الفقرة الأولی:
متن فصوص الحکم الشیخ الأکبر محمد ابن العربی الطائی الحاتمی 638 هـ :
20 - فص حکمة جلالیة فی کلمة یحیویة
هذه حکمة الأولیة فی الأسماء، فإن الله سماه یحیى أی یحیا به ذکر زکریا.
و«لم نجعل له من قبل سمیا» فجمع بین حصول الصفة التی فیمن غبر ممن ترک ولدا یحیا به ذکره وبین اسمه بذلک.
فسماه یحیى فکان اسمه یحیى کالعلم الذوقی، فإن آدم حیی ذکره بشیث ونوحا حیی ذکره بسام، وکذلک الأنبیاء.
ولکن ما جمع الله لأحد قبل یحیى بین الاسم العلم منه وبین الصفة إلا لزکریا عنایة منه إذ قال «فهب لی من لدنک ولیا» فقدم الحق على ذکر ولده کما قدمت آسیة ذکر الجار على الدار فی قولها «عندک بیتا فی الجنة» فأکرمه الله بأن قضى حاجته وسماه بصفته حتى یکون اسمه تذکارا لما طلب منه نبیه زکریا، لأنه علیه السلام آثر بقاء ذکر الله فی عقبه إذ الولد سر أبیه، فقال «یرثنی ویرث من آل یعقوب» ولیس ثم موروث فی حق هؤلاء إلا مقام ذکر الله والدعوة إلیه.
ثم إنه بشره بما قدمه من سلامه علیه یوم ولد ویوم یموت ویوم یبعث حیا.
فجاء بصفة الحیاة وهی اسمه وأعلم بسلامه علیه، وکلامه صدق فهو مقطوع به، وإن کان قول الروح «والسلام علی یوم ولدت ویوم أموت ویوم أبعث حیا» أکمل فی الاتحاد، فهذا أکمل فی الاتحاد والاعتقاد وأرفع للتأویلات.
فإن الذی انخرقت فیه العادة فی حق عیسى إنما هو النطق، فقد تمکن عقله وتکمل فی ذلک الزمان الذی أنطقه الله فیه.
ولا یلزم للمتمکن من النطق على أی حالة کان الصدق فیما به ینطق، بخلاف المشهود له کیحیى.
فسلام الحق على یحیى من هذا الوجه أرفع للالتباس الواقع فی العنایة الإلهیة به من سلام عیسى على نفسه، وإن کانت قرائن الأحوال تدل على قربه من الله فی ذلک وصدقه، إذ نطق فی معرض الدلالة على براءة أمه فی المهد.
فهذا أحد الشاهدین، والشاهد الآخر هو الجذع الیابس فسقط رطبا جنیا من غیر فحل ولا تذکیر، کما ولدت مریم عیسى من غیر فحل ولا ذکر ولا جماع عرفی معتاد، لو قال نبی آیتی ومعجزتی أن ینطق هذا الحائط، فنطق الحائط وقال فی نطقه تکذب ما أنت رسول الله، لصحت الآیة وثبت بها أنه رسول الله، ولم یلتفت إلى ما نطق به الحائط.
فلما دخل هذا الاحتمال فی کلام عیسى بإشارة أمه إلیه وهو فی المهد، کان سلام الله على یحیى أرفع من هذا الوجه.
فموضع الدلالة أنه عبد الله من أجل ما قیل فیه إنه ابن الله وفرغت الدلالة بمجرد النطق وأنه عبد الله عند الطائفة الاخرى القائلة بالنبوة.
وبقی ما زاد فی حکم الاحتمال فی النظر العقلی حتى ظهر فی المستقبل صدقه فی جمیع ما أخبر به فی المهد فتحقق ما أشرنا إلیه.
متن نقش فصوص الحکم للشیخ الأکبر محمد ابن العربی الطائی الحاتمی 638 هـ :
20 - نقش فص حکمة جلالیة فی کلمة یحیویة
أنزله منزلته من الأسماء . فلم یجعل له من قبل سمیاً .
فبعد ذلک وقع الاقتداء به فی اسمه . لیرجع إلیه .
وآثرت فیه همة أبیه لما أشرب قلبه من مریم .
وکانت منقطعة من الرجال .
فجعلهُ حصوراً بهذا التخیل .
والحکماء عثرت على هذا مثل هذا .
فإذا جامع أحدٌ أهله فلیخیل فی نفسه عند إنزاله الماء أفضل الموجودات .
فإن الولد یأخذ من ذلک بحظٍ وافر . إن لم یأخذه کله .
الفکوک فی اسرار مستندات حکم الفصوص صدر الدین القونوی 673 هـ:
20 - فک ختم الفص الیحیوى
20 / 1 - اعلم ان موجب تسمیة هذه الحکمة بالحکمة الجلالیة امر ان :
أحدهما یختص بحال یحیى علیه السلام والاخر یختص بذاته وصفته واسمه ، فلنبدأ بذکر ما یختص بذاته وصفته واسمه
فنقول: قد ثبت ان الحق سبحانه ذو الجلال والإکرام ، ومن أسمائه الجلیل ، ولیس فی الوجود موجود یستهلک کثرة صفاته وأسمائه فی وحدة ذاته بحیث یضمحل لذاتها کل عدد ومعدود الا الحق سبحانه ،
فمن عنایته بشأن یحیى علیه السلام - وان جعل له من هذا الکمال نصیبا - فأنزله منزلة نفسه ، فادرج اسمه وصفته فی وحدة ذاته ، ولم یفعل ذلک بغیره ، ممن وجد قبله .
2 / 20 - فشرفه بذلک وبالاولیة التی هی من امهات نعوت الحق وشرفه ایضا بان أتاه الحکم صبیا وبالبشرى بحسن الخاتمة هنا وفیما بعد الموت والمحشر بقوله تعالى : " وسَلامٌ عَلَیْه یَوْمَ وُلِدَ ویَوْمَ یَمُوتُ ویَوْمَ یُبْعَثُ حَیًّا " [ مریم / 15 ] وهذا من نوع ما نبهت علیه فی فک ختم الفص الصالحی فی الحاشیة من ان کل ما یکون نسبته الى الحق من حیث الأسباب الباطنة اقوى ، کانت اضافته الى الحق اقوى وأتم .
3 / 20 - وحصول الولد بین المرأة العاقرة والشیخ الفانی یبعد اضافته الى الأسباب المعتادة الظاهرة ، وکان صمت أبیه الثلاثة الأیام وامر الحق له بالذکر والتسبیح وامره قومه ایضا بالتسبیح بکرة وعشیا سببا لتکمیل استعداده الذی قبل من الحق الحکم والحنان والزکاة فی حال صباه ،
کما کان صمت مریم احد الأسباب المعینة بإذن الله فی نطق عیسى ، لان مدار امر الوجود على الظهور والبطون ،
فما نقص من الباطن اخذه الظاهر وتقوى به وبالعکس ایضا ، فافهم تصب ان شاء الله .
4 / 20 - وایضا فلیعلم ان الهمة من الأسباب الباطنة ، واول الأسباب فی وجود یحیى استحسان الله حال مریم سلام الله علیها ، فتوجه بهمته ملتجئا الى ربه بدعائه ، فاستجاب له ربه ورزقه یحیى ، ولو لا وجود أبیه زکریا واصلاح الحق زوجته له لخرج یحیى مثل عیسى یتکلم بالحکمة فی المهد ، لکن لما کان حکم الطبیعة فی مثل هذا الامر اقوى من حکم الروحانیة ، وکان الامر فی قضیة عیسى بالعکس ، تأخر ذلک الى عهد الصبى .
5 / 20 - والامر الاخر من الأمرین المشار إلیهما هو انه ینبغی لک ان تعلم ان الصفات تنقسم بنحو من القسمة الى قسمین : صفات ذاتیة وصفات حالیة ،
فالصفات الذاتیة واضحة عند الأکثرین ،
واما الصفات الحالیة : کالغضب والرضاء والقبض والبسط ونحو ذلک .
6 / 20 - وهذه الصفات الحالیة فی اصطلاح اهل طریق الله ترجع الى ثلاثة اصول :
احدها مقام الجلال والاخر مقام الجمال
والاخر مقام الکمال ، فلمقام الجلال الهیبة والقبض والخشیة والورع والتقى ونحو ذلک ،
ولمقام الجمال الرجاء والبسط والانس واللطف والرحمة والنعیم والإحسان ونحو ذلک ،
ولمقام الکمال الحیطة بالجلال والجمال وتوابعهما من الأحوال والجمع بین کل ذلک وسواه .
7 / 20 - وکان الغالب على ظاهر یحیى الأحوال الجلالیة ، فلذلک سمى شیخنا رضى الله عنه حکمته بحکمة الجلالیة وورد فی الحدیث ما هذا معناه :
ان یحیى وعیسى علیهما السلام تفاوضا ، فقال یحیى لعیسى کالمعاتب له لبسطه - :
کأنک قد امنت مکر الله وعذابه ؟
فقال له عیسى : کأنک آیست من فضل الله ورحمته ؟
فأوحى الله إلیهما : ان أحبکما الى أحسنکما ظنا بى .
فهذا ما یسر الله ذکره من التنبیه على سر الحکمة الیحیویة وحاله وصفته ، فتدبر ترشد ان شاء الله .
الجزء الثانی
20 - فص حکمة جلالیة فی کلمة یحیویة
کلمات و مصطلحات وردت فی فص حکمة جلالیة فی کلمة یحیویة
مصطلح العلم الذوقی - علم الأذواق
یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی:
" علم الأذواق : هو علم لا عن فکر ، وهو العلم الصحیح ، وما عداه فحدس وتخمین لیس بعلم أصلا " .
ویقول : " العلم الذوقی : علم نتائج المعاملات والأسرار ، وهو نور یقذفه الله تعالى فی قلبک ، تقف به : على حقائق المعانی الوجودیة ، وأسرار الحق فی عباده ، والحکم المودعة فی الأشیاء ، وهذا هو علم الحال " .
یقول الشیخ عبد القادر الجزائری:
" علوم الأذواق : وهی العلوم الحاصلة بالتجلیات لمن شاء الله تعالى من عباده من القسم الثالث حق الیقین " .
یقول الشیخ الأکبر ابن العربی فی علوم الأذواق وتعلقها بالجوارح:
" لکل جارحة علم من علوم الأذواق یخصها من عین واحدة تختلف باختلاف الجوارح ، کالماء حقیقة واحدة مختلف فی الطعم باختلاف البقاع ... وهذه الحکمة من علم الأرجل ، وهو قوله تعالى فی الأکل لمن أقام کتبه : " ومن تحت أرجلهم " .
فإن الطریق الذی هو الصراط هو للسلوک علیه والمشی فیه ، والسعی لا یکون إلا بالأرجل . فلا ینتج هذا الشهود فی أخذ النواصی بید من هو على صراط مستقیم إلا هذا الفن خاص من علوم الأذواق " .
یقول الشیخ الأکبر ابن العربی الطائی الحاتمی:
" العلم الذوقی : هو علم نتائج المعاملات والأسرار ، وهو نور یقذفه الله تعالى فی قلبک : تقف به على حقائق المعانی الوجودیة ، وأسرار الحق فی عباده ، والحکم المودعة فی الأشیاء ، وهذا هو علم الحال " .
یقول الشیخ کمال الدین القاشانی:
" العلم الذوقی : هو العلم الحاصل للعبد من جهة المشاهدة والعیان لا بطریق خبر ولا باستدلال ببرهان " .
ویقول : هو العلم الحاصل للعبد من جهة المشاهدة والعیان لا بطریق خبر ولا باستدلال برهان، وقد عرفت معنى الذوق فی بابه.
یقول الشیخ صدر الدین القونوی :
" اعلموا أن حصول العلم الذوقی الصحیح من جهة الکشف الکامل الصحیح ،
یتوقف بعد العنایة الإلهیة على تعطیل القوى الجزئیة الظاهرة والباطنة من التصرفات التفصیلیة ، المختلفة المقصودة وتخلیصها لمن تنسب إلیه ،
وتفریغ المحل عن کل علم واعتقاد ، بل عن کل شیء ما عدا المطلوب الحق ،
ثم الإقبال علیه على ما یعلم من نفسه بتوجه کلی جملی مقدس من سائر التعینات العادیة ، والاعتقادیة ، والاستحسانات التقلیدیة ، والتعشقات النسبیة ، على اختلاف متعلقاتها الکونیة وغیرها ، مع توحد العزیمة والجمعیة ، والإخلاص التام ،
والمواظبة على هذا الحال على الدوام ، أو فی أکثر الأوقات ، دون فترة ولا تقسم خاطر ، ولا تشتت عزیمة .
فحینئذ تتم المناسبة بین النفس والغیب الإلهی ، وحضرة القدس الذی هو ینبوع الوجود ، ومعدن التجلیات الأسمائیة الواصلة الى کل موجود والمتعینة المتعددة فی مرتبة کل متجلى له وبحسبه لا بحسب المتجلی الواحد المطلق " .
قال الشیخ رضی الله عنه فی الفتوحات الباب الرابع والتسعون ومائتان:
والذی یعطیه کل موجود من العلم الذوقی لا یعطیه الآخر
ولقد یجد الإنسان من نفسه تفرقة ذوقیة فی أکله تفاحة واحدة فی کل عضة یعض منها إلى أن یفرغ من أکلها ذوقا لا یجده إلا فی تلک العضة خاصة والتفاحة واحدة ویجد فرقانا حسیا فی کل أکلة منها وإن لم یقدر یترجم عنها ومن تحقق ما ذکرناه یعلم أن الأمر خارج عن طور کل قوة موجودة کانت تلک القوة عقلا أو غیره فسبحان من تعلق علمه بما لا یتناهى من المعلومات لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ
قال تعالى ولا یُحِیطُونَ بِشَیْءٍ من عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ وقد بین لک فی هذه الآیة أن العقل وغیره ما أعطاه الله من العلم إلا ما شاء ولا یُحِیطُونَ به عِلْماً
ولذا قال وعَنَتِ الْوُجُوهُ عقیب قوله ولا یُحِیطُونَ به عِلْماً أی إذا عرفوا أنهم لا یحیطون به علما خضعوا وذلوا وطلبوا الزیادة من العلم فیما لا علم لهم به منه
قال الشیخ رضی الله عنه فی الفتوحات الباب الرابع والخمسون وثلاثمائة
قلت فإن أهل النار قد علموا صدق الله فی إنفاذ الوعید
وقالوا رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَیْرَ الَّذِی کُنَّا نَعْمَلُ
فلا نشک أنهم فی هذه الحال حصل لهم العلم والله یقول ولَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ مع هذا العلم الذوقی الذی حصل لهم
قلنا لما علم الله أن هذه الدار الدنیا جعلها الله على طبیعة مخصوصة وجعل نشأة الإنسان على مزاج یقبل النسیان والغفلة وحب العاجلة ، ویقبل ضد هذا على حسب ما یقام فیه
فعلم سبحانه أن نشأة هؤلاء الذین عینهم أنهم لو ردوا إلى الدنیا فی نشأتهم التی کانوا علیها فی الدنیا لعادوا إلى نسیان ما کانوا قد علموا
وجعل على أعینهم غطاء على ما لو شهدوه لعلموا الأمر فعملوا له
فهذا معنى لعادوا لما نهوا عنه
لأن النشأة لیست إلا تلک فلو بقی لهم هذا العلم لما عادوا
ألا ترى النبی صَلَّى اللهُ عَلیهِ وسَلَّم یقول فی الصحیح عنه إنه یؤتى فی القیامة بأنعم
أهل الدنیا فیغمس فی النار غمسة
فیقال له هل رأیت نعیما قط فیقول لا والله
ومعلوم أنه رأى نعیما ولکن حجبه شاهد الحال عن ذلک النعیم فنسیه
وکذلک صاحب البؤس إذا غمس فی الجنة غمسة یقال له هل رأیت بؤسا قط فیقول لا والله ما رأیت بؤسا قط فکذلک لو ردوا لکانوا بحسب النشأة والحال التی یردون فیها.
وأما عصاة المؤمنین فإنهم عالمون بإنفاذ الوعید ولکن لا یعلمون فیمن فلو تعین لواحد منهم أنه هو الذی ینفذ فیه الوعید
لما قدم على سببه الذی علم أنه یحصل له إنفاذ الوعید به
وإذا جبر فی اختیاره فذلک لا یعلمه لأنه لا یجد ذلک من نفسه فإن الأمر فی ذلک مشترک
وقد تقدم قبل هذا الکلام علیه فی بعض المنازل فمن شهد الجبر فی اختیاره علما من طریق الکشف والشهود أتى المخالفة بحکم التقدیر لا بحکم الانتهاک
فکان عاملا بما علم فلم یضره ذلک العمل بل هو مغفور له. أهـ
مصطلح الولد سر أبیه
یقول الشیخ ناصر بن الحسن الحسینی السبتی الکیلانی:
لأنّ الولد سر أبیه فسر کل شیء حقیقته أو ثمرته.
فعلى الأول أن الولد سر أبیه لأنه تفضیل ما أجمل فیه، فحقیقة الأب التی کانت بصورة الإجمال ظهرت فی مفصله على صورة الکمال بأحسن التقویم و الجمال.
فما ظهر الکمال العطائی بأنواعها و أصنافها إلا فیه بتفضیل الإجمال، فالأمر إجمالی و تفصیل و إجمال.
و على الثانی فلأن السر هو الثمرة المکنونة فی أکمامه، فهو سر أبیه و ثمرته لأن القابلیات أعطت ذلک،
فالذی بالقوة فی الأب یظهر فی الولد لأن کل تجلی یتأخر یضمن الأول مع الزیادة
فمنه خرج و إلیه عاد أی من آدم خرج شیث علما و وجودا و صورة و معنى، و إلیه عاد نفعه.
یقول الشیخ عبد الغنی النابلسی:
لأن الولد سر أبیه أی من نفس آدم علیه السلام ما یسره أبوه و یضمره، أخرجه عند توجهه بنطفته على رحم الأم، فکان الولد باطن الأب، فکیف ما اتصف باطن الأب یتصف ظاهر الابن .أهـ
یقول مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی:
الولد سر أبیه: لیس أمرا خارجا عن وجود أبیه.
یقول الشیخ مؤید الدین الجندی :
والولد سرّ أبیه: وسرّ هذه الصورة الأحدیة الجمعیة هو الفیض والوهب.
فمنه خرج وإلیه عاد، فإنّ الهبات والأعطیات تعود على حقائق القوابل المظهریّة المرتبیّة، والأمر محصور بین الوجود والمرتبة، والإحاطة والجمع بحقائقها یقتضیان الحصر فیهما ویقضیان بهما
یقول الشیخ عبد الرزاق القاشانی :
الولد سر أبیه : فمنه خرج وإلیه عاد، فما أتاه غریب لمن عقل عن الله" أی معانى الأسماء کما عقلها آدم عنه.
یقول الشیخ داود القیصری :
الولد سر أبیه: أی، مستور فی وجود أبیه وموجود فیه بالقوة.
یقول الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی:
الولد سر أبیه : أی مستور موجود فیه بالقوة.
قال الشیخ رضی الله عنه فی الفتوحات الباب الرابع وأربعمائة:
وأما فتنة الولد فلکونه سر أبیه وقطعة من کبده وألصق الأشیاء به فحبه حب الشیء نفسه ولا شیء أحب إلى الشیء من نفسه
فاختبره الله بنفسه فی صورة خارجة عنه سماه ولدا لیرى هل یحجبه النظر إلیه عما کلفه الحق من إقامة الحقوق علیه .
یقول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلیهِ وسَلَّم فی حق ابنته فاطمة ومکانتها من قلبه المکانة التی لا تجهل لو أن فاطمة بنت محمد سرقت قطعت یدها
وجلد عمر بن الخطاب ابنه فی الزنا فمات ونفسه بذاک طیبة وجاد ماعز بنفسه والمرأة فی إقامة الحد علیهما الذی فیه إتلاف نفوسهما
وقال فی توبتهما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلیهِ وسَلَّم وأی توبة أعظم من أن جادت بنفسها ،والجود بإقامة الحق المکروه على الولد أعظم فی البلاء.
یقول الله فی موت الولد فی حق الولد " ما لعبدی المؤمن إذا قبضت صفیه من أهل الدنیا عندی جزاء إلا الجنة"
فمن أحکم هذه الأرکان التی هی من أعظم الفتن وأکبر المحن وآثر جناب الحق ورعاه فیها فذلک الرجل الذی لا أعظم منه فی جنسه .أهـ
قال الشیخ رضی الله عنه فی الفتوحات الباب الخامس والخمسون وأربعمائة
قلته لا إله إلا هو فحضرته لا تحمل الغرباء لأنه وصل للرحم
فهو أرحم الرحماء فقرابته مجهولة والجاهلون بها منهم أنزلهم جهلهم منزلة الغرباء الذین لا نسب بینهم وبینه
وهو سبحانه ما یعامل عبده إلا بما جاءه به لا یزیده علیه وهو قوله وذلِکُمْ ظَنُّکُمُ
فهو لهم فی اعتقادهم جار جنب فهم قطعوا رحمهم فقطعهم الله فما أشرف العلم بالأنساب ولهذا کانت العرب تثابر على علم الأنساب حتى قال الله ما قلناه من إثبات النسب بالطریقین طریق أرفع نسبی وطریق الرحم شجنة من الرحمن وهو قوله الولد سر أبیه
فکم بین رجل یأتی یوم القیامة عارفا بنسبه مدلا بقرابته متوسلا إلى الرحمن برحمه وبین من یأتی جاهلا بهذا کله یعتقد الأجنبیة وبعد المناسبة وإن علم بالخبر فیکون عنده بمنزلة کون أبیه آدم منه وهو ابن آدم فیجعل هذا مثل ذلک فإن هذا النسب لا یعطی سعادة عنده وهو غالط بل یعطی ویعطی
ولقد رأیت ذلک ذوقا بمکة فی عمرة اعتمرتها عن أبینا آدم علیه السلام فظهر لی ذلک فی مبشرة رآها بعض الناس لنا وللجماعة التی أمرتهم فی تلک اللیلة بالاعتمار معی عن أبینا آدم رأى فیها من لتقریب الإلهی وفتح أبواب السماء وعروج تلک الجماعة وتلقاهم الملأ الأعلى بالتأهیل والسهل والترحیب إلى أن بهت وذهل مما رأى
فإن رحم آدم منا رحم مقطوعة عند أکثر الناس من أهل الله فکیف حال العامة فی ذلک
ولقد وصلتها بحمد الله ووصلت بسببی وجرى فیها على سننی وکان عن توفیق إلهی لم أر لأحد فی ذلک. أهـ
قال الشیخ رضی الله عنه فی الفتوحات الباب التاسع والخمسون وخمسمائة
ومن ذلک سر النبوة بین الصدیقیة والنبوة من الباب 168 الولد قطعة من الکبدقد کان ساریا فیه فلهذا کان سر أبیه
فهو فی المنزل الأقرب المعنوی بین الصدیق والنبی فهو الولی ما هو صدیق ولا نبی
دلیله فی البشر مسألة موسى وخضر جاء فی الآی من السور فمن علم ما علم وحکم من المقام الذی منه حکم علم صاحب القدم
قال له الکلیم علمنی وقال له الحبیب استغفر لی
انظر إلى هذه التکلمة المحمدیة وتنبیهها على هذه المنزلة العلیة مع کونه بعث عامة فأکبر الطوام هذه الطامة
فمن هنا یعلم أن الحجاب المنیع والستر الرفیع قد لا یکون فی التشریع قد فضل الرسل بعضهم على بعض مع الاشتراک فیما شرعوه من السنة والفرض
فما یکون الفضل إلا عن أمر زائد لا یعرفه إلا الختم أو الفرد أو الإمام الواحد وهو عن غیر هؤلاء محجوب مع أنه لکل شخص مطلوب
ومن خرج عن هؤلاء لا یهتدون بمناره ولا یصطلون بناره ولا یبصرون بأنواره بل ینکرونه إذا سمعوه ولا یحصلونه فیما جمعوه فإن عین لهم رموا به وجه من عینه ویقولون هذا من تزیین الشیطان الذی زینه. أهـ.
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص:۴۵۵-۴۵۶
20. فصّ حکمة جلالیّة فی کلمة یحیویّة
[اسماى جلالی]
قیصرى گوید:
از صفات الهى و اسماى ربانى آن چه به قهر اختصاص دارد جلالی است و آن چه به لطف و رحمت اختصاص دارد جمالى است. اسماء جلالی قبض و خشیت و تقوى و ورع اعطا میکند و اسماء جمالى بسط و رجاء و انس و لطف و رحمت عطا میکند و چون یحیى علیه السلام همواره منقبض بود و از خداوند خشیت داشت و به حزن و بکاء عاجل بود به طورى که از اشک چشمش در چهره او شکافها پیدا شد. رسول اللّه خبر داد که یحیى( حضرت یحیى و حضرت عیسى پسر خاله یک دیگر بودند.) علیه السلام و عیسى علیه السلام یک دیگر را ملاقات کردند یحیى هنگامى که عیسى خنده کرد از روى عتاب به وى گفت، گویا تو از مکر و عذاب خدا ایمنى، عیسى در جوابش گفت گویا تو از فضل و رحمت الهى نومید شدهاى.
خداوند به آنان وحى فرمود: محبوبترین شما پیش من کسى است که ظن او به من نیکوتر است و عاقبت امر یحیى این شد که او را کشتند و پیوسته خون او میجوشید تا از کفار، هفتاد هزار نفر به قصاص خون او کشته شدند پس فوران خون ایستاد. لذا حکمت جلالیه به کلمه یحیویه اختصاص پیدا کرد.
وجه دیگر در اینکه فص جلالی شد تا آن که جلال، نفى موجودات است تا به اولیت رجوع کنند. چنانکه حق تعالى فرمود: لِمَنِ الْمُلْکُ الْیَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ (غافر: 16) و واحد و قهار (یا اولیت و قهاریت) از اسماء جلالند و یحیى را اولیتى در اسماء بود لذا حکمت او اختصاص به اولیت (یعنى جلال)
یافت و به جهت این سرّ، شیخ، فص را این چنین افتتاح کرد که گفت:( شرح فصوص قیصرى، ص 398 399.)
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص:۸۷۵-۸۷۸
[فصّ حکمة جلالیّة فى کلمة یحیویّة]
فصّ حکمة جلالیّة فى کلمة یحیویّة هرآینه دانستهاى که از صفات الهیّه و اسماى ربّانیّه آنچه اختصاص به قهر و نعمت دارد مسمّى است به جلال، و آنچه اختصاص به لطف و رحمت دارد مسمّاست به جمال؛ و اوّل معطى خشیت و قبض و ورع و تقوى است، و ثانى معطى انس و رحمت و بسط و رجاء.
و چون یحیى علیه السلام به انقباض و خوف و خشیت موصوف بود و به حزن و بکاء و رهبت معروف، چنانکه از جریان دمع، اخادید(در منتهى الأرب گوید:« أخدود: شکاف زمین به درازا، أخادید، جمع»)در وجه مبارکش پدید آمده بود و رسول علیه السلام خبر داد که عیسى و یحیى علیهما السلام ملاقات کردند، یحیى عیسى را گفت: آثار نشاط و ذوق و انبساط در تو مشاهده مىکنم مگر تو از مکر خداى ایمنى؟ عیسى گفت: من نیز ترا با گریه و غم و حزن و الم مىبینم مگر تو از فضل و رحمت حقّ نومیدى؟ حق سبحانه و تعالى وحى فرستاد که حق در طرف آنکس است که حسن ظن او در حق من بیشتر است.
و عاقبت امر یحیى به قتل انجامید و فوران دم او از حدّ گذشت و تا هفتاد هزار کافر از براى قصاصش کشته نشد خون او ساکن نگشت. لاجرم بدین مناسبات حکمت جلالیّه به کلمه یحیویّه اختصاص یافت.
دیگر «جلال» مفنى موجودات است تا راجع شود به اولیّت کما قال تعالى لِمَنِ الْمُلْکُ الْیَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ و این هر دو اسم از اسماى «جلال» است و یحیى را اولیّت است در اسما که لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِیًّا.
پس این حکمت که موجب ظهور اولیت است بدو مخصوص شد و از براى این سرّ شیخ افتتاح فص بدین قول کرد که:
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص:۶۴۱
فصّ حکمة جلالیّة فی کلمة یحیاویّة
کان الغالب على أحوال یحیى- علیه السّلام- الجدّ و الجهد، و القبض و البکاء من خشیة اللّه حتّى خدّت الدّموع فی خدوده أخادید ...
و کان یقتضی حقیقة القیام بمظهریّة حضرة الجلال و تجلّیاتها، و قتل فی سبیل اللّه، و قتل على دمه سبعون ألفا حتّى سکن دمه من فورانها ... فلهذا أضیفت هذه الحکمة إلى کلمته