الفقرة العاشرة :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فإن شئت قلت إن الله تجلى مثل هذا الأمر، وإن شئت قلت إن العالم فی النظر إلیه وفیه مثل الحق فی التجلی، فیتنوع فی عین الناظر بحسب مزاج الناظر أو یتنوع مزاج الناظر لتنوع التجلی: وکل هذا سائغ فی الحقائق.
ولو أن المیت والمقتول أی میت کان أو أی مقتول کانإذا مات أو قتل لا یرجع إلى الله، لم یقض الله بموت أحد ولا شرع قتله. فالکل فی قبضته: فلا فقدان فی حقه.
فشرع القتل وحکم بالموت لعلمه بأن عبده لا یفوته: فهو راجع إلیه على أن قوله «وإلیه یرجع الأمر کله» أی فیه یقع التصرف، وهو المتصرف، فما خرج عنه شیء لم یکن عینه، بل هویته هو عین ذلک الشیء وهو الذی یعطیه الکشف فی قوله «و إلیه یرجع الأمر کله». )
قال رضی الله عنه : ( فإن شئت قلت إنّ اللّه تجلّى مثل هذا الأمر ، وإن شئت قلت إنّ العالم فی النّظر إلیه وفیه مثل الحقّ فی التّجلّی . فیتنوّع فی عین النّاظر بحسب مزاج النّاظر أو یتنوّع مزاج النّاظر لتنوّع التّجلّی وکلّ هذا سائغ فی الحقائق . فلو أنّ المیّت - والمقتول - أیّ میّت کان ، أو أیّ ، مقتول کان - إذا مات أو قتل لا یرجع إلى اللّه ، لم یقض اللّه بموت أحد ولا شرّع قتله . فالکلّ فی قبضته فلا فقدان فی حقّه . فشرع القتل وحکم بالموت لعلمه بأنّ عبده لا یفوته : فهو راجع إلیه . على أنّ قوله :وَإِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ أی فیه یقع التّصرّف ، وهو المتصرّف ، فما خرج عنه شیء لم یکن عینه ، بل هویّته هو عین ذلک الشّیء . وهو الّذی یعطیه الکشف فی قوله :وَإِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ [ هود : 123 ] . ( والتّوفیق من اللّه تعالى ) . )
قال رضی الله عنه : (فإن شئت) یا أیها السالک (قلت إن اللّه) سبحانه (تجلى) ، أی انکشف (مثل هذا الأمر) ، أی الشأن المذکور کما قال تعالى :کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ[ الرحمن : 29].
(وإن شئت قلت : إن العالم) بفتح اللام (فی النظر إلیه) ، أی إلى نفسه (وفیه) ، أی فی نفسه (مثل الحق) تعالى (فی التجلی) المتنوّع المذکور (فیتنوّع) ، أی العالم (فی عین الناظرین) إلیه لا فی نفسه (بحسب مزاج الناظرین) إلیه وقوّة استعدادهم فی إدراکه فیدرکونه فی وقت هکذا وفی وقت آخر هکذا بمقتضى ما هم فیه من المزاج ، کالأحول یرى الواحد اثنین ، وکالصفراوی یرى العسل مرا ونحو ذلک لسبب فیه لا فی المرئی ، والمرئی على ما هو علیه لم یتغیر (أو بتنوّع مزاج الناظرین) إلى العالم (لتنوّع التجلی) الإلهی المفیض علیهم ذلک ، ثم یتنوّع العالم فی أعینهم بحسب تنوّع مزاجهم .
قال تعالى : " وَما تَکُونُ فِی شَأْنٍ وَما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا کُنَّا عَلَیْکُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِیضُونَ فِیهِ [ یونس : 61 ] ، وقال :أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى کُلِّ نَفْسٍ بِما کَسَبَتْ [ الرعد : 33 ] ، وکل هذا الاعتبار (سائغ) ، أی ممکن القول به (فی الحقائق) الإلهیة الظاهرة والإشارة إلیه واردة فی الشرع عند أهلها .
قال رضی الله عنه : (ولو أن) الإنسان (المیت) ، (أو) الإنسان (المقتول) الغافل إذ صاحب الیقظة راجع إلى اللّه تعالى فی حیاته (أی میت کان وأی مقتول کان) صغیرا أو کبیرا مؤمنا أو کافرا وغیر الإنسان کذلک لکن لا یتعلق به حکم هنا (إذا مات أو قتل) ، أی ذلک الإنسان (لا یرجع) من شهود نفسه وغفلته (إلى) شهود (اللّه) تعالى ویقظته وصاحب الیقظة تزداد یقظته بذلک قال تعالى :وَاتَّقُوا یَوْماً تُرْجَعُونَ فِیهِ إِلَى اللَّهِ[ البقرة:281] الآیة .
وقال تعالى : یَخافُونَ یَوْماً تَتَقَلَّبُ فِیهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ[ النور : 37 ] ، وهو یوم الموت تتقلب فیه القلوب من الغفلة إلى الیقظة .
وفی الحدیث : "الناس نیام فإذا ماتوا انتبهوا " . رواه البیهقی وابونعیم فی الحلیة والزهری
وقال علیه السلام : « إنکم لن تروا ربکم حتى تموتوا » . رواه النسائی والطبرانی فی مسند الشامیین والسنة لأبی عاصم والمختارة للمقدیسی والشریعة للآجری والفتن لنعیم بن حماد.
وقال تعالى :وَمِنْ آیاتِهِ مَنامُکُمْ بِاللَّیْلِ وَالنَّهارِ[ الروم : 23 ] ، أی غفلتکم فی الحیاة الدنیا إلى الموت .
لم یقض اللّه تعالى أی لم یحکم من الأزل بموت أحد من الناس أصلا ولا شرع سبحانه قتله فی مهدر الدم بردّة أو حرب أو قصاص أو زنا محصن أو تعزیر بلیغ ونحو ذلک .
فالکل ، أی الأحیاء والأموات فی تصریف قبضته سبحانه کما قال تعالى :وَإِذْ قُلْنا لَکَ إِنَّ رَبَّکَ أَحاطَ بِالنَّاسِ[ الإسراء : 60 ] .
وقال سبحانه : وَاللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِیطٌ [ البروج : 20 ] ، وقال : واللّه بِکُلِّ شَیْءٍ مُحِیطٌ[ فصلت : 54 ] ، فلا فقدان لأحد فی حقه تعالى بل الکل حاضرون عنده تعالى .
فشرع القتل فیمن یستوجبه وحکم بالموت على کل حی لا لیدخلوا فی قبضته ویحضروا عنده بل لعلمه سبحانه بأن عبده لا یفوته وإن غفل عنه وظن أنه یفر منه فی الدنیا دون الآخرة .
وقال تعالى :یَقُولُ الْإِنْسانُ یَوْمَئِذٍ أَیْنَ الْمَفَرُّ ( 10 ) کَلَّا لا وَزَرَ ( 11 ) إِلى رَبِّکَ یَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ( 12 ) [ القیامة : 10 - 12 ] ، فهو ، أی عبده راجع إلیه
تعالى على کل حال على أن فی قوله تعالى وَإِلَیْه ِسبحانه، أی لا إلى غیره یُرْجَعُ الْأَمْرُ الإلهی الذی کل شیء مخلوق صورته فی الحس والعقل کله فلا یبقى غیره أی فیه سبحانه من حیث أنه أمر متوجه على تصویر کل شیء یقع التصرف من کل متصرف وهو سبحانه المتصرف فی کل شیء لا غیره .
فما خرج عنه تعالى شیء من محسوس أو معقول لم یکن عینه تعالى بل هویته تعالى عین ذلک الشیء من حیث وجود ذلک الشیء لا من حیث صورته المحسوسة والمعقولة ، فإنها فانیة بحکم قوله تعالى :کُلُّ مَنْ عَلَیْها فانٍ [ الرحمن : 26 ] ، أی على أرض الوجود هالکة بحکم قوله سبحانه :کُلُّ شَیْءٍ هالِکٌ إِلَّا وَجْهَهُ [ القصص : 88 ] ،
ومنفیة بحکم قوله علیه السلام : « کان اللّه ولا شیء معه » وهو الآن على ما علیه کان.
"" وهو الآن على ما علیه کان.العبارة زادها العارفون باللّه تعالى أخذا من قوله تعالى :هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ[ الحدید : 3 ].
وقوله تعالى :کُلُّ مَنْ عَلَیْها فانٍ ( 26 ) وَیَبْقى وَجْهُ رَبِّکَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِکْرامِ( 27 ) [ الرحمن: 26 – 27] . ""
وهو ، أی هذا الکلام المذکور الذی یعطیه الکشف الصحیح فی معنى قوله تعالى :وَإِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ [ هود : 123 ] عند أهل المعرفة باللّه .
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فإن شئت قلت إن الله تجلى مثل هذا الأمر، وإن شئت قلت إن العالم فی النظر إلیه وفیه مثل الحق فی التجلی، فیتنوع فی عین الناظر بحسب مزاج الناظر أو یتنوع مزاج الناظر لتنوع التجلی: وکل هذا سائغ فی الحقائق.
ولو أن المیت والمقتول أی میت کان أو أی مقتول کانإذا مات أو قتل لا یرجع إلى الله، لم یقض الله بموت أحد ولا شرع قتله. فالکل فی قبضته: فلا فقدان فی حقه.
فشرع القتل وحکم بالموت لعلمه بأن عبده لا یفوته: فهو راجع إلیه على أن قوله «وإلیه یرجع الأمر کله» أی فیه یقع التصرف، وهو المتصرف، فما خرج عنه شیء لم یکن عینه، بل هویته هو عین ذلک الشیء وهو الذی یعطیه الکشف فی قوله «و إلیه یرجع الأمر کله». )
قال رضی الله عنه : ( فإن شئت قلت إن اللّه تجلی ) لقلوب عباده ( مثل هذا الأمر ) .
أی مثل تجلی نار إبراهیم علیه السلام لعیون الناظرین وهذا ظهور الحق فی الخلق ( وإن شئت قلت إن العالم فی النظر إلیه وفیه ) قوله فی النظر إلیه إشارة إلى مرتبة الصفات وقوله وفیه إشارة إلى مرتبة الذات .
قال رضی الله عنه : ( مثل الحق فی التجلی ) خبر أن أی العالم یتنوع فی مرآة وجود الحق کما یتنوع الحق فی مرآة العالم عند التجلی وهو ظهور الخلق فی الحق ( فیتنوع ) التجلی ( فی عین الناظر بحسب مزاج الناظر ) هذا فی التجلی الشهادی .
قال رضی الله عنه : ( أو یتنوع مزاج الناظر لتنوع التجلی ) هذا فی التجلی الغیبی وقد مر بیان هذین القسمین فی الفص الشعبی ( وکل هذا سائغ فی الحقائق ) ولما فرغ عن أحوال الآخرة رجع إلى ما صدده وهو قوله والإنسان بالموت یرجع إلیه فقال : ( ولو أن المیت أو المقتول أیّ میت کان ) شقیا أو سعیدا ( أو أیّ مقتول کان ) ظلما أو حقا ( إذا مات أو قتل ) .
قوله رضی الله عنه : ( لا یرجع إلى اللّه ) خبر أن ( لم یقض اللّه بموت أحد ولا شرع قتله ) جواب لو أی ولو قضى بلا رجوع لوقع موت العبد بلا حکمة مع أن وجوده راجع ومراعى عند اللّه وذلک محال على اللّه ( فالکل ) سواء کان میتا أو مقتولا ( فی قبضته فلا فقدان ) للعبد ( فی حقه )
أی فی حق الحق ( فشرّع القتل وحکم بالموت لعلمه بأن عبده لا یفوته فهو راجع إلیه ) بالموت ( على أن قوله وَإِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ أی ) یقع ( فیه ) أی فی الأمر ( یقع التصرف وهو ) أی الحق ( المتصرف ) .
فلا یخلو العبد أن یکون متصرفا فیه الحق أبدا والعدم المحض لا یقبل التصرف فلا یکون العبد بالموت عدما مطلقا فحذف اسم إن للعلم به أی على أن قوله وَإِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ دلالة على هذا المعنى
قال رضی الله عنه : ( فما خرج عنه ) أی ما ظهر عن الحق ( شیء لم یکن ) ذلک الشیء ( عینه ) أی عین الحق فی بعض صفاته لا فی کلها کما قال الشیخ الأکبر فی مواضع وکل وصف وصف اللّه به نفسه کنا نتصف به إلا الوجوب الذاتی .
فإنه لاحظ للإنسان فیه وکل وصف نتصف به اتصف الحق به إلا الإمکان الذاتی ولوازمه فإن ذلک یستحیل على اللّه ثم کلامه .
قال رضی الله عنه : ( بل هویته ) أی هوبة الحق هو راجع إلى الهویة باعتبار إضافتها إلى الحق لذلک ذکر ( عین ذلک الشیء ) من وجه وهو کونه مخلوقا على صفة الحق لا غیر .
فإنه قال قدس سره من قبل فإن الإنسان کثیرا ما هو أحدی العین والحق أحدی العین فدل ذلک الکلام على امتناع اتحاد العینین ( وهو ) أی ما ذکرناه ( الذی یعطیه الکشف فی قوله وَإِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ) إشارة إلى أن أخذ هذا المعنى من هذا القول لا یکون إلا بالکشف لخفائه من إدراک العقول فظهر منه أن للقرآن والأحادیث معان لا تظهر دلالتهما علیها إلا بالکشف الإلهی .
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فإن شئت قلت إن الله تجلى مثل هذا الأمر، وإن شئت قلت إن العالم فی النظر إلیه وفیه مثل الحق فی التجلی، فیتنوع فی عین الناظر بحسب مزاج الناظر أو یتنوع مزاج الناظر لتنوع التجلی: وکل هذا سائغ فی الحقائق.
ولو أن المیت والمقتول أی میت کان أو أی مقتول کانإذا مات أو قتل لا یرجع إلى الله، لم یقض الله بموت أحد ولا شرع قتله. فالکل فی قبضته: فلا فقدان فی حقه.
فشرع القتل وحکم بالموت لعلمه بأن عبده لا یفوته: فهو راجع إلیه على أن قوله «وإلیه یرجع الأمر کله» أی فیه یقع التصرف، وهو المتصرف، فما خرج عنه شیء لم یکن عینه، بل هویته هو عین ذلک الشیء وهو الذی یعطیه الکشف فی قوله «و إلیه یرجع الأمر کله».)
قال رضی الله عنه : ( فإن شئت قلت إن الله تجلى مثل هذا الأمر، وإن شئت قلت إن العالم فی النظر إلیه وفیه مثل الحق فی التجلی، فیتنوع فی عین الناظر بحسب مزاج الناظر أو یتنوع مزاج الناظر لتنوع التجلی: وکل هذا سائغ فی الحقائق. ولو أن المیت والمقتول أی میت کان أو أی مقتول کانإذا مات أو قتل لا یرجع إلى الله، لم یقض الله بموت أحد ولا شرع قتله. فالکل فی قبضته: فلا فقدان فی حقه. فشرع القتل وحکم بالموت لعلمه بأن عبده لا یفوته: فهو راجع إلیه على أن قوله «وإلیه یرجع الأمر کله» أی فیه یقع التصرف، وهو المتصرف، فما خرج عنه شیء لم یکن عینه، بل هویته هو عین ذلک الشیء وهو الذی یعطیه الکشف فی قوله «و إلیه یرجع الأمر کله».
قال : ویصیر النار بردا وسلاما على من فیها کنعیم الخلیل، علیه السلام بالنار حین ألقی فیها وعاین أن الحق تعالى هو عین الکل وهویته تحقیقه وإلیه یرجع الأمر کله.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فإن شئت قلت إن الله تجلى مثل هذا الأمر، وإن شئت قلت إن العالم فی النظر إلیه وفیه مثل الحق فی التجلی، فیتنوع فی عین الناظر بحسب مزاج الناظر أو یتنوع مزاج الناظر لتنوع التجلی: وکل هذا سائغ فی الحقائق.
ولو أن المیت والمقتول أی میت کان أو أی مقتول کانإذا مات أو قتل لا یرجع إلى الله، لم یقض الله بموت أحد ولا شرع قتله. فالکل فی قبضته: فلا فقدان فی حقه.
فشرع القتل وحکم بالموت لعلمه بأن عبده لا یفوته: فهو راجع إلیه على أن قوله «وإلیه یرجع الأمر کله» أی فیه یقع التصرف، وهو المتصرف، فما خرج عنه شیء لم یکن عینه، بل هویته هو عین ذلک الشیء وهو الذی یعطیه الکشف فی قوله «و إلیه یرجع الأمر کله».)
قال رضی الله عنه : (فإن شئت قلت : إنّ الله تجلَّى مثل هذا الأمر ، وإن شئت قلت : إنّ العالم فی النظر إلیه وفیه مثل الحقّ فی التجلَّی ،فیتنوّع فی عین الناظر بحسب مزاج الناظر) .
یعنی - رضی الله عنه - المزاج الروحانیّ الذی للناظر طاحب الکشف والشهود لا مزاجه الجسمانیّ وإن کان له مدخل من وجه ما ، لا من جمیع الوجوه .
قال رضی الله عنه : ( أو یتنوّع الناظر لتنوّع التجلَّی ، وکل هذا سائغ فی الحقائق ) .
قال العبد یشیر رضی الله عنه : إلى اختلاف التجلَّی باختلاف مزاج الناظر إلى أنّ ظهور کل ظاهر فی کل مظهر إنّما یکون بحسب المظهر إن کان الناظر من شأنه أن یکون له حسب معیّن أو لم یکن إذا کان المظهر من شأنه أن لا یکون له حسب معیّن ، ولا بدّ ، وإلَّا فبحسب الظاهر والناظر ، وأمّا تنوّع مزاج الناظر بحسب التجلَّی فهو من حیث مزاج الناظر القلبی ،
فإنّ القلب یتقلَّب مع التجلَّی فی العبد الکامل ، فإنّه مقلب القلوب ، وفی غیره على غیر ذلک ، فاذکر ، فقد ذکر مرارا ، والوجهان سائغان شائعان ، فلا تتحیّر ، فلیس اختلاف الأحکام إلَّا باختلاف الوجوه بحسب الحاکم والمحکوم علیه والمحکوم به .
قال رضی الله عنه : ( ولو أنّ المیّت والمقتول - أیّ میت کان أو أیّ مقتول کان إذا مات أو قتل ، لا یرجع إلى الله ، لم یقض الله بموت أحد ولم یشرع قتله ، فالکلّ فی قبضته ، ولا فقدان فی حقّه ، فشرع القتل وحکم بالموت ، لعلمه أنّ عبده لا یفوته ، فهو راجع إلیه ) .
یشیر رضی الله عنه إلى أنّ العبد مربوب وجودا وعلما ، فإن بطن العبد عن ربوبیة الربّ الظاهر بالموت أو القتل ، فقد تولَّاه حین توفّاه الربّ القابض الباطن ، فإذا أخذ حفظه فی نشأة وموطن ومقام کالدنیا ، نقله إلى نشأة أخرى وموطن وحالة أخرى وتجلّ أعلى وأجلّ وأولى بالنسبة إلیه من الأولى ، فهو یقبضه إلیه عن ظهور وتجلّ وتبسّط فی نور وتجلّ آخر فی شأن أعلى وفضاء أضوا ، ویورده موردا أعذب وأحلى ، فله الحمد أبدا دائما فی الآخرة والأولى .
قال رضی الله عنه : ( على أنّ فی قوله : "وَإِلَیْه ِ یُرْجَعُ الأَمْرُ کُلُّه " أی فیه یقع التصرّف ، وهو المتصرّف ، فما خرج عنه شیء لم یکن عینه ، بل هویّته عین ذلک الشیء ، وهو الذی یعطیه الکشف فی قوله : وإلیه یرجع الأمر کلَّه ) .
قال العبد : والبرهان الکشفی على أنّ الحق بهویّته عین کلّ شیء انّ الأمر الموجود المشهود فی العالم إمّا نقوش وصور وأشکال وهیئات وتعیّنات وجودیة ، وإمّا وجود حق ظاهر متعیّن فیما ذکر کذلک .
والوجود واحد هو فیه عینه لا غیره ولا هو أمر زائد على حقیقته ، تعالى عن ذلک علوّا کبیرا .
والصور والهیئات والنقوش والکثرات مع أنّها لا تحقّق لها فی أعیانها إلَّا بالوجود الحق الظاهر بها - عائدة إلى حقائق الأشیاء وصور معلومیاتها فی العلم ، وهی شؤونه وأحواله ونسبه الذاتیّة ، والذاتیات عین الذات ، غیر زائدة علیها فی حقیقتها إلَّا علما لا وجودا ،
فما ثمّ إلَّا هو وأنا ، وهو فی أنا أنا ، وأنا فی هو هو ، کما قلنا :نحن فیه هو فاعرفنا به وهو فینا نحن فافهم ما أقول.
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فإن شئت قلت إن الله تجلى مثل هذا الأمر، وإن شئت قلت إن العالم فی النظر إلیه وفیه مثل الحق فی التجلی، فیتنوع فی عین الناظر بحسب مزاج الناظر أو یتنوع مزاج الناظر لتنوع التجلی: وکل هذا سائغ فی الحقائق.
ولو أن المیت والمقتول أی میت کان أو أی مقتول کانإذا مات أو قتل لا یرجع إلى الله، لم یقض الله بموت أحد ولا شرع قتله. فالکل فی قبضته: فلا فقدان فی حقه.
فشرع القتل وحکم بالموت لعلمه بأن عبده لا یفوته: فهو راجع إلیه على أن قوله «وإلیه یرجع الأمر کله» أی فیه یقع التصرف، وهو المتصرف، فما خرج عنه شیء لم یکن عینه، بل هویته هو عین ذلک الشیء وهو الذی یعطیه الکشف فی قوله «و إلیه یرجع الأمر کله».)
قال رضی الله عنه : (وإن شئت قلت : إن الله تجلى مثل هذا الأمر ، وإن شئت قلت : إن العالم فی النظر إلیه وفیه مثل الحق فی التجلی ، فیتنوع فی عین الناظر بحسب مزاج الناظر ، ویتنوع مزاج الناظر لتنوع التجلی ، وکل هذا سائغ فی الحقائق ) .
یعنى أن إبراهیم علیه السلام وجد النار بردا وسلاما مع شهود الصورة الناریة ، فإنها نار فی أعین الناظرین ، فإن الشیء الواحد یتنوع بحسب أحوال الناظرین ، وکذلک یکون التجلی الإلهی أی یختلف باختلاف الناظرین .
"" أضاف بالی زادة : مع إبراهیم أحد من الناس لجاز إحراقه مع کونه فی حق إبراهیم بردا وسلاما ، فکان حال أهل النار حال إبراهیم فی أنه تعذب برؤیتها مع أنه لا یخلو فی تلک الحالة عن الراحة الروحانیة ( مثل الحق فی التجلی ) أی العالم یتنوع فی مرآة وجود الحق کما یتنوع الحق فی مرآة العالم اهـ بالى زادة . ""
فإن شئت قلت : إن الله تعالى تجلى مثل هذا الأمر : أی تجلى تجلیا واحدا یتنوع بحسب تنوع أحوال الناظر .
وإن شئت قلت : إن العالم فی النظر إلیه مثل الحق فی التجلی ، أی العالم بفتح اللام فی نظر الناظرین إلیه وفیه ، کالحق فی تجلیه یراه الناظر إلیه بحسب مزاجه على صورة غیر ما یراه الآخر علیها ، کما أن المحرور یرى الهواء نارا والمبرود یراه زمهریرا ،
وأما فی حق التجلی الإلهی فالمراد بمزاج الناظر حاله وهیأته الروحانیة لا مزاجه الجسمانی ، فإن لصاحب الکشف أجزاء لا یختلف التجلی باختلافها ، وإن لمزاج البدن أیضا مدخلا فی ذلک من وجه ، فتارة یتنوع التجلی الواحد باختلاف حال الناظر ، وتارة یتنوع الناظر لتنوع التجلی على ما ذکر ،
إذ المظهر الذی غلب علیه أحکام الکثرة یتنوع التجلی الإلهی الواحد فیه بحسب أحواله فینصبغ التجلی بحکم المظهر ، وأما إذا کان الغالب على المظهر حکم الوحدة وهو قلب العبد الکامل المجرد المنسلخ عن أحکام الکثرة فإنه یتنوع بحسب تنوع التجلی ،
فإن هذا القلب مع تقلب الحق فی تجلیاته والحق یقلب قلبه فإنه یقلب القلوب وکلا الأمرین سائغ ، هذا فی الکامل ولیس ذلک فی غیره
قال رضی الله عنه : ( فلو أن المقتول أو المیت أی میت کان أو أی مقتول کان ، إذا مات أو قتل لا یرجع إلى الله لم یقض الله بموت أحد ولا شرع قتله ، فالکل فی قبضته فلا فقدان فی حقه ، فشرع القتل وحکم بالموت لعلمه بأن عبده لا یفوته فهو راجع إلیه ) .
یعنى لولا أن العبد بعد موته کان باقیا على عبودیته ومربوبیته لربه لم یحکم بموته وقتله ، فإن ربوبیته موقوفة على مربوبیة هذا العبد فلا یفوته ، ولا یقبل الانفکاک عنه أصلا بل دائما فی قبضة القابض الباطن ، فنقله من نشأة إلى نشأة أخرى ومن موطن إلى موطن هو به أولى ،
فهو یقبضه عن ظهور وتجل ویبسطه فی نور وتجلى آخر أعلى وأجل ، کما قال لنبیه علیه الصلاة والسلام : " ولَلآخِرَةُ خَیْرٌ لَکَ من الأُولى " .
فهو معه أینما کان ( على أن فی قوله "وإِلَیْه یُرْجَعُ الأَمْرُ کُلُّه " أی فیه یقع التصرف وهو للتصرف ، فما خرج عنه شیء لم یکن عینه بل هویته عین ذلک الشیء ، وهو الذی یعطیه الکشف فی قوله : " وإِلَیْه یُرْجَعُ الأَمْرُ کُلُّه" ).
اسم إن محذوف لدلالة فما خرج عنه شیء لم تکن عینه علیه أی فهو راجع إلیه مع أن فی قوله - ( وإِلَیْه یُرْجَعُ الأَمْرُ کُلُّه ) إیذانا بأن کل شیء عینه ، لأن لفظ الرجوع یدل على أنه الأصل الذی منه کل شیء بدا فیعیده ، فلا یقع التصرف إلا منه فیه فهو المتصرف بإبدائه عن نفسه ورجع إلیه ، فهو عین ذلک الشیء بتجلیه فی صورته عینا وعلما ووجودا ،
فهویته هی عین ذلک الشیء إذ الذی یعطیه الکشف هو أن الذات الأحدیة تجلى فی صور الأعیان،
وهی عین علمه بذاته لیست أمورا زائدة على الوجود لأنها صور معلوماته وشئونه الذاتیة منه بوجوده مع ثبوتها فی علمه ،
وإلیه عادت بقبضه إلیه ، کما قال :" ثُمَّ قَبَضْناه إِلَیْنا قَبْضاً یَسِیراً " أی لم یلبث أن یبسط .
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فإن شئت قلت إن الله تجلى مثل هذا الأمر، وإن شئت قلت إن العالم فی النظر إلیه وفیه مثل الحق فی التجلی، فیتنوع فی عین الناظر بحسب مزاج الناظر أو یتنوع مزاج الناظر لتنوع التجلی: وکل هذا سائغ فی الحقائق.
ولو أن المیت والمقتول أی میت کان أو أی مقتول کانإذا مات أو قتل لا یرجع إلى الله، لم یقض الله بموت أحد ولا شرع قتله. فالکل فی قبضته: فلا فقدان فی حقه.
فشرع القتل وحکم بالموت لعلمه بأن عبده لا یفوته: فهو راجع إلیه على أن قوله «وإلیه یرجع الأمر کله» أی فیه یقع التصرف، وهو المتصرف، فما خرج عنه شیء لم یکن عینه، بل هویته هو عین ذلک الشیء وهو الذی یعطیه الکشف فی قوله «و إلیه یرجع الأمر کله».)
قال رضی الله عنه : ( فإن شئت قلت إن الله تجلى مثل هذا الأمر . وإن شئت قلت إن العالم فی النظر إلیه وفیه مثل الحق فی التجلی . )
أی ، بعد أن علمت أن الشئ الواحد یتنوع و یظهر أنواعا مختلفة ، فإن شئت قلت المتجلی هو الله فی مرآیا الأعیان بالصور المختلفة .
کما صارت النار بردا وسلاما على إبراهیم وکانت نارا على أعین الناظرین .
وإن شئت قلت أن أعیان العالم هی المتجلیة فی مرآة وجود الحق بصور مختلفة عند النظر إلیه . فالعالم مثل الحق فی الظهور والتجلی بالصور .
قال رضی الله عنه : ( فیتنوع فی عین الناظر بحسب مزاج الناظر ، أو یتنوع مزاج الناظر لتنوع التجلی . وکل هذا سائغ فی الحقائق . )
أی ، فیتنوع التجلی فی عیون الناظرین بحسب أمزجتهم الروحانیة واستعداداتهم ، فتظهر بصورها ، لکن یتنوع الاستعدادات والأمزجة أیضا على حسب التجلی وذلک بحکم الغلبة : فإن کان حکم المتجلى له غالبا على حکم المتجلی ، فیظهر المتجلی ویتنوع بحسب ذلک الحکم ، فیغلب أحکام الکثرة على الوحدة .
وإن کان حکم المتجلی غالبا على حکم المتجلى له یهبه الاستعداد ویجعله مناسبا لأحکامه ، فتغلب
أحکام الوحدة على الکثرة .
وقد مر فی ( الفص الشیثی ) من أن لله تجلیین : تجلى غیب ، وتجلى شهادة . فبالتجلی الغیبی یهب للقلب الاستعداد ، فیتسع ، فیتجلى بالشهود على حسب ذلک الاستعداد .
قال رضی الله عنه : ( فلو أن المیت والمقتول - أی میت کان وأی مقتول کان - ) أی ، سواء کان مقتولا بالظلم ، أو بالحق ، أو میتا سعیدا أو شقیا .
قال رضی الله عنه : ( إذا مات أو قتل ، لا یرجع إلى الله ، لم یقض الله بموت أحد ولا شرع قتله ) لأن العدم شر محض والأعدام بالکلیة یوجب فناء الربوبیة ، لأنها بالمربوب یتحقق ولا یمکن ذلک فعند خروجه من محل سلطنة الاسم ( الظاهر ) وربوبیته ، دخل فی ولایة سلطان ( الباطن ) وعبودیته فما خرج عن کونه عبدا .
قال رضی الله عنه : ( فالکل فی قبضته ، فلا فقدان فی حقه . ) إذا الوجود محیط به ، لا یمکن أن یخرج شئ منه .
وضمیر فی ( حقه ) للحق . أی ، فلا فوت بالنسبة إلیه .
قال رضی الله عنه : ( فشرع القتل وحکم بالموت ، لعلمه بأن عبده لا یفوته ، فهو راجع إلیه ، على أن فی قوله تعالى : "وإلیه یرجع الأمر کله " . أی ، فیه یقع التصرف وهو المتصرف . )
لما کان رجوع الشئ إلى الشئ متصورا بمعنیین : أحدهما ، کقولنا : رجع الأمیر إلى سلطانه . وهذا لا یوجب أن یکون الراجع عین المرجوع إلیه .
والآخر ، کقولنا : رجع أجزاء البدن إلى أصولها ، فسر قوله : "وإلیه یرجع الأمر" بأنه هو المتصرف والمتصرف فیه .
فاسم ( أن ) محذوف . أی ،على أن هذا القول إشارة إلى أن المتصرف والمتصرف فیه واحدا .
قال رضی الله عنه : (فما خرج عنه شئ لم یکن عینه . ) أی ، فما ظهر منه شئ لم یکن ذلک الشئ عین الحق .
( بل هویته ) أی ، هویة الحق .
(هو عین ذلک الشئ .) إنما ذکر الضمیر الراجع إلى ( الهویة ) تغلیبا للمعنى .
قال رضی الله عنه : ( وهو الذی یعطیه الکشف فی قوله : "وإلیه یرجع الأمر کله " . ) أی ، الکشف الحقیقی لا یعطى إلا ما ذکرنا من أن هویة الحق عین هویة الأشیاء .
وبهذا المعنى قال تعالى : ( وإلیه یرجع الأمر کله ) . لا بالمعنى الآخر الذی یفهم منه أهل الظاهر . وهو الهادی
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فإن شئت قلت إن الله تجلى مثل هذا الأمر، وإن شئت قلت إن العالم فی النظر إلیه وفیه مثل الحق فی التجلی، فیتنوع فی عین الناظر بحسب مزاج الناظر أو یتنوع مزاج الناظر لتنوع التجلی: وکل هذا سائغ فی الحقائق.
ولو أن المیت والمقتول أی میت کان أو أی مقتول کانإذا مات أو قتل لا یرجع إلى الله، لم یقض الله بموت أحد ولا شرع قتله. فالکل فی قبضته: فلا فقدان فی حقه.
فشرع القتل وحکم بالموت لعلمه بأن عبده لا یفوته: فهو راجع إلیه على أن قوله «وإلیه یرجع الأمر کله» أی فیه یقع التصرف، وهو المتصرف، فما خرج عنه شیء لم یکن عینه، بل هویته هو عین ذلک الشیء وهو الذی یعطیه الکشف فی قوله «و إلیه یرجع الأمر کله». )
قال رضی الله عنه : ( فإن شئت قلت إنّ اللّه تجلّى مثل هذا الأمر ، وإن شئت قلت : إنّ العالم فی النّظر إلیه وفیه مثل الحقّ فی التّجلّی ، فیتنوّع فی عین النّاظر بحسب مزاج النّاظر أو یتنوّع مزاج النّاظر لتنوّع التّجلّی وکلّ هذا سائغ فی الحقائق ، فلو أن المیّت والمقتول أیّ میّت کان ، أو أیّ ، مقتول کان إذا مات أو قتل لا یرجع إلى اللّه ، لم یقض اللّه بموت أحد ولا شرّع قتله ، فالکلّ فی قبضته فلا فقدان فی حقّه ، فشرع القتل وحکم بالموت لعلمه بأنّ عبده لا یفوته ، فهو راجع إلیه ، على أن قوله :وَإِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ[ هود : 123 ] ، أی فیه یقع التّصرّف ، وهو المتصرّف ، فما خرج عنه شیء لم یکن عینه ، بل هویّته هو عین ذلک الشّیء ، وهو الّذی یعطیه الکشف فی قوله :وَإِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ[ هود :123] ، " والتّوفیق من اللّه تعالى" . )
قال رضی الله عنه : ( فإن شئت قلت : أن اللّه تجلى فی هذا الأمر ) مثل هذا الأمر بحسبه ، ( وإن شئت قلت : أن العالم فی النظر إلیه ) أی : إلى ظاهر صورته ، ( وفیه ) أی : النظر فی باطن حقیقته ( مثل الحق ) الذی ظهر فیه ( فی التجلی ) له ، أما فی الصورة فظاهر ، وأما فی العین الثابتة ؛
فلأنها من تجلیه فی ذاته لذاته ، ( فیتنوع ) التجلی ( فی عین الناظر ) ، مع وحدة التجلی فی نفسه ( بحسب مزاج الناظر ) إلى ذلک التجلی أی : القابل له ، فإنه بحسب استعداده الحاصل له من مزاجه ، وهذا على الوجه الأول ،
وأما على الوجه الثانی فهو المشار إلیه بقوله أی : ( یتنوّع مزاج النّاظر ) أی : القابل للتجلی ( لتنوّع التّجلّی وکلّ هذا سائغ فی ) علم ( الحقائق ) ، فإن التجلی یفید الاستعداد ، والاستعداد یفید تجلیا ، فیتنوع کل منهما بتبعیة تنوع الآخر ، وإذا کان التجلی متنوعا بنفسه وبتبعیة تنوع العالم ، کان مفیدا للحیاة مرة ، والموت أخرى ، والحیاة تفید تجلیا والموت آخر .
قال رضی الله عنه : ( فلو أن المیت أو المقتول أی میت کان ) کاملا وقاصرا ، فإنه أیضا مطلوب التجلی فیه ، ( وأی مقتول کان ) بحق أو ظلم ، فإن المقتول بحق أیضا مطلوب التجلی فیه ، وإن کان فی غایة القصور حتى لم یبق التجلی فیه فی حال الحیاة مطلوبا للحق إلا بشرط العفو وأخذ الفدیة من الولی ( إذا مات أو قتل لا یرجع إلى اللّه ) ، فیصیر محلا لتجلّ خاص بعده.
قال رضی الله عنه : ( لم ینقص اللّه بموت أحد ولا شرع قتله ) إذ کان قبل ذلک محلا لتجلیه ، وقد خلقه لأجله ، فکان فی الموت والقتل إبطال مطلوب بالکلیة ، وهو عبث لا یلیق بالحکیم ،
فهذا الأمر باق فیه بعد موته وقتله ، فالکل من الأحیاء والأموات ( فی قبضته ) یتصرف فیهم بما یرید من أنواع تجلیاته ؛ وذلک لبقائهم مع قابلیتهم لها ، ( فلا فقدان ) الشیء من أعیانهم وقابلیتهم ( فی حقه ) ، وإن فقدت فی حقهم قابلیة اکتسابهم ، فصح له أن یتجلى فیه میتا بوجه غیر ما کان یتجلى به حیّا ، فصح طلبه لهذا التجلی بعد استیفاء تجلیاته التی خلقه لها حیّا .
قال رضی الله عنه : ( فشرع القتل ) بالحد والقصاص ، ( وحکم بالموت ) وإن منع غیره من هدمه بلا سبب ؛ ( لعلمه بأن عبده لا یفوته ) بکل ما أراد به من أنواع تجلیاته ، فیعصی فی تجلیات الحیاة قبل الإماتة والقتل ، والهادم قد یفوت بجهله بعض التجلیات المطلوبة للحق على تقدیر بغایة ، فإذا لم تتم له تجلیات الحیاة التی خلق لها ،
قال رضی الله عنه : ( فهو راجع وإلیه ) بهیّات نوریة أو ظلمانیة استعاذها من تلک التجلیات ، فإن کانت نوریة کاملة استعاذ بها لأکمل التجلیات النوریة بعد الموت ، والهادم ربما تفرقه عن ذلک فهو متصرف فی التجلی الإلهی بالنقص ، وهو خلاف مطلوب الحق بل هو یتصرف فی التجلی بنا ( على أن فی قوله :وَإِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ )[ هود : 123 ] إشارة إلى أن کل تصرف وقع فی الوجود ، فهو راجع إلى الحق ، ( أی : فیه ) ،
یعنی : فی تجلیه ( یقع التصرف ) ، وإن کان وقوعه فی نظر العقل فی الاستعداد والعبد المتصرف فی الاستعداد ، وإن تصرف فی التجلی فلیس تصرفه فیه من حیث هو عبده ؛ لأنه کمال مطلوب للحق ، وأنّى أن یکون للعبد إعطاء الحق کماله ، بل ( هو المتصرف ) فی تجلیه وکذا فی استعداد العبد أیضا ؛ لأنه من تجلیه .
قال رضی الله عنه : ( فما خرج عنه شیء من التجلی ) والاستعداد ( لم یکن عینه ) ، فإن التجلی نور وجوده ، والاستعداد صفة العین الثابتة فی علمه ( بل هویته )
أی : وجود الحق ( هو عین ذلک الشیء ) من حیث الوجود سواء کان تجلیا أو عینا ثابتا أو استعدادا ، فإنهما من تجلیه العلمی وعلمه عین ذاته من وجه ، وهذا الذی ذکرنا من عینیة هویته لکل شیء ( هو الذی یعطیه الکشف فی فهم قوله :وَإِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ [ هود : 123 ] ، ) ، فالوجود ، والصفات ، والأعیان واستعداداتها راجعة إلى وجود الحق ، أشرق علیها بنوره إشراقا متنوعا بنفسه تارة ، وبحسب المحل أخرى ؛ فافهم ، فإنه مزلة للقدم .
وهذا هو المقام الیونسی فی قوله :لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظَّالِمِینَ[ الأنبیاء : 87 ] ، وهو الذی تم به فضله حتى قال سند المرسلین صلوات اللّه علیهم أجمعین فی حقّه : « من قال : أنا خیر من یونس بن متى ؛ فقد کذب » . رواه البخاری ، ومسلم.
ولما کانت الحکمة النفسیة علما بکمال النفس الإنسانیة ، وهی إنما تتحقق بالتجلی الغیبی علیها المفید لها حیاة کاملة عقبها بالحکمة الغیبیة ؛
فقال فی : فص حکمة غیبیة فی کلمة أیوبیة
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فإن شئت قلت إن الله تجلى مثل هذا الأمر، وإن شئت قلت إن العالم فی النظر إلیه وفیه مثل الحق فی التجلی، فیتنوع فی عین الناظر بحسب مزاج الناظر أو یتنوع مزاج الناظر لتنوع التجلی: وکل هذا سائغ فی الحقائق.
ولو أن المیت والمقتول أی میت کان أو أی مقتول کانإذا مات أو قتل لا یرجع إلى الله، لم یقض الله بموت أحد ولا شرع قتله. فالکل فی قبضته: فلا فقدان فی حقه.
فشرع القتل وحکم بالموت لعلمه بأن عبده لا یفوته: فهو راجع إلیه على أن قوله «وإلیه یرجع الأمر کله» أی فیه یقع التصرف، وهو المتصرف، فما خرج عنه شیء لم یکن عینه، بل هویته هو عین ذلک الشیء وهو الذی یعطیه الکشف فی قوله «و إلیه یرجع الأمر کله». )
قال رضی الله عنه : ( فإن شئت قلت : إنّ الله تجلَّى مثل هذا الأمر ) - أی مثل القابل وعلى شکله ( وإن شئت قلت : إنّ العالم فی النظر إلیه وفیه مثل الحقّ فی التجلَّی ) .
وفی طیّ عبارته هذه نکتة جلیلة حکمیة : وهی أنّه إذا کان مؤدّى العبارتین واحدا ، فیکون المثل موجودا قطعا ، ولیس مثل مثله شیء . وإلا لا یکون القابل من الفیض الأقدس ، ولا یکون لتسویة العبارتین وجه ، کما لا یخفى ذلک على الفطن .
وإیراد لفظ « المثل » هاهنا لإیماء هذا المعنى وتبیین قوله تعالى : “ لَیْسَ کَمِثْلِه ِ شَیْءٌ “ [ 42 / 11 ] فإنّ المثل محقّق الوجود ولیس لمثله وجود .
فإنّ التجلی الوجودی المذکور یتمثّل ، ( فیتنوّع فی عین الناظر بحسب مزاج الناظر ، أو یتنوّع مزاج الناظر لتنوّع التجلی . وکل هذا جائز سائغ فی الحقائق ) ، فإنّه إذا أثبت الفیض والقبول لا بدّ من الثنویّة الاعتباریّة ، لا غیر . وهو الذی یسوّغ تسویة العبارتین .
ثمّ إنّ هذا الکلام وقع هاهنا لتمهید بیان مرجعیّة الکل إلیه.
فلذلک أفصح عمّا هو المطلوب بقوله رضی الله عنه : ( ولو أن المیّت أو المقتول - أیّ میت کان أو أیّ مقتول کان ) سعیدا کان ذلک أو شقیّا - ( إذا مات أو قتل ، لا یرجع إلى الله لم یقض الله بموت أحد ولا شرع قتله . فالکلّ فی قبضته ) وتحت حوز إحاطته ، سواء کان بالجمعیّة الحیاتیّة ، أو بالتفرقة الفوتیّة - قتلیّة أو موتیّة - ( فلا فقدان فی حقّه . فشرع القتل وحکم بالموت ) ، بإرسال الأنبیاء وإنزال النوامیس ، ( لعلمه بأنّ عبده لا یفوته . فهو راجع إلیه ) هذا هو الظاهر ذوقا وشهودا .
إلیه یرجع الأمر کلَّه
( على أنّ ) فی الکلام المنزل القرآنیّ ما یدلّ على ذلک المعنى بأبلغ وجه ، دلالة بیّنة غیر خفیّة . وذلک فی ( قوله : “ وَإِلَیْه ِ یُرْجَعُ الأَمْرُ کُلُّه ُ “ [ 11 / 123 ] أی فیه یقع التصرّف ، وهو المتصرّف ) .
فإنّ « الرجوع » لغة هو العود إلى ما کان منه البدء مکانا کان أو فعلا أو قولا ، وبذاته کان رجوعه أو بجزء من أجزائه .
وذلک لأنّه قد أسند الرجوع إلى « الأمر » الدالّ على العموم ، مؤکَّدا بالکل .
فمعناه حینئذ أن مبدأ جمیع الأشیاء ومرجعه هو الحقّ - سواء اعتبر ذات الأشیاء أو فعلها أو قولها.
هذا ما یدلّ علیه بحسب أصل معناه اللغوی ، وأمّا بحسب العرف الذوقی : فیدلّ على أنّ الهویّة الإطلاقیّة مبدأ الکلّ ومرجعه .
ویدلّ ذلک عقلا على أنّ سائر التصرّفات حینئذ إنما یقع فیه ومنه . فهو المتصرّف والمتصرّف فیه .
وإلا یلزم أن یکون الخارج عن تلک الهویّة شیئا ، وهو خلاف ما علم من أصل معناه .
وتلک الهویّة لها الإحاطة التامّة ( فما خرج عنه شیء لم یکن عینه . بل هویّته عین ذلک الشیء .
وهو الذی یعطیه الکشف فی قوله “ وَإِلَیْه ِ یُرْجَعُ الأَمْرُ کُلُّه ُ “ [ 11 / 123 ] “ فإنّه فی ظاهر اللغة یدلّ على أن هو مرجع الأشیاء کلها ومبدؤها .
والذوق الکامل یدلّ على أن ما یکون کذلک یکون هویّته عین تلک الأشیاء .
ثمّ إنّ سیاق هذا الکلام یقتضی الفحص عن الحکمة الغیبیّة مع ما ذکرنا فی وجه نظم الفصوص وترتیبها عند الکلام على تحقیقها فلذلک أخذ فی بیانها قائلا : فصّ حکمة غیبیّة فی کلمة أیّوبیّة
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فإن شئت قلت إن الله تجلى مثل هذا الأمر، وإن شئت قلت إن العالم فی النظر إلیه وفیه مثل الحق فی التجلی، فیتنوع فی عین الناظر بحسب مزاج الناظر أو یتنوع مزاج الناظر لتنوع التجلی: وکل هذا سائغ فی الحقائق.
ولو أن المیت والمقتول أی میت کان أو أی مقتول کانإذا مات أو قتل لا یرجع إلى الله، لم یقض الله بموت أحد ولا شرع قتله. فالکل فی قبضته: فلا فقدان فی حقه.
فشرع القتل وحکم بالموت لعلمه بأن عبده لا یفوته: فهو راجع إلیه على أن قوله «وإلیه یرجع الأمر کله» أی فیه یقع التصرف، وهو المتصرف، فما خرج عنه شیء لم یکن عینه، بل هویته هو عین ذلک الشیء وهو الذی یعطیه الکشف فی قوله «و إلیه یرجع الأمر کله».)
قال رضی الله عنه : ( فإن شئت قلت إنّ اللّه تجلّى مثل هذا الأمر ، وإن شئت قلت إنّ العالم فی النّظر)
( فإن شئت ) جعلته مثالا للتجلی الوحدانی الإلهی .
( قلت : إن اللّه سبحانه تجلى ) بصور متنوعة ( مثل هذا الأمر ) یعنی النار التی هی فی
عین الخلیل علیه السلام نور . وفی أعین الناظرین نار ( وإن شئت ) جعلته مثالا للعالم و ( قلت إن العالم فی النظر ) المنتهی ( إلیه و ) النافذ ( فیه ) بملاحظة تفاصیل أحواله المستورة فیه ( مثل الحق فی التجلی ) ، أی تجلیه بحسب القوابل .
قال رضی الله عنه : ( إلیه وفیه مثل الحقّ فی التّجلّی . فیتنوّع فی عین النّاظر بحسب مزاج النّاظر أو یتنوّع مزاج النّاظر لتنوّع التّجلّی وکلّ هذا سائغ فی الحقائق . فلو أنّ المیّت - والمقتول - أیّ میّت کان ، أو أیّ ، مقتول کان - إذا مات أو قتل لا یرجع إلى اللّه ، لم یقض اللّه بموت أحد ولا شرّع قتله . فالکلّ فی قبضته فلا فقدان فی حقّه . فشرع القتل وحکم بالموت لعلمه بأنّ عبده لا یفوته : فهو راجع إلیه . على أنّ قوله :وَإِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُأی فیه یقع التّصرّف ، وهو المتصرّف ، فما خرج عنه شیء لم یکن عینه ، بل هویّته هو عین ذلک الشّیء وهو الّذی یعطیه الکشف فی قوله :وَإِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ[ هود : 123 ] .)
قال رضی الله عنه : ( فیتنوع ) ، أی العالم ( فی عین الناظر بحسب مزاج الناظر ) ، واستعداده لظهوره علیه کما عرفت ، ولما کان مزاج الناظر بحسب استعداده الکلی أمرا واحدا یتنوع بحسب تنوع التجلی المتنوع بحسب استعداداته الجزئیة یصلح أن تجعل النار فی الصورة المذکورة مثالا له وإلى هذه الصلاحیة أشار بقوله : ( أو یتنوع مزاج الناظرین لتنوع التجلی فکل ) واحد من ( هذا ) المذکور من التمثیلات الثلاثة سائغ فی معرفة ( الحقائق ) وبیانها .
قال رضی الله عنه : ( فلو أن المیت أو المقتول ، أی میت کان أو أی مقتول کان ) سعیدا أو شقیا ( إذا مات أو قتل لا یرجع إلى اللّه لم یقض اللّه بموت أحد ولا شرع قتله فالکل فی قبضته ) ، وتحت حکم إحاطته
قال رضی الله عنه : ( فلا فقد فی حقه فشرع القتل ( ، على ألسنة أولیائه ( وحکم بالموت ) ، فی سابق قضائه ( لعلمه بأن عبده لا یفوته فهو راجع إلیه ) ، بزواله عن الظاهر وانتقاله إلى الباطن وهذا ، أی رجوعه إلیه وهو الظاهر ذوقا وکشفا ( على أن هذا ) الرجوع منطو ( فی قوله تعالى :وَإِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ) [ هود : 123 ] ، أی أمر الوجود
قال رضی الله عنه : ( کله . أی فیه یقع التصرف فهو المتصرف فیه ) ، یعنی القابل . ( وهو المتصرف ) ، یعنی الفاعل وأمر الوجود منحصر فی القابل والفاعل ( فما خرج عنه شیء لم یکن عینه بل هویته عین ذلک الشیء وهو الذی یعطیه الکشف الصحیح فی قوله تعالى :وَإِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُکله ) .
قال الشیخ رضی الله عنه : (والتّوفیق من اللّه تعالى ) .
فالضمیر فی إلیه إشارة إلى هویته الغیبیة ،
والرجوع لغة هو : العود إلى ما کان منه البدء . فدلت هذه الآیة على أن هویته العینیة مبدأ الأشیاء کلها ومرجعها .
ومبدئیة شیء لشیء على أنواع :
أحدها : أن یتنزل المبدأ عن صرافة إطلاقه بظهور شؤونه المستجنة فی غیب ذاته وتقیده بها فیصیر أمرا مقیدا مغایرا بالتقیید والإطلاق ،
ورجوع هذا المقید إلى المبدأ بانسلاخه عن الصفات التقییدیة بعودها من الظاهر إلى الباطن ، فحمل المبدئیة والمرجعیة على هذا الاحتمال وجعل ضمیر الغائب إشارة إلى الهویة الغیبیة مما یعطیه الکشف.
فإن العقل لا یستقل به واللّه أعلم .
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص:۴۳۳-۴۳۴
فإن شئت قلت إنّ اللّه تجلّى مثل هذا الأمر.
و إن شئت قلت إنّ العالم فی النظر إلیه و فیه مثل الحقّ فی التجلّی.
و اگر خواهى بگو تجلى الهى، مثل این امر است.
یعنى، متجلى که حق تعالى است در مرایاى اعیان به صور مختلفه چنان است که نار براى إبراهیم برد و سلام بود و در چشم بینندگان، آتش.
و اگر خواهى بگو: اعیان عالم در مرآت وجود حق به صورتهاى مختلفه متجلى است هنگام نظر به حق تعالى و در حق تعالى. پس عالم، مثل حق است در ظهور و تجلى به صورتها.
فیتنوع فی عین الناظر بحسب مزاج الناظر أو یتنوع مزاج الناظر لتنوع التجلّی: و کلّ هذا سائغ فی الحقائق.
پس عالم، در چشم ناظر به حسب مزاج ناظر، یا مزاج ناظر، به علت تنوع تجلى متنوع میگردد و هر یک از این دو وجه در حقایق سائغ و جایز است.
گاهى احکام تجلى بر متجلى له غلبه پیدا میکند که در این صورت وحدت بر کثرت غلبه میکند و اگر حکم متجلى له بر حکم تجلى غلبه کند احکام کثرت بر وحدت غلبه میکند.( شرح فصوص قیصرى، ص ۳۸۶، ستون دوم.)
[فلو] أنّ المیت المتقول- أیّ میّت کان أو أیّ مقتول کان- إذا مات أو قتل لا یرجع إلى اللّه، لم یقض اللّه بموت أحد و لا یشرع (شرع- خ) قتله.
پس اگر میت و مقتول، هر میت و هر مقتولى که باشد، هنگامى که مرد یا کشته شد به حق تعالى رجوع نکند، خداوند به موت کسى حکم نمیکند و قتل او را تشریع نمیفرماید (برگشت به سخن قبلش نموده است که حق تعالى صورتى را که ساخته است تباه نمیکند و نقشه خود را ضایع نمیگرداند، بلکه میت و مقتول از محل سلطنت اسم ظاهر و ربوبیت آن خارج و در ولایت سلطان اسم باطن و عبودیت آن داخل شده است. پس از عبد بودن به در نرفته است.
فالکل فی قبضته: فلا فقدان فی حقّه فشرع القتل و حکم بالموت لعلمه بأن عبده لا یفوته: فهو راجع الیه. على أن قوله وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ أی فیه یقع التصرّف و هو المتصرّف، فما خرج عنه شیء لم یکن عینه، بل هویّته هو عین ذلک الشیء و هو الّذی یعطیه الکشف فی قوله وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ.
پس همه در قبضه او هستند و فقدانى در حق تعالى نیست. پس قتل (قصاص) را و حکم به موت را مشروع فرمود. زیرا میدانست عبدش از او فوت نمیشود. پس عبد به حق تعالى راجع است علاوه اینکه در قول حق تعالى وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ آمده است. پس امر وجود به او برگشت میکند و متصرف همه است. یعنى متصرف اوست و کل أمرهم به او رجوع مینماید. پس متصرف و متصرف فیه که خلقند واحدند. پس چیزى از او خارج نشده است (یعنى ظاهر نشده است) که آن شیء عین حق نباشد بلکه هویت حق، عین آن شیء است و این مطلب (که هویت حق عین هویت اشیا است) همانى است که کشف در گفتار حق وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ عطا میکند. (یعنى از کشف چنین استفاده میشود که هویت حق عین هویت أشیاء است).
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص:۸۴۴-۸۴۵
فإن شئت قلت إنّ اللّه تجلّى مثل هذا الأمر، و إن شئت قلت إنّ العالم فى النّظر إلیه و فیه مثل (مثل- معا) الحقّ فى التّجلّىّ.
یعنى چون دانستى که یک چیز متنوّع مىگردد و به انواع مختلفه ظاهر مىشود (ظاهر مىگردد- خ) اگر خواهى بگوى که متجلّى بارى تعالى است در مرایاى اعیان به صور مختلفه چنانکه نار برد و سلام شد بر ابراهیم علیه السلام و آتش و عذاب بود در اعین ناظرین؛ و اگر خواهى بگوى که اعیان است که مختلفه است در مرآت وجود حق و صور متنوعه خویش مىبیند هنگام نظر به سوى او،
بیت:
نظارگیان روى خوبت چون درنگرند از کرانها
در روى تو روى خویش بینند زینجاست تفاوت نشانها
پس عالم مثل حقّ است در ظهور و تجلّى به صور.
فیتنوّع فى عین النّاظر بحسب مزاج النّاظر أو یتنوّع مزاج النّاظر لتنوّع التّجلّى و کلّ هذا سائغ فى الحقائق.
یعنى متنوّع مىشود تجلّى در عیون ناظرین به حسب امزجه روحانیّه و استعدادات ایشان. پس ظاهر مىشود به صور ایشان لیکن متنوّع مىشود استعدادات و امزجه نیز برحسب تجلّى.
و این به حکم غلبه است اگر حکم متجلّى له غالب باشد بر حکم متجلّى، تنوّع به حسب این حکم بود پس غالب شود احکام کثرت بر وحدت؛ و اگر حکم متجلّى غالب شود بر حکم متجلّى له او را استعداد مىبخشد و استعداد او را مناسبتى با احکام خویش دهد، لاجرم غالب آید احکام وحدت بر کثرت.
و در فص شعیبى گذشت که حقّ سبحانه و تعالى را دو تجلّى است:
«تجلّى غیب و تجلّى شهادت». پس به «تجلّى غیبى» دل را استعداد مىبخشد
پس دل متّسع مىگردد؛ لاجرم به «تجلّى شهودى» به حسب این استعداد برو تجلّى مىکند.
فلو (و لو- خ) أنّ المیّت. و المقتول- أىّ میّت کان، أو أىّ، (و أیّ- خ) مقتول کان- إذا مات أو قتل لا یرجع إلى اللّه، لم یقض اللّه بموت أحد و لا شرّع (و لا یشرع- خ) قتله.
پس اگر میّت و مقتول- هر میّتى که باشد خواه سعید و خواه شقى و هر مقتولى که بود خواه به ظلم و خواه به حق- و اگر بمیرد و کشته شود و به حق راجع نگردد حقّ سبحانه و تعالى هرگز قضاى موت بر هیچ احدى نکردى، و قتل هیچ احدى را مشروع نساختى از آنکه عدم شرّ محض است؛ و اعدام بالکلّیه موجب فناى ربوبیّت، چه تحقق ربوبیّت به مربوب است. پس اگر بدین موت صورى از محل سلطنت اسم ظاهر و ربوبیّت او بیرون مىآید در ولایت سلطان اسم باطن و عبودیت او داخل مىگردد، (داخل مىشود- خ ل) پس از بنده بودن خارج نمىگردد.
فالکلّ فى قبضته فلا فقدان فى حقّه.
پس همه در قبضه اوست در حقّ حقّ هیچ فقدان نیست از آنکه رجوع محیط همه لاجرم خروج هیچچیز ازو متصوّر نیست.
بیت:
گرچه از ما کم شد از وى کم نشد بىدو چشم غیب کس مردم نشد
فشرع القتل و حکم بالموت لعلمه بأنّ عبده لا یفوته: فهو راجع إلیه. على أنّ قوله وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ أى فیه یقع التّصرّف، و هو المتصرّف،
پس مشروع گردانید قتل را و حکم به موت از براى آنکه مىداند که این تفریق سبب اتصال است و این فراق موجب وصال؛ و فوت (و موت- خ) از میان خلق حضور است با حقّ. و اگرچه ظاهرا ممات است اما در حقیقت چهره شوى حیات است چنانکه مىفرماید بیت:
مگر است چهره شوى حیات تو همچو مى مى بر کف است چهره پر از چین چه مانده اى
مرگ از پى خلاص تو غمخوار و واسطه ست جان کن نثار واسطه غمگین چه مانده اى
و چون رجوع شىء به سوى شىء به دو معنى است: یکى چنانکه مىگوئى رجوع کرد امیر به سلطان و این موجب نیست که راجع عین مرجوع الیه باشد.
و دوم چنانکه مىگوئى راجع شد اجزاى بدن به اصولش.
پس شیخ وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ را تفسیر بر وجه دوم کرد و تصریح نمود که متصرّف و متصرّف فیه یکى است و اسم «أن» محذوف است یعنى على أنّ فى هذا القول إشارة إلى أنّ المتصرّف و المتصرّف فیه واحد.
فما خرج عنه شىء لم یکن عینه، بل هویّته هو عین ذلک الشّىء.
یعنى ظاهر نشد از حقّ چیزى که نه عین او باشد بلکه هویّت حق عین آن چیز است که ازو خارج شده است. و تذکیر ضمیر راجع به هویّت از براى تغلیب جانب معنى است.
و هو الّذى یعطیه الکشف فى قوله وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ.
یعنى آنچه کشف حقیقى اقتضاء مىکند این است که هویّت حق عین هویّت اشیاء است وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ راجع به این معنى است نه به معنى دیگر که اهل ظاهر فهم کردهاند. بیت:
اهل ظاهر از کلام حق نبیند غیر پوست مغز آن بیند که او بینا بود با چشم دوست
(و التّوفیق من اللّه تعالى- خ)
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۳۷
فإن شئت قلت إنّ اللّه تجلّى مثل هذا الأمر، و إن شئت قلت إنّ العالم فی النّظر إلیه و فیه مثل الحقّ فی التّجلّی، فیتنوّع فی عین النّاظر بحسب مزاج النّاظر أو یتنوّع مزاج النّاظر لتنوّع التّجلّی: و کلّ هذا سائغ فی الحقائق.
شرح چون معلوم کردى که شیء واحد متنوع مىگردد، و انواع مختلفه مىنماید؛ و آن چنان بود که حق متجلى بود در مرآت اعیان به صور مختلفه، یا خود اعیان عالمست که متجلّیست در مرآت وجود حقّ به صور مختلفه. و چون ناظر در آن نگرد، عالم را در ظهورات مثل حق یابد در تجلّى کردن به صور. پس به حسب مزاج عیون ناظران، و قوّت و ضعف روحانیت، آن تجلّى متنوع نماید.
پس اگر حکم تجلّى غالب آید بر متجلّى له، و احکام تجلّى او را استعدادى بخشد مناسب حکم تجلّى، وحدت حقیقى بر کثرت تعیّنات غالب آید؛ آن را تجلّى عینى خوانند. و اگر حکم متجلّى له غالب باشد، تجلّى متنوع نماید، و کثرت بر وحدت راجح آید، و این تجلّى را تجلّى شهادى خوانند. و لو أنّ المیّت و المقتول- أیّ میّت کان او أیّ مقتول کان- إذا مات أو قتل لا یرجع إلى اللّه، لم یقض اللّه بموت أحد و لا شرع قتله. فالکلّ فی قبضته: فلا فقدان فی حقّه.
شرح زیرا که اعدام مربوب مستلزم فناى ربوبیّت است، که تحقّق ربوبیّت در خارج به وجود مربوب است، و لم یزل و لا یزال ربّ است. پس موت صورى سبب انتقال میّت است از محلّ سلطنت اسم ظاهر به محل سلطنت اسم باطن.
فشرع القتل و حکم بالموت لعلمه بأنّ عبده لا یفوته: فهو راجع إلیه. على أنّ قوله «وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ» أی فیه یقع التّصرّف، و هو المتصرّف، فما خرج عنه شیء لم یکن عینه، بل هویّته هو عین ذلک الشّىء و هو الّذی یعطیه الکشف فی قوله «وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ».
شرح یعنى این که گفته شد که هویّت حق است که عین هویّت اشیاست که:
«وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ»، اشارت بدان از طور کشف حقیقى است، نه طور علم برهانى.