عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الأولى: 


متن فصوص الحکم الشیخ الأکبر محمد ابن العربی الطائی الحاتمی 638 هـ :

19 - فص حکمة غیبیة فی کلمة أیوبیة

اعلم أن سر الحیاة سرى فی الماء فهو أصل العناصر والأرکان، ولذلک جعل الله «من الماء کل شیء حی»: وما ثم شیء إلا وهو حی، فإنه ما من شیء إلا وهو یسبح بحمد الله ولکن لا نفقة تسبیحه إلا بکشف إلهی.

ولا یسبح إلا حی. فکل شیء حی. فکل شیء الماء أصله.

ألا ترى العرش کیف کان على الماء لأنه منه تکون فطفا علیه فهو یحفظه من تحته، کما أن الإنسان خلقه الله عبدا فتکبر على ربه وعلا علیه، فهو سبحانه مع هذا یحفظه من تحته بالنظر إلى علو هذا العبد الجاهل بنفسه، وهو قوله علیه السلام «لو دلیتم بحبل لهبط على الله».

فأشار إلى نسبة التحت إلیه کما أن نسبة الفوق إلیه فی قوله «یخافون ربهم من فوقهم»، «وهو القاهر فوق عباده». فله الفوق والتحت.

ولهذا ما ظهرت الجهات الست إلا بالإنسان، وهو على صورة الرحمن.

ولا مطعم إلا الله، وقد قال فی حق طائفة «ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجیل»، ثم نکر وعم فقال «وما أنزل إلیهم من ربهم»، فدخل فی قوله «وما أنزل إلیهم من ربهم» کل حکم منزل على لسان رسول أو ملهم، «لأکلوا من فوقهم» وهو المطعم من الفوقیة التی نسبت إلیه، «ومن تحت أرجلهم»، وهو المطعم من التحتیة التی نسبها إلى نفسه على لسان رسوله المترجم عنه صلى الله علیه وسلم.

ولو لم یکن العرش على الماء ما انحفظ وجوده، فإنه بالحیاة ینحفظ وجود الحی.

ألا ترى الحی إذا مات الموت العرفی تنحل أجزاء نظامه وتنعدم قواه عن ذلک النظم الخاص؟

قال تعالى لأیوب «ارکض برجلک هذا مغتسل»، یعنی ماء، «بارد» لما کان علیه من إفراط حرارة الألم، فسکنه الله ببرد الماء.

ولهذا کان الطب النقص من الزائد والزیادة فی الناقص.

والمقصود طلب الاعتدال، ولا سبیل إلیه إلا أنه یقاربه.

وإنما قلنا ولا سبیل إلیه- أعنی الاعتدال- من أجل أن الحقائق والشهود تعطی التکوین مع الأنفاس على الدوام، ولا یکون التکوین إلا عن میل فی الطبیعة یسمى انحرافا أو تعفینا وفی حق الحق إرادة وهی میل إلى المراد الخاص دون غیره.

والاعتدال یؤذن بالسواء فی الجمیع، وهذا لیس بواقع، فلهذا منعنا من حکم الاعتدال.

وقد ورد فی العلم الإلهی النبوی اتصاف الحق بالرضا والغضب، وبالصفات.

والرضا مزیل للغضب، والغضب مزیل للرضا عن المرضی عنه والاعتدال أن یتساوى الرضا والغضب، فما غضب الغاضب على من غضب علیه وهو عنه راض.

فقد اتصف بأحد الحکمین فی حقه وهو میل.

وما رضی الراضی عمن رضی عنه وهو غاضب علیه، فقد اتصف بأحد الحکمین فی حقه وهو میل.

وإنما قلنا هذا من أجل من یرى أن أهل النار لا یزال غضب الله علیهم دائما أبدا فی زعمه .

فما لهم حکم الرضا من الله، فصح المقصود.

فإن کان کما قلنا مآل أهل النار إلى إزالة الآلام وإن سکنوا النار، فذلک رضا:

فزال الغضب لزوال الآلام إذا عین الألم عین الغضب إن فهمت.

فمن غضب فقد تأذى، فلا یسعى فی انتقام المغضوب علیه بإیلامه إلا لیجد الغاضب الراحة بذلک، فینتقل الألم الذی کان عنده إلى المغضوب علیه.

والحق إذا أفردته عن العالم یتعالى علوا کبیرا عن هذه الصفة على هذا الحد.

وإذا کان الحق هویة العالم، فما ظهرت الأحکام کلها إلا منه وفیه، وهو قوله «وإلیه یرجع الأمر کله» حقیقة وکشفا «فاعبده و توکل علیه» حجابا وسترا .

فلیس فی الإمکان أبدع من هذا العالم لأنه على صورة الرحمن، أوجده الله أی ظهر وجوده تعالى بظهور العالم کما ظهر الإنسان بوجود الصورة الطبیعیة.

فنحن صورته الظاهرة، وهویته روح هذه الصورة المدبرة لها.

فما کان التدبیر إلا فیه کما لم یکن إلا منه.

فـ هو «الأول» بالمعنى «والآخر» بالصورة وهو «الظاهر» بتغیر الأحکام والأحوال، «والباطن» بالتدبیر، «وهو بکل شیء علیم» فهو على کل شیء شهید، لیعلم عن شهود لا عن فکر.

فکذلک علم الأذواق لا عن فکر وهو العلم الصحیح وما عداه فحدس وتخمین لیس بعلم أصلا.

ثم کان لأیوب علیه السلام ذلک الماء شرابا لإزالة ألم العطش الذی هو من النصب والعذاب الذی مسه به الشیطان، أی البعد عن الحقائق أن یدرکها على ما هی علیه فیکون بإدراکها فی محل القرب.

فکل مشهود قریب من العین ولو کان بعیدا بالمسافة.

فإن البصر یتصل به من حیث شهوده ولولا ذلک لم یشهده، أو یتصل المشهود بالبصر کیف کان.  فهو قرب بین البصر والمبصر.

ولهذا کنى أیوب فی المس، فأضافه إلى الشیطان مع قرب المس فقال البعید منی قریب لحکمه فی.

وقد علمت أن البعد والقرب أمران إضافیان، فهما نسبتان لا وجود لهما فی العین مع ثبوت أحکامها فی البعید والقریب.

واعلم أن سر الله فی أیوب الذی جعله عبرة لنا وکتابا مسطورا حالیا تقرؤه هذه الأمة المحمدیة لتعلم ما فیه فتلحق بصاحبه تشریفا لها.

فأثنى الله علیه- أعنی على أیوب- بالصبر مع دعائه فی رفع الضر عنه.

فعلمنا أن العبد إذا دعا الله فی کشف الضر عنه لا یقدح فی صبره وأنه صابر وأنه نعم العبد کما قال تعالى «إنه أواب» أی رجاع إلى الله لا إلى الأسباب، والحق یفعل عند ذلک بالسبب لأن العبد یستند إلیه، إذ الأسباب المزیلة لأمر ما کثیرة والمسبب واحد العین.

فرجوع العبد إلى الواحد العین المزیل بالسبب ذلک الألم أولى من الرجوع إلى سبب خاص ربما لا یوافق علم الله فیه، فیقول إن الله لم.

فعمل أیوب بحکمة الله إذ کان نبیا، لما علم أن الصبر الذی هو حبس النفس عن الشکوى عند الطائفة، ولیس ذلک بحد للصبر عندنا.

وإنما حده حبس النفس عن الشکوى لغیر الله لا إلى الله.

فحجب الطائفة نظرهم فی أن الشاکی یقدح بالشکوى فی الرضا بالقضاء، ولیس کذلک، فإن الرضا بالقضاء لا تقدح فیه الشکوى إلى الله ولا إلى غیره، وإنما تقدح فی الرضا بالمقضی.

ونحن ما خوطبنا بالرضا بالمقضی.

والضر هو المقضی ما هو عین القضاء.

وعلم أیوب أن فی حبس النفس عن الشکوى إلى الله فی رفع الضر مقاومة القهر الإلهی، وهو جهل بالشخص إذ ابتلاه الله بما تتألم منه نفسه، فلا یدعو الله فی إزالة ذلک الأمر المؤلم، بل ینبغی له عند المحقق أن یتضرع ویسأل الله فی إزالة ذلک عنه، فإن ذلک إزالة عن جناب الله عند العارف صاحب الکشف: فإن الله قد وصف نفسه بأنه یؤذی فقال «إن الذین یؤذون الله ورسوله».

وأی أذى أعظم من أن یبتلیک ببلاء عند غفلتک عنه أو عن مقام إلهی لا تعلمه لترجع إلیه بالشکوى فیرفعه عنک، فیصح الافتقار الذی هو حقیقتک، فیرتفع عن الحق الأذى بسؤالک إیاه فی رفعه عنک، إذ أنت صورته الظاهرة.

کما جاع بعض العارفین فبکى فقال له فی ذلک من لا ذوق له فی هذا الفن معاتبا له، فقال العارف «إنما جوعنی لأبکی».

یقول إنما ابتلانی بالضر لأسأله فی رفعه عنی، وذلک لا یقدح فی کونی صابرا.

فعلمنا أن الصبر إنما هو حبس النفس عن الشکوى لغیر الله، وأعنی بالغیر وجها خاصا من وجوه الله.

وقد عین الله الحق وجها خاصا من وجوه الله وهو المسمى وجه الهویة فتدعوه من ذلک الوجه فی رفع الضر لا من الوجوه الأخر المسماة أسبابا، ولیست إلا هو من حیث تفصیل الأمر فی نفسه.

فالعارف لا یحجبه سؤاله هویة الحق فی رفع الضر عنه عن أن تکون جمیع الأسباب عینه من حیثیة خاصة.

وهذا لا یلزم طریقته إلا الأدباء من عباد الله الأمناء على أسرار الله، فإن لله أمناء لا یعرفهم إلا الله ویعرف بعضهم بعضا.

وقد نصحناک فاعمل وإیاه سبحانه فاسأل.

 

متن نقش فصوص الحکم للشیخ الأکبر محمد ابن العربی الطائی الحاتمی 638 هـ :

19 - نقش فص حکمة غیبیة فی کلمة أیوبیة

لمّا لم یناقض الصبر الشکوى إلى الله ولا قاوم الإقتدار الإلهی لصبره .

وعُلم هذا منه . أعطاه الله أهله ومثلهم معهم .

ورکض برجله عن أمر ربه . فأزال بتلک الرکضة آلامه .

ونبع الماء الذی هو سر الحیاة الساریة فی کل حی طبیعی . فمن ماءٍ خُلق . وبه یرى . فجعله رحمةً لهُ . وذکرى لنا وله .

ورفق به فیما نذره تعلیماً لنا لیتمیز فی الموّفین بالنذر .

وجعلت الکفارة فی أمة محمدٍ صلى الله علیه وسلم لسترهم عما یعرض لها من العقوبة فی الحنث .

والکفارة عبادة . والأمر بها أمرٌ بالحنث . إذ رأى خیراً مما حلف علیه . فراعى الإیمان . وإن کان فی معصیة ذاکرٌ لله فیطلب العضو الذاکر نتیجة ذکره إیاه .

وکونه فی معصیة أو طاعة حکم آخر لا یلزم الذاکر منه شیء .


الفکوک فی اسرار مستندات حکم الفصوص صدر الدین القونوی 673 هـ :

19 - فک ختم الفُُص الایوبى

1 / 19 -  اعلم ان فی تسمیة هذه الحکمة بالحکمة الغیبیة سرین کبیرین أنبه علیهما ان شاء الله تعالى ،

فالسر الأول منها : هو ان المحن والبلایا من حیث صورتها مؤلمة بالنسبة الى جمیع الناس غیر ملائمة لنفوسهم وطباعهم ولا یصبر علیها الا من قویت نسبته من العوالم الغیبیة وجزم بحسن نتائجها وثمراتها المرضیة ، لتصدیقه الاخبارات الإلهیة والنبویة ، او لاطلاعه على العوالم التی وراء الحس ، فیهون ذلک علیه الصبر على مضض المحن لما یعلمه او یرجوه من حسن العاقبة واجنائه ثمرات ما یقاسیه من المکاره ، و على کلا التقدیرین فالنفع مغیب والعذاب مشهود حاضر .

 

2 / 19 - والسر الاخر هو ان الإنسان وان جزم عن ایمان محقق او عیان ، ان للصبر على المحن ثمرات مرضیة ، فإنه لا یلزم من ذلک رجوع ما ذهب عنه بعینه فکیف ان یعاد الیه عین ما تلف ومثله معه فی الدنیا ؟

وکلا السرین تضمنها حال ایوب علیه السلام .

 

3 / 19 -  وقد فتحت لک باب هذا المقام فلج فیه ان کنت من اهله ، انک ان ولجت فیه استشرفت على جملة من اسرار التکالیف واسرار العبادات الشاقة البدنیة والنفسانیة وفائدة التحریض علیها وسر المجازاة علیها فی الآخرة ، وفی الدنیا دون الآخرة ، وفی الدنیا والآخرة معا وعرفت الفرق بین المواهب الإلهیة الواردة ابتداء ولیس لکسب فیها مدخل وبین ما تنتجه المکاسب فی ظاهر الإنسان وباطنه وغیر ذلک مما یتعلق بهذا الباب .

 

4 / 19 - ثم اعلم : ان البلاء والمحن التی تلحق بالأنبیاء والأکابر من اهل الله ینقسم الى ثلاثة اقسام ، لکل قسم منها موجب وحکم وثمرة : فتارة یکون بالنسبة الى البعض مصاقیل لقلوبهم ومتممات لاستعداداتهم الوجودیة المجعولة ، لتهیئوا بذلک الأمور لقبول ما یتم به لهم اذواق مقاماتهم التی حصلوها ولم یکمل لهم التحقیق بها ، فیکون تلبسهم بتلک المحن سببا لاستیفائهم ذوق مقامهم الناقص وترقیهم فیه الى ذروة سنامه الموجب الاطلاع على ما فیه ، فإنه من لم یتکلم على المقام - اى مقام کان - ولم یترجم عنه بطریق الحصر لاصوله والاستشراف على جملة ما فیه ، فإنه انما یتکلم على ذوقه من ذلک المقام لیس بحاکم علیه ومحیط به ، فافهم .

 

5 / 19 - وموجب القسم الثانی هو سبق علم الحق بان المقام الفلانی سیکون لزید لا محالة ، مع علم الحق ایضا ان حصول ذلک المقام لمن قدر حصوله له لا بد وان یکون للکسب فیه مدخل ، فلا یتمحض الموهبة الذاتیة فیه ، فان ساعد القدر الإلهی والتوفیق بارتکاب الأعمال التی هی شروط فی حصول ذلک المقام ، کان ذلک ، وان لم یساعد القدر ولم یف العمر باستیفاء تلک المشترط ارتکابها للتحقق بذلک المقام ، أرسل الله المحن على صاحب المقام ورزقه الرضا بها والصبر علیها وحبس النفس فیه عن الشکوى الى غیر الله والاستعانة فی رفعها بسواه ، فکان ذلک کله عوضا عن تلک الأعمال المشترط فیها ذکرنا وقائمة مقامها ، فحصل للمقام المقدر حصوله علیها .

 

6 / 19 - فان الصبر والرضاء والإخلاص لله دون الالتجاء الى غیره وطلب المعونة من سواه - کلها اعمال باطنة یسرى حکمها فی الأحوال الظاهرة - کالنیة ونحوها - فاعلم ذلک وتدبر ما ذکرت لک تعرف کثیرا من اسرار محن ایوب علیه السلام وما ابتلى به وثمراته .

 

7 / 19  - اما موجب القسم الثالث فهو سعة مرآة حقائق الأکابر المضاهیة للحضرة الإلهیة المترجم عنها بقوله تعالى : " وإِنْ من شَیْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُه " [ الحجر / 21 ] فمن کانت مرآة حقیقته اوسع ، کان قبوله مما فی الحضرة وحظه منها اوفر ، فکما ان حظهم مما یعطى السعادة ویثمر مزید القرب من الحق سبحانه والاحتظاء بعطایاه الاختصاصیة اوفر ، فکذلک قبول ما لا یلائم الطبع والمزاج العنصری الذی به تمت الجمعیة وصحت المضاهاة المذکورة یکون اکثر .

فافهم هذا ، قد أوضحت لک اسرار المحن والبلایا المختصة بالاکابر محصورة الأقسام .

 

8 / 19 - واما الخصیصة بعموم المؤمنین : فهی وان کانت من بعض فروع القسم الأول ، لکن أخبرت الشریعة باحکامها وثمراتها ، فلا حاجة الى بسط القول فی ذلک ، لا سیما بعد استیفاء بیان ما خفى من اسرار الحال الایوبى علیه السلام لمن تذکر ما ذکرنا.

 

کلمات و مصطلحات وردت فی فص حکمة غیبیة فی کلمة أیوبیة

مصطلح أیوب

فی اللغة أیوب أحد أنبیاء بنی إسرائیل اشتهر بصبره على فقد أهله وماله وما أصابه من أمراض  


فی الاصطلاح الصوفی

یقول الإمام القشیری:

" أیوب : لکثرة إیابه إلى الله فی جمیع أحواله فی السراء والضراء ، والشدة والرخاء ".


یقول الدکتور یوسف زیدان:

" أیوب علیه السلام : یشیر  إلى الوله والمحبة " .


یقول الشیخ عبد الغنی النابلسی فی أنواع خلوات الأنبیاء:

" کانت خلوة أیوب فی البلاء .

وکانت خلوة إبراهیم فی النار .

وکانت خلوة موسى فی التابوت فی الیم أولا ، ثم بالاعتزال والصیام .

وکانت خلوة یونس وکمال ریاضته فی بطن الحوت " .


یقول الشریف الجرجانی :

" الصبر هو ترک الشکوى من ألم البلوى لغیر اللّه لا إلى اللّه لأن اللّه تعالى اثنى على أیوب، علیه السلام بالصبر بقوله إنا وجدناه صابرا، مع دعائه فی دفع الضر عنه،

بقوله :"وأیوب إذ نادى ربه انّى مسنّى الضر وأنت ارحم الراحمین"،

فعلمنا ان العبد إذا دعى اللّه تعالى فی کشف الضر عنه لا یقدح فی صبره،

ولئلا یکون کالمقاومة مع اللّه تعالى ودعوى التحمل بمشاقة،

قال اللّه تعالى "ولقد اخذناهم بالعذاب فما استکانوا لر بهم وما یتضرعون"،

فان الرضا بالقضاء لا یقدح فیه الشکوى إلى اللّه ولا إلى غیره وانما یقدح بالرضا فی المقضى، ونحن ما خوطبنا بالرضا بالمقضی والضرّ هو المقضی به، وهو مقتضى عین العبد سواء رضی به أو لم یرضى.

کما قال صلى اللّه علیه وسلم : "من وجد خیرا فلیحمد اللّه ومن وجد غیر ذلک فلا یلومنّ الا نفسه" ، وانما لزم الرضاء بالقضاء لأن العبد لا بد ان یرضى بحکم سیده "


یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی :

" اعلم إن ترک الترک إمساک ، والزهد ترک ، وترک الزهد : ترک الترک ، فهو عین رجوعک إلى ما زهدت فیه ، لأن العلم الحق ردک إلیه والحال یطلبه ، فما له حقیقة فی باطن الأمر ، لکن له حکم فی الظاهر ، فیصح هذا القدر منه وبقى ، هل یقع الإمساک الذی هو ترک الزهد عن رغبة فی الممسوک أو لا عن رغبة فاختلفت أحوال الناس فیه ...

فمن أمسک لا عن رغبة ، فهو زاهد أمین على إمساک حقوق الغیر حتى یؤدیها إلى أربابها فی الأوقات المقدرة المقررة . "


یقول الشیخ أبو علی الدقاق :

" حقیقة الصبر : هو الخروج من البلاء على حسب الدخول فیه مثل أیوب علیه السلام قال فی آخر بلائه : " مسنی الضر وأنت أرحم الراحمین" .

فحفظ أدب الخطاب حیث عرض بقوله : "وأنت أرحم الراحمین " ولم یصرح بقوله ارحمنی ".


ویقول الإمام القشیری :

" لیس الصبر ألا تذکر البلاء لفظا ونطقا ، بل هو ألا تعترض بقلبک على قضائه وقدره ، وإن ذکرت حالک له ، ورفعت قصتک إلیه بلفظ لک ،

ودلیل ذلک أن أیوب علیه السلام قال : " أنی مسنی الشیطان بنصب وعذاب " ،

وقال : " أنی مسنی الضر " ، ومع هذا کله لما کان راضیا بقلبه ، غیر مغیر ظنه قال الله تعالى فی حقه : " إنا وجدناه صابرا " .


یقول الشیخ أحمد الکمشخانوی النقشبندی :

" قیل : إنما قال الله تعالى فی حق أیوب علیه السلام : " إنا وجدناه صابرا " .

ولم یقل صبورا ، والصبور أبلغ فی معنى الصبر من الصابر .

لأنه لم یکن فی جمیع أحواله فی حالة الصبر ، بل کان فی بعض أحواله یتلذذ بالبلاء ویستعد به ، فلم یکن فی تلک الحال صابرا لأن الصبر لا یکون إلا مع المشقة والکراهة " .



یقول الشیخ عبد العزیز الدباغ :

" الضر الذی مس أیوب علیه السلام هو الإلتفات إلى غیره تعالى ، وهو أعظم ضر عند العارفین ".


مصطلحات : الوجه الإلهی  - وجه الهویة - الوجه الخاص


یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی :

" العارفون فإنهم عرفوا أن لله وجها خاصا فی کل موجود ، فهم لا ینظرون أبدا إلى شیء من حیث أسبابه ، وإنما ینظرون فیه من الوجه الذی لهم من الحق ، فینظر بعین حق ، فلا یخطئ أبدا ".


و یقول ابن العربی الطائی الحاتمی :

" إنما سمی النزول من الملائکة إلینا عروجا ، والعروج إنما هو لطالب العلو ، لأن لله فی کل موجود تجلیا ووجها خاصا به یحفظه … ولما کان للحق سبحانه صفة العلو على الإطلاق ، سواء تجلى فی السفل أو العلو ، فالعلو له .


یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی فی الوجه الالهی:

" العارفون عرفوا أن لله وجها خاصا فی کل موجود ، فهم لا ینظرون أبدا إلى شیء من حیث أسبابه ، وإنما ینظرون فیه من الوجه الذی لهم من الحق ، فینظر بعین حق فلا یخطئ أبدا".

وانما سمی النزول من الملائکة الینا عروجا، والعروج انما هو لطالب العلو، لان للّه فی کل موجود تجلیا ووجها خاصا به یحفظه. . . ولما کان للحق سبحانه صفة العلو على الاطلاق، سواء تجلى فی السفل أو العلو، فالعلو له.

ان للّه تعالى فی کل موجود وجها خاصا، یلقی الیه "إلى الموجود" منه "من الوجه الخاص" ما یشاء، مما لا یکون لغیره من الوجوه، ومن ذلک الوجه: یفتقر کل موجود الیه. . . " (ف 2/ 423).



فی المعجم الصوفی الحکمة فی حدود الکلمة د. سعاد الحکیم (ص: 1141)

5 - الوجه الخاص: غیب، سر الهی ". . . وهذا النوع من الغیب لا یکون الا من الوجه الخاص، لا یعلم ملک ولا غیره الا الرسول خاصة. . . " (ف 4/ 128).

". . . فالنیة فی الاعمال لا تکون من العبد، الا من: الوجه الخاص " لأنها حتى یبقى بالسر الإلهی الذی هو الوجه الخاص الذی من اللّه الیه، فإذا بقی وحده رفع عنه حجاب السر فیبقى معه تعالى. . . " (ف 3/ 343).

الوجه الخاص: نکرة استعمل ابن العربی عبارة " الوجه الخاص " نکرة للإشارة إلى تعیین الألوهیة، بوجه من وجوهها ای اسم من أسمائها فی مقابل الاسم اللّه "له جمعیة الوجوه - لا یتقید".

یقول: " فعلمنا ان الصبر انما هو: حبس النفس عن الشکوى لغیر اللّه،

وأعنی بالغیر: وجها خاصا من وجوه اللّه، وقد عینّ اللّه الحق وجها خاصا من وجوه اللّه وهو المسمى: وجه الهویة، فتدعوه من ذلک الوجه فی رفع الضر لا من الوجوه الأخر المسماة أسبابا. . . " (الفصوص 1/ 175).


یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی عن وجه الهویة:

وجه الهویة : هو وجه خاص من وجوه الله  .


اللَّهُ بِکُلِّ شَیْءٍ مُحِیطًا :

وَاللَّهُ مُحِیطٌ بالْکَافِرِینَ (19) سورة البقرة

إِنَّ اللَّهَ بِمَا یَعْمَلُونَ مُحِیطٌ (120) آل عمران

وَکَانَ اللَّهُ بِمَا یَعْمَلُونَ مُحِیطًا (108) سورة النساء

 وَلِلَّهِ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَمَا فِی الْأَرْضِ وَکَانَ اللَّهُ بِکُلِّ شَیْءٍ مُحِیطًا (126) سورة النساء

وَاللَّهُ بِمَا یَعْمَلُونَ مُحِیطٌ (47) سورة الأنفال

إِنَّ رَبِّی بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِیطٌ (92) سورة هود

أَلَا إِنَّهُمْ فِی مِرْیَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِکُلِّ شَیْءٍ مُحِیطٌ (54) سورة فصلت

وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِیطٌ (20) سورة البروج


کل شیء حی یسبح بحمد ربه :

قال الشیخ رضی الله عنه فی الفتوحات الباب الثالث والأربعون :  

فالله یقول "وإِنْ من شَیْءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ولکِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِیحَهُمْ إِنَّهُ کانَ حَلِیماً "

بإمهالکم حیث لم یؤاخذکم سریعا بما رددتم من ذلک "غَفُوراً " ، حیث ستر عنکم تسبیح هؤلاء فلم تفقهوه .

وقال تعالى فی حال من مات ممقوتا عند الله "فَما بَکَتْ عَلَیْهِمُ السَّماءُ والْأَرْضُ" فوصف السماء والأرض بالبکاء على أهل الله ،

ولا یشک مؤمن فی کل شیء أنه مسبح ، وکل مسبح حی عقلا ،

وورد أن العصفور یأتی یوم القیامة فیقول: یا رب سل هذا لم قتلنی عبثا ،

وکذلک من یقطع شجرة لغیر منفعة أو ینقل حجرا لغیر فائدة تعود على أحد من خلق الله .أهـ 


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص:۸۴۷-۸۵۰ 

[فصّ حکمة غیبیّة فى کلمة أیّوبیّة]

فصّ حکمة غیبیّة فى کلمة أیّوبیّة چون حق سبحانه و تعالى غیب همه غیوب است و هویّت او سارى در جمیع اشیاى علویّه و سفلیّه و مکانیّه و مرتبیّه؛ و حق عزّ اسمه در حق ایوب فرمود ارْکُضْ بِرِجْلِکَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَ شَرابٌ‏ پس اظهار کرد ماء حیات حقیقیّه از غیب و تطهیر کرد او را بى‏شبهه و ریب از امراض حاصله از مسّ شیطان که بعد است از جناب رحمن، چنانکه مبین خواهد شد؛ لاجرم شیخ این حکمت را تسمیه به غیبیّه کرد از آنکه آبى که مطهّر اوست مستور در تحت قدمین او بود، و سمت غیب داشت به حسب تمنّى قلبى او.

و این ماء موصوف در حقیقت اشارت است بدانچه حضرت حق مى‏فرماید وَ کانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ. لاجرم چنانکه ظاهر او را طاهر ساخت از امراض و اقذار، باطنش را نیز مطهّر گردانید از ملاحظه اغیار. و این آب از جنس آبى بود که جبرئیل صدر خواجه را علیه السلام، بدان بشست.

و این حکمت را اضافت کرد به کلمه ایوبیّه از براى نزول خطاب در حقّ او.

و مراد از حکمت غیبیّه ظهور حقّ است او را به سلوک و ریاضت و طاعت و عبادت، و حصول آب حیاتى که در عین ظلمات است به صبر در انواع بلایا و محن واقعه در نفس و اهل و اموال و اولادش. پس این همه واسطه رفع درجات و رابطه تحصیل کمالات او گشت، و سبب ترقى در حالات و تجلّیات او شد از براى شهودش مبتلى و ممتحن‏ را در عین بلایا و محن؛ و لهذا صبر توانست کرد بر مقاسات شداید و معاناتش، و بر عدم اشتغال به ازالت و مداواتش تا غایتى که واصل شد به عین قرب از ربّ و متمکّن گشت در مقام انس به رفع وحشت طلب. پس ندا کرد که‏ أَنِّی مَسَّنِیَ الشَّیْطانُ‏ بِضُرٍّ*. پس کشف کرد حقّ سبحانه و تعالى ضرّ او را و مطهّر گردانید از ادناس موانع سرّ او را.

و آنچه مى‏گویند که تسمیه به حکمت غیبیّه‏ از آن جهت است که امور ایوب اوّلا و آخرا ظاهر نشد مگر از غیب، چندان ملائم نیست چه امور همه عالم ظاهر نمى‏شود مگر از غیب؛ لاجرم اختصاص نباشد.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص:۶۳۷

فصّ حکمة غیبیّة فی کلمة ایّوبیّة

قال الشّارح الأوّل: لمّا کان جمیع أحواله من أوّل حالة الابتلاء إلى آخر مدّة کشف الضّرّ عنه غیبىّ، حتّى أنّ الآلام کانت فی غیوب جسمه نسبت إلیها.