد ظلم نفسه وتعدى حد الله فیها وسعى فی خراب ما أمر الله تعالى بعمارته . ) ضمیر ( تولاها ) ( النشأة ) . أی ، من تولى حل نظام هذه النشأة الإنسانیة بغیر أمر الله ، أی بغیر الأمر الشرعی - لا أمر المشیئة ، فإن ذلک محال إذ لا یقع شئ إلا بالمشیئة - وتعدى حدود الله التی وضعها فی محافظة النشأة الإنسانیة وسعى فی خراب هذه النشأة التی أمر الله بعمارتها ، فقد ظلم نفسه .


کما قال : ( ومن یتعد حدود الله فقد ظلم نفسه ) . فجواب الشرط مقدر بعد الجمل الثلاث .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( اعلم أن هذه النشأة الانسانیة بکمالها روحا وجسما ونفسا خلقها الله على صورته، فلا یتولى حل نظامها إلا من خلقها، إما بیده ولیس إلا ذلک أو بأمره.

ومن تولاها بغیر أمر الله فقد ظلم نفسه وتعدى حد الله فیها وسعى فی خراب من أمره الله بعمارته. )

الفص الیونسی

18 - فص حکمة نفسیة فی کلمة یونسیة

أی : ما یتزین به ، ویکمل العلم الیقینی المتعلق بالنفس الإنسانیة من حیث توسطها بین الروح والجسم ؛ لاکتساب الکمالات من الجانبین إلى أن یصیر صورة کاملة للحق الجامع ، فیتم تدبیرها بالحق لبدنها ، وبدن من یناسبها ذلک العلم بزینته ، وکماله فی الحقیقة الجامعة المنسوبة إلى یونس علیه السّلام ، حیث تم تدبیر نفسه لبدنها حتى حفظته فی بطن الحوت إلى یوم یبعثون ؛ وذلک لأمانه عن التلف ؛ لأنه حرم على الأرض أجساد الأنبیاء ، وقد سرت أنوارها إلى قومه فآمنوا ، فقبل إیمانهم بعد شهود أمارة العذاب ، ورفع عنهم بعد نزوله ، ثم لم یزل یدبرهم ، وهم مائتا ألف أو یزیدون .


قال رضی الله عنه :  ( اعلم أنّ هذه النّشأة الإنسانیّة بکمالها روحا وجسما ونفسا خلقها اللّه على صورته ، فلا یتولّى حلّ نظامها إلّا من خلقها ، إمّا بیده ولیس إلّا ذلک أو بأمره ، ومن تولّاها بغیر أمر اللّه ؛ فقد ظلم نفسه وتعدّى حدّ اللّه فیها وسعى فی خراب ما أمره اللّه بعمارته)


قال رضی الله عنه :  ( اعلم أن هذه النشأة الإنسانیة ) فیه إشارة إلى أن حدوثها لا ینافی کونها صورة کاملة للحق الجامع ( بکمالها ) أی : باعتبار کمال مراتبها لقبول الصورة الکاملة للحق الجامع (روحا وجسما ونفسا ) ، فإنها فی هذه النشأة أکمل منها فی غیرها باعتبار المرآتیة خلقها اللّه على صورته الجامعة للتنزیه ، والحیاة والعلم ، والإرادة ، والقدرة ، والسمع والبصر والکلام ، والظهور بذلک فیها بأتم الوجوه ، والمراد بالصورة المعنویة


کما یقال : صورة المسألة کذا ، وإذا کان ( خلقها على صورته ) ، ( فلا ) یجوز أن ( یتولى حل نظامها ) الذی به کمال مراتبها ( إلا من خلقها ) ، فإن له أن یتولى حله ( إما بیده ) أی : قدرته ، وکیف لا یکون لها حله ، ( ولیس ) من خلقها ( إلا ذلک ) ، أی : یده (أو) من یحله (بأمره).


أی :  تجویزه ، فإن ید المأمور کید الأمر عند صفاء المرآتیة ، وهو أمر خفی لا یعلمه إلا هو ، فلا یتعاطاه إلا هو أو مأموره ، لکنه مأموره ، فلا یفعل ذلک عند مظنته عن العجز عن التحقیق ،


قال رضی الله عنه :  ( ومن تولاها ) أی : حل نظامها بحذف المضاف إلى الضمیر ( بغیر أمر اللّه ) أی : تجویزه ، ( فقد ظلم نفسه ) بأبطال مرآتیتها للحق العدل الحکیم ؛ وذلک لأنه ( تعدى حد اللّه فیها ) ، وهو ألا یقتل نفس بغیر نفس أو فساد فی الأرض من حرب المؤمنین ، أو ردة ، أو زنا بإحصان أو نحوها ، فلم یکن مظهر الاسم العدل .


قال رضی الله عنه :  ( وسعى فی خرابها بما أمره اللّه بعمارها ) بالإعانة على الطاعة ، والعلوم المفیدة له کما لا تتم مرآتیته لظهور الحق فیه بصورة کاملة ؛ ولذلک عوتب یونس علیه السّلام إذ ذهب مغاضبا على عدم نزول العذاب علیهم ، وهو إذا کان بدعائه ینزل منزلة قبلهم ، فإذا کان بغیر أمر اللّه فقد ظلم نفسه ؛ ولذلک قال :إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظَّالِمِین َ[  الأنبیاء : 87 ] ، وقیل فی حقّه :فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِیمٌ[ الصافات : 142 ] ،

وهذا الظلم وإن لم یکن معصیة فی حقّه لعصمته ، فلا شکّ أنه ترک الأولى ، وإلیه الإشارة بقوله :


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( اعلم أن هذه النشأة الانسانیة بکمالها روحا وجسما ونفسا خلقها الله على صورته، فلا یتولى حل نظامها إلا من خلقها، إما بیده ولیس إلا ذلک أو بأمره.

ومن تولاها بغیر أمر الله فقد ظلم نفسه وتعدى حد الله فیها وسعى فی خراب من أمره الله بعمارته. )

18 - فصّ حکمة نفسیة فی کلمة یونسیة

وجه تسمیة الفصّ

ووجه اختصاص الکلمة الیونسیّة بالحکمة النفسیّة ما فی أصل حقیقة النفس وکنه قابلیّتها من أنّها ما لم تتنزّل من معارج أعالی القدس ومطالع أنوار الجبروت إلى محاوی أسافل بحور الجسم وظلمات بطون حیتان الأمزجة ، لم یحصل لها استعداد الترقّی إلى مراقی القرب ونادی الخطاب والمناداة ، حتى فاز فی عین تلک الظلمات بالتوحید التنزیهیّ فی حضرة الحضور ، والتسبیح الجمعی فی مجلى الخطاب ، إلى أن نفّسه الله تعالى من کربه ونجّاه من تعبه . 


فعلم أن للکلمة الیونسیّة اختصاصا بمادّة حروف النفس - بفتح الفاء کانت أو بسکونها - فإنّ الجهة الامتیازیّة بین المادّتین إنما هو الفاء والواو ، وذلک تتقاربان لفظا ومخرجا .

وإنما یفترقان رقما بالاتصال الموجب للخفاء ، والانفصال الحاکم بالظهور .


ثمّ إنّک قد عرفت عند الکلام على وجه ترتیب الکتاب ونظم فصوصه على النسق المخصوص أن الکلمة الیونسیّة هی التی تمّت بها السیر الکمالی ، الذی فی عرض الأرض الاعتدالی الإنسانی ، صوب إظهار الأوضاع الکمالیّة من الصور الشرعیّة والأحکام المشعرة ،

ولذلک تراها وقد جمعت بین الرسالة إلى مائة ألف أو یزیدون وهی منتهى مراتب الإظهار وبین الاختفاء فی غیاهب طبقات الظلمات ، فإنّ کل متوجّه إلى طرف ما لم یصل إلى ما یقابله من الطرف الذی یضادّه فی تلک الجهة المتوجّه إلیها لم یتمّ له ذلک الطرف عند التحقیق.

ومن هاهنا ترى الهویّة المطلقة - التی هی موطن کل کمال وتمام یسمّى عند القوم بمجمع الأضداد ومعتنق الأطراف .

وبیّن أن منتهى أمر هذا الإظهار المذکور هی الخلافة المترتّبة على الرسالة .

ومن جملة أحکام الخلافة وخصائصها اللازمة لها الغلبة على بنی نوعه وقهرهم وقتل الأنفس منهم ، فلذلک بنى الکلام فی هذا الفصّ علیه وأطنب فی تحقیقه .


من یتولَّى حلّ نظام النشأة الإنسانیّة ؟

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( اعلم أنّ هذه النشأة الإنسانیة بکمالها ) - عند بروز ما استجنّ فی أرض قابلیّتها على مزارع الإظهار ( روحا ونفسا وجسما - خلقها الله على صورته ) الجامعة بین التنزیه الذی هو مدرک الروح ، والتشبیه الذی هو مدرج الجسم ، والجامع بینهما أعنی اللطیفة التی هی النفس الناطقة وهی المسمّاة بالقلب فی عرفهم الخاصّ .

فإطلاق النفس هاهنا على النفس الناطقة بالعرف العامّ الذی علیه کلمة أهل النظر والحکماء وکثیرا ما یتنزّل فی هذا الکتاب على عرفهم ومدارکهم ، کما قد اطَّلعت علیه فی الفصّ الآدمی .

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلا یتولَّى حلّ نظامها إلا من خلقها ) ، وذلک التولیة ( إمّا بیده )  کما سبق بیانه فی حکم المشیئة التی هی بلا واسطة .

""أضاف المحقق :  المؤلف یتعرض لما قاله القیصری : " أو بواسطة أمره ، وهو الملک ، فسمى الملک أمرا لکونه موجودا بالأمر ، کما یسمى عالم الأرواح بالأمر " .""


کما قال : “  الله یَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِینَ مَوْتِها “  [ 39 / 42 ] ( ولیس ) فی الحقیقة ( إلا ذلک أو بأمره ) وهو الذی بالواسطة ، أی بواسطة الرسل وأحکامهم المنزلة علیهم .


فلا یحتاج إلى أن یجعل « الأمر » بمعنى « الملک » فإنّ أمر الرسل أمره بالواسطة .

وقد حقّق آنفا أنّ الواقع فی نفس الأمر لا یخلو عن الأمرین ، والکلّ تحتهما وإن کان عند التحقیق - الذی بالواسطة بید الله ، کما سبق فی بحث المشیئة تحقیقه .

وکان قوله : « ولیس إلا ذلک » إشارة إلى هذا المعنى .


قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ومن تولَّاها بغیر أمر الله فقد ظلم نفسه ) من حیث أنه هدم صورته الکاملة ( وتعدّى حدّ الله فیها ) ومن حیث أنه حکم بالکفّ عنه ( وسعى فی خراب من أمره الله بعمارته ) وهو إصلاح الصورة وإتمام أمرها . فإنّ سائر الأنبیاء إنما وضعوا الأحکام لإتمام تلک الصورة وإحکام نظامها ، فإن سائر تلک الأحکام متعلقة بأفعال هذه الصورة ، والفعل تمام صورة الشخص.


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( اعلم أن هذه النشأة الانسانیة بکمالها روحا وجسما ونفسا خلقها الله على صورته، فلا یتولى حل نظامها إلا من خلقها، إما بیده ولیس إلا ذلک أو بأمره.

ومن تولاها بغیر أمر الله فقد ظلم نفسه وتعدى حد الله فیها وسعى فی خراب من أمره الله بعمارته. )


الفصّ الیونسی

18 - فص حکمة نفسیة فی کلمة یونسیة

قال رضی الله عنه :  (اعلم أنّ هذه النّشأة الإنسانیّة بکمالها روحا وجسما ونفسا خلقها اللّه على صورته ، فلا یتولّى حلّ نظامها إلّا من خلقها ، إمّا بیده - ولیس إلّا ذلک - أو بأمره .  ومن تولّاها بغیر أمر اللّه فقد ظلم نفسه وتعدّى حدّ اللّه فیها وسعى فی خراب ما أمره اللّه بعمارته .)


لما نفس اللّه سبحانه بنفسه الرحمانی عن کرب یونس علیه السلام بتخلیص نفسه القدسیة عن توهم خراب صورته الجسمانیة وعدم نشأته العنصریة المانعین لها عن الوصول بکمالها حین ألقاه من بطن الحوت إلى ساحل الیم ، وصف حکمته بالنفسیة بسکون الفاء کما ذهب إلیها أکثر الشارحین ، أو النفسیة بفتحها کما تشهد بها النسخة المقروءة على الشیخ رضی اللّه عنه .

وظهر من ذلک وجه تصدیر قصته علیه السلام بما یدل على وجوب المحافظة للنشأة الإنسانیة عن هدمها وحل نظامها حیث قال :

و ( اعلم أن ) هذه ( النشأة الإنسانیة بکمالها ) ، أی بتمامها ( روحا وجسما ونفسا خلقها اللّه على صورته ) الجامعة بین التنزیه الذی تدرکه الروح والتشبیه الذی تحکم به القوى الجسمانیة ، والجمع بینهما الذی ینکشف للطیفة القلبیة الجامعة بین أحکام الروح والجسم المتوسط بینهما ، وکأنه رضی اللّه عنه أراد بهذه اللطیفة النفس وإن کانت مسماة القلب فی عرفهم ،


وهی فی الحقیقة غیر الروح لکن باعتبار تفاعل واقع بین صفاته التجریدیة الذاتیة وبین أحوالها التعلقیة العرضیة واستقرارها على حالة متوسطة اعتدالیة من غیر غالبیة فاحشة ولا مغلوبیة کذلک کما تقول الحکماء فی المزاج ( فلا یتأتى حل نظامها إلا من خالقها ) ، وهو اللّه سبحانه ( إما بیده ) ،


أی بغیر واسطة الأمر التشریعی التکلیفی ( ولیس ) فی الحقیقة ( إلا ذلک ) لأن الکل بمشیئته ( أو بأمره ) التشریعی التکلیفی ( ومن تولاها بغیر أمر اللّه فقد ظلم نفسه وتعدى حدود اللّه فیها ) ، أی تعدى ما عین اللّه وأوجبه علیه فی شأنها من حفظها ( وسعى فی خراب ما أمره اللّه بعمارته .)


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص:۴۲۲

خداوند نشئه انسانیه را به کمال و تمامش آفریده است‏]

اعلم أن هذه النشأة الإنسانیة بکمالها روحا و جسما و نفسا خلقها اللّه على صورته، فلا یتولّى حلّ نظامها إلّا من خلقها، إمّا بیده- و لیس إلّا ذلک- أو بأمره.

بدان خداوند این نشئه انسانیه را به کمال و تمامش از حیث روح و جسم و نفس بر صورت خود آفریده است. پس کسى نمی‌تواند حل نظام این نشئه انسانى را متولّى و مباشر گردد مگر آن کس که او را خلق کرده و آن حق سبحانه است (خلق، نقش خداوند متعالند، نقش او را حق ندارى به هم بزنى و ضایع کنى مگر جایى که خود نقاش فرمان داده باشد. مثل اجراى حدود و نحو آن). و حل نظام نشئه انسانى نیست مگر به دست او یا به امر او.

که‏ اللَّهُ یَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِینَ مَوْتِها (زمر: ۴۲) این آیه مشعر است که بدون واسطه امر تکلیفى تشریعى است و آن جا که به امر اوست به واسطه امر تکلیفى تشریعى است.

و من تولّاها بغیر أمر اللّه فقد ظلم نفسه و تعدّى حدّ اللّه فیها و سعى فی خراب ما أمره اللّه بعمارته.

و هر کس به غیر از امر الهى متولى حل نظام این نشئه انسانى گردد به نفس خود ظلم کرده است.

چنانکه فرمود: وَ مَنْ یَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ‏ (بقره: ۲۲۹) و از حد الهى تجاوز کرده است. در خراب کردن چیزى سعى کرده که خداوند به امارتش امر فرمود.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۸۳۱

اعلم أنّ هذه النّشأة الإنسانیّة بکمالها روحا و نفسا و جسما و نفسا خلقها اللّه على صورته، فلا یتولى حلّ نظامها إلّا من خلقها، إمّا بیده- و لیس إلّا ذلک- أو بأمره. و من تولّاها بغیر أمر اللّه فقد ظلم نفسه و تعدّى حدّ اللّه فیها و سعى فى خراب ما أمره اللّه (من أمره اللّه- خ) بعمارته.

یعنى بدان که این نشأت انسانیّه را به جمیع کمالش از روى ظاهر و باطن و روح و جسم و نفس حقّ سبحانه و تعالى بر صورت خویش آفریده است،یعنى‏ بر صورت معنویّه‏اش که آن صفات کمالیّه اوست پس مباشرت نمى‏کند به حل نظام این نشأت مگر آنکه آفریننده اوست و این حل نظام به دست قدرت اوست بى‏واسطه کما قال تعالى‏ اللَّهُ یَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِینَ مَوْتِها یا بواسطه امرش که در اینجا عبارت است از ملک و تسمیه ملک به امر از براى موجود بودن اوست به امر چنانکه عالم ارواح نیز تسمیه کرده مى‏شود به امر.

و هرکه مباشرت نماید به حل نظام نشأت انسانیّه بى‏امر حق- یعنى بى‏امر شرع نه امر مشیّت که آن محال است از آنکه هیچ‏چیز بى‏این مشیّت واقع نمى‏شود- ظلم کرده باشد و در گذشته از حدود الهى که موضوع است از براى محافظت نشأت انسانیّه، و سعى کرده باشد در خرابى این نشأت که به عمارت آن مأمور است، و این‏چنین تعدّى از حدود حقّ، محض ظلم است قال تعالى‏ وَ مَنْ یَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ‏.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۳۵

أعلم أنّ هذه النّشأة الإنسانیّة بکمالها روحا و جسما و نفسا خلقها اللّه على صورته،

فلا یتولّى حلّ نظامها إلّا من خلقها، إمّا بیده- و لیس إلّا ذلک- أو بأمره. و من تولّاها بغیر أمر اللّه فقد ظلم نفسه و تعدّى حدّ اللّه فیها و سعى فی خراب ما أمره اللّه بعمارته. 

شرح ظاهر است