عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الثالثة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولا مطعم إلا الله، وقد قال فی حق طائفة «ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجیل»، ثم نکر وعم فقال «وما أنزل إلیهم من ربهم»، فدخل فی قوله «وما أنزل إلیهم من ربهم» کل حکم منزل على لسان رسول أو ملهم، «لأکلوا من فوقهم» وهو المطعم من الفوقیة التی نسبت إلیه، «ومن تحت أرجلهم»، وهو المطعم من التحتیة التی نسبها إلى نفسه على لسان رسوله المترجم عنه صلى الله علیه وسلم. )

 

قال رضی الله عنه :  ( ولا مطعم إلّا اللّه ، وقد قال فی حقّ طائفة :وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِیلَثمّ نکّر وعمّم فقال :وَما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْفدخل فی قوله :وَما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْکلّ حکم منزل على لسان رسول أو ملهم ،لَأَکَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وهو المطعم من الفوقیّة الّتی نسبت إلیه ،وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ[ المائدة : 66 ] وهو المطعم من التّحتیّة الّتی نسبها إلى نفسه على لسان رسوله المترجم عنه صلى اللّه علیه وسلم . )

 

قال رضی الله عنه :  (ولا مطعم ) فی نفس الأمر إلا اللّه تعالى کما قال :وَهُوَ یُطْعِمُ وَلا یُطْعَمُ[ الأنعام : 14 ] وقد قال تعالى (فی حق طائفة ) من أهل الکتابین (ولو أنهم أقاموا التوراة ) وهم الیهود (والإنجیل)  وهم النصارى ، أی عملوا على مقتضى ذلک وترکوا هوى نفسهم والعمل بحسب أغراضهم الدنیویة ثم إنه بعد ذلک نکّر ولم یبین

القسم الثالث وهم هذه الأمة سترا علیها احتراما ما لنبیها علیه السلام وعمّم بما یشملها ویشمل القسمین قبلها فقال تعالى : ("وَما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ") [ المائدة  : 66]

وهو القرآن العظیم نزل إلى هذه الآیة من ربهم (فدخل فی قوله) تعالى : (وَما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ  کل حکم) من أحکام اللّه تعالى (منزل منه) تعالى (على لسان رسول) أولا أو لسان ولی وارث لرسول (ملهم) بصیغة اسم المفعول ، أی یلهمه اللّه تعالى ذلک الحکم المنزل

 

کما قال الجنید رضی اللّه عنه : "المرید الصادق غنی عن علم العلماء"

وصدق استقامته فی الدین کما قال تعالى :إِنَّ الَّذِینَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ الْمَلائِکَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِی کُنْتُمْ تُوعَدُونَ ( 30 ) نَحْنُ أَوْلِیاؤُکُمْ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَفِی الْآخِرَةِ[ فصلت : 30 - 31 ] "وإذا أراد الله بالمرید خیرا أوقعه إلى الصوفیة ومنعه صحبة القراء " ، " وإن لم یجد شیخا مرشدا بسبب التباس الناس علیه من کثرة الفتن، واشتداد ظلمات الأغنیاء والمحن، فعلیه بملازمة کتب العارفین من المتقدمین والمتأخرین، فإن فی ذلک کفایة لمن وفقه اللّه تعالى "  کتاب الوجود الشیخ عبد الغنی النابلسی

 

قال رضی الله عنه :  (لأکلوا) ، أی أولئک الذین أقاموا کتبهم ، أی جاءهم الإمداد الجسمانی والروحانی (من فوقهم وهو المطعم) سبحانه (من الفوقیة) الروحانیة (التی تنسب إلیه) باعتبار العارفین به (ومن تحت أرجلهم وهو المطعم من التحتیة) النفسانیة (التی نسبها) اللّه سبحانه وتعالى إلى نفسه فی الحدیث (على لسان رسوله المترجم عنه صلى اللّه علیه وسلم) باعتبار الجاهلین به تعالى کما ذکرنا .

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولا مطعم إلا الله، وقد قال فی حق طائفة «ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجیل»، ثم نکر وعم فقال «وما أنزل إلیهم من ربهم»، فدخل فی قوله «وما أنزل إلیهم من ربهم» کل حکم منزل على لسان رسول أو ملهم، «لأکلوا من فوقهم» وهو المطعم من الفوقیة التی نسبت إلیه، «ومن تحت أرجلهم»، وهو المطعم من التحتیة التی نسبها إلى نفسه على لسان رسوله المترجم عنه صلى الله علیه وسلم. )

 

قال الشیخ رضی الله عنه : ( ولا یطعم إلا اللّه وقد قال اللّه فی حق طائفة ) أی فی حق قوم عیسى علیه السلام ( ولو أنهم أقاموا التوریة والإنجیل ) أی ولو عملوا بما فیهما من الأحکام ( ثم نکر وعمم ) المعطوف ( فقال و ) أقاموا ( ما أنزل إلیهم ) من الأحکام ( من ربهم فدخل فی قولهوَما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْکل حکم منزل ) من ربهم ( على لسان رسول اللّه ) ولم یوجد ذلک الحکم نسخا أو إثباتا فی التوریة والإنجیل وإلا لکان من التوریة والإنجیل کسائر الأحکام الموجودة فیهما .

ویدل علیه قوله ( أو ملهم ) من ربهم على قلوبهم مما لا یعلم بالتوراة والإنجیل وما أنزل على لسان رسول من الأحکام وإلا لکان ذلک الحکم داخلا فیها والمقصود تعمیم الحکم بها لا یدخل فیها

قال رضی الله عنه :  ( لأکلوا ) من المعارف الإلهیة وهی الأرزاق الروحانیة ( من ) جهة ( فوقهم ) المعنوی کما أکلوا الرزق الصوری من فوقهم الصوری بسبب المطر فعلى أیّ حال ( وهو المطعم من الفوقیة التی نسبت إلیه و ) لأکلوا الرزق المعنوی ( من تحت أرجلهم ) بالسلوک والریاضات والمجاهدات کما أکلوا الرزق الصوری من أنواع الفواکه من الأرض التی تحت أرجلهم ( وهو المطعم من التحیة التی نسبها إلى نفسه على لسان رسوله المترجم عنه ) بقوله : "لو دلیتم بحبل لهبط على اللّه " .

ولما فرغ عن بیان حفظ وجود الحق عباده من فوقهم وتحتهم رجع إلى إثبات حفظ الماء وجود العرش من تحته.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولا مطعم إلا الله، وقد قال فی حق طائفة «ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجیل»، ثم نکر وعم فقال «وما أنزل إلیهم من ربهم»، فدخل فی قوله «وما أنزل إلیهم من ربهم» کل حکم منزل على لسان رسول أو ملهم، «لأکلوا من فوقهم» وهو المطعم من الفوقیة التی نسبت إلیه، «ومن تحت أرجلهم»، وهو المطعم من التحتیة التی نسبها إلى نفسه على لسان رسوله المترجم عنه صلى الله علیه وسلم. )

 

قال رضی الله عنه :  ( ولا مطعم إلا الله، وقد قال فی حق طائفة «ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجیل»، ثم نکر وعم فقال «وما أنزل إلیهم من ربهم»، فدخل فی قوله «وما أنزل إلیهم من ربهم» کل حکم منزل على لسان رسول أو ملهم، «لأکلوا من فوقهم» وهو المطعم من الفوقیة التی نسبت إلیه، «ومن تحت أرجلهم»، وهو المطعم من التحتیة التی نسبها إلى نفسه على لسان رسوله المترجم عنه صلى الله علیه وسلم. )

 

قال: وکل شیء حی ومسبح بحمد الله ولا یفقه تسبیحه إلا أهل معرفة لغة الله، عز وجل، وأما کون العرش على الماء، فلکون العرش مرادا لأنه جسم.

قال: الحق تعالی تحت کل تحت بدلیل قوله: «لو دلیتم بحبل لسقط أو لهبط على الله» 

قال: وهو فوق الفوق بدلیل قوله تعالى : یَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَیَفْعَلُونَ مَا یُؤْمَرُونَ (النحل: 50)، وهو القاهر فوق عباده (الأنعام: 18) فله الفوق والتحت.

 

""أضاف الجامع :

وَاللَّهُ مُحِیطٌ بِالْکَافِرِینَ (19) سورة البقرة

إِنَّ اللَّهَ بِمَا یَعْمَلُونَ مُحِیطٌ (120) آل عمران

وَکَانَ اللَّهُ بِمَا یَعْمَلُونَ مُحِیطًا (108) سورة النساء

 وَلِلَّهِ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَمَا فِی الْأَرْضِ وَکَانَ اللَّهُ بِکُلِّ شَیْءٍ مُحِیطًا (126) سورة النساء

وَاللَّهُ بِمَا یَعْمَلُونَ مُحِیطٌ (47) سورة الأنفال

إِنَّ رَبِّی بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِیطٌ (92) سورة هود

أَلَا إِنَّهُمْ فِی مِرْیَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِکُلِّ شَیْءٍ مُحِیطٌ (54) سورة فصلت

وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِیطٌ (20) سورة البروج ""


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولا مطعم إلا الله، وقد قال فی حق طائفة «ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجیل»، ثم نکر وعم فقال «وما أنزل إلیهم من ربهم»، فدخل فی قوله «وما أنزل إلیهم من ربهم» کل حکم منزل على لسان رسول أو ملهم، «لأکلوا من فوقهم» وهو المطعم من الفوقیة التی نسبت إلیه، «ومن تحت أرجلهم»، وهو المطعم من التحتیة التی نسبها إلى نفسه على لسان رسوله المترجم عنه صلى الله علیه وسلم. )

 

وقال رضی الله عنه  : ( ولا مطعم إلَّا الله ، وقد قال فی حق طائفة : " وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالإِنْجِیلَ " ثمّ نکرّ وعمّم ، فقال " وَما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ من رَبِّهِمْ "  فدخل فی قوله : " وَما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ من رَبِّهِمْ " کلّ حکم منزل أو ملهم ، " لأَکَلُوا من فَوْقِهِمْ " وهو المطعم من الفوقیة التی نسبت إلیه "وَمن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ " وهو المطعم من التحتیة التی نسبها إلى نفسه على لسان رسوله المترجم عنه علیه السّلام)

 

یعنی  رضی الله عنه  : إذا عدم الحیّ الحیاة التی الماء صورته ، انحلَّت أجزاء نظامه ، وذلک لأنّ الحرارة الغریزیّة التی بها حیاة الحیّ إنّما تنحفظ بالرطوبة الغریزیّة ، فحیاة الحرارة أیضا بالرطوبة ، وهی صورة الماء ، فبفقدانه وجود الموت الذی هو افتراق أجزاء الإنسان ، فافهم .

ثم عدل رضی الله عنه بعد هذه المقدّمات أن قال : "ارْکُضْ بِرِجْلِکَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ "


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولا مطعم إلا الله، وقد قال فی حق طائفة «ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجیل»، ثم نکر وعم فقال «وما أنزل إلیهم من ربهم»، فدخل فی قوله «وما أنزل إلیهم من ربهم» کل حکم منزل على لسان رسول أو ملهم، «لأکلوا من فوقهم» وهو المطعم من الفوقیة التی نسبت إلیه، «ومن تحت أرجلهم»، وهو المطعم من التحتیة التی نسبها إلى نفسه على لسان رسوله المترجم عنه صلى الله علیه وسلم. )

 

قال رضی الله عنه : ( ولا مطعم إلا الله ، وقد قال فی حق طائفة "ولَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ والإِنْجِیلَ ".  ثم نکر وعمم فقال :" وما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ من رَبِّهِمْ " فدخل فی قوله :" وما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ من رَبِّهِمْ " کل حکم منزل على لسان رسول أو ملهم .  " لأَکَلُوا من فَوْقِهِمْ " هو المطعم من الفوقیة التی نسبت إلیه " ومن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ " وهو المطعم من التحتیة التی نسبها إلى نفسه على لسان رسوله المترجم عنه علیه الصلاة والسلام ).

 

هذا بیان الإحاطة وحفظه للعبد من جمیع الجهات ، فإن الإحاطة والحفظ من الصفات الرحمانیة ، ومن الحفظ الإطعام فإنه من الأمداد الرحمانیة التی لو انقطعت لهلک العبد ،

وقد قال الله تعالى :" لأَکَلُوا من فَوْقِهِمْ ومن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ " . أی لو أقاموا ما فی الکتب الإلهیة وهیأوا الاستعداد لأطعمناهم من جمیع الجهات ،

والتحتیة التی نسبها إلى نفسه على لسان رسوله وهو قوله « لو دلیتم بحبل الله لهبط على الله » .

"وَلِلَّهِ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَمَا فِی الْأَرْضِ وَکَانَ اللَّهُ بِکُلِّ شَیْءٍ مُحِیطًا (126) سورة النساء

أَلَا إِنَّهُمْ فِی مِرْیَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِکُلِّ شَیْءٍ مُحِیطٌ (54) سورة فصلت"

 

"" أضاف بالی زادة : من حیث أنه مخلوق على الصورة ، وهو الجاهل بنفسه لأنه لو عرف نفسه عرف ربه ولو عرفه ما کبر وما اعتلى ( على لسان رسول الله ) ولم یوجد ذلک الحکم نسخا أو إثباتا فی التوراة والإنجیل ، وإلا لکان منهما کسائر الأحکام الموجودة ، ویدل علیه قوله (أو ملهم) من ربهم على قلوبهم والمقصود (تعمیم) الحکم بما لا یدخل فیهما (لأکلوا) من المعارف الإلهیة وهی الأرزاق الروحانیة (من جهة فوقهم ) المعنوی کما أکلوا الرزق الصوری بسبب المطر ، فعلى أی حال (وهو المطعم من الفوقیة التی نسبت إلیه و) لأکلوا الرزق المعنوی (من تحت أرجلهم) بالسلوک والمجاهدات کما أکلوا الرزق الصوری من أنواع الفواکه من الأرض التی تحت أرجلهم اهـ بالى زادة. ""

 

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولا مطعم إلا الله، وقد قال فی حق طائفة «ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجیل»، ثم نکر وعم فقال «وما أنزل إلیهم من ربهم»، فدخل فی قوله «وما أنزل إلیهم من ربهم» کل حکم منزل على لسان رسول أو ملهم، «لأکلوا من فوقهم» وهو المطعم من الفوقیة التی نسبت إلیه، «ومن تحت أرجلهم»، وهو المطعم من التحتیة التی نسبها إلى نفسه على لسان رسوله المترجم عنه صلى الله علیه وسلم. )

 

قال رضی الله عنه :  (ولا مطعم إلا الله . وقد قال فی حق طائفة : " ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجیل " ثم نکر وعمم ، فقال : " وما أنزل إلیهم من ربهم " . فدخل فی قوله : " وما أنزل إلیهم من ربهم " کل حکم منزل على لسان رسول أو ملهم ، " لأکلوا من فوقهم " وهو المطعم من الفوقیة التی نسبت إلیه الحق " ومن تحت أرجلهم " وهو المطعم من التحتیة التی نسبها إلى نفسه على لسان رسوله المترجم عنه ، صلى الله علیه وسلم . ) .

 

لما قال : إن نسبة الفوقیة والتحتیة إلیه سبحانه سواء ، أراد أن یبین أنه تعالى یربی عباده منهما.

فقوله : ( لا مطعم إلا الله ) مأخوذ من قوله تعالى : ( وهو یطعم ولا یطعم ) .

وإنما جاء به ، لأنه تعالى قال فی حق قوم موسى وعیسى ، علیهما السلام : ( ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجیل ) ، أی ، أحکامهما .  ( وما أنزل إلیهم من ربهم )

 

من الکتب الإلهیة على لسان أی رسول کان ، أو على قلوب عباده بطریق الإلهام ، ( لأکلوا ) أی ، الرزق المعنوی من العلوم والمعارف والحکم . ( من فوقهم ) أی ، من ربهم الذی یطعمهم ویربیهم من الجهة الفوقیة .

( ومن تحت أرجلهم ) ، أی ، لأکلوا رزق الوجدانیات ولذاقوا ذوق التجلیات ونالوا الحالات الذوقیة والواردات الإلهیة التی تحصل بالسلوک بالأرجل والحق هو المطعم والمربى من جهة التحتیة أیضا ، کما نسبها رسول الله ، صلى الله علیه وسلم ،

بقوله : " لو دلیتم بحبل لهبط على الله " .

"وَلِلَّهِ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَمَا فِی الْأَرْضِ وَکَانَ اللَّهُ بِکُلِّ شَیْءٍ مُحِیطًا (126) سورة النساء

أَلَا إِنَّهُمْ فِی مِرْیَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِکُلِّ شَیْءٍ مُحِیطٌ (54) سورة فصلت"


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولا مطعم إلا الله، وقد قال فی حق طائفة «ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجیل»، ثم نکر وعم فقال «وما أنزل إلیهم من ربهم»، فدخل فی قوله «وما أنزل إلیهم من ربهم» کل حکم منزل على لسان رسول أو ملهم، «لأکلوا من فوقهم» وهو المطعم من الفوقیة التی نسبت إلیه، «ومن تحت أرجلهم»، وهو المطعم من التحتیة التی نسبها إلى نفسه على لسان رسوله المترجم عنه صلى الله علیه وسلم. )

قال رضی الله عنه : ( ولا مطعم إلا الله ، وقد قال فی حق طائفة "ولَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ والإِنْجِیلَ ".  ثم نکر وعمم فقال :" وما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ من رَبِّهِمْ " فدخل فی قوله :" وما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ من رَبِّهِمْ " کل حکم منزل على لسان رسول أو ملهم .  " لأَکَلُوا من فَوْقِهِمْ " هو المطعم من الفوقیة التی نسبت إلیه " ومن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ " وهو المطعم من التحتیة التی نسبها إلى نفسه على لسان رسوله المترجم عنه علیه الصلاة والسلام ).

هذا بیان الإحاطة وحفظه للعبد من جمیع الجهات ، فإن الإحاطة والحفظ من الصفات الرحمانیة ، ومن الحفظ الإطعام فإنه من الأمداد الرحمانیة التی لو انقطعت لهلک العبد ،

وقد قال الله تعالى :" لأَکَلُوا من فَوْقِهِمْ ومن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ " . أی لو أقاموا ما فی الکتب الإلهیة وهیأوا الاستعداد لأطعمناهم من جمیع الجهات ،

والتحتیة التی نسبها إلى نفسه على لسان رسوله وهو قوله « لو دلیتم بحبل الله لهبط على الله » .

"وَلِلَّهِ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَمَا فِی الْأَرْضِ وَکَانَ اللَّهُ بِکُلِّ شَیْءٍ مُحِیطًا (126) سورة النساء

أَلَا إِنَّهُمْ فِی مِرْیَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِکُلِّ شَیْءٍ مُحِیطٌ (54) سورة فصلت"


"" أضاف بالی زادة : من حیث أنه مخلوق على الصورة ، وهو الجاهل بنفسه لأنه لو عرف نفسه عرف ربه ولو عرفه ما کبر وما اعتلى ( على لسان رسول الله ) ولم یوجد ذلک الحکم نسخا أو إثباتا فی التوراة والإنجیل ، وإلا لکان منهما کسائر الأحکام الموجودة ، ویدل علیه قوله (أو ملهم) من ربهم على قلوبهم والمقصود (تعمیم) الحکم بما لا یدخل فیهما (لأکلوا) من المعارف الإلهیة وهی الأرزاق الروحانیة (من جهة فوقهم ) المعنوی کما أکلوا الرزق الصوری بسبب المطر ، فعلى أی حال (وهو المطعم من الفوقیة التی نسبت إلیه و) لأکلوا الرزق المعنوی (من تحت أرجلهم) بالسلوک والمجاهدات کما أکلوا الرزق الصوری من أنواع الفواکه من الأرض التی تحت أرجلهم اهـ بالى زادة. ""


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولا مطعم إلا الله، وقد قال فی حق طائفة «ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجیل»، ثم نکر وعم فقال «وما أنزل إلیهم من ربهم»، فدخل فی قوله «وما أنزل إلیهم من ربهم» کل حکم منزل على لسان رسول أو ملهم، «لأکلوا من فوقهم» وهو المطعم من الفوقیة التی نسبت إلیه، «ومن تحت أرجلهم»، وهو المطعم من التحتیة التی نسبها إلى نفسه على لسان رسوله المترجم عنه صلى الله علیه وسلم. )


قال رضی الله عنه :  (ولا مطعم إلا الله . وقد قال فی حق طائفة : " ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجیل " ثم نکر وعمم ، فقال : " وما أنزل إلیهم من ربهم " . فدخل فی قوله : " وما أنزل إلیهم من ربهم " کل حکم منزل على لسان رسول أو ملهم ، " لأکلوا من فوقهم " وهو المطعم من الفوقیة التی نسبت إلیه الحق " ومن تحت أرجلهم " وهو المطعم من التحتیة التی نسبها إلى نفسه على لسان رسوله المترجم عنه ، صلى الله علیه وسلم . ) .


لما قال : إن نسبة الفوقیة والتحتیة إلیه سبحانه سواء ، أراد أن یبین أنه تعالى یربی عباده منهما.

فقوله : ( لا مطعم إلا الله ) مأخوذ من قوله تعالى : ( وهو یطعم ولا یطعم ) .

وإنما جاء به ، لأنه تعالى قال فی حق قوم موسى وعیسى ، علیهما السلام : ( ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجیل ) ، أی ، أحکامهما .  ( وما أنزل إلیهم من ربهم )

من الکتب الإلهیة على لسان أی رسول کان ، أو على قلوب عباده بطریق الإلهام ، ( لأکلوا ) أی ، الرزق المعنوی من العلوم والمعارف والحکم . ( من فوقهم ) أی ، من ربهم الذی یطعمهم ویربیهم من الجهة الفوقیة .

( ومن تحت أرجلهم ) ، أی ، لأکلوا رزق الوجدانیات ولذاقوا ذوق التجلیات ونالوا الحالات الذوقیة والواردات الإلهیة التی تحصل بالسلوک بالأرجل والحق هو المطعم والمربى من جهة التحتیة أیضا ، کما نسبها رسول الله ، صلى الله علیه وسلم ،

بقوله : " لو دلیتم بحبل لهبط على الله " .

"وَلِلَّهِ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَمَا فِی الْأَرْضِ وَکَانَ اللَّهُ بِکُلِّ شَیْءٍ مُحِیطًا (126) سورة النساء

أَلَا إِنَّهُمْ فِی مِرْیَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِکُلِّ شَیْءٍ مُحِیطٌ (54) سورة فصلت"


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولا مطعم إلا الله، وقد قال فی حق طائفة «ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجیل»، ثم نکر وعم فقال «وما أنزل إلیهم من ربهم»، فدخل فی قوله «وما أنزل إلیهم من ربهم» کل حکم منزل على لسان رسول أو ملهم، «لأکلوا من فوقهم» وهو المطعم من الفوقیة التی نسبت إلیه، «ومن تحت أرجلهم»، وهو المطعم من التحتیة التی نسبها إلى نفسه على لسان رسوله المترجم عنه صلى الله علیه وسلم. )


قال رضی الله عنه :  (ولا مطعم إلّا اللّه ، وقد قال فی حقّ طائفة :وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِیلَ[ المائدة : 66 ] ، ثمّ نکّر وعمّم ؛ فقال :وَما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ [ المائدة : 66 ] ، فدخل فی قوله :وَما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ[ المائدة : 66 ] ، کلّ حکم منزل على لسان رسول أو ملهم ،لَأَکَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ[ المائدة : 66 ] ، وهو المطعم من الفوقیّة الّتی نسبت إلیه ،وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ [ المائدة : 66 ] وهو المطعم من التّحتیّة الّتی نسبها إلى نفسه على لسان رسوله المترجم عنه صلّى اللّه علیه وسلّم).


وهو أی : الدلیل على ذلک ( قوله علیه السّلام : « لو دلیتم بحبل لهبط على اللّه ») باعتبار ماله من نسبة التحت ، ( فأشار إلى أن نسبة التحت إلیه ) ؛ لأن قوامه به ،

 ( کما أن نسبة الفرق إلیه المذکورة فی قوله :یَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ[ النحل : 50 ] ، وقوله :وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ) [ الأنعام : 18 ] .

وإذا ثبت ( له الفوق ) بالقرآن ( والتحت ) بالحدیث قلة الفوق ، وإن نفاه الجاهل المتکبر المتعالی علیه والتحت ، وإن نفاه العامة وهما الجهتان الحقیقیتان المحتجبتان إلى المقوم لهما بالوجود بخلاف الجهات الست ، فإنها باعتبارته لتبدلها بتبدل أوضاع الإنسان .


""أضاف الجامع :

 وَلِلَّهِ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَمَا فِی الْأَرْضِ وَکَانَ اللَّهُ بِکُلِّ شَیْءٍ مُحِیطًا (126) سورة النساء

وَاللَّهُ بِمَا یَعْمَلُونَ مُحِیطٌ (47) سورة الأنفال

إِنَّ رَبِّی بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِیطٌ (92) سورة هود

أَلَا إِنَّهُمْ فِی مِرْیَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِکُلِّ شَیْءٍ مُحِیطٌ (54) سورة فصلت

وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِیطٌ (20) سورة البروج ""


( ولهذا ) أی : والاختصاص الحق بالجهتین الحقیقیتین المتحدد بهما محیط العالم ، ومرکزه دون الجهات الست ( ما ظهرت الجهات الست إلا بالإنسان ) من حیث أن له عبد قیامه الذی هو الوضع الطبیعی له رأسا ورجلا ووجها وظهرا ویدین إحدیهما أقوى من الأخرى ، غالبا یتعین بذلک ما تقرّب من کل واحد منهما ، ویتبدل بتبدل توجهاته ، ( وهو على صورة الرحمن ) المستوی على المحدد للجهات ، فنسب إلیه الجهات لست بواسطته ، وإلا فالمحدد إنما حدد بالذات جهة الفوق ما یقرب من المحیط ، وجهة التحت ما هو غایة البعد منه ، وحفظ الحق یلحق بهاتین الجهتین لا غیر ، والدلیل علیه أنه ( لا مطعم إلا اللّه ) ، وهو من أسباب الحفظ ، ولا فرق بین هذا السبب وبین غیره .


( وقد قال فی حق طائفة ) : لو کانوا کما قال فهم أکمل الطوائف ما یدل على انحصاره فی الجهتین فی حقهم ، فغیرهم أولى بألا یزید لهم جهة أخرى ،وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِیلَ[ المائدة : 66 ] ، ( ثم نکّر ) ولم یقصد به الأفراد بل ( عمّم ) ؛ حتى یدل على أنه لا جهة للإطعام سواهما أصلا ، ( فقال ) :وَما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ[ المائدة : 66 ] ،


( فدخل ) بطریق التصریح بعد دخوله فی إقامة التوراة والإنجیل بطریق من الطرق ( فی قوله :وَما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ) کل أمر حکیم أی : محکم مؤید بموافقة الکتاب والسنة والأدلة العقلیة غیر متزلزل بوجه من الوجوه ، وفی بعض النسخ ( کل حکم منزل على لسان رسول ) فی الظاهر ، ( أو ملهم ) فی الباطن لَأَکَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ ،ولا أکل فی جهة ما لم یکن الموکل منسوبا إلیها ، وهو واحد ؛


ولذلک یقول : هو المطعم من الجهة الفوقیة ، وکیف لا وهی ( التی نسبت إلیه ) فی الکتاب ، ونفی الجهة عنه إنما بطریق تحیزه فیها ،وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ،( وهو المطعم من التحیة التی نسبتها إلى نفسه ) ، وإن لم ینص علیها فی کتابه ، بل یکفی فی ذلک کونها ( على لسان رسوله المترجم عنه صلّى اللّه علیه وسلّم ) ، فلا یقول عنه ما لم یقل ، فلیس سواها بمجرد قول الجاهل المذکور ، فلا یبعد موافقة قوله الحق على أنه لیس على الوجه الذی توهمه .


ولما انحصر الحفظ فی هاتین الجهتین ، وحفظ کل حی بحیاته وحیاة العرش فائضة عن الماء ، ثبت أنه ( لو لم یکن العرش على الماء ما انحفظ وجوده ) ، وإن کان وجود ما لیس على الماء ، ولو من الأشیاء المخلوقة منه محفوظا بدون کونه على الماء ، إذ حیاته التی بها استوى اسمه الرحمن علیه لتدبیر العالم منوطة بالماء ، فإنها وإن کانت بالنفس المنطبعة فیه لکن لا بد لتعلقها به من اعتدال المزاج ، ولیس ذلک إلا بهذا الماء الحامل له ، وإلا فلیس فیه طبائع مختلفة فضلا عن حصول المزاج منها ، وإذا کانت حیاته به فحفظه به ؛ ( فإنه بالحیاة یحفظ وجود الحی ) وإن انحفظ بدونها وجود أجزائه ، واستدل علیه بالاستقراء والتمثیل .


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولا مطعم إلا الله، وقد قال فی حق طائفة «ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجیل»، ثم نکر وعم فقال «وما أنزل إلیهم من ربهم»، فدخل فی قوله «وما أنزل إلیهم من ربهم» کل حکم منزل على لسان رسول أو ملهم، «لأکلوا من فوقهم» وهو المطعم من الفوقیة التی نسبت إلیه، «ومن تحت أرجلهم»، وهو المطعم من التحتیة التی نسبها إلى نفسه على لسان رسوله المترجم عنه صلى الله علیه وسلم. )


وکیف لا یکون الأمر على هذا ( و ) قد أفاد الذوق الصحیح أنّه ( لا مطعم إلا الله ) ، أی لا مفیض لما یتغذّى به الشخص فی أطواره روحانیّا ذلک أو نفسانیّا أو جسمانیاًّ إلا الله ، ( وقد قال فی حقّ طائفة : “  وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالإِنْجِیلَ “  ) بإنفاذ أحکامهما وهما الکتابان المنزلان على الرسولین : أحدهما الغالب علیه التنزیه ، والآخر التشبیه .



ولما کان فیض الحقّ لا یختص بأن یکون من الرسول أو کتابه ، فإنّ لکل أحد مدرجة خاصّة إلى فیضه العامّ ، لذلک قال - : ( ثم نکَّر وعمّم وقال : “وَما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ من رَبِّهِمْ “  - فدخل فی قوله : “وَما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ من رَبِّهِمْ “  کلّ حکم منزل على لسان رسول أو ملهم )

على غیره من الناس ( “لأَکَلُوا من فَوْقِهِمْ “  ، وهو المطعم من الفوقیّة التی نسبت إلیه ) عقلا وعقدا من العلو التنزیهی .


قال رضی الله عنه :  (“وَمن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ“  [ 5 / 66 ] وهو المطعم من التحتیّة التی نسبها إلى نفسه ، على لسان رسوله المترجم عنه صلَّى الله علیه وسلَّم “).

المعرب عن الأشیاء والمظهر إیّاها على ما هی علیه فی نفسها ، وذلک فی قوله صلَّى الله علیه وسلَّم : « لهبط على الله » ، وهو طرف التشبیه الحقیقیّ الختمیّ ، الذی فیه نهایة التنزیه - کما نبّهت علیه غیر مرّة .

ویمکن أن ینزل هذین الطرفین للفیض الوارد من الحقّ إلى طریقی الکسب والوهب ، فإنّ الوهب من جهة فوق الامتنان وعلوّ رحمته تعالى ، والکسب من طرف تحت السؤال ومساعی أرجل جدّ العبد وتعبه .

ثمّ إذا تقرّر أنّ الماء الذی علیه العرش هو الذی یحفظه.


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولا مطعم إلا الله، وقد قال فی حق طائفة «ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجیل»، ثم نکر وعم فقال «وما أنزل إلیهم من ربهم»، فدخل فی قوله «وما أنزل إلیهم من ربهم» کل حکم منزل على لسان رسول أو ملهم، «لأکلوا من فوقهم» وهو المطعم من الفوقیة التی نسبت إلیه، «ومن تحت أرجلهم»، وهو المطعم من التحتیة التی نسبها إلى نفسه على لسان رسوله المترجم عنه صلى الله علیه وسلم. 


قال رضی الله عنه :  ( ولا مطعم إلّا اللّه ، وقد قال فی حقّ طائفة : وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِیلَ ثمّ نکّر وعمّم فقال :وَما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ فدخل فی قوله :وَما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ کلّ حکم منزل على لسان رسول أو ملهم ،"لَأَکَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ " وهو المطعم من الفوقیّة الّتی نسبت إلیه ،"وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ" [ المائدة : 66 ] وهو المطعم من التّحتیّة الّتی نسبها إلى نفسه على لسان رسوله المترجم عنه صلى اللّه علیه وسلم .)


قال رضی الله عنه :  ( ولا مطعم ) بالغذاء الروحانی والجسمانی ( إلا اللّه وقد قال فی حق طائفة ) : وهم قوم موسى وعیسى علیهما السلام (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِیلَ) [ المائدة : 66 ] بالانقیاد لأحکامهم ( ثم نکر وعمم فقال :وَما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ فدخل فی قوله :وَما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ کل حکم منزل منه على لسان رسول أو ملهم ) ، أی معلم بالإلهام الربانی لأرباب القلوب

(لَأَکَلُوا) الأرزاق الروحانیة من العلوم والمعارف الوهبیة ( من فوقهم وهو المطعم من الجهة الفوقیة التی نسبت إلیه و ) من الأحوال والمواجید الکسبیة الحاصلة لهم بسلوک الطریقة بالأرجل ( من تحت أرجلهم وهو المطعم من الجهة التحتیة التی نسبها إلى نفسه على لسان رسوله المترجم عنه صلى اللّه علیه وسلم ) ،

وإنما قال رضی اللّه عنه فی الجهة الفوقیة " نسبت" على صیغة المجهول وفی الجهة التحتیة " نسبها "  بإسناد نسبتها إلیه سبحانه نظرا إلى حال المحجوبین فإنهم لا یتوحشون من نسبة الفوقیة إلیه تعالى کما یتوحشون من نسبة التحتیة ، کیف وقد ذهب بعضهم إلى إثبات الجهة الفوقیة له تعالى وأسند إلیه سبحانه نسبة التحتیة مع أنها وقعت على لسان رسوله صلى اللّه علیه وسلم دفعا لتوحشهم .


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص:۴۳۷

و لا مطعم إلّا اللّه، و قد قال فی حقّ طائفة لَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِیلَ‏ ثم نکر و عمّم فقال‏ وَ ما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ‏ فدخل فی قوله‏ وَ ما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ‏ کلّ حکم منزل على لسان رسول أو ملهم، لَأَکَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ‏ و هو المطعم من الفوقیة التی نسبت إلیه و مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ‏، و هو المطعم من التحتیة التی نسبها إلى نفسه على لسان رسوله المترجم عنه- ص-.

و مطعم نیست مگر حق تعالى (چه طعام روحانى و چه طعام جسمانى که شخص متغذى بدان در أطوار وجودى‌اش غذا ‌می‌گیرد. مطعم آن، یعنى فایض آن حق تعالى است) و در حق طایفه‌ای فرمود: وَ لَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِیلَ‏ (مائده: ۶۶) سپس به صورت تنکیر و تعمیم فرمود: وَ ما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ‏ (مائده: ۶۶) از فوق خودشان و از زیر پاى خودشان ‌می‌خوردند و چون نسبت فوقیت و تحتیت به حق تعالى یکسان است. پس اوست که از جانب فوق مطعم است که معارف و حکم را روزى ‌می‌گرداند و از جانب تحت مطعم است که علومى را به سلوک یعنى به سبب سیر پاها که علم کسبى است روزى ‌می‌گرداند. لذا رسول اللّه فرمود: «لو دلیتم بحبل لحبط على اللّه» شیخ در تفسیرش بر قرآن فرمود: لَأَکَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ‏ (مائده: ۶۶) یعنى علوم لدنى‏ وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ‏ (مائده: ۶۶) یعنى علوم کسبى.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۸۵۵

و لا مطعم إلّا اللّه، و قد قال فى حقّ طائفة وَ لَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِیلَ‏ ثمّ نکّر و عمّم فقال‏ وَ ما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ‏ فدخل فى قوله‏ وَ ما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ‏ کلّ حکم منزل على لسان رسول أو ملهم، لَأَکَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ‏ و هو المطعم من الفوقیة الّتى نسبت إلیه، وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ‏ و هو المطعم من التّحتیّة الّتى نسبها إلى نفسه على لسان رسوله المترجم عنه صلّى اللّه علیه و سلّم.

چون فرمود که نسبت فوقیّت به سوى حقّ سبحانه و تعالى برابر است؛ خواست که بیان کند که تا روشن شود که حقّ تعالى است که تربیت عباد مى‏کند از فوق و از تحت، و مطعم به حکم‏ وَ هُوَ یُطْعِمُ وَ لا یُطْعَمُ‏ غیر او نیست. و توضیح این سخن مى‏کند که حقّ تعالى در حقّ قوم موسى و عیسى فرمود که اگر ایشان به اقامت احکام تورات و انجیل قیام نمایند و اذعان کنند به آنچه از حقّ نازل شده است از کتب الهیّه بر لسان هر رسولى یا بر قلوب عباد حقّ بر طریق الهام، هرآینه بخورند رزق معنوى از علوم و معارف و حکم از فوق خویش، یعنى از پروردگار خویش که اطعام مى‏کند و پرورش مى‏دهد ایشان را از جهت فوقیّت؛ و نیز بخورند از تحت ارجل خویش مواید وجدانیات و بچشند ذوق تجلّیات و دریابند حالات ذوقیّه و واردات الهیّه را که حاصل نمى‏شود جز به سلوک به ارجل؛ و مطعم و مربّى از جهت تحتیّت هم حقّ است، چنانکه حضرت رسالت‏ به حدیث‏

«و لو دلّیتم بحبل»

به نسبت تحتیّت اشعار کرد. آرى بیت:

جهان را بلندى و پستى توئى‏ ندانم چه اى هرچه هستى توئى‏


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۳۸

و لا مطعم إلّا اللّه، و قد قال فی حقّ طائفة «وَ لَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِیلَ»، ثمّ نکّر و عمّ فقال‏ «وَ ما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ» فدخل فی قوله‏ «وَ ما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ» فدخل فی قوله‏ «وَ ما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ» کلّ حکم منزل على لسان رسول أو ملهم‏ «لَأَکَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ» و هو المطعم من الفوقیّة الّتی نسبت إلیه، «وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ»، و هو المطعم من التّحتیّة الّتی نسبها إلى نفسه على لسان رسوله المترجم عنه- صلّى اللّه علیه و سلّم-.

شرح یعنى اگر این دو گروه اقامت احکام کتب منزل کردندى، از جهت فوقیّت به انوار علوم و معارف مستفیض گشتندى، و به أرزاق وجدانیّات و أذواق مشارب مقامات، که نتیجه سیر أقدام سالکان است، از جهت تحتیّت مخصوص شدندى.