الفقرة السادسة :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( وإنما قلنا هذا من أجل من یرى أن أهل النار لا یزال غضب الله علیهم دائما أبدا فی زعمه . فما لهم حکم الرضا من الله، فصح المقصود. فإن کان کما قلنا مآل أهل النار إلى إزالة الآلام وإن سکنوا النار، فذلک رضا:
فزال الغضب لزوال الآلام إذا عین الألم عین الغضب إن فهمت.
فمن غضب فقد تأذى، فلا یسعى فی انتقام المغضوب علیه بإیلامه إلا لیجد الغاضب الراحة بذلک، فینتقل الألم الذی کان عنده إلى المغضوب علیه.
والحق إذا أفردته عن العالم یتعالى علوا کبیرا عن هذه الصفة على هذا الحد. )
قال رضی الله عنه : ( وإنّما قلنا هذا من أجل من یرى أنّ أهل النّار لا یزال غضب اللّه علیهم دائما أبدا فی زعمه فما لهم حکم الرّضا من اللّه فصحّ المقصود . فإن کان کما قلنا مآل أهل النّار إلى إزالة الآلام وإن سکنوا النّار ، فذلک رضا . فزال الغضب لزوال الآلام ، إذ عین الألم عین الغضب إن فهمت . فمن غضب فقد تأذّى ، فلا یسعى فی انتقام المغضوب علیه بإیلامه إلّا لیجد الغاضب الرّاحة بذلک ، فینتقل الألم الّذی کان عنده إلى المغضوب علیه والحقّ إذا أفردته عن العالم یتعالى علوا کبیرا عن هذه الصّفة على هذا الحدّ .)
قال رضی الله عنه : (وإنما قلنا هذا) الکلام المذکور هنا (من أجل من یرى) ، أی یعتقد من الناس (أهل النار) الذین هم أهلها وهم الکافرون (لا یزال غضب اللّه) تعالى علیهم فی جهنم یوم القیامة دائما أبدا من غیر تناهی (فی زعمه) ، أی زعم هذا القائل المذکور (فما لهم) ، أی لأهل النار (حکم الرضا من اللّه) تعالى أصلا بل لهم حکم الغضب فقط (فصح المقصود) حینئذ لثبوت حکم إحداهما عند هذا القائل دون الآخر وهو میل والمیل هو المقصود إثباته (فإن کان) الأمر فی حق أهل النار یوم القیامة کما قلنا فیما تقدم مآل ، أی مرجع حال أهل النار فی جهنم (إلى إزالة الآلام) ، أی الأوجاع وأنواع العذاب عنهم وإن سکنوا النار ولم یخرجوا منها بحیث یصیر لهم فیها نعیم مخصوص من جنس طبائعهم یلائم أمزجتهم الناریة کالسمک فی الماء یلائم مزاجه طبیعة الماء فلو خرج منه تألم بمفارقته .
قال رضی الله عنه : (فذلک) المقدار رضا لهم من الحق تعالى حکم به علیهم فاقتضى ظهور أثره فیهم (فزال) عنهم (الغضب) الإلهی لزوال الآلام التی هی أثر ذلک الغضب فیهم (إذ) ، أی لأن (عین الألم) من حیث هو ألم (عین الغضب) الإلهی علیهم کان معلوما فی نفس الحق تعالى مقدرا مقتضیا به على مقتضى الإرادة الإلهیة فتوجه الحق تعالى به علیهم فأظهره فی نفوسهم فهو فی نفسه تعالى یسمى غضبا وفی نفوسهم یسمى ألما وأوجاعا إن (فهمت) ،
یا أیها السالک فما زالت الآلام من نفوسهم الا وقد تحوّل التوجه الإلهی بالغضب الذی فی نفسه عنهم وتوجه علیهم بما یقابل ذلک ولا یقابله إلا الرضى فظهرت فی نفوسهم اللذة بالعذاب فانقلب عذوبة وقد بین ذلک بقوله :
قال رضی الله عنه : (فمن غضب) على أحد (فقد تأذى) فی نفسه ، أی وصل إلیه الأذى ممن غضب علیه .
وقد ورد فی الکتاب والسنة وصف اللّه تعالى بالتأذی من خلقه ، قال تعالى :إِنَّ الَّذِینَ یُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِی الدُّنْیا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِیناً( 57 ) [ الأحزاب : 57 ]
، وفی الحدیث قال علیه السلام : « لا أحد أصبر على أذى سمعه من اللّه عز وجل ، إنه لیشرک باللّه ویجعل له الولد ، ثم یعافیهم ویرزقهم » ، أخرجه البخاری ومسلم بإسنادهما إلى أبی موسى.
قال رضی الله عنه : (فلا یسعى فی انتقام المغضوب علیه) ، أی انتقامه منه (بإیلامه) له (إلا لیجد الغاضب) فی نفسه الراحة ، أی الفراغ من حمل ألم الغضب الذی یسمى غضبا فی نفسه ، ویسمى آلاما فی نفس المغضوب علیه .
وقد وصف اللّه تعالى نفسه بالفراغ فی قوله سبحانه :سَنَفْرُغُ لَکُمْ أَیُّهَ الثَّقَلانِ( 31 ) [ الرحمن : 31 ] ، أی نضع فی نفوسکم یوم القیامة ما هو فی نفسنا الیوم لکم من حمل ألم الغضب على قوم مما یسمى غضبا فینا ویسمى آلاما فیکم .
وحمل لذة الرضى کذلک ( بذلک) - السعی فی الانتقام وإن کان اللّه تعالى منزها عن صورة ما یفهمه الغافل القاصر من ذلک الذی وصف اللّه تعالى به نفسه من غضب غیره .
قال رضی الله عنه : (فینتقل الألم الذی کان عنده) ، أی فی نفس الغاضب حیث یسمى غاضبا بسبب وجوده فی نفسه المتوجه به على المغضوب علیه لیفرغ منه ویصیغه فیه ما سمی غاضبا علیه (إلى) ذلک (المغضوب علیه) من الناس (والحق) تعالى إذا (أفردته) ، أی اعتبرته متمیزا (عن العالم) جمیعه غیر متعلقة صفاته وأسماؤه بشیء أصلا (یتعالى) ، أی یرتفع ویتقدس ویتنزه (علوا کبیرا عن هذه الصفة) التی هی وجود الراحة فی نفسه بالانتقام من المغضوب علیه والتشفی منه (على هذا الحد) المفهوم بحسب ما یجده المخلوق فی نفسه إذا غضب على غیره .
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ:
قال الشیخ رضی الله عنه : ( وإنما قلنا هذا من أجل من یرى أن أهل النار لا یزال غضب الله علیهم دائما أبدا فی زعمه . فما لهم حکم الرضا من الله، فصح المقصود. فإن کان کما قلنا مآل أهل النار إلى إزالة الآلام وإن سکنوا النار، فذلک رضا:
فزال الغضب لزوال الآلام إذا عین الألم عین الغضب إن فهمت.
فمن غضب فقد تأذى، فلا یسعى فی انتقام المغضوب علیه بإیلامه إلا لیجد الغاضب الراحة بذلک، فینتقل الألم الذی کان عنده إلى المغضوب علیه. والحق إذا أفردته عن العالم یتعالى علوا کبیرا عن هذه الصفة على هذا الحد. )
قال الشیخ رضی الله عنه : ( وإنما قلنا هذا ) المذکور ( من أجل من یرى أن أهل النار لا یزال غضب اللّه علیهم دائما أبدا فی زعمه ) فإذا کان غضب اللّه علیهم دائما فی زعمه ( فما لهم حکم الرضى من اللّه ) فی زعمه فإذا قلت هذا من أجل ذلک قلنا ( فصح المقصود ) وهو أن لهم حکم الرضا من اللّه فلا یصح قول من زعم أنه ما لهم حکم الرضى من اللّه فکان الأمر کما قلناه لا کما قاله فکان هذا القول منه ردا لمن زعم أن أهل النار لا یزال غضب اللّه علیهم دائما .
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فإن کان کما قلنا حال أهل النار إلى إزالة الآلام وإن سکنوا النار فذلک رضى فزال الغضب لزوال الآلام إذ عین الألم عین الغضب إن فهمت ) تصریح منه بأن الوجوه المذکورة فی إثبات حکم الرضى والرحمة تدل على جواز وقوع ذلک الحکم لهم فلا یقع أن یکون العذاب دائما لهم فیؤدی أدلته إلى التوقف بین جواز دوام وقوع العذاب وبین جواز إزالته فمذهبه التوقف فی مثل هذه المسألة کما بیناه من قبل وسنبین إن شاء اللّه تعالى فی مسألة فرعون فقد أعاد الشیخ رضی اللّه عنه هذه المسألة فی هذا الکتاب کثیرا فی مواضع لتضمنه فی کل إعادة فائدة جدیدة للطالبین لذلک شرحت فی کل مرة وإن کان البیان کافیا فی موضع .
فلما بین غضب اللّه وهو إیصال الألم إلى عباده أراد أن یبین غضب الناس فقال ( فمن غضب ) من الناس على غیره ( فقد تأذى ) بذلک الغضب ( فلا یسعى فی انتقام المغضوب علیه بإیلام إلا لیجد الغاضب الراحة بذلک ) الإیلام فإذا وجد الراحة بإیلام المغضوب علیه ( فینتقل الألم الذی کان عنده إلى المغضوب علیه الحق إذا أفردته ) أی إذا نظرته من حیث غنائه ( عن العالم یتعالى علوا کبیرا عن هذه الصفة على هذا الحد ) أی إذا نظرته من حیث أسمائه وصفاته کان مرآة للعالم
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( وإنما قلنا هذا من أجل من یرى أن أهل النار لا یزال غضب الله علیهم دائما أبدا فی زعمه . فما لهم حکم الرضا من الله، فصح المقصود. فإن کان کما قلنا مآل أهل النار إلى إزالة الآلام وإن سکنوا النار، فذلک رضا:
فزال الغضب لزوال الآلام إذا عین الألم عین الغضب إن فهمت.
فمن غضب فقد تأذى، فلا یسعى فی انتقام المغضوب علیه بإیلامه إلا لیجد الغاضب الراحة بذلک، فینتقل الألم الذی کان عنده إلى المغضوب علیه. والحق إذا أفردته عن العالم یتعالى علوا کبیرا عن هذه الصفة على هذا الحد. )
قال رضی الله عنه : ( وإنما قلنا هذا من أجل من یرى أن أهل النار لا یزال غضب الله علیهم دائما أبدا فی زعمه . فما لهم حکم الرضا من الله، فصح المقصود. فإن کان کما قلنا مآل أهل النار إلى إزالة الآلام وإن سکنوا النار، فذلک رضا: فزال الغضب لزوال الآلام إذا عین الألم عین الغضب إن فهمت. فمن غضب فقد تأذى، فلا یسعى فی انتقام المغضوب علیه بإیلامه إلا لیجد الغاضب الراحة بذلک، فینتقل الألم الذی کان عنده إلى المغضوب علیه. والحق إذا أفردته عن العالم یتعالى علوا کبیرا عن هذه الصفة على هذا الحد. ).
ثم إنا ما فسرنا الاعتدال بأنه السواء فی الجمیع، فإن السواء فی الجمیع یکون فیما له أجزاء متساویة والتساوی نسبی فقد یکون الربع مساویا للثلثین فی تکوین موجود ما بحیث لو وضع من الثلثین أکثر أو أقل من الربع لما حصل تکوین ذلک الوجود الخاص.
وأما حکم الرضا والغضب فی حق الله تعالى، فهما اعتباران فی زمانین أو فی زمان واحد باعتبارین أو باعتبارات.
ثم أشار أن الحق تعالى هو هویة العالم، قال: وإلیه یرجع الأمر کله کشفا فاعبده وتوکل علیه سترا وهذا هو معنى قول صاحب المواقف عنه تعالى أنه قال رؤیتی لا تأمر ولا تنهى وغیبتی تأمر وتنهی.
ثم قال کما قال الغزالی: (لیس فی الإمکان أبدع من هذا العالم)، فإن أراد بقوله هذا العالم العرش والکرسی والأفلاک التسعة إلى نقطة مرکز الأرض،
فقوله: لیس فی الإمکان أبدع من هذا العالم، هو قول موقوف فی ذوقی .
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( وإنما قلنا هذا من أجل من یرى أن أهل النار لا یزال غضب الله علیهم دائما أبدا فی زعمه . فما لهم حکم الرضا من الله، فصح المقصود. فإن کان کما قلنا مآل أهل النار إلى إزالة الآلام وإن سکنوا النار، فذلک رضا:
فزال الغضب لزوال الآلام إذا عین الألم عین الغضب إن فهمت.
فمن غضب فقد تأذى، فلا یسعى فی انتقام المغضوب علیه بإیلامه إلا لیجد الغاضب الراحة بذلک، فینتقل الألم الذی کان عنده إلى المغضوب علیه. والحق إذا أفردته عن العالم یتعالى علوا کبیرا عن هذه الصفة على هذا الحد. )
قال رضی الله عنه : (وإنّما قلنا هذا من أجل من یرى أنّ أهل النار لا یزال غضب الله علیهم دائما أبدا فی زعمه ، فما لهم حکم الرضی من الله ، فصحّ المقصود ، وإن کان - کما قلنا - مآل أهل النار إلى إزالة آلام أهل النار ، فذلک رضى ، فزال الغضب ، لزوال الآلام ، إذ عین الغضب عین الألم ، إن فهمت ) . " فی بعض النسخ : إلى إزالة الآلام وإن سکنوا النار "
قال العبد : الغضب والرضی إذا اتّصف الحق بأحدهما ، زال الآخر ، ولکن بالنسبة إلى مغضوب علیه أو مرضیّ عنه معیّنین ، وإلَّا فهو بالنسبة الکلَّیة الغضبیّة القهریة الجلالیة أو الرضى الکلی اللطفی الجمالی لا یزال اتّصافه بهما من کونه إلها وربّا ،
وأمّا من حیث غناه الذاتیّ الکلیّ اللطفی الجمالی لا یزال اتّصافه بهما من کونه إلها وربّا ،
وأمّا من حیث غناه الذاتیّ فلا یتّصف بشیء منهما ، فهو غنیّ عن العالمین ،
فصحّ أنّ المیل والانحراف لیس إلَّا من قبل القابل ، لظهور حکم الرضى أو الغضب فی القابل وغیر القابل ، لا بالنسبة إلى الحق وإن کانت حقیقتا الرضى والغضب - الکلَّیّین الإلهیین الظاهر أحکامهما أبدا دائما فی المرضیّین عنهم والمغضوبین علیهم من العالمین - ثابتتین لله ربّ العالمین على السواء ،
لا یتّصف بأحدهما دون الآخر إلَّا بالنسبة والإضافة إلَّا بحسب حکم سبق الرحمة الغضب - وهو ذاتیّ - وبالنسبة الأحدیة الجمعیة ، فحکم الغضب والرضى المتضادّین باعتبار ما ذکرنا ،
وفی صلاحیة الوجود الحق الإلهی من حیث ظهوره فی الأعیان والأکوان بحسب القوابل ، وظهور المیل والانحراف بحسب القابل وغیر القابل ، وفی وقت دون وقت ، وبالنسبة إلى أمر دون أمر ، فافهم .
قال رضی الله عنه: ( فمن غضب فقد تأذّى ، فلا یسعى فی انتقام المغضوب علیه بالملامة " بإیلامه " إلَّا لیجد الغاضب الراحة بذلک ، فینتقل الألم الذی کان عنده إلى المغضوب علیه، والحق إذا أفردته عن العالم، یتعالى علوّا کبیرا عن هذه الصفة على هذا الحدّ،)
یشیر رضی الله عنه: إلى أنّ العبد بتعیّنه حجاب على الحق المتعیّن به وفیه ، فهو هویة العبد ، والعبد صورة إنّیّة ربّه وأنانیّته ، فـ " الإنّی " المقیّد العینیّ و "الأنا " یقیّدان "الهو " الغیبیّ العینیّ فـ « الهو » المطلق روح هذا « الأنا » و « الإنّی » المقیّدین المتعیّن وحصّة هذا « الإنّی » المقیّد من « الهویة » المطلقة روحه المدبّر لصورته ، فـ « إنّا » و « إنّی » و « نحن » و « أنا » و « أنت » و " أنتم " کنایات عن الحق المتعیّن فی الصور والتعیّنات ، و « هو » کنایة عنه فی الغیب الذاتی ، وهو غیب الذات وما لا یعلم ولا یضاف من العین المطلقة تعالى ، والهویات المقیّدة بالأعیان المتعیّنة فی الصور وبها باعتبار الأنیّات والإنیّات الوجودیة الشهودیة ، وبدون هذا الاعتبار لیست إلَّا هو هو ،
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( وإنما قلنا هذا من أجل من یرى أن أهل النار لا یزال غضب الله علیهم دائما أبدا فی زعمه . فما لهم حکم الرضا من الله، فصح المقصود. فإن کان کما قلنا مآل أهل النار إلى إزالة الآلام وإن سکنوا النار، فذلک رضا:
فزال الغضب لزوال الآلام إذا عین الألم عین الغضب إن فهمت.
فمن غضب فقد تأذى، فلا یسعى فی انتقام المغضوب علیه بإیلامه إلا لیجد الغاضب الراحة بذلک، فینتقل الألم الذی کان عنده إلى المغضوب علیه. والحق إذا أفردته عن العالم یتعالى علوا کبیرا عن هذه الصفة على هذا الحد. )
قال رضی الله عنه : ( وإنما قلنا هذا من أجل من یرى أن أهل النار لا یزال غضب الله علیهم دائما أبدا فی زعمه فما لهم حکم الرضا من الله فصح المقصود ، فإن کان کما قلنا مآل أهل النار إلى إزالة الآلام وإن سکنوا النار فذلک رضى فزال الغضب لزوال الآلام ، إذ عین الألم عین الغضب إن فهمت ) .
إنما قلنا إن الاتصاف بأحد الحکمین دون الآخر لأنه لم یر أن غضب الله على أهل النار لا یزول أبدا ولا یکون لهم حکم الرضا قط ، فإن کان کما زعموا فالمقصود حاصل ، وإن کان کما قلنا مآلهم إلى زوال الآلام مع کونهم فی النار ، فذلک عین الرضا لزوال الغضب بزوال الألم.
"" أضاف بالی زادة : ( إذ عین الألم عین الغضب إن فهمت ) تصریح منه بأن الوجوه المذکورة فی إثبات حکم الرضى والرحمة تدل على جواز وقوع ذلک الحکم لهم ، فلا یقطع أن یکون العذاب دائما لهم ، فتؤدی أدلته إلى التوقف ، فمذهبه التوقف فی مثل هذه المسألة کما بیناه من قبل اهـ بالى زادة. ""
قال رضی الله عنه : ( فمن غضب فقد تأذى فلا یسعى فی انتقام المغضوب علیه بإیلامه إلا لیجد الغاضب الراحة بذلک فینتقل الألم الذی کان عنده إلى المغضوب علیه ، والحق إذا أفردته عن العالم یتعالى علوا کبیرا عن هذه الصفة ) على هذا (الحد) أی الألم ، وفی بعض النسخ : على هذا الحد ، من متن الکتاب .
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( وإنما قلنا هذا من أجل من یرى أن أهل النار لا یزال غضب الله علیهم دائما أبدا فی زعمه . فما لهم حکم الرضا من الله، فصح المقصود. فإن کان کما قلنا مآل أهل النار إلى إزالة الآلام وإن سکنوا النار، فذلک رضا:
فزال الغضب لزوال الآلام إذا عین الألم عین الغضب إن فهمت.
فمن غضب فقد تأذى، فلا یسعى فی انتقام المغضوب علیه بإیلامه إلا لیجد الغاضب الراحة بذلک، فینتقل الألم الذی کان عنده إلى المغضوب علیه. والحق إذا أفردته عن العالم یتعالى علوا کبیرا عن هذه الصفة على هذا الحد. )
قال رضی الله عنه : (وإنما قلنا هذا من أجل من یرى أن أهل النار لا یزال غضب الله علیهم دائما أبدا فی زعمه . فما لهم حکم الرضا من الله ، فصح المقصود . ) .
أی ، إنما قلنا لا یتعلق حکم الرضا على من یتعلق به حکم الغضب علیه ، وبالعکس ، بناء على زعم أهل الحجاب من أن أهل النار لا یزال حکم الغضب جار علیهم دائما أبدا ، ولا یتعلق بهم حکم الرضا من الله . فإن کان الأمر کما زعموا ، فصح المقصود .
فقوله : ( فصح المقصود ) جواب الشرط المحذوف یدل علیه قوله : ( فإن کان کما قلنا ، مآل أهل النار إلى إزالة الآلام ، وإن سکنوا النار ، فذلک رضا ، فزال الغضب لزوال الآلام ، إذ عین الألم عین الغضب إن فهمت ) .
أی ، فإن کان مآل أهل النار إلى إزالة الآلام والنعیم المناسب لأهل الجحیم ، کما قررناه من قبل فی مواضع وذلک عین الرضا منهم ، لأن زوال الألم عین زوال الغضب ، وإذا زال الغضب ، حصل الرضا .
وإنما قال : ( فإن کان کما قلنا ) مع أنه على یقین من ربه أن الأمر کما قال إلزاما للمحجوبین .
وذلک کما قال أمیر المؤمنین ، کرم الله وجهه فی بعض أشعاره :
قال المنجم والطبیب کلاهما .... لن تحشر الأجسام ، قلت إلیکما
إن کان قولکما فلست بخاسر .... أو کان قولی فالخسار علیکما
مع أنه علیه السلام ، قال : " لو کشف الغطاء ما ازددت یقینا " .
قال رضی الله عنه : ( فمن غضب فقد تأذى ، فلا یسعى فی انتقام المغضوب علیه بإیلامه ، إلا لیجد الغاضب الراحة بذلک ، فینتقل الألم الذی کان عنده إلى المغضوب علیه . والحق إذا أفردته عن العالم ، یتعالى علوا کبیرا عن هذه الصفة على هذا الحد . )
أی ، الغاضب والمنتقم إنما یغضب وینتقم لیجد الراحة بذلک الانتقام ، وینتقل الألم الذی کان عنده إلى المغضوب علیه .
والحق تعالى من حیث ذاته وانفراده عن العالم غنى عن العالمین ، متعال عن هذه الصفة علوا کبیرا .
ومن حیث إن هویة العالم عین هویة الحق ، فما ظهر أحکام الرضا والغضب کلها إلا من الحق وفی الحق .
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( وإنما قلنا هذا من أجل من یرى أن أهل النار لا یزال غضب الله علیهم دائما أبدا فی زعمه . فما لهم حکم الرضا من الله، فصح المقصود.
فإن کان کما قلنا مآل أهل النار إلى إزالة الآلام وإن سکنوا النار، فذلک رضا:
فزال الغضب لزوال الآلام إذا عین الألم عین الغضب إن فهمت.
فمن غضب فقد تأذى، فلا یسعى فی انتقام المغضوب علیه بإیلامه إلا لیجد الغاضب الراحة بذلک، فینتقل الألم الذی کان عنده إلى المغضوب علیه. والحق إذا أفردته عن العالم یتعالى علوا کبیرا عن هذه الصفة على هذا الحد. )
قال رضی الله عنه : (وإنّما قلنا هذا من أجل من یرى أنّ أهل النّار لا یزال غضب اللّه علیهم دائما أبدا فی زعمه فما لهم حکم الرّضا من اللّه فصحّ المقصود ، فإن کان کما قلنا مآل أهل النّار إلى إزالة الآلام وإن سکنوا النّار ، فذلک رضا فزال الغضب لزوال الآلام ، إذ عین الألم عین الغضب إن فهمت ، فمن غضب فقد تأذّى ، فلا یسعى فی انتقام المغضوب علیه بإیلامه إلّا لیجد الغاضب الرّاحة بذلک ، فینتقل الألم الّذی کان عنده إلى المغضوب علیه . والحقّ إذا أفردته عن العالم یتعالى علوا کبیرا عن هذه الصّفة على هذا الحدّ )
قال رضی الله عنه : ( وإنما قلنا هذا ) أی : کون الغضب مزیلا لحکم الرضا ( من أجل من یرى أن أهل النار ) من الکفار ( لا یزال غضب اللّه علیهم دائما ) ، ولو حال نضج جلودهم قبل حصول البدل بأن یکون حصول البدل قبل تمام النضج أو یتم النضج ، ولکن یکون لهم عذاب عقلی أو خیالی أو بالنار فی بواطنهم ، ولا ینضج ( أبدا ) ولو بعد استیفاء الحقوق غیر الکفر ، ( فما لهم حکم الرضا من اللّه ) وهو إزالة الآلام عنهم ، وإن کان راضیا بکونهم معذبین أو باعتبار بعض أسمائه کالمضل والمذل ، ( فصح المقصود ) من بیان المیل وإلا کانا مجتمعین ، ولو بلا اعتدال فلا یکون میلا کلیّا .
قال رضی الله عنه : ( فإن کان کما قلنا مآل أهل النار ) عند نضج الجلود قبل حصول البدل بعد استیفاء الحقوق غیر الکفر ( إلى إزالة الآلام ) الحسیة والعقلیة والخیالیة ،
قال رضی الله عنه : ( وإن سکنوا النار ) فتألموا بصورتها بما علموا أنها المحرقة لهم المؤلمة عند حصول البدل عن قریب ؛ ( لذلک رضی ) ، وإن قل زمانه بحیث لا یعتد به ، فلا یسمى الحق بذلک راضیا عنهم ، ولکن هذا الحکم نقیض حکم الغضب ، والحکم لا یتخلف عن التسبب ، ( فزال الغضب ) حینئذ وإن کان یعود فی حقهم عن قریب ؛ لأنه لم یبق فی حقهم إرادة الانتقام فی ذلک الوقت ( لزوال الآلام ) التی بها الانتقام ،ومراد الحق واقع لا محالة ، ولا معنى لغضب الحق سوى إرادة الانتقام ، إذ هو بالمعنى الحقیقی محال فی حقّ الحق ،
( إذ عین الألم ) المحال فی حق اللّه تعالى ( عین الغضب ) بالمعنى الحقیقی ( إن فهمت ) حقیقة الغضب ، وهو غلیان دم القلب وخروجه إلى سائر البدن .
قال رضی الله عنه : ( فمن غضب ، فقد تأذى ) بما ذکرنا ، وهو ألم ، ( فلا یسعى فی انتقام المغضوب علیه بإیلامه إلا لنجد الغاضب الراحة عن ذلک ) الألم بذلک الانتقام ، إذ یرجع به الذم إلى مکانه ، ویسکن غلیانه .
قال رضی الله عنه : ( فینتقل الألم الذی کان عنده إلى المغضوب علیه ) أی : یزول عن الغاضب ألم ، ویحصل بدله فی المغضوب علیه ، وإن تخالفا بالشخص والنوع والسبب ، وهذا المعنى لا یتصور فی حق الحق أصلا ، إذ ( الحق إذا أفردته عن العالم ) أی : عن ظهوره فی العالم ، وإیجاده له ، وتدبیره وتصرفه فیه .
قال رضی الله عنه : ( یتعالى علوّا کبیرا عن هذه الصفة ) أی : صفة الغضب إذ لا یتصور فی شأنه الذم ولا غلیانه ولا تأمله ، وإنما هو بمعنى إرادة الانتقام بخلاف ما إذا اعتبر ظهوره فیه ، فإنه تلحقه هذه الصفات المحدثة "(على هذا الحد.)"، وإلیه الإشارة بقوله :
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ:
قال الشیخ رضی الله عنه : ( وإنما قلنا هذا من أجل من یرى أن أهل النار لا یزال غضب الله علیهم دائما أبدا فی زعمه . فما لهم حکم الرضا من الله، فصح المقصود.
فإن کان کما قلنا مآل أهل النار إلى إزالة الآلام وإن سکنوا النار، فذلک رضا:
فزال الغضب لزوال الآلام إذا عین الألم عین الغضب إن فهمت.
فمن غضب فقد تأذى، فلا یسعى فی انتقام المغضوب علیه بإیلامه إلا لیجد الغاضب الراحة بذلک، فینتقل الألم الذی کان عنده إلى المغضوب علیه. والحق إذا أفردته عن العالم یتعالى علوا کبیرا عن هذه الصفة على هذا الحد. )
قال رضی الله عنه : ( وإنما قلنا هذا ) الکلام هنا - وهو أنّه لا بدّ من إنفاذ حکم أحد المتقابلین - أعنی الرضا والغضب - بالنسبة إلى العبد ، ولا یزال العبد تحت أحدهما - ( من أجل من یرى أن أهل النار لا یزال غضب الله علیهم دائما أبدا ) هذا ( فی زعمه ، فما لهم حکم الرضا من الله فصحّ المقصود ) من عدم التساوی والاعتدال على زعمهم .
هذا إن کان کما قالوا فهو یطابق الظاهر ، ( فإن کان - کما قلنا - مآل أهل النار إلى إزالة الآلام وإن سکنوا النار ) وبقی عندهم صورتها النوعیة الناریّة على ما علیه ذوق اولی الألباب من أهل الباطن. ( فذلک رضى ) عنهم ، لأنه زال تألَّمهم منها .
قال رضی الله عنه : (فزال الغضب لزوال الآلام ، إذ عین الألم عین الغضب إن فهمت فمن غضب فقد تأذّى ، فلا یسعى فی انتقام المغضوب علیه بإیلامه إلَّا لیجد الغاضب الراحة بذلک ، فینتقل الألم الذی کان عنده إلى المغضوب علیه ) فلا یزال هذا المیل متحقّقا .
فعلم أنّ هذا الکلام یوافق عقائد أهل الظاهر ویطابق أذواق أهل الباطن .
تعالى الحق تعالى فی مقامه الإطلاقی عن الرضا والغضب
ثمّ إنّه لما کان سوق کلامه هذا إلى مساقه المذکور مع أهل الظاهر ولأجلهم نزّله إلى مدارکهم الجزئیّة ، لأنّ أمثال هذه الأحکام التی قیل للغضب والغاضب من الانتقام والالتذاذ به یختصّ به المظاهر الکونیّة ،
والکلام فی صفات الله تعالى على ما هی علیه فی نفسها عند أهل التحقیق فی مشهدهم الذوقیّ لذلک أشار إلى وجه تحقیق الأمر بما عنده بقوله : ( والحقّ إذا أفردته عن العالم یتعالى علوّا کبیرا عن هذه الصفة ) فإنّک قد عرفت أنّ أحکام هذه الأسماء المتقابلة وظهور تنافیهما وتقابلهما لیس إلا باعتبار المحکوم علیه وملاحظة المظاهر الکونیّة ، وإذا أفردت الحقّ عنها فله الإطلاق فی سائر هذه الأسماء والتقدّس بها عنها .
وفی بعض النسخ ( على هذا الحدّ ) ، وأنت عرفت أن الکلام بإطلاقه صحیح ، فلا احتیاج إلى هذا القید إلا لمجرّد تبیین خصوصیّة المحلّ والظاهر أنّه کان من الحاشیة فوقع فی المتن .
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( وإنما قلنا هذا من أجل من یرى أن أهل النار لا یزال غضب الله علیهم دائما أبدا فی زعمه . فما لهم حکم الرضا من الله، فصح المقصود.
فإن کان کما قلنا مآل أهل النار إلى إزالة الآلام وإن سکنوا النار، فذلک رضا:
فزال الغضب لزوال الآلام إذا عین الألم عین الغضب إن فهمت.
فمن غضب فقد تأذى، فلا یسعى فی انتقام المغضوب علیه بإیلامه إلا لیجد الغاضب الراحة بذلک، فینتقل الألم الذی کان عنده إلى المغضوب علیه. والحق إذا أفردته عن العالم یتعالى علوا کبیرا عن هذه الصفة على هذا الحد. )
قال رضی الله عنه : ( وإنّما قلنا هذا من أجل من یرى أنّ أهل النّار لا یزال غضب اللّه علیهم دائما أبدا فی زعمه فما لهم حکم الرّضا من اللّه فصحّ المقصود . فإن کان کما قلنا مآل أهل النّار إلى إزالة الآلام وإن سکنوا النّار ، فذلک رضا .)
قال رضی الله عنه : (وإنما قلنا هذا ) الکلام على وجه لا یدل على زوال غضب الحق عن العبد مطلقا بل قیدناه بشرط المرضی ووجود الشرط مسکوت عنه ( من أجل من یرى أهل النار لا یزال غضب اللّه علیهم دائما أبدا فی زعمه فما لهم حکم الرضا من اللّه ) ، فما کان الأمر کما زعمه
( فصح المقصود ) یعنی وجود المیل وعدم الاعتدال ( فإن کان کما قلنا ) مرارا وقررناه ( مآل أهل النار إلى إزالة الآلام وإن سکنوا النار ) وبقیت علیهم الصورة الناریة (فذلک رضا ) اللّه عنهم لأنه زال تألمهم بها
قال رضی الله عنه : ( فزال الغضب لزوال الآلام، إذ عین الألم عین الغضب إن فهمت.
فمن غضب فقد تأذّى ، فلا یسعى فی انتقام المغضوب علیه بإیلامه إلّا لیجد الغاضب الرّاحة بذلک ، فینتقل الألم الّذی کان عنده إلى المغضوب علیه . والحقّ إذا أفردته عن العالم یتعالى علوا کبیرا عن هذه الصّفة على هذا الحدّ . وإذا کان الحقّ هویّة العالم ، فما ظهرت الأحکام کلّها إلّا منه وفیه . وهو قوله تعالى :وَإِلَیْهِ یُرْجَعُ الْأَمْرُ کُلُّهُ حقیقة وکشفافَاعْبُدْهُ وَتَوَکَّلْ عَلَیْهِ[ هود : 123] حجابا وسترا . فلیس فی الإمکان أبدع من هذا العالم لأنّه على صورة الرّحمن.)
قال رضی الله عنه : ( فزال الغضب لزوال الآلام إذ عین الألم عین الغضب ) ، أی عین ألم العبد عین غضب الحق إذ لیس عنده تعالى فی مرتبة الجمعیة شیء من الآلام حتى یکون زوال الغضب بزواله کما یکون عند العبد من التأذی من المغضوب علیه ، فلا یحکم بزوال غضب الرب إلا بزوال ألم العبد ، فعین الألم عین الغضب ( إن فهمت ) المقصود من هذه العینیة .
ثم شرع فی بیان ما یضاف إلى الحق من الغضب باعتبار مقامی جمعه وتفصیله فقال ( فمن غضب ) من الخلائق ( فقد تأذى ) من المغضوب علیه .
قال رضی الله عنه : ( فلا یسعى فی انتقام المغضوب علیه بإیلامه إلا لیجد الغاضب الراحة بذلک فینتقل الألم الذی کان عنده إلى المغضوب علیه . والحق إذا أفردته عن العالم ) ، باعتبار غناه الذاتی عن العالمین ( تعالى ) علوا کبیرا عن هذه الصفة یعنی الغضب ( على هذا الحد ) الذی تعارفه الخلق من أنفسهم فقوله : على هذا الحد لا بد منه وهو موجود فی متن النسخة التی قوبلت بحضور الشیخ رضی اللّه عنه مع الأصل ،
فیسقط ما قاله بعض الشارحین من أن الکلام بدونه تمام ، والظاهر أنه کان من الحاشیة فوقع فی المتن
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص:۴۴۱-۴۴۲
و إنّما قلنا هذا من أجل من یرى أن أهل النار لا یزال غضب اللّه علیهم دائما أبدا فی زعمه، فما لهم حکم الرضا من اللّه، فصحّ المقصود.
اینکه گفتیم حکم رضا به کسى که تعلق گرفت غضب به او تعلق نمیگیرد و به عکس به این جهت است که اهل حجاب بر این گمانند که غضب خداوند بر اهل نار دائمى است و حکم رضاى حق به آنان تعلق نمیگیرد . پس اگر امر در واقع چنین است که آنان (اهل حجاب) میپندارند، مقصود صحیح است. یعنى بر اهل نار که مغضوب علیهم هستند حکم رضا تعلق نمیگیرد.
فإن کان کما قلنا مآل أهل النار الى إزالة الآلام و إن سکنوا النار فذلک رضا فزال الغضب لزوال الآلام، إذ عین الألم عین الغضب إن فهمت.
و اگر چنان است که ما گفتیم (که ازاله آلام از اهل نار میشود. هر چند که ساکن در آتشند) مآل اهل نار به ازاله آلام است با اینکه در آتش مخلدند.
از ظاهر قرآن همین معنى مستفاد است که خداوند آنان را اصحاب نار معرفى فرموده است: أُولئِکَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ* و مصاحبت، دلالت بر الم ندارد. چنانکه «زبانیه» ملائکهاند و اصحاب نارند و إبراهیم خلیل علیه السلام در آتش بود و مصاحب نار بود و متألم از آتش نبود، چنانکه پیشتر اشارت نمودیم.
فمن غضب فقد تأذّى، فلا یسعى فی انتقام المغضوب علیه بإیلامه إلّا لیجد الغاضب الراحة بذلک، فینتقل الألم الذی کان عنده الى المغضوب علیه و الحقّ إذا أفردته عن العالم یتعالى علوّا کبیرا عن هذه الصفة على هذا الحدّ.
پس اگر کسى از خلایق غضب کند هر آینه اذیت میبیند و رنج میبرد. بنا بر این در انتقام مغضوب علیه به الم رساندن آن سعى نمیکند مگر اینکه غاضب از آن ایلام راحت کسب کند و آسایش ببیند که المى که در نزد او بود به مغضوب علیه منتقل گردد. حال اینکه حق تعالى را چون از عالم، به اعتبار غناى او از عالمیان جدا گردانى از این صفت غضب بر این حد و معناى مذکور متعالى است علوا کبیرا.
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۸۵۹
و إنّما قلنا هذا من أجل من یرى أنّ أهل النّار لا یزال غضب اللّه علیهم دائما أبدا فى زعمه فما لهم حکم الرّضا من اللّه فصحّ المقصود.
یعنى بگفتیم که حکم رضا متعلّق نمىشود بر آنکه حکم غضب برو متعلّق [مىشود] و بالعکس؛ مگر از روئى بنا بر زعم اهل حجاب که مىگویند که غضب از اهل نار زائل نمىشود؛ و حکم غضب ابدا بر ایشان جارى است و متعلّق نمىشود بر ایشان حکم رضا از حقّ عزّ و جلّ، پس اگر امر چنان باشد که ایشان گمان مىبرند پس مقصود درست گشت.
فإن کان کما قلنا مآل أهل النّار إلى إزالة الآلام و إن سکنوا النّار، فذلک رضا:
فزال الغضب لزوال الآلام، إذ عین الألم عین الغضب إن فهمت.
پس اگر چنانچه ما گفتیم مآل اهل نار به ازالت آلام باشد و به نعیمى که مناسب اهل جحیم است چنانکه تقریر کرده شد؛ یا آنکه ساکن باشند در نار. پس این عین رضاست از ایشان از آنکه زوال الم عین زوال غضب است. و چون غضب زائل شود رضا حاصل گردد. و شیخ- قدّس اللّه سرّه- اگرچه درین قول به عنایت الهى صاحب یقین است اما از براى الزام حجّت بر اهل حجاب فرمود که «فإن کان کما قلنا» چنانکه امیر المؤمنین کرم اللّه وجهه، با آنکه
«لو کشف الغطاء ما ازددت یقینا»
کاشف حال اوست در بعضى اشعار خویش مىفرماید:
قال المنجّم و الطّبیب کلاهما لن تحشر الأجساد قلت إلیکما
إن صحّ قولکما فلست بخاسر او کان قولى فالخسار علیکما
الزام خصم به تسلیم بعض مقدماتش طریق معهود اهل کمال است.
فمن غضب فقد تأذّى، فلا یسعى فى انتقام المغضوب علیه بإیلامه (بانتقامه- خ) إلّا لیجد الغاضب الرّاحة بذلک، فینتقل الألم الّذى کان عنده إلى المغضوب علیه. و الحقّ إذا أفردته عن العالم یتعالى علوا کبیرا عن هذه الصّفة على هذا الحدّ.
یعنى غاضب و منتقم غضب نمىکند و انتقام نمىکشد مگر از براى وجدان راحت بدین انتقام تا انتقال کند المى که نزد اوست، به مغضوب علیه.
و حقّ سبحانه و تعالى از حیثیت ذات و انفرادش از عالم غنى است از عالمین و متعالى ازین صفت.
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص:۶۳۹
639و ما رضى الرّاضى عمّن رضى عنه و هو غاضب علیه؛ فقد اتّصف بأحد الحکمتین فی حقّه و هو میل. و إنّما قلنا هذا من أجل من یرى أنّ اهل النّار لا یزال غضب اللّهعلیهم دائما أبدا فی زعمه. فما لهم حکم الرّضا من اللّه، فصحّ المقصود.
شرح یعنى آن چه گفته شد که حکم رضا متعلق نمىگردد به آن کس که حکم غضب بر وى رفته باشد، و حکم غضب نمىرود بر کسى که حکم رضا متعلق وى گشته باشد؛ این نه بر قاعده اهل وحدت گفتیم، بلکه به زعم اهل حجاب گفته شد که مىگویند که اهل دوزخ از صفت رضا محروم باشند، و حق لا یزال بر آن قوم به صفت غضب متجلّى بود. پس برین تقدیر صحّ المقصود.
فإن کان کما قلنا مآل أهل النّار إلى إزالة الآلام و إن سکنوا النّار، فذلک رضا: فزال الغضب لزوال الآلام، إذ عین الألم عین الغضب إن فهمت.
شرح این از جهت الزام محجوبان مىگوید، نه از شک و تردّد که در معتقد خود دارد.
فمن غضب فقد تأذّى، فلا یسعى فی انتقام المغضوب علیه بایلامه إلّا لیجد الغاضب الرّاحة بذلک، فینتقل الألم الّذی کان عنده إلى المغضوب علیه. و الحقّ إذا أفردته عن العالم یتعالى علوّا کبیرا عن هذه الصّفة على هذا الحدّ.